العظات

بيوت طهارة

يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول : [ مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ0 وَ لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعَرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ0 بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفَِيَّ فِي الْعَدِيَمةِ الْفَسَادِ زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِى هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ0فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيماً النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أيْضاً الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ يُزَيِّنَّ أنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْراهِيم دَاعِيَةً إِيَّاهُ سَيِّدَهَا0الَّتِي صِرْتُنَّ أوْلاَدَهَا صَانِعَاتٍ خَيْراً وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفاً الْبَتَّةَ ] ( 1 بط 3 : 2 – 6 ) ، لاَ تُحِبُّوا العالمْ وَ لاَ الأشياء الَّتِي فِي العالمِ لأِنَّ العالمْ يمضِي وَشهوته أمَّا الّذِي يصنع مشيئة اللهِ فَهَذَا يثبُت إِلَى الأبد أنا عرفت إِنْ الموضُوع بِتاعكُمْ عَنْ بيوت صلاة 00بيوت طهارة00بيوت بركة ، وَالموضُوع بِتاعنا إِحنا عَنْ " بيوت طهارة " ، الطهارة هى كلِمة شاملة ، تشمل النَفْسَ وَالجسد وَالرُّوح ، وَتشمل حواس الإِنسان وَتشمل جمِيع سلوكيات الإِنسان الطهارة كلِمة واسِعة المعنى ، فَمُمكِن أنْ يكُون الإِنسان طاهِر الفِكر ، طاهِر النظر وَطاهِر السلُوك وَطاهِر المظهر ، إِنّ منزِلنا الَّذِي أنا عضو فِيه لازِم يكُون بيت طهارة هذا الجُزء مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول مُمكِن أنْ نُطلِق عليه إِنّه جُزء ذهبِى وَنبروِزه وَيُكتب بِأحرُف عرِيضة بِخط جمِيل وَنضعه كقانُون أمامنا وَنسِير بِه فِى حياتنا ، فإِنّهُ يقُول أنّ زِينتنا لاَ تكُون مِنْ الزِينة الخارِجيَّة ، فيقُول [ 000مِنْ ضَفْرِ الشَّعَرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ000] فَإِنّ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول هذا الكلام فِى أيَّامه ( فِى عصره ) وَينطبِق علينا أيضاً لأِنّ الجوهر واحِد ، لأِنّ جوهر الطبِيعة الإِنسانيَّة البشريَّة واحدة ، فكما أنّنا نُحِب الذّهب فَأيضاً فِى عصر بُطرُس الرسُول كانت النَّاس تُحِب الّذهب ، وَكما أنّ البنات تُحِب أنْ تسرّح شعرها بِتسرِيحات مُختلِفة فكانت أيضاً فِى عصره كذلِك وَمِنْ الواضِح أنّ فِى هذا الزمن أنّ ضفر الشعر كان مِنْ الموضة ، أمّا الآن فَإِنّ الفتاة الَّتِي تضّفر شعرها هى فِى مُنتهى الوقار ، وَكان مِنْ الواضِح أنّ بُطرُس الرسُول كان لاَ يُحِب أنّ البنات لاَ تُقلِّد النَّاس ، وَإِذا سألنا مُعلّمِنا بُطرُس ما الّذى تنصحنا بِه ؟ فيقُول أنّهُ يُرِيد شيء مُهِم جِدّاً وَهُوَ أشمل وَأهم بِكثيِر ، فَإِنّهُ يقُول ليس المُهِم اللِبس الخارِجِى وَلِبس الذّهب فَهذِهِ مواضِيع لَمْ تشغلنِى ، فَإِنّنا نقُول لهُ ما الّذِي يشغلك يا مُعلّمِنا بُطرُس ؟ فيقُول [ 000بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الفْسَادِ زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثيِرُ الثَّمَنِ000] لِذلِك إِنسان القلب الخفِى وَزِينة الرُّوح الودِيع الهادىء هذِهِ أمور يجِب أنْ نتفِق عليها بِنعمِة ربِنا ، هُناك حقائِق يجِب أنْ نعرفها وَنضع بِأيدِينا عليها يجِب أنّ كُلّ بِنت تعرف أنّ ما يُميِّز الفتاة المسيحيَّة عِفتها وَطهارتها وَقداستها الداخِليَّة وَعِفّة مظهرها ، هذا أجمل ما يُميِّزها ، وَهذا الكلام مُنبثِق مِنْ زِينة الرُّوح الودِيع الهادىء ، الرُّوح الداخِلِى ربّ المجد يسُوعَ عِندما تجسّد فَهُوَ غيَّر وِجهة نظرنا نحو الجسد ، فَكان مِنْ المُمكِن يُقال على الجسد أنّهُ دنِس أوْ آله لِلشهوة أوْ وسِيلة تفصِلنا عَنْ ربِنا ، وَلمّا تجسّد ربّ المجد يسُوعَ فَهُوَ بارك الجسد وَقدّسه لأِنّهُ أخد الجسد ، فَالجسد بِتاعنا فِى المسِيح يسُوعَ صار جسد مُقدّس ، يرفع هذا المعنى وَيوّضحه بِصورة أوضح مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتة لِكورنثُوس فيقُول أنّ هذا الجسد أطلق عليه " هِيكل " فَنحنُ إِذا جلسنا أمام الهِيكل فَتكُون بِداخِلنا رهبة بِسبب الهِيكل ، فَإِنّ جسدنا هذا صار هِيكل لله [ هيكله الّذِي هُوَ نحنُ ] ، فَإِنّنا صِرنا هِيكل لله [00أمَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ هِيكلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُِنُ فِيكُمْ0 إِنْ كَانَ أحَدٌ يُفْسِدُ هِيكل اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ00 ]( 1 كو 3 : 16 – 17 ) فَهُناك حقائِق يجِب أنْ نضعها أمام أعيُننا ، وَيجِب أنْ نعرِف أنّ جسدنا هذا مُقدّس جِدّاً ، فَالمسِيح قدّسه وَأخذ نَفْسَ الجسد وَرفعةُ إِلَى مُستوى هِيكل الله ، فَإِنّ معنى " هِيكل " هُوَ مكان لِلعِبادة ، " هِيكل " يعنِى مكان لِتقدِيم الذبائِح ، " هِيكل " يعنِى مكان لأِرضاء الله ،فَيجِب أنْ يكُون جسدنا مُقدّس مِنْ المفرُوض أنْ يكُون جسدكُنّ مكان لِلعِبادة وَيكُون مكان لِتقدِمة الذبائِح وَيكُون مكان لأِرضاء الله وَحِلول الله وَسُكنى الله ياه كُلّ ده فِى جسدِى نعم كُلّ هذا يكُون فِى جسدكُنَّ فَأحياناً هُناك فتيات تنظُر إِلَى جسدها نظرة مُحتقرة ، فَهذا الجسد مُقدّس جِدّاً فِى عين ربِنا ، فَإِنّ الجسد إِذا لَمْ نُسلِّمه إِلَى يد ربِنا وَيكُون هِيكل لِربِنا يكُون غير مُقدّس وَيكُون مُحتقر وَبِهِ الدنس وَكُلّ الأفكار الشرّيرة الَّتِي مِنْ المُمكِن أنْ يتِم التفكِير فِيها ، وَلكِنْ هذا ليس مَعَْ أولاد الله ، فَإِنّ أولاد الله الجسد بِتاعهُمْ المسِيح ساكِن فِيه يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كلِمات عمِيقة جِدّاً [ لأِنَّ كُلَّكُمُ الّذِينَ إِعتمدتُمْ بِالمسِيحِ قَدْ لبِستُمُ المسِيحَ ] ( غل 3 : 27 ) ، فَمَثلاً أنّنا إِذا نظرنا للأب الكاهِن لَنْ نراه مِنْ الداخِل وَلكِنّنا نرى جلبابه الأسود ، فَهكذا كُلّ واحدة فِينا هى إِختفت وَلبست مِين ؟ بقى مِين الّلِى بايِن ؟ المسِيح [ قَدْ لبِستُمُ المسِيحَ ] ، فِعلاً هذا التعبِير قوِى جِدّاً ، فِى رِسالِة كولُوسِي[00 وَحياتكُمُ مُستتِرةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ ] ( كو 3 : 3 ) ، تعنِى أنّنا بِداخِلنا المسِيح ، فَنحنُ قَدْ لبِسنا المسِيح وَإِستترنا فِيه ، أىّ حياتنا مستخبيَّة بِالمسِيح ، هذا يعنِى أنّ المسِيح مغطّينا وَساتِرنا وَالظاهِر فِى حياتنا هُوَ المسِيح ، وَيقُول الكِتاب المُقدّس[ إِذاًَ نسعى كسُفراء عَنْ المسِيحِ ] ( 2 كو 5 : 20 ) ، وَيكُون جسدنا جسد المسِيح وَأعضائنا أعضاء المسِيح ، لِذلِك يقُول فِى الكِتاب[ أفَآخُذُ أعضاء المسِيحِ وَأجعلُها أعضاء زانيةٍ0حاشا ] ( 1 كو 6 : 15 ) وَبعدما ثبّتنا هذِهِ الحقيقة فَإِنّ الآن أصبحت أعيُننا هى عِين المسِيح وَلِساننا وَفِكرنا أصبح مِلك لِلمسِيح ، علشان كِده قال [00 وَأمّا نحنُ فَلَنَا فِكرُ المسِيحِ ] ( 1 كو 2 : 16 ) ،لِذلِك أصبح فِكرنا هُوَ فِكر المسِيح ، فَبِذلِك ليس مِنْ حقِك أنْ تُفكِّرِى فِى فِكرة مِنْ إِرادتك ، فَإِنّ أفكارنا تكُون مُنقادة بِالمسِيح وَمصنُوعة بِه فَإِنّ البِنت المسيحيَّة الَّتِي غطّاها المسِيح لهذِهِ الدرجة جعل عينيها مِثلما يقُول سِفر نشيِد الأنشاد [عيناكِ حمامتانِ ] ( نش 1 : 15 ) ، بِمعنى أعيُن جمِيلة ،أعيُن ودِيعة ، أعيُن فِيها جمال المسِيح ، وَ[ شفتاكِ يَا عرُوسُ تقطُرانِ شَهْداً00]( نش 4 : 11 ) ، لأِنّها شفايِف تُمجِّد وَتُسّبِح الله ، فَإِنّ جمالها هُوَ جماله هُوَ ، جمال المسِيح ، وَأعضائنا أصبحت أعضاء المسِيح ، فَكُلّ ما فِيها أصبح لِلمسِيح وَأجمل شيء المسِيح عمله لِنا إِنّه جعل أنْ لاَ يكُون فِى أنفُسِنا شيء ، ملناش فِى نفسِنا حاجة ، فَإِنّ فِكرِنا فِكره وَأعيُننا عينه وَحياتنا حياته ، فَبِهذِهِ الطرِيقة نكُون إِستترنا فِى المسِيح هذا يُعتبر مُقدِّمة فَإِنّنا نجعل جمالنا جماله ، وَسِحرِنا فِى طهارِتنا ، وَجمال أعيُننا فِى أنّهُما مُتأملتين فِى عظائِم الله ، وَجمال شِفاهنا فِى أنّها شِفاه تُسّبِح وَتُمّجِد الله ،فَإِنّ إِسم قدُّوس تخرُج مِنها بِنغمة لأِنّ هذا هُوَ موضِع شُغلها ، لِذلِك فَإِنّ الإِنسانة الَّتِى تعِيش هذِهِ العِفَّة يكُون عليها مجد وَوقار وَفِيها جاذِبيَّة وَسِحر صدّقونِى يا بنات يمكِن تستغربوا ، أنا لاحِظت حاجة وَإِنتوا أكِيد تلاحظوها معايا ،لَوْ وُجِد فِى مجموعة مثلاً 10 أوْ 15 بِنت حبِين ربِنا قوِى وَعِندهُمْ إِشتياقات يترهبنوا أوْ يتكرّسوا تلاقِى شكلهُمْ بسِيط جِدّاً ميحطوش فِى وشهُمْ حاجة وَلِبسهُمْ بسِيط قوِى وَيعمِلوا شعرهُمْ كِده بِطرِيقة ، يعنِى حاجة سادة يعنِى كِده ، لاحِظت حاجة عجِيبة جِدّاً أكتر بنات الشُبَّان يطلبوهُمْ لِلإِرتباط هُمَّا دول إِشمعنى ؟ يا عم ما خليك فِى التانين الّلِى عايزِين الحكاية تمشِى معاهُمْ ، جاية الحِكاية على دول ، إِشمعنى سايبين النَّاس كُلّها وَجايين على دول !! فِى حِين لمّا تِيجوا على دول بِتعمِل لهُمْ قلق ، لأِنّ البيت عندهُمْ يبتدِى يتكلِّم وَهى البِنت تقلق وَتصَلِّى وَالموضُوع مِش فِى دماغها أبداً ، بَلْ بِالعكس ده الموضُوع بِالنسبة لها يُبقى مُتعِب00ليه00ليه الكلام ده ؟ أصل صدّقونِى السلُوك الوقُور العفِيف الطاهِر لهُ سِحره أكتر مِنْ السلُوك التانِى فِى مرّة سيِّدنا الأنبا مُوسى أُسقُف الشباب قال إِنْ الشاب يحِب أنْ يتعامل مَعَْ البنات وَيتكلِّم مَعَْ كُلّ بِنت لكِنْ عِندما يُرِيد هذا الشاب الإِرتباط فَإِنّه يبحث عَنْ فتاة وَيرتبِط بِها تكُون فِى مُستوى طهارِة أُمِنا العذراء مريم ، فَلاَ ينظُر إِلَى أىّ فتاة سبق التعامُل معها فَإِنّهُ مِنْ المُمكِن أنْ يشعُر بِعدم الإِطمِئنان لِهؤلاء البنات ، فَلاَ يطمِئن لهُمْ على بيته وَأولاده ،فَإِنّهُ يبحث عَنْ فتاة طاهِرة فَإِنّ العِفّة الداخِليَّة وَالجمال وَالطهارة الداخِليَّة لها جمالها وَجاذِبيتها ، فَإِنّ مِثل هؤلاء الفتيات يكُون لِبسهُمْ بسِيط جِدّاً وَمكسِى إِلَى الأرض وَلمّا تمشِى تكُون عاملة زى العسكرِى وَتُخرُج زى الغفِير ، فَهؤلاء أجمل نوعيَّة يكُون فِيها مجد وَيكُون فِيها قوّة مِنْ الداخِل ،وَقال مُعلّمنِا داوُد النبِى فِى المزمور [ أنّ كُلّ مجد إِبنة الملِك مِنْ الداخِل ] ( مز 44 مِنْ مزامير صلاة الساعة الثالثة ) فَلاَ يكُون الجمال هُوَ الجمال الخارِجِى ليس بِالضفائِر وَ لاَ بِالذّهب وَ لاَ بِالثياب مِثلما ذكر مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [ 00بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ 00زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثيِرُ الثَّمَنِ 00] ، فَهُناك ثلاث نِقاط نِقدر نقُول عليهُمْ هُمّا دول السِلسِلة بِتاعِتنا الّلِى نمشِى بِهُمْ عشان نمشِى فِى الموضُوع ده000لكِنْ إِزاى 00ما هى أهم حاجة فِى الحياة الرُّوحيَّة HOW ؟ 1/ الإِقتناع 2/ الجِهاد 3/ السلُوك 1- الإِقتناع :- فَلاَ يُقدِم أىّ شخص على فِعل حاجة إِلاّ لمّا تكُونِى مُقتنِعة بِها ، أسألِك إِنتِ مُقتنِعة بِالتعلِم وَ إِلاّ بِعدم التعلِيم ؟ تقولِى بِالتعلِيم ، أقولِك خلاص بدل مُقتنِعة بِالتعلِيم يُبقى لازِم تذاكرِى ، أكِيد تحّسِى إِنْ مُستقبلِك أفضل وَحياتِك أجمل مِنْ التعلِيم مِنْ بِدوُن التعلِيم ، فَقناعتك بِالتعلِيم يخلِيكِ تذاكرِى ، تستحمِلِى مادة مِش لطِيفة قوِى فَإِنّ الإِقتناع أمر مُهِم جِدّاً ، فَإِنّ الإِقتناع بِالطهارة وَالسلُوك الطاهِر وَبِالعِفَّة الداخِليَّة وَعِفَّة الرُّوح وَإِلاّ لأ ما دى نُقطة مُهِمّة قوِى ؟ أحياناً توجد فتيات مِنْ المُمكِن أنّها لاَ تقتنِع بِهذا الفِكر ، فَإِنّ أفكارهُمْ غير مُشبّعة بِهذِهِ الفِكرة ، بَلْ بِالعكس مِنْ المُمكِنْ أنْ تكُون مُقتنِعة بِأمور أُخرى هُناك فتيات لِتُقنِعُها بِقيمة الجسد فَمِنهُمْ لاَ يهتم ، وَإِذا تكلّمت معها على اللبس فتقُول" أنا حُرّة00فِيها إيه " ، وَإِذا إِرتدت الفتيات لِبس خارِج وَإِذا تكلّمت معها فَتقُول إِنْ النَّاس هُمّا الّلِى بيبُصّوا بصَّة مِش كويسة لىّ ، ده الجو حر أنا فاكِر مرَّة أبونا مُرقُص قالِى على حاجة مِش قادِر أنساها لِغاية دلوقتِى ، يقولِى مرَّة كانِت بِنت داخله الكنِيسة مِش مِنكُمْ يعنِى ، هى كانِت مِنْ المصايِف وَداخله المُرقسيَّة ، قالها – أبونا مُرقُص جبره – " مِش كِده الّلِى إِنتِ لبساه " ، قالت له يا أبونا إيه الفرق بين هِنا وَبين هِنا ؟ ليه مزنّقيِن الموضُوع قوِى ؟ هى مِش مُقتنِعة إِنّها بِتعمِل حاجة غلط ، دى الموضُوع عاوِز نبتدِى معاها منين ؟ مِن أوِله وَلكِنْ هُناك فتيات كثيِرات مُقتنِعات بِعِفَّة وَطهارِة الجسد وَمُقتنِعة بِأنّ هيكلها لابُد أنْ يُستر ، فَإِنّ مذبح الهِيكل يكُون عليه مفرش وَمفرش آخر وَيكُون أيضاً عليه مشمّع وَيُغطّى بِمفرش آخر ، فَإِنّ يجِب أنّ البهاء وَالجمال يُغطّى ، وَيُذكر بِسِفر إِشعياء[ 00عَلَى كُلِّ مجدٍ غِطاءً ] ( أش 4 : 5 ) ، أىّ الشيء الغالِى يجِب أنْ يُغطّى أمّا الشيء الرخِيص فمكانها هُوَ الشارِع فَمثلاً لاَ يوجد شخص جواهرجِى يبيِع الذّهب وَهُوَ يضع الّذهب الّذى لهُ فِى عربيَّة يد وَيسيِر بِها بِالشارِع وَيبيِع الذّهب ، وَلكِنْ مُمكِنْ أنْ يكُون شخص يبيِع الطماطِم بِعربيَّة يد وَيسيِر بِها بِالشارِع ، حتَّى لَوْ واحِد أخد ثمرة مفيِش مُشكِلة ، وَلكِن الذّهب يُوضع فِى فاترِينة وَالنَّاس تنظُر لهُ بِعينيها وَ لاَ تمسِكه بِأيدها إِلاّ الّلِى عاوِز يشترِى ، فَكذلِك الفتاة [ عَلَى كُلِّ مجدٍ غِطاءً ] لابُد أنْ يكُون لِلفتاة قناعة كاملة بِعِفَّة جسدها وَعِفَّة سلوكها ، وَعِندها قناعة بِقداسِة الفِكر وَتُجاهِد فِى ذلِك ، وَتُحاوِل أنّها تُعطِى فِكرة لِحياتها بِهذا الأسلُوب ،فَإِنّ هذا هُوَ الإِنسان المُقتنِع بِأنْ يهتم بِأنْ إِزاى فِى حياته يكُون فِيها مجد فَهُناك فِكرة مُهِمّة جِدّاً يجِب أنّ كُلّ فتاة تقتنِع بِها ، كُلّ ما كان الداخِل جمِيل " حلو " كُلّ ما كان الخارِج جمِيل " حلو " ، وَكُلّ ما كان الإِهتمام بِالداخِل أكتر فَالإِهتمام بِالخارِج سيقِل وَالعكس ، كُلّ ما كان الداخِل فاضِى كُلّ ما كان هُناك زِينة بِالخارِج زى واحِد عاوِز يبيِع عربيته وَالموتُور بِتاعها مِش سلِيم ، يقوم يعمِل إيه ؟ يدهِن العربيَّة مِنْ برّه وَيزيّنها عشان تِلمع كِده وَالنَّاس تتغر فِيها ، لكِنْ الشخص الّلِى يبيِع عربيَّة كويسة وَموتورها سلِيم حتَّى لَوْ كانِت مِنْ برَّه فِيها شويِّة خدُوش يقولّك دى حاجات كِده يعنِى وَأهى العربيَّة عندك وَشوفها الّلِى عارِف إيه جوه عنده وَعارِف إِنْ جوه الّلِى عنده ده حاجة غالية يُبقى برَّه بِالنسبة له أمر ثانوِى ، لِذلِك الآباء القديسين يكُون إِهتمامهُمْ بِالمظهر الخارِجِى يكاد يكُون معدوم ، فَإِنّ المجد مِنْ الداخِل ، فَإِنّ الأنبا بولا كان يرتدِى ثوب لِيف ، وَالقدِيس أبا نوفر السائِح كان مُغطى بِشعر رأسه وَذقنه ، وَالقدِيس يُوحنا المعمدان كان يرتدِى وبر الإِبِل فَإِنّنا إِذا أعطينا بِرأيِنا فِى هذا الملبس فَإِنّهُ يكسِف جِدّاً ، أمّا هؤلاء فَلاَ يشغِلهُمْ هذا الموضُوع خالِص لأِنّهُمْ يهتمون بِالداخِل ، وَالداخِل غانيه وَمفرّحه ، فَطالما أنّ الداخِل غنينِى وَمفرّحنِى ، برّه الموضُوع بِالنسبة لىّ000مِش موضُوع بِالنسبة لىّ موضِع صِراع وَ لاّ كثيِرة الطلبات وَ لاّ عمّال أهتم بِالزِينة الخارِجيَّة ، لاَ الزِينة الخارِجيَّة أنا بِالنسبة لىّ أمر أنا مِش مشغولة بِه لِلدرجة لأِنْ أنا مُهتمّة جِدّاً بِالجمال الداخِلِى ، جمال النَفْسَ مِنْ الداخِل فَإِنّ الإِقتناع بِالسلُوك العفِيف وَالإِقتناع بِالكلِمة النقيَّة وَالإِقتناع بِالإِبتِعاد عَنْ مصادِر العثرات وَالإِقتناع بِالإِبتِعاد عَنْ الأحادِيث البطّالة ، يجِب أنْ يكُون هُناك إِقتناع بِكِده ،القناعة تُعطِى إِنْ إِحنا ننّفِذ الأمور دى بِشىء مِنْ السهولة ، ما يُبقاش عندِى صِراع ، مقباش مُمزّقة مِنْ جوايا ، مقباش بعمِل الحاجات دى وَأبقى أنا شويَّة هِنا وَشويَّة هِنا ، يقولوا لِى أعمِل فِى نَفْسِى حاجة وَأنا مِش عايزه أعمِل لكِنْ عمَّاله إيه 00عمَّاله أتشد شويَّة كِده وَشويَّة كِده ، لكِنْ المُقتنِعة دى مُقتنِعة وَمِنْ المُمكِن أنّ الفتاة إِذا رأت صدِيقة أوْ زمِيلة لها صبغِت شعرها بِاللون البنفسجِى مثلاً فتقوم هى كمان بِصبغ شعرها ، وَلكِنْ بِالنسبة لِفتيات أُخريات هذا الموضُوع يكُون ملغِى بِالنسبة لهُمْ وَ لاَ يفكّروا فِيه وَ لاَ يهِمهُمْ وَ لاَ يحطوه فِى بالهُمْ وَ لاَ يسبِّب لهُمْ صِراع داخِلِى فِى نَفْسهُمْ ، بَلْ يكُون خارِج دائِرة إِهتمامهُمْ لأِنّهُمْ مُقتنعِين بِذلِك وَبِدوُن إِلحاح وَبِقناعة داخِليَّة 0 2- الجِهاد :- القناعة يجِب أنْ تأتِى بِالجِهاد ، فَلاَ يكفِى أنْ أكُون مُقتنِع بِفِكره بس أعمِل عكسها ،بَلْ يجِب الجِهاد ، فَلاَ يكفِى الإِقتناع بِمفرده فَإِنّ الكِتاب المُقدّس يركِّز على أنّ الإِيمان يكُون بِالأعمال[00 الإِيمانَ بِدوُنِ أعمالٍ ميِّتٌ ] ( يع 2 : 20 ) ، فَإِنّ أىّ فتاة مُقتنِعة بِالطهارة وَمُقتنِعة بِالسلُوك العفِيف مِثل القدِيسة دميانة وَالقدِيسة بربتوا وَالقدِيسة يوستِينة وَالقدِيسة فيرونِيكا ، فَإِنّ القراية عَنْ القدِيسات يخلِّى العقل يتشبّع بِها ، وَيتِم الإِقتناع وَيِجِى بعدها الفِعل ،فَلاَ يجِب أنْ نظِل ثابِتين عِند مرحلِة الأقتناع ، فَهُناك أشخاص يكونُوا مُشبّعِين بِأفكار كثيِرة وَلكِنْ العمل يكُون قلِيل يعنِى ما مِنْ حاجة بِنقولها وَتكُون جدِيدة ، غالِباً بِتكُون مسموعة قبل كِده بس بِطرِيقة تانية ، أنا واثِق الكلام الّلِى بقوله ده كمعلومات معرُوف ، طيِّب إيه يابونا ؟ بفكركوا بِه ، يقولكُمْ حوّلوه إِلَى فِعل إِلَى حياة إِلَى سلُوك ، وَعشان تحوليه لِسلُوك هِنا حا تصطدمِى بِحاجات جواكِى ، وَحا تصطدمِى بِحاجات برّاكِى ، فَالمفرُوض إِنْ الحاجات الّلِى تصطدمِى بِها جواكِى وَبرّاكِى القناعة بِتاعتِك وَالتشبُّع بِتاعِك يغلِبها وَثِقِى أنّ كُلّ وصيَّة خلفها نِعمة مخفيَّة لِفعلها ، فَعِندما تبتدِى فِى الفِعل فَإِنّ النِعمة تنتقِل إِلَى الأمام ، فَإِنّ النِعمة لاَ تأتِى مِنْ الأمام حتَّى تتأكّد مِنْ خالِص النيَّة فِى فِعل هذِهِ الأمور ، فَالَّذِى يُرِيد أنْ يعِيش فِى طهارة أوْ محبَّة فِى نِعمة خاصَّة لِلمحبَّة ورا مِنّه ، يبتدِى هُوَ يقدِّم محبَّة تروح النِعمة طالعة له وَتديله طاقات فوق طاقته ، فَإِنْ كان أقصى شيء عندِنا أنْ نُحِب الَّذِين يُحِبُّونا فيبتدِى بقى يخطِّينِى وَيقول تُحِب عدّوك وَتُحسِن لِلَّذِى يُبغضك وَتُبارِك الَّذِى يلعنك ، فَإِنّ كلِمة " حِب " أقل مِنْ " إِحسِن " وَأقل مِنْ " بارِك " ، فَهُناك ثلاثة تدرُّجات :- أ/ حِب ب/ إِحسِن ج/ بارِك فِى حِين إِنْ الّلِى قصادهُمْ فِيهُمْ تصاعُد برضه ، فَإِنّ الأوَّل عدوِّى وَالثانِى مُبغضِى وَالثالِث لاعنِى ، فَإِنّ هُناك تدرُّج فِى العدائيَّة ، هُناك أيضاً تدرُّج فِى المحبَّة ، فَعدوِّى أحِبّه وَمُبغضِى أحسِن له وَلاعِنِى أباركه فَإِنّ أىّ شخص لاَ يقدِر على هذا الكلام وَلكِنْ هُناك نِعمة تكُون خلفِنا إِبتدِى إِنت إِنوِى ، إِبتدِى كِده ثبِّت وجهك ، إِبتدِى قول أنا حا أجاهِد ، ها أحاوِل تلاقِى بقى إيه0تبتدِى إِنتِ القناعة الّلِى أخدتِيها بِأفكارِك عَنْ الطهارة حولِّيها فِى داخِلِك إِلَى فِعل ، وَده يبتدِى عايِز إيه ؟ عايِز جِهاد وَلنا وعد فِى الكِتاب المُقدّس[ وَكُلُّ مَنَ يُجاهِدُ يضُبط نَفْسَهُ فِي كُلِّ شيءٍ000 ] ( 1 كو 9 : 25 ) فِى قول جمِيل لِلقدِيس الأنبا دانيال يقول[ أنّ كُلّ مَنَ يُجاهِد مِنْ أجل العِفَّة يجِد دالَّة عظِيمة عِند ربِنا ] ، " كُلّ مَنَ يُجاهِد " يعنِى بجاهِد ما أنا مِش قادِر ، أكِيد الكلام ده صعب على طبعِى ، ما أنا فِى الجسد وَالجسد ضعِيف ، بس المسِيح قدّسه ، فَأنا لُوْ قدرت أعمِل حاجة أنا مِش بعمِلها بىَّ أنا أعمِلها بِالمسِيح الّلِى جوايا [ كُلّ مَنَ يُجاهِد يضبِط نَفْسَه فِي كُلّ شيء ]00[ كُلّ مَنَ يُجاهِد مِنْ أجل العِفَّة يجِد دالَّة عِند الله ] ، فَيجِب الجِهاد ، يجِب الجِهاد لِحِفظ السمع ، مثلاً سماع الأغانِى فَلاَ يجِب أنّ كُلّ شرِيط أغانِى جدِيد نهتم بِسماعة ، فَيجِب أنْ تبتدِى بِتقدِيس سمعِك بِسماع عِظات وَحِفظ التسبِحة وَسماع الترانِيم وَتقدِيس الأُذُن فَعِند تقدِيس الأُذُن تتقدّس المشاعِر ، فَإِنّ البعض مِش بِيهتموا وَيقولوا طيِّب إيه الّلِى بِيحصل عِند سماع الأغانِى ، هُمّا ما يعرفوش ما مدى سماع الأغانِى ، لأِنّها تسّبِب فِى تلُّوث المشاعِر وَتجعل الإِنسان أنْ يكُون بِمشاعرة جُزء بعِيد عَنْ ربِنا ، فَإِنّها تلّوث المشاعِر وَتلّوث الأفكار ، بِلاَ شك يحدُث درجة مِنْ التلّوث ، وَثبت أيضاً أنّ الأغانِى تُسّبِب إِثارِة الحواس بِسبب إِقاعها وَكلامها ، فَنحنُ بشر فَالإِنسان وِحدة واحدة كُلّ حاجة فىَّ على بعضها ،ما تفصلِيش ودانِك عَنْ عينيكِ عَنْ إِرادتِك عَنْ فِعلِك ، كُلّها كيان واحِد فَلاَ تكُونِى إِنسانة مُحِبَّة لِلطهارة وَتضعِى فِى غُرفِة نومِك صور لِلمُمثلِين وَالمُغنيين مثلاً ، فَيجِب أنْ تكُونوا كما قال الكِتاب المُقدّس [ قدِيسات متوكِلات على الله ] ، فَيجِب أنّ كُلّ فتاة تضع فِى غُرفتِها صورة أُمِنا العذراء وَالقدِيسة دميانة حتَّى يحدُث لِكُلّ فتاة نوع مِنْ أنواع التشبُّع وَالقناعة الكافية وَلُون مِنْ ألوان المُساعدة على الجِهاد وَالتشجِيع ،لأِنّ مِنْ المُمكِن يكُون العالم الخارِجِى يمشِى غلط فَتنضغطِى وَأحياناً ضمِيرِك يحدُث لهُ لُون مِنْ ألوان الصِراع ، فَإِنّ كُلّ فتاة يكُون قُدّامها القدِيسة دميانة تقُول " أنا عايزه أكُون معاكِى " ذات مرّة وضعت فتاة صورتها مَعَْ الأربعِين عذراء فِى صورة القدِيسة دميانة ،فَالَّذِى حدث هُنا أنّ هذِهِ الفتاة عندها إِحساس أنّها تُرِيد أنْ تكُون فِى مُعسكرهُمْ ،وَأنّها تكُون معهُمْ ، وَ لاَ تُرِيد أنْ تكُون خارِج القدِيسات دول فيقُول الرسُول بولس [ وَلاَ تُشاكِلُوا هذا الدَّهرَ000 ] ( رو 12 : 2 ) أىّ لاَ تكُونوا شكلهُمْ ، وَ لاَ يجِب أنّ كُلّ فتاة تنظُر إِلَى أصحابها وَتنظُر إِلَى المُجتمع ، لاَ تتكلّم عَنْ التلِيفزيون ، فَإِنّ كُلّ فتاة مسيحيَّة هى عِبارة عَنْ قطعة ذهب وَهى تأتِى بِقطعة صفِيح وَتقُول لِماذا أنا لاَ أُشبِهُها ، ياماما إِنتِ طبع تانِى ، فَيقُول الرسُول بولس [00 قارِنينَ الرُّوحيَّاتِ بِالرُّوحيَّاتِ ] ( 1 كو 2 : 13 ) فَعِندما تُرِيدِى أنْ تقارنِى شيء يجِب أنْ تقارنِيها بِنظِيرتها ، فَمِنَ الصعب أنْ تقارنِى سائِل بِصلب ، فَإِنّهُ حاجة غير حاجة ، مِين أغلى الكحول أم الذّهب ؟ فَهذِهِ مُقارنة غير عاديَّة أبداً ، فَإِذا أردتِى أنْ تقارنِى الكحول فَتقارنيه بِالسوائِل أمّا الذّهب فَقارنيه بِالمواد الصلبة ،كذلِك مِنْ الصعب أنْ تقارنِى نَفْسَكَ بِأهل العالم ، وَإِنْ كُنّا عايشين معاهُمْ وَتحت نيرهُمْ وَفِى ضغوطهُمْ ، فَهذا يتطلّب مِنّا جِهاد أكثر مِن الجمِيل جِدّاً أنْ يتِم مُراجعة النَفْسَ يومياً ، وَجمِيل جِدّاً أنْ يتِم تجدِيد الدعوة إِلَى ربِنا وَتجدِيد العزم فِى إِتجاه ربِنا ، وَثبِّت وجهِى ناحية ربِنا ، وَأجدِّد عهد عفّتِى وَطهارتِى وَبتوليتِى قُدّام ربِنا فَعِند قيام الكاهِن بِإِكلِيل فَإِنّه يُلبِس العرِيس وَالعروسة أكالِيل ، فَإِنّ هذِهِ الأكالِيل هى أكالِيل حِفظ البتوليَّة ، فَإِنّ لِبس الأكالِيل لِلفتاة يعنِى أنَّها حفظت بتوليتها إِلَى هذِهِ الساعة ، وَكذلِك الشاب ، فَإِنّهُمْ يلبِسوا الأكالِيل يعنِى أنّ الكنِيسة تُتّوِج بتوليتهُمْ وَتُبارِكهُمْ وَتعتبِر أنّ هذا الزواج زواج مُقدّس ، إِمتداد لِلبتوليَّة لِذلِك إِذا لاحِظتُمْ فِى الزِيجة التانية ، أىّ الأشخاص الّلِى بِيتجوِزوا لِلمرّة التانية مثلاً لِوفاة أحد الزوجين ، بِيكُون إِكلِيلهُمْ التانِى بِدُون أكالِيل وَيكُون إِكليلهُمْ شويَّة قرايات وَخلاص ، لأِنّ الإِكلِيل هُوَ إِكلِيل حِفظ البتوليَّة ، فَإِنّ الكنِيسة تنظُر لِلفتاة أنَّها أخذت إِكلِيل البتوليَّة فَمَثَلاً القدِيس مارِمينا عِند صعوده لِلسماء أخذ ثلاثة أكالِيل واحِد لِلشهادة وَالثانِى لِلبتوليَّة وَالثالِث لإِنفرادك فِى البرّيَّة ، فَإِنّ كُلّ شيء عند ربِنا له حِساب ،فَتخيَّلِى إِذا كُنتِ بِتجاهدِى فِى العِفَّة وَالطهارة وَالمحبَّة فَيكُون لكِ أكالِيل كثيِرة تُوضع فوق بعضها ، فَإِنّ هذِهِ هى إِرادة ربنا يسُوع [ لأِنَّ هذِهِ هى إِرادةُ اللهِ قداستكُمُ000 ]( 1 تس 4 : 3 ) فَيقُول فِى القُدّاس [ وَصيّرنا أطهاراً بِروحك القدُّوس ] ( مِنْ القُدّاس الباسِيلِى ) ،فَنحنُ نسيِر أطهار بِروح ربِنا ، فِيجِب أنْ نضبِط أنفُسنا فِى كُلّ شيء فَيقُول أحد القدِيسين [ أعطِ دماً لِتأخُذ رُوحاً ] ، أىّ يجِب أنْ نُجاهِد ،فَلاَ يجِب الإِقتناع بِالفِكرة ، فَهُناك يكُون شيء مِنْ الصعوبة فَيجِب الجِهاد ، يقُول الكِتاب المُقدّس عَنْ لوط البَّار [ إِذْ كان البَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ ساكِنٌ بينهُمْ يُعّذِبُ يوماً فيوماً نَفْسَه000 ] ( 2 بط 2 : 8 ) ، لأِنّ كان وسط سدوم وَعمورة شر عظِيم مِنْ حوله وَكان كُلّ يوم يُجاهِد ضِد هذا الشر ، فَكان شر سدوم وَعمورة عظِيم جِدّاً ، لأِنّ مِنْ كثرة الشرور وَربِنا بِكُلّ حنان حرقها مِنْ الشر الَّذِى كان بِها فَكيف ثبت لُوط وَزوجته وَبناته رغم إِنّه كان يُعّذِب نَفْسَه بِالنظر وَالسمع ؟هُوَ كان ماسِك فِى ربِنا ، كان حافِظ جِهاده ، كُلّ يوم يقِف ياخُد شُحنة مِنْ ربِنا عشان كِده الكلام عايِز يكُون معاه صلوات ، عايِز يكُون معاه أفعال جِهاد ،عايِز يكُون معاه تقدِيس فِكر وَإِرادة وَحواس وَسِلُوك ، عايِز يكُون بِإِستمرار إِنسان بِيشبّع نَفْسَه بِأمور مُقدّسه ، تقرِى كتيِر فِى سير قدِيسين تتشبّعِى ، تحفظِى مزامِير ، تحفظِى قِطع أجبية تلاقِى نَفْسِك إِسم الله يصعد على شفتيكِ وَيُقدِّس الشِفاه وَيُقدِّس الفِكر وَالأعضاء فَإِنّ إِسم ربنا يسُوعَ قادِر على عمل الأمور الَّتِي نعجز على فعلِها ، الله هُوَ العامِل فِيكُمْ وَليس أنتُمْ بِأنفُسكُمْ ، فَإِذا دخلتِى فِى الصِراع ده نعمة ربِنا هى الّلِى تخلّيكِى تغلبِى ،إِنحازِى دايماً لِلسلُوك الرُّوحانِى ، إِلَى وصيَّة الإِنجِيل ، إِنحازِى دايماً إِلَى سير القديسين وَالقدِيسات كما وصَّى ربِنا فِى العهد القدِيم [ وَلِتْكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيومَ على قلبِكَ وَأرْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ وَلِتْكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ ] ( تث 6 : 6 – 8 ) ، أىّ نضعها أمام أعيُننا ، فَتخيّلِى إِذا كانت وصيَّة ربِنا أمام أعيُننا ، [وَتَكَلّمْ بِهَا حِينَ تَمْشِي00وَحِينَ تَنَامُ00] ( تث 6 : 7 ) ، فَكيف تتكلّمِى وَأنتِ نائِمة ؟ فَيقُول مُعلّمِنا داوُد النبِى [ 000وَفِي ناموسه يلْهجُ نهاراً وَليلاً00] ( مز 1 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) فَإِنْ كلّمنا ربِنا وَنحنُ نِيام يكُون هُناك حدِيث بيننا وَبين ربِنا [ حِينَ تَنَامُ ] ،فَإِنّ هذا تشبُّع بِربِنا ، فَإِذا تمّ التشبُّع بِربِنا فَيكُون حتَّى وَهى نايمة خيالاتها وَأفكارها مُقدّسة ، هذا الكلام يحتاج إِلَى جِهاد كُلِنا فاكرِين القديسة بوتامينا لمّا حبُّوا ينّزلوها فِى الزيت المغلِى طلبِت مِنهُمْ إِنّهُمْ ينّزلوها بِبُطء عشان هدومها ما تترفعش وَجسمها يبان ، فهى تفكِيرها مِش فِى الزيت المغلِى وَ لاَ فِى الآلام الّلِى مستنياها لكِنْ كُلّ إِهتمامها إِنْ جسمها ما يتعرّاش ، نقُول إيه لِلفتيات الّلِى بِتعرِّى جسمها وَتلبِس ملابِس خلِيعة ؟!! طيِّب نقُول إيه لِلبنت الّلِى قالِت لأبونا مُرقُص تفرِق إيه دى عَنْ دى ، نقولها إيه قُدَّام دى ؟فَنقُول لها أنَّكِ لَمْ تُقدِّسِى هيكلِك وَلَمْ تجاهدِى فِى حياتِك ، فَإِنّ هيكلِك أنتِ مخلياه مغارة لِلصُوص ، فَيجِب نلحق نَفْسِنَا ، نلحق نَفْسِنَا بعدين نكُون سبب عثرة لِلآخرين ،وَيقُول الكِتاب المُقدّس [وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأتِي الْعَثْرَةُ ] ( مت 18 : 7 ) ، يعنِى بِالكاد عاوزِين نخلُص بِأنفُسِنا ، يعنِى معقوله فِى الأخِر نلاقِى ربِنا بِيحاسِبنا مِش على نفسِينا وَكُلّ الخطايا الّلِى ربِنا العالِم بِها أد إيه أد كِده نبُص نلاقيه جايِب لِنا شويَّة أد كِده مِنْ برّه كمان0تانِى00كِفاية الّلِى جوانا حنجِيب تانِى مِنْ حاجات برَّه !القدِيسة بربِتوا لمّا رموها لِلوحُوش مِنْ كُتر ضرب الوحُوش العنِيف لها هدومها إِتقطّعِت فَكان كُلّ همها تستُر جسدها ، هى مِش همِمها الوحُوش وَ لاَ الهرُوب مِنها لكِنْ الّلِى هممها ستر جسدها إِلَى أخِر نَفْسَ فَهُناك سِحر عجِيب وَتقدِيس غير عادِى ، فَهُمْ فِعلاً أوانِى مجد ، أوانِى مُقدّسة ،إِنّهُمْ فِعلاً يستحِقوا أنْ يكُونوا فِى الصفُوف الأولى فِى الملكُوت ، وَفِعلاً يستحِقوا الكرامة ،فَهُمْ فِعلاً يستحِقوا أنْ يُقال لهُمْ الإِكرام لِمَنَ لهُ الإِكرام وَهُناك قِصص كثيِرة عَنْ العِفَّة ، فَالقدِيسة الَّتِي أقلعت عينيها عِندما قال لها الحاكِم أنّ أعيُنها جمِيلة جِدّاً ، فَدخلت إِلَى مخدعها وَأقلعت عينيها وَقدّمتهُمْ إِلَى هذا الحاكِم فِى طبق ،فَإِنّها تفضلّ أنْ تدخُل الملكُوت بِدُون أعيُن وَ لاَ يُعثر أحد فِيها ، فَإِنّها تفضلّ أنْ تعِيش فِى الدُنيا بِظلام وَنُور قلبها يكُون منّور وَليس العكس ، فَإِلَى هذِهِ الدرجة الوصيَّة فعَّالة ؟ أيوه الوصيَّة فعَّالة ، وَأنتِ أيضاً إِذا سلّمتِ نَفسِكَ لِلوصيَّة فَإِنّها تكُون فعَّالة ، القداسة الّلِى ربِنا يسُوعَ المسِيح داعِينا لِها هُوَ الّلِى حا يعمِلها مِش إِحنا ، إِحنا ضُعفا00إِحنا ضُعفا كانت هُناك إِمرأة تأتِى دائِماً لأحد الأباء لِتُسقِطهُ فِى الخطيَّة ، فَكُلّ ما تجيله عشان تكلّمه ما يرضاش ، وَكُلّ ما تفوت عليه تقول لهُ مِش عاوِز تقولِى حاجة ؟ مِش عاوِز تكلّمنِى وَ لاَ ترُد عليَّ ، وَكانت كُلّ مرَّة تقُول نَفْسَ الكلام ، وَأخِيراً رد وَقال لها إِنِّى أُرِيد أنْ أُكلّمِك ،فسألها إِنتِ رايحة السوق ؟ قالِت آه ،قالها لمّا تِيجِى المرَّة الجاية هاتِ لِى معاكِى شويَّة طوب وَشويَّة رملة ،فقالِت لهُ مِنْ عنيا – هى إِفتكرِت إِنْ الحكاية خلاص فتحِت – لكِنْ ليه عاوِز الحاجات دى ؟ قالها عاوِز أسِد الباب الّلِى بِتدخُلِى لىّ مِنّه فَالإِنسان الّلِى مِنْ جوه مُقتنِع بِشيء لازِم يجاهِد عشان يفعل الشيء ده ، مبقاش أنا عارفه الفيلم ده وحِش جِدّاً وَقاعده ، مُجرّد ما تعرفِى الإِسم تعرفِى الّلِى وراه ، زى ما بيقولوا الجواب بايِن مِنْ عنوانه ، مُجرّد ما تعرفِى الإِسم تعرفِى المُحتوى ، وَمَعَْ ذلِكَ قاعده ، يُبقى إِنتِ مِش بتقدمِى جِهاد وَفِى الأخِر تدخُلِى فِى صِراع إِنتِ مِش أده ، طب وَليه ؟ طالما إِقتنعنا المفرُوض إِنّنا نِجاهِد وَلمّا نِجاهِد نلاقِى نِعمة ربِنا بِتسندنا ، فَلاَ يجِب أنْ نجلِس فِى مكان مِش نضِيف وَنشتكِى مِنْ وجُود الذُباب ، فَيجِب أنْ ننضّف هذا المكان الغير نظِيف أكِيد عدو الخير يسبِّب لنا حروب وَلكِنْ فِى فرق بين إِنْ أنا حطّه نَفْسِى فِى وسط مكان كُلّه عثرات وَبجِيب عثرات بِأيديا وَفِى فرق إِنِّى بجاهِد إِنِّى أنا أحفظ نَفْسِى منازِلنا يجِب أنْ تكُون بيوت طهارة ، أىّ تكُون ألفاظنا طاهرة وَنظراتنا نظرات طاهرة وَكلامنا نقِى ، وَيجِب أنْ يكُون منزلنا نشعُر فِيه بِأنّهُ كنِيسة ، وَنُقدِّم لِربِنا فِيه عِبادة وَنشعُر بِوقار ، فَهُناك أشخاص مُخصِّصُون فِى منزلهُمْ مكان لِلصلاة وَعِندما يمروا على هذا المكان لِيدخلوا إِلَى مكان آخر فَإِنّهُمْ يخلعوا أحذيتهُمْ وَالرُهبان مِنْ عادِتهُمْ أنْ يكُون لهُمْ قلاّية – لِكُلّ راهِب قلاّية – وَفِى القلاّية يكُون بِها مكان لِلجلُوس وَبِها مكان أيضاً إِسمه " محبسة " ده مُخصّص لِلصلاة وَالعِبادة وَالقِراءة ،فَعِندما يدخُل الراهِب لِلمحبسة يخلع حِذائه ، وَمهما كان سبب دخُوله إِلَى المحبسة حتَّى لِغير الصلاة فَإِنّهُ يخلع حِذائه وَعِند خروجه يلبِسه مرَّة أُخرى ، فَإِنّهُ يُقدِّس المكان طالما إِسم ربِنا ذُكِر فِى المكان فَتكُون بيوت صلاة وَبيوت طهارة وَبيوت بركة ، فَبيتنا يجِب أنْ يكُون بيت مُقدّس يُذكر فِيهِ إِسم ربِنا 0 3-السلُوك :- إِنّ السلُوك هُوَ مُحصِلة الإِقتناع وَالإِجتهاد ، فَإِنّ الإِقتناع وَالإِجتهاد عمل فِى النَفْسَ فَهُوَ عمل داخِلِى ، أمّا السلُوك فَهُوَ يكُون مَعَْ الآخرين ، فَتكُون كلِماتِك كلِمات مملوءة حِكمة وَوداعة ، وَثِيابِك مملوءة وقار وَحِشمة ، فَتهتمِى بِنَفْسِكَ مِنْ الداخِل أكثر مِنْ الخارِج ،وَيكُون سلوكِك نقِى وَعفِيف أحياناً البِنت تتساءل هل يكُون هذا السلُوك أيضاً فِى منزلِى ؟ فَليس معنى أنّكِ تكُونِى فِى المنزل أنْ تكُونِى بِحُريَّة وَبِلاَ ضوابِط ، بل تكُونِى بِضوابِط بل وَأيضاً فِى الخفاء ،فَإِذا جلستِى مَعَْ نَفْسِكَ فِى حُجرة مُنفرِدة يجِب أنْ تكُونِى إِنسانة وقورة وَعفِيفة ، تقولِى أبونا ده مزودها خالِص يعنِى دلوقتِى لَوْ برَّه وسط إِخواتِى شويَّة يعنِى لَوْ إِنِّى مِش مُقتنِعة قوِى بين إِخواتِى ، إِخواتِك لكِنْ برضه تكونِى لابسة لِبس وقور وَمُحتشِم ، إِخواتِك تكُونِى سبب عثرة لهُمْ ؟! إِخواتِك إِحترامِك لهُمْ يقُول إِنْ إِنتِ تُبقِى لابسة مَثَلاً مِش عارفه إيه ،مهما كان أخوكِ وَ لاّ بابا وَ لاّ الجِيران ، النهاردة البيُوت بقِت جنب بعضها خالِص ،هل يُعقل إِنْ تتاخِد فِكرة عَنْ بِنت ربِنا إِنْ هُمّا ناس مُتسيبين ؟ هل معقُول إِنْ إِحنا نوصّل قناعة لِلنَّاس الّلِى ميعرفوش مين هُوَ المسِيح وَمين القدِيسات وَمين غِنانا إِنْ إِحنا أكتر تسيُّباً !!فَإِنّ أحد الآباء يقُول عَنْ عِفِته مَعَْ نَفْسَه أنّهُ كان يخجل مِنْ ملاكه ، فَإِنّ مِنْ يوم العِماد وَيتِم التغطِيس فِى المعموديَّة فَإِنّ السَّماء تُرسِل لِلَّذِى يتعمّد ملاك حارِس يُرافِق الإِنسان فِى كُلّ أموره فَيجِب الشعُور بِأمرين :- أ/ بِإِستمرار أينما ذهبنا فَإِنّنا نشعُر بِأنّنا فِى حضرة الله وَإِلاّ أنّنا نُعلِن فِى أنّ هُناك أماكِن مُعيَّنة الله غير موجُود بِها00حاشا00فَإِنّ الله موجُود فِى كُلّ مكان ، فِى أعماق البِحار وَفِى أقاصِى الأرض وَمعكِ فِى غُرفتِك ، فَيجِب أنْ ترِى وجُود الله معكِ وَأنّ ربِنا موجُود 0 ب/ وَتخجلِى مِن ملاكِك 0 فَإِنّ السلُوك جاء مِنْ الإِقتناع تماماً وَالتشبُّع وَالجِهاد فَنتج السلُوك المُنضبِط ،السلُوك العفِيف ، وَيكُون سلُوك يشهد بِأنّ الإِنسان إِبن ربِنا ، فَإِنّ الإِنسان كيان واحِد الإِرادة وَالقلب وَالفِكر وَالحواس ، فَلاَ يُمكِن أنْ تجزّئيه ، فَالَّذِى يقتنِع بِهِ العقل تقتنِع بِهِ الإِرادة وَتُنّفِذهُ الأعضاء ، فَالإِنسان عِندما يقتنِع بِشيء وَيجاهِد يكُون فِى النِهاية سلوكه سلُوك عفِيف هيا بِنا نُمّجِد ربِنا بِحياتنا ، هيا نعِيش الطهارة لأِنّها هى المجد ، هيا نُرضِى ربِنا فِى شبابنا وَفِى صحِتنا ، تعالِى قدِّمِى لِربِنا جمالِك وَإِنْ كان لَكِ جمال يكُون جمال مِنْ الداخِل ،إِوعِى تتغرِّى بِجمالِك فَيقُول الكِتاب المُقدّس [ الْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ000]( أم 31 : 30 ) ، فَإِنّ الجمال الحقِيقِى الَّذِى لاَ يزول هُوَ جمال الداخِل ذات مرّة ذهبت لأِناوِل سيِّدة عجوزة وَشُوفت عندها صُورة جمِيلة توّقعت أنَّها تكُون صُورة لإِحدى فنانات أوروبا أوْ أمريكا ، فَإِنّها صُورة تُشبِه الصُور الّلِى بِنشوفها على أغلِفة المجلات ، فَكانت هذِهِ الصُورة صُورة هذِهِ السيِّدة فِى شبابها ، وَ إِكتشفت هذا الموضُوع بعد زِيارتها أكتر مِنْ عشر مرَّات ، فَفِعلاً الحُسن غِش وَالجمال باطِل وَذات مرَّة ذهبت لأِناوِل فِى دار الشيُوخ ، فَقابِلت سيِّدة هى فنانة مشهُورة مِنْ لبنان وَعائِلتها مشهورة جِدّاً بِلبنان إِسمها عيلة " حدَّاد " ، اللبنانيات ملامِحهُمْ جمِيلة ، وَعِندما كُنت أناوِلها كان معايا مجموعة مِنْ البنات فَقُلت لهُمْ تعالوا معِى لِتروا وَتعرفوا أنّ[ الْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ ] فَلاَ تفتكرِى أنّ هُناك شيء يدوم لِلإِنسان ، فَالَّذِى يدوم لِلإِنسان هُوَ إِنسان القلب الخفِى ، هذا هُوَ الجمال الَّذِى لاَ يزول [00 فَيتَجّدِدُ مِثل النَّسرِ شبابُِك ] ( مز 103 : 5 ) يُبقى الإِنسان شاب لكِنْ جمِيل مِنْ جوه ، مِثلما قال عَنْ الرُّوح [ 000وَيحلمُ شُيُوخُكُمْ أحْلاَماً000] ( يؤ 2 : 28 ) ، فَإِنّ الشيُوخ ليس عِندها آمال ، فَإِنّهُمْ يتحدّثوا عَنْ الماضِى وَليس عَنْ المُستقبل لأِنّهُمْ لاَ يكُونوا عِندهُمْ آمال ، فَإِنّ الرُّوح يُجّدِد الإِنسان فَكُنت أقرأ مقالة لِشخص تنيّح وَعُمره 103 سنة وَهُوَ الأُستاذ راغِب مُفتاح ،وَعُمره 102 سنة كان بِيقُول لِلبابا شِنوده الثالِث نَفْسِى نسجِل القُدّاس الغرِيغورِى بِموسيقى ، فَإِنّهُ كان لديهِ أحلام فَإِنّ هذا عمل الرُّوح الَّذِى جعل لهُ أحلام ، لولا ذلِك كان إِكتئب مِنْ زمان ،لكِنْ الإِنسان الَّذِى داخِله رُوح ربِنا يظِل بِداخِله آمال وَأحلام ، فَهُناك يكُون تجدِيد فِى الحياة مَعَْ ربِنا وَيرضى وَيدرِس فِى الإِنجِيل ربِنا يسُوع المسِيح يُعطِينا أنْ يكُون بيتنا بيت طهارة وَنكُون قدِيسات عفِيفات تقيات خائِفات الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين

خطوات فى طريق القداسة

إِنّ الفِترة التّى مضت كانت مليئة بأعياد القديسين التّى تُعبِّر حياتهُم عَنَ القداسة وَالبِرّ ، وَمِنْ أخِر القديسين الّذين إِحتفلنا بِهُم القديسة العفيفة العظيمة دميانة ، وَالقديسان مكسيموس وَدوُماديوس ، وَبعد ثلاث أيّام سوف نحتفِل بالقديس العظيم الأنبا أنطونيوس وَأوِد أنْ أُحدّثكُم عَنَ الطريق إِلَى القداسة ، كيف نحيا الطريق الّذى يوصّلنا للقداسة ؟ وَكيف نكون قديسين ؟ عشان نمشىِ فِى طريق القداسة محتاجين ثلاث حاجات :-

خطايا الشباب وعلاجها

مِنْ سِفْر الأمْثَال الأصْحَاح الخَامِس .{ يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي . أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ وَلِتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً لأِنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ . لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ } الْمَرْأَةِ الأجْنَبِيَّةِ فِي الكِتَاب المُقَدَّس لَيْسَتْ المَرْأة الإِنْجِلِيزِيَّة بَلْ هِيَ المَرْأة الغَرِيبَة عَنْ الإِيمَان .. وَكَلِمَة أجْنَبِي تَعْنِي الغَرِيب عَنْ الإِيمَان .. " الأفْسَنْتِينْ " هُوَ نَبَات مُرْ .. { حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ . قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ . خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالهَاوِيَةِ . لِئَلاَّ تَتَأمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ } .. يَقُول الحَكِيم كَلاَم يَتَلاَمَسْ مَعَ مَوْضُوعْنَا وَهُوَ" العَادَات الرَّدِيئَة " فَيَقُول .. { اِشْرَبْ مِيَاهاً مِنْ جُبِّكَ وَمِيَاهاً جَارِيَةً مِنْ بِئْرِكَ . لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الْخَارِجِ سَوَاقِي مِيَاةٍ فِي الشَّوَارِعِ . لِتَكُنْ لَكَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ لأِجَانِبَ مَعَْكَ . لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكاً وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ } ( أم 5 : 1 – 6 & 15 – 18 )مَجْداً لِلثَّالُوث الأقْدَس .

الشباب وهموم الغد

سوف نتحدّث اليوم بِنعمة ربِنا عَنَ موضوع يشغِلنا جِداً فِى هذهِ الفترة وَهو الشباب وَهِموم الغد ، فالفرد بِطبيعتهُ قلِق وَيُفكِر فِى الغد بل وَرُبّما يُفكِر لسنين طويلة ، وَسوف أقرأ معكُمْ جُزء مِنْ مزمور 37 لِمُعلّمِنا داوُد الملِك بركاته على جميعنا آمين :[ إِتَّكِلْ على الرّبّ و إِفعل الخير أُسكُن الأرضَ وَأرْعَ الأمانةَ وَتلذَّذ بالرّبّ فيُعطيك سؤل قلبِكَ سلَّم للرّبّ طرِيقكَ وَ إِتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِى وَيُخْرِجُ مِثل النّورِ بِرَّكَ وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهيرَةِ 0 إِنتظِرِ الرّبّ وَأصبِرْ لَهُ القليلُ الذّى للصّديِقِ خير مِنْ ثَرْوَةِ أَشَْرارٍ كَثيِرِينَ 0 لأَِنَّ سَوَاعِد الأشْرَارِ تَنْكَسِرُ وَعَاضِدُ الصّدِّيقِينَ الرّبّ مِنْ قِبَلِ الرّبّ تَتَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِى طَرِيقِهِ يُسَرُّ 0 إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَِنّ الرّبّ مُسنِد يَدَهُ 0 أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدّيِقاً تُخُلّىَ عَنْهُ وَلاَ ذُرّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً 0 الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ وَنَسْلُهُ لِلبرَكَةِ 0هللويا] 0 أولاً إِذا أردنا تحليل أسباب هِموم الغد سوف نجِد العديد مِنْ الأسباب ، مِنْ بين أكبر هذهِ الأسباب :- (1) البطالةحيثُ تقِل فُرص العمل وَتُغلق المصانِع وَخصخصِة الشرِكات وَ الأماكِن التّى تطرُد العاملين فيها مِنْ أجل ضغط الميزانيّة ، وَعِندما يسمع الفرد كُلَّ هذا يقلق وَيغتِّم 0 (2) الغلاء حيثُ نجِد الفرد فِى دائِرة صعبة لايدرىِ كيف يواكِبها حيثُ يحيا الأفراد الآنْ مُعادلة صعبة وَالتّى تتمثِلَّ فِى قِلّة الدخل وَغلاء مُتطلِّبات الحياة 0 (3) الإِضطِهاد حيثُ نجِد بعض الشرِكات تُعلِن عَنَ الآتىِ" نأسِف لِعدم تعيين مسيحيين " وَيُشكِلّ هذا عِبء على أولادنا وَخاصةً أنّ أولادنا يحمِلوا همّ الحياة أكثر مِنْ أهل العالمْ فنجِدهُمْ مهمومين وَخائِفين وَمُتردّدِين أكثر مِنْ غيّرُهُمْ الذّين لاَ يهتموا وَيُريدوا أنْ يحيوا الحياة بِكُلَّ ما فيها 0 (4) عدم الإِستقرارحيثُ تتغيّر الأمور بِسُرعة وَمِنْ بين سِمات دول العالمْ الثالِث عدم الإِستقرار ، فنجِد أنّ سِياسة الدولة مُتحكِم فِيها أفراد وَتختلِف مِنْ رئيس بلد إِلَى أُخرى بينّما فِى البِلاد المُتقدِّمة تخضع سياسة الدولة لِمجموعة أوْ نِظام وَهذا بالطبع يُحدِث إِضطراب لدى الفرد فهو فِى وسط مجموعة غير مُستقرّة 0 كُلَّ هذهِ العوامِل السابِقة مِنْ البطالة وَالغلاء وَالإِضطِهاد وَعدم الإِستقرار بالإِضافة إِلَى ضعف الإِيمان + عدم الإِكتِفاء يُحدِث فِى داخِل الفرد ثورة مِنْ ضِمن الأشياء المُتعِبة للشباب اليوم أنّ كثيراً مِنْ الشباب يتملّك عليّهُمْ فِكرة السفر وَ بالتالىِ لاَ يستطيع الحياة هُنا وَلاَ يدرىِ كيف يُسافِرالعِلاج يتمثِلّ العِلاج فِى شقّين:- 1- الجانِب العملىِ أوْ الجانِب الإِجتماعىِ 2- الجانِب الروحىِ كثيراً ما يشغل الإِنسان نَفْسَهُ وَيهتم بِالحسابات المادّيّة البشريّة وَيترُك تدابير ربِنا وَيتناسى أنّ الله هُو الذّى يقود حياتِنا [ إِتكِل على الرّبّ وَإِفعل الخير أُسكُنْ الأرض وَإِرعَ الأمانة ] ، فنجِد كثير مِنْ الشباب لاَ يتكيّف مع أى عمل على أساس أنّهُ لاَ يُعطيه حقّهُ ، فنجِد الشاب يعمل وَهُو ناقِم وَيتعب نَفْسَيّاً وَيُصاحِب ذلِك عدم رِضا صاحِب العمل عنّه فَلاَ يُقدّمهُ وَلاَ يُزكّيه وَلاَ يُرّقيه وَلاَ يُحِب أنْ يحتفِظ بِهِ وَيبدأ فِى التنقُلّ مِنْ مكان عمل إِلَى مكان آخر وَلاَ يأخُذ وضعه فِى أى مكان وَلاَ يتقدّم فيهِ وَهذا يُسبِّب تعب الفرد ليس فقط مادّياً بل وَنَفْسَيّاً ، فإِحساس الفرد بأنّهُ لاَ يستطيع تحقيق ذاته وَإِحساسه بأنّهُ غير ناضِج إِحساس صعب لابُد أنْ تكون عمليّاً بِذهنيّة غير ذلِك وَ أنْ تتكِلَّ على الله وَ تجتهِد فيما أنت فيهِ الآنْ وَلاَ يكون كُلَّ شىء تفعلهُ بِرخاوة وَإِستهتار حتى تستطيع أنْ تُثبِت وجودك فِى هذا العمل ، فأنت تُريد صاحِب العمل أنْ يُضحّىِ معك ولكِن يُضحّىِ معك تحت أى بند ، فمِنْ المُفترض أنّ هذهِ عمليّة تبادُليّة أخذ وَعطاء ، خُصوصاً وَ أنّ إِتجاه الأعمال حالياً هو الإِتجاه الخاص وَهذا الإِتجاه يسير نحو إِثبات نَفْسَكَ فِى العمل الذّى تعملهُ كما أنّهُ مِنْ المُهِم ألاّ تُقدِم على الحياة وَ أنت كئيب ، فلتكُنْ لديك ثِقة فِى الله وَأعمل بِفرح وَ أمانة حتّى وَ إِنْ فكّرت فِى ترك هذا المكان فلتترُك فيهِ إِنطباع جيّد عَنَ شخصيتك وَلتترُك شخص يُذكر بالخير وَالحُب وَالأمانة [ أُسكُنْ الأرض وَأرعَ الأمانة ] ، فكثيراً ما يكون الشخص محبوب وَ مرغوب وَ إِنْ كان مِنْ المُمكِن أنْ يكون مرفوض وَثقيل على المكان الذّى يوجد فيهِ وَنجِد اليوم أنّ العرض كثُر وَقلّ الطلب وَيتمثِلّ حل هذهِ المُشكِلة فِى التميُّز ، فأنت الذّى تصنع نَفْسَكَ أوْ تجعل مِنْ نَفْسَكَ فاشِلاً ، وَ تتمثِلّ مُشكِلة الإِنسان فِى المُجتمع الحالىِ وَ الذّى يغلب عليهِ طابِع الفهلوة ، وَ الذّى قال عنهُ الفلاسِفة وَالكُتّاب عِندما حلّلوا الشخصيّة المصريّة وَالمقصود بالفهلوة أى أنّ الفرد يُريد عمل الشىء بأقل مجهود وَبأكبر مكسب وَ هذا الطبع الفهلوىِ لنْ يجعلك تعيش حياتك فِى تقدُّم وَلِذا فلتكُنْ أميناً فِى العمل الذّى تعملهُ حتّى إِنْ كانت الأعداد كبيرة وَ المطلوب قليل ، فالحل هُو فِى أنْ تكون مُتميِّزاً فَلاَبُد أنْ تعمل فِى أى مجال وَلاَبُد أنْ تُصقِلّ شخصيتك بِمواهِب تفوق تلك التّى تعلّمتها ، بِمعنى أنّ الشخص لابُد أنْ يدرِس لُغة أوْ كمبيوتر حتّى إِذا ما تقدّم لِمكان يكون لديهِ شىء زائِد يجعلهُ مُتميّزاً [ الفاعِل مُستحِق أُجرتهُ ] ، وَ قديماً نجِد اليهود الذّين كانوا يتحكّمون فِى الإِقتصاد على الرغم مِنْ أنّهُمْ لاَ يُمثِلون أى ثِقل بالنسبة للتعداد فِى العالمْ لكنّهُمْ يحكُمون العالمْ إِقتِصادياً حيثُ كانْ يسعى اليهودى لِتعليمْ صغيرُه شيئين وَهُما الناموس وَ الوصايا وَحِرفة فلنرى بولس الرسول الذّى كان فيلسوف وَصانِع خِيام فلقد كان صُنع الخِيام رزقه وَحياته وَهكذا لابُد أنْ يكون عِندك أكثر مِنْ مهارة فِى حياتك وَليس شىء واحِد فقط لابُد أنْ تكتسِب مهارات شخصيّة فِى حياتك الشخصيّة كتعلُّم الكمبيوتر أوْ لُغة أوْ حِرفة أوْ إِقرأ وَ تثقِّف فَلاَبُد أنْ تكون شخص مُنتِج يقول عنهُ الآباء القديسين " شخص عمّال " ، فمثلاً الأنبا أرسانيوس وَ أبو مقّار كانوا يعملوا خوص وَ يصنعون منهُ القُفف التّى تُباع وَ يأتوا منها بقوتهُمْ لابُد أنْ تكون إِنسان مُجتهِد أمين مُنتِج لديك مهارات حتّى تستطيع أنْ تتغلّب على التحدّيات التّى تعيشها الآنْ ، وَ يُقال فِى الكِتاب المُقدّس عَنَ راعوث أنّها رجعت مع حماتِها وَليس لديهُمْ ما يأكُلوه وَ كان صاحِب الحقل فِى هذهِ الآوِنة يترُك أركان الحقل وَ الساقِط منهُ فَلاَ يلتقِطها بل يترُكها للغريب وَ الفقير وَنجِد راعوث نزلت فِى الحقل تجمع وراء الحصّادين وعِندما جاء صاحِب الحقل وَوجدها مُجتهِدة وَ سأل عمِنَ تكون هذهِ الفتاة قالوا : نحنُ لاَ نعرِفها [ إِنّها قليلاً ما مكثت فِى البيت ] أرجو بنعمِة ربِنا أنْ تكون شخص يستفيد مِنْ وقته وَ يستغِله وَلتُنمّىِ مهاراتك وَنَفْسَكَ وَ للأسف فهُناك أشخاص تعوّدت على الخمول وَهذا سوف يُعطيك لون مِنْ ألوان الكسل وَ البلادة لأنّ عقلك سوف يسترخىِ 0 النقطة الثانية الشق الروحى:- [ إِتكِلّ على الرّبّ وَإِفعل الخير ] فخِبره الإِتكال على ربِنا مُهِمّة جِداً ، وَ أنت قلِق فمِنَ الذّى يقود حياتك أنت أم الله ؟؟ إِذا كُنت أنت الذّى تقود حياتك فلك الحق أنْ تقلق وَسوف يزداد القلق كُلّما توليّت القيادة بِذاتك وَلكنّهُ سيقِل إِذا ما أعطيت القيادة لله ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ سلّمنا فصرنا نُحمَلَ ] ،[ الإِتكال على الرّبّ خير مِنْ الإِتكال على البشر وَ الرجاء بالرّبّ خير مِنْ الرجاء بالرؤساء ] ، فالفرد يرى أنّهُ لاَ واسِطة لهُ إِلاّ الله وَكأنّهُ لاَ يعرِف أحد ، فالذّى لهُ الله لهُ كُلَّ شىء فهو ضابِط الكُلَّ الذّى قال أنا صاحِب مُفتاح مدينة داوُد [ أفتح وَلاَ أحد يُغلِق وَ أُغلِق وَلاَ أحد يفتح ] فلتعلِم يقيناً أنّ مُستقبلك ليس بيد أحد بل بيد الله ، فإِذا ذهبت لِمكان وَ قُوبلت بالرفض فلتعلم أنّ الله هُو الذّى سمح أنْ تُرفض ، وَ إِذا قبلت فِى مكان فلتعلمْ أنّ الله هُو الذّى سمح بِقبولك ، فليكُنْ لديك إِيمان أكيد أنّ الله هُو مُجرى أُمور حياتك[ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهُو يُجرىِ ] هل ترفع حياتك للرّبّ وَتطلُب منهُ أنْ يكون معك عِندما تمُر بِضيق ؟ لِماذا لاَ يتخِذ الله بُعد عملىِ فِى حياتك ؟ لِماذا هُو على الهامِش ؟ إِنّ الله فِى داخِلك وَمِنْ أجلك إِنّهُ ناظِر لِمُشكلتك [ عين الرّبّ نحو الصدّيقينْ وَ أُذُناه إِلَى صُراخِهِم ] ، فهو سامِع فهل عِندك إِيمان بِذلِك أم لاَ ؟ وَ يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الله الذّى أعبُده بِروحىِ فِى الإِنجيل ] ، فلتتكِل على الله فِى عملك وَ إِرعَ الأمانة وَأرضىِ الله قبل أنْ تُرضىِ أحد وَالله سوف ينصِفك حتّى إِذا كُنت مظلوم [ أُحكُمْ يارب للمظلومين ] ، وَ يقول الإِنجيل [ أليستْ خمسة عصافير تُباع بِفلسين وواحِدة منها غير منسِيّة أمام الله ] ، فالله لَمْ يتخلّى عَنَ هذهِ العصفورة الزائِدة وَلكِنّهُ إِهتم بِطعامِها وَنجِده يقول [ ألستُمْ أنتُمْ أفضل مِنْ عصافير كثيرة ] ، للأسف إِنّنا لاَ نصِل فِى إِيماننا لإِيمان عصفورة 0فإِذا كُنت أنا واثِق فِى أبىِ السماوىِ أنّهُ يقود سفينة حياتىِ وَيُنجينىِ[ أُعظّمِك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ وَ لَمْ تُشمِّت بىِ أعدائىِ ] ، فَلاَ أحد يتحكِّم فيك وَيقول القديس يوحنا ذهبىّ الفم [ لاَ أحد يقدِر أنْ يؤذيك إِلاّ نَفْسٍكَ ] أى غرورك وَشهوتك هى التّى تخشاها فمتى غلبتها صرت ملِك العالمْ كُلّه [ شعور رؤوسكُمْ مُحصاة واحِدة منها لاَ تسقُط إِلاّ بإِذنىِ ] ، فلتتكِلوا على الله ، إِنّىِ أخشى لِئلاّ يكون هذا الكلام نظرىِ [ مُلقين كُلَّ همُكُمْ عليه لأنّهُ هُو يعتنىِ بِكُمْ ] ، وَلكِن أحياناً تكون ثِقتنا بالله قليلة [ يا مُعطياً طعاماً لِكُل ذىِ جسدًِ إِملأ قلوبنا فرحاً وَنعيماً ] ، فلتكُنْ لك هذهِ الثِقة مع الله لِترى مدى أهميتك عِند الله[ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهو يُجرىِ ] ، فأنت إِنسان أمين فِى كُلَّ ما تفعلهُ وَلديك إِيمان قوى أنّ الله مُعتنىِ بك وَهُو قائِد حياتك وَإِنّهُ لنْ يدعك مُعوزاً لِشىءٍ أبداً 0 وضوح الهدف من حيث:- (1) الماديّات (2) معاك كام تُساوىِ كام وَمعاك كتير تُساوىِ كتير فِى الحقيقة إِنّ عصرِنا الحالىِ الماديّات هى السائِدة وَأصبح الجميع يقولون" معاك كام تُساوىِ كام " ، وَلِذلِك لابُد أنْ يكون للماديّات لديك مفهوم فأنت لست عبد للمادّة ، فالمادّة الله قَدْ وضعها لك وَلكِن ليس أنت مِنْ أجل المادّة ، وَهُناك مثل فرنسىِ يقول[ أنّ المال عبد جيِّد وَسيِّد ردىء ] ، أى أنّك تكون المُتحكِّمْ فيهِ حينما تصرِفهُ وَتقضىِ بِهِ حاجاتك وَهو دائِماً ما يكون سيِّد فَلاَ تبدأ حياتك بأنْ يكون المال سيِّد حياتك فالمال عبد ، فإِيّاك أنْ تتعلّق بالأشياء وَتُصبِح عبد لها فِى سِفر الجامعة [ إِذا كثُرت الخيرات كثُر الذّين يأكُلونها ] ، أى كُلّما يأتىِ لك دخل أكبر كُلّما تزداد مصادِر صرفك أكثر حيثُ أنّ الإِنسان لاَ يشبع وَشبعه الحقيقىِ فِى ربِنا ، وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ لأنّ كِفايتنا مِنْ الله ] ، فمتى إقتنيت الله فأنت غنىِ ، لقد إِقتنيت الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن التّى لاَ يُعبّر عنها ، أمّا عِندما لاَ يكون معك الله تكون أفقر إِنسان فِى الدُنيا حيثُ أنّ أفقر إِنسان فِى الدُنيا هو الذّى يترُك الله ، فربّ المجد يسوع قال[ إِفتقر وَهو الغنىِ لِيُغنينا بِفقرهِ ] فِى حين أنّك ترى إِنّك غلبان ، لاَ يوجد شىء يغلِبك إِلاّ شهوتك وَعدم تحكُمك فِى ذاتك وَلكِن إِذا كُنت مُتحكمِاً فِى ذاتك وَنَفْسَكَ تجلِس على قمة العالمْ ، وَيقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ إِنْ كان لنا قوت وَكِسوة فلنكتفِ بِهُما ] ،وَلكِن الإِنسان بقى وَغروره وَ غرور العالمْ وَ المادّيات وَ المظاهِروَإِحنا دلوقتِى فِى عصر المظاهِر وَ الحِكاية عمّالة تزيد حيثُ إِنّنا فِى عصر المظاهِر لابُد أنْ تكون إِنسان مُتحكِمْ فِى الأشياء وليست الأشياء هى المُتحكِمة فيك[ القليل الذّى للصدّيق خير مِنْ ثروة أشرار كثيرين ] سوف أقرأ لكُم جُزء مِنْ رِسالة بولس الرسول الأولى لِتلميذه تيموثاوس كى توضِح لك علاقتك بالمادّة الإِصحاح 6 عدد 6 :[ وَأمّا التَّقوى مع القناعة فهى تِجارة عظيمة 0 لأِنّنا لَمْ ندْخُلِ العالم بِشىءٍ ، وواضِح أنّنا لاَ نقدِر أنْ نخرُج مِنهُ بِشىءٍ 0 فإِنْ كان لنا قُوت وَكِسوة ، فلنكتفِ بِهُما 0 وَأمّا الذّين يُريدون أنْ يكونوا أغنياء ، فيسقُطون فِى تجرِبةٍ وَفخّ وَشهواتٍ كثيرةٍ غبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ ، تُغرَّقُ النَّاس فِى العطب وَالهلاك 0 لأنَّ محبّة المال أصل لِكُلَّ الشرُّور ، الذّى إِذِ إِبتغاهُ قوم ضَلُّوا عَنِ الإِيمانِ ، وَطَعَنُوا أنْفُسهُمْ بِأوجَاعٍ كثيرةٍ 0 وَأمّا أنتَ يَا إِنسانَ الله فاهرُب مِنْ هذَا وَاتبعِ البِرَّ وَ التَّقْوَى أَوْصِ الأغنياءَ فِى الدَّهْرِ الحاضِرِ أنْ لاَ يستكبِرُوا ، وَلاَ يُلقُوا رَجاءَهُمْ على غير يقينيَّةِ الغِنَى ، بلْ على الله الحىّ الذّى يمنحنا كُلَّ شىءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتٌّعِ 0] فلتكُنْ نَفْسَكَ مليئة وَهى التّى تدوس وَتكونْ إِنسان ساعٍ لمجد الأبديّة ، ربِنا يسوع المسيح الذّى دعانا لملكوته الأبدىِ قادِر أنْ يحفظ حياتِنا فِى هذا العالمْ غير عاثِرين يحفظنا فِى تقّوى وَعفاف ، يحفظنا مِنْ كُلَّ شِباك عدو الخير ، يحفظنا بِلاَ هم لأنّهُ مكتوب[ كونوا بِلاَ هم ] ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

معوقات التغيير ج1

مِنْ رِسَالَة بُولُس الرَّسُول لأِهل رومِيَةَ 12 : 2 [ تغيَّرُوا عَنْ شِكَلِكُمْ بِتجدِيد أذهانِكُمْ ] ما هِى أسباب عدم التغيير ؟ وَإِذا سِرت فِى الطرِيق أرجع أكثرمِمَّا تقدَّمت لِماذا ؟ هل لأِنِّى مُتلذِذه بِما أنا فِيه ؟ أم لِسهولة حياة العالم ؟ أم عدم الجِدِيَّة ؟أم مُحاربات عدو الخِير ؟لَوْ نظرنا لِحياتنا لوجدنا أنَّ هُناكَ خمس نِقاط تُعطِل نمونا الرُّوحِى وَتغييرنا :- 1- عدم الإِقتناع بِالتغيير :- متى أشعُر بِرغبة فِى تغيير شئٍ ما ؟ عِندما أشعُر بِملل مِنْه00هكذا عِندما أشعُر بِملل مِنْ الخطِيَّة أوْ مِنْ طرِيقة وَاسلُوب حياتِى أرغب فِى التغيير00القدِيس أُوغسطِينُوس فِى بِدايِة عِلاَقته بِالله إِقتحمت النِّعمة قلبه وَلكِنَّه عاش فِى صِراع بين العالم وَالشهوات وَالخطايا وَبينَ البِرّ وَالتقوى حَتَّى أنَّهُ قَالَ لله [ إِنِّى أجِد فِى الخطِيَّة لذَّة عنْكَ ]00لأِنَّها تُعطِيه حُرِّيَّة وَفرح حَتَّى أنَّهُ قَالَ [ إِنِّى أُرِيد أنْ أتوب وَلكِنْ ليسَ الآنَ ]00لأِنَّ الخطِيَّة مازالت فِى نظره ألذ مِنْ الحياة مَعَْ الله أحياناً النَّفْسَ تكُون غير مُقتنِعة بِرداءة الحياة فِى الشهوات وَبِجمال الحياة مَعَْ الله ما الَّذِى يجعلنِى أخلع هذا وَألبِس تِلَكَ ؟ ذلِكَ عِندما يقِل إِقتناعِى بِما أنا لابِسه فأطلُب تغييره00أحياناً الإِنسان لاَ يستحسِن الحياة مَعَْ الله وَتكُون فِى نظره كُلَّها كآبة وَصوم وَصَلاَة00كُلَّها أشياء ضِد النَّفْسَ فترفُضها النَّفْسَ وَتُصبِح داخِل النَّفْسَ حجر صدمة مُعطِل نمونبتِة العِلاَقة مَعَْ الله مِثلما نزرع بِذرة وَلكِنْ تحت التُربة حجر يُعطِل نموهاهذا الحجر عِبارة عَنْ مجموعة أمور مُعطِلَة عِلاَقتِى بِالله إِحذرِى مِنْ محبَّة الإِنسان العتِيق وَالدخُول معهُ فِى عهد00تخيَّلوا أنَّ الشَّعْب القدِيم أحبَّ آشور أكثر مِنْ الله حَتَّى أنَّهُمْ لمَّا قالُوا خلَّصتنا مِنْ السبى لَمْ يرجع مِنْهُمْ إِلاَّ القلِيل ،7000 نَفْسَ مِنْ 3 مليُون نَفْسَ هذِهِ الدُفعة القلِيلة هِى الَّتِى أحبَّت أُورُشلِيم أكثر مِنْ آشور وَكَانَ الرُجوع عَلَى ثَلاَثَ دُفعات بعد ذلِكَ يوجد إِنسان عايِش فِى خطاياه لكِنْ عِنده إِشتياق لِلتوبة وَيرفُض حياة الخطِيَّة وَيوجد آخر يتلذَّذ بِالخطِيَّة00[ لَمْ يستحسِنُوا أنْ يُبقُوا اللهَ فِي معرِفتِهِمْ ] ( رو 1 : 28 ) يعنِى رفضوا الله فتركهُمْ مُمكِنْ أكُون لَمْ أصِل لِدرجِة القناعة الكافية لِمحبِّة البِرّ وَأنْ يكُون عِندِى العطاء أكثر مِنْ الأخذ أوْ أنْ أبِيع كُلّ أموالِى أوْ أنْ يكُون مبدأىِ الملكُوت00لِذا أوِل مرحلة تصطدِم بِها الفضِيلة هِى العقل وَعدم الرغبة فِى التغيير وَرفض العقل لها وَيظِل سنوات فيُرسِل الله تجرُبة أوْ مُشكِلَة تجعله يصرُخ لله أجلِس مَعَْ نَفْسِى وَاسألها هل عندها رغبة فِى التغيير أم لاَ ؟00مُمكِنْ تكُون عِندِى الرغبة وَلكِنْ ضعِيفة لابُد أنْ أقوِّيها00يوجد أُناس عِندهُمْ عار المسِيح أفضل مِنْ غِنى مِصْرَ وَيوجد أُناس عِندهُمْ غِنى مِصْر أفضل00تحبِّى المظهر الخادِع وَالاَّ المظهر العادِى وَلكِنْ مجده الدَّاخِلِى أكبر يوجد مَنْ يقتنِع بِالتسامُح وَيوجد مَنْ لاَ يقتنِع بِالحِشمة وَيوجد مَنْ يستحسِن الأخذ أكثر مِنْ العطاء وَ لِذلِكَ يقُول [ تغيَّرُوا عَنْ شِكَلِكُمْ بِتجدِيد أذهانِكُمْ ]00أينَ تُرِيدِى أنْ تذهبِى ؟ إِذا وجدتِى نَفْسِك تبتعِدِى إِرجعِى00كما قَالَ القدِيس أُوغسطِينُوس[ إِلَى أى مدِينة أنتَ تنتسِب ]00[ أُنظُر إِلَى الحُب الَّذِى بِداخِلِكَ تعرِف إِلَى أى مدِينة أنتَ تنتسِب ]0 2- الخطايا المحبُوبة :- خطايا مُصِر عليها وَيعتبِرها مصدر فرحُة وَعدو الخِير يأخُذ فِى النَّفْسَ مراكِز لَهُ لِكى يتأصَّل داخِلها فيأخُذ نُقط الضعف الَّتِى فِى الإِنسان كمركز لَهُ وَيعمل داخِل النَّفْسَ قِلاَع وَيجعل عملِيِة التغيير بِالنِسبة لِلنَّفْسَ صعبة فِى حدِيث الله مَعَْ قايين [ فعِند البابِ خطِيَّة رابِضة وَإِليكَ اشتياقُها ]( تك 4 : 7 )00أحياناً نسعى لِلضعف بِحُب وَهذا أمر صعب كيف تعمل النِّعمة فِى وجوده ؟ يقُول القِدِيسِين [ أنَّ النِّعمة مُستعِده دائِماً ]00مُستعِده لِمَنْ ؟ لإِنسان مُتكاسِل ؟!!أوْ إِنسان يسعى لِلخطِيَّة ؟!!00لِذا تحتاج الخطِيَّة المحبُوبة لِصلوات وَلابُد أن تُقال فِى الإِعتراف الخطِيَّة المحبُوبة خطِيَّة ربط بِها عدو الخِير الإِنسان00وَمهما كَانَ سُلطان الخطِيَّة المحبُوبة النِّعمة قادِرة أنْ تنزعها مِنْ الإِنسان00القدِيسة مريم المصرِيَّة كَانَ لها خطايا محبُوبة ظلَّت تُجاهِد ضِدَّها 17سنة00الأمر غير هيِّن أوْ سهل00الخوف مِنْ الأهواء يأتِى بعد ذلِكَ00الَّذِى خرج مِنْ أرض مِصْر لَمْ يدخُل كنعان مُباشرةً00القدِيس مارِأفرآم يقُول [ إِقترِب إِلَى نَفْسِى فُكَّها ] إِذا كانت كلِمة الله بِالنِسبة لِلإِنسان كالرُصاص صلبه وَليسَ لها صَدَى إِحساس داخِلَه يكُون هُناكَ خطِيَّة محبُوبة يسعى لها وَيُحييها وَعدو الخِير يبنِى حصونه داخِل النَّفْسَ0 3- صعوبة الإِستمرار :- أنا جرَّبت إِنِّى أُقاوِم خطاياى قلِيلاً قلِيلاً00سقطت ثُمَّ قُمت ثُمَّ سقطت ثُمَّ قُمت00وَهكذا فيكُون عذاب الضمِير أكبر00صعوبة الإِستمرار فِى الطرِيق لأِنَّ فِى القناعة وَالخطايا المحبُوبة كُنت ضعِيف جِدّاً00قناعتِى بِجمال الحياة مَعَْ الله لَمْ تكُنْ كامِلة الخطايا المحبُوبة مؤجَّله وَليستَ ملغِيَّة00إِذا أردتِ التغيير لابُد مِنْ قطع الخطايا مِنْ داخِلِى وَقطع رباطاتها وَ لاَ أترُك مُسمار جُحا00لَوْ تركت ذِيل لِلخطِيَّة أجِدها تُحارِبنِى بينَ الحِينَ وَالآخر00الإِنسان تركِيبه صعبة00مُخ وَعِين وَفِكر وَحواس إِذا إِتحدوا معاً يُصبِحوا قوَّة هائِلة الطرِيق يكُون صعب عَلَى الَّذِينَ مازالَ قلبِهِمْ فِى مَصْر00زوجة لُوط خرجت مِنْ سدوم وَعمورة وَقلبها كَانَ داخِلهُما لِذا خروجها لَمْ يكُنْ خرُوج00الله يسنِد الضعف لكِنْ مَعَْ المُستهتِر وَالمُتهاوِن ماذا يفعل ؟ عدم الإِستمرار جاء مِنْ أنَّ دوافعِى كانت غير كاملةأوْ غير كافية الرُّوح يشتهِى ضِد الجسد وَالجسد ضِد الرُّوح00لابُد أنْ أكُون مُقتنِعة تماماً بِسُلطان الرُّوح لِذلِكَ مُمكِنْ واحِد يكُون بيتوب وَيطِيع أب إِعترافه وَعنده إِستعداد لِلتعب" ملكُوت الله لاَ يُؤخذ بِراحة " 00كيف آخُذ لمحة مِنْ السَّماء فِى جسدِى وَأنا جسدِى مائِت ؟لابُد مِنْ التعب وَالتعب يحتاج لِلقناعة كثِير مِنْ النَّاس رجعوا00كثِيرُون بدأوا بِالرُّوح وَأكملوا بِالجسد00كثِيرُون تابوا وَلكِنْ تركوا بذُور الخطِيَّة فِى القلب وَالفِكر00هل الإِنسان الَّذِى يكره أخاه وَلكِنْ لاَ يستطِيع أنْ يصنع معهُ شئ فيصمُت يُعتبر تائِب ؟00لاَ00أسباب الخطِيَّة إِنزعها مِنِّى عدو الخِير يأتِيكِ بِأفكار قائِلاً كفى إِحباط كفى تعب بِلاَ فائِده00أحد القِدِيسِين يقُول[ ليسَ لِى قُدره عَلَى القِيام وَليست لِى مسرَّة بِالسقُوط ]00النَّفْسَ لَوْ وضعت أمام الله إِشتياقها الله يُنَّمِيها00أحد القِدِيسِين يقُول لله إِنَّهُ إِحتار فِى نَفْسَه حَتَّى أنَّهُ قَالَ [ أنا صِرت كَمَنْ يُرِيد أنْ يجمع الماء فِى مِندِيل أوْ كَمَنْ يصعد لِلسَّماء عَلَى قدميهِ ]00أنت الَّذِى هدَّأت الرِيح قادِر أنْ تُعطِينِى عزاء وَقوَّة عِوض أفعالِى الأثِيمة القدِيسة سارة تقُول [ أنَّ تعباً كثِيراً ينتظِر المُبتدِئِين فِى الطرِيق ]00وَشبَّهتهُمْ كَمَنْ يوقِد حطب يجمعه أوَّلاً ثُمَّ يضع الوقُود وَفِى البِداية يكُون دُخان حَتَّى تنتظِم النَّار00نحنُ واقِفُون عَلَى بِدايِة الطرِيق وَعِندما نجِد بعض الصعوبات نتراجع تعالِى عَلَى نَفْسِكَ وَصَلِّى وَاقرأىِ مزامِير00إِحضرِى قُدَّاسات كثِيرة وَسترِى ثمر هذِهِ الجِدِيَّة وَالجِهاد00تعزِيَّات كثِيرة تنتظِرنا فِى الصلوات00سماء مفتوحة تنتظِرنا فِى القُدَّاسات00إِفتحِى قلبِك لِموضوع رُوحِى تسمعِيه وَحوَّلِيه لِصَلاَة00طبِيبنا طبِيب رحِيم لاَ يُكلِّفنا فوق مُستوانا00هل مِنْ المعقُول أنَّهُ ليسَ لدىَّ وَلَوْ نِصف ساعة أعطِيها لله وسط مشغُولِياتِى وَأهوائِى ؟!!القِدِيس أبو مقار يقُول [ يا أولادِى ها أنَّ البِئرَ عمِيقة وَلكِنْ ماءها حلو وَلذِيذ ]00صحِيح أنَّها تحتاج مِنْكِ تعب لكِنْ عِندما ترتوِى مِنْ ماءها ستنسِى كُلّ التعب لأِنَّ ماءها حلو [ ها أنَّ الطرِيق ضيِّق وَكرب لكِنْ المدِينة ملآنة أفراح وَسرُور ]00القِدِيسِين قدِّموا أتعاب فوق أتعاب لأِنَّهُمْ رأوا أنَّ الَّذِى أخذوه وَيأخُذوه أكثر كثِيراً مِمَّا يعطوه يدفعوا الرخِيص لِكى يأخُذوا الغالِى00يبِيعوا الحقل لِيقتنوا الجوهرة0 4- الوسط المُحِيط :- صعب عَلَى نَفْسَ أنْ تتغيَّر فِى وسط ردِئ00لِذا أرادَ الله أنْ يُخرِج لُوط مِنْ سدُوم وَقَالَ لَهُ اُخرُج وَاعتزِل الوسط المُحِيط يشِع بروده فِىَّ أوْ يشِع حرارة فِىَّ00عاشِرِى أطهار يشِعُّوا عليكِ طهارة عاشِرِى مُسَّبِحِين لِسانِكَ يُسَّبِح00عاشِرِى مُتهاوِنِين تتهاونِى بُطرُس الرَّسُول قَالَ [ أنتَ هُوَ المسِيحُ ابنُ اللهِ الحيِّ ] ( مت 16 : 16) عِندما كَانَ فِى قيصرِيَّة وسط التلامِيذ00لكِنْ عِندما كَانَ وسط المُحاكمة أنكره هُوَ هُوَ نَفْسَ الشخص لكِنْ الوسط يتغيَّرلِذا نجِد القِدِيسِين يحِبُّوا يعاشروا بعض وَالمُستهتِرِين يعاشروا بعض00إِذا كُنت أُحِب القداسة أختار وسط بِهِ قداسة أوْ عَلَى الأقل أختار وسط لاَ يُؤذِينِى00كثِيرُون بِسبب الوسط المُقدَّس نموا وَأحبُّوا الصَلاَة00وَكثِيرُون بِسبب الوسط الفاتِر فتُرت قُلُوبهُمْ لأِنَّهُمْ عاشروا عالمِيين00لأِنَّ الإِنسان ضعِيف كثِيرُون نموا لأِنَّهُمْ إِرتبطوا بِآخرِين مُحِبِين لِلمسِيح وَلِلخِدمة وَالتسبِيح فيبدأ النُور يدخُل حياتِهِمْ إِختارِى الوسط المُحِيط بِعِناية00القدِيس أُوغُسطِينُوس يحكِى عَنْ أصحابه قبل توبته وَقَالَ أنَّهُ لاَ يتخيَّل أنَّهُ لَوْ كَانَ بِمُفرده ما كَانَ يُفكِّر فِى عمل هذِهِ الخطايا00كانُوا يسرقوا لِيتباهوا أمام بعضِهِمْ البعض بِالسرِقة00كَانَ يخشى الفضِيلة لأِنَّها كانت تجلِب لَهُ العار مَعَْ أصحابه00وَكَانَ يفتخِر بِشرُور لَمْ يكُنْ يعرِفها وَلَمْ يرتكِبها وَالسبب هُوَ الوسط وَعِندما ماتَ أحد أصحابه وَبدأت النِّعمة تعمل فِيهِ ندمَ عَلَى عُمره السابِق وَحزِنَ عَلَى أصحابه00إِنتبهِى لأِصدقاءِك فِى العمل وَالمنزِل وَالكنِيسة وَاتخِذِى لَكِ أصدِقاء يرفعُوكِ0 5- عدم الجِدِيَّة :- مِنْ أكثر الأشياء الَّتِى تجعل حياتنا نحنُ بِالذَّات المُرتبِطِين بِالكنِيسة وَبِربِّنا غير مُتمتِعِين بِهِ هُوَ عدم الجِدِيَّة00كُلّ شئ بِإِستهتار وَكُلّ شئ نرِيد أنْ نأخُذه بِراحة وَلَوْ يوجد بعض التعب نرفُضه الإِبن الضال رجع بِكلِمة واحِدة00[ أقُوم وَأذهبُ إِلَى أبِي ] ( لو 15 : 18 )00 جِدِيَّة00" أقُوم الآن " بِها مُحفِزات أعطته قُوَّة لِلقِيام وَكما الخِصى الحبشِى قَالَ لِفِيلُبُّس[ هُوذا ماء0ماذا يمنعُ أنْ أعتمِدَ ] ( أع 8 : 36 )00وَأنتِ هكذا هُوذا مذبح وَهُوذا كهنُوت ماذا يمنع أنْ تتغيَّرِى00[ لنا مذبح لاَ سُلطان لِلَّذِينَ يخدُِمُونَ المسكن أنْ يأكُلُوا مِنْهُ ]( عب 13 : 10)00أعطانا غُفران وَحياة أبدِيَّة00ما فِى شئ طلبناه وَلَمْ يُعطِه لنا حَتَّى لَوْ نوِيت أعترِف أجِد إِعترافِى شكلِى00لَوْ حضرت قُدَّاس أحضره بِتوانِى لَوْ نَفْسِى فِيها قُوَّة النِّعمة لقُلت [ سبقت عيناي وقتَ السَّحر لأتلو فِي جمِيع أقوالك ]( القِطعة الثَّانِية مِنْ صَلاَة باكِر )00ناس تأخُذ الحياة بِحزم وَجِدِيَّة مِثْل مارِأفرآم الَّذِى منعَ نَفْسَه عَنْ قلِيل مِنْ الماء لِيتمتَّع بِالعطش مَعَْ الله عَلَى الصلِيب00لِذا يقُول الإِنجِيل [ كُونُوا رِجالاً ]( 1كو 16 : 13) لابُد أنْ يكُون عِندنا رُوح جِدِيَّة يُقال عَنْ راعُوث أنَّها وَهِى تعمل فِى الحقل كانت نشِيطة جِدّاً وَتعمل بِجِدِيَّة وَعِندما رآها بُوعز سأل عنْها00هكذا الله عِندما يجِد إِنسان جاد يقُول لَهُ أُرِيدك عرُوس لِنَفْسِى وَيفتح لَهُ سماه وَيُعطِيه عطايا المُهِمْ أنْ يجِد جِدِيَّة فِى الحقل00لمَّا سألَ بُوعز عَنْ راعُوث قالُوا لَهُ أنَّها تعمل وَقلِيلاً ما لبِثَتْ فِى البيت ( را 2 : 7 )00الوقت كُلّه تعمل نحميا وَالَّذِينَ معهُ لَمْ يكُنْ عِندهُمْ وقت لِتغيير ملابِسِهِمْ00نجِد داوُد النَّبِى يقُول[ إِنِّي لاَ أدخُلُ إِلَى مسكن بيتِى ، وَ لاَ أصعدُ عَلَى سرِير فِراشِي0 وَ لاَ أُعطِي نوماً لِعينيَّ ،وَ لاَ نُعاساً لأِجفانِي ، وَ لاَ راحةً لِصدغِى0 إِلَى أنْ أجِد موضِعاً لِلرَّبَّ ، وَمسكناً لإِلَه يعقُوب ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صَلاَة النُوم )00إِنسان لَنْ ينام إِذا لَمْ يُصَلِّى00لَنْ يرتاح حَتَّى يجِد موضِعاً لِلرَّبَّ فِى قَلبه ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين.

مفهوم الصداقة

نوِد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع هام يؤّثِر على حياتنا وَعلى نموِنا الرّوحِى بِطريقة غير مُباشرة وَهُوَ الصداقة ، ففِى كثير مِنْ الأحيان يُمكِن أنْ تنمو حياة الإِنسان جِداً وَترتفِع بالله عَنَ طريق الصداقة ، وَالعكس صحيح فمِنْ المُمكِن أنْ تنقلِب حياته وَتزداد خِبراته السلبيّة وَيمُر بِسلسِلة مِنْ المتاعِب بِسبب هذِهِ الصداقة فقد نتعامل مَعَ صديق يُتعِب وَيُخرِب النَفْسَ ، وَعلى العكس فهُناك صديق يرفع وَيُنمِّى النَفْسَ ، [ المُسايِر الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) [ مَنْ يتقِى الرّبّ يحصُل على صداقة صالِحة لأنّ صديقهُ يكون نظيره ] ( بن سيراخ 6 : 17 ) ، وَهذِهِ الآية مِنْ سِفر حِكمة بن سيراخ وَتعنِى أنّك عِندما تتقِى الرّبّ تحصُل على صداقة حُلوة ، لأنّك غالِباً سوف تبحث عَنَ صديق يكون نظيرك ، وَأنت تُحِب الله وَتخافه وَبالتالِى سوف تُحاوِل أنْ يكون صديقك نظيرك ،[ الصديق الأمين دواء الحياة وَالّذين يتّقون الرّبّ يجِدونهُ ] ( بن سيراخ 6 : 16 ) ، فالّذى يتقِى الرّبّ سوف يجِد الصديق الجيِّد وَلقد ثبت لنا ياأحبائِى أنّ تأثير الصداقة على الفرد أكبر بِكثير مِنْ تأثير البيت ، وَمِنْ تأثير الكاهِن ، وَمِنْ تأثير الدراسة ، فهو أثر خطير جِداً ، لِدرجِة أنّك تسمع المثل المعروف وَالّذى يقول ( الطيور على أشكالِها تقع ) ، حيثُ أنّ صديقك يُعبِّر عَنَ شخصيتك ، وَهُناك مثل آخر يقول ( قُل لِى صاحبك مَنَ أقول لك مَنَ أنت ) ، فلنفرِض أنّ هُناك شخص يُعرِّفك بِنَفْسَه وَأنت لاَ تعرِفه ، فسوف تسأله عَنَ أصحابه ، وَمِنْ خِلال نوعيّات أصحابه سوف تكتشِف شخصيتهُ فليس مِنْ المعقول أنْ تكون إِنسان مُتفّوِق دِراسياً ، وَأخلاقك مُرتفِعة ، وَإِنسان مُحِب للنمو ، وَناضِج فِكريّاً ، وَأنْ تُعاشِر شخص فاشِل دِراسيّاً ، وَأخلاقه ليست جيِّدة ، وَتصرُّفاته رديئة ، وَلِسانه سىّء ،فهذا غير مُمكِن لأنّك تُحِب أنْ يكون هُناك سِمات مُشتركة بينك وَبين صديقك وَفِى الحقيقة فإِنّ الصداقة مُهِمّة جِداً ، حيثُ أنّ الإِنسان مخلوق إِجتماعِى لاَ يستطيع أنْ يعيش بِمُفردهُ ، فهو يُحِب أنْ يعيش مَعَ الآخرين ، وَأنْ تكون عواطِفهُ مُشبّعة ، وَأنْ يكون لهُ رفيق فرّبّ المجد مُنذُ بدء الخليقة عِندما خلق آدم قال [ وَقال الرّبُّ الإِله ليس جيِّداً أنْ يكون آدم وحدهُ 0 فأصنع لهُ مُعيناً نظيرهُ ] ( تك 2 : 18 ) ، فالله لاَ يُريد أنْ تكون بِمُفردك ، وَأنْ تُواجِه مشاكِلك بِمُفردك ، وَ لاَ أنْ تتضايق وَتفرح بِمُفردك ، فيجِب أنْ يكون هُناك مَنْ يُشارِكك مشاعِرك مِنْ خِلال شخص قريب مِنك ، وَليس المقصود بِكلِمة [ مُعين نظيره ] أنْ تكون المرأة فقط ، بل تعنِى أنْ يكون هُناك شخص نظير لك يُعينك ، فليس مِنْ الضرورِى أنْ تكون إِمرأة ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك يُعينك وَلننظُر لِرّب المجد يسوع عِندما عيّن التلاميذ ، حيثُ جعلهُم مجموعة ، وَقسّم هذِهِ المجموعة لِمجموعات ، وَكُلّ مجموعة كانت تنقسِم لِمجموعتين ، فَلَمْ يكُن يُرسِل شخص بِمُفرده ، وَكان يقول[ إِثنان خير مِنْ واحِد لأنّهُ إِنْ وقع أحدهُما يُقيمهُ رفيقهُ ] ( جا 4 : 9 – 10 ) وَلِذلِك فالصداقة مُهِمّة جِداً ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك ، وَهكذا فِى حياتك ، فالطبيب يكون فِى حاجة لِمُعين نظيره ، طبيب مِثله يكون قريب مِنهُ فِى الفِكر ، وَفِى الظروف ، بل حتّى فِى المُجتمع الدينِى ، فالشخص الّذى أعطاهُ الله إِتجاه نحو التكريس يجِب أنْ يجِد شخص مُعين نظيره ، يكون مُكرّس مِثله ، وَكذلِك الراهِب يحتاج لِمُعين نظيره ، راهِب مِثله ، وَكذلِك بالنسبة للكاهِن ، فهذا المُعين يكون قريب لِظروفِى وَمشاكِلِى فعِندما تتكلّم مَعَ كاهِن عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك أكثر ، كذلِك عِندما تتحدّث مَعَ صاحبك عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك جيِّداً ، فكُلّ شخص مِنّا فِى حاجة لِمُعين نظيره ، فالصداقة ليست عيباً ، وَليست مرض ، وَ لاَ خطر أبداً ، وَلكِنّها ضروريّة ، لكِن الخطورة تكمُن فِى مَعَ مَنَ تكون الصداقة ؟ حيثُ أنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَتختاره يُحتِّم عليك سلوكيات كثيرة ، وَمِنْ المُمكِن أنْ يدفعك لأعلى ، أو يجعلك تهبُط لأسفل ، وَلنتخيّل مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وسط إِخوتِهِ التلاميذ عِندما وقف ربّ المجد يسوع وَقال لهُم [ وَلمّا جاء يسوع سأل تلاميذه قائِلاً مَنْ يقول النّاس إِنِّى أنا إِبن الإِنسان ] ( مت 16 : 13 ) & ( مر 8 : 27 ) ، وَهُنا نجِد بُطرُس يُصرّح بأجمل تصريح وَيقول [ أنت هُوَ المسيح إِبن الله الحىّ ] ، [ فأجاب يسوع وَقال لهُ طوبى لك يا سمعان بن يونا إِنّ لحماً وَدماً لَمْ يُعلِن لك لكِن أبِى الّذى فِى السموات ] ( مت 16 : 17 ) ، فِى حين نرى بُطرُس فِى أثناء المُحاكمة ، عِندما كان يجلِس بين أُناس أصابت قلوبهُم البرودة تِجاه ربنا يسوع ، وَتِجاه معرفتِهِ ، وَتِجاه محبّتِهِ ، إِنتقلت إِلَى بُطرُس الرسول برودتهُم حتّى أنّهُ أنكرهُ كذلِك الإِنسان يستدفىء فِى وسط جو حار بينما إِذا وُجِد فِى جو بارِد تنتقِل إِليهِ البرودة ، وَلِذلِك يجِب أنْ تختار لك جواً حاراً ، فأنت إِذا أحضرت قِطعة مِنَ الفحم وَوضعتها بِداخِل شورية مُشتعِلة فإِنّ قِطعة الفحم غير المُشتعِلة ستجعل الشورية تُضىء ، فالحرارة تنتقِل إِليك مِنَ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَلنأخُذ مِثالاً آخر أبونا لوط البار ، عِندما كان يحيا مَعَ أبونا إِبراهيم لَمْ نسمع عنهُ مُشكِلة ، وَلكِن عِندما تركهُ وَذهب إِلَى سدوم وَعمورة سمعنا بالمشاكِل ، وَأنّهُ كاد يهلك هُوَ وَأُسرتهُ ، لأنّهُ وضع نَفْسَه فِى وسط جُهنّم لِذلِك نجِد الفلاسِفة وَالعُلماء يقولون أنّ أطول رِحلة فِى حياة الإِنسان هى رِحلة البحث عَنَ صديق ، فأنت مِنْ المُمكِن أنْ تخرُج بِصديق واحِد مِنْ مراحِل عُمرك السابِقة ، تنمو بِهِ ،وَ تُحِب بِهِ الله ، وَتنمو بِهِ إِجتماعيّاً وَروحيّاً وَثقافيّاً ، وَعلى هذا فإِنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ مُهِم جِداً وَلننظُر لأبونا نوح البار وَإِمرأته وَأولاده الثلاثة وَثلاثة مِنْ زوجات أولاده الّذين حفظهُم الله مِنْ الهلاك على الرغم مِنْ إِمكانيّة هلاك إِحدى زوجات أولاده إِذا وُجِدت فِى وسط آخر ، حيثُ هلك جميع أهل بيتِها مِنْ أُمها وَأبيها وَإِخوتها ، إِلاّ أنّ الّذى ضمن لهُم النجاة وَالخلاص الثمانية أنفُس الّذين يقول عنهُم مُعلّمِنا بُطرُس الرسول [ أنّ العالم تجدّد بِهُم ] ، لقد كانوا فِى وِحدة واحِدة معاً ، فإِذا إِنحرف فِكر إِحدى هذِهِ الزوجات إِلَى الشرّ ، فعِندما ترى نوح أثناء الصلاة ، ففِكرها يترد مرّة أُخرى لأنّها رأت نوح يرفع قلبهُ إِلَى الله بالصلاة ، فتقول لِنَفْسَها أنا شكلِى مرتِكبه شىء خطأ وَحضيع ، أنا يجِب أنْ ألحق نَفْسَى ، وَمِنْ المُمكِن أنّ أحد أولاد نوح يأتِى لهُ غرور العالم ، وَيشِدّه العالم ، لكِن عِندما يرى أهله مجموعة مُتماسِكة ، وَيرى نوح يتعب فِى بُناء السفينة ، فيقول يجِب أنْ أعتدِل وَأتعقّل ، لأنّ[ المُساير الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) ، فإِنّ الوسط الّذى يعيش الإِنسان فيهِ يؤّثِر عليه فإِنّ أبونا إِبراهيم نَفْسَه أبو الآباء عِندما وُضِع فِى وسط بِهِ فتور وَذهب أرض مِصر فكذِب ، فإِنّ أبونا إِبراهيم أبو الآباء وَأبو الإِيمان فهو مضرب المثل فِى الإِيمان كُلّه ، فعِندما كذب وَقال أنّ سارة أُخته وَليست زوجتة ، فإِنّهُ خاف لأنّهُ وقع فِى وسط شعب لاَ يخافوا ربِنا ، فكذِب فإِنّ الوسط الّذى يُحيط بالإِنسان يؤّثِر عليهِ جِداً ، فإِنّ الإِنسان فِى يدِهِ أنْ يختار الوسط الّذى يعيش فيهِ ، فهُناك أُمور لاَ تكون بيد الإِنسان ، وَلكِن ليست كُلّها ، فهُناك أُمور بيد الإِنسان ، لِذلِك أنّ إِختيار الإِنسان لِصديقه هُو أمر بيدِهِ ، لكِن الوسط الّذى حول الإِنسان يجِب أنْ يُقدِّسه ، وَيتمسّك بِربِنا ، فَلاَ يكون هُناك عيب عِندما يقوم الإِنسان بأختيار أصدقائه فرّبّ المجد يسوع المسيح قام بإِختيار تلاميذه الأثنى عشر ، وَالسبعين رسول ، وَأنّ ربّ المجد بِنَفْسِهِ كان لهُ ثلاث أشخاص مِنْ تلاميذه مُقرّبين لهُ جِداً ( بُطرُس وَيعقوب وَيوحنا ) ، وَكان لهُ واحِد أكثر إِقتراباً مِنْ الثلاثة وَهُوَ يوحنا ، فكان يُقال على يوحنا[ فألتفت بُطرُس وَنظر التلميذ الّذى كان يسوع يُحِبّهُ يتبعهُ ] ( يو 19 : 26 )( يو 21 : 20 ) ، وَلَمْ يُقال أنّ يوحنا هُوَ الّذى كان يُحِب يسوع ، فكُلّ النّاس كانت تُحِب يسوع ، لكِن يوحنا كان مُميّز بالنسبة لِيسوع ، فكان يسوع يُحِبه ، فَلاَ يكون مِنَ العيب أنْ يكون لِكُلّ شخص ناس كثيرة يعرفهُم ، وَلكِن هُوَ لهُ فرد مُقرّب إِلَى قلبِهِ لِذلِك يُقال فِى سِفر الحِكمة[ ليكُن المُسالِمون لك كثيرين ، أصحاب سرّك مِنْ الألف واحِد ] ( بن سيراخ 6:6 ) ،ولاَ يكون أىّ واحِد تتأّثِر بِهِ ، وَتسير معهُ ، وَتستجيب لِكلامه ، فإِنّ الصداقة هى شىء غالِى وَسامِى ، فيقول الكِتاب المُقدّس [ 00وَلكِن يوجد مُحِب ألزق مِنْ الأخ ] ( أم 18 : 24 ) ، فِعلاً يوجد أشخاص مُحبين ألصق مِنْ الأخ ، فإِنّ فِى الأسبوع الماضِى جاء شخص مِنْ الخارِج وَهُوَ مكث خمسة وَعشرون عاماً خارِج مصر ، فهذِهِ مُدّة طويلة جِداً ، وَأنّ كُلّ أعماله الخاصّة وَأسراره مَعَ صديق لهُ وَليس أخوه ، فإِنّهُ يعمل لهُ توكيل وَيبيع وَيشترِى وَلهُ حق التصرُّف ، فقام صديق هذا الشخص بِشراء عقار لهُ ، فذهبنا معاً لِنراه ، وَأنّ هذا الشخص الّذى جاء مِنْ السفر لَمْ يراه مِنْ قبل ، وَقال لِى أنّ صديقِى هذا إِشترى لِى مِنْ قبل عقار مِثل هذا وَلكِنّهُ قام ببيعه حتّى يُحقِّق رِبح لِى ، فإِنّ كُلّ أمواله تحت تصرُّف هذا الصديق وَهُوَ يستثمِرها ، فإِنّ هذا الصديق كما قال الكِتاب [ أنّهُ ألزق مِنْ الأخ ] فيجِب أنْ نسعى حتّى نجِد صداقة بِهذِهِ الشروط ، يجِب أنْ نسعى فِى البحث عَنَ صديق بِهِ شروط جميلة ، وَبِهِ يُقرِّبنا إِلَى ربِنا ، وَيُساعِد هذا الصديق صديقه فِى الإِشتعال بروح ربِنا ، وَنشعُر بعمل الله فِى حياتنا فيقول الكِتاب المُقدّس عَنَ لابان الّذى هُوَ خال يعقوب ، أنّهُ لَمْ يكُن يعرِف ربِنا ، فهو كان عابِد للوثن ،وَلكِن عِندما جاء يعقوب إِلَى لابان فأنّهُ تأثّر بِيعقوب جِداً وَقال لهُ[ فقال لهُ لابان ليتنِى أجِد نعمةً فِى عينيك 0 قَدْ تفاءلت فباركنِى الرّبُّ بِسببِك ]( تك 30 : 27 ) ، وَكان يُحِب أنْ يمكُث معهُ دائِماً ، وَكان لاَ يُريده أنْ يُسافِر وَيترُكهُ ، وَلكِن عِندما يعقوب ذهب لهُ كانت مُجرّد زِيارة مهما طالت وَسوف ينتهِى وقتها وَأيضاً فوطِيفار بيتهُ تبارك بِيوسِف ، فمِنَ المُمكِن أنْ تنتقِل إِليك بركِة ربِنا عَنَ طريق صديق ، وَمِنَ المُمكِن معرِفة ربِنا تدخُل إِلَى قلب الإِنسان وَمخافِة ربِنا عَنَ طريق الصديق ، وَيكون لها تأثير قوِى أكثر مِنَ العِظات ، وَأكثر مِنْ تأثير أبونا ، وَأكثر مِنْ تأثير البيت ، فإِنّ الصديق يكون لهُ تأثير شديد جِداً ، فإِنّهُ أثر رهيب لِذلِك تجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يؤثّر فِى النّاس الّذين حولهُ وَيكونوا كُلّهُم أصحابه ، وَيتصادق معهُم ، وَلكِن إِحذر لأنّك لابُد أنْ تجتهِد وَأنْ تُدقِّق وَتتعب حتّى تجِد هذا الصديق ، فإِنّ [ المُكثِر الأصحاب يُخرِّب نَفْسَه ] ( أم 18 : 24 ) ، بِمعنى إِذا لَمْ يُدقِّق الإِنسان فِى إِختيار صدقاته وَيسير مَعَ أصدقاء كثيرين ، فإِذا كان أحد الأصدقاء يستمِع إِلَى أغانِى وَهذا الشخص يسير معهُ ، وَصديق آخر لِنَفْسَ الشخص يُريد أنْ يتفسّح وَهُوَ يسير معهُ أيضاً ، وَهكذا فإِنّ كُلّ مِنَ هب وَ دب مِنْ أصدقائه يفعل أىّ شىء وَهُوَ يسير معهُ ، مُنقاد معهُم ، فَلاَبُد أنْ تكون الصداقة لشخص يكون الإِنسان يشعُر فِعلاً أنّهُ مِنْ الله ، وَيُنمّيِه وَ يُثبِّت مخافِة الله داخِل قلبه فهُناك نموذج للصداقة فِى الكِتاب المُقدّس فِى سِفر صموئيل الأول 19 : 4 - 6 فهو نموذج قوِى جِداً عَنَ الصداقة ، وَهُوَ صداقِة داوُد مَعَ يوناثان ، فكان هُناك حُب رائِع يربُطهُم معاً ، لِدرجِة أنّ شاوُل الملِك أبو يوناثان كان مُتضايِق جِداً مِنَ هذِهِ الصداقة التّى بينهُم ، فكان شاوُل يقول لِيوناثان أنّ داوُد هذا المُنافِس لك على المملكة وَالحُكم ، يجِب أنْ تُراجِع نَفْسَكَ فِى هذِهِ الصداقة [ وَتكلّم يوناثان عَنْ داوُد حسناً مَعَ شاوُل أبيهِ وَقال لهُ لاَ يُخطِىء الملِك إِلَى عبدِهِ داوُد لأنّهُ لَمْ يُخطِىء إِليك وَلأنّ أعمالهُ حسنة لك جِدّاً 0فإِنّهُ وضع نَفْسَهُ بِيدِهِ وَقتل الفلسطينىَّ فصنع الرّبُّ خلاصاً عظيماً لِجميع إِسرائيل 0 أنت رأيت وَفَرِحْتَ 0 فلِماذا تُخطِىء إِلَى دمٍ برِىءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سببٍ 0فسمِع شاوُل لِصوت يوناثان وَحلف شاوُل حىٌّ هُوَ الرّبُّ لاَ يُقتلُ] ( صموئيل الأول 19 : 4 – 6 ) فكان يوناثان يُدافِع عَنَ داوُد دائِماً أمام أبيهِ الملِك شاوُل الّذى كان يُريد أنْ يقتُلهُ ، وَلِدرجِة أنّ ذات مرّة دبرّ شاوُل مكيدة لِيقتُل فيها داوُد ، وَعِندما علِم يوناثان بِذلِك الأمر ، فذهب لِيُخبِر داوُد عَنَ هذِهِ المكيدة ، وَقال لهُ أنّ أبِى شاوُل يُريد أنْ يقتُلك ، إِهرب ، وَعِندما غضب شاوُل مِنْ يوناثان إِبنِهِ جِدّاً ، فقال شاوُل لإِبنِهِ [ فحمى غضب شاوُل على يوناثان وَقال لهُ ياإِبن المُتعوِّجةِ المُتمرِّدَةِ أما علِمت أنّك قَدِ إِخترت إِبن يسَّى لِخزيِكَ وَخِزىِ عورة أُمِّك ]( 1 صم 20 : 30 ) فإِنّ شاوُل قام بِشتم يوناثان ، فإِنّ يوناثان قام بِتفضيل داوُد وَصداقتِهِ عَنَ المملكة ، لأنّ الشعب كان يُحِب داوُد أكثر ، وَكانوا يُريدوا أنّ داوُد يكون ملِك عليهُم ، وَأمّا شاوُل كان يُريد أنْ يكون إِبنهُ هُوَ الملِك ، فكان داوُد هُوَ مُنافِس لِيوناثان على الحُكم ، وَشاوُل كان مُتأزِم مِنَ هذِهِ الصداقة ، لأنّهُ كان لاَ يُريد أنّ داوُد هُوَ الّذى يحكُم بل كان يُريد إِبنهُ فكان شاوُل يقول لِيوناثان [000 وَالآن أرسل وَأتِ بِهِ إِلىَّ لأنّهُ إِبنُ الموتِ هُوَ ]( 1 صم 20 : 31 ) ، [ فأجاب يوناثان شاوُل أباهُ وَقال لهُ لِماذا يُقتلُ 0ماذا عمِلَ ]( 1 صم 20 : 32 ) ، فغضِب شاوُل وَأمسك بِرُمح وَضربهُ بِهِ ، إِلاّ أنّهُ نجا مِنهُ ، فإِنّ شاوُل كان غيور على المملكة التّى ستضيع مِنَ إِبنِهِ بِسبب داوُد ، أمّا يوناثان فكان سعيد بِهذِهِ الصداقة حتّى إِذا ضحّى بالمملكة وَعِندما جاء خبر موت يوناثان لِداوُد ، فإِنّهُ حزِن جِداً ، وَقال داوُد[ قد تضايقتُ عليك يا أخِى يوناثان كُنتَ حُلواً لِى جِداً 0 محبَّتُكَ لِى أعجبُ مِنْ محبَّة النّساء] ( 2صم 1 : 26 ) ، [ كيف سقط الجبابِرة وَبادت آلات الحربِ ]( 2 صم 1 : 27 ) فإِنّ هذِهِ الصداقة كانت عميقة جِدّاً وَمليئة بالمحبّة مِنْ شروط الصداقة الأمينة أنْ تكون بعيدة عَنَ الأنانيّة ، بعيدة عَنَ الذاتيّة وَالنفعيّة ، وَلكِن مِثال الصداقة هذا بعيد جِداً عَنَ الأنانيّة ، فإِنّها عِلاقة وفيّة جِدّاً حتّى الموت ، فإِنّ كُلّ إِنسان يجِب أنْ يبحث عَنَ صداقة فِى هذا المُستوى ، فَلاَ يكون أىّ شخص يستحِق أنْ يكون صديق ، يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء وَإِحترام وَمحبّة وَمُشاركة ، هذِهِ هى شروط الصداقة ، التكافوء ، فعِندما يقوم الشخص بإِختيار صديق يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء فِى الفِكر وَالأخلاق وَالبيئة وَالثقافة وَالرّوحيات ، إِنْ كان هُناك فِى إِختلافات بين داوُد وَ يوناثان فِى الشكل ، أمّا الجوهر فهُم كانوا مُتكافِئين ، نَفْسَ القوّة وَالشجاعة وَالوفاء ، هذِهِ هى شروط الصداقة هذا هُوَ فِعلاً المُحِب الألصق مِنَ الأخ ، لِذلِك أمر مُهِم جِدّاً أنْ يبحث الإِنسان عنهُ ، أنْ يكون للإِنسان إِنفتاح على شخصيّة صديقه ، وَيكون يعرِفهُ جيِّداً ، وَيرتاح لك وَأنت ترتاح لهُ ، وَتتبادلوا الأسرار وِبِكُلّ إِطمئنان ، وَتقدِر أنْ تتكلّم معهُ عَنَ مشغولياتك وَأحزانك وَأفكارك فِى المُستقبل ، وَهُوَ يكشِف لك نَفْسَ الأُمور ، وَترتاحوا مَعَ بعضكُم لِبعض ، وَيكون الرباط الّذى بينكُم يكون رباط روحِى ، وَ لاَ تكون مُجرّد معرِفة سطحيّة وَمعرِفة نفعيّة الحقيقة غير ذلِك ، فأحياناً نُلاحِظ أنّ هُناك إِثنين مِنْ الأشخاص يسيروا مَعَ بعض ، وَنحنُ نقول عليهُم أصدِقاء ، لكِن الحقيقة فِى العِلاقة التّى بينهُم توجد غيرة بينهُم ، وَ مُجرّد أحدهُم يشترِى أىّ شىء الآخر يُقلِّدهُ مُباشرةً ، وَيشترِى نَفْسَ الشىء مِثلهُ ، وَيكون بينهُم صِراع ، فهذِهِ ليست محبّة حقيقيّة ، وَ لاَ تُسمّى بالصداقة أبداً القديس بولس الرسول كان لهُ صديق ، وَهذا الصديق نفعهُ جِداً وَهُو برنابا الرسول ، وَكان برنابا الرسول سِنّهُ كبير إِلَى حدٍّ ما وَأكبر سِنّاً مِنْ بولس الرسول ، وَبرنابا الرسول كان خال القديس مرقُس الرسول ، فمعنى ذلِك أنّهُ أكبر سِنّاً ، وَأطّلع برنابا على بولس وَصادقهُ وَعرِف ما يدور فِى ذهنِهِ وَأفكاره ، وَأطّلع على مراحِل تغييره وَعلى توبتِهِ ، وَوثِق فيِهِ ، أمّا بقيّة الرُسُل فكانوا يخافوا مِنْ بولس وَيرتابوا مِنهُ بِسبب ماضيه وَقلِقين مِنهُ وَمستغربين جِدّاً لهُ ، وَمستغربين لِتحّولِهِ ، وَلَمْ يرتاحوا لهُ أبداً ، وَلَمْ يقدِروا أنْ يُصدِّقوا التحوّل الّذى حدث لهُ ، وَلكِن الّذى توسّط لِشاوُل ( بولس ) للتلاميذ هُوَ برنابا وَقال لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَهُوَ وثق فِى بولس جِدّاً وَجلس مَعَ التلاميذ أولاً وَبدأ يتكلّم معهُم حتّى يطمئِنوا لِبولس قبل ما يدخُل بِبولس عليهُم ، وَعِندما دخل لهُم بولس وجدهُم مُرتابين ، وَبدأ هُوَ يتكلّم معهُم عَنَ عمل ربِنا معهُ ، وَيُعلِن لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَلكِن الّذى سهلّ هذا الموضوع بالنسبة لِبولس هُو برنابا وَصداقتهُ مَعَ برنابا الصداقة لابُد أنْ يكون فيها إِحساس روحِى مُتبادل ، وَكُلّ صديق يشعُر بأنين صديقه وَبإِحتياجاته ، وَتكون صداقة فيها مُشاركة وَإِرتقاء وَإِرتفاع ، فيشعُر أنّ حُزنِى حُزنه ، أحترمه وَأحترِم همومه ، وَيحترِم هُو الآخر هُمومِى ربّ المجد يسوع وجدناهُ صديقاً صدوقاً لِكُلّ أحد ، وجدناهُ يذهب لِيُشارِك النّاس فِى أفراحها ، وَليس مُجرّد حُضوره للعُرس ، وَلكِنّهُ يُشارِكهُم إِحتياجاتهُم فِى العُرس ، هُناك أشخاص يذهبون للأفراح فقط ، وَلكِن هُناك أشخاص يذهبوا للفرح وَيُشاركوا أهل الفرح فِى إِحتياجاتهُم ، فهُناك مُشاركة مِنْ ربّ المجد وَوصلت هذِهِ المُشاركة أنّهُ صعبِت عليهِ جِدّاً أرملة نايين التّى كانت تبكِى على وحيدها الّذى مات فصعب عليهِ جِدّاً هذا المشهد وَشاركها حُزنها ، وَوضع يدهُ على النعش وَأقام الصبِى الميِّت وَدفعهُ إِلَى أُمِهِ ، فإِنّهُ يصعب عليهِ جِدّاً أنْ يرى هذِهِ الأرملة حزينة لِوفاة إِبنها وحيدها فهو صديق يُشارِك النّاس أحزانها وَأفراحها بِوفاء وَحُب ، إِنّهُ صديق إِلَى درجة دفعتهُ أنْ يُشارِك الإِنسان فِى ألمه وَحُزنه وَفرحه ، لِدرجِة أنْ قيل على ربّ المجد أنّهُ بكى على قبر لِعازر ، فهو صديق مُشارِك إِيجابِى كان هُناك صداقة عميقة جِدّاً جِدّاً بين القديس أنطونيوس وَالقديس بولا ، وَعِندما كانوا يتكلّموا معاً كانوا يتحدّثوا فِى أحاديث ليست مِثل أحاديثنا العاديّة ، بل كانوا يتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور ، وَالعِلاقة التّى بين القديس أنطونيوس وَالقديس أثناسيوس ، الّذى جعل القديس أثناسيوس يُهدِى القديس أنطونيوس حُلّتهُ الكهنوتيّة الغالية عليه جِدّاً جِدّاً ، وَأنّ القديس أنطونيوس لاَ يُخبِر أحد عَنَ نياحتِهِ إِلاّ للقديس أثناسيوس ، فهى صداقة روحيّة عميقة وَلنتطرّق لِعلاقِة القديس أنطونيوس مَعَ القديس دِيديموس الضرير ، وَالّذى عِندما شعر بِهِ القديس أنطونيوس أنّهُ مُتضايِق وَحزين وَأستفسر عَنَ سبب حُزنِهِ وَتغيُّرِهِ ، نجِد أنّ القديس يقول له : إِنّهُ كان يتمنّى أنْ يراه وَهُوَ لأنّهُ ضرير لاَ يستطيع أنْ يراه ، فقال لهُ لاَ تحزن يا صديقِى دِيديموس لأنّك حُرِمت مِنْ نور البصر الّذى بِهِ نُعايِن الحشرات وَالحيوانات ، بل تهلّل لأنّ الله قَدْ منحك العين الباطِنيّة وَنور البصيرة التّى بِها تُشارِك الملائِكة فِى رؤيّة الله ، وَلقد كان القديس دِيديموس علاّمة مِنْ عُلماء اللاهوت ، وَ لازال فقد أسّس مدرسة لاهوتيّة فَلاَبُد أنّ كُلّ إِنسان يأخُذ باله جِدّاً مِنَ الصداقة ، ففِى سِفر العدد كان هُناك إِثنين أحّبوا أنْ يُمارِسوا الكهنوت دون أنْ يكونوا مِنَ سِبط لاوِى ، وَهُم قورح وَداثان ، فربِنا أهلكهُم وَأبادهُم ، فقال لهُم موسى النبِى [ فكلّم الجماعة قائِلاً إِعتزِلوا عَنْ خِيام هؤُلاء القوم البُغاة وَلاَ تمسُّوا شيئاً مِمّا لهُمْ لِئلاّ تهلكوا بِجميع خطاياهُمْ ] ( عد 16 : 26 ) ، فكان موسى يُحذّرهُم أنْ يبعِدوا عَنَ هؤلاء النّاس حتّى لاَ يهلكوا مِنْ خطاياهُم ، فيقول فِى رِسالة كورنثوس[ لِذلِك أُخرُجوا مِنَ وسطِهِم وَأعتزِلوا يقولُ الرّبُّ وَ لاَ تمسّوا نجِساً فأقبلكُمْ ]( 2 كو 6 : 17 ) ، فإِذا وُجِدت فِى وسط مُتعِب وَأنّ هُناك أُناس ليس فيهُم مخافِة الله فلتبتعِد ، وَفِى سِفر الرؤيا يتكلّم عَنَ مدينة بابِل الشرّيرة فيقول [ ثُمّ سمِعتُ صوتاً آخر مِنْ السماء قائِلاً أُخرُجوا مِنها يا شعبِى لِئلاّ تشترِكوا فِى خطاياها وَلِئلاّ تأخُذوا مِنْ ضرباتِها ] ( رؤ 18 : 4 )فلتكُن أنت أيضاً كذلِك ، فإِذا وجدت مجموعة ليس فيها مخافِة الله ، وَلديها ميول وَأفكار رديئة ، أُخرُج مِنها لئلاّ تأخُذ مِنْ ضرباتِها ، وَيُقال عَنَ خاطىء كورنثوس وَهذا كان إِنسان لهُ خطايا جسديّة وَكان شرّير ، وَلقد حكم عليهِ القديس بولس الرسول بالعزل وَالحرمان ، وَلكِنّهُ نصح الشعب قائِلاً [أنْ لاَ تُخالِطوا وَ لاَ تُؤاكِلوا مِثلَ هذا ] ( 1كو 5 : 11 ) ، أىّ لاَ تتكلّموا معهُ وَ لاَ تأكُلوا معهُ ، يجِب أنْ يتِم الإِبتعاد عَنَ هذا الشخص ، فهُناك خطورة شديدة فِى موضوع الصداقة وَسوف أُعطيك نموذج عَنَ أثر الصداقة فِى حياتنا ، فمِنَ أكثر الأُمور التّى كانت مُشجِّعة القديس أُوغسطينوس على الشرّ هُوَ أصدقائه ،وَمِنَ أكثر الأُمور التّى أخّرت توبتِهِ وَالتّى جعلتهُ يتمادى فِى الشّرور هى الصداقة ، فسوف نتعرّض لِجُزء مِنْ الإِعترافات التّى إِعترفها القديس أُوغسطينوس [ كان الخجل يعترينِى فيما لو قصّرت عَنَ رُفقائِى فِى إِتيان الفواحِش ] ، أىّ كان ينكسف مِنَ نَفْسَه إِذا إِرتكب شرّ أقل مِنَ أصدقائه [ كانت الفواحِش مبعث إِفتخارنا ] ، أىّ كانوا يتباهون أمام بعضهُم بالفواحِش ، وَكُلّ واحِد مِنهُم يُريد أنْ يتغلّب على الآخر فِى خطاياه [ أنا كُنت أتحاشى الذنب بإِرتكابِى الآثام وَحتّى لاَ تكون طهارتِى مجلبة لِعارِى ، هكذا كان العدو يرفُصنِى بِرجليه وَيدفعنِى إِلَى الهاوية ] فذات مرّة كان هُو وَأصدقائه مرّوا على حديقة بِها شجرِة كُمثرى ، فقال لهُم هيّا لِنسرِق ، فأُعجِبوا بالفِكرة ، أمّا أُوغسطينوس فكان والده غنِى ، وَكان لديهِ شجر أفضل مِنَ هذا مئة مرّة ، لكِنّهُ كان يسرِق شجر النّاس ، فيقول [ سرقت ما كُنت أملُك أفضل مِنهُ ] ، فهو كان يسرِق أشياء هُوَ كان يملُك أفضل مِنها ، لاَ طمعاً فِى المسروق عينِهِ بل حُبّاً فِى السرِقة وَالإثم ، لو كُنت وحدِى ما أقدمت على كُلّ ذلِك ، وَلكنِّى إِندفعت مرضاةً لِرفاق شاركتهُم فيها ، فلولاَ أصدقائه ما كان تجرّأ على فِعل كُلّ هذا فكانوا يسرِقوا الأشياء وَكان هُو لاَ يستخدِمها لأنّهُ لاَ يحتاج إِليها لأنّهُ غنِى ، فكانت الأشياء التّى يسرقها كان يُعطيها للكلاب وَالخنازير أو يرميها ، لِذلِك نُلاحِظ أنّ الشخص دائِماً يؤّثِر عليه المُحيط الّذى هُوَ فيه ، فكان القديس أُوغسطينوس طهارته مُجلِبة لِعاره فإِذا تصادق ولد مَعَ ولد آخر وَسألهُ هل تعرِف الأمر الفُلانِى ؟ فيكون الجواب بِكلِمة لأ ، فيتِم التريئة عليه وَيُقال لهُ إِنت منين ؟ وَمُمكِن تتِم التريئة عليه ، وَيُقال لهُ خلّيك جنب ماما وَيتغاظ وَيغضب هذا الولد لأنّهُ شاب فإِذا قال لهذا الشاب أحد أصدقائه هل شاهدت كذا ؟ فيسأل ما هُوَ كذا هذا ؟ فيقول لهُ لمّا تكبر ياشاطِر تعرِف إِيه هُوَ كذا ، فيغتاظ أكثر هذا الشاب ، فيكون شعور الشاب الداخِلِى أنّهُ يُريد أنْ يعرِف وَيُحِب أنْ يُشاهِد ، وَيكون فِى مُستوى معرِفة أصدقائه ، وَيُحِب أنْ يستمِع إِلَى كلامهُم لِيعرِف كُلّ هذِهِ الأُمور وَهُناك يكون فارِق بين شاب آخر يتصادق مَعَ شاب مِثلهُ ، وَيُحِب القُدّاس ، وَيُحِب التسبحة ، وَيُحِب الكِتاب المُقدّس ، وَعِندما يمشِى معهُ يكون الكلام بينهُم عَنَ البِر وَالتقوى ، وَيتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور وَالأحاديث التّى ترتفِع بِهُم إِلَى أعلى ، فهُناك فرق وَهذا هُوَ ما حدث بالضبط مَعَ القديس أُوغسطينوس ، وَلِذلِك نجِد أن القديس حدثت لهُ صدمة عِندما سمع بِوفاة أحد أصدقائه ، وَالّذى كان يظُن أنّ الدُنيا لاَ تقدِر عليهُم ، وَظلّ يُفكِّر عمّا سيكون نصيب مِثل هذا الشخص ، وَفكّر فِى أنّهُ أيضاً سوف يموت ، وَكره الموت جِداً وَخاف مِنهُ كثيراً ، وَعِندما بدأ ينتبِه وَبدأ فِى مُصاحبِة أشخاص تخاف الله وَرأى أشخاص مِنْ نَفْسَ سِنّه لديها إِشتياقات بتوليّة وَرهبنة ، وَبدأ فِى مُعاشرتهُم ، وَرأى فيهُم سلوكيات جديدة وَإِهتمامات جديدة ، لِذلِك يقول [ إِزددت حُبّاً جِداً لهُم ، وَبِقدر ما إِزددت حُبّاً لهُم إِزددت كُرهاً وَبُغضاً لِنَفْسِى وَلماضىّ وَأيقنت كم كُنت صغيراً عِندما سِرت مَعَ أُناس تخاف الله وَفيها معرِفة الله ] لِذلِك صارت حياته وَكِتاباته سنداً وَنوراً وَسِراجاً لِكُلّ تائِب ، وَلِكُلّ مُشتاق ، وَلِكُلّ نَفْسَ تُريد أنْ تحيا مَعَ الله فلتُراجِع نَفْسَكَ مَعَ أصحابك ، وَخيراً لك أنْ تكون بِمُفردك عَنَ أنْ يكون لك أصحاب مِثل أصحاب أُوغسطينوس ، لأنّنا نجِده قال[ إِذا كُنت وحدِى لَمْ أكُن لأُقدِم على فِعل أشياء مِثل هذِهِ ] فنادِراً ما نجِد شاب تورّط فِى أىّ خطيّة بِمُفرده ، فللأصدِقاء تأثير فِى ذلِك ، وَلقد قال الكِتاب المُقدّس [ لاَ تضِلّوا فإِنّ المُعاشرات الرديّة تُفسِد الأخلاق الجيّدة ] ( 1 كو 15 : 33 ) ، فحتّى إِذا كانت أخلاقك جيِّدة فلتُدقِّق جيِّداً فِى مُعاشراتك ، وَلتختار شخص أحسن مِنك لِتمشِى معهُ يرفعك وَيُنمّيك ، وَلتبحث عَنَ صديق يُنّمِى فيك الأُمور الناقِصة عِندك ، وَيجذِبك إِلَى أعلى ، وَلتجتهِد فِى ذلِك أمّا إِذا كُنت سعيد بأنّك تسير مَعَ مَنَ هُم أقل مِنك فإِنّك تؤّثِر على نَفْسَكَ بالسلب ،وَ تقضِى عُمرك وَسنينك تمُر مِنك فِى لاَ مُبالاه ، هذا بالإِضافة لتأثيرها السلبِى عليك وَالّذى يكون خطير جِداً أرجوك بنعمِة ربِنا أنْ تبحث لك عَنَ صداقة وَعَنَ وسط تعيش فيهِ ، يُنّمِيك وَيرفعك لِكى يكون مِنَ المُمكِن أنْ تُصبِح صداقاتك مُفتاح لإِنطلاق فِى حياة مَعَ الله ، فربِنا يسوع المسيح صديقنا وَمُخلِّصنا الّذى أتى إِلينا فِى شكلِنا وَفِى ذُلِّنا يُعرِّفنا كيف نختار صديق يسنِدنا فِى طريق جِهادنا ، وَيُعطينا نموذج حلو كى نرتفِع بِهِ وَنصِل بِهِ إِلَى أعماق الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل