المقالات
13 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٥ )
شبعي في المسيح "الرضا "أتبعك أينما تمضى ( لو ٩ : ٥٧ )
فإني قد تعلمت أن أكـون مكتفياً بما أنا فيه ، ( في ٤ : ١١ ) نلاحظ في هذا الزمان أن حياة التذمر تزداد وبعض الناس يمتلكون كل شيء لكنهم غير فرحين.
أولاً : معان في الرضا:
۱ - شعور ایمانی.
٢- شعور ایجانی.
شعور القلب الهادي.
٤- شهور قبول الحياة.
ثانياً : جوانب حياة الرضا
١- طبيعة شخصية:
تكونت من خلال مدة الإنسان وتربيته ، وهذه من أهم الفضائل التي يجب أن تزرعها في نفوس اولادنا .
۲- اسلوب حياة :
سواء في العمل ، الدراسة ، والخدمة .
٣- علامة نجاح :
الإنسان الراضي دائماً ناجح في حياته.
٤- حياة اكتفاء :
حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا مثل الابن الضال النفس الشبعانة تدرس العسل ( أم ٧:٢٧).
ثالثاً : صفات حياة الرضا
1- في القرارات المصيرية:
عندما تكون راضيا ستكون ناجحا ، احذر من حرب التشكيك من عدو الخير لقراراتك مثل راعـوث الموابيـة رغم كل ما تعرضت له لكنها كانت راضية فاستحقت أن يذكر اسمها في سلسلة انساب السيد المسيح.
٢- في الخدمة والمسئولية :
المقارنة بالآخرين تتعب الإنسان لابد أن تعرف أن لكل إنسان وزنة مختلفة عن الآخر.
٣- في تعاملاتي مع الآخر :
بعض الناس يسمونهم trouble maker صانعی مشاكل والبعض الآخر peace marker صانعی سلام فأي من الاثنين تريد أن تعمل معه ؟
٤- في الظروف المحيطة :
يجب أن تشعر أن الله له ترتيب في كل يوم من أيام حياتك وتثق أنه مدبر كل شيء لخيرك ، حتى وإن كانت ضد العقل طالما انت إنسان أمين لذلك.
رابعا : طريق الرضا:
۱- موضوع اهتماد الله :
أنت موضع اهتماامه قبل أن توجد.
۲- موضوع انشغال الله :
أنت فكرة في عقل الله هو انشغل بك حتى اوجدك.
۳- موضوع فرح الله:
نحن كبشر نفرح بقدوم مولود جديد.
٤- موضوع رعاية الله :
"وأنا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم إلى الله يحملنا ، ويكبر الإنسان إلى أن يصير بالغا" .
خامسا : اقتناء الرضا
ا- الطاعة:
نتعلم في النسكيات الديرية على ابن الطاعة تحل البركة » . والحياة تشهد بذلك أن الإنسان الذي يعيش بالطاعة ينال بركة.
٢- التسليم من أبسط صور التسليم الطفل الصغير الممسك بيد أبيه في شارع مزدحم ، فيشعر بالأمان رغم كل الظروف . في سير القديسين عندما يتعرض الأخ المبتدئ إلى حروب فإنه يصلي قائلاً " ببركة ابي يارب ارفع عنى هذه الحرب" حياة التسليم هي ضمان الصحة النفسية للإنسان والراحة النفسية .
٣- الثقة:
ثقتي أن يد الله قوية ومازالت تعمل شاول الطرسوسي كان يضطهد كنيسة الله بإفراط ولكن بعد ظهور السيد المسبح له لم يجد سوى هذه العبارة ليقولها ماذا تريد أن أفعل ؟ ( أع٦:٩ ) ، فكانت هذه الإجابة تشمل ثلاثة جوانب حياة الرضا ، والطاعة والتسليم ، والثقة في شخص المسيح توجد أشياء كثيرة لا تفهمها لكن الله في التوقيت المناسب يعمل ويعمل الخير الإنسان لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ، ولكنك ستفهم فيما بعده ( يو ۷:۱۳ ).
٤- الفرح:
كل أيام الحزين شقية ، أما طيب القلب فوليمة دائمة ، ( أم ١٥ : ١٥ ) الإنسان الحزين هو الإنسان البعيد عن ربنا أما طيب القلب فهو الإنسان الراضي والمطيع ، الذي يحيا حياة الفرح ، فيكون وليمة دائمة أي يشعر بالشبع.
سادساً : ممارسة الرضا
١- تجنب ( إشمعني ):
الله يتعامل مع البشر بحسب احتياجات كل واحد علم أولائك منذ الصغر على تجنب هذه الكلمة .
٢- قلل ( لا ):
كلمة "لا" متعبة عكس كلمة "حاضر" ، الكلمة المريحة من أمثال العرب قل نعم ، تزيد "النعم" اوجد صياغة أخرى لرفضك غير كلمة "لا".
٣- کن مبتسماً:
فالابتسامة هي اللغة العالمية التي يفهمها كل الناس غياب روح الفرح أو روح الابتسامة يجعل ما تقوله كلمات جامدة.
٤- اشكر:
اكتب ۳۰ نقطة تشكر ربنا عليها في حياتك واحفظ هذه الورقة معك دائما ، لتصلي بها إلى الله وتشكره على نعمه معك ، وتتذكرها عندما يضايقك شيء أو يجرح حياة الرضا لديك.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
06 أكتوبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٤ )
أتبعك أينما تمضى التلمذة أتبعك أينما تمضى ، ( لو ٩ : ٥٧ )
اولا : نماذج سلبية للتبعية:
هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة اشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني ، ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد ، لكي يقدم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة.
ونقدم لك الثلاثة اشخاص
الأول : إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا.
الثاني : إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر.
الثالث : عنده فكر ومشاعر ، ولكنه سقط في التردد أو التأجيل.
الصديق الأول : مشاعر بدون فكر شخص مندفع ، وكل ما يقوم على العاطفة يكون مؤقتا ، وأجابه المسيح للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له این يسند راسه » ( مت ٢٠:٨ ) وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب ، ليست المسيحية مجرد معجزات ، المسيحية ايضا فيها طريق للآلام ، وربنا يسوع قال لنا : « في العالم سيكون لكم ضيق ، ( يو ١٦ : ٣٣ ) ، ومع الآلامات توجد تعزيات فهل أنت مستعد ؟
إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد
أولا : على ربنا
ثانيا على عقلك
ثالثا : على عاطفتك ( التي هي ممكن أن تكون متغيرة ) .فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة الصديق الأول كان صاحب مـشاعر ولم يكن صاحب فكر ، لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح.
الصديق الثاني : فكر بدون مشاعر المسيح قال له اتبعني ، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح ان يذهب أولاً ويدفن اباه عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك .
الشخص الثالث : مشاعر وفكر تقدم للمسيح وقال له : « أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته ، او ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد ، وقد تمتد خطية التردد إلى التاجيل ، وكما تعرفون أن التـاجـيل لص الزمان ، حتى في التوبة ، ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا، وكانت إجابة السيد المسيح عليه : ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ، ( لو ٦٢:٩ ) بولس الرسول في محاكمته أمام اغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقـوة حتى أن اغريباس قال له : « بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً ، ( اع ٢٦ : ٢٨ ) ، ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا ، مشكلة التردد .
ثانياً : نماذج إيجابية للتبعية :
١- متى الرسول نقرأ في ( متى ۹ : ۹ ) عبارة ، اتبعني ، وهنا العبارة قـالـهـا ربنا يسوع المسيح للاوى العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية فقام وتبعه وصار متى الرسول
۲- بولس الرسول وهو كان بعيداً عن المسيح تماماً ويهوديا حتى أنه قال عن نفسه : « كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وإتلفها ( غل ١ : ١٣ ) ، وكنت قبلا مجدفا ومضطهدأ ومفتريا ، ( اتی ١ : ١٣) ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له : « يارب ماذا تريد أن أفعله «.
۳- بطرس الرسول ( لوه : ۱ - ۱۱ ) كان سمعان بطرس صياد وفي مرة قضى الليل كله ولم يصطد شيئا وبعد أن أرسوا على الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع ، ثم قال المسيح لسمعان ابعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد ، فاجاب سمعان وقال له .يا معلم ، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة ..
٤- الأنبا باخوميوس اب الشركة كان جنديا وثنيا ، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون ، قال : إن رجعت من الحرب سالما ساصير مسيحيا ، ورجع وبدأ طريقه الروحي ، وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصـار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية ، وصار قديساً في الكنيسة.أحياناً يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعو في قلبه ، وعندمـا يسـتـجـيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح ، ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلى الوراء بل يأخذ طريق ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
29 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٣ )
حريتي في المسيح الحرية »
« تعـرفـون الـحـق ، والحـق يحرركم » ( یو ٣٢:٨).
لعل من أهم القـضـايا التي شغلت الإنسان منذ بدء الخليقة على الأرض إلى يومنا هذا هـي الحـريـة فهي كلمة لامعة تكلم عنها الكثير من الكتاب والشعراء ورجال الأدب ورجال العلم والسياسة ، حتى صارت الحرية واقعاً أو خيالاً يداعب حياة الإنسان . هناك ما يسمى بالحرية الزائفة مثل الإدمان . عبارة خالدة للـقـديس أغسطينوس عن الحرية : « قد جلست على قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئاً ولا أشتهي شيئاً » .
أولاً : معاني الحرية :
۱- عتق من الاستعباد :
الحرية تعنى ألا يتحكم في الإنسان شیء ، سواء كان هذا الشيء فكرة أو شهوة أو أصحاباً أو عادة أو مالاً .مثل الابن الضال الذي كان في بيت أبيه يتمتع بكل ما يحتاج إليه ومن أين أتى بـهـذه الفكرة ؟ مـن أصحابه ، وبدأ ينحدر حتى وصل إلى رتبة الحيوان واشتهى طعام الخنازير ولم يجده ، لكنه في لحظة توبة بدأ يقارن بين ما وصل إليـه ومـا كـان يحيـاه سابقاً ، فـعـرف أنه في حالة عبودية وليست حرية .
۲- عتق من الخطية :
الحرية تعنى أن يتحرر الإنسان من الخطية بكل أشكالها ، قد تكون حسية أو مادية أو سياسية أو مالية ( عبودية الخطية بصفة عامة ) . شـرح ربنا يسـوع مـعنى الاستعباد ، ووضع مفهومه في شكل قانون : « إن كل من يعمل الخطية هو عـبـد للخطية » ( يو ٣٤ : ٨ ) ، وأوضح أن الحرية والخطية لا يجتمعان سوياً .
۳- قوة من الداخل :
أراد السيد المسيح أن يكلم اليهود عن الحرية .
٤- معرفة الحق :
قال السيد المسيح لليهود : « إنكم إن ثبتم في كلامي فبـالـحـقـيـقـة تكونون تلاميذي ، وتعـرفـون الحق ، والحـق يحرركم » ( يو ٨: ٣١) .
ثانيا : طريق الحرية :
١- الثبات في المسيح : -
فداء المسيح الذي قدمه لنا على الصليب منحنا الحرية . مسيحنا القدوس له قدرة على خلاص المأسورين في العبودية .ثبات القلب في المسيح وثبات المسيح في القلب هو بداية طريق الحرية .
۲- الثبات في الوصية :
الثبات يعني الحياة في الوصية الإنجيلية باستمرار . كل صلواتنا مأخوذة من الكتاب المقدس مثل القداس وكل الأسرار . معرفة الكتاب والثبات في الوصية هما طريق الحرية .
٣- الحياة بالوصية :
أن تكون حـيـاتك كلهـا حـسب الإنجيل ، كقول الأنبا أنطونيوس : « أن يكون لك شـاهـد عـمـا تصـنـعـه مـن الكتاب المقدس » . أتعجب من أي شيء يكسـر محبة ربنا في قلبك حتى ولو بالفكر أو بالقول أو بجميع الحواس !
٤- التوبة النقية :
هناك أنواع من الناس : -
إنسان يسعى إلى الخطية ( الابن الضال ) . - إنسـان يـعـيـش في الخطيـة ( السامرية ) . - إنسـان تمادي في الخطـيـة ( المفلوج ) . - - إنسـان كل عـمـره في الخطيـة ( المولود أعمى ) . لا تـوجـد حـرية بدون توبة ، فالإنسان الذي يفعل الخطية يصير عـبـداً للخطية ، ثم يأتي المسيح لكي يحرره من الخطية . في فترة الصـوم نـتـحـرر من سلطة الطعام ، لتصـيـر حـيـاتنا من المسيح .
المزيد
22 سبتمبر 2023
امائة درس وعظة ( ٣٢ )
معاً في المسيح لشركة
وجـمـيع الذين أمنوا كانوا معاً ، وكان عندهم كل شيء مشتركا » ( أع ٢ : ٤٤) .
أولا : جذور حياة الشركة
١- شركة الأقانيم : نحن نؤمن بإله واحـد مـثلث الأقانيم نؤمن بالجوهر الواحد ، ونؤمن بالذات الإلهية الواحدة عندما نقول : « الأب والابن والروح القدس ، هو تعبير عن هذه الشركة فإن كلمة « الأب » ( وهي كلمة غير عربية ) ومعناها الأصلي هو المحب والابن المحبوب ، فالروح القدس روح الحب ، لذا يقال إن مسيحيتنا كلها تختصر في عبارة : « الله محبة • شـركـة الأقانيم- في الذات الإلهية الواحدة هي أول تعبير عن المشاركة.
۲- شركة الأسرة :
الأسرة المسيحية تتكون من ثلاثة هو وهي والمسيح ، وهذا الرباط المقدس الذي يربطهم يكون هذه الوحدة أو هذا الكيان هذه الشركة التي تكون الأسرة هي بداية الحياة . عندما تضع الكنيسة الإكليل ( التاج ) في سر الزيجـة على رأس العريس ، تريد أن تقول له : إن هذا التاج هو أن تحمل زوجتك وأبناءك على رأسك ، وعندما تضع التاج على رأس العروسة يكون بالمثل .
۳- شركة الكنيسة
الكنيسة في جسد المسيح ونحن اعضاء في هذا الجسد هذه هي الكنيسة التي تجـاهد على الأرض وتنتظر أن تنضم إلى الكنيسة المنتصرة في السماء في شركة . كلمة الشركة ، تذكر كثيراً في صلواتنا ، لهذا السبب يوجد في كنائسنا حامل الأيقونات الذي يحمل ملامح القديسين والقديسات الذين سبقونا إلى السماء صلواتنا هي شــــــــركـة مع السمائيين ، عندما تطلب صلوات القديسين أو شفاعاتهم إنما هذا نوع من الشركة .
ثانيا : طريق الشركة :
١- قبول النفس : كما قال القديس مارإسحق : « اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض .. احرص أن تكون من داخلك راضياً غير متذمر أول خطوة في حياة الشركة لتكون عضواً فعالاً في كنيستك ، في مجتمعك في حياتك ، في أسرتك هي خطوة التوبة وتقبل ذاتك . الوحدة إنما تبني على أساس قوى من توية كل فرد فيها .
٢- الصدق مع النفس
خطية اليهود المشهورة هي الرياء ، فابتعد عن الرياء والأقنعة عيش الصدق في حياتك .
٣- الشركة مع الآخر :
التسابيح الكنسية تخاطب المسكونة والخليـقـة كلـهـا لكي مـا تشترك وتقول : « سبحوه وزيدوه علوا« عالم الأنانية ضيق يقسم الناس ، أما عالم المحبة واسع يضمهم جميعاً . وكما قال القديس أغسطينوس : « حب الكل فيكون لك الكل ».
٤- حضور المسيح :
اجعل إيمانك بالسيد المسيح حاضراً وقوياً ولا تنس وعده : ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهرة مت ۲۰:۲۸ ) اول اسم يدعى به ربنا يسوع اسمه عمانوئيل الذي تفسيره : الله معنا » ( مت ١ : ٢٢ ) ، عش هذا الإيمان لا تعتقد أن الإيمان مـوضـة قديمة ، ولا تنس أن الاختراعات التي على الأرض وتبهرنا هي نتاج العقل الذي خلقه الله ثق أن الله لازال يعمل وسيظل يعمل إلى نهاية الدهور.
٥- الاحتماء بالكنيسة:
الكنيسة كيان سماوي ، المسيح قال عنه : « على هذه الصخرة ابني کنیستی ، ( مت ١٦ : ١٨ ) عش في هذا الكيان.
المزيد
15 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣١ )
قوتنا في وحدتنا الوحدة
هوذا مـا أحسن ومـا أجـمل أن يسكن الإخوة معاً ( مز ١٣٣: ١ ) .
كلمة معا :
كلمة معا ، بالرغم من أن حروفها قليلة إلا أنها ذات معان كثيرة أقف معكم أمام ثلاثة معان لهذه الكلمة القوة -الجمال - الحياة
١- القوة :
من الكلمات العربية المشهورة ( الاتحاد قوة ) .. وإن تأملت في أصابع يدك سوف تجد أنه لا يوجد إصبع فيها يتشابه مع الآخر ، تختلف تماماً شكلا وحجما وطولاً ، وتختلف أيضاً في إمكانياتها وفي موقعها ، وإذا تخيلت أن أصابع يدك كلها بنفس الشكل ونفس الحجم كانت اليد لا تستطيع أن تعمل شيئا ، وكلما فعلت شيئا بيدك كانك تعبر عن قوة كلمة معا . تتعاون الأصابع برغم تنوعها ولا تقول اختلافها لكي مـا تنتج ، ويقولون إن الحضارة الإنسانية في حضارة الأصابع ، فقد نشأت من أصابع الإنسان واليد طبياً تعتبر معجزة بكل الأفعال التي تقوم بها .
۲- الجمال :
هذه الكلمة تجمع البشر والبشر ليسوا قوالب ، فالبشر اجناس وبيئات متعددة وحضارات ولغات وعادات ، والبشر أيضاً نوعيات وأفكار ، والبشر فنون وفلسفات ومذاهب ، وهذا يعطي جمالاً للحياة الأرضية . ولذلك على سبيل المثال يقولون : « في السفر سبع فوائد، لأن من خلال السفر يتقابل الإنسان مع آخرين وأجناس ولغات متعددة فتزداد إنسانيته وتزداد معرفته ، وتكون الحصيلة أنه يزداد في الجمال ، عندما يكون الإنسان متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد المعارف يزداد جمالا ، ويكون قلبه مفتوحاً للجميع وعقله متسعا لكل شيء .
٣- الحياة :
إذا سألتك ماذا تعني كلمة « صحة .. فالصحة في معناها العلمي في توافق كل أعـضـائنا مع بعضها ، وإن فقدنا هذا التوافق بأي نسبة يدخل الإنسان في حالة مرض . الـصـحـة هي التوافق سواء على المستوى الجسدى ، ويسمونها الصحة الجسدية ، أو على المستوى النفسي وهي الصحة النفسية ، إن فقد الإنسان هذا التوافق ( معا ) يدخل في حالة مرضية . إذا لابد من التوافق.
المزيد
08 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٣٠ )
حياتي في المسيح السعادة »
أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً
كلمة سعادة:
السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة
س- رمز السماء:
١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء.
٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله.
٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة.
٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق .
ع- رمز العطاء:
الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة .
١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة.
٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة.
٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار .
٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة.
أ- رمز الآخرين :
١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية .
٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة .
٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً .
٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان .
د- رمز الدموع
1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل .
٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان .
٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧).
٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧).
هـ- رمز الهناء
١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة .
٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد
01 سبتمبر 2023
مائة درس وعظة ( ٢٩ )
من له أذنان للسمع « الملامة »
ولماذا تدعـوننى : يارب ، يارب ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله ؟ » ( لو٦ :٤٦ ) .
القديس موسى الأسود عندما دعي بعد توبته- لمحـاكـمـة أحـد الآباء ، دخل حـامـلاً جوالاً ممتلئاً بالرمل ، وبه ثقب يتسرب منه الرمل ، وقال : « هذه هي خطاياي أحملها ولا أراها .. !! .. ا بالرجوع لمثل الشاب الغني الذي سأل السيد المسيح له المجد : « ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟ » وأعجب السيد المسيح بهذا السؤال لأنه رأه شاباً يبحث عن الحياة الأبدية ، وابتدأ يقـول له : « احفظ الوصايا » ، فأجاب الشاب حفظتها منذ حداثتی ، فقال له المسيح : يعوزك شيء واحد ، أن تبيع كل أمـلاكك وتعطى الفقراء وتحمل الصليب ، ويقـول عنه الكتاب « إنه مضى حزيناً لأنه كان ذا أمـوال كثيرة » . لم يستطع هذا الشاب أن يلوم نفـسـه ومضى دون أن ينتفع بركات الملامة
أولا : السمع الداخلي
ليس السمع هو سمع الأذن ، ولكن السمع هو سمع القلب . تحكى لنا قـصـص الـحـيـاة الرهبـانيـة عن القديس أرسـانيـوس مـعلم أولاد الملوك أنه كـان محبا للصمت ، وذات يوم سأله البابا ثاؤفيلوس البطريرك الـ٢٣ عن كلمة منفعة فأجاب أرسانيوس للبابا بعبارة : ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء .
ثانيا : التوبة المقبولة
١- القلب الداخلي : أحـيـانـاً يقع إنسـان في ضعف ، ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة « أخطأت » لأن قلبه لم يلمه لأنه لا يحيا فضيلة الملامة .
۲- الضمير الحي : الملامة تجعل الإنسان ضميره حيا وقلبه حيا ، وتقوده إلى التوبة . مثال القديس داود النبي : كان ملكاً ونبيا عظيـمـا ، سـقط لأنه إنسان في الضـعف ، ولكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك في قلبه ، عندما حدثه يوناثان النبي وجعلته يلوم نفسه .
٣- الملامة أمام الله : مثال الفريسي والعشار ، الفريسي يقول : أنا أصوم وأعشر أموالي ، وحالي أفضل من العشار ( يقيس نفسه على العشار ) ، وبالتالي هو لم يقدم توبة .
٤- القياس على المسيح : لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته ، فتجد نفسك صغيرا وضعيفا جدا . عندما تبدأ بالاستماع للوصية يجب أن تتعلم هذه المقولة : « ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه » .
٥- تفتيش الذات : لا تلقى باللوم على غيرك ، ولا تبحث عن سبب إلا نفسك ، وعندما تنجح في ذلك تستطيع أن تقدم توبة حقيقية .
٦- الاعتراف التائب : أحياناً تمارس سر الاعتراف ، ولكن تذهب إلى هذا السر دون أن تلوم نفسك ، لهذا لا توجد نتيجة إيجابية ، أحيانًا تقدم الضعف أو القصور في حياتك ، وتقدمه بتوبة ولكن هل تلوم نفسك من الداخل ؟ مثال يوسف : الذي وقف ولام نفسه بقوة ، وقال : كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ضميره مستيقظ وقلبه واع تماما .
ثالثا : ربح النفس
فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك .. تقتنى نفسك .. كما تعبت القديسة مونيكا ( أم القديس أوغسطينوس ) بالـدمـوع والصـلاة لـتـقـتني نفس ابنها .في كل مرة تنجح أن تمارس هذه الفضيلة تكسب نفسك . الممارسات الشكلية لا تؤدى إلى الملكوت ولا تبنى الملكوت .حينما تكون في موقف تمتدح فيه ، تذكر خطاياك ولم نفسك ، فتصير حياتك باستمرار حية وقلبك حساسا نحو أي ضعف .
رابعا : - ربح الآخرين
إحـدى وســـائـل كـسـب الآخرين أن تتعلم كيف تلوم ذاتك . الملامـة تعلمك التـوبـة الحقيقية . الله يعطيك نعما كثيرة لأنك تعرف كيف تلوم نفسك . ويحكي لنا تاريخ البـريـة أنهم سألوا الأنبا باخوميوس أب الشركة ما هو أجمل منظر رأيته ؟ وكانت إجابته أن أجمل منظر هو منظر الإنسان المتضع . فضيلة الملامة تنطبق عليها العبارة : « متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا : إننا عبيد بطالون . لأننا إنما عـمـلـنـا مـا كـان يجب علينا » ( لو ١٧: ١٠ ) .
المزيد
25 أغسطس 2023
مائة درس وعظة ( ٢٨ )
ليكون الجميع واحداً « الوحدانية »
« ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١)
أولاً : مصادر الوحدانية :
١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) .
۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله .
٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد .
ثانياً : صورة الوحدانية :
« جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ).
۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة .
۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية .
۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد .
ثالثاً : الوحدانية والإيمان :
« رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا :
۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس .
٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية .
۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » .
رابعاً : الوحدانية والأبوة :
« إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية .
۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها .
٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا .
خامساً معوقات الوحدانية :
۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم .
۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك .
۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » .
٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه .
سـادسـا : عـلامـات الوحدانية :
١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠).
٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين .
۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) .
٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
18 أغسطس 2023
مائة درس وعظة ( ٢٧ )
كن أميناً إلى الموت الأمانة »
« كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً
أولا : - أمانة وكيل الظلم
١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ
۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة
٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد.
ثانيا : مدح وكيل الظلم
١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح .
٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية.
ثالثا : امثلة إيجابية للامانة
١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ).
٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا .
رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة
١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك.
۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء .
خامساً : - نظرة المسيحية للمال
١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه.
٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.
المزيد