في جثسيماني
بعد أن أكمل يسوع سر العشاء، ارتاحت نفسه، إذ أكمل حبه لما ذبح مع التلاميذ الفصح الأخير الذي كان يترقبه من وراء الدهور والذي كان يشتهيه شهوة !! ، وذبيحة الفصح الأخير كانت نفسه !
فالنفس لا تشتهي أكثر من أن يكمل حبها ، والحب لا يكتمل إلا بالفدية... ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». ثم خرج مع التلاميذ ذاهباً إلى جشسيماني ، وابتدأ يدخل في آلامه « وهو عالم بكل
ما يأتى عليه».لأنه لا يمكن أن يكمل البذل إلا في الآلام . وهو عندما قسم جسده للتلاميذ هيأه ضمناً للألم، وعندما أعطاهم دمه المسفوك ارتضى أن توضع عليه أوجاع الموت.هنا نقطة التلاقي الكبرى التي تقابلت فيها البشرية مع الله فلم تكن مصادفة أن يطلب يسوع في وقت الليل بستاناً «ليدهش» فيه و يكتئب» وتحزن نفسه هناك حزنها العجيب حتى الموت !!
أليس في بستان الفردوس تعرى آدم بالخطية وخرج من لدن الله ؟ فصارت البشرية بآدم في انفصال عن الله وموت ؟
فإن كانت البشرية قد تقابلت مع الله بميلاد يسوع تقابلاً كلياً، فما كان ذلك إلا على أساس أن يتقابل يسوع معنا تقابلاً كلياً !
الصوم الأربعيني المقدس
الأربعين المقدسة هي موسم عودة النفس إلى مكان راحتها الحقيقية، فيه تظل الكنيسة بالحانها على طول الأربعين يوماً تنادي النائمين والتائهين في طرق الخطية وشعاب الضلال أن استيقظوا واستنيروا فهذا زمان التوبة. وفي هذه الفترة المقدسة نقدم هذه المقالات عن الصوم الأربعيني المندس، لكي تنكشف طبيعة هذا الصوم ومقصد الكنيسة من وراء تقديمه للمؤمنين ليصوموه قبل أسبوع الآلام، وليعبروا به إلى رؤية مجد قيامة الرب.
يستمد الصليب قوته الخالدة واللانهائية والخلاصية من موت يسوع المسيح ابن الله عليه . فالمرادف اللاهوتي لكلمة الصليب في المسيحية عميق غاية العمق ، فكلمة ( الصليب » تعادل في مضمونها الإيماني إنجيل الخلاص كله فهي تعني في بساطة وإنجاز موت يسوع المسيح من أجل خطايانا، لذلك فالكرازة بالإنجيل تعني الكرازة بالصليب.والكرازة بالصليب للناس لا تحتاج أقوالاً كثيرة أو حكمة عميقة : «لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح» (۱ کو ۱ : ۱۷)، فالصليب قوة وليس كلاماً، أي أن الصليب لا يظهر للناس بالشرح ولكن بالإيمان والفعل : «فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله . » ( ١ كوا : ۱۸ ) فلكي نكرز بالصليب يلزمنا أن نؤمن بقوته وحيا فيها ثم نقدمها للناس ليذوقوها .
لم يذكر القديس بولس قصة ميلاد المسيح، ولم ير قيامة المسيح من بين الأموات. كما أنه لم يسمع القديس يوحنا وهو يسجل رؤيـــاه عـن الكلمة“ ـ اللوغوس - الذي كان من البدء... والذي كان عند الله، وكان الكلمة الله (بدون "ألـ " التعريف)... والكلمة صار جسداً.“(١ يو ١:١، يو ١: ١ و ١٤) ولكن، وللأمر المدهش لتفكيرنا، نجد أن بولس الرسول يتعرض لتجسد المسيح ويذكر هذا كله فجأة أثناء نصيحة كان يقدمها لأصدقائه من أهل مدينة فيلبي. وماذا كانت هذه النصيحة؟ اسمع: «فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفس واحدة، مفتكرين شيئاً واحداً؛ لا شيئاً بتحزب أو بعجـب، بـــل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (أي أن كــــل واحد يحسب الآخر أفضل من نفسه. لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً.» (فى ٢:٢-٤) .
تقديم :
كنا قد بدأنا إصدار سلسلة من الكتب حول الأعياد السيدية وما تحويه من معانى روحية وفوائد رعوية ومقام لاهوتية عميقة ونافعة ومدى قانونية هذه الأعياد وإثبات ذلك من خلال قوانين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية وقوانين الرسل الأطهار و شهادة كتب غير أرثوذكسية أيضا مثل كتاب ريحانة النفوس وغيره تثبت قانونية وأهمية وأصالة هذه الأعياد السيدية المقدسة التي نحتفل بها كل عام في كنسيتنا القبطية الأرثوذكسية.
وصدر من هذه الأجزاء أربعة كتب عن عيد البشارة ... وعيدى الميلاد والغطاس ووعيدى الختان وعرس قانا الجليل وعيدى خميس العهد وأحد الشعانين مع جزء خاص بعيد القيامة المجيد وهذا هو الجزء الأخير الذي يتضمن أعياد أحد توما والتجلى ودخول المسيح أرض مصر و الصعود والعنصرة
هناك سؤال يحير ماريان .. وكل سنة يجول بخاطرها فى نفس الميعاد.. ثم تنساه ولا تسأل عن إجابته إلا فى الموسم التالى، فى نفس الميعاد يراودها نفس السؤا ل .. لحسن حظها، أن السنة دى زارهم أبونا متياس، فى نفس الليلة التى يأتى فيها السؤال... وهى ليلة أحدالتناصير.
ماريان: أبونا... جيت فى ميعاد ك ... يعنى إيه أحد التناصير؟ ...وإيه الفرق بينه وبين عيد الغطاس؟ أم فى أحد التناصير؟
أبونا :طبعاً أنت عارفة كويس أن المسيح اتعمد فى عيد الغطاس، أما موضوع أحد التناصير فهو خاص بتعميد الناس.
ماريان:ما هى ميزة هذا الأحد حتى يتعمد الناس فيه؟ ... وهل معنى كده أن التعميد فى اليوم ده أفضل من المعمودية فى
أى يوم آخر؟
مع خيوط الفجر الأولى...
والظلام باقٍ...
صاحبت المجدلية في طريقها إلى القبر المقدس...
سألتها:
ماذا تتوقعين؟
الحراس المدججون بالسلاح... قائمون هناك وساهرون!!
والحجر الضخم الموضوع على فم القبر... يستحيل أن تحركه يداك الرقيقتان!!
والختم الرسمى... من الخطورة بمكان، أن تحاولي إزالته!!
ما قيمة الأطياب التي تحمليها إذن؟!
وكيف ستكفنين المخلص؟!
صمتت المجدلية قلي ً لا، ثم قالت:
أسئلة صعبة وعسيرة... جوابها الوحيد هو الحب!!
فالحب الواثق في المحبوب... لا يستحيل عليه شيء...
فالمحبوب هو المخلص... القادر على كل شيء!!