المقالات
21 ديسمبر 2025
الأحد الثانى من شهر كيهك لو 1 : 26 - 38
و في الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم فدخل اليها الملاك و قال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله و ها انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله و هوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك
بشارة الملاك للعذراء
ليتنا نتأمل اليوم في بشارة الملاك جبرائيل للعذراء القديسة مريم وكلماته معها التي تكشف لنا عن شخصيتها الفريدة وشركتها مع الله لعلنا نأخذ بركة لحياتنا بشفاعتها.
تحية الملاك
تحية الملاك للعذراء خالية من المجاملات وتختلف عن تحية الناس انها تكشف عن حقيقة العذراء أمام الله ،و التي وما زالت أسراراً غاية في العمق لأن العذراء القديسة لم تكن لاحد : لأنها كانت كلها للرب فمن يا ترى يعرف سرها أو من يستطيع أن يخبر بما في قلبها انها جنة مغلقة ينبوع مختوم كما يقول سليمان الحكيم .
ممتلئة نعمة " السلام لك يا ممتلئة نعمة" الامتلاء من النعمة يسبقه دائماً تفريغ القلب من العالم والعالميات ومن يا ترى بلغ هذا الاخلاء والتفريغ لله مثل العذراء عاشت بكليتها لله لم تأخذ من العالم لا اسم ولا مركز ولا شهوة ولا سلطان ولا كرامة ولا مجد الناس ولا ملكية فى شيء عاشت في العالم ومع الناس ،ولكن قلبها كان مسكنا لله وليس لآخر طوباك يا ممتلئة نعمة "واشفعى فينا لكي يعطينا الرب أن نمتلىء من النعمة" عندما نتكلم عن العذراء القديسة نتكلم عن ملئها من النعمة ،وحينما تخدم العذراء تخدم من ملء النعمة كل حركة فى حياتها كانت ممسوحة بالنعمة .
"أشفعى فينا أن تصير حياتنا وكلامنا بنعمة في كل حين ، مملحاً بملح لكي يعطى نعمة للسامعين"
"أشفعى فينا يا ممتلئة نعمة لكي تصير حياتنا نوراً للعالم وملح للأرض وتكون سبب بركة وخلاص لكل أحد".
الرب معك
لم يختبر أحد من الناس حياة الوجود مع الله ، قدرك أيتها العذراء القديسة هكذا شهد لك جبرائيل المبشر أن الرب الإله حال معك لانك خضعت بكليتك لحبه الإلهى واتضعت أمامه حتى تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ،وها جبرائيل يحمل إليك بشارة حلول ابن الله في أحشائك طوباك يا من عرفت كيف تكون الحياة مع الله فأنعم عليك بالاتحاد به كجنين في بطنك وها أنت صرت مثل قسط الذهب الذي صار المن مخفى فيه "أشفعي فينا يا من في داخلك أستراح ابن الله وقدم نفسه فيك خبز الحياة نازلا من السماء من عند الآب"
"أشفعى فينا يا كرسى الله .وأفتحى أمامنا باب الاتحاد بالله وعلينا أن نقترب إلى خبز الحياة ونأخذ جسد الكلمة من على المذبح ونحيا به من الموت ونثبت فيه وهو فينا ".
مباركة أنت في النساء
بسبب حواء دخلت اللعنة والخطيئة إلى العالم وبسبب العذراء صار الخلاص والفداء لجنسنا صرت بركة وسبب بركة وتبارك في نسلك كل قبائل الأرض السماوات تطوبك أيتها العذراء القديسة وكل البشر يكرمونك من أجل أنك صرت بركة للجميع حتى الذين يشكرون الإيمان يتشفعون بك في ضيقتهم يعرفون حقاً انك مباركة فى النساء أشفعى فينا لكي نكون باتحادنا بالمسيح وعمل روح القداسة بركة لكل أحد نحب بعضنا من قلب طاهر فنكون تلاميذ الرب نقدم المسيح للعالم و نسمى كسفراء نقول للناس تصالحوا مع الله فنكون مباركين وسبب بركة.
فلما رأته أضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية .
ما أجمل اتضاعك يا أمى العذراء انك في عينى نفسك لا تستحق كل هذا السلام لهذا أضطربت لم تقبلى مدحاً من إنسان ولا أخذت أجرة من الناس كانت حياتك السرية مع الله تخشى كلام الناس وفضول المديح الكاذب .
علميني يا أمي وأشفعي في أن أكون في اتضاع مثل سيدى الذي قال" مجداً من الناس لست أقبل " هذا طريق صعب انه ضد طبيعتي التي تريد أن تتعظم أمام الناس وتقبل مجد العالم علمنى أعمل في الخفاء وأصلى في المخدع وأبغض حب الظهور وأنكر ذاتى ولا أفرح بكلام الناس عنى بل أضطرب حتى لو مدحنى ملاك من السماء إن العذراء القديسة لم تضطرب من منظر الملاك مثلما قيل عن زكريا الكاهن" فلما رآه زكريا أضطرب ووقع عليه خوف " لانها كانت تنظر في داخلها منظراً أعظم من ملاك ، إذ صار قلبها عرشاً لله ومسكناً لروحه القدوس ، إنما هي أضطربت من كلامه ومديحه.
تلدين ابناً وتسمينه يسوع : إن اسم يسوع معناه المخلص .
القديسون عرفوا قيمة هذا الاسم المبارك أسم الخلاص الذي لربنا يسوع فعشقوا هذا الاسم وصار في أفواههم تسبحة دائمة وصلاة بلا انقطاع أما العذراء القديسة مريم فهي أول من تلامس مع أسم يسوع على مستوى الاتحاد ، فلم يكن أسم يسوع كلمة في فمها بل كان الكلمة التي في أحشائها ،ولم تكن العلاقة بين العذراء القديسة وجنينها الإلهى مجرد علاقة جسدية بل كان هناك رباط آخر وهو إدراك العذراء ومعرفتها بأسم الجنين " يسوع المخلص" ومعرفتها بقوة الخلاص روحيا . لذلك هتفت قائلة " تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصي " ان العذراء لم تحمل الرب كجئين في بطنها فقط ، بل كقوة للخلاص تمتعت بها العذراء في روحها وفي أحشائها الباطن شفاعتها تكون معنا آمين .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
14 ديسمبر 2025
الأحد الأول من شهر كيهك لو 1 : 1 - 25
اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا و امراته من بنات هرون و اسمها اليصابات و كانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب و احكامه بلا لوم و لم يكن لهما ولد اذ كانت اليصابات عاقرا و كانا كلاهما متقدمين في ايامهما فبينما هو يكهن في نوبة فرقته امام الله حسب عادة الكهنوت اصابته القرعة ان يدخل الى هيكل الرب و يبخر و كان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما راه زكريا اضطرب و وقع عليه خوف فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت و امراتك اليصابات ستلد لك ابنا و تسميه يوحنا و يكون لك فرح و ابتهاج و كثيرون سيفرحون بولادته لانه يكون عظيما امام الرب و خمرا و مسكرا لا يشرب و من بطن امه يمتلئ من الروح القدس و يرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم و يتقدم امامه بروح ايليا و قوته ليرد قلوب الاباء الى الابناء و العصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا فقال زكريا للملاك كيف اعلم هذا لاني انا شيخ و امراتي متقدمة في ايامها فاجاب الملاك و قال له انا جبرائيل الواقف قدام الله و ارسلت لاكلمك و ابشرك بهذا و ها انت تكون صامتا و لا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته و كان الشعب منتظرين زكريا و متعجبين من ابطائه في الهيكل فلما خرج لم يستطع ان يكلمهم ففهموا انه قد راى رؤيا في الهيكل فكان يومئ اليهم و بقي صامتا و لما كملت ايام خدمته مضى الى بيته و بعد تلك الايام حبلت اليصابات امراته و اخفت نفسها خمسة اشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الايام التي فيها نظر الي لينزع عاري بين الناس.
بشارة الملاك لن كريا
قرب ملء الزمان ، ودنا الموعد الذي حدده الله لتجسده .
وكان لابد أن يسبقه من يعد ، يهيء الطريق أمامه ، وكان لابد لهذا السابق أن يكون أعظم مواليد النساء حتى يستحق أن يقوم بهذه الخدمة الجليلة . فأى والدين اختارهما الله لياتمنهما على هذا العظيم الذى سيسبقه ؟ يصفهما الإنجيل قائلا :"و كانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم "
كان كلاهما بارين أمام الله ، أي أن الله نظر إلى كل منهما وفحصه فوجده باراً ، لم يذكر الإنجيل لنا شيئاً عن ما كانا يظهران به أمام الناس ، فليس لهذا الأمر وزناً عند الله ، ولم يذكر له وزن عند زكريا واليصابات ، ومسكين هذا الإنسان الذي يفهم أن يظهر باراً أمام الناس وينسى أن الله لا يقبل الوجوه ولا يهتم برأى الناس لكنه يفحص أعماق الإنسان الداخلية وكانا أيضاً "سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم " أين نحن من زكريا وإليصابات ، نحن الذين أصبحنا نفحص وصايا الله لنختار منها ما يناسبنا وما يناسب عصرنا وظروفنا ونترك ما لا نراه غير مناسب أما زكريا وإليصابات فقد كانت وصايا الرب وأحكامه عندهما فوق مستوى الجدل والمناقشة وفوق مستوى الفحص والتحليل لذلك كانا سالكين في جميع الوصايا والاحكام بلا لوم لقد كانت وصايا الرب عندهما السلوك وليس للمعرفة في بيت مثل هذا لابد أن ينشأ الطفل باراً قديساً ، ولابد أن يكون مختاراً من الله ومحبوباً لديه لعلنا إذن لا تخطىء إن قلنا ان قلقنا على مستقبل أولاد لا يعيشون فى مثل بيت زكريا واليصابات لأننا لا نعيش في البر ولا نسلك في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم فلا نقدم لهم القدوة بقدر ما نقدم العثرة ولا نشعر بعمل الله في حياتنا بقدر ما نشعر بحرب الشيطان حولنا ولم يكن لهما ولد إذ كانت اليصابات عاقراً وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما لم يكن لهما ولد أى لم يكن لهما ثمر في الجسد. ولكن ثمار الروح كانت وفيرة - فسلوكهما في وصايا الرب وأحكامه كلها جعلتهما بركة لمن حولهما ،وبرهما صعد أمام الله ثمرة شهية مفرحة ومع ذلك فعقر اليصابات كان عاراً وخزياً ( إذ كانت كل أمرأة تشتهى أن يأتي من نسلها المسيح ) . فالمرأة العاقر قد حكم عليها أن المسيح لن يأتي من نسلها ،وقد كانت هذه هي شهوة كل امرأة - كان عاراً أمام القرعة أن يدخل إلى الهيكل الذى للرب و يبخر ، كان الكاهن الشيخ يكهن في نوبة فرقته أمام الله و لعل كلمة" أمام الله " هنا تعبر عن شعوره الداخلي الذي كان مؤكداً يختلف عن شعور كثيرين من أخوته الكهنة إذ كانت وظيفة الكهنوت عندهم عملا يؤدونه مثلما يؤدى كل إنسان عمله ، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب و يبخر - هذه القرعة رآها هو ـ وباقى الكهنة مصادفة أن تقع عليه - أما الحقيقة فهي أن الله قد دبر هذا الأمر حتى يبلغه البشارة المفرحة التي أعدها له في غير موعدها - فهناك عند مذبح البخور ظهر له ملاك الرب واقفاً من يمين المذبح - وقد كانا طبيعيا أن تحيط الملائكة بمذبح البخور حتى تحمل هذا البخور و تصعد به إلى الله ( الذي هو صلوات القديسين ) ولكن لم يكن طبيعياً أن يظهر له هناك ملاك الرب ففي خدمته الكهنوتية الطويلة لم يسبق أن ظهر له ملاك ولا أحد من أخوته لذلك فلما رآه زكريا أضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وأمرأتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا .
ظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور.
الواقع أن ملاك الرب يقف دائما في هذا المكان لا يفارق يمين مذبح البخور ويصعد التقدمة والصلوات ويرفع البخور إلى فوق أمام المذبح الناطق السمائي ولكننا لا نراه من أجل ضعف بصيرتنا فكلما أقتربنا من المذبح وكلما قدمنا بخور صلوات وسكبنا ذبيحة التسبيح فلنتذكر أن الملاك واقف هناك وأنه فى وقت القبول سيقول لنفسى و لا تخف لان طلبتك قد سمعت ولكن على أن لا أضطرب ولا يضعف قلبي إذا ما تأخرت الاستجابة هناك ملء الزمان ووقت معين من قبل الرب من أجل طلبتي ولا بد أن أطلب ولا أكف عن الطلب وأنتظر الرب وأقول" صبرت ننسى لناموسك " ان في نهاية صلواتنا فى الكنيسة نقول " يا ملاك هذا اليوم الطاهر إلى العلا يهذه التسبحة وأذكرنا أمام الرب ليغفر لنا خطايانا" لنثق أن الملاك ينتظر ختام تسبحتنا ليرفعها إلى فوق وفي نهاية القداس يصرف الكاهن ملاك المذبح لينطلق إلى فوق حاملا بخورنا ويعود حاملا استجابة طلبتنا كم يفرح الملاك عندما يحمل بخورنا ويفرحنا عندما يحمل إلينا استجابة الرب لها.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
07 ديسمبر 2025
الأحد الرابع من شهر هاتور مر ۱۰ : ۱۷ - ۳۱
وفيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية فقال له يسوع لماذا تدعونى صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله أنت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب أكرم أباك وأمك فأجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شيء واحد أذهب بع كل مالك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال أتبعنى حاملا الصليب فأغتم على القول ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة فنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله فتحير التلاميذ من كلامه فأجاب يسوع أيضاً وقال لهم يا بنى ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله مرور جمل من ثقب أبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله فبهتوا إلى الغاية قائلين بعضهم لبعض فمن يستطيع أن يخلص فنظر إليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولاداً أو حقولا لاجلى ولأجل الإنجيل الا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحق ولا مع إضطهادات و في الدهر الآتى الحيوة الأبدية ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين والآخرين أولين.
يعوزك شيء واحد
وفيما هو خارج إلى الطريق ركض واحد وجثا وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ؟ فقال له يسوع أنت تعرف الوصايا لا تزن لا تقتل الخ . فاجاب وقال يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتى . فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شيء واحد أذهب وبع كل مالك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعنى حاملا الصليب فاغتم على القول ومضى حزيناً لانه كان ذا أموال كثيرة ثم قال الرب للتلاميذ ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله .
سؤال للغنى :
ماذا أعمل لارث الحياة الأبدية ؟
ان هذا الشاب على ما يبدو مهتم بحياته الأبدية وميراث الملكوت فتراه يركض ويجثوا أمام الرب يسوع ويسأل كيف يرث الحياة الأبدية ؟ ولكن يسوع يمتحن قلب الذين يطلبون الملكوت وكثيراً ما يجيب على سؤالهم بسؤال و لكن سؤال يسوع ليس لعدم معرفته بأحوالنا ،ولكنه يدخلنا مباشرة إلى النور والطريق المؤدى إلى الحياة ويشجعنا لكي تدخل فيه فالرب يسوع يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون وهو لا يشاء موت الخاطئ. ولا يسر بهلاكه بل أن الفتيلة المدخنة والقصبة المرضوضة لها رجاء عنده .
سؤال يسوع :
أنت تعرف الوصايا : لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب وأكرم أباك وأمك العجيب جداً أن الرب يسوع لم يذكر له الوصايا من أولها و تحب الرب إلهك من كل قلبك الخ إن الرب في حنانه يسأله أولا عن الوصايا التي يعرفها والوصايا التي يحفظها وعندما أجاب الشاب بالايجاب نظر إليه الرب نظرة مملوءة حب ، نظرة تشجيع قائلا يعوزك شيء واحد أذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال أتبعنى حاملا الصليب وهنا يكشف الرب أمراً في غاية الأهمية والخطورة ماذا تنفع الوصايا بدون محبة الله من كل القلب ؟
قد يقول واحد اللهم انى أشكرك انى لست مثل سائر الناس الخاطفين والظالمين والزناة أصوم مرتين كل أسبوع وأعطى عشراً من كل أموالى ؟
و لكن يا عزيزى هل تحب الله من كل القلب ؟ ما هي علاقتك الشخصية بالله هكذا قال الرب لهذا الشاب يعوزك محبتى من كل القلب أذهب أفعل هذا فمضى حزيناً لأنه كان يحب آخر؟ يحب العالم ، يحب المال من أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله اني أؤثر يا ربى أن أكون فقيراً من أجل حبك على أن أكون غنياً بدونك أختار التغرب معك على الأرض أفضل من امتلاك السماء بدونك .
هناك نوع من المعرفة الكاذبة للوصايا الإلهية .
معرفة عقلانية
مثل إنسان يحفظ وصايا المسيح عن ظهر قلب . ويناقش في الأمور الروحية ويتخيل في نفسه أنه يعرف الإنجيل بينما هو مرتبط بمحبة المال محبة العالم محبة الشهوات لمثل هذا الإنسان يقول الرب يسوع يعوزك شيء واحد أذهب وبع وتعال أتبعنى حاملا الصليب ان هذا الشاب لا يزنى ولا يقتل ولا يسرق ويكرم أباه وأمه فماذا يطلب منه الرب أكثر من هذا ؟
ألا يستحق مثل هذا الشاب التقى فى عينى نفسه وفى عينى المجتمع أن يدخل الملكوت ؟ لو وجد مثل هذا الشاب في مجتمعنا الآن لمدحه الجميع من أجل أخلاقياته ومن أجل استقامته ولكن الملكوت لا يوهب من أجل الأخلاق ولكنه يعطى للمحبين لله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القدرة هذا الأساس يحمل الفريسى الذى يصلى إلى الله ويصوم مرتين في الاسبوع مستحقا للسكوت ولكن الرب يسوع يطالبنا بالوصية الأولى والعظمى تحب الرب إلهك من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل القدرة وبدون هذه الوصية يصير كل شيء باطلا
هناك أمثلة كثيرة طلب الرب إليهم أن يعملوا أموراً خارقة وفائقة للطبيعة فعملوها بفرح ووصلوا إلى ملكوت الله.
موسى أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله ، حاسباً عار المسيح عنده غنى أفضل من كل خزائن مصر .
ابراهيم قال له الله سر أمامى وكن كاملا فسمع الصوت
الإلهى وأطاع ولما قال له الله اترك أهلك وعشيرتك خرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى ولما قال له الله خذ ابنك وحيدك الذي تحبه وقدمه لى محرقة على الجبل الذي أعلمك به قام باكراً وقدم ابنه ولم يمسك ابنه الوحيد.
ولاوى قال له الله اتبعنى فقام من مكان الجباية وترك كل شيء وتبع الرب وهكذا بقية التلاميذ وتركنا كل شيء وتبعناك أما هذا الشاب فعندما قال أذهب وبع أملاكك واعط للفقراء فاغتم على الفور ومضى حزيناً . أين ما كان يبدو من اهتمام من أجل الملكوت ؟ لقد كان يركض ويجثو على ركبتيه أمام المخلص ويسأل بلهفة . و لكن عندما طلب منه أن يبذل شىء من أجل الملكوت اغتم هو يريد أن يحصل على الملكوت ولا يريد أن يبذل من أجل الملكوت يريد أن يأخذ ولا يريد أن يعطى مع أن ملكوت المسيح هو : ( الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ )القديس العظيم الأنبا أنطونيوس سمع هذا الفصل من الإنجيل في القرن الرابع ، فمضى على الفور وباع كل ما كان له ( ٣٠٠ فدان من أجود الأرض ) . ومع أن الشاب الذي سمعها لم تنفعه الكلمة . ولكن القديس أنطونيوس قبلها بفرح وخباها في قلبه وخضع لناموسها ونفذها بشجاعة فرفعته الكلمة الإلهية إلى فوق وصار من أكبر القديسين الذين أرضوا الرب .
البعنى حاملا الصليب
هذا هو ملكوت المسيح الحقيقى ، وطريق الخلاص الذي يرفضه كثيرون ، لأن البعض يرسم صورة خيالية للملكوت ويطلبون راحتهم ومتعتهم ويتصورون الملكوت فرصة الذات البشرية وللتمتع . ولكن ملكوت المسيح يبدأ بإنكار الذات و صلب الذات فنحن فى المسيح نموت لنحيا حياة أبدية وتصلب معه القوم فيه ونسلك فى الحياة الجديدة الذين لا يقبلون صلب المسيح لا يكون لهم نصيب في مجده وقيامته و من الأمور اليقينية أن غنى هذا الشاب صار صخرة عثرة أمام خلاصه لقد صار غناه ترف ورفاهية و تلذذ وشهوات وما أبعد هذا الطريق عن الصليب ما أحوجنا إلى الصليب الذي يضع حداً لطغيان الأمور العادية في حياتنا ويسمر إنساننا العتيق ويصلبه فنتحرر من كل رباطات وعبودية هذا العالم وتختبر حرية مجد أولاد الله.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
30 نوفمبر 2025
الأحد الثالث من شهر هاتور لو ١٤ : ٢٥ - ٣٥
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً و من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله لئلا يضع الاساس ولا يقدر أن يكمل فيبتدى جميع الناظرين يهز أون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبنى ولم يقدر أن يكمل وأى ملك إن ذهب لمقابلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقى بعشرة آلاف الذي يأتى عليه بعشرين ألفاً و إلا في ما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً الملح جيد و لكن إذا فسد الملح فماذا يصلح لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً من له أذنان للسمع فليسمع .
تبعية يسوع
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وأمرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً لا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً عد ٢٥ - ٢٧ .
جموع كثيرة
كثيراً ما نقرأ عن جموع كانت تزحم يسوع ،ولكن قليلون منهم كانوا يتلامسون مع يسوع ويخلصون ،وهذه العينات مثل المرأة نازفة الدم ومثل زكا العشار ومثل المولود أعمى ،وهي التي عرفت كيف تتبع يسوع لا لان ليس كل السائرين معه هم تابعون بالحقيقة فكثيرون يتبعونه رغبة فى الملكوت رغبة في التعزية أو ليشاركوا في أكل الخبزات ينبهرون من الآيات ويحبون السير وراء مسيح المعجزات ومسيح التعزيات ولكن النفوس القليلة تتبعه إلى النهاية وتكمل المسيرة حتى البستان والآلام والصليب.التفت وقال لهم
إن يسوع دائماً يلتفت إلى السائرين وراءه ، وهو حينما يلتفت إلينا يفحص أعماق قلوبنا ينظر إلى نيتنا وهدفنا من السير وراءه ترى لماذا تتبع يسوع في وسط الزحام ؟ ولماذا أنت بين صفوف العابدين في القداسات والعشيات؟ ولماذا أنت بين جموع المتناولين؟ إن الرب يسوع في وسط هذا الزحام يلتفت إليك ، يفحص قلبك ويصحح طريقك
شروط التلمذة
١ - ان كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه .. الخ .
هذا هو الشرط الأول لتبعية يسوع والتلمذة له إن الرب يسوع لا يريد قلبك الذى تحب به أباك وأمك وزوجتك وأولادك ولكنه يريده قلباً فارغاً تماماً من خبرات المحبة القديمة التي تلوثت بالخطية وانحصرت برباطات اللحم والدم والذات البشرية أليست هذه هي الوصية العظمى ان تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك إذن ما لم نفرغ قلوبنا من كل محبة بشرية لا تؤهل لحب الله ، فالذي يظل مرتبطاً بعواطف بشرية ويجاهد لكي يمتلىء من محبة الله يكون كعصفور يحاول الطيران بينما هو مربوط بخيط إلى الأرض إسأل القديسة دميانة وهى تعلمك كيف تنفذ الوصية لاتها أحبت المسيح عريسها أكثر من الأب والأم والصديق والعالم كله إن الرب يسوع بهذا الشرط يريد أن يخرجنا خارج حدود الذات الترابية لماذا أحب أبى أنا فقط وأمي أنا فقط ؟ أليس لانهم يخصون ذاتي وينتسبون إلى الرب يسوع يريد أن يعطينا حباً حراً من قيود الذات يملأنا حباً لكل الآباء ولكل الأمهات ولكل الأخوة والأقارب وكل البشرية محبة بلا حدود وبلا قيود محبة خالية من محبة الذات هل تستطيع أن تحب عدوك ؟ هذا مستحيل وهذا فوق إمكانية البشر وفوق حدود الطبيعة ولكن الرب يسوع يعطيك هذا الحب الإلهى حتى للخطاة ولكن ما هو الطريق لهذا الحب ؟ ابتدىء بتفريغ قلبك من المحبة القديمة أبغض أباك وأمك وأخوتك حينئذ تأخذ من الرب يسوع محبة جديدة إلهية وفائقة للطبيعة تحب بها أباك وأمك وجميع الناس حتى الاعداء أيضا الشهداء أبغضوا المحبة الجسدية وداسوا على رباطات الجسد محبة في المسيح فامتلات قلوبهم حباً اإليها حتى للصا لبين والمعذبين إن سبب عجزنا الشديد في تنفيذ وصايا الحب الإلهى هو تمكينا بالمحبة على مستوى الجسد وعدم تفريغ قلبنا كاملا للمسيح.
٢- من لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذا ...
يا حبيبي أن الرب يسوع سبق ( وهو حاملا صليبه ) يوحنا ۱۹ : ۱۷ هذا هو طريق الحياة الأبدية الصليب ليس هو المصائب والآلام والأحزان هذه معانى سلبية مخيفة فالصليب ليس موتاً عن العالم فقط لكنه حياة الله ، حمل الصليب ينتهى حتماً بالقيامة من الأموات من لا يحمل الصليب لا يؤهل لمجد القيامة إن حمل الصليب هو الذي يميز السائرين وراء يسوع والتابعين الحقيقيين فإن لم تحمل صليبك و تتبع خطواته لا تكون تلميذاً له إن حمل الصليب هو عمل يومى كل يوم من أجلك نمات كل النهار الصليب هو إماتة الشهوات والطمع ومحبة العالم ومحبة المال وكل فكر خبيث والممكر والنميمة والكبرياء والصليب هو إطاعة الوصية الإلهية وبذل الذات لو وجد شيء أنفع وأفضل لخلاص البشرية من الصليب لكان الرب قد أرشدنا إليه بلا شك و بالرغم من أن الكثيرون لا يقبلون هذا الكلام لكنه سيظل الشرط للتلمذة ليسوع في الصليب الخلاص والحياة والأمان والعذوبة والقوة الروحية وغلبة العالم وسحق الشيطان وفرح الروح ، فإن لم تحمل صليبك كيف تحصل على كل هذا ؟ ألا تريد أن تصير شكل معلمك الإلهى؟ أم أنك ترفض الصليب وتؤثر السير في الباب الواسع والطريق الرحب ؟
أخيراً قال الرب للسائرين ورائه أن يحسبوا نفقة السير وراءه نبل أن يبرأوا ، وها هي بوضوح : و تفريغ القلب من المحبة القديمة ليمتلىء من الله وحمل الصليب وافكار الذات والموت عن العالم والحياة الله وفي الواقع أن هذه جميعها ليست جهاداً من العالم والحياة الله . الإنسان وحسب، بل هي عمل النعمة وقوة الروح القدس الذى أنسكب فينا ، وهو الذى يكمل نقصنا ويقودنا في موكب النصرة في المسيح إلى التمام .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
23 نوفمبر 2025
الأحد الثانى من شهر هاتور مت13 : 1 - 9
في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة و جلس والجمع كله واقف على الشاطئ فكلمهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت الطيور و اكلته و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف و سقط اخر على الشوك فطلع الشوك و خنقه و سقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين من له اذنان للسمع فليسمع.
مثل الزارع
جلسة مع الرب
هذا المثل فسره الرب للتلاميذ على أنفراد فهو حينما نختلى معه ونسأله عن أسرار الملكوت يفسر لنا ويفتح ذهننا لكي نفهم الكتب إذن لا يفهم الإنجيل المقدس في وسط مشغوليات العالم وإهتماماته ، وإنما يحتاج إلى جلسة على انفراد مع المسيح له المجد نسأله و نفهم منه ما يعسر علينا إستيعابه .
يشبه ملكوت السموات. أن ملكوت الله معناه أن الله يصير ملكاً علينا إذن ملكوت الله فينا يمكن تشبيه بنمو البذور في بطن الأرض ، وهذا يجعلنا نتأمل جيداً في أسرار النمو كيف تواجه البذور في بداية نموها مقاومات وصراع ضد عوامل كثيرة من الدفن في التربة إلى أن تصل إلى قول الرب " ان حبة الحنطة إن لم تمت وتدفن في الأرض تبقى وحدها ، ولكنها إن ماتت تأتى بثمر كثير "ان هذا الصراع بين
ما هو إلهى وما هو أرضى هو بداية ملكوت الله ان ملكوت الله لابد أن ينمو يوماً فيوم مثل البذار ،أما أى توقف في ملكوت الله فينا فهو إنذار بالخطر في حياتنا الروحية .
الزارع الجيد هو ! بن الإنسان
المسيح يزرع فينا كلمته كل يوم وفي كل مناسبة ، وهو يلقى بذاره بلا انقطاع ، وكلمته دائمة إلى الأبد هو كلم الآباء قديماً بالأنبياء وبطرق متنوعة أما الآن فهو يكلمنا بذاته لانه هو الكلمة الذاتي، وهو يزرع فينا ملكوته كل يوم حينما يطعمنا جسده المقدس " الكلمة صار جسداً ،"
فيما هو يزرع
سقط بعض على الطريق،وسقط آخر على الأماكن المحجرة ،وسقط آخر فى وسط الشوك ،وسقط آخر على الأرض الجيدة لاشك أن المسيح المبارك يعرف أسرار هذه العينات جميعها ،ولكنه في مراحمه ولطفه وأحساناته لا يمنع كلمته عن أحد يعطى الجميع بسخاء ،ويعطى فرصة لكل أحد ولكل قلب هو عارف قلب كل واحد ،وهو مختبر القلوب ويعرف أن فكر الإنسان مائل إلى الشر منذ صباه ولكنه طويل الروح وطويل الأناة ربما يقول قائل لماذا تلقى البذار على الطريق ؟ إنه لا يعطى ثمر ولماذا تلقى بعضاً عن الأرض المحجرة،وأيضاً في وسط الشوك ؟ ولكن الله في محبته يعطى الجميع فرصة وهو لا يشاء موت الخاطئ بل يسر برجوعه إنه يبذر بذار ملكوته في كل أرض حتى وهو يعلم أنها لا تأتى بثمر .
موقفك من ملكوت الله
لقد كشف لنا الرب فى المثل عن عينات القلوب التي تصادفها كلمة الملكوت ،وهنا نقف قليلا لتعرف مركزنا وموقفنا من الكلمة ان المطلوب منا ليس أن نقبل الكلمة فقط بل أن نعطى ثمراً لحساب الملكوت .
قال الرب عن المزروع على الطريق
"عن كلمة الملكوت" كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو الإنسان العالمي الذي لا يعرف كيف يخبيء كلمة الملكوت في قلبه ،ولا كيف يفهم تدابير الله في حياته يستطيع أن يفهم كل ما يجرى في العالم وتدابير الشر والالتواء والاهتمامات هو يفهم في كل شيء إلا كلمة الملكوت ،وقد يسمع الكلمة ، يقرأها ولكنها لا تترك فى قلبه أثراً ولا تطبع في سلوكه تغييراً.
وقال الرب عن المزروع في الأماكن المحجرة
هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح ،ولكن ليس له أصل فى ذاته بل هو إلى حين هذا هو الإنسان السطحي في روحياته الذي ليس له عمق مع الله بل كل حياته مع الله عبارة عن منظر خارجى له شكل التقوى وصورة العبادة واستقبال كلمة الله بالفرح ،ولكنه يخبيء في داخله حجراً يظهر في الخارج أنه صالح ،ولكنه في داخل قلبه يضمر شروراً يظهر لطفا ،ولكن في داخله رجل قساوة وتجبر يبدو أمام الناس وديعاً و متواضعاً ،ولكنه يخفى داخله حجر كبرياء وعظمة انه قلب فريسي سوف ينفضح سريعاً لأنه ليس مكتوم إلا وسيعلن ولا خفى إلا وسيظهر.
وقال الرب عن المزروع في وسط الشوك
هو الذي يسمع الكلمة وهم العالم وغرور الغنى و شهوات العالم وسائر الأشياء تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر وهذا هو الإنسان الذي خلط الحياة مع الله بالحياة مع العالم ، وجمع داخل قلبه بذرة كلمة الملكوت ،وبذرة شوك العالم والخطايا وجعلهما ينميان معاً لا مانع عنده من الصلاة ،ولا مانع عنده من الصوم ،ولا مانع من العطاء وأعمال الرحمة ،ولا مانع من حضور القداسات وسماع كلمة الله والتناول من الأسرار يستطيع أن يعمل كل هذا وفي نفس الوقت لا مانع من هم العالم وغرور الغني وشهوات سائر الاشياء لا مانع من البطالة والأماكن النجسة لا مانع من المعاشرات الرديئة ومجاراة أهل العالم لا مانع من الشهوات والغرور والكبرياء والزنى والنجاسة والاعتماد على الذات البشرية وكل هذه الأمور تختنق الكلمة فلا تأتى بثمر فلا تغير في الحياة ولا تجديد في الذهن ولا ثمر في الروح ولا تقدم في النعمة لذلك تصير كل الممارسات الروحية بالنسبة لهذا الإنسان بلا فاعلية وبلا قوة .
اخيراً قال الرب عن الأرض الجيدة
هو الذي يسمع الكلمة ويفهم ، وهو الذي يأتى بثمر وقال أيضاً في موضع آخر أنه يخبيء الكلمة في قلب صالح ويثمر بالصبر أن الذي يفهم مطاليب كلمة الله وتكاليف تبعية الذي يدرك مـر الصليب والحب الإلهى والألم من أجل الله ، و يفضل كلمة الله وملكوت الله على ملذاته واحتياجاته ، ويفهم كيف ينفصل عن الكل لكي يلتصق بالواحـــد ، وكيف يسعى باجتهاد لكي يدرك الهدف الذى من أجله يجاهد، ويفهم كيف يحمل صليبه كل يوم ويسهر في الصلاة ويحسب نفسة ميتا عن العالم ولكن يحيا لله ،ويسعى كسفير عن المسيح ، ويجاهد بالصبر ضد العالم وضد الذات البشرية والإغراءات هذا يثمر للحياة الأبدية وهذا الثمر قد لا يقدره العالم ولا يقبله ولا يعترف به لانه في الحقيقة ثمر الملكوت الذي قال عنه الرب " مملكتي ليست من هذا العالم" ان الثمار التي يأتى بها مثل هذا الإنسان سجلها بولس الرسول قائلا ، أما ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف ،فتش إذن يا عزيزي عن هذا الثمر الذي لحساب الملكوت كم أثمرت ؟ ثلاثين أم ستين أم مئة ؟ وتذكر جيداً أن كل شجرة لا تعطى ثمراً تقطع،وأن كل ما يصنع ثمراً ينقيه لكي يأتى بثمر أكثر وإن لم يكن لنا ثمر للروح في حياتنا فلنبتدىء بأعمال التوبة و تفرح قلب الله إن كان القلب طريقاً للعالم فإنه يحتاج لسكين الروح القدس في التوبة لكي تحرثه فيصير صالحاً ،وإن كان القلب محجراً يحتاج إلى نقاوة ونزع الحجارة والقائها خارجاً بقوة إرادة و تضرعات كثيرة ،وإن يكن شوك العالم قد نما في قلبك فاتعب من أجل الله وانزع هذه الأشواك الخافقة أو أحرقها بروح التوبة ودموعها وحرارتها فلنتضرع إلى الله لكي يهبنا ثمار الروح القدس صلوا لأجلى يا إخوتي في الرب .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
16 نوفمبر 2025
الأحد الأول من شهر هاتور لو ٨ : ٤ - ١٥
فلما أجتمع جمع كثير أيضاً من الذين جاءوا إليه من كل مدينة قال بمثل خرج الزارع ليزرع زرعه وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فأنداس وأكلته طيور السماء وسقط آخر على الصخر فلما نبت جف لأنه لم تسكن له رطوبه وسقط اخر فى الشوك فنبت معه الشوك وخنقه ، وسقط آخر في الأرض الصالحة فلما نبت صنع ثمراً مئة ضعف قال هذا و نادى من له أذنان للسمع فليسمع فسأله تلاميذه قائلين ما عسى أن يكون هذا المثل فقال لكم قد أعطى أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى إنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون وهذا هو المثل الزرع هو كلام الله والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتى إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون والذى سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمراً " والذى في الأرض الجيدة هم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر .
مثل الزارع
جلسة مع الرب
هذا المثل فسره الرب للتلاميذ على أنفراد فهو حينما نختلى معه ونسأله عن أسرار الملكوت يفسر لنا ويفتح ذهننا لكي نفهم الكتب إذن لا يفهم الإنجيل المقدس في وسط مشغوليات العالم وإهتماماته ، وإنما يحتاج إلى جلسة على انفراد مع المسيح له المجد نسأله و نفهم منه ما يعسر علينا إستيعابه .
يشبه ملكوت السموات. أن ملكوت الله معناه أن الله يصير ملكاً علينا إذن ملكوت الله فينا يمكن تشبيه بنمو البذور في بطن الأرض ، وهذا يجعلنا نتأمل جيداً في أسرار النمو كيف تواجه البذور في بداية نموها مقاومات وصراع ضد عوامل كثيرة من الدفن في التربة إلى أن تصل إلى قول الرب " ان حبة الحنطة إن لم تمت وتدفن في الأرض تبقى وحدها ، ولكنها إن ماتت تأتى بثمر كثير "ان هذا الصراع بين
ما هو إلهى وما هو أرضى هو بداية ملكوت الله ان ملكوت الله لابد أن ينمو يوماً فيوم مثل البذار ،أما أى توقف في ملكوت الله فينا فهو إنذار بالخطر في حياتنا الروحية .
الزارع الجيد هو ! بن الإنسان
المسيح يزرع فينا كلمته كل يوم وفي كل مناسبة ، وهو يلقى بذاره بلا انقطاع ، وكلمته دائمة إلى الأبد هو كلم الآباء قديماً بالأنبياء وبطرق متنوعة أما الآن فهو يكلمنا بذاته لانه هو الكلمة الذاتي، وهو يزرع فينا ملكوته كل يوم حينما يطعمنا جسده المقدس " الكلمة صار جسداً ،"
فيما هو يزرع
سقط بعض على الطريق،وسقط آخر على الأماكن المحجرة ،وسقط آخر فى وسط الشوك ،وسقط آخر على الأرض الجيدة لاشك أن المسيح المبارك يعرف أسرار هذه العينات جميعها ،ولكنه في مراحمه ولطفه وأحساناته لا يمنع كلمته عن أحد يعطى الجميع بسخاء ،ويعطى فرصة لكل أحد ولكل قلب هو عارف قلب كل واحد ،وهو مختبر القلوب ويعرف أن فكر الإنسان مائل إلى الشر منذ صباه ولكنه طويل الروح وطويل الأناة ربما يقول قائل لماذا تلقى البذار على الطريق ؟ إنه لا يعطى ثمر ولماذا تلقى بعضاً عن الأرض المحجرة،وأيضاً في وسط الشوك ؟ ولكن الله في محبته يعطى الجميع فرصة وهو لا يشاء موت الخاطئ بل يسر برجوعه إنه يبذر بذار ملكوته في كل أرض حتى وهو يعلم أنها لا تأتى بثمر .
موقفك من ملكوت الله
لقد كشف لنا الرب فى المثل عن عينات القلوب التي تصادفها كلمة الملكوت ،وهنا نقف قليلا لتعرف مركزنا وموقفنا من الكلمة ان المطلوب منا ليس أن نقبل الكلمة فقط بل أن نعطى ثمراً لحساب الملكوت .
قال الرب عن المزروع على الطريق
"عن كلمة الملكوت" كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو الإنسان العالمي الذي لا يعرف كيف يخبيء كلمة الملكوت في قلبه ،ولا كيف يفهم تدابير الله في حياته يستطيع أن يفهم كل ما يجرى في العالم وتدابير الشر والالتواء والاهتمامات هو يفهم في كل شيء إلا كلمة الملكوت ،وقد يسمع الكلمة ، يقرأها ولكنها لا تترك فى قلبه أثراً ولا تطبع في سلوكه تغييراً.
وقال الرب عن المزروع في الأماكن المحجرة
هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح ،ولكن ليس له أصل فى ذاته بل هو إلى حين هذا هو الإنسان السطحي في روحياته الذي ليس له عمق مع الله بل كل حياته مع الله عبارة عن منظر خارجى له شكل التقوى وصورة العبادة واستقبال كلمة الله بالفرح ،ولكنه يخبيء في داخله حجراً يظهر في الخارج أنه صالح ،ولكنه في داخل قلبه يضمر شروراً يظهر لطفا ،ولكن في داخله رجل قساوة وتجبر يبدو أمام الناس وديعاً و متواضعاً ،ولكنه يخفى داخله حجر كبرياء وعظمة انه قلب فريسي سوف ينفضح سريعاً لأنه ليس مكتوم إلا وسيعلن ولا خفى إلا وسيظهر.
وقال الرب عن المزروع في وسط الشوك
هو الذي يسمع الكلمة وهم العالم وغرور الغنى و شهوات العالم وسائر الأشياء تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر وهذا هو الإنسان الذي خلط الحياة مع الله بالحياة مع العالم ، وجمع داخل قلبه بذرة كلمة الملكوت ،وبذرة شوك العالم والخطايا وجعلهما ينميان معاً لا مانع عنده من الصلاة ،ولا مانع عنده من الصوم ،ولا مانع من العطاء وأعمال الرحمة ،ولا مانع من حضور القداسات وسماع كلمة الله والتناول من الأسرار يستطيع أن يعمل كل هذا وفي نفس الوقت لا مانع من هم العالم وغرور الغني وشهوات سائر الاشياء لا مانع من البطالة والأماكن النجسة لا مانع من المعاشرات الرديئة ومجاراة أهل العالم لا مانع من الشهوات والغرور والكبرياء والزنى والنجاسة والاعتماد على الذات البشرية وكل هذه الأمور تختنق الكلمة فلا تأتى بثمر فلا تغير في الحياة ولا تجديد في الذهن ولا ثمر في الروح ولا تقدم في النعمة لذلك تصير كل الممارسات الروحية بالنسبة لهذا الإنسان بلا فاعلية وبلا قوة .
اخيراً قال الرب عن الأرض الجيدة
هو الذي يسمع الكلمة ويفهم ، وهو الذي يأتى بثمر وقال أيضاً في موضع آخر أنه يخبيء الكلمة في قلب صالح ويثمر بالصبر أن الذي يفهم مطاليب كلمة الله وتكاليف تبعية الذي يدرك مـر الصليب والحب الإلهى والألم من أجل الله ، و يفضل كلمة الله وملكوت الله على ملذاته واحتياجاته ، ويفهم كيف ينفصل عن الكل لكي يلتصق بالواحـــد ، وكيف يسعى باجتهاد لكي يدرك الهدف الذى من أجله يجاهد، ويفهم كيف يحمل صليبه كل يوم ويسهر في الصلاة ويحسب نفسة ميتا عن العالم ولكن يحيا لله ،ويسعى كسفير عن المسيح ، ويجاهد بالصبر ضد العالم وضد الذات البشرية والإغراءات هذا يثمر للحياة الأبدية وهذا الثمر قد لا يقدره العالم ولا يقبله ولا يعترف به لانه في الحقيقة ثمر الملكوت الذي قال عنه الرب " مملكتي ليست من هذا العالم" ان الثمار التي يأتى بها مثل هذا الإنسان سجلها بولس الرسول قائلا ، أما ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف ،فتش إذن يا عزيزي عن هذا الثمر الذي لحساب الملكوت كم أثمرت ؟ ثلاثين أم ستين أم مئة ؟ وتذكر جيداً أن كل شجرة لا تعطى ثمراً تقطع،وأن كل ما يصنع ثمراً ينقيه لكي يأتى بثمر أكثر وإن لم يكن لنا ثمر للروح في حياتنا فلنبتدىء بأعمال التوبة و تفرح قلب الله إن كان القلب طريقاً للعالم فإنه يحتاج لسكين الروح القدس في التوبة لكي تحرثه فيصير صالحاً ،وإن كان القلب محجراً يحتاج إلى نقاوة ونزع الحجارة والقائها خارجاً بقوة إرادة و تضرعات كثيرة ،وإن يكن شوك العالم قد نما في قلبك فاتعب من أجل الله وانزع هذه الأشواك الخافقة أو أحرقها بروح التوبة ودموعها وحرارتها فلنتضرع إلى الله لكي يهبنا ثمار الروح القدس صلوا لأجلى يا إخوتي في الرب .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
02 نوفمبر 2025
الأحد الرابع من شهر بابه لو ۷ : ۱۱ - ۱۷
وفي اليوم التالى ذهب إلى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير " فلما أقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لهما لا تبكى ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه .فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة .
إقامة إبن أرملة نايين
الهزيع الرابع
في إنجيل عشية هذا اليوم يقرأ فصل الإنجيل الذي يخبرنا عن إنقاذ التلاميذ فى الهزيع الرابع من الليل ، إذ كانوا معذبون من الأمواج وأوشكوا على الغرق ، جاءهم ربنا يسوع ماشياً على الماء وافتقدهم وهم على حافة الموت وهذا الحدث كان في تدبير ربنا ليرفع إيمان التلاميذ الذين كانت قلوبهم ثقيلة ،ولم يبلغوا المستوى الإيماني بمعجزة إشباع الخمسة آلاف من الخمس خبزات فإذ لم يفيدهم الوسع ألزمهم أن يركبوا السفينة وحدهم ،وسمح للبحر أن يهيج عليهم ،و للرياح أن تقصف بسفينتهم يبدو أن هذا هو الطريق الوحيد لإيمان التلاميذ أن يرتفع حتى يبلغ المشى على المياه .
ما بعد الهزيم الرابع
أما أرملة نايين فقد عصفت بها رياح التجارب وهاج بحر و وقعت سفينة حياتها في لجة اليأس والحزن، الآلام والضيق وانتظرت حتى الهزيع الرابع ،وكأنه لم يكن من مجيب وحتى الهزيع الرابع عبر ماذا هل يوجد رجاء بعد موت ؟!
هل يوجد عزاء لأرملة فاقدة وحيدها ؟
إنجيل اليوم هو إنجيلنا فى يأسنا وإنجيلنا في ضعفنا
إنجيل ما بعد الهزيع الرابع مع المسيح الحياة لا يوجد يأس حتى ولو وصلنا محمولين إلى قبر وظنوا فينا ألا قيام فيما بعد الهزيع الرابع يقف إلهنا يتحدى موتنا ويلمس نعشنا وينادينا بأسمائنا ،ويردنا إلى إلى أمنا الكنيسة التي تتعذب من أجلنا بمشاعر يعجز أن يعبر عنها فيقيمنا من موتنا ويتمجد فينا وتبهت الجموع من حولنا و تمجد قوة إلهنا في توبتنا السماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب ، كفرح الأرملة بقيام وحيدها من الموت ، وفرح كل جيرانها الذين حزنوا لحزنها وبكوا لبكائها ولكن لا تعطى أفراح القيامة في التوبة إلا إذا بلغنا إلى إنسحاق أرملة نايين روحياً فالتوبة قيام من إنكسارنا وربنا يرفع البائس من المزبلة ويقيم الساقطين ويجبر منكسرى القلوب لأن ربنا يكون قريب منا حسب وعده. أيها الشاب لك اقول قم .
هنا يبدو واضحاً أمامنا أن حياتنا كائنة في المسيح وندرك حقيقة أن فيه كانت الحياة فهو يحيينا بكلمة إقامة إبن أرملة نايين يكشف لنا سر الحياة بكلمة المسيح كيف ينادينا فتدخل فينا قوة حياته أليس بالكلمة خلق العالمين وبالكلمة كان كل شيء وبدون الكلمة لم يكن شي مما كان فكل خليقة منظورة وغير منظورة كانت في فكر الله قبل أن توجد ولم تخرج إلى حيز الوجود والحياة إلا بالكلمة .قال الله : " ليكن نور فكان نور " ولم يكن النور هذا ليظهر إلا إذا قال الله كلمته الخالقة والمبدعة قال الله "لنخلق الإنسان فخلق الإنسان" ولم يكن للإنسان أن يخرج إلى الحياة ما لم يقل الله كلمته الخالقة والخالدة هكذا أيضاً عندما دخل الموت إلى الإنسان ووقع الإنسان فريسة لروح الظلمة كيف يخلص الإنسان إذا ؟
لا خلاص إلا بالكلمة ،ولا حياة إلا بالمسيح قال الله و لنخلص الإنسان وهذا هو الخلاص الذي إبتدأ الرب بالتكلم عنه كما قال القديس بولس الرسول هنا كلمة الخلاص هي المسيح الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده وجاء لينقض أعمال إبليس وينبذ الموت ويدوسه بقوة حياة لا تموت قيامة إبن أرملة نايين صارت لنا عربون قيامة بالكلمة بقوة عظيمة المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد يحول موتنا إلى حياة ، وحزننا إلى فرح بكلمته الآن نحن نقبل كلمة الحياة لتقيمنا للحال عندما نتقدم للتناول من جسد المسيح و الكلمة صار جسداً وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى لم يعد قبولنا للكلمة على مستوى سمع الاذن فحسب، بل على مستوى الأكل الحقيقي كمن يأكل الحياة على أننا نسمع الكلمة المحيية ينطق بها المسيح في داخلنا بروحه بأنات لا ينطق بها ونسمعها كلما إتضعنا وأملنا أذننا الداخلية إلى المسيح ينادينا بإنجيل فرح وبشارة خلاصي مكتوبة لا بحبر وورق ، بل بشهادة روح وقوة حياة لا تزول الكلام الذي أكلمكم به روح وحياة إحييني ككلمتك .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
26 أكتوبر 2025
الأحد الثالث من شهر بابة مت ۱۲ : ۲۲ - 37
حينئذ أحضر إليه بجنون أعمى وأخرس فشفاه حتى أن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر فبهت كل الجموع وقالوا ألعل هذا هو إبن داود أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته وإن كنت أنا بيعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم و لكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوى وينهب أمتعته إن لم يربط القوى أولا وحينئذ ينهب بيته . من ليس معى فهو على ومن لا يجمع معى فهو يفرق لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس و من قال كلمة علي إبن الإنسان يغفر له . وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتى اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو أجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً . لان من الثمر تعرف الشجرة يا أولاد الافاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم الإنسان الصالح من الكنز الصالح ( في القلب) يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور ولكن أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان .
شفاء الأعمى والأخرس
قدموا إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه حتى أن الأعمى الاخرس تكلم وأبصر فبهت الحاضرون أما الفريسيون فقالوا انه برئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم « كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته يخرب فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فكيف تثبت مملكته ؟ وإن كنت ببعلز بول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ؟ ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله لذلك كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس
بروح الله اخرج الشياطين
كما تهرب الظلمة وتتبدد أمام النور هكذا مع الشيطان والروح النجس أمام روح الله القدوس الروح النجس الذى سكن في الإنسان فإنه يفسده ويهلكه قيل عن الرجل الذي كان به شياطين كثيرة أنه كان يصيح ويقطع نفسه بالحجارة، وربط بسلاسل وقيود ولكنه كان يقطع السلاسل ويسكن القبور عندما يسكن الروح النجس فى الإنسان فإنه يعمل فيه لفساده وهلاكه لأنه منذ البدء كان قتالا ،وهو المشتكى على جنسنا و عدوه وهو عندما سكن داخل هذا الرجل تركه مجنوناً أعمى وأخرس وهذا معناه أن الروح النجس تسلط على فكره وبصره ولسانه .
مجنون
الشيطان عندما يتسلط على الفكر يفسده عن طرق الله المستقيمة وعن التعقل والحكمة النازلة من فوق يصير الإنسان مجنوناً قد يقتحمه الشيطان بفكر العظمة فيصاب الإنسان بالجنون ليفتكر فى نفسه أنه شيء ، وينسى أنه تراب ورماد ، وينسى أنه بائس وفقير ومسكين، وأنه لا شيء و مزدری و غیر موجود أصيب نبوخذ نصر بهذا الشيطان شيطان العظمة فقال وهو فى جنون العظمة : أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوتى وإقتدارى ونسى أن الله هو المتسلط في ممالك الأرض كلها فسمع ذلك الصوت " يطردونك من بين الناس ، ويبتل شعرك بندى السماء" أصيب هيرودس الملك بجنون العظمة و لبس الحلة الملكية في يوم عيده ،وصار يتكلم فصاح الشعب : و هذا صوت الله لا إنسان فضربه ملاك الرب فدود ومات كثيرون يصابون بجنون العظمة والكبرياء والإعتداد بالذات ويتكلون على الكذب ، ويفتكرون أنهم عقلاء . والحق أن من أراد أن يكون حكيماً فليصر جاهلا آخرون يصابون بجنون الشهوات وجنون محبة العالم آخرون يصابون بجنون العلم والعقلانية والفلسفات والإلحاد آخرون في جنون ينكرون السيد الوحيد القادر الذي له وحده عدم الموت
أعمى
هذا الرجل يختلف تماماً عن المولود أعمى لان هذه الولادات والأمراض الطبيعية والعيوب الخلقية تحدث بقصد الله و تدبيره ولا دخل الإرادة الإنسان فيها فكلها تؤول لمجد الله كما قال الرب : " لا هذا أخطأ ولا أبواه ، لكن لتظهر أعمال الله فيه ". أما هذا الإنسان فإن العمى هو نتيجة سكنى روح الظلمة فيه لذلك عندما طرد الرب يسوع الشيطان منه بقوة الروح القدس ،إستنارت عينيه مرة أخرى و لأن النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه إن عيوننا التي إستنارت بالمعمودية والبصيرة التي أعطاها لنا إبن الله هي أغلى ما نملك فلتخف يا إخوة لئلا يدخل روح
الظلمة إلينا ويطمس بصيرتنا قال الرب للفريسيين : "لو كنتم عميان لما كان لكم خطية ولكنكم لانكم مبصرين فخطيتكم باقية" الذى يرى الحق أمامه ويغمض عينيه ، أليس هذا شيء من العمى الروحي ؟ الذي يرى الطريق للحياة مع الله ويغمض عينيه عنها أليس هذا خطر كبير ؟
الذي ينظر أخاه محتاجاً ويغلق أحشاؤه عنه ، أليس هذا أعمى ومسكين ؟
الذى لا يرى خطورة الخطية ونجاساتها ويهرب منها كما من أفعى سامة وخطر الموت أليس هذا أعمى ومسكين ؟
الذى لا يرى خطاياه ونجاسات قلبه ويريح ضميره مثل الفريسي ، وينظر إلى خطايا الآخرين ويحكم عليهم أليس هذا أعمى قصير النظر قد نسى تطهير خطاياه ؟ نحن غير ناظرين للأشياء التي ترى بل إلى التى لا ترى لان التي ترى وقتية أما التي لا ترى فأبدية هذه هي البصيرة التي يحددها فينا الروح القدس كل يوم في التوبة وفى الكنيسة وفى الأسرار فتدرك الأشياء الموهوبة لنا من الله بحسب نعمته وقوته .
أخرس
الروح القدس يجدد خلقتنا ويحرر لساننا يجعله ينطق من جديد كلمات جديدة وترنيمة جديدة لقد حل الروح القدس على التلاميذ مثل السنة نار تنطق بشهادة يسوع المسيح بلا مانع وتتكلم بالحب لجميع الناس وهذه الألسنة النارية استقرت في الكنيسة في كل أجيالها الروح القدس نطق بفم بطرس الرسول كلمات فيها قوة خلاص وشهادة لقيامة المسيح من الأموات الروح القدس تكلم فى الرسولين بطرس ويوحنا وهما إنسانان عديما العلم وعاميان ، بكلمات مملوءة نعمة لم يستطع رؤساء الكهنة أن يسكتاهما الروح القدس تكلم بفم إسطفانوس بحكمة لم يستطع جميع المعاندين أن يقاوموها أو يناقضوها الروح القدس أعطى القديس بولس الرسول كلمة كرازة عند إفتتاح الفم فنطق بأسرار الروح وسر الكنيسة وسر المسيح .بدون الروح القدس سيظل الإنسان أخرس واللسان عاجز عن النطق حتى لو قال ملايين الكلمات.
التجديف على الروح القدس
جماعة الفريسيين رفضوا مشورة الله من قبل أنفسهم . رفضوا عمل روح الله ولم يقبلوه فصار هذا تجديفا إنتهى بهم إلى الهلاك ، ونحن اليوم يريد الروح أن يعمل فينا . يريد أن يحرر فكرنا وينير بصيرتنا ويطلق ألسنتنا فهل تذعن لمشورته ؟ وهل نسلم نفوسنا طوع إرادته ليعمل فينا مسرته ؟!
الروح القدس يريد كل يوم أن يطرد عنا كل ظلمة ،وكل فكر قلة الإيمان . ويريد أن يستخدم فكرنا و لساننا وعيننا يريدنا آلات بر وآلات بركة ألا يكفينا زمانا طويلا دقننا فيه وزناتنا وصرنا مثل أخرس وأعمى ومجنون بلا قوة وبلا قدرة وبلا فاعلية من جهة الإيمان والحياة مع الله اليوم فرصتنا أن نسلم أنفسنا ونقدم أحباءنا بالصلاة والتوسل عند قدمى الرب يسوع ليطرد عنا بقوة روحه القدوس كل أرواح العدو المقاوم ويستخدم ضعفنا لمجده .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
19 أكتوبر 2025
الأحد الثاني من شهر بابه( لو ٥ :1-11 )
وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفاً عند بحيرة جنيارت فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك فدخل إحدى السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلا عن البر ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة ولما فرغ من الكلام قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقى الشبكة ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلا أخرج من سفينتى يا رب لانى رجل خاطيء إذ اعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذى أخذوه وكذلك أيضاً يعقوب ويوحنا إبنا زبدى اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيء وتبعوه.
معجزة صيد السمك
دخل احد السفينتين التي لسمعان
المسيح هو دائما الذى يبدأ الحركة نحونا ، وهو في غالب الأحيان يبدو كأنه محتاج إلينا مثلما رأيناه عطشان أمام السامرية وهو مزمع أن يروى عطشها ويفيض فيها ينابيع حياة وكما احتاج إلى الخمس خبزات وهو مزمع أن يشبع الخمسة آلاف رجل هكذا احتاج الرب إلى سفينة سمعان وهو مزمع أن يجعله صياداً يصطاد الناس ولكن يبدو واضحا أن سمعان بطرس كان مقدماً سفينته للرب بكل الرضى والسرور ،وإن كان لم يدرك القصد الإلهى لأول وهلة ولكن ليس مطلوب منا في مثل هذه الحالة سوى تقديم إمكانياتنا البسيطة وتسليمها في يد الرب وبعد أن علم الرب الجموع من السفينة قال لسمعان أدخل إلى العمق وألقوا شباككم للصيد هنا بعد أن ترضى النفس أن يدخل الرب يسوع إلى سفينتها يوجه الرب دعوته للنفس أن تدخل إلى العمق إذ نكون النفس قد تعبت ليلها دون أن تأخذ شيئا إنها دعوة الذين تعبوا في الصلاة وانتهوا من الصلاة دون أن يأخذوا شيئاً أدخل إلى العمق وقل" من الأعماق صرخت إليك يا رب" أدخل إلى العمق في الصلاة بالإنسحاق والدموع والتذلل والصوم انزل إلى الاعماق في كل كلمة ،وكل طلبة تعمق في مواعيد الله وفي روح الصلاة كن عميقاً في خشوعك و توبتك وكلماتك كثيراً ما بكت الرب شعبه قديماً "هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فيبتعد عنى" .دعوة للذين قضوا حياتهم في السطحيات ،والمظاهر الكاذبة أدخل إلى العمق لا تنظر إلى العينين ، بل إلى القلب.لا تكن سطحياً مثل الفريسيين الذين كانوا يهتمون بالشكل الخارجي وهم في أعماقهم مملوئين خبثاً وشراً نقى أولا داخل الكأس حينئذ يتطهر خارجها تعبنا الليل كله ولم تأخذ شيئا على ان خبرة سمعان هذه هي في حقيقتها تصلح أن تكون خبرة كل واحد فينا إسأل الذين اتكلوا على يقينية الغنى وسعوا وراء المال وأرادوا أن يكونوا أغنياء كيف سقطوا في تجربة وفخ وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة وأدركوا أن محبة المال أصل لكل الشرور وكأن لسانهم بعد السعى الطويل يقول تعبنا الليل كله ولم تأخذ شيئاً إسأل الذين جروا وراء الشهوات الجسدية وسهروا الليالى وقضوا العمر ،وسكبوا شبابهم لكى يشبعوا رغباتهم فيخبروك أنه باطل الأباطيل الكل باطل ،وقبض الريح ،ولا منفعة تحت الشمس وفى نهاية سعيهم يقولون ذات العبارة تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً . إسأل الذين ضيعوا عمرهم في طلب الكرامة ومديح الناس كيف رجعوا خائبين بعدما أكتشفوا أنه ليس من يمدحه الناس هو المزكي بل الذي مدحه من الله وبعدما سقطوا من النعمة لانهم كانوا يطلبون مجد الناس ، وأدركوا قول الرب نفسه مجداً من الناس لست أقبل ، فرجعوا يقولون تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً .وهكذا تصلح هذه لكل الذين يسعون جرياً وراء أباطيل العالم ويريدون أن يمتلكوا من فراغه .
على كلمتك القي الشبكة
فرق بين من يعمل من ذاته ،ومن يعمل على سند كلمة المسيح بوعد ورجاء وإيمان لتسكن ممارستنا لأعمالنا مسنودة بالكلمة أننا نعمل لأنه هو يبارك عملنا لأننا بدونه لا نقدر أن نعمل شيئاً وان لم يبنى الرب البيت فباطلا يتعب البناؤون حينئذ إذا صادفنا نجاحاً عظيماً كصيد السمك فلا تنسب هذا لمقدرتنا ولا لجهدنا بل الله الذى يعطى ولكلمته القادرة أن تعمل في الضعف هنا نتعلم إنكار الذات وعدم الاعتــــداد بالامكانيات أو المهارات بل نمجد إلهنا في أعمالنا ونخبر بفضائل ذاك الذي تمجد في عجزنا وضعفنا .
اخرج من سفينتي يا رب فإني رجل خاطي
الأثر الأول والأعظم لعمل الله في حياتنا والمعجزات التي يصنعها معنا هو أننا نكتشف :
١ - أننا لخطاة
فالمواجهة مع الله تكشف خزينا وكسلنا و تقصيرنا وتهاوننا ،والمواجهة مع القدوس تطهر للحال نجاسات قلبنا فتصرخ و أنا ر جل خاطى بعكس ما يصنعه النجاح من غرور فإن أولاد الله يتحول نجاحهم إلى كثرة اتضاع ومسكنة وإحساس بالخطية وإعتراف أمام الله للتوبة .
٢ - عدم الاستحقاق
فلسنا نحسب أنفسنا أهلا أن نكون خدام للمسيح ولا أن يدخل سفينتنا ،ولا أن يبارك صيدنا هذا الشعور صاحب القديسين في الكنيسة في كل الاجيال " لسنا كفاه من أنفسنا " أنا أصغر جميع الرسل الخطاة الذين أولهم أنها لست مستحق أن أدعى رسولا ، " مهما فعلتم كل البر قولوا أننا عبيد بطالون" أحذر أيها الحبيب أن تفقد الشعور بعدم الإستحقاق لئلا تسقط مع الشيطان .
صياد الناس
هنا نكتشف قصد المسيح الذي بدأ بدخول سفينة سمعان ثم بصيد السمك المسيح يريد سمعان نفسه يريد أن يعمل به عملا عظيماً يا سمعان من الآن أنت رائحة المسيح الذكية لجميع الناس یا سمعان الكلمة الإلهية في فمك هي صنارة عقلية تصيد بها النفوس بقوة وتجذبهم من بحر العالم إلى حظيرة المسيح ،وتشهد لعمل نعمة الله يا سمعان بدل قوتك الجسدية التي لا تزول لتخدم لا بالجسد بل بالروح الذي يتجدد في داخلك يوماً فيوم لا يعرف التعب ولا الملل
تركه كل شيء و تبعه
الآن لم يعد سمعان يرتبك بأمور هذه الحياة لكي يرضى من جنده كانت كثرة السمك تربك سمعان جداً ،وتدخل إلى نفسه الغرور وشرور كثيرة ولكن الآن كثرة السمك لن تحول نظره عن شخص الرب يسوع لنراجع أنفسنا هل تركنا كل شيء ؟ هل نتبعه أم مازالت أموالنا وأملاكنا وربما وظائفنا أو للأسف ربما لعبنا ونزهتنا أو أقل من هذه الأمور تجذب إنتباهنا وتربك عقلنا عن تبعية يسوع في الصلاة أو حضور القداسات أو فى البذل أو حتى في مجرد الوجود معه لا تجعل شيء يعوق مسيرتك خلفه بل اختبر ما قاله القديس أغسطينوس " وضعت قدمى على قمة هذا العالم عندما أصبحت لا أخاف شيء ولا أشتهي شيء" .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد