العظات

تعال وأنظر

أوِّل شِئ يَكْشِفْ أنَّ الإِخْتِبَار صَادِقٌ أنْ لاَ يُطَاقٌ أنَّ هذَا الإِخْتِبَار يَكُون لِمُفْرَدَكُمْ فَقَطْ بَلْ أنْ نُخِبِر بِهذَا الإِخْتِبَار لِكَيْ تَكُون لَكُمْ شَرِكَة مَعَهُ .. الإِخْتِبَار فِي حَيَاة الخَادِم هُوَ حَجَر الزَّاوِيَة فِي حَيَاتُه وَفِي خِدْمِتُه لِخَلاَصُه وَخَلاَص الآخَرِينْ فَبِدُون الإِخْتِبَار نُقَدِّم نَظَرِيَات وَالحَيَاة الْمَسِيحِيَّة لاَ تَقُوم عَلَى نَظَرِيَات أوْ فِكْر فَهْيَ لَيْسَتْ فِكْرَة .. كَلاَمٌ الرَّبَّ يَسُوع يَقُول ﴿ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ ﴾ ( يو 6 : 63 ) . مَا أجْمَل أنْ نَقُول وَصِيَّة وَلكِنْ مَا أجْمَل أنْ نَعِيشْهَا .. فَلَمَّا أقُول مِنْ غِير مَا أجَرَّبْ أقُول مُجَرَّدٌ أوَامِر .. فَالحَيَاة الْمَسِيحِيَّة لَيْسَتْ أوَامِر فَنَحْنُ لاَ نَحْيَا وَلاَ نَعِيش بِمَنْهَج (( الأمر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنْ المُنْكَر )) لكِنْ نَحْيَا بِمَا أجْمَل مِنْ هذَا بِكَثِير .. هُنَاك تَهْنِئَة لَك لأِنَّكَ إِخْتَبَرْت رَبِّنَا يَسُوع لأِنَّكَ لَمَّا إِخْتَبَرْتَهُ عِرِفْت مَا يَلِيقٌ وَمَا لاَ يَلِيقٌ .. إِنَّكَ إِخْتَبَرْت مَا يَحِل وَلاَ يَحِل وَاخْتَبَرْت كَيْفَ تَطِيعُه لأِنَّكَ تُحِبُّه لأِنَّ عَدَم طَاعَتُه إِهَانَة بَلْ حَمَاقَة فَالإِخْتِبَار يَبْدأ بِهِ الإِنْسَان فَيَسْتَقِيمْ .. لَمَّا الإِنْسَان يِخْتِبِر هذَا الإِخْتِبَار فِي حَيَاتُه يُشْعُر إِنْ لَدَيْهِ دَافِعْ لِيَجْعَل الآخَرِينْ يَذُوقُوا وَيَعِيشُوا هذِهِ الحَيَاة .. هُنَاك ثَلاَث كَلِمَات :0 (1) ضَرُورِة الإِخْتِبَار : ================================ فَالحَيَاة مَعَ الْمَسِيح لاَ تُشْرَح بِالكَلاَم مَهْمَا كَانِتْ .. يَقُول القِدِيس مَارِإِسْحَق ﴿ الكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر ﴾ .. العَسَل طَعْمُه حِلْو وَلكِنْ مَهْمَا وَصَفْت عَنُّه لاَ تَقْدِر أنْ تُوْصِفُه لِيَّ وَلكِنْ إِذَا سَألْت سُؤَال مَا هُوَ الفَرْق بَيْنَ العَسَل وَالسُّكَر ؟ لاَ تَقْدِر أنْ تُوْصِفْ لِي وَفِي الآخِر تِقُول أنَا حَدَوَقَك العَسَل وَإِنْتَ تِعْرَفْ الطَّعْم .. فَالكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر .. نَحْنُ لاَ يَلِيقٌ بِنَا أنْ نَسْلُك كَالنَّاس فَلَمَّا نِشْرَب بِنِشْرَب مِنْ يَنْبُوع مَاء .. فَلَمَّا تُرِيدْ أنْ تِشْرَب تِشْرَب مِنْ فِكْرَك مِنْ ذَاتَك ؟ .. لاَ .. لَمَّا نِشْرَب نِشْرَب مِنْ مَاء حَي .. فَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِيك يَنَابِيعْ رُوح مُتَدَفِقَة فَتُخْرُج مِنْ بَطْنَك أنْهَار مَاء حَيَّة .. أي لاَبُدْ أنْ تَشْعُر أنَّ قَلْبُه إِتْغَيَّر وَإِتْحَرَّك لأِنَّهُ شِرِبْ مِنْ مَاء حَي فَهذَا هُوَ الفَرْق بَيْنَ خَادِم يِسْمَع القِصَّة وَيِحْكِيهَا وَخَادِم آخَر عَاش القِصَّة فَالْمَسِيح لَيْسَ قِصَّة . فِي العَهْد القَدِيم رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا كَانْ يُعْطِي لِلشَّعْب المَنَّ وَالسَّلْوَى فَكَانَ يُعْطِي المَنَّ فِي الصَّبَاح فَكَانُوا يُخْرُجُوا يِجْمَعُوا كِفَايِتْهُمْ مِنْ المَنَّ وَلكِنْ فِيهُمْ نَاس مِنْ كَثْرِة الجُوع وَالخُوف مِنْ الجُوع .. كَانُوا يِجْمَعُوا الكَثِير مِنْ المَنَّ فَكَانَ يَأكُل وَيِشْبَعْ وَالبَاقِي يِفْسَدٌ .. فَرَبِّنَا يَسُوع أعْطَاهُمْ المَنَّ مِنْ أجْل أنْ يُؤكَل وَلَيْسَ لِلإِخْتِزَان .. فَلَيْسَ لَنَا الإِفْتِخَار بِمَعْرِفِة الرَّبَّ يَسُوع كَمَعْرِفَة فَمَا أجْمَل فِي الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة إِنَّهَا حَيَاة إِخْتِبَار فَهْيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ تَجْمِيعْ .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول ﴿ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ ﴾ .. وَيِقُول بَعْد ذلِك فِي إِخْتِبَار أعْمَقٌ ﴿ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا ﴾ ( 1يو 1 : 1) .. فَهُوَ يِرَكِّز عَلَى وُجُودٌ السَيِّد الْمَسِيح فِي حَيَاتُه .. يُوحَنَّا الرَّسُول تَكَلَّمْ كَثِيراً فِي إِنْجِيلُه عَنْ لاَهُوت السَيِّد الْمَسِيح وَأكَّدْ عَلَى هذَا اللاَّهُوت خَاصَّةً بَعْد إِنْكَار البَعْض لِهذَا اللاَّهُوت فَكَتَبْ إِنْجِيلُه الَّذِي لَمَسَتُه أيْدِينَا فَهُوَ كَتَبْ فِي الآيَة الأُولَى ﴿ فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ﴾ .. وَالآيَة الثَّانِيَة ﴿ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ ﴾ ( يو 1 : 1) . صَعْب جِدّاً نِتْكَلِّمْ عَنْ شِئ لاَ نَعْرِفُه .. صَعْب جِدّاً نِتْكَلِّمْ عَنْ بَلَد مُعَيَّنْ وَعُمْلِتْهَا وَطَرِيقِة الحَيَاة فِيهَا وَالنَّاس فِيهَا وَهذَا الشَّخْص بِيِحْكِي لِينَا وَإِحْنَا نِفْتِكِر إِنْ مَعَاه الجِنْسِيَّة وَإِنُّه ذَهَبْ هُنَاك وَأخِيراً نِكْتِشِفْ إِنُّه لَمْ يَزُورْهَا بَعْد وَلكِنْ لَوْ أتَى آخَر وَتَكَلَّمْ مَعَنَا عَنْ هذِهِ البَلَد سَيُكَلِّمْنَا بِطَرِيقَة وَبِمَعْرِفَة أحْسَنْ .. فَالكَلاَم عَنْ أحَدٌ يِخْتِلِفْ عَنْ العِشْرَة مَعَ هذَا الشَّخْص .. فَالكَلاَم عَنْ رَبِّنَا يَسُوع غِير العِشْرَة مَعَهُ .. فَنَحْنُ نَفْتَقِد جِدّاً الحَيَاة السِّرِّيَّة الشَّخْصِيَّة الخَفِيَّة فَنَحْنُ نِجْلِس نِجْلِس نِجْلِس نِسْمَعْ حَتَّى تَكُون هُنَاك عِشْرَة وَفِي هذِهِ العِشْرَة نَشْعُر أنَّ هُنَاك إِيد قَوِيَّة حَيَّة مُقْتَدِرَة . فَقَدْ قِيلَ عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس أنَّهُ كَانَ يَتَنَفَس الْمَسِيح فَهُوَ وَصَلْ لِدَرَجَة عَمِيقَة جِدّاً فِي الإِخْتِبَار .. نِخْتِبِر قِيَامِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. مَا أجْمَل قَول بُولِس الرَّسُول الَّذِي أحَبَّنَا ( رو 8 : 37 ) .. وَإِخْتَارْنَا فِيهِ ( أف 1 : 4 ) .. فَهْيَ حَاجَة بِتَاعْتِي .. إِخْتِبَار شَخْصِي فَإِنَّ الله يُرِيدْ الَّذِي أعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلُه ( رو 1 : 9 ) .. أي أنْ يَصِير لِي فِكْر الإِله أي أعِيش فِيهِ . الكِنِيسَة مِنْ كَثْرِة مَحَبِّتْهَا لأِبُونَا بِيشُوي كَامِل أطْلَقِتْ عَلِيه (( الإِنْجِيل المُعَاش )) فَهُوَ حَوَّل الفِكْر إِلَى تَطْبِيقٌ وَحَوَّل الطَّرِيقٌ إِلَى حَيَاة فَهُوَ إِنْفَعَل بِشِئ عَاشُه .. فَهُوَ إِخْتِبَار لِكَيْ يَكُون لَكُمْ أيْضاً شَرِكَة مَعَهُ فَيَقُول ﴿ ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. تَعَالُوا وَشُوفُوا خُسَارَة تِضَيَّعُوا أيَّامْكُمْ وَعُمْرُكُمْ وَوَقْتُكُمْ .. خُسَارَة الوَقْت دَه .. فَنَقُول لأوْلاَدْنَا تَعَالُوا إِحْنَا شُفْنَاه .. تَعَالُوا قَرَأنَا عَنُّه فِي إِنْجِيلُه .. تَعَالُوا إِخْتَبَرْنَاه فِي إِنْجِيلُه .. تَعَالُوا إِخْتَبَارْنَاه فِي عِبَادِتْنَا .. كُلَّ دَه عَايْزِينْ نِدِّيه لُكُمْ . الإِخْتِبَار هِيَّ كِلْمَة مُهِمَّة فِيهَا عِشْرِة الصَّلاَة .. عشْرِة الإِنْجِيل .. لِذلِك هُنَاك ضَرُورَة لِلإِخْتِبَار فَعِشْرِة الصَّلاَة تُعْطِينَا إِخْتِبَار .. عِشْرِة العِبَادَة فِي الكِنِيسَة وَالصَّلاَة فِي القُدَّاس تُعْطِينَا إِخْتِبَار .. تَنْفِيذ الوَصَايَا تُعْطِينَا إِخْتِبَارَات .. فَكُلَّ هذِهِ إِخْتِبَارَات فَهْيَ إِخْتِبَارَات خَاصَّة فِي حَيَاتْنَا .. فَمِنْ غِير قَصْدٌ أوْ مِنْ غِير أنْ نَطْلُبْ أوْ مِنْ غِير أنْ أحَضَّر الجُزْء هذَا أقُولُه وَأدْخُل فِيهِ وَأشْرَحُه لأِنِّي عَايِش فِيه .. فَالشِئ الَّذِي نِعِيشُه فَبِسْهُولَة يِتْنِقِل فَهُوَ مِنْ القَلْب وَيِوْصَل إِلَى القَلْب . (2) دَرَجَات الإِخْتِبَار : ================================= (أ) إِخْتِبَار عَقْلِي : =========================== أي العَقْل يِكْتِشْفُه فَهْيَ مَرْحَلَة مُهِمَّة جِدّاً وَتَبْدأ فِي بِدَايِة عِيشِتْنَا مَعَ الرَّبَّ يَسُوع .. رَبِّنَا أعْطَانَا العَقْل لِيُمَيِّزْنَا عَنْ الخَلِيقَة وَنُعْبُدُه بِه وَنِعْرَفُه بِه وَنُمَجِّدُه بِه فَمِنْ خِلاَل الإِنْجِيل العَقْل يِتْكَوِنْ .. فَالعَقْل صُنْعِه الرَّبَّ لِيَكُون خَادِم لِلخَلاَص لِذلِك الفَلاَسِفَة فِي أهْل رُومْيَة لَمَّا قَالُوا إِنْ اليَهُود أسْوَأ مِنِّنَا لأِنْ كَانْ عَنْدُكُمْ الأنْبِيَاء وَالرُّسُلٌ وَلَمْ يَعْرِفُوا رَبِّنَا فَرَدٌ عَلِيهُمْ بُولِس الرَّسُول وَقَالَ لَهُمْ لكِنْ إِنْتُمْ عَنْدُكُمْ عَقْل أمَّا نَحْنُ فَمَعْذُورِينْ .. أمَّا أنْتُمْ فَمِنْ خِلاَل المَعْرِفَة وَالحِكْمَة وَالفَلْسَفَة وَالعَقْل بِتَاعْكُمْ كُنْتُمْ عَرَفْتُمُوه . إِخْتِبَار الإِنْسَان الْمَسِيحِي يِعِيش حَيَاتُه فِي حَيَاة شَرِكَة عَميقَة مَعَ الرُّوح القُدُس مَعَ الآب وَمَعَ الإِبْن فَهُوَ يَعِيش حَيَاتُه فِي إِحْسَاس الوُجُودٌ أمَام حَضْرِة الْمَسِيح الدَّائِمْ .. فَلَمَّا تَلاَمَس بُطْرُس مَعَ السَيِّد الْمَسِيح وَنَظَر أحَدٌ أصْحَابُه وَتَقَابَلْت بِهِ ذَهَبْ وَنَادَاه قَائِلاً لَهُ تَعَالَ وَانْظُرْ ( يو 1 : 46 ) .. تَعَالَ وَشُوف فَقَدْ تَقَابَلْت مَعَ هذَا الشَّخْص العَظِيمْ .. فَالخِدْمَة كُلَّهَا تَتَلَخَص فِي كِلْمِتِينْ (( تَعَالَ وَانْظُر )) .. فَعَلَى كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا يِنَادِي عَلَى كُلَّ أحَدٌ بِيِخْدِمُه أوْ حَتَّى إِنْ كَانْ عَابِر سَبِيل فِي حَيَاتُه " تَعَالَ وَانْظُر " .. فَإِحْنَا لاَقِينَا الْمَسِيح خُسَارَة لَمَّا لاَ نِتْمَتَّعْ بِه .. يِقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ ﴿ لَوْ لَقِيتْ إِنْسَان لَمْ يَكْتَشِفْ المَسِيَّا بَعْد إِغْلِقٌ عَلَى نَفْسَك وَابْكِي عَلِيه ﴾ .. لِمَاذَا ؟ خُسَارَة تَعَالَ وَانْظُر وَاخْتِبِر .. أقُول لَهُ تَعَالَ وَانْظُر خُسَارَة هذَا الرَّجُل الحِلْو دَه لاَ يَعْرِفُه .. قَلْبِي مَحْرُوقٌ عَلِيه .. فَإِنَّ الدَّرْس لَيْسَ قِصَّة نِحْكِيهَا أوْ شِئ لاَ نَعِيشُه أوْ كِلْمِتِينْ نِقُولْهُمْ وَخَلاَص .. لاَزِم نِخْتِبِر .. آه لَوْ أنَا إِخْتَبَرْت . الْمَسِيحِيَّة أعْمَقٌ مِنْ الكَلاَم بِكَثِير وَأوْعَى مِنْ ذلِك بِكَثِير فَالْمَسِيح تَعَامَل مَعَ الخُطَاة وَالفِّرِّيسِيِّين وَالعَشَّارِين وَالزُّنَاة وَالنَّفْسَانِيِّين مَعَ كُلَّ الفِئَات وَجَمِيلٌ جِدّاً لَمَّا إِحْنَا يِحْصَل لِينَا تَشَبُّع بِسِيرْتُه وَبِحَيَاتُه .. جَمِيلٌ جِدّاً أنْ يَكُون لِلإِنْسَان هذَا الإِخْتِبَار وَصَعْب جِدّاً لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ الْمَسِيح وَإِحْنَا لَمْ نُعَاشْرُه .. فَالكِنِيسَة فِي قِمِّة عِبَادِتْهَا فِي سِر التَّقْدِيس تِقُول ﴿ أخَذَ خُبْزاً عَلَى يَدَيْهِ الطَّاهِرَتَينِ .... ﴾ .. نَقُول " آمِين وَنُؤمِنْ وَنُبَشِّر " – أي نُؤمِنْ وَنُبَشِر – .. وَفِي أخِر سِر التَّقْدِيس نِقُول جُزْء يُسَمَّى (( نَشِيد )) ﴿ آمِين آمِين آمِين بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر ﴾ .. فَهُوَ نَشِيد جَمِيلٌ جِدّاً فَهْيَ كَلِمَات نَاس قَدْ إِنْفَعَلِتْ مَعَ رُوح الْمَسِيح الذَّبِيح .. فَهُمْ أخَذُوا إِقْرَار أنَّ الْمَسِيح الَّذِي أعْطَاهُمْ حَيَاتُه هُمَّا حَيِعْطُوا حَيَاتْهُمْ لُه وَلاَ يَخَافُوا حَتَّى لَوْ تَعَرَّضُوا لِلمُوْت وَمُسْتَعِدِينْ لِلمُوْت .. هذَا هُوَ الإِنْفِعَال بِهِ . الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة هِيَ حَيَاة التَّألُّمْ .. هِيَ إِحْسَاس فِي وُجُودٌ حَضْرِة الله دَائِماً .. فَهْيَ صَعْبَة فَكُون الإِنْسَان يَنْبُذ ذَاتُه .. يِبِيعْ مُمْتَلَكَاتُه وَيِبِيعْ الأرْض فَإِنَّهَا أُمور مُسْتَحِيلَة وَلكِنْ إِنْ ذَاق طَعْم الأبَدِيَّة وَشَهْوِة عِشْقٌ رَبِّنَا يَسُوع فَابْتَدَأَ يَنْفَعِل بِهَا وَيَغْوِيهَا وَيِبْتِدِي فِي تَنْفِيذْهَا وَيَشْتَعِل بِهَا فَيِقُولُوا إِحْنَا بَغَضْنَا العَالَمْ مِنْ أجْل شَهْوَة وَمَحَبِّة رَبِّنَا فَقَدْ طَرَحْنَا عَنَّا كُلَّ ثِقَل العَالَمْ وَذَهَبْنَا إِلَى شَهْوِة مَحَبِّة رَبِّنَا يَسُوع فَهْيَ إِخْتِبَار .. مَا أجْمَل وَمَا أحْلَى أنْ نَخْتَبِر تَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. نِخْتِبِر صَلِيبْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. أي مِنْ خِلاَل المَصْنُوعَات كُنْتُمْ عِرِفْتُمْ قُدْرِتُه السَّرْمَدِيَّة وَعَرَفْتُمْ إِنُّه الله أي بِالعَقْل نِقْدَر أنْ نَعْرِفُه . (ب) إِخْتِبَار وِجْدَانِي : ================================= مَا أجْمَلٌ أنْ نَخْتَبِر رَبِّنَا مِنْ خِلاَل عَقْلِي وَوِجْدَانِي .. مِنْ خِلاَل شَهْوِة حُبِّي المُتَحَرِكَة جُوَايَا فَهْيَ حُبْ إِلهِي عِشْقِي .. مَا أجْمَل قَوْل القِدِيس أبُو مَقَّار ﴿ الحَيَاة الرُّوحِيَّة هِيَ مُقَابَلِة عِشْقٌ بِعِشْقٌ ﴾ .. أي إِنَّهَا مُوت عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ وَبَعْدِينْ مَعْرِفِة رَبِّنَا وَلَمَّا عِرِفْتُه بَدِّلْت الحُبْ بِالحُبْ الإِلهِي .. أحَدٌ أبَاء الكِنِيسَة يِقُول ﴿ أعْطِينَا يَا الله أنْ نُحِبَّك بِكُلَّ قُلُوبْنَا ﴾ .. وَتُوضَعْ قُوَّة الحُبْ عَلَشَان نَتَقَدَّس فِيك .. وَلَمَّا نِحِبْ الطَّبِيعَة نِحِبَّهَا فِيه وَلَمَّا نِحِبْ الآخَرِينْ نِحِبُّهُمْ فِيه وَذلِك لِكَيْ نَتَقَدَّس فِيك وَبِيك .. القِدِيس مَارِأفْرَآم السُّرْيَانِي كَانْ بِيِرْسِمْ صُورَة لِصَلِيبْ السَيِّد الْمَسِيح المَصْلُوب وَيِقُول ﴿ أقْسَمْتُ بِحُّبَك ألاَّ أُحِبْ وَجْه آخَر غِير وَجْهَك ﴾ .. مَا هِيَ هذِهِ النُّفُوس ؟ هِيَ عَنْدُهُمْ نِفُوس حَبُّوه بِكُلَّ ثِقَة .. بِكُلَّ رَجَاء .. بِكُلَّ مَعْرِفَة .. حَدَثْ لُهُمْ تَجَلِّي .. حَبِّينْ بِكُلَّ القَلْب بِكُلَّ تَوَاضُعْ فَلَمْ تَكُنْ مَعْرِفَة عَقْلِيَّة فَقَطْ بَلْ مَعْرِفَة وِجْدَانِيَّة مِثْل يُوحَنَّا الحَبِيبْ الّذِي حَبْ الرَّبَّ يَسُوع فَمِنْ كَثْرِة حُبْ يُوحَنَّا الَّذِي جَاءَ مِنْ الإِتِّكَاء عَلَى قَلْب يَسُوع الْمَسِيح كَشَفْ لَنَا أسْرَار لَمْ يَكْشِفْهَا أحَدٌ غَيْرُه عَنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِنّ الوِجْدَان كُلُّه تَقَدَّس بِالْمَسِيح يَسُوع .. عَايْزِينْ نِخْتِبِر . (ج) إِخْتِبَار إِمْتِحَانِي : ================================ رَأيْنَاه وَشَاهِدْنَاه فَلاَ يَكْفِي أحِبَّك جِدّاً جِدّاً بَلْ بِالفِعْل .. أي تَكُون فِيَّ صُورِة أفْعَال أي أكُون مَشْغُول بِالآيَة .. أي يِكُون هُنَاك إِخْتِبَار وَعِلاَقَة .. فَالإِنْجِيل بِالنِّسْبَة لِيَّ إِخْتِبَار .. أي لاَ نَقْرأ القِصَّة أوْ آيَة أوْ مَوْقِفْ مِنْ غِير أنْ أعْرِفْ أنَّ لِيَّ نَصِيبْ فِيهَا فَلاَزِم أجْلِس وَأشُوف أنَا فِينْ مِنْ الكَلاَم .. فِي قِرَاءِة الإِنْجِيل ضَعْ نَفْسَك دَاخِلُه وَلاَ تَضَعْ نَفْسَك خَارِجُه بَلْ جُوَّاه .. أصْعَبْ شِئ إِنِّي أقْرأ الإِنْجِيل وَلاَ أشْعُر بِهِ وَلاَ بِلَذِتُه .. قَبْل قِرَاءتُه لاَزِم أصَلِّي وَلاَزِم أشُوف نَفْسِي أنَا فِينْ مِنْ الإِنْجِيل .. الإِنْجِيل لَيْسَ عِبَارَة عَنْ قِصَص وَلاَ شَخْصِيَات وَلاَ مَوَاقِفْ وَلاَ بُطُولاَت وَلكِنُّه إِخْتِبَار لِكَيْ أعْرَف وَأخْتَبِر قِصَّة الله مَعَ البَشَر مَعِي أنَا الأنْ لِكَيْ أرَى قِصِّة فِدَائِي أنَا . فَمَثَلاً فِي مَوْضُوع بِدَاءِة الخَلِيقَة وَلكِنْ بَارَك الله فِي الأرْض الخَرِبَة .. رُوح الله يَرِف عَلَى وَجْه المِيَاه .. أرَى نَفْسِي الخَرِبَة لكِنْ رَبِّنَا بَارَكْهَا وَبَارِك الأرْض الخَرِبَة .. فَلْيَكُنْ نُور .. فَلْيَكُنْ ظَلاَم .. هذَا هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَشْعُر بِعِشْرِة الإِنْجِيل .. وَلَمَّا يِقْرأ قِصِّة سُقُوط آدَم لاَ يَجْلِس وَيَقُول " يَا آدَم يَا الِّلِي جِبْت لِينَا العَار وَعَمَلْت فِينَا " بَلْ يَذْكُر نَفْسُه هُوَ الَّذِي سَقَطْ .. أي نَشْعُر بِالإِخْتِبَار .. نَتَهَلَّل بِالرَّبَّ يَسُوع .. فَرْحَان جِدّاً بِخَلاَصُه لِي وَلإِخْوَتِي .. هذَا هُوَ الإِخْتِبَار .. فَإِذَا أعْطَى أحَدٌ عَصِير لِيَشْرَبُه لاَزِم يِشْرَبُه مِنْ أجْل أنْ يَعْرِفْ طَعْمُه .. فَالإِنْجِيل مِشْ عِبَارَة أنْ نُكُبْ بَلْ الإِنْجِيل جُوَّايَا عَايِش فِيَّ .. فِي مَعْرِفَة وِجْدَانِيَّة .. مَعْرِفَة إِخْتِبَارِيَّة .. نِخْتِبْرُه وَنَتَذَوَقُه . (د) إِخْتِبَار إِتِحَادِي : ============================== أي نَتَحِد .. فَصَلاَة يَسُوع الْمَسِيح ﴿ أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُون مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي ﴾ ( يو 17 : 24 ) .. فَرَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ تَكُون وَاحِدٌ فِي الآب وَفِيه .. يُرِيدْ أنْ يَجْعَلْنَا وَاحِدٌ .. فَالكِنِيسَة تَدْعُونَا لِنَكُون وَاحِدٌ فِي جَسَد رَبِّنَا يَسُوع فَلَمَّا نِكُون مِتَحِدِينْ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيح نِقْدَر نُشْعُر بِه وَنِعِيش بِفِكْرُه وَنِتْكَلِّمْ بِكَلاَمُه .. نِتْحَرَك بِه وَنِعِيش بِه وَنُشْعُر بِه فَبَقِينَا وَاحِداً مَعَهُ فَهْيَ مَعْرِفَة إِتِحَادِيَّة .. مَعرِفِة وِحْدَة . فِي الكِتَاب المُقَدَّس هُنَاك الإِتِحَادٌ الزِّيجِي الَّتِي هِيَ المَعْرِفَة الَّتِي لاَ يَعْرِفْهَا أحَدٌ .. أي نَفْسِي تِكُون عَرُوسَة .. يَعْنِي ألاَّ يَكُون هُنَاك شِئ مَخْفِي بِينَّا فَنَكُون كَعَرِيس وَعَرُوسَة .. هذِهِ هِيَ المَعْرِفَة الَّتِي يُرِيدْنَا الْمَسِيح أنْ نَعْرِفْهَا .. هذَا هُوَ الَّذِي يُرِيدْنَا الله أنْ يُعْطِينَا إِيَّاه هُوَ الإِتِحَادٌ .. هذِهِ هِيَ فِكْرِة كَلِمَة المَعْرِفَة فِي الكِتَاب المُقَدَّس أي الإِتِحَادٌ .. فَكَلِمَة الإِتِحَادٌ هِيَ كَلِمَة عَايِزْهَا وَعَايِشْهَا وَحَاسِسْهَا وَلأِنِّنَا عَايْشِينْ شَاعْرِينْ بِيهَا فَهْيَ فِي كُلَّ يُوم .. فَهْيَ فَرَح حَيَاتِي وَيُومِي .. فَهْيَ شِئ لَيْسَ خَارِج عَنِّي بَلْ فِي دَاخِلِي .. دَاوُد النَّبِي تَدَرَّج فِي عِشْرِتُه مَعَ الله فَهُوَ يَقُول سَبَعْ مَرَّات فِي النَّهَار سَبَّحْتَك عَلَى أحْكَام عَدْلَك ( مز 119 : 164) .. فِي وَقْت الأسْحَار نَهَضْت ( مز 119 : 148) .. فَوَصَل إِلَى أمَّا أنَا فَصَلاَة ( مز 109 : 4 ) .. فَهُنَاك حَوَالِي 10 أوْ 12 مَحَطَّة تَدَرَّج فِيهَا دَاوُد فِي عِشْرِتُه مَعَ الله . (3) بَعْض التَّحْذِيرَات : =================================== (أ) إِحْذَر مِنْ التَّعْلِيمْ الخَطَأ : ============================================= هُنَاك أحَدٌ الأبَاء يَقُول ﴿ قَبْل أنْ تُعَلِّمْ أي شِئ عِيشُه ﴾ .. قَبْل مَا تِتْكَلِّمْ عَنْ أي فَضِيلَة عِيشْهَا .. تَذَوَّقْهَا .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ الصَّلاَة صَلِّي .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ التَّسْبِيح سَبَّح .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ العَطَاء إِعْطِي .. فَالعُلُوم الْمَسِيحِيَّة تُدَرَّس فِي الخَارِج كَثِيراً جِدّاً لِكَثْرِة الجَامِعَات هُنَاك وَلِكَثْرِة التَّخَصُّصَات فِيهَا فَهُنَاك مُدَرِسِينْ غِير مَسِيحِيِّينْ يُدَرِّسُوا العُلُوم الْمَسِيحِيَّة مِثْل عِلْم الْمَسِيح وَالكُتُبْ التَّارِيخِيَّة فَلاَ نَكُون نُعْطِي بَعْض المَعْلُومَات فِي تَعْلِيمْنَا لأِوْلاَدْنَا وَنِكُون رَايْحِينْ جَايْيِن نُعْطِي مَعْلُومَات وَهذِهِ المَعْلُومَات لِحَدٌ كِبِير لاَ تَثْبُتْ لأِنَّ الأوْلاَدٌ لاَ يَكُونُوا عَلَى قَدْر مِنْ التَّرْكِيز وَالإِنْتِبَاه لِيَسْمَعُوهَا ..فَفِي إِجْتِمَاعَات جَامْعَة وَثَانَوِي يِعْمِلُوا الإِجْتِمَاعَات وَيِشَجَّعُوا الشَّبَاب لِيَحْضَرُوا وَتِدَرِّس لَهُمْ (( تَارِيخ الأبَاء )) مَثَلاً فَلاَزِم نِدَرِّس وَلكِنْ نِدَرِّس لَهُمْ بِطَرِيقَة إِخْتِبَارِيَّة لِتِوْصَل لَهُمْ . فَهُنَاك خَطَر شَدِيد جِدّاً هُوَ خُطُورِة التَّلْقِينْ فَيَجِبْ أنْ نَحْذَرُه فَكُلَّ لِقَاء يَجِبْ أنْ يَكُون مَقْرُون بِالصَّلاَة .. فَهُنَاك شِئ يَجِبْ أنْ نَضَعُه أمَام أعْيُنَنَا هُنَاك شِعَار لَنَا هُوَ عِبَارَة عَنْ جُمْلَةٌ جَمِيلَةٌ جِدّاً تِقُول ﴿ لَيْتَك تَتَكَلَّمْ مَعَ يَسُوع عَنْ الدَّرْس أكْثَر مِمَّا تَتَكَلَّمْ مَعَ المَخْدُومِينْ عَنْ الدَّرْس ﴾ .. فَكَلِّمُه هُوَ عَنْهُمْ أكْثَر مِمَّا تِكَلِّمْهُمْ عَنُّه لأِنَّهُ هُوَ صَاحِبْهُمْ هُوَ مَلِكْهُمْ فَإِيَّاك تِفْتِكِر إِنْ هؤُلاَء مِلْكَك بِتُوعَك .. لاَ تَقُول " أُسْرِتِي .. أوْ أوْلاَدِي " إِنَّهُمْ أوْلاَدٌ يَسُوع الْمَسِيح فَأرْجُو أنْ لَمَّا تِحَضَّر الدَّرْس وَتِشْرَحُه حَضَّر الدَّرْس إِنْتَ الأوِّل وَعِيشُه الأوِّل . (ب) صَلاَة مِنْ أجْل الدَّرْس : ============================================ فَإِنْ حَضَّرْت الدَّرْس فَنِصَلِّي مِنْ أجْل الدَّرْس لِيَكُون الكَلاَم بِالرُّوح لِكَيْ لاَ نَكُون نَحْنُ المُعَلِّمِينْ بَلْ هُوَ المُعَلِّمْ فَيَجِبْ أنْ نُصَلِّي مِنْ أجْل الأُسْرَة كُلَّهَا وَنَقُول " مَاذَا تُرِيدْ يَارَبَّ أنْ أُكَلِّمْ أوْلاَدَك .. إِنْتَ عَايِز تِعَرَّفْهُمْ إِيه .. إِنْتَ عَايِز تِكَلِّمْ أوْلاَدَك فِي إِيه ؟ .. أرْجُوك إِهْدِيهُمْ وَانْطَقٌ بِلِسَانِي عَلَى كُلَّ مَا تُرِيدْ أنْ تَقُولُه .. مَا هِيَ الكَلِمَة الإِلهِيَّة الَّتِي تُرِيدْ أنْ تِوَصَلْهَا لَهمْ ؟ " .. إِنَّ إِخْتِبَار الْمَسِيح لَيْسَ هُوَ إِخْتِبَار فَقِير بَلْ هُوَ إِخْتِبَار غَنِي جِدّاً وَلَوْ أرَدْت أنْ تَبْدأ صَح مِنْ أجْل أنْ تُكَوِّنْ مَعَهُ شَرِكَة حَقِيقِيَّة نَقُول تَعَالُوا إِنْسَان قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت ( يو 4 : 29 ) .. أُتْرُكُوا كُلَّ مَا أنْتُمْ فِيه . (ج) لاَحِظْ نَفْسَك وَالتَّعْلِيمْ : ============================================ إِيَّاك فِي الخِدْمَة تِنْسَى خَلاَص نَفْسَك .. إِيَّاك فِي الخِدْمَة تِنْسَى إِنَّك نَفْسَك مَخْدُوم مِحْتَاج تِكُون مَعَاه وَتَاخُدٌ مِنُّه .. أحْيَاناً الخِدْمَة تِعْمِل فِينَا تَغْيِيرَات مِنْهَا :0 (أ) الذَّات : =============== أشْعُر إِنِّي أفْضَل مِنْ غِيرِي فَلأنِّي خَادِم فَهُنَاك أشْيَاء تُعْمَل فِي الكِنِيسَة مِنْ أجْل عَامِّة النَّاس وَأُخْرَى لِلخُدَّام .. فَمَثَلاً العَشِيَّة لاَ أحْضَرْهَا لأِنِّي خَادِم وَإِنْ حَضَرْت لِكَيْ أعْرَّفْ النَّاس إِنِّي خَادِم .. أمَّا إِجْتِمَاعَات الشَّبَاب فَإِذَا حَضَرْتَهَا لِكَيْ أعَرَّفْهُمْ إِنِّي خَادِم فَأكُون وَكَأنِّي غَنِي وَأنَا إِسْتَغْنِيتْ فَهُوَ إِحْسَاس إِفْتِخَار .. إِحْسَاس إِنِّي أفْضَل مِنْ غِيرِي .. إِحْسَاس إِنِّي مُمَيَّز .. إِحْسَاس إِنْ لِيَّ كَرَامَة فِي الكِنِيسَة .. كُلَّ دِي أمْرَاض خَطِيرَة .. خَلِّي بَالَك إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّة الحِنْطَة وَتُدْفَنْ فِي الأرْض فَهْيَ تَبْقَى وَحْدهَا لكِنْ إِنْ مَاتِتْ تَأتِي بِثَمَر كَثِير ( يو 12 : 24 ) .. فَالذَّات لاَزِم تِمُوت فَإِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُون ( لو 17 : 10) .. دَه مِنْ خِير رَبِّنَا عَلِينَا إِنُّه جَعَلْنَا خُدَّامُه وَإِنُّه بِيَحْتَمِلْنَا وَيِفْتَح لَنَا أبْوَابُه .. الذّات هِيَ أخْطَر الأمْرَاض الرُّوحِيَّة فَالإِنْسَان يُشْعُر فِي نَفْسُه إِنُّه أفْضَل مِنْ غِيرُه وَلكِنْ لاَزِم يُشْعُر بِدَاخِلُه إِنِّنَا كُلِّنَا خَدَّامِينْ وَنِكُون خَدَّامِينْ بِكُلَّ أمَانَة وَبِكُلَّ صِدْقٌ فَالكَاهِن بِيْصَلِّي وَيُعْطِي التَّحْلِيل وَيَقُول مِنْ أجْل خَطَايَاي وَجَهَالاَت شَعْبِي .. فَالجَهَالاَت الَّتِي هِيَ لِلشَّعْب تِكُون بِالنِّسْبَة لِلخَادِم وَالكَاهِن خَطَايَا .. فَالكَاهِن يُصْرُخ وَيَقُول " خَطَايَاي " . (ب) فُقْدَان رُوحٌ التَّلْمَذَة : ======================================== أي عَدَم حُضُور الإِجْتِمَاعَات .. لاَ يَزِيدْ مِنْ مَعْلُومَاتُه .. لاَ يَحْتَرِم تَنْفِيذ التَّعْلِيمَات أي يُصْبِح مُعَلِّمْ وَفِي هذَا نَقُول مَوْقِفْ إِنْ سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة الثَّالِث لَمَّا زَار كِنِيسِة مَارِجِرْجِس بِهِلْيُوبُولِيس قَالْ لِيَّ 62 عَاماً فِي مَجَال مَدَارِس الأحَدٌ وَلاَزِلْت أشْعُر إِنِّي تِلْمِيذ – دَه سَيِّدْنَا البَابَا – أمَّا نَحْنُ فَفِي كِبْرِيَائْنَا الَّذِي يَمْنَعْنَا مِنْ مُمَارَسِة خِدْمِتْنَا .. لاَزِم أتْعَوِّدٌ أنْ يَكُون فِيَّ حُبْ التَّلْمَذَة وَحُبْ الإِنْتِفَاع مِنْ ذَلِك وَذَاك وَأتَكَلَّمْ مَعَ ذلِك وَأشْعُر أنَّ رَبِّنَا بَعَتْ لِيَّ ذَلِك لِلمَنْفَعَة . (ج) كَثْرِة الإِنْشِغَال : ============================== الخِدْمَة نَفْسَهَا تُدَخِلْنَا فِي دَائِرِة المَشْغُولِيَات فَالمَشْغُولِيَات تُنْسِينَا طَرِيقْنَا وَبُنَاءْنَا الرُّوحِي وَحَيَاتْنَا الرُّوحِيَّة .. فَكَثِير مِنْ الخُدَّام وَالخَادِمَات لاَ يَحْضَرُوا العَشِيَات مِنْ كَثْرِة المَشْغُولِيَات فَإِنَّ هذَا الحُضُور هُوَ جَيِّدٌ لِلتَّعْلِيمْ .. الصَّلاَة فِي حَيَاة الخَادِم هِيَ حَجَر الزَّاوْيَة لُه فَهُوَ يَقُول أُدْخُل مَخْدَعَك وَاغْلِقٌ بَابَك وَصَلِّي مِنْ أجْل مَخْدُومِيك ( مت 6 : 6 ) .. هذِهِ هِيَ العِشْرَة مَعَ رَبِّنَا فَنَخْتَبِر تَذَوُق الصَّلاَة .. نِدُوق طَعْم الإِنْجِيل .. إِخْتِبِر لأِنَّكَ فِي الإِخْتِبَار خِدْمِتَك تِختِلِفْ كَماً وَكَيْفاً .. إِخْتِبِر لأِنْ بِالإِخْتِبَار يَجْعَل لِلكَلاَم لَهُ تَأثِير وَتَقُول الكَلاَم أعْمَقٌ بِكَثِير .. إِخْتِبِر لأِنْ الإِخْتِبَار يُعْطِي لِلخِدْمَة طَعْم .. إِخْتِبِر لأِنْ الإِخْتِبَار يِعَيِّشَك فَرْحَان وَهَادِئ إِنْ لَك هَدَفْ مُهِمْ هُوَ تَوْصِيل رِسَالِة الْمَسِيح وَبِتِشْهَدٌ بِإِسْمُه فِي المُجْتَمَع .. هُنَاك سُؤَال صَعْب لِمَاذَا أنْتَ عَايِش ؟ فَالرَّدٌ يِكُون عَايِش مِنْ أجْل تَحْقِيقٌ ذَاتِي فِي المُجْتَمَع !! .. فَيَكُون الرَّدٌ .. لاَ .. إِنْتَ عَايِش مِنْ أجْل التَّبْشِير بِإِسْم الرَّبَّ يَسُوع وَالشِّهَادَة لَهُ وَأنْ تَعْمَل مِنْ أجْل مَجْد الله وَتَقُول إِنُّه قَدْ إِقْتَرَبْ مَلَكُوت السَّموَات ( مت 3 : 2 ) . إِنَّ أهَمْ هَدَفْ فِي الحَيَاة هُوَ رِبْح الأبَدِيَّة وَأنْتَ تَعْمَل لِنَشْر هذِهِ الأبَدِيَّة وَتَقُول لَقَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات .. هذَا هُوَ هَدَفَك .. هذَا هُوَ أهَمْ هَدَفْ فِي حَيَاتَك وَكُلَّ عَمَلَك هذَا هُوَ .. إِخْتِبِر لأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَخْتَبِر فَإِنَّكَ حَتِرْتِبِك وَإِنْ إِرتَبَكْت فَالإِهْتِمَامَات سَتِرْتِبِك وَلَوْ إِرْتَبَكِتْ إِهْتِمَامَاتَك فَتُصْبِح إِنْسَان سَيِّئ .رَبِّنَا يَسُوع يُعْطِينَا أنْ نَرَاه وَأنْ نَلْمَسُه وَنُشَاهِدُه فَلاَبُدْ أنْ نَخْتَبِرُه وَنَذُوقُه وَنُنَادِي وَنَقُول تَعَالُوا وَانْظُرُوا .. أُنْظُرُوا مَا أطْيَبْ الرَّبَّ طُوبَى لِجَمِيعْ خَائِفِيه إِنَّمَا هُوَ رَأيْنَاه لِكَي يَكُون لَكُمْ شَرِكَة مَعَهُ وَمَا هُوَ شَاهَدْنَاه هذَا مَا نُخْبِرُه لَكُمْ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

الْمَحَبَّة فِي الْخِدْمَة

مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا يَسُوع فِي الخِدْمَة مِنْ خِلاَل مُعَمْلِتْنَا مَعَ أعْضَائُه .. خُصُوصاً أعْضَائُه المُتَألِمَة إِخْوَة الرَّبَّ أوْ المُحْتَاجِينْ .. رَبِّنَا يَسُوع قَالَ ﴿ أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ﴾ ( يو 10 : 11) .. إِحْنَا رَبِّنَا حَطِّنَا لِخِدْمَة لِنَوْعِيَّة مُعَيَّنَة وَالنَّوْعِيَّة دِي لَهَا بَرَكَة كِبِيرَة جِدّاً فِي خِدْمِتِي .. فَلاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا رُؤْيَة فِي خِدْمِتْنَا عَلَشَانْ كُلَّ عَمَل نِعْمِلُه نِكُون شَاعِرِينْ بِه وَشَاعِرِينْ أنَّ هذِهِ رِسَالَة حَيَّة مُفْرِحَة لَهَا بَرَكَة لَنَا وَلِلَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ .. مَصْدَرٌ الحُبْ فِي الخِدْمَة هُوَ مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا يَسُوع .. النُقْطَة الثَّانِيَة وَسَائِل التَّعْبِير عَنْ هذِهِ المَحَبَّة :0 *1* مَصْدَرٌ الحُبْ : ============================= مَصْدَرٌ مَحَبِّتْنَا فِي الخِدْمَة هُوَ رَبِّنَا يَسُوع .. فِي مَحَبَّة فِي الخِدْمَة .. مَحَبَّة مُمْكِنْ تِكُون عَاطِفِيَّة أوْ إِجْتِمَاعِيَّة أوْ مَحَبَّة ذَاتِيَّة أوْ عِلاَقَات عَادِيَّة .. كُلَّ دَه فِي الخِدْمَة لاَ يِوَصَلْ لِمَحَبِّة الْمَسِيح .. لاَ يِوَصَلْ الرِّسَالَة إِلاَّ إِحْنَا عَاوْزِينْ نِوَصَلْ مَحَبِّتْنَا لِلمَخْدُوم .. المَحَبَّة الحَقِيقِيَّة هِيَ إِنْعِكَاس لِمَحَبِّة رَبِّنَا يَسُوع .. فِي مَحَبِّتْنَا لَهُمْ نُشْعُر بِمَحَبِّتُه لَنَا وَإِحْنَا نِنْقِلْهَا لِلمَخْدُومِينْ أنَّ مَحَبِّة الله قَدْ إِنْسَكَبِتْ فِي قُلُوبِنَا ( رو 5 : 5 ) .. رَبِّنَا أحَبِّنَا فَلَّمَا أحَبِّنَا أصْبَحْنَا مَدْيُونِينْ بِمَحَبَّتِهِ وَلَمَّا أصْبَحْنَا مَدْيُونِينْ بَحَثْنَا كَيْفَ نُعَبِّر عَنْ مَحَبَّتِهِ فِي دَاخِلْنَا فَوَجَدْنَا أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ أنْسَبْ مِنْ أنْ نُعَبِّر عَنْ مَحَبَّتِهِ بِمَحَبِّتْنَا لأِوْلاَدُه فَأحْبَبْنَا أنْ نَخْدِمُه وَنَخْدِم أوْلاَدُه .. وَكَمَا هُوَ أحَبَّنَا إِلَى المُنْتَهَى نَحْنُ نُحِبْ أوْلاَدُه إِلَى المُنْتَهَى .. وَكَمَا هُوَ أحَبَّنَا حَتَّى بَذَلَ ذَاتُه مِنْ أجْلِنَا كَذلِك نَحْنُ نُحِبُّهُمْ وَنَبْذِل ذَوَاتْنَا .. مِنْ هُنَا نُحِبْ العَطَاء وَنُقَدِّمَهُمْ عَنْ أنْفُسْنَا .. مِنْ هُنَا نُحِبُّهُمْ مِنْ خِلاَل الْمَسِيح .. مَحَبِّتْنَا لُهُمْ تِوَدِينَا إِحْنَا لِلْمَسِيح وَتِوَدِيهُمْ هُمَّ لِلْمَسِيح عَشَانْ نِحْذَر مِنْ المَحَبَّة الَّتِي كُنَّا نَقُول عَلِيهَا .. المَحَبَّة الَّتِي عَلَى مُسْتَوَى الضَمِير أوْ الأخْلاَقٌ أوْ الإِجْتِمَاعِيَات أوْ الذَّاتِيَات . أحْيَاناً مُمْكِنْ أحِبْ إِنْسَان عَلَشَانْ بِالنِّسْبَة لِيَّ شَخْص لَطِيفْ .. إِنُّه شَخْص بِيِسْمَعْ كَلاَمِي فَأنَا أحِبُّه .. إِنْ شَخْص يَسْتَجِيبْ لأِوَامْرِي فَأنَا أحِبُّه .. لكِنْ المَحَبَّة الِّلِي مِنْ الْمَسِيح وَلِلْمَسِيح مَحَبَّة عَلَى مُسْتَوَى مَحَبِّة الْمسِيح لَنَا .. وَكُلَّ مَا عِلاَقْتِي مَعَ الْمَسِيح تِزِيدْ كُلَّ مَا دَه بَعَبَّر عَنُّه مِنْ خِلاَل سُلُوكِيَاتِي وَأعْمَالِي مَعَ الَّذِينَ أخْدِمَهُمْ .. إِحْنَا بِنِخْدِم خِدْمَة .. رَبِّنَا خَصِّنَا بِهَا بِالذَّات .. أكْثَر حَاجَة نِحْتَاجْهَا الحُبْ .. مُمْكِنْ الإِنْسَان مِشْ مِحْتَاجٌ لِوَعْظ .. مِشْ مِحْتَاجٌ لِتَعْلِيمْ .. مِشْ مِحْتَاجٌ لِعَطَايَا مَادِّيَّة لكِنْ مِحْتَاجٌ جِدّاً لِلحُبْ .. كُلَّ مَا كَانْ مَحَبِّتِي لِرَبِّنَا يَسُوع مَحَبَّة مُخْتَبِرَة .. مَحَبَّة أصِيلَة .. مَحَبَّة عَمِيقَة .. مَحَبَّة ثَابِتَة كُلَّ مَا أُعْطِي لِلمَخْدُومِينْ بِتُوعِي مَحَبَّة عَلَى نَفْس المُسْتَوَى .. لَمَّا أجِدٌ نَفْسِي عِلاَقْتِي مَهْزُوزَة وَمِشْ شَاعِر بِمَحَبِّة رَبِّنَا فِي حَيَاتِي الخَاصَّة .. شَكْوِتِي مِنْ الخِدْمَة وَالمَخْدُومِينْ تِزِيدْ وَرُؤْيِتِي لأِوضَاع خَاطِئَة كَثِيرَة تِزِيدْ وَكُلَّ حَاجَة مِشْ عَجْبَانِي .. الِّلِي بَخْدِمْهُمْ مِشْ عَجْبِنِّي .. زَمِيلاَتِي وَزُمَلاَئِي مِشْ عَجْبِنِّي وَقَادِة الخِدْمَة مِشْ عَجْبِنِّي وَظُرُوفِي مِشْ عَجْبَانِي .. لَمَّا أنَا بَشُوف نَفْسِي مِلَخْبَطْ بَشُوف كُلَّ حَاجَة مِلَخْبَطَة .. لَمَّا أنَا بَشُوف نَفْسِي ثَابِتْ وَنَامِي بَشُوف كُلَّ حَاجَة ثَابْتَة وَنَامْيَة .. فَعِلاَقْتِي بِالمَخْدُومِينْ هِيَّ إِنْعِكَاس لِحَيَاتِي مَعَ رَبِّنَا . عَايْزِينْ تِقَدِّمُوا مَحَبَّة فِي خِدْمِتْكُمْ ذُوقُوا مَحَبِّة رَبِّنَا لَكُمْ .. مَحَبِّة رَبِّنَا الَّتِي بِلاَ حُدُود .. مَحَبِّة رَبِّنَا الِّلِي إِحْنَا لاَ نَسْتَحِقَهَا .. مَحَبِّة رَبِّنَا الغَافِرَة .. مَحَبِّة رَبِّنَا الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة .. كُلَّ مَا أنَا أخْتَبِرْهَا أُقَدِّم مَحَبَّة عَلَى مُسْتَوَاهَا .. أبُص ألاَقِي نَفْسِي فِي وَقْت مِنْ الأوْقَات عَاوِز أحِبْ بِشُرُوط .. أقُول لَك الحُبْ هذَا لَيْسَ مِنْ الْمَسِيح لأِنَّ الْمَسِيح لَمَّا بِيحِبْ لَيْسَ لَهُ شُرُوط .. أحْيَاناً أبْقَى عَاوِز أحِبْ بِحُدُودٌ .. أقُول لَك مِشْ مِنْ الْمَسِيح لأِنَّ الْمَسِيح عِنْدَمَا يُحِبْ لَيْسَ لَهُ شُرُوطْ .. أبْقَى عَاوِز أحِبْ بِحُدُودٌ .. أقُول لَك مَحَبِّة الْمَسِيح بِغِير حُدُودٌ .. أحْيَاناً عَاوِز أحِبْ وَأخُذْ مُقَابِلْ .. مَحَبِّة الْمَسِيح لَيْسَ لَهَا مُقَابِلْ .. كُلَّ مَا كَانْ الإِنْسَان ذَاقَ مَحَبِّة رَبِّنَا فِي حَيَاتُه يِعْرَف يِوَصَلْهَا لِلآخَرِينْ .. عِنْدَمَا قَالْ ﴿ مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذَ ﴾ ( أع 20 : 35 ) .. ﴿ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى ﴾ ( يو 13 : 1 ) . شُوف رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا كَانْ بِيِتْعَامِلْ مَعَ مُخْتَلَفْ النَوْعِيَات مُنْتَهَى الحُبْ .. الشَّاب الغَنِي جَاءَ إِلَيْهِ نَظَرَ إِلَيْهِ وَأحَبُّه .. طَيِّبْ مَا هُوْ مِشْ بِيحِبَّك يَارَبَّ بِيحِبْ المَال أكْثَر مِنَّك .. هذَا لاَ يَسْتَحِقٌ حُبَّك .. قَالْ يَسْتَحِقٌ حُبِّي .. هَلْ يَا تَرَى يَتَجَاوَبْ مَعَ مَحَبِّتِي وَلاَّ لأ ؟ هِيَّ دِي النُقْطَة حَيُشْعُر بِمَحَبِّتِي فِي حَيَاتُه وَيِبَادِلْنِي حُبْ بِحُب وَعَطَاء بِعَطَاء وَلاَّ لأ ؟ حَيُشْعُر وَلاَّ مِشْ حَيُشْعُر ؟ هَلْ نَبَضَات قَلْبُه حَتِسْتَقْبِل شُحْنَات مَحَبِّتِي وَمِنْ هُنَا حَيِنْطَقٌ بِحُبِّي وَيُخْبِر كَمْ صَنَعْت بِهِ وَلاَ يَقُول مَضَى حَزِيناً لأِنَّهُ كَانَ ذُو أمْوَال كَثِيرَة ( مت 19 : 22 ؛ مر 10 : 22 ) . عَلَشَانْ كِدَه رِسَلِتْنَا مِشْ عَلَشَانْ بِنِخْدِم خِدْمَة إِجْتِمَاعِيَّة مِشْ مُجَرَّدٌ إِنِّنَا عَاوْزِينْ نِحَسِّنْ مِنْ مُسْتَوَى دِرَاسِي فَقَطْ أوْ إِجْتِمَاعِي أوْ أخْلاَقِي فَقَطْ .. لاَ .. إِحْنَا لَنَا مُهِمَّة أرْقَى مِنْ كِدَه أنْ نُحْضِر كُلَّ إِنْسَان كَامِلٌ لِلْمَسِيح ( كو 1 : 28 ) .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول كَانْ بِيْشَبِّه الخِدْمَة بِتَاعْتُه كَأنَّهُ كُلَّ شِوَيَّة يِجِيبْ عَرُوسَة لِلْمَسِيح .. بِيقُول خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٌ لأُِقَدِّم عَذْرَاء عَفِيفَة لِلْمَسِيح ( 2كو 11 : 2 ) .. حَاسِس إِنُّه نِفْسُه يِجِيبْ عَرَايِس لِلْمَسِيح .. عَمَّال يَجُول بِيَبْحَث .. يَفْتَقِد .. يِعَلِّمْ .. يَضَعْ نَفْسُه تَحْت الكُلَّ عَلَشَانْ يُقَدِّم عَذْرَاء عَفِيفَة . جَمِيلٌ إِنْ إِحْنَا نِحَسِّنْ مِنْ مُسْتَوَاهُمْ التَّعْلِيمِي .. النَّفْسِي .. البَدَنِي .. الذِّهْنِي – شِئ جَمِيلٌ – لكِنْ لاَ نَنْسَى فِي كُلَّ هذَا إِنْ أوْلاَدْنَا نِنْقِل لُهُمْ مَحَبِّة الْمَسِيح لأِنَّ هذِهِ هِيَ الَّتِي سَوْفَ تَدُوم مَعَاهُمْ .. رَبِّنَا يَسُوع كَانْ بِيِنْقِل مَحَبِّتُة لِكُلَّ مَنْ يَتَعَامَلْ مَعَاهُمْ إِنْ كَانْ فِرِّيسِي .. إِنْ كَانْ نَامُوسِي .. إِنْ كَانِتْ إِمْرَأة خَاطِئَة .. إِنْ كَانْ تِلْمِيذٌ .. إِنْ كَانْ مُحِبْ .. إِنْ كَانْ عَدُو كَانْ بِيِنْقِل رِسَالِة مَحَبِّتُة لِلكُلَّ لِدَرَجِة إِنْتَقَدُوه .. قَالُوا لَهُ إِنْ إِنْتَ مُحِبْ لِلعَشَّارِينْ وَالخُطَاة ( لو 7 : 34 ) .. هُوَ يِحِبْ لأِنَّهُ مَحَبَّةٌ ( 1يو 4 : 8 ) .. إِحْنَا لَمَّا نِحِبْ لاَ نُحِبْ فِئَة مُعَيَّنَة وَلاَ نِحِبْ بِشُرُوطْ وَلاَ نَقُول لَوْ دَه عَمَلْ كِدَه أنَا أعْمِل مَعَاه كِدَه .. لاَ .. إِحْنَا بِنْحِبْ مَحَبَّة عَلَى مُسْتَوَى الْمَسِيح .. مِنْ الْمَسِيح وَلِلْمَسِيح وَبِالْمَسِيح .. أنَا قُدْرَاتِي مَحْدُودَة لَوْ تَرَكْت نَفْسِي لِعَوَاطْفِي .. وَلَوْ تَرَكْت نَفْسِي لِذَاتِي وَلِفِهْمِي سَوْفَ أجِدٌ نَفْسِي بَقَسِّمْ النَّاس أقْسَام .. نَاس أحِبُّهُمْ قَوِي وَنَاس نُص نُص وَنَاس بَكْرَهُمْ وَنَاس بَحِبْ أبْعِدٌ عَنْهُمْ .. لَوْ وَضَعْت الْمَسِيح فِي عِلاَقْتِي سَوْفَ أجِدٌ نَفْسِي بَقْبَلْ الكُلَّ وَبَحِبْ الكُلَّ ..زَي الْمَسِيح مَا قَبَلْنِي لاَزِم أقْبَل الكُلَّ .. زَي الْمَسِيح مَا غَفَرْ لِي لاَزِم أغْفِر لِلكُلَّ .. مَصْدَرٌ مَحَبِّتْنَا فِي الخِدْمَة لاَزِم يِكُون شَخْص الْمَسِيح المُبَارَك . عَلَشَانْ كِدَه نِحْذَرٌ أنْ نُقَدِّم مَحَبَّة خَارِج الْمَسِيح .. نِحْذَرٌ نِقَدِّم مَحَبَّة عَلَى مُسْتَوَى إِجْتِمَاعِي .. مُمْكِنْ نَاس تِعْمِل نَشَاطْ فِي نَادِي إِجْتِمَاعِي وَتِجِيبْ مُدَرِّبْ يِدَرَّبْ أوْلاَدْهُمْ وَتَنْشَأ بَيْنَهُمْ عِلاَقَة حِلْوَة لكِنْ هذِهِ لَيْسَتْ مَحَبَّة فِي الْمَسِيح .. مَحَبَّة أخْلاَقِيَّة أوْ إِجْتِمَاعِيَّة .. مُمْكِنْ وَاحِدٌ طَبْعُه حَبُّوب أوْ إِجْتِمَاعِي لكِنْ لَيْسَ مَحَبَّة فِي الْمَسِيح .. المَحَبَّة الِّلِي فِي الْمَسِيح مَحَبَّة عَلَى مُسْتَوَى مَحَبِّة الْمَسِيح لَنَا .. شُوْف مَحَبِّة الْمَسِيح لَنَا شَكْلَهَا إِيه وَخُذُوا بَالْكُمْ أنَّ مَحَبِّتْنَا لِلِّي حَوَالِينَا مِرْآة لِمَحَبِّتْنَا لِلْمَسِيح .. أقْدَر أقُول إِنْ هِيَّ تِكْشِفْنِي إِيه عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح .. أوِّل مَا لاَقِي إِنْ عِلاَقْتِي بِالِّلِي حَوَلَيَّ مَهْزُوزَة دَه مُؤشِر وَمِرْآة تِقُول إِنْ مَحَبِّتِي لِلْمَسِيح مَحَبَّة مَهْزُوزَة .. أوِّل مَا لاَقِي أحْتَمِل ضَعْف الضُّعَفَاء وَأحِبْ العَطَاء وَالخَفَاء وَأحِبْ المَحَبَّة الِّلِي بِلاَ سَبَبْ هِيَّ دِي المَحَبَّة الِّلِي عَلَى مُسْتَوَى الْمَسِيح . فِيه فَرْقٌ بِينْ الخِدْمَة الإِجْتِمَاعِيَّة وَالخِدْمَة الرُّوحِيَّة .. فَرْقٌ بِينْ الأنْشِطَة وَبِينْ أهْدَاف الأنْشِطَة .. فَرْقٌ بِينْ وَاحِدٌ بِيِعْمِلْ عَمَلْ وَوَاحِدٌ كَيْفَ يَعْمَلْ العَمَلْ وَمَا هَدَفُه مِنْ هذَا العَمَلْ ؟ .. فِيه فَرْقٌ بِينْ مُدَرِّس يِصَلِّي قَبْل مَا يِشْرَح وَبَعْد مَا يِشْرَح بِيْصَلِّي وَأثْنَاء الشَّرْح بِيِسْتَخْدِم تَعْبِيرَات وَأُمور تُشِير إِلَى أنَّهُ إِنْسَان مُمْتَلِئ بِالله وَفَرْقٌ بِينْ إِنْسَان أوِّل مَا يَحْتَدٌ خَرَج عَنْ مَشَاعْرُه وَخَرَّج ألْفَاظ مُتْعِبَة وَظَهَرْ بِصُورَة مُعْثِرَة .. نِقْدَرٌ نِقُول عَلِيه مُدَرِّس وَلَيْسَ خَادِم .. مَحَبِّتْنَا لِلمَخْدُومِينْ عَلَشَانْ نِقْدَرٌ نِوَصَلْهَا لُهُمْ نِوَصَلْهَا مِنْ الْمَسِيح وَلِلْمَسِيح .. إِمْتِحَان رَبِّنَا يَسْمَح إِنْ إِحْنَا نُوضَعْ فِيه بِاسْتِمْرَار وَهُوَ أدْ إِيه فِي خِدْمِتِي أقِيس نَفْسِي عَلَى مُسْتَوَى مَحَبِّتِي بِالْمَسِيح .. بِتِكْشِفْنِي فِي إِحْتِمَالِي .. بِتِكْشِفْنِي فِي طُول أنَاتِي .. فِي سِعَة صَدْرِي .. فِي إِحْتِمَال الأخْطَاء .. فِي الصَّلاَة مِنْ أجْلُهُمْ . جَمِيلٌ جِدّاً صَمُوئِيل النَّبِي لَمَّا الشَّعْب رَفَضُوه وَقَالُوا لَهُ عَاوْزِينْ نِشُوف لَنَا مَلِك .. إِنْتَ مِشْ عَاجِبْنَا .. قَالَ لِي حَاشَا لِي أنْ أُخْطِئ إِلَى الرَّبَّ وَأكُفْ عَنْ الصَّلاَة مِنْ أجْلُكُمْ ( 1صم 12 : 23 ) .. أنَا حَفْضَل أحِبُّهُمْ .. إِذَا كَانُوا هُمَّ عَاوْزِينْ غِيرِي سَوْفَ أحِبُّهُمْ .. وَلاَ يُوْجَدٌ مُؤشِر أصْدَقٌ لِلمَحَبَّة مِنْ الصَّلاَة .. عَلَشَانْ نِقِيس خِدْمِتْنَا صَحٌ أدْ إِيه بِنْصَلِّي فِي خِدْمِتْنَا ؟ .. بَعْض الآبَاء نَصَحُونَا يَارِيتْ تِصَلِّي أدْ وَقْت خِدْمِتَك .. لَيْتَنَا نَتَكَلَّمْ مَعَ الْمَسِيح عَنْ مَخْدُومِينَا أكْثَر مَا نِكَلِّمْ مَخْدُومِينَا عَنْ الْمَسِيح .. يَعْنِي أكَلِّمُه هُوَ .. أشْتِكِي لُه هُوَ .. أعْرِض عَلِيه هُوَ .. مُهِمْ جِدّاً أنْ تَكُون عِلاَقْتِي بِالمَخْدُوم مِنْ خِلاَل عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح مِشْ خَارِج عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح . *2* وَسَائِل التَّعْبِير عَنْ هذِهِ المَحَبَّة : =========================================================== *أ* الصَّلاَة مِنْ أجْلُهُمْ : ===================================== أوِّل وَسِيلَة لِلتَّعْبِير عَنْ هذِهِ المَحَبَّة الصَّلاَة مِنْ أجْلُهُمْ .. مِنْ أهَمْ وَسَائِل التَّعْبِير عَنْ مَحَبِّتْنَا لِلمَخْدُومِينْ أنْ نُصَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ .. أنْصَحْكُمْ إِنْ أسْمَاء الِّلِي بِتِخْدُمُوهُمْ تِكُون مَعَاكُمْ فِي الأجْبِيَة بِتَاعِتْكُمْ عَلَشَانْ لَمَّا تِصَلُّوا تُذْكُرُوا المَخْدُومِينْ بِتُوعْكُمْ بِأسْمَائِهِمْ .. عَلَشَانْ لَمَّا نِحْضَر قُدَّاس نُذْكُر المَخْدُومِينْ بِتُوعْنَا فِي كُلَّ طِلْبَة نُذْكُرْهُمْ بِأسْمَائِهِمْ .. أكْثَر حَاجَة تِنَمِّي المَحَبَّة بَيْنَنَا وَبَيْنَ المَخْدُومِينْ الصَّلاَة مِنْ أجْلُهُمْ . *ب* المَعْرِفَة الشَّخْصِيَّة : ========================================= مِنْ وَسَائِلْ مَعْرِفِة تَعْبِيرْنَا مَحَبِّتْنَا لِلمَخْدُومِينْ إِنْ إِحْنَا لاَبُدْ أنْ نَعْرَفَهُمْ بِظُرُوفْهُمْ بِأسْمَائِهِمْ .. بِأحْوَالْهُمْ .. بِأُمُورْهُمْ الشَّخْصِيَّة .. صَعْب جِدّاً إِنْ أنَا عَاوِزْ أعَبَّر عَنْ مَحَبِّتِي لِوَاحِدٌ وَأنَا مِشْ عَارِفْ إِسْمُه .. لاَزِم أعْرَفُه .. أعْرَفْ إِسْمُه .. أعْرَفْ أحْوَالُه .. جَمِيلٌ مِنْ وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ مَحَبِّتِي أبْقَى عَارِفْ أحْوَال كُلَّ شَخْص بِطَبْعُه .. بِظُرُوفْ بِيتُه .. بِمَشَاكْلُه .. بِهُمُومُه .. بِاحْتِيَاجَاتُه .. بِنَقَائِصُه .. – أبْقَى عَارِفْ – أحْيَاناً نِكُون بِنِخْدِم نَاس مِشْ عَارْفِينْ إِيه الخَلْفِيَّة بِتَاعِتْهُمْ .. مِشْ عَارْفِينْ أحْوَالْهُمْ المَادِّيَّة بِالظَّبْط .. مِشْ عَارْفِينْ الوَلَد دَه وَالْدُه مَوْجُودٌ أم لاَ .. وَالْدِتُه مَوْجُودَةٌ أوْ لاَ .. إِيه المَشَاكِلْ الِّلِي فِي البِيتْ .. – لاَزِم أعْرَفْ – . جَمِيلٌ جِدّاً لَمَّا رَبِّنَا يِقُول مَعْرِفْتَك أعْرِفْ حَال غَنَمَك وَاجْعَل قَلْبَك عَلَى قُطْعَانَك ( أم 27 : 23 ) .. إِعْرَفْ حَال غَنَمَك .. دَه فِيه إِيه وَدَه مَالُه .. أحْيَاناً نِشْتِكِي الوَلَد دَه عَلَى طُول سَرْحَانْ .. الوَلَد دَه مِشْ بِيْرَكِّز .. دَرَجَاتُه وِحْشَة .. مُهْمِل .. عَنِيد .. دِي مَشَاكِل لَوْ بَحَثْت فِيهَا سَوْفَ تَجِدْ أسْبَاب .. لاَزِم مَعْرِفَة ظُرُوفْ المَخْدُومِينْ مِنْ أبْسَطْ قَوَاعِد المَحَبَّة إِنْ أنَا أعْرَفْ الِّلِي قُدَّامِي .. لاَبُدْ إِنْ أنَا أتْعَامِل مَعَاه كَشَخْص مِشْ كَرَقَمْ .. هُنَاك فَرْقٌ بَيْنَ الشَّخْص وَالرَّقَمْ .. هُنَاك فَرْقٌ بَيْنَ Person وَبَيْنَ Number .. مُمْكِنْ تِقُول أنَا عَنْدِي (( 15)) مِينْ هُمَّ إِلـ (( 15)) دُول ؟ .. أبْقَى مِشْ عَارِفْ .. يِهَزَرُوا مَعَ بُتُوع الجِيش يِقُول لُه يَا نِمْرَة – مُجَرَّدٌ رَقَمْ – لَمَّا يَاخْدُوا الغِيَاب .. عِد 1 ؛ 2 ؛ 3 .. – رَقَمْ – هَلْ أنَا بَتْعَامِلْ مَعَ المَخْدُومِينْ مُجَرَّدٌ رَقَمْ وَلاَّ شَخْص لُه ظُرُوف وَاحْتِيَاجَات وَلُه مَشَاكِلْ وَأعْرَفْهَا ؟ .. لَوْ وَلَدٌ عَنْدُه مُشْكِلَة صِحِيَّة أوْ حَدٌ عَنْدُه مُشْكِلَة تُؤرِقُه مِنْ وَاجِبْ مَحَبِّتِي أنَا وَقَلْبِي الِّلِي بِيِتْحَرَّك بِالمَحَبَّة تِجَاه الَّذِينَ أخْدِمَهُمْ أنْ أتَابْعُه . مِنْ أكْثَر مَشَاكِلْ العَصْر دِلْوَقْتِي إِنْ كُلَّ وَاحِدٌ يِهْتَمْ بِنَفْسُه فَقَطْ .. لَوْ كُلَّ وَاحِدٌ إِهْتَمْ بِنَفْسُه فَقَطْ تِكُون أنَانيَّة .. وَلأِنَّنَا فُقَرَاء فِي المَحَبَّة مِشْ حَنِقْدَرٌ نُعْطِي مَحَبَّة .. أنَا عَنْدِي مَشَاكِلْ وَمَفِيش حَدٌ بِيِسْأل فِيَّ إِزَّاي تُطْلُبْ مِنِّي أسْأل فِي حَدٌ إِذَا كَانْ أنَا مَاحَدِش بِيِسْأل فِيَّ ؟!! .. لأِنْ الْمَسِيح مِشْ مِشَبَعَك لأِنَّك لَجَأت لِلنَّاس وَالنَّاس مِشْ مُمْكِنْ تُعْطِيك المَحَبَّة الِّلِي إِنْتَ بِتُطْلُبْهَا .. لكِنْ لَوْ إِنْتَ غَنِي بِمَحَبِّة الْمَسِيح مِشْ حَتُطْلُبْ مَالَك حَتُطْلُبْ مَا لِغِيرَك لأِنَّ المَحَبَّة لاَ تَطْلُبْ مَا لِنَفْسِهَا ( 1كو 13 : 5 ) .. مُشْكِلِتْنَا إِنْ إِحْنَا بِنُطْلُبْ مَا لِنَفْسِنَا حَتَّى لَوْ إِحْنَا بِنِخْدِم بِنْفَكَّر كَيْفَ نَأخُذْ أكْثَر مِنْ كَيْفَ نُعْطِي .. وَحَتَّى لَوْ مِشْ عَلَى المُسْتَوَى المَادِّي عَلَى مُسْتَوَى الذَّات وَالكَرَامَة .. إِزَّاي أنَا أخُذْ ؟ .. إِزَّاي أنَا مَصْدَرٌ الخِدْمَة كَيْفَ الأوْلاَدٌ وَالبَنَات يَلْتَفُّوا حَوَلَيَّ أنَا فَأصْبَح أنَا بَخْدِم عَلَشَانْ أنَا الِّلِي أخُذْ مِشْ أنَا أُعْطِي . وَسَائِل تَعْبِير عَنْ المَحَبَّة .. الصَّلاَة .. المَعْرِفَة الشَّخْصِيَّة .. أعْرَفْ إِسْمُه .. أعْرَفْ أحْوَالُه .. أعْرَفْ ظُرُوفُه وَأتَابْعُه وَمُتَابْعِتِي أصَلِّي مِنْ أجْلُه .. أسْأل عَلِيه .. أعْرَفْ ظُرُوفْ فُلاَنْ وَفُلاَنْ .. الشَّخْص لَمَّا بِيِعْرَفْ إِنْ حَدٌ مِهْتَمْ بِه بِيِفْتَحٌ لُه قَلْبُه .. لَمَّا يِلاَقِي حَدٌ يِسْأل عَلِيه يُبْقَى مِشْ مِصَدَقٌ .. لَمَّا يِلاَقِي مَرَّة عَلَى مَرَّة يُبْقَى فَرْحَانْ وَخُصُوصاً لَمَّا يُشْعُر إِنْ هذِهِ المَحَبَّة مَحَبَّة صَادِقَة وَدَائِمَة .. مُعْظَمْ الأوْلاَدٌ بِيِشْتِكُوا مِنْ إِنْ مَفِيش حَدٌ بِيحِبُّهُمْ .. مُعْظَمْ وِلاَدْنَا بِيْقُولُوا صَحْبِي لَمَّا يِعُوز حَاجَة مِنِّي بِيقَرَّبْ لِيَّ وَلَمَّا الحَاجَة بِتْرُوح بِيِبْعِد عَنِّي .. مَا حَدِش بِيِسْأل عَلِيه .. بِاسْتِمْرَار فُقَرَاء لِلحُبْ .. لَمَّا يِلاَقُوا حَدٌ بِيحِبُّهُمْ لأِنْفُسَهُمْ .. لِذَوَاتْهُمْ لأِنْ دِي مَحَبَّة مِنْ الْمَسِيح الأمر بِيِخْتِلِفْ تَمَاماً .. لاَبُدْ يَا أحِبَّائِي نِعْرَفْ أحْوَال أوْلاَدْنَا .. نِعْرَفْ ظُرُوفْهُمْ .. نِعْرَفْ مَشَاكِلْهُمْ .. نِعْرَفْ تِكُون عِلاَقِتْنَا بِهُمْ عِلاَقَة عَمِيقَة مِشْ سَطْحِيَّة . *ج* التَّشْجِيع : ======================== مِنْ وَسَائِل التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة المُهِمَّة جِدّاً التَّشْجِيع ..إِحْنَا فِي هذَا الوَقْت قَلِيل جِدّاً إِنْ الوَاحِدٌ يِسْمَع مِنْ الآخَر كِلْمَة تِشَجَّعُه .. مُعْظَمْ الكَلِمَات كَلِمَات مُحْبِطَة .. كَلِمَات تِجِيبْ فَشَلْ .. كَلِمَات تِوَلِّدْ حُزْن .. تَمَلِّي إِحْنَا لاَ نَعْرِفْ نِشَجَع .. أقُول هذَا إِحْتِيَاجٌ كِبِير جِدّاً عَنْد أوْلاَدْنَا شَجَّعُه .. يِقُول فِي خِدْمَة إِسْمَهَا (( شَجَّعُوا صِغَار النُّفُوس )) .. خِدْمَة إِسْمَهَا (( تَأنُّوا عَلَى الجَمِيع )) .. فِي خِدْمَة لِلتَّشْجِيع .. لِلتَّأنِّي .. إِسْنِدُوا الضُّعَفَاء ( 1تس 5 : 14) .. خِدْمِة السَنَد .. خِدْمِة المَحَبَّة .. هذَا إِحْتِيَاجٌ عَنْد أوْلاَدْنَا .. جَمِيلٌ جِدّاً الإِنْسَان يُبْقَى عَارِفْ وَهُوَ بِيِخْدِم بِيِسْنِد نَفْس .. بِيِرْفَعْ نَفْس .. كِلْمَة مُمْكِنْ تِفَرَّح وَكِلْمَة مُمْكِنْ تِفْشِل .. الإِنْسَان مُمْكِنْ يِنْجَح بِسَبَبْ كِلْمَة وَيِفْشَل بِسَبَبْ كِلْمَة .. عَلِّمُوا أنْفُسْكُمْ تِقُولُوا كِلْمِة تَشْجِيع حَتَّى لَوْ كَانَ الَّذِي أمَامَنَا مُسْتَوَاه ضَعِيفْ لكِنْ مُمْكِنْ يِكُون عَنْدُه كَلِمَة مُضِيئَة .. لَمَّا وَاحِدٌ يِكُون ضَعِيفْ فِي مَادَّة وَشَاطِر فِي مَادَّة نُقْعُد نِشَجَّعُه .. لَمَّا يِجَاوِبْ سُؤَال صَح وَثَلاَثَة غَلَطْ نِشَجَّعُه عَلَى السُؤَال الِّلِي جَاوْبُه . إِحْنَا تَمَلِّي نِشُوف الحَاجَة السَّلْبِيَّة فَقَطْ .. سَيِّدْنَا بِيْقُولُوا عَلِيه قَبْل أنْ يَكُون أُسْقُفْ أوْ بَابَا أوْ كَاهِن حَتَّى كَانْ بِيِخْدِم فِي مَنْطِقَة صَعْبَة خَالِص – حَي الزَّبَّالِينْ – فَسَاعِدْ لَمَّا لَقَى الأوْلاَدٌ مُسْتَوَاهُمْ الدِّرَاسِي وِحِشْ قَوِي وَجَدْهُمْ أقَلْ مِنْ مُسْتَوَى مَحْو الأُمِيَّة .. يِعْمِلْ إِمْتِحَانَات مِشْ عَارِفْ يِكْتِبْ .. إِبْتَدَأ مِنْ أ . ب .. يِمَلِّيه عِبَارَة يِلاَقِيهَا مَكْتُوبَة غَلَطْ .. يِعْمِلْ إِمْلاَء (( 30 )) كِلْمَة بِتُوع الإِمْلاَء غَلَطْ .. قَعَدْ يِعْمِلْ فِيهُمْ مِشْ قَادِر يِكْتِبْ " صِفْر " .. فَمَرَّة مَعَ الأُخْرَى كُلُّهُمْ " صِفْر " .. قَالُوا لَهُ مِشْ حَتُعْطِي لَنَا دَرَجَة يَا أُسْتَاذٌ ؟ .. جَاءَ وَلَدٌ قَالَ لَهُ بُص الإِمْلاَء الأُولَى ((30 )) غَلْطَة .. الثَّانِيَة (( 25 )) غَلْطَة .. الثَّالِثَة (( 21 )) كِلْمَة غَلَطْ .. وَرَّى الوَلَدٌ الإِمْلاَء كَانْ الوَلَدٌ نَفْسُه يُشْعُر إِنُّه بِيِتْحَسِّنْ بَسْ سَيِّدْنَا لَمْ يِحَسِّسُه .. فَقَالَ سَيِّدْنَا أنَا إِتْعَلِّمْت إِزَّاي أنْظُر لِشِئ إِيجَابِي أحْسَنْ مِنْ النَّظَر لِشِئ سَلْبِي حَتَّى لَوْ كَانْ بِيِتْحَسِّنْ تَحْت الصِفْر . نَاس مِنْ عُلَمَاء النَّفْس بِتْقُول مُمْكِنْ نِعِيش مِنْ غِير أكْل ((20 )) يُوم وَمِنْ غِير مَاء (( 3 )) أيَّام وَمُمْكِنْ مِنْ غِير هَوَاء (( 3 )) دَقَائِقٌ لكِنْ مِشْ مُمْكِنْ يِعِيشُوا مِنْ غِير تَشْجِيع دِقِيقَة وَاحِدَة .. يَعْنِي التَّشْجِيع أهَمْ مِنْ الأكْل وَالمِيَاة وَالأُكْسُجِينْ .. أنْ يَسْمَعْ كَلِمَة كُوَيِسَة .. إِحْنَا مِحْتَاجِينْ فِي خِدْمِتْنَا كَلِمَات تَشْجِيع تِسْنِدٌ خُصُوصاً الضُّعَفَاء .. نِشَجَّع .. نِرْفَعْ وَالتَّشْجِيع لَنْ يَجِئ غِير مِنْ نَفْسِيَّة مُسْتَرِيحَة .. الإِنْسَان الِّلِي نِفْسُه مُسْتَرِيحَة يَسْهَلْ عَلِيه كَلاَم المَدِيح وَالإِنْسَان الِّلِي نَفْسُه مُتْعَبَة يَسْهُل عَلِيه الكَلاَم القَاسِي .. خُدُوا بَالْكُمْ كُلَّ الإِنْسَان مَا إِمْتَلأ مِنْ مَحَبِّة الله كُلَّ مَا كَانْ حَنُون .. وَكُلَّ مَا الإِنْسَان كَانْ فَاضِي مِنْ مَحَبِّة الله كَانْ قَاسِي .. أكْثَر نَاس قَاسْيِينْ الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ عَلَشَانْ كِدَه أخَدُوا الوِيلْ .. وَأكْثَر نَاس حِنَيِنِينْ القِدِّيسِينْ وَالنُّسَاك وَالعُبَّادٌ رَغْم إِنُّهُمْ كَانُوا شُدَادٌ مَعَ نَفْسُهُمْ قَوِي .. لكِنْ عَلَى الرَّغْم مِنْ إِنُّه شِدِيدْ مَعَ نَفْسُه عَلَى إِنُّه مَمْلُوء حُنُو عَلَى الآخَر . *د* عَدَم الفَشَل : ============================ الصَّلاَة مِنْ أجْلُهُمْ .. مَعْرِفِة أحْوَالْهُمْ .. تَشْجِيعْهُمْ المُسْتَمِر .. كُلَّ دِي وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة .. أيْضاً عَدَم الفَشَل .. لاَ أشْعُر إِنْ أنَا مِشْ نَافِعْ وَهُمَّ مِشْ حَيِنْفَعُوا .. ﴿ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) . *هـ* التَّلاَمُس الشَّخْصِي : =========================================== وَسِيلَة أخِيرَة وَهْيَ وَسَائِلْ إِنْسَانِيَّة .. يَعْنِي فِيه مَثَلاً حَاجَة تِنْقِلْ إِحْسَاس المَحَبَّة لِلشَّخْص الِّلِي قُدَّامِي وَهْيَ التَّلاَمُس الشَّخْصِي .. أكَلِّمْ وَلَدٌ أوْ بِنْت وَالتَّاسُونِي تَضَعْ يَدَهَا عَلَى كِتْفَهَا .. أوْ أمْسِك يَدْ الوَلَدٌ وَأضُمَهَا .. التَّلاَمُس البَشَرِي يِعْمِلْ نَقْل مَشَاعِر خُصُوصاً الخَادِمَة مَعَ البِنْت وَالخَادِم مَعَ الوَلَدٌ . فِيه عِلْم بِيُدَرّس إِسْمُه ألـ Human touch أوْ المُلاَمَسَة الإِنْسَانِيَّة .. تَخَيَّلُوا لَوْ وَاحِدٌ مَثَلاً ثَائِر جِدّاً وَفِي قِمِّة ثَوْرِتُه لَوْ حَدٌ مِسِك إِيدُه جَامِدٌ حَيْهَدِّيه .. غِير لَمَّا يِقُول لُه بَسْ مِنْ غِير مَا يِمْسِكُه .. حَتْقُول فِرْقِتْ إِيه لَمَّا مِسْكُه ؟ .. تَوَاصَل مَعَاه .. أعْطَاه إِحْسَاس إِنُّه حَاسِس بِهِ .. عَلَشَانْ كِدَه مِنْ وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة إِحْتِضَان أوْلاَدْنَا . إِحْنَا عَارْفِينْ أدْ إِيه الإِنْسَان النِّهَارْدَة فَقِير فِي الحُبْ – فَقِير جِدّاً – .. دَاخِل كُلَّ إِنْسَان مُسْتَوْدَع لِلعَاطِفَة لِلأسَفْ المُسْتَوْدَع دَه فَاضِي وَهذَا يَجْعَل كَثِير مِنْ بَنَاتْنَا بِالذَّات يَجْعَل أي حَدٌ يِبْرِز لِبَنَاتْنَا أي نُوع مِنْ أنْوَاع الإِعْجَاب فِي الحَال يِنْجِذْبُوا .. هِيَّ فَقِيرَة عَاطِفِياً لَمْ تَذُقٌ كَلِمَة حُبْ قَبْل ذلِك .. لَمْ تَذُقٌ مَعْنَى حَنَان .. لَمْ تَجِدٌ أي أحَدٌ يَهْتَمْ بِهَا .. كُلَّ المُعَامْلَة جَافَّة .. كُلَّ المُعَامْلَة حَادَّة وَهِيَّ مِحْتَاجَة لِحَدٌ يِقُول كِلْمَة لَطِيفَة أوْ يَتَلاَمَسْ مَعَاهَا .. مِنْ هُنَا مِحْتَاجِينْ نِوَصَّل هذِهِ المَحَبَّة .. عَلَشَانْ كِدَه لَمَّا الْمَسِيح أحْضَرُوا لَهُ أطْفَال وَضَعْ عَلَيْهِمْ إِيدِيه ( لو 18 : 15 – 16) .. وَلَمَّا أحْضَرُوا لَهُ أبْرَص لَمَسُه ( مت 8 : 3 ؛ مر 1 : 40 – 41 ) .. لَمَّا جَابُوا لُه مَيْتٌ لَمَسُه ( لو 7 : 12 – 14) .. السَيِّد الْمَسِيح كَانْ بِيِسْتَخْدِم اللَمَسَات . عَلَشَانْ كِدَه مِنْ وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة إِنْ إِحْنَا نَلْتَحِمْ بِأوْلاَدْنَا .. مِنْ الوَسَائِل الإِنْسَانِيَّة أُسْلُوب إِسْمُه (( الهَدَايَا )) .. عَلَشَانْ أعَبَّر عَنْ المَحَبَّة أقَدِّم هِدِيَّة وَلَوْ بَسِيطَة .. لَمَّا يِجِي حَدٌ عَمَلْ لِنَا إِمْتِحَان وَأخَذْ نِمْرَة كِوَيِسَة وَيِجِي المَرَّة الِّلِي بَعْدَهَا وَوَجَدْنِي أحْضَرْت لَهُ قَلَمْ أوْ صُورَة أوْ كِتَابْ أوْ نَبْذَة هذِهِ يَكُون لَهَا قِيمَة تَانْيَة خَالِص لأِنْ الكِتَابْ دَه عَنْ نَتِيجَة كَمُكَافْأة عَنْ تَعَبُه .. أوْ لِنَفْرِض وَاحِدٌ عَنْدُه عِيد مِيلاَدٌ أوْ تِعِبْ شِوَيَّة وَشُفِيَ نُعْطِي لَهُ هِدِيَّة .. أُسْلُوب الهَدَايَا مِنْ أكْثَر الأسَالِيبْ الَّتِي تُشْعِر الإِنْسَان إِنُّه مَحْبُوب .. لَمَّا أبْقَى فَاكِر أعْيَادٌ النَّاس الِّلِي حَوَلَيَّ وَأقُول لُه " كُلَّ سَنَة وَإِنْتَ طَيِّبْ " تُشْعِرُه أنَّ هذَا الإِنْسَان يِعْرَفُه مَعْرِفَة شَخْصِيَّة .. مُمْكِنْ إِنْ إِحْنَا نِعْمِلْ سِجِلْ بِكُلَّ الأوْلاَدٌ الِّلِي مَعَانَا وَنِبْعَتْ لُه كَارْت نِقُول لُه " كُلَّ سَنَة وَإِنْتَ طَيِّبْ " .. وَفِي الأعْيَادٌ نُرْسِلْ لُهُمْ كَارْت وَنِقُول " كُلَّ سَنَة وَإِنْتَ طَيِّبْ " .. تَخَيَّل كِدَه لَمَّا يُبْقَى طِفْل صَغِير وَيِلاَقِي جَوَاب فِي البُوسْتَة حَاجَة تِفَرَّح .. مِنْ وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة أنْ يَكُون فِيه هِدِيَّة أوْ لَمْسَة شَخْصِيَّة أوْ شُعُور إِنْ إِحْنَا فَاكْرِينُه بِظُرُوفُه .. بِأحْوَالُه الشَّخْصِيَّة . المَحَبَّة بِتَاعِتْنَا لاَزِم تِكُون مَحَبَّة مِشْ بِاللِّسَان وَلاَ بِالكَلاَم بَلْ بِالعَمَل وَالحَقّ ( 1يو 3 : 18) .. عَلَشَانْ كِدَه مَحَبِّتْنَا مَصْدَرْهَا الْمَسِيح وَنِحْذَر مِنْ المَحَبَّة الإِجْتِمَاعِيَّة أوْ الإِنْسَانِيَّة أوْ الَّتِي تَكُون عَلَى مُسْتَوَى شَخْصِي .. الصَح مَحَبَّة مِنْ الْمَسِيح وَلِلْمَسِيح . مِنْ وَسَائِلْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة .. الصَّلاَة .. مَعْرِفِة أحْوَالْهُمْ الشَّخْصِيَّة .. التَّشْجِيع .. عَدَم إِعْطَائْهُمْ إِحْسَاس الفَشَلْ .. بَعْض الأُمور الشَّخْصِيَّة مِثْل التَّلاَمُس وَالهِدِيَّة .. عَبَّرُوا عَنْ مَحَبَّتِكُمْ لأِنَّ الإِنْسَان مِنْتِظِر كِلْمِة تَشْجِيع .. مِنْتِظِر كِلْمِة حُبْ .. أحْيَاناً إِحْنَا فِي مُجْتَمَعْنَا نِعْتِبِر إِنْ التَّعْبِير عَنْ المَحَبَّة لُون مِنْ ألْوَان العِيبْ .. يِقُول لَك .. لاَ .. لاَزِم نُبْقَى عَارْفِينْ إِنْ دَه إِحْتِيَاجٌ عَنْد الإِنْسَان وَلاَزِم نِقَدِّمُه . رَبِّنَا يَسُوع قَادِر أنْ يَضَعْ مَحَبَّة مِنْ عِنْدُه فِي قُلُوبْنَا عَلَشَانْ نِوَصَّلْ رِسَالْتُه .. مَحَبِّتُه لأِوْلاَدُه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

كيف ننظر للمخدومين وكيف ينظرون إلينا

مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه الأُولَى إِلَى تَسَالُونِيكِي يَقُول ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. هُوَ يَقُول لاَ أنْ نُعْطِيكُمْ مُجَرَّد مَعْلُومَات بَلْ أنْفُسْنَا أيْضاً لِذلِك اليُوْم نَقُول كَيْفَ نَنْظُر إِلَى المَخْدُوم ؟ أوْ مَا هِيَ نَظْرِتْنَا إِلَى المَخْدُوم ؟ لِذلِك نَتَحَدَّث فِي هذَا الشَّأنْ فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :0 1/ قَطِيعْ الْمَسِيح : ============================ لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. أوْلاَدُه الَّذِي إِشْتَرَاهُمْ بِدَمِهِ .. إِفْتَدَاهُمْ وَقَدَّسَهُمْ وَإِقْتَنَاهُمْ لِنَفْسِهِ فَصَارُوا مِلْكاً لَهُ وَلَيْسَ مِلْك أُنَاس آخَرِينْ أوْ مِلْكاً لِي بَلْ هُمْ مِلْك لِلْمَسِيح لِذلِك قِيلَ عَنْهُمْ أنَّهُمْ ﴿ شَعْبُ اقْتِنَاءٍ ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أي أنَّ الله إِشْتَرَاهُمْ وَأخَذْهُمْ لَهُ .. هُمْ خَاصَّتَهُ وَمِلْكَهُ ﴿ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ ﴾ ( يو 13 : 1) .. مَحْبُوبِينْ مِنْ الله وَمَفْدِيِينْ مِنْهُ وَثَمَنْهُمْ هُوَ دَم الْمَسِيح .. ﴿ وَدَعَا لَهُ مِنْ جَمِيعْ الأُمَم جِنْساً مُخْتَاراً .. مَمْلَكَة وَكَهَنُوتاً وَأُمَّة مُقَدَّسَة وَشَعْباً مُبَرْرَاً ﴾ ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة " أنْتَ هُوَ كَلِمَةُ الآب " ) .. " المَمْلَكَة " فِي أوْلاَدُه .. " الأُمَّة المُقَدَّسَة " فِي أوْلاَدُه .. " الشَّعْب المُبَرَّر " هُمْ أوْلاَدُه . إِذَنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. هُمْ مِلْك الْمَسِيح وَالْمَسِيح وَكِّلْنِي عَلِيهُمْ .. أنَا جِئْت لأِعْمَل وَأحْرُس هذِهِ الغَنَمَات .. أبُونَا يَعْقُوب لَمَّا إِشْتَغَل عَنْد لاَبَان خَالُه كَانْ يِسَلِّمُه بِالعَدَد ( سَلِّمْ وَاسْتِلِمْ ) .. لِدَرَجِة إِنْ أبُونَا يَعْقُوب حَاوِل الإِتِفَاق مَعَ خَالُه لاَبَان أنَّهُ إِنْ سُرِقَتْ غَنَمَة عَلَى مَنْ تَكُون ؟ بِالتَّأكِيد أنَّهَا لاَبُد وَأنْ تَكُون عَلَى صَاحِبْ الشِئ وَلكِنْ لاَبَان قَالْ أنَّهُ لَوْ دِيب أكَل غَنَمَة تَكُون عَلَى يَعْقُوب .. قَطِيعْ لاَبَان أُئتُمِنْ عَلِيه أبُونَا يَعْقُوب وَنَحْنُ أُئتُمِنَّا عَلَى قَطِيعْ يَسُوع الْمَسِيح .. ﴿ مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ ﴾ ( تك 31 : 39 ) .. لَنْ أنَام لِيل وَلاَ نَهَار .. هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح لِذلِك أبُونَا وَهُوَ عَلَى المَذْبَح يِقُول ﴿ أُحْرُس قَطِيعَك ﴾ لأِنَّ هؤلاَء لَك .. أنْتَ القَادِر عَلَى حِرَاسِتْهُمْ وَرِفْعَتِهِمْ .. أنْتَ المَسْئُول عَنْهُمْ .. وَنَحْنُ أحْيَاناً نَنْظُر إِلَى المَخْدُومِينْ عَلَى أنَّهُمْ مِلْكاً لَنَا وَخَاصِّينْ بِنَا .. وَلكِنْ هُمْ فِي الأسَاس مِلْك لِلْمَسِيح وَلَيْسُوا مِلْكِي .. هُمْ أوْلاَدُه لأِنَّهُ فَدَاهُمْ وَدَفَعْ ثَمَنْهُمْ وَحَرَّرَهُمْ مِنْ رِبَاطَات الخَطَايَا . حِينَمَا أخْدِم أوْلاَد يَسُوع لاَبُد وَأنَّ نَظْرِتِي لُهُمْ تَخْتَلِفْ .. القِدِيس أُغُسْطِينُوس حِينَمَا كَانَ يَطْلُبْ طِلْبَة عَنْ شَعْبُه كَانَ يَقُول ﴿ أطْلُب إِلِيك مِنْ أجْل سَادَاتِي عَبِيدَك ﴾ .. هُمْ سَادَاتِي وَلكِنْ هُمْ عَبِيدَك وَمِلْكَك وَلَيْسَ لأِنِّي أئتَمِنْ عَلِيهُمْ صارُوا مِلْكاً لِي .. هُمْ فِي أُسْرِتِي وَأنَا مُجَرَّدٌ أمِينْ عَلِيهُمْ وَوَكِيل عَلِيهُمْ لأِعْتَنِي بِهُمْ .. هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح فَوَاجِبْ عَلَيَّ أنَا أحِبُّه وَأكْرِمُه وَأبْذِل ذَاتِي مِنْ أجْلُه .. كُلَّ شَخْص فِي العَالَمْ يُحْتَرَم بِحَسَبْ جِنْسِيِتُه .. لِنَفْرِض السُودَانِي .. المَصْرِي .. اللِيبِي .. إِنْجِلِيزِي .. فَرَنْسَاوِي .. أمِرِيكِي كُلَّ وَاحِد يِخْتِلِفْ فِي مَقَامُه حَسَبْ دَوْلِتُه . وَأوْلاَد يَسُوع يِنْتِمُوا إِلَى مَلَكُوت السَّمَاء فَأي كَرَامَة تَكُون لَهُمْ ؟!! قَدِيماً كَانَتْ الرَّعَوِيَّة الرُّومَانِيَّة كَانَ لَهَا قِيمَة لِدَرَجِة إِنْ النَّاس كَانِتْ تِشْتِرِيهَا بِالمَال وَذلِك بِسَبَبْ الُممَيِّزَات المَمْنُوحَة لِحَامِل هذِهِ الجِنْسِيَّة .. بُطْرُس لَمْ يَكُنْ رُومَانِي فَصُلِبْ مُنَكَّس الرَّأس أمَّا بُولِس فَأُسْتُشْهِدٌ بِحَد السِيف لأِنَّهُ رُومَانِي وَلاَ يَلِيقٌ بِهِ إِلاَّ المَوْت بِكَرَامَة أمَّا غَيْر الرُومَانِيِينْ فَبِالصَلْب أوْ الرَّجْم .. قَطِيعْ الْمَسِيح لَهُمْ كَرَامَة فِي أعْيُنَنَا .. أحْيَاناً نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ قَلِيل مِنْ الأوْلاَدٌ المُتْعِبِينْ وَنَتَعَامَل مَعَهُمْ بِتَعَسُّفْ وَشِدَّة وَلكِنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح وَلأِنَّهُ خَاص بِالْمَسِيح يَلِيقٌ بِهِ كُلَّ كَرَامَة لإِكْرَام الْمَسِيح . هُنَاك كَلِمَة جَمِيلَة جَاءَت فِي مَثَل السَّامِرِي الصَّالِح تِقُول ﴿ ضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ . وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ ﴾ ( لو 10 : 34 – 35 ) .. وَضَعْ شِعَار لَنَا " إِصْرِفْ عَلِيه بِدُون حَذَر وَالحِسَاب عَنْدِي لأِنِّي قَادِم " .. فَمَا هِيَ العِلاَقَة بَيْنَ الإِثْنِينْ بَيْنَ يَسُوع وَالسَّامِرِي ؟ رَبِّنَا يَسُوع يُحْضِر لِينَا المَخْدُوم وَمَعَهُ كَارْت تَوْصِيَة " إِعْتَنُوا بِهُمْ وَمَهْمَا تِعِبْت وَأنْفَقْت فِي خِدْمِتُه فَعِنْدَمَا آتِي فِي مَجِيئِ أُوفِيك عَنْ كُلَّ أتْعَابَك فِي الخِدْمَة مِنْ أجْل أوْلاَدِي المَحْبُوبِين " .. هُوَ شِيك عَلَى بَيَاض إِصْرِفْ كَمَا تَشَاء كَمَا تَحْتَاج الحَالَة . 2/ قِدِّيسِينْ مَحْبُوبِينْ : =================================== أحْيَاناً نَنْظُر لَهُمْ أنَّهُمْ أشْقِيَاء جِدّاً وَيُرُدُّوا رُدُودٌ غِير مَقْبُولَة وَنَصِفْهُمْ بِعَدَم الشَطَارَة وَعَدَم الحِفْظ .. وَإِذَا خَدَمْت تِخْدِمْهُمْ عَلَى إِنُّهُمْ مَجْمُوعَة مِنْ الفَاشْلِينْ فَبِهذَا لَنْ تُثْمِر خِدْمِتَك أبَداً .. عَلَى فِكْرَة بِدَايِة خِدْمِة قَدَاسِة البَابَا شِنُودَة كَانِتْ فِي مَنْطِقِة حَي الزَّبَّالِينْ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي أطْرَاف شُبْرَا وَمَوْجُودٌ إِلَى الأنْ فَلَكُمْ أنْ تَتَخَيَلُوا إِنْسَان يِخْدِم زَبَّالِينْ .. مَا الَّذِي أرْغَمُه عَلَى ذلِك ؟ لأِنَّهُ رَأى فِيهُمْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ مُكَرَّمِينْ جِدّاً لأِنَّهُمْ مُعَمَّدِينْ وَمَدْهُونِينْ بِالمَيْرُون .. لَهُمْ حَقٌ دُخُول السَّمَاء لأِنَّ مَعَهُمْ البَسْبُور السَّمَاوِي وَلَهُمْ الأحَقِيَّة وَالرَّعَوِيَّة السَّمَاوِيَّة وَمُكَرَّمِينْ إِكْرَام أكْثَر مِنْ كُلَّ سُكَّان الأرْض . لِذلِك أنْتُمْ أيْضاً لاَ تُفَرِّقُوا بَيْنَ المَخْدُومِينْ حَسَبْ الإِمْكَانِيَات البَشَرِيَّة لأِنَّ هذِهِ رؤيَة بَشَرِيَّة هِيَ رؤيِة العَتِيقٌ .. أُنْظُر فِي الْمَسِيح يَسُوع .. مُعَلِّمْنَا يَعْقُوب يِقُول ﴿ أَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ ﴾ ( يع 2 : 6 ) .. إِذَا رَأيْت رَجُل يَنْظُر إِلَى الأُمور السَّطْحِيَّة البَشَرِيَّة لاَبُد أنْ تَنْظُر إِلِيه بِنَظْرِة الْمَسِيح وَأنَّهُ مِنْ رَعِيِّة الْمَسِيح .. إِذَا كَانْ هُوَ قَبَلْ أنْ يُمَتِّعُه بِالمَجْد البَشَرِي أنَا لاَ أقْبَل !!! وَالإِنْسَان الَّذِي يَصْعُب التَعَامُل مَعَهُ يَحْتَاج إِلَى الشَّفَقَة أكْثَر .. ﴿ لأَِجْلِ هذَا أَتَيْتُ ﴾ ( يو 12 : 27 ) .. ﴿ لَمْ آتِ لأَِدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُِخَلِّصَ الْعَالَمَ ﴾ ( يو 12 : 47 ) .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِسْتَخْدِم الَّذِينَ رَفَضُوه .. ﴿ رَفَضُونِي أَنَا الحَبِيب مِثْلَ مَيِّتٍ مَرْذُول ﴾ .. وَأنْتَ أيْضاً أُنْظُر إِلَى الطِّفْل عَلَى أنَّهُ قِدِيس لأِنَّهُ إِبْن الْمَسِيح لأِنَّ القَدَاسَة لَيْسَتْ مَعْنَاهَا أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلكِنْ المَعْنَى هُوَ أنَّ الخَطِيَّة هِيَ شِئ عَارِض فِي حَيَاتُه وَفِي طَرِيقُه . هذَا هُوَ فِكْر الْمَسِيح لأِنَّ عَدُو الخِير مُمْكِنْ أنْ يِسْلِبْنَا كِنْزِنَا وَهُوَ غَلاَوِة وَكَرَامِة وَقَدَاسِة الْمَسِيح الَّتِي فِينَا .. هُوَ بَسَطْ ذِيلُه عَلِينَا وَسَتَر عَوْرَتْنَا .. ﴿ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَِجْلِنَا ﴾ ( رو 5 : 8 ) .. ﴿ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَِجْلِ تَبْرِيرِنَا ﴾ ( رو 4 : 25 ) وَإِنْ أخْطَأنَا نَسْتَمِد قُوِّتْنَا مَرَّة أُخْرَى مِنْ عَهْدُه فِي الجَسَد وَالدَّم فَنَتَقَدَّس وَنَخْرُج إِلَى العَالَمْ وَنَتَلَوَث وَنَعُود مَرَّة أُخْرَى وَهكَذَا حَتَّى نَتَقَابَل مَعَهُ وَنَحْنُ قِدِّيسِينْ .. نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ آنِيَة مُخْتَارَة وَلَمَّا إِخْتَارْهُمْ قَدَّسَهُمْ وَعَيَّنَهُمْ .. ﴿ لأَِنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( رو 8 : 29 ) .. ﴿ كَمَا اخْتَارْنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامُه فِي الْمَحَبَّةِ ﴾ ( أف 1 : 4 ) .. لاَ نَعْتَقِد أنَّ القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُجَامِل حِينَمَا يُرْسِل وَيَقُول ﴿ إِلَى الْقِدِّيسِينَ ... ﴾ ( أع 9 : 32 ؛ أف 1 : 1 ؛ كو 1 : 2 ) .. هُوَ يَتَكَلَّمْ عَنْ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ هُمْ مُخْتَارِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مَدْعُوِينْ قِدِّيسِينْ .. لِذلِك إِذَا نَظَرْت إِلَى الَّذِينَ تَخْدِمَهُمْ هكَذَا سَوْفَ يَخْتَلِفْ الذِّهْن .. ﴿ اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَة ﴾ ( جا 11 : 1 ) . تَكَلَّمْ عَنْ رَبِّنَا يَسُوع وَمَحَبَّتُه وَعَنْ القِدِّيسِينْ .. قَدِّم التَّجْدِيد فِي الطَّرِيقَة وَالعَرْض وَالهَدَف وَكُلَّمَا أتْقَنْت التَّحْضِير كُلَّمَا كَانْ فِيه رُوح .. ﴿ الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. فَإِذَا كَانْ رَبِّنَا الكُلِّيّ القَدَاسَة يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قِدِّيسِينْ مَعَ أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّهُ لاَ يَتَحَمَّلْنَا لأِنَّ القُدُّوس لاَ يَحْتَمِل الشَّر فَلِذلِك ألاَ نَحْتَمِل نَحْنُ بَعْضَنَا البَعْض ؟!!! هُوَ يَحْتَمِلْنَا لأِنَّهُ يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قَطِيعْ مُقَدَّس .. فِي سِفْر العَدَد يَتَكَلَّمْ عَنْ " بَالاَق " الَّذِي أرَادَ أنْ يُحَارِبْ شَعْب الله فَعَرَف مِنْ السُؤَال عَنْهُمْ أنَّهُمْ شَعْب جَبَّار لَيْسَ لَهُمْ أسْلِحَة وَلكِنْ الله مَعَهُمْ .. وَأنَّ يَشُوع دَخَلْ (31) حَرْب أمَام مُلُوك وَغَلَبْهُمْ وَالَّذِي يَدْخُل أمَامَهُمْ لاَ يَنْتَصِر فَمَاذَا يَفْعَل ؟ فَسَأل مُشِيرِينْ فَأشَارُوا عَلِيه أنَّ سِر قُوَّتِهِمْ فِي إِلَهِهِمْ وَبِالتَّالِي يَكُون سِر ضَعْفِهِمْ فِي قُوَّتِهِمْ فَأرَادُوا أنَّ الله يَغْضَبْ عَلَيْهِمْ فَأحْضَرُوا نَبِي إِسْمُه " بِلْعَام " وَبِالمَال طَلَبُوا مِنْهُ أنْ يُرْسِل لَعْنَة عَلَى الشَّعْب وَلكِنْ الله مَنَعْ بِلْعَام وَأرْسَلَهُ لِيَتَكَلَّمْ بِالكَلاَم الَّذِي يُلَقِّنَهُ لَهُ الله وَوَقَفَ بَالاَق مُنْتَظِر اللَعْنَة فَبَدَأَ بِلْعَام يَقُول ﴿ كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ ﴾ ( عد 23 : 8 ) .. ﴿ مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ ﴾ ( عد 24 : 5 ) .. ﴿ لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ ﴾ ( عد 23 : 21 ) . وَرَغْم كُلَّ هذَا لكِنْ الله يَنْظُر إِلَيْهِ أنَّهُ جَمِيلٌ لِذلِك يَقُولُوا عَنْ بِلْعَام أنَّهُ تَرَك الأمر كُلُّه فَأرَادَ بَالاَق أنْ يُسْقِط الشَّعْب فِي الخَطِيَّة فَسَيِّبْ عَلِيهُمْ بَنَات زَانِيَات لِيَصْنَعُوا الخَطِيَّة مَعَهُمْ فَيَلْعَنَهُمْ الله وَيَغْضَبْ عَلَيْهُمْ .. وَفِي سِفْر الرُؤْيَا يَتَكَلَّمْ عَنْ بِلْعَام هذَا وَأنَّهُ ﴿ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رؤ 2 : 14) .. هُوَ لَعَنْهُمْ بِطَرِيقٌ غِير مُبَاشِر .. وَرَغْم هذَا الله يَنْظُر لِلشَّعْب عَلَى أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلاَ إِثْم .. وَفِي سِفْر عَرُوس النَّشِيد يَقُول ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) .. ﴿ أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. سِوَاء فِي عَيْنَيّ النَّاس وَفِي عَيْنَيّ نَفْسِي وَلكِنْ جَمِيلَةٌ فِي عَيْنَيّ الله لأِنِّي إِبْنَتُه فَإِنْ كَانُوا مَحْبُوبِينْ مِنْ الله فَكَيْفَ يَكُونُوا غِير مَحْبُوبِينْ مِنَّا ؟!! 3/ كَنِيسِة الغَد : ========================= الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ أوْلاَدٌ سَبَبْ تَعَبْ وَأنَّهُمْ بِلاَ إِسْتِيعَاب مَمْلُؤيِنْ تَعَبْ وَمَشَاكِل هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. هؤلاَء هُمْ المُؤتَمَنِينْ عَلَى التَّعْلِيمْ وَالأمَانَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالكِتَاب المُقَدَّس وَتَعَالِيمُه وَسَيَأخُذُوا مِنْ الله كُلَّ بَرَكَة وَنِعْمَة .. ﴿ كَمَا كَانْ هكَذَا يَكُون مِنْ جِيل إِلَى جِيل .... ﴾ ( مَرَدٌ الشَّعْب بَعْد التَّرْحِيم فِي القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. إِنْ كُنْت تَنْظُر إِلَيْهِمْ نَظْرَة سَطْحِيَّة هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. أحَدٌ المُدَرِسِينْ كَانَ حِينَمَا يَدْخُل إِلَى الفَصْل يَنْحَنِي إِلَى التَّلاَمِيذ فَحِينَمَا سَألُوه لِمَاذَا يَفْعَل هذَا ؟ قَالَ أنَّهُ يَنْظُر إِلَيْهِمْ عَلَى أنَّهُمْ جِيل الغَد .. هُمْ مَسْئُولِينْ عَنْهُ لأِنَّهُ لَوْ قَلَّلْ مِنْ شَأنُهُمْ فَهُوَ يُقَلِّل مِنْ قِيمِة الغَد .. وَنَحْنُ أيْضاً لَوْ فَعَلْنَا هذَا نُقَلِّلْ مِنْ الكَنِيسَة وَالأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالْمَسِيحِيَّة وَإِنْ لَمْ نَقُوم بِدُور الرِّعَايَة فِي الكِنِيسَة عَلَى الأقَلْ سَتَصِير أُم وَمُرَبِيَّة .. إِذَنْ لاَبُدْ مِنْ إِعدَادْهَا بِعِنَايَة .. لاَبُدْ أنْ أنْظُر إِلَيْهَا هذِهِ النَّظْرَة . هُمْ الَّذِينَ سَيَحْفَظُوا الإِيمَان وَالإِنْجِيل .. هُمْ سَيُصَلُّوا بِالأجْبِيَة وَيُعَلِّمُوا جَمَال الصَّلاَة بِهَا .. لكِنْ لَوْ نَظَرْت إِلَيْهِمْ أنَّهُمْ مُجَرَّدٌ أوْلاَدٌ لِلتَّعْلِيمْ سَتَكُون نَظْرَة قَصِيرَة جِدّاً وَلكِنْ نَنْظُر إِلَيْهُمْ عَلَى أنَّهُمْ كَنِيسِة الغَد وَإِحْتِرَامِي وَتَقْدِيرِي لَهُمْ سَوْفَ يَخْتَلِف وَمُحَاوَلَتِي أنْ أُنَمِّيهُمْ وَأُتَلْمِذَهُمْ سَوْفَ تَخْتَلِفْ .. هؤلاَء هُمْ حَامِلِي الأمَانَة .. هُمْ خَادِمَات وَخُدَّام الجِيل القَادِم لِذلِك الأمر يَحْتَاج إِلَى خَادِمَات أقْوَى مَمْلُؤيِنْ كُلَّ نِعْمَة وَكُلَّ فَهْم لأِنَّ الأوْلاَدٌ مُحْتَاجِينْ إِلَى مَجْهُود مُضَاعَفْ .. ﴿ بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ ﴾ ( أم 29 : 18) .. لأِنَّ دُورْنَا هُوَ التَّعْلِيمْ وَالتَّوْجِيه وَأنْ نُنَمِّي وَنُشَجِعْ لأِنَّ كَنِيسِة الغَد هِيَ الَّتِي تَعْتَمِد عَلَى تَسْلِيمْ الأجْيَال لأِنَّهُ لاَ يُوْجَد جِيل بَاقِي .. ﴿ الأجْيَال إِلَى زَوَال وَالكَنِيسَة بَاقِيَة ﴾ . إِذَنْ هِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى أجْيَال مُتَتَابِعَة فَهْيَ تَحْتَاج إِلَى رُوح وَاهْتِمَام فِي خِدْمِتْهَا .. إِذَا نَظَرْت إِلَى الإِبْنَة المَخْدُومَة عَلَى أنَّهَا سَتَصِير فِي يُوم خَادِمَة وَسَتُعَلِّمْ الأوْلاَدٌ تَرْنِيمَة أوْ لَحْن المُعَامْلَة سَتَخْتَلِفْ .. أجْمَلٌ مَا فِي الكِنِيسَة أنَّ رُوح الكِنِيسَة مَوْجُودَةٌ وَإِنْ إِخْتَلَفْ الأشْخَاص لأِنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى التَّسْلِيمْ مِنْ جِيل وَإِلَى جِيل الَّذِي يَلِيه .. هُوَ جِيل المُسْتَقْبَل مِثْلَمَا شَهَدٌ مُعَلِّمْنَا بُولِس لِتِيمُوثَاوُس ﴿ مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( 2تي 2 : 2 ) .. هذِهِ الآيَة بِهَا (4) أجْيَال هُمْ بُولِس ؛ تِيمُوثَاوُس ؛ أُنَاس أُمَنَاء ؛ يُعَلِّمُوا آخَرِينْ .. المُهِمْ أنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى الأجْيَال وَالتَّسْلِيمْ .. فِي وَقْت ظَنَّ مُقَاوِمِي الْمَسِيحِيَّة أنَّهَا سَتَنْتَهِي وَتَبْطُل مِنْ العَالَمْ بِمَوْت الْمَسِيح وَلكِنَّهَا لَمْ تَنْتَهِي .. حَاوَلُوا يُقَاوِمُوا الْمَسِيحِيَّة وَيُبْطِلُوهَا عَنْ طَرِيقٌ مُقَاوَمِة رُسُلٌ الْمَسِيح وَلكِنْ لَمْ تَبْطُل الْمَسِيحِيَّة بَعْدَهُمْ ظَلُّوا يُقَاوِمُوا جِيل فَجِيل وَبَقَتْ الْمَسِيحِيَّة .. الجِيل الَّذِي جَاءَ بَعْد الأبَاء الرُّسُلٌ هُوَ جِيل (( الأبَاء الرَّسُولِيِينْ )) .. هُمْ مُعَاصِرِي الرُّسُلٌ مِثْل إِكْلِيمَنْضُدْس وَتِرْتِلْيَانُوس وَبُولِيكَارْبُوس .... كُلَّ جِيل حَاوَلُوا القَضَاء عَلِيهَا وَلكِنْ كَانَتْ الْمَسِيحِيَّة تَبْقَى وَتَنْتَشِر بِطَرِيقَة مُتَوَالِيَة .. أنْتُمْ الكَنِيسَة وَهيَ مَوْجُودَةٌ فِي الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لأِنَّهُمْ هُمْ كَنِيسَة الغَد .. هُنَا سَتَخْتَلِفْ النَّظْرَة وَسَتَكُون العِنَايَة مُخْتَلِفَة .. مَنْ يَقُول مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا فِي ( 1تس 2 : 7 – 8 ) ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ .. فَهُوَ عَارِفْ قِيمَة الكَلاَم الَّذِي يَقُولُه وَمَاذَا يَفْعَل وَأنَّهُ يَخْدِم قَطِيعْ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ قِدِّيسِينْ وَمَحْبُوبِينْ وَأنَّهُمْ كَنِيسَة الغَد .. أعْتَقِد أنَّ نَظْرِتَك لِنَفْسَك وَلِخِدْمِتَك وَإِسْتِفَادْتَك مِنْ الخِدْمَة وَلِلخِدْمَة سَوْفَ تَخْتَلِفْ . كَيْفَ يَنْظُر إِلَيْنَا المَخْدُوم ؟ =========================================== إِرْجَعْ بِذِهْنَك لِلطُفُولَة وَكَيْفَ كُنْت تَنْظُر لِلخَادِم تَجِد أنَّكَ غِير مَا تَرَى الأنْ .. الأوْلاَدٌ يَفْهَمُون كُلَّ شِئ وَيُمَيِز مَنْ يُحِبُّه وَمَنْ لاَ يُحِبُّه فَأكْثَر مَنْ يُمَيِز هُوَ الطِّفْل .. مُمْكِنْ مِنْ نَظْرِة عِينْ يِفْهَمْ .. بِدُون عَطَايَا إِحْسَاس وَثِقَة .. أنْتَ لاَ تَقْدِر أنْ تَحِس ذلِك وَلكِنْ الطِّفْل يَشْعُر جِدّاً .. فَأنْتَ فِي عِينْ المَخْدُوم مَاذَا تَكُون ؟ 1/ أنْتَ فِي عِينُه خَادِم أم مُعَلِّمْ ؟ ==================================================== مُعَلِّمْ بِمَعْنَى شَخْص تَلْقِينْ Teacher .. بِمَعْنَى عَنْدَك مَنْهَج قَرَأتُه ثُمَّ سَمَّعْتُه .. هَلْ أنْتَ مُجَرَّدٌ تُعْطِي مَعْلُومَات لِمَنْ تَخْدِمَهُمْ .. تِسَلِّمْهُمْ مُجَرَّدٌ بَعْض أُمور لِلحِفْظ .. هُنَاك فَرْق بَيْنَ التَّلْقِينْ وَالتَّسْلِيمْ وَبَيْنَ المُعَلِّمْ وَالخَادِم .. رَبِّنَا يَسُوع قَالْ ﴿ أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُِمُ ﴾ ( لو 22 : 27 ) .. تَكَلَّمْ عَنْ أشْيَاء وَعَمَلْهَا السَّلاَم وَمَحَبِّة الأعْدَاء .. مَا مِنْ شِئ تَكَلَّمْ بِهِ إِلاَّ وَعَمَلُه .. فَأنْتَ مِحْتَاجٌ أنْ تَأخُذ بَالَك جِدّاً .. مُعَلِّمْنَا بُولِس يَقُول ﴿ يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ ﴾ ( غل 4 : 19 ) .. وَالجُزْء الَّذِي قَرَأتُه ﴿ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً ﴾ . يَحْكِي الأنْبَا تَاوَضْرُوس عِنْدَمَا كَانَ بِالخَارِج أنْ سَألَهُ شَخْص مَاذَا تَعْمَل ؟ أجَابَ " أُسْقُفْ " .. فَسَألَهُ مَا مَعْنَى " أُسْقُفْ " ؟ أجَابَ " رَاعِي " .. قَالْ كَلِّمْنِي عَنَّك .. فَقَالَ لَهُ أشْيَاء كَثِيرَة وَمِنْهَا تَدْرِيس العَهْد الجَدِيد فِي الإِكْلِيرِيكِيَّة .. فَقَالَ لَهُ الرَّجُل وَأنَا أيْضاً أدْرِس العَهْد الجَدِيد .. فَفَرَح سَيِّدْنَا لِوُجُودٌ شِئ مُشْتَرَك بَيْنَهُمْ .. وَسَألَهُ أيْنَ تُصَلِّي ؟ أجَابَ الرَّجُل لاَ أُصَلِّي .. سَألَهُ تَذْهَبْ إِلَى أي كِنِيسَة ؟ فَوَجَدَهُ مُلْحِد .. مُلْحِد لكِنْ يَدْرِس العَهْد الجَدِيد .. هُنَاك نَاس تَأخُذ أشْيَاء فِي الْمَسِيحِيَّة كَدِرَاسَة .. وَسِيلَة لِلإِرْتِزَاق وَهذَا إِسْمُه مُدَرِّس .. لِذلِك هُنَاك فَرْق بَيْنَ مَنْ يَقُول مَعْلُومَة أوْ مَنْ يُسَلِّمْ حَيَاة .. ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً ﴾ ( مت 5 : 19 ) .. وَمُعَلِّمْنَا بُولِس قَالَ﴿ أَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ ﴾ ( 1كو 2 : 1 ) .. ﴿ كَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ ﴾ ( 1كو 2 : 4 ) .. مِشْ حِكَايِة فَلْسَفَة .. حَضَّرْت الدَّرْس هَلْ صَلِّيتْ لأِجْل الدَّرْس وَحَاوِلْت تُخْرِج تَدْرِيبْ لِنَفْسَك تِعِيشُه ؟ .. المَخْدُوم يَاخُدٌ بَالُه بَيْنَ مَنْ يُعْطِي مَعْلُومَة وَبَيْنَ مَنْ يَعِيش مَعْلُومَة .. وَيُقَال عَنْ الخَادِم أنَّهُ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَايِل .. أوِّل نُقْطَة إِنْتَ خَادِم أم مُعَلِّم ؟ خَادِم لِيك عِشْرَة وَحَيَاة وَإِخْتِبَار وَأعْمَاق وَلِيك مَخْدَع . 2/ أنْتَ فِي عِينُه رُوحَانِي أم إِجْتِمَاعِي ؟ ================================================================ شَخْص يِهْتَمْ أنْ يَكُون صَاحْبَك لكِنْ الفَرْق أنْ تَعْمَل هذَا بِنَظْرَة إِجْتِمَاعِيَّة أم رُوحِيَّة ؟!! الوَلَد دَه إِبْن الْمَسِيح مِشْ عِلاَقِة إِسْتِلْطَاف وَالَّذِي يَحْكُمْ فِي هذَا عَدَم التَّمْيِيز وَالتَّفْرِيق .. لَيْسَ لَك أُنَاس مُعَيَنِينْ .. الإِنْسَان الرُّوحَانِي لاَ يُفَرِّق وَالإِجْتِمَاعِي لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ يَمْشِي بِالعَتِيقٌ .. يِمْشِي عَلَى هَوَاه .. وَالَّذِي يُثْبِتْ أنَّكَ رُوحَانِي إِنَّك بِتْحِبُّهُمْ حُبْ فِي الْمَسِيح رُوحِي .. حُبْ مِنْ أجْل الْمَسِيح لِيَتَعَلَّقُوا بِالْمَسِيح وَلَيْسَ بِشَخْصَك .. فِي خُدَّام تَهْوَى أنْ تُعَلِّقٌ المَخْدُومِينْ بِهُمْ حَتَّى لَوْ كَانْ الأُسْلُوب غِير رُوحِي بِفُسَح وَكَلاَم وَطَرِيقَة فِيهَا تَبَاسُط لكِنْ فِي شِئ إِنُّه لاَزِم يِتْعَلِّمْ أُمور تِرْفَعُه لِفُوق .. الخَادِم الرُّوحَانِي أوْلاَدُه يَرَوْن فِيهِ الْمَسِيح .. العِبَادَة الحَقِيقِيَّة .. فِي القُدَّاس وَاقِفْ يِصَلِّي حَتَّى لَوْ وَجِّه أوْ أنْذَر بِحُنُو وَلَيْسَ بِتَعَالِي وَكِبْرِيَاء وَتَفَاخُر . هُنَاك مَنْ تَكُون الخِدْمَة بِالنِّسْبَة لُهُمْ مُجَرَّدٌ مَجَال لِلتَّنْفِيث عَنْ ذَاتُه .. خُدٌ بَالَك إِحْنَا مِشْ جَايِينْ عَلَشَان مُجَرَّدٌ نُعَبِّر عَنْ ذَاوَتْنَا بِالتَّسَلُّط عَلَى مَجْمُوعَة كَمَا قَالَ بُطْرُس الرَّسُول ﴿ لَيْسَ كَمَنْ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْمَوَارِيث بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ ﴾ ( 1بط 5 : 3 ) .. لِذلِك أقُول لَك إِنْ الخَادِم الرُّوحِي مِشْ مُجَرَّدٌ أنْشِطَة إِنَّمَا مَحَبِّة الْمَسِيح مِنْ خِلاَل رِحْلَة .. شِئ يُؤكَل .. مِنْ خِلاَل رِعَايَة .. لِذلِك فَخَادِم مُمْكِنْ بِدُون أنْ يَشْعُر تِكُون تَصَرُّفَاتُه غِير مُنْضَبِطَة .. كَلاَمُه غِير مُمَلَّح .. أُسْلُوب غِير رُوحِي .. المَخْدُوم مِحْتَاج أنْ يَرَى شَخْص رُوحِي أكْثَر مِنْ إِجْتِمَاعِي .. فِي صُورْتَك .. فِي صُوتَك .. فِي تَعَامُلَك .. فِي بَسَاطْتَك وَدِي أُمور لاَ يُمْكِنْ تَمْثِيلْهَا لأِنَّهَا عَمَل النِّعْمَة . لِذلِك لَوْ شَخْص مُجَرَّدٌ عَارِف مَعْلُومَات أوْ مَهَارَات لاَ تَقْتَنِع بِهِ الكَنِيسَة كَخَادِم .. أحْيَاناً تَجِد إِنْسَان يَعِظْ وَاضِعْ يَدُه فِي جِيبُه أوْ يَتَكَلَّمْ عَنْ نَفْسُه فَلاَ تَقْدِر أنْ تَسْتَوْعِبْ مِنُّه .. وَاقِفْ لَيْسَ كَالْمَسِيح .. نَحْنُ نَفْتَقِد جِدّاً لِلقُدْوَة لأِنَّنَا فِي عَالَمْ طُمِسَتْ مَعَالِمُه وَصَارَ الإِنْسَان الخَائِف الله قَلِيل وَنَادِر فَهُوَ مِحْتَاج أنْ يَرَاه فِيك دَاخِل الكِنِيسَة حَتَّى فِي نَبْرِه صُوتَك . شَخْص كَفِيفْ مُتَزَوِج مِنْ إِنْسَانَة كَفِيفَة وَعِنْدَمَا سُئِلَ كَيْفَ تَتَعَرَّفْ عَلَى الأشْخَاص ؟ قَالَ مِنْ نَبْرِه صُوتُه .. وَمَرَّة إِنْسَان عَرَض عَلِيه أنْ يَعْبُر بِهِ الشَّارِع فَرَفَض لأِنَّهُ لَمْ يَرْتَاح لِصُوتُه وَفِعْلاً لَمَّا تَرَك لُه نَفْسُه وَجَدُه حَرَامِي وَحَاوِل سِرْقِتُه – عَرَفُه مِنْ صُوتُه – مُمْكِنْ إِنْتَ مِنْ خِلاَل صُوتَك أوْلاَدَك يَتَعَلَّمُون .. فِي الأدْيُرَة يِكْتِبُوا (( مَشْي هَيِّنْ وَصُوْت لَيِّنْ )) .. إِمْشِي مُتَضِعْ مَشْي هَيِّنْ .. هَلْ لَوْ قَابِلْت وَلَدٌ بِبَشَاشَة وَلُطْف هَلْ هذَا مِنْ الْمَسِيح أم إِنَّك تُحِبْ الهِزَار وَالسُّخْرِيَة ؟ 3/ أنْتَ فِي عِينُه تَشْعُر بِهِ أم لاَ ؟ ==================================================== بِمَعْنَى هَلْ تَهْتَمْ بِهِ وَتَرْعَاه وَتِسْأل عَنُّه .. إِنْ غَاب تِتَابِعْ ظُرُوفُه وَأُسْرِتُه وَمَرَضُه ؟ هَلْ تِتَابِعْ دِرَاسْتُه ؟ أُمورُه النَّفْسِيَّة .. إِحْتِيَاجَاتُه .. وَهذَا مَنْ يُحِب ؟ أحْيَاناً يِكُون الأُسْرَة فِيهَا (8) خُدَّام وَنِفْرِض إِنَّك تِذْهَبْ لِبِيتْ وَتَجِد طِفْل وَتَسْألُه إِنْتَ فِي أُسْرِة مِينْ ؟ يِقُول إِسْم خَادِم .. وَلِمَاذَا هذَا بِالذَّات ؟ لأِنَّ هذَا مَنْ يُحِبُّه .. شَاعِر إِنُّه يُحِبُّه وَمُهْتَمْ بِهِ .. هذَا مَنْ يَسْأل عَنُّه .. مُمْكِنْ نَاس مِشْ عَارِفْ أسْمَاءْهَا أصْلاً وَنَاس مَعْرِفَة سَطْحِيَّة وَنَاس مَعْرِفَة شَخْصِيَّة .. هَلْ تَشْعُر بِالمَخْدُوم وَتُحِبُّه ؟ مِشْ مُمْكِنْ تِخْدِم الأوْلاَدٌ وَإِنْتَ مِشْ عَارِفْ ظُرُوفْهُمْ وَمَشَاكِلْهُمْ وَخَلْفِيَاتْهُمْ وَإِحْتِيَاجَاتْهُمْ . مَرَّة بِنْت غَابِتْ عَنْ الخِدْمَة فِتْرَة طَوِيلَة جِدّاً وَلَمْ يَسْأل عَلَيْهَا أحَدٌ وَرَاحِتْ تَاسُونِي تِسْأل عَلِيهَا فَقَالُوا إِنَّهَا مَرَضِتْ وَمَاتِتْ مِنْ (8) شُهُور .. عَانِتْ مَعَ المَرَض وَمَاتِتْ .. هَلْ نَحْنُ نَعْرِف ظُرُوف أوْلاَدْنَا ؟ يَجِب أنْ نَكُون زَي السَيِّد الْمَسِيح يَعْرِف خَاصَّتُه وَخَاصَّتُه تَعْرِفُه .. وَجَدٌ إِبْنٌ وَحِيد لأُِمُّه مَيِّتٌ فِي مَدِينِة نَايِين تَحَرَّك وَلَمَس النَّعْش وَقَامُ الوَلَدٌ وَدَفَعُه لأُِمُّه ( لو 7 : 12 – 14) .. يِحِبْ وَيَهْتَمْ .. يِبْكِي عَلَى لِعَازَر فَهُنَاك مَشَاعِر وَحُبْ . لِذلِك لَمَّا تِهْتَمْ بِأوْلاَدَك إِمْتِحَان .. ظُرُوف .. مُشْكِلَة .. هُوَ حَاسِس مَنْ يُحِبُّه .. فَيُمْكِنْ أنْ نَقُول إِنِّنَا لاَ يُمْكِنْ أنْ نَرَى أنْفُسْنَا جَيِّداً لكِنْ المَخْدُوم مُمْكِنْ يَرَى .. فَأنَا لاَ أنْسَى طِفْلَة صَغِيرَة كَانَتْ تَتَكَلَّمْ مَعَ أُمَّهَا فَسَألِتْهَا مَنْ قَالَ الدَّرْس ؟ فَأجَابَتْ الطِّفْلَة تَاسُونِي فُلاَنَة .. قَالَتْ لَهَا وَمِينْ تَانِي ؟ قَالِتْ البِنْت تَاسُونِي فُلاَنَة وَأنَا مِشْ بَحِبَّهَا – بِنْت فِي KG2 – سَألِتْهَا لِمَاذَا قُلْتِ هذَا ؟ قَالِتْ لأِنَّهَا مَغْرُورَة .. فَهَلْ طِفْلَة فِي KG2 تَفْهَمْ المَغْرُورَة – إِحْسَاس – وَلاَ أعْتَقِد إِنْ البِنْت ظَالْمَة وَلكِنْ أعْتَقِد إِنْ التَّاسُونِي مَغْرُورَة لِذَا يَجِبْ أنْ تُقَدِّم خِدْمَة بِصُورَة حَيَّة لِخَادِم الْمَسِيح .. صُورِة الْمَسِيح .رَبِّنَا يُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه وَيُصَحِّحٌ أفْكَار حَيَاتْنَا وَيُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِياً أمِين

الخادم والمسئولية

 الخَادِم لَدَيْهِ حُبْ لله وَلِلخِدمَة وَلِلآخَرِينْ .. خَادِم عِنْدُه غِيرَه وَقَلْبُه وَاكْلُه عَلَى كَلاَم وَعَمَلْ رَبِّنَا .. خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة يِغْلِبْ نَفْسُه وَضَعَفَاتُه وَظُرُوفُه بِنِعْمِة رَبِّنَا .. كُلَّ هذَا يُعْطِينَا خَادِم مَسْئُول . 1/ خَادِم عِنْدُه حُبْ : ============================  نِلَخَص الخِدْمَة فِي كَلِمَة وَاحِدَة .. الخِدْمَة هِيَ حُبْ .. حُبْ لِلَّذِي أحَبَّنَا وَمَاتَ عَنَّا وَدَفَعْ الدِينْ عَنَّا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ .. فَنَحْنُ مَدْيُونِينَ لَهُ بِعُمْرِنَا وَأنْفَاسْنَا وَهُوَ مِنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا يَقُول لِي خَلِّي بَالَك مِنْ أوْلاَدِي فَهُوَ مَات عَلَشَانِي فَهُوَ يِوَصِّينِي عَلَى أوْلاَدُه اللَّي هُمَّا جُزْء مِنْهُ وَلكِنِّي لَسْتُ مِلْك نَفْسِي وَلكِنِّي مِلْكُه هُوَ وَأوْلاَدُه .. فَالْمَسِيح مَاتَ لأِجْلِي وَلأِجْلُه .. فَالْمَسِيح وَصَّانِي عَلِيه فَلاَزِم نِحِس وَنَكُون مِلْك لأِوْلاَدُه وَنِحِس بِمَسْئُولِيَّة كَبِيرَة نَاحِيَة الخِدْمَة .. الخَادِم كُلَّ مَا نِلاَقِي مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا كِبِيرَة تِكُون خِدْمِتُه قَوِيَّة وَنَاجْحَة فَكُلَّمَا كَانَتْ خِدْمَة قَوِيَّة وَنَاجْحَة وَمُثْمِرَة تِيجِي مِنْ مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا العَالْيَة وَتَكُون الخِدْمَة لِرَبِّنَا نَاجْحَة .. فَكُلَّمَا كَانَتْ الخِدْمَة قَوِيَّة .. بِيحِبْ رَبِّنَا فَيَكُون غَيُور جِدّاً عَلَى الخِدْمَة فَبِقَدْر مَا نِحِس إِنِّنَا مَدْيُونِينْ لِرَبِّنَا وَبِقَدْر إِنْ رَبِّنَا حَبِّنَا وَإِنِّنَا لاَبُدْ أنْ نَخْدِم بِكُلَّ أمَانَة .  فِي مَثَل لِلقِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس بِيقُول فِي العَهْد القَدِيم المَرْأة لَمَّا زَوْجَهَا يَتَوَفَّى تَتَزَوَج أخوه أوْ أقْرَب أقْرِبَائُه مِثْل أخوه رَقَمْ (2) أوْ أي أحَدٌ مِنْ أقَارِبُه أي أقْرَب وَاحِدٌ لِبِيتُه عَلَشَان يُنْجِب نَسْل بِإِسْم أخوه وَلكِنْ إِذَا رَفَض الرَّجُلٌ أنْ يَقْتَرِنْ بِزَوْجَة أخوه الَّتِي تُعْتَبَر لَحْمُه فَهُوَ رَفَض أنْ يُقِيمْ نَسْل لأِخوه فَتَأخُذٌ مِنْهُ حَاجْتِينْ :0 1) الحَاجَة المَشْهُورَة هِيَ أنْ يِقْلَعْ النَعْل بِتَاعُه عَلَشَان نِثْبِت إِنْ لَيْسَ لَهُ حَقٌ فِيهَا .. نَأخُذٌ النَعْل وَنِخَلِّيه عَنْدِنَا وَنِقُول إِنْ مَالَكْش حَاجَة عَنْدِنَا وَنَحْتَفِظْ بِهِ . 2) الحَاجَة التَانْيَة تِتُفْ فِي وِشُّه ( تَبْصُق فِي وَجْهُه ) حَسَبْ الشَّرِيعَة وَيَأخُذْهَا الشَّخْص الَّلِي بَعْد مِنُّه وَيُقِيمْ لَهَا نَسْل .  السِتْ دِي هِيَّ الكِنِيسَة وَعَرِيسْهَا الَّلِي مَاتْ هُوَ الرَّبَّ يَسُوع وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَقْتَرِنْ هُوَ إِحْنَا عَلَشَان نِجِيب نَسْل لكِنْ لَوْ أنَا رَفَضْت الكِنِيسَة تِعْمِل إِيه ؟ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر هُوَ مَات وَقَام وَصَعَد وَالكِنِيسَة لَمْ تُكْتَمَل بَعْد فَالكِنِيسَة لِحَدٌ اليُوْم بتْجِيب أوْلاَد فَالمَعْمُودِيَّة هِيَ رَحَمْ الكِنِيسَة أي خَلِّفِتْ الكِنِيسَة لأِنَّهَا حَيَّة وَهيَ تَقْتَرِنْ بِالْمَسِيح وَلكِنَّهُ مُعِدٌ لِلسَّمَاء فَإِنَّهُ بَعَتْنَا لِنَقْتَرِنْ بِالكِنِيسَة عَلَشَان نِجِيبْ أوْلاَد للكِنيسَة وَنُكْمِل جَسَدٌ الْمَسِيح .. فَمَنْ يَسْتَعْفِي الخِدْمَة فِي السَّمَاء تِيجِي الكِنِيسَة وَتِتُفْ عَلِيه عَلَشَان مَارَضَاش يَقْتَرِن بِالكِنِيسَة .. فَالرَّجُلٌ الَّذِي لَمْ يَرْضَى أنْ يِتْجَوِز السِتْ دِي هُوَ نَدْل .. قَلِيل الأصْل سَابْهَا لِلِّي بَعْد مِنُّه .. الإِنْسَان الَّلِي يُشْعُر وَيِحِس بِمَحَبِّة رَبِّنَا هُوَ يِقُول إِنِّي أسْتَاهِل أنْ أقْتَرِن بِالكِنِيسَة عَلَشَان أخْدِمْهَا وَأجِيبْ لَهَا أوْلاَد كَثِيرِينَ لِلمَجْد ( عب 2 : 10) ؟!!!  القِدِيس بُولِس يَقُول { أُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي } ( كو 1 : 24 ) .. { لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } ( كو 1 : 28 ) .. فَهُوَ وَاحِدٌ قَلْبُه مَلْيَان حُبْ لِلِّي أسْلَمْ نَفْسُه عَنْهُ وَأعِيش بِه هُوَ وَأُقِيمْ نَسْل لأِسْمُه هُوَ فَلِذلِك خِدْمِتْنَا كُلَّهَا تَكُون بِإِسْم رَبِّنَا يَسُوع لِمَجْد نَفْسُه وَإِسْمُه .. فَمَثَلاً بِنْقُول فُلاَنْ دَه عَنْدِي فِي الأُسْرَة وَلكِنُّه هُوَ فِي الأصْل عَنْد رَبِّنَا يَسُوع وَإِنُّه إِبْن الْمَسِيح .. إِبْن الكِنِيسَة وَلكِنْ أنَا أشْكُره لأِنَّهُ أعْطَانِي فُرْصَة لأِخْدِمُه وَذلِك مِنْ أجْل كَثْرِة صَلاَحُه وَمَحَبِّتُه .. كُلَّ مَا الإِنْسَان يِحِبْ رَبِّنَا أكْثَر يِتْحَرَّك قَلْبُه لِلخِدمَة أكْثَر وَأكْثَر .. كُلَّ مَا أسْمَعْ عَنْ وَاحِدٌ بِعِيدٌ عَنْ الْمَسِيح وَهُوَ إِبْنُه الَّلِي بِيحِبُّه هُوَ الَّلِي إِشْتَرَاه إِبْن الَّذِي ذُبِح إِشْتَرَانَا لأِجْلِهِ عَلَشَان كِدَه أنَا مِش حَحْتَمِل أنْ أسْمَعْ حَاجَة غَلَطْ عَنْهُ .. أوْلاَدُه بُعَاد عَنْهُ .. عَدَم طَاعَة لَهُ وَأنَا لاَ أتَحَرَّك .. فَبِقَدْر مَا كَانْ الحُبْ كِبِير وَالحُبْ أمِين بِقَدْر مَا كَانِتْ المَسْئُولِيَّة كِبِيرَة .  يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ { الخِدْمَة لَيْسَت إِخْتِيَارِيَّة } .. لَوْ قُلْت لِي إِنْ الشَّمْس لاَ تُعْطِي ضَوْءاً أصَدَّقْهَا .. وَلكِنْ لَوْ قُلْت لِي إِنْ المَسِيحِي لاَ يَخْدِم فَلاَ أُصَدِّق .. فَقَدْ يَكُون هُنَاك إِحْتِمَال فِي تَغْيِير الظُّرُوف فِي الطَّبِيعَة .. مِثْل الكُسُوف .. فَإِشْرَاق النُّور فِي الخَادِم أقْوَى مِنْ إِشْرَاق النُّور فِي الشَّمْس .. فَهُوَ إِبْن الْمَسِيح .. حَبْ الْمَسِيح .. حَبْ يِكَمِّل جَسَدُه وَيِخْدِم أوْلاَدُه يِشْتِرِك فِي خِدْمِة المُصَالَحَة الَّلِي هُوَ عَمَلْهَا .. يُطْلُب عَنْ الْمَسِيح تَصَالَحُوا مَعَ الله ( 2كو 5 : 20 ) .. نِتْكَلِّمْ بِلِسَانُه مِنْ حُبِّنَا لُه وَنِعْمِل رِسَالْتُه وَنَقُوم بِنَفْس الدُور بِتَاعُه هُوَ بِإِقْتِرَاب مَلَكُوت الله بِالتُوْبَة وَالرُّجُوع وَفِي السَّمَاء نِقَدِّم لِجِرَاحَاتُه الخُضُوع وَنُقَدِّم لِبِرُّه وَنقُول هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهُمِ اللهُ ( عب 2 : 13) .  مَرَّة رَجُلٌ عِنْدُه بِنْت لاَ تَسْمَعْ الكَلاَم وَتُحِبْ العَالَمْ وَالزِّينَة وَالمِكْيَاج وَكَانَ يِزَعَقْلَهَا وَمَافِيش فَايْدَة وَكَانِتْ مَرَّة نَازِلَة بِالَّلِيلْ وَهُوَ قَعَدْ يِقُول لَهَا إِنْ هُنَاك نَاس مُجْرِمِينْ وَقُطَّاع طُرُق وَهِيَّ نِزْلِتْ .. فَالأب نِزِل وَرَاهَا وَمِشِي وَرَاهَا .. فَجْأة الشَّبَاب إِتْلَمُّوا حَوْلَهَا وَأخَذُوا مِنْهَا ذَهَبْهَا وَحَاوْلُوا يِضْرَبُوهَا فَتَدَّخَلْ الأب لِيُنْقِذْ إِبْنَتُه فَضَرَبُوه وَمَات .. البِنْت دِي رَوَّحِتْ البِيت تِبْكِي وَالبِنْت دِي بَعْد كِدَه تِتْغَيَّر حَيَاتْهَا وَيِكُون أكْتَر حَاجَة فِي ذِهْنَهَا هُوَ كَلاَم أبُوهَا أي كَلاَم الرَّبَّ يَسُوع .. فَيَسُوع أعْتَقْنَا مِنْ عَدُو الخِير وَمِنْ سُلْطَان العَالَمْ وَلَمَّا دَخَلْ فِي صِرَاع أسْلَم نَفْسُه مِنْ أجْلِنَا كُلِّنَا وَدَه حَصَلْ مِنْ أجْل أنْ يُخَلِّصَنِي أنَا وَلكِنَّهُ عَلَشَان هُوَ إِله قَادِر أنْ يِقَوِّم نَفْسُه مِنْ المُوْت وَلكِنُّه مَات وَنَكَّس رَأسُه وَأسْلَمَ الرُّوح .. هُوَ مَاتْ مِنْ أجْلِي المَفْرُوض أنْ يَكُون حُبِّي لَهُ شَكْلُه إِيه وَتَعَالِيمُه شَكْلَهَا إِيه بِالنِسْبَة لِيَّ ؟!!! 2/ خَادِم عِنْدُه غِيرَه : ==============================  أي القَلْب تَحَرَّك نَحْو أوْلاَد رَبِّنَا بِحَنَان وَبِلَهْفَة وَلاَ أقْبَل فِيهَا أنْ يَكُون لِحَدٌ تَانِي .. رَبِّنَا يَسُوع يِغِير عَلِينَا جِدّاً لِدَرَجِة إِنِّنَا نُبْقَى مِلْكُه وَهُوَ نِفْسُه يِشُوف فِينَا غِيرَه .. الَّلِي يِخْدِم أوْلاَد رَبِّنَا مِنْ غِير غِيرَه يُبْقَى لاَ يُحِب .. لَيْسَ أمِين .. يُبْقَى أجِير وَلاَ يَهِمُّه الغَنَمْ وَلاَ يَهِمُّه الخِرَاف .. مِثْل الرَّاعِي وَالأجِير فَلَوْ جَاءَ مَرَض أوْ مُشْكِلَة فَالرَّاعِي يِهْتَمْ أمَّا الأجِير فَيِهْرَب لأِنْ الخِرَاف لَيْسَتْ لَهُ وَلَيْسَ عِنْدُه غِيرَه .. أمَّا دَاوُد فَقَدْ صَارَع الأسَدٌ عَلَشَان كَانْ بِيَاكُل الحَمَل فَكَانِتْ عَنْدُه غِيرَه جَايَة مِنْ الأمَانَة وَالحُبْ العَالِي وَالإِحْسَاس بِالمَسْئُولِيَّة .. أي يِكُون قَلْبِنَا وَاكِلْنَا .. نِكُون عَنْدِنَا غِيرَه وَنِفَكَّر فِيهُمْ فِي كُلَّ وَقْت وَنِحِبْ نِعْمِل إِيه لُهُمْ وَنِعْمِل لُهُمْ أنْشِطَة مِش نِكُون جَايِينْ بِرَتَابَة وَأسْأل عَمَلْت لُهُمْ إِيه مِش إِحْنَا عَمَلْنَا إِيه ؟ مَافِيش حَاجَة فِي الخِدْمَة إِسْمَهَا " هُمَّا " وَلكِنْ " إِحْنَا " فَكُلِّنَا مَجْمُوعَة وَاحْدَة عَايْزِين نِخْدِم الوِلاَدٌ كُلُّهُمْ وَالكِنِيسَة كُلَّهَا بِرُوح غِيرَه .  إِنَّ لَكَ فُرْصَة .. إِشْتَغَل .. إِخْدِم .. حِبْ فَكُلَّهَا غِيرَه .. غِيرَه عَلَى أوْلاَدٌ الْمَسِيح .. أنَا شَايِفْ وَاحِدٌ فِي قَبْضِة عَدُو الخِير وَأقَفْ سَاكت .. أكُون أجِير ؟!!! أمَّا الرَّاعِي فَيِحُطٌ إِسْمُه عَلَى المَذْبَح .. أصَلِّي .. أبْكِي .. أرُوح لُه مَرَّة وَاتْنِينْ .. أطْلُب مِنْ أبُونَا يِصَلِّي لُه .. هُنَاك مَنْظَر لاَ يُنْسَى مِنْ الأذْهَان وَهُوَ إِنْ مَرَّة أبُونَا بِيشُوي كَامِل بِنْت كَانِتْ هَتِسِيبْ الْمَسِيح .. الأمْن لَمَّا عِرْفُوا إِنُّه مَوْجُودٌ فِضْلُوا يِخَبُّوهَا وَمَارَضُوش يِخَلِّيه يِشُوفْهَا وَلكِنْ أبُونَا شَافْهَا وَهِيَّ بِتِرْكَبْ العَرَبِيَّة بِتَاعِتْ مُدِيرِيِّة الأمن رَاح كَلِّمْهَا عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَوِقِفْ يِتْكَلِّمْ مَعَاهَا حَتَّى وَهُوَ عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَالعَرَبِيَّة مِشِت وَهِيَّ بِتْجُر فِيه وَهُمَّا يِقُولُوا لُه " إِمْشِي .. عَايْزِينْ نِمْشِي .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. إِيه الخَادِم دَه ؟ الخَادِم دَه إِحْنَا لِسَّه مَا بَقِنَاش خُدَّام .. إِحْنَا مُمْكِنْ نِقُول " إِحْنَا نِعْمِل لَهَا إِيه .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. لكِنْ أبُونَا بَص عَلَى إِنَّهَا بِنْت الْمَسِيح .. هِيَّ جُزْء مِنْ جِسْم الْمَسِيح فَلَوْ هُوَ فَرَّطْ فِيهَا بِسُهُولَة يُبْقَى فَرَّطْ فِي الْمَسِيح .. هُوَ لَمْ يَنْظُر إِلَى شَخْصَهَا تِسْتَاهِل وَلاَّ لأ فَهِيَ تِسْتَاهِل لأِنَّهَا وَاخْدَة مَسْحَة مِنْ القُدُّوس .. فَفِي سِر المَعْمُودِيَّة هِيَّ أخَِذِتْ مَسْحِة المَيْرُون وَهذِهِ المَسْحَة تَعْنِي الأطْيَاب الَّتِي كَانَتْ عَلَى جَسَدٌ يَسُوع .. أي أنَّنَا أخَذْنَا مِنْ أطْيَاب الْمَسِيح فَنَحْنُ إِمْتِدَاد لِلْمَسِيح .. فَلَوْ نَظَرْنَا لِكُلَّ وَاحِدٌ عَلَى أنَّهُ مِنْ الْمَسِيح نِعْرَف نِخْدِمُه .  بُولِس الرَّسُول يِقُول { مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ . مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ } ( 2كو 11 : 29 ) .. " ألْتَهِب " تَعْنِي أنْ نَسْمَعْ إِنْ أحَدٌ فِي تَجْرُبَة أوْ ضِيق أوْ فِي سُقُوط أوْ فِي ضَعْف نِشَارْكُه فَكُلُّنَا جِسْم وَاحِدٌ فِي الكِنِيسَة .. فَكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا جُزْء مِنْ الْمَسِيح .. فَإِنَّنَا لَسْنَا أجْزَاء مُنْفَصِلَة بَلْ كُلُّنَا فِي الكِنِيسَة وَهذَا هُوَ سِر جَمَال الكِنِيسَة وَبَهَائْهَا وَجَمَالْهَا .. فِي سِر العِمَاد نِعْمِل الزَّفَة فِي الكِنِيسَة عَلَشَان الطِّفْل يِكُون جُزْء مِنْ جِسْم الكِنِيسَة كُلَّهَا ..الإِكْلِيل فِي الطَقْس الكَنَسِي يِنْتِهِي بِالقُدَّاس .. كُلِّنَا فَرْحَانِينْ وَلَنَا فَرْحَة وَنِحْضَر الإِكْلِيل .. الكَّاهِنْ يِتْرِسِمْ فِي وَسَطٌ الشَّعْب فِي المَجْمُوعَة وَتِكُون فَرْحَة وَاحْدَة وَنِكُون كُلِّنَا فِي مَجْمُوعَة فَهُوَ فِي جِسْم وَاحِدٌ وَتِكُون فَرْحِة إِخْتِيَار وَاحِدٌ .. وَتِكُون أنَا نَظْرِتِي لأِخْوَاتِي تِكُون كِدَه .  لَمَّا أشُوف وَاحِدٌ ضَعِيف مَاتْرُكْهُوش كِدَه لاَزِم يِكُون عِنْدِي غِيرَه نَحْو الْمَسِيح وَنَاحْيِة أوْلاَدُه وَنَاحْيِة المَلَكُوت .. وَلَمَّا أسْمَع خَبَرٌ مُفْرِح أفْرَح حَتَّى وَلَوْ فِي أسْوَان وَلَوْ سِمِعْت خَبَرٌ مُحْزِنْ أحْزَن حَتَّى لَوْ فِي أمِرِيكَا .. عَلَشَان إِحْنَا جِسْم وَاحِدٌ عَنْدِي غِيرَه عَلَى إِخْوَاتِي .. نِفْسِي أسْمَع أخْبَار حِلْوَة .. هكَذَا نَحْنُ الكَثِيرِين جَسَدٌ وَاحِدٌ فَيِتْكَلِّمْ الْمَسِيح عَنْ إِخْوَتُه إِنُّهُمْ لَهِيب نَار .. الرُّوح القُدُس جَاءَ عَلَى هَيْئِة نَار فَالكَلاَم عِنْدُه رُوحٌ نَارِيَّة تَأكُل كُلَّ مَا يُقَابِلْهَا .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا عِنْدُه رِسَالَة فِي المُجْتَمَعْ وَلكِنْ لاَزِم حَاجَة تِثْبَت فِي أذْهَانْنَا سَوَاء إِنْ كُنْت مُوَظَف .. طَالِب .. مُدَرِّس .. فَأوِل حَاجَة تِكُون إِنِّي خَادِم أوَّلاً فَأيْنَمَا أكُون أنَا خَادِم وَإِحْسَاسِي بِمَسْئُولِيِتِي أكُون أوَّلاً إِنِّي خَادِم فَأكُون أوَّلاً خَادِم ثُمَّ طَالِب .  فَلاَ تَتَعَامَل مَعَ الخِدْمَة عَلَى إِنَّهَا مُكَمِّلَة لِصِفَاتَك الشَّخْصِيَّة فَالخَادِم لَيْسَ لَقَبْ بَلْ حَالَة بَلْ هِيَ إِحْسَاس دَائِمْ فِي كُلَّ مَكَان وَفِي أي زَمَان مِثْل الْمَسِيح فِي أي مَكَان فَهُوَ خَادِم وَلاَ يِغَيَّر فِي أي شِئ إِنِّي خَادِم مِثْل بُولِس الرَّسُول .. فَبُولِس كَانَ يَخْدِم وَيِوْعَظْ فِي المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة مِثْل الخَادِم الَّذِي يِوْعَظْ فِي الجَّامِعْ فَهُوَ كَانْ شِئ صَعْب جِدّاً .. فَاليَهُودِي عَدَاوْتُه لِلْمَسِيح أخْطَر مِنْ المُسْلِمِين لِلْمَسِيحِيَّة فَهُوَ يَقُول لَهُمْ إِنْ إِنْتُمْ الَّلِي صَلَبْتُمْ المَسِيَّا .. فَالإِسْلاَم لاَ يُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة أمَّا الْمَسِيحِيَّة فَتُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة .. إِزَاي مَعْرِفْتِش الْمَسِيح لِحَدٌ دِلْوَقْتِي ؟ { أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغبِيَاءُ مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تَذْعِنُوا لِلْحَقِّ } ( غل 3 : 1) .. { الثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهُ وَالْحِمَارُ مَعْلَفَ صَاحِبِهِ } ( أش 1 : 3 ) .. لَمَّا بُولِس طُرِدٌ مِنْ المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة إِبْتَدَى يَعِظٌ فِي الشَّوَارِع وَالأسْوَاق وَالمَعَابِدٌ الوَثَنِيَّة .. سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول إِنْ أتَى لِي الرَّبَّ بِإِعْلاَن إِلهِي وَيِسْأل أجِيب لَك بُولِس وَلاَّ أجِيب لَك كُلَّ الخُدَّام ؟!! قَالْ خُدٌ كُلَّ الخُدَّام وَهَات لِي بُولِس .. فَكَانِتْ لَدَيْهِ غِيرَه لِلخِدْمَة حَتَّى فِي السِّجْن وَالسَّفِينَة بِيِكْرِز .. طَلَبْ المُحَاكْمَة فِي رُومَا لأِنُّه كَانْ عَايِزْ يِكْرِز وَيبَشَر فِي رُومَا .. هُنَاك فَرْق كِبِير بَيْنَ الأُجَرَاء وَالأُمَنَاء .. إِوْعَى تِكُون سَلْبِي أوْ مُتَفَرِّج فِي الكِنِيسَة .. نَاقِدٌ أوْ مُتَمَرِّدٌ أوْ مُتَذَمِّر فِي الكِنِيسَة وَأكُون مِتْفَرَّج عَلَى أعْمَال الكِنِيسَة وَتِتْذَمَّر عَلَى التَّرَانِيمْ فَيَقُول الأبَاء بَدَلاً مِنْ أنْ تَلْعَنْ الظَّلاَم أنِر شَمْعَة . 3/ خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة : ==============================  خَلِّي عَنْدَك غِيرَه لِلعَمَل الإِيجَابِي وَخُدٌ الأمر بِجَدٌ .. هُنَاك مُشْكِلَة فِي الجِيل الحَالِي وَيُنْتَقَدْ فِيهَا إِنُّه يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِفَهْلَوَة وَعَايِز يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِأقَلْ مَجْهُود نِحَقَّقُه وَبِأكْبَر مَكْسَبْ وَنِخْدِم بِأقَلْ جِدِّيَّة .. هُنَاك نَمُوذَج رَائِعْ لِلجِدِّيَّة شَخْصِيِّة نَحَمْيَا النَّبِي .. كَانَ سَاقِي للمَلِك عَايِش فِي بَابِلٌ وَلَيْسَ فِي أُورُشَلِيم فَكَانَ المَلِك يَعِيش فِي جَاه عَظِيمْ وَكَانَ نَحَمْيَا كَاتِمْ أسْرَار المَلِك وَلَهُ رَاتِبْ وَأكل وَشُرْب وَهُوَ شَخْص مُخْلِص جِدّاً لِلمَلِك .. سِمِعْ إِنْ هُنَاك نَاس جَايِينْ مِنْ أُورُشَلِيم فَقَالُوا إِنْ أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة بِالنَّار .. يِقُول { فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً } ( نح 1 : 4 ) .. فَالكَآبَة كُلَّهَا عَنْدُه وَالمَلِك قَالَ لَهُ مَالَك ؟ فَقَالَ لَهُ إِزَاي مَدِينِة آبَائِي أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة وَإِزَاي أبْقَى مَبْسُوط !!! فَقَالَ لَهُ المَلِك مَاذَا تَطْلُب ؟ العَجِيب فِي نَحَمْيَا إِنُّه صَلَّى وَكَلِّمْ المَلِك وَتَجَرَّأ عَلِيه وَطَلَبْ مُسَاعَدَات .. يِقُول { فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ } ( نح 2 : 8 ) .. وَذَهَبْ لأُِورُشَلِيم يَدْ تِبْنِي وَيَدْ تِمْسِك بِالسِّلاَح وَقَالْ { هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَاراً } ( نح 2 : 17) .. بَنَى سُور أُورُشَلِيم كُلُّه فِي 52 يُوْم فَكَانِتْ هنَاكَ جِدِّيَّة .. يِقُول { وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ الْحُرَّاسُ الَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا . كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. كُلَّ دِي غِيرَه .  أُورُشَلِيم هِيَّ الكِنِيسَة .. { أُورُشَلِيم المَبْنِيَّة مِثْل مَدِينَةٍ مُتَصِلَة بَعْضَهَا بِبَعْض لأِنَّ هُنَاك صَعَدَت القَبَائِل .. قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل } ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. الخِدْمَة ضَعِيفَة إِنْ الأسْوَار مِش مَبْنِيَّة وَالأبْوَاب مَحْرُوقَة فَنَحَمْيَا جِه هُوَ يِبْنِي فَضَحَّى هُوَ بِمَرْكَزُه وَقَعَدْ 12 سَنَة لَمْ يِشْتِرِي حَقْلٌ فَهُوَ قَعَدٌ مِنْ غِير حَقْل مَرَكِّزْ عَلَى بُنَاء سُور أُورُشَلِيم .. يِقُول { كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. نَحْنُ نَفْتَقِر إِلَى الجِدِّيَّة فَنَحْنُ بِنِشْتَغَل بِرَخَاوَة .. { الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْداً } ( أم 12 : 27 ) .. فَخَلِّي لِيك وَقْت لِلخِدْمَة مُقَدَّس فَلَيْسَ هُنَاك أي عُذْر يِمْنَعَك فَالخِدْمَة وَقْت مُقَدَّس .. السَّمَاء لَيْسَتْ شِهَادَات بَلْ هُنَاك تَقْوَى وَأعْمَال مَحَبَّة وَلاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدِنَا رُوح جِدِّيَّة وَحَاسِس بِإِلْتِزَام .  زَي قِصِّة أبُونَا يَعْقُوب وَخَالُه لاَبَان .. خَالُه لاَبَان حَسُ إِنْ يَعْقُوب يِتْغِنِي وَلَوْ بِمَكْر .. أخَدٌ الخِرَاف المِنَقَطَة وَالمِخَطَّطَة .. فَلاَبَان إِتْغَاظٌ لأِنُّه بَقَى غَنِي .. فَيَعْقُوب قَالَ لَهُ عِشْرِين سَنَة بَخْدِمَك ( 7 بِلِيئَة + 7 بِرَاحِيل + 6 غَنَمْ ) .. { مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ . كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ . وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ } ( تك 31 : 39 – 40 ) .. هذَا هُوَ تَقْرِير يَعْقُوب عَنْ خِرَافُه الحَيَوَانَات غِير النَّاطِقَة فَمَا هُوَ تَقْرِيرْنَا نَحْنُ عَنْ الخِرَاف النَّاطِقَة وَالْمَسِيح قَالَ أنَا هُوَ رَاعِي الخِرَاف ؟ .. يَقُول لَهُ يَعْقُوب { غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ } ( تك 31 : 41 ) .. نَحْنُ لاَ نِسْتَاهِلٌ أنْ نَكُون أُجَرَاء عِنْدَ رَبِّنَا فَإِحْنَا بِنِشْتَغَل عَنْد سَيِّدٌ مُلُوك الأرْض فَهُوَ فَخْر لَنَا إِنِّنَا بِنِشْتَغَل عَنْدُه .  القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ بِيقُول تَشْبِيه إِنْ أبُونَا نُوحٌ حَصَلْ مَرَّة إِنُّه غِلِطْ وَسِكِر وَتَعَرَّى فَلَمَّا تَعَرَّى دَخَلْ عَلِيه إِبْنُه كَنْعَان وَخَرَج يِضْحَك وَسَخَر مِنْ عُرْي أبُوه وَقَالَ لأِخْوَتُه وَلكِنْ إِخْوَتُه غَطُّوا عُرْي أبُوهُمْ .. الكِنِيسَة فِي جِسْم الْمَسِيح .. كُلَّ جُزْء مِنْ الكِنِيسَة مِتْغَطِّي بِالشَّعْب وَكُلَّ جُزْء لاَ يَتَغَطَّى بِالشَّعْب هِيَّ عِرْيَانَة فَكُلَّ جُزْء عِرْيَان لاَزِم أغَطِّيه بِأوْلاَدْهَا وَكُلَّ وَاحِدٌ لاَ يَأتِي بِالنَّاس إِلَى الكِنِيسَة فَيِتْلِعِنْ وَدَه مَصِير الَّلِي يِتْسَبَّبْ فِي عُرْي الكِنِيسَة .. كُلَّ دِي مَسْئُولِيَّة عَلِينَا .. هذَا هُوَ فِكْر الأبَاء القِدِّيسِينْ .. إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأتِي لِلكِنِيسَة فَأنْتَ هُوَ سَبَبْ العُرْي .. فَالرَّبَّ يَسُوع يِحِبْ أنْ تَكُون الكِنِيسَة مِتْغَطِيَّة بِأوْلاَدْهَا .. فَأنْتُمْ أُمِّة الكِنِيسَة أنْتُمْ قُوَّة الكِنِيسَة أنْتُمْ سِتْر الكِنِيسَة وَهَاتُوا مَعَاكُمْ نَاس عَلَشَان تِغَطُّوا عُرْي الكِنِيسَة .. سِيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول كِنِيسَة بِلاَ شَبَاب كِنِيسَة بِلاَ مُسْتَقْبَل .. وَالشَّبَاب يِرُدٌ شَبَاب بِلاَ كِنِيسَة شَبَاب بِلاَ مُسْتَقْبَل .الرَّبَّ يِبَارِك فِيكُمْ وَفِي خِدْمِتْكُمْ وَيَضَعْ الرَّبَّ فِي كُلَّ قُلُوبْنَا رُوح المَسْئُولِيَّةرَبِّنَا يِكَمِّل كُلَّ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

رسالة المسيحى

قَالَ الرَّبَّ يسُوع عَنْ نَفْسُه أنَّ ﴿ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُِمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. فَكَانَتْ رِسَالْتُه فِي العَالَمْ أنْ يُعْلِنْ مَلَكُوت الله وَأنْ يُمَجِّد الله وَأنْ يَحْفَظْ العَالَمْ مِنْ الشَّر وَالشِّرِّير فَقَالَ ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ ( يو 17 : 4 ) .. رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة يَجِبْ ألاَّ تَخْتَلِفْ أبداً عَنْ رِسَالِة الرَّبَّ يَسُوع فَهيَ أنْ يُظْهِر وَيُمَجِّد إِسْم الرَّبَّ يسُوع لِلنَّاس .. فَخِدْمِتْنَا وَحَيَاتْنَا هِيَ إِمْتِدَادٌ لِعَمَل الرَّبَّ يَسُوع وَهُوَ قَدْ إِئْتَمَنَّا عَلَى إِكْمَال رِسَالَتِهِ وَأنْ نُعْلِنْ إِسْمُه وَمَمْلَكَتُه وَمَلَكُوتُه فِي العَالَمْ . يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ لاَ يُمْكِنْ أنْ يُوجَدٌ مَسِيحِي فِي الحَيَاة بِدُون رِسَالَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون الْمَسِيحِي غِير خَادِم فَهُوَ كَالشَّمْس تُنِير لِلكُلِّ وَتُدَفِئ الكُلَّ بِلاَ شُرُوط أوْ ضَوَابِطْ كذلِك الْمَسِيحِي يُضِئ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط وَيُعْطِي رُوح دِفْء وَحَنَان وَحُبْ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط .. وَإِنْ حَدَثَ أنَّ الشَّمْس لاَ تُضِئ أوْ لاَ تُدَفِئ قَدْ أُصَدِّقَك وَلكِنْ لاَ أُصَدِّق أنَّهُ يُوجَدٌ مَسِيحِي لاَ يُنِير ﴾ .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيحِي تَشَبَّعْ بِرُوح الْمَسِيح فِي حَيَاتُه وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل فِيهِ .. وَهُوَ رُوح عَطَاء وَحُبْ وَبَذْل وَكِرَازَة وَإِنْتِشَار لِلمَلَكُوت فَهْيَ أمَانَة أنْ نَحْمِل رِسَالِة الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا وَأنْ نُكَمِّل نَقَائِص شَدَائِد الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا ( كو 1 : 24 ) . فَنُوحٌ عِنْدَمَا بَنَى الفُلْك كَانَ مُكَوَّن مِنْ عَوَارِض خَشَبِيَّة كَثِيرَة وَهذِهِ العَوَارِض تُمَثِّل المُؤمِنِينْ فَلاَ يُمْكِنْ بُنَاء الفُلْك إِلاَّ بِالمُؤمِنِينْ .. وَكَمَا كَانَ الفُلْك سَبَبْ خَلاَص لِلبَشَرِيَّة فَالمُؤمِنِينْ أيْضاً سَبَبْ خَلاَص لِلعَالَمْ . يَتَسَائَل البَعْض عَنْ المَجِئ الثَّانِي وَمَتَى سَيَكُون .. فَالكَنِيسَة فِي السَّمَاء لَمْ تُكْتَمَل بَعْد وَمَازَالَ يَنْضَمْ إِلَيْهَا الأبْرَار وَمَتَى إِكْتَمَلَتْ وَأبْنَاء المَلَكُوت يُكْتَمَلُون يَأتِي المَجِئ الثَّانِي .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي مُمْتَدَّة مِنْ الأرْض إِلَى المَلَكُوت .. نَعِيش فِي العَالَمْ وَلاَ يَعِيش العَالَمْ فِينَا .. يَقُول أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ ﴿ كَمَا أنَّ النَّفْس هِيَ سِر حَيَاة الجَسَد هكَذَا الْمَسِيحِي هُوَ سِر حَيَاة العَالَمْ .. وَكَمَا أنَّ النَّفْس تَتَحِدٌ بِالجَسَد وَلكِنَّهَا غَرِيبَة عَنْ الجَسَد كذَلِك الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي العَالَمْ وَلكِنَّهُ غَرِيباً عَنْ العَالَمْ .. هكَذَا الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي الجَسَد وَلاَ يَحْيَا بِحَسَبْ الجَسَد ﴾ .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي أنْ يُعْلِنْ إِسْم الله وَمَلَكُوت الله فِي الأرْض لِذلِك الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ مَسِيحِي لاَ يَخْدِم أوْ مَسِيحِي لاَ يَكْرِز . ظَهَرَتْ فِي أيَّام القِدِيس غِرِيغُورْيُوس الكَبِير جَمَاعَة تَقُول أنَّهُ لاَ عِلاَقَة لَهُمْ بِالخِدْمَة وَيَجِبْ تَرْك الخِدْمَة لِلخُدَّام .. وَفِئَة أُخْرَى تُنَادِي بِالرَّهْبَنَة وَلكِنْ بِأُسْلُوب فِيهِ إِحْتِقَار لِلعَالَمْ .. فَقَالَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس ﴿ أنَّ الرَّهْبَنَة تَخْدِم العَالَمْ بِالصَّلاَة وَالْمَسِيحِي يَحْيَا كَخَادِم .. فَجَاءَ بِتَشْبِيه مِنْ العَهد القَدِيم لِيُوَضِح ذلِك .. فَفِي شَرِيعَة العَهد القَدِيم هُنَاك شَرِيعَة " الوَلِي " أوْ شَرِيعَة " مَخْلُوع النَّعْل " وَهيَ أنَّهُ عِنْدَمَا يَمُوت زُوج دُونَ أنْ تُنْجِبْ زَوْجَتَهُ يَتَزَوَجْهَا أقْرَب شَخْص لِلزُوج مِثْل الأخ وَيُقِيم نِسَل بِإِسْم الزُوج المُتَوَفِي .. وَإِذَا رَفَض أقْرَبَهُمْ لِلزُوج يَتِمْ البَحْث عَنْ الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَهكَذَا حَتَّى يُوَافِقٌ أحَدٌ أقَارِب هذَا الزُوج وَأمَّا مَنْ رَفَض فَيَأخُذُوا نَعْلُه وَيُسَمَّى بَيْتُه " بَيْت مَخْلُوع النَّعْل " ( تث 25 : 10 ) وَذلِك حَتَّى يَتَأكَّد الجَمِيعْ أنَّهُ تَمَّ إِبْلاَغُه وَهُوَ الِّذِي رَفَض فَلاَ يَأتِي اليُّوم وَيَدَّعِي أنَّ أحَداً لَمْ يُبَلِّغُه وَأنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ .. وَتَبْصِقٌ عَلَى وَجْهَهُ تِلْكَ المَرْأة لأِنَّهُ رَفَض الإِقْتِرَان بِهَا وَتَرَكَهَا لِغَيْرُه ﴾ .. فَأخَذَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس هذِهِ الشَّرِيعَة وَشَبَّهَهَا بِرِسَالِة الْمَسِيحِي فَيَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر الَّذِي أسْلَم ذَاتُه عَنَّا وَمَاتَ وَلَمْ يَكْتَمِل نَسْلُه المُقَدَّس .. وَالمَرْأة هِيَ الكَنِيسَة فَالْمَسِيح تَرَكَ لَنَا الكَنِيسَة لِكَيْ نَقتَرِنْ بِهَا لِكَيْ مَا نُكَمِّل نَسْلُه وَإِذَا رَفَض شَخْصٍ مَا يُسَمَّى بَيْتَهُ " مَخْلُوع النَّعْل " .. وَتَبْصِقٌ الكَنِيسَة فِي وَجْهِهِ لأِنَّهُ لَمْ يُكَمِّل رِسَالَتْهَا . وَلِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ تَشْبِيه آخَر ﴿ كُلَّمَا أرَى الكَنِيسَة خَالِيَة مِنْ المُؤمِنِينْ أحْزَن وَعِنْدَمَا أرَاهَا مَلِيئَة بِالمُؤمِنِينْ أفْرَح .. فَيَقُول لِلمُؤمِنِينْ أنْتُمْ رِدَاء الكَنِيسَة وَغِطَاء الكَنِيسَة وَسَتْرَهَا وَمِنْ دُونَكُمْ تُصْبِح كَأنَّهَا عَارِيَة .. فَفِي قِصَّة نُوحٌ عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ إِبْنُه وَوَجَدَهُ عُرْيَان سَخَرَ مِنْهُ فَدَخَلَ بَقِيِة إِخْوَتُه وَسَتَرُوا وَالِدَهُمْ .. فَأنْتَ مَتَى رَأيْت جُزْء مِنْ الكَنِيسَة عُرْيَان وَلَمْ تُغَطِّيه تُصْبِح مَلْعُون كَكِنْعَان إِبْن نُوحٌ وَكَمْ تَكُون لَوْ أنَّكَ أنْتَ سَبَبْ العُرْي ﴾ .. الله لَمْ يُرْسِلْنَا إِلَى العَالَمْ لِنَحْيَا لأِنْفُسْنَا وَلاَ نَحْيَا فِي مُتْعَة أوْ لَذَّة بَلْ أرْسَلْنَا لِنَشْهَدٌ لَهُ وَنُمَجِّدَهُ وَنَرْبَح المَلَكُوت بِالعَالَمْ وَنُصَيِّر العَالَمْ لَهُ وَنُصَيِّر الأرْض سَمَاء فَتَقُول كَالْمَسِيح ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ . الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ السَلْبِيَّة وَلاَ تَقْتَصِر الخِدْمَة عَلَى فِئَة مُعَيَّنَة فَقَطْ فَكُلَّ مَسِيحِي خَادِم فَنَحْيَا بِرُوح الخِدْمَة .. وَمِنْ أهَمْ أمْثِلِة الخِدْمَة العَذْرَاء مَرْيَم فَكَانَتْ تَخْدِم فِي الهِيكَل قَبْل البِشَارَة فَكَانَتْ تَحْيَا فِي الهِيكَل اليَهُودِي المَلِئ بِالذَّبَائِح وَالدَّم وَالجُلُودٌ .. فَلَمْ تَكُنْ إِقَامِتْهَا فِي الهَيْكَل مُتَنَعِمَة بَلْ كَانَتْ تَتْعَبْ وَتَخْدِم وَتُشَارِك فِي هذِهِ الذَّبَائِح .. أيْضاً عِنْدَمَا عَلِمَتْ أنَّ ألِيصَابَات حَامِل لَمْ تُفَكِّر فِي صُعُوبِة الطَّرِيقٌ أوْ كَوْنِهَا هِيَ الأُخْرَى حَامِل بَلْ ذَهَبَتْ لِتَخْدِمْهَا مُسْرِعَة .. وَأثْنَاء حَيَاة الرَّبَّ يَسُوع عَلَى الأرْض كَانَتْ لَهَا رُوح الخِدْمَة فَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِعُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَتْ تَخْدِم ( يو 2 : 1 – 11) .. وَكَانَ العُرْس اليَهُودِي يَسْتَمِر مِنْ سَبْعَة أيَّام إِلَى شَهْر بِحَسَبْ قُدْرِة العَرِيس وَكَانَ يَقُوم كُلَّ يُوم بِزِيَارِة أهْل المَدِينَة مَعَ أصْدِقَائِهِ وَأقَارِبِهِ وَفِي نِهَايِة اليُّوْم يَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة كَبِيرَة فِي مَنْزِلِهِ فَنَجِد العَذْرَاء تُسَاعِد فِي هذِهِ الوَلِيمَة وَذَهَبَتْ لِيَسُوع لأِنَّهَا عَرَفَتْ أنَّهُ لاَ يُوجَدٌ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ .. وَالخَمْرٌ رَمز لِلفَرَح الرُّوحِي فَالعَذْرَاء تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ لِيَكُون لَهُمْ فَرَح رُوحَانِي. وَكَانَتْ مَعَ الْمَسِيح فِي كُلَّ مَكَان تَسْمَعْ مِنْهُ وَبَعْد صُعُودُه كَانَتْ خَادِمَة فِي وَسَطْ التَّلاَمِيذ وَكَانَتْ مَرْجَعَهُمْ فَكَانَتْ تَحْكِي لَهُمْ تَفَاصِيل حَيَاة الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَخَاصَّةً لُوقَا الطَّبِيب الَّذِي كَانَ لَهُ دَالَّة عِنْدَ العَذْرَاء فَانْفَرَدَ فِي إِنْجِيلُه بِأحْدَاث وَتَفَاصِيل هُوَ فَقَطْ الَّذِي كَتَبَهَا .. وَالأنْ هِيَ تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ .. وَهيَ فِي السَّمَاء فَهْيَ لاَزَالَتْ خَادِمَة فَالله يُطِيل أنَاتُه بِسَبَبْ تَوَسُّلاَت وَشَفَاعَات العَذْرَاء .. كَانَتْ هُنَاك رَاهِبَة تَنَيَّحَتْ وَبَعْد نِيَاحِتْهَا ظَهَرَتْ لأُخْت لَهَا فِي الرَّهْبَنَة وَقَالَتْ لَهَا أنَّ كُلَّ التَّمَاجِيد وَالإِحْتِفَالاَت الَّتِي نُقِيمَهَا عَلَى الأرْض لاَ تَفِي مَا تَسْتَحِقُّه العَذْرَاء فِعْلِياً لأِنَّهَا لاَ تَكُفْ عَنْ الشَّفَاعَة وَالتَّوَسُّل لإِبْنَهَا لِيَرْفَعْ غَضَبُه عَنْ البَشَر . بَعْض الخَدَمَات الَّتِي تُسَاعِد كُلَّ مَسِيحِي فِي رِسَالَتِهِ (1) خِدْمِة الصَّلاَة : ============================ كُلَّ المُؤمِنِينْ يَسْتَطِيعُونَ الصَّلاَة .. فَلاَ يَجِبْ أنْ تَقْتَصِر الصَّلاَة عَلَى أنْفُسْنَا بَلْ يَجِبْ أنْ تَشْمَل الأخَرِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ .. فَكُلَّمَا رَأيَتْ مُشْكِلَة عِنْدَ آخَر يَجِبْ أنْ تُصَلِّي لأِجْلُه .. صَلِّي مِنْ أجْل المَشَاكِل المَوْجُودَةٌ فِي العَالَمْ .. صَلِّي مِنْ أجْل غَيْر المُؤمِنِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْل أوْلاَدَك .. صَلِّي مِنْ أجْل المُجْتَمَعْ وَسَلاَمُه .. صَلِّي عَنْ الكَنِيسَة وَرَئِيس الكَنِيسَة وَسَلاَمِتْهَا وَكَهَنِتْهَا وَالشَّمَامِسَة وَكُلَّ أمر تَرَاه وَتُرِيد تَغْيِيرُه صَلِّي مِنْ أجْلُه . يَحْتَاجٌ الْمَسِيحِي أنْ يَشْعُر أنَّهُ شَفِيعْ وَأنَّ لَهُ رِسَالَة أنْ يَتَوَسَطْ لَدَى الله مِنْ أجْل الأخَرِينْ .. فَالكَنِيسَة تُصَلِّي عَنْ الجَمَادٌ وَعَنْ الطَّبِيعَة .. ﴿ مَزَاجاً حَسَناً لِلهَوَاء ﴾ ( جُزْء " إِنْعِمْ عَلَى عَبْدَك بِوِحْدَانِيِة القَلْب " فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. صَلِّي عَنْ أقْرِبَائَك وَأحِبَّائَك وَكُلَّ الَّذِينَ تَعْرِفَهُمْ وَالَّذِينَ لاَ تَعْرِفَهُمْ .. فَالكَنِيسَة مِحْتَاجَة لِطَغْمَة مِنْ المُصَلِينْ وَرُبَّمَا تَكُون مِحْتَاجَة لِلمُصَلِينْ أكْثَر مِنْ المُتَكَلِمِينْ .. فَخِدْمِة مَدَارِس الأحَدٌ وَخِدْمِة الكَاهِن وَالوَعْظ مِحْتَاجَة إِلَى صَلاَة لِكَيْ يُقَوِيهُمْ الله .. يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ يَجِبْ أنْ يَكُون الفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيِتُه كَالفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَالخِرَاف .. لاَ أقُول هذَا لإُقَلِلْ مِنْ شَأن الرَّعِيَّة وَلكِنْ لِكَيْ أرْفَعْ مِنْ شَأن الرُّعَاة ﴾ .. صَلِّي مِنْ أجْل أي ضَعْف فِي الكَنِيسَة أوْ شَخْص بَعِيد عَنْ الكَنِيسَة فَخِدْمِة الصَّلاَة لاَ تَحْتَاجٌ مَهَارَات مُعَيَّنَة وَتَحْتَاجْهَا الكَنِيسَة جِدّاً .. فَكُلَّ خِدْمَة لاَبُد أنْ يَكُون وَرَائِهَا فَرِيقٌ يُصَلِّي مِنْ أجْلِهَا . (2) خِدْمِة القُدْوَة : ============================= فَأنْتَ فِي وَسَطْ العَالَمْ تَصِير خَادِم بِقُدْوِتَك وَتُقَدِّم شِهَادَة حَسَنَة لِلْمَسِيح .. ﴿ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّموَاتِ ﴾ ( مت 5 : 16) .. يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولس لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس فِي رِسَالَتِهِ ﴿ وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي ..... ﴾ ( 2تي 3 : 10) .. فَيَجِبْ أنْ يَرَى النَّاس فِي الإِنْسَان الْمَسِيحِي سِيرَة وَأقْوَال وَالسِيرَة أهَمْ مِنْ الأقْوَال لأِنَّهَا تُؤَثِر أمَّا كَلاَم بِلاَ سِيرَة يُعْثِر .. فَهَلْ تَشْهَدٌ لِلْمَسِيح بِحَيَاتَك فِي وَسَطْ المُجْتَمَعْ ؟ كَيْفَ تَكُون نُور ؟ كَيْفَ تَكُون مَلْح وَقُدْوَة حَقِيقِيَّة ؟ يَقُول بُولِس " أنَّ العَامِيُون عِنْدَمَا يَرُوا المُؤمِنِينْ يَخُرُّوا سَاجِدِين وَيَقُولُوا أنَّ الله بِالحَقِيقَة فِيكُمْ " .. مُمْكِنْ نَاخُدٌ تَدْرِيب .. إِكْتِبْ فِي وَرَقَة شَاهِدٌ لِتَعْلِيمْ يَسُوع مِثْل " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " ( مت 5 : 44 ) ثُمَّ شَاهِدٌ لِمَوْقِفْ أحَبَّ فِيهِ يَسُوع أعْدَاؤه .. أي ضَعْ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع فِي جِهَة وَمَوْقِفْ يُثْبِتْ وَيَدُل عَلَى مَا قَالَهُ بِجَانِبِهِ سَتَجِد أنَّ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع قَامَ بِتَنْفِيذُه فَقَدْ عَلَّمْ وَعَمَل .. فَالْمَسِيحِي يَجِبْ أنْ يَجْعَل حَيَاتُه تَتَفِقٌ مَعَ مَا يَعْرِفَهُ . فَنَجِد فِي قِصِّة مُبَارَكِة إِسْحَق لإِبْنُة البِكْر عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ يَعْقُوب فِي ثِيَاب عِيسُو يَقُول لَهُ ﴿ الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو ﴾ ( تك 27 : 22 ) .. وَيُفَسِر الأبَاء القِدِّيسِينْ ذلِك عَلَى المُؤمِنِينْ أنَّنَا أحْيَاناً نَسْلُك بِهذِهِ الإِزْدِوَاجِيَّة .. الصُوت أي الكَلاَم وَاليَدَين أي الأعْمَال فَأحْيَاناً نَتَكَلَّمْ بِشِئ وَنَتَصَرَّفْ بِطَرِيقَة أُخْرَى .. فَيَجِبْ أنْ نَحْيَا بِكَلاَم الإِنْجِيل وَلاَ نُرَدِّدَهُ فَقَطْ . ﴿ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلِتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ ﴾ ( عد 23 : 10) .. هذِهِ الآيَة قَالَهَا بِلْعَام الَّذِي إِتَفَقَ مَعَ أعْدَاء شَعْب الله وَمَلِكَهُمْ بَالاَق حِينَمَا أحْضَر بَلْعَام وَاتَفَقَ مَعَهُ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَيَتْرُكَهُمْ الرَّبَّ وَحِينَئِذٍ يَسْتَطِيعْ التَّغَلُب عَلَيْهِمْ وَأعْطَاهُ مَالاً لِيُتَمِّمْ هذَا العَمَل وَكَانَ يَقُول أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَكَانَ قَوْلُه عَلَى عَكْس فِعْلُه .. ثُمَّ أشَارَ عَلَى بَالاَق أنْ يَأتِي بِبَعْض النِّسَاء وَسَطْ الشَّعْب فَيَقَعْ فِي الخَطِيَّة فَيَغْضَبْ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ وَيَتْرُكَهُمْ .. وَبِالفِعْل تَمَّمْ بَالاَق هذِهِ الخِطَّة وَعِنْدَمَا غَضَبَ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ أفْنَاهُمْ وَفِي وَسَطِهِمْ بِلْعَام . صَمُوئِيل النَّبِي أمَر شَاوُل بِحَرَب مَعَ عَمَالِيق وَأمَرَهُ أنَّ أي عَطَايَا تَكُون لِلرَّبَّ وَلاَ يَأخُذ مِنْهَا شَاوُل شَيْئاً .. فَأقَامَ الحَرْب لِلرَّبَّ وَلكِنَّهُ رَأى أنَّ الغَنَمْ كَثِير وَالعُجُول سَمِينَة فَأخَذَ الجَيِّدٌ لِنَفْسِهِ وَحَرَّم الرَّدِئ لِلرَّبَّ .. وَعِنْدَمَا جَاءَهُ صَمُوئِيل قَالَ لَهُ شَاوُل ﴿ مُبَارَكٌ أَنْتَ لِلرَّبِّ ﴾ .. فَسَألَهُ صَمُوئِيل هَلْ أقَمْت كَلِمَة الرَّبَّ ؟ فَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ مَرَّة أُخْرَى وَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ ﴿ مَا هُوَ صَوْتُ الْغَنَمِ هذَا فِي أُذُنَيَّ وَصَوْتُ الْبَقَرِ الَّذِي أَنَا سَامِعٌ ﴾ ( 1صم 15 : 13 – 14) ؟ .. فَأحْيَاناً يَتَكَلَّمْ الإِنْسَان بِأُمور وَيَتَصَرَّفْ بِعَكْسِهَا فَيَظْهَر عَلَى حَقِيقَتُه أمَام النَّاس مِنْ خِلاَل تَصَرُّفَاتُه وَلَيْسَ كَلاَمُه .. فَالمُجْتَمَعْ مِحْتَاجٌ نَمُوذَج صَالِحٌ. (3) خِدْمِة الكَلِمَة المُفْرِحَة : ============================================ كَمُحَاوَلِة تَهْدِئَة شَخْصٍ مَا وَنَزْع القَلَقٌ مِنْهُ .. فَعِنْدَمَا تَقُول لِشَخْص " لاَ تَقْلَقٌ " .. " إِلْقِي عَلَى الرَّبَّ هَمَّك " .. ضَعْ هذِهِ المُشْكِلَة أمَام أحَدٌ القِدِّيسِينْ .. ﴿ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ ﴾ ( 1بط 5 : 7 ) .. رَبِّنَا مَوْجُودٌ .. قَدْ تُؤَثِّر هذِهِ الكَلِمَات البَسِيطَة تَأثِيراً كَبِيراً فِيمَنْ يَسْمَعْهَا لأِنَّهُ يَكُون فِي حَاجَة إِلَيْهَا .. ﴿ الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ﴾ ( لو 6 : 45 ) .. فَتَرَاهُ دَائِماً يُشَجِعْ وَيُبَارِك مَنْ حَوْلُه فَيَفْرَح مَنْ حَوْلُه .. فَعِنْدَمَا تُذَكِّر شَخْص بِآيَة أوْ تَحْكِي لَهُ قِصَّة أوْ مَوْقِفْ لِتُعَزِّيه أوْ تَسْنِد شَخْص فِي مَرَضُه أوْ ضِيقَتُه فَهذَا أمر هَام وَمُؤَثِر فِي المُحِيطِينَ بِك .. أيْضاً أنْ تُشْعِر مَنْ حَوْلَك بِمَحَبِّتَك لَهُمْ وَإِهْتِمَامَك بِهُمْ فَهذِهِ خِدْمَة وَمِنْهَا جَاءَت خِدْمِة الإِفْتِقَادٌ .. فَلأِنَّكَ إِفْتَقَدْت هذَا الشَّخْص تَسْأل عَنْهُ وَيَهِمَّك أنْ تَعْرِفْ أخْبَارُه . إِجْعَل عَنْدَك رَصِيد مِنْ كَلِمَات البَرَكَة تُنَاسِبْ كُلَّ إِنْسَان .. فَعِنْدَمَا تَرَى طَالِبْ تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِنَجَحَك )) .. وَعِنْدَمَا تَرَى شَخْص مَهْمُوم تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِرْفَعْ عَنَّك )) .. فَالكَلِمَة مُمْكِنْ أنْ تَبْنِي وَمُمْكِنْ أنْ تَهِدٌ .. فَيَقُول الكِتَاب ﴿ شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ ﴾ .. ﴿ تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ ﴾ .. ﴿ أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ ﴾ ( 1تس 5 : 14) .. فَهُنَاك خِدْمِة (( التَّشْجِيعْ ؛ التَّأنِّي ؛ السَنَد )) .. فَالإِنْسَان لاَ يَنْسَى الكَلِمَات الَّتِي تُفَرِّحُه وَالَّتِي تُحْزِنُه فَحَاوِل أنْ تَكُون كَلِمَاتَك مُفْرِحَة وَمُعَزِيَة لِمَنْ حَوْلَك .. إِنَّ رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة هِيَ إِمْتِدَادٌ لِرِسَالِة يَسُوع نَفْسُه فَلْنُحَاوِل عَلَى الأقَلْ أنْ نَخْدِم الله مِنْ خِلاَل هذِهِ المَجَالاَت .رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

علاقات داخل الخدمة

 من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ﴿ لا تزجر شيخاً بل عظه كأبٍ والأحداث كإخوةٍ والعجائز كأمهاتٍ والحدثات كأخواتٍ بكل طهارةٍ .. أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولاً أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة لأن هذا صالح ومقبول أمام الله .. ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية .. فأوصِ بهذا لكي يكن بلا لومٍ وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن .. لتُكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة إمرأة رجلٍ واحدٍ مشهوداً لها في أعمالٍ صالحةٍ إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عملٍ صالحٍ .. أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول .. ومع ذلك أيضاً يتعلمن أن يكن بطالاتٍ يطفن في البيوت ولسن بطالات فقط بل مهذارات أيضاً وفضوليات يتكلمن بما لا يجب .. فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم فإن بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان .. إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة أرامل .. أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم لأن الكتاب يقول لا تكم ثوراً دارساً والفاعل مستحق أجرته .. لا تقبل شكاية على شيخٍ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهودٍ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف .. أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرضٍ ولا تعمل شيئاً بمحاباةٍ .. لا تضع يداً على أحدٍ بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين إحفظ نفسك طاهراً ﴾ ( 1تي 5 : 1 – 22 ) .. نعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعنا آمين .  يتحدث القديس بولس الرسول عن علاقتنا مع البعض كشكل وجوهر وسنتحدث في ثلاث نقاط :0 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين . 2/ علاقة الخادم بالمخدوم . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم . 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين : ======================================  نحن نمثل جسم ربنا يسوع المسيح فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه .. فكل شخص يمثل خلية في جسم ربنا يسوع المسيح فنحن أعضاء جسم واحد .. ومن ضمن ألقاب الكنيسة أنها * كنيسة واحدة * فنحن نشترك في وحدة واحدة .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. فنحن نمثل جسم حقيقي لربنا يسوع فالله هو الرأس والمدبر للجسم ولهذا فنحن مترابطين .. وأيضاً أبونا الكاهن في القداس يختار حمل واحد وأيضاً في التناول يرى أبونا الكاهن هل هناك أي جوهرة في الصينية .. إن جسد ربنا يسوع يتناوله المؤمنين ولذلك فكلنا خبزة واحدة في جسم واحد وكلنا توحدنا بالمسيح فكل عضو له كرامة ومحبة وأهمية وكيان فنحن نعمل مع بعض في تكامل ولسنا ضد بعض أو هناك تخاصم أو تعارض وكما يقول ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. فنحن مثل القيثارة فلا توجد قيثارة إلا إذا اختلفت النغمات .  وليس شرط أن يكون كل شخص مثل الآخر بل لابد أن نعمل في إتفاق ووحدة وتنسيق ولا يجب أن يقلل أحد من دور الآخر بل كل شخص مهم وأيضاً مهم للآخر .. وهنا نذكر موقف هام في حياة داود فعندما تمرد أبشالوم على أبيه داود وأصبح أبشالوم صاحب مملكة كان يوجد رجل حكيم يُدعى حوشاي الأركي هذا الرجل أحب أن يكون مع داود ولكن داود طلب منه أن يظل مع إبنه أبشالوم ويبلغه أخبار إبنه وكيف يفكر وعندما عرف حوشاي الأركي أن أبشالوم سوف يهجم على داود أرسل جارية إلى الكاهن ليبلغ داود وبالفعل قام الكاهن وأرسل إبنه وهو شاب إلى داود وهذا الشاب عندما دخل المدينة رآهم بعض الناس من عند أبشالوم فاختبأ هذا الشاب عند سيدة حتى ذهب الذين يبحثون عنه واستطاع أن يذهب إلى داود ويخبره .. وهنا نجد أن الذي إشترك في العمل هم :0 1- حوشاي الأركي 2- جارية 3- الكاهن 4- إبن الكاهن 5- سيدة 6- داود وهذه هي سلسلة الكنيسة فرئيس الشعب هو داود وحوشاي هو المشير والكاهن هو الكاهن والشاب ( إبن الكاهن ) يمثل كل من يحضر إلى الكنيسة والسيدة هي فئة الأرامل والجارية هي كل من يقوم بأعمال بسيطة جداً .. فالجارية قامت بدور بسيط ولكنه مهم فجميعهم حلقة واحدة فليس دورنا في الكنيسة أن نرى الأعظم أو أن نلغي أدوار بعضنا ولكن إعمل شئ صغير جداً وكن أميناً فيه .. فكل شخص له دور وكرامة ودالة .. ويُحكى أنه كان يوجد مجلس شيوخ وكانوا يتحدثون عن الأنبا أنطونيوس هل هو أخذ درجة كهنوتية أم مازال راهب ؟ وكان يوجد شخص صامت بينهم فسألوه فقال لهم * أنا لا أعلم رتبته ولكني أعلم أنه كان عاملاً بدرجته * .  فالمهم أن ينفذ كل إنسان دوره بطريقة صحيحة .. وكل شخص عليه مسئولية في الكنيسة ودور فلا تتهاون في دورك وتعتبره غير مهم ولا تطلب دور غيرك ولا تتصارع مع أحد بل كن عضو إيجابي واشترك في كل نشاط ولا تكن سلبي ولا تنقد واسعى للبنيان لا للهدم .. والذي لا يقوم بدوره يكون عبء وإذا لم يشعر الخادم بمسئوليته في العمل الذي يقوم به حتى إذا كان عمل بسيط فيصبح غير أمين في الكنيسة ولا ينمي الروح الواحدة ولا ينمي روح المحبة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ أُكمل نقائص شدائد المسيح ﴾ ( كو 1 : 24 ) .  ويقول القديس غريغوريوس تشبيه هام في العهد القديم ويربطه بالعهد الجديد وهو إذا توفى زوج سيدة فتتزوج من الأقرب لها حتى يقيم منها نسل وإذا رفض يحدث أمران هما :0 أ- يخلع نعله . ب- تبصق هذه السيدة على وجهه لأنه تركها للأبعد لها وكان هو أولى بها . فيقول القديس أن السيدة هي الكنيسة وزوجها هو يسوع وربنا يسوع تركها على الأرض وارتفع إلى السماء ولم يكتمل نسلها .. ومن المفروض أن أقرب شخص لها يقترن بها لينجب أولاد لها ( أي المؤمنين ) والذي يرفض الإقتران بها يجد ملامة من الكنيسة .. فيسوع هو أخونا البكر والكنيسة عروسته ونسلها لم يكتمل وربنا يسوع يريد أن يضم أعضاء جدد للكنيسة فإذا أهملنا هذا الدور نجد أن جسم المسيح لم يُكتمل وذلك لأننا رفضنا الإقتران به فالكنيسة تنتظر جهدك ويدك حتى تكمل أعضاؤها ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون ﴾ ( أع 2 : 47 ) . 2/ الخادم والمخدوم : ============================  علاقة الخادم بالمخدوم هي قصة حب وغيرة وأمانة فأصعب شئ أن تتحول الخدمة إلى عمل بلا هدف أو عمل بلا مسيح أو بلا رؤية .. إن مؤشر أي عمل من أجل المسيح ومن أجل مجده هو مقدار الصلاة من أجل هذا العمل .. على الخادم أن يصلي حتى يكون ربنا يسوع في وسط العمل ويكون الله هو الذي يقوده وينميه وإلا سوف يحدث إنحراف نفسي عند الخادم أي أنه سوف يختار الولد المؤدب أو اللطيف أو الذي عنده إستعدادات ويرفض الآخر وهذا كله لعدم وجود المسيح وعدم وجود رؤية واضحة .. فعلى الخادم أن يتعامل مع الكل ويعتبر كل مخدوم أمانة وعلى الخادم أن يحرك قلب المخدوم وأن يوصل له صورة المسيح ويجذبه للخلاص حتى يتغير هذا المخدوم ولهذا لابد أن تكون علاقة الخادم بالمخدوم قوية جداً وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ .  فقد يحدث إنحراف عاطفي وتغيب الناحية الروحية ولذلك فإن الناحية العاطفية التي تربط بين الخادم والمخدوم لابد أن تُوجه بطريقة روحية فالذي يربط بين الخادم والمخدوم هو المسيح فإذا كان يوجد محبة أو غيرة أو دالة كل هذا بالمسيح وفي المسيح .. وكما ذكر القديس بولس الرسول ﴿ لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً ﴾ ( 1كو 2 : 2 ) .. فالمسيح أمام عينيَّ بولس الرسول في كل خدمة وفي كل أمر ولهذا يقول أيضاً ﴿ فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون قلبنا متسع ﴾ ( 2كو 6 : 11) .. وأيضاً ﴿ صرت للكل كل شيءٍ لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 22 ) .. فمن الصعب أن تتحول أعمال الخدمة إلى أعمال إجتماعية أو تتحول إلى أمور عاطفية لأن الأمور العاطفية يحدث فيها تغيير وخداع أما الأمور الروحية فثابتة ودائمة .. فالمخدوم يتغير ولكن الخادم لا يتغير فعلاقة الخادم بالمخدوم لابد أن يكون فيها وعي روحي كبير من الخادم وخاصةً عند الخادمات وذلك لأن البنات تتعلق بالخادمة في المسيح ولكن جزء كبير من هذا التعلق عاطفي نفسي ولكن كيف تحول الخادمة هذه العاطفة النفسانية للبنيان وهنا نذكر أن دور الخادم بالمخدوم يتلخص في أكثر من نقطة وهم :0 أ‌- الصلاة من أجلهم : يقول أحد الآباء ﴿ ليتنا نتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما نكلم المخدومين عن يسوع ﴾ .. فإذا كانت الصلاة من أجل المخدومين ضعيفة فلا توجد خدمة روحية وتصبح الخدمة مثل النادي الإجتماعي وقد تصبح الخدمة معتمدة على الشلة ( الصُحبة ) . ب‌- السهر على خلاص نفسك : لابد أن يكون عند الخادم يقظة روحية ويكون دائم النمو من أجل نفسه ومن أجل الآخرين .. فحتى تخلص نفسك والآخرين لابد أن تكون ممتلئ حتى تعطي .. فلابد أن تكون هناك فترات خلوة خاصة بالخادم واجتماع خاص به وعشية خاصة به .. فمن أصعب الأمور أن العشيات والإجتماعات تخلو من فئة الخدام وذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فوق التعليم فلابد أن يشعر الخادم أنه تلميذ ويتعلم .. ورؤية المخدومين للخادم كتلميذ أكثر فائدة لهم من رؤية الخادم مُعلم . ت‌- الإرتقاء بأفكار الأولاد : على الخادم أن يرتقي برغبات المخدومين فإذا لم يكن هناك ضوابط في المجتمع يحدث جموح وتحكم أدنى فئة أو مستوى فإذا تركنا هوى المخدومين يسيطر على الأمور فسنجد أننا لا نسير حسب الإنجيل .. فعلى الخادم أن يوفر النشاط للمخدومين ولكن لابد من وجود هدف روحي واضح . ث‌- متابعة حياتهم الروحية : على الخادم أن يعرف هل الأولاد مواظبة على التناول والإعتراف ؟ وأيضاً هل عند المخدومين وعي إيماني وعقيدي ؟ فإذا كان هناك مخدوم يحب القراءة على الخادم أن يشجعه ويعطي له كتاب يحببه أكثر في القراءة .. وأيضاً على الخادم أن يحفظ الترانيم أو التسبحة أو يحكي قصة كل هذا مع اللعب .. ولابد أن نذكر أن العمل الفردي مهم مثل العمل الجماعي فعندما يذهب الخادم للإفتقاد لابد أن يذكر إسم ربنا يسوع ويكون الحديث في الإفتقاد عن ربنا يسوع وليس عن مشاكل العالم .. وعلى الخادم أن يراعي في الإفتقاد أن يقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس ويقول كلمة صغيرة ويعطي للمخدوم صورة أو كتاب ثم يصلي . ج‌- أن يكون دائم الإرشاد للمخدوم : وأن يعي سن المخدوم فالخادم يصنع جيل فلا يستهين بدوره لأن من الممكن أن يسمع مخدوم لحن فيحب الألحان ونشكر الله أن الأولاد تحب الخدمة والله يعطي نعمة للخدام فلابد أن نكون أمناء ونرتقي بالمخدومين حتى نربح كثيرين لربنا يسوع .. واحذر التعلق العاطفي أو التمييز وأن تهتم بفئة معينة من المخدومين وهذا يظهر في الإفتقاد فأحياناً يذهب الخادم إلى المخدوم المواظب على الكنيسة ولكن على الخادم أن يفتقد الناس المجهولة التي لا يذكرها أحد فهم في احتياج إلى الإفتقاد وكما يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ﴾ ( مت 9 : 12) .. والخادم الذي قلبه غيور سيُعرفه الله على الناس التي تحتاج للإفتقاد فالخادم الأمين كثير العمل قليل الكلام . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم : =================================================  الكاهن : الكاهن له كرامة والكاهن عمله مدبر وهو أخذ مسئولية من الله وهذه المسئولية ليست للسلطة أو للتميز أو النهي ولكن هذا عمل تدبيري .. فالكاهن ينكسر أمام الله وينسحق من أجل شعبه وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فكلمة * سادتي * أي * المخدومين * .. والكهنوت ليس مركز فالكاهن شفيع أمام الله ولكن بعض من الناس تشعر أن أبونا الكاهن لها وحدها فإذا قصَّر في شئ تصب عليه إتهامات كثيرة ولكن لابد أن نعرف أن الكاهن مسئول عن أشخاص كثيرة جداً وهو أيضاً وكيل للأسرار .. وهناك بعض من الناس تحتاج إلى إهتمام أبونا الكاهن أكثر من أناس أخرى .  والكاهن لا يطلب الكرامة من أحد وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ قيل عن الرعاة أن الكرامة ثِقَل عليهم والإهانة مكسب لهم ﴾ .. وأيضاً يقول القديس مارأفرآم ﴿ إعطي الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لأسرار الله ولا تتأمل في أعماله لأنه من حيث أعماله هو إنسان ومن حيث درجته هو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس ﴾ .. فعند رسامة الكاهن يفتح فمه ورئيس الكهنة ينفخ في فمه وبذلك يأخذ نفخة الروح فهذه النفخة التي أعطاها ربنا يسوع للرسل هي نفس النفخة التي يأخذها الكاهن ولذلك فهي تظل فاعلة في الكاهن .. ثم يقول الكاهن ﴿ فتحت فمي فاجتذبت لي روحاً ﴾ .. فالكهنوت وعاء للروح .  الأمين : يدبر وينظم وينسق ويرتب فكلمة * أمين * تأتي من الأمانة وعلى الأمين أن يتابع ويوزع الأدوار ويشجع ويوجه ويعرف الطاقات ويوظفها ولا ينحاز لأحد ويجعل الخدمة ترتقي روحياً ويتابع الخدام شخص شخص أي متابعة فردية لا بروح السلطة بل بروح المحبة .. وعلى الأمين أن يوفر للخدام كتب تفيدهم في التحضير ويعمل خلوات وأيام روحية للخدام ويكون هناك قداس للخدام .. والأمين هو حلقة الوصل مع أبونا الكاهن .. وعلى الكاهن أن لا يلغي الخدام وكذلك على الخدام أن لا يلغوا الأمين فلابد أن يعمل الجميع في حلقة واحدة وعلينا أن لا نتخطى بعض ولكن الخادم يعرض أفكاره على الأمين والأمين بدوره يعرض هذه الأفكار على أبونا الكاهن ويسمع توجيهات الكاهن ثم يعرضها الأمين على الخدام ويقنعهم بها حتى يصل إلى أفضل وضع يبني الخدمة حتى يكون الجميع رعية واحدة لراعي واحد .  الخادم : الخادم يفكر ويصلي ويبحث في الكتب ويطور من وسائل الإيضاح ويعرض موضوع معين من خلال ندوة وله دور في التنفيذ فالخادم لا يعمل بمعزل عن الآخرين ولكن الجميع لهم فكر وقلب واحد مثل بولس الرسول عندما ذهب للمعتبرين أعمدة أي بطرس ويوحنا وباقي الرسل حتى يعرض فكره وإنجيله وقال ﴿ لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ﴾ ( غل 2 : 2 ) .. فعلى الخادم أن يقبل التوجيهات من الأمين ومن الكاهن ويتكلم بحب واتضاع ويعرض مشاكله ولا يكون فيه روح تمرد وكما ذكر الكتاب المقدس ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) .. وأيضاً قد يصبح للخادم أشخاص معينة ويبعد عن الأمين والكاهن وتتحول الخدمة إلى عمل إجتماعي لأن من صفات العمل الروحي وجود الروح الواحدة .. وعلى الخادم أن يواظب على إجتماع الخدام وممكن ينزل إفتقاد مع خادم آخر لأسرة غير أسرته وإذا كان هناك إجتماع صلاة يحضره ﴿ غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ﴾ ( عب 10 : 25 ) .. ويكون حضوره إيجابي .  وعلى الخادم أن لا يسخر من خدمة الآخر أو من شخصية الآخر وعليه أن يتخلص من حرف الياء * أولادي .. كنيستي .. أسرتي .. خدمتي * .. فأنت عضو في جسم فلا تعمل بمفردك .. وعلى الخادم أن يصلي من أجل كل الكنائس وعن خلاص كل الشعب وعليه أن يحذر من الإنعزال والتمرد والفراغ الروحي الذي يجعل الإنسان يفقد الهدف ومن الروتينية في الخدمة وكما قال صموئيل النبي لشاول الذي لم يسمع كلام الله ﴿ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب .. هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ..... لأنك رفضت كلام الرب رفضك من المُلك ﴾ ( 1صم 15 : 22 – 23 ) .. فالعمل الذي عمله شاول في شكله ليس خطأ ولكنه كسر من خلاله روح الطاعة والروح الواحدة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ﴾ ( 1كو 9 : 27 ) .ربنا يكمل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ويكمل نقائصنا ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل