مقدمة
هذا الكتاب " تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس بطريرك الأسكندرية " هو ترجمة عربية للترجمة الإنجليزية التي قام " الموقر باين سميث R. Payne Smith) بترجمتها عن النسخة السريانية لهذا التفسير للقديس كيرلس والمخطوطات السريانية لهذا التفسير كانت من بين المخطوطات التي اكتشفت في مصر في حوالي منتصف القرن التاسع عشر وأودعت بالمتحف البريطاني بلندن. وقام " القس بـــاين سميث " بنشر النص السرياني للتفسير كما قام هو نفسه بعمل ترجمة إنجليزية لـــه نـشـرت بأكسفورد Oxford Univ. Press) سنة ١٨٥٩ في مجلدين. وأخيرا قامت دار "ستوديون للنشر Studion Publisher. INC" بنيويورك بإعادة طبع ترجمة "باين سميث" الإنجليزية في مايو ۱۹۸۳ فى مجلد واحد في ٦٢٠ صفحة من القطع الكبير. وهذه هي الطبعة التي قمنا بالترجمة منها إلى العربية.
هذة هى الطبعة الثالثة من كتاب ( دليل الطقوس الكنسية على مدار السنة التوتية ) . نقدمها لك أيها القارئ العزيز بعد أن نفذت الطبعتان السابقتان بسبب إقبال القراء على هذا الكتاب الذى يعتبر مرجعا ً هاما ً للتسبحة ورفع البخور والقداسات على مدار السنة القبطية كلها بما فيها من أصوام وأعياد ومناسبات أخرى ،و لا غنى لأى كاهن أو شماس عنه.
سيرة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس انها سيرة من القرن الرابع الميلادى فهى ليست جديدة ولكنها ستبقى جديدة انها سيرة حية متجددة نشرت بلغات عديدة ولكن لا يفهمها إلا الذى يعرف لغة الحب الإلهى انها سيرة ألهبت القلوب وجذبت للمسيح قلوب شباب وعذارى فخرجوا فى إثره.هذه السيرة قرأها الأغنياء فاحتقروا غناهم قرأها الحكماء فازدادوا حكمة قرأها المنبهرين بمباهج العالم فأحبوا سكنى الجبال والبرارى قرأها الخطاة فامتلأ قلبهم توبة وغيرة على الجهاد ويكفى أن تعرف عزيزى القارئ أن سيرة العظيم الأنبا أنطونيوس كانت سببا ً قويا ً فى توبة وتغيير القديس أوغسطينوس.
طقس القداس الإلهى منها عذب لا ينضب من التأملات الروحية العميقة ، لأن كل حركة وكل كلمة فى القداس لها معنى روحى عميق . كتب كثيرون فى هذا الموضوع وما زال موضوعا ً بكراً للتأملات والتفاسير المتعمقة لحركاته وكلماته سواء السرية منها أو الجهرية .
الله المبدع الأعظم خلق بواسطة ابنه كل المخلوقات لأنه مكتوب: " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو ١ : ۳)، في البداية وقبل كل شيء خلق الله السماء والأرض، وأحضر هما للوجود دون أن يكون لهما وجود مسبق قط. لكن إذا تساءل أحد وقال كيف خُلِقت السماء، والأرض ومن أين؟ سوف يسمع منا ذلك القول الحكيم: "من يعرف فكر الرب ومن صار له مشيرًا" (رو ۱۱ : ٣٤) وإن أراد أحد أن يتعلم هذه الأمور، عليه أن يستخدم على أية حال العقل والفهم، فهكذا قصد الله عندما ا وهبنا العقل، وإن كان ما يخصنا منه لا يقارن بما لدى الله، وهو نفسه يوضح لنا ذلك قائلاً: "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (إش ٥٥: ٨ - ٩)
القديس كيرلس عمود الدين جلافيرا على سفر التكوين - المقالة الأولى