العظات

الخادم قلبه بحسب قلب الله

بعد أن أراد الله أن يُهلك الشعب في سفر هوشع يقول لنا « قد انقلب عليَّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً » ( هو 11 : 8 ) .. وعندما نقول أن قلب الخادم بحسب قلب الله نقول : 1. قلبه مُحب . 2. قلب غيور . 3. قلب رحيم . أولاً ..قلبه مُحب : إن أردت أن تتعلم الحب فخذه من مصدره وهو الله .. وحُب الله ليس كالحب البشري الذي يرغب في الأخذ كما العطاء .. إن محبة الله هي دائمة .. عطاء بلا حدود وبلا شروط .. وعندما تحب بحسب حب الله فإن هذا يجعلك مثله في محبته .. فعندما يقترب الخادم إلى الله يرتسم عليه صورة الله .. الله أحبنا قبل أن نوجد وعندما تواجدنا أحبنا .. وعندما أخطأنا أحبنا .. وعندما فدانا أحبنا . معلمنا يوحنا الحبيب يقول « هو أحبنا أولاً » ( 1يو 4 : 19) .. « أحبنا بلا سبب » .. وما أجمل محبة الخادم لمخدوميه ولكن محبة روحية وليست محبة عاطفية ( متقلبة ) .. المحبة الروحية هي محبة من الله لكل أحد .. كل ما اشتعلت محبة الله في حياتي كلما انعكست محبة الله على الآخرين . محبة لا تفرَّق ولا تضع حدود مثل محبة الله التي جعلته يترك عرشه الإلهي ويقدم ذاته ذبيحة .. محبة بذل وعطاء . ثانياً ..قلبه غيور : لا يوجد أهم من الإنسان عند الله .. ويُغار عليه بشكل غير محدود فيقول « لذاتي مع بني آدم » ( أم 8 : 31 ) .. يرغب أن يعيش الإنسان في محبته وخلاصه .. يغار عليهم من الشر .. السبي .. الأعداء .. وإن سمع بتأديبهم من أعداء فإنه ينتقم من هؤلاء الأعداء فيما بعد .. يغير على برهم وقداستهم فيرسل أنبياء ويرسل كلمته من أجل كل أحد .. غار على شعبه وقال لهم إحذروا من عادات الأمم .. والزواج من بنات الأمم .. لذلك نُدعى نحن شعبه – قطيعه – وغنم مرعاه . الخادم الذي قلبه حسب قلب الله لا يستطيع أن يرى مخدومه بعيد عن الله .. يغار على مخدومه جداً .. فتجده يذهب ليفتقده ويصلي من أجله .. مثل بولس الرسول وهو يقول « من يعثُر وأنا لا ألتهب » ( 2كو 11 : 29 ) .. ثلاث سنوات يصلي بدموع من أجل الناس وهو يراهم في خطايا ويصمُت .. القلب الغيور هو قلب له مكافأة .. له كرامة في أعين الله . ثالثاً ..قلبه رحيم : ما أكثر كلام الله الذي رجع عنه .. لأنه رحيم .. رأينا أهل نينوى عندما اعترفوا بأنهم أخطأوا .. نجده رحيم معهم جداً وعفى عنهم .. الله يفتح باب الرحمة للكل .. ورأينا في قصة سدوم وعمورة أرسل لهم لوط يعلِّمهم ويوبخهم ويعطيهم آية لكنهم لم يسمعوا . ورأينا أيام نوح البار ظلَّ يبني الفلك " 100 " سنة قبل إرسال الطوفان حتى يعطي فرصة أخيرة للجميع وعندما أنهى نوح بُناء الفلك طلب الله منه أن يدخل هو وأولاده وزوجته ولا يُغلق الباب حتى يعطي فرصة لمن يرغب حتى النهاية .. إلى أن أنزل المطر والباب مازال مفتوح وبعدها أغلق الله الباب . الخادم الذي قلبه حسب قلب الله تجده يكرز بمراحم الله أكثر مما يكرز بعقوبات الله .. ويفتح للغريب والقاسي أبواب المراحم .. تجد قلبه مملوء رحمة مثل رحمة الله .. ما أكثر ما قرأنا في الكتاب المقدس « فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه » ( خر 32 : 14) .. لأن الله جاء يكرز للمأسورين بالإطلاق وللمسبيين بالعتق .. يكرز بالرحمة .. جاء لا ليدين العالم بل ليُخلِّص العالم ( يو 3 : 17) . يعطينا الله قلب بحسب قلب الله ويعطينا خدمة تُرضيه وحب ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

اعماق الخادم

يقول معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس « ما سمعتهُ مني بشهودٍ كثيرين أودعهُ أُناساً أُمناء يكونون أكفاء أن يُعلِّموا آخرين أيضاً » ( 2تي 2 : 2 ) .. إن الخدمة الكنسية هي عمل إلهي .. إذن على كل من يعمل في الكنيسة وكل من يعمل لله أن يكون على علاقة بالله لكي تحصل على توجيهات الله وتسير على سياسته . الأساس الروحي والبناء الروحي للخادم هو أساس الخدمة .. لذلك نتحدث عن نقطتين هما : 1. ما هي الخدمة ؟ 2. صفات الخادم . أولاً : ما هي الخدمة ؟ الخدمة هي امتداد لتدبير خلاص الرب يسوع .. ما فعله يسوع من حب وتسليم ذات وصليب وفداء ووصايا .. فإننا مؤتمنين على هذا الفعل .. نحن نُكمل تسليمه للأجيال ( أي الخلاص ) .. فعلينا أن نُبشر بموته ونختبر محبته ونزرع تعاليمه عند أحبائنا . أمنَّ الله على نقل خيراته للآخرين .. هذا أمر جوهري وسري جداً .. الخدمة استمرار لعمل الله .. فإن من محبة الله لنا إنه سمح لنا أن نخدمه .. إن من صلاة الكاهن السرية يقول « أنت يا الله من كثرة صلاحك إحتملت أن نصير لك خدام » .. إذن الخدمة بالنسبة لأولاد الله هي ضرورة وليست إختيارية .. ووجدنا القديس يوحنا فم الذهب يقول « لا يوجد مسيحي لا يخدم » .. طالما تمتعت ببنوة الله فعليك أن تخدم لأنك ابن والباقين هم إخوتك . الخدمة رسالة التفاعل بها يأتي عندما أتفاعل أنا مع الخلاص .. في هذا الوقت لا أطيق أن أتمتع به بمفردي .. هو الذي غفر لي خطاياي .. أحبني .. أعطاني .. « ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب » ( مز 34 : 8 ) .. مثل ما فعلت السامرية عندما تلامست مع المسيح . أرميا النبي قبل السبي وصلت الناس إلى ذروة الخطية .. رغم كلام أرميا لهم .. حتى مَلْ جداً منهم وقال إنه لا يخدم ثانية .. ثم وجدناه بعدها يقول « قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت ..... فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان في قلبي كنارٍ مُحرقةٍ محصورةٍ في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع » ( إر 20 : 7 – 9 ) .. رأينا أيضاً معلمنا بولس الذي يكرز في كل مكان ( المجمع اليهودي .. البيوت .. الشوارع .. الأسواق ) أيضاً كان يكرز في السجن حتى وصل تكريسه في بيت قيصر . عندما تختبر عمل المسيح في حياتك هنا ستُصبح خادم .. حتى لو لم يكن لك الشكل أو المكان مثل مارمرقس كاروز الديار المصرية ولكن الذي عنده هو الإرادة والنفس التي تشهد للمسيح . إن الخدمة هي انفعال لإنسان شعر وذاق .. إعرف المسيح وادخل معه في عشرة .. قدم مشاعرك لكي ينقل الفائدة للآخرين .. وبقدر صدقك في ما تقول ومقدار فرحك هم الدليل إن خدمتك مقبولة عند الله .. وانتظر لأن عمل الله متدرج .. فقط كن أمين فيما تفعل أما الثمر على الرب . المعروف أن الكلام يستمد قوته من قائله .. عليك أن تشعر فقط أن الكلام ليس نظريات وكلمات أو معلومات .. ولكن الموضوع هو فكر روحي ونعمة روحية تنتقل عن طريق قناة ونحن شهود لعمل الله وأدوات في يده . ثانياً : صفات الخادم : يجب على الخادم أن يكون له حياته الخاصة .. فالقديس مارإسحق يقول « الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شئ آخر » .. أن تعرف الله شئ وأن تكون تذوقت الله شئ آخر .. وعندما يأتي إليك عطشان لا يصح أن ترسم له ماء على الحائط .. إذن الخادم الذي نريده هو الخادم الذي يشهد له المخدع والمذبح أكثر ما يشهد له المنبر . الأمر ليس حركة اجتماعية أو نشاط .. الخادم عليه الإهتمام أولاً بحياته الداخلية ( صلاته .. إنجيله .. قداسه .. عِشرته .. قراءاته ) .. إننا نعرف إن الأجيال تضعُف كثيراً بسبب التكنولوچيا .. الإنترنت .. دِش .. إنفتاح .. صداقات .. أماكن ترفيه .. لهو .. وتظهر براعة الخادم في كل هذا لأن تأثير الخدمة يظهر بالأكثر في وسط الشر . كيف تتكلم على الشفاء وأنت أول المرضى ؟ كيف يكون الخادم غير مُبالي بأمر خلاصه ؟ فعليك أن تقف مع نفسك وتجاهد في التخلص من خطاياك وترفضها .. وإذا وقعت قم سريعاً .. وكلمة الله على أفواهنا وفي قلوبنا .. ولا ننقطع أبداً عن التسبيح والتوبة والمواظبة وعاشقين لكلمة الله ومُحبين لكنيستنا . هذه هي البداية لكي يُعلِّم ويخدم وتكون خدمته لها تأثير .. المهم هي المصداقية فيما تقدمه وما ترغب في توصيله للمخدوم . الخادم يقدم نكهة لها طعم .. هذه النكهة هي وعاءك الشخصي .. وهذا الوعاء له طعم .. ويوجد طعم يُحبب وهناك طعم يتعب .. ما هي أهدافك واشتياقاتك ؟ معلمنا بولس الرسول يقول « خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفةً للمسيح » ( 2كو 11 : 2 ) .. على الخادم أن يأتي بالنفوس إلى الله مثل قصة أليعازر الدمشقي الذي جاء بسارة العروس إلى أبونا إسحق العريس ليتزوجها وهو في الطريق أخذ يُحدثها عن العريس حتى وصلا إليه . هذا هو دور الخادم مثل أليعازر الدمشقي عندما أخبر سارة بأن إسحق أحن وأطيب من أبيها .. إنه معطاء أكثر من أي شئ .. وأنه هو المُغني وهو المُشبع .. تخيل لو لم تكن قد عرفت هذا الكلام عنه واختبرته بنفسك هل تستطيع أن تقول هكذا ؟ إن معك الكنيسة والإنجيل .. أي هدايا عليك أن تعطيها لغيرك .. ضع أهداف لنفسك ولخدمتك وقيِّمها .. ولا تستمر في الخطأ لأن الله لا يُحاسبنا لماذا أخطأنا ولكن سيُحاسبنا بشدة لماذا استمرينا في الخطأ .. وسيُطالبنا بثمن توسلاته السابقة . الله دعانا دعوة الخدمة .. فهي دعوة تقديس وإكرام .. فأنت خادم مع سيد ملوك الأرض .. يطلب منك عمل ويطلب أن تقول كلام .. « تُبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلى أن أجئ » . القديس الشيخ الروحاني يُخاطب الله ويقول له « من رآك واحتمل أن لا يراك .. من سمع صوتك واحتمل أن يحيا بدون سماع عذوبة صوتك » .. نراه في مخدعنا وفي مذبحنا .. نراه في إنجيله وأولاده والثمر والتوبة لأن كل شخص عاش المسيح أثمر للمسيح .. وكل من عاش خارج المسيح لم يأتي بنفس للمسيح وإن كان في حظيرة المسيح . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

دافع الخدمة ومن اين يأتى

 مِنْ سِفْر أرْمِيَا النَّبِي .. ﴿ قَدْ أقْنَعْتَنِي يَارَبُّ فَاقْتَنَعْتُ وَألْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ .. صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي .. لأِنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ .. نَادَيْتُ ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ .. لأِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ .. فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ .. فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ ( أر 20 : 7 – 9 ) .  الله كَلَّفْ أرْمِيَا بِإِنْذَار وَتَأدِيبَات الشَّعْب إِذَا إِسْتَمَرَ فِي شُرُورِهِ وَأنَّهُ سَيَسْمَح لَهُمْ بِالسَبْي وَالعُبُودِيَّة وَأنَّ الهِيكَل سَتَزُول مِنْهُ الذَّبَائِح وَالتَّقْدُمَات .. وَبَدَأَ أرْمِيَا النَّبِي يَتَكَلَّمْ لكِنُّه كَمَا قَالَ * صِرْتُ لِلهِزْءِ وَالسُّخْرَة وَالعَار كُل النَّهَار * أي لاَ إِسْتِجَابَة .. فَقَالَ ﴿ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ ﴾ .. نَعَمْ لأِنَّهُ لاَ فَائِدَة مِنْ الشَّعْب لِذلِك سَأصْمُت .. لكِنْ لَمْ أسْتَطِع .. لِمَاذَا يَا أرْمِيَا ؟ لأِنَّ إِسْم الله كَالنَّار فِي قَلْبِي مَحْصُورَه فِي عِظَامِي .  مِنْ خِلاَل مَا نَرَاه فِي أرْمِيَا النَّبِي نَجِد أنَّ دَوَافِعْ الخِدْمَة عِنْدُه كَانَتْ دَوَافِعْ مَحَبَّة كَبِيرَة لله وَأنَّهُ يُوْجَدٌ عِنْدُه مَسْئُولِيَّة وَغِيرَة وَأنَّ إِسْم الله دَاخِلُه مَحْصُور فِي قَلْبُه وَعِظَامُه لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ أرْبَعِة كَلِمَات مُهِمَّة لاَبُدْ أنْ يَخْتَبِرْهَا الخَادِم لِيَعْرِف هَلْ خِدْمِتُه تَسِير فِي الطَّرِيق الصَّحِيح أم لاَ :0  الَّذِي تَذَوَّق مَحَبِّة الله بِأمَانَة لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَكْتَفِي بِهِ وَحْدُه .. الَّذِي تَذَّوَق صَلاَح الله وَغُفْرَانُه لَنْ يَكْتَفِي بِهَا لِنَفْسُه بَلْ تِلْقَائِي يَخْدِم .. لِذلِك مِنْ أجْمَل تَعْرِيفَات الخَادِم أنَّهُ تَائِب يَقُودٌ تَائِبِينْ .. كُلَّمَا كَانَ الخَادِم أمِين فِي تُوبْتُه وَمُتَجَدِّد كُلَّمَا إِسْتَطَاعَ أنْ يَقُودٌ مَخْدُومِيه .. لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون مُخْتَبِر مَحَبِّة الله وَيَشْعُر أنَّ الله يَحْمِلُه وَيُعْطِيه الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة وَيَحْتَوِيه وَيُخَلِّصُه .. إِخْتِبَار مَحَبِّة الله عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي مُهِمْ جِدّاً وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. بِدُون هذَا الإِخْتِبَار خِدْمِتِي خِدْمَة شَكْلِيَّة غِير فَاعِلَة لأِنَّهَا لَيْسَتْ نَابِعَة عَنْ حُبْ وَاخْتِبَار وَتُوبَة وَبِذلِك تَكُون خِدْمَة عَقْلِيَّة .  قَدْ يَكُون الخَادِم قَدِير فِي كَلِمَاتُه لكِنُّه غِير مُؤثِّر بَيْنَمَا الخَادِم المُخْتَبِر مَحَبِّة الله قَادِر أنْ يَنْقِل الكَلاَم وَيِعَيِّشُه لِلمَخْدُوم لأِنَّهُ إِخْتَبَر الأمر وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنِي * يَسْتَطِيع أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنَا * .. الإِحْتِمَال إِنْتَقَل مِنْ إِخْتِبَارِي الشَّخْصِي أنَا إِلَى إِخْتِبَار المَخْدُومِين وَبِذلِك يَسْتَطِيع الخَادِم أنْ يِوَصَّل صُورِة الله المَحْبُوب الغَالِي لِلمَخْدُوم وَيِعَرَّفُه أنَّهُ مَوْضِع سَعْي الله وَلَذِّتُه حَتَّى وَإِنْ كَانْ شَخْص مُتْعِب مَفْقُود .  خِدْمِة الحُبْ مُهِمَّة .. إِخْتِبِر مَحَبِّة الله .. هُنَاك كَلِمَة وَإِنْ كَانَتْ كَلِمَة مُسْتَهْلَكَة لكِنَّهَا إِخْتِبَار مُهِمْ جِدّاً عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَهيَ * إِنَّنَا نُحِبْ الله * .. الحُبْ يَنْمُو بِالعَطَايَا وَالعَوَاطِف وَاللِقَاء .. النَّاس تَنْمُو بَيْنَهَا المَحَبَّة بِاللِقَاءَات المُسْتَمِرَّة بَيْنَهُمْ وَعِنْدَمَا يَتَذَوَقُوا الإِخْتِبَار الشَّخْصِي لِبَعْضِهِمْ يَزْدَاد الحُبْ بَيْنَهُمْ .. هكَذَا اللِقَاءَات الدَّائِمَة مَعَ الله تُنَمِّي المَحَبَّة فِي القَلْب .. وَمَا أرْوَع تَشْبِيهَات القِدِيس يُوحَنَّا الدَّرَجِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لِيُقَبِّلَك ضَمِيرِي كَمَا قَبَّل يَعْقُوب حَبِيبُه يُوسِف ﴾ .. تَخَيَّل لِقَاء أبِينَا يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف بَعْد أنْ كَانَ يَعْرِف أنَّهُ مَات ثُمَّ عَرَفْ أنَّهُ حَي يَقُول الكِتَاب ﴿ بَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً ﴾ ( تك 46 : 29 ) .  تَخَيَّل أنَّ لِقَاءَك بَالله عَلَى مُسْتَوَى لِقَاء يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف !! لِقَاء حُبْ عَمِيق جِدّاً .. صَلِّي كَثِيراً وَتَعَانَق مَعَ يَسُوع فِي صَلَوَاتَك سَتَجِد أنَّكَ قَدْ صِرْت مُتَأنِّي وَمُحِبْ وَ ..... لأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَأخُذ مِنْ مَحَبِّة الله وَتَشْبَع سَتَكُون خِدْمِتَك مُذَبْذَبَة لأِنَّ العَوَاطِف البَشَرِيَّة مُذَبْذَبَة وَتُحِبْ الإِسْتِهْلاَك وَلَهَا عَوَائِق لكِنْ مَحَبِّة الله مَحَبَّة بَاذِلَة ثَابِتَة .  المُرْوَى يُرْوِي .. إِنْ عِشْت مَعَهُ يَصْعَد كَلاَمُه مِنْ قَلْبَك إِلَى فَمَك .. ﴿ مِنْ فَضْلَةِ القَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ ﴾ ( مت 12 : 34 ) .. سَتَجِد أنَّ كَلاَمَك وَفِكْرَك هُوَ كَلاَم وَفِكْر الْمَسِيح .. عِشْ خِدْمِة التَّشَبُّع بِالْمَسِيح تَجِد أنَّ كُل مَا فِيك مِنْهُ .. تَجْلِس مَعَهُ كَثِيراً فَتَأخُذ مِنْهُ كَثِيراً وَتَتَلَذَّذ كَثِيراً وَتُرِيدْ أنْ تُعْطِي مَنْ حَوْلَك مِمَّا تَذَوَقْتَهُ .. السَّامِرِيَّة تَحَوَّلَتْ مِنْ خَاطِئَة إِلَى تَائِبَة إِلَى كَارِزَة .. التُوبَة وَالكِرَازَة خَطْوَة وَاحِدَة تِتُوب وَتِكْرِز .. قَالَتْ تَعَالُوا لأُِكَلِّمَكُمْ لاَ عَنْ نَفْسِي بَلْ عَنْهُ .. عَنْ خَطِيِتِي وَغُفْرَانُه .. عَنْ قُبْحِي وَحَلاَوْتُه .. السَّامِرِيَّة كَانَتْ تَعْرِف سِتَّة رِجَال كَمَا قَالَ الكِتَاب وَرَقَمْ " 6 " هُوَ رَقَمْ يُشِير لِلنَقْص .. مَنْ الَّذِي دَخَل رَقَمْ " 7 " ؟ الْمَسِيح .. يَسُوع تَوِّبْهَا وَمَلأهَا فَلَمْ تَنْظُر لآِخَر .. ﴿ مَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَتْ كُل رَغَبَاتُه ﴾ .. بَعْد أنْ شَبَعِت كَرَزِت .  لِذلِك خِدْمِتْنَا هِيَ دَعْوَة لأِوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا فِي ثِقَة أنَّ الله سَيَقْبَل كَمَا نَتُوب نَحْنُ وَهُوَ يَقْبَل .. نَحْنُ لَسْنَا أصْحَاب فَضْل .. وَكُلَّمَا نَتُوب كُلَّمَا إِسْتَطَعْنَا أنْ نَدْعُو أوْلاَدْنَا أنْ لاَ يَسْتَثْقِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَيْهِ لأِنَّهُ فَعَلَ مَعَنَا وَعَمَلُه وَاضِح فِي حَيَاتْنَا .. الخَادِم لَهُ إِخْتِبَارُه وَلَهُ حَيَاتُه .. لِذلِك عِنْدَمَا يَعْرِف الخَادِم الْمَسِيح يَجِبْ أنْ يَتَزَايِد فِي مَعْرِفَتُه فَيَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل أكْثَر وَمَعَ التَّسْبِيح أكْثَر وَ ......  عَلاَمِة الخِدْمَة الصَّحِيحَة هِيَ أنْ تُحِبْ الجُلُوس مَعَ الْمَسِيح أكْثَر .. هذَا يُعْلِنْ أنَّ خِدْمِتَك لَيْسَت ذَاتِيَّة وَنُعْلِنْ أنَّنَا عَرَفْنَا الْمَسِيح وَالمَخْدُوم يُعْلِنْ أنَّهُ عَرَفْ الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفَك وَأنْتَ تَقِلْ وَالْمَسِيح يَزْدَاد عِنْدَ المَخْدُوم .. إِمْتَلِئ وَغَمْر يُنَادِي غَمْر .. الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِكْتِفَاء .. وَكَمَا يَقُول الأبَاء ﴿ يَسْتَقْطِبْهُمْ بِالكَمَال وَلاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه ﴾ .. أي الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِنْتِهَاء .. تَخْرُج مِنْ قُدَّاس وَأنْتَ مُنْتَظِر قُدَّاس اليُوْم التَّالِي .. تَخْرُج مِنْ إِصْحَاح فِي الإِنْجِيل مُشْتَاق لِلإِصْحَاح التَّالِي .. تِنْهِي وَقْفِة الصَّلاَة وَإِنْتَ مُشْتَاق لِوَقْفِه صَلاَة أُخْرَى وَإِنْتَ دَاخِلَك تَتَمَنَّى ألاَّ تَنْتَهِي هذِهِ الوَقْفَة المُشْبِعَة فِي حُضُور الله .. لأِنَّ الحَيَاة تُعْطِي جِدَّة وَكُل يُوْم فِي العِلاَقَة الحَيَّة يُوْجَد تَجْدِيد .  الخَادِم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَهُ غِيرَة عَلَى كُل عُضْو .. ﴿ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوع ﴾ ( كو 1 : 28 ) .. ﴿ مَنْ يَعْثُرُ وَأنَا لاَ ألْتَهِبُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) .. تَشْتَاق أنْ تُعَرِّف كُل شَخْص عَلَى الْمَسِيح وَتَحْزَن إِنْ غِيرَك لَمْ يَعْرِفُه بَعْد حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مَسِيحِي سَتَجِد نَفْسَك تَرْفَع قَلْبَك لله لِكَيْ يِعْرَّفُه طَرِيقُه وَكَمَا قَالَ أرْمِيَا ﴿ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ .. فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ .. نَار وَغِيرَه دَاخِلُه .. المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانَ يَنْظُر لِلخِدْمَة فَيَعْرِف مَنْ مِنْ المَخْدُومِين لَمْ يَأتِي فَيَذْهَب لِيُحْضِرُه .. قَلْبُه مُلْتَهِب يَقُول فِي نَفْسُه خِسَارَة أنْ لاَ يَعْرِف أحَدٌ الله .. خِسَارَة إِنْ فُلاَن لَمْ يَأتِي اليُوْم لِيَتَعَرَّف عَلَى الْمَسِيح أكْثَر فَيُحِبُّه أكْثَر .. فَيِتْعَب وَيِبْذِل مِنْ أجْل أنَّ الكُلَّ يَعْرِفُه .. تَعَبْ الخِدْمَة يُعْلِن مِقْدَار المَحَبَّة لله .. يُقَال عَنْ أبِينَا يَعْقُوب أنَّ السِّنِين الَّتِي عَمَلَ فِيهَا مِنْ أجْل رَاحِيل ﴿ وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ﴾ ( تك 29 : 20 ) .. غِيرَه .  القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ قَالَ ﴿ إِنْ كُنْت تَقُول لِي أنَّكَ مَسِيحِي وَلاَ تَشْعُر أنَّ لَكَ إِلْتِزَام أنْ تَخْدِم أرَى أنَّكَ كَمِثْل مَنْ يَقُول أنَّ الشَّمْس لاَ تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة إِذاً لَيْسَت شَمْس .. تَقُول لِي إِنَّهَا خَمِيرَة وَلاَ تُخَمِّر إِذاً لَيْسَت خَمِيرَة .. كَأنَّكَ تَقُول لِي عِطْر وَلاَ يُعْطِي رَائِحَة إِذاً لَيْسَ عِطْراً ﴾ .. هذَا هُوَ الْمَسِيحِي هُوَ شَمْس تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة .. هُوَ خَمِيرَة تُخَمِّر .. هُوَ عِطْر يُعْطِي رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة .. لَمْ أسْتَطِع الإِمْسَاك .. لِذلِك الخَادِم يَفْتَقِد وَيَسْأل وَيَعْرِف هذَا وَذلِك وَ ..... عِنْدُه غِيرَه .. ﴿ هَلاَك وَاحِدٌ كَهَلاَك مَدِينَة ﴾ .. نَعَمْ هذَا هُوَ الخَادِم وَالمَخْدُوم لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً أنْ تَشْعُر أنَّهُ لاَ يُوْجَد شِئ يُحَرِّكَك لِلخِدْمَة لأِنَّ هذَا مَعْنَاه أنَّكَ لَمْ تَذُق وَلَمْ تَخْتَبِر مَحَبِّة الله وَلَمْ تَشْعُر أنَّهُ إِلْتِزَام .  القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ يَقُول ﴿ حِينَمَا أرْعَى شَعْبِي أشْعُر أنَّ إِبْرُوشِيَتِي هِيَ عَالَمِي وَلكِنْ عِنْدَمَا أتَحَلَّى بِرُوح الكِرَازَة أشْعُر أنَّ العَالَم هُوَ إِبْرُوشِيَتِي ﴾ .. فَرْق كَبِير بَيْنَ الإِبْرُوشِيَّة هِيَ عَالَمَك وَالعَالَمْ هُوَ إِبْرُوشِيِتَك .. كَمَا إِسْتَلَمَ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس إِبْرُوشِيِتُه وَبِهَا سَبْعَة عَشَر أُسْرَة مَسِيحِيَّة وَتَنَيَّح وَبِهَا سَبْعَة عَشْر أُسْرَة غِير مَسِيحِيَّة .. غِيرَه .. ﴿ مَنْ يَضْعُفُ وَأنَا لاَ أضْعُفُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) .  جَمِيل فِي الطَقْس أنَّهُ عِنْدَ صَرْف الذَّبِيحَة أنَّهَا لاَ تُصْرَف قَبْل أنْ يَجْمَع الأب الكَاهِن الجَوَاهِر الَّتِي تُمَثِّل النِّفُوس البَعِيدَة .. الأعْضَاء الَّتِي تَاهَت مِنْ الجَسَد .. وَيَطْلُب مِنْ الشَّمَاس أنْ يَفْحَص مَعَهُ وَكَأنَّهُ لاَ يَعْتَمِد عَلَى نَفْسُه فَيَطْلُب المُسَاعَدَة وَلاَ يَهْدأ حَتَّى يَجْمَع كُل الجَوَاهِر لِلجَسَد الوَاحِدٌ .. لِذلِك لَيْتَكَ تَشْعُر يَا خَادِم الله أنَّ كُل مَخْدُوم جَوْهَرَة تَائِهَة فَلاَ تَهْدأ حَتَّى تَشْعُر أنَّ الجَسَد كُلُّه تَجَمَّع مَعاً .  كَمْ مَرَّة قَالَ إِذْهَبُوا .. إِكْرِزُوا .. نَادُوا .. بَشَّر ... ؟ الكِتَاب مُمْتَلِئ بِهذِهِ الكَلِمَات .. ﴿ هَأنَذَا أرْسِلْنِي ﴾ ( أش 6 : 8 ) .. إِذاً هِيَ طَاعَة وَأمر إِنْجِيلِي فَلاَ تَشْعُر أنَّكَ مُتَفَضِّل أنَّكَ تَخْدِم بَلْ هِيَ طَاعَة لأِمر .. أنْتَ جُنْدِي فِي جِيش الْمَسِيح وَعَلَيْكَ أنْ تُطِيع .. ﴿ يَنْبَغِي أنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) .. تَخْدِم فِي كُل الحَالاَت وَكُل الأوْقَات وَفِي كُل الأوْسَاط .. المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل كَانَت فِي الفَجْر أي أنَّ يَسُوع كَانَ يَخْدِم فِي اللِيل .. مَعَ السَّامِرِيَّة كَانَتْ خِدْمِتُه السَّاعَة الثَّانِيَة عَشْر ظُهْراً .. عَلَى الجَبَل .. فِي البَحْر .. فِي المَجْمَع .. أثْنَاء المَسِير قَالَ أسْرَار .. حَتَّى فِي لَحَظَات الإِسْتِرْخَاء .. يُقَال عِلْمِياً أنَّ المَعْلُومَة لاَ تَثْبُت إِلاَّ وَالنَّاس مُهَيَّأة .. بَعْد الفِصْح إِتَّكأ أي إِسْتَرْخَى وَأعْطَاهُمْ السِّر .. ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ ( مت 26 : 26 ) .. أهَمْ المَعْلُومَات أعْطَاهَا حَتَّى فِي وَقْت الإِسْتِرْخَاء .. حَتَّى عَلَى الصَّلِيب كَانَ يَخْدِم وَيَطْلُب مِنْ أجْل صَالِبِيه وَكَرَز لِلِّص اليَمِين وَيَفْتَح لَهُ بَاب الفِرْدُوس .. الخِدْمَة طَاعَة .. أنْ تُطِيع أمر الْمَسِيح وَتَسْلُك بِحَسَبْ أمْرُه وَالخِدْمَة وَاجِبْ .  رَاجِع نَفْسَك فِي هذِهِ الدَّوَافِع حَتَّى لاَ تَكُون قَدْ دَخَلْت الخِدْمَة مِنْ أجْل شَخْص أوْ أصْحَاب أوْ تَكُون قَدْ دَخَلْت فِي مَاكِينِة الخِدْمَة .. وَهُنَاك دَوَافِع أُخْرَى كَثِيرَة لِلخِدْمَة وَبِحَسَبْ مِقْدَار مَحَبِّتَك لله وَامْتِلاَءَك وَغِيرْتَك وَطَاعْتَك تَعْرِف نَجَاح خِدْمِتَك وَأي خَلَلْ فِي هذَا المِيزَان يُعْلِنْ أنَّ الخِدْمَة بِهَا أخْطَاء .. مُجَرَّدٌ أنْ تَمِل مِنْ الخِدْمَة أوْ تَشْكُو مِنْ الأوْلاَدٌ أوْ الوَقْت أوْ ....... حَتَّى لَوْ لَمْ تَأتِي إِلَى الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ تُتَابِع مِنْ الخَارِج خِدْمِتَك .. تَابِع تُوبِة أوْلاَدَك وَاعْتِرَافْهُمْ وَتَنَاوُلَهُمْ وَ ......... أسَاسِيَات الحَيَاة مَعَ الله لَوْ لَمْ تَعِشْهَا لَنْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْدِم .. وَلاَ تَكُون الخِدْمَة عِلاَقَة شَخْصِيَّة فَقَطْ بَلْ أسَاسِيَات الحَيَاة الرُّوحِيَّة حَتَّى تُحْضِرَهُمْ لِلْمَسِيح حَتَّى وَلَوْ بِالصَّلاَة .. بِرِحْلَة .. بِقُدَّاس .. الإِنْسَان الَّذِي عِنْدُه الغِيرَه الغِيرَه تِغْلِب الصِّعَاب . رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

حسابات النفقة فى الخدمة

في إنجيل معلمنا لوقا البشير الإصحاح ( 14 : 27 – 35 ) يتحدث الرب يسوع ويقول لهم أنه ينبغي أن يعرف الإنسان ماذا يريد سواء كان يرغب في بُناء برج أو إن كان يرغب في دخول حرب .. فعليه دراسة الأمر ويعمل حساب كل شئ قبل عمله . أيضاً في الخدمة ينبغي أن تعرف ماذا تريد وتحسب حسابك على ذلك .. ولذلك نتحدث في ثلاثة أو أربعة نقاط في الخدمة :0 1- تهديف الخدمة . 2- التكامُل في الخدمة . 3- التلمذة في الخدمة . 4- التطوير في الخدمة . أولاً تهديف الخدمة : ======================== إسأل نفسك سؤالين :0 س1 : ما هو هدفك من الخدمة بالنسبة لك ؟ س2 : وما هو هدفك من الخدمة بالنسبة للمخدوم ؟ قد يدخل الخدمة أحياناً أُناس لا تعرف الهدف من دخول الخدمة .. أو أن هناك دوافع خاطئة .. فربنا يسوع عندما أرسل تلاميذه قال لهم الهدف إذهبوا إلى الناس وقولوا لهم يتوبوا .. { إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون } ( لو 13 : 3 ) .. والهدف بالنسبة للتلاميذ أن يكونوا آخر الكل وبخدمتهم يربحوا الملكوت .. والخادم في خدمته عليه أن يعرف إنه لا يُكرَّم بل يحمل صليب .. هذا هو الهدف . هدفك أن تخلُص بالخدمة .. فالخادم عنده خطايا وشرور ومشاكل وضعفات وأيضاً محبة لله فعن طريق الخدمة حياتي تتقدس .. خدمة .. إجتماع صلاة .. حضور دراسة كتاب .. ألحان ....... فيتقدس أيضاً وقتك وطاقاتك وتحيا للمسيح .. ومن كثرة محبتك للمسيح ستُحب أولاده فلا تستطيع أن ترى أولاده مُبتعدين عنه . ضع أهداف مُحددة واتفق عليها مع إخوتك .. فيُقال عن المراحل العمرية للإنسان أن مرحلة الإبتدائي عليه أن يحب الله .. والإعدادي يعرف عقيدته وكنيسته .. وثانوي العِشرة الحقيقية مع ربنا والكتاب المقدس .. بهذا وضعنا الأساس وهو سيُكمل بعد ذلك .. فهذا هو الهدف لأن الله طلب منا أن نحسب النفقة قبل عمل البرج . أيضاً ضع توصيف لما ستفعله في الخدمة كما فعل الرب يسوع عندما وصف للتلاميذ ماذا يفعلون .. { إلى طريق أُممٍ لا تمضوا } ( مت 10 : 5 ) .. إكرزوا .. إشفوا مرضى .. طهَّروا بُرَّص ...... إن رُفِضتم فالغبار الذي يلصق بأرجلكم إنفضوه ( لو 9 : 5 ) . ثانياً التكامُل في الخدمة : ============================= بما أن هناك هدف إذن الجميع يعمل من أجل هذا الهدف .. فالخادم جزء من الوسيلة التي توصل الخدمة إلى هؤلاء .. حتى لو كان دورك يقتصر على حب المخدوم أو خادم آخر فإنك تُعلِّمه بذلك محبة الآخر في المسيح . نحن غير متنازعين ولا متنافسين لأن الشخص المسيحي بالعماد تخلى عن فرديته وصار عضو وليس شخص .. أي قطعة من جسد المسيح ويُصبح بعد المعمودية وديعة .. ويقول أحد القديسين { تصير الأم بالنسبة له كمُرضعة مثل ما كانت تفعل يوكابد مع موسى } .. مثلما قالت حنة النبية على صموئيل " أن الرب أعارني ( إستعارة ) " . نحن كأعضاء نُكمِّل بعض وكأن بيننا وبين بعض علامة ( + ) .. في المواهب خص الله كل واحد بموهبة لكي يتم هذا التكامُل في المجموعة .. فالفرد في المجموعة يعطي نتيجة أفضل من أن أكون بمفردي .. أبونا ميخائيل إبراهيم يقول { ليتمجد الله بي أو بغيري .. والأفضل بغيري } .. إفرح بنمو وموهبة غيرك لأنها تُكمِّلك لتتم الخدمة لصالح هدف واحد . ثالثاً التلمذة في الخدمة : ============================= إحتفظ بإحساسك إنك تلميذ وينبغي أن تُعلم أولادك أن يكونوا تلاميذ للمسيح من خلالك .. والكنيسة لكي تستمر ينبغي أن يكون هناك امتداد للتلمذة .. ربنا يسوع بدأ الخدمة واختار " 12 " تلميذ .. إزدادت فاختار " 70 " وهؤلاء تلمذوا غيرهم حتى وصلت لنا اليوم .. فنجد أن الأب البطرك أو الأسقف يُقيم قسوس وهؤلاء يُقيمون شمامسة والشمامسة يُعلِّمون الشعب والشعب يفتقد بعضهم البعض .. هذا هو استمرار روح التلمذة . روح التلمذة تحفظك من الكبرياء وتحفظ نمو نفسك .. سيدنا البابا يقول إنه يشعر دائماً بأنه تلميذ صغير .. لأنه يرى أن هناك أمور كثيرة تنقُصه .. إرغب في التعلم والإستزادة والإلتقاط من الآخرين كبار وأطفال .. ما أجمل أن تعيش بقلب تلميذ وتتُلمذ على يدك كثيرين .. الجميع تلاميذ يقودنا روح الله ويحفظنا . أيضاً تُدرب إبنك على أن يكون غداً قائد عن طريق ما يُدعى التفويض .. فلا تستأثِر بكل المسئوليات .. لا تكتم طاقات أولادك .. فإن أكثر الأشياء التي تُدمر أن طاقاته تكون حبيسة لأنه يُصبح مُكتئب وحزين .. التلمذة امتداد وإعطاء فرصة للآخر . رابعاً التطوير في الخدمة : =============================== إن الهدف لا يُطور ولكن وسيلة تقديم الهدف .. كيف تُسلم أولادك الكنيسة بطريقة تفيدهم .. الخدمة تحتاج التطوير والتطوير لا يحدث إلا بحب .. طرق لتعليم اللحن مثلاً بطرق فيها جاذبية حتى تنتقل لأولادك روح أخرى كما قيل في سِفر العدد ( عد 14 : 24 ) .. قدِّم أشياء كثيرة بوسائل جديدة .. تقديم الدرس عن طريق مسرحية .. عن طريق صوت مختلف .. عليك أن تعرف أن الجيل اختلف والإهتمامات إختلفت .. في البداية تجد عندهم إنجذاب إلى الكنيسة وبعدها يبدأوا في الإبتعاد ولا يعجبهم شئ . ثبت تماماً أن الخدمة ليست إمكانيات مادية ولكنها إمكانيات بشرية فالقديس مرقس أتى إلى الإسكندرية أعزل ليس معه شئ سوى حُبُّه وأمانته وغيرته جعلها مِلك لربنا يسوع المسيح .. حبك وابتكارك معهم سيجعل خدمتك أفضل ما يكون . ربنا يبارك عليكم وعلى خدمتكم وكنيستكم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

القيادة فى الخدمة ج1

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِلُوقَا البَشِير ﴿ وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ . فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ . فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ . اِذْهَبُوا هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ . لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ . وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ . فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ . وَأَقِيمُوا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ . لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ . وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ . وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا وَقُولُوا لَهُمْ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ الله ِ. وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا حَتَّى الْغُبَارُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ . وَلَكِنِ اعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ ﴾ ( لو 10 : 1 – 11 ) . الْمَسِيح وَقِيَادِة الخَادِم .. قَدْ لاَ نُحِب أنْ نَقُول قِيَادِة الخِدْمَة وَنُفَضِّل كَلِمَة " رَعِيَّة أوْ تَدْبِير " .. هُنَاك صِفَات فِي الْمَسِيح لَهُ المَجْد يَفْرِضْهَا عَلَيْنَا كَقَائِد .. فِي الحَقِيقَة لاَبُد أنْ نَقُول أنَّكَ فِي خِدْمِتَك قَائِد لَك فِكْر تُعَلِّمْ بِهِ وَالبَعْض يَتَخِذَك قُدْوَة وَتُسَيِّر مَخْدُومِيك فِي إِتِجَاهَات .. أي أنْتَ قَائِد وَالقِيَادَة الأنْ أصْبَحِت عِلْم يُدَرَّس .. وَإِنْ نَظَرْنَا إِلَى رَبَّ المَجْد يَسُوع نَجِدُه هُوَ الَّذِي وَضَعْ أسَاسِيَات هذَا العِلْم .. عِلْم القِيَادَة يَقُول أنَّ القِيَادَة لَهَا :0 هذِهِ هِيَ أسَاسِيَات عِلْم القِيَادَة وَوَجَدْنَا أنَّ رَبَّ المَجْد يَسُوع يَسِير بِهَا . (1) التَّهْدِيفْ : ==================== هَلْ كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع يَهْدِف خِدْمِتُه أم لاَ ؟ كَانَتْ عِنْدُه رُؤيَة لِلَّذِينَ إِخْتَارْهُمْ وَهُمْ مَعَهُ .. وَهُمْ بَعْدُه وَفِي ذِهْنُه أنَّ فُلاَن يَشْهَد لَهُ وَسَطْ الأُمَّة اليَهُودِيَّة .. وَفُلاَن يَشْهَد لَهُ وَسَطْ الأُمَمْ .. وَهذَا يَسْتَشْهِدٌ وَهذَا يُحْرَقٌ وَهذَا يُصْلَبْ مُنَكَس الرَّأس .. الهَدَفْ فِي ذِهْنُه .. وَكَانَ يَقُول لَهُمْ مَاذَا سَيَقُولُون فِي خِدْمِتْهُمْ .. ﴿ تُوبُوا لأَِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ ﴾ ( مت 3 : 2 ) .. جَيِّد أنْ نَضَعْ لِخِدْمِتْنَا هَدَف وَهُوَ أنْ نَتُوب وَأوْلاَدْنَا يَتُوبُوا وَنَحْفَظْ أنْفُسْنَا مِنْ العَثَرَة .. جَيِّد أنْ تَخْدِم وَلَك هَدَفْ .. مِثَال لِذلِك أنَّهُ لاَبُد أنْ يَكُون هَدَفْ لِمَرْحَلِة إِبْتِدَائِي وَهَدَفْ لِخِدْمِة مَرْحَلِة إِعْدَادِي وَهَدَف لِخِدْمِة مَرْحَلِة ثَانَوِي .. بِذلِك يَخْرُج المَخْدُوم يَعْرِفْ كَيْفَ يُحِبْ الله وَيَعْرِفْ إِيمَانُه وَكِنِيسْتُه وَألْحَانُه وَإِنْجِيلُه .. جَيِّدٌ أنْ تُحَدِّد لَك هَدَفْ فِي خِدْمِة اليُوْم .. مَثَلاً نَحْنُ نُرِيد المَخْدُومِينْ فِي حَفْلِة الإِنْتِقَال مِنْ خِدْمِة الإِبْتِدَائِي إِلَى خِدْمِة إِعْدَادِي يَكُونُوا مُلِمِينْ بِكَذَا وَكَذَا وَ ..... مَثَلاً يَعْرِفُون الثَّالُوث وَالتَّجَسُّد وَالفِدَاء وَالقُدَّاس وَمَرَاحِلُه وَقِدِّيسِينْ الكَنِيسَة .. رَكِّز عَلَى هَدَفْ المَرْحَلَة . الكِتَاب المُقَدَّس فِي مَرْحَلِة ثَانَوِي .. إِجْعَل المَخْدُوم يَتَذَوَقٌ دِرَاسِة سِفْر أوْ الشَّخْصِيَات .. هذَا يُثْمِر ثَمَر جَيِّدٌ .. فَهُنَاك شَرِكَات تَضَعْ هَدَفْ .. مِثَال لَوْ شَرِكَة سَيَارَات تَقُول إِنَّهَا تُرِيد كُلَّ ألْف فَرَدٌ يَمْلُك مَائَة سَيَّارَة وَيَحْسِبْ ذلِك بِعَدَد شَعْب الدَّوْلَة ثُمَّ عَلَى مُسْتَوَى العَالَمْ .. أيْضاً شَرِكَة سُونِي ( Sony ) وَضَعَتْ هَدَفْ وَهُوَ أنْ لاَ يُوْجَدٌ بَيْت فِي المَسْكُونَة كُلَّهَا يَخْلُو مِنْ مُنْتَجٌ لِلشَرِكَة مِنْ مِصْر إِلَى أمْرِيكَا إِلَى أسْيَا إِلَى ... أي مُنْتَجَات تَغْزُو كُلَّ البُيُوت .. الَّذِينَ يَعْمَلُون فِي مَجَال الأدْوِيَة يَقُولُون مَثَلاً لاَبُد مِنْ تَوْزِيع ثَلاَثَة آلاَف عُبُّوَة دَوَاء كُلَّ شَهْر وَقَدْ يُحَاسِبُون أنْفُسَهُمْ هَلْ بَلَغُوا الهَدَفْ أم لاَ وَيُحَاوِلُون الوُصُول لِلهَدَفْ . رَبِّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد كَانَ عِنْدَهُ هَدَفْ .. مَنْ كَانَ يَتَخَيَّل أنَّ يَسُوع البَسِيطْ وَمَعَهُ إِثْنَيَّ عَشَرَ تِلْمِيذٌ يَنْشُر الإِيمَان فِي العَالَمْ وَكَانَ هَدَفُه ﴿ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ ﴾ ( يو 17 : 3 ) .. وَعَلَى الصَّلِيبْ قَالَ ﴿ قَدْ أُكْمِلَ ﴾ ( يو 19 : 30 ) .. خَطَوَات مُتَتَالِيَة وَكَأنَّهُ وَضَعْ جَدْوَل لِتَحْقِيقٌ الهَدَفْ .. مُهِمْ أنْ تَكُون خِدْمِتَك مُهْدِفَة .. هَدَفْ شَهْرِي وَنِصْف سَنَوِي وَسَنَوِي وَهَدَفْ مَرْحَلِي .. مَثَلاً مِنْ الأنْ وَحَتَّى عِيد المِيلاَدٌ المَجِيد هَدَفْ الخِدْمَة عَقِيدِة التَّجَسُّد وَالفِدَاء وَالثَّالُوث ثُمَّ نَعْمَل مُنَاقَشَة لِنَعْرِفْ التَّحْصِيل وَهكَذَا جَمَّعْ هذِهِ الأهْدَاف المُتَرَابِطَة .. وَلِذلِك حَتَّى فِي عَادَاتْنَا عِنْدَمَا تُكَلِّمْ طِفْل وَتَقُول لَهُ عَمَّا تَكَلَّمْنَا اليَوْم إِنْ لَمْ تَكُنْ مِرَكِّز هَدَفَك سَيَقُول لَك كُلَّ الأهْدَاف .. مَثَلاً تَكَلَّمْنَا عَنْ أبِينَا إِبْرَاهِيم مَرَّة عَنْ صَدَاقَتِهِ مَعَ الله وَمَرَّة عَنْ زُهْدِهِ وَ ...... كَيْفَ تَهْدِف الأمر كُلَّ مَرَّة ؟ (2) التَّوْظِيفْ : ====================== أي مَا تَعْمَلَهُ عَمَل عَظِيم لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقُوم بِهِ وَحْدَك لِذلِك تُؤمِنْ بِفِكْر العَمَل الجَمَاعِي فَتُعَيِّنْ البَعْض وَلاَبُد أنْ تَخْتَارْهُمْ .. رَبِّنَا يَسُوع وَضَعْ هذَا الأسَاس .. بَيْنَمَا هُوَ يِسِير يَضَعْ عَيْنُه عَلَى شَخْص وَيَقُول لَهُ إِتْبَعْنِي تَعَالَ .. هُوَ فَاحِص القُلُوب وَالكُلَى وَهُوَ يَخْتَار ( رؤ 2 : 23 ) .. كَانَتْ لَدَيْهِ رُؤيَة لِلشَّخْص وَمَاذَا سَيُقَدِّم .. نَحْنُ نَسْتَطِيعْ أنْ نَعَمَل وَحْدِنَا وَنَنْجَح لكِنْ الأجْمَل وَالأفْضَل أنْ نَعْمَل مَعاً .. رَغْم أنَّ رَبَّ المَجْد يَسُوع إِخْتَار نَوْعِيَّة بِكُلَّ المَقَايِيس العَقْلِيَّة نَقُول إِنَّهَا لاَ تُقَدِّم رِسَالَة لكِنَّهُ رَأى مِنْهُمْ إِسْتِعْدَادَات رُبَّمَا هُمْ أنْفُسَهُمْ لَمْ يَرُوهَا . فِكْرِة التَّوْظِيفْ وَالعَمَل الجَمَاعِي وَكُلَّ فَرْدٌ يُقَدِّم طَاقَتَهُ وَفِي النِّهَايَة الكُلَّ يَتَكَامَل لأِنَّ لَنَا نَفْس الهَدَفْ وَكُلِّنَا نَعْمَل مَعاً بِإِحْسَاس أنَّنَا فَرِيقٌ وَاحِدٌ .. كَلِمَة " Team " أي " فَرِيقٌ " هِيَ إِخْتِصَار لِجُمْلِة " مَعَ بَعْضِنَا نُنْجِز كَثِيراً " .. هكَذَا كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مَعَ الآخَر نُنْجِز أكْثَر مِنْ كُلَّ فَرْدٌ بِمُفْرَدِهِ – لِذلِك هكَذَا صَنَعَ الله – فِي إِنْجِيل لُوقَا الأصْحَاح العَاشِر عَيَّنْ سَبْعِين آخَرِينْ .. وَفِي إِنْجِيل مَتَّى عَيَّنْ الإِثْنَى عَشَرَ تِلْمِيذ بَعْد بِضْعِة أشْهُر مِنْ بِدَايِة خِدْمَتِهِ وَبَعْد فِتْرَة عَيَّنَ السَّبْعِين رَسُول وَهُمْ تَلْمِذُوا آخَرِينْ وَصَارَ بَدَل أشْخَاص مُدُن وَبِذلِك صَارَت الكِرَازَة كَمَا الأنْ كُلَّ بَلَدٌ لَهَا أُسْقُفْ وَعَلَى رَأس الأسَاقِفَة بَطْرِيَرْك . فِكْرِة العَمَل الجَمَاعِي مُهِمَّة إِيمَاناً بِفِكْرِة إِنَّنَا نَتَكَامَل وَفِكْرِة التَّنَوُع .. أنَا + الآخَر أفْضَل .. بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَعْضِنَا عَلاَمِة الجَمْع ( + ) وَهكَذَا يَصِير المَجْمُوع الكُلِّي كَبِير .. أنَا رَقَمْ وَسَطْ المَجْمُوعَة لَيْسَ مُهِمْ أنْ أكُون رَقَمْ كِبِير أوْ صَغِير لكِنْ تَخَيَّل إِنِّي أعْمَل بِمُفْرَدِي .. يِنْصَح نَصِيحَة أنَّهُ لَوْ يُوْجَدٌ عَمَل أعْمِلُه بِمُفْرَدِي بِكَفَاءَة 90 % وَآخَر يَعْمِلُه بِكَفَاءَة 50 % نَجْعَلَهُ يَعْمِلَهُ لَعَلَّهُ يَرْتَفِعْ إِلَى كَفَاءِة ألـ 90 % وَيُمْكِنَهُ أنْ يَأخُذ مَكَانِي فِي يَوْمٍ مَا .. وَظَّفُه وَاتْرُكُه يَنْمُو . (3) التَّوْصِيفْ : ====================== أي مَنْ نُوَظِّفُه لاَبُد أنْ نُعَلِّمُه مَاذَا يَفْعَل .. وَرَبَّ المَجْد يَسُوع فَعَل هذَا الأمر .. إِذَا رَأيْنَا مَا وَصَفَهُ يَسُوع لِتَلاَمِيذُه نَعْرِفْ وَنَشْعُر كَأنَّهُ سَيَقُول لَهُمْ مَاذَا تَأكُلُون .. ﴿ أَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ ......... وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ ﴾ ( لو 10 : 5 – 8 ) .. وَأيْضاً ﴿ هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ ﴾ ( لو 10 : 3 ) – أي تَوَقَعُوا – .. أعْطَاك المُتَوَقَعْ أنْ تَرَاه وَمَاذَا سَتُقَابِل .. ﴿ لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً ﴾ ( لو 10 : 4 ) .. قَالَ لَهُمْ مَاذَا يَفْعَلُون مِنْ بِدَايِة تَجْهِيز حَقِيبِة السَفَر . قَدْ تَقُول لَهُ أنَا لاَ أعِي مَاذَا تُرِيد مِنِّي لكِنِّي أطِيعْ وَهُوَ يُنِير طَرِيقِي وَيُعْطِينِي خِبْرِتُه .. ﴿ لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ ﴾ ( لو 10 : 4 ) .. أي لاَ تَرْتَبِك بِعِلاَقَات إِجْتِمَاعِيَّة .. ﴿ وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ . فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ ﴾ ( لو 10 : 5 – 6 ) .. لَوْ لَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا دُونَ أنْ تَتْعِبَكُمْ ضَمَائِرَكُمْ .. وَإِنْ جَلَسْتُمْ لَدَيْهِمْ فِتْرَة ﴿ أَقِيمُوا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ ﴾ ( لو 10 : 7 ) .. وَصَفْ لِكُلَّ عَمَل يَعْمَلُوه تَوْصِيفْ .. فِي الشَّرِكَات يُوصِفُون المَهَام وَالشَّرِكَة تَقُول عَلَى هذَا التَّوْصِيفْ لاَئِحَة أي حُدُودٌ لِكُلَّ عَمَل إِنْ أهْمَل فِي العَمَل يُلاَم الشَّخْص وَإِنْ تَعَدَّى حُدُودٌ العَمَل يُلاَم أيْضاً .. ﴿ لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ ﴾ ( لو 10 : 7 ) .. إِنْ دَخَلْت بِيتْ إِسْتَخْدِمُه كَمَقَر .. ﴿ اشْفُوا الْمَرْضَى ﴾ ( لو 10 : 9 ) .. هَلْ أُصَلِّي لِلمَرِيض أم أقُول لَهُ إِذْهَبْ لِيَسُوع ؟ يُجِيب إِشْفُوا المَرْضَى – تَفْوِيض – أنْتَ رَأيْتَنِي أشْفِي مَرْضَى الأنْ أُفَوِضَك فِيمَا يَخُصِّنِي إِشْفِي المَرْضَى أنْتَ .. ﴿ وَقُولُوا لَهُمْ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ الله ِ. وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا حَتَّى الْغُبَارُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ ﴾ ( لو 10 : 9 – 11) . جَيِّدٌ أنْ تَأخُذ تَوْصِيفْ لِخِدْمِتَك مِنْ رَبَّ المَجْد يَسُوع .. هُوَ صَلَّى .. أحَب .. إِفْتَقَد .. عَلِّمْ .. تَابِعْ .. هَلْ أحَدٌ مِنْكُمْ لاَ يَعْرِفْ تَوْصِيفْ خِدْمِتُه ؟ كُلِّنَا نِعْرَفْ تَوْصِيفْ الخِدْمَة .. نَفْس وَظَائِفْ وَمَهَام القَائِد الَّذِي وَظَّفَك عَلَيْكَ أنْ تَتْبَعْهَا فِي مَخْدُومِيك لأِنَّهُ كَمَا كَانَ لَهُ هَدَفْ فِيك أنْتَ قَائِد وَلَك هَدَفْ فِي أوْلاَدَك .. وَظَّفْهُمْ وَوَصَّفْهُمْ عَلِّمْهُمْ أنْ يُصَلُّوا وَيَشْرَبُوا مِنْ الْمَسِيح نَفْسُه وَيَعْرِفْ إِيمَانُه – هذَا تَوْصِيفْ – أنْتَ تَأخُذ تَوْصِيفَك مِنْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد وَالمَخْدُوم يَأخُذ تَوْصِيفُه مِنَّك . الله إِهْتَمْ بِدَقَائِقٌ الأُمور حَتَّى لاَ نَرْتَبِك فِي أي مَوْقِفْ .. مِثَال لِذلِك قَالَ لِتَلاَمِيذُه إِنْ قَبَلُوكُمْ أُدْخُلُوا وَإِنْ رَفَضُوكُمْ أُتْرُكُوهُمْ وَلاَ تَتْعَبْ ضَمَائِرَكُمْ .. هَلْ نَأخُذ مَعَنَا أي شِئ ؟ قَالَ .. لاَ .. مَرَّة قَالَ لَهُمْ لاَ تَدْخُلُوا مَدِينَة لِلسَّامِرِيِّينْ وَمَرَّة قَالَ لَهُمْ أُدْخُلُوا .. مَرَّة قَالَ لَهُمْ إِذْهَبُوا إِلَى خِرَاف بَيْت إِسْرَائِيل الضَّالَّة وَمَرَّة وَسَّعْ الدَّائِرَة .. لِذلِك هُنَاك عُنْصُر مُهِمْ إِسْمُه التَّطْوِير عَلَى مُسْتَوَى التَّعْلِيمْ نَفْسُه .. تَعَالِيمْ يَسُوع كَانَ بِهَا تَطَوُر حَتَّى المُعْجِزَات كَانَ بِهَا تَطَوُر .. إِقَامِة لِعَازَر كَانَتْ فِي نِهَايِة خِدْمِتُه حَتَّى إِكْتَمَلِتْ الصُورَة وَكَمَال الصُورَة كَانَ فِي الصَّلِيبْ وَالقِيَامَة تَحَدَّدَتْ فِيهَا كُلَّ أهْدَافُه .. ﴿ فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ ﴾ ( يو 18 : 4 ) .. هُوَ عَالِمْ وَفِكْر الصَّلِيبْ كَانَ وَاضِحٌ فِي تَعَالِيمُه مِنْ البِدَايَة .. تَوْصِيفْ مَاذَا يَفْعَل فِي كُلَّ أمر إِسْتِجَابَة أوْ عَدَم إِسْتِجَابَة ؟!! رَبَّ المَجْد يَسُوع كَانَ نَمُوذَجٌ لِلقَائِد .. جَيِّدٌ أنْ تَكُون حَيَاة يَسُوع تَحْت المِيكْرُوسْكُوب أمَامَنَا .. كُلَّ نُقْطَة فِي حَيَاتُه لَنَا فِيهَا دَرْس وَنَحْنُ كَخُدَّام لاَبُد أنْ تَكُون حَيَاتُه وَشَخْصُه فِي فِكْرِنَا . (4) التَّفْوِيضٌ : ====================== لاَبُد لِلشَّخْص المُفَوَضٌ أنْ تَكُون لَهُ صَلاَحِيَات لأِنَّهُ صَعْب أنَّ كُلَّ إِنْسَان يَسْأل سُؤَال أوْ مَرِيضُ مُحْتَاج لِلشِّفَاء أوْ إِنْسَان بِهِ رُوح شِرِّير يَذْهَبُون بِهِ لِيَسُوع لِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ تَفْوِيضُ وَعِنْدَمَا كَانَ يُفَوِضٌ كَانَ يُعْطِي صَلاَحِيَات قَدْ تَصِل إِلَى صَلاَحِيَات الشَّخْص المُفَوَضٌ نَفْسُه .. وَمَعَ يَسُوع لَهُ المَجْد أعْطَاهُمْ صَلاَحِيَات أعْظَمْ .. ﴿ الأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ﴾ ( يو 14 : 12) .. ﴿ اِشْفُوا مَرْضَى . طَهِّرُوا بُرْصاً . أَقِيمُوا مَوْتَى ﴾ ( مت 10 : 8 ) .. ﴿ اكْرِزُوا ﴾ ( مت 10 : 7 ) .. ﴿ عَمِّدُوهُمْ ﴾ ( مت 28 : 19) .. حَتَّى أنَّهُ اليَوْم السُّلْطَان الرَّسُولِي مُسْتَمِر بِنَفْس التَّفْوِيضُ .. مَا مِنْ شِئ يِعْوِزَك لِلخَلاَص إِلاَّ وَتَجِدُه عِنْدَ رَجُل الله . لَيْسَ البَطْرِيَرْك وَالأُسْقُفْ بَلْ وَالكَاهِن أيْضاً يَعْمَل الأعْمَال اللاَزِمَة لِلخَلاَص .. قَدِيماً كَانَ الأُسْقُفْ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يُعَمِّد وَيُقِيمْ القُدَّاس .. وَمَعَ إِتِسَاع الكِرَازَة سُمِحَ لِلكَاهِن أنْ يُعَمِّد وَالأُسْقُفْ يَضَعْ اليَد بِالمَيْرُون .. وَكَانَ الأُسْقُفْ يُقَدِّس الأسْرَار فَقَطْ حَتَّى أنَّ البَعْض فِي بِدَايِة الأمر لَمْ يَقْتَنِعُوا بِالقُدَّاس الَّذِي يُقِيمُه الكَاهِن وَيَذْهَبُون إِلَى القُدَّاس الَّذِي يُقِيمُه الأُسْقُفْ لِيَتَنَاوَلُوا مِنْهُ .. أيْضاً قَدِيماً كَانَتْ هَرْطَقَات كَثِيرَة فَكَانُوا يَخَافُون مِنْ الكَهَنَة أنْ يَكُون مِنْهُمْ مَنْ يَتْبَعْ المُهَرْطَقِينْ لِذلِك عَمَلُوا تَقْلِيد وَهُوَ الأُسْقُفْ يُقَدِّس الأسْرَار وَيُرْسِل جُزْء مِنْ الذَّبِيحَة لِلكَنَائِس الَّتِي بِهَا كَهَنَة لِيَضْمَنْ الشَّعْب أنَّ الكَاهِن لَيْسَ مُهَرْطِقٌ وَهذَا الأمر بَاقٍ حَتَّى الأنْ وَيُشِير لَهُ الإِسْبِادْيَقُون المَوْضُوع فِي كَأس الدَّم . حَتَّى سِر الإِعْتِرَاف لَمْ يَكُنْ الكَاهِن هُوَ الَّذِي يَأخُذ الإِعْتِرَافَات لكِنْ اليَوْم الكَنِيسَة تُفَوِضٌ لِيَتَيَسْر لأِوْلاَدْهَا وَسَائِل الخَلاَص وَصَارَتْ الرُّتَبْ فِي الكَنِيسَة تَدْبِيرِيَّة أكْثَر مِنْ مُمَارَسَة أسْرَار خَلاَص الإِنْسَان فَصَارَ الكَاهِن يُقِيمْ كُلَّ الأسْرَار وَصَارَ البَطْرِيَرْك وَالرُّتَبْ الكَنَسِيَّة تَدْبِيرِيَّة لأِنَّ الكَنِيسَة آمَنَتْ بِمَبْدأ التَّفْوِيضٌ الَّذِي جَعَلَهُ يُعْطِي صَلاَحِيَاتُه لِتَلاَمِيذُه .. هكَذَا نَحْنُ نُوَزَع الأدْوَار فَيَجْعَل الشَّخْص يُمَارِس دُورُه بِصَلاَحِيَّة وَحُرِّيَّة وَبَعْد ذلِك قَدْ يُوْجَدٌ تَقْوِيمْ وَلكِنْ التَّفْوِيضٌ لاَبُد أنْ يَكُون مَعَهُ صَلاَحِيَات وَإِلاَّ يَكُون تَقْيِيد وَلَيْسَ تَفْوِيضٌ . السَيِّدْ الْمَسِيح فَوَّضٌ تَلاَمِيذُه عَلَى الكِرَازَة وَالأسْرَار .. جَيِّدٌ أنْ لاَ يَنْظُر الإِنْسَان إِلَى نَفْسُه بَلْ إِلَى الخِدْمَة وَلاَ يُرِيد أنْ يَمْسِك أُمور تُمَيِّزُه عَنْ غَيْرُه .. لكِنْ إِنْ نَظَرْنَا لِلْمَسِيح سَنُفَوِضٌ غِيرْنَا وَنَحْنُ نَرَى أنَّ الله هُوَ الَّذِي يَعْمَل فِي الكُلَّ ﴿ لِيَتَمَجَّدٌ الله بِي أوْ بِغَيْرِي وَيُفَضَّل بِغَيْرِي ﴾ . نَصِيحَة لِلخُدَّام عِنْدَمَا تَجِدُون إِخْوَتِكُمْ يَعْمَلُون فِي الخِدْمَة إِفْرَحُوا وَلاَ تَسْألُون لِمَاذَا لاَ تَكُونُوا أنْتُمْ العَامِلِينْ ؟ بَلْ قُولُوا جَيِّدٌ أنْ يَكُون إِخْوَتَنَا عَامِلُون بِالخِدْمَة .. كُلَّمَا إِزْدَادَ إِحْسَاسَك بِالْمَسِيح كُلَّمَا إِزْدَادٌ إِحْسَاسَك بِالكَنِيسَة وَبِنَا نَحْنُ الأعْضَاء فِي جَسَدِهِ كُلَّمَا شَعَرْت بِإِخْوَتَك فِي العَمَل .. الإِنْفِرَادٌ بِالعَمَل صَعْب .. وَهذَا هُوَ الفَرْقٌ بَيْنَ الشَّرْق وَالغَرْب .. الشَّرْق زَعَامَات وَالغَرْب مُؤَسَسَات .. زَعَامَات أي شَخْص يِمْسِك كُلَّ الأُمور وَعِنْدَمَا يَنْهَار تَنْهَار مَعَهُ دَوْلَة حَتَّى أنَّكَ تَرَى أنَّ الإِعْلاَم مُعْظَمُه يَتَحَدَّث عَنْهُ .. بَيْنَمَا العَمَل مَعَ مُؤَسَسَة لاَ يَنْهَار بِإِنْهِيَار شَخْص .. جَيِّدٌ أنْ تَعْمَل فِي مُؤَسَسَة فِي الخِدْمَة .. فِي الغَرْب نَجِد أنَّ لَهُمْ مَبَادِئ مُتَفَقٌ عَلَيْهَا – أي مُؤَسَسَة – العَمَل المُؤَسَّس أنْشَأَهُ الْمَسِيح .. أعْطَى تَلاَمِيذُه صَلاَحِيَات وَأعْطَى سُلْطَان ﴿ كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ ﴾ ( مت 18 : 18) .. إِذاً بِذلِك لَنْ يَأتِي أحَدٌ إِلَيْكَ يَارَبَّ بَلْ يَذْهَبُون إِلَى تَلاَمِيذَك ؟!!! يُجِيب وَهذَا مَا أُرِيدُه . السَيِّدْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد أسَّس العَمَل القِيَادِي وَالكَنِيسَة تَأسَّسَتْ بِنَفْس الفِكْر .. فَتَجِد بُولِس الرَّسُول يَكْرِز وَيَرْسِمْ أسَاقِفَة ثُمَّ يَذْهَبْ لِمَدِينَة أُخْرَى وَقَدْ يَعُود لِيُقِيمْ العَمَل الكِرَازِي فِي المَدِينَة الأُولَى لكِنْ الأُسْقُفْ هُوَ الَّذِي يَعْمَل وَيُفَوِضٌ كَهَنَة وَ ......... تُوْجَدٌ قِصَّة خَيَالِيَّة تَقُول أنَّ السَيِّدْ الْمَسِيح بَيْنَمَا هُوَ صَاعِد لِلسَّمَاء جَاءَهُ عَدُو الخِير لِيَقُول لَهُ أنَّهُ أخِيراً تَخَلَّص مِنْهُ وَسَيَجْعَل إِسْمُه لاَ يُذْكَر عَلَى الأرْض بَعْد ذلِك فَقَالَ لَهُ رَبَّ المَجْد يَسُوع ﴿ أنَا أرْسَلْتَهُمْ وَأنَا أثِقٌ بِهُمْ ﴾ .. لِلأنْ سَيِّدْنَا البَابَا أوْ الأسَاقِفَة يُقِيمُوا كَهَنَة وَكَأنَّهُمْ يَقُولُون لِلكَاهِن نَحْنُ أرْسَلْنَاك وَنَثِقٌ بِك لأِنَّهُ بِنَفْس الصَّلاَحِيَات لأِنَّ مَعَهُ تَفْوِيضٌ عَلَى سُلْطَان عَلَى الحِل مِنْ الخَطَايَا وَعَمَل المُعْجِزَات وَالصَّلاَة وَ ..... لِذلِك لاَ تَتَخَيَّل أنَّكَ عِنْدَمَا تُفَوِضٌ آخَر شَأنَك يَقِل .. لاَ .. نَحْنُ نَتَكَامَل .. وَالْمَسِيح فَوَّضٌ وَأعْطَى سُلْطَان يَصِل إِلَى سُلْطَان نَفْسُه وَلَمْ يَسْتَأثِر بِشِئ .. ﴿ كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا ﴾ ( يو 20 : 21 ) .. جَعَلَ إِرْسَالِيَتَهُمْ كَأنَّهَا مِنْ الآب .. حَتَّى أنَّهُ لَمَّا جَاءَ رَجُل إِبْنُه بِهِ رُوح شِرِّير وَلَمْ يَسْتَطِيعْ التَّلاَمِيذ أنْ يُخْرِجُوه حَزَنْ يَسُوع ( مت 17 : 16 – 17) . التَّفْوِيض عَمَل كَنَسِي مُهِمْ وَفِكْر رُوحِي وَقِيَادِي مُهِمْ رَأيْنَاه فِي الْمَسِيح وَالرُّسُلٌ وَإِلَى اليَوْم نَفْخِتُه مُسْتَمِرَّة وَصَارَت الكَنِيسَة مُمْتَدَّة بِنَفْس التَّفْوِيضٌ الأوَّل مِنْ المَسِيح وَإِلاَّ كُنَّا لاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نُعَمِّد أوْ نُصَلِّي أوْ .... نُلاَحِظ أنَّ دُور الأب الكَاهِن فِي الكَنِيسَة لَيْسَ دُور شَخْصِي بَلْ دُور الْمَسِيح نَفْسُه .. إِذاً الكَاهِن أخَذَ وَظِيفِة الْمَسِيح نَفْسُه يُقِيمْ وَسَائِط الخَلاَص .رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل