العظات

تسبحة زكريا الأحد الرابع من شهر كيهك

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين . فلتحل علينا نعمته ورحمته بركتة الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها أمين.. الاحد الرابع من شهر كيهك المبارك... اقترب موعد ظهور المخلص... ومزمور اليوم يقول...يا جالس على الشاروبيم اظهر.. انت المختفي المحتجب انت الذى التغمات السماءيه تقف حولك.. انت الجالس على الشاروبيم المبتعد عنا بعيدا.. بنقول لك اظهر... تعالى وحل بيننا واسكن في وسطنا لخلاصنا يا اللة ارددنا ولينر وجهك علينا فنخلص..الكنيسة بتعلن اشتياقها لقدوم المخلص ... انجيل النهارده.. انجيل ميلاد يوحنا المعمدان ابن زكريا النبي والكاهن..كلنا نعلم أن يوحنا هو السابق ...السابق هيجي قبل السيد المسيح ...مادام جاء يوحنا يبقى المسيحي اقترب جدا..عشان كدة حكمت الكنيسة النهاردة انجيل يوحنا...الاسبوع القادم ميلاد السيد المسيح... عندنا تمت زمان..اليصابات لتلد. ابنا.. سمع جيرانها واقربائها ان الرب قد عظم رحمته لها..ففرحوا معها..طبعا اليصابات امراه عاقر ..ولدت ولد ابن في شيخوخه فكان حدث مفرح جدا..ورأوا رجاءها فى قدوم المخلص بيزيد.... اليوم الثامن عاده اليهود انهم يختنوا الطفل وفي اليوم الثامن وهما بيختنوا يسموه... الطفل ما يتسماش الا مع الختان بتاعه... عندما جاءوا ليختنوا والصبي فسموه بأسم ابيه زكريا... كان عاده اليهود لو الشخص تاخر كثير في الانجاب.. ويشعروا ان هو اواخر ايامه يسموا ابنه على اسمه.. على اساس اسمه يخلد فقالوا دي ما فيهاش كلام... شئ عجيب المفروض اللى يسمى الشخص ابوه او امه..لكن لان دة امر مفروغ منة قالوا يسموا الولد باسم زكريا .... فاجابت امة وقالت لا بل يدعى يوحنا... اسم يوحنا معناه الله حنان... حنان الرب اقترب من الانسان جدا.. يوحنا... ويوحنا كان المبشر بالمخلص السابق اللي هيعد الطريق...فاللة حنان معناه ان الله تحنن واشرق من العلا واعطي نصيب وحقق الوعود ...فقالت يسمى يوحنا ...فقالوا لها دة اسم غريب عنك. لا يوجد أحد من عشيرتك اسمة يوحنا؟!!لانة كانوا لا يعلمون انها تتكلم بالروح..مش عارفين أنها بتحقق مواعيد ومقاصد الهيه.. الانسان احبائي لما بيكون مطيع في يد الروح بيكون أداء بيكون محقق لمقاصد الله.. وده اللي احنا عاوزين نتكلم عنة شوية...كيف أن الانسان يحقق مقاصد اللة... ازاي الانسان يبقى جزء في رحله الخلاص ازاي انا وانت يبقى لينا دور في التبشير بالمخلص.. ازاي انا وانت نكون أمناء للروح القدس... يبقى كل واحد فينا يبقى سابق.. كل واحد فينا منادى...اليصابات بالروح قالت اسمة يوحنا ..قالوا لها ليس احد في عشيرتك يدعى بهذا الاسم... ثم اشاروا الى اابية ...لماذا تريد ان تسمى الطفل؟ وكان لسه زكريا ما بيتكلمش .. فطلب لوحه وكتب اسمة يوحنا ..فتعجبوا ....لأنها رغبة الاثنين فى هذا الاسم ...وفتح فمة و لسانه وتكلم مبارك الله..اتكلم امتى؟ ما تكلمش اول لما الولد اتولد..لا.... اتكلم عندما اتوا الية بلوح وسمى الولد ...كان المفروض يتكلم اول ما الولد اتولد... تكلم بعد ما سمى الولد...ده معناه.. عندما الانسان يحقق قصد ربنا ينفتح لسانه... معناه ان الانسان لما يكون خاضع وامين...و يفعل ما لا يريد بل مايريد اللة منة.. هنا فقط تنفك عقده اللسان ...الاباء القديسين يقول لك حينما يرفع القلب بحراره الروح تنفك عقدة اللسان..كام واحد فينا يقف يصلى ويحس انه ما عندوش ولا كلمه يقولها.....كام مره واحد فينا يقف يصلي ويحس اكنه بلا عقل.. واكنة ما عندهوش ولا موضوع... تعالى كدة طاوع الروح شويه وقف شوية.. تعالى .اخضع.. اعمل كام سجدة...ابتدى صلى الصلاه الربانيه بحراره بقلب.. هتلاقي لسانك انفكت العقده بتاعتة... عشان كده يقول لك لما تعرف ان انت ابتديت تصلي بالروح معناها ان انت بتزيد صلاتك صلاة.....امتى تعرف ان انت بتصلى بالروح؟؟لما تحب ان انت تزيدها صلاة... اول حاجه تكلم بها زكريا اية؟؟اية المتوقع من شخص لسانة اتفك...وبدا يتكلم؟المتوقع اول حاجه يقولها اشكرك يا رب ان انا ابتديت اتكلم.....ابدا لم يفعل هذا....لكنة بدأ يبارك الله... الانسان احبائي لما يكون قلبه مشغول بربنا يبقى اهم حاجه عنده ازاي يتكلم عن ربنا.. مبارك اللة....تكلم مباركا اللة.... اية الكلام اللى ممكن يكون جوايا مش عارف اقوله...لازم يكون كلام بركه... لما ربنا يعمل معايا حاجه لابد ان اباركة.. اتحدث عن قوته وقدرتة وعظمته اتحدث عن اقتدارة...وابارك اللة.... ووقع خوف على جميع جيرانهم الخوف جاي منين؟ ان ربنا اقتربت من الانسان جدا.. اليصابات العاقر أصبحت حامل.. حاجه تثبت قدره ربنا...وتجعل الانسان قلبة يتحرك...يوجد اللاة عظيم.... والصبى اتولد وذكريا طول الفتره دي ما بيتكلمش ابتدا يتكلم فرأوا معجزات قدامهم... هي تقول يوحنا وهو يقول يوحنا.. فالناس خافت..وقع خوف على جميع جيرانهم ..وتحدثت بهذه الامور جميعها كل الناس تكلمت بهذه الامور في جبال اليهوديه لدرجه ان جميع السامعين اللي سمعوا ده حفظوا وبدأوا يتحدث بعضهم مع بعض....واللى كان شاغل عقلهم جدا ولا ذكريا ولا اليصايات....لكن الولد اللي كل ده بيحصل عشانه مين الولد اللي كانت العاقر جابتة ...مين الولد اللي سميا يوحنا... مين الولد اللي ابوه اول ما نطق اسمه وكتبه ابتدا ينطق ويتكلم.... فقالوا...اترا ماذا يكون هذا الصبى... ربنا عاوز يعمل تركيز كبير قوي من يوحنا فى اول لحظه يتولد فيها....لانة يريد كل الانظار تتجه الى يوحنا لكلامة واقوالة.... عشان لما يجي يتكلم الناس تسمع انسان يقولوا علية انة انسان اللة....انة جاء بمعجزات دة كل حياتة معجزات... لما يقول للناس توبوا لما يقول للناس صوت صارخ في البريه اعدوا طريق الرب .اصنعوا سبل مستقيمه..... لما يتكلم مع الناس يكونوا مصغيين لة ... لانه مش عادى.. دة طفل كله معجزات... فكان ربنا بيهيئ القلوب.. ليوحنا بيعدلوا...كأنة بيقول له زي ما انت بتتعدلى انا كمان هعدلك...اترى ماذا يكون هذا الصبى..الذى كان الرب معة.... جميل احبائى ان الانسان يشعر ان هو جزء من تدبير ربنا من صوت ربنا اللي بيبلغ بواسطتة برساله ..اليصابات كانت كدة ..زكريا كان كده ...يوحنا كان كده ...المفروض أن انا وانت لازم نكون كده نكون كل واحد فينا صادق للمخلص.. اجعل .الناس تشوف فيك ايد ربنا.. خلى الناس تشوف فيك عظائم...خلي الناس تشوف فيك عمل الله واضح في حياتك ..خلى الناس تنتفع من كل احداث حياتك..وأنك بتبارك الله..ان حياتك دى هى خادمة للخلاص...ولسانك يتكلم بعجائب... هنا يتكلم زكريا من الروح القدس وتنباء قائلا.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاصا لشعبة...خد بالك هو ما بيتكلمش على نفسه خالص.. علامه ان الانسان ابتدي روح ربنا يشملوا..حكايه ان يكون متركز حوالين نفسه دى بينساها...بدا يتكلم.. مبارك الرب اله اسرائيل الذي افتقد وصنع خلاص لشعبة.. مش مجرد انة افتقدنى انا ووهبلى طفل .. لا...دة الموضوع اكبر من كده بكثير صنع خلاصا لشعبة اقام لنا قرن خلاصا في بيت داود فتاة... مش بيتكلم عن يوحنا ابتدي الروح يكشفلة ماهو اعظم من يوحنا الكلام اللي بيتقال ده عن مين؟ عن ربنا يسوع الذى صنع خلاصا لشعبة.... اقام لنا قرن خلاص من بيت داود فتاه..ده عن المسيح.. القرن يبقى رمز للقوه...بمعنى انة أقام لنا قوة خلاص من بيت داوود فتاة... كما تكلم على افواه انبياءة القديسين منذ الظهر...ابتدي يفتح صفحات قلبة ..ويجيب من كنوز نبوات العهد القديم ..وبدا يحقق نبواته....زى ما تكلم من افواة أنبياءة القديسين منذ الظهر خلاصا من اعبائنا ومن يد جميع مبغضينا ليصنع رحمه مع آبائنا ...ويذكر عهده المقدس...زكريا بيجيب الكلام ده منين ؟تفتح قلبى تلاقي الكلام ده تفتح عقلى تلاقى الكلام ده... انا مشغول بالكلام ده جدا... كلمة ربنا جوايا محتويانى...شملانى... ورفعانى..انا فيها الهج نهارا وليلا....عهدة المقدس فم انبياءة.. جميل الانسان احبائي اللى كلمه ربنا تبقى شغلاة..كلمة ربنا هي اللي مستخبية جواة....شوفنا الكلام ده في الست العذراء..ونشوف دلوقتي الكلام دة فى زكريا ...احيانا الانسان ماتعرفش تفهموا كويس الا لما يتكلم ...الست العذراء كلامها كان قليل قوي.. لكن لما تتكلم قالت ايه...تسبحة عجيبة ... الكلام ده كله جواك انتى يا بنت يا غلبان يا صغيره؟ الناس كلها شايفاكى صغيره وفقيره.. لكن لا لا لا انا ممكن اكون كده بحسب الظاهر لكن افتح قلبى تلاقي فيه كلمه ربنا متسطره محفوظه مشغول بها جدا ..زكريا اتكلم عن القسم الذي حلف لابائنا . ابراهيم ان يعطيه الخلاص من ايدى اعدائنا لنعبده بطهاره وحق قدامه جميع ايامنا....بيتكلم عن الخلاص و بيتكلم عن مبارك الرب الذي اقام لنا قرن خلاص بيت داود. فتاه.. بيتكلم عن مخلص بقوه واقتدار وعظمه..الانسان اللي مشغول ببشرى الخلاص وكلمه ربنا تلاقى عمل ربنا جوه واضح وتلاقي كلمه ربنا جواة شغوفة انها تعلن عن المخلص دة... افتح قلبك وعقلك شوف كلمة ربنا فى ؟؟ مشغول بية قد ايه ؟في مثل بيقول لك تكلم لكى اراك... تتكلم عشان اخذ بالي منك كويس . شايفك بعيني لكنى مش عارف افهمك..تكلم لكى أراك... زكريا تكلم شفت كويس زكريا ده...زكريا الجزء في خطه الخلاص..الخادم للخلاص... اللذى ييحقق المواعيد ..اللى بيتكلم بكلمة ربنا ويهيى القلوب للمخلص ... احبائى إحنا دلوقتى بنعد نفسنا لاستقبال,ابهى وأجمل اعياد ابكنيسه ..لان التجسد الإلهى هو بدا كل البركات . لولا التجسد ماكان العماد..ولولا التجسد ماكان الختان...ولولا التجسد ماكان الصليب والفداء ...ولولا التجسد ماكان القيامة والصعود لولا التجسد ماكان لنا الاشتراك فى بركات المخلص...دى بداية البركات... انت النهارده اعدادك لهذا الحدث العظيم الجليل على اي مستوى ..بشرتك بالخلاص و المخلص اللى جواك قد اقترب المخلص جدا..ماهى مشاعرك و ذهنك في ايه ؟؟مشغول بالمخلص اللي جاي ؟ قلبك في تحقيق نبوات؟قلبك فى كلام شغوف بعمل ربنا المخلص اللي جاي؟؟ مشتاق له...رتبت نفسك لية؟ مشغول به؟ احبائي احيانا بتتحول عندنا الاعياد الى مناسبات لنا وليس للمسيح ..احيانا تتحول الاعياد بالنسبه لنا مظاهر دون جوهر.... شوف زكريا فرحان بأية؟ فرحان انة جاب طفل؟ ابدا... في حاجة تانية مفرحاة اكثر من كده بكثير هو مش محصور في نفسه..هو محصور في ان دة جاء سابق للمخلص...انة جاء يتكلم بكلام يهيئ الطريق للمخلص.... انت ايها الصبي نبى العلى تدعى انت الطفل الصغير محدش عارف خالص قصتك انا عارفها انت مين. انت تتقدم سائرا امام وجه الرب الطفل الصغير ده زكريا ادرك ارسلتة.. انت تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة ومغفرة خطاياهم.... الانسان احبائى ..الذي يكون اذنة قلبه في وعي روحي..يدرك ويفهم الأحداث التى تمر بة ده اقتراب المخلص من الانسان ... يا جالس على الشاروبيم اظهر من السماء تعال رد لينا البهجه المفقوده عشان ترجعنا مره ثانيه للفردوس الذى طردنا منة.. تعال عشان تبارك طبيعتنا التى فسدت.. تعال عشان ترجع لنا الحياه والخلود بعد حكم الموت....زكريا فاهم بيحتفل بايه... مش مجرد ختان الطفل ولا حدث يمسوا هو كشخص... لما تكلم تكلم عن خلاص لاسرائيل ولما تكلم عن الطفل اللي هو المفروض ابنن فرحان به ...قالة انت ليك رساله غيري انا مش مجرد ان انا جبت طفلين انت نبى العلى تدعى... انت تتقدم سائرا امام وجه الرب لتعد طرقه وتعطى علم الخلاص لشعبة... انت رسالتك مهم جدا يا يوحنا ...انت قدامك فترة ست شهور تهيئ قلوب لخلاص ولمغفرة خطايا... عايزك تهيى في ست شهور واحد هياتى ويتعمد منك.. ويروا السماء مفتوحه انت رسالتك رسالة عظيمه..لتعد طرقة وتعطى علم الخلاص لشعبه ومغفرة خطاياهم... وينطق بتسبحه جميله من اجل تحنن رحمه اللهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليطيى على الجالسين في الظلمه وظلال الموت لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام... ايه الكلام ده؟ روح ربنا جوايا ينطق بعظائم.. الانسان اللى روح ربنا جوايا يتكلم بكلام الله..فم الصديق يتلوا الحكمة ... ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطوات... من اجل تحنن رحمه الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ●●●● هو عارف ان في رحمه جايه عارف ان الذى فى العلاء اقترب مننا جدا جاء ليشرق علينا ليضيء على الجالسين في الظلمه وظلال الموت عشان يخلصنا من الظلمه لكي تستقيم ارجلنا في طريق السلام.. الحياه احبائي... لها هدف اثمى كثير جدا من مجرد الحياه هى رساله الحياه هي التمتع بالخلاص الحياه هي المسيح الحياه هي المخلص ...عندما تدرك هذة الحقيقه...تخلص من سلطان نفسك وذاتك وتحقق وعود جواك ...كلمه ربنا هتبقى شغلاك جدا تبقى سعيد بها جدا وممسك بها تماما...ويكون فى بهجه جواك الناس بتشتكى من الهموم والمتاعب والغلاء والضيق والتعب ...اقول لك ده يبقى واقع تحت اثقال كثيرة ..لكن المشغول بكلمه ربنا والمشغول بالمخلص يبقى عايش نفس الهموم بس يبقى مرفوع فوق منها ....عايش نفس العالم ونفس ضغوطة زكريا عايش الضغوط بتاعته الجيل بتاعتة..أكثر العصور ظلمة هو العصر الذي سبق مجيء المسيح تماما يعنى عصر ذكريا واليصابات كان البار فى ندرة نادرة جدا....عشان كدة قال الجالسين في الظلمة.. الشعب الجالس في الظلمه ابصر نورا.. المسيح جاء عشان يفتقد البشرية وهي في اقصى درجات ظلمها ...من بدايه سقوط ادم ابتدت الخطية ..وابتدت الخطية تتدرج وتتقوى وتتنوع وتزداد..... زي بالضبط اللي عنده مرض وتشخص بس ممكن انت تبقي شايفه كويس قدامك وتقول لا ده كويس كل ما يعدي عليه الوقت كل ماالمرض يشتغل جواة.. البشريه كانت كده فضلت تدرج تدرج في الظلمه والشهوه والابتعاد عن الله ويزداد الظلام جدا جدا إلى عصر ما قبل المسيح زكريا كان عايش في اقصى العصور ظلمة... لكن كان جواة كلمة ربنا فرحان بربنا... متهلل بربنا..لكن انت عايش عصر في نعمه في كلمه ربنا في مذبح في ذبيحة في اسرار في كهنوت في انجيل في ابرار وفي قديسين اية اللى معطل؟ عشان كده ازاي اكون انا جزء من تدبير الخلاص ازاي اكون جزء من انا اوصل كلمه ربنا حواليا ازاي افرح اللي حواليا ... ازاي ابشر اللي حواليا بمجيء المخلص... اتكلم بكلم زكريا ازاي اقول للى حواليا المخلص خلصنا من اعدائنا من ايدي جميع مبغضينا وحقق لنا القسم الذى حلف بة قديما لابينا ابراهيم ان يعطى خلاصا .. ويعطى قوة...شوف انت بقى لما تكون وعود الكتاب المقدس جواك..وانت حاسس بقوتها و تتكلم بها.. تبقى ايه مشاعرك... ايام احبائي الانسان يعيش فيها في فرحة وبهجة لان المخلص افتقدنا اقترب مننا جدا... يالا بهجتنا لان اللاة الجالس علي الشاروبيم ظهر.يالا بهجتنا لان الله اتى وحل بيننا يالا بهجتنا لان الكلمه صار جسدا وحل بيننا... يبقى عندنا حاجه ثانيه شغلانه اكتر من كدة؟ ولا اكل ولا شرب ولا لبس؟ لا ده احنا مشغولين بامر فوق كدة بكتير....ارفع نفسك شوف قصد الكنيسه من الاعياد وقصد ربنا من الاعياد اية.. دة قصد خلاصى يمس العقول والقلوب قبل ما يمس الاجساد.. الجسد لان النفس والروح فرحانين الجسد بيفرح فالكنيسه تقول لك افطر وعيد... لكن مش هو ده بس المظهر اللي من بره لا دة بيخدم جوهر من الداخل... الله يعطينا احبائى بهجة و ان نكون خدام للخلاص الله يعطينا ان نكون صادقين و نتكلم بكلماتة لكي نخبر بكلام انبياءة وببشاير خلاصة..لكى نعطى فرحة وغلبة لكل انسان جالس في الظلمه لكي يشرق عليه النور من العلاء ..اللة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد الامين ...

عبادة الروح والحق

إنجيل هذا المساء المبارك يقول ﴿ يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس ﴾ ( مت 15 : 8 ) .. هناك عبادة مقبولة وعبادة باطلة .. ما هي أسباب العبادة المقبولة وأسباب العبادة الباطلة ؟ كثيراً ما تكلم ربنا يسوع المسيح عن العبادة الباطلة لأنها عبادة شكلية .. عبادة مكروهة جداً لدى الله بدلاً من أن تكون عبادة حب .. قال عن العبادة الباطلة أنكم تنقون خارج الكأس أما داخله فمملوء إختطاف وخبث ( لو 11 : 39 ) .. مثل قبور مبيضة لكن داخلها نتانة وموت ( مت 23 : 27 ) .. إنسان شكله رافع قلبه يصلي ويصوم لكن ﴿ تتجاوزون عن الحق ومحبة الله ﴾ ( لو 11 : 42 ) .. ﴿ كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرِّضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾ ( مت 23 : 5 ) كانت هناك وصية في العهد القديم أن يجعل الكهنة الوصية ﴿ عِصابة بين عينيك ﴾( خر 13 : 16) فكانوا يعرِّضون العِصابة لتنزل على عيونهم .. أيضاً ﴿ ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾﴿ قصها على أولادك حين تمشي في الطريق ﴾ ( تث 6 : 7 ) كانوا يفهمون هذه الوصية أنهم يضعوا الوصية في هدب ثيابهم ولكي يلفتوا الأنظار كانوا ينقشون أهداب ثيابهم .. شيئان كانوا يلفتون الأنظار بهما تكلم عنهما الرب يسوع هما العِصابة وهدب الثوب لكن بلا معنى أيضاً كانوا يحبون المتكأ الأول وأن يقال لهم سيدي سيدي ( مت 23 : 7 ) كما كان يفعل الفريسيون كانوا يأجرون من يجرون حولهم ينادون قائلين سيدي سيدي لذلك قال لتلاميذه ﴿ لا تدعوا لكم أباً على الأرض ﴾( مت 23 : 9 ) .. لأنه يريد أن يقال لهم * سيد * .. لذلك الكنيسة تكرم الأسقف والأسقف يكرم الشعب .. قال لتلاميذه لكم معلم واحد سيد واحد هو يسوع له المجد ولا تفعلوا كالفريسيين .. كان معروف أنَّ اليهودي يمكنه أن يقيم مدرسة صغيرة تحتوي على إثني عشر تلميذ لذلك إختار رب المجد إثني عشر تلميذ لكن مدرسته كانت مختلفة عن مدارس اليهود لذلك قال لليهود أنتم تهتمون بظواهر الأمور .. ﴿ حينئذٍ جاء إلى يسوع كتبة وفريسيون الذين من أورشليم قائلين لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً ﴾( مت 15 : 1 – 2 ) .. ما لهم يكسرون الوصية ؟ أجابهم يسوع ﴿ فأجاب وقال لهم وأنتم لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم فإن الله أوصى قائلاً أكرم أباك وأمك ومن يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم أباه أو أمه .... ﴾( مت 15 : 3 – 5 ) .. العبادة الشكلية الصورية بالطبع تتكرر وموجودة في كل جيل وليس الكتبة والفريسيون فقط .. لذلك هناك عبادة شكلية مرفوضة وعبادة مقبولة

الجهاد الروحى وإماتة الجسد

يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع ﴾ ( 2كو 4 : 10) .. ﴿ فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض ﴾ ( كو 3 : 5 ) .. ﴿ بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾( رو 8 : 13) الصوم فترة مقدسة من أجل تقديم أعمال إماتة الجسد لذلك سنتكلم عن ثلاثة نقاط مهمة :-

ودفعه إلى أمه الأحد الثالث من بابه

ودفعه إلى أمه تقرأ الكنيسة علينا في هذا الصباح المبارك فصل من إنجيل مار لوقا البشير يتكلم عن إقامة إبن أرملة نايين .. فهو اقترب من باب المدينة فهو داخل إلى المدينة في موكب وهناك موكب آخر خارج هو جنازة .. فهو موكب حزين .. ﴿ فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة ﴾ ( لو 7 : 12) .. فكان الموكب حزين .. الأمر مؤلم جداً والجمع كان في تأثُّر شديد .. ﴿ فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه ﴾ ( لو 7 : 13 – 15) .. فنحن في كثير بل وأغلب الأحيان نتكلم عن الموتى ولكن اليوم نتكلم عن نقطة مختلفة وهي أمه .. فالأم هي التي تبكي على الإبن .. دفعه إلى أمه .. من أمه ؟ يفسر الآباء القديسين أن الأم هي الكنيسة .. فالنفس البشرية تأتي للكنيسة ميتة وتأخذ من الأسرار المقدسة فتقوم فيدفعه إلى أمه أي دفعه إلى الكنيسة .. فالكنيسة هي الأم .. فنحن أتينا إلى الكنيسة واندفنا في المعمودية وقمنا واتربينا وكبرنا وعشنا وحا نخرج من العالم من الكنيسة . ففي طقس الكنيسة .. الكنيسة هي التي تأخذ الطفل وتعمده وتلبسه .. فالكنيسة تنزلنا إلى المعمودية وتقمنا وهي التي تأخذنا من يد الأم الجسدية .. فالكنيسة هي التي تستر العُري بيديها .. فالكنيسة هي التي تأتي بالطفل وتعطيه لأمه وهي التي توصي أمه عليه .. فالكنيسة لها سلطان عليه .. لها اهتمام أكثر .. لها في الولد أكثر والدليل على ذلك فإنها هي التي توصي الأم عليه .. الكنيسة توصي الأم على الطفل .. فالأم تكون مجرد وكيلة أو شاهدة أو مؤتمنة على الطفل .. ولكن الكنيسة هي أم النفس الحقيقية وهي تستودع هذه الأمانة في بيت كل فرد وتقول لك خذ بالك من إبني .. خذ بالك من إبنتي .. فأحد الآباء يتخيل أن يوكابد أم موسى النبي كانوا عندما يأتوا بالطفل موسى لترضعه وبعدين ترجعه تاني فكأنها ترجعه إلى الكنيسة .. فالأم كانت مجرد مؤتمنة على الطفل كوكيلة فقط . فعمل الله في الكنيسة يجعل الكنيسة هي المسئولة عن النفس فهي التي تولد .. وهي التي تكبر .. وهي التي تغذي .. وهي التي تعلم .. فالكنيسة هي المسئولة فإذا ضعف إبنها هي التي تقومه .. إذا شرد إبنها هي التي ترجعه .. إذا ضل إبنها هي التي تسأل عليه .. إذا أخطأ إبنها هي التي تغفر له ..فهي التي تجدد هذه النفس باستمرار عن طريق الأسرار إلى النفس الأخير .. إن الإنسان المؤمن يتولد في الكنيسة .. يتربى في الكنيسة .. يتناول الأسرار في الكنيسة .. يتجوز في الكنيسة .. يتعب تروح له الكنيسة في البيت .. يخرج من الحياة في الكنيسة .. فالكنيسة هو فيها من البداية إلى النهاية .. فالذي يكون في الكنيسة هي لا تمكنه من المضي إلى الأماكن غير المرضية فهي تقول لأمه علميه .. ربيه .. إزرعي فيه البر والتقوى .. فالنفس تجاهد وتحفظ نفسها في العالم بغير دنس . فالكنيسة تصلي على الموتى وتقول لهذه النفس * إفتح لها يارب باب الراحة * .. إغفر له خطاياه التي صنعها بمعرفة والتي صنعها بغير معرفة .. فالكنيسة أم حنينة تتحايل على المسيح وفي الصلاة تقول * فلتصحبها ملائكة النور * .. فالكنيسة تقول لك أُوصي عليه حتى تبعث ملائكتك ورؤساء الملائكة .. فالسيد المسيح أقام الميت ودفعه إلى أمه .. في الكنيسة تجد راحتك .. تجد سلامك .. تجد أمانك وأملك .. تجد حبك فيها .. فالكنيسة تهتم بأهم أمر وهو أمر يتعلق بنا هو خلاص نفوسنا وبحياتنا الأبدية .. فمن الكنيسة نأخذ الراحة الحقيقية .. وهي أيضاً تعلمنا تعليم روحاني .. تجعل فكرنا فكر سماوي .. تجعلنا نسلك حسب وصايا المسيح .. فلذلك إتمسك بتربيتها لك .. بتعليمها ووصاياها .. خذ روحها واشبع منها .. فتكون إنت نفسك كنيسة .. فتكون إنت حافظ الألحان .. حافظ المردات .. تعرف السنكسار .. تعرف القراءات .. تعرف الآيات . فالمسيح أراد أن يكون في وسطنا باستمرار وأن يكون معنا دائماً ولكنه لما أتى إلى العالم بالجسد وجلس فيه فترة وتألم وصُلب ومات وقام من الأموات وصعد إلى السموات فقال أنا صعدت ولكني أجعل كنيستي مستمرة في وسطكم فيكون وجودي في وسطكم عن طريق الكنيسة .. فكانت الناس تتبعه وتسير وراءه وتسأل أين هو ؟ فيقولوا أنه الآن في الجليل .. في الناصرة .. في بيت عنيا .. في بيت سمعان .. فكانوا يريدوا أن يسمعوه فأين نذهب إليه ؟ لذلك عندما تأتي إلى الكنيسة إسمع لأنك تسمع من فم المسيح .. فالإنجيل لابد أن نستقبله بإيمان لأننا نسمعه من فم المسيح .. فلذلك يشير الآباء أن المنجلية هي فم المسيح وهكذا أيضاً تؤمن الكنيسة بذلك .. في الموعظة على الجبل يقول ﴿ فتح فاه وعلمهم قائلاً ﴾ ( مت 5 : 2 ) .. فالكنيسة تؤمن أن الشماس فتح فاه فاسمع كأنك تسمع من فم المسيح .. المسيح هو الذي علم في الناصرة والجليل هو أيضاً يعلم في الكنيسة .. فالكنيسة هي أمنا .. تنذرنا .. تشجعنا .. تربينا .. تعلمنا فإن هذا هو عمل الأم .. هذا هو عمل كلمة الإنجيل الشافية المحيية .. فالكنيسة تبدأ معنا رحلة الحياة من البداية إلى النهاية .. منذ المعمودية .. منذ أن استلمت وأمنت إلى نفوس جاهدت معه وحفظت نفسه وأخذته إلى الملكوت فعلى المؤمن أن يجاهد كوصايا المسيح وأن يحفظ الخاتم بغير سارق فندخل مع المسيح في عهد الزيجة فيحافظ على العلاقة الوطيدة بينهم إلى النهاية .. ﴿ دفعه إلى أمه ﴾ .. فأنت تعاملني معه ميت والكنيسة أحيته تاني لك فتقول لأمه إعتني به .. ربيه .. كبريه .. علميه .. عيشيه مع المسيح .. النفس التي تتعامل مع الكنيسة بحب وعشق تزداد محبتها للمسيح .. فالنفس التي تحب المسيح تحب الكنيسة والتي تحب الكنيسة تحب المسيح لأن الكنيسة هي عروس المسيح .. لذلك ليس هناك عشرة للمسيح بدون الكنيسة أو هناك كنيسة بدون المسيح . فالإنسان الكنسي المؤمن يعشق الأصوام .. يعشق المسيح .. يعشق الكنيسة .. يعشق القراءات .. يعشق الأسرار .. يعشق الصلوات .. ويدخل في عشرة مع التسابيح الكنسية .. مع القراءات .. مع القداس فكل ذلك يدفعه إلى محبة المسيح .. فربنا يسوع أقام الميت وأعطاه حياة وأعطاه لأمه لتكبره .. لتنميه .. لتعلمه .. فالكنيسة هي كيان روحاني .. فيها أمان .. فيها سلام .. فيها حياة أبدية .. فيها غفران .. فتقدم لنا الكنيسة الذي لا يستطيع أي مكان آخر أن يقدمه لنا .. فهل هناك أي مكان على الأرض يعطيك حياة أبدية غير الكنيسة ؟!! فهل هناك أي مكان على الأرض يعطيك ميلاد جديد فوقاني غير الكنيسة ؟!! فهل هناك أي مكان على الأرض تتقابل فيه مع المسيح غير الكنيسة ؟!! فنأتي إلى بيت ربنا إلى كنيسته بحب .. باشتياق .. فلا ننخدع بأي مظاهر .. فلا ندع الأمور المنظورة تسرق منا الأمور الغير منظورة . جواهر الكنيسة مخبآة في أسرارها .. فكلمة * سر * تعني عطية غير منظورة عن طريق مادة منظورة .. لذلك أقول لك إمسك في الكنيسة .. في تعاليمها .. في أسرارها فهي أم لنا .. فكل نفس فينا من يوم ولادتها في المعمودية هي ( الكنيسة ) أم مؤتمنة عليها ..حارسة عليه .. فهذه النفس تتربى .. تكبر .. تغلط .. عدو الخير ينصب لها شباك في العالم .. يحرك فيها غرائزه .. فالكنيسة تقول له قدم توبة .. إعترف فهي لها سلطان في الكهنوت أن تغفر خطاياه .. فالنفس تأتي إلى الكنيسة بها أتعاب .. ملوثة بالأفكار .. بالمشاعر الخاطئة .. المناظر الشريرة فتنطرح تلك النفس بكل همومها فتأخذ الحِل والحَل .. فتأخذ الجسد والدم غفران خطايا وحياة أبدية .. فهي أم تقدم كل ما نحتاج بل وأكثر مما نحتاج . فكل نفس تجعل في يقينها أن الكنيسة هي كيان روحي تقدم لها كل ما تحتاج وأكثر فتأتي تلك النفس إلى الكنيسة فرحة وتقول ﴿ فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب .. وقفت أرجلنا في أبواب أورشليم .. أورشليم المبنية مثل مدينة متصلة بعضها ببعض ﴾ ( مز 121 – من مزامير الغروب ) .. فالكنيسة مرتبطة ببعض فنجد القراءة واحدة .. أجبية واحدة .. إنجيل واحد .. فعظمة الكنيسة أنها واحدة ..فنجد أن أولادها كلهم لهم نفس السمات .. فهل تعرف كيف تربي أولادها بفكر واحد ؟! ﴿ دفعه إلى أمه ﴾ .. فأنت تتربى في الكنيسة فتضع كل همومك فيها .. فلو عندك شئ أو موضوع صلي .. خذ رأي الكاهن .. بركة الكاهن .. رأي الكنيسة .. فليس هناك أمر في حياتنا يحدث إلا وتكون الكنيسة هي واضعة بصمتها في كل أمور حياتنا . فيجب على كل نفس أن تكون في الكنيسة من يوم الميلاد إلى يوم الوفاة .. فنجد الطفل الصغير المولود الذي لا يستطيع أن يأتي إلى الكنيسة فهو عضو جديد دخل في الجسد فهو لم ينال المعمودية ولكننا اعتبرناه مُقدماً عضواً في الكنيسة .. فالكنيسة تذهب إليه في البيت وتصلي له في صلاة * الطشت * .. فالكنيسة واحدة .. جسد واحد .. عضو واحد في المسيح يسوع .. لذلك اتعامل مع الكنيسة على إنها أمك .. على إنها بيتك واجعل من نفسك كنيسة يُرفع من عقلك وقلبك صلوات وذبائح . الآباء القديسون يقولوا ﴿ نفسك كلها عبارة عن كنيسة وهيكل ﴾ .. فقلبك هو مذبح الهيكل .. العقل هو الكاهن الذي يقوم بشرف هذه الخدمة .. فأنت كنيسة ووجدانك إتشكل على أن تكون كنيسة .. فعندما تذهب إلى مكان ليس فيه كنيسة فكن أنت كنيسة .. عايش أصوامها .. قديسيها .. تدابيرها .. أعيادها .. فالكنيسة ليست مكان ولكنها هياكل حية .. فاجعل من الكنيسة كيان حي في حياتك فهي ليست مبنى أو حجارة .. فعندما يُقرأ التحليل يكون من فم الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة .. فهي كائن حي له فم يحلك .. فالكنيسة تقول .. فالكنيسة تأمرك .. فالكنيسة تتكلم .. فالكنيسة تشفع . لذلك عندما نصلي قداس على مذبح لا نصلي عليه مرة أخرى في نفس اليوم .. وكذلك نفسه الكاهن وكذلك التونية لأنه هو حي .. هو نفسه يصلي .. فالإنسان لا يستطيع أن يتناول مرتين في نفس اليوم .. كذلك الشورية تُستخدم في قداس واحد فقط فهناك تعبير دارج في الكنيسة يقول * أن الشورية صايمة * .. فهذه الصياغة تجعلك تتعامل معها على إنها كائنات صائمة .. فالكنيسة كائن حي .. ﴿ دفعه إلى أمه ﴾ .. لذلك أقول لك عيش في حضن الكنيسة .. إشبع بتعاليمها .. إتمتع بوصاياها .. حب الكنيسة بقلبك ككيان .. تأمل في كل معانيها فيليق بك أنت أن تطيع وصاياها . وربنا يعطينا أن نجتاز زمن غربتنا متمتعين بها عائشين فيها إلى أن نكمل زمن غربتنا بسلام ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين

أهداف الصوم

أسابيع الصوم الكبير التسعة مسلسلة إبتداء من الأحد الأول الخاص بالإستعداد وسبعة آحاد + الأسبوع الأخير .. تُقسم ألـ 9 آحاد إلى ثلاث أقسام .. الكنيسة تأمرنا بأن نرتفع في الصوم عن أطعمة كثيرة في الجسد ولكن تعطينا أطعمة كثيرة للروح . القسم الأول :- أو الثلاث آحاد الأولى .. الأحد الأول يُسمى « أحد الوسائط » .. يتحدث عن ثلاث أشياء مهمين جداً .. الصدقة .. الصلاة .. الصوم .. الأحد الثاني في القسم الأول « أحد الكنوز » .. الأحد الثالث في القسم الأول هو « أحد التجربة » ويُحدثنا عن أنواع التجربة المختلفة التي تعرض لها يسوع . الثلاث الآحاد هم بداية الرحلة وهذه الرحلة يجب أن تبدأ بثلاث أصدقاء :- الصدقة ← وهي علاقتي بالآخر . الصلاة ← علاقتي مع الله . الصوم ← علاقتي بنفسي . ثلاث ركائز في علاقتي .. « الآخر » والشعور به والشفقة عليه .. أُقلل من الطعام لأعطي الآخر .. لهذا تُحدثنا الكنيسة وتقول ﴿ طوبى للرحماء على المساكين ﴾ .. « الله » وتأمر الكنيسة بالصلاة والتحدث إلى الله لتوطيد العلاقة معه .. « الصوم » وهو أكبر الأصوام لأن كنزك لا على الأرض بل في السماء . القسم الثاني :- الأحد الأول ← الإبن الضال ← يمثل شناعة الخطية . الأحد الثاني ← السامرية ← يمثل تكرار الخطية . الأحد الثالث ← المخلع ← يمثل مدة الخطية . أنت في فترة الصوم مشكلتك الخطية .. حل الخطية هو شعورك بمحبة الله لك مثل الإبن الضال .. ثقتك في أنه يرد لك كل ما تلف وخسرته في حياتك .. لا تستثقل خطاياك على محبة الله وعندما يتكرر الخطأ لازم تثق أن عنده ينبوع المياه الحية .. وأن المشكلة حلها عنده وحده ويقبلك كما حدث مع السامرية رغم رفض كل الناس لها .. لديه ينابيع الروح التي تصنع منك إنسان جديد وثالثاً قصة مريض بيت حسدا الذي فقد الشفاء تماماً بعد 38 سنة .. فقد الرجاء ولكن ثقته في أن الله يشفي جعلته كذلك لهذا سأله يسوع ﴿ أتريد أن تبرأ ﴾ ( يو 5 : 6 ) .. الله قادر على الشفاء رغم محاولة عدو الخير بأن الخطية تظل معي ولا يوجد رجاء . القسم الثالث :- الأحد الأول ← المولود أعمى . الأحد الثاني ← دخول ربنا يسوع المسيح أورشليم . الأحد الثالث ← القيامة . نلخص هذا في ثلاث كلمات .. الإستنارة .. مُلك .. قيامة .. هدف الصوم أن أستنير .. أن الظلمة التي سيطرت عليَّ أنال منها الشفاء .. أرى كل ما حولي بطريقة واضحة كما الأعمى الذي رأى .. ترى خطاياك وترى أهدافك وتتخلص من كل خطاياك لتأخذ هدف الصوم . الإستنارة ← هي البصيرة الروحية والداخلية .. وكما يقول معلمنا بولس ﴿ مستنيرة عيون أذهانكم ﴾ ( أف 1 : 18) .. العين الداخلية التي تُفتح على أسرار الله .. العين التي ترى كل إنسان محتاج وترى الأبدية وأسرار الكنيسة على مستوى السر البصيرة الروحية هي هدف الصوم .. أعرف أن كنزي في السماء وعند ابتعادي أرجع وإذا تكرر بُعدي أثق في ماء الحياة وأثق في قدرته على شفائي وأحصل على الإستنارة . الأحد الثاني ← دخول المسيح إلى أورشليم .. المدينة المحبوبة .. مدينة الملك دخل لكي يملك عليها كما يملك هو على كياني وأصير أنا مملكته الخاصة .. أنا موضع مُلكه .. وإعلان مدينته وكما يقول سفر النشيد ﴿ علمه فوقي محبة ﴾ ( نش 2 : 4 ) .. هو سيطر على حواسي وفكري . من أهداف الصوم أشعر بأن يسوع هو كل شئ في حياتي .. وأشعر بكمال وإشتياق إليه .. ولا يوجد عندي أهم من إرضاؤه وبعد هذا يعلن فيَّ مجد القيامة والموت لا يزعجني ولا يؤلمني .. أعيش في جسد قابل للموت ولكن أتمتع بروح القيامة وروح الغلبة .. إذن نحن نصوم لكي نحصل على كل هذا .. من إستنارة ومُلك وقيامة .. نحن في فترة نجتاز فيها إماتة الجسد .. نرى قوة القيامة في حياتنا وينفجر فينا روح الله .. ونصير إنسان وروح جديد لأن إنسان الموت إنتهى لذلك ترتب الكنيسة هذا عن قصد في فترة الصوم .. لكي نعلن حرب على مملكة العدو .. تعلن سيطرة ومُلك الأبدية على العالم وأن الله له ملكوت على الأرض وله رموز يعلن ملكوته فيها لهذا نقول إذا كنا تهاونا في فترة من فترات الصوم فلا نُضيع الفترة القادمة حتى ننال بهجة ومحبة وفرح القيامة .. هذا هو ما نجاهد من أجله ونشكره على محبته وعطفه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

مفاهيم فى الصوم

فِي بِدَايِة الصُوم الكِبِير نَتَكَلَّمْ عَنْ بَعْض مَفَاهِيمْ الصُوم .. الصُوم المُقَدَّس لَهُ قُدْسِيَة خَاصَّة لَيْسَ لأِنَّهُ كَبِير فِي فِتْرِتُه بَلْ لأِنَّهُ صُوم سَيِّدِي .. صُوم نَصُوم فِيهِ مَعَ الْمَسِيح .. هُوَ صَام وَهُوَ سَيِّدْنَا وَنَحْنُ نَصُوم مَعَهُ .. اليُوْم الكِنِيسَة تَصُوم عَلَى طَقْس رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. فَمَا قِيمَتُه إِذاً ؟ مِنْ هُنَا لَهُ كَرَامَة عَظِيمَة فِي عَيْنَيَّ الله أنَّ يَسُوع صَامَ مَعَنَا وَعَنَّا وَقُوَّة صُومُه مُضَافَة إِلَى صُومْنَا .. نَحْنُ جَسَد الْمَسِيح فَمَادَامَ جَسَدُه صَائِمْ إِذاً نَحْنُ صَائِمُون لِذلِك قُوِّة صُومْنَا أتَتْ مِنْ قُوِّة صُوم جَسَدُه وَهذَا جَمَال الصُوم الكِبِير لكِنْ رَبَّنَا يَسُوع صَامَ فِي البَرِّيَّة كَيْ يُعْلِن أنَّهُ كَمَا طُرِدَ الإِنْسَان مِنْ الفِرْدُوس بِسَبَبْ الغُوَايَة وَكَانَتْ الغُوَايَة أكْل .. طَعَام .. لِذلِك ذَهَبْ يَسُوع إِلَى البَرِّيَّة كَيْ يَصُوم وَيُلْغِي سَقْطِة آدَم .. وَكَمَا كَانَتْ سَقْطِة آدَم عَنْ طَرِيقٌ الأكْل صَامَ رَبَّنَا يَسُوع عَنْ الطَّعَام بِذلِك يَلْغِي سَقْطِة آدَم .. وَإِنْ كَانَ آدَم قَدْ نُفِيَ مِنْ جَنَّة الله فَيَسُوع ذَهَبَ إِلَى البَرِّيَّة كَيْمَا يُرُدٌ آدَم لِلفِرْدُوس لِذلِك الصُوم المُقَدَّس لَهُ كَرَامَة عَالِيَة مَا هِيَ قِصَّة الأكْل ؟ قُوِّة الصُوم لَمْ تَأتِي مِنْ قُوِّة الأكْل بَلْ مِنْ طَاعِة الله .. إِنْ كَانَ آدَم قَدْ خَالَفْ وَأكَلْ فَنَحنُ نُطِيع وَنَصُوم .. فَأجْمَل مِنْ تَغْيِير الطَّعَام الطَّاعَة لله .. صُومْنَا يُعْلِنْ طَاعِتْنَا لله صُومْنَا يُعْلِنْ أنَّنَا أبْنَاء الفِرْدُوس .. أبْنَاء الله .. ﴿ أنْ أفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ ﴾ ( مز 40 : 8 ) .. كَمَا صُمْت يَا الله أنَا أصُوم وَكَمَا غَلَبْت أنَا أغْلِب .. لِذلِك الكِنِيسَة فِي بَعْض الأصْوَام تُخَفِّفْ وَتُعْطِي حِل بِأكْل الأسْمَاك لكِنْ الصُوم الكِبِير صُوم مِنْ الدَّرَجَة الأُولَى بِهِ سَحْقٌ قَوِي لِلجَسَد .. بِهِ غَلْبَة لِلشَهْوَة وَكَمَال طَاعَة وَإِعْلاَن أنَّنَا نَسْلُك بِالرُّوح وَلاَ نُكَمِّل شَهْوِة الجَسَد لِذلِك الأمر لَيْسَ مُجَرَّدٌ أكْل بَلْ لاَبُدْ يُرْبَطْ الصُوم بِالتَغْيِير وَالضَبْط .. لِذلِك مِنْ أجْمَل مَفَاهِيم الصُوم أنَّهُ إِقْتِنَاء ضَبْط الذَّات وَتَقْوِيِة الإِرَادَة الرُّوحِيَّة وَأنْ نَقُول لِلجَسَد لاَ مِنْ هُنَا تَبْدأ القِيَامَة .. قِيَامِة الرُّوح بِالجَسَد وَتَبْدأ قِيَامَة رُوحِيَّة وَيَتَمَتَّعْ الإِنْسَان بِالبَرَكَة دَاخِلُه لِذلِك الصُوم المُقَدَّس لَهُ مَذَاقَه خَاصَّة .. أنْتَ تَحْيَا الطَّاعَة الكَامِلَة لله لِذلِك الصُوم الكِبِير لَيْسَ تَغْيِير أطْعِمَة بَلْ تَغْيِير السُلُوك .. عِوَض عَنْ عِصْيَان آدَم نُقَدِّم طَاعَة لله كَانَتْ أوَّل وَصِيَّة ﴿ مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الجَنَّةِ تَأكُلُ أكْلاً وَأمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأكُلْ مِنْهَا ﴾( تك 2 : 16 – 17) .. إِذاً أمَر الله بِالصُوم .. شِئ يُؤكَل وَشِئ لاَ يُؤكَل .. لكِنْ آدَم لَمْ يُطِيع وَخَالَفْ وَأكَلْ لِذلِك أرَادَ الله أنْ يُعِيدْنَا إِلَى الفِرْدُوس فَأمَرَتْ الكِنِيسَة بِصُوم عَلَى غِرَار صُوم يَسُوع لَهُ المَجْد .. لِذلِك كُلَّ مَنْ صَام تَمَتَّعْ بِالحَيَاة الفِرْدُوسِيَّة .. هذَا جَمَال الصُوم أنْ تَشْعُر أنَّكَ تَصُوم وَالْمَسِيح صَائِمْ مَعَك .. صُومَك هَزِيل وَصُومُه قَوِي .. صُومَك يَقْوَى فِي صُومُه لِذلِك شِئ طَبِيعِي أنْ تَقُول أنَّ الصُوم المُقَدَّس مَعَهُ حُرُوب كَثِيرَة لأِنَّهُ يُرْعِب الشَّيْطَان .. بِهِ إِعْلاَن حَرْب عَلَى عَدُو الخِير وَكُلَّ جُنُودُه وَكُلَّ حِيَلُه لِذلِك يَنْزَعِج مِنْهُ جِدّاً لأِنَّ سِر القُوَّة يَأتِي مِنْ إِتِّحَادَك بِالْمَسِيح فَيَصِير صُومَك نَقِي مَقْبُول فِي الْمَسِيح وَيَصِير جِهَادَك جِهَادٌ غَلْبَة .. هذَا جَمَال الصُوم الكِبِير تَغْيِير أطْعِمَة لِتَتَذَوَق الفِرْدُوس لِذلِك الصُوم الكِبِير بِهِ نُوع مِنْ النُسْك فَلاَ تُطَاوِع نَفْسَك فِي كُلَّ أكْل .. حَاوِل أنْ تَمِيل لِلرُّوح أكْثَر مِنْ الجَسَد وَتَكُون أنْتَ وَرُوحَك وَرُوح الله يَقُودَك فَتَسْتَطِيعْ أنْ تَقُودٌ الجَسَد .. ﴿ الإِنْسَان الرُّوحَانِي رُوحُه تَقُودٌ جَسَدُه وَرُوحُه تُقَادٌ بِالله ﴾ .. أجْمَل أيَّام تَتَذَوَق فِيهَا الله وَعِشْرِتُه هِيَ أيَّام الصُوم الكِبِير حَتَّى أنَّ بَعْض الآبَاء حَوَّلُوا حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا إِلَى صُوم كِبِير .. يُحْكَى فِي بُسْتَان الرُّهْبَان أنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاك تَقْوِيم سَنَوِي يُظْهِر أيَّام السَنَة فَكَانَ فِي بِدَايِة الصُوم يَمُر رَاهِب يُنَادِي غَداً يَبْدأ الصُوم .. غَداً العِيد وَهكَذَا .. وَكَانَ هُنَاك رَاهِب يُنَادِي أنَّ الصُوم الكِبِير غَداً فَخَرَجَ لَهُ أحَدٌ الرُّهْبَان وَقَالَ لَهُ لِي ثَلاَثَة وَخَمْسُونَ سَنَة لَمْ أعْرِف مَتَى بَدَأ وَمَتَى إِنْتَهِي .. لأِنَّهُ تَذَوَق حَلاَوِة الصُوم فَعَاشَ حَيَاتُه كُلَّهَا فِي صُوم .. هذَا جَمَال الصُوم المُقَدَّس لِذلِك إِحْذَر أنْ يَكُون بِرْنَامِج حَيَاتَك فِي الصُوم مِثْل مَا قَبْل الصُوم .. لاَ .. عِنْدَمَا تَأكُل فِي الصُوم أنَّهُ مَادَامَ طَعَامَك قَدْ إِخْتَلَفْ فَلاَبُدْ يَكُون القَلْب قَدْ تَغَيَّر وَالسُلُوك تَغَيَّر .. لاَبُدْ أنْ يَتَغَيَّر نَمَطْ حَيَاتَك فِي الصُوم .. تَخْتَلِف الصَلَوَات فَتَزِيدْ فِي قُوَّتْهَا وَكِمِيَتْهَا .. تَدْخُل فِي عِشْرَة أكْثَر وَأقْوَى مَعَ الإِنْجِيل .. تَدَرَّب عَلَى الصَمْت أكْثَر وَالتَّأمُل أكْثَر مِمَّا قَبْل .. تَأمَل فِي إِنْسَانَك الدَّاخِلِي وَاسْأل نَفْسَك مَاذَا يَفْعَل بِك الصُوم ؟ لأِنَّهُ كَثِيراً مَا مَرَّت عَلَيْنَا فَتَرَات صُوم وَنَدِمْنَا بَعْدَهَا أنَّنَا لَمْ نَتَغَيَّر الصُوم الكِبِير هِدِيَّة رَائِعَة .. فُرْصَة جَمِيلَة لِلإِتِحَادٌ بِالله وَالآبَاء يَقُولُون أنَّ الصُوم هُوَ فِتْرَة أوْ أُوكَازْيُون أي فُرْصِة بَرَكَات كَثِيرَة تَنْتَظِرْنَا .. إِحْذَر أنْ تُمَرِّر الفُرْصَة دُونَ أنْ تَحْيَاهَا بِتَشَوُق وَإِلاَّ سَتَنْدَم عَلَى كُلَّ يُوم مَر فِي الصُوم دُونَ أنْ تَتَمَتَّعْ بِالله .. الإِنْسَان الجِسْدَانِي الصُوم ثَقِيل عَلِيه وَيَحْسِبْ كُلَّ يُوم تَبَقَّى مِنْهُ .. بَيْنَمَا الإِنْسَان الرُّوحَانِي يَحْسِبْ كَمْ يُوم مَرَّ مِنْهُ .. جَيِّدٌ أنْ يَكُون لَنَا تَمَتُّعْ بِالصُوم المُقَدَّس فَتَمَسَّك بِهِ أفْضَل فِتْرَة تَتَقَابَلْ فِيهَا مَعَ الله هِيَ فِتْرِة الصُوم المُقَدَّس .. أفْضَل فِتْرَة لِتَغْذِيِة الرُّوح هِيَ فِتْرِة الصُوم المُقَدَّس لِذلِك تَقُول لَك الكِنِيسَة صُمْ ثُمَّ إِفْطَر عَلَى الذَّبِيحَة .. إِذاً هذَا طَعَام الرُّوح .. وَإِنْ سَألْتَك بَعْدَهَا هَلْ تُرِيدْ أنْ تَأكُل بَعْد ذلِك ؟ تَقُول عَلَى قَدْر إِحْتِيَاجَات الجَسَد لأِنَّ إِشْتِيَاقِي فِي الصُوم هُوَ طَعَام الرُّوح وَأنْ أمْتَلِئ .. لأِنَّ صُوم الله مَعِي أضَافَ إِلَى صُومِي صُوم وَعِنْدَمَا نُضِيف مَا لاَ نِهَايَة إِلَى أي رَقَمْ وَلَوْ صَغِير سَيَصِير حَاصِل الإِضَافَة مَا لاَ نِهَايَة لأِنَّ الرَقَمْ الصَغِير قَدْ تَحَوَّل بِذلِك إِلَى مَا لاَ نِهَايَة .. لِذلِك كُلَّمَا تَذَكَّرْت أنَّكَ قَدْ غَيَّرْت الطَّعَام تَذَكَّر أيْضاً أنَّكَ لاَبُدْ أنْ تُغَيِّر سُلُوكَك وَقَلْبَك .. وَكَمَا أنَّكَ فِي الصُوم تَأكُل أطْعِمَة مُعَيَّنَة أيْضاً أُسْلُك سُلُوك رُوحَانِي﴿ فَلْنَصُمْ عَنْ كُلَّ شَرٍ بِطَهَارَةٍ وَبِرٍ ﴾ ( قِسْمِة الصُوم الكِبِير ) أكْثَر كِنِيسَة تَصُوم هِيَ الكِنِيسَة القِبْطِيَّة لِذلِك هِيَ أفْضَل كِنِيسَة تَفْهَمْ اللاَهُوت وَبِهَا عِبَادَة يَقُول الآبَاء أنَّهُ فِي كَثِير مِنْ المَجَامِع المَسْكُونِيَّة يَجِدُون الطَوَائِفْ الأُخْرَى لاَ تَصُوم بَيْنَمَا الكِنِيسَة القِبْطِيَّة مُتَمَسِكَة بِالصُوم لأِنَّهُ سِر قُوَّة وَالكَنِيسَة حَافَظَتْ عَلَى هذَا التُرَاث كُلَّ هذَا الزَّمَان لِكَيْ نَفْرَح بِهِ لِذلِك الصُوم الكِبِير فُرْصَة تَمَتَّعْ بِهَا الصُوم يَصْحَبُه تَغْيِير كَيَان .. البِرْنَامِج اليَوْمِي يَتَغَيَّر فَيَكُون لِلإِنْجِيل وَقْت أكْبَر .. تَتَنَاوَل أكْثَر ضَعْ أمَامَك أهْدَاف رُوحِيَّة مُعَيَّنَة .. فَضَائِل مُعَيَّنَة ضَعْهَا أمَامَك .. تَوَاضُع .. طَهَارَة .. صَمْت أيْضاً أي رَذِيلَة أنْتَ مُتَمَسِّك بِهَا ضَعْ أمَامَك أنْ تَتُوب عَنْهَا .. ضَعْ أهْدَاف رُوحِيَّة فِي الصُوم إِجْعَل صُومَك عَنْ الطَّعَام يُؤدِّي إِلَى أهْدَاف أكْثَر وَأكْبَر مِنْ الصُوم هُنَاك عِبَادَات لاَ تَعْرِف الله تُنَادِي بِالصُوم وَقَدْ يَكُون صُوم أشَد مِنْ أصْوَامْنَا لكِنُّه لَيْسَ لَهُ قِيمَة أمَام الله لأِنَّهُ مُجَرَّدٌ تَهْذِيب لِلجَسَد .. بَيْنَمَا أصْوَامْنَا هِيَ أصْوَام مُثْمِرَة عَامِلَة لِذلِك الصُوم هُوَ فِتْرَة مُقَدَّسَة لاَ تَتْرُكْهَا .. كُلَّ يُوم لَهُ بَرَكَة وَالكِنِيسَة تُعْطِي رَجَاء .. تَأمَّل النُبُّوَات وَالمَزَامِير وَالأنَاجِيل وَخَاصَّةً أنَاجِيل الآحَادٌ تَجِدٌ الكِنِيسَة تَنْتَقِل بِك مِنْ مَرْحَلَة إِلَى مَرْحَلَة حَتَّى تَصِل بِك إِلَى القِيَامَة .. رِحْلَة بِهَا تَعْلِيم وَمَبَادِئ وَاسْتِنَارَة وَغَلْبَة .. كُلَّ مَا يَلْزَمَك سَتَجِدُه فِي هذِهِ الرِّحْلَة إِفْرَح بِهَا وَاشْبَع بِهَا .. الكِنِيسَة وَضَعَتْ لَنَا الصُوم كَيْ نَفْرَح بِالله وَنَشْبَع بِعَمَلُه مَعَنَا صُومْنَا أرْبَعِينَ يَوماً بِالإَضَافَة إِلَى أُسْبُوع الإِسْتِعْدَادٌ وَأُسْبُوع الآلاَم .. لاَبُدْ أنْ تَشْعُر فِي كُلَّ يُوم تَجُوع فِيهِ أنَّكَ تَجُوع مَعَ الْمَسِيح .. أُشْعُر أنَّكَ صَائِمْ وَبِجَانِبَك الْمَسِيح صَائِمْ مِنْ أجْلَك .. هُوَ لَمْ يَحْتَاج لِلصُوم فَلِمَاذَا تَسْتَعْفَى أنْتَ ؟ هُوَ صَامَ مِنْ أجْلَك وَحُورِب أيْضاً مِنْ أجْلَك وَبِالطَبْع سَتُحَارَبْ أنْتَ أيْضاً لكِنْ لَوْ تَمَسَّكْت بِالصُوم مَعَ الْمَسِيح فَأنْتَ غَالِبْ لاَ مَحَال .. لِذلِك إِرَادَتَك الرُّوحِيَّة لاَبُدْ أنْ تَقْوَى بِالصُوم . لِمَاذَا صَامَ الْمَسِيح لَهُ المَجْد أرْبَعِينَ يَوْماً ؟:- رَقَمْ أرْبَعِين نَجِدُه فِي الكِتَاب كَثِيراً جِدّاً .. سَارَ الشَّعْب فِي البَرِّيَّة أرْبَعِينَ سَنَة .. مُوسَى النَّبِي صَامَ أرْبَعِينَ يَوْماً .. أيْضاً أشْعِيَاء النَّبِي صَامَ أرْبَعِينَ يَوْماً .. السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجْد صَامَ أرْبَعِينَ يَوْماً رَقَمْ أرْبَعِين هُوَ حَاصِل ( 4 × 10 ) .. رَقَمْ أرْبَعَة رَقَمْ أرْضِي يُشِير لِلجِهَات الأرْبَعَة بَيْنَمَا رَقَمْ عَشَرَة رَقَمْ سَمَاوِي هُوَ نِهَايِة الأرْقَام وَمَا بَعْدُه هُوَ تِكْرَار لِلأرْقَام .. إِذاً الصُوم هُوَ إِجْتِمَاع أرْضِي سَمَاوِي .. فِي الصُوم نُقَدِّم عَمَل أرْضِي جَسَدِي كَيْ نَنَال بِهِ عَمَل سَمَاوِي أي أنَّكَ صِرْت بِالعَمَل الأرْضِي مُتَحِدٌ بِالسَّمَاء .. وَالسَيِّد الْمَسِيح صَامَ أرْبَعِينَ يَوْماً كَيْ يُقَدِّس أعْمَالْنَا وَيَجْعَلْهَا سَمَاوِيَّة وَالإِنْسَان المَطْرُودٌ مِنْ الفِرْدُوس يَعِيش الفِرْدُوس عَلَى الأرْض حَيَاة رَبَّنَا يَسُوع عَلَى الأرْض كَانَتْ أرْبَعُمَائَة شَهْر وَفِتْرِة خِدْمِتُه كَانَتْ أرْبَعُون شَهْر .. وَصَامَ أرْبَعِينَ يَوْماً وَظَلَّ بَعْد القِيَامَة أرْبَعِينَ يَوْماً يُثَبِّتْ الكِنِيسَة .. وَكَأنَّ الله يُرِيدْ أنْ يُقَدِّم لَك مَا هُوَ سَمَاوِي بِمَا هُوَ أرْضِي .. أي هُنَاك إِمْكَانِيَة أنْ نَحْيَا السَّمَاء وَنَحْنُ عَلَى الأرْض لِذلِك كُلَّ يُوم يَمُر عَلِيك تَرَى فِيهِ لَمْحَة مِنْ السَّمَاء فَإِفْرَح بِالصُوم وَلاَ تَجْعَل الأيَّام تَمُر عَلِيك دُونَ أنْ تَشْعُر أنَّهُ بِتَغْيِير الطَّعَام وَصُوم الْمَسِيح مَعَك أنَّكَ تَتَحِدٌ بِمَا هُوَ سَمَاوِي بِمَا هُوَ أرْضِي .. إِسْتَقْبِل الصُوم بِشَغَفْ وَسَتَجِدٌ بَرَكَات وَبَرَكَات حَتَّى يَصِير الصُوم بِالنِّسْبَة لَكَ فِتْرَة عِشْق وَلَذَّة وَتَشْتَاقٌ أنْ تَكُون حَيَاتَك كُلَّهَا صُوم تَتَمَتَّعْ فِيهِ بِالله رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

التغييرمع بطرس الاحد الثانى من بابه

التغييرمع بطرس تقرأ اليوم الكنيسة علينا فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح الخامس .. جزء دعوة معلمنا بطرس ليكون صياداً للناس .. معلمنا بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا شركاء في الصيد فكل فرد منهم كان يصطاد ولهم مركب فكان من عادة الصيادين يقوموا ليلاً ليصطادوا ولكن هذا اليوم كان يوم غريب .. كان يوم عجيب لم يصطادوا شيئاً فهم رجعوا من الصيد شاعرين بإحباط وبفشل .. فوقفوا عند الشط ليغسلوا الشباك من الزفارة وبقايا الصيد ولكن كان في داخلهم تساؤلات كثيرة .. وهي لماذا هذا اليوم ؟ فكانوا متضايقين .. فوجدوا يسوع جاء إلى الشط فازدحم المكان – حينما يكون المسيح تكون الزحمة – فاجتمع عليه الجموع ليسمعوا كلام الله .. فضغطوا عليه من كثرتهم وهو كان لم يراهم فدخل السفينة لكي تكون هناك مسافة بينه وبينهم فيراهم كلهم وهم يروه . فطلب سفينة بطرس ولكن بطرس في داخله كان يقول * لا تطول .. أنا تعبان .. أنا متضايق ..لن أسمعك كثيراً .. أنا حاكون سرحان * .. وربما يكون قال له إتفضل خجلاً .. فالسيد المسيح أخذ السفينة كمنبر ليعظ الناس ويكلمهم من عليه .. أما بطرس الرسول ربما يكون سمع أو ربما لم ينتبه لكلمة من الوعظ فكان معلمنا بطرس يفكر في الفشل الذي أصابه من سهره وعدم إصطياده لشئ . فجميل إن ربنا يسوع إنه يعلم والناس تسمع بانجذاب عجيب .. فربنا يعلم بنفسه الكلمة .. بنفسه يتكلم .. كم تكون الإستجابة ؟ كم يكون الإنصات ؟ فقديماً كان يتكلم الأنبياء أما الآن بنفسه يتكلم .. فأي حاجات من الطبيعة تنجذب إلى أصلها .. فأصل الوجود نفسه الذي هو السيد المسيح هو الذي يتكلم فهو عرف كيف يخاطب الإنسان فيكون مسحوب ومنجذب ناحية الكلام الذي يُقال .. قال لسمعان ﴿ ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 4 – 5 ) .. فإنَّ النهار ظهر والسيد الرب يقول له أُدخل إلى العمق !! في عُرف الصيادين وعادتهم لا يكون هناك صيد في النهار أو حتى في العمق بل يكون الصيد في الليل .. ليل في العمق .. فما قاله السيد الرب هو عكس المنطق الطبيعي لخبرة الصياد . فقال له بطرس ﴿ تعبنا الليل كله ﴾ .. أحياناً الإنسان يعتمد على الخبرة السابقة في غياب الله ..في غياب من النعمة .. تجاهد كثير ولكن ليس على سند قوي .. في غياب روح الإتضاع .. في غياب روح المحبة الحقيقية .. فتتعب ولم تصطاد شيئاً مثل الكتبة والفريسيين فهم يتعبوا في تدقيق الناموس ولكن متكلين على ذواتهم .. فالنعمة لم تمكث عندهم .. جهاد بدون نعمة يجعلنا نعيش بدون اصطياد . ﴿ الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم ﴾ ( مت 6 : 2 ) .. فهم صنعوا أشياء كثيرة بحسب الشكل من أجل إرضاء الضمير .. فيمكن إن إنسان يتعب كثيراً من أجل بيته ولم يصطاد شيئاً فهو يضيعه وذلك بسبب الأنانية .. العصبية .. فهناك أفراد تتعب ولم تصطاد شيء .. فيقول أنا بتعب ولكن لم أصطاد شيء .. فهو لايعرف ويسأل لماذا نحن غير مترابطين ؟ لماذا نحن بعيدين عن ربنا ؟ وذلك لأنَّ الهدف ليس واضح . فأحياناً الإنسان يجب أن يسأل نفسه هل هذا التعب من أجل الله ومع الله ؟ في سفر حجي يقول الرب ﴿ زرعتم كثيراً ودخلتم قليلاً تأكلون وليس إلى الشبع تشربون ولا تروون تكتسون ولا تدفأون والآخذ أُجرةً يأخذ أُجرةً لكيسٍ منقوبٍ ﴾ ( حج 1 : 6 ) .. فيقول ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ﴾ .. فمحبة الخطية جذورها في الأعماق من الداخل فالجهاد يكون في غياب المسيح فالجهاد يتم بشكل روتيني .. فهناك تعب من أجل الذات وليس من أجل الله .. فهناك تعب باطل وهناك تعب بناء .. سليمان الحكيم يقول ﴿ باطل الأباطيل الكل باطل ....... ولا منفعة تحت الشمس ﴾ ( جا 1 : 2 ؛ 2 : 11) .. تعبنا ولم نصطاد شيء .. ولكن معلمنا بطرس لم يستمر في النقاش كثيراً مع ربنا ولم يركز على النقطة السلبية ولكنه قال ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. فكان هناك مركبتين ولكن لأنه ليس واثق في أنه يمكن أن يصطاد شئ فدخلت مركب واحدة .. من أجل الطاعة دخلت . * كلمتك * هي الوصية .. الوصية حينما تأتي في فكرنا فنكون عاجزين عن طاعتها .. الوصية ضد المنطق .. ضد الجسد .. ضد الذات .. فهل أضيف إلى فشلي فشل جديد ؟ فأنا تعبت وقت الصيد ولم أصطاد شئ فهل سأصطاد في وقت الراحة ووقت ليس فيه صيد ؟ فربنا يوصلنا لدرجة إنه يجعلنا غير نافعين .. غير قادرين فيجعلنا نقول * أنا مش قادر .. فأنت تقود ؛ أنا غير نافع .. فاستخدمني أنت ؛ أنا لا أستطيع .. فأنت تصنع بي * .. فالوصية تتخطى العقل .. الوصية تتخطى المنطق .. الوصية تتخطى القدرة .. فيجب أن أُعد ذهني البشري لا لعمل المنطق .. أن أقول ليس بقدرتي .. وأن أقول حاضر فهنا تعمل النعمة فأطاوع الإنجيل . بطرس دخل مسنود على كلمته – كلمة ربنا – الجهاد المسنود على الإنجيل غير الجهاد المسنود على عقلي أنا .. فالوصية أطيعها ليس من أجل لذاتي بل أطيعها لأن بها روح ..بها سند فهي تحمل في داخلها قوة استجابتها .. فنقول حنحب .. حنبذل .. حنخدم .. ولا أشعر في كل ذلك إنه إهدار لكرامتي أو لوقتي .. فمعلمنا داود يقول ﴿ كلامك أحيني ﴾ ( مز 119 : 154) ..﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) .. فحياته مقادة بالروح حسب كلمة الإنجيل .. الآباء القديسين يقولوا ﴿ لا تعمل عملاً إلا ويكون لك شاهد من الإنجيل ﴾ . هناك الكثير من الأفراد يقول * أنا لو صنعت ذلك فإني لن أبيع أو أشتري * .. ولكن كلمة ربنا هي التي تعينك فيمكن أنَّ كثيراً تتعب وتجمع قليلاً فلا تصطاد شئ .. فيُقال مثلاً * أنا بكسب كتير ولكن ليس في بيتنا سلام .. ليس في قلوبنا محبة * .. ﴿ تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. فربنا يعطيك مع القليل حب .. يعطيك مع القليل سلام .. يعطيك مع القليل نعمة .. يعطيك مع القليل قناعة .. ﴿ فعلى كلمتك ﴾ جميل أن يعيش الإنسان حسب الكلمة .. إفعل ذلك فتحيا فكلمة الإنجيل تجعلك تتخطى نفسك . حاضر حنطرح الشباك .. فقال لهم بطرس ريحوا واستريحوا أنتم وسأذهب أنا لكي أرى وأجرب فدخل إلى العمق بسفينة واحدة .. ﴿ ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم ﴾ ( لو 5 : 6 – 7 ) .. فأحياناً الإنسان يكون واقف مشاهد على وصية ربنا .. فالذي يطاوع يمسك كثيراً فيقول له تعال ويدعو الآخرين ويقول تعال لن تخسر .. لن تندم .. فكلما ذوقت أنت تدعو الآخرين لكي يذوقوا ويجربوا فيلتهب قلبه على كل من حوله ويدعوه ويقول هذا خير ربنا .. هذه نعمة ربنا .. فتبدأ النعمة التي بداخلي تزيد فربنا يريد يفرحنا كلنا به .. فالخلاص لا ينتهي .. الفضيلة لا تنتهي .. النعمة لا تنتهي .. فالنعمة ليس لها حدود بل حدودها أنت وليس هي .. فهي تملأك على قدر سعيك .. على قدر خضوعك ..على قدر اشتياقك .. فهي تملأ كل كيانك حتى تقول كفانا كفانا .. حتى تقول تكاد السفينة أن تتخرق .. ﴿ فصارت شبكتهم تتخرق ﴾ . فالنعمة ليس لها أي حدود .. ليس لها نهاية .. فهم رفضوا حتى أنفسهم .. رفضوا الثوب المدنس .. رفضوا السلطة .. الجاه .. المال .. فتركوا العالم كله فهناك نعمة إمتلأت .. ﴿ فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق ﴾ ( لو 5 : 7 ) .. فهذا هو سخاء ربنا يسوع فهناك يكون بعد فشل كبير يكون هناك نجاح ليس متوقع .. ما أجمل هذا الإختبار .. فهناك نعمة كبيرة تملأ حياتك فأعيش بكلمتك .. فأحياناً نقول * أنا فشلت كتير وأصبح الفشل ملازم ليَّ * ولكن ﴿ على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ .. أنا يارب ضعيف جداً وعاجز جداً ولكن أنت يارب قُل كلمة لتبرأ نفسي .. فربنا يريد أن يُدخلنا في هذا الإختبار .. إختبار كلمته .. إختبار محبته .. إختبار الخضوع له .. فيملأ حياتك بكل بهجة وخير . ﴿ فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. ما علاقة الصيد بأن يقول بطرس أنا خاطئ ؟ فهذه نصيحة غالية .. أنا متشكر .. شكراً جداً .. فنحن لا نسمي هذه المعجزة معجزة اصطياد السمك بل إنها مهمة أكبر فهي معجزة تغيير بطرس فالرب يسوع أتى ليأخذ ممتلكات بطرس .. فهو يغيرك إنت عن طريق السمك فهل ستتلهي في الصيد وتتركني أنا ؟ فليس هناك معجزة يصنعها ربنا يسوع إلا ويكون هدفها هو خلاصي .. فمعجزة التجلي هدفها خلاصي .. الأمور العقيدية هدفها خلاصي .. قيامة لعازر هدفها قيامة الخاطئ .. فإنك تتجاوز هذه المرحلة وتتقابل مع هذه القدرة التي لا نهائية فتخر وتسجد له فلم ينسب النجاح لنفسه أو لأنه طاوع بل مركز ذهنه على المسيح فتكون في سجود في حياتك .. فعيش مشاعره .. فهو كان محبط .. فهو كان فاشل ولكن ربنا أعطاني نعمة وملأ قلبي ونفسي سلام . فالسجود هو انفعال .. هو حركة إنفعال قلبية .. حركة إنفعال لا إرادية فهي إعلان عن فرح .. إعلان عن شكر .. هذا هو السجود بالروح .. فلذلك حاول أن تجرب هذا الإحساس .. أن تخضع لعمل نعمته .. أن تدرك أمام من أنت واقف ؟ فعندما الإنسان يحس بعظمة الله يتضاءل هو ويصغر جداً .. فعندما يتفاعل هو يخر ساجداً .. فالإنسان عندما يشعر أنَّ الذي أمامه كبير جداً فهو يصغر جداً أمام نفسه فيسجد إلى ربنا الذي هو كله عظمة وقدرة وأنا الخاطئ . فالسجود هو إنفعال من الداخل .. أشعياء النبي يقول ﴿ رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفعٍ وأذياله تملأ الهيكل ...... فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ﴾ ( أش 6 : 1 ؛ 5 ) .. فلم يسعه أن يفعل شئ إلا السجود .. السجود هو شعور بضعفي الشرير وبر الله الذي أنا واقف أمامه .. كذلك أيضاً يعقوب ويوحنا إبني زبدي اللذان كانا شريكي سمعان فقال يسوع لسمعان لا تخف .. من الآن تكون تصطاد الناس .. ﴿ ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) .. فالحكاية تحولت عن السمك فهم لم يفرزوا السمك و يبيعوه .. فالهدف الأول كان السمك ولكن في النهاية تركوا كل شئ وباعوه فهم وجدوه هو الأجمل .. هو الأحلى .. ولكن أنت ماذا تفعل في عمرك ؟ فإن كنت محبط .. مضايق فقل يكفيني أن أكون معه .. يكفيني أن أحيا معه .. هو فرحي .. هو كفايتي .. هو بهجتي .. فهو إذا كان عمل معي كل ذلك الآن فهو يدبر كل أمور حياتي فأدركت أنه يقدر أنه يستطيع . فمعلمنا بطرس يقول لنا لا تجعل شغلك يأخذ كثير فأنا جربت ذلك لذلك ضع قلبك في كلمته .. ضع قلبك في المسيح فهو الغني وليس شغلك فأصبح صياد للناس فيرمي مثلاً الشبكة في يوم الخمسين فيصطاد حوالي ثلاثة آلاف نفس .. فاختبر قدرة ربنا في حياته الشخصية وبذلك استطاع أن يجذب النفوس بلا كلل .. بلا تعب .. فكان يقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. فمعلمنا بولس يقول لتلميذه ﴿ اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ وبخ انتهر عظ بكل أناةٍ وتعليمٍ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) .. فاحضر كل إنسان .. إرمي الشبكة .. إحضر كل إنسان في المسيح يسوع .. فإحكي عن يسوع .. إحكي عن خبرتك معاه فأن تُخبر بما رأيت وبما سمعت . فربنا حول هذه المعجزة من موضوع اصطياد السمك إلى اصطياد أربعة أعمدة فهو قام باصطياد بطرس ويوحنا وأندراوس ويعقوب .. يا لجلالك يارب فهو يختارنا بنفسه .. يستخدمنا لإسمه .. يغير حياتنا لنفوز بملكوته .. فهو يريد أن نسجد .. أن نسبح .. أن نخدم .. أن نعيش بهدف أبدي . ربنا يغيرنا ويجعلنا نعيش له ومن أجل إسمه ويجعلنا نتعب من أجله وأن نعرف أنَّ بدونه نتعب ولا نصطاد شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل