العظات

حبك أطيب من الخمر

في سفر نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم نقرأ .. { نشيد الأنشاد الذي لسليمان .. ليُقبلني بقُبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر .. لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دُهن مُهراق .. لذلك أحبتك العذارى .. اجذبني وراءك فنجري .. أدخلني الملك إلى حجاله .. نبتهج ونفرح بك .. نذكر حبك أكثر من الخمر .. بالحق يُحبونك } ( نش 1 : 1 – 4 ) .. أيضاً { قد سبيتِ قلبي يا أُختي العروس قد سبيتِ قلبي بإحدى عينيكِ بقلادةٍ واحدةٍ من عُنقك .. ما أحسن حُبك يا أُختي العروس كم محبتك أطيب من الخمر وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب .. شفتاكِ يا عروس تقطُران شهداً .. تحت لسانِك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لُبنان .. أُختي العروس جنة مُغلقة عين مُقفلة ينبوع مختوم .. أغراسك فردوس رمان مع أثمارٍ نفيسةٍ فاغيةٍ وناردينِ } ( نش 4 : 9 – 13) إن سفر النشيد من أروع أناشيد الحب الإلهي في الكتاب المقدس .. أيضاً هذا السفر به عبارات وإيحاءات بالنسبة للبعض غير نقية وسبب هجوم من البعض .. ويحدث هجوم من كثيرين بسبب هذا السفر للرد على أن هناك عبارات فيها غَزَل أو عثرة .. نقول أن هذا السفر يجب أن يُقرأ بروح صلاة وتأمل والنفس تتجاوب مع الله لدرجة أن تصل إلى هذه الدرجة من العشق الإلهي .. وكما يُقال أن سفر الأمثال يُمثل حديقة القصر .. وسفر الجامعة يُمثل داخل القصر .. وسفر النشيد يُمثل الحجرة الخاصة داخل القصر .. خصوصية الحب الإلهي في أسمى وأرقى وأعمق صورة هذا السفر لا يُفهم إلا بالروح ووجهة نظر روحية نقية .. هو مناجاة رائعة بين النفس والله .. أو بين المسيح وكنيسته .. أو بين الله وخليقته .. كنيسة المسيح هي عروسه التي اقتناها بدمه .. إنها علاقة العشق بين الله والنفس البشرية .. هذه الجمل ترسم لوحة رائعة لطوباوية المجد الإلهي تُمجد بها الله وتعرف مقدار كرامتك عند ربنا .

كَيْفَ أتَعَامل مَعَ المُجتمع بِتَوَازُن؟

التَوَازُن يعنِي أنْ يَكُون الإِنسان مُتَزِن فِي أموره .. أي لاَ يَكُون مُتَحَيِّز إِلَى اليمِين وَلاَ يَكُون مُتَحَيِّز إِلَى اليسار وَلاَ يَكُون فَاقِد إِتِزانه وَيَكُون مُتَزِن وَثَابِت .. فَهذَا هُوَ الإِتِزان كَيْفَ يسلُك أولاد الله بِإِتِزان ؟هُناك أربعة نِقاط :-

الغضب يستقر فى حضن الجهال

في سفر الجامعة الإصحاح 7 : 9 يقول { لا تُسرع بروحك إلى الغضب لأن الغضب يستقر في حضن الجُهال } .. ربنا يسوع يقول كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ( مت 5 : 22 ) فإن غضب الإنسان لا يصنع بر الله ( يع 1 : 20 ) في هذا الجيل إنتشر الشد العصبي .. وصراع الأجيال كثيراً واختلافات وجهات النظر بين الآباء والأبناء .. وبين الأزواج والزوجات .. وبين الأشخاص بعضهم البعض .. لأن هناك فجوات كثيرة في الفكر والإهتمامات .. لذلك علينا ضبط أنفسنا من جهة الغضب .. فإن الغضب خطية تفصل الإنسان عن مراحم الله وعلينا أن نعرف علاجه لذلك سندرس :0 1/ ما هو الغضب ؟ 2/ أضرار الغضب . 3/ بركة إحتمال الغضب .

مَحَبِّة الله

يَقُول بُولِس الرَّسُول { وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجْلِنَا } ( رو 5 : 8 ) .. الله بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ أي أظهَرَهَا لَنَا هُنَا نَتَحَدَّث عَنْ عِدَّة نِقَاط هِيَ :-

غلبة الجسد والخطية

من رسالة معلمنا بولس الرسول الى أهل كولوسى ( 3: 2-5 ) بركاته على جميعنا آمين " إهتموا بما فوق لابما على الأرض . لأنكم قد مُتُم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله . متى أظهر المسيح فى حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد . فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض " نعمة الله فلتحل على جميعنا آمين . نسأل سؤال : لماذا تجعلنا الكنيسة نفطر فى الخماسين ؟ .. هناك فكرة رئيسية تعرفنا لماذا تجعلنا الكنيسة لانصوم فى الخماسين وهى لأننا قُمنا .. ولما قُمنا تبدل جسدنا فصار لا يتأثر بالصوم , فطبيعة الجسد تغيرت , وكأن الكنيسة تقول لك أنت قُمت بجسد جديد , والجهاد الذى كنت تجاهده أوقفه بعض الوقت لكى تشعر أن جسدك تغير ... نريد أن نقول لك أنت كنت قبلاً بجسد أرضى ومحتاج أن تجعله يصوم ويعمل ميطانيات ويجاهد و... لكن بالقيامة جسدك تحول وإكتسب طبع جديد , فصار بطبيعته جسد لا يحتاج الى صوم لأنه جسد تبدل ويُسمى الأن جسد قيامة .... من هنا الكنيسة تقول لك أنت غير محتاج للصوم لأن جسدك تبدل . تخيل لو لم أفهم هذا المعنى الروحى و جسدى لم يتبدل بل ظل كما هو ولم يقم , جسد خطية ولا يصوم ... فماذا نفعل ؟ بالطبع هذا الجسد الغير قائم سيجذب الإنسان لأسفل , وهذه هى شكوتنا كثيراً فى الخماسين أن الجسد يأخذ راحته كثيراً فى حين إنه جسد تبدل طبعه وتقدس أكثر فتغير طبعه وتغيرت هيئته وتغيرت إهتماماته وطلباته وصار الطعام لا يؤثر فيه وليس له مطلب أو لذة لأن طبعه تغير .. لذلك أريد أن أتكلم معكم فى أن القيامة أعطتنا غلبة على الجسد و على الخطية + فى القيامة غـلبة على الجسد :- الجسد الذى قيل عنه إنه " لأن الروح يشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح وكلاهما يشتهى ضد الأخر " هذا الجسد بالموت مع المسيح وبالقيامة توقف هذا الصراع فصار لا يشتهى ضد الروح بل يشتهى مع الروح , وصار لا يقاوم الروح بل ينقاد للروح , ولما صار منقاد بالروح قالت لنا الكنيسة أنا قد صرت مطمئنة عليكم إنكم قد صرتم سالكين بالروح فلا يؤثر فيكم شئ مثلاً إبنك وهو طفل صغير كنت لا تستطيع أن تعطيه مال كثير لأنه لا يحسن التصرف فيه , لكن لما كبر فإنك تعطيه ما يحتاجه من مال ولاتخاف لأنه تعقل ويحسن التصرف فيه , إذاً قد صار موضع ثقة ..... هكذا جسدنا بالقيامة صار موضع ثقة , وصار الله يقول لى لتأكل ما تشاء لأنى لا أخاف عليك لأنى أعطيتك الأساسيات والضوابط التى تعيش بها , وأنا مطمئن عليك أن جسدك طبعه تغير فصرت تسلك منقاد بالروح , لذلك بدأت تلبى إحتياجات جسدك التى تكفيه ليعيش بها ........ هذه فكرة الكنيسة التى بها تجعلنا لا نصوم خمسين يوم . إن لم تَعِش بهذه الفكرة ستتعب جداً فى هذه الفترة , وتكون أصعب أيام تمر عليك لأنك لا تجاهد ولا تصوم ولا تعرف يوم الأربعاء من يوم الجمعة , ولا يوجد فترات إنقطاع أو ميطانيات , وإزدادت طلبات الجسد وصار متمرد وغالب ...... لا..... نحن كثيراً ما نقول أنه لم يكن لدينا أسد ووضعناه فى حبس خمسة وخمسون يوماً ليخرج منا شرس ... لا .. نحن غيرنا طبع شراسته فصار يحمل قوة وليس شراسة , صار مطيع نقول له إجلس فيجلس , قف فيقف فى قصة شمشون .. عندما هجم عليه أسد , صرعه شمشون وشقه الى نصفين , فأتت مجموعه نحل وصنعت فيه خلية وجعلت جوف الأسد مملؤ شهد , فأخذ شمشون من الشهد و أكل وأعطى لمن معه .... وقال " من الآكل خرج أكلٌ ومن الجافى خرجت حلاوة "....... يقول الأباء أن هذا الأسد يرمز للجسد الذى يريد أن يخرج عليك ليصرعك , يريد أن يلتهمك , لكنك أنت تغلبه , وبعد أن تغلبه يتغير طبعه ويصير بدلاًمن أن يكون عدو يغلبك صار حبيب يغذيك , وبدلاً من أن يكون وسيلة للموت صار وسيلة حياة , فصرت تأخذ منه لتأكل هل تعدينا هذه المرحلة أم مازلنا كما نحن ؟ جسدنا فى أى مرحلة ؟ هل هو فى مرحلة قبل الترويض أم فى مرحلة ما بعد الترويض ؟ ...... إن كان فى مرحلة ما قبل الترويض فهذه هى الخطورة ... لماذا ؟ لأن الجسد يشتهى ضد الروح , الجسد اُخذ من الأرض , عندما خلق الله الجسد أخذه من الأرض لذلك نجد أن الجسد يميل للارض ومنجذب لأسفل .. لو أحضرت شئ وتركته من يدك سيسقط بفعل الجاذبية الأرضية , هكذا جسدنا , أخذ من الأرض ولذلك هو منجذب لها , لكى نغير طبعه من الإنجذاب للأرض لنصعد به الى فوق ........ يقول معلمنا بولس الرسول " أطلبوا ما هو فوق إن كنتم قد مُتُمْ مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس "يصير الجسد غير منجذب لأسفل بل الى فوق , يقول معلمنا بولس الرسول " وحياتكم مستترة فيه " أى فى المسيح أى صرت مختبئ فى المسيح , فى داخل المسيح , حياتى مستترة فى المسيح , المسيح قام إذاً أنا أيضاً لابد أن أقوم معه , وعندما أقوم معه تصير طلباتى مختلفة وإحتياجاتى ورغباتى مختلفة إجتهد أن يكون جسدك الأن جسد قائم وليس جسد ناظر لأسفل الجسد هو مجال الحرب بيننا وبين عدو الخير , أليس هناك ميدان للقتال ؟ ميداننا للحرب بيننا وبين عدو الخير هو الجسد , ويبدأ بالفكر .. الفكر هو غرفة العمليات والميدان نفسه هو الجسد , بقدر ما تقدس الفكر الذى هو غرفة العمليات بقدر ما يتقدس الجسد ميدان الحرب فتصبح الغلبة لك ويصبح هناك إنتصار, لذلك الجسد هو وسيلة الحياة وليس هو هدفها معلمنا بولس الرسول أحياناً يكلمنا عن الجسد ويقول إنه خيمة " إن نقض بيت خيمتنا الأرضى " ما هو بيت خيمتنا الأرضى ؟ يقصد الجسد ... جسدنا هو خيمة ... تخيل عندما تتحول الوسيلة الى هدف ! أى أنا أعيش لكى أنعم جسدى , أعيش لكى أعطيه رغباته وطلباته ...... أقول لك لا , الجسد وسيلة وليس هدف , فأصبحت من خلال المسيح القائم وأنا بداخله أعرف كيف أتعامل مع جسدى لأنه وسيلة وليس هدف ... أنا أهتم به , نعم لكن لا يكون موضع إنشغالى كليةً , أنا أقوته وأربيه وأعطيه إحتياجاته لكن لا أعطيه كل رغباته ........... لذلك أقول لك أحصر تعاملك مع جسدك فى آيتين هما : " أقمع جسدى وأستعبده " , " أقوته وأربيه " ..... تحرك فى المسافة التى بين هاتين الآيتين , الحد الأدنى أقمع جسدى وأستعبده , والحد الأقصى أقوته وأربيه ... لا تزيد عن ذلك ولا تقل عن ذلك ...... تحرك فى هذه المساحة فى تعاملك مع جسدك " إن كنتم قد قَمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق " .. الكنيسة مطمئنة على أولادها , أولاد إجتازوا رحلة الصوم وعبروا الصليب وأعضاءهم ماتت مع المسيح على الصليب , لذلك أخذوا قيامة , أخذوا أعضاء مقامة , والأعضاء المقامة تطلب طلبات جديدة لا تتخيل أن الصلاة تقل فى الخماسين والإلتصاق بالله يقل .... لا ..... بل أنت تتذوق الله بطعم جديد ألذ وأكثر بهجة وأكثر فرح ....... لذلك الله يعطيك هذا الجسد لكى يجعلك تعيش فترة غربتك على الأرض بسلام وفى نفس الوقت يعطيك فيه مجموعة غرائز تهدف حفظ حياتك الغرائز فى الجسد هى وسيلة حفظ حياة ... تخيل لو لم يكن عندك غرائز , ستفنى حياتك ... أى لو لم يكن لديك غريزة الجوع ستظل يوم , يومين , عشرة أيام لا تأكل وليس لديك رغبة فى الأكل لأنه ليس لديك غريزة الجوع , ويظل عشرين يوماً آخرين ...... ماذا حدث ؟ أنتهى الجسد , يصيبه الهزال ولا يوجد به غذاء ليعمل المخ , فيحدث ضمور للإنسان ويموت إذاً لقد جعل الله حياتك خارجة عن إرادتك , فخلق فيك غريزة ...... الغريزة الجسدية فى الإنسان لحب البقاء , فجعل الله وسيلة البقاء عند الإنسان بغرائز جسدية , حتى الخوف غريزة من أجل حفظ نوع الإنسان .............. إذاً لقد خلق الله الغرائز فى الإنسان ليس لتكون ضد الإنسان بل وسائل لحفظ الإنسان , عدو الخير إستخدم الغرائز لكى يخدم الإنسان جسده ........ الله يقول لك هل أنا أعطيتك الغرائز لهذا الغرض ؟ أنا أعطيتها لك لأنى أحبك , لتأكل وتظل على قيد الحياة ... فهل تعيش لتأكل ؟ ..... أعطيتك غريزة جسدية لكى أبقى على نوعك , لتستمر فى الحياة لتعبدنى ... فهل تأخذ هذه الغريزة لتهيننى بها ؟ أنا أعطيتها لك قوة و بهجة فى أحد المرات كنت أتحدث مع شباب صغير وقلت لهم : أنتم جميعكم تشكون من الغريزة , فقالوا نعم ... قلت لهم : ما رأيكم لو صلينا صلاة صغيرة نطلب فيها أن يرفع الله عنا الغريزة ؟ .. قالوا ياليت , سنستريح .. قلت لهم : إذاً هيا نصلى ونقول له أرفع يارب الغريزة من أجسادنا , ولكى لا نحيا فى أنانية نقول له أرفع الغريزة من كل الناس , فيكون الجميع فى هدوء وراحة .. قالوا ياليت ... سألتهم : وماذا ستكون النتيجة ؟ ..قال أحدهم : سيستريح الجميع ... قلت : ثم ؟ .. قالوا : سينقرض الجنس البشرى ......إذاً الغريزة هى وقود الحياة , هى طاقة إستمرار الحياة , هى أمر مقدس ... لكن عدو الخير يلوث , جعل الأكل والغرائز والخوف والقلق و... والجسد هدف وليس وسيلة فى القيامة الجسد ليس هدف , فى القيامة نسمو ونرتفع .." إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو حيث المسيح جالس " .... لذلك قصد ربنا يسوع المسيح أن يُصلب بالجسد ويَغلب بالجسد , ويعطى نعمة الجسد الجديد جسد القيامة , لذلك يقول لك " إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون " ... هيا أطع جسدك , لن تشبع , وإن أعطيته الكثير لن يكتفى .... هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك الجسد كفى ؟ , هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك أنا راضى ؟ ... لا... بل بالعكس , كلما أعطيته كلما طلب أكثر .. إن نام يطلب أن ينام أكثر , وإن أكل يطلب طعام أكثر , يشتهى ويطلب شهوة أكثر ...... لا يكتفى لأنه أَخذ من الأرض فلا يشبع لذلك , إن الحياة فى المسيح هى التى تقدس الجسد , والكنيسة تتعامل مع الجسد بإكرام لأنها تعلم إنه إناء مجد ووسيلة جهاد , تعلم إنه هو الأداة التى أعطاها لك الله لترث بها السماء ... لذلك الكنيسة منذ طفولتنا تدشن جسدنا بالميرون , وتقول لك إن جسدك هذا جميل ومقدس فهيا لتجاهد به , قد دهنته بالميرون لكى يكون إناء مجد وهيكل لله , حتى عندما تجاهد تجاهد وأنت تعلم أن جسدك هو جسد مقدس وجسد كريم , لأن هذا الجسد هو الجسد الذى سيرث الملكوت لكن طبيعته ستتغير لذلك أقول لك أنه بجهادنا جعل الله بقصده الإلهى أن الجسد يكون هو وسيلة للإرتقاء , إذاً لابد أن يكون جسد قائم طبعه تغير .....ولنسأل أنفسنا : فى الإنسان الطبيعى النوم أفضل من الصلاة , والأكل أفضل من الصوم , والكسل أفضل من السهر , والأخذ أفضل من العطاء , و....... لكن فى الإنسان الروحى العطاء أفضل من الأخذ , والصلاة أجمل من النوم , والسهر ألذ من الكسل , و.... لماذا ؟؟ أقول لك : لأنه جسد قاوم طبعه و روضه و إرتفع فوقه .... كيف يحدث هذا ؟؟ هذا أمر يحتاج ترويض ويحتاج تدريب , يحتاج إنسان يعلم لماذا خلقه الله ولماذا أعطاه الله جسد ؟ وما الهدف من الجسد ولماذا أعيش ؟ وماذا أفعل بأعضائى وجسدى وأفكارى ؟ وما هى المجالات التى يريد الله أن ينمينى فيها ويفرحنى بها ؟ ... الله يريدنا أن ننجذب الى فوق , ويريد أن تكون القيامة بالنسبة لنا واقع وليس قصة القيامة يا أحبائى لا تخص يسوع بل تخصنا نحن .. هو القيامة .. هو لا يحتاج للقيامة .. لكن من يحتاج للقيامة بالفعل ؟ نحن , لأنه كيف يكون رئيس الحياة ومحتاج للقيامة ؟ هو غيرمحتاج للقيامة بل هو قام لأجلنا " أقامنا معه " .. " عالمين أن الذى أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع " .. إذاً هذا الجسد لابد أن يكون جسد قيامة وليس عبد للشهوة , ولا تتحكم فيه نزوات , ولا يكون يسوع قد صلب الجسد مع أهوائه وشهواته وأنا أعيش الجسد بكل أهوائه وشهواته لذلك من الثمار الجميلة التى نفرح بها فى فترة الخماسين أننا نشعر أننا قد إرتفعنا فوق الجسد و سمونا فوقه ... تستطيع أن تقول أنك فى مرحلة الصوم كنت فى مرحلة الصراع , مرحلة الصراع مع عماليق وأنت مازلت فى البرية , لكن فى القيامة أنت دخلت كنعان فالأمر إختلف وأصبح جهادك الأن هو جهاد تمتع بميراث أبدى .. كنعان .. لأنه كان هدف رحلة البرية دخول كنعان , لذلك الذى أخذناه فى رحلة الصوم هو أننا ننتقل من حالة الى حالة قد تقول لى : صراحة أنا لا أشعر بكل هذا .. والكنيسة فى كنعان لكنى أنا مازلت فى البرية ... أقول لك : لاتحزن , ليتك تعيش مع الكنيسة وتحاول أن تجتهد وتقول لجسدك لا , وتحاول أن تنتصر على جسدك وأنت فى وسطنا الأن , ولأنك مرفوع برفعة الكنيسة كلها وقوتها ستجد أنك قد دخلت فى هذه الحالة .. وهذا هو جمال الكنيسة أنها ترفعنا كلنا معاً لأننا أعضاء فى جسد واحد هو جسد المسيح الجسد القائم .. إذاً أنا عضو فى الجسد القائم ........ لذلك فى الصوم كنا نقول للشخص الغير صائم : لاتتناول , الأن نقول لأى شخص : لا تصُم إلا بحل لأنه من الخطأ أن تصوم الأن .... تسأل هل الصوم خطأ ؟ أقول لك : لاتصُم إلا بحل لأنك الأن جزء من جسد , لو الجسد كله صائم تصوم أنت ولا يليق أن يكون الجسد كله صائم وأنت جزء منه وغير صائم .. وإن كان الجسد كله غير صائم فلا تكون أنت صائم , لأنك وأنت فى الصوم كنت لا تريد أن تصوم وفطرت بإذن وقلت أنا مريض والكنيسة قالت لك الله يحلك بسماح .. الأن أيضاً الذى يريد أن يصوم لابد أن يستأذن من الكنيسة ويقول أريد أن أصوم ...... هذا الكلام من أين أتى ؟ لماذا تقول الكنيسة للغير صائم فى الصوم لا تتناول ؟ لأنه خرج خارج الجسد , خرج من حالة الجسد ..... فى القـيامـة غـلبـة على الجـسـد . + فى القـيامة غـلبة على الخـطية :- الخطية فى القيامة خطية ميتة , خطية مصلوبة .. " الخطية لن تسودكم " نعم .. فماذا فعل المسيح على الصليب ؟ .. أمات الخطية .... وماذا حدث للخطية على الصليب ؟ .. الخطية سُمرت , " قتلت الخطية بالخشبة " إذاً الخطية قُتلت بالخشبة إذاً حياتنا فى المسيح يسوع حياة غلبت الجسد وغلبت الخطية , وصارت الخطية مماتة ومصلوبة ... إذاً أنا أتمتع الأن بميزة جميلة جداً وهى أنه ليس للخطية سلطان علىّ ... أقول لك صدقنى الذى يعيش القيامة ليس للخطية سلطان عليه " من يغلب لا يؤذيه الموت الثانى " لأن الخطية بالنسبة له خطية مسمرة يقول معلمنا بولس الرسول " جرد الرياسات وأشهرهم بهم ظافراً فيه " جرد الرياسات والسلاطين .. قديماً فى أيام الرومان عندما كانت تقوم الحروب بين الدول وبعضها البعض , كانت الدولة المنتصرة تقيم موكب للإنتصار .. فرحة بالإنتصار .. وكانوا يأتون بالأسرى بعد تجريدهم من رتبهم ونياشينهم ويسيرون بهم فى صفوف فى هذا الموكب - وبالطبع أكثر شئ يهين الأسرى هو تجريدهم من رتبهم ونياشينهم – وكانوا يدورون بهم فى المدينة كلها ........ تخيل أن معلمنا بواس الرسول أخذ هذا التشبيه على ربنا يسوع والقيامة وقال أن يسوع بالقيامة جرد الرياسات والسلاطين ظافراً بهم , فلا تعود وتقول هذا جنرال وهذا لواء وهذا .... بل صار مثله مثل الأخرين , صار بلا رتبة .... لمن الفضل ؟ للصليب , لذلك قال معلمنا بولس " إنه يظهر بهم رائحة المسيح الذكية فى الذين يخلصون وفى الذين يهلكون " ... ما تفسير هذه الأية ؟ يقول : عندما كانوا يقيمون هذا الموكب كانوا فى إحتفالهم هذا يقدمون بخور لآلهتهم كشكر وعرفان , فكان هذا البخور بالنسبة للمنتصرين رائحة نشوة مفرحة , بينما كان هذا البخور بالنسبة للأسرى خزى وعار ....... هكذا أنت الأن , فى حالة القيامة الخطية بالنسبة لك خطية مغلوبة وعدو مهزوم ومقهور , أنت الأن طبعك قد تغير فصارت الخطية بالنسبة لك كلاشئ لأنها لم تعد تغريك أو تؤذيك لأن طبعك تبدل ورأيت النصرة التى فى القيامة فتفرح بموكب القيامة والمسيح القائم وتقول من أعماق قلبك إخريستوس آنيستى ...... أجمل ما فى الكنيسة إنها تنقل لنا واقع الحياة التى نشتاق أن نحياها الأن , وهذا هو الواقع أننا الأن فى وقت إنتصار ....... لذلك الخطية قُتلت والشيطان سُحق وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم , وأظهر فيهم رائحة حياته فى الذين إنتصروا , رائحة خزى فى الذين هُزموا , لذلك هناك إنسان الجهاد الروحى بالنسبة له لذيذ , وأخر الجهاد الروحى بالنسبة له ثقيل .. هذا يكشف نوع الجسد يقال عن الخنازير أنها تختنق من الروائح الجيدة , ويحدث لهم فشل فى الجهاز التنفسى من الروائح الجيدة لأنهم إعتادوا على الروائح الكريهة فقط ......... تخيل أن إنسان يعيش فى جو الخطية , فيكون البر بالنسبة له غريب بينما الخطية بالنسبة له أمر عادى ...... أقول لك لا , هذا الحال لا يليق بك .. تقول لى هل ينفع أن أغير جهازى التنفسى ؟ .. أقول لك : أنت فى المسيح يسوع خليقة جديدة " إن كنتم قد قُمتم مع المسيح يسوع فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس " الطبيعة تغيرت .. ونقول له " صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها " الطبيعة تغيرت .... إذاً الخطية لا تسود , ولست أنا تحت نير الخطية الأن لأن المسيح إنتصر , وعندما إنتصر لم ينتصر لنفسه بل إنتصر لى أنا , المسيح رآنى أسير فأتى الىّ وفكنى وأعطانى الحرية , يقول " إذ محى الصك الذى كان ضداً لنا فى الفرائض " محى الصك ... كما كان يحدث فى الدولة الرومانية , وكما فعلوا مع المسيح يسوع , لا يوجد متهم إلا ويُكتب فوقه تهمته.. الدولة الرومانية دولة وثائق , كل متهم له رقم وتهمته مكتوبة ... كل واحد منا عليه تهمة ومكتوبة ومثبتة عليه ... ماذا فعل يسوع ؟ جاء ومحى الصك , أتى بالورقة المكتوب فيها إسمى وتهمتى وعلة سجنى .. ومزقها ...... تخيل أن عليك شيك وأنت قد كتبته بيديك , وفيه عُمرك كله مقابل مبلغ مالى كبير جداً , وفى لحظة رأيته يتمزق أمامك وفى تمزيقه أخذت حريتك .... محى الصك الذى كان مكتوباً ضداً لنا بالفرائض .. هذا ما فعله يسوع , لما محى الصك صارت الخطية غير موجودة , علة إدانتنا صارت غير موجودة , وبالتالى عندما يشتكى علينا المُشتكى لا يجد لنا دليل إدانة فى أحد المرات قال أحد الأباء القديسين تشبيه جميل , قال : تخيل أن هناك محاكمة تتم لمعلمنا بطرس لأنه مد يده بالسيف وقطع أذن عبد رئيس الجند الذين جاءوا للقبض على ربنا يسوع , وهكذا كانت المحاكمة : العبد : سيادة القاضى هذا الرجل قطع لى أذنى أمام كل الناس القاضى : هل لديك شهود ؟ العبد : كل أصحابى الجنود , هؤلاء كلهم يشهدون أن هذا الرجل أخرج سيفه وقطع أذنى ويطلب القاضى الشهود الشاهد الأول : أنا رأيت هذا الرجل قد أخرج سيفه من غمده وضرب زميلى الجندى وقطع أذنه ثم نادى على الشاهد الثانى , ثم الشاهد الثالث , وهكذا كل الشهود أثبتوا أن معلمنا بطرس مُدان لكن القاضى نادى على العبد المشتكى القاضى : تعال وأرينى أذنك .. ها هى موجودة العبد : هى كانت مقطوعة وهو الذى قطعها لى والكل شهود بذلك القاضى : نعم ؟ لا يوجد شئ إسمه الكل شهود أنه قطع أذنك .... بينما أنا أراها موجودة ....تلغى القضية لعدم وجود الدليل إنتهت القضية صارت لا توجد قضية ... هكذا نحن اليوم , المسيح أعطانا بالقيامة براءة وصار لا حكم علينا لأنه رفعه وأخذه فى نفسه .. يأتى عدو الخير ويقول لى أنت عبد .. أقول له لا أنا لست عبد أنا حر .. يقول لى لا أنت عبد بدليل كذا وكذا و أقول له أنا كنت عبد قبلاً أما الأن فأنا حر تخيل أنك تعيش طول عُمرك عبد مسجون بينما أنت حر وقد نلت حكم البراءة دون أن تدرى يقل الكتاب " مات لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا " يقول أنا لست فقط أريد أن أحولك من عبد الى حر .. لا .. بل أريد أن أحولك من عبد الى حر الى ملك أنقلك نقلتين فى أمر واحد .. كما حدث مع يوسف الصديق , نقله الله من العبودية ومن السجن الى الملك , لم توجد مرحلة وسطية إنتقالية فى المسيح يسوع وفى قيامته ينقلنا من العبودية الى القيامة الى الملوكية الى شركة ميراث المسيح .. إذاً أين الخطية الأن ؟ الخطية مصلوبة , تخيل أن الخطية مصلوبة وأنا الذى أطيعها .. تخيل كلب مقيد وأنا مرتعب جداُ منه ,... تخيل جسد طبعه تغير وأنا الذى أعود لطبعه القديم مرة أخرى ,... تخيل عندما يكون علىّ دين ثم دُفع الدين , لم يدفع ربنا يسوع الدين فقط عندما أتى بل دفع الدين الماضى وأعطانى رصيد كبير لأعيش به , لو كان قد دفع الدين فقط سيكون رصيدى عندئذ صفر .. لكنه فكنى من الدين الماضى وأعطانى رصيد لأعيش به تخيل أن معك رصيد كبير لتعيش به وأنت مازلت ترى أنك فقير ..مثل رجل بسيط كان له صديق , وهذا الصديق سمح له الله أن يسافر ويغتنى , وكان هذا الصديق طيب وحنون , وكل شهر كان يرسل لهذا الرجل البسيط شيك مالى , وهذا الرجل البسيط يتخيل أن هذه الشيكات هى مجرد تذكارات فإحتفظ بها فى إنجيله حتى أتاه شخص آخر ليقرأ معه الأنجيل فوجد الشيكات موضوعة فيه ,و عندما سأله عن هذه الشيكات , قال الرجل البسيط هذه تذكارات من صديقى , ولما عدهم وجد أن عددهم كبير وحسب قيمتهم فوجدها كبيرة جداً , فقال له كل هذا المال معك وأنت لا تدرى , كيف يكون معك كل هذا المال وأنت مازلت فى هذه الحجرة الصغيرة الكائنة فوق السطح ؟ هذه ثروةهذا ما فعله معنا يسوع .. أعطانا كنز , أعطانا خير , أعطانا فضيلة , أعطانا بر وتقوى لا يليق أن يكون المسيح قائم وأولاده مازالوا غيرقائمين , لايليق أن يكون المسيح غالب وأولاده مهزومين المسيح أعطانا فرحة وغلبة على الجسد وعلى الخطية ... المسيح أعطانا رصيد ودفع عنا الدين لذلك يقول الكتاب " ليقل الضعيف بطل أنا " نحن أبطال فى المسيح الجسد والخطية .. المسيح غير من سلطان الخطية فصرنا نحن نسودها , وغير من طبيعة الجسد الى جسد يطلب ما فوق ولا يطلب ما على الأرض ربنا يفرحنا بفترة الخماسين ولا نعتبرها فترة كسل ولا نتعامل معها أبداً على أنها فترة لزيادة سلطان الجسد ولكنها فترة لقمة الإرتقاء عن طلبات الجسد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

يسوع الطبيب الحقيقى

تقرأ الكنيسة لنا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا يتكرر في العشيات وهو شفاء حماة سمعان” وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سُقماء بأمراضٍ مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحدٍ منهم وشفاهم “ غروب الشمس أي نهاية اليوم وتُشير لنهاية العالم .. يجب أن يتذكر الإنسان النهاية .. كم هو مريض ومُحتاج لشفاء يسوع .. معلمنا مار لوقا يركز على المعجزات .. الشفاء لأنه طبيب فيلفت نظره المرض ويلفت نظره بالأكثر الشفاء .. وبعض العبارات تُظهِر أنه طبيب ماهر فيشخص نوع الحمى لأن الحمى أنواع .. فيقول حمى شديدة أي درجة حرارة مرتفعة جداً ( 40 ْ ) مثل حماة سمعان .. يشخص المرض بدقة .. والحمى الشديدة جعلتها لا تستطيع القيام من مكانها فلازمت الفراش وجاء إليها يسوع لأنها لم تستطيع أن تذهب هي له .. هذا يُشير روحياً إلى كل نفس مريضة وحُمِّتها شديدة .. رغم أن الحمى أعراضها بسيطة لكن مخاطرها شديدة .. لأنه مبدأياً لكي يعمل طبيب في أي تخصص لابد أن تنخفض درجة حرارة المريض لأنها تؤثر على القلب تجعل ضربات القلب سريعة وزائدة فتُجهِد عضلة القلب وتجعل الدورة الدموية غير منتظمة .. هذه هي الخطية .. قد تظهر أعراض بسيطة لها لكن أسبابها عميقة ومخاطرها شديدة ” سألوه من أجلها“ .. هنا يظهر يسوع الطبيب الحقيقي .. معلمنا لوقا كان منبهر بيسوع فقال أنه بعد شفاء حماة سمعان ” جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه “ .. أي ليس له تخصص الحمى فقط بل كل الأمراض لأنه طبيب حقيقي لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا .. نحن مطروحين بخطايانا وعجزِنا .. هو موجود وأنا أيضاً موجود لكني لا أشعر به فأحتاج من يسأل عني أمامه .. من الذي يسأل من أجلي ؟ القديسين أحباء يسوع .. لذلك أنا محتاج أن أتودد لهم ليسألوا من أجلي ربنا يسوع عمل معجزات كثيرة عن طريق تدخل بعض الناس مثل مريم ومرثا أخوات لعازر .. الأربعة الذين قدموا المفلوج ليسوع .. أحياناً لا أستطيع أن أدخل ليسوع بطريقة مباشرة فأحتاج لآخر يسأل من أجلي فأقول يا إله مارجرجس .. يا إله أبو سيفين .. محتاج من يسأل من أجلي .. هذا عمل القديسين في السماء وأكثرهم أُمنا العذراء دائماً واقفة أمام ربنا يسوع تسأل عنا .. تسأل عن مرض الإنسان .. تشفع عنا .. هل هو لا يعرف أن حماة سمعان مريضة ؟ بالطبع كان يعرف .. لكن .. هل محتاج أن يسألوا من أجلها ؟ هناك حالات قد تكون هي الأقرب له فيصنع المعجزة بطريقة مباشرة وهناك حالات يكون هناك وسيط بينها وبينه أقرب له ” وقف فوقها وانتهر الحمى “ .. لأن له سلطان على الحياة والموت والمرض .. ما مدى تأثيره ؟ نحن في الكنيسة لابد أن نسأل من أجل بعضنا البعض ونرفع طِلبة من أجل بعضنا ونرى عمل الله في بعضنا وشفاءهُ لنا .. له سلطان .. ما الفرق بين شفاء ربنا يسوع وشفاء طبيب ؟ الطبيب يشخَّص المرض ويعطي العلاج الذي يعطي النتيجة بالتدريج وبعد إتمام الشفاء نشكر الطبيب .. أما ربنا يسوع فيشفي بكلمة لأن له قدرة الشفاء وهو ينبوع الحياة ولا يحتاج لإعطاء علاج للمريض .. هذا هو الطبيب الحقيقي الطبيب يتعامل مع مرض .. الطبيب شخص والمريض أيضاً شخص .. الطبيب يعطي علاج مُعيَّن وقد يتعاطف مع المريض ويسأل سلامته .. هذا أقصى ما يفعله الطبيب .. لكن ربنا يسوع لا يتحنن على المريض فقط بل له مسئولية أعلى وهي أنه يشفي المرض ويطرح المرض على نفسه .. يأخذ هو المرض ويعطي الشفاء .. هل رأينا طبيب يأخذ الحمى ويعطي الشفاء أو يأخذ روح شرير ويعطي شفاء ؟ ربنا يسوع فعل ذلك حتى أنه قيل في بعض معجزاته أنه كان يئن ” أنَّ يسوع “ .. ” أنَّ “ أي صاح .. هذا الأنين ليس إشفاق بل حَمْل مرض لذلك قال إشعياء النبي ” أوجاعنا تحمَّلها“ ( إش 53 : 4 ) عند قبر لعازر بكى لأنه قَبَلَ الموت في نفسه وأعطاه حياة .. أي ليس مجرد قيامة فقط بل قَبَلَ الضعف في نفسه .. هل رأينا طبيب يفعل ذلك ؟ ربنا يسوع .. كيف يتحمل كل هذا ؟ لأنه مثل الشمس التي تدخل وسط الميكروبات وتتخللها لكن لا تقوى عليها الميكروبات .. هذا هو يسوع يدخل للعدو ويجاهد لكن لا يقوى عليه العدو ويقول له هذا الرجل مظلوم أُخرج منه وحاربني أنا .. لذلك قالت له الشياطين ” ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتُهلِكنا“ ( مر 1 : 24 ) تخيل أن كل خطية فينا هو يحملها ليس معنوياً بل يحملها بالفعل .. كل ضعف وتعدي ونجاسة هو يحملها .. لذلك الفرق بين الطبيب ويسوع أن الطبيب قد يتفاعل مع المريض ثم يعود لبيته يأكل وينام و بينما ربنا يسوع يحمل أوجاعنا ويتراءى بها أمام الآب لأن أمراضنا سبب حزن له أحياناً عندما نرى شخص محبوب لنا مريض نقول ليتنا نكون نحن المرضى وأنت بصحة جيدة .. هكذا ربنا يسوع يقول مرضك أحمله أنا بدلاً عنك .. كم هو مُحتمِل ؟! ونحن نضع عليه ” الرب وَضَعَ عليهِ إثم جميعنا“ ( إش 53 : 6 ) .. ” أما الرب فسُرَّ بأن يسحقهُ بالحزن “ ( إش 53 : 10) .. ” أوجاعنا تحمَّلها تأديب سلامنا عليه “ ( إش 53 : 4 – 5 ) .. أوجاعنا السابقة والآتية يحملها لذلك قال ” أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له “ ( من ثاؤطوكية الجمعة ) .. ولنسأل أنفسنا ما هو فينا جيد لكي يأخذه ؟لا شئ .. هل يوجد شخص يبدِّل الجيد بالردئ ؟ أنا كلي ضعف وبشرية وتراب .. هو يأخذه في نفسه ويحمل ضعفنا ويُعطينا مجد وشفاء وعافية .. لا يوجد مرض يقف أمامه ولا مرض يستنكف منه يسوع ” أنك لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيه “ ( من صلاة قبل التناول ) .. أي مرض تجزع منه الناس هو لا يجزع منه نقرأ معجزات البرص التي صنعها يسوع نجد أن بعضهم لمسهم يسوع رغم أنه لو لمس أحد أبرص ينتقل له المرض منه لكن يسوع يقول أنا آتي وألمسك وأشفيك لن أجزع منك .. في التناول قل له أنا أبرص أتيت إليك وأنت لم تستنكف من أن تدخل بيت الأبرص .. طبيب لا يتعالى على المريض ويقبل أن يحمل المرض في جسده ولا يعجز عن مرض ولا يقول هذا ليس تخصصي .. لو ذهبت لطبيب متخصص في مرض مُعيَّن وتعرضت لأعراض أخرى يحوِّلك لطبيب آخر له تخصص الأعراض الجديدة .. لكن يسوع لا يعجز أمامه مرض .. نحن لنا أمراض كثيرة .. منا من هو مريض بالذات .. ومنا من هو مريض بمحبة العالم .. ومنا من هو مريض بالشهوات الرديئة و...... والذي لا يُميز الخير من الشر والأبرص هو مرض لمس الأعماق كل واحد منا مُصاب بمرض وأنواع أمراض كثيرة كانوا يقدمونهم إليه .. لم يقل لمريض ليس لك شفاء عندي .. لا .. مادمنا قبلنا أن نطرح أمامه أمراضنا ونقول له قف علينا وازجر الحمى في الحال تتركنا الحمى ” وفي الحال قامت وصارت تخدمهم “ .. من مرض ونوم ورُقاد إلى قيام وخدمة .. لمسة يسوع تغيَّر القلب والفكر والسلوك .. نقول لحماة سمعان ليتكِ تستريحي قليلاً بعد مرضِك .. تقول لا .. لمسِته تعطي عافية .. أشتاق لخدمتكم أكثر .. كل من حضر شرف ضيافة يسوع خدمتهم حماة سمعان وصارت هي في حد ذاتها آية .. يا لقدرتك يا إلهي .. مادمت ذو قدرة كيف أظل أنا بمرضي وأنا أرى الآية .. لابد أن نشعر بعمل يسوع فينا ونقوم نخدم خدمة حب .. حماة سمعان صارت تحمل قوة يسوع جيد إنه استخدم الذين شفاهم ليشهدوا له .. ليس للإعجاب بل ليؤمن به الكل .. الإعجاب يقف عند حد مُعيَّن لكن الإيمان أعمق .. ربنا يسوع كان يهتم بالإيمان .. هل رأيت الآيات ؟ آمنوا .. هل رأيت حماة سمعان ؟ هل رأيت إقامة لعازر ؟ ... آمن .. هل رأيت المولود أعمى ؟ آمن .. ليكن لك الإيمان أن تقول له ربي وإلهي .. أقوم الآن وأخدمك الذي يسمع عن عمل الله ويختبره تظهر عليه علامات الشفاء وأنه تحرك وصار يحيا في فرح وقلبه يطفر فرحاً ويفرح بإخوته ولديه استعداد للخضوع لهم وخدمتهم ويتخلص من العُزلة والأنانية وسقطة المرض التي أقعدته وقفتك أمام يسوع تجعلك تشعر بوجوده وشفاءك .. أنت محتاج أن تُقيم صداقة مع هذا الطبيب .. قد يحتار أطباء كثيرون في مرضي لكني واثق أنك بكلمة منك قادر أن تمنحني الشفاء ربنا يعطينا شفاء من أمراضنا .. أمراض نفوسنا وأرواحنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

من هو الروح القدس

الكنيسة في فترة العشرة أيام التي ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس أي من اليوم الأربعين إلى اليوم الخمسين من فترة الخماسين المقدسة ليس لديها حديث سوى الروح القدس وكيف نستقبله ونهيأ له ونعرفه وهذا أمر يشغل الكنيسة جداً في هذه الفترة .. لذلك أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي ( لو 24 : 49) كثيراً ما تكون علاقتنا بالروح القدس ضعيفة ولا نعرف كيف نتكلم عنه ونشعر أنه بعيد عنا أو أنه خيال ولا نستطيع أن نتصوره .. لذلك نحاول أن نفهم الروح القدس .. كيف نؤمن بثلاثة أقانيم ولا نعرف الأقنوم الثالث منه ؟ ولا نعرف طبيعة علاقتنا به كما نعرف طبيعة علاقتنا بالآب والإبن لو توددنا للروح القدس نضمن ثلث الأمر ونجد أن هذا مهم حتى أن الآب والإبن مفاعيلهما نأخذها بالروح القدس أي له الكفة الكبيرة لعمل الله داخل النفس .. إن قلنا أن الآب والإبن يريدان أن يعملا فينا فإنهما يُمكِّنا الروح القدس وهو يعمل بمفاعيل الآب والإبن .. كل ما يريد أن يفعله الآب يفعله بالإبن عن طريق الروح القدس .. أقنوم الروح القدس أقنوم روح عقل ناطق متكلم ﴿ الناطق في الأنبياء ﴾ .. إذاً ممكن فهمه وتكون بيني وبينه دالة .. أفعال الروح القدس في الكتاب تكشف لنا عمله .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل