العظات
عيد التجسُدّ الإِلهىِ
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
مفهوم العيد ليس مظاهر خارِجية بل هو عيد روحانىِ لذلك يليق أن نحتفل بهِ بالروح أكثر من الجسد ليس هو ملابس وزينة و لا ليس بطريقة بشريّة عالميّة نُعيّد بهذا العيد لأنّهُ حدث روحانىِ فيجب أن نُعيّد بطريقة روحانيّة لذلك نُعيّد بتوبة وتخشُّع لأنّهُ لا يليق أن نُعيّد بالأمور السماويّة بطريقة دنياويّة لأنّ عدو الخير ينجح فىِ تحويل المُناسبات الروحيّة إلى دُنياويّة حتى وكأننّا لا نُعيّد بالتجسُدّ بل نُعيّد بأنفُسنا فأين المسيح فىِ كُل هذا ؟ ليس بموجود هل يليق أن نُهنّىء إنسان بعيد ميلادهُ وبدل ما نُعطيه هدية ناخُذ نحنُ الهدية هذا العيد سيّدىِ كبير يمسّ الخلاص قد نجد بعض الشباب يذهبون إلى أماكن قد لا يليق أن يذهبوا إِليّها هل العيد رُخصة لشىء غير مشروع ؟ هذا يُغضب الله وهو لا يسمح بِذلك المسيح قصد أنّهُ لمّا يأتىِ يأتىِ فىِ مكان بسيط جداً وبطريقة هادئة وليس لهُ موضع فىِ منزل لذلك الأمر أعمق من مظاهر كان مُمكن يأتىِ ومعهُ جيوش ملائكة يُبّوقون لهُ ألوف وربوات ملائكة ويعمل رعود و لا هو أتى بطريقة سرّيّة تحتاج ساهرين مع الرُعاة نحنُ الآن فىِ جيل مادىِ مُستعبد للمادة لكن الذى يحيا بالروح يتعلّم من مولود المزود البساطة الذى يغلب الخطيّة فىِ قلبهُ هو الذى لهُ المجد فىِ هذا العيد أتى المسيح على الأرض ليأخُذنا للسماء لذلك هذا العيد نحتفل بهِ بِعفّة ووقار اليوم نتكلّم عن أحداث الميلاد بصفة عامة المسيح وُلد فىِ عصر ملىء بالخطايا وجيل فاسد حتى أنّ المسيح بنفسهُ قال عنهُ " جيل فاسق وشرّير " والإنجيل قال" الشعب الجالس فىِ الظُلمة أبصر نوراً عظيماً " وكان الهيكل يتدنّس بِعبادات غريبة حتى الكهنة والمسئولين عن العِبادة كانوا أشرار ومملؤين بالشر والرّشوة جيل مُظلم والمسيح قصد أن يأتىِ لجيل مريض بالخطيّة هكذا أيضاً التوقيت الذى إختارهُ للتجسُدّ توقيت حسّاس أراد أن يفتقد البشريّة فىِ ظلامها أكثر الأيام ظلام ليل وبرد هى أواخر كيهك وأوائل شهر طوبة وكأنّهُ يقول أنا أفتقد العالم فىِ ظلامهُ وبرودتهُ وأحوّلها إلى بر وتقّوى فىِ عصر تجسُدّ المسيح كان هيرودس الملك موجود فىِ حُكم البلاد كان يوجد على مر التاريخ أربع ملوك بإسم هيرودس كان أشهرهُم هو الذى كان فىِ عصر مجىء المسيح كان آدومىِ من بنىِ آدوم أى دموىِ وقيل عنهُ أنّهُ قتل ثلاثة من أولادهُ وإحدى زوجاتهُ وعندما سمع خبر ميلاد المسيح من سنتين أمر بقتل الأطفال دون السنتين وهو على سرير موتهُ أعطى أمر بقتل كُل حُكّام البلد وكُل الذين لهُم إمكانيّة الملُك بعدهُ يُريد أنّ الحُزن يدخُل كُل البيوت تجسّد المسيح فىِ ذلك العصر ليُعطىِ العالم بِداية جديدة ويأخُذ روح الشر والظُلمة والبرودة ويُعطيهِ نور وبرّ وتقّوى يُريد أن يُغيّر ظلام الإنسان وطبعهُ وشراستهُ وبرودتهُ ويُحوّلها إلى حرارة العصر المُظلم هذا لم يخلوا من أبرار لأنّهُ أحياناً يقول الإنسان أنا فىِ جيل صعب مادىِ ويسود عليهِ روح الشر والشهوة والمادة لكن هذا ليس مُبرّر أن ينسى إِلههُ ويعيش فىِ فجور عصر التجسُدّ وإن كان مُظلم لكن بهِ أبرار منهُم يُوسف البار زكريّا وأليصابات الذّان قيل عنهُما أنّهُما بارين سالكين فىِ وصايا الله بلا لوم حنة النبيّة التى كانت مُتعبّده فىِ الهيكل أربعة وثمانين سنة بأصوام وصلوات نهاراً وليلاً رغم أنّها كانت فىِ يوم من الأيام شابّة ومُمكن مُغريات العالم تأخُذها لكنّها حفظت نفسها رأينا العذراء مريم بكُل جمالها سمعان الشيخ يوحنا المعمدان لذلك لابُد أن ننتبه أنّهُ حتى ولو كُنّا فىِ عصر فيهِ الناس مُنصرفة عن العِبادة وأنّ الله ليس هو الذى نحيا معهُ فىِ القرن العشرين لكن لابُد أن نقول مع يشوع " أمّا أنا وبيتىِ فنعبُد الرب " الإنسان أحياناً يأخُذ الذين حولهُ مقياس لهُ فيجد نفسهُ ينحدر سريعاً لكن حتى وإن كُنّا وسط ناس غير أُمناء فلابُد أن نكون أُمناء للنهاية لابُد أن نكون شهود أُمناء للمسيح نحنُ مُختلفون عمنّ حولنا نحنُ شمعة وسط ظلام مثل العذراء ويوسُف البار وسمعان الشيخ و العجيب أنّ كُل واحد من هؤلاء الأبرار يُمثلّ شىء أو فئة فنجد منهُم الشيخ سمعان والشابّة العذراء والمرأة والطفل يوحنا المعمدان والمُتزوّج والبتول و كُل نماذج المُجتمع لأنّهُ يقول أنا أتيت لكُل العالم لأُقدّسهُ " الداعىِ الكُل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المُنتظرة " هو يعمل فىِ الكُل بطريقة تُناسب كُل واحد المُهم من يتجاوب مع الدعوة هو هدفهُ أن يجذب الكُلّ إِليهِ لابُد أن يكون لى موضع مع الميلاد مع من أتى وسجد لهُ وقدّم لهُ هدايا حكمة الله من تجسُدّهِ أن نعرف أنّهُ يجب أن نحيا العُمر كُلّهُ معهُ لأنّهُ باركنا وحوّل العقوبة إلى خلاص ولأنّهُ جعل الإنسان المطرود من الله صار قريباً لهُ لأنّهُ أخذ لحمهُ وباركهُ وبارك طبيعتهُ وقدّسهُ وصار ليس بغريب عن الله لذلك لابُد أن يكون لنا وقفه مع أنفُسنا لنرى الرُعاه والمجوس والعذراء ويوسُف البار ولنرى أين نحنُ منهُم لابُد أن نكون ممنّ تقابلوا مع الله الرُعاه عندما جاءهُم الملاك أسرعوا للمولود لابُد أن نتقابل مع الله بسعى ويقظة ونتخلّص من روح التأجيل المُسيطرّة علينا المجوس لمّا رأوا النجم ساروا خلفهُ أيام وشهور وعندما فقدوا النجم حزنوا لكنّهُم لمّا وجدوهُ مرّة أُخرى فرحوا فرح عظيم هذا يُظهر ثبات قبولهُم للدعوة ساروا خلف النجم يبحثون عن المسيح فىِ طُرق وعرّة وغير مُمهدّة فىِ برد وعُرى كرّسوا حياتهُم للبحث عن المولود دعوة موجهّة لنا اليوم أن نبحث عن المولود مع المجوس ولنحذر أن يسبقونا لأنّهُم هُم اُمم وليسوا من أولاد الموعد الذين لديهُم الوعد والتوراه والمعرفة الدقيقة بمجىء المسيح لم يبحثوا عنهُ لكن المجوس الأُمم بحثوا لذلك قال " بأُمّة غبيّة أُغيركُم " أى الذين ليس لديهُم معرفة يُصبحون أفضل منكُم لو أنا مدعو لهُ ولا أبحث عنهُ أكون غير مُستحق للدعوة لكن لو أبحث عنهُ بكُل إجتهاد أكون مُستحق لهُ كثيراً أمور تشغلنا عنهُ يجب أن لا نكُفّ عن البحث عنهُ كان المجوس يسألون أين هو ملك اليهود إبحث عن المسيح فىِ أى مكان وفىِ أى شخص فقير فىِ عمل رحمة فىِ عمل محبّة وأسجُد لهُ اليوم المسيح يُعطينا نفسهُ هو أتى لنا بنفسهُ قريب جداً منّا وكما قال أحد القديسين" ليس هو بعيد عنّا ذلك الذى تبحث عنهُ كُل أيام حياتك " لو بحثت عنهُ فىِ قلبك ستجدهُ يقول لك أنا أُريد حياتك وفِكرك وقلبك و الرُعاة بُسطاء فأعلن نفسهُ لهُم بملائكة الله يُكلّم كُل واحد بإسلوبهُ الرُعاة أتى لهُم ملائكة لأنّهُم بُسطاء لا يعرفون الله لكن يوسُف البار ترائى لهُ فىِ رؤى كُل واحد بمُستواه المُهم أنّهُ يُحضر كُل إنسان إِليهِ لذلك لابُد أن يكون لى نصيب معهُ فىِ بيت لحم الذى معناهُ بيت الخُبز لابُد أن يكون لنا المن السماوىِ بيت لحم هى كنيستهُ نتغذّى بلحمهُ ودمهُ ونتغذّى بإنجيلهُ كُل شخص فىِ الميلاد يُمثل حياتنا ما من حدث فىِ الميلاد إلاّ وكُتب لنا ولتذّكرتنا لندخُل فىِ أعماق الميلاد ونبحث عن نصيبنا معهُ وماذا نُقدّم لهُ ؟ أعمارنا وقلوبنا ونعرف ما مدى إجتهادنا فىِ سبيلهُ لنتخيلّ أنّ سُكّان بيت لحم وسُكّان البيت الذى يتبعهُ المزود لم يعرفوا من هو مولود المزود إحذر أن تكون فىِ الكنيسة وأنت لا تعرفهُ أُناس من بلاد بعيدة يأتون لهُ ويسجدون وسُكّان البيت الذى وُلد فيهِ لا يعرفونهُ لابُد أن نُقدّم لهُ شُكر وسجود لأنّهُ فىِ أعماقنا مولود قبل كُل الدهور ونسجُد لهُ من أعماق قلوبنا ونسجُد لهُ بالروح الله يُعطينا أن نفرح بميلادهُ كما يُريد هو ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
ذبيحة الطاعة والغفران - الجمعة العظيمة
بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
الصلِيب هُوَ موضِع تأمُلَّ وَأنتِظار كُلّ الأبرار وَلكِنْ لاَ توجد حياة قدَّسها إِلاَّ وَأساسها الصلِيب نظرهُ الأبرار وَالأنبياء فِى العهد القدِيم وَتحقَّق فِى العهد الجدِيد يقُولَ داوُد النبِى فِى المزمُور 40 عنهُ وَعَنْ دخُوله لِلعالم أنَّهُ يكُون ذبِيحة وَقُربان [ بِذبِيحةٍ وَتقدِمةٍ لَمْ تُسرّ أُذُنيَّ فتحت مُحرقةً وَذبِيحة خطِيَّةٍ لَمْ تطلُبْ حِينئِذٍ قُلتُ هنذا جِئتُ بِدرجِ الكِتابِ مكتُوب عنِّي أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ] ( مز 40 : 6 – 8 ) الصلِيب هُوَ القاعِدة قاعِدة البُناء الرُّوحِى لِذلِكَ تُعطِيه الكنِيسة إِهتمام وَمشاعِر تعجز الكلِمات أنْ تُعَّبِر عنها عِندما نرى أصلَ الألحان وَطقس الكنِيسة وَالأيقُونات الَّتِى تضعها الكنِيسة نشعُر أنَّ الكلام يعجز عَنْ أنْ يُعَّبِر عَنْ المشاعِر الَّتِى تُرِيد أنْ توَّصلها لنا كثِيرُون مِنَّا فِى هذا اليوم المُقدَّسَ يُظهِر مشاعِر جمِيلة إتجاه يسُوعَ وَقُلُوبنا تلتهِب بِالمحبَّة وَكُلَّما تأمَّلنا جِراحاته نتألَّم وَكُلَّما رأينا جلداته توجَّعنا وَلكِن ملحُوظة هِى أنَّ المنهج الأرثُوذُكسِى لاَ يعرِف المشاعِر المؤقته بَلْ هُوَ منهج حياة وَ لاَ يعرِف الإِنفعالَ رُبما كنائِس أُخرى تعتمِد عَلَى المشاعِر الوقتِيَّة لكِنَّها تؤثَّر تأثِير لحظِى أمَّا المشاعِر الأرثُوذُكسِيَّة فَهِى مشاعِر حياة مِثلَ نار فِى ذهب بينما المشاعِر المؤقته تكُون مِثلَ نارٍ فِى قش لِذلِكَ تشتعِلَ سرِيعاً وَتخمُد أسرع سيِّدنا البابا يقُولَ هُناكَ فرق بين " توبة الحياة " وَ " حياة التوبة " توبة الحياة هِى توبة مؤقته رُبما الله يُعطِينا الآنَ مشاعِر توبة وَلكِنْ مُجرَّد أنْ تخرُج تنتهِى لكِنْ حياة التوبة هِى أنْ تستمِر فِى هذِهِ المشاعِر مِنْ المؤسِف أنَّهُ يوجد مَنْ يجلِسَ وسطنا مَنْ يتألَّم لآلام يسُوعَ لكِنْ بِداخله يضمُر شر مؤجلَ وَكأنَّهُ يُرِيد أنْ يصنع ألم لِلمسِيح لكِنْ مؤجِلهُ مِنْ اليوم لِيجعلهُ فِى يومٍ آخركيف ؟ نحنُ نُرِيد أنْ نُقَّدِم لَهُ مشاعِر حُب بدلاً مِنْ آلامه تُعطِيكَ الكنِيسة وصف آلامه لِتجعل هُوَّةٌ بينكَ وَبين الخطِيَّة الَّتِى تُسرَّ بِها وَتُعرِّفكَ ثمنها كيف يجثُو الله عَلَى رُكبتيهِ وَعرقه يصِير كقطرات الدَّم كيف يُلطم كيف يقُولَ نَفْسِى حزِينة جِدّاً حَتَّى الموت ( مر 14 : 34 ) كيف حاله وَهُوَ يُوضع عَلَى رأسه إِكلِيلَ شوك هذِهِ ثمن خطاياى وَخطايا غيرِى مَنَ كَانَ قبلهُ وَمَنَ أتى بعدهُ وَالآنَ إِجعلَ الصلِيب منهج حياتكَ وَليس منهج يوم بَلْ إِجعلَ مشاعِره دائِمة لأِنَّها تُساعِد عَلَى التوبة تأمَّل الصلِيب وَكما تُعلِّمنا الكنِيسة [ إِرسِمِى جُرحه أمامِكَ ]( قِسمة لِلإِبن سنوِى )كَانَ المُتنيِح أبُونا بِيشُوى يُعطِى أولاده تدرِيب وَهُوَ التأمُّلَ فِى صورة يسُوعَ المصلُوب لِتُبعِدكَ عَنْ الخطِيَّة0
ذبِيحة المسِيح كانت :-
أوَّلاً ذبِيحة غُفران :-
لَوْ لَمْ تكُنْ ذبِيحة المسِيح عَلَى الصلِيب فكيف كانت الخطِيَّة ستُغفر ؟فِى العهد القدِيم يقُولَ نأتِى بِكبشٍ وَيضع الإِنسان يَدَهُ عليهِ ثُمَّ يُذبح الكبش وَيُرش دمهُ عَلَى المذبح وَفِى يوم الكفَّارة كَانَ رئِيس الكهنة يرُش دم الخرُوف فِى قُدسَ الأقداسَ عَلَى التابُوت فيغفِر الله خطايا الشَّعْب كُلّ هذا كَانَ رمز الغُفران عِلاَجَ مؤقت بِدلِيلَ أنَّها كانت ذبائِح مُتكرِرة يقُولَ القدِيس أُوغسطِينُوس [ دلِيل تِكرارها دلِيلَ عدم نفعِها ] يدخُلَ رئِيس الكهنة مرَّة واحِدة كُلّ سنة وَيُكَّرِر ما يفعلهُ بِأنْ يرُش الدَّم عَلَى التابُوت فِى قُدسَ الأقداسَ وَعِندما يموت رئِيس الكهنة يأتِى رئِيس كهنة آخر وَيُكَّرِر ما فعلهُ رئِيس الكهنة السابِق وَهكذا بِهذا أعطانا الله فِكرة عَنْ الغُفران لمَّا أتى المسِيح بدَّلَ العِلاَجَ المؤقت وَأعطى عِلاَجَ دائِم مِثلَ مرِيض يأخُذ عِلاَج لأعراض المرض لكِنْ المرض نَفْسَه موجُود فِى العهد القدِيم كانت الذبائِح عِلاَجَ لأعراض وَليس عِلاَجَ لِسبب فِى دول الخارِج يقُومُون بِأبحاث لِعِلاَجَ أسباب المرض وَلَمْ يجِدوا سِوى عِلاَجَ واحِد وَهُوَ تغيِير الجِين الوراثِى المسئُولَ عَنْ المرض هذا عِلاَجَ فِعلِى السيِّد المسِيح عَلَى الصلِيب غيَّر مِنْ طبعِنا فَلاَ نعُود لِلخطِيَّة مرَّة أُخرى لأِنَّهُ أعطانا فِعلَ الصلِيب فغيَّر جِيناتنا الوراثِيَّة بِالمِيلاد الفُوقانِى لمَّا دُفِنَّا معهُ فِى المعمودِيَّة أخذنا جِينات وراثِيَّة غير قابِله لِلمرض بِفِعلَ الصلِيب لكِنْ قَدْ نقُولَ نحنُ مازِلنا نسقُط فِى خطايا يقُولَ لَكَ أنت أصبحت غير مرِيض لكِنْ فِى بعض الأحيان ضعِيف يوجد فرق بين إِنسان يُحِب الخطِيَّة وَيتلذَّذ بِها وَآخر يتألَّم مِنْ الخطِيَّة وَيتوب السيِّد المسِيح جعلَ الخطِيَّة لاَ تسُود داخِلِياً بَلْ هِى شئ عارِض إِذاً غُفرانه أكِيد وَليس زائِف فِى العهد القدِيم كَانَ الغُفران مؤقت فِى العهد القدِيم كَانَ هُناكَ ثلاثة أشياء رئِيس الكهنة يدخُلَ مرَّة واحِدة فِى قُدسَ الأقداسَ فِى السنة لِذلِكَ كَانَ هُناكَ حِجاب أى فاصِلَ بينهُمْ وَبين الله وَرئِيس الكهنة كَانَ هُوَ الوسِيط يدخُل إِذاً الثلاث أشياء هُمْ حِجاب وسِيط دم هذا ما فعلهُ يسُوعَ دخل وَلمَّا دخل رفع الحِجاب لِذلِكَ اليوم حِجاب الهيكل إِنشق لأِنَّهُ لاَ يلزم كَانَ قدِيماً ضرورِى لكِنْ لمَّا دخل المسِيح إِنشق الحاجِز وَهُدِمت الخطِيَّة وَلمَّا دخل أرادنا وسِيط وَشفِيع وَكَانَ لابُد مِنْ دم فكان معهُ دم نَفْسِهِ إِذاً هُوَ الكاهِن وَهُوَ الذبِيحة لِذلِكَ إسمه رئِيس الكهنة الأعظم دخل بِدم نَفْسِهِ وَنقض الحاجِز فأخذنا المغفِرة لِذلِكَ ذبِيحة اليوم تُعطِى غُفران ليس بِدم خرُوف بَلْ بِدم إِبن الله الدم الَّذِى نزل عَلَى الصلِيب دم غافِر الخطايا وَلأِنَّهُ دم غير محدُود دم إِبن الله فَهُوَ قادِر أنْ يُكَّفِر عَنْ العالم كُلِّهِ تخيَّل عِندما تشعُر بِقِيمة الغُفران تخيَّل عِندما يُكلِمُوكَ عَنْ دِيانة لاَ تُعالِج الخطِيَّة تُهاجِمها فِى المسِيحِيَّة مهما كُنت فِى خطايا فَلَكَ ثِقة فِى دم يسُوعَ المسفُوكَ مِنْ أجلَكَ يُطَّهِر مِنْ كُلّ خطِيَّة ذبِيحة غُفران أبطلت ذبائِح العهد القدِيم كُلَّها فَلَمْ تتكرَّر فَهُوَ ذبِيحة واقِية وَلمَّا صُلِب عَلَى الصلِيب لَمْ يُعطِى غُفران لِبعض النَّاسَ بَلْ لِلعالم كُلّه فكيف تُدرِكنا ذبِيحتة اليوم بعد ألفىَّ عام ؟ وَكيف أنالَ الغُفران مِنها ؟ هل بِالتأمُّل وَمُراجعة الأحداث ؟ لاَ بِالدم ذاته عَلَى المذبح لِذلِكَ كُلّ مذبح إسمه جُلجُثة مذبح أى موضِع ذبِيحة ذبِيحة واحِدة ذبِيحة المسِيح لكِنْ نحنُ نُقِيم فِى كُلّ يوم قُدَّاسَ فهل نصلُب المسِيح مرَّة أُخرى فِى القُدَّاسَ ؟ لاَ بَلْ فِى كُلّ مرة إِستمرار لِلصلِيب دم يسُوع قُدِّم مرَّة واحِدة وَلمَّا قُدِّم مرَّة واحِدة أوجد لنا فِداء أبدِى لِذلِكَ ذبِيحة القُدَّاسَ هِى إِمتداد لِذبِيحة الصلِيب وَليس فِى كُلّ مرَّة نتناولَ نصلُبه بَلْ الأب الكاهِن يستدعِى الرُّوح القُدُسَ كى يُعطِينا مِنْ نَفْسَ جسدِهِ وَمِنْ نَفْسَ دمِهِ مِثْلَ إِنسان يصنع طعام مُعيَّن وَيأخُذ مِنْهُ كُلّما إحتاج وَ لاَ يصنع فِى كُلّ مرَّة طعام جدِيد لِذلِكَ يقُولَ الأب الكاهِن فِى القُدَّاسَ أنَّها ذبِيحة عقلِيَّة وَالسِكِين ناطِق وَالخرُوف رُوحِى يصرُخ وَيُعطى عنَّا غُفران الخطايا لولاَ صلِيب المسِيح لصِرنا مُعذَّبِين داوُد النبِى عاش مُعذَّب الضمِير مِنْ الخطِيَّة وَقَالَ لله [ وَلكِنَّكَ لاَ تُسرَّ بِالمُحرِقات ] ( مز 50 ) فهم داوُد النبِى أنَّ الذبِيحة لاَ تكفِى لكِنْ هُناكَ شئ آخر ؟ ما هُوَ ؟ هُوَ ذبِيحة المسِيح نَفْسَه ذبِيحة الغُفران.
ثانِياً ذبِيحة طاعة :-
أساس الخطِيَّة أنَّ الإِنسان أراد أنْ يتمرَّد عَلَى الله وَيتعالى وَيخرُج عَنْ الوصِيَّة أى عِصيان وَمازالَ أساس الخطِيَّة عِصيان جاء يسُوعَ وَقدَّم طاعة عِوض عِصيان آدم وَيمحِيه [ لأِنَّهُ كما بِمعصِيةِ الإِنسان الواحِد جُعِلَ الكثِيرُونَ خُطاةً هكذا أيضاً بِإِطاعِة الواحِد سيُجعلُ الكثِيرُونَ أبراراً ] ( رو 5 : 19 ) أطاع حَتَّى الموت موت الصلِيب وَدخل البُستان وَجثى عَلَى رُكبتيهِ وَحزن وَأكتأب لِماذا ؟ لأِنَّهُ يعلم بِكُلّ ما سيأتِى عليه لَمْ يكُن تحت سُلطان الصُدفة بَلْ كَانَ عالِم بِكُلّ ما سيأتِى عليهِ فكيف يفرح لَمْ يكُن حُزنه عَلَى آلامه الجسدِيَّة إِذْ كَانَ هُوَ يُشَّجِع الشُهداء عَلَى الآلام الجسدِيَّة بَلْ كَانَ حِملَ الخطِيَّة خطايا العالم كُلّه شئ صعب لِذلِكَ قَالَ [ نَفْسِي حزِينة جِدّاً حَتَّى الموتِ ] ( مر 14 : 34 )[ أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ]( مز 40 : 8 ) وَخرج لَهُمْ وَلَمْ يهرب بَلْ سلَّم نَفْسَه وَأحتمل الآلام وَكَانَ مُطِيع لله الآب وَعِوض عَنْ عِصيان آدم جعل العهد الجدِيد مُطِيع وَقَالَ لِلآب لَنْ يوجد فِى أولادِى مَنَ يُعارِضكَ بَلْ سيتحمَّلُوا كُلّ شئ لأِنَّ الطاعة لِلوصِيَّة مُفرِحة حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِيها ألم [ كشاةٍ تُساقُ إِلَى الذَّبحِ ] ( اش 53 : 7 ) تخيَّل شاة تسِير وَأمامها رجُلَ ملابِسهُ مُلطَّخة بِالدِماء وَمعهُ سِكِين وَكَانَ بِجانِبِهِ مُنذُ قلِيلَ خرُوف وَالآنَ غير موجُود أى ليتكَ أيُّها الشاة تفهم أنَّكَ ستموت فحارِب عَنْ حياتكَ المسِيح كَانَ كشاةٍ تُساق لِلذَّبحِ مِنْ مُحاكمة لِمُحاكمة وَمِنْ مؤامرة إِلَى مؤامرة وَمِنْ خِيانة لِخِيانة وَلَمْ يفتح فاه ذبِيحة طاعة لِذلِكَ علينا أنْ نتمتَّع بِذبِيحة الغُفران وَأنْ نتعلَّم الطاعة مُشكِلة الآنَ حَتَّى الآنَ التمرُّد وَالعِصيان كُلّ شئ داخِله يرفُضه لأِنَّهُ لَمْ يتعلَّم الطاعة بعد لَمْ يتعلَّم [ أنْ أفعلَ مشِيئتكَ يا إِلهِي سُرِرتُ ] وَإِنْ كانت ضِد إِرادتِهِ المسِيح جاء يُصالِح الآب بِآدم بِالطاعة عِوض العِصيان لِذلِكَ قَالَ داوُد [ أُذُنيَّ فتحتَ ] ( مز 40 : 6 ) فِى سِفر الخرُوج 21 شرِيعة العبد العبرانِى وَهِى أنَّ كُلّ عبد عبرانِى يخدِم سِتَّة سنوات وَيُطلق حُر فِى السنة السَّابِعة وَإِلاَّ يُلاَمَ سيِّدهُ لكِنْ إِنْ كَانَ العبد قَدْ إِستراح مَعْ سيِّدهُ وَرفض أنْ يُطلق مِنْ خدمتِهِ بَلْ يظِلَ فِيها يأتِى العبد أمام باب المدِينة وَيُعلِن إِنِّى أحببت سيِّدِى فيأخُذهُ سيِّدهُ لِيُقَّدِمهُ أمام الله وَيثقُب لَهُ أُذُنه علامِة أنَّهُ مازالَ عِندهُ بِإِرادتِهِ داوُد يقُولَ [ أُذُنيَّ فتحتَ ] أى أنا يارب عبد عِندكَ بِإِرادتِى وَفتحت أُذُنىَّ علامة عَلَى ذلِك هذا لِسان حالَ يسُوعَ وَكأنَّهُ يقُولَ لِلآب أنا أُحِب أنْ أكُون مُطِيع لَكَ وَجعلتكَ تثقُب أُذُناى ماذا لَوْ قُلت أنت ذلِكَ لله ؟ قُلْ لَهُ أنا بِإِرادتِى أنْ تكُون أنت سيِّدِى دائِماً ذبِيحة طاعة راجِع نَفْسَكَ مِنْ طاعِة الوصِيَّة وَطاعِة المسِيح الَّذِى أطاع حَتَّى الموت نحنُ نفاصِل وَنُعانِد وَنختار وَهذا سِر تباعُدنا عَنْ الله وَعَنْ الصلِيب لكِنَّهُ يُرِيد مِنّا أنْ نقترِب لِلصلِيب وَالذَّبِيحة المُقدَّسة ذبِيحة الطاعة.
ثالِثاً ذبِيحة بِرّ :-
لاَ يكفِى أنْ تُغفر خطايانا فقط بَلْ الأعظم مِنْ ذلِكَ أنّنا صِرنا أبرار فِى عينىَّ الله[ فَبِهذِهِ المشِيئةِ نحنُ مُقَدَّسُونَ ] ( عب 10 : 10 ) " هذِهِ المشِيئة " أى " مشِيئة المسِيح "اليوم دخل المسِيح بِدم نَفْسِهِ أمام الآب يشفع فِينا وَنحنُ دخلنا فِى المسِيح وَبِنا دم المسِيح لِذلِكَ ننالَ ثِقة وَبِر أمام الآب إِذاً أنت بار بِالمسِيح وَفِى المسِيح[ صَارَ لنا حِكمةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقداسةً وَفِداءً ]( 1 كو 1 : 30 ) أنت تتقدَّم لِلآب فِى ذبِيحة الإِبن وَهِى ذبِيحة لها دالَّة عظِيمة لديهِ وَعِندما يراكَ الآب مِنْ خِلاَلَ ذبِيحة إِبنِهِ لَنْ يرى خطاياكَ بَلْ يرى دم إِبنِهِ ذبِيحة بِرّ جعلنا نأخُذ كرامة المسِيح عِند الآب وَثِقة المسِيح عِند الآب[ فَإِذْ لنا أيُّها الإِخوةُ ثِقة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقداسِ بِدَمِ يسُوعَ ] ( عب 10 : 19 ) ليس بِإِستحقاق مِنّا بَلْ بِالمسِيح المسِيح قدَّم نَفْسَه عَلَى الصلِيب ليس لأِجلِ نَفْسِهِ بَلْ لأِجلِنا وَأنتقلَ لنا بِرَّه وَغُفرانه وَأستحقاق البِرّ لاَ تتخيَّلَ أنَّ أى أعمالَ جِهاد أوْ صوم أوْ تُبرِّر بَلْ هِى مُجرَّد إِشتراكَ فِى الآلام إِحساسنا بِأنّنا نُرِيد أنْ ندخُلَ فِى آلامه وَلَنْ تُعطى بِرّ وَكأنَّها مُجرَّد أنَّكَ تركب مواصلة لِتصِلَ لِمكان مُعيَّن أنت لَمْ تقُود المواصلة لكِنَّكَ أعلنت نِيتكَ أنْ تصِلَ لِلمكان هكذا جِهادنا نُعلِن إِشتياقنا وَليس تبرِيرنا أى هُوَ مواصلة أيوب قَالَ أنا أب اليتامى وَأجعلَ قلب الأرملة يُسرُّ وَيمدح نَفْسَه ثُمَّ يقُولَ[ أنَا مُستذنب فلِماذا أتعبُ عبثاً ] ( أى 9 : 29 ) كُلّ جِهاده هذا وَليس بار لِذلِكَ قدَّم صرخة [ ليس بيننا مُصالِح يضعُ يَدَهُ عَلَى كِلينا ] ( أى 9 : 33 ) يقُولَ لَهُ الله كفى أنا سأفعلَ لِذلِكَ لابُد أنْ تحيا فِى ثِقة الإِتزان مُهِمْ الأعمالَ مَعْ الثِقة [ لاَ بِأعمالٍ فِي بِرٍّ عمِلناها نحنُ بَلْ بِمُقتضى رحمتِهِ خلَّصَنَا ] ( تى 3 : 5 ) عِندما يدخُلَ إِنسان مكانٍ ما هُوَ معرُوف فِيهِ وَمعهُ بعض الأشخاص إِنْ سؤِلَ مَنَ هؤلاء سيقُولَ أنَّهُمْ معِى هكذا نحنُ ندخُلَ تبع المسِيح قَدْ يُقالَ لَكَ ليس لَكَ صِفة أوْ إِعتبار تُجِيب كيف ؟ أنا تبع المسِيح أنا مسِيحِى الصلِيب ليس تذكار بَلْ حياة وَعملَ يومِى وَليس مؤقت لِذلِكَ أنا بار فِى المسِيح يسُوعَ مُجرَّد إِنِّى أدخُلَ دائِرة خلاصه أتبرَّر لكِنْ لِننتبِه لأِنَّ ذلِكَ يجعلَ علينا مسئولِيَّة بُولُسَ الرَّسُولَ كَانَ يقُولَ مَنَ يُخطِئ فِى حقَّ النَّامُوس كَانَ يُرجم بِلاَ شفقة فكم تكُون دينونة أشَّر لِلَّذِى داس دم إِبنِهِ يسُوعُ المسِيح إِذاً الَّذِى يُخالِف اليوم يُخالِف رُوح النِّعمة وَيدُوس دم إِبن الله هذا لَهُ دينُونة أشرَّ لِذلِكَ عَلَى قدر ما إِنَّها ذبِيحة مُفرِحة عَلَى قدر مسئولِيتها ليست ذبِيحة إِختبار بَلْ أنت فِى المسِيح يسُوعَ مغفُورة لَكَ خطاياكَ إِذاً أنت فِيهِ بار لِذلِكَ أنت بِلاَ عُذر أيُّها الإِنسان كون أنَّ الصلِيب واضِح فِى حياتكَ وَتؤمِن بِهِ لكِنْ لاَ تؤمِن بِعملِهِ فهذا لَهُ دينُونة عظِيمة نحنُ أخذنا الكثِير تقِف أمامه وَتقُولَ لَهُ أنا خاطِئ يقُولَ لَكَ أنا أعلم لكِنِّى أعطيتكَ الغُفران تقُولَ لَهُ أنا لستُ بار يقُولَ أنا أعلم لكِنِّى أعطيتكَ بِرّ وَطاعة كُلّ مَنْ إِزدرى بِرُوح النِّعمة كُلّ مَنْ تناولَ بِغير إِستحقاق أوْ بِغير توبة وَندم عمِيق وَرفض لِلخطِيَّة أوْ بِغير سعى وَغير سرُور بِالخطِيَّة هذِهِ توبة تُنَّجِى مِنْ دينونة مُخِيفة لأِنَّ دمهُ كما سيكُون شفِيع أيضاً قَدْ يكُون دينونة علينا وَكما يقُولَ الكِتاب [ يقُولُونَ لِلجبالِ اسقُطِي علينا وَلِلآكامِ غطِّينَا ] ( لو 23 : 30 ) دينُونة أصعب مِنْ العهد القدِيم لأِنَّها إِداسة عَلَى دم إِبنِهِ الحبِيب اليوم الصلِيب يحتاج نِفُوسَ مُتقبِلة رُوح النِّعمة وَعملَ النِّعمة لِذلِكَ الكنِيسة تشكُر وُتُسَبِّح الَّذِى ذُبِح عنّا وَأشترانا مِنْ كُلّ أُمَّة وَمِنْ كُلّ قبِيلة وَمِنْ كُلّ لِسان ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
الإِتحاد بِالمسِيح فِي التناوُلَ - خميس العهد
بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
فِى وجُود المسِيح عَلَى الأرض صنع لنا كُلّ شئ ظلَّ ثَلاَثَ سنوات وَثلاثة أشهُر يكرِز وَيُعلِّم وَأكملَ تعلِيمه وَصنع كُلّ المُعجِزات رأيناه سمِعناه لمسناه وَلَمْ يبقى لَهُ سِوى أنْ يدخُلَ تجرُبِة الصلِيب وَلكِنْ بقى أيضاً أمر هام كَانَ لابُد لَهُ أنْ يفعلهُ وَهُوَ تأسِيس سِر الشُكر كيف أنَّ هذا الجسد الَّذِى سيُكسر عَلَى الصلِيب يُسَّلِمهُ لِلكنِيسة تخيَّلَ لَوْ أنَّ يهُوذا يوم الأربعاء تمت خِيانتهُ وَتآمُره وَكَانَ يعلم مكان يسُوعَ كَانَ سيذهب لَهُ بيت عِنيا وَيقبُضُون عليهِ يوم الأربعاء ليلاً فمتى كَانَ يُسَّلِم لِلكنِيسة سِر الشُكر ؟ لكِنْ يسُوعَ كَانَ عالِماً بِكُلّ شئ وَمُؤجِلَ الأمر إِلَى هذا اليوم كى يصنعهُ بِإِرادتِهِ فِى يوم الفِصح وَيصنع مَعْ تلامِيذه فِصحاً جدِيداً وَكَانَ أخِر أمر عملهُ معهُمْ قبلَ الصلِيب وَبعد أنْ صنع سِر الشُكر خرجُوا كُلّهُمْ لِيُسَبِّحُوا ثُمَّ ذهب إِلَى بُستان جثسيمانِى وَتمَّ كُلّ شئ تأسِيس سِر الشُكر جعلهُ أخِر أمر عملهُ علَّم أوَّلاً ثُمَّ قدَّم سِر الشُكر وَالكنِيسة تفعلَ ذلِكَ تحكِى أوَّلاً قِصَّة يسُوعَ كُلّها بَلْ وَتحكِى قِصَّة تدبِير الخَلاَصَ وَالخلِيقة كُلّها وَكيف تجسَّد وَتأنَّسَ وَصُلِب وَمات وَنزلَ لِلجحِيم وَقَامَ مِنْ الأموات وَتُعيِّشكَ الرِحلة كُلّها معهُ وَتختِمها بِسِر الشُكر كما فعلَ المسِيح مَعْ تلامِيذه علَّمهُمْ ثُمَّ أعطاهُمْ جسده وَدمه اليوم قِمَّة فرح المؤمِنِين لأِنَّ اليوم كُلّ ما سمِعناه طبقناه اليوم الإِنسان يأكُلَ مِنْ شجرِة الحياة الحقِيقِيَّة بعد أنْ كَانَ ممنُوعَ مِنْ شجرِة الحياة الرمز بِكارُوب فِى يَدِهِ سيف مِنْ نار الإِنسان التُراب وَالمُزدرى مِنْهُ الغِير مُستحِق لِسُكنى الأرض وَالمطرُود مِنْ أمام الله بِسبب خطاياه يُعطِيه اليوم الله جسده وَدمه يُعطِيه خُبز الحياة خُبز الخلُود فعادت لَهُ الحياة الأبدِيَّة وَأصبحت الحياة الأبدِيَّة تعملَ فِينا بِالتناوُلَ وَالغُفران ينتقِلَ لنا بِالتناوُلَ حياة المسِيح تنتقِلَ لنا بِالتناوُلَ لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاسَ [ وَوَضعَ لنا هذا السِرُ العظِيم الَّذِي لِلتقوى ] أخذت سِر شرِكة المسِيح وَدخلَ داخِلِى وَأمتزج بِىَّ فأُلغِيت أنا وَأصبح هُوَ الفاعِلَ فِىَّ سِر معرِفتنا بِالمسِيح ليس بِتعالِيمه بَلْ بِإِتحادنا بِهِ فإِنتقلَ لنا فِكره وَسلُوكه تلمِيذاى عمواس عاشا معهُ وَسارا معهُ وَكلَّمهُما عَنْ مُوسى وَجمِيع الأنبياء وَالأمور المُختصَّة بِملكُوت السَّموات وَلَمْ يعرِفاه إِلاَّ عِند كسر الخُبز عِندما نأخُذ الخُبز المكسُور تعرِف محبِّة الله لَكَ وَبذله لأِجلِكَ وَالأمور النظرِيَّة تتحوَّلَ إِلَى أمور عملِيَّة وَتحياها الكنِيسة تُعطِينا القِراءات أى تعالِيم وَمِنها تنقِلنا إِلَى التناوُلَ الإِتحاد العملِى وَالفِعلِى بِهِ فأنا آخُذ المسِيح حقِيقة وَليس مجازاً تُرى ماذا يفعلَ المسِيح فِيكَ عِندما تأخُذهُ ؟يُطَّهِركَ وَيُغيِّر طبعكَ وَيُقَّدِسَكَ وَيُلزم بِكَ إِذاً التناوُلَ لاَ يُؤخذ بِحواسَ جسدِيَّة بَلْ حواس رُوحِيَّة وَليس بِتذوُّق مادِى كى نستوعِب كيف نمتزِج بِمجد الله وَكيف نكُون شُركاءالطبِيعة الإِلهِيَّة لأِنّنا نأخُذ الكلِمة مُشتهى كُلّ الأُمم ما كَانَ الأنبياء يشتهُون أنْ يروهُ وَلَمْ يروه عِندما تأخُذ المسِيح وَتستوعِبه يغلِبكَ فتجِده حاضِر فِيكَ فتُصبِح أنت هُوَ كثِير مِنْ الخطايا تغلِبنِى لكِنْ بِالمسِيح أغلِبها بِالتناوُلَ يغلِب بِكَ وَفِيكَ وَيجعلَكَ تُحِب المُسِيئِين وَلمَّا تجِده مكسُور مِنْ أجلَكَ قلبكَ ينكسِر وَلمَّا ترى قُدُّوس القِدِيسِين يُعطى إِليكَ تتقدَّسَ أنت وَلمَّا تجِد الودِيع الهادِئ يلِح عَلَى أولاده أنْ يأخُذوه تُصبِح أنت ودِيع هادِئ أى هُوَ يُغيِّر طبعكَ أحياناً الإِنسان مِنْ فرط عِظم العطِيَّة لاَ يُصَّدِقها الإِتحاد بِالمسِيح عطِيَّة عُظمى ما معناها ؟ تناولَ كثِيراً فتتحوَّلَ حواسكَ إِلَى حواسَ رُوحِيَّة فتُصبِح آذانكَ آذان رُوحِيَّة وَعينيكَ عين رُوحِيَّة وَ في تهيَّأ داخِلَكَ لِحلوله وَتُصبِح أمِين فِى حياتك لِذلِكَ لاَ يُمكِن لإِنسان يحيا الخطِيَّة وَيأخُذ المسِيح وَيظِلَ كما هُوَ الشَّهوة تُحارِبكَ ؟ عِندما تأخُذ القُدُّوسَ يتحوَّلَ الدنس الَّذِى فِيكَ إِلَى قداسة هُوَ يدخُلَ داخِلَكَ وَيُغيِّركَ إِليهِ هُوَ قادِر وَكما نقُولَ فِى القُدَّاسَ [ أنْ نمتزِج بِطهارتكَ سِراً ] هُوَ يعلم أنّنا مُحاطِين بِضعف لكِنّه قادِر أنْ يُغيِّر صِفاتنا وَكُلّ ما نُئِن مِنْ صِفة فِينا نُلقِيها عليه وَنتحِد بِهِ فنتحرَّر مِنها إِتحِد بِهِ وَ لاَ توجد وسِيلة لِلإِتحاد بِهِ سِوى التناوُلَ فتصِير أنت هُوَ يوجد مبدأ فِى الشُّعُوب وَهُوَ أنَّ الإِنسان يُعرف مِمّا يأكُلهُ أى لَوْ الإِنسان شهوانِى تعرِفه مِنْ نوعِيَّة طعامه لَوْ بخِيلَ يُعرف مِنْ طعامه وَكُلّ شعب وَلَهُ أكله شعبِيَّة خاصَّة بِهِ هكذا أولاد الله تعرِفهُمْ مِنْ أكلُهُمْ لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير سفِير لِلمسِيح لمَّا تأكُلَ المسِيح تصِير مسِيحِياً وَتُحِب المُسِيئِين وَكُلّ ما لِلمسِيح يُعطى لَكَ فِى التناوُلَ لاَ يوجد شئ فعلهُ المسِيح لِنَفْسَه وَكُلّ ما هُوَ غير مُصدَّقَ وَنحنُ عاجِزُون عنهُ نفرح بِهِ لأِنّنا أخذنا المسِيح داخِلنا [ فَأحيا لاَ أنَا بَلِ المسِيحُ يحيا فِيَّ ] ( غلا 2 : 20 ) توجد أنواع مِنْ الطُيُور أثناء الطيران فوق البِحار تسقُط لِتلتقِط أسماكَ تتغذَّى عليها هذِهِ الطُيُور لَوْ ذُبِحت ستجِد لحمها لَهُ رائِحة السَّمكَ هكذا نحنُ عِندما نأكُلَ المسِيح يصِير فِينا مُتحِد بِنا لِذلِكَ يقُولَ الكِتاب [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ ]( 2 كو 2 : 15 ) مِنْ أين ؟ هُوَ قائِم عنَّا اليوم عَلَى مذبحه أنت صورة المسِيح فِى العالم وَالَّذِى لاَ يُصدِقه العالم أنت تأخُذه وَعِندما تكُون غير قادِر عَلَى شئ ثُمَّ تأخُذ المسِيح تطمئِن الله يُرِيد أنْ يعرَّفكَ أنَّكَ ضعِيف بِدونه لكِنْ بِهِ تتحوَّل إِليه أبُونا المُتنيِح بِيشُوى كامِلَ كَانَ يكره مَنْ يقُولَ هلَ أنا المسِيح كى أسامِح أوْ أغفِر ؟ يقُولَ لَهُ وَما الَّذِى تأخُذهُ عَلَى المذبح ؟ أليس هُوَ المسِيح وَأنت تتحوَّلَ بِهِ إِليهِ ؟!
لاَ توجد مسافة بينكَ وَبين المسِيح لاَ توجد هُوَّة بينكَ وَبين المسِيح هُوَ داخِلَكَ فَلاَ تستثقِلَ أنْ تحيا فِى عِفَّة أوْ قداسة أو طهارة أوْ صِدق أوْ لأِنَّ المسِيح الَّذِى بِداخِلَكَ غلب العدو وَحوَّلَكَ إِلَى قدِيس ودِيع هادِئ وَعلَّمكَ كُلّ فضِيلة [ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيحِ فَهُوَ خلِيقة جدِيدة الأشياءُ العتِيقةُ قَدْ مضتْ هُوذا الكُلُّ قَدْ صَارَ جدِيداً ] ( 2 كو 5 : 17 ) ألم تختبِر أنَّكَ عِندما تتناولَ تفرح بِالمسِيح وَتشتاق أنْ تُغلِق مخدعكَ عَلَى نَفْسَكَ وَتظِلَ فِيهِ وحدكَ تشكُر الله عَلَى التناوُلَ وَتجِد أنَّ تسبِيحكَ قَدْ إِختلف وَنظرِتكَ لِلنَّاسَ إِختلفِت فتُحِب كُلّ مَنْ حولَكَ حَتَّى المُسِيئِين إِحذر أنْ تتناولَ وَتخرُج كما أنت أوْ تأخُذه بِفِعلَ روتِينِى أوْ تظِلَ بِهمومكَ وَشهواتكَ قُلَ لَهُ [ خاصِم ياربُّ مُخاصِمِيَّ0قاتِلْ مُقاتِلِيَّ ] ( مز 35 : 1 ) الحرب لَكَ أنت يارب فأنتصِر قدِيماً عِندما كانُوا يأخُذُون التابُوت معهُمْ فِى الحرُوب كانُوا يطمئِنُّون أنَّهُمْ مُنتصِرِين لِذلِكَ عِندما كَانَ يُرِيد الله أنْ يؤدِبهُمْ كَانَ يجعلَ التابُوت يؤخذ مِنهُمْ أنت اليوم معكَ إِله التابُوت معكَ التابُوت الحقِيقِى يسُوعَ نَفْسَه لِذلِكَ يطلُب مِنكَ أشياء عَلَى مقياس المسِيح وَ لاَ تقُلَ لاَ أستطِيع بَلْ قُلْ [ أستطِيعُ كُلَّ شيءٍ فِي المسِيح الَّذِي يُقوِّينِي ] ( فى 4 : 13 ) وَأنت وحدكَ لاَ تستطِيع أنْ تنَّفِذ أى وصِيَّة هل الله أعطى الوصايا لِفِئات مُعيَّنة أم أعمار مُعيَّنة أم لِخُدَّام أم كهنة ؟ لاَ الوصِيَّة لِلكُلّ وَالكُلّ سيُدان بِها وَالله أعطانا المعِيَّة هُوَ إِتحد بِنا يقُولَ لَكَ أنت كُنت تأخُذنِى مُجرَّد عادة أوْ إِرضاء لِلضمِير لِذلِكَ كُنت تخرُج حزِين وَ لاَ تشعُر بِالغُفران لِماذا ؟ لأِنَّ فِكركَ كَانَ كفِكر اليهُودِى اليهُودِى كَانَ يفرح عِندما يُقَّدِم الذبِيحة وَيشعُر أنَّ خطاياهُ غُفِرت لَهُ بِدم خرُوف فكم يكُون دم إِبن الله ؟ هل دم إِبن الله لَهُ كرامة أقلَ مِنْ دم الخرُوف فِى عينىَّ الله ؟
عطِيَّة اليوم أعطتنا كرامة فِى عينىَّ الله لأِنّنا صِرنا مِثلهُ وَهذِهِ هِى عظمِة التناوُلَ نأخُذ إِمكانِيات جدِيدة وَتتغيَّر وَتعِيش العِفَّة وَالقداسة المُتنيِح أبُونا بِيشُوى كامِلَ كَانَ يخرُج مِنْ القُدَّاسَ فرِح جِدّاً وَيقُولَ اليوم أنا حملت المسِيح لأِنَّ مسِيحنا ليس ماضِى بَلْ كائِن وَأنت أخذت المسِيح لِذلِكَ قُلْ لَهُ رافِقنِى إِلَى أنْ ينسِم النَّهار أنت غايتِى وَأنا أتقدَّم إِليكَ ليس لإِستحقاق فِىَّ بَلْ لِمحبِتكَ لِىَّ أنا الغِير مُستحِق توجد طِلبة قبل التناوُلَ تقُولَ [ لأِنِى بِإِبتعادِى عنكَ تزداد أسقامِى ] الله أعطانا التناوُلَ كى لاَ نستثقِلَ أى وصِيَّة أوْ نشعُر بِأى مرض رُوحِى أوْ حُزن بَلْ لِتقُلَ يا لِفرحِى إِنِّى أخذت هذِهِ الإِمكانِيَّة وَإِلاَّ فإِنَّكَ تُقَّلِلَ مِنْ قِيمتِهِ فِى أحد المرَّات ذهب أبُونا بِيشُوى إِلَى أحد المُستشفيات لِيُصَلِّى لأحد أبنائه المرضى وَهُناكَ رآهُ رجُلَ غير مسِيحِى فظلَّ يتذَّمر وَيزجر وَيغضب وَبينما أبُونا بِيشُوى يُصَلِّى لِلمرِيض كَانَ يطلُب لِذلِكَ الرجُلَ الغِير مسِيحِى وَالآخر يزداد فِى تذَّمُرِهِ لكِنْ لمَّا رآه يُصَلِّى وَيُصَلِّى ذاب قلبه داخِله وَأتى إِليهِ وَسجد لَهُ وَطلب مِنهُ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى رأسه لِيُصَلِّى لَهُ هُوَ الآخر ما الَّذِى جعلَ الغِير مسِيحِى يفعلَ ذلِكَ ؟ أنَّهُ رأى المسِيح نَفْسَه اليوم المسِيح عامِلَ فِينا وَداخِلنا وَهُوَ قادِر أنْ يُغيِّرنا وَيُقَّدِسنا وَيُبهِجنا بِحلوله ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
دخُولَ المسِيح أُورُشلِيم
بسم الاب ،والابن والروح القدس اله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن،وكل اوان والى دهر الدهوركلها آمين.
اليوم بهجة دخُولَ ربِنا يسُوعَ فِى إِعلان مُلكِهِ عَلَى أُورُشلِيم مدِينة الله المدِينة المحبُوبة المدِينة الَّتِى لها أساسات مدِينتهُ [ لَكَ تُوفى النَّذُور يا الله فِي أُورُشلِيم ] شعبكَ جاء اليوم يحتفِلَ بِكَ كَمَلَكَ المدِينة اليوم مملؤه مدِينة فرِحة مُبتهِجة لأِنَّ ملِكها يأتِيها يهتِفُون مِنْ أعماق قُلُوبهُمْ بِدُون غِش [ أُوصنَّا لاِبنِ داوُدَ ] ( مت 21 : 9 ) أى خلَّصنا أنت المسِيَّا المُنتظر تتحقَّق فِيكَ كُلّ النُّبوات مِنْ هُنا أتت بهجة هذا العِيد وَكنِيسة العهد الجدِيد هذا العِيد أساس لها لأِنَّهُ بِكَ يأتِى إِليكَ كُلّ البشر فبالأولى شعبكَ يأتِيكَ لِيُتوِجُوكَ عَلَى أنفُسِهِمْ المسِيح لَهُ المجد ذهب إِلَى أُورُشلِيم لكِنْ مِنْ بعِيد نظر لها وَبكى عليها وَقَالَ [ إِنَّكَ لَوْ علِمتِ أنتِ أيضاً حَتَّى فِي يومِكِ هذا ما هُوَ لِسَلاَمِكِ وَلكِن الآنَ قَدْ أُخفِي عَنْ عينيكِ ]( لو 19 : 42 ) أنتِ لاَ تعلمِين ماذا سيحدُث لَكِ المؤتمنِين عَلَى التعلِيم فِى أُورُشلِيم رفضوه وَالمدِينة كُلّها فرِحة وَمُرتجَّة وَمُمسِكِين بِسعف النخِيلَ الإِمساكَ بِسعف النخلَ يُفعلَ لِلمَلِكَ المحبُوب عِندما يدخُلَ مُنتصِرما الَّذِى جعلَ الشَّعْب يتعاملَ معهُ عَلَى أنَّهُ مَلِكَ مُنتصِر رغم أنَّهُمْ لَمْ يروا مِنْهُ حرُوب أوْ رخاء أوْ إِسترداد مملكة أرضِيَّة لأِنَّهُمْ أعلنوه مَلِكَ عَلَى مملكة رُوحِيَّة رأوه يصنع أعمال مُبهِجة وَيُعلِّم وَيفعلَ أمور لَمْ يفعلها أحد يشفِى أمراض يُتَّوِب زُناه رأوه سند وَراعِى وَطبِيب فكان أقلَ تعبِير لَهُ أنْ يخلعُوا ثِيابهُمْ وَيمسِكُوا سعف النخلَ وَيهتِفُوا [ أُوصنَّا ]لكِنْ هُناكَ مَنَ يعِيش هذِهِ المواقِف وَقَدْ أُخفى عَنْ عينيهِ هؤلاء بكى عليهُمْ يسُوعَ قَدْ يتجلَّى المسِيح فِى حياة إِنسان وَيصنع معهُ وَمَعَ مَنَ حوله عجائِب وَرغم ذلِكَ أُخفِى عَنْ عينيهِ وَيُعانِد وَكُلّ عملَ إِلهِى لاَ يفهمه وَكُلّ عملَ إِلهِى يزِيد شُكره وَسجوده يرفُضه إِقامة لِعازر مُعجِزة المفرُوض أنَّ مَنْ يراها قلبه يتوب وَموقِفه يتغيَّر وَإِنْ كَانَ يُقاوِمه يقُولَ أرفُض أى مُلَكَ إِلاَّ هذا لاَ لكِنْ أُخفِى عَنْ عينيهِ00لِعازر عاش بعد أنْ أقامهُ المسِيح مِنْ الموت وسطِهِمْ وَالعجِيب أنَّهُمْ تشاوروا أنْ يقتِلُوا لِعازر دلِيل شهادِة قُوَّة المسِيح حَتَّى لاَ يتبعهُ أحد أُخفِى عَنْ عينيهِمْ جالِس وسطِهِمْ مَلِكَ المجد وَغافِر الخطايا وَسند الضُعفاء وَأُخفِى عَنْ عينيهِمْ صنع معهُمْ مُعجِزات لاَ يوجد واحِد مِنهُمْ إِلاَّ وَحدثت لَهُ أوْ لأحد أقارِبه أوْ أصدِقائه مُعجِزة أوْ عملَ إِلهِى وَرفضوه يجِب أنَّ الكنِيسة كُلّها اليوم أُورُشلِيم تفرح بِقُدُوم المسِيح وَتقُولَ اليوم ألحان بِها أحاسِيس مُرتفِعة بِالفرح تقُولَ لَهُ هلليلُويا فرِحة بِقُدُومه وَقَدْ يوجد البعض جالِسَ وَ لاَ يعِى أُخفِى عَنْ عينيهِ بَلْ وَالبعض جالِس وَرافِض المسِيح كَمَلِكَ كما تشاوروا عَلَى لِعازر رغم أنَّ الله يُرِيد أنْ يُستعلن فِينا وَيملُكَ علينا وَنهتِف لَهُ مِنْ قُلُوبنا [ لَكَ ينبغِي التسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون ] ( مز 65 : 1 )لكِنْ أُخفِى عَنْ أعيُنهمْ كم تقرأ وَتُصَلِّى وَهل أُستُعلِن لَكَ المسِيح ؟ المفرُوض أنَّ كُلّ نبضة فِى قلبِكَ تُعلِن إِتصالَ بِالمسِيح وَعِشره قوِيَّة لِنفرِض أنَّهُ أُخفِى عَنْ عينيكَ تكُون رافِض وَ لاَ تشعُر بِهِ!! تكُون الكنِيسة فِى حالِة تسبِيح فرِحة بِالمسِيح المَلِكَ وَأنت شارِد عنها البعض يفرِش لَهُ ثِيابه بِدُون إِدراكَ أوْ وعى لأِنَّ موكِب المسِيح كَانَ تلقائِى نتِيجة محبِّة قلبِيَّة لِلمسِيح شِهادة عَلَى عمله معهُمْ موكِب حدث بِإِنفعال رُوحِى مِنْ قُلُوبِهِمْ هذِهِ القُلُوب المُتجاوِبة مَعْ عملَ الله وَهُوَ اليوم يُرِيد أنْ يراها قُلُوب مُحِبَّة تُرِيد أنْ تخلع ثِيابها وَتفرِشها تحت أقدام جحشِهِ الثُوب فِى العهد القدِيم كَانَ غالِى الثمن جِدّاً وَ لاَ يوجد إِلاَّ فِى بيُوت الأغنِياء وَيكُون لِكُلّ رِجالَ البيت ثوب واحِد فقط يتبادلُونه لِذلِكَ فِى قِصَّة الإِبن الضَّالَ قَالَ الأب إِخرِجُوا لَهُ الحُلَّة الأُولى علامِة عودِة الإِبن لِلبُنُّوة الثُوب كَانَ غالِى جِدّاً لِقلب صاحِبهِ ثُمَّ يضعهُ تحت أقدام الأتان ؟ إِحساسَ عالِى قلب مُلتهِب وَنار محبَّة إِلهِيَّة لاَ تقبلَ تفاوُض العقلَ مريم أُخت لِعازر بِإِنفعالَ رُوحِى عجِيب تسكُب طِيبها الغالِى عَلَى أقدام يسُوعَ وَتكسر القارُورة بِدُون تردُّد الحياة الرُّوحِيَّة لاَ تخلو مِنْ إِنفعالَ تجعلَ الإِنسان يجرِى وَ لاَ يتوقف[ يركُضُونَ وَ لاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَ لاَ يُعيُونَ ] ( اش 40 : 31 ) زِد إِشتياقَكَ لله تجِد نَفْسَكَ فِى فرح أكثر هذا هُوَ موكِب المسِيح قُلُوب بسِيطة تهتِف أفواه خرجت مِنها أجملَ التسابِيح الَّتِى فرَّحت المسِيح وَالكنِيسة اليوم فِى نَفْسَ الموكِب سعف النخلَ رمز النُصره وَالثِياب علامِة أنَّ الأُمور الأرضِيَّة أصبحت غير مُهِمة هذا الموكِب يتكرَّر بِمجد سماوِى عجِيب هذا الموكِب كَانَ بسِيط بِدُون ترتِيب وَحُكماء اليهُود رفضوه تخيَّل أنَّكَ فِى مُظاهره شعبِيَّة ليس بِها مسئولِين هذا الموكِب يتكرَّر فِى سِفر الرؤيا أُورُشلِيم نازِلة مِنْ السَّماء كعرُوس مُزينة لِعرِيسها ثُمَّ يُكلِّمكَ عَنْ العرِيس وَموكِبه مَنْ معهُ فِى أيدِيهِمْ سعف النخلَ هلَ فِى السَّماء سعف نخلَ ؟ نعم وَثِيابِهِمْ مُختلِفة فهُمْ قَدْ غسَّلُوها وَبيَّضُوها فِى دم الخرُوف سيُقَّدِمُوها لَهُ هؤلاء يُقَّدِمُون تسبِحة جدِيدة كُلّ الَّذِينَ إِشتركُوا فِى هذا الموكِب وَأعلنُوا إِستعدادهُمْ سيكُونُون فِى موكِب السَّماء وَيُعلِنُوا نُصرتهُمْ عَلَى أعدائِهِمْ عدو الخِير الَّذِى أراد أنْ يسلِب مِنّا كُلّ مجد وَبنُوِتنا لله الَّذِينَ غلبُوا أهواء الجسد وَصلبُوا الشَّهوات الَّذِينَ غسَّلُوا ثِيابِهِمْ أى إِعتمدُوا وَبيَّضُوا ثِيابِهِمْ فِى دم الخرُوف أى التناوُلَ هذا هُوَ الموكِب وَعلاماته وَلُغته هل أنا فِى هذا الموكِب أم لاَ ؟ هل المسِيح أُخفِى عَنْ عينىَّ أم لاَ ؟ هل أعلم ما هُوَ لِسلامِى أم لاَ ؟ الكنِيسة اليوم تُعلِن لَكَ هذا الموكِب لِتعرِف هل أنت فِيهِ أم لاَ لِسانكَ يهدأ عَنْ التسبِيح أم لاَ يقُولَ [ لَكَ ينبغِي التسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون] تسبِيح قلب أم تسبِيح شِفاه ؟ [ لأِنَّ الموتى لاَ يُبارِكُونكَ ] الميت لاَ يعرِف التسبِيح بينما القلب الَّذِى ينبُض بِالله التسبِيح لَهُ لذِيذ [ حلو فِي حناجِرهِمْ إِذا نطقُوا بِهِ تفرح قُلُوبهُمْ وَترتفِع لِلعُلاَ عقُولهُمْ ] كُنْ دائِماً فِى الموكِب وَأحفظ نَفْسَكَ فِيهِ وَأهتِف مَعْ الكنِيسة وَ لاَ تقِف صامِت [ لاَ توجد خلِيقة تقِف أمامهُ صامِته ] الصمت يُعلِن عدم التواصُلَ لكِنْ فتح الشِفاه يُعلِن الإِنتماء [ لَكَ يوفى النَّذُور فِي أُورُشلِيم ] النَّذُور هِى عطايا وَاليوم النذُور هِى التسبِيح أكبر ذبِيحة مقبُولة لله عجُولَ شِفاه ثمر شِفاه ذبِيحة التسبِيح هذِهِ أُورُشلِيم وَهذِهِ ذبِيحة التسبِيح الَّتِى يجِب أنْ نُقَّدِمها فِى أُورُشلِيم راجِع نَفْسَكَ أنت فِى الموكِب أم ناقِد أم مُتشاوِر عَلَى قتلَ مَنْ فِى الموكِب ما هُوَ إِنفعالَ قلبِى وَإِحساسِى بِالمسِيح ؟ هل هُوَ إِحساس بِهِ مَلِكَ ينبغِى لَهُ التسبِيح وَأمسِكَ سعف النخِيلَ ؟ المسِيح يُرِيد أنْ يُقَّدِم بِنا شِهادة لِلعالم كُلّه لِذلِكَ اليوم قَالَ الفرِّيسِيين [ هُوذا العالم ُ قَدْ ذهب وراءهُ ] ( يو 12 : 19 ) اليوم الكنِيسة تجمع أولادها وَتقُولَ لِلعالم ها هُمْ كُلّهُمْ ذهبُوا وراءه عَلَى مُستوى المسكُونة كُلّها أى أولادها يُسَّبِحوه وَيُبارِكوه وَيعبُدوه وَيُعلِنُوه مَلِكَ عليهُمْ نعم اليوم أُعلِنه مَلِكَ عَلَى قلبِى وَأُقَّدِم لَهُ سعف النخِيلَ وَثِياب مُبيضة وَإِنْ تلوَّثت الثِياب أبيضها بِدم الخرُوف وَأتناولَ كى تكُون دائِماً الثِياب بهِيَّة جمِيلة ثِياب عُرسَ فِى الموكِب كُلّ واحِد مِنّا بِهِ خطايا وَضعفات لكِنْ الدواء موجُود سعف النخِيلَ علامِة الإِنتصار وَجِهاد المخدع وَصَلَبَ الشَّهوات وَالسجُود لله وَإِنْ عُرِضت عليكَ الخطِيَّة أُصرُخَ لَهُ [ أُوصنَّا خلَّصنِى ] هذا هُوَ سعف النخِيلَ الَّذِى فِى يَدَكَ سعف رُوحِى وَليس مادى وَأنت تُقَّدِم لَهُ سعف النخِيلَ يكُون مظهركَ أبيض علامِة نقاوتكَ أنت إِنسان غير مُلُّوث بِإِسلُوب العالم موكِبين مُتوازِيين موكِب عَلَى الأرض وَموكِب فِى السَّماء الموكِب الَّذِى عَلَى الأرض هُوَ الَّذِى كَانَ فِى أُورُشلِيم وَاليوم فِى الكنِيسة أمَّا الموكِب الَّذِى فِى السَّماء فنحنُ اليوم نتدرَّب عليهِ حَتَّى إِذا دخلنا السَّماء لاَ نكُون غُرباء فِيها بَلْ عِشناها وَتهلَّلت بِها أنفُسِنا ناس فِى الموكِب فرِحِين بِالتسبِيح وَآخرِين خارِج الموكِب فكُنْ أكثر إِنتماء لله إِحذر أنْ يكُون أمامكَ وَأُخفِى عَنْ عينيكَ سند الضُعفاء أمامكَ لِماذا ترفُضه نَفْسَ الموكِب هُوَ الَّذِى يُدخِلَكَ السَّماء بُولُسَ الرَّسُولَ رآه وَقَالَ أنَّ بِهِ رائِحتان رائِحة حياة وَرائِحة موت كيف ؟ قدِيماً عِندما كَانَ ينتصِر مَلِكَ فِى حرب كَانَ يدور بِجنُوده المُنتصِرِين فِى المدِينة نشوة بِالإِنتصار يُبخِرُون لآلِهتهِمْ وَمعهُمْ أسرى الأعداء يجرُّونهُمْ فِى مؤخِرة الموكِب الرائِحة الَّتِى لِلأسرى رائِحة موت وَالرائِحة الَّتِى لِلجنُود رائِحة حياة وَأنتصار وَأفتخار رائِحة الأسرى رائِحة موت لأِنَّهُمْ فِى نهايِة الموكِب سيُعدمون إِذاً لِلموكِب رائِحتان رائِحة حياة وَرائِحة موت النِفُوسَ المُجتهِده لها رائِحة حياة وَآخرُون لاَ يحتمِلُون الجلُوسَ فِى الكنِيسة لأِنَّهُمْ لَمْ يتدرَّبُوا وَلَمْ يتعوَّدوا وَلَمْ يُجاهِدوا وَالله غير موجُود فِى حياتِهِمْ لِذلِكَ لَهُمْ رائِحة موت إِحذر كُنْ مفتُوح الشفتين وَأنطِق بِإِسمِهِ المُباركَ وَالآباء يُعلِّمونا [ طوبى لِمَنَ نام وَأسم يسُوعَ عَلَى شفتيهِ إِذا إِستيقظ وجدهُ تلقائِياً عَلَى شفتيهِ ] إِنسان آخر أخِر شئ يفعله بِالنهار فِعلَ قبِيح فيستيقِظ مُضطرِب هذا لَهُ رائِحة موت هذا هُوَ الموكِب الَّذِى تُرِيد الكنِيسة أنْ تفرَّحكَ بِهِ إِهتِف لإِلهكَ لِيملُكَ علِيك وَ لاَ يوجد لدينا أغلى مِنهُ ثِيابنا أفواهنا قُلُوبنا حَتَّى وَإِنْ وُجِد مُعانِدِين إِشعياء النبِى يقُولَ [ أقمت حُرَّاساً لاَ يسكُتُونَ ] ( اش 62 : 6 ) هذِهِ كنِيسة المسِيح لاَ تسكُت دائِماً ردِّد إِسم يسُوعَ وَقُلَ خلِّصنِى وَقُلَ هُوذا صَارَ مَلِكاً عَلَى فِكرِى وَحواسِى وَمشاعِرِى وَالله يجعلهُ ترنِيمة فِى أفواهنا وَ لاَ نُحرم مِنْ أنْ نكُون فِى موكِبهِ السَّماوِى وَ لاَ نُحرم مِنْ أنْ يكُون لنا ثِياب بِيض وَسعف نخِيلَ وَتسبِيح دائِمْ ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
القيامة من موت الخطية - ليلة أحد الشعانين
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
يبدأ أسبُوع الآلام بِأحد الشَّعانِين يبدأ بِحادِثة معرُوفة وَهِى حادِثة إِقامة لِعازر وَبعد قِيامة لِعازر صنعُوا لَهُ ولِيمة فِى بيت عِنيا حيثُ كَانَ لِعازر الميِّت لِماذا تبدأ الكنِيسة هذِهِ الأيَّام المُقدَّسة بِإِقامِة الميِّت ؟ لأِنَّها تُشِير لِتوبِتنا وَإِستعدادنا لِلأيَّام المُقبِلة لمَّا وقف المسِيح لَهُ المجد أمام قبر لِعازر لَمْ يكُنْ حادِث عادِى بَلْ كَانَ واقِف أمام ميِّت لَهُ أربعة أيَّام أى كَانَ فِى قبضة الجحِيم وَأراد أنْ يُخرِجهُ مِنْ الجحِيم السُفلِى إِلَى النَّعِيم هذا حدث جبَّار غير عادِى وَالكنِيسة تُركِّز عليه عِندما وقف المسِيح عَلَى القبر عملَ أشياء غرِيبة لَمْ نتعوَّدها فِيهِ بكى حزن إِضطرب بِالرُّوح لَمْ نسمع عنَّه ذلِكَ مِنْ قبلَ إِكتأب بِالرُّوح ثُمَّ صَلَّى وَصرخ بِصوتٍ عالٍ [ لِعازرُ هلُمَّ خارِجاً ] ( يو 11 : 43 ) المسِيح معرُوف عنهُ أنَّ صوتهُ خفِيض وَودِيع لاَ يكاد يسمعهُ الَّذِى بِجانِبِهِ لَمْ يذكُر الكِتاب أنَّهُ صرخ بِصوتٍ عظِيم إِلاَّ مرتين أمام قبر لِعازر وَعَلَى الصلِيب لِذلِكَ إِقامِة لِعازر حدث غير عادِى إِقامِة ميِّت مِنْ الموت شئ صعب لِذلِكَ لِعازر شخص محبُوب لِيسُوعَ ذهب يسُوعَ لِقبره لَوْ كَانَ ذِهابه لِمواساة إِخوته كَانَ يذهب لَهُمْ البيت وَيُكلِّمهُمْ عَنْ الموت وَالملكُوت وَالمجد الَّذِى ينتظِره لكِنّهُ سألهُمْ أين وضعتُموه ؟ راجعوه قَدْ أنتن لكِنّهُ قَالَ لَهُمْ سيقُوم قالت مرثا أعلم أنّهُ سيقُوم فِى اليوم الأخِير فقالَ لها لاَ الآنَ وَذهب لِلقبرِ وَصرخ وَتحدَّى سُلطان الموت وَلِيُعلِن سُلطان لاهوته وَهذان أمران مُهِمان إِعلان لاهوته وَسُلطانه عَلَى الموت أمران مُهِمان لِتدبِير الخلاص وَكَانَ الأمر ليس مُجرَّد لِعازر وَإِخوته أوْ مُجرَّد مُجاملة لِحبِيب بَلْ كَانَ لأِجلَ الجمِيع إِنفكَ لِعازر مِنْ الموت وَعادت لَهُ رُوحه صُراخ يسُوعَ زعزع أساسات الجحِيم وَخرج لِعازر مِنْ قبضة الموت شئ عجِيب بعد أربعة أيَّام مِنْ الموت وَالنتانة لِماذا أخذت الكنِيسة هذا الحدث بِداية لأِسبُوع الآلام ؟ لتُؤكِد سُلطان المسِيح عَلَى الموت ولِتُؤكِد أنَّ المسِيح هَوْ هَوْ أمس وَاليوم وَإلَى الأبد قادِر عَلَى إِقامِة الميِّت بِالخطايا الإِنسان الَّذِى عاش فِى قبضِة الجحِيم يكُون مظهره أنّهُ حىَّ لكِنْ داخِله ميِّت المسِيح اليوم يُعلِن غلبتهُ لِلموت يُعلِن إِنِى أتيت لأِجلِكَ إِقامِة لِعازر لَمْ تكُنْ لأِجلَ لِعازر بَلْ لأِجلِكَ أنت أجملَ قِراءة لِلكِتاب أنْ تضع نَفْسَكَ داخِلَ الحدث الكِتاب المُقدَّسَ ليس قِصص وَإِنتصارات وَبُطُولات وَأخطاء بشر بَلْ هدفه إِكتشاف خلاصكَ الَّذِى تحياهُ الآنَ فِى المسِيح هدفه أنْ تتعاملَ مَعْ الحدث الَّذِى أنت فِيه أنت السَّامِرِيَّة أنت المُقعد أنت الإِبن الضَّالَ أنت الَّذِى تعِيش فِى رِياء مَعْ الكتبة وَالفرِّيسِيين أنت المُرائِى لاَ تأخُذ الكِتاب عَلَى أنّهُ قِصَّة تُعاش بِالعقلَ بَلْ خُذ نصِيبكَ مِنْ كُلّ قِصَّة بِأنْ تضع نَفْسَكَ داخِلها وَكما يقُولَ الآباء [ لاَ تتعاملَ مَعْ المسِيح الَّذِى كَانَ بَلْ تعاملَ مَعْ المسِيح الكائِن ] " الكائِن " أى " الموجُود " قِصَّة قِيامة ميِّت بعد أنْ أنتن هِى قِصَّة قِيامة كُلّ واحِد مِنّا مِنْ الخطِيَّة بعد أنْ تسلَّطت علينا قِصَّة تتكرَّر مهما كانت قيُود الخطايا حَتَّى لَوْ كَانَ عدو الخِير وصل بِنا لِلقيُود الكامِلة فِى الجحِيم السُفلِى لِحالِة النتانة جيِد أنْ تجِد نَفْسَكَ فِى الإِنجِيلَ عِندما تقُولَ مريم لِلمسِيح [ يا سيِّدُ هُوذا الَّذِي تُحِبُّهُ مرِيضٌ ] ( يو 11 : 3 ) قُلَ هذِهِ الآية لِى أنا وَقِف أمامه وَقُلَ لَهُ يا سيِّد هوذا الَّذِى تُحِبه مرِيض الَّذِى هُوَ أنا عبدكَ وَأنا واثِق أنَّكَ تُحِبنُى لكِنِّى مرِيض جيِد أنْ تقُولَ لَهُ [ ضللتُ مِثْلَ الخرُوف الضَّالَ فَأطلُب عبدكَ ] ( مز 119 : 176 ) الكِتاب ليس قِصص تُقبلَ بِالعقل بَلْ تعاملَ معها بِرُوحكَ وَنَفْسَكَ ثُمَّ عقلَكَ المفرُوض إِنِّى أسمع اليوم صوته [ لِعازرُ هلُمَّ خارِجاً ]قِصَّة إِقامة لِعازر مُختلِفة عَنْ قِصَّة إِقامة إِبنة يايرُسَ وَإِبن أرملِة نايين فِى إِقامِة إِبنة يايرُس قَالَ لها يسُوعَ [ يا صبِيَّةُ ]( مر 5 : 41 ) وَفِى قِصَّة إِقامِة إِبن أرملة نايين قَالَ لَهُ [ أيُّها الشَّابُّ ]( لو 7 : 14 ) أى لَمْ يذكُر إِسمُهُما لكِنْ فِى قِصَّة إِقامِة لِعازر ناداهُ يسُوعَ بِإِسمِهِ أى كَانَ بِها خصُوصِيَّة وَكأنَّهُ يقُولَ لَكَ مِنْ خِلالها هل تُرِيد أنْ تسمع إِسمكَ " فُلاَنَ هلُّمَّ خارِجاً " ؟ لَوْ فحصنا أنفُسنا نجِد أنفُسنا قَدْ أنتنا أوْ نحتضِن الموت داخِلنا لكِنْ لنا رجاء فِى القادِر أنْ يُقِيم الأموات كلِمة مِنْهُ تُقِيم لِذلِكَ نحتاج أنْ الصُوم يصِلَ إِلَى أرواحنا أنْ نسمع هذِهِ الكلِمة بِأرواحنا [ تأتِي ساعة وَهِي الآنَ حِينَ يسمعُ الأمواتُ صوت ابنِ اللهِ وَالسَّامِعُونَ يحيونَ ] ( يو 5 : 25 ) هِى ساعِة الخلاَصَ وَساعِة صلبه مُنذُ عُرسَ قانا الجلِيلَ وَلَمْ يكُنْ قَدْ أكملَ عُمر الثلاثِين وَلَمْ يكُنْ قَدْ ظهر وسط النَّاسَ كخادِم وَهُوَ يقُولَ لَمْ تأتِى ساعتِى بعد لكِنْ عِند الصلِيب قَالَ [ قَدْ أتتِ السَّاعةُ ] ( يو 17 : 1 ) ساعِة الصلِيب ساعِة الخَلاَصَ كُلّ يوم فِى حياتكَ ساعة ساعِة خَلاَصَ حِين يسمع الأموات وَيحيُون فما عُذرِى إِنْ ظللت فِى موت الخطِيَّة وَيوجد مَنَ يُنادِى ما عُذرِى وَأنا مُحتضِن الموت وَيوجد مَنَ يُنادِى وَإِنسان يعرِض عَلَىَّ الحياة إِنّنا نحتاج لِلتجاوُب مَعَ الصرخة أصعب شئ أنْ يحيا الإِنسان الموت وَهُوَ لاَ يدرِى قَدْ ننزعِج عِندما نسمع عَنْ إِنسان مات بِالجسد لكِنْ الأخطر موت الإِنسان بِالرُّوح عَنْ الله نجِد إِنسان يأكُلَ وَيشرب وَيفرح وَهُوَ ميِّت عَنْ الله وَ لاَ يدرِى وَمَنَ حوله لاَ يدرُون موت الخطِيَّة أصعب جِدّاً مِنْ موت الجسد إِحذر أنْ تكُون عايِش وَداخِلَكَ نتن وَموت ما هِى علامات الحياة ؟ حركة أكلَ وَشُربَ إِحساس تجاوُب عِندما يكشِفُونَ عَلَى إِنسان ميِّت يرفعُونَ يَدَهُ لأِعلى فيسقُط لاَ يشعُر بِوخز دبُوسَ وَإِنْ قرَّبُوا إِضاءة لِعينيهِ لاَ تتأثَّر هذِهِ علامات الموت هِى فقد الإِرادة وَعدم التجاوُب الخطِيَّة تفعلَ كُلّ ذلِكَ يقُولَ لَكَ ليتنِى أُصَلِّى وَأفرح بِالقُدَّاسَ لكِنِّى لاَ أستطِيع هذا موت عِندما يقِف إِنسان أمام الله وَ لاَ يشعُر بِشئ يكُون ميِّت إِنسان يصنع إِنشِقاقات هذا موت إِذاً أنت مُحتاج أنْ تتخلَّصَ مِنْ الموت إِنسان يُحِب الإِدانة وَالكِذب وَهذا خطر هذا موت يملُكَ عَلَى الحياة عِندما يأتِى الموت لِلجسد ماذا يأخُذ مِنْهُ ؟ عَشَرَ سنوات أوْ أكثر ؟ لكِنْ موت الخطِيَّة يسرِق أبدِيتكَ هذا أصعب شاب مات أهون مِنْ موت عَنْ الأبدِيَّة صعب أنْ تحيا فِى تصالُح مَعْ الخطِيَّة عِندما تحيا الخطِيَّة وَ لاَ تشعُر وَتقُولَ لأب الإِعتراف ذكَّرنِى أنت هذا صعب لأِنَّ ذلِكَ يعنِى الغرق فِى الخطِيَّة وَ لاَ تقُولَ إِنقذُونِى لأِنَّ الخطِيَّة تعمل ضعف فِى الحِس الكِتاب يتكلَّم عَنْ نوعان مِنْ النَّاس نوع مِنهُمْ لَهُ حواس مُدرَّبة وَالنُوع الآخر فاقِد الحِس فاقِد الحِس هُوَ مَنْ يصنع خصُومة وَيُدِين وَ لاَ يشعُر أمَّا مُدرَّب الحواس فَهُوَ يصمُت بِفِهمْ وَيتكلَّم بِفِهمْ فِى سِر البُولُسَ يُقَّدِم الأب الكاهِن بخُور لِكى يُنقِذنا الله مِنْ نتن الخطِيَّة قدِيماً عِندما كَانَ يُحارب راهِب بِحرب شهوة كَانَ الآباء يقُولُون لَهُ خُذ قلِيلَ ماء وَقلِيلَ خُبز وَأدخُلَ إِلَى البرِيَّة وَعِش العِبادة فكان الله يكشِف لَهُ شهوات الجسد فِى صورة إِمرأة قبِيحة المنظر وَرائِحة نتِنة لاَ يطِيقها وَيقُولَ لَهُ أنا شيطان الدنس فِى حِين أنَّ النَّاس ترى الشَّهوة فِى صورة جذَّابة هذا فرق بين إِنسان عاش فِى نور المسِيح فرأى نتن الخطِيَّة وَأخر عاش فِى العالم فرأى الخطِيَّة جذَّابة فَلاَ يُبالِى وَ لاَ يُدرِكَ وَيحيا الموت وَ لاَ يشعُر وَمظهره عادِى يخرُج وَيدخُلَ وَيُصَّدِق أنَّهُ إِنسان عادِى هذِهِ أكبر خِدعة وَكما يقُولَ سِفر الرؤيا [ لَكَ اسماً أنَّكَ حيٌّ وَأنتَ ميتٌ ] ( رؤ 3 : 1 ) الآباء ينصحُونا [ كُنْ ميِّتاً بِالحياة لاَ حيَّاً بِالموت ] أى وَأنت حىَّ عِش الأمانة صُمْ إِنقطِع إِغفِر سامِح وَ لاَ تحيا وَتكُون لَكَ صورة الحياة وَأنت فاقِد الإِحساس بِسبب الخطِيَّة [ لاَ تدع موت الخطِيَّة يقوى علينا ]الخطِيَّة خدَّاعة لِذلِكَ المسِيح وبَّخ الكتبة عَلَى أنَّهُمْ كالقبُور مِنْ الخارِج مُبيضة لكِنْ مِنْ الدَّاخِلَ مملؤه عِظام أموات حاوِلَ أنْ تُفتِش داخِلَ نَفْسَكَ وَأترُكَ مشغولِياتكَ وَأنت فِى أجملَ أيَّام السنة وَإِنْ كُنّا قَدْ ضيَّعنا عُمرِنا كُلّه فهذِهِ الأيَّام قادِرة أنْ تُعِيد لنا حياتنا لاَ يوجد أجملَ مِنْ التأمُلَّ فِى المسِيح المصلُوب وَ لاَ أجملَ مِنْ أنْ تسمع [ هلُمَّ خارِجاً ] هذِهِ أيَّام خَلاَصَ كى لاَ تحيا فِى الموت كلَّفت المسِيح كُلّ شئ الودِيع صرخ الإِله إِكتأب كلَّفته عناء كلَّفته أنَّهُمْ لمَّا رأوهُ أقام ميِّت هاجُوا عليهِ وَحسدوه ما عملَ الحياة ؟ أنْ تقِفَ فِى القُدَّاسَ كأنَّكَ فِى السَّماء وَلست عَلَى الأرض فِى الكنِيسة لاَ تشعُر بِالوقت وَعِندما تُسَّبِح سبِّح أنت معها لِذلِكَ المزمُور يقُولَ [ ليس الأمواتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ ] ( مز 115 : 17 ) أى تخرُج مِنْ أفواهِهِمْ كلِمات ميِّتة لكِنْ الإِنسان الحىَّ كلامه بِهِ إِحساس يأخُذ بِهِ دفعات إِلهِيَّة ألم تختبِر آية تسمعها تُحرِّكَ فِيكَ الإِرادة بِتوبة وَيقظة ؟ هذِهِ علامِة حياة ألم تختبِر آية تهِزكَ فتُزلزِلَ داخِلَكَ وَتنزِلَ دمعة ؟ هذِهِ علامِة حياة ألم تُجرِّب نظرة مِنْ الله تُقَّدِمكَ لِلتوبة ؟ ألم تُجرِّب أنْ تتقدَّم لِلتناوُلَ وَقلبكَ يدُق وَبعد التناوُلَ تُرِيد أنْ تدخُلَ مخدعكَ وَ لاَ تتكلَّم مَعْ أحد بَلْ تُسَّبِح طولَ النَّهار كما سبَّح التلامِيذ لأِنَّهُمْ خرجُوا بعد العشاء الرَّبانِى يُسَّبِحُون لأِنَّ ثمر الحياة تسبِيح تُرِيد أنْ تفرح بِما أخذتهُ وَ لاَ تُرِيد شئ آخر أنت أخذت الكُلّ الأمر يحتاج تِعرف أنت حىَّ أم ميِّت ؟ لَوْ رأيت شاب ميِّت وَالنَّاسَ تبكِيه قُلَ أنا مُحتاج الكُلّ يبكِينِى الأمر يحتاج أمانة مِنْ الدَّاخِلَ وَصِدقَ مَعْ الواقِع أنت ميِّت لكِنْ لست بِدُون رجاء بَلْ عَلَى رجاء سماع صوته أنَّهُ سيُقِيمكَ الآنَ [ عالِمِين أنَّ الَّذِي أقام الرَّبَّ يسُوعَ سيُقِيمُنا نحنُ أيضاً بِيسُوعَ ] ( 2 كو 4 : 14 ) إِعرف أنّهُ لاَ يعثُر عليهِ أمر موت الجسد أهون مِنْ موت الرُّوح الصُوت يُنادِيكَ ما هُوَ الصُوت ؟ كلِمة الله الَّتِى هِى أمضى مِنْ كُلّ سيف ذِى حدين مُخترِقة مفارِق النَفْسَ وَالجسد ( عب 4 : 12 ) أى تُعطِى تميِيز تدخُلَ لِلعقل تُعطِى قداسة لِلفِكر وَالطرِيق وَتُحَّوِلَ الإِنسان إِلَى هيكلَ فتجاوب معها المسِيح لَمْ يُعرِّفكَ أنّهُ قادِر أنْ يُقِيمكَ ثُمَّ ترككَ لاَ بَلْ تركَ لَكَ كلِمته المُحيية إِسألَ أموات كثيِرِين كم مِنهُمْ قَامَ بِكلِمة الإِنجِيل ؟ هذِهِ علامات أنَّكَ مُحتاج أنْ تقِف وقفة مَعْ الموت وَالحياة لِتبدأ اليوم أنْ تحضر هذِهِ الولِيمة ولِيمة الحياة ما ثمرِة فِعلَ المسِيح ؟ لاَ يوجد شئ أجملَ مِنْ فرحِة التوبة لاَ توجد فرحة أكثر مِنْ الفرحة بِإِنسان كَانَ ميِتاً فعاش قدِّم لَهُ طِيب وَإصنع لَهُ ولِيمة هذِهِ ثمرِة إِنسان يعِيش مَعْ المسِيح يُقَّدِم لِلمسِيح حياته مسكُوبة عَلَى قدميه ما مِنْ إِنسان كرَّسَ حياته لله وَأختبر عملَ الله إِلاَّ وَأراد أنْ يُقَّدِم كُلّ حياته سكِيب عِند قدمىَّ الَّذِى أقامهُ الطِيب فِى ذلِكَ العصر كَانَ غالِى الثمن جِدّاً فكانت البنات دائِماً تُوَّفِر حصِيلة عُمرها لِتشترِى زُجاجة طِيب لِتكسرها يوم زواجها لِذلِكَ كانت ثمِينة جِدّاً وَنرى فِى الكِتاب المُقدَّسَ قِصص كثِيرة عَنْ سكب الطِيب أى نَفْسَ قدَّمت أثمن ما عِندها قدَّمت حياتها وَوجدانها قدَّمت ذخِيرة عُمرها كُلّه لأِنَّ المسِيح لاَ يغلى عليه شئ أنا أُرِيد أنْ أخرُج وَأُنادِى الكُلّ تعالُوا أُنظُروا هذا أقامنِى مِنْ الموت إِقامِة إِنسان مِنْ الموت يحتاج إِختبار قِيامة مِنْ الخطِيَّة عِندئِذٍ تذُوق لذَّة التسبِيح لِذاكَ الَّذِى كسر شوكة الموت وَالجحِيم الله الَّذِى كسَّر سُلطان الموت قادِر أنْ يكسر شوكة الموت داخِلنا وَيُسمِعنا كُلّ إِنسان بِإِسمه " هلُّمَّ خارِجاً " لِنسمع حلُّوه وَدعوه يذهب لِنعِيش معهُ ولِيمة لاَ تنتهِى لِنُقَّدِم لَهُ كُلّ حُبِنا لِلَّذِى أقامنا ربِنا يكمِّلَ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
معمودية يوحنا - ليلة عيد الفطاس
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
الكنيسة تُطلق على عيد الغِطاس إسم عيد الثاؤفانيا أى عيد الظهور الإلهىِ أول مرّة مُنذ مجىء المسيح على الأرض يُعلن الثالوث القدوس فى يوم واحد أول مرّة يكشف عن طبيعة المسيح من هو ، إستعلان إلوهية المسيح رغم أنّه كان وسطهم ولم يعرفوه لكن إن كان البشر لم يعرفوه فالآب يعرفه والروح القُدس يعرفه ، الثالوث إجتمع فى يوم عِماد السيد المسيح لذلك يُسمى عيد الثاؤفانيا دور يوحنا المعمدان دور صعب جداً ، دوره أن يكون سابق ويعدّ لهُ شعب مُستعد ، العصر الذى أتى فيه المسيح كان عصر مُظلم جداً ، أخر الأنبياء الذى ظهر قبل المسيح كان قبله بحوالى 350 سنة ، أى 350 سنة قبل المسيح عصر مُظلم ، رغم أنّه كان قبل ذلك فى الجيل الواحد أكثر من نبى لكن 350 سنة لا يوجد فيها نبى ولا توجد بها نبّوة وظنّ العالم أنّ رجاءه فى مجىء المسيح قد إنقطع ، ووسط هذا الظلام لابُد من شخص جبّار يأتى ليُبدّد الظُلمة لذلك سُمى يوحنا صوت صارخ فى البريّة أى صوت قوى جاء ليُهيىء لله شعب مُستعد وأتى بمعمودية التوبة وتجّمع حوله الجموع لتقواه والذين أحبّوا الكرامة والُمتكآت الأولى نظروا يوحنا وخزوا لذلك عمدّ يوحنا بمعمودية التوبة إذاً كى يأتى المسيح ويُستعلن بمجد لاهوته داخلى و يهُينّى للميلاد الفوقانى لابُد من صوت صارخ داخلى ويصرُخ يوحنا فى بريّة قلبى القاحلة " عد طريق الرب " لماذا ؟ لأنّه فى وسطك قائم لست تعرفه من هو ؟ هو الرب داخلك موجود " ليس بعيد عنك ذاك الذى تطلُبه كُل أيام حياتك " هو داخلك لمّا رأى الناس عظمة يوحنا إرتابوا فى شخصيته فسألوه من أنت ؟ المسيا أم إيليا ؟ قال لستُ أنا " أنا لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه " أنا فقط أتيت لأشُير إليه ولا أشُير إلى نفسى لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه تعبير يهودى ليس معناه الإتضاع فقط بل كان هُناك عاده عند اليهود تقول أنّ الذى يموت دون أن يُقيم نسل أقرب إنسان له يتزوج إمرأته ليُقيم لهُ نسل ويُسمى ذلك الإنسان " ولىّ " ولكن لنفرض أنّ الولى الأول رفض الزواج من من إمرأة المُتوفى يتزوجها الولى الثانى وهو أبعد درجة فى القرابة من الولى الأول إن وافق الولى الثانى يخاف أن يُطالبه الولى الأول بالمرأة فيما بعد لذلك كانوا يأتون بالولى الأول عند باب المدينة ويخلعون نعليه ويحتفظون بهُما حتى إن طالب بالمرأة فيما بعد يُذكّروه لرفضه الأول ودليل ذلك وجود نعليه عندهُم هُنا يوحنا المعمدان يقول أنا لستُ أهلاً أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائهِ أى أنا لستُ العريس أتيت بقوة وجبروت لأشُير لهُ ، كُل واحد منّا داخله المسيح يُشير للمسيح ويعرّفه للناس ويقول لستُ مُستحق أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائه أنا صديق العريس ولستُ العريس نفسهُ يوحنا صوت صارخ والروح القُدس بتدبير عجيب إختاره حتى أنّ اليهود لم يستطيعوا أن يُقاوموه وتبعهُ جموع كثيرة ، لذلك مُخ يسوع يوحنا المعمدان لُقبّ أنّه أعظم مواليد النساء سر عظمة يوحنا تجرّده وأنّه غير مُستعبد لشىء هل تُريد أن تكون عظيم ؟ العظمة ليست فى المال أو المركز أو بل فى تقواك أن لا تكون مغلوب من شىء داخلك أن تدوس على شهواتك قبل أن تدوس هى عليك هذا هو يوحنا المعمدان لذلك قال عنّه المسيح هل تتخيلون يوحنا أنّه إنسان بلُباس ناعمة ؟ لا بل هو رجل برارى إلى يوم ظهوره فى إسرائيل حتى أنّه لم يكُن يعرف المسيح نعم تعامل معهُ وهو جنين لكن مُنذ أن أخُتطف وهو فى البرارى يعيش لذلك أشار لهُ الروح القُدس على المسيح بالحمامة يوحنا قال أنا أعُمدّكُم بالماء لكن الذى يأتى بعدى يُعمدّكُم بالماء والروح " الذى رفشه بيدهِ وهو يُنّقى " ما هو الرفش ؟
عندما يزرع الزارع قمح ويجمعه ليُدخله البيدر ليفصل القمح عن القش أو التبن فيفصلهُ بالرفش وهو آلة مثل الجروف ولهُ أسنان ويرفع بهِ القمح لأعلى فى مكان بهِ رياح فيفصل الهواء التبن عن القمح ويفصل القمح ويُجمع للمخازن هكذا جاء يسوع ورفشهُ بيدهِ ليُنقّى بيدرهُ ويفصل القمح عن التبن النفوس التى ليس بها عِشرة مع المسيح والرياح ترفعها وتبعدها هى التبن بينّما النفوس التى بها النعمة وتُحافظ على نظراتها وقلبها تكون مُثقلّة بالنعمة فتدخُل المخازن يوحنا يُشير للمسيح لكن عندما يأتىِ الذى رفشهُ بيدهِ تُرى هل أكون قمح أم تبن ؟ هل لى عِشرة تُعطينى إستحقاق أن أكون فى مخازنهِ أم لا ؟ سر عظمة يوحنا تجرّدُه وتقواه وأنّ تعليمه هو حياتهُ " يوحنا عمل وعلّم " سر عظمتهُ شهادة المسيح نفسه لذلك نتعجب من إتضاع يوحنا عندما يقول " لستُ مُستحق أن أنحنى وأحلّ سيور حذائهِ " " يأتى بعدى من هو أقوى منى " ويُجيبه المسيح بنفس نشيد الإتضاع ويقول له " إسمح الآن "يوحنا يقول أنا لستُ مُستحق أن ألمس حذائهِ والمسيح يقول لهُ ضع يدك على رأسى الله يُريد نفوس مُتضعة وهو قادر أن يرفع البائس من المذبلة إحذر أن تشعر أنك قليل لا هو يُريد أن يكرمك ويراك ويرفعك المسيح إتضع ليوحنا ويوحنا إتضع للمسيح يوحنا يُنذرنا " إصنعوا أثمار تليق بالتوبة " إسمع وقُل هذه الكرامة كرامة التوبة التوبة مُثمرة لا توجد توبة مُعطلّة لا تُصدّق أنّ إنسان تائب يكون غير مُتضع أو غير وديع التائب ثمار التوبة تظهر عليه لا يُصدّق أحد أنّ شجرة تين لا تُعطى ثمر التين كُل إنسان يقول أنا إبن الله لكن إن لم يكُن بهِ ثمر لا يكون إبن لله يوحنا يصرُخ فينا اليوم لنُهيىء أنفُسنا لقبول المسيح أخطر شىء أن تكون حياتك نظريات ولا تعرف المسيح وأنت تُصلّى له لا الملائكة تخدمك والأنبياء يقولون لك نحن تحت أمرك والقديسين يُشجّعونك لتلحق بهُم هو أتى لك وأنت من فوق "أنعم علينا بالميلاد الفوقانى " كُل واحد منّا نال معمودية التوبة والخلاص لذلك صلوات المعموديّة بها شِق للتوبة قبل المعموديّة خاصة وأنّ بعض غير المؤمنون يُريدون أن يعتمدوا فما الدليل على قبولهُم الإيمان ؟إنسانُه الداخلى بدأ يتهيأ هذه هى معموديّة التوبة الداخليّة التى تعدّه للميلاد الفوقانى عندما يتغير داخل الشخص فهذه علامة التوبة وبذلك يكون مُهيأ لنعمة الميلاد الجديد وعندما يأخذ نعمة الميلاد الجديد لا تنتهىِ هذه النعمة بل هى مُتجدّده وعندما يُخطىء يتوب وكُل ما يتوب أكثر مفاعيل المعمودية تظهر أكثر نحن أخذنا خِتم الخِتم لا يُعاد لكن إذا تلّوث يُنظّف التوبة والمعموديّة رفيقان للحياة وهُما يُدخلانك السماء ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
التجسد الالهى - ليلة عيد الميلاد
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
نحنُ نؤمن أننّا نُعيدّ عيد يُسمّى عيد التجسُدّ الإلهىِ نحنُ نؤمن أنّ إبن الله أتى فىِ الجسد أى تجسدّ ربما تستريح الكنيسة لِكلمة " تجسدّ " أكثر من كلمة " ميلاد " لذلك تُسمّيه " عيد التجسُدّ الإلهىِ " أكثر ما تُسمّيه " عيد الميلاد " فما الفرق بين التجسُد والميلاد ؟ بالطبع فرق جوهرىِ.
الفرق بين التجسُدّ والميلاد :-
التجسُدّ معناه أخذ جسداً أى كان موجود من قبل لكنّهُ أخذ شكل جسد.
الميلاد يُعبرّ عن بِداية يُعبرّ عن أنّ هذا الإنسان قد بدأ الآن فنقول أنّ فُلان وُلد لا نقول أنّ فُلان تجسدّ لماذا ؟ لأنّ الفرق هو أن التجسُدّ يعنىِ أنّهُ كان موجود لكنّهُ أخذ شكل جسد ولأنّهُ كان موجود فلهُ بِداية أزليّة لكن التجسُدّ هو بِدايتهُ الزمنيّة ليس من طبيعتهُ التجسُدّ لكنّهُ لأجل الفِداء أخذ جسد وقال أكون مثل الإنسان نقول لهُ كان مُمكن لك أن تأتىِ يا الله وسط العالم ونراك كإنسان يقول لا أنا أُريد أن أكون مثلك بِلحم ودم ومولود من إمرأة معروف علمياً أنّ الجنين يتكّون من إتحاد بذرة من الرجُل مع بذرة من المرأة والحياة من الله أمّا جسد الجنين نفسه فيتكّون من جسم الأُم أى لو وزن الطفل 3ك فهذا الوزن من الأُم الروح القُدس طهرّ العذراء وهيأها ليحلّ فيها الله لماذا قصد الله أن لا يكون لهُ أب جسدىِ ؟ كُلنا نعرف أنّهُ " الروح القُدس يحلُ عليكِ " والعالم كُلهُ يشهد بذلك أنّ ميلاد يسوع لم يأتِ من إتحاد رجل وإمرأة بل من إمرأة فقط لِماذا ؟ لأنّهُ يحتاج لجسد وليس لوجود الوجود يعنىِ أنّهُ يحتاج بذرة من الرجُل لكنّهُ فىِ الأصل موجود ويحتاج فقط لجسد فتجسدّ بهذهِ الطريقة المُعجزيّة لِماذا لم يأتِ من أب فقد كان هُناك أتقياء كثيرون ؟ لأنّهُ لا يحتاج لوجود لأنّهُ موجود وهو أصل الأبوّه هو مُنذُ الأزل لذلك نقول أنّهُ تجسدّ فنقول فىِ القُدّاس " تجسدّ وتأنّس " " آفتشىِ ساركس " " آفتشىِ " تعنىِ أخذ جسداً أى واحد موجود وأخذ شىء هذا الجسد من العذراء والبذرة بذرة إلهيّة من الروح القُدس وكوّن نفسهُ داخل العذراء لأنّهُ إله خالق لذلك كان أبرع جمالاً من بنىِ البشر ولأنّ ولادتهُ عجيبة قال عنهُ أشعياء قبل ميلادهُ بـ 700 سنة " إسمهُ عجيباً " ميلادهُ عجيب لا يفحصهُ عقل " غير المفحوص " بل يُصدّق بالإيمان لا بالعيان إن كُنت قد آمنت أنّهُ جاء بدون زرع بشر فلابُد أن تؤمن أنّهُ إله وإن كان هو أصل الوجود ولا يحتاج لمن يوجدهُ فتجسدّ أى أنّهُ موجود ويحتاج لجسد لقضاء مُهمة الفِداء الله الغير قابل للموت أخذ جسد قابل للموت ليموت عنّا وينتصر على الموت لو كان قد أخذ جسداً فقط وغير مُتحد بهِ كإله كان الجسد عِند موتهِ يُدفن ويفنى ويُغلب من الموت لكنّهُ أخذ جسداً وإتحد بهِ فصار جسد إلهىِ لا تنطبق عليهِ صِفات الجسد العادىِ من حيثُ الفناء لذلك غلب الموت عجيب فىِ ميلادهُ وفِدائهُ كان مُمكن يفدينا بالجسد ويبقى الجسد فىِ الموت فيكون من فدانا تحت سُلطان الموت تخيلّ إنسان يغرق ويأتىِ غطّاس لينقذهُ فيغرق معهُ لا المسيح جاء بالجسد مثل إنسان صائراً فىِ شِبه الناس أى مثلنا " إذ تشارك الأولاد فىِ اللحم والدم إشترك هو أيضاً فيهُما لكى يبيد بالموت ذاك الذى لهُ سُلطان الموت " الجسد اليوم تبارك بهِ أنت يارب باركت جسدىِ لأنّك الإِله قبلت أن تتحد بىِ أنا أمر لا يستوعبهُ عقل بل يُدرك بالإيمان والروح لذلك لا يستطيع أحد أن يقول المسيح رب إلاّ بالروح القُدس أخذت الروح القُدس وأصبحت إبن الله اليوم سر فرح وبهجة لذلك الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما للّه أى إنسان يستوعب أنّ إنسان يتألّه !!! مُمكن يستوعب أنّ إنسان غنىِ يُقيم لنفسهُ تمثال ذهب والناس تسجُد لهُ أى تأليه للإنسان نقبلهُ لكن أى تنازل لا نقبلهُ لأنّ طبيعتنا مُتعالية مُتكبرّة بولس وبرنابا عِندما أقاما المُقعد فىِ لسترة أراد الشعب أن يعبدهُما الإنسان يستوعب التألّه لكن لا يستوعب التأنُّس يصطدم بعقلهُ فنقول هذهِ عظمة إيماننا وعظمة الله أنّهُ إقترب منّا وصار واحد منّا لذلك فِكر التجسُدّ يصطدم بالعقل لكن الإيمان يقبلهُ بِفرح ولذلك أيضاُ أُعلن لِناس مُعينّه الرُعاه قبلوهُ بِفرح لكن هيرودس رفضهُ كُل مُتكبرّ يكون التجسُدّ لهُ مصدر إزعاج لكن كُل مُتضع ومُتعبدّ نقىِ يقبل أكيد الرُعاة والمجوس صُدموا ممّا رأوهُ من بساطة ميلادهُ كانوا مُتخيلين منظر أكبر من الذى رأوهُ لكنّهُم قبلوا بساطتهُ بعظمة الإيمان يُسمّى سر التجسُدّ سر أى يُقبل بالإيمان المسيح عاش إنسان طبيعىِ يأكُل ويشرب ويجوع ويُشتم وفنقول هذا إنسان لكن إذا إقتربت من ميلادهُ وتجسُدّهُ سترى عظمة ميلادهُ وسترى النبّوات التى تحققّت فيهِ " كثيرون إشتهوا أن يروا ما أنتُم ترون ولم يروا " النبّوات كثيرة جداً عنهُ تقرأها عِند اليهود الذين هُم ضد المسيحيّة جداً البعض قد يمدح اليهود لكن المسيحيّة تقول أنّهُم من إستبدلهُم الله الله فىِ البِداية إختارهُم لكنّهُم رفضوه ورغم ذلك التوّراه مازال عِند المسيحيين يؤمنون بهِ ويقرأون " ها العذراء تحبل وتلد إبناً " و00 "" يا يهودىِ من هذا الذى تنبّأ عنهُ أشعياء من 700 سنة قبل ميلادهُ ؟ من هو الذى تنبّأ عنهُ دانيال أنّهُ سيأتىِ بعد 490 سنة ؟ وبالفعل وُلد المسيح وتجسدّ بعد 490 سنة من دانيالميخا تنبّأ عنهُ وعن ميلادهُ حزقيال تنبّأ عن طبيعة ميلادهُ أنّهُ بتولىِ الباب مُغلق دخل وخرج منهُ وهو مُغلق أيضاً تنبّأوا عن أنّهُ من سِبط يهوذا وملوك ترشيش يُقدّمون لهُ هدايا إن كانوا قد تنبّأوا عنهُ مُنذُ آلاف السنين وتحقّقت النبّوات فيهِ فمن يكون هو ؟ هو المسيّا اليوم نفرح لأنّهُ تمّم كُل بر اليوم تمّم قصدهُ أنّهُ صار إنسان ليفدينىِ الإله المُحتجب الذى لا يراهُ أحد قط رأيناهُ التابوت كان داخل قُدس الأقداس ولا يراهُ سوى رئيس الكهنة ويُقدّم بخور كثير حتى لا يراهُ ما هذا ؟ أسرار اليوم نعرفها وتُكشف لنا لذلك حتى فىِ الإرتحال كانوا يحملون التابوت مُغطّى حتى لا يراهُ أحد حتى أنّ بعض الوثنيين أرادوا رؤية التابوت فرفعوا غِطائهُ فقُتلوا فىِ الحال لكن اليوم شقّ حِجاب الهيكل ليُعلن إقترابهً منّا جداً هذا ما حدث فىِ التجسُدّ صار كواحد منّا وشاركنا فىِ كُل شىء شاركنىِ فىِ نسلىِ وإهتماماتىِ وحياتىِ وطبيعتىِ كان يُمكنهُ أن يكون إِله مُتعالىِ لكنّهُ جاء لأجلىِ أنا المريض أحبائىِ إحذر أن تُعيدّ عيد التجسُدّ الإِلهىِ دون أن تقترب منهُ لأنّهُ شاركك لحمك ودمك وليكُن موضع تفكيرك فكّر فىِ الإِله الذى أحبّك ولمس ضعفك كُل ما يُنسب للمسيح من أمور قد تُقلّل من شأنهُ هى من أجلنا وبِسببنا كُل ما يُنسب إِليهِ من جوع وعطش و هو بِسببنا كُلّما تقرأ آيات عن حالهُ كإنسان وأنت مُتصّورهُ داخلك إِله لا تحزن بل أُكتُب فوقها من أجلىِ لأنّهُ إتحد بك إتحاد ليس معنوى أو نفسىِ بل إتحاد حقيقىِ لذلك نقول لهُ كرامة لتجسُدّك أحافظ على جسدىِ وأُقدّس جسدىِ كرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ الذى لبستهُ من أجلىِ وكرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ وجسد إخوتىِ كرامة لجسدك سأتخلّى عن كبريائىِ وعمّا يُزيننىِ وأقبل أن أتضع " الإِله صار إنساناً " لذلك نقول " المزود حملك كمسكينٍ والخرقُ لفّتك الفمُ قبلّك واللبنُ غذّاك وهذا هو العجبُ فىِ إِتضاعك " الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما لروح الله لذلك لا يقبل التجسُد ولذلك تخيلهُ اليهود ملك يغلب الرومان ويُوسّع مملكتهُم ويُعطيهُم السِيادة على من حولهُم لكنّهُم صُدموا بهِ لأنّهُم وجدوهُ مُتضع بسيط فقير وقال لهُم مملكتىِ ليست من هذا العالم لا تحزن لأنّهُ شاركنا ضعفاتنا حتى أنّهُ وُلد فىِ أبسط الأماكن مزود لذلك لو قبلنا هذا العيد ستتغيّر إهتماماتنا لأننّا مُنغمسين فىِ العالميات لا هو " تاركاً لنا مِثالاً كى نتبّع خطواتهُ " يقول لك تعال وكُن مثلىِ وإنظُر كيف كُنت أحيا حياة بسيطة وأنت تُريد مملكة إنظُر كيف أحبّ الجميع وأنت تتعالى أنا أُهان وأنت لا تقبل الإِهانة وفىِ أى موقف صعب تقف فيهِ أنظُر إلىّ فىِ أى مرّة تُظلم فيها أنظُر إلى سيّدك الذى ظُلم وأُهين فلماذا لا تقبل أنت الظُلم ؟ لذلك جاء المسيح ليؤسّس لنا طريق توبة وطريق الملكوت فجاء ليقول لنا بالتجسُدّ أنّ جسدنا الضعيف هذا سندخُل بهِ السماء لذلك المسيح فىِ مجدهُ وسمائهُ يكون بنفس ملامح تجسُدّهِ وسيُقيمنا بنفس ملامح شكلنا وكرامة لتجسُدّهِ سندخُل السماء بجسدنا نعم سيكون بطبيعة مُختلفة لكن كرامة لتجسُدّهِ سنكون بنفس ملامح جسدنا كُلّما فكّرنا كيف يكون الإِله إنسان نتحيّر كيف الإِله المُحتجب يظهر وقد كانوا يقولون " يا جالس على الشاروبيم إظهر قُدّام أفرايم ومنّسى " " ليتكّ تشُقّ السماء وتنزل " الآن ظهر وشقّ السماء ونزل ليكون وسطنا لذلك نقول " وحلّ بيننا " وكلمة " حلّ " معناها نصب خيمتهُ أى لم يأتِ لِزيارة عابره بل نصب خيمتهُ وسطنا سكن بجانبنا سكن معنا هذا ما حدث بالتجسُدّ وسيظل معنا لأنّهُ وعدنا أنّهُ " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إِنقضاء الدهر "ربنا يكملّ كُل نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
التسليم فى حياة العذراء - عشية عيد العذراء
بسم الأب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان،وإلى دهر الدهور كلها أمين
السيده العذراء قالت للملاك هوذا أنا آمه الرب ليكن لي كقولك أليصابات عندما ذهبت لتزور السيدة العذراء قالت لها طوبى للتى آمنت ان يتم ماقيل لها من قبل الرب فضيلة جميلة في السيدة العذراء لابد أن نقف لديها وهي فضيلة التسليم قبل أن نتكلم عن فضيلة التسليم أحب أن أقول إن سر تكريمنا للست العذراء ليس لفضائلها مهما كثرت فضائل الست العدرا تكريم الكنيسة للسيدة العذراء ليس لمجرد إنها لديها فضائل،ولكن تكريم الكنيسة للسيدة العذراء لأنها أم الله نقول،وبالأكثر القديسة المملوءة مجدا العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة سر تكريمنا للسيدة العذراء ليس لمجرد صمتها أو عفتها أواتضاعها أو تسليمها ولكن لانها أم الله السيدة العذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم ترى لها أيقونة إلاوإنها حاملة للرب يسوع لان كرامتها من كرامة الرب يسوع التسليم في حياة السيدة العذراء أمر جميل جدا نحب أن نتعلم منه نتكلم بنعمة الله في ثلا ث نقاط:- أولاالتسليم في حياة السيدة العذراء.
ثانيا عن التسليم في حياتنا نحن.
ثالثا. كيف أن نقتني حياة التسليم؟
أولا التسليم في حياة السيدة العذراء:-
لابد أن نعرف أن السيدة العذراء أساسا مولودة من أب وأم فقراء جدا انتقل والدها و تنيح وهي عمرها ثلاث سنوات
وهي عمرها ست سنين انتقلت والدتها اصبحت بلا أب أو أم لا يوجد إنسان يعولها فدخلت إلى الهيكل وعندما دخلت الهيكل عاشت الخضوع عاشت الطاعة عاشت التسبيح عاشت العشرة مع الله لكنها كانت خاضعة لمعلمي الهيكل ربما كانت الصورة في أذهانها البنت التي في الهيكل بنت جالسة طول النهار تصلي وتسبح ولكن الصورة ليست كذلك فقط هي جلسة تصلي وتسبح ولكنها كانت أيضا تهتم جدا بنظافة الهيكل وخدمة الكهنة معروف إن الهيكل اليهودي مليء ذبائح لا تخلص الذبيحة إلا وأن تأتي الذبيحة التي بعدها فتاة مثل السيدة العذراء فتاة صغيرة كانت تنظف وتشيل هذه هي كانت دور السيدة العذراء في الهيكل رأيته منذ فترة صورة للسيدة العذراء كانت غريبة جدا كانت بنت صغيرة لابسة لبس قديم وشعرها منكوش ورجلها حافية وبتجري وهي في الهيكل لم تلاحق الخدمة السيدة العذراء بنت بسيطة جدا مطيعة جدا خاضعة جدا كبرت في السن عايشة التسليم فقالوا لها لا بد أن تطلعي من الهيكل فقالوا لها لا بد أن تتخطبى ولكنها كانت تريد أن تعيش نظيرة إلى الرب لكن مع كلامهم اطاعت وقالت حاضر فعملوا قرعة لبعض الرجال لكي يروا من هو الشخص الذي تخطب له وقعت القرعة على يوسف البار يوسف البار كان في ذاك الوقت عمره 70 عام بنت لديها 12 سنة تخطب لرجل لديه 70 سنة تقول حاضر تسليم عجيب لم نرى بنت في هذا الكوكب مثلها تسليم عجيب أخذها يوسف لديه ويوسف رجل فقير كان شغلته في النجارة وكان لا يوجد لديه ورشة للنجارة فكان يشتغل في بيته ووجدنا الملاك يبشرها ويقول لها أن الروح القدس يحل عليكى وقوة العلي تظللك والقدوس المولود منك يدعى إبن الله كيف يكون هذا؟ وأنا لست أعرف رجلا أمر عجيب جدا إن بنت عذراء الملاك، يقول لها انك سوف تحملي فقالت له كيف؟ تتعجب أحبائي أن الأمر الذي الذي يعد لة البشرية منذ 5000 سنة للبشرية السيدة العذراء تقبله في لحظة قالت وهذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك الأمر الذي لا يصدق بالعقل الذي لا يستوعب بالعقل الأمر الذي الإنسان إذا استوعبه يخاف جدا من وجهات نظر الناس حياة التسليم أحبائي هي أن يحيا الإنسان محمولا على مشيئة الله حياة التسليم أن يقول الإنسان لا إرادتي بل إرادتك حياة التسليم هي هو ذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك لدرجة أن رأيناه اقرب مايكون للسيدة العذراء الرجل البار الذي وقع عليه الاختيار هو نفسه شك فيها إذا كان يوسف شك فيها ماذا تفعل الناس؟ لدرجة أننى قرات فى كتاب السيدة العذراء تعرضت لإهانات فظيعة جدا من حملها من يوسف حتى لو كان هذا الحمل حمل طبيعي إلا أنها كانت موضع سخريةلدرجة أن يوسف عندما شك فيها قالوا أنة ذهب اشتكى لشخص من كهنة اليهود قالوا البنت الذي أنا خطبتها حامل السيدة العذراء رغم إنها عايشة في كل هذه القداسة إلا أنها قبلت كل هذه الإهانة السيدة العذراء أم الأطهار دائما الرهبان في الاديرة يحبو جدا يسمو الأماكن على اسم السيدة العذراء لأنها شفيعة البتوليين تجد السيدة العذراء في البراموس جنب منها دير السريان السيدة العذراء المحرق دائما الرهبان يحبوا أن يتسموا بأسمها أحتملت الشك أحتملت الإهانة ليكن لي كقولك لدرجة يقولوا عندما ذهب يوسف اشتكى أن هذه البنت حامل قالوا لة نحن سوف نجيبها سرا ونتكلم معها وفي العهد القديم في سفر العدد توجد شريعة اسمها شريعة الماء المر ما هي هذه الشريعة؟ عندما يذهب شخص واشتكى من زوجته أو من بنته أو من قريبته يقول إن هذه البنت أو الفتاة حامل وأنا شاكك فيها يتعامل معها شريعة الماء المر يأتوا بماء ويجلس الكاهن يقرأ لها بعد الويلات ومعه قطعة من الورق ويقول لها الرب سوف يعاقبك والبنت تقول أمين ويأتي بهذه الورقة ويقطعها ويضعها في الماء ويقول لها اشربي الماء البنت تشرب الماء لو البنت بريئة لا يحدث لها شيء لو البنت فعلا عملت خطية جسمها يتورم وهذا يكون خزي وعار بالنسبة لها يقال إنه يوجد بعد الكهنة أشار على يوسف أن يتم للسيدة العذراء هذه الشريعة لهذة الدرجة الأهانة؟!لكن السيدة العذراء تنظر إلى السماء وتقول هوذا أنا أمه الرب الإنسان الذي يضع بين الله حياته حتى وإن أحاط به تجارب أو ضيقات يقول هوذا أنا امه الرب ليكن لي كقولك أنت فعلت أنت يا رب سوف تتصرف يعدي موضوع الحمل الإلهي والميلاد رأيناه في مكان فقير جدا بنت لا احد مكان أن تولد فيه تسليم عجيب لدرجة أن رأينا هذا المكان الذي تولد فيه ليس مجرد بيت أو حجرة أو مكان مخزن لكنه مزود للبهائم قبلت في كل أمورها السيدة العذراء كانت تقول حاضر جميل جدا الإنسان الذي واثق في تدبير الله في حياته ويقول له ها أنا ذا يارب هوذا انا امه الرب ليكن ليك كقولك ولان يوسف فقير فكان لا يمتلك المصروف إللي يصرف على العذرا، ولا ربنا يسوع، ولكنه هو يشتغل في حرفة تعتمد على أن الناس تعرف هو من أين يصرف على السيدة العذراء وربنا يسوع المسيح التدبير الإلهي يسمح أن تكون من ضمن الهدايا التي أتى بها المجوس ذهب لكي يوسف يصرف من هذا الذهب على السيدة العذراء وعلى ربنا يسوع المسيح وهذا هو الذي صرف منه أثناء الرحلة الى ارض مصر الإنسان إللي مسلم حياته لربنا ربنا يعوله ربنا يرتب له ربنا صانع الخيرات يقول قم خذ الصبي وأمه وأ هرب إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبي ويذهبوا وكل مكان يدخلوا إليه ببركة الطفل الإلهي تسقط الأوثان فتثور المدينة ويترضوهم في كل مكان السيدة العذراء تطرد من هنا إلى هنا وهي مسلمة تماما تسليم عجيب رأيناه في السيدة العذراء توجد أمور وإنت مسلم ربنا حياتك هو يتصرف ربنا من حكمته الإلهيه يريد أن ربنا يسوع المسيح أقدامه تطأ أرض مصر هو أراد أن يسوع يزور أرض مصر ليبارك أرض مصر ويبارك شعب مصر لأنه يعلم بالتدبير أنه سوف تكون مصر في يوم من الأيام هي عمود للدين الأرثوذكسي إللي يكون في وسطها مذبح ويخرج منها رجال أبطال الإيمان يخرج منها نور الرهبنة للعالم كله عن طريق العظيم انطونيوس اللة يعلم انة سوف يكون لو شعب كبير عايشين ببركة وجود يسوع في أرض مصر عندما أقول يا رب لماذا تفعل ذلك يا رب؟ ما بعد ذلك؟ وبعد ذلك ترجع مرة أخرى تعيش مع ربنا يسوع المسيح في تسليم من بلد لبلد رغم أن أثناء حياة ربنا يسوع المسيح كثير بلدان أغلقت أبوابها امامها والسامرة أغلقت بابها أمامه لحين أن وصل يسوع إلى الصليب والعذراء مسلمة لدرجة إنه قال لها كلمة هذه الكلمة أطاعت بها 14 عام من عمرها هي كلمة واحدة فقط يا امرأة هوذا ابنك على يوحنا الحبيب يا يوحنا هوذا أمك فأخذها ذلك التلميذ إلى ذلك الوقت تسليم عجيب ربنا يسوع المسيح قال لها يا امرأة يسوع لم يقول للسيدة العذراء يا امرأة إلا مرتين في الكتاب المقدس مرة في عرس قانا الجليل والمرة الأخرى عند الصليب لماذا؟ لانة يريد أن يشير الانتباه أن هذه هي المرأة التي نسلها يسحق راس الحية يريد ان يقول إن هذه المرأة الذي يتحقق بها الوعد بالخلاص يقصد يسوع بهذة الكلمة يلفت الانتباه إن هذه المرأة التي نسلها سوف يسحق نسل الحية تسليم عجيب كل هذه الأمور.
ثانيا التسليم في حياتنا نحن؟
في الحقيقة نحن محتاجين إننا نعيش محمولين بالثقة الإلهية محتاجين إننا نعيش بكلمة هوذا أنا أمه الرب محتاج إني أعيش بهذا السلام يارب ليكن لي كقولك أعمل إللي إنت عاوزه لتكن لا إرادتى بل إرادتك ما أجمل الإنسان الذي عندما يفعل أي إنسان يتأكد إنه بأمر إلهي ما أجمل الإنسان الذي يشعر بأنه عايش بحسب قصد اللة جميل جدا أكثر شيء تتعب الإنسان أحبائى هى إرادته الذاتية فكره البشري الذى أسقط الإنسان وطرد الإنسان من حضرة الله الإرادة البشرية المنفردة أنا أصير مثل الله أنا أريد أكون شيء وهو شىء انا فكر وهو فكر هذا الذي أسقط الإنسان عندما ربنا يسوع المسيح جاء لكي يفدى الإنسان احب يرجع للإنسان هذا العيب ليعالجة فجعل إرادة وفقا لارادة الله أرجع للبشرية وحدة الإرادة مع الله وقال له لتكن لا إرادتى بل إرادتك اطاع حتى الموت موت الصليب أسلم ذاته لكي يقول عوض عصيان آدم انا سأقدم طاعة للة أكثر شيء تتعب الإنسان الإرادة المنفصلة التمرد العصيان العناد كثير واحد في حياته يقول لماذا؟ يكون يريد أن يدبر الأمور بحسب إرادته كتير يكون الإنسان قلقان على كل شيء اليوم احبائي من أكثر الأشياء إللتى تعب الناس القلق كل الناس قلقانة هذه ضربة من العدو يريد أن يفقد عليك بهجة حياتك،ويضيع منك بهجة حضورك مع الله يريد أن ينزع منك لمحة الاتكال على الله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
العذراء وحياة التسليم
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
فَضَائِل وَبَرَكَات كَثِيرَة وَمَجْد عَظِيم مُخْفَى دَاخِل أُمِّنَا السَيِّدَة العَذْرَاء وَلكِنْ يُوْجَدٌ فَضِيلَة نُرِيدْ أنْ نَتَعَمَقٌ فِيهَا وَنَأخُذ بَرَكَاتْهَا مِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَرَبِّنَا يُعْطِينَا قُلُوب مَفْتُوحَة وَآذَان صَاغِيَة قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) سَنَتَحَدَث عَنْ حَيَاة التَّسْلِيم عِنْدَ السَيِّدَة العَذْرَاء وَسَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاطْ :-
1- التَّسْلِيم عِنْدَ العَذْرَاء :-
التَّسْلِيم يَعْنِي إِنْسَان يِسَلِّمْ أي يَتْرُك إِرَادَتُه لإِرَادِة الَّذِي أمَامُه وَالسَيِّدَة العَذْرَاء عَاشَتْ حَيَاة التَّسْلِيم وَالخُضُوع لِكُلَّ أمر إِلهِي فَأبُوهَا تَنَيَّح وَعُمْرَهَا ثَلاَث سَنَوَات وَأُمَّهَا تَنَيَّحَتْ وَكَانَ عِنْدَهَا سِتْ سِنِينْ وَلكِنَّهَا سَلِّمِتْ وَعَاشِتْ فِي الهِيكَل حَيَاة التَّسْلِيم وَكَانَتْ خَادِمَة فِي الهَيْكَل اليَهُودِي وَيُوْجَد صُورَة فِي أذْهَان البَعْض أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تُسَبِّح وَتُرَنِمْ فِي الهِيكَل وَلكِنْ هذَا جُزْء مِنْ حَيَاتْهَا وَلكِنْ يُوْجَد جُزْء آخَر وَهُوَ أنَّ البِنْت فِي الهِيكَل اليَهُودِي تُصْبِح خَادِمَة وَالهِيكَل اليَهُودِي فِيهِ ذَبَائِح كَثِيرَة وَيَحْتَاج إِلَى تَنْظِيفْ وَالَّذِي يَقُوم بِعَمَلِيِة التَّنْظِيفْ الخَادِمَات أوْ النَّذِيرَات وَمِنْ ضِمْن البَنَات كَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَتُوْجَد صُورَة لِلسَيِّدَة العَذْرَاء غَرِيبَة وَهيَ شَعْرَهَا مَنْكُوش وَرِجْلِيهَا حَافْيَة وَهذَا يَدُل عَلَى الضَّغْط الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الخِدْمَة وَبَدَأ سِنَّهَا يِكْبَر وَلَمْ تُفَكِّر السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى أيْنَ تَذْهَبْ أوْ مَاذَا يَفْعَلُوا بِهَا ثُمَّ قَالُوا لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُخْطَبْ وَلكِنَّهَا تُرِيدْ أنْ تَعِيش حَيَاة البَتُولِيَّة وَلَمْ تَعْتَرِض فَعَمَلُوا عَلَيْهَا قُرْعَة حَتَّى يَجِدُوا الشَّخْص وَكَانَ هذَا الشَّخْص هُوَ يُوسِف النَّجَار وَكَانَ فِي ذلِك الوَقْت عَنْدُه 70 سَنَة وَكَانَتْ إِمْكَانِيَات يُوسِف فَقِيرَة جِدّاً فَهُوَ يَعْمَل نَجَّار فِي المَنْزِل وَلَيْسَ لَهُ وَرْشَة أي يِصَلَّح الأشْيَاء وَلاَ يَقُوم بِعَمَل أشْيَاء جِدِيدَة وَبِالتَّالِي دَخْلُه بَسِيطْ جِدّاً وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَلَمَّا أتَى المَلاَك لِيَقُول لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُصْبِح حَامِلٌ فَالأمر الَّذِي أعَدَّهُ الله لِلعَالَمْ مُنْذُ 5500 سَنَة إِسْتَوْعِبِتُه العَذْرَاء فِي لَحْظَة وَلِهذَا قَالَتْ لَهَا ألِيصَابَات ﴿ طُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ﴾ ( لو 1 : 45 ) وَلكِنْ هذَا الأمر سَيُعَرِّض ذَات السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى إِهَانَات وَسَيَشُك فِيهَا أقْرَب النَّاس وَبِالفِعْل نَجِدْ أنَّ يُوسِف البَّار أرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً ( مت 1 : 19) وَلكِنَّهَا فِي كُلَّ هذَا خَاضِعَة وَيُوْجَدٌ شَرِيعَة فِي العَهْد القَدِيم فِي سِفْر العَدَد تُسَمَّى شَرِيعِة (( المَاء المُر )) هذِهِ الشَّرِيعَة تُطَبَّقٌ عَلَى السَيِّدَة أوْ البِنْت الَّتِي يُشَك إِنَّهَا عَمَلِتْ خَطِيَّة وَزَنِتْ وَوُجِدَت حَامِل فَيَتِمْ إِحْضَار مَاء وَيَقُوم الكَاهِن بِقِرَاءِة الوَيْلاَت عَلَيْهَا وَتَقُول البِنْت فِي كُلَّ مَرَّة " آمِين آمِين " وَيَقْطَعْ الوَرَقَة دَاخِل المَاء وَتَقُوم البِنْت بِشُرْب المَاء فَإِذَا كَانَتْ عَمَلِتْ خَطِيَّة يَتَوَرَّم جِسْمَهَا وَتَسْقُطْ رِجْلِيهَا لأِسْفَل وَإِذَا لَمْ تَفْعَل تُصْبِح سَلِيمَة وَتَحْبَل بِزَرْع ( عد 5 : 11 – 28 ) وَيُقَال أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء جَازَتْ هذَا الإِخْتِبَار فَالسَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تَقُول إِذَا كَانَ رَبِّنَا رَاضِي بِالإِهَانَة أوْ بِرَجُل فَقِير وَكِبِير فِي السِّنْ فَلْتَكُنْ إِرَادَتُه وَبَعْد ذلِك يَرَى يُوسِف البَّار رُؤيَة حَتَّى لاَ يَخَاف وَيَأتِي وَقْت الوِلاَدَة وَلَمْ تَجِدٌ السَيِّدَة العَذْرَاء أي مَكَان لِتَلِدٌ فِيهِ وَوَلَدَت فِي مِزْوَدٌ وَكَانَ مُمْكِنْ عِنْدَمَا تَرَى السَيِّدَة العَذْرَاء مَنْظَر المِزْوُدٌ تَعْتَرِض وَلكِنْ فِي كُلَّ الأُمور كَانَتْ تَقُول حَاضِر ثُمَّ تُوْجَدٌ مُشْكِلَة وَهيَ عَدَم وُجُودٌ دَخْل لِيُوسِف النَّجَار حَتَّى يِصْرِفُوا مِنُّه فَيُوسِف فِي بَلَدٌ غَرِيبَة وَلاَ أحَدٌ يَعْرِفْ أنَّهُ نَجَّار فَيَحْدُث تَدْبِير إِلهِي عَجِيبْ وَهُوَ أنْ يَأتِي المَجُوس لِيُقَدِّمُوا هَدَايَاهُمْ ذَهَبْ وَلُبَان وَمُرّ ( مت 2 : 11) وَيُقَال أنَّ هذَا الذَّهَبْ هُوَ الَّذِي تَرَبَّى بِهِ يَسُوع وَهُوَ الَّذِي أُنْفِقَ بِهِ عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه ثُمَّ يَظْهَر المَلاَك لِيُوسِف وَيَقُول لَهُ خُذْ الصَّبِي وَأُمُّه وَاهْرَب إِلَى مِصْر وَكُلَّ بَلَدٌ تَدْخُل فِيهَا السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ الأوْثَان تَقَعْ وَيَقُوم النَّاس بِطَرْدَهَا وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَكَانَتْ تُرَبِّي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِالجَسَد وَعِنْدَ الصَّلِيبْ كَانَتْ فِي تَسْلِيمْ عَجِيبْ فَلَمْ تَعْتَرِض فِي أي مَرْحَلَة أوْ تِدَّخَل أوْ تَتَمَرَدٌ وَلَمْ تُحَاوِل أنْ تَجْعَل الأُمور تَسِير حَسَبْ هَوَاهَا أوْ فِكْرَهَا أوْ رَغْبِتْهَا وَلكِنَّهَا عَاشِتْ حَيَاة تَسْلِيمْ كَامِلَة فَالأمر الَّذِي لَمْ يَسْتَوْعِبُه الأبْرَار وَالكَهَنَة وَالأتْقِيَاء أنْ يُوْجَدٌ عَذْرَاء تَحْبَل وَلكِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء إِسْتَوْعِبِتْ الأمر وَحَفَظِتُه فَالأمر الَّذِي أُخْفِيَ عَنْ أعْيُنْ كَثِيرِينْ كَانَ وَاضِحٌ أمَام السَيِّدَة العَذْرَاء وَمُمْكِنْ أحَدٌ يِسْأل سُؤَال لاَهُوتِي وَهُوَ مَنْ الَّذِي كَانَ يَعْرِفْ أنَّ السَيِّد الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله(( الله المُتَجَسِّد )) ؟ وَالإِجَابَة هِيَ أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء هِيَ الوَحِيدَة الَّتِي كَانَتْ تَعْرِفْ فَالسَيِّدَة العَذْرَاء رَأت السَيِّد الْمَسِيح فِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاتُه وَهُوَ يِكْبَر وَيَتَكَلَّمْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُه وَاهْتِمَامَاتُه ؟ وَكَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء فِي حَالِة دَهْشَة وَهذِهِ الحَالَة أوْجَدِت صَمْت فِي حَيَاتْهَا وَكَانَتْ تُفَكِّر فِي جَمِيعْ هذِهِ الأُمور فِي قَلْبِهَا وَعِنْدَمَا إِعْتَرَفَ بُطْرُس أنَّ الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله الحَيِّ ( مت 16 : 16)لَمْ يَكُنْ إِيمَانُه مِثْل إِيمَان السَيِّدَة العَذْرَاء بِدَلِيل أنَّهُ شَك وَاهْتَز إِيمَانُه أمَام جَارِيَة .
2- التَّسْلِيم فِي حَيَاتْنَا :-
بِالرَّغْم مِنْ أنَّ كُلَّ ظُرُوفْ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ ظُرُوفْ صَعْبَة وَمُعَاكْسَة إِلاَّ إِنَّهَا كَانَتْ تَقُول حَاضِر فَأحْيَاناً يَقُول الإِنْسَان حَاضِر فِي الظُّرُوفْ الَّتِي تَسِير عَلَى هَوَاه وَلكِنْ هَلْ مُمْكِنْ أنْ يَقُول حَاضِر فِي الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير مَعَ إِرَادَتُه ؟ فَالإِنْسَان إِذَا نَجَح يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُوَفَّقٌ هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ وَالإِنْسَان السَّلِيمْ يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا حَدَثْ لَهُ مَرَض هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ فَالتَّسْلِيمْ هُوَ أنْ أقْبَل كُلَّ شِئ فِي كُلَّ وَقْت وَأنْ أشْعُر أنَّ حَيَاتِي فِي يَدْ الْمَسِيح فَالتَّسْلِيمْ هُوَ الخُضُوع الكَامِل لله بِمِلْء الإِيمَان وَلِهذَا نَجِدْ أنَّ حَرْب القَلَقٌ تَتَزَايَدْ عَلَى الإِنْسَان خَاصَّةً فِي هذَا الجِيل فَالإِنْسَان طُول الوَقْت يُفَكِّر وَلاَ يَعِيش مُطْمَئِنْ أوْ هَادِئ لأِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يُسَلِّمْ وَدَائِماً قَلِقٌ عَلَى المُسْتَقْبَل فَأغْلَبْ الأمْرَاض أسْبَابْهَا عَصَبِيَّة وَنَفْسِيَّة وَهذَا فَخ مِنْ عَدُو الخِير حَتَّى لاَ يَعِيش الإِنْسَان فِي أمْن فَالإِنْسَان يَعِيش دَائِماً فِي دَائِرَة وَلكِنْ يَحْتَاجٌ فِي كُلَّ هذَا إِلَى التَّسْلِيمْ فِي كُلَّ أحْوَال حَيَاتُه وَلاَ يَلْجَأ إِلَى أعْمَال غِير سَلِيمَة ﴿ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ ﴾ ( زك 2 : 8 ) يُحْكَى أنَّ أبُونَا بِيشُوي كَامِل عِنْدَمَا تِعِبْ فِي أخِر أيَّامُه كَانِتْ تَاسُونِي أنْچِيل حَزِينَة جِدّاً وَكُلَّ مَا يَضَعْ أبُونَا يَدُه عَلَى شَعْر ذَقْنُه فَكَانَ الشَّعْر يَسْقُطْ وَكَانَتْ تَاسُونِي أنْچِيل تَبْكِي وَفِي مَرَّة نِزِل شَعْر كَثِير مِنْ ذَقْن أبُونَا فَتَاسُونِي أنْچِيل إِنْهَارِتْ فِي البُكَاء وَلكِنْ أبُونَا بِيشُوي قَالَ لَهَا إِنَّ هذَا الشَّعْر لاَ يَسْقُطْ إِلاَّ بِإِذْن الله فَالصُدْفَة لاَ تَلْعَبْ دُور فِي حَيَاتْنَا وَلاَ المَال وَلاَ الذَّكَاء وَلاَ الأقَارِبْ ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ ﴾ ( مرا 3 : 37 ) فَكُلَّ شِئ بِتَدْبِير وَأمر وَإِرَادِة الله وَعَلَى الشَّخْص أنْ يَثِقٌ فِي إِرَادِة وَتَدْبِير الله وَأنْ يَخْضَعْ لله فَرَبَّ المَجْد قَالَ ﴿ أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ﴾ ( مت 6 : 25 ) فَالَّذِي يُعْطِيك الأهَمْ ألاَ يُعْطِيك الأقَلْ ؟!!الَّذِي أعْطَاكَ الجَسَد ألاَ يُعْطِيك الطَّعَام ؟!! وَلكِنْ نَجِدٌ النَّاس تَعِيش فِي قَلَقٌ عَلَى الأكْل وَالشُرْب وَنَجِدٌ أنَّ عَدُو الخِير يُشَكِّك الإِنْسَان فِي القَلِيل حَتَّى يَنْسَاق الإِنْسَان وَرَاءَهُ فَأُمور كَثِيرَة يُحَاوِل عَدُو الخِير أنْ يُقْلِقْنِي وَيِفْقِدْنِي سَلاَمِي وَأنْ أنْسَى خَيْرَات الله إِلهِي وَأنْ أسْأل الله لِمَاذَا يَارَبَّ تَفْعَل هذَا ؟ فَعَدُو الخِير يَسْتَثْمِر الظُّرُوف وَلكِنْ عَلَى الإِنْسَان أنْ يَقْبَل إِرَادِة الله وَيَقْبَل كُلَّ شِئ مِنْ يَدِيه فِي ثِقَة أنَّهُ يَصْنَعْ الكُلَّ حَسَن فَنَحْنُ لاَ نَعْلَمْ مَاذَا يَفْعَل الله وَلكِنْ نَحْوَك عُيُونَنَا ( 2أخ 20 : 12) فَلِمَاذَا هَرَبْ رَبِّنَا يَسُوع مِنْ وَجْه هِيرُودِس ؟ فَحَسَبْ تَقْدِير الإِنْسَان كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنَّ الله يِمَوِّتْ هِيرُودِس وَلاَ يَهْرَبْ وَلكِنْ الله لَهُ قَصْد هُوَ أنْ يَأتِي إِلَى مِصْر وَيُبَارِك شَعْبَهَا وَيُصْبِح هُنَاك مَذْبَحٌ وَعَمُودٌ فِي أرْض مِصْر ( أش 19 : 19) وَأنْ تُصْبِح مِصْر يُوْم مِنْ الأيَّام عَمُودٌ الْمَسِيحِيَّة وَكَارِزَة لِلعَالَمْ فَرَبِّنَا إِسْتَخْدِم هِيرُودِس فَهُوَ الَّذِي يُحَرِّك الأُمور وَمِنْ الجَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير عَلَى إِرَادَتِهِ أنَّ الله هُوَ الَّذِي يُحَرِّكْهَا وَأنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شِئ حَسَبْ إِرَادَتِهِ وَلكِنْ الإِنْسَان مُتَعَجِّل لِمَعْرِفَة خِطَّة الله فِي حَيَاتُه وَلكِنْ الله يُرِيدْ أنْ يَتَعَامَل الإِنْسَان مَعَ يَدِهِ القَدِيرَة وَأنْ يَفْهَمْ مَا يَحْدُث لَحْظَة بِلَحْظَة فَيَشْعُر الإِنْسَان بِفَرَح وَسَعَادَة لأِنَّ الله يُرَتِّب حَيَاتُه فَمُعَلِّمْنَا بُطْرُس عِنْدَمَا إِنْحَنَى السَيِّد الْمَسِيح لِيَغْسِل رِجْلِيه قَالَ بُطْرُس حَاشَاك يَارَبَّ وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ لَهُ إِذَا لَمْ أغْسِل رِجْلِيك لاَ يَكُون لَكَ نَصِيبٌ مَعِي فَقَالَ بُطْرُس إِغْسِل يَارَبَّ وَلكِنُّه كَانَ فِي خَجَل وَحِيرَة لِمَاذَا يَفْعَل الله هكَذَا ؟ وَكَانَ رَدٌ رَبِّنَا عَلِيه لَسْتَ تَفْهَمْ الآنْ مَا أنَا فَاعِلُه وَلكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد ( يو 13 : 5 – 9 ) وَ" فِيمَا بَعْد " مُمْكِنْ تِكُون بَعْد سَاعَة أوْ شَهْر أوْ فِي الأبَدِيَّة فَمُمْكِنْ أنْ تَحْدُث أشْيَاء فِي حَيَاتِي وَلكِنِّي لاَ أفْهَمْهَا وَلكِنْ سَيَفْهَمْ الإِنْسَان كُلَّ شِئ فِي الأبَدِيَّة حَيْثُ يُرْفَعْ عَنَّا الجَهْل وَنَأخُذْ المَعْرِفَة الكَامِلَة فَكُلَّ مَا نَرْفُضُه عَلَى الأرْض نَقْبَلُه فِي الأبَدِيَّة يُحْكَى عَنْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبْرَاهِيم أنَّ إِبْنُه الأكبَر كَانَ طَبِيب مُتَزَوِج وَأنْجَبْ طِفْلَة ثُمَّ أُصِيبَ بِمَرَض وَتَنَيَّح فَجَاءَ كَاهِن زِمِيل أبُونَا حَتَّى يُعَزِّيه فَعِنْدَمَا دَخَلِتْ الطِّفْلَة فَمِسِك أبُونَا الزَّائِر هذِهِ الطِّفْلَة وَحَضَنْهَا وَانْهَار فِي البُكَاء فَإِذَا بِأبُونَا مِيخَائِيل هُوَ الَّذِي طَيِّبْ خَاطِر الكَاهِن وَقَالَ لَهُ إِنّ مَا حَدَث هُوَ أمر مِنْ الله وَإِرَادَتُه وَهُوَ فِي مَكَان جَمِيلٌ وَقَالَ لَهُ إِذَا كَانْ إِبْنُه سَافِر فِي بِعْثَة إِلَى أمْرِيكَا أفَلاَ كَانَ هذَا الكَاهِن يَأتِي لِتَهْنِئِة أبُونَا ؟فَالسَّمَاء أحْسَنْ مِنْ البِعْثَة وَلكِنْ أحْيَاناً الكَلاَم سَهْل وَلكِنْ التَّنْفِيذ يِخْتِلِفْ وَالمَوْقِفْ هُوَ الَّذِي يَخْتَبِر الإِنْسَان .
3- كَيْفَ أقْتَنِي التَّسْلِيم ؟
أ- حُبْ الله :-
الإِنْسَان يُحِبْ الله وَلاَبُدْ أنْ يَثِقٌ أنَّ الله يُحِبُّه وَأنّ الله لاَ يُؤذِيه أوْ يَضُرُّه .. فَالله لَيْسَ ضِد الإِنْسَان وَهُوَ الَّذِي يُعْطِينَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنَىً لِلتَّمَتُّع ( 1تي 6 : 17) فَإِذَا كَانَ الأب يُعْطِي أوْلاَدُه عَطَايَا جَيِّدَة فَكَمْ بِالأوْلَى الله ( مت 7 : 11) فَنَحْنُ أوْلاَدُه وَهُوَ الَّذِي يَرْعَانَا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ وَمِنْ الأشْيَاء الصَّعْبَة أنْ يَجْعَل الإِنْسَان أُمورُه تَسِير عَلَى طَرِيقْتُه .
ب- الثِّقَة :-
الثِّقَة تَجْعَل الإِنْسَان يَتْرُك نَفْسُه لِشِئ وَعَلَى قَدْر مَا نِسَلِّمْ لِرَبِّنَا أُمور حَيَاتْنَا عَلَى قَدْر مَا نِجْبِرُه عَلَى الإِعْتِنَاء بِنَا وَعَلَى قَدْر مَا نَتَوَلَّى أُمور حَيَاتْنَا نِجْبِرُه عَلَى أنْ يَتَخَلَّى عَنَّا فَمَنْ الَّذِي يَقُودٌ حَيَاتَك أنْتَ أم الله ؟فَالله هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا فِي مَوْكِبْ نُصْرَتِهِ ( 2كو 2 : 14) فَلاَبُدْ أنْ يَكُون الإِنْسَان عَنْدُه ثِقَة أنَّ الله قَدِير وَأنَّهُ صَانِعْ الخَيْرَات وَهُوَ الَّذِي دَبَّر الكُون وَصَنَعُه حَسَن فِي وَقْتِهِ أفَلاَ يَصْنَعْ كُلَّ شِئ فِي حَيَاتِي حَسَن فِي وَقْتِهِ حَتَّى إِذَا وُجِدَت شِدَّة أوْ أزْمَة فِي حَيَاة الإِنْسَان ؟فَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِّيَتِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل رُشُومَات الخُبْز فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .
ج- الإِخْتِبَارٌ :-
فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاتُه بِذِهْنُه يَشْعُر أنَّ حَيَاتُه لاَ تُوْجَدٌ فِيهَا سَلاَمٌ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَتَذوَق التَّسْلِيمْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ أصْبَحٌ هَادِئ وَمُطْمَئِنْ فَالتَّسْلِيمْ حَيَاة إِخْتِبَارٌ وَلاَبُدْ أنْ يَخْتَبِر الإِنْسَان حَيَاة التَّسْلِيمْ كُلَّ يُوْم حَتَّى تَنْقِلُه مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد فَيَقُول سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَل ( أع 27 : 15) وَمِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُسَبِّبْ القَلَقٌ فِي حَيَاة الإِنْسَان رَغَبَاتُه الكَثِيرَة المُتَصَارِعَة وَطَلَبَاتُه وَعَدَم شَبَعُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَخْتَبِر حَيَاة التَّسْلِيمْ يَشْعُر بِالفَرَح وَالبَهْجَة وَيَشْعُر أنَّ الله هُوَ كِفَايْتُه وَشَبَعُه وَيَقُول لِتَكُنْ إِرَادِة الهَ فَأنَا أُرِيد الله فَقَطْ وَعِنْدَمَا يَتَذَكَّر الإِنْسَان حَيَاتُه وَيَخْتَبِر عِنَايِة الله بِهِ فَمِنْ الصَّعْب أنْ لاَ يُسَلِّمْ بَاقِي حَيَاتُه لله فَالَّذِي أعَانَ الإِنْسَان مُنْذُ حَدَاثَتِهِ هَلْ يَعْجَز عَنْ تَدْبِير بَعْض الأيَّام أوْ الإِحْتِيَاجَات ؟ فَهذِهِ الأُمور بِالنِّسْبَة لله تَافْهَة فَقَبْل الشُّرُوع فِي أي عَمَل أوْ أي مَوْقِفْ فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يَكُون مَمْزُوج بِصَلاَة وَخُضُوع وَتَسْلِيمْ وَيَقْتَنِعْ بِإِرَادِة الله قَبْل أي أمر مَصِيرِي فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يُسَلِّمْ الإِنْسَان هذَا الأمر لله فَالإِنْسَان يَخَافْ مِنْ إِرَادَتُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَضَعْ الأمر أمَام الله يَقُول لله أنَا أُرِيدْ إِرَادَتَك وَأنْ تَهْدِينِي وَيَمِينَك تُمْسِكْنِي أنَا أُرِيدْ أنْ أتَأكِّدْ أنَّ الأمر مِنَّك وَلِتَكُنْ إِرَادَتِي كَإِرَادَتَك فَالعِصْيَان هُوَ الّذِي أحْدَر الإِنْسَان مِنْ السَّمَاء إِلَى الأرْض وَخَطِيِّة أبُونَا آدَم فِي الأسَاس هِيَ العِصْيَان وَلكِنْ الشِئ الَّذِي يِرَجَعْنَا إِلَى الحَيَاة الفِرْدُوسِيَّة هِيَ حَيَاة الطَّاعَة وَالتَّسْلِيمْ وَعِنْدَمَا جَاءَ الله عَلَى الأرْض قَدَّم طَاعَة عِوَض العِصْيَان فَالله أطَاعَ حَتَّى مَوْت الصَّلِيب ( في 2 : 8 ) فَلاَبُدْ أنْ يَقُول الإِنْسَان لله حَاضِر وَيُكْثِر مِنْ الصَّلاَة وَيَحِيد إِرَادَتُه أي يَضَعْهَا جَانِباً فَلاَ تُزَل قَدَم الإِنْسَان لأِنَّ كُلَّ شِئ يُعْمَل بِإِرَادِة الله حَتَّى وَإِنْ كَانْ فِي مَظْهَر حَيَاتُه أتْعَاب فَحَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء فِيهَا أتْعَاب وَحَيَاة السَيِّد الْمَسِيح أيْضاً فِيهَا أتْعَاب وَلكِنْ مَا هِيَ فِكْرِة الإِنْسَان عَنْ الأتْعَاب ؟ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاة التَّسْلِيمْ يَعِيش فِي سَلاَمٌ حَتَّى إِنْ وُجِدَت الآلاَم وَالأتْعَاب وَالضِيقَات فَكُلَّ أمر أقُول لله أنَا عَبْدَك وَإِبْن أمَتَك ( مز 115 مِنْ مَزَامِير التَّاسِعَة ) وَأقُولْ لَهُ أيْضاً ﴿ أنَا أُخْضِعُ ذَاتِي دُونَ عِنَادٍ لأِصَابِعِكَ تُشَكِّلُ فِيَّ ﴾( مِنْ تَرْنِيمِة " أيُّهَا الفَّخَارِي الأعْظَمْ " ) رَبِّنَا يُعْطِينَا حَيَاة التَّسْلِيمْ وَيَرْفَعْنَا بِبَرَكِة السَيِّدَة العَذْرَاء وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد إِلَى الأبَد آمِين.