مجال الخدمة في الكنيسة
إنجيل العشية يتكلم عن تلاميذ المسيح ، أن المسيح الزمهم أن يركبوا السفينة ويسبقوه إلى الضفة الأخرى ريثما يصرف الجموع ، متى كان هذا ؟ بعد أن صنع المسيح معجزة الخمس خبزات ، عندما أشبع خمسة آلاف رجل ماعدا الأطفال والنساء من خمس خبزات وسمكتين ، فهذه الجماهير التي ذهبت له في البرية وفي الصحراء ، وقضت معه طول النهار يسمعون ، وأخيرا أعد لهم هذه المائدة وأكلوا وشبعوا ، كان دائما المسيح من عادته بعد المعجزة أن
أعمال الرسل سفر أعمال الرسل هو السفر التالي للأناجيل الأربعة ، أو إنجيل ربنا يسوع المسيح كما كتبه القديسون متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، فهو السفر الخامس في الترتيب المكاني بين أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين ، ويقع مكانه مابين الأناجيل الأربعة ، ورسائل القديس بولس الرسول الأربع عشرة . وإذا كانت الأناجيل الأربعة تحكي قصة ربنا يسوع المسيح منذ تجسده أو ميلاده من العذراء القديسة مريم حتى صلبه وقيامته وصعوده إلى السماء التي منها نزل لإتمام عمل الفداء وإنجاز مهمة الخلاص لآدم وذريته ، فإن سفر أعمال الرسل يروى قصة نمو الكنيسة المسيحية وجهادها وازدهارها ، وإنتشار بشرى الخلاص الذي تممه المسيح له المجد . وكان صعوده العلني إلى السماء في يوم الأربعين لقيامته المجيدة ( مرقس 16 : 19 ) ، ( أع ۱ : 1-3 ) إعلانا لنجاح مهمته التي من أجلها نزل من السماء ، فقد صعد أمام تلاميذه والمؤمنين به من فوق جبل الزيتون المأهول بالناس ، صعد بذبيحة نفسه ( العبرانيين 9 : ٢٦ ) إلى السماء عينها ( العبرانيين ٩ : ٢٤ ) ، کرئیس كهنة العهد الجديد ( العبرانيين ۸ : ۱ ) ، ( ۹ : ۱۱ ) ، مؤكدا بصعوده العلني إلى السماء ودخوله فيها ( لوقا ٢٤ : ٢٦ ) حقيقة الإعفاء العام الذي حصل عليه ( العبرانيين 8 : 6 ) لصالح المؤمنين ، فكان ومازال هو الفادي والمخلص الذي ( ليس بأحد غيره الخلاص ) ( أعمال الرسل 4 : ١٢ ) ، ثم جلس إلى الأبد ( العبرانيين ۱۰ : ۱۲ ) على عرش العظمة في الأعالي ،
مفهوم الخادم والخدمة : الخادم بالمعنى المفهوم للكلمة ، هو الإنسان الذي يربط وسطه ليعمل في المنزل ، ينظف ويطبخ . ويقـدم لـرب البيت ولربـة البيت ولأفراد المنـزل مـا هـم في حاجة إليـه مـن طعام وشراب و ... ، هذا هو المفهوم الموجود في أذهاننا ، وربما لهذا السبب ومن أجله سيدنا له المجد عندما أراد أن يغسل أرجل التلاميذ التذر بمئذرة ، أي ربط وسطه بمنديل لكى يقـوم بـدور الخادم ، وانحنى على الأرض وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ، والبطريرك والأسقف والكهنة يفعلوا كما فعل المسيح ، ولهذا في تقليد الكنيسة أن رجال الدين يربطوا وسطهم بحزام ، وكذلك الرهبان يلبسوا المنطقة ، القصد من هذا أن الراهب قائم على خدمة الله وعبادته ، فيعبر عن هذه الخدمة بأن يربط وسطه ، رمز على أنه خادم الله ، لأن ربط الوسط يمكن الإنسان من أن يجمع ملابسه الواسعة لكى يـكـون عنـده إستعداد بـأن يـقـوم بنشاط حركي كبير ، وحتى السيدات كن يلبسن الزنار ، والسيدة العذراء كانت تلبس زنار لكي تتمكن من العمل ، وأن تنحنى وأن تقـف بـدون عائق ، فهذا هو الأساس في أن سيدنا لـه المجد ربط وسطه بمئذرة ، وكذلك الكاهن يربط وسطه بالمنطقة لأنه يقوم بدور الخادم .
الـرهـبـانـية
معنى الرهبانية
- لابد أنك سمعت عن الرهبنة أو الرهبان إن لم تكن قد رأيت الفعل واحداً منهم . ولابد أنك سمعت أو قرأت عن الأديرة القائمة في الصحاري إن لم تكن قد شاهدت عينك واحداً منها . أما الرهبانية فنظام تعبدي خاص لمجموعة من الناس ارتضت لنفسها ان تعيش في عزلة عن ضوضاء الحياة العامة وصخبها - كلفا بالهدوء ، الذي يتيح لها التأمل وتخص الضمير ومحاسبة النفس والصلاة العميقة الطويلة . والتعبد بغير شاغل أو عائق وبهذا يبلغ العابد تدريجيا إلى مقامات روحانية عالية فيكشف على مستويات ومفاهيم عميقة ما كان له أن يصل إليها من غير تلك لة الخصية وذلك السكون المنتج الفعال