المقالات

19 نوفمبر 2024

من ثمارهم تعرفهم

جزء من إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح 7{ احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخلٍ ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار فإذاً من ثمارِهم تعرفونهم } ( مت 7 : 15 – 20 ) إن أردت أن أعرف نوع شجرة وأنا غير خبير في الزراعة أنه إن رأيت ثمرة واحدة أعرف عن طريقها نوع الشجرة إن رأيت بها تفاحة أعرف أنها شجرة تفاح إن رأيت بها زيتونة أعرف أنها شجرة زيتون وأولاد الله الثمر الذي فيهم هو ثمر بر فضيلة ثمر مختلف عن ثمر أولاد العالم أولاد الله حياتهم فيها ثمر الروح محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح وداعة تعفف ( غل 5 : 22 ) الإنسان المسيحي حياته مثمرة لله تعرفه من ملامحه من كلامه من سلوكه من تصرُّفه من مظهره من لِبسه الآباء القديسين يقولون لنا إملأ قلبك سلاماً وكثيرين حولك يخلصون جميل أن الفضيلة تُزرع داخلي وتنمو إلى أن تُثمر وما أجمل أن أشهد للمسيح بثماري ما أجمل أن تخرج مني ثمار تشهد لنوع الشجرة الخاصة بيَّ كلٍ منا شجرة صغيرة مغروسة في شجرة كبيرة ( الكنيسة ) كلٍ منا في طقس صلاة المعمودية يُدهن بالزيت من الكاهن ويقول له { تُغرس في شجرة الزيتون اللذيذة في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة } عندما غُرسنا فيها أخذنا شكلها وتعاليمها ثم ثمارها يُقال عن أحد الملوك كان يُعذب المسيحيين فوجد فيهم شئ غريب أنهم يحبون التعذيب يسعون للإستشهاد ويُقبِلون عليه بالآلاف ومن يُقبِل على الموت نجده يُصلي ويُسبح شئ يُثير العجب فأرسل الملك شخص جاسوس وطلب منه أن يعيش في وسط المسيحيين ويقول له كيف يُفكر هؤلاء وكيف يعيشون ؟ هل هذا لون من ألوان الإنتحار ؟ قل لي أفكارهم فكتب هذا الجاسوس تقرير للملك يقول له : " لم أرى مثل هؤلاء لا يزنون ولا يسرقون لا يكذبون يعيشون في العالم غرباء كأنهم ينتظرون مدينة أخرى يقولون أنها مدينة باقية يعيشون في العالم ولكن ليس حسب العالم أي مدينة يسكنونها يعتبرونها كأنها وطن غريب يُشبهون النفس في الجسد مختلفين عن الجسد لكن عايشين مع الجسد وهم سر حياة الجسد " ويقول أيضاً : " أن المسيحيين هم سر حياة العالم " فإنها شهادة جميلة عن أولاد الله الذين أحبوا المدينة السماوية عندما نحتك بإنسان تظهر ثماره الداخلية إن وُضِع في اختبار للأمانة أو المحبة الغضب الشهوة تظهر ثماره فكيف أصل إلى أن أكون مسيحي فِعلاً ويكون داخلي ثمر يُمجد ربنا ؟ أولاً البذرة :- كلٍ منا إعتباراً من يوم المعمودية حصل على بذرة سماوية حية تصلُح أن تأتي بثمر سماوي عليَّ كشخص أن أحافظ عليها حية كما حصلت عليها وأتأكد أنها كذلك لكي أُثمر لله عليَّ أن أكون بذرة حية وعلامة الحياة هي أن يكون بها بذرة حية عليك أن تعرف نفسك حية أم ميتة هل بك نبض في الصلاة في الكنيسة متفاعل ؟ علاقة مع الله بلا روتين وقفة الصلاة بها إحساس الإنجيل كلمة حية تدخل داخلي لتسكن فيكم كلمة المسيح بغِنى ( كو 3 : 16) أقول له يارب أعطيني أن أسمع وأعمل وأعيش وأسلك هذه هي علامة حياة وليست ممارسات روحية فقط من علامات الحياة أن لا يكون هناك ملل ممكن أن تمل من شئ ولا تمل من كائن آخر علامة الحياة الموجودة في الإنسان أو أي كائن حي أنه متجدد عندما أقف مع الله أقف باشتياق وكما يقول معلمنا داود النبي بالليل تُنذرني كليتاي ( مز 16 : 7 ) ويقول سبقت عيناي وقت السَحَر لأتلو في جميع أقوالك ( مز 119 : 148) لكي يُصلي جميل أن نشعر أننا أخذنا الحياة ندخل الكنيسة أحياء وليس مجرد مبنى من أحجار لكنها كائن حي هو جسد ربنا يسوع المسيح الحي أصعب شئ أن تعيش وأنت ميت فالآباء القديسين يقولون لنا كن ميتاً بالحياة لا حياً بالموت وأنت عايش عِش الإتضاع ولا تكن حياً وأنت ميت ( الكنيسة ثقيلة الحياة صعبة الصلاة هكذا ) إن كان هناك حياة تكون الممارسات جميلة الإنجيل يُفهم الصلاة بلا ملل القداس متجدد لذلك يقول الرب أنا نيري هيِّن وحملي خفيف ( مت 11 : 30 ) كيف يارب ؟ فيقول لك لو أنت حي ويوجد داخلك تفاعل وحب مثلما سأل أولاد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس " يا أبانا الوصايا ثقيلة علينا ولا نستطيع حملها " فقال لهم " إعلموا يا أولادي أن ليس كل الوصايا ثقيلة أو صعبة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعته وجودنا معاً ليس تجمع اجتماعي أصحاب يأتون مجرد إننا جئنا لكي نُثبت بعض في الحياة ربنا يسوع قال لنا لكي تعيشوا ينبغي أن تأكلوا وأنا الذي سأُطعمكم وقديماً ربنا يسوع بنفسه هو الذي كان يرعى آدم وحواء ويُطعمهم فغار الشيطان من هذا وأراد أن يُطعمهم هو – الشيطان – ونجح في ذلك وطُرد أبونا آدم من الجنة بسبب الأكل الأكل الذي كان وسيلة شرِكة وتعاون بينه وبين آدم وهذا ما يحدث إلى الآن بدلاً من أن آكل وأشكر آكل وأتذمر لذلك يؤكد لك الرب أنه ينبغي أن تأكل من يده مرة ثانية لكي تحيا أكل المذبح خذوا كلوا منه كلكم وعندما تريد أن تأكل صلي أولاً وقول له " يارب افتح يدك فتُشبع كل حي رِضى " أقول له " تباركت يارب يا من تعولنا منذ حداثتنا " علامة الحياة أن آكل وأشرب أيضاً أشرب ينابيع روح { سواقي الله ملآنة ماء } ( مز 65 : 9 ) عطايا روح بلا حدود ونحن محجبين لأننا فاقدين الرغبة في الحياة الأبدية . ثانياً التربة :- عليك أن تضع البذرة في التربة حتى تأتي بثمر أي تدفن البذرة في الأرض كيف ؟ أي تُوضع في طين – البذرة الجميلة تُوضع في طين – إن لم تُوضع في الطين لا يمكن أن تكون شجرة البذرة حياتها في الطين ولا يمكن أن تضعها في برواز مثلاً أو علبة ثمينة لكي نُثمر يجب أن ننظر ذواتنا ونحمل صليب ربنا يسوع المسيح وأعرف أنه لابد أن تقع حبة الحنطة في الأرض وتموت ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير( يو 12 : 24 ) هذا هو شرط الثمر لا تصنع لنفسك طريق غير طريق ربنا يسوع المسيح ربنا يسوع أخذ طريق الحبة التي تُدفن { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) هو سلك بطريق الإتضاع لابد أن أُقمع جسدي وذاتي لكي أُثمر لابد أن تكون حياتي كلها جهاد أعمال جهاد كثيرة تنتظرني فالصلاة تنتظر أمانتك لكي تحب الذي أمامك يجب أن تُنفق نفسك وتبذِل وتُضحي وتبذر البذرة الآباء القديسين يقولون لنا إعطي دماً لكي تأخذ روحاً { لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله } ( أع 14 : 22 ) يجب أن ندخل من الباب الضيق حذاري أن يِوسع الباب يجب أن تنزِل البذرة في التربة وتتفاعل مع ظلمتها وهذا هو ألذ صراع وأفيد صراع للبذرة الصراع الذي يدخل عُصارة التربة داخل البذرة بذرة تأخذها وتشكلها حسب تكوينها تخيل أن تكوين التربة يمكن أن يُشكل وردة جميلة فما أكثر الضيقات المرة التي يجتازها الإنسان وتُثمر وردة جميلة يسمح الله بضيقات واضطهادات وأتعاب ويسمح بأمور قاتمة جداً ويُخرج منها وردة جميلة مثل الضيقات التي تعرَّض لها يوسف الصديق وأستير الملكة لكي يُخرج منها وردة جميلة الضيقات التي تعرَّض لها أبونا إبراهيم إسحق والقديسين مثل مارجرجس خاصةً ( أمير الشهداء ) لأنه تعذب 7 سنوات الكنيسة توجت مارجرجس ملك لأنه تألم كثيراً تريد أن تُثمر لربنا عِد نفسك للآلام ولا تشفق على ذاتك وجسدك لا تقل كرامتك أو جسدك أو مُرهق بل ضع نفسك في التربة وضع نفسك في يد الله لا تجعل البذرة في برواز بل ضعها في التربة من أراد أن يُخلص نفسه يُهلكها ( مت 16 : 25 ) هذا ما قاله الإنجيل وعلَّمهُ لنا ربنا يسوع المسيح أن من أراد أن يأتي ورائي يحمل صليبه كل يوم ويتبعني ( مت 16 : 24 ) هذا هو طريق القديسين طريق الباب الضيق لا تستطيع أن تفعل ذلك وأنت حزين ومكتئب يوجد فرق كبير بين شخص يضع البذرة وهو مضطر في التربة وبين شخص وضعها في التربة لأنه عشمان في الثمر وضعها وهو فرِح ننتظر المجد السماوي نحن ننتظر الأمور التي لا تُرى وليست الأمور التي تُرى لأن الأمور التي لا تُرى أبدية ( 2كو 4 : 18) الآباء القديسين يقولون لنا أن الإتضاع هي أرض حاملة جميع الثمار لكي تُثمر عليك أن تتضع لا تكلمني عن زرع وأنت لا تملُك الأرض فالإتضاع خلَّص كثيرين بلا تعب وتعب كثيرين بلا اتضاع لم ينفع شيئاً . ثالثاً النمو :- راعي نفسك وانظر هل أنت تنمو ؟ هل أنت تتابع نفسك ؟ جميل أن تراقب نفسك وتكتشف أمورٍ ما إن رأيت إنسانٍ ما منذ معرفته لم يتغير ولم ينمو ربما تجد هذه الزرعة تحتاج إلى ماء سماد رش كيماوي آفة على هذه الزرعة وتحتاج إلى يدك لتلتقطها هل حياتنا مع الله لا تستحق المتابعة ؟ يقول القديس أغسطينوس { لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تُضيعهما } إسهر عليها وارعاها إحترس من الإهتمامات الكثيرة التي دخلت عليك لاحظ المعاشرات والصداقات والموضوعات التي تطرأ عليك لاحظ العاطفة الجسد الأفكار كن يقِظ لاحظ أسباب خطاياك فما أكثر الأمور التي تجعل الإنسان في هذا الجيل مُشتتاً ومشاعره الروحية باردة إعرف أن الباب ضيق وأن الذين يدخلون ملكوت السموات قليلين لو كان أهل العالم يعيشوا بأي أسلوب كان فنحن يجب أن نختلف عن أهل العالم إغمض عينيك كل يوم واسأل نفسك عن خطايا اليوم وتسأل نفسك لماذا أخطأت ؟{ الذين يُراعون أباطيل كاذبة } ( يون 2 : 8 ) أتظن أن نعمة ربنا توجد في إنسان لا يصلي ولا يفتح إنجيله ويعيش في رياء وصراعات ؟ كيف تعمل إذن النعمة داخلك ؟ لابد أن تُخلي المكان ليسوع وقلبي يلاحظ الإهتمامات التي تدخل فيَّ وأراها جدد روح الله داخلك واستدعيه باستمرار لا تنزعه مني بل جدد روحك في أحشائي إجري على أب اعترافك لكي تقول له على ما اكتشفته من سوء إظهر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك أصعب شئ هو المريض المُتصالح مع مرضه والأصعب هو المرض الذي لا يُلاحظ – لأنه مثل المرض الخبيث لأنه لا يُلاحظ – إن الخطية مرض خبيث فإنها تمنعني من الملكوت وأنا لا أشعر إهتم بالبذرة لأن ثمرها جيد وعطاياها جميلة القديس أبو مقار كان يجلس مع أولاده ويقول لهم : " ها أن البئر عميقة ولكن مائها طيِّب وحلو ولذيذ " صحيح أن الحياة مع الله فيها تعب ولكن ثمر هذا حلو وجميل { ها أن الطريق ضيق ولكن المدينة ملآنة فرح وسرور } وأنت تعيش مع الله وجدته يُعزيك ويسندك وتذوقت نعمته ربما تجد البذرة بعد فترة نمو توقفت فقد تجد هناك بعض الحجر الذي يعوق نموها فما أكثر خداعات العدو .. قد لا يقدر هو عليك فيسلط عليك أحد المُقربين لكي يسلط عليك مضايقاته إن عدو الخير عندما طُرد من حضرة الله كوَّن حزب إسمه " أعداء الله " دخل مع الله في صراع لكي يأخذ كل أولاد الله إن أكثر الناس المُستهدفين هم أولاد الله إن الإنسان الذي يأتي بالبذرة ويدفنها في التربة ويرعاها بالتأكيد سيُثمر كثيراً وما أكثر الثمار دعوة للفرح يعيش السماء على الأرض { ها ملكوت الله داخلكم } ( لو 17 : 21 ) الله أعطانا الحياة لكي نعمل الثلاث خطوات السابقين لنذهب إليه حاملين فضائلنا { يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم } ولكننا لم نستشهد ولم نعيش في عصر استشهاد أعطانا الله فترة زمن محددة لكي يقول لك في النهاية هل أثمرت ؟ الله أعطانا كلمته لكي يعرفنا شخصه وطبيعته كان هناك شاب يعيش في أمريكا طلب من والدته أن تجد له عروسة في مصر فأرسلت له والدته تقول له أن هناك فتاة بنت ربنا ولكن رفضت الفتاة وقالت إنها لم تعرفه جيداً لكي توافق على الإرتباط به فكتب لها هذا الشاب خطاب طويل لكي يعرفها على نفسه في هذا الخطاب أمسكت الفتاة بالخطاب باستهزاء وقالت كيف يستطيع هذا أن يعرفني بنفسه عن طريق خطاب ؟ قرأت سطرين منه ثم تركته وبعد فترة جاء العريس وطرق باب الفتاة عندما فتحت له لم تعرفه فقال لها من هو وعندما دخل قال لها أن الخطأ الأول عندك أنكِ لم تعرفيني وأنا أرسلت لكِ صورة لي في الخطاب سألته متى جئت ؟ فقال لها أنه الخطأ الثاني لأني كتبت لكِ متى سأحضر سألته إلى متى تمكث معنا ؟ فقال لها وهذا خطأ ثالث لأني كتبت لكِ فترة جلوسي في الخطاب وهكذا وبعد جلوسه معها فترة من الوقت إعتذر لها لأنها لم تحترم رسالته ولم تقرأها إن نفس الموقف سيحدث في السماء معنا الله كتب لنا أشياء كثيرة في كتابه لكي يعرفنا به ونحن لا نعرفها إننا نستهين برسالته التي أرسلها لنا لكي تقرأها عمرك كله لكي ترسم صورة لكل حقائقه إقرأه واعرفه ربنا يسوع المسيح قادر أن يُثمر فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولألهنا المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 نوفمبر 2024

الحزبية

قد تكون ابنًا لله، وخادمًا في الكنيسة، ومواظبًا على أعمال روحية، ومع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية، وخاضع لمشاعرها..! والحزبية هي أن تهاجم البعض، بلا معرفة، وبلا تفكير، وربما بلا أسباب..! بينما تؤيد البعض وتدافع عنهم، بنفس الأسلوب، بلا معرفة، بلا تفكير، بلا أسباب..! الحزبية فيها بولس وأبولس، الأمر الذي انتقده الرسول، ووبخ عليه أهل كورنثوس (1كو 3: 3، 4) "لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ: «أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 3، 4) الحزبية لا تتفق مع روح المحبة.. لأن الشخص الذي تنتقده وتهاجمه وتقف ضده، قطعًا لا تحبه و"المحبة لا تقبح، ولا تظن السوء" (1كو 13) والحزبية لا تتفق مع الحق والعدل إذ غالبًا ما تكون المهاجمة في نطاق الحزبية، ليست كلها صدقًا ولا عدلًا على الأقل فيها لون من المبالغة، ولون من التجني مبعثه حقد داخل القلب والحزبية لا تبنى، بل تهدم إنها تفتت القوى، وتفرق الشمل، وتستخدم كل الطاقات في غير مجالها الطبيعي تضيعها في المشاحنات والانقسام، وفي النقد والنقض. الحزبية ضد وحدة الروح ووحدة الفكر.. وهي تجسيم للذات، وللروح القبلية.. ولا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التي قيل عن أبنائها "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (سفر أعمال الرسل 4: 32) وهي ضد وصية الرسل في قوله "مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل.. لكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد، إله واحد، معمودية واحدة" (أف 4). والحزبية قد تأخذ روح التنافس والمعارضة بالنسبة إلى الآخرين، وروح الافتخار بالنسبة إلى الذات وقد تأخذ مظهرًا من مظاهر (عبادة الأبطال)، والانتمائية العامة ويصبح كل ما هو أمامك: مجموعتنا، جمعيتنا، فرعنا، كنيستنا (على مستوى الحي)، بلدنا، قريتنا. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
09 نوفمبر 2024

هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟

وَنَحْنُ نحتفِل بِتِذكار القِدِيس مَارِمرقُس الَّذِي نَحْنُ مديُونُون لَهُ بِمَسِيحِيِتنا وَمعرِفِتنا بِالمَسِيح فَلاَبُد أنْ يَكُون لَنَا وقفة مَعْ أنْفُسَنا إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بِالبِشارة المُفرِحة بِالمَسِيح وَبِالمَلَكُوت وَبِالإِيمان بِالمَسِيح الفَادِي وَالرَّاعِي وَالمُخَلِّص فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟ إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا وَنَحْنُ نُسَمَّى كَنِيسة رَسُولِيَّة أي كَرَزَ لَنَا رسُول مِنْ الرُسُل الَّذِينَ تَسَلَّموا الكِرازة مِنْ المَسِيح نَفْسه نَحْنُ كَنِيسة مصر مِنْ الكنائِس الرَسُولِيَّة كَارِزنَا رَسُول مِنْ رُسُل المَسِيح وَنَحيا بِحياة أباءنا الرُسُل وَبِفِكرهُمْ وَإِيمانهُمْ وَنسلُك بِصِفاتهُمْ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون بِحقٌّ ؟ هل نَحْنُ نحيا بِفِكر وَحياة أباءنا الرُسُل ؟ يَقُول بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنا خَلاَصاً هذَا مِقدارهُ ]( عب 2 : 3 ) الإِيمان الَّذِي تسلمناه مِيراث لَيْسَ بِقَلِيل هُناك ثَلاَث مَجَالات نُحَقِق فِيها حياتنا كَمَسِيحِيين :- 1- الأُسرة :- إِذا كَانَ القِدِيس مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بشخص يَسُوع المَسِيح وَإِذا كَانَ يَجِب أنْ نَكُون فِي حياتنا الخَفِيَّة فِي الدَاخِل مَسِيحِيين وَالكَنِيسة تؤمِنْ أنَّ الأُسرة هِيَ صَانِعة القِدِيسِين وَإِنَّها تحفظ الإِيمان رَائِعة الكَلِمة الَّتِي قِيلت عَنْ زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات [ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أمامَ اللهِ سَالِكْينِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأحكامِهِ بِلاَ لَوْمٍ ] ( لو 1 : 6 ) رَائِعة الأُسرة الَّتِي بِها زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات يَكُون ثمرها يُوحنَّا المعمِدان رَائِعة الأُسرة الَّتِي تفتح الإِنجِيل وَتُصَلِّي معاً وَيَكُون فِي بِيتها رُكن لِلصَلاَة وَتَتَحدث بِحَدِيث رُوحِي وَنسمع مِنْها ألفاظ رُوحِيَّة ألفاظ كِتَابِيَّة وَتُبنى بِالحُب وَتُنَمِّي العِلاقة بينْ أفراد الأُسرة وَبينَ المَسِيح هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي بِيُوتنا ؟ هل نشعُر أنَّ بِيُوتنا مُختلِفة عَنْ الآخرِين وَأنَّ فِيها تَمَيُّز وَخَفاء يختلِف عَنْ الآخرِين ؟ هل بِيُوتنا تحفظ الأسرار وَالصَلَوَات بِعَفاف ؟ هل نحفظ فِي بِيُوتنا تِذكارات القِدِيسِين وَنُعَرِّفها لأِولادنا ؟ إِنْ كُنَّا نحتفِل بِتِذكار مَارِمرقُص ماذا يمنع أنْ يَكُون لَهُ صورة فِي بِيُوتنا وَأمامها قندِيل وَنُقِيم لَهُ تمجِيد هذَا يِأصَّل العِلاَقة بيننا وَبينَ القِدِيس إِذاً الكَنِيسة موجودة فِي بِيُوتنا لَيْست الكَنِيسة هِيَ مبنى وَحضُور قُدَّاسات وَمدارِس أحد وَيَكُون بينها وَبينَ الحياة العملِيَّة فجوة فِي رُوسيا كانت الكنائِس مُغلقة فِي عصر الشِيُوعِيَّة وَصَارت الحياة المَسِيحِيَّة ممنوعة وَكَانَ الحل هُوَ أنْ يُمَارِسُوا حياتهُمْ الكَنَسِيَّة فِي بيوتهُمْ فَكَانَ فِي كُلَّ بيت رُكن لِلصَلاَة وَرُكن لِلتَعلِيم وَحياة شَرِكة وَعِندما فُتِحت الكَنَائِس بعد ستُون سنة تخيلنا أنَّهُ سوفَ لاَ يَكُون بِها مُصَلِين وَأنَّهُ لاَ توجد مَسِيحِيَّة فِي رُوسيا وَإِذْ بِها مملؤة مُصَلِيين ثَلاَثة أجيال رَبَّتهُمْ بِيُوتهُمْ فِي جو كَنَسِي دَاخِل بِيُوتهُمْ هِيَ قلُوب مملؤة بِالله تؤمِنْ بِهِ وَتُقَدِّم لَهُ صَلَوَات فِي خفاء فِي أحد المرَّات جاءت إِنسانة بِإِبنها لِيعترِف وَجلست بِجَانِبه لِينتظِر دوره فِي الإِعتراف وَعِندما تأخر ذهبت لِلأب الكَاهِن تقُول لَهُ أنَّ إِبنها لاَ يَطِيق الإِنتِظار طَوِيلاً وَأنَّها أعطته بعض الجُنيهات لِتُشَجِعه أنْ يأتِي لِلإِعتراف هذِهِ الأُم تُرِيد أنْ تُرِيح ضَمِيرها مِنْ ناحِية إِبنها وَمِنْ نَاحِية الله لَكِنَّها لَمْ تسأل نَفْسَها إِنْ كَانَ إِبنها لاَ يُصَلِّي فهل كانت هِيَّ تُصَلِّي أمامه لِتُعَلِّمه الصَلاَة أم لِماذا هُوَ لاَ يُصَلِّي ؟ هل عوِّدته أنْ يَتَنَولاَ معاً بِإِنتِظام أمْ لِماذا لاَ يَتَنَاول ؟ هل كانت تَتَحدَّث فِي بِيتها بِأحَادِيث رُوحِيَّة أم لِماذا هُوَ ينطِق بِهذِهِ الألفاظ وَالأحَادِيث العَالَمِيَّة ؟ ماذا كَانَ دورها معهُ فِي تربيته ؟ حياة هذَا الإِبن هِيَ تراكُمات أفعال الأُم هل ساعة أوْ إِثنان فِي الكَنِيسة وَمدارِس أحد تُنسِي الطِفل مَا تعلَّمه فِي بِيته خِلاَل أُسبُوع ؟ البِيت المَسِيحِي الَّذِي يُذكر فِيهِ إِسم الله وَالمَحَبَّة عِنوانه وَيجتمِع عَلَى كَلِمة الله وَالحياة المَسِيحِيَّة فِيهِ ليست حياة شكلِيَّة لاَ يوجد فِيها فرق بينَ مَا تسمعه فِي الكَنِيسة وَمَا تحياه فِي البِيت . إِذا كُنت فِي الكَنِيسة شِىء وَفِي البِيت شِىء آخر فَأنتَ مُنقَسِم فَكيفَ تُرِيد أنْ تَكُون مَسِيحِي ؟ عِندما جَاءَ قوم يفتخِرُون أنَّهُمْ يهود إِلَى بُولِس الرَّسُول قَالَ لَهُمْ لَيْسَ كُلَّ اليهُود هُمْ شعب الله وَلاَ أولاد إِبرَاهِيم هُمْ أولاده بِحقٌّ أيضاً لَيْسَ كُلَّ مَسِيحِي هُوَ مَسِيحِي بِحقٌّ .. لِماذا نحزن عِندما نسمع عَنْ إِنسان إِرتد عَنْ الإِيمان ؟ كَثِيرُون دَاخِل المَسِيح وَلَمْ يحيوا حياة المَسِيحِيَّة وَكَثِيرُون دَاخِل الإِيمان وَلاَ يعرِفُون الإِيمان لِنسأل مَارِمرقُص الَّذِي كرز لَنَا بِالمَسِيح عَنَّا هل نَحْنُ نحيا المَسِيحِيَّة الَّتِي كرزت لَنَا بِها أم نحيا حياة مَسِيحِيَّة حَدِيثة ؟ إِهتِمامات كَثِيرة تطغى علينا وَتُنسِينا مَسِيحِيتنا نَحْنُ نحيا لِنأكُل وَنشرب وَنُعَلِّم فقط نَحْنُ لَم نفتح مشرُوع تسمِين فِي البِيت أهم شِىء أنْ نُطعِمْ أولادنا وَنُعَلِّمهُمْ وَلاَ نهتم بِنِفُوسهُمْ وَأرواحهُمْ كَمَا نهتم بِغِذائهُمْ كيفَ نهتم بِجُزء مِنْ كيان الإِنسان وَنترُك بَاقِي كيانه ؟ يجِب أنْ يَكُون هُناك إِتِزان الإِيمان العدِيم الرِياء المُسَلَّم مِنْ الأباء وَالأجداد الحياة الَّتِي فِي المَسِيح بِلاَ غِش وَالتطبِيق العملِي لِلوَصِيَّة أمر مُهِمْ وَالمُجتمع بِأمور شيطانِيَّة يِشغِل حياتنا مِثْل الأشغال وَالدِراسة وَالتعلِيم وَ أُمور تأخُذنا فِي دوامة لَيْسَ لَها نِهاية نَحْنُ نُعَلِّم وَنُطعِم نعم لَكِنْ لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا أساس مُهِمْ فِي تربية أولادنا وَهُوَ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى أنَّ نِهايِتهُمْ السَّماء الَّتِي لَيْسَ بِها طَبِيب أوْ مُهندِس أوْ مُدَرِّس لأِنَّ مراتِب السَّماء ليست مِثْل الأرض بَلْ حسب التقوى لاَبُد أنْ أعرف أنَّ أولادِي وزنة مُهِمة لِكي أقُول لله فِي النِهاية[ هَا أنَا وَالأولادُ الَّذِينَ أعطَانِيهُمْ اللهُ ] ( عب 2 : 13 ) عِندما كَانَ المُتَنَيِح أبُونا بِيشُوي كَامِل مَازَالَ خَادِم عِلمانِي ( أ / سَامِي كَامِل ) كَانَ يفتقِد أولاده فِي الخِدمة وَذهب إِلَى أحدهُمْ وَكَانَ فِي الثانوية العامة فقابله وَالِد المخدُوم وَقَالَ لَهُ أنَّ إِبنه هذَا العام يُرِيده أنْ يجتهِد لِيدخُل كُلِيَّة الطِب فَأجابهُ الخَادِم سَامِي كَامِل أنَّهُ مُمكِنْ أنَّ المخدُوم يذهب مدارِس أحد مرَّة فِي الأُسبُوع فَرفض الأب بِأنَّ إِبنه لَنْ يذهب لِلكَنِيسة هذَا العام وَطلب الخادِم أنْ يذهب المخدُوم مرَّة كُلَّ عِدّة مرَّات لَكِنْ الأب رفض فَقالَ أ / سَامِي مُمكِنْ آتِي إِليه لإِتابعه ؟ لَكِنْ الأب رفض أيضاً وَكَانَ الخادِم أ / سَامِي يُتابِع الإِبن مِنْ بعِيد وَمرَّت خمسة عشر سنة وَإِذْ بِالأب يذهب لِلكَنِيسة لِيسأل عَنْ الخادِم سَامِي كَامِل فَقِيلَ لَهُ أصبح كَاهِن فَذهب لَهُ فِي كَنِيسته وَعرفهُ أبُونا بِيشُوي وَسألهُ عَنْ حاله وَحال إِبنه فَأجَابَ الأب أنَّ إِبنه أصبح بِالفِعل طَبِيب لَكِنَّهُ الأن تعرَّف عَلَى فتاة غِير مَسِيحِيَّة وَيُرِيد أنْ يرتبِط بِها لِذلِك جَاءَ لأبُونا بِيشُوي لِكي يُعِيد الإِبن إِلَى حُضن الكَنِيسة هذَا الأب بِالفِعل ربَّى طَبِيب لَكِنَّهُ لَمْ يُرَبِّي مَسِيحِي أحياناً لاَ يَكُون لدينا إِتِزان بينَ الله وَالحياة العَمَلِيَّة لاَبُد أنْ يَكُون دَاخِل بِيُوتنا مذبح رُوحِي وَحياة رُوحِيَّة عَمَلِيَّة أحياناً بِيُوتنا تَكُون غِير مُرتبِطة مُفَكَكة لاَ يعرِف فِيها أحد الآخر الكُلَّ فِي الأُسرة الواحدة غُرَباء عَنْ بعضهُمْ وَكَأنَّهُمْ نُزَلاء فِي فُندق رغم أنَّ عِلم النِفْس يَقُول أنَّهُ لاَبُد لِكُلَّ إِنسان مَنْ يسمعه وَيفهمه وَمَنْ يُشَارِكه لاَبُد أنْ نسمع لأولادنا وَنُشَارِكَهُمْ هُناك أشياء لَمْ تَكُنْ الكَنِيسة مسئولة عَنْها بَلْ كانت مسئولية الأُسرة أصبحت الآن مِنْ مسئولِيات الكَنِيسة مِثْلَ الترفِيه لِماذا ؟ لأِنَّ البِيُوت أصبحت لاَ تهتم حَتَّى بِالترفِيه وَمُنشَغِلة عَنْه رغم أنَّ الترفِيه يِأصَّل العِلاَقات فِي الأُسرة الواحدة الآن أصبحت الكَنِيسة مسئولة عَنْ كُلَّ شِىء حَتَّى الترفِيه هل الأُسرة تحيا فِي خفائها عَلَى مُستوى حياة المَسِيح ؟ لِنسأل أنْفُسَنا . 2- الكَنِيسة :- مُمارستنا الكَنَسِيَّة وَحياتنا الكَنَسِيَّة هل هِيَّ بِحسب قصد الكَنِيسة ؟ هل نَحْنُ وَاعيين وَنُدرِك ماذا تطلُب مِنَّا الكَنِيسة ؟ هل نشترِك معها فِي أسرارها فِي عِبادة رُوحِيَّة حقة ؟ هل نعرِف القُداس وَنَتَجاوب مَعْهُ وَنعِي كُلَّ حركة طقسِيَّة وَنعرِف ماذا يفعل الكَاهِن وَأنَّ رفع البُخُور هُوَ رفع قُلُوب لِلسَّماء وَنشعُر أنَّنا فِي السَّماء وَلَيْسَ الأرض .. هل نُصَلِّي أم هِيَّ شكلِيات وَرُوتِين وَإِرضاء ضَمِير ؟ هل نشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة وسطنا الَّذِي نُرَنِمْ لَهُ [ عمانُوئِيل إِلهنا فِي وسطنا الآن بِمجد أبيهِ وَالرُّوح القُدُس ] ( جُزء مِنْ لحن يُقال فِي أغلب الأعياد وَفِي حالة إِستقبال الأب البطريرك أوْ المطارِنة ) هل تشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة فِي تَجاوُب وَوَعي وَإِنْ كُنت لاَ تعرِف إِسأل وَإِقرأ لِكي تعِي معانِي العِبادة فِي الكَنِيسة عِندَئِذٍ لاَ يُمكِنك أنْ تأتِي إِلَى القُدَاس متأخر أوْ تِسرح فِيه لَوْ عرفنا عُمق المُمارسات لَنْ نصمُت بِها وَنعرِف أنَّها تحتاج قُلُوب حَيَّة وَتَكُون وَسِيلة خَلاَص وَسند عَمِيق لَنَا المَسِيح لَهُ المجد إِستودع كُلَّ أسراره وَكنُوزه فِي الكَنِيسة لِكي نشعُر أنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صعد لِلسَّماء إِلاَّ أنَّهُ موجُود فِي وسطنا بِكيانه الحقِيقِي وَلَيْسَ تمثِيل أوْ إِحساس أرغِمْ نَفْسِي عليه[ هُوَذَا كَائِن معنا عَلَى هذِهِ المَائِدة اليوم عمانُوئِيل إِلهنا حمل الله الَّذِي يحمِل خَطِيَّة العالم كُلَّه ]( مِنْ القِسمة ) . الكَنِيسة تُؤمِنْ أنَّ الإِنجِيل عِندما يُقرأ يقرأه الله بِفمه المُبارك لِذلِك يُسَبِّح الشمَامِسة آجيُوس ثُمَّ يُكَلِّمه الكَاهِن قَائِلاً أنَّهُ الَّذِي كلَّم تَلاَمِيذه يُكَلِّمنا الآن وَنصرُخ " مُبارك الآتِي بِاسم الرَّبَّ " لأِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُكَلِّمنا فهل نُدرِك ذلِك ؟ هُوَ الذَبِيحة الحَقِيقِيَّة معنا الآن أم نَحْنُ نَتَنَاول وسط طَابُور طَوِيل دُونَ أنْ نعلم ماذا أخذنا وَماذا أحسسنا ؟ القُدَاس يُقام لِلتهيِئة لِلتوبة وَلِيغسِلك مِنْ كُلَّ الخَطَايا لِتَتَقَدَّم لِلتَنَاوُل بِرُوح وَفرح وَإِشتِياق لاَبُد أنْ نعرِف الكَنِيسة بِحقٌّ لِكي نَكُون مَسِيحِيين فِي الكَنِيسة الأولى كَانَ عِندهُمْ إِستعداد لِلإِستِشهاد المُهِمْ أنْ يتناولوا وَكَانُوا يعملُون سَرَادِيب لِكي ينجوا مِنْ بطش المُضطهِدِين وَيُسَافِرُون مِنْ بلد إِلَى بلد لِكي يَتَمَتعوا بِالقُدَاس وَالتناوُل أمَّا الآن عِندما أصبح المَسِيح موجُود عَلَى المذبح كُلَّ يوم فِي كنائِس كَثِيرة تَبَلَّدنا هذِهِ مسئُولِية علينا عِندما تِعرف إِنْ المَسِيح موجُود وَتأتِي إِليه كُلَّ مرَّة فِي وقت مُتأخِرعِندما نُمارِس عِبادتنا بِتَكَاسُل وَنشتكِي مِنْ طول القُدَاس وَمِنْ أنَّ الكَنِيسة تُصَلِّي القُدَاس بِاللُغة القِبطِيَّة ليتنا نعلم أنَّنَا اليوم نُصَلِّي بِأقل القلِيل المفرُوض أنَّ القُدَاس يُصَلَّى فِي سِتة ساعات أمَّا الآن فَنَحْنُ نُصَلِيه فِي ساعة وَنِصف فقط فهل المَسِيح لاَ يستحِق مِنّا صَلاَة ساعة وَنِصف لِكي نَتَنَاول ؟!!! رَاجِع نَفْسك لأِنَّكَ لاَ تعلم ماذا ستأخُذ ستأخُذ جسد حَقِيقِي يصرُخ لَهُ الكَاهِن وَيَقُول " أُؤمِن " وَالشَّماس يَقُول " أُؤمِنْ " وَأنتَ أيضاً تَتَنَاول وَتَقُول " أُؤمِنْ " لَيْسَ بِاللسان بَلْ بِالقلب أمر مُهِمْ أنْ نُقَدِّم فِي عِبادِتنا ذَبائِح عقلِيَّة ذَبائِح مقبُولة مرضِية أمام الله فِي جُزء الأنَافُورا فِي القُدَاس نَقُول " بِشَفاعة وَالِدة الإِله " وَنُنهِي اللحن " بِذَبِيحة التَّسبِيح " الَّتِي يطلُبها الله لِذلِك عِندما نرفع قُلُوبنا وَنُسَبِّح فَهَذَا خطوة تمهِيدِيَّة لِنَنَال المَسِيح لِنسأل أنْفُسَنَا إِذا دخل إِنسان غِير مؤمِنْ وسطنا فِي الكَنِيسة ماذا سَيَكُون إِنطِباعه عَنَّا ؟ هل سيرى حضُور الله فِي وسطنا ؟ هل سيرى مُصَلِيين حَقِيقِيين فِي مخافة وَوَقار ؟ وَلِنفرِض أنَّهُ جَاءَ الكَنِيسة فِي مُناسبة أُخرى صَلاَة إِكلِيل مَثْلاً هل سيرى أُناس يحترِمُونَ مكان عِبادِتهُمْ مكان حُضُور الله وَسطِهِمْ ؟ أم يسمع هرج وَيرى مناظِر غِير لاَئِقة وَيَتَعجب مِنَّا ؟!!! لِذلِك الأمر يحتاج أنْ نسأل أنْفُسَنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟ هل نأتِي إِلَى الكَنِيسة بِإِحساس وَإِشتِياق [ فرحتُ بِالقَائِلِينَ لِي إِلَى بيت الرَّبَّ نذهب ] ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغرُوب ) [ وَاحِدة سألت مِنْ الرَّبَّ وَإِيَّاها ألتمِس أنْ أسكُنْ فِي بيت الرَّبَّ كُلَّ أيَّام حياتِي ]( مز 26 – مِنْ مَزَامِير صَلاَة بَاكِر ) ؟ هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي عِبادِتنا وَرفع قُلُوبنا وَفِي فِهمِنا لِعقِيدِتنا الأُرثُوذُكسِيَّة المَسِيحِيَّة وَفِي فِهمِنا لِلمَسِيح وَعقِيدِتنا فِيهِ كَمُخَلِّص وَفَادِي وَرَاعِي وَإِله مُتَجَسِد وَدَيَّان أم لاَ ؟ أم إِذا وُجِّهَ إِلينا أي سؤال أوْ تشكِيك مِنْ خِلال أي مجال فِي المُجتمع نُعثر لِماذا ؟ لأِنَّهُ لَيْسَ لدينا وعي بِالعقِيدة الصَحِيحة وَمَا أكثر المُشَكِكِين وَكُلَّ تشكِيك يعتمِد لَيْسَ عَلَى عدم صِحة العقِيدة بَلْ عَلَى عدم فِهمِنا لِلعقِيدة فَيسألُونا كيفَ المَسِيح يَسُوع إِله وَيَجوع أوْ يعطش أوْ يبكِي أوْ ينام ؟ أُمور قدِيمة مُتكرِرة مُنذُ أيَّام بِدعة آريُوس وَحَتَّى الآن نَتَشَكك يُحكى عَنْ تلمِيذ فِي المرحلة الإِعدادِيَّة وقفَ مُدَرِّس فصله يُوَجِّه إِتِهامات عدِيدة لِلمَسِيحِيَّة وَيُنكِر أُلُوهِيَّة المَسِيح فَقَالَ لَهُ التلمِيذ بِأدب هل الله قَادِر عَلَى كُلَّ شِئ ؟ أجابهُ المُدَرِّس نعم فَقَالَ التلمِيذ هل يستطِيع أنْ يُحَوِّل الماء إِلَى يابِس ؟ وَاليابِس إِلَى ماء ؟ هل يستطِيع أنْ يِغَيَّر نِظام الكُون ؟ وَظلَّ يسأل وَالمُدَرِّس يُجِيب بِنَعم وَأخِيراً سأل هل يقدِر الله أنْ يصِير إِنسان ؟ فَلَمْ يَجِب المُدَرِّس عِندئِذٍ قَالَ التلمِيذ هذَا هُوَ الفرق بيننا نَحْنُ نُؤمِنْ أنَّ الله المَسِيح صَارَ إِنسان وَلَيْسَ الإِنسان صَارَ إِله . 3- المُجتمع :- هل أنَا مَسِيحِي فِي المُجتمع ؟ هل أشهد لِلمَسِيح فِي كُلَّ مكان وَأكُون صورة المَسِيح المُشبِع المُفرِح ؟ هل سلُوكنا يُعلِنْ أنَّنَا مَسِيحِيين حَقِيقِيين كُلَّ مَنْ يرانا يُمَجِّد الله ؟ هل نُحَقِّق [ أنتُمْ مِلْحُ الأرضِ ] ( مت 5 : 13 )[ أنتُمْ نُورُ العالمِ ] ( مت 5 : 14) ؟ هل نَحْنُ سِر خَلاَص العالم ؟ الكَنِيسة تُصَلِّي لله كَشَفِيعة عَنْ العالم كُلَّه وَالكُون كُلَّه حَتَّى الطَبِيعة غِير الناطِقة هِيَ لِسان العالم حَتَّى أنَّها فِي القُدَاس نقُول بعد أنْ تذكُر كُلَّ فِئات الكُون [ وَالسَّاكِنِينَ فِيها بِإِيمان الله ] أي كُلَّ الموجُودِين فِي المسكُونه هل تشعُر أنَّكَ صورة حيَّة لِلمَسِيح تُعلِنْ إِسمه وَتُمَجِّده ؟ فِي أحد المرَّات كَانَ شاب فِي فترة التجنِيد وَوَقفَ يُصَلِّي فسألهُ أصحابه المُجندِين إِنَّهُمْ أوِل مرَّة يرونَ إِنسان مَسِيحِي يُصَلِّي هُمْ يعلمون أنَّ المَسِيحِيين يُصَلُّون فِي الكنائِس فقط هذَا لأِنَّنَا غِير أُمناء فِي صلواتنا نَحْنُ قَدْ نُحرج لأِنَّ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان مُنتظِمِين فِي صلواتِهِمْ أمَّا نَحْنُ فَلاَ ننتظِمْ مُمكِنْ نأكُل وَنشرب وَنَنَام وَقَدْ نتحدث بِصوتٍ عَالِي وَنصرُخ فِي بيوتنا وَهذَا طَبِيعِي لَكِنْ أنْ نُصَلِّي فِي بيوتنا فَهَذَا فِي نظرنا أمر غِير طَبِيعِي يَجِب علينا وسط المُجتمع أنْ نَكُون نُور لَهُ وَمُميزين تحكِي إِنسانة مِنْ سوريا أنَّ هُناك أحياء كامِلة لِلمَسِيحِيين وَأُخرى لِغير المَسِيحِيين وَأنَّ الأحياء المَسِيحِيَّة راقية جِدّاً وَنَظِيفة وَغالية المعِيشة لأِنَّ بِها أمان أكثر مِنْ الأحياء الأُخرى فَلاَ تخاف فِيها عَلَى أولادك أوْ بِيتك أوْ مالك ذلِك لأِنَّ المَسِيحِي لَهُ سلُوك مُختلِف حَتَّى أنَّ عندهُمْ مَثْل شعبِي يَقُول { حارة بِلاَ نَصَارى تَكُون خِسارة } أنَا صَانِع سَلام فِي البيت أنَا الَّذِي لَيْسَ لِي خِلاف مَعْ أحد أنَا عندِي عطاء لِلكُلَّ لِماذا ؟ لأِنَّ لِي صِفات المَسِيح الَّذِي فِيَّ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون فِي المُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ وَسِيلة حِفظ لِلمُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ صورة المَسِيح القُدُّوس أم لاَ ؟ هل سلُوكنا فِي العالم سلُوك مَسِيحِي مُنضَبِط ؟ هل بناتنا مُلتَزِمة بِالشكل المَسِيحِي وَالحِشمة المِسِيحِيَّة أم غِير مُنضَبِطَات فِي مظرهُنَّ حَتَّى أنَّهُ يُقال عَلَى الغِير مُنضَبِطة هذِهِ مَسِيحِيَّة ؟!!! لِماذا إِنقلبت الأُمور وَأصبحنا نَحْنُ الَّذِينَ نُوصف بِالتَّسَيُّب ؟ نَحْنُ نَتَعَامل مَعْ أجسادنا عَلَى أنَّها هيكل لله ؟ هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي سلُوكنا ؟ هل يُسمع فِي بيوتنا أصوات صَلَوات وَتسبِيح أم شتائِم وَأحادِيث عَالَمِيَّة ؟ فِي أحد الأيَّام تقابل مُستشار غِير مَسِيحِي مَعْ كَاهِن صَدِيقه وَسألهُ سؤال صعب قَالَ" أنتُمْ يَا مَسِيحِيُون ماذا حدث لَكُمْ ؟ فَأنَا لَمْ أرى طوال حياتِي فِي المحكمة كَمْ قضايا لِلمَسِيحِيين بِهذَا العدد كَمْ قضايا طلاق وَخِلاَفات زوجِيَّة كَثِير جِدّاً لَمْ يُجِب الكَاهِن بَلْ تأسَّف فِي نَفْسه "هذَا لأِنَّنَا أصبحنا مَسِيحِيين بِالإِسم فقط أحد القِدِيسِين كَانَ يشهد لِلمَسِيح وَالمَسِيحِيين فَإِعتبروا شهادته مُبالغ فِيها فَأرسلوا إِنسان غِير مَسِيحِي لِيَعِيش وسط المَسِيحِيين وَيُقَدِّم تقرِير عَنْ هؤلاء المُتقدِمون لِلإِستشهاد فهل هُمْ أُناس رَافِضُون لِحياتهُمْ ؟ فَقَالَ عنهُمْ [ المَسِيحِيُون يحيون فِي الجسد لَكِنْ لَيْسَ حسب الجسد ] أي لاَ يحيون بِسُلطان الجسد [ كَمَا توجد النَفْس فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُونَ فِي العالم ] أي كَمَا أنَّ النَفْس دَاخِل الجسد لَكِنْ لَيْست بِطبع الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم [ وَكَمَا أنَّ النَفْس هِيَّ المُهِمة لِلحياة فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم ] لأِنَّهُمْ سِر حياة العالم يفتحُون أبواب السَّماء عَلَى العالم [ لاَ يوجد بينهُمْ قاتِل أوْ سارِق أوْ زانِي يحتقِرُون الموت وَيُقابِلُونه بشجاعة لأِنَّهُمْ يعتبرُونه خطوة لِلسَّماء ] إِذاً يَا إِخوتِي لِنُراجِع أنَفُسَنَا وَنَقُول لِلقِدِيس مَارِمرقُص هل لَوْ أتيتَ مرَّة أُخرى لِلكِرازة عِندنا فهل سَتجِد مِنَّا مُعاوِنِين لِلكِرازة معك أم ستكرِز لَنَا مِنْ جَدَيد ؟ فِي صَلاَة القُدَّاس الكِيرلُسِي نَقُول [ وَلاَ تقُل لَنَا إِنَّنِي لَسْتُ أعرِفَكُمْ ، بَلْ إِعطِ ماء لِرِؤوسنا ، وَيَنَابِيع دِمُوع لأعيُنَنَا لِكي نبكِي نَهاراً وَليلاً أمامك عَلَى زلاتنا] ( حلُول الرُّوح القُدُس ) فِي النِهاية لِنُراجِع أنْفُسَنَا فِي كُلَّ مُقَّوِمات حياتنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون ؟ [ وَأمَّا نَحْنُ كُلِّنَا فَهب لَنَا كَمَالاً مَسِيحِياً يُرضِيكَ أمامك ]( أوشِيَّة الرَاقِدِين ) رَبِّنا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
02 نوفمبر 2024

صرامة الله

نقرأ في سفر الرؤيا الإصحاح الأول ﴿ متسربلاً بثوبٍ إلى الرجلين ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقةٍ من ذهبٍ وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نارٍ ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياهٍ كثيرةٍ ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها فلما رأيته سقطت عند رجليه كميتٍ فوضع يده اليمنى عليَّ قائلاً لي لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ﴾ ( رؤ 1 : 13 – 18 ) . يتكون لدينا إنطباع جميل عن شخص يسوع المسيح أنه لطيف جداً ومحب وغافر ولكن عدو الخير يرغب أن تثبت هذه الفكرة وهذا الإنطباع في أذهاننا حتى نزداد في الشرور والخطايا ويؤجل كلٍ منا توبته ويزداد الإستهتار على أساس أن الله موجود في كل وقت وأنه غافر ولطيف إن الإنسان يحتاج إلى الإتزان في معرفة رب المجد يسوع بين لطفه وصرامته يجب أن أعرف هذه الصورة عن رب المجد ﴿ متسربلاً بثوبٍ إلى الرجلين ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقةٍ من ذهبٍ وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نارٍ ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياهٍ كثيرةٍ ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه ﴾ حتى لا أُفاجأ بها في الأبدية الذي نعرفه نحن أن الله لطيف ووديع ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ولكنه كما هو لطيف هو صارم جداً إنه يعاملنا بكل رأفة وشفقة ولكن إستغلال الرأفة والشفقة إذا دعت الإنسان للإستهتار تصبح ضد الإنسان وليست معه إذا تصورنا هناك طفل يلهو في بيته وعن قصد كُسرت زهرية البيت وعندما بدأ في البكاء والإعتذار سامحه أبوه على أن لا يفعل ذلك مرة أخرى وبين طفل آخر قام بكسر الزهرية عن عمد ( عن قصد ) وعند مجئ أبوه ضحك ولا يعترف بالخطأ وكان رده مستهتر فماذا نقول له ؟ لو ظل رب المجد معنا لطيف رغم إصرارنا على الشرور والخطايا فهو يعلن عدم محبته لنا دليل محبته لنا إنه يوجهنا دليل محبته لنا أنه يقسو علينا حتى يقومنا يقول معلمنا داود النبي ﴿ خيراً صنعت مع عبدك يارب بحسب قولك صلاحاً وأدباً ومعرفة علمني ﴾ ( مز 119 : 65 )إذا تركنا الله في شرورنا وآثامنا دون تأديب فإننا في هذه الحالة لا نعنيه .. يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين ﴿ إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون ﴾( عب 12 : 8 ) أي غير شرعيين علامة حب الله لك هي أنه يهتم بتأديبك نحن نرغب في التعامل مع رب المجد يسوع باللطف والوداعة والمحبة فقط فهل محبة ربنا تظهر في حياتنا وسلوكنا وطاعتنا لربنا أم أن محبة ربنا جعلتنا نزداد في العناد ولا نخاف منه رغم أخطاءنا هذا خطأ كبير على حياتنا الروحية جميل أن نعرف لطف الله وصرامته عند التعدي أيضاً جميل أيضاً أن أتذكر الدينونة مهمة الله هو أن يُصلح الناس لهذا يحدثنا كثيراً عن المخافة﴿ أُريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم ﴾ ( لو 12 : 5 ) معلمنا بطرس ينصحنا نصيحة غالية جداً ﴿ سيروا زمان غربتكم بخوفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) وبولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ ﴾ ( في 2 : 12) ورسالة يهوذا ﴿ خلصوا البعض بالخوف ﴾ ( يه 1 : 23 ) ويقول العهد القديم عن الكنيسة قديماً عن قصة حنانيا وسفيرة أنهم كذبوا وماتوا لماذا يارب تسمح بهذا ؟ حتى يكون في الكنيسة خوف لا إستهتارجميل أن يُقال على الإنسان أنه خائف الله أن الله الديان العادل إله مخوف يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى رومية ﴿ لا تستكبر بل خف ﴾ ( رو 11 : 20 ) ويقول معلمنا أرسانيوس معلم أولاد الملوك الذي كان دائماً يبكي ولما سؤل رد قائلاً ﴿ أتذكر الدينونة وخطاياي فإن رعب هذه اللحظة لا يفارقني لحظة واحدة ﴾ فإن أي خطية السبب فيها أن الإنسان لا يضع الدينونة وحضرة الله في قلبه حسب قول المزمور ﴿ لم يجعلوا الله أمامهم ﴾ ( مز 54 : 3 ) . هناك أشياء تؤمِّن الإنسان :- 1- الإحساس بالديان العادل والدينونة . 2- أن أجعل الله أمامي ومحبته تثبت في لحمي وتستقر فيه . نذكر قصة الراهب التي أرادت إمرأة أن تغويه فطلب منها أن يتقابلا في سوق المدينة وقال لها إفعلي الآن ما تريدين فقالت له هنا في هذا المكان ؟! ينبغي أن نتقابل في مكان منفرد فقال لها الراهب أنتِ تخافين من عيون الناس ولا تخافي من عيون العالي الذي يراقب كل الناس ؟! إن الإنسان لو جعل الله أمامه كل حين لا يُخطئ وكما يقول الآباء القديسين ﴿ من يخاف الله لا يُخطئ ومن أخطأ فإنه لا يخاف الله ﴾ ما سر نجاة يوسف الصديق من الخطية ؟ أنه يشعر أن ربنا أمامه في كل وقت فإنه إعتبر أن الخطية موجهة لله وليست موجهة لزوجة فوطيفار يستبيح الإنسان كثيراً أن يفعل الأمور في الخفاء لأنه لا يتذكر الدينونة دائماً يقول القديس سلوانس ﴿ دائماً أشعر إني أقف أمام الله في وقت الدينونة ﴾ هذا الإحساس هو سر تقدمه في حياته الروحية يقول لتلاميذه ﴿ عِش بفكرك في الجحيم وكأنك مستوجب الدينونة ولكن لا تيأس أبداً ﴾ يقول القديس مارإسحق وهو ينصح تلاميذه ﴿ عند الصلاة صلي كأنك مجرم ومُدان وليس هناك حق لك قف وضع يدك للوراء ووجهك في الأرض وأنت مستوجب الحكم ﴾ علمتنا صلاة الأجبية أن نقول ﴿ من يطفئ لهيب النار عني من يضئ ظلمتي إن لم ترحمني أنت ﴾( قطعة " 2 " من صلاة الستار ) جميل أن تقف أمام الله في إنكسار فهو الله اللطيف جداً وهو الذي يحابي عن الخطاة كما حدثنا الكتاب المقدس عن الخطاة الذين وقف أمامهم وحماهم من بطش الفريسيين والكتبة مثل المرأة التي أُمسكت في زنا وقفت وراءه والناس أمسكت بالحجارة لرجمها لأن قديماً كانت مثلها تقف على حافة حفرة وتُرجم من يبدأ بالرجم الشهود الإثنان أما يسوع قال لهم من منكم بلا خطية فليرمها أولاً ( يو 8 : 7 ) حكم يسوع على المرأة بالبراءة قال لها إذهبي ولا تُخطئِ ( يو 8 : 11) المشكلة ليس في الخطية لكن المشكلة في الإصرار على الخطية فإن عدو الخير لا يعنيه أن نسقط ما يعنيه أن نستمر في السقوط ونزداد في تحدي الله ومشاعرنا تتبلد مشكلة عدو الخير مع آدم قديماً ليست مجرد أنه غواه أن يأكل من الشجرة المهم عنده أن ينفصل آدم عن الله إنه يريد إبعادنا عن الله وفصلنا حتى نزداد في التحدي معه ممكن جداً أن يكون الإنسان غير قادر على التوبة ولكن لا يريد التوبة ؟! هذه هي المشكلة يريدك الله أن تقول له أريد أن أتوب يريدنا أن نتقابل مع إرادته قديماً كان هناك في الشريعة ما يُسمى بمدن الملجأ عندما يقتل فرد أحد دون قصد مثل الرجل الذي يقع فأسه وهو في الحقل على رجل آخر فيموت هذا الرجل فكان عليه أن يلجأ إلى هذه المدينة ويختبئ حتى لا يأتي ولي الدم ويقتله ولكن إن كان القتل عمد أو عن قصد ولجأ القاتل إلى هذه المدينة فعلى حُراسها تسليمه إلى ولي الدم لقتله ﴿عين بعين وسن بسن ﴾( مت 5 : 38 ) نريد أن نقول إذا كانت الخطية عن جهل هذا جائز ولكن إن كانت بقصد وبدون توبة فهذا غير جائز لو نظرت إلى الله الذي أبقانا أحياء حتى الآن لكي يترجى توبتنا ليضمن أبديتنا تعرف في هذا الوقت أنك تعيش من أجل التوبة في العهد القديم تمهل الله على شعبه كثيراً جعل نوح يبني السفينة في 120 سنة حتى تكون هناك فرصة أكبر للتوبة نتذكر الطفل الذي وُلد وعاش 969 سنة الذي يُدعى متوشالح أي عندما أموت سأرسله حدث الطوفان وكان نوح إبن 600 سنة وقتها مات متوشالح نذكر أن هذا الرجل ولد لامك وهو إبن 187 سنة ولامك ولد نوح وهو إبن 182 سنة وأخذ نوح يبني الفلك وعندما أمطرت السماء وأراد نوح أن يغلق باب السفينة رفض الله لأنه أراد أن يظل الباب مفتوح حتى النهاية فربما يرجع أحد ويتوب كل هذا ينتظر الرب ثم أغلق الباب وكان الطوفان يوجد لطف وتوجد صرامة تصور أنت جحود الإنسان بعد الطوفان وحتى لا يحدث هذا ثانياً وينجو من الطوفان يقوم بعمل برج بابل حتى إذا جاء الطوفان لا يضرهم شئ فكان رد الله أنه سوف يبلبل ألسنتهم فإنه مالك الأرض ولا يستطيع أحد أن يتحداه فهو قاضي المسكونة ينتظرنا الله منذ أن خلقنا في الأبدية فأعطانا أنبياء قديسين روح قدس الكنيسة الأسرار خيرات ونِعَم كل هذا حتى يضمن خلاصنا أجمل شئ تجلت فيه محبة الله مع صرامته على الصليب وهو مُعلق لأجل خطايانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
26 أكتوبر 2024

مَحَبِّة الله

يَقُول بُولِس الرَّسُول { وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجْلِنَا } ( رو 5 : 8 )الله بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ أي أظهَرَهَا لَنَاهُنَا نَتَحَدَّث عَنْ عِدَّة نِقَاط هِيَ :- 1- ضَرُورِة مَعْرِفة مَحَبِّة الله :- لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّكَ مَحبُوب مِنْ الله إِنْ لَمْ تَعْرِف ذلِك سَتَشعُر أنَّ الله خِصم وَعدو أوْ تَتَعَامل مَعَهُ كَمَجهُول أوْ مَفرُوض عَلْيكَ لاَ لاَبُد أنْ تَعْرِف مَحَبَّتَهُ لَكَ { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } ( أف 3 : 19) مَحَبِّة الله صَعْب وَصفَهَا فَائِقة المَعْرِفة أكثر شِئ يِعَرَّفنِي الإِنْسَان مَحَبِّته وَأكثر شِئ لاَ يَجْعَلَنِي أُحزِن شَخْصٍ مَا إِنِّي أُحِبَّه وَأكثر شِئ يَبْنِي حَيَاتنَا مَعَ الله بِطَرِيقة صَحِيحة وَيَمْنَعنِي مِنْ الزَلل المَحَبَّة لَوْ أحببتَهُ سَتَعرِف كَيْفَ تَدْخُل فِي عِشرة مَعَهُ عِنْدَمَا يُحِب إِنْسَان شخص آخر لاَ يُحزِنه لأِنَّنَا نُحِب الله لاَ نُحزِنه كُلَّ جِهَادنَا ضِد الخَطِيَّة نَختَصِره عَنْ طَرِيق المَحَبَّة لَوْ أحببنَا الله حَسَاسِيِتنَا لِلخَطِيَّة تَزدَاد { المَحَبَّةُ الكَامِلَةُ تَطْرَحُ الخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ } ( 1يو 4 : 18) المَحَبَّة تَجْعل عِبَادتِي نَقِيَّة وَفَضِيلتِي فَضِيلة سَلِيمة لأِنَّهَا مبنِيَّة عَلَى المَحَبَّة أجمل شِئ إِكتِشَاف مَحَبِّة الله فِي القلب لِذلِك عدو الخِير يَجتَهِد أنْ لاَ يَجْعَلنَا نَشعُر بِمَحَبِّة الله فَنَجِد إِنْسَان يَقُول الله لاَ يُحْبُنِي وَلاَ يَرْضَى لِي الخِير لِمَاذَا يَفْعل عدو الخِير ذلِك ؟ لأِنَّنَا لَوْ إِكتَشَفنَا مَحَبِّة الله لَنَا سَنُحِبَّه نَحْنُ أيضاً وَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا لَهُ وَعِلاَقِتنَا بِهِ الأنبَا أنطونيُوس كَانَ يَقُول لأولاده { يَا أولادِي أنَا لاَ أخاف الله لأِنِّي أُحِبَّه } { أحبِب الله وَافعل مَا شِئت }لأِنَّكَ تُحِب الله سَتَعرِف مَا هُوَ صَحِيح وَمَا هُوَ خَطَأ المَحَبَّة مَتَى إِقتَنَاهَا الإِنْسَان إِقتَنَى الجوهرة كَثِيرة الثمن عِنْدَمَا تُحِب الله تُقَدِّم لَهُ أثمن مَا لَدَيكَ عِنْدَمَا يَتَكَلَّم الآباء عَنْ مَحَبِّة الله يَقُولُون { عِنْدَمَا تَتَكَلَّم عَنْ مَحَبِّة الله إِخلع نَعْليكَ } أي إِنْزع عَنْكَ الخَوَاطِر الشِّرِّيرة لأِنَّكَ تَقتَرِب مِنْ الله جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَشعُر فِي مَحَبِّته لله بِغِنَى وَشَبع جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَتَأمَّل فِي مَحَبِّة الله أيضاً مُهِمْ فِي تَدبِيرك الرُّوحِي أنْ تَكْتَشِف مَحَبِّة الله لَكَ إِحْسَاس مُشبِع أنْ أشعُر أنَّ الله يُحِبُنِي أنَا أنَا محبُوبة { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } مَحَبَّة لاَ تُوصف إِحْسَاسِي بَالله هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبِّتِي لَهُ إِنْ أحببتَهُ جِدّاً سَأشعُر أنَّهُ يُحِبُنِي جِدّاً وَالعكس صَحِيح الكِتاب يَقُول { التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ }( يو 21 : 7 ) فَهَلْ كَانَ يَسُوع يُفَرِّق فِي المُعَامَلة ؟ لاَ لكِنْ لأِنَّ يُوحَنَّا كَانَ يُحِب يَسُوع جِدّاً فَكَانَ يَشعُر بِمَحَبِّة يَسُوع لَهُ قَوِيَّة رَد فِعل مَحَبَّة إِحْسَاسِي بِمَحَبِّة الله لِي هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبَّتِي لَهُ إِذاً الأمر يَتَوَقف عَلَيَّ أنَا وَلَيْسَ عَلَى الله إِنْسَان يَشعُر أنَّ الله خِصم يَقِف لِمُحَاسَبَته عَلَى كُلَّ خطوة يَخطُوهَا وَآخر يَشعُر أنَّ الله صَالِح وَرَحِيم وَرَؤوف كُلَّ إِنْسَان خَاطِئ يَشْعُر أنَّ الله قَاسِي وَكُلَّ إِنْسَان تَائِب يَشْعُر أنَّ الله رَحِيم وَكُلَّ إِنْسَان مُحِب يَشْعُر بِمَحَبِّة الله القِدِيس يُوحَنَّا الحَبِيب أدرك مَحَبِّة الله لَهُ فَأحَبَّهُ أدرك مَحَبِّة الله هُناكَ مَنْ يَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله وَهمْ وَنَظَرِيات لِذلِك يَسْألُون كَيْفَ نُحِب الله ؟ نَقُول لَهُمْ كَمَا أحَبَّنَا نُحِبَّهُ نَحْنُ كَبَشر نَشْعُر بِالمَحَبَّة مِنْ هِدِيَّة أوْ كَلِمة طَيِبة فَهَلْ لَمْ يُعْطِيك الله هِدِيَّة ؟!!! أي شِئ لَمْ تأخُذَهُ مِنْ الله ؟ أعْطَانَا عِلْم مَعْرِفَته كُلَّ مَا هُوَ مَستُور عَنْ الحُكَمَاء وَالفُهَمَاء أعْلَنَهُ لَنَا هذِهِ مَحَبَّة عَمِيقة عِنْدَمَا أُدرِك مَحَبَّتَهُ لِيَّ أشْعُر بِمَحَبَّتِي لَهُ . 2- صِفات مَحَبِّة الله :- أ - مَحَبَّة شَخْصِيَّة :- جَيِّد أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ كَشَخْص مَحبُوب لله أرْجُوك تَخلَّى عَنْ إِحْسَاس أنَّكَ كَمْ مُهْمِل أوْ أنَّكَ شِئ زَائِد لاَ الله يُحِبَّك أنْتَ وَأنْتَ بِالذَّات وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي } ( غل 2 : 20 ) – لأِجْلِي أنَا – حُب شَخْصِي وَمَا أجمل قَول الله فِي سِفر أشْعِيَاء { دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ أنْتَ لِي } ( أش 43 : 1 ) دَاوُد النَّبِي يَقُول { لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أعْمَاقِ الأرْضِ } ( مز 139 : 15 ) أنْتَ تَعْرِفُ عَدد عِظَامِي أنْتَ فَاحِصنِي جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله لَكَ شَخْصِيَّة لِذلِك يَقُول الآباء أنَّهُمْ موضُوع حُبَّه يَشْعُرُون أنَّ الله مشغُول بِهُمْ مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَلَيْسَ لأِنَّنَا فِي بَلَدٍ تِعْدَاد سُكَّانه عَالِي نَشْعُر أنَّنَا كَمْ مُهْمِل الله مَقَايِيسه غِير مَقَايِيس البشر كُلَّ إِنْسَان غَالِي عَلَى الله عِنْدَمَا نَتَنَاول مِنْ الجَسد تَخَيَّل أنَّهُ لَمَّا يَسْقُط مِنْهُ جُزء دَقِيق مِنْ الجَسد نَجِدَهُ يُوقِف القُدَّاس ( أي الكَاهِنْ ) لِيبحث عَنْهَا لأِنَّ هذَا الجُزء يُمَّثِل شَخْص ضَائِع وَلاَ تَقُل لَدَينَا غِيره كَثِيرُون لاَ كُلَّ إِنْسَان لَهُ كَرَامة خَاصَّة عِنْدَ المَسِيح لاَ تَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفك بِإِسمك أوْ لاَ يَعْرِف ظُرُوفك لاَ دَاوُد النَّبِي يَقُول لله { تَيَهَانِي رَاقَبْتَ } ( مز 56 : 8 )عِنْدَمَا نَزِيغ عَنْ الله لاَ يترُكنَا الله مِنْ عُمْق إِحْسَاسه بِنَا أنَّهُ عِنْدَمَا يَضِيع وَاحِد مِنَّا يَعُود بِالمسئُولِية عَلَى نَفْسه وَلَيْسَ عَلْينَا وَيَظهر ذلِك فِي مَثْل الرَّاعِي الصَّالِح عِنْدَمَا قَالَ أنَّ لَدَيهِ مَائة غَنَمه أضَاعَ مِنْهَا وَاحِد – أضَاعَ هُوَ الوَاحِد – إِذاً المسئُولِية عَلَى مَهَارِة الرَّاعِي وَلَيْسَ عَلَى الخَرُوف كَمْ أنَا مُهِمْ جِدّاً لَدَيهِ وَأنَا وَاحِد فِي القَطِيع لكِنِّي مُهِمْ لَدَيهِ أحياناً نَشْعُر أنَّنَا بِلاَ قِيمة أمام الله لاَ كَمَا يَقُول أحد الآباء { لَوْ لَمْ يوجد فِي العالم إِلاَّ أنَا لأتَى الله لأِجلِي } مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَأكثر شِئ يِوَطِد تِلْكَ المَحَبَّة وَقفِة الصَلاَة { أنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي }( نش 6 : 3 ) هُوَ مِلْك لِي وَأنَا مِلْك لَهُ الَّذِي لاَ تَسَعْه السَّماء وَالأرْض مِلْكِي أنَا وَأجِده يَتَمَلقنِي وَيَقُول لِي { كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ } ( نش 4 : 7 ) زَكَّا العَشَّار ذَهْب لِيَرْى يَسُوع فَتَسَلَّق شَجرة الجِمِيز وَإِذْ بِيَسُوع يَقُول لَهُ يَا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمكُث فِي بِيتك ( لو 19 : 5 ) زَكَّا كَانَ يَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفه فَكَانَ يَكْتَفِي بِأنْ يَرَى هُوَ يَسُوع لَكِنْ لاَ الله يَعْرِفه بِإِسمه آه لَوْ نِعْرَف مِقْدَار مَحَبِّة الله لَنَا جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّكَ مَوضُوع حُب الله وَلَمَّا أسْلمْ نَفْسه عَلَى الصَلِيب فَتَحَ ذِرَاعيهِ لِيحتَوِينَا كُلِّنَا رَئِيس الكَهَنْة عِنْدَمَا كَانَ يَدْخُل قُدْس الأقدَاس كَانَ يَضْع صَدرة لاَ تنفَصِل عَنْ الرِدَاء وَهذِهِ الصَدرة بِهَا إِثني عَشر حَجْر 3 4 بِأسماء أسبَاط إِسْرَائِيل الإِثنى عَشر وَكَأنَّ الله يَقُول أنْتُمْ محفُورِين عَلَى قَلبِي وَعِنْدَمَا أقِف لَدى الآب أقِف بِكُمْ وَهذِهِ الصَدرة تُسَمَّى " صَدرِة القَضَاء " جَيِّد الله عِنْدَمَا نَظر لِلشَّاب الغَنِي كَانَ يُرِيد أنْ يُرِيه المَحَبَّة بِنَظرة لَكِنْ الشَّاب لَمْ يُدْرِكهَا( مت 19 : 16 – 22 ) لَوْ أحببنَا يَسُوع سَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا وَتَوبِتنَا . ب - مَحَبَّة مُشْبِعة :0 تَعَالُوا نِحِب يَسُوع وَسَنْرَى أنَّ كَيَانَنَا سَيشَبع وَعَوَاطِفنَا سَتَشبع وَنَغْتَنَي وَنَرْتَفِع كُلَّ حُب أرْضِي فَقِير إِنْسَان يَقُول أنَا لاَ يُحِبُنِي أحد هذَا إِنْسَان فَقِير فِي الحُب وَيَبحث عَنْهُ بَعِيد عَنْ الله مَحَبِّة الله مُشْبِعة تَطرُد أي إِحتِيَاجَات وَتَطرُد الخُوف الآباء القِدِّيسُون أصبَحُوا قِدِيسِين لأِنَّهُمْ شَبَعُوا بِالله كَانَ تِذْكار أبَادِير وَإِيِرَائِي قَرِيباً الشَهِيد أبَادِير كَانَ لَهُ مَرْكز كَبِير فِي الدولة مَا الَّذِي يَجْعل إِنْسَان لَهُ مَنْصِب يَخدِم المسجُونِين وَيِسَافِر مِنْ بَلد لآخر لِيستَشهِد ؟ لأِنَّ مَحَبِّة الله أشبَعِته وَعِنْدَمَا كَانُوا يَروه كَانُوا يَقُولُون لَهُ أنْتَ أبَادِير ؟ يَقُول لاَ كَي يستَشهِد هَلْ مَحَبِّة الله أشبَعِتك وَرَفَعِتك ؟ هَلْ أنْتُمْ فُقَرَاء أم أغنِياء بِالله ؟ مَحَبِّة المَسِيح تَجْعل الإِنْسَان يَنْسَى مَحَبِّة الأهْل وَالزُوج وَالزُوجة وَالإِخوة { لأِنَّ حُبَّكَ أطْيَبُ مِنَ الخَمْرِ لِذلِكَ أحَبَّتْكَ العَذَارَى }( نش 1 : 2 – 3 ) وَمَا أجمل المزمُور الَّذِي يَقُول { الرَّبُّ يَرْعَانِي فَلاَ يُعْوِزَنِي شَىء فِي مَرَاعٍ خُضرٍ يُسْكِنَنِي إِلَى مِيَاه الرَّاحة يُورِدَنِي هَيَّأتَ قُدَّامِي مَائِدَةً تِجَاه مُضَايِقِيَّ }( مز 22 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثة ) كُلَّ وَسَائِل الشَبْع مَاء زِيت مَائِدة كُلَّ شِئ هَيَّأهُ لِي الكِنِيسة الأُولَى كَانَ بِهَا تَقلِيد جَمِيل وَهُوَ أنَّ المُعَمَدِين الجُدُد كَانُوا يَدْخُلُون الكِنِيسة كَمَجموعة يُسَبِّحُون مَزمُور " الرَّبُّ رَاعِيّ " وَكَأنَّهُمْ القَطِيع الَّذِي يَتَغَنَّى بِمَحَبِّة الله جَيِّد الإِنْسَان الَّذِي يُدْرِك مَحَبِّة المَسِيح المُشْبِعة { وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأرْضِ } ( مز 73 : 25 ) الشُهَدَاء لَمْ يَكُونُوا بُؤسَاء لِيذهَبُوا لِلإِستِشهَاد بَلْ كَانُوا مُشَبَّعِين بِمَحَبِّة الله أيضاً البَتولِيين لَيْسُوا أُناس مِعقَدِين بَلْ مُشَبِّعِين تَلاَمَسُوا مَعَ الحُب المُشبِع الله غَنِي وَيُرِيد أنْ يُشبِعنَا جَيِّد القِدِيس أُوغُسْطِينُوس الَّذِي قَالَ { مَنْ إِمتَلَكك شَبَعت كُلَّ رَغَبَاته } إِشبَعُوا بِالله وَمَحَبِّته القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا يَقُول { نَعْم أيُّهَا الحُب الإِلهِي لَقْد سَلْبت مِنْهُمْ كُلَّ شَيء } حُب الله قَادِر أنْ يَدخُل فِيَّ وَيَسْلِب كُلَّ شَيء غَرَائِزِي وَشَهَوَاتِي. ج - مَحَبَّة دَائِمة :- مَعرُوف عَنْ الإِنْسَان التَقَلُّب بعض الوقت مُحِب وَوَقت آخر غِير مُحِب مُتَرَدِّد مَحَبِّة الإِنْسَان مَحَبَّة مُتَغَيِّرة لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة أحياناً نَقِيس مَحَبِّة الله بِمِقيَاسنَا لَمَّا نِحِبَّه يِحِبِنَا لاَ الله لَيْسَ إِنْسَان مَحَبِّة الإِنْسَان مَحدُودة قَدْ لاَ تَحْتَمِل لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة بِلاَ حُدُود لِذلِك مِنْ صِفات مَحَبِّة الله أنَّهَا بِلاَ سَبب وَبِلاَ ثَمْن وَبِلاَ حُدُود بِلاَ سَبب أي لَيْسَ لَدَيَّ أسبَاب يِحِبِنِي لأِجلِهَا { هكَذَا أحَبَّ اللهُ العَالمَ} ( يو 3 : 16 ) مَا هُوَ إِسْتِحقَاقِي لِمَحَبِّته ؟ لاَ يوجد أي مَحَبَّة تَتَغَيَّر وَتَهْتز إِلاَّ مَحَبِّة الله دَائِمة لَيْسَ لَهَا حُدُود أصعب شِئ أنْ يُحِبِّك إِنْسَان ثُمَّ يَتَخَلَّى عَنْ مَحَبِّته لَكَ إِحْسَاس مُر مَحَبِّة الله دَائِمة { مَحَبَّةً أبَدِيَّةً أحْبَبْتُكِ } ( أر 31 : 3 ) الله يُحِبُّك وَأنْتَ تَائِب وَأنْتَ خَاطِئ مَحَبِّته دَائِمة رَغم تَجَاوُزَاتِي الله لاَ يَتَغَيَّر مِنْ نَاحِيَتِي { لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ }( يع 1 : 17 ) هُوَ يَبقَى أمِين لِلنِهَاية مَحَبِّة الله دَائِمة آه لَوْ نُدْرِك مَحَبِّته الدَائِمة لَنَا لِنَرَى القِدِيس بُطرُس تَوقَّع أنَّ مَحَبِّة الله زَالِت عَنْهُ عِنْدَمَا أنْكره لكِنْ مَحَبِّة الله لَمْ تَزُول وَلَنْ تَزُول حَتَّى الإِنْسَان وَهُوَ فِي ضَعَفَاته وَفِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاته مَحَبِّة الله دَائِمة لَهُ وَإِنْ كَانَ يُعَبِّر لَهُ عَنْهَا بِطَرِيقة مُخْتَلِفة لكِنَّهَا ثَابِتة لاَ تَتَزعزع لَمَّا نُدْرِك مَحَبِّة الله سَنُحِبَّه لأِنَّهُ يَسْتَحِق كُلَّ حُب { نَحْنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحَبَّنَا أوَّلاً } ( 1يو 4 : 19 ) أحَبَّنَا بِلاَ سَبَبٍ لَوْ أدْركنَا مَحَبِّته لَنْ نُخْطِئ وَعِبَادتنَا سَتَخْتَلِف وَإِسْتِعدَادنَا لِلأبَدِيَّة يَزدَاد لأِنَّهُ مِنْ مَحَبِّته لَنَا أرَادَ أنْ نَكُون قَرِيبِين لَهُ { رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأسِيسِ العَالَمِ } ( مت 25 : 34 )عِنْدَمَا خَلَقَنِي أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا سَقطت أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا فَدَانِي أحَبَّنِي وَسَنَظل طُول حَيَاتنَا نُدْرِك مَحَبِّته وَسَنُدْرِكُهَا بِالفِعل أكثر فِي الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِمَحَبِّته وَنِعْمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
19 أكتوبر 2024

حُضُور المَسِيح فِي حَيَاتنَا

يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِيُوحَنَّا 1 : 39 { وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوْمَ } تِلمِيذَا يُوحَنَّا رَأيَا يَسُوع وَمَكَثَا عِنْدَهُ يوم فَمَا كَانْت النَتِيجة لِذلِك ؟ أنَّهُمَا أحَبَّاه وَاشتَاقَا أنْ يمضِيَا مَعَهُ بَاقِي حَيَاتَهُمَا فَتَبِعَاه أينَمَا يمضِي هَلْ فَكَّرت فِي أنْ تَتبع يَسُوع فِي حَيَاتك أينَمَا يَمضِي تَمضِي يُومك مَعَهُ ؟؟ كَيْفَ نَقضِي يوم مَعَ يَسُوع ؟ لَمَّا جَلَسُوا مَعَهُ يوم أخذُوا قَرار أنْ يَتبعوه أينَمَا يَمضِي يَسِيرُونَ مَعَهُ يَأكُلُونَ مَعَهُ يَتَحَدثُونَ مَعَهُ عَرَفُوا أفكاره وَطِبَاعه فَإِنجَذَبُوا إِليهِ وَتَبِعُوه أينَمَا يَمضِي كَيْفَ نشعُر أنَّ المَسِيح حَاضِر فِي كُلَّ أعمالنَا ؟ كَيْفَ نَقتَرِن بِهِ فِي كُلَّ أعمالنَا وَكَلاَمنَا وَأنْ نَظِل فِي حَضرَتِهِ بِإِستِمرار ؟ كَيْفَ نَتَعَلَّم الجُلُوس مَعَهُ ؟ كَيْفَ تَكُون اللحظات الَّتِي نَقضِيهَا مَعَهُ خَمِيرة تُخَمِر العَجِين كُلَّه ؟ جَيِّد أنْ نَشعُر أنَّ حَيَاتنَا جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع وَحَيَاة يَسُوع هِيَ حَيَاتنَا وَلَمَّا تَجَسَّد عَمل كُلَّ شِئ لأِجلِنَا ليتَنَا نَقضِي يوم مَعَ يَسُوع لَيتَ حَيَاة يَسُوع تُكتب عَلَى صَفَحَات قُلُوبِنَا وَتُنقش عَلَى أفكَارِنَا عِنْدَمَا كَانَ يَسُوع يِتَلمِذ أحد كَانَ يَجعَلَهُ أوَّلاً يَحتك بِهِ شخصِياً { كَانُوا مَعَهُ } ( يو 9 : 40 ) لِيَرَى كَيْفَ يَتَعَامل مَعَ أحِبَّائه وَأعدائه وَيَرَى كُلَّ مَوُاقِف حَيَاته أوَّلاً . كَيْفَ نَعِيش مَعَ المَسِيح فِي يَومِنَا العَادِي ؟ تدرِيب جَمِيل وَوَاقِعِي 1- أثنَاء غَسِيل وُجُوهنَا :- أثناء غَسِيل وَجهِكَ قُل لَهُ { إِنْضح عَلَيَّ بِزُوفَاكَ فَأطهُر ، تَغْسِلنِي فَأبيض أكثر مِنَ الثلج }( مز 50 ) غَسِيل الوجه يُجَدِّد النَشَاط الماء يُعْطِي إِحساس التَجدِيد كَيْفَ يَكُون لَنَا فِكر المَسِيح ؟ حَيَاة المَسِيح لَمْ تنتَهِي بَلْ هِيَ دَائِمة مُتَجَدِّدة أي لَهَا صِفة الخُلُود وَأعْطَانَا هذِهِ الصِفة بِأنَّ حَيَاته مُتَجَدِّدة فِينَا هُوَ قَالَ لِبُطرُس { إِنْ كُنْتُ لاَ أغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ } ( يو 13 : 8 ) قُلَ لَهُ وَأنْتَ تَغسِل وَجهك " إِغْسِلنِي كي يَكُون لِي نَصِيب مَعْك أنَا يَا الله فِيَّ كَثِير مِنْ الشَوَائِب وَالخَطَايَا فَإِغْسِلنِي يَاربَّ مِنْهَا كي يَكُون لِي نَصِيب مَعْك " مُشكِلِتنَا أنَّنَا نَفْصِل بينَ أُمورنَا الرُّوحِيَّة وَحَيَاتنَا العَادِيَّة لاَ الآباء كَلَّمُونَا كَثِيراً عَنْ أنْ نِوَحِد قَلبِنَا فِي خُوفه أي يَكُون لِلقلب إِهتِمام وَاحِد كَيْفَ نَتَذَكَّر المعمودِيَّة وَنَحْنُ نَغْسِل وُجُوهِنَا كُلَّ صَبَاح ؟ أمام الماء تَذَكَّر إِنَّكَ إِبن الماء وَالرُّوح الأنبَا أنطونيُوس كَانَ يَقُول لأولاده { يَا أولاَدِي جَدِّدوا كُلَّ يوم عَهد معمودِيَتِكُمْ } وَكَأنَّكَ كُلَّ صَبَاح تُجَدِّد معمودِيِتك المَسِيح لَيْسَ مَاضِي أوْ خَيَال بَلْ هُوَ دَائِمْ جَدِيد لِلأبد جَيِّد أنْ نَتَقَابل مَعَ حُضُور المَسِيح فِي كُلَّ أحداث اليَوْم . 2- أثنَاء إِرتِداء المَلاَبِس :- توجد عِلاَقة وَطِيدة بينَ المَلاَبِس وَالمَسِيح تَذَكَّر وَأنْتَ ترتَدِي مَلاَبِسك عُري الخَطِيَّة وَالله هُوَ الَّذِي سَتَرَنَا وَنَحْنُ فَكَّرنَا فِي حُلُول تستُرنَا لَمْ تَكُنْ مُفِيدة كَمَا فَعَلَ آدم بِأنَّهُ خَاطَ أقمِصة مِنْ وَرق التِين ( تك 3 : 7 ) وَأنْتَ ترتَدِي مَلاَبِسك قُلَ لَهُ " أنْتَ سَتَرتِنِي مِنْ عُري الخَطِيَّة وَأنَا حَاوِلت أنْ أستُر عُريي بِطَرِيقة زَائِفة فَإِستُرنِي أنْتَ وَبَدَلاً مِنْ أنْ يُقال عَنْ آدم { وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِرَ }( تك 3 : 7 ) ألاَ يُقال أنْتَ سَترتَنِي !! ؟ " عِنْدَ إِرتِداء مَلاَبِسك تَذَكَّر الآية { أخْرِجُوا الحُلَّةَ الأُولَى } ( لو 15 : 22 )قُلَ لَهُ " يَاربَّ أنَا لاَ أُرِيد أنْ أختار لِنَفْسِي مَاذَا أرتَدِي بَلْ أُرِيدك أنْتَ تَختار لِي مَلاَبِسِي أُرِيدك أنْتَ تُلْبِسَنِي بِيَديكَ " جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَرتَدِي مَلاَبِس مُحتَشِمة وَكَأنَّ الله هُوَ الَّذِي ألبَسَهُ إِيَّاهَا الحُلَّة الأُولَى لَمْ تَكُنْ لِلإِبن قبل أنْ يترُك بيت أبِيهِ بَلْ هِيَ أجمل حُلَّة فِي البيت وَمَا هِيَ الحُلَّة الأُولَى إِلاَّ المَسِيح المَسِيح هُوَ ثِيَابِي وَسَترِي وَغِطَائِي { لأِنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ المَسِيحَ } ( غل 3 : 27 ) – هُوَ سَترِي – الله يُلْبِسنِي أجمل حُلَّة فِي البيت المَسِيح لاَ يُرِيد أنْ يُعِيدَنِي لِمَا كُنْتُ عَلْيهِ بَلْ يُرِيد أنْ يُعْطِينِي الأعظم يُعْطِينِي نَفْسه جَيِّد أشعِياء النَّبِي عِنْدَمَا يَقُول { كَسَانِي رِدَاءَ البِرِّ } ( أش 61 : 10){ وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوْمَ } لَمَّا جَلَسُوا مَعَهُ عَاشُوا مَعَهُ وَاختَلَطُوا بِهِ فَتَبَعوه أينَمَا يَمضِي جَيِّد أنْ تَختَبِر حُضُوره فِي حَيَاتك اليومِيَّة . 3- أثنَاء المَسِير فِي الطَرِيق :- السَيِّد المَسِيح كَانَ يَجُول فِي بِلاَدٍ كَثِيرة .. وَأنَا فِي الطَرِيق أتَذَكَّر أنَّ المَسِيح لَهُ المجد كَانَ يَمْشِي عَلَى هذِهِ الأرْض فَقَدَّسهَا وَالَّذِينَ نَرَاهُمْ فِي الطَرِيق هَلْ هُمْ أشرار ؟ لاَ لاَ تنظُر لَهُمْ هذِهِ النظرة بَلْ أُنْظُر لَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ عَمْل يَدَيهِ وَمخلُوقاته وَهُوَ مُمَجد فِيهُمْ مَهمَا كَانِت أخلاَقِهِمْ وَدِيَانَتِهِمْ فَهُمْ صَنْعِة يَدَيهِ لاَ يوجد إِنْسَان يخلو مِنْ حُضُوره أوْ صُورته مَهمَا كَانَ أي إِنْسَان أرَى فِيهِ الله يَقُول الكِتاب { أمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ } ( يو 8 : 59 ){ أكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعنَا } ( لو 13 : 26 ) إِذاً وَأنَا فِي الطَرِيق أرَاهُ فِي كُلَّ كَائِن وَأيضاً يَجِب أنْ أنقِل حُضُوره لِكُلَّ كَائِنْ يُقال عَنْ السَيِّدة العذراء عِنْدَمَا ذَهَبِت إِلَى أليِصَابات أنَّ يُوحَنَّا إِرْتَكَضَ فِي بطن أُمِّهِ ( لو 1 : 41 ) لَمَّا لَمْس حُضُور المَسِيح سَجَدَ لَهُ المفرُوض أنْ ألمِس حُضُور المَسِيح فِي الآخر فَأقبله وَأرَى الله فِيهِ حَتَّى وَإِنْ كَانَ عَابِر سَبِيل أرَى فِيهِ شِئ إِيجَابِي حَتَّى وَلَوْ سَلِّمت عَلِيه أوْ كَلِّمته كَلِمَات بَسِيطة أكَلِّمه بِإِحساس أنَّ الله فِيهِ فَأحتَرِمه أحياناً لَهجِة الكَلاَم تُبَيِّن القصد مِنْهُ لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون أُسلُوبنَا يَحمِل إِحتِرَام لِلجَمِيع لأِنَّ المَسِيح فِيهُمْ فِي الخَارِج يُعَلِّمُونَ الأطفال نبرة الصوت لِلتعبِير عَنْ الكَلاَم بِإِسلُوب لاَئِق أيضاً تعبِير الوجه يُعَبِّر عَنْ مَدى إِحتِرَامك لِلآخر لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا عُبُور إِتِجاه الآخر فِي أحد المرَّات جَاءَ رَاهِب ضِيف مِنْ الكِنِيسة الهِندِيَّة لِمصر وَكَانَ الأنبَا مُوسَى مَازَالَ مُكرَّس فَأخذهُ لِيَتَفَقد بعض الكَنَائِس وَيَتَعرَّف عَليهَا وَأثناء الطَرِيق إِستَقَلاَّ تِرَام مُزدَحِمْ وَنَدِمَ الأنبَا مُوسَى لأِنَّهُ أرْكَبَهُ التِرَام وَظَلَّ يَعتَذِر لَهُ طُول الطَرِيق فَإِذْ بِالرَّاهِب يُجِيبه بِبَشَاشة أنَّهُ غِير مُتَضَايِق لأِنَّهُ يَرَى يَسُوع فِي كُلَّ إِنْسَان حَولَهُ فِي هذَا الزحام الَّذِي يَبحث عَنْ يَسُوع وَيَعِيش مَعَهُ يَرَاهُ فِيمنْ حَولَهُ عِنْدَمَا يَكُون المَسِيح غَائِب عَنِّي لاَ أرَاهُ أبَداً وَلكِنَّهُ عِنْدَمَا يَكُون حَاضِر فِيَّ أرَاهُ فِي كُلَّ لحظة وَأشعُر بِمَنْ حَولِي وَبِآلامهُمْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبرَاهِيمْ المُتَنَيِّح كَانَ يَدعو بالبَرَكة لِكُلَّ إِنْسَان يِقَابله فِي الطَرِيق حَتَّى البَائِع المُتَجَوِل وَالأُم الَّتِي تَحمِل طِفلَهَا وَمَهمَا كَانِت دِيَانَتهُمْ كَانَ يَدعو لَهُمْ بِينه وَبِينَ الله إِنْسَان قَلْبه مفتُوح يَرَى الله فِي كُلَّ إِنْسَان وَفِي كُلَّ الخَلِيقة فِي العصفُور وَالزُرُوع وَالبشر وَلَمَّا قَالَ الله { اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا } ( مر 16 : 15) ترجَمِتهَا كُلَّ الخَلِيقة وَلَيْسَ البشر فقط لِذلِك الكِنِيسة تُسَبِّح بِلِسَان الخَلِيقة كُلَّهَا . 4- أثنَاء الإِستِذكار وَالعَمل :- يَسُوع كَإِنْسَان تَعَلَّم القِرَاءة وَالكِتابة { وَقَامَ لِيَقْرَأَ } ( لو 4 : 16) لَيْسَ بِالفِطره بَلْ بِالتَعلِيم عِنْدَمَا حَفظ النَّامُوس حَفِظَهُ كَإِنْسَان وَعِنْدَمَا دَخل فِي مُجَادَلاَت مَعَ الكَتبة وَالشُيُوخ فِي الهِيكل بُهِتُوا مِنْ تَعَالِيمه ( مر 1 : 22 ) لِذلِك كَانَ مكتُوب عَنْهُ { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الحِكْمَةِ وَالقَامَةِ } ( لو 2 : 52 ) إِذاً أنَا بِتحصِيلِي لِلمعلُومات وَالإِجتِهَاد فِي الإِستِذكار أشتَرِك مَعَ المَسِيح أيضاً المُذَاكرة وَزنة يطلُبهَا الله مِنِّي بِأمَانة إِذاً المُذَاكرة مِنْ ضِمنْ أمَانَتِي لله المَسِيح لَهُ المجد عَمل وَاجتَهد إِذاً العَمل إِشتِرَاك فِي تَعْب يَسُوع { اذْهَبِ اليَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي } ( مت 21 : 28 ) السَيِّد المَسِيح قَدَّسَ العَمْل وَالتَعب وَالآباء يَقُولُون أنَّ الوقت الَّذِي عَمَلَ فِيهِ أكثر مِنْ الوقت الَّذِي كَرَزَ فِيهِ جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الله لَيْسَ بِبَعِيد عَنْكَ بَلْ هُوَ مُختَلِط بِكَ فِي كَيَانك وَفِكرك لِذلِك لاَ نَتَعَجَب مِنْ قول القِدِيس أثنَاسيُوس عَنْ الأنبَا أنطونيُوس أنَّهُ{ كَانَ يَتَنَفَس المَسِيح } . 5- أثنَاء الرَّاحة :- لَمْ يَكُنْ السَيِّد المَسِيح يُحِب الرَّاحة الَّتِي فِي الوقت الغِير مُنَاسِب بَلْ يُقَدِّس الرَّاحة فِي وَقتِهَا المُنَاسِب عِنْدَمَا كَانَ فِي البُستان يُصَلِّي وَوَجد تَلاَمِيذه نِيَام وَبَخَهُمْ بِلُطف وَقَالَ لَهُمْ { مَا قَدَرْتُمْ أنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً } ( مت 26 : 40 ) لكِنْ لَمَّا حَزَنُوا قَالَ لَهُمْ { أمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأمَّا الجَسَدُ فَضَعِيفٌ } ( مر 14 : 38 ) أعْطَاهُمْ العُذر بِلُطف وَعِنْدَ دُخُوله البُستان قَالَ لَهُمْ أنَّ إِبن الإِنْسَان سَيُسَلَّم ( مت 26 : 45 ) إِذاً لاَ تطلُب الرَّاحة وَقت التَعْب أي أنَّ هُناك وَقت لِلتَعْب وَوَقت لِلرَّاحة جَيِّد أنْ تشعُر أنَّهُ يَحتَاجك جَانِبه فَتسهر مَعَهُ الله أخذ رَاحة عِنْدَمَا وَجَدَ أنَّ كُلَّ شِئ حَسن فِي الخَلِيقة ( تك 1 : 31 ) إِذاً الرَّاحة بعد إِتمام عَمل المَسِيح لَهُ المجد قَالَ لِتَلاَمِيذه مَرَّة وَاحِدة إِستَرِيحُوا قَلِيلاً بعد أنْ عَادُوا مِنْ الإِرْسَالِيَّة لَمْ يَقُل لَهُمْ إِسْتَرِيحُوا وَقت طَوِيل بَلْ قَلِيلاً جَيِّد أنْ تَستَرِيح بعد أنْ تُتَمِّمْ عَمَلك نَتَعَجَب مِنْ إِنْسَان يُرِيد كُلَّ وَقته رَاحة سَيَجِد أنَّ الرَّاحة تَفقِد مَعنَاهَا كَرَاحة وَالنُزهة تَفقِد مَعنَاهَا كَترفِيه السَيِّد المَسِيح يَأمُرنَا أنْ تَكُون رَاحِتنَا فِيهِ " إِستَرِح فِيَّ " أنَا رَاحتك رَاحِتنَا هِيَ الإِشتِراك فِي رَاحته وَرَاحته هِيَ بعد العَمل إِذاً السَيِّد المَسِيح جَعَلَ الرَّاحة كَمَا العَمل الرَّاحة فِي المَسِيح غِير الفَرَاغ الفرق بينَ الرَّاحة وَالفَرَاغ هُوَ أنَّ الرَّاحة هِيَ رَاحة فِي حُضُور المَسِيح لَهَا مَذَاق خَاص فَإِستَرِح فِيهِ بينَمَا الفَرَاغ هُوَ رَاحة بِدُون حُضُور المَسِيح الأبَدِيَّة أسمَاهَا المَسِيح رَاحة { فَلْنَجْتَهِدْ أنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ } ( عب 4 : 11 ) إِذاً حَيَاتنَا كُلَّهَا تَعْب إِلَى أنْ نَستَرِيح فِيهِ { لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أتْعَابِهِمْ وَأعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ }( رؤ 14 : 13 ) إِنْ لَمْ أعرِف كَيْفَ أقضِي وَقت رَاحتِي سَأُمنع مِنْ رَاحَتِهِ إِنْ لَمْ أُمَارِس الرَّاحة الآن بِإِسلُوب صَحِيح إِنَّهَا مُقتَرِنة بِتَعْب سَتهرب مِنِّي الرَّاحة الأبَدِيَّة لِذلِك هُوَ قَالَ { فَأقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي } ( مز 95 : 11) لأِنَّهُمْ إِستَهَانُوا بِالرَّاحة قُلَ لَهُ " تَعَالَ يَا الله وَأعِنْ ضَعْفِي وَاجعل رَاحَتِي مَعَكَ حَتَّى أنَال الرَّاحة الأبَدِيَّة " . 6- أثنَاء تَنَاوُل الطَعام :- مَا عِلاَقِة الطَعام بِالمَسِيح ؟ فِي إِنْجِيل لُوقَا 13 : 26 يَقُول { أكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا } تَذَكَّر تِلكَ الآية وَأنْتَ تَأكُل نَأكُل وَنَشرب وَأنْتَ مَعَنَا يَا يَسُوع الله قَدَّس الطَعام حَتَّى أنَّهُ قَالَ{ أنَا هُوَ خُبْزُ الحَيوةِ } ( يو 6 : 48) الطَعام يِسَاعِد عَلَى الوُجُود وَالحَيَاة أي أنَّهُ يَقُول أنَا طَعَامكُمْ أنَا وُجُودكُمْ أنَا حَيَاتكُمْ إِذاً تَنَاول طَعَامك فِي وُجُوده لأِنَّهُ أسَاس حَيَاتنَا وَجَيِّد هُوَ الإِنْسَان الرُّوحِي لأِنَّهُ يَأكُل بِعِفَّة وَيَتَذَكَّر إِخوَته المَسَاكِين وَيَأكُل وَيَشكُر وَيَشعُر أنَّهُ يَأكُل مِنْ يَد المَسِيح نَفْسه الطَعَام يُعَبِّر عَنْ وُجُود الله وَحُضُوره آدم كَانَ يَأكُل مِنْ يَد الله وَعِنْدَمَا رَفض يَد الله وَأرَادَ أنْ يَأكُل مِنْ يَدِهِ هُوَ سَقَطَ إِذاً تَذَكَّر أنَّكَ تَأكُل مِنْ يَد الله وَعِنْدَمَا رَفض آدم يَد الله قَالَ لَهُ الله { بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأكُلُ خُبْزاً } ( تك 3 : 19) إِذاً الطَعَام وَسِيلِة حُضُور الله وَأثناءه أيضاً نَتَذَكَّر العُقُوبة لِذلِك لَمَّا أرَادَا الله أنْ يُصلِح خَطَأ آدم عَادَ يُؤكِله مِنْ يَده وَقَالَ { خُذُوا كُلُوا } ( مِنْ رُشُومات الخُبز ) وَلِذلِك أيضاً نُصِر عَلَى أنَّنَا نُصَلِّي قبل الطَعَام حَتَّى نَتَذَكَّر أنَّنَا نَأكُل مِنْ يَد الله وَنَقُول { تَبَاركت يَارَبَّ يَا مَنْ تَعُولنَا مُنْذُ حَدَاثِتنَا وَتَهِبنَا خَيرَاتك وَتُهَيِئ الغِذاء لِلجَمِيع لأِنَّ أعيُن الكُلَّ تَتَرَجَاك وَأنْتَ تُعْطِيهُمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينه تَفْتح يَدك فَتُشبِع كُلَّ حَيٍ رَضَى إِجْعَله شِفاء وَقُوَّة لِحَيَاتنَا الجَسَدِيَّة إِمنْح خَلاَصاً وَنِعمة وَبَرَكة وَطُهراً لِكُلَّ المُتَنَاوِلِين مِنْهُ إِرْفع عُقُولنَا إِلِيك كُلَّ حِين لِطَلب طَعَامَنَا الرُّوحِي غِير البَائِد} أصبح الطَعَام خَلاَص وَطُهر وَنِعمة لأِنَّهُ مِنْ يَد الله أصبح الطَعَام تَسبِحة يَارَبَّ إِجعل عُقُولنَا تِفَكَّر فِي الوَلِيمة السَّمَائِيَّة هذَا مَا يَفْعَلَهُ الإِنْسَان الرُّوحِي قُلَ لَهُ أنْتَ جَعْلت الخَمس خُبزات وَالسَمكتِين تُشبِع الآلاف لأِنَّهَا مِنْ يَدِك وَمِنْ يَدك الطَعَام حُلو( مت 16 : 9 ) أبسط الأطعِمة كَانَ المَسِيح يَأكُل مِنْهَا تِين سَنَابِل لَمَّا جَاع فَرك قَلِيل مِنْ السَنَابِل وَأكل لأِنَّ السَنَابِل عِنْدَمَا تُمضغ تَكُون كَالعَجِين أي خُبز ( لو 6 : 1 ) أصعب شِئ نَرَاه الآن أنَّ أولادنَا يَرفُضُون بعض أنواع الأطعِمة هذَا مَعنَاه رَفض لِعَطَايَا الله . 7- أثنَاء النُوم :- النُوم جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع مَتَى نَام ؟ فِي السَفِينة إِذاً النُوم لَيْسَ خَارِج حَيَاة يَسُوع أي إِنَّنِي عِنْدَمَا أنَام أعِيش جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع جَيِّد أنْ تَشعُر أنَّكَ نَائِمْ فِي حُضنه وَمَعَهُ إِذاً نُومك مُقَدَّس{ أنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ } ( نش 5 : 2 ) جَيِّد أنْ تَشعُر أنَّ النُوم وَقت مُبَارك لِذلِك إِعلاَنَات إِلهِيَّة كَثِيرة تَحدُث لَيلاً رُؤى الَّلِيل مُقَدَّس وَكَمَا يَستَعمِل عَدو الخِير الَّلِيل فِي أعمال الظُلمة الله صَنْع تَوَازُن بِأنْ جَعْل مِنْ الَّلِيل تَسَابِيح وَصَلَوَات مَقبُولة رُبَمَا فِي تعبِير الآباء صَلَوَات الَّلِيل أكثر إِستِجابة لِذلِك كَانَ المَسِيح يَمضِي الَّلِيل فِي الصَلاَة ( لو 6 : 12) تَشعُر أنَّ صَلاَة نِصف الَّلِيل لَهَا مَذاق آخر لأِنَّ الَّلِيل لَهُ نِعمة خَاصة بينَمَا النَّاس نِيَام أنْتَ مُستيقِظ بينَمَا لَكَ الحقٌّ أنْ تُرِيح جَسَدك أنْتَ تَسهر لِتُصَلِّي جَيِّد أنْ تَجعل لِيلك مُقَدَّس يَقُول الآباء { طُوبَى لِمَنْ نَام وَإِسمك القُدُّوس عَلَى شَفَتِيه } لِذلِك لاَ تَنَام إِنْ لَمْ تُصَلِّي { لاَ أصعد عَلَى سِرِير فِرَاشِي } ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) إِذاً النُّوم عَمْل مُقَدَّس لَنْ أنَام إِنْ لَمْ أشعُر أنَّكَ يَا الله قَدْ مَلكت عَلَى عَقْلِي البَاطِن لأِجِدك فِي أحلاَمِي وَأستودِع نَفْسِي فِيك لأِسمع حَتَّى وَأنَا نَائِمْ أنَّ العَرِيس قَادِم ( مت 25 : 6 ) أبُونَا يَعقُوب رَأس سُلَّم السَّماء وَهُوَ نائِم( تك 28 : 12) . الأحلاَم فِي الكِتاب كَثِيرة أحلاَم يُوسِف أحلاَم دَانِيال إِذاً النُّوم لَيْسَ وَقت مَيِّت بَلْ وَقت حَيَاة لِلإِنْسَان الَّذِي ينبُض قَلبه بِحُب الله قَالَ أحد الآباء أنَا حَسبت إِنِّي لَوْ عِشت سُتُونَ عَاماً سَأنَام مِنْهُمْ حَوَالِي عُشرُونَ عَام – خِسَارة – لَهُ الحقٌّ القِدِيس الأنبَا بِيشُوي الَّذِي كَانَ يَربُط شعر رَأسَهُ حَتَّى لاَ يَنام وَإِنْ كَانَ النُّوم عَمل مُقَدَّس وَاحتاج الإِنْسَان لَهُ إِلاَّ أنَّهُ مِنْ شِدَّة حُبَّه لله لاَ يُرِيد هذَا الإِحتِياج وَإِنْ نَام يَنَام فِي حُضُور الله جَيِّد أنْ تَشعُر بِحُضُور الله فِي حَيَاتك حَتَّى فِي الإِستِذكار قُلَ لَهُ فَهِّمنِي أنْتَ مَا أدرِسه وَإِنْ كُنْت كَارِه قُلْ لَهُ عَلِّمنِي مَحَبِّتك إِدْخِله فِي حَيَاتك فِي مَشَاكِلك وَأحزانك وَاحتِيَاجَاتك وَأفرَاحك وَمِنْ هُنَا تَشعُر أنَّ حَيَاته لَيْست بِبَعِيدة عَنْكَ بعد أنْ مَكَثُوا عَنْده يُوم هذَا اليَوْم زَادَ إِشتِيَاقَهُمْ أنْ يَعِيشُوا مَعَهُ بَاقِي عُمرُهُمْ رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِمَاً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
12 أكتوبر 2024

لزوم التجارب وفوائدها

مُعَلِمنا بُولِس الرَّسُول فِي عب 12 يَقُول [يَا ابنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ لأِنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤدِّبُهُ وَيَجْلِدُ كُلَّ ابنٍ يَقْبَلُهُ إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ فَأيُّ ابنٍ لاَ يُؤدِّبُهُ أبُوهُ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأدِيبٍ قَدْ صَارَ الجمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ فَأنتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آباءُ أجسَادِنَا مُؤدِّبِينَ وَكُنَّا نَهَابُهُمْ أفَلاَ نَخْضَعُ بِالأوْلَى جِدّاً لأِبِي الأرْوَاحِ فَنَحْيَا لأِنَّ أُولئِكَ أدَّبُونَا أيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ استِحْسَانِهِمْ وَأمَّا هذَا فَلأِجْلِ المنفعةِ لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ وَلَكِنَّ كُلَّ تَأدِيبٍ فِي الحَاضِرِ لاَ يُرَى أنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزَنِ وَأمَّا أخِيراً فَيُعطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ لِذلِكَ قَوِّمُوا الأيادِي المُسترخِيَةَ وَالرُّكَبَ المُخَلَّعَةَ ] ( عب 12 : 5 – 12 )( كَلِمة " نُغُولٌ " تعنِي " أبناء غِير شرعِيين " ) فَإِنْ كَانَ أبُويا الجَسَدِي يَعرِف كيفَ يَشِد عَلَيَّ فَكَمْ يَكُون أبُويا السَّمَاوِي وَهَذِهِ التجارُب هِيَ لِكي نَنَال مِنْ قَدَاسته نرى مِنْ هذِهِ المُقَدِّمة كَمْ أنَّ رَبِّنا يَدَهُ صَالِحة وَهُوَ حنُون حَتَّى فِي تجارُبه لأِنَّهُ يوجد فِكر خَاطِئ عِندَ بعض النَّاس وَهُوَ أنَّ الله يُؤدِّب الإِنسان الخاطِئ مِنْ أجل خَطِيته وَلَكِنْ ليسَ هذَا أُسلُوب رَبِّنا لأِنَّ الله إِنْ كَانَ يُنذِرنِي فَإِنَّهُ يُنذِرنِي بِمَحَبَّة فَيَعْقُوب الرَّسُول يَقُول [ اِحْسَبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِب مُتَنَوِّعَةٍ ]( يع 1 : 2 ) رَبِّنا يُرِيدنا أنْ نَحمِل الإِكلِيل بِفرح فَفِي رِسالة كُورنثُوس يَقُول القِدِيس بُولِس عَنْ الله [ وَلكِنَّ الله أمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أيضاً المَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أنْ تَحْتَمِلُوا ] ( 1كو 10 : 13 ) مُستحِيل أنْ أقُول لِطِفل صَغِير إِحمِل هذِهِ المنضدة فَإِنْ كُنت أنَا أعرِف أنْ أحَمِّل كُلَّ وَاحِد بِقدر طاقته أفَلاَ يفعل الله ذلِك رَبِّنا يَسُوع المَسِيح نَفْسه جُرِّب وَجُرِّب فِي وقت مُقدس وَعَلَى جبل مُقدس فَالتجرُبة ليست لِلإِنتِقام فَعِندما أُجَرَّب أجِد المَسِيح مُعِين لِي فِي تَجَارُبِي [ لأِنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَألَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أنْ يُعِينَ المُجَرَّبِينَ ] ( عب 2 : 18 ) فَالتجارُب رَبِّنا يُرسِلها لَنَا بِحِكمة وَبِإِرَادة إِلَهِيَّة عالية جِدّاً جِدّاً وَهدفها هُوَ خَلاَص النَفْس وَالإِشتراك فِي حِمل صَلِيب المَسِيح وَقِيامته وَسَأحصِد مِنْهُ ثِمار . 1- بَرَكات التَجَارُب :- أ - إِنَّها تَأدِيبات مَحَبَّة :- كُلَّ تَأدِيب فِي الحَاضِر لاَ يُرى أنَّهُ لِلفرح بَلْ لِلحُزن ( عب 12 : 11) فَالتَجَارُب هِيَ تَأدِيبات مَحَبَّة وَليست قسوة .. رَبِّنا لَمْ يَقِف ضِدِّي أبَداً فَالقِدِيس يُوحنا ذَهَبِي الفم يَقُول[ هل لأنَّكَ تُعَانِي مِنْ أتعاب كَثِيرة تَظُن أنَّ الله قَدْ تركك وَأنَّهُ يُبغِضك ، بَلْ إِنْ لَمْ يُؤدِبك فَاعلم أنَّهُ قَدْ تركك ] فَإِنْ وجدت مجموعة أولاد بِيعملوا أعمال سَيِئة جِدّاً بِيضربُوا بعض وَبِيشتِمُوا بعض وَوَجدت فِي هذِهِ المجموعة إِبنك فَمَنْ الَّذِي سَتأخُذه معك ؟!! إِبنك .. وَمَنْ الَّذِي سَتُؤدِبه ؟ إِبنك أحياناً بَفهم أنَّ عِلاَقتِي مَعْ رَبِّنا هِيَ عِلاَقة قُيُود وَلَكِنْ إِنَّ تَأدِيباته هِيَ عَلاَمة بُنُّوة حَقِيقِيَّة لَهُ وَهِيَ عَلاَمة مِقدار مَحَبِّته لِيَّ فَهُوَ يُرِيد أنْ يُقِيمنِي وَلاَ يُرِيدنِي أنْ ألهو وَألعب وَأنسى نَفْسِي وَخَلاَص نَفْسِي فَهِي تَأدِيبات لِكي أنَال مدحه وَتطوِيبه وَالتَجَارُب هِيَ وَسائِل تكشِف لَنَا عَنْ مقاصِد الله وَحُكم الله علِينا فَهِيَ مكسب عَظِيم جِدّاً وَالإِنسان الَّذِي يَعِيش التجرُبة بِفرح وَيَحتَمِلها بِشُكر يَنال مدح مِنْ الله مكسب عَظِيم أنْ نُؤدب فِي هذا الزمان بدلاً مِنْ أنْ نُؤدب فِي الدينُونة فِالأولاد الَّذِينَ فِي الشَوَارِع وَالَّذِينَ ليسَ لَهُمْ أهل لاَ يوجد عندهُمْ أحد يُنذِرَهُمْ جَمِيل جِدّاً أنَّ الله يُرسِل لِلإِنسان تجرُبة فِي حياته وَأصعب شِىء أنَّ الإِنسان يَظِل طَوَال عُمره يرفُض التجرُبة وَيَقُول أنَا رَأيت سَلاَمة الأشرار فَإِكتأبت فَأيُوب الصِّدِّيق قَالَ فِي إِحدى المرَّات أنَّهُ توجد ناس تَعِيش فِي قِمة الشُّرُور وَحياتهُمْ أفضل مِنِّي يَقُولُوا لله إِبعِد عَنَّا وَبِمَعرِفة طُرُقك لاَ نُسر ( أي 21 : 14 ) فَمَاذا ننتَفِع إِنْ تبعناك ؟ يَقُول عَنْهُمْ أيُوب الصِّدِّيق أنَّ عجُولَهُمْ مُسَمَنة [ بُيُوتُهُمْ آمِنَةٌ ] ( أي 21 : 9 ) ثَمَرِة بِر لِرَبِّنا إِنِّي أُؤدب فِي هذَا الزمن وَهذِهِ التجارُب سَتُعطِينِي سَلاَم قلب . ب - لأخُذ نِعم مِنْ السَّماء :- فَالقِدِيس يُوحنَّا الحَبِيب صَاحِب سِفر الرؤيا مَتى تَمَتَّع بِرؤية السَّماء ؟!! وَهُوَ فِي المنفى وَرَأى مجد السَّماء وَأمجاد السَّماء وَالحُكَّام قَدِيماً كَانُوا بِيجعلُوا مَنْ كَانَ فِي منفى يَعِيش فِي رُعب لأِنَّهُ بِيَكُون مُهَدد فِي أي وقت بِعقوبة وَلِذلِك السيِّد المَسِيح قَالَ [ وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ ]( يو 16 : 20 ) فَرَأى القِدِيس يُوحَنَّا وَهُوَ فِي وسط التجرُبة مَا أجمل أنْ يراه وَهُوَ عَلَى الأرض فَسِفر الرؤيا عِندما نقرأه نَفرح فَالقِدِيس يُوحَنَّا رَأى الله وَرَأى عرشه وَرَأى العظمة الإِلَهِيَّة كُلَّها رَأى المِئة وَالأربعة وَالأربعُونَ ألفاً البَتُولِيين رَأى كُلَّ هذا وَهُوَ فِي وسط الآلام كَثِيراً مَا نَنَال نِعم مِنْ السَّماء وَنَحْنُ فِي وسط التجارُب مَتى تَمَتَّع الثَلاَثة فِتية بِرؤية الله ؟ وَهُمْ فِي وسط الأتون وَاليوم نَحْنُ نُعَيِّد بِعِيد إِستشهاد القِدِيسين أبَاكِير وَيُوحَنَّا فَنَجِد الكاثُولِيكُون يَقُول [ أيُّها الأحِبَّاءُ لاَ تَسْتَغْرِبُوا البَلْوَى المُحْرِقَةَ الَّتِي بينكُمْ حَادِثة لأِجْلِ امتِحَانِكُمْ كَأنَّهُ أصَابَكُمْ أمر غَرِيبٌ بَلْ كَمَا اشتركْتُمْ فِي آلامِ المَسِيحِ افْرَحُوا لِكَي تَفْرَحُوا فِي استِعْلاَنِ مَجْدِهِ أيضاً مُبْتَهِجِينَ ] ( 1بط 4 : 12 – 13 ) مَتى رَأى القِدِيس أسطِفَانُوس المَسِيح جَالِس عَلَى العرش ؟ وَهُوَ بِيُرجم فَالتجارُب فُرصة لأخُذ نعم مِنْ الله فَالَّذِي لاَ يُتاح لِي أنْ أأخُذه أأخُذه فِي التجارُب دَانِيال مَتى تَمَتَّع بِمُصَاحبة المَلاَئِكة ؟ عِندما أُلقِيَ فِي جُب الأُسُود فَنَحْنُ عِندما نرى منظر الأُسُود نِفُوسنا تجزع وَلَكِنْ دَانِيال تَمَتَّع بِمُصَاحَبة المَلاَئِكة لَهُ فِي هذا الجُب فَالنَّاس الَّذِينَ ألقُوا الثَلاَثة فِتية فِي الأتُون صهد النَّار حرقهُمْ وَأمَّا الثَلاَثة فِتية فَرَائِحة النَّار لَمْ تَأتِي عَلَى ثِيابَهُمْ فَأحد القِدِيسِين يَقُول [ مَاذا فعلت النَّار بِالثَلاَثة فِتية ؟ فَهِيَ قَطَّعت القُيُود الَّتِي كَانُوا يُربَطُونَ بِها ] وَهُنا نَجِد المزمُور يَقُول [ كَثِيرة هِيَ أحزان الصِّدِّيقِين ، وَمِنْ جَمِيعُها يُنَجِيهُمْ الرَّبَّ . يحفظ الرَّبُّ جَمِيع عِظَامِهِمْ ، وَوَاحِدة مِنْهَا لاَ تنكَسِر ] ( مز 33 – مِنْ مَزَامِير السَّاعة الثَّالِثة ) [ هُمْ عثرُوا وَسَقَطُوا ، وَنَحْنُ قُمنا وَانتصبنا ]( مز 19 – مِنْ مَزَامِير السَّاعة الثَّالِثة ) فَالتجرُبة فُرصة لأخُذ نِعم مِنْ رَبِّنا وَدَانِيال كَانَ يقضِي فِي جُب الأُسُود أجمل لِيله مِنْ لَيَالِي عُمره بُولِس وَسِيلاَ أُلقُوا فِي السِجن الداخِلِي وَوَضِعت أرجُلَهُمْ فِي مقطرة وَلَوْ تخيلنا حالتهُمْ النَفْسِيَّة وَهُمْ فِي هذَا الوضع لَتَوَقعنا أنَّهُمْ تعبانِين وَيُعَاتِبُونَ الله قَائِلِين " هَلْ يُرضِيك ياربَّ أنْ نُسجن هَكذا ؟!! " وَلَكِنَّهُمَا كَانَا يُسَّبِحان الله فِي السِجن التَّسبِيح هُوَ أرقى دَرَجات الصَلاَة هُوَ تَغَنِّي بِأعمال الله وَقُدرته فهل هذَا كَانَ وقت التَّغَنِّي بِأعمال الله ؟!! فَنَحْنُ فِي أجمل لَحَظَات حَياتنا لاَ نَعرِف أنْ نُسَبِّح وَلاَ يوجد عِندنا رَصِيد مِنْ عِشرِتنا لِرَبِّنا لِكي نُخرِج لَهُ كَلاَم جَمِيل فَإِنْ كَانَ هذَا فِي أجمل الأوقات فَكَمْ يَكُون فِي أصعب الأوقات وَلِذلِك أحياناً رَبِّنا بِيُعطِينا تعزِيات جَمِيلة جِدّاً أثناء التجرُبة بِالذَّات فَأحد الآباء يُشَّبِه ذلِك بِتَشبِيه إِذْ يَقُول لَوْ يوجد إِنسان خَبَّاز وَعِنده حوالِي 50 طاولة يَضع فِيهُمْ الخُبز وَيَأخُذ طاولة وَيَضعها فِي الفُرن وَيعرَّضها لِلنَّار لِوقت مُعَيَّن .. فَلَوْ تَعَرَّضت لِلنَّار وقت زِيادة فَإِنَّها تُحرق وَلَوْ تَعَرَّضت وقت قُلَيِل فَإِنَّها تخرُج نَيئِة فَالله لاَ يَدَعنا نُجَرَّب فوقَ مَا نحتمِل فَهذَا هُوَ الفرَّان فَإِنَّهُ يعرِف التوقِيت فَكَمْ يَكُون الله !!!! بُولِس الرَّسُول أُختُطِف لِلسَّماء الثَّالِثة وَيَقُول أحد الآباء أنَّهُ قَدْ يَكُون رَأى ذَلِك وَهُوَ فِي أثناء غيبوبته بعد رجمه أوْ وَهُوَ فِي سِجن مِنْ السِجُون إِنَّهُ رَأى مَا لَمْ ترهُ عين وَلَمْ تسمع بِهِ أُذُن فَلاَبُد أنْ أعرِف أنَّ وَراء التجرُبة سَأأخُذ نِعمة وَلِكي نشترِك فِي قداسته كَثِيراً مَا نَجِد ناس رَبِّنا بِيُعطِيهُمْ تعزِيات كَبِيرة جِدّاً أثناء التجرُبة فَأصعب شِئ قَدْ يُمكِنْ أنْ نُعَرَّض لَهُ هُوَ الموت وَمَعْ ذَلِك نَقُول إِنْ سِرت فِي وَادِي ظِل الموت لاَ أخاف شَرَّاً لأِنَّكَ أنتَ مَعِي ( مز 23 : 4 ) فَإِنَّ خِفَّة ضِيقتنا الوقتِيَّة تُنشِئ لَنَا أكثر فَأكثر ثِقل مجد أبَدِي ( 2كو 4 : 17) فَالتجرُبة مهما طالت فَهِيَ مُدِتها وَقتِيَّة وَلَكِنْ تُنشِئ مجد أبَدِي لاَ يُقاس بِأي رَاحة زَمَنِيَّة توجد قِصَّة مشهُورة فِي بُستان الرُهبان عَنْ رَاهِب إِستأذِن مِنْ رَئِيس الدِير لِيترُك الدِير وَيذهب لِدِير آخر فَسَألَهُ رَئِيس الدِير مَا الَّذِي أحزنك فِي الدِير لِكي تترُكه ؟!! قَالَ لَهُ أنَا أُرِيد أنْ أخُذ فرصة لأمُر بِتجرُبة أوْ مِحنة وَلأِنَّكُمْ مُحِبِين فَأنَا أُرِيد أنْ أترُك الدِير فَالإِنسان لاَبُد أنْ يَعرِف أنَّ الله لَهُ إِرَادة بِهَذِهِ التجرُبة وَهِيَ بِسَماح مِنْه وَمِنْ يَده وَلَيْسَ مِنْ إِنسان يقبلها بِفرح إِلاَّ وَيَتَلاَمس مَعْ عمل رَبِّنا وَيأخُذ نِعمة كَبِيرة جِدّاً بِتدخَلنا مَلَكُوت السَّمَاوَات . ج - لِلتَنقِية مِنْ الشَّوَائِب :- فَلَوْ نظرنا يَا أحِبَّائِي لأِي تجرُبة نظرة رُوحِيَّة فَإِنَّنا سَنَجِدها فُرصة لِلتَنقِية مِنْ الشَّوَائِب فَالَّذهب كُلَّما يُوضع فِي النَّار كُلَّما يَتَنَقى أكثر وَسِعره يزداد فَالتجرُبة بِالنِسبة لِيَّ هِيَ تنقِية مِنْ رَزَائِل نَفْسِي وَمِنْ أطماعِي وَحُبِّي لِنَفْسِي فِالتجرُبة تُنَقِّي الإِنسان مِنْ أي شَائِبة فَعِندما نَرى إِنسان يقُص شجرة فَإِنَّهُ يَقُول أنَا بَنَقِّي الكرمة وَأُرِيد أنَّ العُصارة تَصِل إِليها حَتَّى تنضُج الثِمار بِسُرعة وَلِكي تثبُت أكثر وَنَجِد أنَّ الكِتاب يَقُول [ الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ مَعَ أنَّكُمُ الآنَ إِنْ كَانَ يَجِبُ تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعةً لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ وَهِيَ أثمنُ مِنَ الذَّهَبِ الفَانِي مَعَ أنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ تُوجَدُ لِلمَدْحِ وَالكَرَامَةِ وَالمجدِ عِنْدَ استِعْلاَنِ يَسُوعَ المَسِيحِ ] ( 1بط 1 : 6 – 7 ) كَثِيراً مَا يَكُون هُناك إِنسان نَاسِي حياته الأبَدِيَّة وَكُلَّ مَا يشغِله فقط هُوَ الزمن الحَاضِر وَيضع آمال وَآمال حَتَّى تأتِيه تجرُبة تُفِيقه فَأيوب الصِّدِّيق قَالَ [ بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأتْكَ عَيْنِي ] ( أي 42 : 5 ) كَثِيراً مَا تَكُون التجارُب سبب توبة وَتَحَوُّل وَتغيير وَتجعل الإِنسان يشعُر كَمْ أنَّهُ ضَيَّع عُمره فِي تيهان كَثِير فَالتجرُبة هِيَ فُرصة لِكي أرَى حُضن الله المُتَسِع لِي بعد أنْ تركتهُ [ فَإِنَّ مَنْ تَألَّمَ فِي الجَسَدِ كُفَّ عَنِ الخَطِيَّةِ ] ( 1بط 4 : 1 ) يَا لِروعة الكَلاَم رَبِّنا يُرِيدنا أنْ نَكُف عَنْ الخَطِيَّة إِهتمام رَبِّنا بِأجسادنا وَبِالحياة الزمَنِيَّة أقل بِكَثِير جِدّاً مِمَّا نَتَصَور بِحَياتنا الأبَدِيَّة فَكُلَّ إِهتمامه هُوَ بِالحياة الأبَدِيَّة وَلَكِنْ نَحْنُ إِهتمامنا هُوَ بِالحياة الزَمَنِيَّة رَبِّنا يَقُول لَنَا أنَا قَدْ ظُلِمت وَتُفِلَ عَلَيَّ أتُرِيد أنْ تصنع لَكَ طَرِيق آخر غير طرِيقِي فَهَذَا هُوَ طَرِيقِي فَالتجرُبة هِيَ فُرصة لِكي يفِيق الإِنسان لَوْ كَانَ قَدْ بعد نَفْسه عَنْ الحياة الأبَدِيَّة يوجد تشبِيه لَوْ نَتَخَيَّل أنَّنَا سَائِرُون فِي الشَّارِع وَرَأينا حادثة صعبة جِدّاً وَهِيَ أتوبِيس ضرب رجُل وَرفعه لِفوق 30 متر المفرُوض إِنَّه يِكُون فِيهِ نَفْس ؟!!!! وَلَكِنْ وجدنا أنَّ هذَا الشخص وقف يِنَظَّف البدلة وَيَقُول " إِنَّ هَذَا الزُرار تَقَطَّع " – شِئ عَجِيب – إِنَّ الحياة الزَمَنِيَّة عند رَبِّنا مِثْل هَذَا الزُرار لَوْ ضاع لاَ يَهِمْ المُهِمْ سَلاَمة النَفْس هَكذَا المُهِمْ عند الله هُوَ خَلاَصنا الأبَدِي فهل يَجِب أنْ نهتم بِيوم أوْ بِساعة أمْ نهتم بِحَياتنا الأبَدِيَّة الَّتِي لَيْسَ لها نِهاية ؟ الحياة الزَمَنِيَّة الَّتِي نَعِيشها صَدِّقُونِي لاَ تُسَاوِي يوم وَلاَ ساعة عند رَبِّنا يَا حَبِيبِي أُنظُر لِفوق مِثْلَ طَالِب يُرِيد أنْ يلعب وَأنتَ ترى مُستقبله فَإِنْ كُنَّا نَحْنُ بِحِكمِتنا البَشَرِيَّة الضَعِيفة نَعرِف المُفِيد لِلشخص الله يُرِيد[ أنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفةِ الحَقِّ يُقْبِلُونَ ] ( 1تي 2 : 4 )[ لأِنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ قَدَاسَتُكُمْ ] ( 1تس 4 : 3 ) توجد قِصَّة تحكِي عَنْ فتاة مِنْ البنات المشهُورِين جِدّاً فِي السِباحة العالمِيَّة وَبِتأخُذ أُلُوف أُلُوف الدُولاَرَات وَهِيَ فِي إِحدى المرَّات بِتنُط سَقَطِت عَلَى العمُود الفقرِي وَمَكَثت عَلَى كُرسِي مُتَحَرِّك فَأشارت عليها إِحدى صَدِيقاتها بِأنْ تِشترِي هدايا لِلمُعَوَقِين وَالمُحتاجِين وَتزورهُمْ وَتِوَزَعها عَليهُمْ فَكانت عِندما تزور النَّاس كَانُوا يسألُونها هَلْ أنتِ سَعِيدة هَكَذَا ؟!!!! فَإِنحنت وَقَبَّلت الكُرسِي وَقَالت أنَا فِي البِداية كُنت رَافضاه وَلَكِنْ الآن أنَا بَشكُر رَبِّنا [ مَا أبعد أحكامَهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقَهُ عَنْ الاِستِقصَاءِ ] ( رو 11 : 33 ) .. فَالتجرُبة دعوة لِلإِستمرار فِي حياة التوبة وَفُرصة لِلنمو فِي الفضِيلة وَلِلإِشتياق لِلسَّماء . د - دعوة لِلنمو فِي الفضائِل :- الإِنسان المُتَألِم وَالمُجَرَّب الفَضِيلة بِالنِسبة إِليه قُرَيِبة وَالإِنسان الَّذِي إِستفاد مِنْ تجرُبة فَإِنَّهُ قَدْ دَخَلَ مدرسة الألم وَدَخَلَ مدرسة الفضائِل وَكَأنَّ مدرسة الألم هُوَ عِنوان لَهُ وجهين وجه هُوَ مدرسة لألم وَالوجه الآخر هُوَ مدرسة الفضائِل . أ - الإِتِضاع :- فَمَثَلاً فَضِيلة الإِتِضاع تنمو جِدّاً جِدّاً جِدّاً مَعْ التجرُبة فَلَوْ جلست مَعْ إِنسان مُجَرَّب لاَ تَجِده يَقُول هذَا فعل أوْ ذَاكَ فعل لأِنَّ التجرُبة بَلَعت الذَّات وَإِبتدأَ الإِنسان بِالتجرُبة يَعِيش بِذات مُرَوَضة وَمُنضَبِطة بعد أنْ كانت الذَّات بِتِشتِكِي وَعالية وَكانت مِحور الإِنسان صَارت ذات الإِنسان مكسُورة وَلِذَلِك دَائِماً الإِنسان المُجَرَّب هُوَ إِنسان مُتَضِع لأِنَّهُ عرف ضعفه فَإِتضع أحد القِدِيسِين يَقُول [ بِوَاسِطة التجارُب نَدنوا مِنَ الإِتِضاع وَمَنْ يدوم بِلاَ أحزان باب العظمة مفتُوح أمامه ] دَاوُد النَّبِي قَالَ عِبارة ذَهَبِيَّة وَهِيَ [ خير لِي أنَّكَ أذللتنِي ، حَتَّى أتعلَّم حقُوقك ] ( مز 118 – القِطعة 9 مِنْ الخِدمة الأولى مِنْ صَلاَة نِصف الليل ) فَأنتَ ياربَّ أقمتَ لِي شَاوُل مِنْ أجل تقوِيم ذَاتِي حَتَّى أنَّ شَاوُل يَذِلَنِي وَيجعلنِي أعِيش مكسُور فَأنتَ يَارَبِي تقصُد أنْ تجعلنِي أتَضِع فَحَتَّى يَارَبِي مَلِك مِثْلَ دَاوُد تُقِيم لَهُ أعداء حَتَّى يَظِل مُتَضِع ؟!!!! نعم فَمدرسة التجارُب هِيَ مدرسة الإِتِضاع وَكَثِيراً مَا تُمَحِص التجرُبة الإِنسان وَتجعل كِبريائه وَتَعَاليه يُمحى فَقَدْ نَتَعَجب فِي بعض الأحيان وَنَقُول هَلْ هذَا هُوَ الإِنسان الَّذِي كَانَ يَقُول مَنْ مِثْلِي ؟ فَالتجرُبة قَدْ جعلته مُنكَسِر بعد أنْ كَانَ مغرُور فَالإِنسان فِي إِعتِقاده أنَّهُ سَيَعِيش إِلَى الأبد عَلَى الأرض وَلَهُ قُدرات وَلَهُ مَعَارِف وَلَهُ إِمكانِيات وَلَكِنْ هذَا الإِنسان عِندما يَمُر فِي تجرُبة يَصِير كَطِفل وَينسى ذَاته فَالتجرُبة تكسر ذات الإِنسان وَتجعله يَعرِف حَقِيقة نَفْسه أنَّهُ تُراب وَلاَ شِئ فَالله سمح بِتجرُبة لأيُوب وَأيُوب كَانَ كُلَّ شِئ فِيهِ حَسِن جِدّاً مَا عدا شِئ وَاحِد وَهُوَ البِر الذَّاتِي فَكَانَ يشعُر أنَّهُ أفضل مِنْ جَمِيع النَّاس وَيَتَكَلَّم عَنْ نَفْسه بِزهو وَلَكِنْ فِي التجرُبة صَارت النَّاس تشمئِز مِنْهُ وَتنفُر مِنْ رَائِحته وَرَبِّنا يَقُول لَهُ يَا أيُوب أنَا لاَ أقصِد أنْ أتعِبك أنَا أقصِد أنْ أُخَلِّصك أنَا لِيَّ هدف فِي هَذَا الأمر وَفِي النِهاية رَبِّنا رَدَّ لَهُ مَا خَسِره ضِعفِين وَلِذَلِك فَإِنَّ الأمر رَبِّنا يِحسِبه بِطَرِيقة أُخرى غِير طَرِيقِتنا فَالإِنسان الأنانِي وَالمُتَكِل عَلَى قُدراته وَعَلَى فِكره وَتَدَابِيره الشخصِيَّة ويَظُنْ أنَّهُ لاَ يوجد أحد أفضل مِنْهُ مُمكِنْ أنْ يُعطِي لَهُ الله تجرُبة مِنْ أجل مذلته وَإِتِضاعه دَاوُد النَّبِي يَقُول [ قبل أنْ أُذَلل أنَا تَكَاسلت ]( مز 118 – القِطعة 9 مِنْ الخِدمة الأولى مِنْ صَلاَة نِصف الليل ) . ب - المَحَبَّة :- كَثِيراً مَا يحدُث أنَّ ذات الإِنسان تجعله يكره وَيَحمِل بُغضه فِي دَاخِله وَيختلِف مَعْ الآخرِين وَعِندما تأتِيه تجرُبة ينسى كُلَّ إِساءة فِي الأوِل كَانَ الَّذِي يشغِله هُوَ ذاته أمَّا بعد التجرُبة فَإِنَّهُ يَقُول" فُلان هُوَ أفضل مِنِّي " وَيبدأ يُبارِك الكُلَّ وَينسى أي إِساءة تحت نِير الألم وَالتجارُب فِي إِحدى المرَّات ذَهبت لِشخص قَدْ عَمَلَ حادثة وَقَدْ ذهبت إِليه لأِناوله فَقَالَ لِي يَا أبُونا ألَيْسَ مِنَ المفرُوض قبل التناوُل أعترِف ؟ وَهَذِهِ التجرُبة جعلته يَتَنَاول وَيعترِف وَفِي هَذِهِ المواقِف مُمكِنْ أنْ أسأله : هل أنتَ مخاصِم أحد ؟ وَعِندما سألته هذَا السؤال قَالَ لِي " أمس فقط التجرُبة صَنَعت مَحَبَّة وَسَلاَم " فَالَّذِينَ كَانُوا عَلَى خِصام معِي عِندما سمعوا بِالحادثة جَاءُوا إِلَيَّ لِيسألُوا عَلَيَّ التجرُبة نقَّت القلب وَلِذَلِك الإِنسان المُجَرَّب لاَ يحمِل قلبه ضَغِينة مِنْ أحد بَلْ بِالعكس التجرُبة تجعله يُبَارِك الآخرِين . ج - اللجاجة فِي الصَلاَة :- التجرُبة أيضاً تجعل الصَلاَة مِنْ الأعماق فَعِندما تَكُون التجرُبة شَدِيدة جِدّاً يعرِف الإِنسان كيفَ يصُرخ مِنْ أعماق قلبه فِي الأوِل مُمكِنْ أنْ تَكُون الصَلاَة مُجَرَّد وَاجِب وَلَكِنْ التجرُبة جعلتنِي أعرِف أنْ أُصَلِّي فَمَا أعجب الكَلِمة الَّتِي قالها يُونان وَهُوَ فِي جوف الحوت إِذْ يَقُول [ فَصَلَّى يُونان مِنْ جَوفِ الحُوتِ وَقَالَ صَرَخْتُ مِنْ جَوفِ الهَاوِيَةِ فَسَمِعْتَ صَوْتِي ] ( يون 2 : 1 – 2 ) كَانَ يوجد قِدِيس يَتَكَلَّم عَنْ الصَلاَة فَسَألوه مَنْ الَّذِي عَلَّمك الصَلاَة ؟ فَقَالَ تجاربِي وَآلامِي فَعِندما يُحارِبنِي عدو الخِير أوْ جَسَدِي يثُور عَلَيَّ أوْ أوَاجِه آلام أوْ تجارُب فَأشعُر بِضِيق وَأصرُخ لِرَبِّنا وَلِذَلِك فَالألم وَالتجرُبة هُوَ مدرسة لِتعلِيم الصَلاَة مَا أجمل الصَلاَة الَّتِي تَكُون بِإِحتياج وَبِمَذَلة وَتَكُون الذَّات فِيها مُنكَسِرة وَيشعُر الإِنسان فِيها أنَّهُ عَاجِز عَنْ كُلَّ شِئ وَيَقُول لِرَبِّنا [ أُحكُمْ لِي يَاربَّ وَانتقِمْ لِمظلمتِي ] ( مز 42 – مِنْ مَزَامِير السَّاعة الثَّالِثة ) [ دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاستجَابنِي ] ( يون 2 : 2 ) أحد الآباء يَقُول مَا رأيك لَوْ رَأيت إِنساناً فِي بحر وَهُوَ يغرق لمح مركِب آتية مِنْ بعِيد فَأخذ يُلَوِح لَهَا وَيصرُخ بِكُلَّ قُوَّته فَالتجرُبة جعلته يصرُخ وَيصرُخ صرخة صَادِقة فَالإِنسان الَّذِي لَمْ يختبِر صَلاَح الله مُمكِنْ أنْ يختبِره فِي التجرُبة فَالتجرُبة تُعَلِّم الصَلاَة وَتُعَلِّمه كيفَ يصرُخ مِنْ أعماقه كَثِيراً مَا يسمح الله بِتجرُبة لِيَّ لِكي يُخرجنِي مِنْهَا بِفَضَائِل كَثِيرة كَثِيراً مَا يَكُون الإِنسان مشغُول وَيَسِير وراء تيارات العالم وَفِي وسط كُلَّ هَذَا يَجِد الله يَقُول لَهُ بعد إِذنك أنَا سَأحَمِلك شِئ وَبِهَذَا سَأكُون أنَا مركز إِهتمامك وَرَبِّنا لاَ يُحِب عَلَى الإِطلاق أنْ يَكُون لِلإِنسان مركز غِيره رَبِّنا عِندما وجد لِعازر وَمريم وَمرثا أُسرة حلوة جِدّاً وَلِعازر هُوَ مركز هَذِهِ الأُسرة فَقَدْ أخَذَ لِعازر ثُمَّ أقامهُ وَبعد أنْ أقامهُ صَارَ يَسُوع هُوَ مركز الأُسرة أبُونا إِبرَاهِيم كَانَ مركز حياته هُوَ إِسحق فَقَالَ الله لإِبرَاهِيم أعطِينِي إِسحق وَوَضَعهُ فِي التجرُبة ثُمَّ أعطاه خروفاً عِوضاً عَنْهُ وَصَارَ رَبِّنا هُوَ المركز فَرَبِّنا يَقُول أنَا أضعك فِي التجرُبة لِكي أرَجَع ترتِيب الأُمور لِلصح وَلِذَلِك فَإِنَّ التجرُبة تجعل الإِنسان يُصَلِّي وَتُعَلِّمه كيفَ يُرضي الله وَكيفَ يصرُخ مِنْ أعماق قلبه . د - تجعل الإِنسان يزهد عَنْ العالم :- مُستحِيل أنْ يَكُون إِنسان فِي تجرُبة وَيُرِيد أنْ يقتنِي شِئ أوْ يشترِي بِيت أوْ عَرَبِية فَالتجرُبة بِتجعل الإِنسان يُفطم عَنْ مَحَبَّة العالم مِثْلَ القِدِيسِين فَلِنفرِض أنْ يَكُون إِنسان ذَاهِب لِيُجرَى لَهُ عَمَلِية جِرَاحِيَّة فَهل وَهُوَ ذَاهِب سَيُشَاهِد التِليِفِزيُون وَينظُر لِلمحِلات لِيَتَعَرَّف عَلَى الموضة الجَدِيدة ؟ بِالطبع لاَ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ موجُود مَعْ ناس بِتِتكَلِّم عَلَى الموضة فَإِنَّهُ لاَ يشعُر بِكَلاَمهُمْ وَلاَ يسمعهُمْ لأِنَّ قلبه لاَ يَكُون فِيها فَالإِنسان الَّذِي يُوضع فِي تجرُبة بعد أنْ كَانَ مُرتبِط بِالعالم وَمُقيد بِهِ وَالعالم يَحِد نَفْسه فَإِنَّهُ يُفك مِنْ رَبَاطات العالم وَمِنْ مَحَبَّة المُقتنيات وَيُفطم بِعمل نِعمة الله وَيحدُث هَذَا بِطَرِيقة تِلقائِيَّة بِالتجرُبة فَأنتَ يَاربِي بِتُعطِينا مَا لاَ نستطِيع أنْ نقتنيه فَالتجرُبة بِضربة واحدة مِنْهَا تُعطِيك كُلَّ هَذِهِ الفضائِل وَتُحَطِّم لَكَ كُلَّ الأصنام الَّتِي تعبُدها وَلِذَلِك كُلَّ تأدِيب هُوَ لِلفرح وَلَيْسَ لِلحُزن وَتوجد نِعم كَثِيرة نأخُذها بِالتجرُبة وَاحِد كَانَ ذَاهِب لِيُغَيِّر مِفصل وَكَانَ آخِذ مَعْهُ 100000 جِنية فِي شنطة فَيَقُول أنَّ هَذِهِ الأموال فِي ذَلِك الوقت كانت أمامه مِثْلَ الجرائِد فَالتجرُبة جعلت الفلُوس أمامه مِثْلَ ورق الجرائِد مَعْ إِنَّها لها بَرِيقها فَالفضائِل الَّتِي يصعُب عَلَى الإِنسان إِقتنائها بِالجِهاد الرُّوحِي فَإِنَّهُ يأخُذها بِسِهولة بِالتجرُبة فَالتجرُبة بِتجعل الإِنسان يزهد فِي مَحَبَّة العالم وَتجعله لاَ يُرِيد أنْ يأكُل وَيسمو عَنْ مَحَبَّة الأُمور الأرضِيَّة وَغِير خاضِع لِشِئ وَيزدرِي العالم وَأبَاطِيل العالم وَالإِنسان الَّذِي يعِيش فِي تجرُبة يَتَعجب مِنْ النَّاس الَّذِينَ يدخُلُونَ فِي صِراع مَعْ بعضهُمْ البعض وِيَقُول إِنَّهُمْ مَسَاكِين كيفَ يَعِيشُون هَكَذَا أيُوب الصِّدِّيق قَالَ [ إِنْ كَنَزَ فِضَّةً كَالتُرابِ وَأعَدَّ مَلاَبِسَ كَالطِّينِ ] ( أي 27 : 16) وَكُلَّ هَذَا أتى مِنْ التجرُبة فَمَثَلاً لَوْ شخص فِي سِجن وَقُدِّم لَهُ فلُوس كَثِيرة جِدّاً فَإِنَّهُ سَيَقُول خُذُوهُمْ أنَا لاَ أُرِيد أنْ أأخُذ فلُوس فَالله يُرِيد أنْ يَكُون لَنَا هَذَا الفِكر بِأنَّهُ إِنْ كَانَ لَنَ قوت وَكِسوة فلنكتفِ بِهُمَا ( 1تي 6 : 8 ) وَلِذَلِك فَإِنَّ التجرُبة تجعل الإِنسان يَعِيش الكفاف وَلاَ يهتم بِالغد وَلِذَلِك الإِنسان الأمِين فِي إِستفادته مِنْ التجرُبة يقتنِي بَرَكات كَثِيرة جِدّاً وَيشعُر أنَّهُ لَيْسَ لَنَا هُنا مَدِينة بَاقِية ( عب 13 : 14) . ذ - تُعطِينا الإِشتياق وَالإِستعداد لِلسَّماء :- بِالتجرُبة تبدأ الأرض تنسحِب بِسُلطانها وَبِغِنَاها وَبِمجدها وَبِحياتها مِنْ قلب الإِنسان وَيبدأ يعرِف أنَّ هُناكَ مِنْ نِهاية وَلاَبُد مِنْ نِهاية وَإِشتياقات السَّماء تَزِيد وَتَزِيد فِي الإِنسان وَتَحِث الإِنسان جِدّاً جِدّاً لأِنْ يِجَهِز لِنَفْسه مكان فِي السَّماء وَيَعِد نَفْسه وَيضمن لِنَفْسه مكان فِي السَّماء وَيَعرِف حَقِيقة أنَّهُ لاَبُد مِنْ نِهاية وَيُفطم مِنْ مَحَبَّة العالم لِكي يرتبِط بِمَحَبَّة السَّماء القِدِيس الشِيخ الرُوحانِي يَقُول [ إِنَّ مَحَبَّة الله غرَّبتنِي عَنْ مَحَبَّة الأرض وَالأرضِيات ] فَالتجرُبة تجعل الإِنسان إِشتياقاته تَزِيد لِلسَّماء وَيبدأ يِجَهِز نَفْسه لِلفِترة الأهم فَكَانَ قبل ذَلِك تائِه وَناسِي السَّماء وَبِيعتقِد أنَّ حياته عَلَى الأرض سَتستمِر إِلَى الأبد وَلِذَلِك فَإِنَّ الإِنسان الواعِي لِعمل رَبِّنا يَقُول مُباركة هِيَ آلامِي الَّتِي جعلتنِي أستفاد كُلَّ هَذِهِ الفوائِد وَيبدأ الجسد الَّذِي كُنت بَثِق فِيهِ جِدّاً وَبَحِبه جِدّاً جِدّاً يبدأ أنْ يزبُل وَالتعب يَدِب فِيهِ وَأبدأ أجَهِز نَفْسِي لِمَا بعد هَذَا وَإِبتدأت الأرض تِصغر تِصغر وَالجسد التُرابِي يَنحل لِكي يظهر الجسد السَّماوِي وَلِذَلِك فَإِنَّ التجارُب تُعَرِّف الإِنسان أنَّهُ توجد نِهاية وَلاَبُد مِنْ نِهاية فَيبدأ يَقِف أمام نَفْسه وَيِجَهِز نَفْسه وَلِذَلِك ياربَّ فَإِنَّ أعمالك كُلَّها هِيَ أعمال رحمة وَحقٌّ وَأنتَ تُرِيد أنْ تأخُذنِي معك لأِعِيش معك لِلأبد فَتوجد حرُوب وَأوبِئة وَمَجَاعات جعلها الله لِكي يعلم الإِنسان أنْ لاَ يأمن لِلحياة فِي الأرض وَيستعِد لِلسَّماء فَإِن كَانَ كُلَّ شِئ تمام فَإِنَّنا لَنْ نشتاق لِلسَّماء وَلَكِنْ الله جعلنا نَعِيش فِي مُتَغيِرات لِكي نَقُول مَتى نأخُذ المَدِينة الباقِية ؟ مَتى نأخُذ الرَّاحة السَّماوِيَّة وَالعطايا الَّتِي لَمْ يُعطِيها لَنَا إِنسان ؟ فَهَذَا هُوَ مَا يُرِيد الله أنْ يِجَهِزنا لَهُ وَهُوَ أنْ نَقُول [ لَيْسَ لَنَ هُنَا مَدِينة بَاقِية لكِنَّنَا نَطْلُبُ العَتِيدةَ ] ( عب 13 : 14 ) نَحْنُ فِي إِنتظارها أحد القِدِيسِين يَقُول [ إِنَّ مَحَبَّة العالم تنقلِع مِنْ القلب مِنْ التجارُب الَّتِي تحدُث فِي الجسد ] دَائِماً نَجِد أنَّ الإِنسان الَّذِي عِنده تجارُب فِي جسده تَكُون مَحَبَّة العالم قَدْ إِنقلعت مِنْ قلبه وَابتدأ الملكُوت يملُك عليه وَيُفطم عَنْ العالم رَبِّنا يُرِيد أنْ يُعطِينا أفراح وَأمجاد وَبِقبُولنا التجرُبة نشترِك مَعْهُ فِي حمل الصلِيب وَلِذَلِك الله يقصِد بِالتجرُبة أنَّ النَفْس تَتَمجد وَتزداد إِشتياق لِلسَّماء وَتُجَهز لِلسَّماء وَتُعد لِلسَّماء لاَبُد أنْ نعرِف يَا أحِبَّائِي أنَّ مَلَكُوت الله يُغصب وَالغاصِبُون يختطِفُونه ( مت 11 : 12 ) وَلاَ تنسوا أنَّ رَبِّنا يَسُوع قَالَ طُوبى لَكُمْ إِذا أبغضُوكمْ ( لو 6 : 22 ) طُوبى لَكُمْ أيُّها الحزانى الآن لأِنَّكُمْ سَتضحكُون ( لو 6 : 21 ) وَقَالَ إِنَّ العالم يضحك وَأنتُمْ سَتحزنُون وَلَكِنْ حُزنكُمْ سَيَتَحول إِلَى فرح ( يو 16 : 20 ) نَحْنُ أولاد الله الفاهِمِين قصده وَلِذَلِك نَحْنُ نستطِيع أنْ نحتمِل التجرُبة وَنشكُر عليها وَلِذَلِك لَوْ جاءت لِلإِنسان تجرُبة فَعليهِ أنْ يقبلها وَإِنْ لَمْ يستطِع أنْ يقبلها يطلُب مِنْ رَبِّنا أنْ يحتمِلها وَلَكِنْ لاَ يرفُضها وَلاَ يُعَاتِب رَبِّنا لأِنَّ الإِنسان لاَ يَكُون أحكم مِنْ الله وَلاَ يَكُون رَحِيم أكثر مِنْ الله وَلاَ يهتم أكثر مِنْ الله وَلَكِنْ يَقُول لِرَبِّنا أنتَ الَّذِي تسندنِي فِي تجارِبِي وَتُعِيننِي عَلَى إِحتمال كُلَّ ألم سَيِّدنا مثلث الرحمات البابا شنوده الثَّالِث يَقُول عِبارة جَمِيلة جِدّاً وَهِيَ [ لَيْسَ كُلَّ الَّذِينَ يتألمون ينالُون الأكالِيل وَلَكِنْ الَّذِينَ يقبلُونَ الألم ] لأِنَّ الَّذِي لَمْ يقبل لَمْ يَتَعَلَّم الدرس نَحْنُ عملنا الأول فِي خدمِتنا أنْ نقبل آلامنا [ عَالِمِينَ أنَّ الضِّيْقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأِنَّ مَحَبَّةَ الله قَدْ انسكبتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوح القُدُسِ المُعطَى لَنَا ]( رو 5 : 3 – 5 ) فَالتجرُبة لَهَا هدف عِندَ رَبِّنا عَالِي جِدّاً جِدّاً كَثِير مَا يَكُون الإِنسان فِكره عَاجِز عَنْ أنْ يعرِف مَقَاصِد الله يُوسِف الصِّدِّيق كَانَ كُلَّ أمله أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَلَكِنْ رَبِّنا عَنْ طَرِيق السِجن جعلهُ رَئِيس خِطِة رَبِّنا تختلِف عَنْ خِطِتنا قصد رَبِّنا غِير قصدِنا[ مَا أبعد أحكامهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقَهُ عَنْ الاِستِقصَاءِ ] ( رو 11 : 33 ) [ لأِنَّ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً ]( رو 11 : 34 ) فَلاَ تَتَعَوَّد أنْ تَقُول لَهُ لِمَاذا يَاربَّ ؟ وَلَكِنْ قُل لَهُ يَاربَّ فَهِّمنِي وَلِذَلِك طُوبى لِلإِنسان الَّذِي يحتمِل التجرُبة وَيحتمِلها بِشُكر وَفرح وَهَذَا ينال الإِكلِيل رَبِّنا يُعطِينا نِعمة فِي تجارِبنا وَيَسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
05 أكتوبر 2024

مؤهلات دخول السماء

الله أوجدنا لِكى نكُون معهُ فِى مجده ،قصد خلقتِهِ لنا أنْ نكُون معهُ فِى مجدهِ ،مُنذُ خلقِتنا وَهُوَ ينتظِرنا فِى الأبديَّة وَمُنذُ الأزل ،إِذاً فنحنُ مُواطِنيِن سمائيين وَ السَّماء هى بيتنا الإِنسان دائِماً يُرِيد الرِجُوع لِبيتِهِ لِيسترِيح،هكذا القديسين أحبُّوا السَّماء لأنّها الموطِن الأصلِى ، وَداوُد النبِى يقُول [ ويل لِى لأنّ غُربتِى قَدْ طالت علىَّ ]( مز 119 مِنْ مزاميِر الغرُوب ) ، وَالسيِّد المسيح قال [ أنا أمضِي لأُعِدَّ لكُمْ مكاناً حيثُ أكُونُ أنا تكُونُون أنتُم أيضاً ] ( يو 14 : 2 – 3 ) إِذاً الله لَمْ يخلِقنا لِكى نهلك لاَ بل لِنُشارِكهُ مجدهُ وَسُكناه ، وَما أجمل أنْ نكُون معهُ ، وَما أمجد أنْ نكُون معهُ وَنسكُن معهُ عِندما ندخُل الكنيسة وَنجِد المذبح مفتُوح يفرح قلبِنا ، إِذا كان منظر هكذا على الأرض يفرّحنا فما بال السَّماء !! البعض يقُولُون أنّ صُورة السيِّد المسيح تُثيِر نِفُوسهُمْ وَتُفرّحهُمْ فكم تكُون الحقيقة وَالمجد السَّماوِى عِندما نراه كما هُوَ ، سنتمتَّع بِالله نَفْسَه ، إِذا كان مُوسى النبِى عِندما رأى لمحة مِنْ مجد الله مِنْ وراءه أصبح وجههُ يلمع حتَّى أنّهُ لبس بُرقُع ، إِذا كانت لمحة مِنْ مجد الله فعلت فِى مُوسى النبِى هكذا فما بال لمّا تكُون معهُ وَ ترى مجده بِالحقيقة إِذا كان بُطرُس وَيعقُوب وَيُوحنا على جبل التجلِّى رأوا مجد الله قالُوا [يارب جيِّد أنْ نكُونَ ههُنا ] ( مت 17 : 4 ) ، لمحة مِنْ مجده تجعلنا نظِل معهُ ، هذا هُوَ المجد الّذى سنكُونُ فِى هيئتِهِ كما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الَّذى سيُغيّرُ شكل جسدِ تواضُعِ لِيكُونَ على صُورةِ جسدِ مجدِهِ بِحسب عمل إِستطاعتِهِ ] ( فى 3 : 21 ) ، سنكُون بِجسدٍ مُمّجد ، [ متى أُظهِر المسيحُ تظهرُون أنتُمْ أيضاً معهُ فِى المجدِ ] ( كو 3 : 4 ) ،الّذى نأخُذهُ هُنا هُوَ عربُون لِكنْ فِى المجد سيظهر وَسنظهر معهُ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالِة كورنثُوس يقُول [ ناظِرِين إِلَى مجد الرّبّ بِوجهٍ مكشُوفٍ ] ( 2 كو 3 : 18 ) ، أىّ بِدُون بُرقُع أوْ رمُوز ، المجد السَّماوِى أمر لابُد أنْ نُفّكِر فِيهِ ،الله لاَ يُرِيد أنْ يهلك أحد [ الَّذى يُرِيدُ أنّ جميِع النَّاسِ يخلُصُون وَإِلَى معرِفةِ الحقِّ يُقبِلُون ]( 1 تى 2 : 4 ) ، [ لأنّ هذِهِ هى إِرادة الله هى قداستُكُمْ ] ( 1 تس 4 : 3 ) ،لكِنْ الإِنسان بِذاته هُوَ الّذى يمنع نَفْسَه أراد الله أنْ يرُد الإِنسان إِلَى رُتبتهُ الأولى ، قال لابُد أنْ أُخلّصهُ وَأرُدّه مرّة أُخرى [ لأِنَّ إِبن الإِنسانِ قَدْ جاء لِكى يطلُبَ وَيُخلِّصَ ما قَدْ هلك ] ( لو 19 : 10 ) ، الله يهِمّه أنْ لاَ تهلك يهِمّه خلاصك وَيحزن لِهلاكك ، كما يقُول أحد القديسين[ الّذى ليس عِنده خِسارة سِوى هلاكنا ] ، الله ليس عِنده خِسارة وَإِنْ جاز تعبيِر أنّ الله عِنده خِسارة ستكُون الخِسارة هى هلاكنا 0 مؤهِلات دخُول السَّماء :- 1- الإِيمان بِالمسيِح :- لاَ أحد يدخُل السَّماء أبداً إِلاّ الّذى عِنده إِيمان بِالمسيِح الفادِى وَ المُخلّص ، مهما نقُول أنّ هذا الإِنسان صالِح لكِنّهُ لاَ يعرِف المسيِح فهُوَ لاَ يدخُل السَّماء ، لابُد أنْ يكُون لهُ إِيمان وَإِيمان عامِل بِالمسيِح وَليس إِيمان نظرِى بِدايِة القائِمة فِى الممنُوعُون مِنْ دخُول السَّماء هُمْ غير المؤمنيِن ، المُهِمْ الإِيمان بِالمسيِح إِبن الله الفادِى وَالمُخلِّص [ وَليس بِأحدٍ غيرِهِ الخلاصُ ] ( أع 4 : 12 ) ، لَنْ نخلُص بِدُونه ، لَنْ ندخُل السَّماء بِدُون إِيمان عامِل وَليس إِيمان نظرِى مرّة سأل تُوما السيِّد المسيِح قائِلاً كيف نخلُص وَنعرِف الطرِيق ؟ أجابهُ السيِّد المسيِح [أنا هُوَ الطرِيق وَالحق وَالحيوة ليس أحد يأتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ] ( يو 14 : 6 ) ،إِذاً الباب هُوَ المسيِح ، لاَ أحد يدخُل السَّماء بِدُون الله [ الّذى يؤمِن بِالإِبن لهُ حيوة أبديَّة وَالّذى لاَ يؤمِنُ بِالإِبنِ لَنْ يرى حيوةً بل يمكُثُ عليهِ غضبُ اللهِ ] ( يو 3 : 36 )0 ليس دخُول السَّماء بِالفضائِل فقط لاَ لأنّهُ فضيلة وَبِر بِدُون المسيِح تكُون فضيلة بشريَّة وَالبشريَّة طبيعة فاسدة وَالفاسِد لاَ يلبِس عدم فساد وَلِكى يلبِس عدم فساد لابُد أنْ يكُون غير فاسِد كيف ؟ بِالإِتحاد بِالمسيِح ، مادام الإِنسان خارِج المسيِح فهُوَ فاسِد وَ لاَ يستطيِع أنْ يلبِس عدم فساد ، إِذاً أول شرط لِدخُول السَّماء هُوَ الإِيمان العملِى بِالمسيِح ،لابُد أنْ يتجدّد الإِنسان فِى طبيعتهُ أىّ يُصبِح خليقة جدِيدة ، لو أنا طبيعتِى مُتكّبِر فِى المسيِح أُصبِح مُحِب وَحنُون وَمُتواضِع ، وَبِذلِك أُصبِح مُمهّد لِكى أكُون إِنسان سماوِى ، لابُد أنْ تتغيّر طبيعتنا [ فَمِنْ ثمَّ يقدِرُ أنْ يُخلِّص أيضاً إِلَى التمامِ إِذْ هُوَ حىّ كُلّ حِينٍ لِيشفعَ فِيهُمْ ] ( عب 7 : 25 ) ، مَنْ هُوَ الّذى يُخلِّص ؟ المسيح ، حتَّى متى ؟ إِلَى التمام ، فِى القُدّاس الكيرُلُسِى نقُول [ لاَ تقُل يارب إِنِّى لاَ أعرِفكُمْ ] ، إِنْ هُوَ حىّ كُلّ حِين يشفع فِينا معرِفة السيِّد المسيِح هى الإِيمان الحىّ الفعَّال الّذى يُثّبِتنِى فِيهِ هُوَ أهم شرط لِدخُول السَّماء كما قال [ بِدُونِى لاَ تقدِروُن أنْ تفعلُوا شيئاً ] ( يو 15 : 5 ) ،[ وَمهما سألتُمْ بِإِسمِى فذلِكَ أفعلُهُ ] ( يو 14 : 13 ) ، فِى الصلاة الرّبانيَّة نُزِيد فِى النِهاية كلِمة [ بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا ] لِماذا ؟ لأنّ طِلباتها صعبة علينا ، لكِنْ لِكى ننال هذِهِ الطِلبات ننالها بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا ،أىّ الصلاة لاَ تتم إِلاّ بِقوّتك ، وَالكنيسة تقُول هذِهِ الكلِمة فِى نهايِة القُدّاس بِنغمة لأنّها أحبّت هذِهِ الكلِمة فأرادت أنْ تُبرِزها لأنّنا بِدُونه لاَ ندخُل السَّماء [ الّذى يؤمِنُ بِهِ لاَ يُدانُ وَالّذى لاَ يؤمِنُ قَدْ دِينَ ] ( يو 3 : 18 ) فِى سِفر الرؤيا يقُول لاَ يدخُلها دنس وَ لاَ رجس بل المكتُوبِين فِى سِفر حياة الخرُوف أىّ المسيِح ، أىّ أنّ لو سيرتِى وَحياتِى فِى سِجل المسيِح مكتُوبة لِكى أدخُل السَّماء مُنذُ الآن وَأسماءنا تُكتب فِى سِجل الخرُوف المذبُوح لأنّهُ فصحُنا مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالة رُومية 10 عِندما وجد النَّاس يؤمِنُون إِيمان شكلِى ، وَمُشكِلة الخِتان كان لها تأثيِر فِى تلك الفترة فقال لهُمْ [ لأنَّكَ إِنِ إِعترفت بِفمِك بِالرَّبِّ يسُوعَ وَآمنتَ بِقلبِكَ أنَّ اللهَ أقامهُ مِنَ الأمواتِ خلصْتَ ] ( رو 10 : 9 ) البرُوتوستانت إِستخدِمُوا هذِهِ الآية وَقالُوا لاَ أسرار لاَ هذِهِ الآية هى مدخل الإِيمان [ لأِنَّ القلب يُؤمِنُ بِهِ لِلبِرِّ وَالفم يُعترفُ بِهِ لِلخلاصِ ] ( رو 10 : 10 ) ، لأنّ الكِتاب يقُول [ كُلّ مَنَ يُؤمِنُ بِهِ لاَ يُخزى ] ( رو 9 : 33 ) ، وَنحنُ مغرُوسيِن فِى الإِيمان وَليس لنا فضل فِى ذلِك ، لِذلِك مسئولِيتنا أكبر [ فَكيف ننجُو نحنُ إِنْ أهملنا خلاصاً هذا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 ) لِذلِك الكنيسة دائِماً تصنع ذِكرى آلام المسيِح وَتُحِب أنْ يعترِف أولادها بِقصتِهِ وَيُعيّشهُمْ إِياها فِى القُدّاس مِنْ التجسُّد وَحتَّى الدينُونة وَالكنيسة كُلّها تصرُخ " آمين أؤمِن " ، الكنيسة لَمْ تضع قانُون الإِيمان فِى القُدّاس بِلاَ هدف بل وضعتهُ مدخل لِلإِيمان وَبعده السِر يُقام ينفتِح علينا وَندخُل إِلَى جُزء الصعيِده ، لَنْ ندخُل هذا الجُزء إِلاّ بِقانُون الإِيمان لِماذا ؟ لابُد أنْ نُرّدِدهُ مِنْ القلب لأنّهُ يُعّبِر عَنْ إِيمان قوِى فِى أعماقِى ، لِذلِك لابُد أنْ نُصلّيه بِحرارة ، لمّا نقُول " تجسّد " نتذّكر التجسُّد ، وَلمّا نقُول " صُلِب عنَّا " نتذّكر صلبِهِ ، الكنيسة أرادت بِهِ أنْ تُثبِّت إِيمانُنا السيِّد المسيِح فِى إِنجيل يُوحنا 17 [ وَهذِهِ هى الحيوةُ الأبدِيَّةُ أنْ يعرِفُوكَ أنت الإِلهَ الحقيقِيَّ وحدك وَيسُوعَ المسيِح الّذى أرسلتهُ ] ( يو 17 : 3 ) ، لابُد أنْ يكُون لنا عِشرة معهُ وَتداخُل معهُ وَمَعْ تجسُّدِهِ وَصلبِهِ وَقِيامتِهِ تلمسنِى وَإِيمانه عامِل فىَّ ، مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [إِيمان إِبن اللهِ الَّذى أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ] ( غل 2 : 20 ) كُلُّنا عِندنا إِيمان لكِنْ إِحذر أنْ يكُون إِيمان شكلِى يُحسب عليك وَليس لِحِسابك ، لِذلِك لابُد أنْ تعرِفهُ أولاً معرِفة عقليَّة ثُمّ تعرِفهُ بِقلبِك وَمشاعرك ثُمّ تنمو فِى المعرِفة إِلَى معرِفتِهِ معرِفة الإِختبار ، وَأخِيراً معرِفة إِتحاديَّة وَالثبات فِيهِ 0 2- وِلادة الرُّوح :- كيف يدخُل الإِيمان إِلَى حياتِى عملياً ؟ كيف أثبُت فِيهِ ؟ كيف آخُذ مِنهُ فِعل موتهِ وَقيامتِهِ ؟ بِالولادة بِالرُّوح ، إِذاً لابُد أنْ نموت وَنحيا كيف ؟ بِالرُّوح كيف ؟ بِماء المعموديَّة لاَ يوجد أحد على الأرض بِدُون وِلادة مِنْ أُم وَأب ، كذلِك لاَ يدخُل أحد السَّماء بِدُون وِلادة المعموديَّة ، إِذاً هذِهِ وِلادِة الرُّوح لِلحياة فِى السَّماء وَ إِلاّ يُصبِح الله كاذِب وَحاشا لله أنْ يكُون كاذِباً ، بل مواعيده صادِقة لَنْ يدخُل السَّماء إِلاّ المولُود مِنْ الرُّوح ، لِذلِك نحنُ نتأمل كثيراً فِى هذا السر الّذى أخذناه ، وَليس لأنّ الكنيسة أحبّتنا كثيراً فعمّدتنا وَنحنُ صِغار على إِيمان آبائنا أنْ نستهتر بِهذا السر لاَ بل هى أرادت أنْ تمتّعنا بِالمسيِح مُنذُ صُغرِنا حتَّى لاَ نهلك مِثل أب وجد إِبنه ذاهِب لِمكانٍ بعيِد وَخاف عليه فكتب لهُ شيِك بِقيمة كبيرة ،هذا ما فعلهُ السيِّد المسيِح معنا أراد أنْ يُعطِينا رُوح مُتجّدِد حتَّى لاَ نقع تحت سُلطان الزمن لأنّهُ فِعل رُوح لاَ ننسى المعموديَّة وَ لاَ نشعُر أنّنا فقدنا فِعل المِيلاد بِالرُّوح لأنّهُ فِعل مُستمر فِى حياتنا ، [ لأِنَّ كُلَّكُمْ الَّذينَ إِعتمدتُمْ بِالمسيِح قَدْ لبِستُمُ المسيِح ] ( غل 3 : 27 ) ، نحنُ لابِسيِن المسيِح أىّ نحنُ مؤهّلِين لِلسَّماء لأنّنا مولودِين مِنْ الرُّوح ، [ لكِنِ إِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ بِإِسمِ الرَّبِّ يسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهنِا ] ( 1 كو 6 : 11 ) 0 3- حياة الفضيِلة وَالبِر :- بِالتأكيِد المؤمِنْ بِالمسيِح وَمولُود مِنْ الرُّوح هُوَ إِنسان رُوحانِى وَبِالتالِى حياته كُلّها حِفظ وصايا ، بل إِتقان حِفظ الوصايا ، لابُد أنْ نحيا لهُ ، تخيّل لو إِبن عصى أبوه كَمْ يكُون حُزن هذا الأب ؟ هكذا نحنُ فِى كُلّ خطيَّة نعصى الله وَنضربهُ بِحربة جدِيدة ، فَكَمْ يكُون حُزنهُ ،لأِنَّنا وَلِدنا مِنهُ فَلاَبُد أنْ نُثمِر لهُ الحياة المسيحيَّة ليست مُقاومة سلبيَّة فقط بل لها ثِمار ، أىّ ليس لأِنِّى لاَ أُحِب فُلان أختصِره لاَ بل أُحاوِل أنْ أُحِبّه وَأسامحه ، لأنّ المسيحيَّة هى مُقاومة سلبيات وَعمل إِيجابيات ، لابُد أنْ أسامِح وَ أحِب مِنْ أهم المؤشِرات فِى حياتِى الرُّوحيَّة أنْ يكُون لِى ثمر بِر[ كُلُّ شجرةٍ لاَ تصنعُ ثمراً جيِّداً تُقطعُ وَتُلقى فِي النَّارِ ] ( مت 7 : 19 ) ، شرط أنْ ندخُل السَّماء أنْ نُثمِر لها ، لِذلِك تقُول الكنيسة [ يأتِى الشُهداء حامِليِن عذاباتِهِم وَيأتِى الصدّيقُون حامِليِن فضائِلهِم ] ( طِلبة مِنْ الأبصلموديَّة ) ، نحمِل ثمر بِر وَوداعة وَإِتضاع وَنسلُك بِالرُّوح [وَالقداسة التَّى بِدُونِها لَنْ يرى أحدٌ الرَّبَّ ] ( عب 12 : 14 ) ، حياة القداسة ليس معناها إِنِّى لاَ أُخطِىء بل أكُون كارِه لِلخطيَّة ، وَإِنْ أخطأت أتوب عَنْ خطيتِى 0 كيف أكُون قديس ؟ بِبُغض الخطيَّة وَمُقاومتها وَإِنْ سقطت أتوب عنها ، الله يُرِيدنا مِنْ قبل تأسيِس العالم أنْ نكُون قديسيِن وَ بِلاَ لوم ، قديسيِن فِى كُلّ أمور حياتنا فِى الشارِع فِى العمل فِى البيت ، لاَ يوجد فِى حياتنا إِنقسام ، نحنُ شخصيَّة واحدة فِى كُلّ مكان ، وَالقداسة أصبحت فِى دمِنا وَفِى صِفاتنا ، وَإِذا كانت شخصيتنا مُنقسِمة يكُون فِى حياتنا رِياء وَنحتاج إِلَى عِلاج بِدُون إِتحادنا بِالمسيِح القُدّوس لَنْ نرى القدُّوس ، وَلِكى نعرِفهُ وَنعيِش معهُ لابُد أنْ نكُون قديسيِن ، صعب أنْ تجعل إِنسان يذهب لِبلدٍ لاَ يعرِفها وَ لاَ يعرِف لُغتها ، بِالتأكيِد يتوه فِيها ، لِذلِك لابُد أنْ نكُون كُلّ يوم نأخُذ خطوة جدِيدة فِى القداسة ، وُكُلّ هذا مُسجل لنا فِى سِجل الخرُوف تخيّل ذلِك !!! السَّماء تطلُب مِنك مواظبة على أُمور رُوحيَّة وَوسائِط رُوحيَّة وَ إِلاّ لَنْ تدخُلها ، وَالملائِكة تُسجِل لك صلواتك وَأصوامك وَجِهادك وَكَمْ عِشت وَكَمْ فعلت بِر ، لِذلِك لابُد أنْ نُتقِن عمل الفضيلة ، مادام الموسم موجُود فَلاَبُد أنْ نُتاجِر ، وَمادام الوقت جاهِد وَتُب وَحِب الله وَقدِّم لهُ أشواق وَأشواق لِكى يقُول لك [ تعالوا يا مُباركِي أبِي رِثُوا الملكُوتَ المُعدَّ لكُمْ مُنذُ تأسيِس العالمِ ] ( مت 25 : 34 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين 0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
29 سبتمبر 2024

عيد الصليب

هو عيد هام جداً بتحتفل به الكنيسة مرتان فى السنة المرّة الرئيسيّة هى عيد ظهور الصليب يوم 10 برمهات ولأنّ شهر برمهات دائماً يكون فى فترة الصوم الكبير ولأنّ الكنيسة تُكرّم عيد الصليب جداً وتشعُر أيضاً أنّ الصوم الكبير يأخذ إهتمام كبير منها فتشعُر أنّ هذا العيد للصليب لا يأخُذ كفايته فتحتفل الكنيسة بعيدهِ الثانى وهو عيد تكريس كنيسة الصليب يوم 17 توت إحتفال رسمى كبير لمُدة ثلاثة أيام بصلاة فرايحى الصليب هو المسيحيّة والمسيحيّة هى الصليب مُمكن نعرف أى شخص إنّه مسيحى من الصليب ونعرف المكان أنّه مسيحى من الصليب ، أى صار الصليب علامة المسيحيّة وفخرُهم وقوتّهُم ومجدُهم حتى أنّ المسيح بشخصهِ المُبارك مُرتبط بالصليب عندما ظهر الملاك للمجدليّة عند القبر قال لها إنتِ تطلُبين المسيح المصلوب ، أصبح المسيح مُقترن بالصليب والصليب مُقترن بالمسيح وكما قال بولس الرسول " عزمت أن أعرف بينكُم المسيح وإياه مصلوب " الكنيسة القبطيّة تُكرّم الصليب لأنّه مصدر كُل بركة وقوة لها الصليب هو :- 1- الصليب قوة الله:- نستطيع أن نعرف قوة الصليب من الشيطان لأنّه هو الذى هُزم وخُزى بالصليب00إن كان إنسان به روح شرير ووضع آخر عليه الصليب وإن كان ليس كاهن أى ليس الروح مواجه بسر الكهنوت بل بصليب من شخص عادى فإنّه يُهزم أمام الصليب فى أحد المرات كان إنسان بهِ روح شرير يسير بأحد الشوارع وكان آخر يسير فى نفس الطريق يحمل صليب فى جيبهُ فصرخ الذى به روح شرير قائلاً " إخرج الصليب من جيبك " ، الصليب علامة تسحق الشيطان قوتّةُ تظهر عندما يرتعب أمامه الشيطان كمُجرم أمام آلة إعِدامهُ هكذا الصليب مُرعب للشيطان أكثر واحد يعرف جبروت الصليب عدو الخير لذلك نمسك الصليب فى أيدينا ونرشم به جسدنا وطعامنا ومضاجعنا ونُعلّقه على منارات كنائسنا و000 أكثر شىء يحميك الصليب00 نحن نعبُد الإله المصلوب الذى بالصليب أعطانا غلبة الصليب هو قوة الله للخلاص لذلك قد يرشم الكاهن قليل من الماء الرشومات الثلاثة بالصليب فيحمل الصليب قوة الثالوث وبالتالى يحمل الماء قوة الثالوث ويرّشُها فى المنزل أو يشربه مريض فيُعطى الماء بركة00قوة أيضاً خاتم الزواج يرشمه الكاهن بالصليب فيحمل قوة الثالوث وقوة الإرتباط المُقدّس ، أيضاً فى بداية القُداس يرشم الكاهن التوانى بالثالوث بالصليب ، القرابين أيضاً يرشمها بالصليب فتحمل قوة الثالوث وتتحّول من نبات أرضى إلى جسد مُقدّس غير المؤمنين عندما يرون الصليب يسخرون منّهُ " كلمة الصليب عِند الهالكين جهالة " لأنّهُ مُشكلة خزى وعار لكنّه يحمل قوة تخُزى حكمة العالم0 مزمور العشية:- يقول " قد إرتسم علينا نور وجهك يارب " وفى القُداس نقول أعطيت أولادك علامة أى علامة الصليب وفى سفر الرؤيا أنّه أعطى علامة لأولاده هى علامة الصليب أيضاً فى سفر النشيد تقول عروس النشيد " علمُه فوقى محبة " أى صليبهُ و كأنّ كُلٍ منّا يسير وفوقه علم هو الصليب يُميزّنا عن كُل قبائل الأرض كما يُميّز كُل بلد علم خاص بها ، نحن علمنا هو الصليب يعرفنا به الله وسط الأُمم ويُميّز به قطيعهُ00علامة قوية لذلك معروف عن يسوع أنّه يسوع المصلوب حتى فى الأبديّة " خروف قائم كأنّه مذبوح " أى مصلوب هكذا رآه يوحنا لأنّ الصليب قوة عندما أراد الله أن يُخلّص إسرائيل من أرض مِصر أعطاهم علامة فقال لهُم أن يأخذوا من دم الذبيحة ويضعوا على القائمتين والعتبة العُليّا لأبواب منازلهُم ما هذا الخشب المُلّطخ بالدم ؟ هو الصليب وهو يُنجى من الموت الملاك المُهلك يعبُر وعندما يرى خشب مُلّطخ بالدم لا يُهلك من بداخل هذا البيت لكن إن كان باب هذا البيت غير مُلّطخ بالدم يدخُل ويُهلك الصليب قوة مُخلّصة إحتمى فيهِ وأنت تعرف معنى إدراكهُ ، أكيد الذين كانوا فى البيوت التى أبوابها مُلّطخة بالدم فى حالة صعبة من الرُعب والخوف وهم يسمعون صُراخ الذين فى الخارج لكنّهُم عرفوا كيف يحتموا بالصليب عندما تذّمر الشعب على الله وعلى موسى النبى فى البريّة أرسل لهُم الله حيّات تلدغهُم ومات منهُم كثيرون وعندما تضرّع موسى لله قال لهُ الله إصنع حيّة نُحاسيّة وإرفعها على خشبة وكُل من نظر إليها وهو ملدوغ لا يموت بل يُشفى قوة لا تُدرك لكن نقول لله لتقُل كلام يستوعبه العقل ، قُل لموسى إعطيهم هذا الدواء المُضاد لسُم الحيات ، لكن كيف ينظُر إنسان بهِ سُم لحيّة نُحاسيّة يشفى من أثر السُم ؟ يقول الله هذه قوة غير مُدركة لأنّ صليبى جهالة لكنّه صار أحكم من حكمة حُكماء العالم عندما رأوا المسيح مصلوب فى صورة ضعف قالوا أنّهُم حسبوهُ مُهان00لكنّه قوة لذلك وهو على الصليب نقول لهُ قدوس قدوس لأنّ صليبهُ قوة فى العهد القديم كانوا يُقدّمون ذبائح كثيرة لكن الله قال لهُم إنّ دم التيوس والعجول لا يفى العدل الإلهى ، إذاً ما هو يا الله الذى يفىِ عدلك ؟ يقول الصليب هو الذبيحة التى تفىِ العدل الإلهى ذبيحة الكفّارة هى عبارة عن تيسين يُذبح إحدُهما ويؤخذ من دمهِ ويُوضع على الآخر ويُطلق الآخر المُلّطخ بالدم بعيداً فى البريّة ، وكأنّ الله يقول إنّ خطاياكُم لم تُمحى لكنّها بعُدت لأنّ التيس حى لكنّه بعيد ، إذاً الخطايا موجودة لكنّها بعيدة " كما من حمل بلا عيب بدم نفسهِ " ، بروح أزلى جاء حمل الله ورفع عنّاخطايانا بدم نفسهِ ، لذلك جاء مولود فى مزود لأنّه حمل أى ذبيحة ، وكأنّه يقول كما عرفتمونى من يوحنا المعمدان " هوذا حمل الله " وأنا أعيش ذبيحة من أجلكُم لابُد أن تتمتّع بفدائهِ قوة خلاص جبّارة بدم يسوع ، إن كان غير المؤمن يستهين بالصليب فنحن نفتخر بهِ قديماً أيام بولس الرسول كان الناس بهُم روح التفاخُر بالأنساب والثقافة والجاه والغِنى وفوجد بولس أنّ تيار التفاخُر قد دخل الكنيسة فقال لهمُ " حاشا لى أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح " ، لا تفتخر بغِناك أو أولادك أو نسبك00كُل هذا يفنى لكن إفتخر بالصليب لأنّه يُعطى الخلاص ، لذلك سمح الله أن يُعلن صليبهُ بكُل قوة وإن كان مظهرهُ الضعف المسيح مات مصلوب كى يشترك العالم كُلّه فى موتهِ حيث كان فى هذا العصر العالم كُلّه تحت حُكم الرومان وكُل دولة دائماً لها عُرف لقتل المُجرم اليهود يقتلوه بالرجم وأُمّة أُخرى بالحرق وهكذا الرومان بالصلب ، قال المسيح سأجعل العالم كُلّه يشترك فى قتلى ، سأموت بطريقة الرومان وبمشورة اليهود أى إجتمع فى موتهِ العالم كُلّه لأنّه جاء ليُخلّص العالم كُلّه المحكوم عليه كمُجرم صار مُخلّص وطريقة موت المُجرم صارت خلاص0 2- الصليب حكمة الله:- إن كان الصليب هو قوة الله وأعطانا غُفران لكن مظهره ضعف وخزى وعار فكيف يكون حكمة الله ؟ نقول كان لابُد لهُ أن يموت بضعف ليرفع عنّا ضعفنا وأن يموت بخزى كى يحمل عنّا خزينا بعض اليهود يقولون أنّ كُل اليهود سيدخلون الفردوس لأنّ أبونا إبراهيم سيقف أمام الفردوس ويُدخل كُل مختون إلاّ الملعونين على خشبة أى الذين وقع عليهم حُكم الصلب والسيد المسيح جاء من تلك الفئة ليُحّول اللعنة إلى خلاص " حولّت لى العقوبة إلى خلاص " يقول القديس مارِأفرآم السُريانى أنّ الموت جاء لنا عن طريق شجرة مُعلّق عليها ثمرة وأدخل الشيطان الغوايّة لآدم فأخذ الثمرة وأكل منها ومات أى الخطيّة دخلت بشجرة وثمرة وغوايّة وموت والسيد المسيح جاء وخلّصنا بنفس الإسلوب بشجرة أى الصليب وثمرة أى المسيح المُعلّق على الصليب والغواية جاءت للشيطان الذى أراد أن يأخذ الثمرة ليأكُلّها فأكلته هى بدلاً من أن يبُتلع المسيح للموت إبتلعهُ المسيح وقيّدة والنتيجة كانت الخلاص ، إذاً الخلاص بشجرة أى الصليب والثمرة أى المسيح نيابة عن ثمرة البشريّة كُلّها هو ثمرتنا والغُوايّة للشيطان الذى رأى المسيح فى ضعف مُعلّق على خشبة لكنّه إبتُلع منّه وقُيّد وطُرح وبدلاً من أن يُعطينا هلاك وموت أعطانا حياة ، لذلك قال المسيح قديماً أكلتُم و مُتّم أمّا الآن تأكلون للحياة حكمة الله نعم الصليب بهِ ضعف ومهانة ومظهره لا يُشجّع لكن داخلهُ قوة لذلك يطلب منكِ أن تشترك فى آلامهِ هو ليس ضعيف لكنّه يُعلن قوة الله لأنّه لا يوجد صليب إلاّ ولهُ قيامة ومجد ، لذلك من شروط تلمذته أن تحمل صليبهُ وتتبعهُ إحملهُ بفرح وإِعلم أنّ داخله حكمة خفيّة أصعب شىء أن يُرسل لنا الله صليب لنفرح به و نخلُص ونحن نرفضه حكمة الله إفهمها إنّه يُريد خلاصك للحياة الأبديّة لا توجد قيامة بدون صليب ولا مجد بدون جُلجُثة الذى يُريد المجد بدون صليب كأنّه يُخلىِ الحياة من تدخُلّ المسيح وكأنّه يقول لله جيدّة الحياة التى أعطيتنى إِياها لكن ليتكّ ترفع المرض منها أو المشاكل أو المتاعب لا مثل إنسان قرأ الإنجيل بطريقة فلسفية فقال هو كتاب جيد جداً ماعدا الإصحاحات التى تحكى صلبهِ فى الأناجيل الأربعة ، نقول لهُ لا هذا فخرِنا ، لا ترفُض الألم الإنسان كثير الشكوى يجلب على نفسهِ مزيد من الأتعاب أمّا الذى لهُ عِشره مع الله نجدهُ قليل الكلام قليل الشكوى كثير الشُكر ، بينما الذى يرفُض الصليب دائم الشكوى لأنّ ذاته غالية عليه أى ألم فى حياتى هو جُزء هام من تدبير خلاصى فأقبله وأقبله بفرح وإن كُنت غير قادر على حملهِ سأقول لهُ فى صلواتى إحمله عنّى يا الله الذى لهُ رغبة فى الإشتراك فى ألم المسيح لهُ هدف هو شِفاء نفسهِ والنمو فى حياته مع الله الله يُريدنا أن نغلب أوجاعنا الأرضيّة لنصل للإبديّة لأنّ الإنسان إن إستراح سينسى الله لذلك الله يُريدنا أن نشترك فى آلامهِ لننال بركة ونكون جنود صالحين فى جيشهِ حكمة عجيبة يا الله كيف تنوب عن البشر وتحمل خلاص البشر وخطايا البشر ؟ يقول لنا بالصليب ، إكثر من رشم الصليب فى كُل عمل وعلى طعامك وفى نومك وقبل خروجك من بيتك وأنت فى طريقك وإرشم ذاتك بالصليب وما تعملهُ أيضاً حتى الهواء من حولك وستشعُر أنّ العالم كُلّه أصبح لك كنيسة لأنكّ دشنتّه بالصليب وأصبحت كُل الأماكن تحمل قوة الخلاص طوبى لمن يحمل صليبهُ لذلك حرب شرسة يُحاربنا عدو الخير بها وهى أننّا نرشم الصليب بغفله دون أن ندرى معناه وقوتّه لا إرشمه بقوة وإيمان وإعلِم أنّه قوة وحكمة الله وهو الذى هزم عدو الخير وخزاه ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل