المقالات

21 أكتوبر 2022

المسئولية الأسقفية جـ3

تحدثنا عن جوانب المسئولية الأسقفية وهي عديدة، وذكرنا ستة جوانب هي: الشخصية – الروحية – الأبوية – الرعوية – المالية – التعليمية. ونستكمل الحديث هذه المرة في أربعة جوانب أخرى. سابعًا: المسئولية المجتمعية: كل أسقف في إيبارشيته مسئول مسئولية اجتماعية تجاه الآخرين الذين ليسوا من المسيحيين، في أي مجتمع داخل وخارج مصرالكنيسة تعيش في المجتمع وتتعامل معه وتقدم له المحبة والمساعدة والسند في كل الظروف.. لذا ينبغي أن يدرك الأسقف تلك المسئولية ويتذكر أنها مسئولية عمل لا مجرد كلام: «يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!» (1يو3: 18). مثال: نضع دائمًا مثل السامري الصالح الذي قدّم للآخر الذي لا يعرفه محبة غير مشروطة فقط لأنه أخوه في الإنسانية.. وهنا نعيد تعريف "القريب".. مَنْ هو قريبي؟ حسب تعليم الرب: هو كل إنسان.. 1- «وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ» (ننظر للمجتمع ونشعر بآلامه). 2- «فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ» (الشعور بداية للعمل وتقديم المساعدة العملية). 3- «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا» (كما صنع السامري نصنع نحن أيضًا فهذا أمر الرب لنا)(لو10: 29-37) المشاركة الإيجابية في جميع قضايا المجتمع مثل التعليم والصحة والبيئة وتقديم الخدمات المتنوعة... ثامنًا: المسئولية التكريسية: كيفية الاختيار ومعاييره ونوعيته. كل شخص تكرّسه أنت، بهذا تضع طوبة في مستقبل الكنيسة من أصعب المسئوليات مسئولية الاختيار.. كل شخص تقوم بتكريسه لا بد أن تختاره بعناية وبأناة وبصوت الروح القدس.. وأضع أمامك النص الآتي: «أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ، أَنْ تَحْفَظَ هذَا (1) بِدُونِ غَرَضٍ، (2) وَلاَ تَعْمَلَ شَيْئًا بِمُحَابَاةٍ. (3) لاَ تَضَعْ يَدًا عَلَى أَحَدٍ بِالْعَجَلَةِ» (1تي5: 21-22). 1- بدون غرض: أي لا يكون اختيارك مبني على هوى خاص بك إلّا إذا كان الغرض هو الخدمة وصلاحية هذا الشخص للخدمة والتكريس الذي سيقوم بها. 2- إياك والمحاباة.. من أي جانب إلّا مخافة الله. 3- أعط لاختيارك فرصة وقت كاف.. الوقت مع الصلاة يسمح بإرشاد الروح القدس. مثال: «فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ» (1صم16: 7) أحيانًا ننخدع بالمظاهر.. شكل التقوى.. CV ضخم وفخم.. صوت ملائكي.. لباقة في الكلام.. كاريزما.. وقد يكون كل هذا مرفوضًا من الرب لأنه ينظر إلى لقلب لا إلى العينين.. لذا نحتاج أن نسمع صوت الروح القدس بوضوح قبل الاختيار إن مسئولية التكريس خطيرة للغاية لأنه ينبغي أن نقدم أفضل العناصر في مجالات الخدمة، سواء الكاهن أو الراهب أو المُكرَّس أو المُكرَّسة. ولا تنسَ أن التكريس والتعليم هما قَدَما الكنيسة، وبهما تتقدم وتخدم وتنجح في كل زمان. تاسعًا: المسئولية الوطنية: تجاه الوطن كله.. الحفاظ على سلام الوطن بكل حكمة وبكل روية وبكل فكر متعقّل مسئوليتنا الوطنية هي مسئولية تجاه الوطن والعالم كله.. نتذكر دائمًا أننا ملح الأرض، ولو لم نقم بدورنا نُداس من الناس.. ونور العالم الذي به نمجّد اسم الله الآب «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت5: 13-16) بكل حكمة وتعقّل احفظ السلام.. وابدأ بالمحبة.. وانشر كلمة الحق الهادئة دون الإثارة.. مثال: أكبر مثل للوطنية كان نحميا الذي لم يحزن لهدم الهيكل فقط بل ولأن أورشليم وطنه قد انهدم.. قال: «هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا» (نح12: 17).. وشجع الشعب على البناء.. وقاوم المقاومين بشجاعة وبوطنية، وصار قول نحميا المثل الشهير "يدٌ تعمل، ويدٌ تحمل السلاح": «الْبَانُونَ عَلَى السُّورِ بَنَوْا وَحَامِلُو الأَحْمَالِ حَمَلُوا. بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ، وَبِالأُخْرَى يَمْسِكُونَ السِّلاَحَ» (نح4: 17).المقصود هنا بالبناء هو البناء الروحي داخل الكنيسة، والسلاح هو اليقظة لمحاربات المقاومين الذين يريدون نزع السلام الوطني.. مسئوليتنا أن ننتبه للجانبين لأنهما يتكاملان.. الجانب الروحي والمؤسسي للكنيسة والجانب الوطني لاستقرار وسلام الوطن. عاشرًا: المسئولية الصحية: صحته وصحة شعبه وهي مهمة «الْعَافِيَةُ وَصِحَّةُ الْبِنْيَةِ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ الذَّهَبِ، وَقُوَّةُ الْجِسْمِ أَفْضَلُ مِنْ نَشَبٍ لاَ يُحْصَى. لاَ غِنَى خَيْرٌ مِنْ عَافِيَةِ الْجِسْمِ، وَلاَ سُرُورَ يَفُوقُ فَرَحَ الْقَلْبِ» (سيراخ 30: 15-16) الجسد وصحته وزنة ضرورية للخدمة، والطاقة الجسدية تقلّ بمرور الأعوام والسنين، ولذا الاحتفاظ باللياقة الجسدية أمر هام على المستوى النفسي والعقلي والبدني. والمتابعة الطبية ضرورية لسلامة الأداء والتدبير كذلك الاهتمام بصحة الرعية سواء الجسدية أو النفسية لكل القطاعات: الأطفال أو المرأة أو الرجل أو المسنين أو ذوي القدرات الخاصة، من خلال وجود مستشفيات أو عيادات أو بيوت رعاية، أو من خلال تشجيع الناس على الالتحاق بالمبادرات الصحية التي تقدمها الدولة في مواقع عديدة. قداسة البابا تواضروس الثانى (للحديث بقية)
المزيد
17 مارس 2023

مائة درس وعظة ( ٧ )

توبنى فأتوب في التوبة نضع أمامنا أربعة مبادئ . ۱- حاضر في كل مكان . ۲- قادم في كل مكان . ۳- حاضن لكل إنسان . ٤- قادر على كل شئ . يا سيد ، اتركها هذه السنة أيضا ، حتى أنقب حـولـهـا وأضع زبلاً . فإن صنعت ثمـراً ، وإلا ففيما بعد تقطعها » ( لو ١٣ : ٨ ، ۹ ) .في القرن الرابع الميلادي سميت عظات للقديس يوحنا الذهبي الفم « عظات التماثيل » ولها قصة .. ففي ذلك الوقت فرض الإمبراطور ضرائب على الشعب ، فهاج الشعب وكسروا تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة ، ووسط هذا الهياج اكـتـشـفـوا مـقـدار الجـرم ولجأوا إلى الكنيسة لأن في ذلك الزمـان كـان يوجـد مـا يسمى بـ حق اللجـوء الكنسي » وهذا الحق يمنع القبض على إنسـان داخل الكنيسـة فاستغل القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية هذا الأمر وهذه الفترة لكي ما يصنع شيئين :۔ الأول : يرفع الصلوات طلبـا للـرحـمـة والغفران الثاني : تقديم عظات تحث كل إنسان على الـتـوبة وهي التي سـمـيت باسم « عظات التماثيل » . إن توبة الإنسـان هـو عـمله الأول كل يوم وفي كل وقت . في التوبة الشـخـصـيـة والـجـمـاعـيـة نضع أمامنا أربعة مبادئ أولا : الله حاضر في كل مكان ها أنا مـعكم كل الأيام إلى انقـضـاء الدهر » ( مت ٢٨ : ٢٠ ) وفي نفس الوقت في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقـوا أنا قد غلبت الـعـالـم » ( يو ١٦ : ٣٣ ) وهذا هو صـدق مسيحيتنا . نتذكر قصة يوسف الصديق وما تعرض له من ضيقات . ثانيا : الله قادم في كل زمان « عند المساء يبيت البكاء ، وفي الصباح ترنم » ( مز ٣٠: ٥) فالشمس أقوى من كل ظلام ، ولكن لله مواقيت ومواعيد . نتذكر قصة لعازر وأخته .. ومع ذلك تأخر عنهم أربعة أيام ولكنه أتى أخيرا ( يوحنا ١١) . ثالثا :. الله حاضن لكل إنسان موت المسيح له المجد على الصليب فاتحا ذراعـيـه لـحـضـن كل إنسـان ، فالله هو الذي يعطى التعزية ويعطينا صبرا ويسند الإنسان ، لن تجد راحة إلا في حضن المسيح ، ولن تجد تعزية إلا عندما ترتمي تحت رجلي المسيح في صلواتك ، وإنجيلك يدعوك كل يوم « تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحـمـال ، وأنا أريحكم . احـمـلوا نيـري عليكم وتعلموا منى ، لأني وديع ومـتـواضـع القلب ، فـتـجـدوا راحـة لنفوسكم » ( مت ١١ : ٢٨ ، ۲۹ ) نتذكر قصة داود وشاول وكيف أنقذه الله ( صموئيل الأول والثاني ) . رابعا : الله قادر على كل شيء إن هذا الـعـالـم كله في يد الله وهـو قـادر على كل شيء ، والحلول التي يوجـدها الله لم تكن تخطر على قلب بشر . نتذكر قصة الفتية الثلاثة وأتون النار وكيف أنقذهم الله ، ثق أن كل الأحداث الله قادر أن يحولها إلى أتون بارد . لا تقف عند الأحداث بل تطلع لـتـرى يد الله تمتد في كل شيء وتحرك كل شيء . مثل قصة أيوب البار وما تعرض له من ضـيـقـات ، وكان الله يريد أن يعلمه شيئاً ويحرره من خطية البر الذاتي ، وفي النهاية يقول : « بسمع الأذن قد سمعت عنك ، والآن رأتك عيني » ( أيوب ٥ : ٤٢ ) . + توبتك هي الأساس وسط أي أحداث « إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون » ( لو ١٣ : ٣) . تدريب من ( رومـيـة ٨ ) نضـع أمـامك هذه الآيات لتجعلها منظومة لحياتك : ( رو ۳۸ : ۸-۳۹ ) : « فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قـوات ، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ، ولا علو ولا عمق ، ولا خليقة أخرى ، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا » . ( رو ۲۸ : ۸ ) : « نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحـبـون الله ، الذين هم مدعوون حسب قصده .. ( رو ۱۸ : ۸ ) : « فإني أحسب أن آلام الزمـان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا .. ( رو ۸ : ۸ ) : « فـالذين هم في الجـسـد لا يستطيعون أن يرضوا الله » .الله بكل قـدرتـه يصنـع خـيـرا للإنسـان بشرط واحد « القلب التائب » . ونحن لا نستطيع أن نرى السـمـاء وأمجادها لأن خطيتنا تحجب عنا رؤيتها ، ولكن الإنسان الذي يقـدم تـوبة حقيقية يستطيع أن يراها . عند الضيقات نرفع عيون قلوبنا إلى أمجاد السماء ، فآلام الأرض تجعل الإنسان يشتاق بالأكثر إلى السماء ، فهذه الآلام من أجل توبة الإنسان وشهادته للمسيح . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 مايو 2023

مائةدرس وعظة ( ۱۲ )

صوت الله « هأنذا واقف على الباب وأقرع . إن سمع أحـد صـوتى وفتح الباب ، ادخل إليه وأتعشى معه وهو معى » ( رؤ٣ : ١٤) . الكتاب المقدس يمتلئ بفعل السـمع أو الاستماع ، منها :- في العهد القديم : « أميلوا آذانكم وهلموا إلى اسـمـعـوا فـتـحـيـا أنفسكم ، وأقطع لكم عـهـداً أبدياً ، مـراحـم داود الصـادقـة ( إش٥٥ : ٣ ) وفي صـمـوئيل الأول : « هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة ، والإصغاء أفضل من شحم الكباش » ( ۱ صم ١٥ : ٢٢) . وفي العهد الجديد : « اليوم ، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم » ( مز ٩٥ : ٩) . خلاصة هذه الآيات أن الله يتكلم ، ولكن من يسمعه ؟! كلمـة اسـمـعـوا أو فـعـل السـمـع مـرادف للطاعة ، ولأن هذا الفعل تكرر كثيراً في الكتاب المقدس ، تكون طاعة صـوت الله هي من أولويات حياة الإنسان المسيحي . أولا : ما هو صوت الله ؟ ۱- صوت الله في العهد القديم كان من أجل الإرشاد والتوجيه . ۲- كانت وسيلة صـوت الله في العـهـد القديم الشريعة المكتوبة وأصوات الأنبياء . ۳- في العهد الجديد اسـتـمـر صـوت الله يصل للبـشـر مـن خـلال الأسفار المقدسة والكنيسة وأبائها ، لأن روح الله يعمل كل يوم . ثانياً : كيف نسمع صوت الله ؟ ١- طاعـة إيمانيـة : بالرغم من صـعـوبة الأحداث المحيطة بنا .. هل كان أبونا إبراهيم يعـرف المكان الذي طلب منه الله أن يذهب إليـه ؟! أو لديه فكرة عن إمكانيات المكان ؟! ( تكوين ۱۲ ). ۲- انفتاح قلبي : ليديا بائعة الأرجـوان ، امرأة من قمة السلم الاجتماعي في مدينة فيلبي ، عندما استمعت إلى بولس الرسول فتحت قلبها فصارت أول مؤمنة في مدينة فيلبي ( أع ١٦ ) . ٣- عمل بالوصية : الحياة المسيحية حياة عمل ، حـيـاة فـعل ، فالسيد المسيح علمنا العمل ، تعمل بما استجبت له إيمانياً وفتحت له قلبك . ثالثاً : أسباب عدم سماع صوت الله :- ۱- غلظة القلب : أو بمعنى أصح قلبـه ليس فيه محبة ، والمثال القريب هو مثال الشاب الغني . قـال : « مـاذا أعـمـل لأرث الـحـيـاة الأبدية ؟ » . « فنظر إليه يسوع وأحبه ، وقال له : يعـوزك شيء واحـد : اذهـب وبع كل مـا لك وأعط الفـقـراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني حاملاً الصليب » ( مر ١٠ : ٢١) ، فيقول عنه الكتاب : إنه مـضـى حـزيناً . ولا نعرف كيف انتهت حياته ! ٢- الكبرياء : أحياناً الإنسان لا يرى إلا ذاته ولا يسمع إلا ذاته .. وأقـرب مـثـال هم الكتبة والفريسيون الذين رأوا حقائق كما في قصة شفاء المولود أعمى ( يوحنا ٩ ) ومع ذلك بدأوا يحققون معه . ٣- العناد : أمر مدمر في حياة أي خادم أو بيت أو في كنيسة من الكنائس . ٤- الخوف : مثال بيلاطس الذي عرضت عليـه القـضـيـة وهـو لم يستطع أن يحكم ، وغسل يديه ، ولكنه لم يسـتـمـع بـسـبب الخوف . رابعاً : مواصفات صوت الله :- ١- قـريـب جـداً : قـد يتكلم إليك الله من قرب إنسان إليك ، أو من طفل صغير ، وربما من الشريك أو من الصديق . هو فعلاً على البـاب يقرع والـبـاب هـو باب القلب والقلب هو كيان الإنسان ، قريب . جدا .. الله يقرع وينتظر الاسـتـجـابة .. لذلك عندما تكون حاضراً في قداس أو اجتماع ، كن في غاية الإصغاء فقد تأتى لك كلمـات الله في رسالة .. فلا تضيع الفرصة . ٢- يشتاق للإنسان : كم من مرة قرع الله على باب قلبك ؟ كم مـن مـرة قـرأت ووجـدت رسالة ؟ أعلم أيها الحبيب أن صـوت الله يشتاق إليك دائماً . إن قـرعـات الله تختلف ، هناك قـرعـات رقيقة . وله أيضـاً قـرعـات شديدة كالتـجـارب وأحياناً المرض أو المشاكل والمتاعب ، كلها طرق لصوت الله المشتاق إليك . ٣- مستعد أن يعمل معك جداً : لن يعاتبك لتأخرك أو معرفتك له في آخر سنين عمرك أو بعد أن عشت الحياة طولاً وعرضاً .. بل إن من حلاوة صـوت الله أنه لا ينظر إلى الماضي ، هو يبدأ صفحة جديد كما نصلى « فلنبدأ بدءاً حسناً » . كل يوم فصـوت الله يأتيك بحب ، يأتيك بشـوق ، يأتيك باستعداد للعمل معك ، فلا تهمل صوت الله ، وأعط فرصة لصوت الله أن يتكلم . تدرب وأنت تصلي أن تجعل في صلواتك فترات صمت ، لكي تعطى فـرصـة لله أن يتحدث إليك . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 فبراير 2023

مائة درس وعظة ( ٤ )

٤- الله يريدني ( يونان النبي ) « حين أعيت في نفسي ذكرت الرب ، فجاءت إليك صـلاتي إلى هيكل قـدسك . الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم . أما أنا فـبـصـوت الـحـمـد أذبح لك . وأوفي بما نذرته . للرب الخلاص » ( یونان ۲ : ۷-۹ ) هل تتطابق مشيئتك الشخصية مع المشيئة الإلهية ؟ عندما تصلى « لتكن مشيئتك » هل فعلاً تقصـد مـا تقـول أم أنك تسير على حسب مشيئتك الشخصية ؟ في أحداث قـصـة يونان نقف أمام هذا السؤال ، وكيف أجاب يونان وربان السفينة على هذا السؤال . إن الله كان يهتم بإنقـاذ شعب مدينة نينوى ، وربان السفينة يهـتم بإنقاذ ركاب السفينة . أما يونان على الرغم من أنه نبي من الأنبياء ظهر في القرن الثامن قبل الميلاد - كان يشغله سؤال واحد فقط هو : كيف أنقذ نفسي ؟! ولكن ما هي خطة الله لإنقاذ شعب نينوى ؟ الله كانت لديه خطة ليخلص شـعب مـدينة نينوى الذي قال عنهم في نهاية السـفـر : إنهم كانوا اثنتى عـشـرة ربوة ( والربوة عـشـرة آلاف ) وغـالـبـا كـان هذا العدد ينطبق على الرجال فقط دون الأطفال والنساء ، ولكنهم ذات قيمة غالية عند الله وأراد أن يخلصهم . أولاً : اختيار وإرسال : اختار الله شخصا ليرسله إليهم وكان هذا الشخص هو يونان النبي ، ولكن يونان لم يـتـمـم الأمـر ، ففكر أن يهرب من الله وغابت عنه حقيقة : أن الله يملأ السـمـاء والأرض ، أمـا الله فـقـد أطال أناته على يونان . ثانيا : طول أناة الله : دائما ما يأتي على فكرنا هذا السؤال .. لماذا يطيل الله أناته على الأشــــرار والخطاة ؟! الله في طول أناته يحـاول أن يوقظ الإنسان ، أحيانًا يوقظه بقرعات خفيفة ( عظة ، قراءت..إلخ ) ، وأحيانا قـرعـات الله تكون شديدة مثل ما حدث مع يونان النبي . الله أطال أناته على يونان وبعد ما كان یونان على حافة الموت أعـد لـه حـوثـا مكث في جوفه ثلاثة أيام . وهنا العجب يا إخوتي أن يونان يهرب من الله ولكن الله ينتظر عودته . ثالثا : رحمة الله ونجاح المهمة الكرازية : الله في رحـمـتـه يطى درسا بالغا وشديدا لهذا الشعب فـقـدم الشعب كله ( ألوف من البـشـر ) توبة رائعة ، ونجح الله في خطته لإنقاذ شعب نينوى . رابعا : دور الوثنيين : ربان السفينة الذي لا نعرف اسمه ولا جنسـيـتـه ... ( ولكننا نعرف أن بـحـارة السفينة كانوا من الأمم الوثنية » ، عندما هاج علـيـهـم البـحـر اتخـذ عـدة أمـور لينقذ السفينة منها :- ١. التخلص من الأشياء الثقيلة البضائع والأمتعة الموجودة في السفينة حتى يخف وزن السفينة . ۲. طلب من ركاب السفينة أن يصـرخ ( يصلي ) كل واحـد لإلـهـه ، وهذا يبين لك الالتجاء إلى الله ، وهذا ما فعله البحارة الذين يعبدون الأوثان . ٣. إلقاء قرعة على الركاب ليعرفوا سبب هذه البلية التي وقعوا فيها « فصرخوا إلى الرب وقـالوا : أه يارب ، لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل ، ولا تجـعل علينـا دمـا بريئا ، لأنك يارب فعلت كما شئت » یونان . ( 1 : 14 ). خامسا : دور یونان : يونان الذي كان يشغله سؤال ، كيف أنقذ نفسی ؟ ۱. سقط في خطيـة الأنانية إلى أقصى حـد ، مـا هذا القلب الذي يـهـرب مـن المسئولية ! ۲. نام نوما ثقيلاً وجعل أذنه لا تسمع صـوت الله ولا تسمع صوت الضمير وكـانت تـأخـذ يونان الغفلة التي قد تكون إحـدى مسببات الخطية ، وكان يبرر هذه الغفلة لنفسه بأن أهل نينوى شعب وثنى بعيد عن الله - إن أرسلك الله لتـؤدى عـمـلاً أو رسالة فلا تتوان ولا تتكاسل . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 مايو 2023

مائة درس وعظة ( ١٥ )

فهمنى فأحيا « ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضاء ( لو ١٢ : ٤١ ) . سال معلمنا بطرس السيد المسيح له المجد ، قائلاً : « يارب ، ألنا تقول هذا المثل أم للجـمـيـع أيضا ، ( لو ١٢: ٤١ ) ، وهذا السؤال يتكرر مراراً : هل كلام الله والكتاب المقدس ووصاياه هي لك أنت بصورة خاصة ، أم أنها مكتوبة لكل الناس ماعدا أنت ؟ هل تشعر في داخلك ان الكلمة المقدسة موجهة لك بصورة شخصية ، أم تنظر للكتاب المقدس على أنه أحداث وشخصيات وتواريخ ومعجزات وأمثال للمعرفة فقط ؟ هناك توجد مشكلة يا أحباني وهي مشكلة التراخي أمام كلمة الله أو بصورة أخرى هي مشكلة إهمال كلمة الله ، إهمالها في بيوتنا وفي حياتنا وفي ذاكرتنا ، فمن الممكن أن نهتم بأمور حياتنا بالطعام والشراب والتسلية والسفر ، والبعض يهتم بالقراءات العامة وممكن تهتم بالوسائل المتاحة في التكنولوجيا ، ولكن هل نهتم ، بكلمة الله بنفس القدر . نصلي في صلاة النوم عبارة مهمة جداً الـعـمـر" المنقضى فى الملاهي يستوجب الدينونة » ، والملاهي هي الأمور التي تلهي الإنسان وتشغله حتى لو كانت أموراً جيدة مثل الخدمة. هناك أشخاص اهتماماتهم تبدو طيبة وجيدة ، وأنت كاهتمام شخصي .. ما هو مقدار اهتمامك بكلمة الله ؟! عندما تأتي إلى الكنيسة .. تسمع قراءات الإنجيل ، ولكننا نسألك : ما هو اهـتـمـامك الشخصي الشخصي بكلمة الله ؟ + الإنجيل يا إخوتي ليس رسالة فقط بل هو شخص ربنا يسوع المسيح ذاته . الكتاب | المقدس هو فم المسيح وإهـمـالك معناه أن المسيح يكلمك وأنت تتركه ، والكتاب المقدس أيضاً هو حضور المسيح بيننا ، ففى اجـتـمـاعـاتنا يجب أن يكون الكتاب المقدس حاضراً في وسطنا أولاً : لماذا يهمل الناس كلمة ربنا ؟ ۱- عـدم مـعـرفـة القـراءة : لذلك إحـدى مسئوليات الأب والأم ( من يـوم مـعـمـودية أطفالهما ) تسليمهم الكلمة المقدسة . ٢-عدم معرفة النطق أو صعوبة النطق عند البعض. ٣- عدم معرفة المعنى. ٤- عدم معرفة الربط بين أجزاء الكتاب . ٥- عدم التعود على قراءة الكتاب . ٦- التعلل بعدم وجود وقت . ٧- الكسل والتراخي . 8- التعلل بعدم امتلاك إنجيل . عندما يبتعد الإنسان عن كتابه المقدس يسهل على الشيطان أن يهاجمه نحن في الكنيسة نهتم بالكتاب المقدس أحب أن تصل رسالة اليوم إلى كل إنسان وهي اهتمامك الشخصي بكلمة الله . ثانياً : ضرورة قراءة الكتاب المقدس : - ١- الكتاب المقدس سراج : كلمة سراج تعني إضاءة . ٢- الكتاب المقدس شبع : كلمة الله تشبع الإنسان ، هي لا تشبعه على المستوى المادي ولكن على المستوى الروحي والنفسي ، ويقول الكتاب : « وجدت كلامك كالشـهـد فـأكلته ( إر١٥: ١٦) ، ومعناها أني جعلت كلامك في فمي على الدوام ٣- الكتاب المقدس حياة الإنسان : « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ، ( يو ٦ :٦٣ ) . ٤- الكتاب المقدس حصانة : يقول الكتاب : اسم الرب برج حصين » ( أم ١٨ : ١٠ ) . ه - الكتاب المقدس فرح للإنسان : يقول الكتاب : « أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة ، ( مز ١١٩ : ١٦٢) كلمة الله تفرح . ٦- الكتاب المقدس صـلاة : كل صلواتنا مصدرها الإنجيل .. فأنت حينما تقرأ الكتاب المقدس على المستوى الشخصي فأنت تصلي . ثالثاً : وحدة الكتاب المقدس : الكتاب المقدس كله قطعـة واحـدة ، لكل إنسان فينا ، كل جزء في الكتاب المقدس في كل الأسفار هـو مـوجـه لك بصورة شخصية ولهذا يقول القديس بولس الرسول في ( رسالة كولوسي ٣ : ١٦) : « لتسكن فيكم كلمة المسيح بغني " . ١- لتسكن : تأتى كلمة الله وتسكن داخلي. ۲- فيكم يقصد بها المجموع سواء كان المجموع أسرة أو كنيسة. ۳- كلمة المسيح : هي كلمة الحياة ، هي المسيح .جيد جداً أن تكون حياتنا وكل بيوتنا مملوءة من كلمة ربنا . أيها الحبيب لا تحرم نفسك من كلمة الله . لا تهمل إنجيلك لتزيد خطية على خطاياك . ٤- بغني : بمعنى أن تسكن فيكم كلمـة لمسيح بوفرة أو بكمال . رابعاً : خطوات عملية لقراءة الإنجيل : ١- أن يكون لك كتابك المقدس الشخصي الذي تتعود عليه ( اقتناء الكتاب ) . ٢- أن يكون عندك باستمرار هذه المحبة الفياضة لكلمة الله . ٣- أن تقرأ الكتاب كل يوم . ٤- أن تدرس وتحـاول أن تفهم من خلال كتب الشرح والتفسير ه - ان تحفظ كلمـة الله وتكون دائماً في قمك . ٦- أن تتكلم في أحاديثك وعـبـاراتك من آيات الكتاب. ٧- أن تعيش وتطبق ما حفظته وفهمته من الكتاب ويصـيـر جـزءاً من كيانك اليومي وتصير أنت إنجيلا مقروءاً من جميع الناس. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 مارس 2023

مائة درس وعظة (٨)

اشتياقي للحياة الأبدية ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ « وإذا واحـد تقـدم وقال له : أيها المعلم الصـالـح ، أي صـلاح أعـمـل لتكون لي الحياة الأبدية ؟ » ( مت ١٩ : ١٦ ) ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ صـاحـب هـذا السـؤال هو الغنى الحـزين لأنه مـضـى حـزينا أو الغنى المحبوب لأن يسوع نظر إليه وأحبه . أولاً : - صفات الشاب الغنى كان هذا الشاب يتمتع بعدة صـفـات جيدة منها أنه : 1- كان غنيا والمال بركة من الله . ٢- يتمتع بالنشاط والحيوية والقوة . ٣- رئيس من رؤساء الدين له وقـاره واحترامه . 4- كـان مـؤدبا لأنه جثا أمام السيد المسيح . ٥ - كان مشتاقا للسماء وكان حافظاً للوصايا . المال جاء في الكتاب في أكثر من ألفي موضع ، وأشـهـر عـبـارة هي : « لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحـد ويحب الآخـر أو يلازم الواحـد ويـحـتـقـر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال » ( لو ١٦ : ١٣ ) .ومشكلة هذا الشاب أن تدينه كـان يغطى جـزءا من حياته وليس حـيـاته كلـهـا ، الله أعطى الإنسـان الدين لكي يرتقي في مشاعره وفي عبادته ، ويكون أكـثـر رقي في أفكاره وسلوكـيـاتـه وأفعاله . وهذه مشكلة كثير من الناس .. التي تأخذ جزءا من الـوصـيـة أو جزءا من الحياة المسيحية . ثانيا : - نقائص الشاب الغني :- وقع هذا الشاب في نقائص كثيرة : - ١- خاطب السيد المسيح كمعلم وما أكثر المعلمين ، وليس الله الواحد . ٢- كان يعبد بالحقيقة صنما داخليا لا يراه وهو محبة المال . ٣- كـان يـحـفظ الوصـايا نظريا ولا يعيشها عمليا . ٤- كـان يفترض أن كنزه في الأرض وليس في السماء . ه - كـان ينقـصـه أن يتبع الراعي الصالح . ٦- كـان يـعـتـقـد أن غناه المادي دليل الرضى السماوي . الله يعطينا المواهب والمال كـوكـلاء ، ونحن لا نملك شيئاً ، ماذا تفعل بما لك الزائد عن احتياجاتك ؟ هل تنفقه ببذخ ، وهذه خطية ؟! هل تتـدخـره للمـسـتـقـبل الأرضى فقط ، وهذه تحتمل أن تكون خطية ؟! هل تـنـفـقـه لـفـائـدة الآخـرين ، وهنا عين الصواب ؟! ثالثاً : - ماذا أفعل لأرث الحـيـاة الأبدية ؟ ۱- اذهب : في طريق التـوبة ، عش التوبة وغير طريقتك وفكرك . ( حياة التوبة ) ۲- بع كل مـالك : عش حياة الحرية ، لا تربط قلبك بشيء أرضى . ( حياة الحرية ) ٣- وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السـمـاء : عش حـيـاة العطاء لتـشـعـر بالسعادة . ( حياة العطاء ) ٤- تعال اتبعنی : عش حياة الوصية . واتبع خطوات المسيح . ( حياة الوصية ) ٥ - حـامـلاً الصليب : حـيـاة الـجـهـاد الروحي ، متشبهاً بسيدك الذي حمل صليب الفداء من أجلك ومن أجلى ومن أجل كل إنسان . مضى الشاب الغنى حـزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة ، وأمواله صنعت حاجزا بينه وبين السماء . أما أنت أيها الحبيب فاعلم أن كل شيء مستطاع عند الله ، فيستطيع المسيح أن يساعدك ويسندك . فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا الطريق ، لكيـمـا نرث جميعاً الحـيـاة الأبدية والملكوت السماوي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
30 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( ٢٠ )

اسهروا اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف ، ( مت ٢٦ : ٤١ ). تأمل كلمة « اسهر » من سفر الرؤيا:- سفر الرؤيا هو الذي يختم الكتـاب المقدس وتسميه سفر الخروج للأبدية نقراءه في ليلة أبوغالمسيس نقراه ليلا ونخرج إلى صباح جديد الذي يمثل الأبدية الجديدة . سفر الرؤيا مكون من أربعمائة وأربعة آيات ، وهو مكتوب بطريقـة رمـزيـة يـحـتـوى على ثلاثمائة رمز تقريباً ، صعوبته في شيء بسيط أن أحداثه متتالية ومتوالية ( بترتيب ومن نسيج واحد ) . سفر الرؤيا يبدأ بالوصية : طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها ، لأن الوقت قريب ( رؤ ١ : ٣) ، وهذه التطويبـة لقـراءة الكتاب المقدس وهي مبنية على أربع مراحل في علاقة الإنسان بالوصية ۱- اقرا : اقرأ باستمرار وبوعي ويفهم. ۲- اسمع : أطع الوصية . ٣- احفظ احفظها في حياتك. ٤- استعد : للأبدية. فبداية سفر الرؤيا ترسم لنا بداية الطريق إلى السماء .آخر آية في هذا السفر : « يقول الشاهد بهذا : نعم ! أنا آتي سريعا ، أمين تعال أيها الرب يسوع . نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم أمين ، ( رؤ٢٠:٢٢-٢١ ) فانتظار المجيء الثاني هي شـهـوة قلب كل إنسان لذلك نتجه في صلواتنا إلى الشرق ، ونقول في قلوبنا دائما : « امين تعـال أيهـا الرب يسوع ، نحن في انتظارك. اسهر ، من أهم كلمات سفر الرؤيا ليس المقصود هو السهر المادي فقط رغم أنه مناسب للوجود في حضرة الله لهدوئه ، ولكن المقصود السهر بالمعنى الشامل . - نتأمل في حروف هذه الكلمة من خلال معانی آیات سفر الرؤيا: ( أ ) استعداد عقلى : أن يكون عقلك منتبها في حالة يقظة دائمة « كن ساهراً وشدد ما بقی » ( رؤ ٣: ٢ ) . ( س ) سلام القلب : ( هدوء القلب ) « ها أنا آتي كلص طوبى لمن يسهر ويحفظ شبابه ( رؤ ١٦: ۱۵ ) سلام القلب يجعل الإنسان يجتاز الحروب الروحية في ثبات. ( هـ ) همة الجسد : ( الجسد النشيط ) بلا شك الجسد هو معين لنا في حياتنا الروحية : « فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب ، فإنك إن لم تسهر ، أقدم عليك كلص ، ولا تعلم أية سـاعـة أقـدم عليك ( رؤ ۳ : ۳ ) ، من إحدى مسببات الخطية الغفلة أو الاستهانة. ( ر ) رؤية الملكوت : « الرؤية القلبية الداخلية ، ( رؤية الهدف لتجعل للحياة طعماً ) رؤية الملكوت تداعب مشاعرك متى سوف أرى القديسين متى أرى المكان الذي أعده الله لي ؟ متى اتمتع بمعية الله ؟ رؤية الملكوت تعطى للإنسـان الـحـافـز والحنين للأبدية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 أبريل 2023

مائةدرس وعظة ( ١١ )

من له أذنان للسمع مصادر سماع صوت الله « من له أذن فليـسـمـع مـا يقـولـه الروح للكنائس » ( رؤ ٣ : ٢٢) ليس المهم ما نسمع ولكن لمن نسمع ؟ وكيف نسمع ؟ فالأذن يمكن أن تتحكم في مصير الإنسان . أولاً : انتبه :- أريدك أن تنتبه إلى ثلاثة أمور :- الأمر الأول : لا تخدع نفسك أنك متدين . ١- كثيرون يعتمدون في تدينهم على الأذن ولكنها لا تكفي . « إذا يا إخوتى الأحباء ، ليكن كل إنسان مسرعاً في الاستماع ، مبطئاً في التكلم ، مبطئاً في الغضب » ( يع ١: ١٩ ) . « ولكن كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم » ( یع ١ : ٢٢) . ٢- لا تخدع نفسك ، عش الحقيقة الوصية ، عش الإيمان الحقيقي ، ادخل إلى العمق ولا تكتف بالقشور . ٣- وجودك في الوصية واستماع الكلمة هو الحياة . الأمر الثاني : اقـبل الوصـيـة كـرسـالة شخصية إليك . ۱- قل لنفسك هذه رسـالة لى وليس لغيري أو لتعليم غيري .. مثلما يفعل بعض الخدام . ٢- المقياس في الدينونة ليس بمـعـرفـة الوصية ولكن بتنفيذ الوصية . ٣- الـوصـيـة تكشف ضـعف الإنسـان ونقائصـه ، ويقولون كثيراً عن وصـايا الكتـاب المقدس إنهـا كـمـرأة تكشف للإنسان تفاصيل حياته . الأمر الثالث : انتهز الفرصة ۱- « اليوم إن سمعتم صـوته فلا تقسوا قلوبكم » .. انتهز الفرصة ، فـرصـة صـوم قريب ، مناسبة ما ، فرصـة الصـحـة التي يعطيها لك الله . ۲- انتبه جيداً في قراءات القداس ، فالله يرسل لك رسالة خاصة . ثانياً : ماذا نسمع ؟ نسمع صوت الله في أشكال مختلفة من خلال بعض المصادر :- ۱- صوت الضمير : استمع إلى صـوت الضمير ولا تدع ضميرك نائماً أو غائباً أو مـسـتـريـحـاً .. اجعل ضـمـيـرك مـيـزاناً حساساً وحياً .. فـتأنيب الضمير أحـد مراحل التوبة في حياة الإنسان . ۲- صـوت الـوصـية : استمع إلى صـوت الوصية . الوصية هي الكتاب المقدس كله . وأقول الآباء هي توضيح للـوصـيـة .. اسـمـع الوصـيـة من خلال القراءة ، الدراسـة التأمل ، الحـفظ ، وأطع الوصـيـة لتكون حياتك . ۳- صـوت أب الاعـتـراف : استمع إلى صوت أب الاعتراف الروحي ، أو من يقدم لك الإرشاد الروحي . المفترض أنه توجد علاقة روحية قوية بين المعترف وأب الاعـتـراف ، ليس كل كاهن أب اعـتـراف فأب الاعتراف هو شخص اخـتـبـر وعـرف مـا يسـمـى بطب النفوس . فأب الاعتراف الروحي الممتلئ من روح الله تستطيع أن تسـتـمـع إلى صـوته باطمئنان ، فهذا ليس صـوته بـل صـوت. ٤- صوت الطبيعة : استمع إلى صوت الطبيعة . فالطبيعة تتكلم لأنهـا خـلقـة الله ..« السموات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه » ( مز ١٩ : ١ ) . 5 - صوت الحـيـاة : استمع إلى صـوت الحياة ( قصص حياة الآخرين ) .فكل قصة من قصص الناس هي قصة حياة تساعدك على فهم الحياة أكثر .. فقراءة مذكرات الآخرين تعطينا رؤية للحياة . 6- صوت الآباء : استمع إلى صوت الآباء ( التقليد ) وأقوالهم . صـوت الآخـر : اسـتـمـع إلى صـوت الآخـر ( هو الشخص الـقـريب منك ) في الأسرة مثلاً . استمع إلى كل شخص قريب منك أب أو أم ، أخ أو أخت ، صغير أو كبير ، بنت أو ولد .. يقولون إحـدى العـبـارات : « إني أرى أبعد من أبي ، ولكن هذا ليس إلا لأنه يحملني فوق كتفه » . قل له : يارب أنا أريد أن أسمعك كل يوم ، وأريد أن أفـهـم رسـالتك لي كل يوم ، ولا أتركك كل يوم إلا إذا بعثت لي رسـالة شخصية وأنا أنتظر رسالتك .. أعيش وصيتك .. أفرح بوجـودك في حياتي .. وأجعل أذني حساسة لوصيتك وكلمتك النافعة لي . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
31 مارس 2023

مائةدرس وعظة ( ٩ )

مقياس الحياة الروحية « الخطاة الذين تـابـوا عـدهـم مـع مؤمنيك . ومؤمنوك عدهم مع شهدائك . والذين ههنا اجـعـلـهـم مـتـشـبـهين بملائكتك » ( القداس الإلهى ) نتأمل في إحدى صلوات القداس الغريغوري : « الخطاة الذين تابوا عدهم مـع مـؤمنيك . ومـؤمنـوك عـدهـم مـع شـهـدائك . والذين ههنا اجـعلهم متشبهين بملائكتك » كمقياس للحياة الروحية . أولا :. الخطاة الذين تابوا ۱- كلنا مـولـودون بالخطيـة التي ورثناها عن أبينا آدم .. « والجـمـيع زاغـوا وفـسـدوا وأعـوزهـم مـجـد الله » ( رومية ٣ : ١٢ ۔ ۲۳ ). ۲- الخطية هي التعدى على وصية الله . ٣- الخـاطئ الـذي يعيش على الأرض إذا ظل يعيش في خطيـتـه صـارت حـيـاته في الأرض إلى الـهـلاك ، ولايـوجـد له منفـذ إلى الخـلاص إلا مـن خـلال شخص ربنا يسـوع المسيح . ٤- عندما يجتهد كل إنسان وينـمـو في حياته ويترك الخطية ، يتدرج إلى أعلى حيث التوبة . ه - الإنسان التائب هو الذي يرفض الخطية بكل ما فيها ، ولا يقبلـهـا ويحترس منها . ٦- التـوبة ترفـعك إلى السـمـاء والتوبة هي التي تحول الخطاة والزناة إلى بتوليين كقول القديسين وهي التي تمنح للإنسان حياة جديدة . ثانيا :. عدهم مع مؤمنيك : ۱- هي درجة الحياة بالإيمان . ٢- الإيمان رغم التعريفات الكثيرة له إلا أن الإنسـان يشـعـر ويحس به في قلبه . ٣- الإيمان هو أن تقول في قلبك : إن غير المستطاع عند الناس مـسـتطاع عند الله .. هذا هو الإيمان في أبسط صوره . ٤- عين الإيمان هي أن ترى يد الله تعمل في كل شيء وكل حدث . ثالثـا مـؤمـنـوك عـدهـم مـع شهدائك ١- أن يكون المؤمنون في حالة إيمان نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ۲- درجـة الشـهـادة هي درجـة الاستعداد القلبي . ۳- آباؤنا الشـهـداء عـاشـوا بهـذا نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ٤- نشـتـهى أن يتـوب الكل لأننا لا نـحـمـل أي مـشـاعـر سلبية تجاه أي أحد . رابعا :۔ متشبهين بملائكتك ١- الملائكة هم سكان السماء ، أي أن تحيا على الأرض حياة سماوية أو حياة ملائكية . ٢- الحـيـاة الـسـمـاوية هي أن تفكر دائمـا في الـسـمـاء ، ويكون فكرك مشغولاً بالسماء . ۳- اجعل بيتك سماويا ، اجعل قلبك سماء ، أنت مدعو إلى السماء . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل