المقالات

11 ديسمبر 2022

فى جيلة من يخبر به الاحد الأول من كيهك

فِي إِنْجِيل قُدَّاس الأحَد الأوَّل مِنْ شَهْر كِيَهْك يَقُول المَزْمُور ﴿ أنْتَ يَارَبُّ تَرْجِع وَتَتَرَأف عَلَى صِهْيُون لأِنَّهُ وَقْت التَّحَنُّن عَلَيْهَا لأِنَّ الرَّبَّ يَبْنِي صِهْيُون وَيُظْهِر مَجْدُه ﴾ ( مز 102 : 13 ، 16) إِبْتَدأ زَمَان إِفْتِقَاد الله لِلبَشَرِيَّة يَقْتَرِب وَابْتَدأ وَقْت مَجِئ إِبْن الله إِلَى العَالَمْ يَدْنُو جِدّاً فَكَانَ لاَبُدْ مِنْ تَهْيِئَة وَكَانَتْ التَّهْيِئَة هِيَ وُجُود يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ ﴿ يُهَيِّئ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ﴾ ( لو 1 : 17) كَانَتْ مُهِمِة يُوحَنَّا المَعْمَدَان غَايَة فِي الصُعُوبَة لِكَيْ يُهَيِّئ الأذْهَان لِحَقِيقِة إِسْتِقْبَال إِبْن الله كَإِنْسَان يَأتِي لِيَعِيش فِي وَسَطِهِمْ وَيُكَلِّمَهُمْ وَيَأكُل مَعَهُمْ وَيَشْرَب مَعَهُمْ وَيَرُوه بِعُيُونِهِمْ – كَانَتْ مُهِمَّة صَعْبَة جِدّاً – وَيَقُول أشْعِيَاء النَّبِي ﴿ فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ﴾ أي مَنْ لَهُ اسْتِعْدَاد أنْ يَقُول هذَا هُوَ إِبْن الله مَنْ يَسْتَطِيع ؟!! قَدْ يَكُون لِلأنْبِيَاء فِي العَهْد القَدِيم عِنْدَمَا تَنَبَّأُوا عَنْهُ الأمر أبْسَط فَعِنْدَمَا يَقُول أشْعِيَاء النَّبِي مَثَلاً ﴿ هَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عَمَّانُوئِيل ﴾( أش 7 : 14) قَالَ هذَا قَبْل مَجِئ الْمَسِيح بِـ 700 سَنَة فَالَّذِي يَقْرأ هذَا قَدْ يَسْتَطِيع أنْ يَسْتَوْعِبُه وَقَدْ لاَ يَسْتَطِيع وَهذَا لاَ يَهِمْ إِذْ أنَّهُ أمر مُؤجَلْ وَلكِنْ فِي لَحْظِتْهَا – وَقْت حُدُوثْهَا – هذَا الأمر صَعْب الإِسْتِيعَاب جِدّاً فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ؟!! مَنْ الَّذِي يَسْتَطِيع أنْ يُشِير إِلَيْهِ قَائِلاً ﴿ هُوذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّة العَالَم ﴾ ( يو 1 : 29 ) ؟ مَنْ يَسْتَطِيع قَوْل هذَا ؟ فِي الحَقِيقَة تَدْبِير الله رَأى أنَّهُ لاَ يُوْجَد أنْسَب مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ السَّابِق الَّذِي يُعِد لِلرَّبَّ الطَّرِيق ( لو 3 : 4 ) الَّذِي يُهَيِّئ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ( لو 1 : 17) أيْضاً مَوْضُوع نُبُوَات الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه وَمَوْضُوع رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه وَكُل الشَّخْصِيَات فِي الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تُهَيِّئ لِمَجِئ إِبْن الله وَجَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِكَيْ يُتَمِّمْ هذَا الكَلاَم فَرَأيْنَاه فِي الكِتَاب المُقَدَّس وَهُوَ يَرْسِم لَنَا صُورَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح حَتَّى عِنْدَمَا يَجِئ يَجِدْنَا مُهَيَّئِينْ فَفِي البِدَايَة نَرَى آدَم وَأرَادَ الله أنْ يَقُول لَنَا أنَّهُ يُوْجَد هُنَاك مَنْ هُوَ إِسْمُه بِكْر لِلخَلِيقَة وَيُوْجَد مَنْ هُوَ إِسْمُه إِبْن لله لكِنْ كَانَ آدَم إِبْن لله بِالتَّبَنِّي أمَّا رَبِّنَا يَسُوع فَهُوَ إِبْن لله بِالطَّبِيعَة وَرَأيْنَا آدَم عِنْدَمَا جَلَبْ الخَطِيَّة عَلَى العَالَمْ وَكَأنَّ الله يَقُول لَنَا أنْتُمْ فِي حَاجَة إِلَى شَخْص آخَر يَجْلِب البِّر عَلَى العَالَمْ فَكَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ كَأنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَت الخَطِيَّة إِلَى العَالَم هكَذَا أيْضاً بِإِطَاعِة الوَاحِد سَيُجْعَلُ الكَثِيرُونَ أبْرَاراً ﴾ ( رو 5 : 12 ؛ 19) وَهكَذَا إِبْتَدأَ الكِتَاب المُقَدَّس يُهَيِّئ لَنَا قَبُول فِكْرِة مَجِئ الْمَسِيح فَيَأتِي بِشَخْصِيَّة مِثْل هَابِيل الَّذِي قُتِلَ مِنْ أخِيهِ ظُلْماً فِي الحَقْل بِسَبَبْ الغِيرَة لأِنَّهُ قَدَّم ذَبِيحَة مَقْبُولَة ( تك 4 : 8 ) وَكَأنَّ الكِتَاب المُقَدَّس يُشِير إِلَى الْمَسِيح بِإِنْسَان سَوْفَ يُقْتَل ظُلْماً لِمُجَرَّد غِيرَة لأِنَّهُ مَقْبُول أمَام الله وَقَدَّم ذَبِيحَة مَقْبُولَة لَدَى الله وَأيْضاً أنَّهُ قُتِلَ فِي حَقْل كَمِثْل رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي تَمَتْ المُشَاوَرَة عَلَيْهِ فِي حَقْل وَدُفِنَ فِي حَقْل( يو 19 : 41 ) وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يُذَكِّرَك بَيْنَ الحِين وَالآخَر بِرَبِّنَا يَسُوع عَنْ طَرِيق شَخْصِيَات يَرْسِم لَك مِنْهَا شَخْص الْمَسِيح الآتِي وَكَانَ عَلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان شَرْح هذَا الكَلاَم لِلنَّاس فَيَقُول لَهُمْ هذَا هُوَ آدَم وَلكِنْ آدَم الثَّانِي وَهذَا هُوَ هَابِيل الَّذِي سَيُقْتَل ظُلْماً – وَكُل هذَا رُمُوز إِلِيه – وَهُوَ أيْضاً نُوح أب البَشَرِيَّة الجَدِيد وَأعْطَاه الخَلاَص فَالْمَسِيح كَانَ كَذلِك أيْضاً فَعِنْدَمَا دَخَلَ نُوح السَّفِينَة هُوَ وَعَائِلَتُه هكَذَا أيْضاً الْمَسِيح عِنْدَمَا جَاءَ لَمْ يَأتِي لِيَخْلُص وَحْدَهُ بَلْ لِتَخْلِيص عَائِلَتُه أيْضاً الَّتِي هِيَ كِنِيسْتُه رَعِيَّة أهْل بَيْت الله ( أف 2 : 19) كذَلِك نَجِدُه فِي أبُونَا إِبْرَاهِيم وَفِي إِسْحَق وَفِي يَعْقُوب وَفِي مُوسَى مَا مِنْ شَخْصِيَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس إِلاَّ وَكَانَتْ تُشِير إِلَى شَخْصِيِة يَسُوع الْمَسِيح المُبَارَك لأِنَّهُ أكْبَر مِنْ أنْ يُرْمَز إِلَيْهِ بِشَخْص فَتَجِد شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس كُلَّهَا مُجْتَمِعَة لِتُعْطِينَا صُورَة عَنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فَنَجِدُه فِي أُبُّوِة أبُونَا إِبْرَاهِيم وَفِي بِر هَابِيل وَفِي آدَم رَأس الخَلِيقَة وَفِي بِر أخْنُوخ وَصُعُودُه إِلَى السَّمَاء كُلٍّ مِنْهُمْ تَجِدُه يَرْسِم جُزْء حَتَّى تُكْتَمَل الصُورَة كُلَّهَا وَكَانَ عَلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان أنْ يُقَدِّم لَنَا هذَا التَّطْبِيق فَيَقُول * كُل الَّذِي أنْتُمْ سَمَعْتُمُوه وَكُل الَّذِي قَرَأتُمُوه فِي النُّبُوَات هُوَ شَخْص الْمَسِيح * جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِيُعِد لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً جَاءَ لِيُخْبِر عَنْهُ وَكَمَا أنَّ كُل شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تُشِير إِلِيه كذَلِك كُل رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تَرْمُز إِلِيه أيْضاً فَمِنْ البِدَايَة تَجِد مَا يُسَمَّى بِشَجَرِة الحَيَاة فَمَنْ هذَا الَّذِي كُل مَنْ يَأكُل مِنْ هذِهِ الشَّجَرَة يَحْيَا إِلَى الأبَد ؟ هذَا هُوَ الْمَسِيح هذَا هُوَ شَجَرِة الحَيَاة الحَقِيقِيَّة هذَا هُوَ رَئِيسُ الحَيَاة ثُمَّ يَتَكَلَّمْ الكِتَاب عَنْ الذَّبِيحَة الَّتِي سَتَرَ بِهَا الله عُرْي آدَم مَنْ هذَا ؟هذَا هُوَ الْمَسِيح الَّذِي يَسْتُر بِهَا الله عُرْيِنَا وَيَسْتُر بِهَا خَطَايَانَا مِنْ خِلاَل ذَبِيحِة نَفْسِهِ الَّذِي ألْبَس أبِينَا آدَم بِيَدَيْهِ كذَلِك الْمَسِيح أيْضاً لَمْ يُرِد أنَّ آخَر يُتَمِّمْ ذَبِيحَتُه بَلْ هُوَ بِنَفْسُه تَمَّمَهَا فَتَجِد فِي كُل رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس صُورَة وَاضِحَة عَنْ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح المُبَارَك فَتَجِد فِي الفُلْك صُورَة وَاضِحَة وَفِي ذَبِيحِة هَابِيل صُورَة أُخْرَى وَكَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس عَلَى دَم هَابِيل الَّذِي كَانَ يَصْرُخ إِنْتِقَاماً مِنْ أخِيهِ وَدَم يَسُوع الْمَسِيح سَوْفَ يَصْرُخ أيْضاً وَلكِنْ ﴿ دَم رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أفْضَلَ مِنْ هَابِيل ﴾ ( عب 12 : 24 ) وَذَلِك لأِنَّ دَم هَابِيل كَانَ يَصْرُخ بِانْتِقَام فَيَقُول الكِتَاب ﴿ صَوْتُ دَم أخِيكَ صَارِخ إِلَيَّ مِنَ الأرْضِ ﴾ ( تك 4 : 10) وَلكِنْ دَم يَسُوع يَصْرُخ لِلمَغْفِرَة قَائِلاً عِيشُوا بِنِعْمِة المَغْفِرَة وَكَمَا أقُول لَكُمْ إِغْفِرُوا أغْفِر لَكُمْ أنَا أيْضاً وَيَكُون دَمَّي سَبَبْ غُفْرَان لَكُمْ وَمِمَّا يُشِير لِلرَّبَّ يَسُوع أيْضاً ذَبِيحِة أبِينَا إِبْرَاهِيم وَتَقْدِمَتُه لإِبْنُه إِسْحَق وَأيْضاً فِي خَرُوف الفِصْح .. وَفِي المَنَّ وَفِي سُلَّم يَعْقُوب وَفِي نُبُّوِة أشْعِيَاء رُمُوز كَثِيرَة جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَقُول كُل الَّذِي سَمَعْتُمُوه هذَا هُوَ الَّذِي جَاءَ لِيُكَمِّلُه فَمَثَلاً سَمَعْتُمْ عَنْ عُلِّيِقَة مُوسَى النَّبِي هذَا هُوَ النَّار الَّتِي إِشْتَعَلَتْ فِي العُلِّيقَة وَلَمْ تَحْرِقْهَا أوْ تَمِسَّهَا بِأذِيَّة هذَا هُوَ الإِله الَّذِي جَاءَ يَفْتَقِد العَالَمْ لِكَيْ يُعْطِيه الخَلاَص وَفِي نَفْس الوَقْت العَالَمْ لَنْ يُحْتَرَق بَلْ سَيُعْطِي النَّجَاة فَجَاءَ يُوحَنَّا لِكَيْ يُعَلِّمْنَا وَيُمَهِد لَنَا الطَّرِيق صَارِخاً أنَّ رَبِّنَا يَسُوع هُوَ المَسِيَّا المُنْتَظَر وَهُوَ الآتِي مِنْ أجْل خَلاَص كُل العَالَمْ رُوح الله هُوَ العَامِل فِي القِدِيس يُوحَنَّا أرْسَلُه لِكَيْ يُخَبِّر وَيُعَلِّمْ وَيُمَهِد وَيُعَمِد فَكَانَ لاَبُدْ مِنْ شَخْص قَوِي مِثْل يُوحَنَّا المَعْمَدَان شَخْص يَصْرُخ شَخْص يَشْهَد لِلحَقَّ شَخْص حَيَاتُه تَشْهَد لِكَلاَمُه شَخْص يَتَكَلَّمْ بِشَجَاعَة لاَ يَخَاف أحَد لاَ مِنْ اليَهُود وَلاَ مِنْ الرُّومَان وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ سَيَسْتَشْهِد وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ سَيُسْجَن لكِنُّه كَانَ أقْوَى مِنْ كُل ذلِك فَلاَ يُمْكِنْ لِلرَّبَّ يَسُوع أنْ يُرْسِل شَخْصاً لِيُمَهِد لَهُ الطَّرِيق وَيَشْهَد عَنْهُ وَيَكُون شَخْص خَائِف أوْ مُرْتَاب أوْ جَبَان أوْ يُرِيدْ أنْ يُخَاطِب النَّاس سِرَّاً أبَداً لكِنُّه كَانَ يُجَاهِر كَانَ يَتَكَلَّمْ أمَام رُؤسَاء الكَتَبَة وَرُؤسَاء الكَهَنَة وَالشُّيُوخ وَجُنُود الرُّومَان وَكُل مَنْ يَسْألُه كَانَ يُجِيبُه فَكَانَتْ حَيَاتُه بِهَا قُوَّة الشِّهَادَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ؟﴿ صَوْتُ صَارِخٍ فِي البَرِّيَّةِ أعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ إِصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ﴾( مر 1 : 3 )الكِنِيسَة أرَادَت أنْ تَضَعْ لَنَا هذَا الإِنْجِيل – المُتَحَدِّث عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان – فِي أوِّل أُسْبُوع مِنْ شَهْر كِيَهْك لِكَيْ تَقُول لَك كَمَا كَانَ جِيل يُوحَنَّا المَعْمَدَان مُحْتَاج إِلِيه حَتَّى يَعْرِف المَسِيَّا الآتِي وَلِكَيْ يُوقِظَهُمْ مِنْ ظُلْمَتِهِمْ وَيُشِير لَهُمْ بِشَخْص الْمَسِيح كذَلِك الكِنِيسَة أيْضاً تَحْتَاج اليُوْم إِلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِتَأخُذ الدَرْس مِنْهُ فَأنَا مُحْتَاج لأِنْ أسْمَع لِلصُوْت القَائِل ﴿ أعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ إِصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ﴾﴿ إِصْنَعُوا أثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَة ﴾ ( لو 3 : 8 ) مُحْتَاج إِلَى أنْ أتَمَهَد لِحَقِيقَة مَجِيئُه مُحْتَاج إِلَى أنْ أسْتَيْقِظ وَأعْلَمْ مَنْ ذَاكَ الَّذِي أنَا قَادِم لاسْتِقْبَالُه مُحْتَاج إِلَى التَوْبِيخ مِنْ شَخْص مِثْل يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِذلِك صَوْتُه هذَا قَدْ وَضَعَتُه لَنَا الكِنِيسَة فِي أوِّل أُسْبُوع مِنْ شَهْر كِيَهْك وَنَحْنُ نَتَنَفَس ألْحَان هذَا الشَّهْر وَنَسْتَقْبِل بِهَا المَوْلُود الإِلهِي نَحْتَاج لأِنْ نَسْمَع وَنَرَى وَنَشْهَد وَنُنْصِت لِيُوحَنَّا المَعْمَدَان وَهُوَ يَصْرُخ فِي كُل وَاحِدٍ مِنَّا لِكَيْ يُهَيِّئ لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً فَلَقَدْ إِقْتَرَبَ مَجِئ الرَّبَّ جِدّاً جِدّاً وَبَقِيَتْ شُهُور وَأيَّام وَلَحَظَات ثُمَّ يَأتِي نَحْتَاج تَمْهِيد وَلِلأسَفْ الشَّعْب فِي سُبَات عَمِيق وَفِي ظُلْمَة ﴿ الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أبْصَرَ نُوراً عَظِيماً ﴾ ( أش 9 : 2 )وَالعَرِيس قَرُبَ مَجِيئُه جِدّاً فَنِصْف اللِّيل إِقْتَرَب وَالهَزِيع الرَّابِع إِقْتَرَب جِدّاً وَالنُّفُوس جَمِيعَهَا نَائِمَة وَفِي غَفْلَة – خَطِيَّة شَدِيدَة – فَجَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِكَيْ يُوقِظْ قَائِلاً يَكْفِي هذَا قُمْ إِسْتَيْقِظ فَالْمَسِيح آتٍ وَأنْتَ كَيْفَ سَتَسْتَقْبِلُه وَأنْتَ فِي نُعَاس وَغَارِق فِي الخَطَايَا ؟ لاَبُدْ أنْ تَسْتَيْقِظْ وَتَنْهَض لِذلِك الكِنِيسَة خَصَّصِت لَنَا هذَا الشَّهْر لِكَيْ نَسْتَقْبِل الْمَسِيح بِالتَّسَابِيح وَالتَّمَاجِيد وَالصَّلَوَات فَلاَ يُمْكِنْ مُطْلَقاً إِنْسَان يُسَبِّح وَيُمَجِّد وَيُصَلِّي وَهُوَ غِير تَائِب لأِنَّهُ ﴿ لَيْسَ الأمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ ﴾( مز 115 : 17) وَلاَ يُمْكِنْ لِقَلْب يَحْتَضِنْ الخَطِيَّة وَيَعْرِف كَيْفَ يُسَبِّح وَلاَ لِشَفَتَيْن يَنْطِقُون بِالغِش وَيَعْرِفُوا كَيْفَ يَنْطِقُوا بِالحَقَّ لِذلِك هذَا نِدَاء يُوحَنَّا لَنَا صُوْت صَارِخ يُوَبِخ وَيُوقِظْ وَيَأتِي لِلرَّبَّ وَيُعِد لَهُ النُّفُوس حَتَّى عِنْدَمَا يَجِئ يَجِدَهُمْ مُهَيَّئِينْ وَيَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَوْعِبُوا هذَا القُدُوم فَلِهذَا جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاءَ لِيَرَى الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمْ الْمَسِيح ﴿ خِرَافٍ لاَ رَاعِي لَهَا ﴾ ( مر 6 : 34 ) الرَّاعِي لَكُمْ قَادِم الرَّاعِي لَكُمْ أُسْقُف نُفُوسْكُمْ الرَّاعِي الصَّالِح الّذِي يَسْتَطِيع أنْ يُطْعِمَكُمْ وَيَقُودَكُمْ إِلَى مَرَاعٍ خُضْرٍ الَّذِي يُهَيِّئ لَكُمْ مَائِدَة الَّذِي يُرِيدْ أنْ يَأخُذَكُمْ إِلَى يَنَابِيع مِيَاة الحَيَاة آتِي إِلَيْكُمْ لاَ إِلَى الغَفَلَة مِنْكُمْ لِذَا جَاءَ الرَّاعِي الصَّالِح لِكَيْ يَجْمَع إِلَيْهِ الشَّعْب التَائِه جَاءَ لِيَطْلُب الضَّال وَيَسْتَرِد المَطْرُود وَيُجَبِّر الكَسِير وَيَعْصِب الجَرِيح ( حز 34 : 16) جَاءَ لِيَطْلُب مَا لَهُ جَاءَ لِيَضُمْ خِرَافُه وَيُضَمِّد جِرَاحَات النُّفُوس الَّتِي تَمَلَّك عَلَيْهَا عَدُو الخِير وَاسْتَطَاعَ أن يَجْرَحْهَا بِجِرَاحَات عَمِيقَة جَاءَ كَطَبِيب لِيَشْفِيهَا كَانَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان هذَا عَمَلُه أنْ يُشِير إِلَى ذلِك الطَّبِيب لِذلِك جَاءَ يَصْرُخ بِصَوْتٍ عَظِيم وَكَانَ لاَ يَسْكُتْ نَحْتَاج لِصُوْت يُوحَنَّا فِي دَاخِلْنَا يَصْرُخ وَلاَ يَسْكُتْ وَنَحْنُ مِنْ جِهِة أُخْرَى عَلَيْنَا أنْ نَسْمَع وَنَسْتَجِيب وَنَأخُذ هذَا الشَّهْر فُرْصِة تُوبَة عَمِيقَة لِكَيْ عِنْدَمَا يُقَال لَك أنَّ الْمَسِيح وُلِد يَكُون قَلْبَك هُوَ المَكَان الَّذِي وُلِد فِيهِ وَنَفْسَك هِيَ المَكَان المُرِيح لَدَيْهِ وَتَقْدُمَاتَك هِيَ الَّتِي تُعَوِّضُه وَتَكُون أنْتَ مُهَيَّأ لاسْتِقْبَالُه فَهُوَ قَدْ وُلِد فَلاَ تَكُنْ أنْتَ مِنْ الفِئَات الَّتِي تُدَبِر لِقَتْلُه أوْ مَعَ الفِئَات النَّائِمَة أوْ المُتَغَافِلَة أوْ مَعَ الفِئَات الرَّافِضَة أوْ المُحْتَقِرَة بَلْ كُنْ مَعَ السَّهَارَى وَمَعَ المُسْتَعِدِين لِذلِك الكِنِيسَة تُخَاطِبَك قَائِلَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِسْتِعْدَاد لإِسْتِقْبَال العَرِيس فَتُبْ لأِنَّهُ قَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات ( مت 3 : 2 ) وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَك مَا تُقَدِّمُه مِنْ كُنُوز ذَهَبْ أوْ مُر فِي حَيَاتَك أوْ لُبَان عِبَادَة فَجَهِّز مِنْ نَفْسَك لِئَلاَّ تُفَاجَأ أنَّهُ قَدْ وُلِد وَأنْتَ وَاقِفْ فَارِغ اليَدَيْن نَحْنُ نَحْتَاج لأِنْ نَسْتَجِيب لِصُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي كَانَ يَصْرُخ لِلكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين قَائِلاً﴿ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأنْتُمْ أشْرَار ﴾ ( مت 12 : 34 ) أنَا مُحْتَاج لأِنْ أسْمَع هذَا الصُوْت بِعِينُه نَحْنُ نُرِيدُه أنْ يُوقِظْنَا مِنْ رُوح الكِذْب وَرُوح الرِّيَاء وَرُوح النِّفَاق فَعِنْدَمَا تُشَاهِد سِيرْتُه وَحَيَاتُه تَجِدُه رَجُل مُحِب لِلحَقَّ يَقُول لِكُل مَنْ يَرَاه مَاذَا تَفْعَل إِخْلَع ثُوب الرِّيَاء إِخْلَع كُل مَا فِيك مِنْ إِنْسَان عَتِيق نَحْنُ فِي حَاجَة لِكَيْ نُنَقِّي أنْفُسْنَا لاسْتِقْبَالُه بِخَلْع هذَا الثُّوْب – ثُوب الرِّيَاء – الَّذِي نَحْنُ صَنَعْنَاه لإِنْفُسْنَا لِكَيْ مَا تَبْدُو ظَوَاهِرْنَا مِثْل الصِّدِّيقِين إِخْلَع هذَا الثُّوْب لِكَيْ مَا تَظْهَر عَلَى حَقِيقَة دَوَافِعَك لِذَا قَدْ قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ سَيَتَقَدَّم بِرُوح إِيلِيَّا ( لو 1 : 17) مُحْتَاجِين لِصُوْت إِيلِيَّا الصُوْت النَّارِي القَوِي المُوَبِخ الَّذِي يُوقِظْ الإِنْسَان الَّذِي قَالَ لَهُمْ ﴿ حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الفِرْقَتَيْنِ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ ( 1مل 18 : 21 ) وَأنَا أيْضاً عَلَيَّ أنْ أسْمَع هذَا الصُوْت وَأنْتَبِه وَأسْتَيْقِظ وَأقُول لِنَفْسِي إِلَى مَتَى أعْرُج بَيْنَ الفِرقَتَيْنِ ؟ إِلَى مَتَى أعِيش بِقَلْبٍ مُنْقَسِم حَتَّى مَتَى ؟هَلْ سَتَظِل حَيَاتِي بِهذِهِ الرُّوح المُتَرَدِّدَة ؟ أنْتَ تُرِيدْ مَاذَا بِالضَبْط ؟ إِنْ كُنْت تُرِيدْ أنْ تَسْتَقْبِل الْمَسِيح إِسْمَع لِصُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي جَاءَ يَصْرُخ بِقُوَّة الحَقَّ جَاءَ لِكَيْ يَصْرُخ وَيَقُول ﴿ لاَ يَحِلُّ أنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأةُ أخِيكَ ﴾ ( مر 6 : 18) فَفِي دَاخِل كُل وَاحِد مِنَّا خَطَايَا لاَ يَتُوب عَنْهَا وَيُبَرِّر لِنَفْسُه أسْبَابْهَا فَمَثَلاً تَجِد شَخْص يَقُول أنَا مُرْهَق وَآخَر يَقُول مَاذَا أفْعَل ؟ وَآخَر هذِهِ ضُغُوط وَآخَر لاَ أسْتَطِيع وَآخَر هكَذَا كُل النَّاس وَلكِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاءَ يَقُول لَك لاَ يَحِلُّ لَك إِسْمَع لِصُوتُه الَّذِي قَدْ بَعَثَهُ الرَّبَّ لَك لِكَيْ تَسْتَطِيع أنْ تَتَمَهَد لِحُضُور الْمَسِيح عِنْدَك .. تَجَاوَب مَعَهُ وَافْطُمْ نَفْسَك عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ لِتَسْتَطِيع أنْ تَسْتَقْبِل الْمَسِيح المُخَلِّص فَالْمَسِيح قَدْ جَاءَ لِيَفْطُمَك وَيَفْطُمْ النُّفُوس الَّتِي أحَبَّتْ العَالَمْ وَأرَادَت كَسْر الوَصَايَا النُّفُوس المُرْتَبِكَة بِنِير عُبُودِيِة العَالَمْ تَحْتَاج لِصُوْت صَارِخ مِثْل صُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان هكَذَا يَا أحِبَّائِي أهَمْ حَدَث عَرَفَتُه الأرْض كُلَّهَا وَأهَمْ حَدَث فِي التَّارِيخ بِأكْمَلُه هُوَ مَجِئ إِبْن الله وَلِذلِك إِنْقَسَمْ التَّارِيخ إِلَى قَبْل المِيلاَد وَبَعْد المِيلاَد هذَا الحَدَث الَّذِي قَسَمْ التَّارِيخ كُلُّه هذَا الحَدَث الَّذِي أنَا أُهَيِّئ نَفْسِي لُه لِذلِك لاَ يُمْكِنْ أنْ أسْتَقْبِلُه وَأنَا فِي غَفْلَة وَأنَا لاَ أدْرِي مَاذَا يَحْدُث حَوْلِي فَأرْجُوك لاَ تُفَوِّت هذِهِ الأيَّام وَلاَ تَمْضِي فِتْرِة الصُوْم كَرُوتِين مُجَرَّد تَغْيِير نِظَام الأكْل فَقَطْ بَلْ إِسْتَقْبِل بِرُوح تُوبَة نَظَّفْ قَلْبَك لِكَيْ يَجِئ الْمَسِيح وَيَدْخُل وَيَسْكُنْ إِسْمَع لِنِدَاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَحَاوِل وَاجْتَهِد أنْ تَسْتَجِيب وَقُلْ لَهُ " أنَا أوِّل وَاحِد أكُون فِي إِسْتِقْبَالُه أنْتَ جِئْت لِتُعِد شَعْب مُسْتَعِد هَا أنَا أُكْتُبْ إِسْمِي عِنْدَك إِعْتَبِرْنِي أنَا أوِّل الصَفْ أنَا جَالِس الآنْ فِي المِزْوَد مِنْتِظْرُه سَوْفَ أنْتَظِرُه بِالصَّلاَة بِالتَّسْبِيح بِالسَهَر " وَالكِنِيسَة تَجْعَل هذَا الشَّهْر كُلُّه سَهَر لأِنَّنَا نَعْلَمْ أنَّهُ سَيَأتِي بَغْتَةً نَعْلَمْ أنَّهُ سَيَأتِي فِي نِصْف اللِّيل فِي بَرْد فِي ظُلْمَة لِذلِك نَحْنُ فِي بَرْد وَظُلْمَة وَاللِّيل كُلُّه سَوْفَ نَنْتَظِر فَلاَ يُمْكِنْ أنَّ الْمَسِيح يَأتِي وَنَحْنُ نِيَام أوْ يَأتِي وَنَحْنُ غِير مُهَيَّئِينْ وَعَلَى اسْتِعْدَاد كَامِل نَحْنُ أوِّل نَاس سَوْفَ تَسْمَع لِصُوْت يُوحَنَّا وَسَوْفَ نَكُون فِي إِسْتِعْدَاد وَلَيْسَ بِالشَكْل فَقَطْ بَلْ مِنْ الدَّاخِل فَقَدْ تَكَلَّمْ يُوحَنَّا عَنْ الرِّيَاء وَالنِّفَاق وَتَكَلَّمْ مَعَ العَشَّارِين أنْ لاَ يَظْلِمُوا أحَد وَمَعَ الجُنُود مَعَ وُجُوب إِسْتِعْمَال الرَّحْمَة وَمَعَ كُل إِنْسَان بِألاَّ يَظْلِم وَلاَ يُرَائِي وَأنْ يَعْبُد الرَّبَّ بِالحَقَّ وَأنْ يُعْطِي ﴿ مَنْ لَهُ ثَوْبَان فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ ﴾ ( لو 3 : 11) فَقَدْ وَصَّى بِكُل الوَصَايَا وَنَبِّه عَلَى أنَّ مَنْ يُرِيدْ إِسْتِقْبَال الْمَسِيح عَلَيْهِ بِتَغْيِير كَيَانُه كُلُّه نَحْنُ أيْضاً نُرِيدْ أنْ نُخَاطِبْ الرَّبَّ قَائِلِين * كَيَانَنَا كُلُّه يَحْتَاج إِلَى تَغْيِير إِعْطِينَا إِسْتِجَابَة لِنِدَاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان مِنْ أعْمَاقْنَا حَتَّى عِنْدَمَا يَصْرُخ يَجِد أُنَاس تَقُول لَهُ " نَحْنُ أيْضاً نَسْمَع وَنَعْمَل وَسَوْفَ نَكُون مَعَك " فَصُوْت الحَقَّ وَرُوح الحَقَّ الَّذِي فِي يُوحَنَّا وَرُوح المُجَاهْرَة لاَبُدْ أنْ تَنْتَقِل مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِلَى كُل الكِنِيسَة حَتَّى تَصِير كُل الكِنِيسَة يُوحَنَّا مَعْمَدَان جَدِيد وَبَدَلاً مِنْ أنْ يُهَيِّئ شَعْب مُسْتَعِد فَرْد وَاحِد تُصْبِح الكِنِيسَة كُلَّهَا .. كِنِيسَة تَنْطِق بِمَجْدُه كِنِيسَة تَنْطِق بِحُبُّه كِنِيسَة تَائِبَة نِفُوس مُلْتَهِبَة بِالحُبْ فَيَأتِي الْمَسِيح وَيُولَد فِي وَسَطْهَا وَيَقُول ﴿ هَهُنَا أسْكُن لأِنِّي أرَدْتَهُ ﴾( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُوْم ) رَبِّنَا يُعْطِينَا يَا أحِبَّائِي فِي هذِهِ الأيَّام المُقَدَّسَة أنْ نَسْتَعِد بِالتُوبَةوَأنْ نَتَجَاوَب مَعَ صُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الصَّارِخ فِينَا لِكَيْ مَا يُهَيِّئ لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً قَائِلاً﴿ إِصْنَعُوا أثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَة ﴾ فَفِي كُل يُوم أُضِيف إِلَى تُوبْتِي تُوبَة وَإِلَى إِسْتِعْدَادِي إِسْتِعْدَاد وَإِلَى سَهَرِي سَهَر وَإِلَى صَلاَتِي صَلاَة لِكَيْ مَا يَأتِي إِبْن الله فَيَجِد نَفْسِي مُهَيَّئَة فَيَسْكُنْ وَيَسْتَرِيح وَيَبِيت رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُل مَجْد وَكَرَامَة مِنْ الآنْ وَإِلَى الأبَدْ آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
04 ديسمبر 2022

ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية

انجيل هذا الصباح المبارك احبائى فصل من بشارة معلمنا مار مرقص بيتكلم عن الشاب الغني بينما كان السيد المسيح خارج على الطريق..قابل شاب لبسة أنيق وشكلة وسيم..جرى وسجد امام الرب يسوع ((جسى على ركبتية )) وسأل الرب يسوع ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياه الابديه... سؤال جميل.. سؤال مفرح ..كل حاجه عملها الشاب ده جميله.كونة يتخلى عن وقارة ومظهرة ويجري وبعد مايجرى يسجد !و يكلم ربنا يسوع المسيح يقول له ايها المعلم الصالح ده اقرار منه اقرار جميل جدا كان في العرف اليهودى الذى يقول لة انت المعلم كانه بيعترف انه تلميذ من تلاميذة..وكانة عايز يقول له اعتبرني تلميذ من تلاميذك هاقول لك يا معلم بس ما قالوش معلم بس ..قال له معلم صالح .الشاب جرى وسجد وقال لة يا معلم يعنى تعتبرنى واحد من تلاميذك.. مش بس معلم وصالح... لدرجه ان ربنا يسوع المسيح ترك سؤال ماذا اعمل لارث الحياه الابديه وركزة على كلمه صالح... قال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد وهو اللة ....وكأن عايز يقول له انت بتقر ان اللة ؟! انت وصلت لهذه الدرجه من الايمان؟! انك جاي تسجد لي وتقول انى معلم صالح؟! في الحقيقه في الترجمه العربيه الامر صعب شويه فهمو لانه كلمه صالح تقال على اي شئ... لكن في الترجمه اليونانيه اليونانى دى لغة غنية ..و كلمه صالح فى اليونانى لها عدت معانى ممكن رجل طيب يتقال عنه صالح ...لكن بمعنى...ممكن رجل خير يتقال عنة صالح وممكن رجل يسامح فى حقة يتقال عنه صالح... صالح دى اللي الكنيسه بتقولها اللي هي آغاثو...ودى بمعنى لا مجرد واحد طيب ولا مجرد واحد خير ولا مجرد احد يهينوا ويغفرلوا.....المعنى هنا ان الصالح االذى لا يتوقف عن اللي قدامه هي دي كلمه صالح الذى قالها الشاب الغنى الصلاح الالاهى الذى يشرق شمسه على الابرار والأطهار الصلاح الالهى الذى يعطى ا دون ان ياخذ الصلاح الاهى اللي مش يسامح اللي لى عنده اللي يسامح اللي لى ضدة دي كلمه صالح هنا...عشان كده .ربنا يسوع المسيح عندما سمع منه انة يدعوة بالصلاح الذى يخص الله ...سالة يسوع لماذا تدعونى بالصالح..ليس احد صالح الا اللة ...وبكلامك بتقر اننى اللة ...وهذة شهادة جميلة جدا كان يحب الرب يسوع ان يسمعها ....لكى يشاهد هل الناس متلامسة مع تدبيرة الإلهى حسين بية..هو مين ....وعندما جمع تلاميذه في قيصريه فيلبس.. قال لهم ماذا يقول الناس اني انا؟ هو مش مجرد عايز يسمع انهم يقولوا.عنة طيب او كويس او انسان اخلاقك كويسه....لا كان يريد أن يسمع انة هو اللة ...بالنسبه لاهتمام ربنا يسوع المسيح ان يشعر ان الناس شاعرين بالرساله بتاعتة... ان هو الله الظاهر في الجسدفقال لة ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية...الشاب الغنى كان فى أشياء جميلة ...جرى امام يسوع ولم يرد ان تفوتة الفرصة للذهاب الى الرب يسوع ..وسالة سؤال رائع ...ماذا اعمل يارب لارث الحياه الابديه عاوز اضمن الحياه الابديه اعمل ايه؟! قال لة يسوع.. انت تعرف الوصايا وكانة عاوز يقول له. سؤالك اجابتة عندك كتير احبائى ..نسأل أسئلة كتير واجباتها بتكون عندنا؟!كلمة ربنا جوانا مخزونة جوانا ...لو حبيت اسئل ضميرى الصح من الغلط .....الاقى الصح معلن...بس انا اللى مابحبش او انا اللى مااقدرش او انا اللى بكسل...قال لة يسوع الوصايا... انت تعرف الوصايا وفجأة ربنا يسوع المسيح لم يكلمة على اول وصية وكأنة بيقول هذة الوصية تنقصك الشاب ...وهى أنك تحب الرب الهك من كل قلبك وكل فكرك تكلم عن الوصايا اللي بعد كده لا تقتل لا تزنى لا تسرق لا تشهد بالزور لا تظلم اكرم اباك وامك فقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ...فنظر اليه يسوع واحبة....نظر لة يسوع نظرة مملوءة حب ..مملوءة جاذبية..مملوءة جاذبية...نظر لة نظرة يستعطف بها قلبة... عايز يقول له سيبك من اللي انت حافظه وقال لهم اتريد ان تكون كاملا؟! يعوزك شيء واحد اذهب بيع كل مالك واعطيه للمساكين... فتربح كنزا في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب... سمع الكلام ده اتصدم اجابه غير متوقعه تماما... كل ما لك ؟!ورجل غني ؟!ما كنتش افتكر منك الرد دة يا رب يسوع...كان ممكن تقولى اعطى المكتوب في الوصايا (العشور) ربما يكون الشاب الغني ده بيعمل كده بس الشاب اتصدم لما اتصدم من كتر رغبه واشتياق الولد انة يبقى ضامن للحياة الأبدية..فاغتم زعل وحزن وهذا يدل على صدق مشاعر هذا الشاب... كان ممكن يسخر بيه ويقول لة كلامك مش مقبول....لكن اغتم دى فى الترجمه اليوناني يقولك اغتم وخزيا ورجع..ومضى حزينا..لانة كان ذا أموال كثيرة... (لانة عندما تزيد الأموال لدى الإنسان تتسلط علية اكتر وتمتلكة اكتر )وهذا هو نفس الشئ الذى حزن الشاب الغنى لانة كان ذا أموال كثيرة...يسوع المسيح حب يحول الدرس لدرس عام مش مجرد شخص ومضى.....الشاب مضى حزيننا . فنظر يسوع لتلاميذه وقال لهما مااعثر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله فخاف التلاميذ من الكلام فاجابهم يسوع ايضا وقال ما اعثر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت اللة بدأ يوضح اكثر مش بس المال لاتكال على المال ..مرور جمل من ثقب ابره ايصر من ان يدخل غنى الى ملكوت الله...وكلمة ثقب ابره هنا تحتاج إلى تفسير اوضح... لان ممكن احنا نكون فاكرين ثقب ابره..ابره الخياطه لا .... انما المدن قديما كان لها أبواب فكانت الابواب تظل مفتوحه للغروب ..ولان كان يوجد اعتداءات وعدم امان.فكانت البلد لها صور و لها ابواب ..وعندما ياتى الغروب يقفلوا الابواب...ولأجل بعض حالات استثنائيه... دخول فراد وطلوع افراد... حاجات بسيطه للطوارئ... كان يوجد ابواب صغيره جدا يا دوب تعدي فرد منحنى.... ده الباب الصغير ده اسمه ثقب ابره...فاذا شخص اتى بجمال محملة..يقول له خلاص الباب اتقفل لابد من أن تقيم هنا حتى الصباح ..قال يسوع لهم دخول جمل من ثقب إبرة ايصر من دخول غنى ملكوت السماوات.... فبهتوا الى الغايه كلهم ..بس الشاب اختم لكن دول بهتوا اصلهم مش اغنيه زى الشاب الغنى...فقالوا لة ...من يستطيع ان يخلص اذا كان الامر اللي بتقوله ده فخلاصننا كدة زي دخول جمل من ثقب ابره ... فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع لكن عند الله كل شيء مستطاع أولا سؤال: ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية: جميل جدا ان الانسان يبقى مشغول بميراث الحياة الأبدية... جميل الانسان الذى يكون فى اشياق لدخول الحياه الابديه ما اجمل ان الانسان اللي يبقى مشغول بالابديه الابديه اللي تبقى في قلبة الذى يفكر فيها كثير مشغول بيها كثير و يتخيلها ويتهيئها...الذى يدور على مكانةفي السماء كرمته مكتوب مجدة في السماء بيدور على نصيب الحياة الأبدية. جميل الانسان الذى يعيش هذا الاهتمام يا ترى انا اعمل ايه عشان اروح السماء يا ترى انا لي مكان في السماء؟! ليا نصيب في السماء اسمي مكتوب في السماء ؟انا ليا ضمان دخول السماء؟ سؤال جميل لابد من التفكير بة كثير ...عشان ادخل السماء طب ماذا اعمل؟؟ اعمل ايه يا رب عشان اروح السماء ؟؟نلاقى ربنا بيجاوب لكل واحد حسب ظروفة لو واحد ذا امور كثيره يقول لة بيع مالك... لو واحد مرتبط بأرض يقول لة اترك الارض..لواحد مرتبط بشهوة يقول له اترك هذة الشهوه... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يضمن ان قلبى لا يوجد فية الا السماء... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يعرف ان انا بكل قلبي وكل فكرى و كل مشاعري وكل اهتماماتى وكل وجدانى.. انا مشغول بالسماء.. ما عنديش حاجه تشغلني اكثر من السماء ..هو ده الانسان الذى يستحق ميراث الحياه الأبدية... شئ رابطنى بالارض وعاوز اروح السماء مش هينفع....مش هينفع ان انا اجمع الشيئان في وقت واحد ...كش هعرف طول ما انا فكري وقلبي مشغولين بحاجة ثانيه غير السما يبقى السماء دي حاجه سنوية بالنسبه لي مش هعرف اخذها..المسيحي انسان مخلوق للسماء... المسيحي انسان اخذ ضمان السماء..المسيحي انسان ربنا سمح ان يكون عايش على الارض لكن مش من الارض... المسيحي انسان سماوى مولود من فوق ...((انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء والروح )) احنا مولودين من فوق احنا ابناء الملكوت احنا ابناء السماء طب نعمل ايه عشان نعرف اننا هندخل السماء يا رب ...ااقول لك خلي اهتماماتك في السماء وقلبك في السماء وفكرك فى السماء.. خليك مشغول بالسماء... خلي اهتمامك اهتمام سماوي... هو ده الانسان اللي ممكن ربنا يعطى لة ميراث السماء...بيفكر في السماء قد ايه؟ شغلانى؟ هل بعتبرها وهم هل معتبره حقيقه..هل بنشغيل كثير بصفات السماء مجد السماء؟ جميل الانسان اللي يبقى مشغول بميرث الحياه الابديه... اول مازهنى يرتفع جدا جدا للحياة الابديه ..تلاقى الارض صغيره جدا تضائلت الكنيسة تعاملنا على اساس ان احنا ناس سماوين عشان كده تملى تيجى عليك وتطلب منك تترك كل شئ...ربنا يسوع يقول لك من طلب منك الثوب اعطية الرداء أيضا التوب كان يشبة القميص والرداء يشبة البدلة فكان الشعب اليهودي عنده اكثر من ثوب ..لكن يبقى عنده رداء واحد فقط .. لدرجه ان في بيت شويه ناس غلابه ممكن يبقى البيت كله عندهم رداء واحد...وكل ماواحد يروح مشوار مهم ياخذ نفس الرداء....لكن الأغنياء كل شخص عنده رداء ...تخيل انت ربنا يسوع بيقولك يطلب منك الثوب!! مش مشكله االثوب ده انت كمان تعطى له الرداء أيضا.... اية اللى يخليني اوصل للتضحيات دى؟! يقول لك اصل انت خلاص فكرك بقى في السماء اللي فكرة فوق ما يفرقش معاة..اللى شتمة واللى اهانة واللى ضايقة واللى ضربة...لانة خلاص بقيت من فوق وتنازلت عن أمور كثيرة جدا ....اعمل ايه لارث الحياه الابديه؟؟ ارفع قلبك ليها ارفع اشتياقاتك ليها اوعى تحط فكرك في الارض اوعى تعتبر المسيح انه مجرد وسيلة عشان تنمى انتمائك للارض. في واحد ياخذ المسيح عشان كدا..كل اهتماماتة وطلباتة تبقى أرضية...يقولك ربنا ياابنى انا جاى عشان احلك من الرباطات الأرضية ...انت جاى تطلب منى اهتمامات أرضية!!(الاكل والشرب والولاد والفلوس )بقى انا جاى اخذ منك حاجة انت تطلبها منى؟!انا بقولك اتحل من الأمور الأرضية..انت بتطلب أمور أرضية. ؟! عشان كده شعب بنى إسرائيل لما جاء لهم المسيح كان بالنسبه لهم حاجه غريبه جدا حاجه غير مقبوله بالمره.. بالمره ايه اللي جاي ده بيقول ان هو المسيا! طيب بما ان المسيا عاوزين منك سلطان فكنا من الدوله الرومانيه اعلن سلطانا عليهم واحنا اللى نستعبدهم...رفض وقال لهم لا قالوا لة انت ماسيا ازاى وهتعمل معانا اية ..قال لهم الكبير فيكم يكون كالاصغر قالوا لة ده كلام ما ينفعش معانا خالص ...طب هتديني فلوس !!يقول لهم لا ابدا بيعوا امتعتكم واعطوا صدقة...اليهودى زمان كان يعبد المال ..في جاي يقول لليهودى بيعوا امتعتكم و اعطوا صدقه؟! لا دة انت مش هتنفع معانا خالص.. ده انت ضد اهتماماتنا تماما ...جاى تكلمنا نتنازل ! احنا عاوزين نتمسك... عشان كده تاخذ بالك لحد النهارده كانت مشكله اليهود المال... عشان كده ربنا يسوع المسيح بالنسبالهم كان غير مقنع بالمره..لانهم ناس عاوزة سلطة ناس عاوزة ارض ناس عاوزة مال....ربنا يسوع المسيح جاء وقال لهم لا سلطة ولا مال ولا أرض..عشان كدة رفضوا الرب يسوع وقالوا عاوزين ماسيا على مزاجهم احيانا الواحد يبقى جواة كدة... عاوز المسيح الذى يحقق لة طلباته بس... انا لازم اقول له ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية... بس خد بالك حاجه مهمه جدا لما اطلب طلب زي كده يبقى عندي استعداد ان انا اعمل مش مجرد سؤال ...اخطر حاجه فينا احبائي ان تتحول حياتنا الروحيه الى حياه نظريه يعني كل حاجه عرفناها وبس .. عرفت الوصايا ؟اه عارفها ...عرفتها منذ حداثتى ..يعوزك...حول الامور النظرية إلى أفعال..ابتدى سامح ...حول الامور والمعلومات لفعل..الفعل صحيح مش سهل لة نفقة لكن لو انت مشغول بالحياة الأبدية هتلاقى نفسك بتسامح بسهولة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
27 نوفمبر 2022

كانت جموع كثيرة تسير معه

إِنجيل هذا الصباح المُبارك يُكلّمنا عن ربنا يسوع المسيح وهو فىِ فترة مُنتصف خدمتهُ ، إِبتدأ يُعلّم ويعمل مُعجزات ويُعرّف أُناس كثيرة جداً عِندها رغبة أن ينظروا مَن هذا ؟ وكُلّما ذهب إِلى مكان زحمه جداً وأُناس كثيرة بعدما سمِعوا كلامهُ أيّنما ذهب ذهبوا وراءهُ ، ربنا يسوع يُعلّم الناس وتسمع ويخرُج يخرُجوا ورائهُ 0مِثل لو 14 : 25 " وكان جِموع كثيرة سائرين معهُ " ، كانت الجِموع تذهب معهُ أيّنما ذهب إِلى أى مكان ، وربنا يسوع حبّ أن يُصفّىِ هؤلاء الجِموع ( الجمع الكبير ) ويُعرّفهُم الهدف ، " فالتفت وقال لهُم : إِن كان أحد يأتىِ إِلىّ ولا يُبغض أباهُ وأُمّهُ وامرأتهُ وأولادهُ وإِخوتهُ وأخواتهُ ، حتى نفسَهُ أيضاً ، فلا يَقدرُ أَنْ يكُون لىِ تلميذاً" ( لو 14 : 25 – 27 ) ومِن الّذين سمِعوا هذا الكلام صُدموا ، نحنُ نمشىِ معك وفىِ نفس الوقت نكون فىِ بيوتنا ومع أولادنا ، وأنّ الذى يمشىِ ورائهُ لابُد أن يكون حامل صليب وليس فارغ وإِبتدأ يقول لهُم " ومَنْ مِنْكُم وهو يُريدُ أن يبنىِ بُرجاً لا يجلسُ أوّلاً ويحسبُ النّفقة ، هل عِندهُ ما يلزمُ لِكمالهِ ؟ لئلاّ يضع الأساس ولا يقدِر أنْ يُكمّل " ( لو 14 : 28 – 29 ) إِبتدأ يقول لهُم ليس الأمر هو أن تمشىِ ورائىِ ولكن هذا المشى لهُ حِساب النفقة ، إِحسب التكلفة فىِ مشيّك ورائىِ حتى لا تمشىِ ورائىِ وبعد ذلك تترُكنىِ جميل جداً أنّ ربنا يسوع المسيح يُريدنا لمّا نسير معهُ يكون ذلك بِشكل صحيح ، وجميل فىِ ربنا يسوع المسيح يُحب أن يرى كيفيّة العمل أكثر مِن شكل العمل ، يُحب أن يرى فىِ داخلنا صوم ، صلاة ، فضيلة ، وهل أنا أسير فِضول أم مِثل الناس أسير أم مبهور بهِ ؟ لِماذا أنا سائر ؟ وما هى الدوافع ؟ ولِماذا أتيت للكنيسة ؟ لِماذا أنا مسيحىِ ؟ وماذا فعلت مِن أجل الكنيسة ؟ " المِلحُ جيّد ولكِن إِذا فسَد المِلحُ ، فبِماذا يُصلَحُ ؟ لا يصلُحُ لأرضٍ ولا لِمزبلةٍ ، فيطرحونهُ خارِجاً 0مَنْ لهُ أُذُنان للسمّع ، فليسمعْ " ، أنتُم سائرين ورائىِ حلو جداً ( مِلح جيّد ) يُصلح ويُعطىِ مذاق ولكن إِذا كان هذا الملح نفسهُ فاسد ( لا يصلُح لأرضٍ ولا مزبلة ) ، لا يُمكن وضعهُ على الأرض ولا على المزبلة ، لأنّ المزبلة يُستفاد منها والملحُ يفسد الأرض والمزبلة ، لا يُمكن لِمكان أن يُرحّب بِهذا المِلح أنت مِلح لك رِسالة فىِ العالم أن يكون لنا طعم مُميّز لنا تأثير ، تحفظ العالم مِن كُلّ شر ومِن كُلّ دنس ، وربنا يسوع ينظُر للكنيسة وشعبه فيرفع غضبهُ عن مِئات مِن الخطايا ، جميل أن يعرف الإِنسان أنّهُ سائر وراء السيّد المسيح لِماذا ؟ لِيشهد لهُ ، لِيكون لِملكوته إِمتداد على الأرض ، ربنا علّمنا أن يكون لنا هدف ويكون لنا طعم ويختلف عن طعم العالم ، أرسلنا الله حِفظ للعالم ، جميل أن يعرف الإِنسان لِماذا أرسلنا الله إِلى هذا المكان ؟ فىِ عمل ، مدرسة ،لو الملح لم يصنع دورهُ يكون ملح فاسد ، ملح لا يُملّح هو خادع أرسلنا للعالم حِفظ للعالم مِن الفساد ، القديسين يقولوا " غضب الله يأتىِ لا لِزيادة الشر بل لِقلّة الأشرار" فىِ سدوم وعمورة ليس كم واحد هالك ولكن كم واحد بار ؟ قيل أنّ الله كان يرفع غضبهُ عن العالم ويُرسل الأمطار ويأتىِ بِفيضان النيل بِصلوات الأنبا بولا أنا ليس مِثل أهل العالم ، أنا لىِ طعم مُختلف قليل ولكن لهُ تأثير ، لابُد أن أعرف لِماذا أرسلنىِ الله إِلى العالم ؟ ، أرسلنا مِلح وشفاعة وقيمة للعالم ، لِنفرض أنّ فىِ العالم غلاء ، مشاكل ، حرب ، لى دور فىِ الشفاعة والصلاة الكنيسة تُصلّىِ وتقول " إِرفع يارب الغلاء والوباء وسيف الأعداء " ، تشعُر أنّ لها دور فىِ الشفاعة والحِفظ تشهد للمسيح فىِ وسط العالم ، مِن يشعُر أنّ لهُ دور حول الناس التى لا تعرِف الله ، مِن يأنّ بِداخلهُ مِن أجل إِنسان بعيد عن المسيح ، ولكن المُشكلة أننّا إِنحصرنا فىِ ذواتنا الله قال لأبونا إِبراهيم " أُباركك وتكون برَكة " أن تكون برَكة " فىِ نسلك تتبارك قبائل الأرض " ، هدف الله أن يعرِف الشروط مِن السير ورائهُ ليس السير كجُزء مِن الحياة والوقت ، لا بل كُلّ أهل بيتك وبل ونِفَسك تكون قبل منّىِ ، أتُريد أن تكون لى تلميذ وتسير ورائىِ ؟ إِجعلنىِ أتقدّم عِن كُلّ عاطفة داخلك وأنا أكون مركز حياتك أجمل ما فىِ الحياة المسيحيّة حِمل الصليب هو إِنتصار الروح ، سحق الشيطان ، غلبة العالم ، والقديسين يُقسّموا حِمل الصليب إِلى مُستويين : المُستوى الأول خاص بِك المُستوى الثانىِ خاص بالسيّد المسيح لأنّ إِسم المسيح دُعىّ علىّ المُستوى الثانىِ وهذا يُعتبر فىِ حد ذاته صليب " تكونوا مُبغضين مِن الجميع مِن أجل إِسمىِ " ، العالم يكره ويُدبرّ لنا مؤمرات ولا يُعطىِ لنا حقّنا طالما نحنُ نسير بِوصايا المسيح ، ولكن فىِ العالم أنا أبكّتهُ لأنّىِ نور والظُلمة تكره النور ، نُبغض لأنّ لنا رائحة المسيح الذكيّة التى تُظهر الرائحة الكريهة ، الناس التى تعيش فىِ العالم ولا تحمل إِسم السيّد المسيح ، العالم يُمجّدها ويُمجّدها هُم خُطاه مِثل ( الفنانين ، المُغنّيين ، زُناه ، ) كُلّ هؤلاء العالم يُمجّدهُم ولكن قديس تقىِ العالم يحتقره ويُقللّ مِن شأنهُ ويُهينهُ لأنّ إِكرامنا ليس مِن العالم ولكن نحمل الصليب وإِسأل القديسين والآباء الرُسل كم إِستهتر بِهُم العالم وعذّبهُم 0 المُستوى الأول ويختلف الصليب مِن شخص إِلى آخر ولكن لنا صليب مُشترك صليب صِراع الأهواء والشهوات والموت والحياة والإِنسان العتيق كصليب خاص بِجسدىِ مُعلّمنا بولس الرسول يقول " الّذين هُم للمسيح يسوع قد صلبوا ذواتهُم مع الأهواء والشهوات " ، الإِنسان العتيق يُصلب ويموت وأنا أُروضّ جسدىِ لأنّ الّذى يتبع الشهوات لا يستطيع أن يعرِف المسيح " الإِنسان الطبيعىِ لا يفهم ما هو لِروح الله " ، الإِنسان الجديد الّذى أخذتهُ فىِ المعموديّة مِن أجل الحياة " مِن أجلك نُمات كُل النهار " الإِنسان الّذى يرفُض الصليب الّذى داخل جسدهُ لا يقدر أن يتبعهُ ، الّذى يرفُض الصوم والصلاة رفِض حِمل الصليب ، هُناك صليب لابُد أن أسير بِحُبّهِ وبِحُب وصاياه مثلما قدّم السيد المسيح ذاتهُ على الصليب وقدّم نفسهُ ذبيحة هكذا نفسىِ وصلواتىِ وأصلُب شهواتىِ ونفسىِ ولِماذا أصلُب نفسى ؟ العالم يصلُبنىِ وأنا أصلُب العالم ، أنا مُسيّطر على العالم ومسرّاته لا تغلبنىِ وأنا غير مشدود لهُ ، لابُد أن يتطّور العالم والذى لا يعيش الصليب ينخدع وينجذب ، عِيش الصليب فالصليب هو جسدك0 المُستوى الثالث صليب آخر يُرسلهُ الله مِن الظروف المُحيطة ، واحد مُتضايق بِسبب مرض ، ضيقة ماليّة ، صُلبان يُرسل صليب مُتعب فىِ الأسرة زوجة أو زوج مُتعب بِهذا الصليب تخلُص ، الصليب يُميت الذات يُقوّيك ويسندك ويجعلك دائماً مُحتاج أن تصرُخ للّه ، إِمسك فيهِ ، الله يُحاول أن يُشعرنا بِضعفنا ، الله يعرف أنّ إِماتة الجسد صعبة فيُرسل ضيقة أو صليب تفعل ذلك ، فأصرُخ للّه فيحدُث نفع فىِ حياتىِ ولكن حدث العكس وتذمرّ الإِنسان ورفض الصليب ، كُلّ هذا عدم حمل الصليب ، الإِنسان الرافض الصليب( مُتمرّد ، صوتهُ عالىِ ، رافض مَن حولهُ وشاعر أنّ حياته سلسلة مِن الآلام ، يُحاول الإِنتقام لِنفسهُ ) قيل عن ربنا يسوع المسيح " قاتلاً العداوة بِدم صليبهُ " ، الّذى يعيش الصليب يعرِف يقتُل العداوة ، سيّدك حمل الصليب إِفعل مثلهُ ، إِن لم تفعل ذلك لا تستحق السير ورائىِ ، لأنّ السير ورائىِ يكون بِحسب قصدىِ وهواى " لأنّ ليس التلميذ أفضل مِن مُعلّمهِ " ، أُنظر ما حدث لى وقبلت ، الإِنسان الذى يفتح فاه لأعدائه وهو لم يفتح فاه ، سيّدك أُهين وصُلب إِفعل مثلهُ أحسب النفقة إِبتدأ إِنفق وإِجعل عِندك إِستعداد أن تعرِف كثير عن البُرج حتى يعلو ، كُلّ واحد يبنىِ بُرج واصل إِلى السماء لهُ نفقات مُحتاج إِلى ( صلاة ، صوم ، جِهاد ، محبّة لِربنا وللأعداء ) ، هذهِ هى نفقة بُناء بُرج الحياة ، فلا تكون بخيل لأنّك لو بنيت وليس لك الشياطين يسخروا بك والملائكة تضحك عليّك السائر وراء المسيح أخذ الشكل أنّهُ سائر مع المسيح ، ما هى النفقة هُنا ؟ نفقة مِن المال والصحة والرحمة ، أهاننىِ أسامحه هذهِ نُقطة فىِ شكلها خِسارة ولكن فىِ الداخل بُناء للبرُج مِن أجمل الأمور فىِ بُناء البُرج أنسى ماذا فعلت ولكن أتذكّر ما بقى لى ، دائماً أمامهُ ما هو ناقص عِندهُ " أنسى ما هو وراء وأمتد إِلى ما هو قُدّام " ، أنسى كم أنا صومت أو صليت أو سامحت وأفكّر كم سأفعل مرّة أُخرى مِن صوم وصلاة وتسامُح وأرسل شفاعة للسماء مِن القديسين أنا فقير وغلبان لكن نفسىِ أغلب مُشتاق أكملّ وطالما طلبت تأخُذ ، الحياة مع ربنا لها نفقة والأرض لن تُمطر عطايا ، إِحسب نفقتك مِن كُلّ مجالات حياتك ، تعلّم حياة الترك الكامل ، إِصرف على البُرج السماوىِ ، مهما كان معك مِن ثروة إِصرف على هذا البُرج ، حياة صلاة وتقوى القديسين الّذى جعلوا بُرجهُم حصين مُزيّن بالفضائل بُرج ملىء عطايا " تُبغض نفِسك " ، هذا البُرج يأخُذ كُلّ طاقتك ، إِسأل نِفسك إِلى أى مرحلة وصل البُرج وأحياناً طويلة يقف لا يزيد ، وأحياناً أشوّههُ وأهدمهُ ولكن زوّد بُرجك وإِحسب النفقة ، المفروض أنّ الإِنسان يُحاول يكون مُدقّق فىِ حياتهُ وتابع المسيح بأى شكل الله يفرح بالسير ورائهُ ولكن تكون حياة وحدة واحدة ليس منظر فىِ الكنيسة وآخر فىِ المنزل وآخر فىِ الشارع ، لكن الكنيسة فىِ داخلىِ أنا دائماً مشغول بِربنا فىِ الداخل والخارج ، لأنّ الكنيسة لا تعنىِ التركيز فىِ الكنيسة ولكن هى إِمتحان ماذا فعلت طول اليوم خارج الكنيسة الطالب فىِ الإِمتحان لا يخترع ولكن يكتُب مُحصّلة السنة الدراسيّة ، الإِنسان الذى لهُ حياة مع ربنا فىِ النهار يقف فىِ الكنيسة يشعُر بأنّ فىِ جدوى أو فائدة ، يشعُر بِفرحة روحيّة وإِنسجام فىِ الصلوات والحضور الإِلهىِ ربنا يسوع ينظُر للجموع السائرة ورائهُ ويقول لهُم الشروط لابُد أن تكون معىِ أنا تحمل الصليب تحسب النفقة وبُرج حياتك الواصل إِلى السماء تُنفق عليهِ مهما كلّفك الأمر لأنّهُ ليس هُناك أهم منهُ كُن حكيماً فىِ حِساب حياتك لتكُن تلميذ للمسيح ، يا ترى هل الّذين سمِعوا هذا الكلام تركوهُ أم هُناك مِن مشى ورائهُ لأنّ " كلِمة ربنا سيف ذو حدين " تجعلنىِ أميّز القلب والهدف لِماذا أنا معهُ وسائر ورائهُ ربنا يُعطينا أن نكون تلاميذ حقيقيين لهُ ومِلح لِحفظ العالم ولا نبخل فىِ الإِنفاق على البُرج ونكون أُمناء فىِ حمَل الصليب ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
20 نوفمبر 2022

نسمع ونعمل

مثل الزارع الذى كثيرا نسمعه فى الكنيسه ونقراءه فى الكتاب المقدس هو يعبر عن حالنا دائما لانه يتكلم عن نوعيات متنوعه بتستقبل كلمه الله ,البذره واحده لكن المشكله فى التربه ,الانجيل الذى فى بيتك هو نفسه الذى عند غيرك ببيته هو الانجيل الذى قراءه الانبا انطونيوس هو الانجيل الذى قراءه القديسين ,الكلمه وحده لكن المهم التربه تكون مهيئه ,كل واحد فينا لديه كتاب مقدس وكلمه الله متاحه ,نشكر الله ان البذره ليست نادره وليس الحصول عليها بصعوبه,فهى موجوده ومتوفره بشكل قوى,ولكن تسقط على انواع من الترب,فى ارض مجرد طريق اى ياخذ الامور بشكل عابر فكلمه ربنا تلمسك من الخارج ولا تتدخل فى ارض محجره بمعنى تدخل كلمه ربنا داخلها لكن لا توجد فرصه لان لايوجد اصل لها فتجف فى ارض افضل لكن مليئه بالشوك,والشوك هو هموم العالم تقبل كلمه ربنا لكن مع الوقت نجدها اتخنقت بالشغل والاولاد والبيت والمسئوليات وضعف الاشتياقات , وفى الارض الجيده هذا الامر يمثلنا فى حياتنا وكل يوم, وعلى كل واحد فينا ان يهيئ تربته لاستفبال كلمه ربنا,ممكن واحد يقرا الانجيل لمجرد القراءه وهذا جيد ,وفى اخر يبذل مجهود فى القراءه ,وفى الذى يقراء ويقضى وقت طويل مع الكلمه اى ان الكلمه ثمر وتفغل داخله الاباء القديسين يعملونا ان نردد كثيرا كلمه ربنا داخلنا وكئننا نعطيها فرصه لتعمل وتنمو ,فلا يوجد شئ يقدر يضبط غرائزنا وطبعنا وانساننا العتيق مثل كلمه ربنا التى قال عنها انها محييه,ادخل كلمه الانجيل داخلك تجد انها حولت الموت الذى داخلك لحياه هى فاعله ,مثل البذره الصغيرفى داخلها حياه,يجب ان تثق ان كلمه ربنا حيه ,فما علاج الموت الذى بداخلنا ,الحياه فى الوصيه لذلك منا من ينظر للانجيل ويشعر انه مقصر معاه,اجعل انجيلك فى بيتك مفتوح ,خصص وقت للانجيل ,خصص وقت لترديد ايات من الانجيل , خصص وقت لانك تحول الذى تقراءه الى تداريب عمليه بحياتك لينطبق عليك الكلمه التى تقول " ان لا نكون سامعين فاخادعين انفسنا فسامعين عاملين",نسمع وتعمل ,خذ الايه وصلى بها ورددها داخلك ,لا تترك الايه الا بعد ان تترك تاثير فى حياتك نحن نرى ان المسيح هو الكلمه " فى البدء كان الكلمه" ,والانجيل هو الكلمه يعنى المسيح هو الانجيل, الذى يريد ان يرى المسيح يري الانجيل, والذى يريد ان يعرف الانجيل يعرف المسيح, ومن هنا يصير بينك وبين المسيح والكلمه علاقه قويه,هذا مانراه فى الكنيسه فلا يوجد قداس بدون قراءه الكلمه فالجزء الاول من القداس يسمى "قداس الكلمه"وهو القراءات ثم"قداس الذبيحه" والاثنين يوصلو لبعض ,وتجد نفس الهتافات مثل " مبارك الاتى باسم الرب" تجدها عند قراءه الانجيل وعند التناول ,ومثل "الليلويا" عند الانجيل وعند التناول عند الانجيل نفرح وعند التناول نفرح ,الاتنين يوصلو لبعض لذلك حاول ان تستخدمهم كسلاح لعلاجك الكلمه والافخارستيا اقوى سلاحين ,فى العهد القديم عندما يريدو ان يستعيدو عافيتهم الروحيه وعلاقتهم بربنا كانو يستعينو بحاجتين الفسح والشريعه ,الشريعه هو الكلمه والفسح هو الافخارستيا , تريد ان حياتك تكون صح ابنيها على هذين العمودين اقراء واتناول كتير وسترى عجبنا بلاش تستقبل الكلمه بشكل سطحى او بقساوه قلب وتتضع حوائط لاستقبال الكلمه مثل الارض الجريه ,اما الارض التى بلا شوك تستقبل الكلمه لكن المشغوليات والعوائق الكثيره ,وهذه من اصعب ما يوجهنا فى حياتنا وعصرنا الشوك الكثير الذى لم يعطى فرصه لنمو الشجره ولنمو البذره ,وفى الاخر الارض الجيده . حول الامر الى صلاه اطلب من الرب غير ارضى الى ارض جيده ,انزع الاشواك ,ابدل الارض الحجريه ,اجعلنى اقبل كلمتك بشكر وفرح ,لذلك الكلمه الى تخبئها داخلك هى التى تثمر "خبئت كلامك فى قلبى كى لا اخطئ اليك " ,خبئ كلمه ربنا داخلك وشاهد ماذا تفعل بك , هتحول الاراده الضعيفه , هتديك روح قداسه, هى الفاعله ,ثق فيها عمرك ما هتشوف كلمه وتجدها حيه ,او كتاب له الالاف السنين كلمه فاعله ولازالت جديده ,عمرك تقرا كتاب يكون عمر زمن كتابته 1600 سنه ومع ذلك تجده نسيج واحد ,هو كلمه من عند الله ,فعندما تهمل فى الانجيل يبقى بتهمل فى خلاصك ,فكيف ننجو نحن اذااهملناه ربنا يعطينا قلوب واذان مفتوحه ومهيئه لاستعداد الكلام ويعطينا اراده روحيه لنسمع ونعمل.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 نوفمبر 2022

فعل كلمة الله الاحد الاول من هاتور

تقرأ علينا الكنيسة يا أحباء في هذا الصباح المبارك مثل نعرفه جميعاً وهو (مثل الزارع) أنواع من الأراضي في الطريق وهم:- 1- الأرض التي فيها الشوك. 2- الأرض التي فيها حجارة. 3- الأرض الجيدة. نعرف جميعاً أنه عندما نبدأ في الزراعة يجب أن تكون الأرض مهيئة والزرع هو كلمة الله والبذرة كلمة الرب وكلمة الله تكون متاحة للجميع وتنزل على الكل ويسمعها الكل ولكن الأهم هو القلب الذي يستقبل هذه الكلمة ويوجد أنواع من القلوب منها:- 1- يوجد قلب في الطريق لا يسمح لك بالدخول يكون من الخارج فقط مثل: (الذي تعطيه كوب من الماء ولا يستفيد به بل يأخذ منه قطرتين على يده)، فأحياناً تكون كلمة الله من الخارج فقط ليس لنا علاقة بها وتكون غير فاعلة بنا هذا هو القلب الذي يكون على الطريق. 2- القلب الذي يكون في الطريق الذي يكون فيه الشوك بمعنى ان الكلمة التي تنزل على ارض الشوك تتفاعل معها قليلاً وعندما تخرج من الكنيسة، او تنتهي من الصلاة، او عندما تقابل أصغر المشاكل، او أي فكرة تمر في بالك تجد بان الكلمة خرج الشوك وقام بخنقها. 3- والثالثة هي الأرض الحجارة ان البذرة نزلت وبدأت تكبر وعندما يصل الجذر الى الأسفل تجد حجر كبير يعيق طريقها ومنعتها من النمو. اذن ما هو الحل لهذا الموضوع؟ يقول إننا لسنا بحاجة لمعرفة أنواع الأراضي بقدر ما نتكلم عن تغيير هذه الأراضي. فهل يمكن ان تتغير هذه الأراضي؟ نعم، فالشخص الأول يمكن ان نسميه الشخص السطحي، والشخص الثاني هو الشخص المغلوب من الهموم القادمة من الشوك، والشخص الثالث المغلوب من القساوة القادمة من الحجارة. فهل للشخص السطحي والمهموم والمغلوب علاج مع المسيح يسوع؟ نعم، لهم علاج فهذه الثلاث أنواع من الحجارة يمكن ان نكون نحن أي نوع من هذه الأراضي ويمكن أن نكون الثلاث أنواع معاً فيمكن أن أكون انا (سطحي ومهموم وسطحي)، فكلمة الله لا تدخل الي نهائياً فأنت يمكن ان تعرف أية معينة ولكن هل تحاول ان تعيشها هل تحاول ان تطبقها، ففي الحقيقة تجد نفسك قد وقفت عند حيز المعرفة فقول لك لا لان الوصية ليست للمعرفة العقلية وليست للتلذذ العقلي وليس لكي تقول إنك قد حفظت أية ولكن لتقول إنك عشت هذه الآية ويقول لنا معلمنا بولس الرسول: (فقط عيشوا كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح)، مطلوب من أن نعيش الانجيل يا احبائي ليس مجرد أن نعرف ونحفظ فالسطحية والهموم والقساوة هي التي تخنق كلمة الله فينا وهذا هو الحاجز الذي يحجز كلمة الله عنا وهذا هو السبب الذي يمنع البركات عنا. اولاً: السطحية: - ما هو علاج السطحية؟ فمثل أنني جالس الأن في الكنيسة وسمعت كلمة الله لا أجعلها فقط ان تمر في فكري بل أدخلها داخل فكري وأحاول ان اتفاعل معها لكي ينزلوا على قلبي فعندما ينزلون على القلب فيكون الذي فكرت فيه أشعر فيه عندها يتحول الى فعل فتتحرك قوة الأرداة عند الانسان (فالفكر يحرك المشاعر والمشاعر تحرك الإرادة والإرادة تحرك الأفعال)، اذن انا من أجل البذرة التي تقع على أرضي وتأتي بثمر يجب ان أفكر في الكلام، قم بالتفكير في الآية التي تقول لك (لا تحبو العالم) وفكر في الآية التي تقول لك (أن العالم يمضي بشهواته)، فعلاً ان هذا العالم زائل فعندما أفكر في الكلام ابدأ بتصديقه واتفاعل معه كثيراً بكل مشاعري وكل افكاري وكل احاسيسي، اذاً طالما هذه هي الحكاية، لماذا انا متمسك في هذه الدنيا كثيراً؟ ولماذا متمسك بالمال بهذه الطريقة؟ ولماذا اضع يقيني في هذه الأرض بالرغم انني رأيت احبائي يدفنون في التراب ففي هذا اللحظة أبدأ في التفكير والشعور وتبدأ هذه الأفكار والشعور بتحريك الإرادة، فيجب ان أبدأ من التغيير من حياتي لان هذا العالم يمضي وشهواته معه ففي هذه اللحظة الكلمة التي تنزل الى الأسفل تفعل، نصل الى ان علاج السطحي هو العمق، فلتجعل الأفكار تنزل الي الأسفل لتصل للقلب واشعر وقم بتصديقها وسوف نرى ان هناك الكثير من الأشياء نقولها ولا نصدقها فنحن نُصدق القيامة ونُصدق الحياة الأبدية ونُصدق مكافأة القديسين ونُصدق ان وراء كل نعمة ألم ونُصدق وجود قيامة بعد كل موت لان كل هذا الكلام على السطح من الخارج، أذن يا احباء نحن بحاجة ان تنزل الكلمة وتختلط مع العمق لتعمل فيها لذلك يحتاج الشخص الذي يريد التخلص من السطحية هو التفاعل مع الكلمة. لذلك يوجد تدريب صغير للتفاعل مع الكلمة هو قم بتخصيص وقت لقرأه الكتاب المقدس، فيمكن ان يكون اخر وقت قرأت فيها الإنجيل تكون من شهور فهذا تكون الكلمة على السطح، مثل: الزارع يقوم بترتيب الأرض وحراثتها ويقوم بتعريضها للشمس ويقتل الميكروبات ويضع سماد لها حتى تكبُر ثمرته وتنبت وغير ذلك لن يأتي بالمحصول فاذا اشتكاك أحد المزارعين يقول لك لم أتي بمحصول تقول له هل حصدت وزرعت ورويت يقول لك لا اذاً كيف تريد ان يكون لك ثمار فأنت لا تستحق ان يكون لك زرع لأنك لم تتعب فيه اذاً لا تشتكي من الجوع، اذا نصل الى ان علاج السطحية هو ان الشخص يأتي بآية و يقوم بترديدها عشرات المرات مثل آية (ليكن لي كقولك) فعند ترديدها أكثر من مرة تنزل الكلمة من الأعلى الى الأسفل وتدخل القلب وانا اغمض عيني وأردد الآية تخضع نفسي للمشيئة الألهية فعندما تردد الآية بهدوء تكون انت تخاطب مشاعرك و الكلمة تسكن فيك بغنى الله وانتم متأسسون ومتأصلون فالكملة تنزل الى الأسفل فكذا ابدأ بتغير الأرض التي على السطح كمثل الزارع عندما يبدأ في زراعة أرض جديدة تكون متعبة بالنسبة اليه ولكن فيما يعد تصبح أرض جيدة فلتصدقو بأن الله أعطانا ارض جميلة، كل أحد فيكم قلبه جميل وكل أحد فيكم توجد فيه صورة المسيح وكل واحد فيكم تسكن الروح القدس بداخله وكل واحد يملك الصورة الإلهية، فالشر هو شيء دخيل علينا يا أحباء و ليس من الأصل الذي نملكه فالشر الدخيل علينا هذا نحن قادرون على طرده مثل الشخص الذي يُمسك مكنسة ويقوم بكنس الأرض فيعتبر هذا التراب دخيل على هذا البيت فبمجرد ان تمسح قليلاً تجد ان التراب قد ذهب، فالخطيئة هكذا نعمل على ازاحتها، اذن الأرض السطحية علاجها هو العمق عندما أفكر كثيراً في الذي اسمعه حاول ان تأخذ فترات هدوء قليلاً، حاول ان تردد الآية عدة مرات ولا تحاول فقط ان تخاطب عقلك ولكن حاول ايضاً ان تخاطب مشاعرك لان قلبك ومشاعرك تعمل على دفع إراداتك الارداة التي ضعفت وانهارت و لم تصبح إرادة لذلك يا رب حرك هذا الارداة، وكقول أحد الإباء كان يقول انا اشبه لعازار الميت لكن انا لدي رجاء في بكائك علي فأن ان كان للميت رجاء في بكاء هكذا يكون رجائي فيك لأنه يوجد رجاء لبكاء الموتى عند الرب، من اجل هذا يا احباء نحن محتاجون ان نرى الأرض السطحية و نحاول ان ننزل الكلمة الى العمق. ثانياً: الأرض التي يوجد فيها الشوك: - البذرة نزلت والأرض من الأسفل صالحة يعني القلب صالح وأستقبل كلمة الله، فابتدأت مثلا الانتظام على الصلاة وتحدد إنك تريد ان تذهب الى القداس في كل أسبوع ولكن بعد ذلك تنظر ان الشوك بدأ في خنق الكلمة في كل مرة تقول هذا موعد قرأه الانجيل تأتيك مكالمة هاتفية يأتيك أي شيء يقوم بعكس افكارك نحن الان يا احباء في كل حين أي خبر يزعجنا وأشياء تضايقنا في كل حين وفي كل مكان يفقدنا سلامنا لدخلي مثل الاكل والشرب والعمل والمصاريف هذه الهموم تأكل في عمرنا ومشاعرنا وتأكل كلمة الله. فا ما هو علاج هذه الهموم؟ فكما السطحية لها حل في المسيح، الحل في الأرض هي التسليم والثقة في الله فأذا كان المحيط كله حولك مشاكل فقط ارفع عينك الى السماء وقل يا رب لتكن اراداتك يا رب تصرف في أي موضوع يضايقك لان الله هو رجاء لمن ليس له رجاء معين من ليس له معين قصة في مرة كنت جالس مع احد النساء البسطاء كانت تشتكي من الحياة ومن أمور تحدث معها فقلت لها كلمة أعجبتها قالت لي هل من الممكن ان تكتبها لي قلت لها بالطبع، فنصل الى مقولة رجاء لمن ليس له رجاء، فقلت لها اليس لديك احد في هذه الحياة قالت لي ليس لي احد ابدا قلت لها ليس لكي غير الله فهو معين لمن ليس له معين لا تخافي عندك اله ضابط الكل الذي هو اباك فعندما تشعر بالهموم فليس لك غير الله فعندما ننظر الى الأشياء التي كانت تزعجنا قبل 10 سنوات نجد انها كان ذهبت فأحيانا الانسان ينكسر من الهموم و عندما تأتي للكنيسة تأتي مع همومك التي تجعلك تشعر بالهموم حتى لو فعلت أي شيء، احياناً يا احباء يرتاح الانسان للقيود. قصة يقول لك انه في أحد الأيام كان هناك رجل يربط قدم طائر لكي يربطهم ويمنعهم من الطيران وعندما يأتي العصفور للطيران يدور في شكل دائري لأن قدمه مربوطة فعندما يبيع العصور ويقوم بأعطائه للرجل فيقطعها من الخيط وتصبح مُلك للرجل وعندما يفك الخيط وتتحرر قدمه يعود ويدور في نفس الدائرة فلماذا تطير بنفس الطريقة؟ لأنها اعتادت على الطيران بشكل دائري، أحياناً تأسرنا الهموم بداخلها ما هو حل الهموم؟ الحل هو التسليم لله فلتدبر يا رب كما تريد، يقول لك كم مرة تقرأ الكتاب المقدس يخبرك ان ليس لديه وقت من كثرة الهموم فلنرمي كل حملنا على الله، جميل يا احبائي جميل ان يرتفع الانسان فوق الهم ويضع الهم على الله وكما كانوا يعلمونا الذي لديه مشكلة كبيرة بدل ان يقول يا رب بدل مشكلة كبيرة يقول للمشكلة انا لدي رب كبير وبدل ان اضع المشكلة بيني وبين الرب بس اضع الله بيني وبين المشكلة، وسوف أرى عمل الله لان الثقة في الله تعمل على حل المشكلة فاذا اخذنا تدريب روحي لمدة ساعتين فقط يومياً ولنقسمها نصف ساعة صلاة وساعة الا ربع قرأه في الكتاب المقدس ونص ساعة أخرى للترتيل ومزامير والحان الكنيسة حتى لو سمعت فقط من دون ان تقول شيء فيحصل في هذه الحلة تنقية للأفكار فكما الجسد يتعب فايضاً الروح والنفس يتعبون ويبدأ الجسد ان يشيخ وتبدا الشرايين في التصلب والقلب يتلف، فلا ننتظر روحياً ان نتلف فساعتين في اليوم لله كفيلة ان تزيل عنك الهم، فنصل الى ان علاج الهم هو التسليم والثقة. ثالثاً: القساوة: - وهي تعد مشكلة كبيرة ان نسمع ولا نفعل نعمل على تبرير اخطائنا ونؤجل عملنا مع الله والكلمة لا تؤثر في داخلي فيؤدي هذا الكلام الى القساوة ففي بعض الأحيان نصل الى هذه الحالة مع الله الى درجة القساوة والله متأني وصابر علينا، فنقول يا رب لا تأخذني وانا في منتصف ايامي ومصباحي منطفئ ما الحل وكيف نعالج هذه القساوة وما حلها؟ حل هذه القساوة هي النعمة والتوبة والدموع ومحاسبة النفس والتوبة اللحظية والتدقيق في الحياة لا اترك تفكيري وعيني ولساني ومشاعري وانا لا اشعر، عندما تصل الى هذه الحالة استيقظ واقرأ، هل سوف احمل الضغينة للأشخاص كثيراً، وهل سوف أبقى على الخطيئة ولا اعمل على تغيريها وهل سوف أبقى من دون ان اتعظ الى أي شيء ما هو الحل؟ لو كان العمر ثابت وكان هذا العالم مؤبد لكانت لكي يا نفسي حُجة فهذا العمر ليس ثابت وهذا العالم ليس مؤبد اذن ما هي الحجة؟ فالقساوة تريد الشخص ان يجلس ويدقق في افعاله ويرى الشيء الذي دخل داخله وقام بتوليد هذا الجمود والأسباب هي الذات والعالم وحب الأرض والاتكال على البشر م الذي جاء بكل هذه القساوة؟ الغياب عن الله، الغياب عن عمل النعمة، لقد قُفل قلبي ولا اريد ان افتحه ومن اجل هذا قال حزقيال النبي يا رب غير لهم قلوبهم الحجرية واعطهم قلوب من لحم، يمكن ان يعيش الانسان بقلب من حجر؟ نعم، يستطيع، فتتكلم معه لا يسمع وتحاول ان تعظه لا يسمع، احداث تحدث وأطفال نودعهم وكبار نودعهم ولا يؤثر فينا، فالله يعملنا من خلال الاحداث التي نمر بها ويعملنا بالأشخاص والكنيسة فالله يريد ان يخلص الجميع بكل الطرق، فالذي لا يسمع للإنجيل يسمع لنفسه، فلنفرض ان الله يعطينا فرص فهل نستفيد منها، فعلينا يا احباء ان نلين حياتنا بزيت نعمة الله والشخص الأمين عندما يأتي ويحاسب نفسه يجد ان دموعه قد نزلت فتزيل هذه الدموع جميع القساوة والجمود، عندما تسمع آية وتجد الرب يقول لك أنا طوال النهار أبسط يدي، انا يدي مفتوحتان لك، انا لم ارفضك وانا لا اكرهك ولست ضدك ولكن لا يجوز يا احباء ان يمد احد الشخص يده للسلام والشخص الاخر يُمثل أنه لم يراه فلتتخيل شعورك في هذه اللحظة كيف سوف يكون فسوف تنجرح جرح كبير، فتخيل ان الرب طوال النهار يبسط يده لك وانت غير مهتم، يجب عنما يفتح الله لك تذهب الى احضانه وتقول يا رب احتويني، اذا علاج القساوة هي التوبة ومحاسبة النفس وتشعر يوماً بعد يوم أن هذه القساوة قد ذابت، فيقول لك نقطة المياه لو نزلت باستمرار على صخر يمكن ان تحفر لها طريق بداخل الصخر، فنعمة وكلمة الله هكذا يحول صخر قلوبنا الى قلوب تتجاوب مع كلمة الله اذا فالأرض التي فيها الحجارة تتفتت ويضعف فالحجارة عندما تلين كلمة الله تجد لنفسها مكان فترى ان الأرض تصبح جيدة وان اخطأ أحد اليك تقول فليسامحه الله اذا كان هو سيء فأنا اسوء منه، هي لديها خطأ ظاهر انا لدي الف خطأ ظاهر ويستر الله عليها وعلي ويرحمنا جميعاً تحت الضعف فمن فينا من دون خطيئة. اذن يا احبائي الانسان الذي يبدأ بوضع نفسه مع الإنجيل تبدأ مشاعره تتغير وقلبه يتغير وفكره يتغير، نحن نعيش فترة طالت او نقصت سوف تنتهي في النهاية نعيشها لكي تثمر كلمة الله في داخلنا وعندما تكون كلمة الله عاملة فينا نكون صادقين للرسالة الإلهية فلا تكونوا غاشين لأنفسكم ربنا يريدنا جميعاً ان نكون له لأنه خلقنا لكي نكون له هو يريدنا معه في الملكوت وهو اتى بنا الى الأرض لكي نكون معه في النهاية في السماء فنحن لسنا من الأرض نحن من فوق ولكن ما زلنا في الأسفل نعيش فترة لكي نعود مرة أخرى الى فوق وكما يقول لنا الرب انتم لستم من اسفل، ولكن الذي بريد ان يكون في الأسفل يقول له فلتتركني في الأسفل يجاوبه الله ان بقيت في الأسفل لن يكون لديك مكان في الأعلى فيكون هذا هو قرار الانسان فلتكون هذه الحياة رسالة نمجد فيها اسم الله لكي نعود اليه مجدداً واحيا مع الى الابد. من اجل ذلك يا احباء عنما نودع شخص من احبائنا وندفنه في التراب يمسك الكاهن القليل من التراب ويضعه عليه ويقول نحن قد قمنا بدفن التراب لان الانسان من تراب والى التراب يعود وهكذا يكون الجسد قد مات، اما النفس والروح نقول لها انتي من السماء والى السماء تعودين، نحن من السماء ومخلوقين من السماء وسوف نعود للسماء، فلتتحول ارضنا أي ارض جيدة تثمر فيها كلمة الله. لربنا كل مجد وكرامة الى الابد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 نوفمبر 2022

أيها الشاب لك أقول قم

آحاد شهر بابه المُبارك ياأحبائىِ تدور حول خط واحد وهو سُلّطان ربنا يسوع على النِفَس البشريّة ، وأقوى نوع فىِ سُلّطانه على النِفَس البشريّة هو " إِقامة الموت " ، والإِنجيل هُنا يتكلّم عن شاب ميّت وربنا يسوع تقدّم ولمِس النعش وقال" أيّهُا الشاب لك أقول قُم " وأُم هذا الشاب هى سيّدة أرملة أى فقدت زوجها واليوم فقدت إِبنها الوحيد ، وعِندما تفقد إِبنها الوحيد يكون فىِ داخلها حُزن شديد ، مات إِبنها وكفّنوه وكانت مِن العادات فىِ ذلك الحين أنّ المدافن تكون خارج المدينة ، عِند باب المدينة بالضبط وعِندما كان الناس خارِجون بالشاب الميّت لكى يدفنوهُ وهذا كان موكب صعب جداً ، كان كُلّهُ حُزن وعويل ، وجدنا موكب آخر فيهِ ربنا يسوع وهذا الموكب داخل البلد ،" ذهب معهُ كثيرون مِنْ تلاميذهِ وجَمع كثير " ، كان يسوع فىِ المُقدّمة وتلاميذهُ ورائهُ والسيّدة أيضاً كان معها جمع كثير " وهى أرملة ومعها جمع كثير مِن المدينة " موكب خارج فيهِ ميّت وموكب داخل فيهِ ربنا يسوع موكب فيهِ موت وموكب فيهِ رئيس الحياة والموكبين تقابلوا فىِ نُقطة واحدة ، فربنا يسوع وجد السيّدة حزينة حُزن شديد جداً " فتحنّن عليّها وقال لها لا تبكىِ " وأحب أن أتكلّم معكُم فىِ نُقطتين :- 1- تراءف عليّها ربنا يسوع عِندما يجد الإِنسان بيبكىِ على ميّتهُ يتراءف ويُقيم موتى الخطايا لأنّ إِقامة خاطىء مِن خطيتهُ هى القيامة الحقيقيّة ، فالموت الحقيقىِ هو موت الخطيّة فهو الّذى يجعل الإِنسان يخسر مصيرهُ الأبدى فِعلاً فالخطيّة هى التى جلبت الموت وهى سبب الموت ، إِذاً الخطيّة هى أقوى مِن الموت ، وسُلّطان ربنا يسوع على الموت هو أن يُقيم الخُطاه مِن موت الخطيّة وأبونا فىِ الصلاة يقول " لا تدع موت الخطيّة يقوى علينا ولا على كُلّ شعبك " فالسيّدة أُم الشاب بِتبكىِ ودموعها بِتجعلها لا ترى مَن أمامها ولكن يسوع لمّا رأها تحنّن وتراءف ، وهُنا لم يكُن أحد قد دعى ربنا يسوع لكى يُقيم هذا الميّت ، ولكن هُنا هو الّذى ذهب ، ذهب بِتدبير لكى يُعطىِ حياة دون أن يطلُب منهُ أحد ربنا يسوع عِندما يجد نِفَس قد إِجتازها الموت وتسلّط عليّها يتراءف وأحشائهُ فىِ الداخل تتحرّك ، فزكريّا عِندما ولد يوحنا المعمدان قال" بأحشاء رحمة إِلهنا التى بِها إِفتقدنا المُشرق مِن العلاء " ( لو 1 : 78 ) فلم يكُن أحد يقدر أن يطلُب مِن ربنا أن يأتىِ على الأرض ويموت ويُصلب ، ولكن ربنا مِن تحنّنهُ غُلب ، ولِذلك مَن الذى أقامنا معهُ ؟! تحنّنهُ فمِن الأمور التى حرّكت تحنّنهِ دِموع أُمّه ألا وهى الكنيسة ( أُمنا ) ، فهى عِندما تجدنا ميتيين بالخطايا تكون حزينة جداً ، لأنّ عِلاقتنا بالكنيسة ليست خارِجيّة ولكنّها داخليّة لأننا أبناء00أبناء00أبناء وبِشفاعة الكنيسة عن أولادها تغلِب تحنُّن ربنا " كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيهِ " فأنا أقف وأقول لهُ يارب أنا ميّت ، ميّت بِمعنى كلمة ميّت 00ميّت فاقد الحِس 00فاقد النُطق ، أنا غير قادر على أن أنحاز للصلاح ، أنا غير قادر أن أنحاز للروحيّات ، عايش فىِ قيود الجسد ، ميّت ، وهُنا الكنيسة تبكىِ عليك وتجلب لك حنان ربنا لكى يقترب إِليك ويُقيمك ، النِفَس الميّتة بالذنوب والخطايا المحمولة على نعش لها رجاء عِند ربنا يسوع ، فما الذى جعل ربنا يسوع يقترب مِن الخُطاه ؟! حنانه 00ما الذى جعلهُ يتجسّد ؟! حنانه00فهو مغلوب مِن تحنّنهُ ولِذلك الكِتاب عِندما يذكُر قصة السامرىِ الصالح يقول " ولمّا رآه تحنّن " ، فهذا هو رجاءُنا فىِ ربنا يسوع ، ولِذلك أقول لهُ : يارب تحنّن ، والكنيسة تصرُخ وتقول " أعنّا يا الله مُخلّصنا لأننا قد تمسكنّا جداً " ، فلِكى حنان ربنا يتحرّك أقف أمامهُ مُنكسر ، القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله فكلِمة " إِرحمنا " تجلب علينا حنان ربنا ، كلِمة " أعنّىِ " ، كلِمة " خلّصنىِ " تجلب عاطفة ربنا المُذخّرة لنا لأننا أولاده ، ولأنّهُ هو ينبوع الحياة ومُعطىِ كُلّ حياة ، فأقف أمامهُ مِثل العشّار الذى وقف مِن بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسهُ ، فهذا الوضع يجلب حنان ربنا ، لِدرجة أنّ القديسين يقولوا " أكثروا مِن السجود فىِ الصلاة " ، فالإِنسان الذى يطأ رأسهُ للأرض هو إِنسان يجلِب حنان ربنا ، والكنيسة تقول " إِحنوا رؤوسكُم أمام الرّبّ " ، فإِحناء الرأس هو إِنكسار وخضوع ومذلّة ، فهو يدُل عن إِنسان خجلان مِن ربنا ، ونحنُ بِنخجل مِن خطيتنا أمام ربنا يسوع ينبوع كُلّ حنان فنقف ونحنُ نشعُر بِخزينا وهُنا نأخُذ حنان ربنا ورأفاته وفىِ موقف إِقامة هذا الشاب لم يوجد أحد قد طلب مِن ربنا يسوع ولكنّهُ هو تحرّك ، وحتى أُمّه لم يذكُر الكِتاب أنّها طلبت مِن ربنا يسوع فحتى ولو الإِنسان فقد أى شفاعة أو حنان مِن المُحيطين بهِ ، فإِنّ شفاعة ربنا يسوع كفيلة بأن تُقيمه ، وحنان ربنا يسوع كفيل أن يُعطىِ حياة للموتى ونحنُ الأحياء الّذين فىِ موكِب الداخلين ، الإِنسان يسأل نفسه : أنا فىِ أى موكِب ؟! موكِب الحياة أم موكِب الموت ، كُلّ إِنسان فينا بيعمل خطايا هو بيفقد جُزء مِن طريقهُ لأورشليم السمائيّة ، ويسير فىِ الطريق المُضاد وكُلّ إِنسان بيفعل الصلاح هو يسير فىِ طريقه لأورشليم السمائيّة إِلى أن نتقابل كُلّنا ، فأنا مَن الذى أتبعهُ وفىِ أى موكِب أسير ؟!! نحنُ لنا رجاء فىِ رئيس الحياة وفىِ حنانه لنا ، لنا رجاء حتى ولو كان الموت قد غلبنا ولِذلك ربنا يسوع قصد أن يذكُر لنا مُعجزة إِقامة ميّت ، لكى يؤكّد لنا أننا حتى ولو كُنّا موتّى فهو قادر أن يُقيمنا ، وبِذلك نقول لهُ فإِن كان للميّت رجاء فهكذا رجائىِ فيك يارب ، أنا رجائىِ فيك مِثل رجاء الميّت ، حنانك هو الذى يجعلك تقترب إِلىّ 0 2- تقدّم ولمِس النعش فالموت لهُ سُلّطان ولهُ مهابة ، ولكن يقول الكِتاب " ثُمّ تقدّم ولمِس النعش " فالناس الّذين يحملوهُ وقفوا فقال كلِمة عجيبة " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " ، ما هذا ؟!!رئيس الحياة مُتقدّم إِلى الموت يتحداه الموت مع الحياة إِلتقوا فىِ نُقطة ، وهذا نِفَس ما حدث فىِ الصليب ، لقد تلامس ربّ المجد مع الموت وصار هو والموت فىِ مواجهة فغلِب الموت ، وهُنا عِندما تقدّم ولمِس النعش وقال للشاب لك أقول قُم ، قال " أين شوكتك ياموت ، أين غلبتِك يا هاوية " ، ربنا يسوع لهُ سُلّطان على الموت لأنّهُ هو رئيس الحياة وكان لِشعب إِسرائيل أن يعبُر نهر الأردُن لكى يدخُل أرض كنعان فقال لهُم أن يجعلوا التابوت يتقدّمهُم ويبعدوا عنهُ ألف ذِراع ، وعِندما فعل الشعب هكذا رجعت المياه إِلى الخلف ، فنهر الأردُن بيرمُز إِلى الموت ، مُستحيل أن ندخُل أورشليم السمائيّة دون أن نعبُر الموت ، فلِكى ندخُل كنعان لابُد أن نعبُر نهر الأردُن ، ولكى لا يبتلعنا الموت ربنا يسوع يتقدّمنا ويجتاز بِنا الموت ، فنحنُ نموت ولكن لا يبتلعنا الموت وفىِ العهد القديم ربنا غضب على شعب إِسرائيل فعمل وبأ بينّهُم فقتل 70 ألف نِفَس ، فموسى تشفّع عن الشعب ، وهارون أخذ يُبخّر بين الموتى والأحياء فوقف الوبأ ووقف الموت ، وهذا ما فعلهُ ربنا يسوع ، فهو عمل فاصل بين الموت والحياة فسُلطان ربنا يسوع هو مُمكن أن يكون فىِ كلِمة فقط خارجة مِن فمهِ ، ولِذلك لا تستهن بِكلمة الإِنجيل لأنّها لها قُدرة على إِقامة الموتى ، فأى إِنسان تُقاس قدرتهُ بِكلمتهِ ، وربنا يسوع عِندما يقول لِشخص لك أقول قُم فهذهِ الكلِمة مُقتدرة والقديس بولس فىِ رسالتهُ إِلى العبرانيين الإِصحاح الأول يقول " حامل كُلّ الأشياء بِكلمة قُدرتهِ" ( عب 1: 2 ) ، هذهِ الكلِمة هى التى مصدر القُدرة والقوّة ، ولِذلك فىِ الكنيسة أى أمر يتم بالكلِمة لأنّ الكلِمة مُقتدرة لأنّها كلِمة بالروح ولها سُلطان ، فأبونا عِندما يقول " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " ، فنجد أنّ الخُبز يتحّول إِلى جسد ، وأيضاً الأب الأسقُف عِندما يضع على واحد يدهُ فإِنّهُ بيجعلهُ شمّاس ، ومِن هذا أخذت الكنيسة سُلطانها بالكلِمة ، فكلِمة الإِنجيل بِتدخُل إِلى داخلىِ وتُعطينىِ حياة ولها إِقتدار فىِ قوّتها وربنا يسوع فىِ كُلّ سُلطانة فىِ إِقامة الموتى بيُعطىِ علامة حياة ، فأبنة يايرُس عِندما قامت جعلها تأكُل وعِند إِقامة لِعازر ربّ المجد يسوع قال للّموجودين حلّوه ودعوهُ يمضىِ وعِندما أصبح لِعازر يمشىِ صار ذلك علامة حياة والشاب الّذى نتكلّم عنهُ هُنا يقول عنهُ الكِتاب " وإِبتدأ يتكلّمُ " ربنا يسوع عِندما أحبّ أن يصنع معنا مُعجزة أعطانا الحياة ويتكلّم ولا يستطيع أن يسكُت ، يتكلّم مِن عظمة رحمتهُ معنا ، ولِذلك إِقترن بِكلمتهُ ولو خضعنا لِكلمتهُ فإِنّ كلِمتهُ قادرة أن تُحيينا وتُخلّصنا مِن كُلّ دنس أنا ضعيف وعِندما أعيش الوصيّة أجد أنّ الكلِمة لها سُلطان ، وأطلُب مِن الكنيسة أن تشفع لىّ وأُقدّم دِموع مِن أجل أخوتىِ وبِذلك نصير كُلّنا بِنشفع فىِ بعض ، ويقول الكِتاب هُنا عن الشاب " فدفعهُ إِلى أُمّهِ " ( لو 7: 15 ) ، أرجعهُ لأُمّهِ ربنا يسوع بيرّجعنا للكنيسة ، والكنيسة هى المسيح والمسيح هو الكنيسة ، المسيح ترك لنا أحضان الكنيسة لكى نشبع منّها ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين 0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
30 أكتوبر 2022

إستبداد العدو وقوة المسيح

تِقْرَا عَلِينَا الكِنِيسَة فِي هذَا الصَّبَاح المُبَارَك إِنْجِيل الإِنْسَان اللِّي أُحْضِرَ إِلَى يَسُوع أعْمَى مَجْنُون وَأخْرَس صِرَاع بَيْنَ مَمْلَكِة الظُّلْمَة وَمَمْلَكِة النُّور صِرَاع بَيْنَ العَدُّو وَبَيْنَ الخَالِق الصِرَاع دَه المِيدَان بِتَاعُه – المِحْوَر بِتَاعُه – هُوَ النَّفْس البَشَرِيَّة ( الإِنْسَان ) الإِنْسَان هُوَ مَحْبُوب الله الإِنْسَان اللِّي قَالْ رَبِّنَا أنَا لَذِّتِي فِي بَنِي آدَم ( أم 8 : 31 )الإِنْسَان اللِّي رَبِّنَا خَلْقُه عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه( تك 1 : 27) وَبِالمَجْد وَالكَرَامَة تَوَجَهُ وَعَلَى أعْمَال يَدَيْهِ أقَامَهُ وَكُلَّ شَيْء أخْضَعَهُ تَحْت قَدَمَيْهِ( مز 8 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) الإِنْسَان دَه مَوْضِع غِيرَة وَحَسَد مِنْ الشَّيْطَان .الشَّيْطَان عَايِز يِشَوِه صُورِة الإِنْسَان وَعَايِز يِمْتِلِك الإِنْسَان عَشَان كِدَه تِلاَقِي إِنْ لَمَّا يِسَيْطَر الشَّيْطَان عَلَى إِنْسَان يِسَيْطَر عَلِيه إِلَى النِّهَايَة وَإِلَى مَا بَعْد النِّهَايَة مُسْتَبِد تَخَيَّل إِنْتَ اللِّي أُحْضِر إِلِيه أعْمَى مَجْنُون أخْرَس فَشَفَاه مُمْكِنْ إِحْنَا نِتْخَيِل أعْمَى يَعْنِي وَاحِد مِشْ بِيشُوف مَفِيش شَبَكِيَّة عَنْدُه حَاجَة فِي مَرْكَز الإِبْصَار فِي مُخُّه لاَ أبَداً دَه كَانْ رَاجِل عِينُه سَلِيمَة مَجْنُون طَيِّبْ لَمَّا شَفَاه لَقِينَاه رَاجِل عَاقِل أخْرَس لَقِينَاه بِيِتْكَلِّمْ إِيه الحِكَايَة ؟ قَالَّك دَه العَدُّو كَانْ مِسَيْطَر عَلِيه عَشَان كِدَه لَمَّا الشِيطَان خَرَج الرَّاجِل إِبْتَدَى يِتْكَلِّمْ إِبْتَدَى يِشُوف عَدُو الخِير مُسْتَبِد بِالإِنْسَان جِدّاً إِتْكَلِّمْ عَنْ نُقْطِتِين :- 1- إِسْتِبْدَاد العَدُّو . 2- قوة المسيح مُسْتَبِد لاَ يُشْفِق لَمَّا يَمْلُك عَلَى نَفْس يُبْقَى عَايِز يَمْتَلِكْهَا وَيَسْتَهْزِئ بِهَا إِلَى النِّهَايَة وَكَأنَّهُ لُون مِنْ ألْوَان التَّحَدِّي لِلخَالِق كَأنَّهُ بِيقُولُّه أدِي الإِنْسَان حَبِيبَك أدِي الإِنْسَان اللِّي إِنْتَ فَرْحَان بِه أدِي صُورَتَك تَحَدِّي مُسْتَبِد لِدَرَجِة إِنُّه عَايِز يَسْتَهِين وَيِنَكِل بِالإِنْسَان عَلَشَان خَاطِر يُعْلِن قُدَّام رَبِّنَا إِنْ النَّفْس اللِّي إِنْتَ خَلَقْتَهَا عَلَى صُورْتَك وَمِثَالَك لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَنْطِق وَلاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَعَبَد وَلاَ تَسْتَطِيع أنْ تُسَبِّح دِي مِلْكِي أنَا إِنْتَ بِتْقُول إِنَّهَا مِلْكَك إِنْتَ ؟ لاَ دِي مِلْكِي أنَا .عَشَان كِدَه يِقُولَّك الأعْمَى الأخْرَس تَكَلَّمْ وَأبْصَر فَبُهِتَ الكُلَّ عَدُو الخِير لَمَّا يَمْلُك عَلَى إِنْسَان يَمْلُك عَلَى مَشَاعْرُه عَلَى ذِهْنُه عَلَى حَوَاسُه عَلَى أفْكَارُه يَمْلُك عَلَى تَصَرُّفَاتُه يَمْلُك عَلَى الكَيَان كُلُّه دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو خَلَّى الرَّاجِل مَجْنُون خَلاَّه أعْمَى خَلاَّه أخْرَس تِرُوح تِكْشِفْ عَلَى الرَّاجِل دَه عَنْد وَاحِد دُكْتُور عُيُون تِقُولُّه شُوف لِينَا الرَّاجِل دَه عَنْدُه إِيه ؟ يِقُولَّك مَالُه ؟ تِقُولُّه مِشْ بِيشُوف تِعْمِل لُه إِشَارَات تِجِيب لُه ضُوء تِلاَقِيه مِشْ بِيشُوف يِكْشِف عَلِيه يِلاَقِيه عُضْوِياً سَلِيم 100 % تَعَالَ نِكْشِف عَلِيه فِي حِكَايِة إِنُّه مِشْ بِيِنْطَق تِلاَقِيه عُضْوِياً سَلِيم 100 % إِيه الحِكَايَة ؟ العَدُّو إِسْتَطَاع إِنُّه يَتَمَلَّك عَلَى كَيَانُه وَعَلَى حَوَاسُه لِدَرَجِة خَلاَّه عَنْدُه قُدْرَة إِنُّه يِشُوف لكِنْ مَا بِيشُوفْش عَنْدُه قُدْرَة يِتْكَلِّمْ لكِنْ مَا بِيتْكَلِمْش عَنْدُه قُدْرَة يِفَكَّروَمَا بِيفَكَرْش دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو فِينَا يَا أحِبَّائِي يِسْلِب الإِنْسَان عَقْلُه وَبَصِيرْتُه وَفِكْرُه وَنُطْقُه يِسْلِب الإِنْسَان أغْلَى مَا يَمْلُك أغْلَى مَا يَمْلُك الإِنْسَان إِيه ؟ مَشَاعْرُه نُطْقُه فِكْرُه مَا هُوَ دَه اللِّي يِمَيِّز الإِنْسَان عَنْ بَاقِي المَخْلُوقَات ؟ الإِنْسَان عَاقِل نَاطِق مُفَكِّر فَطَالَمَا هُوَ عَاقِل نَاطِق مُفَكِّر فَهُوَ بِيِضْرَبُه فِي الحِتَّة دِي فَا يِخَلِّيه مَا يِعْرَفْش يِفَكَّر تِقُولِّي إِزَّاي ؟ أقُولَّك هُوَ لَمَّا يِكُون وَاحِد بِيِسْرِع لِهَلاَكُه يُبْقَى دَه كِدَه بِيفَكَّر ؟!! عَشَان كِدَه مُمْكِنْ عَدُو الخِير يِوْصَل بِإِنْسَان إِنُّه يَتَمَادَى مَعَ أفْكَارُه يِخَلِّيه يُحُطْ نَفْسُه فِي نَار شُوفْنَا المَجْنُون بِتَاع كُورِة الجِرْجِسِيِّين دَه كَانُوا يُرْبُطُوه بِسَلاَسِل وَيُرْبُط نَفْسُه هُوَ بِسَلاَسِل وَبَعْد كِدَه يِتْفَك مِنْهَا وَبَعْد كِدَه يِجْرِي إِيه دَه ؟ إِنْسَان فَاقِد صَوَابُه فَقَد عَقْلُه الآبَاء القِدِّيسِينْ أجْمَعُوا عَلَى أنَّ الخَطِيَّة هِيَ الجُنُون لأِنْ إِيه هُوَ الجُنُون غِير التَّفْكِير غِير المَنْطِقِي وَإِيه هُوَ الجُنُون غِير إِنْ إِنْسَان مُمْكِنْ يِعْمِل تَصَرُّفَات غِير طَبِيعِيَّة غِير مَحْسُوب لَهَا غِير مَسْئُولَة أقُولَّك مَا هِيَّ الخَطِيَّة كِدَه تَصَرُّفَات غِير مَسْئُولَة تَصَرُّفَات غِير طَبِيعِيَّة الكِبْرِيَاء جُنُون الشَّهَوَات جُنُون كُون إِنْ الإِنْسَان يِبِيع الأبَدِيَّة بِشِوَيِّة أيَّام عَايِز يَلْهُو بِهَا عَلَى الأرْض عَشَان يُشْبِع شِوَيِّة رَغَبَات وَيَارِيتْهَا تُشْبِع يُبْقَى دَه إِيه ؟ يُبْقَى دَه جُنُون جُنُون الخَطِيَّة عَشَان كِدَه أقْدَر أقُولَّك إِنْ نَفْس المُعْجِزَة دِي هِيَّ مُعْجِزَة بِتِحْصَل مَعَ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح كُلَّ يُوم فِي تُوبِة كُلَّ إِنْسَان خَاطِي وَالعَدُّو عَايِز يَمْلُك نِفُوس جِدِيدَة وَرَبِّنَا يَسُوع عَايِز يِشْفِي نِفُوس جِدِيدَة لأِنُّه مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ حَرْب مَعَ عَمَالِيق ﴾ ( خر 17 : 16) الحَرْب لَمْ تَنْتَهِي وَالشَّيْطَان مَخَلَصْش شُغْلُه وَرَب المَجْد يَسُوع مَخَلَصْش شُغْلُه .. قَالَّك ﴿ أبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأنَا أعْمَلُ ﴾ ( يو 5 : 17) عَمَّال يُفُك نَاس مِنْ أسْر – أسْر خَطَايَا – يِشْفِي عُقُول مَرِيضَة مَرَضِتْ مِنْ سُلْطَان الخَطِيَّة إِكْشِف عَلَى عَقْلَك شُوفُه سَلِيم وَلاَّ لأ ؟ شُوف بِتْفَكَّر صَح وَلاَّ لأ ؟ بِتْفَكَّر فِي الأبَدِيَّة أدْ إِيه ؟ بِتْفَكَّر فِي مَصِيرَك الأبَدِي أدْ إِيه ؟ بِتِرْضِي رَبِّنَا أدْ إِيه ؟ بِتِقْدَر تِقُول لِلغَلَط لأ ؟ لَوْ مِشْ بِتِقْدَر تِقُول لِلغَلَط لأ يُبْقَى إِنْتَ مِشْ بِتْفَكَّر صَح تِقُولِّي مِشْ بَعْرَف أقُول لأ أقُولَّك يُبْقَى إِنْتَ مِشْ مَالِك إِرَادْتَك لَوْ مَا مَلَكْتِش إِرَادْتَك يُبْقَى إِنْتَ مَسْلُوب العَدُّو يِعْمِل كِدَه يِسْلِب الإِنْسَان أجْمَل مَا يَمْلُك وَأقْدَس مَا يَمْلُك يِضْرَب الإِنْسَان فِي قُدْس أقْدَاسُه فِين ؟ فِي عَقْلُه فِي حَوَاسُه فِي مَشَاعْرُه فِي بَصِيرْتُه هُوَ دَه جَوْهَر عَمَل العَدُّو جَوْهَر عَمَل العَدُّو إِنْ يِخَلِّي الإِنْسَان يُبْقَى لُه عِين وَلاَ يُبْصِر يُبْقَى لُه أُذُن وَلاَ يَسْمَع يُبْقَى لُه فِكْروَلاَ يُفَكِّر أدِي الجُنُون اللِّي بِيصِيب النَّفْس مِنْ جَرَّاء كَثْرِة الإِثم مِنْ جَرَّاء كَثْرِة فِعْل الشُّرُور يِسْلِب الإِنْسَان أجْمَل مَا عِنْدُه أدِي مُشْكِلِة العَدُّو لَمَّا يِسَيْطَر عَلَى إِنْسَان تِلاَقِي مَا يفَكَرْش صَح تِلاَقِي أفْكَارُه مِتْلَغْبَطَة تِلاَقِي كُلَّ أُمورُه مَوَازِينْهَا مِشْ مَوْزُونَة صَح دَه جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِخْتِلاَل فِي دَاخِل المَوَازِينْ جَاي مِنْ إِنْ مُمْكِنْ يِبِيع حَاجَة غَالْيَة جِدّاً بِحَاجَة رِخِيصَة جِدّاً حَاجَة قَيِّمَة جِدّاً بِحَاجَة رَدِيئَة جِدّاً لَمَّا الإِنْسَان يِبِيع الأبَدِيَّة بِبِضْعِة أزْمِنَة أقُولَّك دَه مِشْ حَاسِبْ الأُمور صَح يُبْقَى دَه إِخْتِلاَل فِي العَقْل الخَطِيَّة هِيَّ الجُنُون مَجْنُون أعْمَى إِيه العَمَى ؟ إِنْ يِكُون لُه عِينِين لكِنْ مِشْ شَايِف مِنْ حِيث الوَظِيفَة الطَّبِيعِيَّة هُوَ لُه عِينين لكِنْ مِشْ شَايِف كَام وَاحِد فِينَا يِقُولَّك أنَا بَقْرَا الإِنْجِيل لكِنْ مَا بَفْهَمْش وَلاَ كِلْمَة أقُولَّك دَه عَامِل زَي صَاحِبْنَا الأوَلاَنِي العَقْل بِتَاعُه مِشْ مَوْجُود طَيِّب لَمَّا بِتِقْرَا أي حَاجَة تَانْيَة لِيه بِتِفْهَم ؟ نِفْرِض إِنْ فِي جُزْء صَعْب نِشُوف الجُزْء اللِّي بَعْدُه طَيِّب نِشُوف قِصَّة طَيِّب نِشُوف رَمْز طَيِّب نِشُوف آيَة تِلاَقِي الإِنْسَان مِشْ فَاهِم مِشْ فَاهِم لِيه ؟ لأِنْ العَدُّو سَيْطَر عَلَى مَرْكَز الفِكْر وَخَلاَّه غِير قَادِر عَلَى أي فِكْر رُوحَانِي وَخَلاَّه يِجِي عَنْد الرُّوحَانِي يُبْقَى بَلِيد يُبْقَى فِي سَيْطَرَة مِنْ العَدُّو خَلِّي بَالَك لأ دَه إِنْتَ لَمَّا تِلاَقِي جُزْء مِشْ فَاهْمُه إِفْضَل تَضَّرَع لِرَبِّنَا دَه الآبَاء القِدِّيسِينْ كَانْ يِقُولَّك لَمَّا يِلاَقِي جُزْء مِشْ فَاهْمُه يِفْضَل يِصَلِّي لِرَبِّنَا يُطْلُب فَهْم لِدَرَجِة إِنُّه يُطْلُب مِنْ رَبِّنَا إِنْ رَبِّنَا يِبْعَت لُه كَاتِب السِفْر عَشَان يِفَهِّمُه إِيه المَكْتُوب وَيُقْعُد يِبْكِي لَمَّا يِحَاوِل يِفْهَم ﴿ مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أذْهَانِكُمْ ﴾ ( أف 1 : 18) هُوَ عَايِز يِكُون عَنْدُه فِكْر جَاي مِنْ مَصْدَر الفِكْر لَمَّا وَاحِد يِقُول أعْمَى مَعْنَاهَا إِنْ فِي حَاجَات شَايِفْهَا لكِنْ هُوَ مِشْ شَايِفْهَافِي حَاجَات قُدَّام عِينُه مِشْ شَايِفْهَا أقُولَّك مُمْكِنْ الْمَسِيح يِكُون قُدَّام عِينِيك وَمَا تشُوفْهُوش يَامَا بِيِجِي لِينَا فِي صُورِة نَاس نِسَاعِدْهُمْ مِشْ بِنْشُوفْهُمْ يَامَا بِيِجِي لِينَا فِي صُورِة فِعْل أوْ حَدَث عَايِز يِخَلِّينَا نِشُوفُه مِنْ خِلاَلُه وَمِشْ بِنْشُوفُه مَوْجُود عَلَى المَذْبَح وَعِينِنَا الرُّوحِيَّة مُغْلَقَة دَه جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِنْ العَدُّو مِسَيْطَر مِخَلِّي الحَوَاس بِتَاعِتْنَا شَكْلَهَا شَغَّال لكِنْ فِي جَوْهَرْهَا مِشْ شَغَّالَة . مَجْنُون أعْمَى أخْرَس الخَرَس مَعْنَاه وَاحِد مِشْ عَارِف يِتْكَلِّمْ وَاحِد مِشْ عَارِف يِنْطَق تِسْمَع وَاحِد يِقُولَّك أأقَفْ أصَلِّي مِشْ بَلاَقِي كَلاَم مِشْ بَعْرَف أتْكَلِّمْ وَلَوْ إِتْكَلِّمْت أتْكَلِّمْ وَأنَا مِشْ فَاهِمْ وَلأِنِّي صَلِّيت وَأنَا مِشْ فَاهِمْ فَا أحَاوِل أخْتِم الصَّلاَة فَيَتَسَائَل إِنْ الصَّلاَة دِي مِشْ مَقْبُولَة يُبْقَى أنَا بَلاَش أصَلِّي أحْسَن إِيه دَه ؟ دَه سَيْطَرِة العَدُّو عَلَى نُطْق الإِنْسَان وَعَلَى فَهْم الإِنْسَان وَعَلَى حَوَاس الإِنْسَان عَشَان تَزْدَاد الفَجْوَة عَشَان الإِنْسَان يِبْعِد أكْثَر وَأكْثَر طَيِّب إِيه المَطْلُوب ؟ لَمَّا ألاَقِي نَفْسِي مِشْ عَارِف أنْطَق أرْشِم الصَّلِيب عَلَى شَفَتَيَّ مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي كَانْ يِقُول كِدَه ﴿ يَارَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحَك ﴾ ( مز 51 : 15) مِشْ عَارِف أتْكَلِّمْ لِسَانِي مَرْبُوط أنَا بَجِي أتْكَلِّمْ بَلاَقِي شَفَايْفِي مُغْلَقَة مِينْ اللِّي يِفْتَحْهَا ؟ إِنْتَ اللِّي تِفْتَحْهَا إِنْتَ اللِّي تخَلِّينِي أعْرَف أتْكَلِّمْ مَعَاك 10 دَقَايِق ½ سَاعَة سَاعَة سَاعْتِين ﴿ يَارَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحَك ﴾ عَشَان كِدَه المَزْمُور يِقُول ﴿ لَيْسَ الأمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبِّ ﴾ ( مز 115 : 17) الأمْوَات هُمَّ إِيه ؟ الأمْوَات بِالذُّنُوب وَالخَطَايَا مَيِعْرَفْش يِفْتَح فَمُه يِسَبَّح يُقَفْ فِي الكِنِيسَة النَّاس كُلَّهَا بِتْسَبَّح وَهُوَ وَاقِفْ مِشْ يِقُول إِيه مِشْ عَايِز يِقُول مِشْ مِتْجَاوِب جَاي مِنِين ؟ جَاي مِنْ إِنْ اللِّسَان مَضْبُوط جَاي مِنْ إِنْ اللِّسَان مَرْبُوط مِنِين ؟ مِنْ كَثْرِة الخُضُوع لِلعَدُّو يِسْلِب الإِنْسَان النُطْق الرُّوحِي يِخَلِّي مَفِيش تَسْبِيح لكِنْ القَلْب لَمَّا يِتْحَرِّك يَعْمَل الرُّوح إِتْفَرَّج بَقَى القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يِقُولَّك كِدَه ﴿ حِينَمَا يُفَعَّمْ القَلْب بِحَرَارِة الرُّوح تَنْفَك عُقْدَة اللِّسَان ﴾ وَبِحَسَبْ تَعْبِير الكِنِيسَة يِقُولَّك * تَعْلِيَات الله فِي حَنَاجِرْهُمْ * جَاي مِنِين ؟جَاي مِنْ قَلْب مُفَعَمْ بِالرُّوح فَتِلاَقِي الكَلاَم طَالِع مِشْ بِمُجَرَّد لِسَان لأ مَجْنُون أعْمَى أخْرَس إِيه اللِّي بِيخَلِّي الوَاحِد يُقَفْ مِشْ بِيلاَقِي كَلاَم قُدَّام رَبِّنَا ؟ دَه إِنْتَ إِتْكَلِّمْ عَنْ تُوبْتَك وَاتْكَلِّمْ عَنْ تَسْبِيحُه وَتكَلِّمُه عَنْ عَظَمْتُه أُطْلُب عَنْ الآخَرِينْ دَه إِنْتَ تِوْصَل لِلدَّرَجَة إِنَّك مِشْ تِقُول مِشْ لاَقِي كَلاَم لكِنَّك تِقُول مِشْ عَارِف أوَقَفْ الكَلاَم مَجَرَبْتِش تُقْعُد مَعَ وَاحِد غَالِي عَلِيك تِتْكَلِّمْ مَعَاه سَاعَات وَالوَقْت يِعَدِّي وَتقُول الوَقْت عَدَّى بِسُرْعَة كُلَّ مَا تُدْخُل النَّفْس فِي عِشْرَة أجْمَل كُلَّ مَا تُدْخُل فِي وَقْفَة أطْوَل وَكُلَّ مَا تِتْكَلِّمْ بِمَشَاعِر أجْمَل وَكُلَّ مَا تِتْكَلِّمْ بِكَلاَم يِفَرَّحَك أكْثَر وَيُسْكُنْ جُوَاك وَيُغْنِيك وَيِشَبَّعَك الأخْرَس شُفِي لِيه ؟ وَقَفْ قُدَّامُه هُوَ اللِّي فَكْ العُقْدَة بِتَاعِت لِسَانُه هُوَ اللِّي عَلِّمُه يِقُول إِيه هُوَ اللِّي أعْطَى لُه لِسَان تَسْبِيح عَشَان كِدَه يِقُولَّك يُعْطِي لَك لِسَان تَسْبِيح عِوَض عَنْ الرُّوح اليَائِسَة يِفُك عُقْدِة اللِّسَان عَشَان كِدَه مُعَلِّمْنَا دَاوُد لَمَّا يِقُولَّك﴿ عَلَى أنْهَار بَابِل هُنَاك جَلَسْنَا بَكِينَا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيُون عَلَي الصَّفْصَاف فِي وَسَطْهَا عَلَّقْنَا قِيثَارَاتْنَا ﴾ لِيه ؟ مِشْ عَارِف يِتْكَلِّمْ لِيه ؟ مَسْبِي قَالُوا لَهُ رَنِّم لِينَا تَرْنِيمَة حَاوِل يِرَنِمْ لكِنْ مِشْ عَارِف فَقَالَ لَهُمْ ﴿ كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَة الرَّبَّ فِي أرْضٍ غَرِيبَة ؟ ﴾ ( مز 137 : 1 – 2 ؛ 4 )الإِنْسَان المَسْبِي بِالخَطَايَا صَعْب جِدّاً يِكُون فِيه عِشْرَة بِينُه وَبِين رَبِّنَا فَكْ الرُّبَاط دَه إِتْحَل مِنْ القُيُود قَالُّه ﴿ إِنْحَلِّي مِنْ رُبُطِ عُنُقِكِ ﴾ ( أش 52 : 2 ) هُوَ دَه الفِكْر اللِّي الكِنِيسَة عَاوْزَه تِقُولَّك النَّهَارْدَة إِنْتَ وَاقِفْ قُدَّام مِين ؟ حَالْتَك هِيَّ دِي وَصَلْت إِنْ إِنْتَ مَجْنُون مِشْ عَارِف تُقَيِّم الأُمور صَح ؟!! إِبْتَدِيت تِسْعَى وَرَاء المَادِيَات أكْثَر مِنْ الرُّوحِيَات ؟!! إِبْتَدِيت تِشْتِرِي الأرْض بَدَل السَّمَاء ؟!! إِبْتَدِيت تِحِب الشَّر أكْثَر مِنْ الفَضِيلَة ؟!! دَه الجُنُون أعْمَى مِشْ شَايِف قُدَّام عِينِيك مِشْ شَايِف البِر مِشْ شَايِف التَّقْوَى مِشْ شَايِف الْمَسِيح أخْرَس مِشْ عَارِف تِصَلِّي مِشْ عَارِف تِتْكَلِّمْ كِلْمَة تِبْنِي مِشْ عَارِف تِصَالِح إِتْنِين مِشْ عَارِف وَاحِد يُبْقَى غَضْبَان تِهَدِّيه وَصَلْت لِلحَالَة دِي يِقُولَّك ﴿ أُحْضِرَ إِلَيْهِ ﴾ ( مت 12 : 22 ) وَصَلْت لِلحَالَة المَأسُوف عَلِيهَا دِي إِتْقَدِّم إِلِيه أقَفْ قُدَّامُه مِشْ مَطْلُوب مِنَّك غِير إِنَّك تِكْشِف جِرَاحَاتَك لِلطَّبِيب وَهُوَ يِشْفِيك إِعْرِض نَفْسَك عَلِيه مِحْتَاج تِشُوف لَك طَبِيب مَاهِر مِحْتَاج تُقَفْ قُدَّامُه بِوَضْعَك دَه مُجَرَّد تُقَفْ قُدَّامُه فِي حَالِة صَمْت وَانْكِسَار وَطَلَبْ شِفَاء إِنْتَ تِصْعَب عَلِيه يِتْحَنِّنْ عَلِيك وَيِفُك عُقْدِة لِسَانَك وَيِرَجَع لَك بَصِيرْتَك وَيِرَجَع لَك عَقْلَك المَفْقُود المَسْبِي عَشَان كِدَه لَمَّا إِتْقَدِّم الْمَسِيح بِسُلْطَانُه قَالْ لِلشِيطَان أُخْرُج وَالآبَاء القِدِّيسِينْ لَمَّا يَتَلَذَّذُوا بِالكِتَاب المُقَدَّس يِحِبُّوا يِجِيبُوا المَعَانِي بِاللُغَة اليُونَانِيَّة وَبَعْدِين يِشُوفُوا مَدْلُولاَتْهَا يِقُولَّك كَلِمَة * أُخْرُج * مَا كَنِتْش مُجَرَّد * أُخْرُج * دَه زَي وَاحِد بِيُكْرُش وَاحِد بِعُنْف فِي فَرْق لَمَّا أقُول لِوَاحِد * أُخْرُج * عَنْ لَمَّا أقُولُّه * إِتْفَضَّل إِطْلَع بَرَّه * فِي فَرْق فِي اللَهْجَة فِي الأُسْلُوب فِي المَعْنَى الْمَسِيح بِيقُولُّه أُخْرُج بِسُلْطَان مِشْ بِيِتْحَايِل مِشْ بِيِتْفَاوِض مِشْ بِيقُولُّه لَوْ سَمَحْت لأ دَه بِيقُولُّه أُخْرُج بِسُلْطَان حَلْ كُلَّ أُمورِي فِي إِيدُه هُوَ كَلِمَة مِنُّه تِشْفِي كَلِمَة مِنُّه تِحِل رَبَاطَات كَلِمَة مِنُّه تِخَلِّي العَدُّو اللِّي طِمِع فِيَّ وَامْتَلَكْنِي وَاتْصَارِع عَلَيَّ وَغَلَب هُوَ يِنْهِزِم وَيَتَرَاجَع عَشَان كِدَه صِرَاع الله وَالعَدُّو عَلَى النَّفْس صِرَاع عَنِيف جِدّاً مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة وَإِلَى اليُّوم الشِيطَان يِحَاوِل أنْ يَمْتَلِك النَّفْس وَلَمَّا يَمْتَلِكْهَا يِذِلَهَا وَيِسْلِبْهَا أغْلَى وَأجْمَل مَا تَمْلُك يِجِي رَب المَجْد يَسُوع يِقُولُّه لاَ دَه بِتَاعِي أنَا يُكْرُش بِقُوَّة بِجَبَرُوت بِسُلْطَان بِكَلِمَة التَّانِي يِتْخِزِي لِيه ؟ لأِنُّه عَارِف إِنْ هُوَ حَرَامِي وَعَارِف إِنْ دَه مِشْ مَكَانُه وَعَارِف اللِّي عَمَلُه دَه مِشْ مِنْ حَقُّه وَعَارِف إِنُّه مِشْ حَا يِقْدَر يِثْبَت قُدَّامُه لأِنْ دَه الخَالِق وَدَه القَوِي هُوَ اللِّي قَادِر اللِّي هُوَ نَفْسُه يُلْقِيه فِي بُحِيرَة هُوَ قَادِر إِنْ هُوَ يُهْلِكُه هُوَ نَفْسُه فَيِقُولُّه أُخْرُج فَيُخْرُج إِنْتَ مَعَاك قُوَّة جَبَّارَة المَفْرُوض تِقُولُّه ﴿ إِلهْنَا مَلْجَأنَا وَقُوَّتْنَا ﴾ ( مز 45 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) إِنْتَ لاَزِم تِكُون وَاثِق مِنْ قُدْرِتُه عَلَى الشِّفَاء اللاَنِهَائِيَّة غِير مَحْدُودَة لِيه فِيك رُوح ضَعْف ؟ لِيه حَاسِس إِنْ الأُمور بِتَاعْتَك هِيَّ كِدَه وَحَا تِفْضَل كِدَه وَمَفِيش حَلْ وَأنَا جَرَّبْت لاَ عَارِف أصَلِّي وَلاَ عَارِف أعِيش فَضِيلَة وَجُوَايَا رَغْبَة إِنْ أنَا أتْحَسِنْ بِس مِشْ مُمْكِنْ وَمِشْ حَا يِحْصَل أقُولَّك لِيه ؟ لِيه وَإِنْتَ فِي إِيدَك صَلِيب ؟!! لِيه وَإِنْتَ مُمْكِنْ تِنْطَق بِإِسْم يَسُوع ؟!! دَه إِسْم يَسُوع مُرْعِب دَه صَار أسْمَاء القِدِّيسِينْ اللِّي أرْضُوه مُرْعِب لِعَدُو الخِير فَكَمْ يَكُون إِسْم يَسُوع نَفْسُه ؟!! لِيه تُبْقَى إِنْتَ مَعَاك مَخَازِن لأِسْلِحَة إِلهِيَّة وَلِيه تُبْقَى عَايِش خَاضِع لِعَدُو ضَعِيف مَهْزُوم ؟!! لِيه ؟ عَشَان كِدَه قَالَ لَهُ أُخْرُج فَلاَقِينَا الأعْمَى شَاف وَالأخْرَس إِتْكَلِّمْ وَاللِّي كَانْ مَجْنُون لَقِينَاه فِي صُورَة مُتَعَقِّلَة نِقُول مَعْقُولَة هُوَ دَه ؟!! يِقُول آه هُوَ دَه يَا لِشَرَاسِة العَدُّو يَا لِشَرَاسِة العَدُّو اللِّي سَلَبِت الإِنْسَان كَرَامْتُه وَلاَزَالَتْ تِسْلِب الإِنْسَان كَرَامْتُه لَمَّا تشُوف نَفْسَك فِي حَالِة خُضُوع لأِعْمَال العَدُّو وَلَمَّا تشُوف نَفْسَك فِي حَالِة خُضُوع لِلوَصَايَا الإِلهِيَّة تِلاَقِي حَتَّى صُورْتَك إِخْتَلَفِت حَتَّى مَلاَمْحَك إِخْتَلَفِت صُوتَك إِخْتَلَف رُدُود أفْعَالَك إِخْتَلَفِت مَشَاعْرَك إِخْتَلَفِت كُلَّ شِئ لِيه ؟ لأِنْ كُلَّ حَاجَة رِجْعِت مَكَانْهَا لأِنْ إِنْتَ إِبْتَدِيت تِعِيش بِحَسَب الحَقَّ الإِلهِي وَبِحَسَب الصُورَة الإِلهِيَّة وَبِحَسَب صُورِة خَالِقَك وَابْتَدِيت تُمَجِّد إِلهَك اللِّي خَلَقَك مِنْ أجْلُه القِدِيس أُوغُسْطِينُوس كَانْ يِقُول لِرَبِّنَا كِدَه ﴿ خَلَقْتَنَا يَارَبُّ لَكَ فَلاَ وَلَنْ تَطْمَئِنْ نِفُوسْنَا إِلاَّ بِالحَيَاة مَعَك ﴾ أدِي الإِنْسَان اللِّي يُؤمِنْ بِقُوِّة الْمَسِيح تُؤمِنْ بِقُوِّة الْمَسِيح فِي حَيَاتَك إِنَّهَا قَادِرَة إِنْ هِيَّ تِغَيَّر قَادِرَة تُرُد إِلِيك كُلَّ مَا سُلِب مِنَّك وَتِرَجَع لَك المَفْقُود أزْيَد مِمَّا كَانْ تُعْطِيك نِعْمِة التَّسْبِيح وَنِعْمِة الرُؤيَة وَتُعْطِيك نِعْمِة العَقْل وَالقُدْرَة عَلَى التَمْيِيز بَيْنَ الأُمور المُتَخَالِفَة دَه عَمَل الْمَسِيح فِي الحَيَاة كُون إِنْ الإِنْسَان يِسَلِّم نَفْسُه لِلعَدُّو بِيَأس يُبْقَى إِنْتَ مِشْ عَارِف قُدْرِة إِلهَك يُبْقَى إِنْتَ مِشْ مُدْرِك هُوَ قَادِر يِعْمِل فِيك إِيه إِنْتَ لَوْ قُلْت دِلْوَقْتِي يَارَب أنَا ضَعِيف إِنْتَ اللِّي قَادِر تِغَيَّرْنِي أنَا بَلْتِجِئ إِلِيك بِكُلَّ ضَعْفِي بَلْقِي كُلَّ هَمِّي عَلِيك أنَا بَقُولَّك يَارَب إِنْتَ قُوَّتِي وَتَسْبِحَتِي أنْتَ مُعِينِي أنْتَ يَارَب اللِّي مُخَلِّص نَفْسِي إِقْتَرِب إِلَى نَفْسِي وَفُكَّهَا إِقْتَرِب إِلَى لِسَانِي المَرْبُوط وَإِنْتَ اللِّي تِفُكُّه إِقْتَرِب إِلَى عَقْلِي اللِّي إِتْشَل وَإِنْتَ اللِّي قَادِر تُرُد لُه التَّفْكِير السَلِيم إِقْتَرِب إِلَى بَصِيرْتِي وَاكْشِف لَهَا عَجَائِب وَاعْطِيهَا نِعْمَة عَشَان تِشُوفَك تِلاَقِي فِي قُوَّة دَخَلِت لَوْ وَاحِد عَامِل فِتِو يُدْخُل بِيت وَيِرُوح رَابِط كُلَّ اللِّي فِيه وَيِرُوح مِنَزِل كُلَّ العَفْش وَيِسْأل النَّاس وَهِيَّ مَرْبُوطَة فِين الدَّهَبْ ؟ النَّاس مَعَ الخُوف يِشَاورُوا لُه وَيِذِلُّهُمْ وَيِضْرَبْهُمْ وَيِمْنَع عَنْهُمْ الأكْل تَخَيَّل لَوْ وَاحِد لُه مَرْكَز كِبِير مُجَرَّد يُدْخُل يِشُوف المَنْظَر دَه كُلَّ حَاجَة تِتْغَيَّر الرَّاجِل المُسْتَبِد دَه خَلاَص تِلاَقِي فِي إِيدُه كَلاَبْشَات أصْغَر عَسْكَرِي مُمْكِنْ يِضْرَبُه فِين الحَاجَة اللِّي خَدْتَهَا ؟ يِقُول فِي المَكَان الفُلاَنِي يِرَجَع كُلَّ حَاجَة مَكَانْهَا وَيَعْتَذِر لِلنَّاس اللِّي عَمَل فِيهُمْ كِدَه وَيِرُوح وَيِتْسِجِن هُوَ دَه الصِرَاع اللِّي بِينْ رَبِّنَا وَبِينْ العَدُّو تَخَيَّل حَالِة السَلْب وَالنَهْب اللِّي إِنْتَ عَايِش فِيهَا دِي تَخَيَّل لَمَّا تُبْقَى رَاضِي عَنْهَا تَخَيَّل لَمَّا تِكُون قَاعِد تَصَالَحْت مَعَ سَالِبَك تَخَيَّل أي حَاجَة تِقُولُّه عَلِيهَا حَاضِر الله لَمْ يَخْلِقْنَا لِنَهْلَك وَلَمْ يَخْلِقْنَا لِكَيْ مَا نُوضَع فِي يَدْ أعْدَائْنَا وَلكِنْ هُوَ خَلَقْنَا لِكَيْ مَا نَكُون لَهُ ﴿ حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُون أعْمَى وَأخْرَس ﴾ ( مت 12 : 22 ) كُلَّ وَاحِد فِينَا النِّهَارْدَة وَاقِفْ قُدَّامُه يِقُولُّه حَالْتِي لاَ تَخْتَلِف كَثِيراً عَنْ المَجْنُون الأعْمَى الأخْرَس دَه الرَّاجِل دَه اللِّي مَسْلُوب كُلَّ شِئ تَقْرِيباً أنَا زَيُّه أنَا طَاوِعْت شَهَوَاتِي إِلَى النِّهَايَة أفْقَدِتْنِي قُدْرَات كِتِير أنَا وَصَلْت لِدَرَجَة مِنْ الإِخْتِلاَل العَقْلِي المَوَازِين بِتَاعْتِي مِشْ مَظْبُوطَة أنَا مِشْ عَارِف أسَبِّحَك وَلاَ عَارِف أفْهَمَك وَلاَ عَارِف أفْهَم فَضَايْلَك دَه أنَا بَقِيت أقُول عَلَى النَّاس اللِّي بِيِعْمِلُوا فَضِيلْتَك دُول نَاس مِشْ مُتَعَقِلِين دَه أنَا اللِّي مِشْ مُتَعَقِل أقَفْ قُدَّامُه مُجَرَّد بَسْ إِنُّه يُحْضَر إِلِيه يِقُولَّك فَشَفَاه حَتَّى أنَّ الأعْمَى الأخْرَس تَكَلَّمْ وَأبْصَر( مت 12 : 22 ) رَبِّنَا يِدِّينَا أنْ نَلْمَس قُوَّة الْمَسِيح فِي حَيَاتْنَا وَأنْ نِتَضَايَق مِنْ إِسْتِبْدَاد العَدُّو وَأنَّ كُلَّ مَا إِزْدَاد إِسْتِبْدَادُه لِينَا كُلَّ مَا زَاد صُرَاخْنَا لِلقَادِر أنْ يُخَلِّصْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
23 أكتوبر 2022

التغيير مع بطرس

تقرأ اليوم الكنيسة علينا فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح الخامس جزء دعوة معلمنا بطرس ليكون صياداً للناس معلمنا بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا شركاء في الصيد فكل فرد منهم كان يصطاد ولهم مركب فكان من عادة الصيادين يقوموا ليلاً ليصطادوا ولكن هذا اليوم كان يوم غريب كان يوم عجيب لم يصطادوا شيئاً فهم رجعوا من الصيد شاعرين بإحباط وبفشل فوقفوا عند الشط ليغسلوا الشباك من الزفارة وبقايا الصيد ولكن كان في داخلهم تساؤلات كثيرة وهي لماذا هذا اليوم ؟ فكانوا متضايقين فوجدوا يسوع جاء إلى الشط فازدحم المكان – حينما يكون المسيح تكون الزحمة – فاجتمع عليه الجموع ليسمعوا كلام الله فضغطوا عليه من كثرتهم وهو كان لم يراهم فدخل السفينة لكي تكون هناك مسافة بينه وبينهم فيراهم كلهم وهم يروه فطلب سفينة بطرس ولكن بطرس في داخله كان يقول * لا تطول أنا تعبان أنا متضايق لن أسمعك كثيراً أنا حاكون سرحان * وربما يكون قال له إتفضل خجلاً فالسيد المسيح أخذ السفينة كمنبر ليعظ الناس ويكلمهم من عليه أما بطرس الرسول ربما يكون سمع أو ربما لم ينتبه لكلمة من الوعظ فكان معلمنا بطرس يفكر في الفشل الذي أصابه من سهره وعدم إصطياده لشئ فجميل إن ربنا يسوع إنه يعلم والناس تسمع بانجذاب عجيب فربنا يعلم بنفسه الكلمة بنفسه يتكلم كم تكون الإستجابة ؟ كم يكون الإنصات ؟ فقديماً كان يتكلم الأنبياء أما الآن بنفسه يتكلم فأي حاجات من الطبيعة تنجذب إلى أصلها فأصل الوجود نفسه الذي هو السيد المسيح هو الذي يتكلم فهو عرف كيف يخاطب الإنسان فيكون مسحوب ومنجذب ناحية الكلام الذي يُقال قال لسمعان ﴿ ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 4 – 5 ) فإنَّ النهار ظهر والسيد الرب يقول له أُدخل إلى العمق !! في عُرف الصيادين وعادتهم لا يكون هناك صيد في النهار أو حتى في العمق بل يكون الصيد في الليل ليل في العمق فما قاله السيد الرب هو عكس المنطق الطبيعي لخبرة الصياد فقال له بطرس ﴿ تعبنا الليل كله ﴾ أحياناً الإنسان يعتمد على الخبرة السابقة في غياب الله في غياب من النعمة تجاهد كثير ولكن ليس على سند قوي في غياب روح الإتضاع في غياب روح المحبة الحقيقية فتتعب ولم تصطاد شيئاً مثل الكتبة والفريسيين فهم يتعبوا في تدقيق الناموس ولكن متكلين على ذواتهم فالنعمة لم تمكث عندهم جهاد بدون نعمة يجعلنا نعيش بدون اصطياد ﴿ الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم ﴾ ( مت 6 : 2 ) فهم صنعوا أشياء كثيرة بحسب الشكل من أجل إرضاء الضمير فيمكن إن إنسان يتعب كثيراً من أجل بيته ولم يصطاد شيئاً فهو يضيعه وذلك بسبب الأنانية العصبية فهناك أفراد تتعب ولم تصطاد شيء فيقول أنا بتعب ولكن لم أصطاد شيء فهو لايعرف ويسأل لماذا نحن غير مترابطين ؟ لماذا نحن بعيدين عن ربنا ؟ وذلك لأنَّ الهدف ليس واضح فأحياناً الإنسان يجب أن يسأل نفسه هل هذا التعب من أجل الله ومع الله ؟ في سفر حجي يقول الرب ﴿ زرعتم كثيراً ودخلتم قليلاً تأكلون وليس إلى الشبع تشربون ولا تروون تكتسون ولا تدفأون والآخذ أُجرةً يأخذ أُجرةً لكيسٍ منقوبٍ ﴾ ( حج 1 : 6 ) فيقول ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ﴾ فمحبة الخطية جذورها في الأعماق من الداخل فالجهاد يكون في غياب المسيح فالجهاد يتم بشكل روتيني فهناك تعب من أجل الذات وليس من أجل الله فهناك تعب باطل وهناك تعب بناء سليمان الحكيم يقول ﴿ باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس ﴾ ( جا 1 : 2 ؛ 2 : 11) تعبنا ولم نصطاد شيء ولكن معلمنا بطرس لم يستمر في النقاش كثيراً مع ربنا ولم يركز على النقطة السلبية ولكنه قال ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ فكان هناك مركبتين ولكن لأنه ليس واثق في أنه يمكن أن يصطاد شئ فدخلت مركب واحدة من أجل الطاعة دخلت * كلمتك * هي الوصية الوصية حينما تأتي في فكرنا فنكون عاجزين عن طاعتها الوصية ضد المنطق ضد الجسد ضد الذات فهل أضيف إلى فشلي فشل جديد ؟ فأنا تعبت وقت الصيد ولم أصطاد شئ فهل سأصطاد في وقت الراحة ووقت ليس فيه صيد ؟ فربنا يوصلنا لدرجة إنه يجعلنا غير نافعين غير قادرين فيجعلنا نقول * أنا مش قادر فأنت تقود ؛ أنا غير نافع فاستخدمني أنت ؛أنا لا أستطيع فأنت تصنع بي * فالوصية تتخطى العقل الوصية تتخطى المنطق الوصية تتخطى القدرة فيجب أن أُعد ذهني البشري لا لعمل المنطق أن أقول ليس بقدرتي وأن أقول حاضر فهنا تعمل النعمة فأطاوع الإنجيل بطرس دخل مسنود على كلمته – كلمة ربنا – الجهاد المسنود على الإنجيل غير الجهاد المسنود على عقلي أنا فالوصية أطيعها ليس من أجل لذاتي بل أطيعها لأن بها روح بها سند فهي تحمل في داخلها قوة استجابتها فنقول حنحب حنبذل حنخدم ولا أشعر في كل ذلك إنه إهدار لكرامتي أو لوقتي فمعلمنا داود يقول ﴿ كلامك أحيني ﴾ ( مز 119 : 154)﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) فحياته مقادة بالروح حسب كلمة الإنجيل الآباء القديسين يقولوا ﴿ لا تعمل عملاً إلا ويكون لك شاهد من الإنجيل ﴾ هناك الكثير من الأفراد يقول * أنا لو صنعت ذلك فإني لن أبيع أو أشتري * ولكن كلمة ربنا هي التي تعينك فيمكن أنَّ كثيراً تتعب وتجمع قليلاً فلا تصطاد شئ فيُقال مثلاً * أنا بكسب كتير ولكن ليس في بيتنا سلام ليس في قلوبنا محبة * ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ فربنا يعطيك مع القليل حب يعطيك مع القليل سلام يعطيك مع القليل نعمة يعطيك مع القليل قناعة ﴿ فعلى كلمتك ﴾ جميل أن يعيش الإنسان حسب الكلمة إفعل ذلك فتحيا فكلمة الإنجيل تجعلك تتخطى نفسك حاضر حنطرح الشباك فقال لهم بطرس ريحوا واستريحوا أنتم وسأذهب أنا لكي أرى وأجرب فدخل إلى العمق بسفينة واحدة ﴿ ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم ﴾ ( لو 5 : 6 – 7 )فأحياناً الإنسان يكون واقف مشاهد على وصية ربنا فالذي يطاوع يمسك كثيراً فيقول له تعال ويدعو الآخرين ويقول تعال لن تخسر لن تندم فكلما ذوقت أنت تدعو الآخرين لكي يذوقوا ويجربوا فيلتهب قلبه على كل من حوله ويدعوه ويقول هذا خير ربنا هذه نعمة ربنا فتبدأ النعمة التي بداخلي تزيد فربنا يريد يفرحنا كلنا به فالخلاص لا ينتهي الفضيلة لا تنتهي النعمة لا تنتهي فالنعمة ليس لها حدود بل حدودها أنت وليس هي فهي تملأك على قدر سعيك على قدر خضوعك على قدر اشتياقك فهي تملأ كل كيانك حتى تقول كفانا كفانا حتى تقول تكاد السفينة أن تتخرق ﴿ فصارت شبكتهم تتخرق ﴾ فالنعمة ليس لها أي حدود ليس لها نهاية فهم رفضوا حتى أنفسهم رفضوا الثوب المدنس رفضوا السلطة الجاه المال فتركوا العالم كله فهناك نعمة إمتلأت﴿ فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ﴾ ( لو 5 : 7 ) فهذا هو سخاء ربنا يسوع فهناك يكون بعد فشل كبير يكون هناك نجاح ليس متوقع ما أجمل هذا الإختبار فهناك نعمة كبيرة تملأ حياتك فأعيش بكلمتك فأحياناً نقول * أنا فشلت كتير وأصبح الفشل ملازم ليَّ * ولكن ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ أنا يارب ضعيف جداً وعاجز جداً ولكن أنت يارب قُل كلمة لتبرأ نفسي فربنا يريد أن يُدخلنا في هذا الإختبار إختبار كلمته إختبار محبته إختبار الخضوع له فيملأ حياتك بكل بهجة وخير ﴿ فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) ما علاقة الصيد بأن يقول بطرس أنا خاطئ ؟ فهذه نصيحة غالية أنا متشكر شكراً جداً فنحن لا نسمي هذه المعجزة معجزة اصطياد السمك بل إنها مهمة أكبر فهي معجزة تغيير بطرس فالرب يسوع أتى ليأخذ ممتلكات بطرس فهو يغيرك إنت عن طريق السمك فهل ستتلهي في الصيد وتتركني أنا ؟ فليس هناك معجزة يصنعها ربنا يسوع إلا ويكون هدفها هو خلاصي فمعجزة التجلي هدفها خلاصي الأمور العقيدية هدفها خلاصي قيامة لعازر هدفها قيامة الخاطئ فإنك تتجاوز هذه المرحلة وتتقابل مع هذه القدرة التي لا نهائية فتخر وتسجد له فلم ينسب النجاح لنفسه أو لأنه طاوع بل مركز ذهنه على المسيح فتكون في سجود في حياتك فعيش مشاعره فهو كان محبط فهو كان فاشل ولكن ربنا أعطاني نعمة وملأ قلبي ونفسي سلام فالسجود هو انفعال هو حركة إنفعال قلبية حركة إنفعال لا إرادية فهي إعلان عن فرح إعلان عن شكر هذا هو السجود بالروح فلذلك حاول أن تجرب هذا الإحساس أن تخضع لعمل نعمته أن تدرك أمام من أنت واقف ؟ فعندما الإنسان يحس بعظمة الله يتضاءل هو ويصغر جداً فعندما يتفاعل هو يخر ساجداً فالإنسان عندما يشعر أنَّ الذي أمامه كبير جداً فهو يصغر جداً أمام نفسه فيسجد إلى ربنا الذي هو كله عظمة وقدرة وأنا الخاطئ فالسجود هو إنفعال من الداخل أشعياء النبي يقول ﴿ رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفعٍ وأذياله تملأ الهيكل فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ﴾( أش 6 : 1 ؛ 5 ) فلم يسعه أن يفعل شئ إلا السجود السجود هو شعور بضعفي الشرير وبر الله الذي أنا واقف أمامه كذلك أيضاً يعقوب ويوحنا إبني زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس ﴿ ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) فالحكاية تحولت عن السمك فهم لم يفرزوا السمك و يبيعوه فالهدف الأول كان السمك ولكن في النهاية تركوا كل شئ وباعوه فهم وجدوه هو الأجمل هو الأحلى ولكن أنت ماذا تفعل في عمرك ؟ فإن كنت محبط مضايق فقل يكفيني أن أكون معه يكفيني أن أحيا معه هو فرحي هو كفايتي هو بهجتي فهو إذا كان عمل معي كل ذلك الآن فهو يدبر كل أمور حياتي فأدركت أنه يقدر أنه يستطيع فمعلمنا بطرس يقول لنا لا تجعل شغلك يأخذ كثير فأنا جربت ذلك لذلك ضع قلبك في كلمته ضع قلبك في المسيح فهو الغني وليس شغلك فأصبح صياد للناس فيرمي مثلاً الشبكة في يوم الخمسين فيصطاد حوالي ثلاثة آلاف نفس فاختبر قدرة ربنا في حياته الشخصية وبذلك استطاع أن يجذب النفوس بلا كلل بلا تعب فكان يقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 )فمعلمنا بولس يقول لتلميذه ﴿ اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ وبخ انتهر عظ بكل أناةٍ وتعليمٍ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) فاحضر كل إنسان إرمي الشبكة إحضر كل إنسان في المسيح يسوع فإحكي عن يسوع إحكي عن خبرتك معاه فأن تُخبر بما رأيت وبما سمعت فربنا حول هذه المعجزة من موضوع اصطياد السمك إلى اصطياد أربعة أعمدة فهو قام باصطياد بطرس ويوحنا وأندراوس ويعقوب يا لجلالك يارب فهو يختارنا بنفسه يستخدمنا لإسمه يغير حياتنا لنفوز بملكوته فهو يريد أن نسجد أن نسبح أن نخدم أن نعيش بهدف أبدي ربنا يغيرنا ويجعلنا نعيش له ومن أجل إسمه ويجعلنا نتعب من أجله وأن نعرف أنَّ بدونه نتعب ولا نصطاد شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 أكتوبر 2022

معجزة شفاء المفلوج

إنجيل هذا الصباح المبارك يحكي معجزة ربما نكون كلنا نعرفها وهي عن المفلوج الذي حمله أربعة رجال أصدقائه ربنا يسوع في مدينة كفرناحوم إجتمع في منزل ومن المعروف عن شخصية ربنا يسوع المحبوبة الجذابة أنه حيثما وُجِد تجمع زحام حوله ربنا يسوع لو تأملنا في شخصيته نجد أنه كم كانت الجموع شغوفة لسماع تعاليمه مرة يقول الكتاب ﴿ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) يصعد على الجبل لكي يتكلم لم يقل الكتاب لنا في كل مرة إجتمع فيها ربنا يسوع مع الجموع كم كان عددهم ؟ وجدنا أنه في المرة التي كان فيها على الجبل كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال تخيل هذا العدد في عظة يقولها ربنا يسوع على جبل وبالطبع كانت المدينة كلها في ذلك الوقت لا تتعدى إثنين مليون نسمة تقريباً بذلك نجد هذه النسبة تعلن أن ربنا يسوع شخصية جذابة جداً وكل من يسمعه يحرص على أن يعود ليسمعه مرة أخرى ﴿ ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسُمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ﴾ ( مر 2 : 1 – 2 ) مجرد أن عرفت الجموع أنه في بيت تجمعوا حوله في البيت لذلك كان ربنا يسوع يُعلم في أي مكان قد يكون على جبل أو مكان عام في مجمع على شاطئ البحر لأنه حيثما تواجد ربنا يسوع تواجد زحام حوله لم يسع البيت الجموع من كثرتها حتى أمام الباب ﴿ فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان ﴾ ( مر 2 : 2 – 4 ) هنا نتكلم عن نقطتين هما :- 1. روح الخدمة في الرجال الأربعة :- ذهب الرجال الأربعة ليسمعوا ربنا يسوع مثل غيرهم ومثل من في البيت لكن كان لديهم روح خدمة وكانوا حريصين على أن يأخذوا معهم شخص لا يستطيع أن يذهب ويريدونه أن يتقابل مع ربنا يسوع أرادوا أن يأخذوا معهم إنسان مفلوج ومرض الفلج هو الشلل الكلي الإنسان المقعد الذي كل أعضاؤه ضامرة عضلات الجسد كله ضامرة وغير عاملة هذا هو الإنسان المشلول أخذوه وحملوه معاً على سريره ليقدموه للمسيح هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي الذي لا يريد أن يذهب وحده بل يذهب ومعه أصحابه وعندما يذهب ومعه أصحابه لا يفكر في أصحابه الذين إعتادوا الذهاب بل يفكر في أصحابه الذين لا يستطيعون الذهاب هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي بنعمة الله أن يكون له غيرة وله حب وأمانة نحو سائر إخوته خاصةً الذين لا يستطيعون ولا يعرفون أن يأتوا خدمة يطلق عليها الآباء إسم خدمة المفلوجين وبالطبع مفلوج بالمعنى الجسدي أن جسده لا يتحرك أما المفلوج بالمعنى الروحي فهو كل نفس لها قيود داخلها تمنعها من الحياة مع الله المفلوج بالمعنى الروحي هو شخص لم تتعود رجليه أن تقف للصلاة وليس له يدين إعتادتا أن ترتفعا للصلاة وليس له لسان تعود مباركة الله وتسبيحه وذِكر إسمه – هذا مفلوج روحياً – وعندما تسأل نفسك كم مفلوج تعرفهم تجد أنهم كثيرون نفوس كثيرة لا تعرف طريق الله وليس بها مخافة الله .. نفوس كثيرة أرجلها لا تعرف طريق الله وليس في قلبها مخافة الله نفوس كثيرة مفلوجة لا تستطيع أن تتقدم في طريق الله ولا خطوة واحدة لابد أن أشعر في قلبي أن عليَّ مسئولية نحو هذه النفوس لا يكفي أن أذهب بمفردي لا يكفي أن أهتم بخلاص نفسي وحدي كلما ذاقت النفس عذوبة وحلاوة الحياة مع الله كلما شعرت أنها لا تستطيع أن تعيش وحدها معه بل تشتاق أن تقدم له كل يوم نفوس جديدة بل تقول مع داود النبي ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) لا تريد أن تترك شخص لم يعرف الله لا تترك شخص مازال مُقيد مفلوج ليس بداخله حركة الإشتياق لله معلمنا بولس الرسول كان يقول ﴿ من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) من أسمع عنه أنه مازال لا يعرف الله ويعيش في عثرة وأنا لا أعثر من أجله ؟! من الذي أشعر أنه يعيش في ضعف وأنا لا أضعف من أجله ؟! لذلك قال ﴿ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾( 1كو 9 : 20 – 22 ) معلمنا بولس الرسول مملوء غيرة حتى أنه قال لنا كلمة صعب جداً فهمها﴿ كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد ﴾ ( رو 9 : 3 ) نستطيع أن نقول أنَّ نفس الكلمة تنطبق على الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج كان يمكن لكل واحد منهم أن يقول أنا أريد أن أسمع وحدي أو أن أسمع براحتي وحدي أستطيع أن أدخل بسهولة لكن لأننا أربعة ونحمل معنا مفلوج فهذا سيحرمنا من أن نسمع لا هم قبلوا أن يُحرموا من أن يسمعوا ولكن من أجل عمل أفضل من أن يسمعوا يجب أن نهتم بخلاص غيرنا وكما قال بولس الرسول ﴿ لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع ﴾ ( كو 1 : 28 ) نحضر نحن المفروض أن نخرج خارج أنفسنا ونسأل عن إخوتنا ونهتم بأن نُحضر للمسيح نفوس جديدة ونهتم بخدمة المفلوجين ونهتم بخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم إهتم بإفتقاد الإخوة إهتم بإفتقاد الناس التي أخذها العالم وابتلعها إن لم يحمل الإنسان المسيحي في قلبه روح غيرة ومحبة لإخوته يكون هناك خطأ في حياته المسيحية الذي عايش المسيح بالفعل لا يستطيع أن يهدأ حتى يأتي بنفوس كثيرة للمسيح القديس يوحنا فم الذهب يقول لو قلت أنَّ الشمس لا تضئ أصدقك لكن لو قلت أنَّ المسيحي لا يخدم لن أصدقك يريد أن يقول كون الشمس لا تنير فهذا شئ لا يصدقه عقل لكن قد أصدقك لكن أن تقول لي مسيحي لا يخدم فلن أصدقك أبداً لماذا ؟ لأنَّ نور المسيحي أقوى من نور الشمس لأنَّ نوره من نور خالقه الله قال الله ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) كيف تُغطى مدينة كائنة على جبل ؟ هل تغطيها بيدك أو بسِتر ؟ لا يمكن أن تُغطى ﴿ ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ﴾( مت 5 : 15) يريد أن يقول لك أنت مثل مدينة كائنة على جبل تضئ للآخرين بحياتك وسيرتك وسلوكك الإنسان المسيحي لابد أن يعيش الخدمة وروح الخدمة هؤلاء الرجال الأربعة لم يريدوا أن يذهبوا وحدهم لم يشعروا أنهم مسئولين عن أنفسهم وحدهم فقط بل عن الاخرين أيضاً هذه هي الروح التي يجب أن نتحلى بها ونلتزم بها ربنا يسوع قال عن نفسه ﴿ كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ﴾ ( مت 20 : 28 ) رأينا ربنا يسوع بشخصه المبارك يجول يصنع خير ويشفي كل مرض تسلط عليهم يقول الكتاب أنه ﴿ ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كعنمٍ لا راعي لها ﴾ ( مت 9 : 36 ) الإنسان الذي تذوق حلاوة الحياة مع الله يكون حنون على إخوته وينظر لهم بنظرة حب وحنان وشفقة ويكون غيور على خلاصهم بل وساعي لخلاصهم هذه هي الروح المسيحية التي لابد أن تكون فينا إتجاه كل نفس إن كنت لا تستطيع أن تُحضر نفوس لله إن كنت عاجز عن أن تُعلم فعلى الأقل صلي من أجلهم على الأقل قدم لهم نموذج جيد قدوة لهم يجعل قلوبهم تتحرك نحو الله مسئولية نحن غير مدركين لها وسُندان عليها إن كان ليس لدينا روح خدمة الله خلق الإنسان بطاقة حب وطاقة فكر جبارة إن حصر نفسه في نفسه فهو بذلك أول الخاسرين وأول المُتعبين أكثر شئ يتعب الإنسان أن لا يهتم سوى بنفسه فقط لكن عندما يكون له روح خدمة إتجاه الآخرين تجده يقول ﴿ أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) يقول القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيه رائع عن الكنيسة فيقول أنها جسد المسيح ويأتي بتشبيه من العهد القديم وهو عندما سكر أبونا نوح في أحد المرات وتعرى فدخل عليه إبنه كنعان ورآه فتهكم على أبيه وخرج دون أن يستره لكن عندما دخل إبنيه سام وحام ورأيا عُري أبيهما أحضرا ملآه ورجعا بظهرهما وسترا أبيهما لكي لا ينظرا عُريه وعندما أيقن نوح هذا الموقف لعن كنعان وبارك سام وحام يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّ الكنيسة هي جسد المسيح وكل جزء في الكنيسة فارغ من المؤمنين هو جزء مُعرى وإن رأيت هذا الجزء المُعرى لابد أن تغطيه ليس بستر بل بمؤمنين تُحضرهم للكنيسة لأنَّ حضورهم هو الذي يستر الكنيسة إذاً عليك أمرين مهمين أولهما إنك لابد أن تأتي أنت بنفسك لئلا تكون متسبب في العُري وهذا أصعب لأنك المُتسبب وثانيهما أنه إن وجدت جزء مُعرى فكَّر في إخوتك لكي تأتي بهم لتستر الكنيسة جسد المسيح وتنال بركة لذلك لابد أن تتعامل مع الكنيسة على أنها جسد المسيح التي هي حريصة على أن تكون ممتلئة وفرحة ومتهللة بجماعة المُصليين والمُسبحين لأنَّ الله يحب جمهور المُعيدين لذلك لابد أن تشعر بروح المسئولية ليس نحو نفسك فقط بل ونحو الآخرين أيضاً اليوم نتعلم روح الخدمة من الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج وإن كانوا قد حُرموا من سماع كلمة الله نتعلم روح الخدمة والبذل وتقديم الآخرين عن أنفسنا الإنسان الذي يحب أن يقدم غيره عن نفسه يريد أن يتمتع الآخرين بالله مثله ولا يكون هناك شخص محروم من عِشرة الله الحلوة هؤلاء الرجال الأربعة عندما ذهبوا إلى المسيح وجدوا أنه من الصعب الوصول إليه لم يرجعوا بل فكروا كيف يتغلبوا على هذه العقبة الذي له روح الخدمة يغلب العوائق وليس الزحام هو الذي يجعله يتراجع عن روح الخدمة الإنسان الذي به روح الخدمة لا يعطلها أي عوائق مادام القلب مملوء بحب الله والنفس مملوءة بالغيرة إذاً لن توجد عوائق لهذه الخدمة . 2. هدف المعجزة :- كل الناس تتخيل أنَّ هدف المعجزة أن يتلامس هذا المفلوج مع المسيح ويُشفى من مرضه وربما هذا الهدف هو الذي كان في هؤلاء الرجال الأربعة أيضاً ﴿ وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مُضجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بُني مغفورة لك خطاياك ﴾ ( مر 2 : 4 – 5 ) لم يتوقعوا من يسوع أن يقول له تلك العبارة بل توقعوا أن يقول له قم إحمل سريرك وامشِ توقعوا أن يقول له أنت برئت قم مُعافى لكن لم يتوقعوا أن يقول له مغفورة لك خطاياك بالطبع كان هناك قوم من الكتبة وقالوا ﴿ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ﴾ ( مر 2 : 7 ) ؟أي ما معنى إنسان يقول مغفورة لك خطاياك ما سلطانه على غفران الخطايا ؟ ﴿ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيُّما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامشِ ﴾( مر 2 : 7 – 9 )أنتم في أذهانكم أيهما أيسر أن أُقيمه من سريره أم أن أغفر له خطاياه ؟ أراد أن يقول لهم إقامته من سريره أمر سهل جداً لكن الأصعب هو مغفرة الخطايا﴿ ولكن لكي تعلموا أنَّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ﴾( مر 2 : 10) أريد أن أُعلمكم أمر مهم جداً وهو أنَّ مغفرة الخطايا أهم جداً من أنه يكون مفلوج كون أنه يكون مفلوج ويظل بمرضه أو لا يظل بمرضه فهذا أمر لا يشغل ربنا يسوع بقدر ما يشغله غفران الخطايا لذلك قال له ﴿ لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ﴾ ( مر 2 : 11 – 12) هدف المعجزة هنا هو خلاص النفس لو نظرنا إلى كل المعجزات التي صنعها ربنا يسوع نجد أنَّ هدفه ليس أن يجمع الجموع ويصنع المعجزة لكي يفتخر بصنعها ويظهر أنه رجل عجائب لا لم يكن هذا هدفه لم يكن هدفه أن يأخذ الجموع إلى الجبل ويعلمهم لكي يمضي الوقت ويجوعوا فيطعمهم ويُقال عنه أنه أشبعهم لا ما من معجزة عملها إلاَّ وهدفها إعلان لاهوته إلاَّ وهدفها خلاص النفس وهذا أروع وأجمل من مجرد أكل وشرب وشفاء مرض أروع معجزة يصنعها فينا ربنا يسوع أن نتلامس معها هي توبتنا إختبارنا الشخصي كل يوم بغفرانه لنا غفران ربنا يسوع أجمل من شفاء مفلوج لذلك كوننا نقف عند هذا الحد نكون قد أخلينا ربنا يسوع من جوهره الإلهي عندما يأتي إنسان ليتعامل مع ربنا يسوع لمجرد أنه يشفيه أو يحل له مشكلة فهذا الأمر يجعل نظرته ضعيفة جداً وقليلة عن ربنا يسوع لكن يجب أن نتخطى ذلك بكثير لكي نتلامس معه كإله ونتذوق منه غفران خطايانا وأن نعرف كيف نمجده لأنه صنع معنا أمر عظيم في حياتنا أجمل وأعظم معجزة يصنعها فينا أن نتغير إلى تلك الصورة عينها أعظم معجزة يصنعها فينا الله أنه يعطينا نفسه على المذبح مأكل ومشرب حقيقي لكي يثبتنا فيه ويثبت هو فينا أعظم معجزة يعملها الله فينا هي التوبة ونعمة مغفرة الخطايا أحياناً الناس وخاصةً في جيلنا يتعلقون بالمعجزات كثيرون يقرأون معجزات البابا كيرلس وأبوناعبد المسيح المناهري وأبونا يسى ويتركون الكتاب المقدس كثيرون فكرهم نحو المسيح أنه يحل فقط المشاكل في حين أنَّ هدف ربنا يسوع نحونا غير ذلك هدفه توبتنا وخلاص أنفسنا لذلك ما من معجزة صنعها ربنا يسوع إلا وكشف لنا هذا الجانب الجموع التي أكلت من الخبز وشبعت وأشبعها فرحت وقالوا لقد أشبعنا لنظل سائرين معه حتى لا نجوع لكنه قال لهم أنتم مخطئون أنا لست ساحر أطعمكم وأشبعكم لا ﴿ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية ﴾ ( يو 6 : 27 ) أعطاهم فكر إلهي فكر عن خلاص أنفسهم عندما ننظر لمعجزة صيد السمك التي عملها مع بطرس الرسول قال له ﴿ ابعد إلى العمق ﴾( لو 5 : 4 ) قال له بطرس ﴿ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾( لو 5 : 5 ) هل الذي تعب الليل كله ولم يصطاد شىء الآن يقول له ربنا يسوع أدخل للعمق ؟ ودخل بطرس للعمق واصطاد سمك كثير جداً حتى كادت السفينة أن تغرق فإستعان بسفينة يعقوب ويوحنا التي هي أيضاً كادت أن تغرق من غزارة الصيد والشباك كانت تتخرق من كثرة الصيدهل إنتهت المعجزة إلى هذا الهدف أنَّ المسيح جعلهم يصطادون سمك كثير ؟ لا ليس هذا هدف المعجزة بل هدفها أعظم بكثير وهو أنَّ بطرس سجد لربنا يسوع وقال له ﴿ اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. إذاً المعجزة هدفها خلاص النفس وتبرير الإنسان ومن هنا تحول من سمعان إلى بطرس ومن صياد سمك إلى صياد الناس وهنا مجد المعجزة صعب أن نرغب في السير وراء المعجزة لأجل المعجزة مثل اليهود الذين قالوا له نريد أن نرى آية نريد معجزة كثيراً ما يطلب الإنسان معجزة من أجل أطماع شخصية أو أهداف أرضية أو من أجل تأمين حياة في حين أنَّ هذا ليس هدف ربنا يسوع مع النفس والعجيب أنه عندما نرى عمل المسيح المعجزة مع بطرس نجد الكتاب بعدها يقول ﴿ تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) إذاً ماذا عن السمك يا معلمنا بطرس ولمن تتركه ؟ يقول الأمر الآن أصبح ليس صيد سمك كثير الأمر أكبر من ذلك بكثير الأمر في الذي أعطاني السمك هل يليق أن أتمسك بالسمك وأترك الذي أعطاني إياه ؟ هكذا اليوم مع المفلوج ربنا يسوع قال له ﴿ قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ﴾ هل أفكر في الذي قال هذه العبارة ومن هو وما هي قدرته ؟ إذاً يجب أن أكون قد تلامست مع الله وعندما أتلامس معه أتبعه أينما يمضي ربنا يسوع لا يحب أن يظهر معنا في حياتنا في شكل أمر يعطي إندهاش للنفس أو يصنع عمل عجائبي أي مثلاً يصعد أعلى الجبل ويُلقي نفسه فتأتي الملائكة وتحمله لا هذا فكر شيطان لذلك هو لم يسمح لهذا الفكر وقال له ﴿ لا تجرب الرب إلهك ﴾ ( لو 4 : 12) في حين أنه قادر أن يصعد إلى جناح الهيكل ويُلقي نفسه ولا يُؤذى هو قادر لكن يقول لماذا وما هدف ذلك ؟ أي معجزة أصنعها لابد أن يكون هدفها توبة النفس وخلاصها وإعلان مجد لاهوتي في النفس وفي أولادي ووسط الكنيسة لذلك يجب أن لا نطلب أمور تحقق إيماننا لأن إيماننا أكبر من كل الأمور المرئية أنا لست منتظر معجزة لأعرف أنَّ إلهي هو الإله الحقيقي لا أنا إيماني أقوى بكثير من كل ما هو مرئي أنا أؤمن به داخل قلبي ونفسي وعقلي أنه قادر ومقتدر وأكبر دليل يعلن لي أنَّ إلهي قادر ومُقتدر أنه يغفر لي خطاياي وأنه يعدني بالحياة الأبدية وأنه يعطيني مجد ألوهيته في داخلي وأنه خلقني على صورته ومثاله – هذا أكبر مجد – لكن كون أنَّ هناك أمور أخرى أتعلق بها أقول لك أنت بذلك لم تفهم هدف المسيح من صنع أي معجزة إن كان المفلوج أول كلمة قالها له هي مغفورة لك خطاياك ثم بعد ذلك قال له قم إحمل سريرك وامشِ إذاً الأهم من شفاء الجسد هو شفاء مرض النفس قد يسمح الله كثيراً بأمراض للجسد لكيما تكون شفاء للنفس قد يسمح الله للإنسان أن يُحرم من بعض الأمور الأرضية من أجل اقتناء ما هو أهم وهو الأمور السماوية فنجد أنه قد يسمح لأبرار وقديسين أن يتألموا في الجسد ويُصابوا بأمراض ومع ذلك يقول أنَّ هدف الله من الإنسان هو خلاص نفسه أهم بكثير من بعض آلام في الجسد بل قد تكون آلام الجسد سبب بركة للنفس والروح لذلك هدف المعجزة في فكر المسيح وفي فكر الإنجيل هو تغيير الإنسان وتوبة الإنسان وليس مجرد فعل ظاهري الله الذي تحنن على المفلوج يتحنن علينا ويقول كلمة الخلاص لكل نفس أنَّ مغفورة لك خطاياك لنقوم ونحمل سريرنا ولا يعود سلطان المرض يغلب علينا بل نقوم ونمجد ذاك الذي أعطانا السلطان والمجد وشفانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل