المقالات

16 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( ١٨ )

الشهادة للمسيح كيف تشهد للمسيح في حياتك فتشوا الكتب لانكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية ، وهي التي تشهد لی » ( يوحنا ٥: ٣٩ ) . أولا : نماذج للشهادة :- ١- يوحنا المعمدان : كانت رسالته أن يشهد للمسيح له المجد : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العـالـما ، ( يو ١ : ٢٩ ) وكـان يـشـيـر إلى الصليب ، باتضاعه شهد للمسيح ، الذي لست أهلا أن أنحنى وأحل سـيور حذائه ، ( مر ١: ٧ ) . ۲- شهادة الأعمال ( أعمال السيد المسيح ذاته ) : نصف السيد المسيح بالـعـجـيب والفريد والوحيد .عجيب : في أعماله ومعجزاته - فريد : في تعـاليـمـه ( الأمـثـال واللقاءات ) . - وحيدة في صفاته التي لا نجدها في أي شخص آخر على الأرض . ٣- شهادة الآب السماوي : أول موقف في المعمودية ، هذا هو ابني الحـبـيب الذي به سـررت ( مت ٣ : ١٧ ) . الموقف الثاني في التجلي « هذا هو ابني الحبيب له استعراء ( لو ٩ : ٣٥ ) وبالإجماع عظيم هو سر التـقـوى الله ظهر في الجسد ، تبرر في الروح تراءى لملائكة ، كرز به بين الأمم ، أومن به في العالم ، رفع في المجد ، ( اتی ٣ : ١٦ ) . ٤- الكتاب المقدس يشهد للسيد المسيح أنبياء العهد القديم تنبأوا عن السيد المسيح واعماله بالجسد وفي قرائك للكتاب المقدس ضع هذا المبدأ أمامك أنك تبحث عن الكلمة ( اللوغوس ) بين الكلمات . ثانياً : كيف تشهد للمسيح ؟ ١- أمانة الفكر الفكر هو مـؤشـر لحياتك ، اشغل فكرك بالصلاة الدائمة . ۲- حكمة الكلام : « ليكن كلامكم كل حين بنعمة ، مصلحاً بملح » ( كو ٤ : ٦ ) . إذا فقد الإنسان هذه الحكمة فمن الممكن ان يقع في مشاكل كثيرة .اطلب كل يوم أن يعطيك الله قلبـاً فهيماً مثلما طلب سليمان الحكيم. ۳- محبة في أعـمـالك اصنع كل أعمالك بمحبة ، تستطيع أن تغير كل من حولك بالمحبة ، لأن المحبة هي الله. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 يوليو 2023

مائةدرس وعظة ( ٢٤ )

قلبا نقيا اخلق في النقاوة » « لأنـه حـيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً » ( مت ٦ : ٢١ ) القلب في الفكر المسـيـحى هو كل الكيان الإنساني ، وعندما يصير القلب نقيا يستطيع أن يـتـقـابـل فـيـه الإنسان مع الله والملائكة والقديسين وكل أحـد ، عندمـا قـال السيد المسيح : « ها ملكوت الله داخلكم » ( لو ١٧ : ٢١ ) ، يقـصـد قلبك النقى « لأنه حيث يكون كنزك هنـاك يـكـون قلبك أيـضـا » ( مت ٦ : ٢١ ) . القلب هو الشيء الوحيد الذي طلبه منا المسيح له المجـد : « يا ابنى أعطنى قلبك » ( أم ٢٣ : ٢٦ ) .. أي أن الإنسان يساوى قلبه . ويتعجب القديس ديديموس الضـرير من أنه ممكن أن يصير قلب الإنسان مرتعا للعدالة والإثم ؟! أولا : تعريفات للقلب النقى:- ۱- مـصـدر الـحـيـاة : القلـب هـو مـصـدر الحياة وكل عواطف الإنسان . ۲- عضو المعرفة : القلب هو عضو المعرفة الإلهية ، كما يوجد في جسم الإنسان أجهزة بيولوجية يوجد أيضا الجهاز الروحي وهو 3 أعضاء ( العين- الأذن- القلب ) . ۳- مـصـدر الأفكار : القلب هـو مـصـدر الأفكار « فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم » ( مت ١٢ : ٣٤ ) . « اخـتـبـرني يا الله واعـرف قلبی . امـتـحـنى واعـرف أفكاري » ( مز ١٣٩ : ٢٣ ) ، أفكارك تكون نقـيـة إذا كان قلبك نقيا . ٤- بدء الحـيـاة : القلب هو بدء الحـيـاة الروحية المتجددة . ٥- طارد الخطية : القلب النقي في أبسط معنى هو الذي يطرد الخطية . ٦- جـهـاد ونعمة : القلب النقى هو جـهـاد ونعمة . جهاد منك ، ونعمة من الله .القلب النقى هو طلبة ورجاء من الله « قلبا نقيا اخلق في يا الله ، وروحا مستقيما جدد في داخلی » ( مز ٥١ : ١٠) . ثانيا : طريق النقاوة:- ۱- ادخل : ادخل إلى أعماق نفسك أ- اجلس مع نفسك في هدوء وتدرب أن تأخذ خلوة كل يوم . ب- في خلوتك اشـعـر أن هذا الكون لا يوجد فيه سوى الله وأنت . ۲- ارتفع : ارتفع إلى الله بصلواتك . أ - من خلال صلوات الأجبية أو الصلوات الارتجالية أو السهمية . ب - انشغل بالله طوال أيام الصوم . ٣- ارتم : ارتم في أحضان الكنيسة . أ . كنيستنا هي أم نرتمي في أحضانها ونشبع بالدسم الروحي . ب . اسكب نفسك أمام الله في سر التوبة والاعتراف ، وتمتع بأسرار الكنيسة .
المزيد
23 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( 19 )

شاهد وشهيد ( يوحنا المعمدان ) ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي بهبئ طريقك قدامك ، ( مت ١٠:١١) .يوحنا المعمدان الذي تسمية السابق (لأنه سبق المسيح في مجيئة على الأرض ) والصابغ ( لأنه عمد السيد المسيح ) والشهيد ( لأنه نال إكليل الشهادة ) وتقدم الكنيسة يوحنا المعمدان كنموذج للحياة المسيحية التي يجب أن تحياها أولا : شهادة يوحنا المعمدان: قام يوحنا بأدوار عديدة للشهادة المسيح له المجد منها:- 1- إعداد الشعب لاستقبال السيد المسيح الآتي يوحنا المعمدان مرسل من الله ليهيئ عقول ونفوس الشعب لاستقبال المسيح له المجد « ها أنا أرسل امام وجهك ملاكي الذي يهئ طريقك قدامك ( مت ۱۰ : ۱۱ ) ، وهذه جاءت في سفر ملاخی : « ها أنا أرسل ملاكي فيهئ الطريق امامی » ( ملا ٣ : ١ ) ، وفي بداية إنجيل يوحنا كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا » ( يوا : ١ ). ٢- الشاهد الأساسي على مجيء السيد المسيح شهد للمسيح له المجد قائلا : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ، ( يو ١ : ٢٩ ) ، فضلا من شهادته في وقت عماد السيد المسيح. ٣- قـدم مـثـالأ قـويا عن التلميذ الأمين الزاهد للسلطة أ- يقول عن نفسه : « أنا صوت صارخ في البرية .. ان هذا ( السيد المسيح ) هو ابن الله ، ( یوا : ۲۳-۳۷ ) ويتضح هذا الفرق بين الصوت وبين الكلمة على في مفهومها البشرى ب- في كل انسان توجد ذات وهذه الذات في تمنعه من أن يعتذر حتى لو كان الخطا واضحا لكن هذا الرجل العظيم يوحنا المعمدان انتصر على ذاته فزهد في السلطة وكأن لسان حاله يقول " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"( مت٢٦:١٦) . ج- لم يترك السلطة تمسك فيه فربما تسمع ونقرأ في التاريخ عما صنعته السلطة في الإنسان ، ولكن يوحنا المعمدان كان يعرف دوره تماماً. د- الذات يمكن أن تتحكم في الإنسان صغيراً أو كبيرا في منصب أو في غير منصب ، حتى في الحياة الرهبانية عندما يترك الإنسان كل ما له بحسب الوصية الرهبانية ويعيش في الفقر يترك كل ما له ولكنه قد لا يستطيع أن يترك ميوله ، فتتحكم فيه ذاته وتضيع منه اكاليل ونعما كثيرة . ٤- شهد له السيد المسيح أنه أعظم مواليد النساء لقد جاء يوحنا بالصلاة بعد وقت طويل وعندما مارس حياته كان يعرف وظيفته بالتحديد ويقول : « من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس ، إذا فرحي هذا قد كمل ، ( يو٣ : ٢٩ ) كان يعرف دوره ويقبله. ٥- مناداته بالتـوبة كان يرى أن التـوبة هي الأساس لدخول الملكوت وكان ينادي : « توبوا ، لأنه قد اقتراب ملكوت السماوات ، ( مت ٣: ٢ ). ثانيـاً مـصـادر القوة في حـيـاة يوحنا المعمدان نقف أمام أربعة مصادر لهذه القولة : ١- الأسرة تربى على يد أبوين كان كلاهما بارين أمام الله وهما زكريا الكاهن واليصابات زوجته فهذا الآب المصلي والذي يحمل طاقة إيمان في داخله والخائف الرب والذي كان مع زوجته يسلكان بلا لوم ( ضميرهما مستيقظ يستطيع أن يزن نفسه في كل موقف) نشأ في وسطهما يوحنا المعمدان.مـا أجـمل أن نربي أبناءنا من الإنجيل والصلوات والكنيسة وسير القديسين ، إن هذا القديس الذي عاش في البرية كان مصدر قوته الأول هو الأسرة لذلك يمكن أن نقول إن الإسرة ايقونة الكنيسة وهي صانعة القديسين. ٢- النذورية كان يوحنا نذيرا للرب وكما قال الملاك ، يكون عظيماً أمام الرب ، وخمرا ومسكرا لا يشرب ( لو١٥:١) نذیر تعنى مخصصا ومكرساً الله ويوحنا كـرس حـيـاته كلها لله ، وهل كلنا سنكرس ففى سر الميرون يرشم الطفل المعمد في جسده ستة وثلاثين رشمة تشمل الطفل كله وهذه الرشومات هي بمثابة تكريس عـام فـصـار هذا الطفل الصغير مسيحية مكرساً للمسيح كل أيام حياته وهذا ما أخدناه كلنا في المعمودية والميرون . ٣- البرية الذي يعيش في البرية تموت فيه الشهوات . لماذا بدا الأنبا أنطونيوس في البرية لماذا اديرتنا في الصحراء؟ ليس لسبب إلا أن وجودها في البرية يقتل في الإنسان الشهوات ، والتطلعات ، يقول لنا الكتاب : « أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهـورة الإسرائيل ( لوا : ۸۰ ) ، ولذلك عندما نزور البرية ونزور ابائا الرهبان ونتمتع بهم وبالحياة الديرية الجميلة تكون البرية أحد مصادر القوة في حياتنا لأن فيها إنحلال من كل الرباطات الموجودة في العالم الجمال زيارتك للدين أو الأماكن الخوية بصفة عامة زيارة تنال فيها قوة خاصة ، ويمكنك ان تستعيض عن ذلك باقوال الأباء وسيرهم وجهادهم الروحي الذي عـاشـوا به والفكر الروحي لهم يوحنا المعمدان كانت علاقته بالبرية مصدرا من مصادر قوته ، لهذا في جهادك الروحي وحياتك واتجاهك للسماء وانت تفكر في الأبدية اجعل تفكيرك باستمرار مرتبطاً بالبرية. ٥- الامتلاء من الروح القدس كان يوحنا المعمدان وهو في بطن أمه ممتلئا من الروح القدس ، وهو ما أعطاه نعمـة وقـوة خاصة ، وفي التقليد الكنسي أطفالنا في سن صغيرة جداً يعمدون وينالون ولادة جديدة تسميها الولادة من الماء والروح ، وتلبسه ملابس بيضاء تعبيرا عن استلامه من الروح النقي في حياته ، وروح الله يعمل في الكبار والصغار : هذه هي مصادر القوة في حياة يوحنا والتي جعلته في أواخر أيامه وقبل السجن يشهد الشهادة الحية ويقول لا يحل لك ، ويقولها بصوت حق وبقوة وكان يعلم أن هذه تكلفه حياته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٧ )

تركنا كل شيءوتبعناك « الترك » « فتركت المرأة جرتها » ( يو ٤ : ٢٨ ) من مبادئ الحياة : - "الأمانة" ولها قوانين تنظمها . مساعدة الآخره فكل أحـد يجب أن يساعد الآخر . الترك وهو له وجـهـان التـرك بإرادة أو بغير إرادة . الإنسان يقع في خطايا كثيرة مثل : خطيـة حب القنيـة ، التملك والأنانيـة والبحث عن النصيب الأكبر ... المرأة السـامـرية كـانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يوميا وتملأ بها الماء ، وهذا كان كل عالمها ولم يتعد عالمها سوى الشرب من الجرة وفي المقابل السيد المسيح على الصليب عندما قال : « أنا عطشان ، فهو كان عطشاناً لخلاص البشر أي خلاص كل أحد ، والمرأة السامرية كانت عطشانة ولم تكن شبعانة ، مثل العالم الذي يقدم كل يوم ، ولكن الإنسان لا يشبع إلا بعمل الله في قلبه ، ونتيجة لعدم شبع الإنسان تحدث الحروب حيث إنه غير قادر على محبة أخيه ، وهذه المرأة عندما صارت في مواجهة مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي تركت جرتها .. وهنا رسالة : إنك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً . شكراً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا على الطريق ، فأول الطريق هو الـتـرك ( لكي تتـزوج يجب أن تتـرك - تترهب يجب أن تتـرك ) ، والحـيـاة بنيت على هذا المبدأ : مبدأ الترك . أولا : الترك الإرادي : ۱- من أجل العائلة من يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، فهو يترك من أجل تكوين عائلة . ٢- من أجل تكوين الشخص : ففي مراحل الإنسان يتـرك لتنمو شخصيته ، مثال : عندما يفطم. ٣- من أجل عشرة المسيح: وهو يسمى في الحـيـاة الـرهـبـانـيـة ب" الفقر الاختياري " ، أي يترك ما لديه من أجل المسيح. ٤- من أجل طاعة المسيح : ونجد فيه مثال أبينا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه . ٥- من أجل حياة مادية أفضل : مثل قرار الهجرة لتحسين المستوى بحثاً عن حياة أفضل : مادياً ، اقتصادياً .. إلخ . ثانياً : الترك الإجباري: ١- التهجير: مثل تـهـجـيـر السكان في البـلاد المنكوبة ، ومـثـل أحـداث السـبي في الكتاب المقدس. ٢- الموت : الترك عند الموت ، فالإنسان بالموت يترك كل شيء ثالثاً : التخلى والتحلي والنجلي : توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطة بموضوعنا وهي التخلي والتحلي والتجلي ١- حياة التخلي: التخلي عن الأرضيات التخلي عن العلاقات الأرضية ( الخطايا والقيود ) والتخلي عن الفكر المرتبط بالأرض ( المرتبط بالتراب ) . ۲- حياة التحلى: التحلي بالفضائل والسلوكيات زين حياتك بالفضائل ، وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل. ٣- حياة التجلي : التجلي في السماويات وهي أمـر مرتبط بالسمائيات وتعنى أن الإنسان عندما يدخل إلى أعماق الصلاة والتمتع بالعـشـرة مع المسيح والصلوات والتسابيح ، تكون حياته فيها نوعا من التجلى ، حـيـاته مشغولة بالسماء والملكوت والنصيب السمائي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
25 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٨ )

ليكون الجميع واحداً « الوحدانية » « ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١) أولاً : مصادر الوحدانية : ١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) . ۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله . ٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد . ثانياً : صورة الوحدانية : « جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ). ۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة . ۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية . ۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد . ثالثاً : الوحدانية والإيمان : « رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا : ۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس . ٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية . ۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » . رابعاً : الوحدانية والأبوة : « إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية . ۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها . ٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا . خامساً معوقات الوحدانية : ۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم . ۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك . ۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » . ٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه . سـادسـا : عـلامـات الوحدانية : ١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠). ٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين . ۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) . ٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
18 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٧ )

كن أميناً إلى الموت الأمانة » « كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً أولا : - أمانة وكيل الظلم ١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ ۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة ٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد. ثانيا : مدح وكيل الظلم ١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح . ٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية. ثالثا : امثلة إيجابية للامانة ١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ). ٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا . رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة ١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك. ۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء . خامساً : - نظرة المسيحية للمال ١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه. ٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.
المزيد
08 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٠ )

حياتي في المسيح السعادة » أتيت لتكون لهم حـيـاة ولـيـكـون لـهـم أفـضـل ( يو ١٠ : ١٠ ) المسيح له المجد قال : « أتيت لتكون لهم حـيـاة وليكون لهم أفـضـل ( يو ۱۰ : ۱۰ ) ، الأفضل هنا هو تعبير عن السعادة قـال غاندي حكيم الهند : « إننا جميعاً نبحث عن السعادة وهي بين أيدينا » أمـثـال العـرب يقولون الرفيق قبل الطريق » ، والرفيق هو شخص السيد المسيح ، لذلك فالسعادة فيه أولاً وآخراً كلمة سعادة: السعادة كلمة تتكون من خمسة حروف ، ودائما رقم خمسة يعني قبضة اليد أي منظومة عمل متكاملة وشاملة س- رمز السماء: ١- البـداية : السـعـادة لا تبدأ من الأرض ، وإنما تبدأ من السماء. ٢- الـعـلاقـة : الإنسان له علاقة بالسماء لأنه مخلوق إلهي وفيه نسمة حياة من الله. ٣- الفكر : عندما يكون فكر السماء حاضراً في حياة الإنسان ، تكون حياته كلها سعادة. ٤- العلو : زكا العشار كل عالمه كان مرتبطاً بالأرض في جمع الضرائب وبالتالي لم يكن عنده فـرصـة أن ينظر إلى فوق . ع- رمز العطاء: الآية الوحيدة التي قالها السيد المسيح ولم تذكر في البشائر الأربع وذكرت في سفر الأعمال هي : « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ، ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . الغبطة في السعادة . ١- التعود : وصية العشور أو البكور الهدف منها هو أن يتعود الإنسان على العطاء ، فيصير أكثر سعادة. ٢- الإعـواز : عندما تمتلك أي شيء هو ملك لله لكنه منـحـه لك . الأرملة صاحبة الفلسين ، امرأة فقيرة ولكن روح العطاء الذي في داخلها جعلها تقدم الفلسين من إعـوازها ، وكانت أكثر سعادة. ٣- الاستمرارية : إذا أردت أن تحيا السعادة فعليك أن تقدم باستمرار . ٤- المحـبـة : لا يهم الله مـقـدار مـا تقدمه ، ولكن ما يهمه هو المحبة في هذا العطاء ، وعندما تقدم هذا العطاء بروح المحبة تكتسب سعادة. أ- رمز الآخرين : ١- الأنانية : يجب على الإنسان أن يتخلى عن أنانيته فلا مكان للسعادة مع الأنانية . ٢- الذات : العنف الموجود في العالم يدور حول كلمة واحدة وهي ذات الإنسان ، أمـا إذا نظر الإنسان إلى الآخر يشعر بالسعادة . ٣- الآخر أولا : السعادة ليست في الجمال أو المنصب .. إلخ ، السعادة تأتي في أن الإنسان يضع الآخر أولاً . ٤- الخدمة : نظرة الإنسان لاحتياج الآخر هي في غاية الأهمية لأجل سعادة الأوطان . د- رمز الدموع 1- التعب : الدموع معناها التعب حتى الكتاب يقول : « الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتـهـاج ( مز ١٢٦ : ٥ ) . السعادة فيها دموع وتعب ، فيها اجتهاد وفيها بذل . ٢- البـذل: الدمـوع تعنى البـذل ملعون من يعمل عمل الرب برخاء ( إر ٤٨ : ١٠ ) . حتى مسيحنا القدوس حمل صليب الألام من أجل سـعـادة الإنسان . ٣- الاجـتـهـاد : الدموع تعنى الاجتهاد ، فالسعادة ليست في الكسل" الرخاوة لا تمسك صيدا "( أم ١٢: ٢٧). ٤- التوبة : الدموع هي أيضاً دموع التوبة . ويقول الكتاب في سفر الأمثال النفس الشـبـعـانة تدوس العسل ، وللنفس الجـائعة كل مـرحلوه ( ام ٧:٢٧). هـ- رمز الهناء ١- الاكتفاء الإنسان الذي يشعر أنه مكتف ، وعنده شبع داخلی يشعر بالسعادة . ٢- الرضا : بالاكتفاء يشعر الإنسان بالرضا ، ومن ثم السعادة.
المزيد
06 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٤ )

أتبعك أينما تمضى التلمذة أتبعك أينما تمضى ، ( لو ٩ : ٥٧ ) اولا : نماذج سلبية للتبعية: هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة اشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني ، ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد ، لكي يقدم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة. ونقدم لك الثلاثة اشخاص الأول : إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا. الثاني : إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر. الثالث : عنده فكر ومشاعر ، ولكنه سقط في التردد أو التأجيل. الصديق الأول : مشاعر بدون فكر شخص مندفع ، وكل ما يقوم على العاطفة يكون مؤقتا ، وأجابه المسيح للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له این يسند راسه » ( مت ٢٠:٨ ) وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب ، ليست المسيحية مجرد معجزات ، المسيحية ايضا فيها طريق للآلام ، وربنا يسوع قال لنا : « في العالم سيكون لكم ضيق ، ( يو ١٦ : ٣٣ ) ، ومع الآلامات توجد تعزيات فهل أنت مستعد ؟ إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد أولا : على ربنا ثانيا على عقلك ثالثا : على عاطفتك ( التي هي ممكن أن تكون متغيرة ) .فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة الصديق الأول كان صاحب مـشاعر ولم يكن صاحب فكر ، لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني : فكر بدون مشاعر المسيح قال له اتبعني ، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح ان يذهب أولاً ويدفن اباه عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك . الشخص الثالث : مشاعر وفكر تقدم للمسيح وقال له : « أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته ، او ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد ، وقد تمتد خطية التردد إلى التاجيل ، وكما تعرفون أن التـاجـيل لص الزمان ، حتى في التوبة ، ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا، وكانت إجابة السيد المسيح عليه : ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ، ( لو ٦٢:٩ ) بولس الرسول في محاكمته أمام اغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقـوة حتى أن اغريباس قال له : « بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً ، ( اع ٢٦ : ٢٨ ) ، ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا ، مشكلة التردد . ثانياً : نماذج إيجابية للتبعية : ١- متى الرسول نقرأ في ( متى ۹ : ۹ ) عبارة ، اتبعني ، وهنا العبارة قـالـهـا ربنا يسوع المسيح للاوى العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية فقام وتبعه وصار متى الرسول ۲- بولس الرسول وهو كان بعيداً عن المسيح تماماً ويهوديا حتى أنه قال عن نفسه : « كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وإتلفها ( غل ١ : ١٣ ) ، وكنت قبلا مجدفا ومضطهدأ ومفتريا ، ( اتی ١ : ١٣) ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له : « يارب ماذا تريد أن أفعله «. ۳- بطرس الرسول ( لوه : ۱ - ۱۱ ) كان سمعان بطرس صياد وفي مرة قضى الليل كله ولم يصطد شيئا وبعد أن أرسوا على الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع ، ثم قال المسيح لسمعان ابعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد ، فاجاب سمعان وقال له .يا معلم ، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة .. ٤- الأنبا باخوميوس اب الشركة كان جنديا وثنيا ، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون ، قال : إن رجعت من الحرب سالما ساصير مسيحيا ، ورجع وبدأ طريقه الروحي ، وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصـار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية ، وصار قديساً في الكنيسة.أحياناً يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعو في قلبه ، وعندمـا يسـتـجـيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح ، ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلى الوراء بل يأخذ طريق ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 نوفمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٨ )

اتركها هذه السنة طول الأناة » « دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد » ( مت ١٣: ٣٠ ) مثل الزوان والحنطة هو المثل الذي يجيب على السؤال المهم لماذا يارب يوجد الشر في هذا العالم بهذه الصورة ، من اين اتي ومن زرعه ومن صنعه وهل أنت يارب لا تستطيع أن تغلب هذا الشر وتثور في عقل الإنسان أسئلة كثيرة ومتعددة مثل الزوان والحنطة : تجد رجلا يمتلك حقلا ، والحقل يمثل العالم ، وزرعه بالحنطة ( القمح ولكن الذين يعملون في هذا الحقل ، استغربوا لإجابته بالرفض ، لأنه قال : دعوا الحنطة والزوان ینميان كلاهما ليوم الحصاد ، والحصاد هو يوم الدينونة الله يطيل اناته جدا إلى يوم الحصاد وكانت هذه المرة من المرات القليلة التي يفسر فيها السيد المسيح مثلا قدمه وابتدأ يشرح باسلوب سهل الزارع هو ابن الإنسان والحقل هو العالم والزرع الجـيـد ( الحنطة ) هم بنو الملكوت الموجودون على الأرض والزوان هم بنو الشرير الذين لا يستحقون الملكوت . والعدو الذي زرع هو ابليس والحصاد هو انقضاء العالم والحصادون هم الملائكة وتفسير ربنا يسوع المسيح لهذا المثل يجيب على السؤال : "لماذا يوجد هذا الشر الذي في العالم " كما قال رئيس سلطان هذا العالم ( الشيطان ) آت وليس له في شيء. أولا عمل الله معنا : توجد عوامل تحكم عمل الله معنا وهي العامل الأول : الله طويل الأناة يعطى الإنسان الشرير طول عمر لعله يترك شره ويتوب ويصير صالحا للملكوت لأن الله يريد خلاص كل إنسان . العامل الثاني الله صانع الخيرات الإنسان إذا انتبه للخيرات التي يصنعها الله في حياته يشعر شعورا داخليا أنه لا يستحق كل هذا الشير . مشكلة إنسان هذا الزمان أنه اعتاد على عقله ولم يعتمد على قلبه ولا روح الله الذي فيه ونسی ضمیره إن الله صانع الخيرات ، هكذا نصلي في كل مناسبة ، ونشكره من أجل النعم الكثيرة التي يعطيها لنا ، ونشكره لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه واشفق علينا وعضدنا واتي بنا إلى هذه الساعة فلو فكر الإنسان في كل عنصر في حياته وكيف أن الله يستر عليه ويقويه فيسيجد شاكرا لله ولكن الإنسان ينسى ويظن في نفسه أنه قوى ولا يقدر نعم الله الكثيرة والجديدة في كل صباح. العامل الثالث : الله ضابط الكل فليس شي ، خفيا أمام الله ، ولكن في كل شر وأسى تسمع صوت الله وعندما يلى وقت الحصاد ( في نهاية العالم وفي وقت الدينونة ) أقـول للحصادين اجمعوا أولا الزوان "بنى الشرير" ،واطرحوهم في أتون النار وليس الندم ينفع وقتها بشئ ، « واحسبوا أناة ربنا خلاصاً ، ( ٢بط ١٥:٣ ) ، ويقول القديس ابو مـقـار "طول الروح هو صبر ، والصبر هو الغلبة" العامل الرابع : الله محب البشر فالله يعين الإنسان مهما زاغ أو بعد عنه ، فهو من البشر ، وهذا يوضحه المثل بطول أناته على الزوان حتى النمو. ثانيا : أمثلة في طول الاناة: ١- فرعون: وكيف وقف ضد شعب بني إسرائيل بالرغم من الضربات المتتالية والله يطول أناته لعله يتوب وضميره يستيقظ ويعطيه الفرصة كاملة . ۲- شاول الطرسوسي : الذي كان يقول عن نفسه إنه كان يضطهد كنيسة الله بإفراط . نجد الله يطيل أناته جدا على شاول ، وفي وقت مناسب ، يتحول شاول إلى قامة عالية قديسا وكارزاً باسم المسيح . ٣- القديس أوغسطينوس: في سيرته يشبه القديسة مريم المصرية اناس اقتصروا بذواتهم ولكنه عندما انتبه إلى عظات اسقف ميلانو القديس أمبروسيوس ، ووقعت في يده سيرة القديس الأنبا انطونيوس ، وعندما تذكر دموع أمه التي كانت تصلي على الدوام ، هذه كلها مجتمعة ، حولته وتاب . وقال في سيرته : « فتشت عنك كثيرا أيها الجمال غير المدرك ، وأخيرا وجدتك في قلبي » ، وصار قديسا وشفيعا للتائبين ، وصار اسمه عظيما . ٤- يوسف الصديق : تعرض ايضا إلى اتعاب كثيرة من إخوته وفي بيت فوطيفار ، ولكن الله سمح له أن يجـتـاز التجارب لكي تصقله وتجعله أكثر نضوجا ، وصار مثالا لأصحاب الجهاد الروحي القوي . ثالثاً : أبعاد طول أناة الله : ۱- دعوته : دعوته للتربة للجميع. ۲- تحذيره : تحذيره للإنسان الخاطئ . ٣- صبره: صبره على الإنسان المخطئ. ٤- دينونته : دينونته للإنسان الذي يستمر في شره. كن على ثقة أن الله عينه ساهرة على كل إنسان إن أردنا أن نقول للذين يعتدون على الأبرياء في أي مكان تقول لهم هذه الرسالة : احسبوا أن آناء الله خـلاصـا ، فالله الذي خلق الإنسان لا ينساه أبدأ ، فكل البشر الذين خلقهم هـم أمـام عينيه ، فهو يعرف أعمال كل واحد. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل