العظات
بين القدوة والتعلق
أولادنا في الخدمة في بعض الأحيان يأخذوننا كقدوة وهذا شئ مطلوب .. ولكن أحياناً أخرى تتحول المسألة إلى تعلق .. شئ مهم جداً في الخادم أن يكون قدوة .. ومعلمنا بولس أوصى تلميذه تيموثاوس بطريقة واضحة ومباشرة بقوله ” كن قدوةً للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة “ ( 1تي 4 : 12) .. وربنا يسوع المسيح عندما تجسد كان من ضمن تدابير تجسده لكي يكون قدوة .. ” تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خُطواته “ ( 1بط 2 : 21 ) .
من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل كورنثوس .. ” فمن هو بولس ومن هو أبلوس .. بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما أعطى الرب لكل واحدٍ “ ( 1كو 3 : 5 ) .. إن كورنثوس بلد غنية ومنفتحة كرز بها معلمنا بولس وذهب أيضاً إليها أبلوس وهو رجل فصيح وفيلسوف .. وقيل عنه في سفر الأعمال أنه كان خبيراً في طريق الرب ( أع 18 : 25 ) .. عندما ذهب إلى كورنثوس مدينة تحب الفلسفة فكان له مُحبين هو وبولس لكنهم لم يعتبروا أنهما أشخاص توصلهم للمسيح .. فجاء معلمنا بولس لكي يُصحح المفاهيم وقال لهم ليس الغارس شيئاً ولا الساقي شيئاً بل الله الذي يُنمي ( 1كو 3 : 7 ) .
(1) المسيح هو هدف الخدمة :
نطلب من الناس أن تحب المسيح وتُخلص للمسيح .. فإن الرب يسوع في صلاته الوداعية يقول ” أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ..... أنا أظهرت اسمك للناس “ ( يو 17 : 3 ، 6 ) .. الخدمة هدفها أن يعرفوك أنت وحدك .. لأن الخادم وسيلة وليس هدف .. لأن المخدوم يبدأ معي – أي الخادم – ولا ينتهي معي .. لأننا نقضي فترة مع المخدوم طالت أم قصُرت فإنها ستنتهي .. المهم أن المخدوم يصل إلى المسيح في النهاية حتى إذا انتهت علاقتي به تظل علاقته مع الله مستمرة .. أعرَّفه الطريق إلى الله .
يُقال على الخادم أنه حضرة شفافة يرى من خلاله ولا يمنع الرؤية .. فكثيراً يُقال لخادم أنا عرفت المسيح يو ما عرفتك .. لأن هذا هو هدف الخدمة .
هدف الخدمة أن يتمجد ويتبارك ويرتفع إسمك العظيم القدوس .. تجعله يحب المسيح ويحب الجهاد الروحي ويعرف الوصية وأساسيات الحياة مع الله فيعرف يذوق ويحب ويستمر .. نذوقه جمال شخصيات الكتاب المقدس .. عذوبة ألحان الكنيسة .. جمال سِيَر القديسين .. جمال وعطايا الروح القدس .. أعرَّفهم كيف يحصلون على التعزية ويُصادقون الإنجيل ويكون هو سراج لرجله .. أعرَّفه عن المصادر وكما يقول المَثَل ” لا تعطي الفقير سمكة بل علمه كيف يصطاد “ .. أي أعرَّف المخدوم كيف يأتي بالمعلومة وما هو مصدر المعلومة .. على الخادم أن يزود المخدوم بكل المعلومات ويعرفه الطريق في الفترة التي ينبغي أن يمكث فيها مع الخادم .
يوحنا المعمدان كان مطلوب منه أن يُهيئ الشعب ليكون مُستعد للرب في ستة أشهر .. لذلك يجب أن يكون الهدف واضح .
أهم ما يشغلنا المسيح وليس أنفسنا .. لذلك كلنا يُكمِّل بعض وليس منا منافسين لأننا نعمل لأجل ملكوته السماوي .. هدفنا خلاص النفس .. نحن نُشكِّل مجموعة هدفها واضح وعلينا أن نعطي في مرحلة ابتدائي محبة الله .. في الإعدادي العقيدة والكنيسة والقديسين .. وفي ثانوي الجهاد الروحي والكتاب المقدس .
في الخدمة كل واحد يُكمِّل الآخر .. من يقول اللحن .. من يفتقد .. من يقول الدرس .. من يجهز المكان .. فالهدف واحد والله هو العامل بنا ونحن نخدم من أجله .. معلمنا بولس كان يذهب إلى مدينة يلقي عظة ولكن لا يُعمد – يوجد آخر يقوم بهذا – ثم يتركها ويذهب بلد آخر ثم يرجع ليفتقد الأخوة ( ) .. هدفه أن يعرفوا المسيح وليس هو .
(2) الخط الفاصل بين القدوة والتعلق :
قد لا يحتاج المخدوم إلى كلام ولكن يحتاج إلى نموذج .. فالقديس أغسطينوس يقول ” لا يخلُص عن طريقك إلا من يُحبك “ .. يجب أن تكون العلاقة أساسها المسيح وتوصل له حتى لا يتحول الموضوع إلى تعلق بالخادم .. حتى لو كان هناك تعلق يكون تعلق بالمسيح .. أي الذي يجمعنا هو عاطفة مقدسة في المسيح يسوع .
جميل أن يكون المسيح في خدمته وفي كلامه وتعليمه وعلاقاته مع المخدومين .. لذلك لو أردنا أن نأخذ الخط الفاصل بين القدوة والتعلق سنطرح بعض الأسئلة وعلينا معرفة إجابتها :
س : الإنسان في تعليمه ماذا يُظهر ؟ كلامنا ماذا يُظهر أنا أم المسيح ؟ مقدار الحديث عن نفسي المقصود به أن المخدوم يُعجب بي أم بالمسيح ؟ أحد الآباء يقول أن الإنسان في حياته يمر بأربعة مراحل :
1. مرحلة أنا لا المسيح .
2. مرحلة أنا والمسيح .
3. مرحلة المسيح وأنا .
4. مرحلة لا أنا بل المسيح .
أبونا ميخائيل إبراهيم كان يقول ” لو كان هناك ما هو حسن فهو من المسيح .. ولو كان هناك ما هو سيئ فإنه مني أنا “ .
س : ما مدى محبتي لإخوتي الخدام ؟ هل هي علاقة غيرة وأحب أن أزيد عنهم ؟ ما أجمل ما قاله يوحنا المعمدان عندما قالوا له أن يسوع يُعمد فقال لهم ” ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُص “ ( يو 3 : 30 ) .. يجب أن يكون هذا شعار في الخدمة نقوله من قلوبنا .. ما مدى قبولي لموهبة أخويا ؟ موهبة الآخر تُكمِّل ضعفي وتُضيف علينا .
س : ما مدى مشاعري عند انجذاب المخدومين إلى غيري ؟ ما أجمل عبارة أبونا ميخائيل إبراهيم عندما يقول ” ليتمجد الله بي أو بغيري ويُفضل بغيري “ .. يرغب في الإختفاء عن الأنظار وهو راضي ما دام غيري قادر أن يفعل ما أفعلهُ أنا .. علينا أن نشعر أن هذا رصيد لجسد الله الواحد .
س : ما الذي يفعله الخادم عندما يكتشف أن هناك مخدومين مُتعلقين به بشكل ملحوظ ؟ هل يحاول ضبط ذلك ويوجه ذلك بشكل سليم ؟
س : ما مقدار الصلاة من أجل المخدومين وطرح آلامهم وضعفاتهم أمام الله ؟ ما دمت أصلي من أجلهم معناها إني أضع المسيح بيني وبينهم وبذلك تكون العلاقة صحيحة وكلما زادت الصلاة ستجد نفسك تحب أن تقل وغيرك يزداد .. الصلاة لهم هي صمام الأمان بينك وبينهم .. لذلك نجد أحد الآباء القديسين يقول ” ليتنا نتكلم مع المسيح عن مخدومينا أكثر من أن نُكلم مخدومينا عن المسيح “ .
س : ما هي حدود علاقتك بالمخدوم في أمور داخلية ربما لا تخصك ؟ أحياناً يقتحم الخادم حياة المخدوم لمعرفة أسرار خاصة يجب أن لا يعرفها .. المفروض أن أعرف ظروف المخدوم لكي أعرف كيف أخدمه .. ولكن ليس أكثر حتى لا يتحول الأمر إلى لون من ألوان التطفل .. لأنه يشعر أن المخدوم هذا مِلكه .. على إنه جهاز اشتراه .. فالكنيسة تحاول أن تعلمنا أن نخرج من أنفسنا إلى الآخر .. ومن عزلتنا إلى جسد المسيح كله .. جميل أن تعرف ما هو يسمح به لك أن تعرفه لأن عملنا عمل محبة .
الخادم كالقطار الذي يوصل المخدوم إلى حيث ينبغي أن يصل .. حتى لو كان ذلك بطريقة مريحة فإنه ينبغي أن يتركه في المكان الصحيح والمناسب .. القطار سريع ومُريح وجميل لكنه له دور ينتهي بمجرد الوصول إلى المكان الصحيح .. الخادم سِلك يمشي به التيار .. هو نفسه ليس له قيمة ولكن قيمته من التيار – أي المسيح – .معلمنا بولس يُشبِّه نفسه بالخاطبة فيقول ” خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح “ ( 2كو 11 : 2 ) .. وكأن بولس يتحدث لكل واحد ويكلمه عن المسيح ليقدمه للمسيح .. الخادم هكذا في النهاية يفرح بعشرتهم ويسعد باستمرارهم .. ” لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع “( كو 1 : 28 ) .. هذا هو دور الخادم وكلما تعمقنا في علاقتنا بالمسيح يسوع كلما عرفنا كيف نوصَّل المخدومين له ربنا يعطينا خدمة تُرضيه وتفرحه وتمجد إسمه القدوس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
اهداف الانشطة فى الخدمة
” فإن كان وعظ ما في المسيح إن كانت تسلية ما للمحبة إن كانت شركة ما في الروح إن كانت أحشاء ورأفة فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفسٍ واحدةٍ مفتكرين شيئاً واحداً .. لا شيئاً بتحزبٍ أو بعجبٍ بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم .. لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسهِ بل كل واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضاً “ ( في 2 : 1 – 4 ) .
نقول أن هدف الخدمة الفضيلة .. هدفها المسيح .. إن النشاط مُكمل للخدمة .. والخدمة يلزمها نشاط .. لذلك لابد أن يكون هناك اتفاق بين الخدمة والنشاط والإثنين يقودهم الروح ومعرفة المسيح .. جميل أن نعمل أنشطة كثيرة ولكن يجب أن يكون لها أهداف .. لأن ما أسهل أن ينحرف هدف الأنشطة .. ربما هدف الخدمة محدد لكن في الأنشطة ممكن الخادم نفسه ينحرف عن الهدف .. ينبغي أن نعرف أن النشاط يوصَّل للمسيح ويُنمي الفضيلة ويُثبت في الكنيسة .
هناك ستة أهداف رئيسية للأنشطة في الخدمة :
(1) الإرتباط بالكنيسة .
(2) ملء وقت الفراغ .
(3) تنمية شخصية المخدوم .
(4) وسيلة تسليم إيمان وفضائل .
(5) وسيلة لنمو حياة الشركة .
(6) أن ترتبط بالأساسيات .
أولاً : الإرتباط بالكنيسة :
الكنيسة تخدم الشخص ككيان فيجب أن تقدم له كل ما يُشبع كيانه ليس الروحي فقط بل مواهبه وميوله ووقته .. ربنا يسوع عندما رأى الناس جائعة قال لهم أعطوهم ليأكلوا ( لو 9 : 13) .. أشبع الإحتياجات النفسية فكان يزور الناس في البيت .. ووجدناه يحضر مناسبات .. إذاً يسوع يُشارك الناس حياتها .
أن تقدم الكنيسة للمخدوم ما يحبه .. حتى لا يبعُد وتجذبه أمور أخرى .. سواء ما يُحبه مسرح .. موسيقى .. موهبة .. نقدم كل هذا داخل الكنيسة ليرتبط بها .. تنمي عنده موهبته عن طريق تقديسها .. وهذا الكلام لا يمكن أن يجده إلا في الكنيسة .. ممكن المجتمع يقدم نمو للمهارات بطريقة أفضل منا بكثير ولكن بلا تقديس .. يحتاج المخدوم إلى ثلاث تعبيرات يحتاجهم الشخص داخل الكنيسة .. الأب البديل .. الأسرة البديلة .. المجتمع البديل .. الأب البديل هو أنت كخادم .. والأسرة البديلة وهم أصحابه .. المجتمع البديل هو الكنيسة التي يعيش فيها .. عندما يخرج الابن إلى الخارج فليس من السهل أن يجد نفسه فإن كل شخص يحتاج أن يُخدم ككيان متكامل .
ثانياً : ملء وقت الفراغ :
معروف جداً أن الفراغ يستثمره العدو ويلهو به كما يريد هو وعليك أن تجعل يومك مشغول حتى لا تجذبك أمور كثيرة مُضادة .. أكثر الأشياء التي تدمر الإنسان هي الفراغ .. من ينحرف السبب في ذلك أن هدفه ضاع والخطايا سهلة .. أجمل شئ عندما تجد المخدوم وقته ملئ لدرجة إنه ليس لديهِ أي وقت من كثرة الأنشطة في الكنيسة .. حتى لو كان غير موجود أمامك أعطيه ما يقوم بعمله أو يحفظه أو يبحث عنه .. وتُعلمه أن يتعامل مع الوقت بكرامة .. فإن هناك ظاهرة أصبحت سمة من سمات المجتمع هي السهر كثيراً والإستيقاظ متأخراً .. الوقت بلا فائدة .
ثالثاً : تنمية شخصية المخدوم :
بما أنك الأب البديل والأسرة البديلة والمجتمع أيضاً فمسئوليتك تجاه المخدوم أن تُنمي شخصيته .. تكتشف المنطوي والخجول والكذاب والشتام والأناني .. كل هذا تكتشفه في الأنشطة وتعالجه من خلال النشاط .. وعليك أيضاً إكتشاف الإيجابيات وتتعامل من خلال موضوع أو موقف أيضاً تعطيه ثقة في نفسه وتشجعه على الإيجابيات في المجتمع الذي يتشكل فيه حالياً .. ومن خلال النشاط ضع عينك على البذرة التي تتشكل وعلى نموها .. تكتشف عيوبه ومميزاته وتعلمه كيف يقبل نفسه ويقبل الآخر .. وتعلمه بعض سلوكيات الحياة .. إنك تأتي لكي ترتقي بالمخدوم نفسياً وروحياً وجسدياً وتربوياً .
رابعاً : وسيلة تسليم إيمان وفضائل :
تقديم موضوعات إيمانية في بداية النشاط .. فتقدم موضوع عقيدي أو طقسي أو سيرة قديس أو قصة .. فهذا تسليم لإيمانيات وفضائل .. عليك أن تعرفه إيمانه عن طريق المناقشة .. الحوار .. قصة .. إن أجمل الأوقات التي يقضيها المخدوم مع الخادم في وقت النشاط أثناء تسليمه الفضائل والإيمانيات .. النشاط صورة للخادم والكنيسة .تسليم الفضائل من الحكمة في التصرف .. الإتضاع الحقيقي .. اللسان المنضبط .. الإنفعالات السوية .. الكرامة لكل إنسان .. محبة لكل قلب طاهر بشدة .. البذل والتضحية .
خامساً : وسيلة لنمو حياة الشركة :
الإرتباط .. الوحدة .. والأسرة والكنيسة الواحدة .. جميل ما يُقال في سفر الأعمال ” كانوا معاً “ ( أع 2 : 44 ) .. ” وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة “ ( أع 4 : 32 ) .. هدف النشاط أن تنمي انتماء المخدوم للمجموعة وبعدها تنمي انتماء خاص ثم عام حتى يشعر أن له كيان .نمو روح الشركة أن يشعروا ببعض .. تحبهم ويحبوك ويحسوا ببعض .. أعطيهم نموذج للتضحية والبذل أفضل من ألف كلمة عن البذل والتضحية .. ولكي يتم هذا يجب أن يكون عند الخادم كل هذه الصفات لكي يستطيع أن ينقلها إلى المخدوم من البذل والتضحية والروح الواحدة وحب لحياة الشركة حتى تذوب الشلالية أي الإنتماءات أو العصبية من خلال النشاط .أيضاً يكون هناك روح شركة بين أبناء الكنيسة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا حتى ينمو عندهم أننا أعضاء الجسد الواحد .. أي جسد المسيح .. كل هذا يحتاج منك سلوك وتعليم .
سادساً : الإرتباط بالأساسيات :
في النشاط يقضي وقت كبير والتدريب في الألعاب والتدريس للمهرجان ولكن ليس كل هذا على حساب القداس مثلاً أو العشية والصلاة والحياة الروحية لأن كل هذا يوصل للحياة مع الله .. القداس أساس أي نشاط .. صلاة الأجبية أيضاً .. فإن النشاط يخدم الحياة الكنسية وعلى حسب تعوده على حسب ما هو يسلك .ربنا يستخدم أوقاتكم لنمو أولادنا في الكنيسة المقدسة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
النعمة والسند فى الخدمة
من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس .. ” عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيُقيمنا نحن أيضاً بيسوع ويُحضرنا معكم .. لأن جميع الأشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثُرت بالأكثرين تزيد الشكر لمجد الله .. لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً .. لأن خفة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقل مجدٍ أبدياً .. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التى تُرى بل إلى التي لا تُرى لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا تُرى فأبدية “ ( 2كو 4 : 14 – 18) .
سنتحدث عن :0
1. مفهوم كلمة النعمة .
2. النعمة للخادم في حياته الداخلية .
3. النعمة للخادم في خدمته .
4. النعمة للخادم في المخدوم .
أولاً : مفهوم النعمة :0
========================
كلمة النعمة في أصلها اليوناني تُدعى ( خريس ) أي عطية .. لذلك تأتي كلمة ( إفخارستيا ) المُكونة من ( إف = حلو ، خريس = عطية ) .. أي ( عطية حلوة ) .. النعمة هي العطية المجانية التي يهبها للإنسان ليسند بها إرادته الضعيفة ويُقوي حياته الداخلية ويُكمل كل نقائصه ويسدد كل احتياجاته .
أنعم الله على الإنسان بأمور كثيرة .. كل أمر فيها يُدعى نعمة .. مثل نعمة الوجود .. نعمة المسيحية .. نعمة الغفران والإتحاد به .. ومن هو على علاقة بالله يشعر أنه محاصر بالنعمة وأن كل موهبة فيه هي نعمة وكل كلمة يُرسلها الله لك هي نعمة .. فمن له حواس روحية يقظة قادر أن يُميز نعمة الله .
النعمة تجعل الإنسان يعترف بعمل الله في حياته .. فإن الله سمح أن يعطي نِعَمه للكل بلا تفريق .. نعمة الحياة .. النُطق والعقل .. نعمة معرفته يعطيها للكل .. النعمة هي التي دعت شاول الطرسوسي لكنيسة الله بعد أن كان مُضطهد لها .. وهي التي جعلت الجندي الذي طعن المسيح أن يصير شهيداً وأُسقفاً .. وهي التي تدعو الإنسان للتوبة وتترجاه وتُعلِّمه كيف يتوب وتسند ضعفه .
عندما رأى الله الإنسان الضعيف يقاوم عدو شرس وخبير في ضعفات الإنسان فأرسل له نعمة عندما يطلب الإنسان ذلك .. يجد نفسه تغير وارتفع .. نعمة الله معروضة على الكل .. يقول الآباء القديسين ” النعمة مُستعدة دائماً تجول مُلتمسة أن تصنع خيراً “ .. النعمة تريدك أن تصلي .. فإن صليت ستأخذ نعمة لكي تعرف كيف تصلي .. وإن صليت بالشفتين ستأخذ نعمة كي تصلي بالعقل .. ثم نعمة كي تصلي بالقلب .. ثم نعمة كي تعرف أن تصلي بالروح .
النعمة تنتظر يد مرفوعة .. تنتظر مجرد رغبة .. إرادة ورفض للخطية .. وعندما نسأل النعمة أم الجهاد ؟ نقول الإثنين معاً .. فالقديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” الجهاد يزكي النعمة والنعمة تديم الجهاد “ .. النعمة هي حياة إنسان مسنودة بنعمته .. هي التي تصلي فينا وتعطي فهم وحكمة .
فما موقفنا نحن من هذه النعمة ؟ فهناك من يرفض النعمة وهناك من يتجاوب معها .. إن الله أرسل كلمته لشخص يُدعى فيلكس الوالي .. أرسلها له مع بولس الرسول فحدَّثه عن البر والدينونة والتعفف ولكنه أضاع نداء النعمة وقال لبولس الرسول ” أما الآن فاذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك “ ( أع 24 : 25 ) .. أيضاً نجد النعمة تفتقد فرعون إلا أنه لم يتجاوب معها .
ثانياً : النعمة في حياة الخادم الداخلية :0
==============================================
الخادم مُستهدف من العدو ومرصود من المخدومين .. لذلك هو يحتاج إلى نعمة مُضاعفة لكي تسند ضعفات حياته .. ربنا يسوع يقول ” أني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية “ ( مت 26 : 31 ) .. أي أن عدو الخير يعمل على أن يُبدد الخادم عن أن يفعل ذلك مع " 30 أو 40 " شخص في الرعية .. لذلك هناك قول صعب للغاية ” الكاهن يُحارب بعدد مخدوميه والخادم يُحارب بعدد مخدوميه “ .. قال هذا القديس يوحنا ذهبي الفم حتى يطلب من الجميع أن يصلوا من أجله لأنه يُحارب من أجلهم .
بقدر ما ينمو الخادم بقدر ما ينمو المخدومين معه .. وبقدر ما يُدرك النعمة بقدر ما مخدوميه يدركوا النعمة .. لأن من اختبر وذاق سهل عليه أن يدعو الجميع للمذاقة .
ما أجمل موقف كالب ويشوع وهم يتجسسوا أرض الميعاد .. رأوا ثمار الأرض إنها جيدة وأكلوا منها ثم رجعوا وأخبروا جميع الشعب بأنها أرض جميلة جداً جداً .. ” إن سُرَّ بنا الرب يُدخلنا إلى هذه الأرض ويُعطينا إياها “ ( عد 14 : 8 ) .. وأتوا بعينة من الثمر وأعطوهم ليتذوقوا .. فالخادم يفعل هكذا يتذوق عذوبة الحياة مع الله ثم يدعو الآخرين ليتذوقوا .
إثبت في النعمة لكي تترقى .. لأننا نحتاج أن تعطينا فيض لا ينتهي .. فالآباء القديسين يقولوا أن أي تدريب روحي إن ثَبَتْ فيه لمدة أربعين يوم فإن النعمة تُدخلك إلى درجة ثانية – أي ترقية – لذلك الكنيسة تجعلنا نصوم " 40 " يوم لأنها فترة كافية لاستقبال نعمة .
أجمل تعريف للخادم هو تائب يقود تائبين .. من خلال التوبة يذوق النعمة وأستطيع أن أقود من يرغب في التوبة لأني عرفت طريق التوبة .. وأُخبِر بما رأيت وما سمعت .. يقول الآباء القديسين ” إن الخادم الذي لا يشهد له المذبح لا يشهد له المنبر .. والخادم الذي لا يشهد له المخدع لا يشهد له الكلام “ .
النعمة في حياة الخادم الداخلية هي أساس دوام شركته مع الله لذلك ابتدأنا بكلمة الحياة الداخلية .
ثالثاً : النعمة في خدمته :0
==============================
على الخادم أن يقرأ ويُرشد ويُمارس ويعيش في جو محيط لكي يكون محصور بالنعمة .. فهي تضمن سلامته .. جميل أن أجد أن الخدمة توبخني على تقصيراتي فتنشط النعمة داخلي .. فالخادم محظوظ لأن النعمة قريبة جداً منه أكثر من أي شخص آخر لأن أصحابه خدام .. الأنشطة والتفكير في الخدمة .. أي حولك جو مقدس .
تجعل طاقتك ووقتك ووسطك مقدس .. وتقرأ وتسمع بكل ما يفيد بُنيانك .. كأن الله يعمل حولك سياج لأنك له وحده .. أي مقدس بالكمال ” فكر ، جسد ، روح ، طاقة “ .. تجد من يتأثر بكلامك لأن الله أعطاك نعمة في عين من يسمعك فتأثروا بالكلام فأُعطوا نعمة وأنت حصلت على نعمة .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن كلامي أكثر فائدة لي أكثر من الذين يسمعونني “ .
عندما تبدأ في الخدمة يملأك الله من روحه القدوس وتصير أنت أول المخدومين .. وعندما تسمع عن خطاياهم وضعفاتهم سأكره الخطية جداً لأن الذي حارب مخدوميني لا يمكن أنا أن أتحالف معه .. وأحاول الجهاد معاهم وعنهم لأن ضعفاتهم تجعلك أكثر اجتهاد وتُعلِّمك الصلاة من أجلهم ومن أجلك .
كن أمين في خدمتك والله سيعطي التأثُّر وهو الذي سيعطيك الأفكار والكلام ويُرشدك .. معلمنا بولس كان يقول لهم ” مُصلين بكل صلوةٍ وطِلبةٍ ...... لكي يُعطى لي كلام عند افتتاح فمي لأُعلم جهاراً بسر الإنجيل “ ( أف 6 : 18 – 19) .. نعمة أُعطيت لبطرس الرسول عندما فتح فمه وعلَّم وكرز ورأينا التأثير .. الخادم على موعد دائم ومتجدد مع نعمة الله .. الله هو العامل فيكم أن تريدوا فاعملوا .. ” أنا ساهر على كلمتي لأُجريها “ ( أر 1 : 12) .
عندما جاء إحباط لإيليا النبي وذهب واختبأ وقال للرب أنا بقيت وحدي ( 1مل 19 : 14) .. فرد عليه الرب وقال له ” أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فمٍ لم يُقبِّلهُ “ ( 1مل 19 : 18) .. الله هو القادر أن يضبط هذا الأمر .
رابعاً : النعمة في المخدومين :0
===================================
الله هو الذي يعمل ليس نحن .. فهو وضعنا كخدام لفائدة لنا نحن لكي يحفظنا .. يوجد نعمة في المخدومين .. هناك عمل إلهي خفي ” أنا ساهر على كلمتي لأُجريها “ .. الله أراد أن يعطيك البداية لأنه هو الحارس لكلمته والفاعل فيكم .. هو الذي يعطي التوبيخ والتأثر والثمر .. الله يعمل ما نعجز نحن في عمله .. الله له الكثير والكثير من الطرق للتعامل مع الجميع .. يرغب الله أن نكون شهود على عمله .. لكي تُدون ما يفعله هو .. لكي تُحدِّث به الآخرين بما فعلهُ معك ومع إخوتك .
الله يعطي للكاهن أو الخادم عذوبة للكلام .. الله هو الذي يستخدم ويعطي ويُوقظ كل صباح .. هو الذي يُحرك القلوب ويُغيِّر المخدوم .. فمعلمنا بولس قال هذا بطريقة واضحة ” ليس الغارس شيئاً ولا الساقي بل الله الذي يُنمي “ ( 1كو 3 : 7 ) .. المعجزة الحقيقية في النمو لذلك يُقال ” أنتم فلاحة الله “ ( 1كو 3 : 9 ) .. فالخدمة هي زرع الله .. ومعلمنا بطرس الرسول يقول ” فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يُؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح “ ( 1بط 1 : 13) .. القديس أغسطينوس يقرأ آية تقول ” أنها الآن ساعة لنستيقظ “ ( رو 13 : 11) .. تجاوب معها وعملت عمل الزلزال في حياته فتغير .. فهناك نعمة حافظة وضابطة ومُغيِّرة .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
الخادم والتسبيح
التسبيح عمل ملائكة والخادم هو سفير المسيح فى العالم يطلب عن المسيح
فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب 13 : 15)
الحياة فى المسيح من حفظ وصاياة وشركة آلامه تحول الإنسان إلى قيثارة إلهية تبعث الفرح وتنطق بالتسبيح، وتنشىء حالة من الفرحٍ الداخليٍ هو ثمر الروح القدس الذي يبهج المؤمن بتقديم نفسه ذبيحة حب لله في ابنه. هذه البهجة تعلن بالتسبيح خلال الشفاه المعترفة باسمه، وخلال القلب الداخلي، كما خلال العمل بتنفيذ الوصية، كأن التسبيح ليس مجرد كلمات تنطق بها الشفاه وإنما هي طبيعة يعيشها المؤمن، يعلنها في قلبه بالمشاعر المملوءة حبًا لله، وبالشفاه خلال كلمات التسبيح، وبالعمل الصالح الروحي. يعلق القديس چيروم على كلمات المرتل "لتصفق الأنهار بالأيادي" قائلاً: [إن المؤمنين وقد صاروا أنهارًا تفيض عليها المياه من النهر الأصلي ربنا يسوع تصفق بالعمل الروحي المستمر كما بالأيدي، تسبح للثالوث القدوس بالسلوك الحيّ.]
والتسبيح له علاقه بالتوبه والحياة مع الله والحب مع الله التى تنشىء لونا من العشق والتغنى والتلذذ بالوجود فى الحضرة الغلهيه أكبر فترة ومن المعروف أن ما يقال بالكلمات يختلف كثيراً عما يقال باللحن
فهو يعطى الكلمات معنى آخر
والكنيسه العاشقه للمسيح والمعترفه بمحبته وموته وقيامته والشاهده لاعماله حولت الكلمات إلى تسبيح وأنغام وحين يشبع القلب بالحب يمتلىء بالفرح ويملك على القلب سلام لا يمكن التعبير عنه إلا بالتسبيح
لذلك كل صلوات الكنيسه تسبيح القراءات الاجبيه التسبحة حاله من الفرح والغناء إنها أرقى اللغاتإنها لغه القلب لغه المشاعر التى تعبر أقوى منة الكلام التى تعد اقوى من لغه اللسان
التسبيح أرقى ألوان الحديث مع الله لأنه حديث مع الله عن الله هو محور الحديث
هل رأيت شخصأ طبيباً كان أو مهندساً وقام بعمل فريد ومدحه الحاضرون فى شكل شعر أو غناء إنه أقصى عمل يمجد الشخص كذلك التسبيح لذلك لا يستطيع أن يسبح من لم يختبر حلاوه العشره مع الله
ليس الأموات يباركونك يارب لكن نحن الاحياء نباركك من الآن وإلى الابد
حينما يفعم القلب بحرارة الروح تنفك عقده اللسان
الخادم هو المحب والمختبر للتسبيح ينقل لأولاده هذه الخبرة والمذاقه ما تأكله الأم من مواد دسمه ومصعبه الهضم وتحمل فوائد غذائيه عاليه ينتقل إلى رضيعها كذلك ما يمارسه الخادم ويحبه
كلنا رأينا محبه الأنبا رافائيل للألحان يقولها بحب وفهم ووعى وتفاعل وهدوء وإتزان
وهذا نقل إلينا شعور عملى بالألحان
هيا نسلم أولادنا حياة وليس معلومات كلنا نشكو من سلطان وقوة روح العالم وعجزنا فى مشاكل كثيرة نواجهها ولكن أمامنا أسلحه قويه لابد من التوجيه إليها وإستخدامها إحنا بنعمل مؤتمرات لإعداد خدام إسكندريه وحين أريد أن أتعرف على مستوى نوعيات أعضاء المؤتمر لا أجد أصدق من التسبحه لأعرف
ولابد من شرح وتعلم وممارسه لنشترك مع السمائيين ونربطها بجهادنا الروحى
ونجد فى الهوس الأول تسبحه موسى وبنى إسرائيل التى تعبر عن بهجه إنتصار بعد ذل وعبوديه صاروا من عبيد إلى مملكه الله المرهبه فأمتلأوا قوة وفخراً وأشكروا الرب لإنه صالح ورؤوف ونعلن إعتزازنا بإلهنا الذى نجانا من أتون النار وأنقذنا وينقذنا وسينقذنا من كل عمل ردىء فلم تعد التسبه تخص أشخاص فى التاريخ بل هى تسبحتى أنا ولسانى أنا وتعلن إنتصارى أنا وتصير تعليات الله فى حنجرتى أنا التى تعد أجمل آله موسيقيه أمام الله
وصرنا نحن الفتيان الجدد الذين جزنا فى الماء والنار وأخرجنا إلى الراحه وصرنا نحن الذين نجونا من أفواة الأسود وألقينا فى النيرا ولم تحترق ثيابنا بل حرقت قيودنا
نسبح ونغنى ونعلى هوس إيروف آريؤو تشاسف
حضر إلى شاب للإعتراف وكان مهموماً عصبياً وكان يوم سبت ويوجد معترفين كثيرين وقلت له بلطف إحضر جزء من التسبحه وتعال بدل أن تجلس وتقلق وجدته فى نهايه التسبحه مبتسماً وقال لى أشكر الله أسترحت
إن حضرنا تسبحه بالروح نخرج مبررين وإعتبرها مؤشر صادق لميزان عشرتك مع ربنا وإلى أى مدى
تفاعلت مع عمله وخلاصه وعطاياة
ونردد مع الملائكه آمين البركه والمجد والحكمه والشكر والكرامه والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين آمين
الخادم والإذدواجية
قديماً وقف أبونا يعقوب أمام أبيه إسحق آخذاً ثوب عيسو ويدين عيسو ورائحة عيسو فخاطبة قائلاً الصوت صوت يعقوب واليدين يدين عيسو
مثل واضح فى الإذدواجيه ليت الصوت يكون صوت يعقوب واليدين يدين يعقوب
لك صورة انك حى وانت ميت – ذئاب فى ثياب حملان
الداخل هو هو الخارج – نتكلم بما نؤمن ونشعر ونختبر (الكلام عن العسل شىء ومذاقة العسل شىء آخر)
ومعروف أن الكلام يستمد قوته من قائله (أبونا بيشوى كامل إنجيل معاش )
علم عن حمل الصليب وحمل الصليب بعشق قال أنا لا أخاف الموت وهذا ليس كلام عظات فقط ولكن قال هذا وهو فى آخر لحظات حياته أنظر إلى المحبه الابوه تحكى تاسونى أنجيل عن شابه تأخرت فى الزواج ولها ظروف خاصه وتحيا فى إكتئاب وأراد أبونا بيشوى ان يساعدها فأعطاها أن تشرف على العطايا الماديه التى تأتى إلى أبونا بيشوى وحين كان يطلب منها كانت تعترضه وتجادله وتمتنع وأبونا يستمر معها ....أبوة حقيقية لم يتكلف فى شىء ولم يصطنع شىء إبحث فى شخص ربنا يسوع عن ما قاله وما فعله من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل – أحبوا أعدائكم – إسهروا وصلوا – إغفروا – حمل الصليب – بيعوا أمتعتكم ..لا تكنزوا -
زار أحد الآباء إسقيط مصر وتعجب إذ قال (ينكرون فضائلهم وينسبون لأنفسهم ضعفات ليست فيهم عكس أناس ينكرون أخطائهم وينسبون لأنفسهم فضائل ليست فيهم )
المسيحيه ليست نظريات بل روح وحياة الشاب الغنى يعرف ولكن يعوزة أن يفعل أصحاب أيوب لو قارنتم كلامهم بكلام أيوب يمكن يكون أفضل ولكن نظريات ولكن أفعال أيوب هى بره
وحد قلبى فى خوفك كما الداخل كذلك الخارج
كلنا يعلم مدى تدقيق اليهودى على الحرف والشكل والداخل مملؤ عظام أموات ظلم وإختطاف وكلها أمراض فى النفس مدفونه حب المتكآت الأولى والنصيب الأكبر والطمع والشهوة والتظاهر وحب المال والرئاسة فى حين الشكل الخارجى كما قال بولس الرسول بلا لوم
الإذدواجية تنتج إما عثرة إما رياء (داخل جيد وخارج ردىء =عثرة . داخل ردىء وخارج جيد = رياء )
والفضيله ينبوعها داخلى ومظهرها خارجى فالإتضاع يظهر وداعة والرحمه تظهر عطاء والطهارة تظهر عفه
تعالى إجلس وسط خدام وشوف حديثهم وطريقتهم وإهتماماتهم لم يسمع الداخل مسيحياً لم نتحول بعد إلى حملان لم تصبح الحياة فى المسيح يسوع هى ملء الحياة لم يستقطبنا الكمال لم تخبىء الكلمة فى القلب
2-الحياة الداخلية
تحتاج وقفه ومتابعه وسهر قياس الحب الإلهى فى القلوب والعبادة والصلاة وأولويه الحياة مع الله عن الإهتمامات الجسديه
إنتظام قانون روحى التودد إلى كلمه الله القادرة أن تبنى وتحفظ وترفع وتحارب وتبدل والعبادة الحقيقيه التى تقدم لله كطيب غالى الثمن
3- ضعفات داخلية تؤثر على الخدمه
الذات تكون شلل تحدث إنقسام تنسىء سيطرة غيرة تحزبات تحدث فجوه بين الخادم والمخدوم تحدث عثرة
فتور الخادم ينضح على المخدوم فى إلقاؤه فى صلاته فى عبادته
سطحية الخادم فى المعلومة والنقاش وطريقة معالجه الامور
الكبت النفسى أو الغريزى أو العقد النفسيه والإسقاط أو التمرد
تعاملات مع الآخر سواء جنس آخر أو دين آخر أو رئاسات كنسية أو عقائد أخرى ما أجمل الإتزان وما أخطر التسيب او التزمت
وللأسف يمكن أن يوظف قصص أو أقوال لحساب وجهات نظرة
الخادم والمشورة
في قلب الانسان افكار كثيرة لكن مشورة الرب هي تثبت (ام 19 : 21) عنده الحكمة و القدرة له المشورة و الفطنة (اي 12 : 13) و كلمهم حسب مشورة الاحداث قائلا ابي ثقل نيركم و انا ازيد عليه ابي ادبكم بالسياط و اما انا فبالعقارب (2اخبار 10 : 14)
لي المشورة و الراي انا الفهم لي القدرة (ام 8 : 14)
طريق الجاهل مستقيم في عينيه اما سامع المشورة فهو حكيم (ام 12 : 15)
مقاصد بغير مشورة تبطل و بكثرة المشيرين تقوم (ام 15 : 22)
المعتزل يطلب شهوته بكل مشورة يغتاظ (ام 18 : 1)
كثيراً ما يحتاج المخدوم إلى مشورة فى جهاده الروحى وفى صداقاته والبيت وسلوكه ومتغيرات مرحلته لذلك يحتاج إلى مشورة ومشير مملؤ حب وحكمه وإقناع ورأينا كيف إحتاج الشعب إلى موسى وكيف كانوا يأتون إليه ورأينا كيف أن موسى نفسه سمه لمشوره يثرون
وكيف قاد يشوع الشعب والقضاة والأنبياء وقيل عن أيوب الصديق هاأنت قد ارشدت كثيرين وشددت ايادى مسترخيه إلى أن أتى يسوع المسيح مشيراً وصار مصدراً لكل مشورة وأبوة
لذلك يجب أن تتوفر فى الخادم صفه المشورة وهى تحتاج إلى عدة مقومات
1-الصلاة يصلى من أجل المخدوم ويطلب المشورة من الله ويعرف مقاصد الله وهو نفسه يسلك بمشوره الله فى حياته وقراراته وخفاؤه ويعرف كيف يلقى أمام الله همومه وهموم خدمته ويطلب بإستمرار من أجل أولاده
يعلم أولاده كيف يكون لهم علاقه بالمصدر وليس المقصود بالمشورة إلغاء الشخصيه وإنما محاوله لوضعها على الطريق السليم ونساعدها على إتخاذ القرار لذلك يجب أن يكون مملؤ من روح الله ورح الحكمه والمشورة
2-مملؤ حكمه
الحكيم يعطى الدواء المناسب فى الوقت المناسب للشخص المناسب بالجرعه المناسبه هناك شخص يحتاج رجاء لأنه حساس جداً تجاه خطاياه وآخر يحتاج إلى توبيخ
متأنى ويفكر بعمق وينظر إلى الأمور بنظرة شامله وهنا نتذكر حكمه القديس إيسيذيروس فى إرشاد القديس موسى الاسود حيث أمر له أن يأكل بوزن جزع شجره الذى صار بالتدريج ينقص
حكيم القلب يدعى فهيما و حلاوة الشفتين تزيد علما (ام 16 : 21)
قلب الحكيم يرشد فمه و يزيد شفتيه علما (ام 16 : 23)
و وجد فيها رجل مسكين حكيم فنجى هو المدينة بحكمته و ما احد ذكر ذلك الرجل المسكين (جا 9 : 15)
قلب الحكيم عن يمينه و قلب الجاهل عن يساره (جا 10 : 2)
كلمات فم الحكيم نعمة و شفتا الجاهل تبتلعانه (جا 10 : 12)
لنفرض عرفت شىء عن مخدوم كيف تتكلم ومتى وكيف تعالج دون تشهير ودون تجريح
3- مقنع
يستمع جيداً ويشارك ويتفاعل ويراعى ويلمح ويرتب أفكاره ويبدأ يتحدث
ويضع الأمور فى أماكنها الصحيحه ويجعل المخدوم يفكر معه ويشركه ويذكر له الأخطاء ويعطى أمثله ويشرح ويطيل أناته ويراعى المتغيرات ويسهل العقبات ويشارك فعلياً ولا يلقى بكل العبئ على المخدوم
4-محب ومحايد
محبه مصدرها المسيح وليس إستلطاف شخصى محبه تحتمل وترفق وتتأنى وتصبر ولا تسقط ولا تحتد ويلمس المخدوم هذه المحبه الفائقه التى من أجلها يطيع أذكر اب كاهن كان يعترف على أبونا بيشوى كامل قال لى أنا لو أبونا بيشوى قاللى ضع نفسك تحت الترام لوضعت
وهذه المحبه ظهرت فى مواقف عديده فى رحله وفى يوم روحى ومواقف شخصيه وإفتقاد ومشاركه هذا يجعله فى حاله خضوع وطاعه
ويلزم ألا يكون الخادم له هوى خاص أو قصد شخصى بل يفكر فى صالح المخدوم دون أن ينظر لما لصالح هو