العظات

على كلمتك

على كلمتك تقرأ الكنيسة فصل من بشارة مار لوقا الخاص بدعوة بطرس الرسول لكي يكون صياداً للناس .. فكان هناك سفينتين في البحر طول الليل ولم يصطادوا شئ .. جاءوا في الصباح الباكر راجعين مملوئين حزن .. خيبة .. حسرة .. فالصيادين مجموعة من الأفراد متعودين أن يعيشوا قوت يوم بيومه فكان الذي يصطادوه يرجعوا على الشاطئ ليبيعوه ويقسِّموا مع بعض فيأتي لأولاده بالأكل .. الشرب .. المصروف ويرجع تاني يوم لبيته فهو يشتغل من أجل فتح بيته .. فهم مستغربين قضوا طول الليل ولم يصطادوا شئ فهم كل ما يريدوه هو الكفاف ولكنهم لم يمسكوا بشئ فجلسوا على الشاطئ في حالة إحباط .. يفتشوا في الشبك يمكن أن يجدوا سمك مستخبي ولكنهم لم يجدوا شئ فنظفوا الشبك إستعداد لعمل الغد وقالوا رزقنا على ربنا . فهم قاعدين متضايقين ولكنهم وجدوا يسوع أتى ومعه ناس وهناك زحام حوله وقال له ممكن أدخل السفينة لأعلم فيها ؟ فهم خجلوا منه وهم متضايقين ومحبطين فليس هذا هو الوقت الذي يطلب منهم المسيح ذلك ولكنهم قالوا إتفضل .. فإبتدأ هو يتكلم وهم ليسوا مركزين معه فهم بيفكروا في ماذا نأكل ؟ فهم قاعدين متضايقين ولكن بعد ذلك إبتدأ يدخل الحديث إلى الأعماق فالأعماق فجذب إنتباهم الحديث .. فمعلمنا بطرس الرسول بعد أن كان لا يريد أن يسمع وليس لديه رغبة في السمع وليس له القدرة على السمع فربنا يسوع الذي يعرف الأعماق بعد ما إنتهى من العظة تأثر بطرس بها وبكلامها جداً لكن ليس للدرجة الكبيرة فرجع إلى نفس الهم مرة أخرى وإلى الدائرة التي كان فيها فقال له ربنا يسوع أدخل إلى العمق .. فقال له بطرس إننا كنا هناك وتعبنا الليل كله ولم نصطاد شئ . ولكن الكلام الذي سمعه معلمنا بطرس من ربنا يسوع جعله يشعر أنه شخص ليس عادي وأنه شخص لابد أن يطاع لكن مستوى الإيمان للطاعة هو أن يرضيه فقط فهو إرضاء له فقط وليس أن تأتي نتيجة .. ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 5 ) .. ولكنهم ليسوا مقتنعين فكانوا هم سفينتين فالتي دخلت إلى العمق سفينة واحدة فقط .. لو كانوا مقتنعين لدخلت السفينتين فحتى لا يتضايق مننا ندخل حتى ولو ¼ ساعة .. ½ ساعة وربنا يعوض علينا غداً ولكنه لما إصطاد إصطاد سمك كثير جداً لذلك إضطر أن يستدعي السفينة الأخرى وقال لهم تعالوا ولما دخلت الثانية إمتلأت هي الأخرى .. خطة المسار إتغيرت فبعد أن كانوا بيفرحوا بالسمك اللي بيصطادوه فكل دائرة الهم والقلق الذي لليوم تركوه .. ﴿ ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيئٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) .. تركوا السفينتين بسمكهم فلم يبيعوه . هذه هي معجزة فيها معاني كثيرة .. ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. فعلى الإنسان أن يتشبع بالكلمة مثلما بطرس سمع العظة .. فعلى الإنسان أن يصل إلى مرحلة الطاعة للكلمة حتى لو كان بدون قناعة كاملة فطاعة الكلمة تُدخلنا إلى مرحلة الطاعة الكاملة والقناعة الكاملة .. ما أجمل أن تكون أمور حياتنا كلها مبنية على كلمة ربنا .. ما أجمل أن لا أعمل تصرف في حياتي إلا وأكون متأكد أن ربنا موافق عليه .. ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. * على كلمتك * أي بضمانك .. فكل شخص يريد ربنا أن يوجه حياته لطريقة معينة فيقول ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. تعبت الليل كله .. كان على كلمتي .. كان بفكري أنا .. كان بشطرتي أنا .. بذكائي أنا .. بإجتهادي أنا لكن يارب الآن على كلمتك ألقي الشبكة . جميل أن الإنسان يحيا هذا الإختبار إختبار الحياة على كلمة الله .. فإن أحد الآباء القديسين يقول ﴿ لا تعمل عملاً إلا وأن يكون لك عليه شاهد من الكتاب المقدس ﴾ .. ﴿ سراج لرجلي كلامك ﴾ ( مز 119 : 105) فيكون كل شئ نعمله مبني على كلمة ربنا .. ففي قصة يشوع بن نون هدم أسوار أريحا رغم أن أريحا كانت مدينة جبارة وحصينة جداً – مرعبة – ولكن بعد ذلك حاربوا قرية صغيرة جداً إسمها عاي فانهزموا لأنهم من الرب لم يسألوا فهم ذهبوا على كلمتهم فانهزموا .. الكتاب المقدس يقول ﴿ على فهمك لا تعتمد ﴾ ( أم 3 : 5 ) .. فيجب فهمي أن أضعه في يد ربنا فأسأله موافق أذهب وأحارب عاي أم لا ؟ على كلمتك ..... . ما أجمل الخضوع أمام كلمة الله .. قبل أن نفعل أي شئ نقف وقفة صلاة .. لتكن إرادتك مؤيدة .. أنت تبارك إرادة الله .. الأمر منك حتى لو كانت المؤشرات العقلية التي فيَّ ليست توافقك ولكن طالما إنت مبارك .. إنت مؤيد يبقى إنت اللي تِدفع .. أبونا إبراهيم وُضع في ورطة فعندما عاش في مجاعة حل الأمر بنزوله إلى مصر فسارة كانت جميلة جداً فأخذها الملك .. لماذا نزلت إلى مصر بسبب المجاعة ؟ هل سألت ربنا ؟ هل قال لك إنزل إلى مصر ؟ فهو نزل إلى مصر بناء على كلمته هو فربنا لم يقول له إنزل لذلك تعرض لخطر وكل تدبير خطة أبونا إبراهيم كانت حتفشل وتفسد وذلك بناء على هذه الرغبة فهو ذهب ليس بناء على كلمة ربنا . الكتاب المقدس يذكرنا مرة أخرى بهذه القصة وذلك بحفيده أبونا يعقوب فحدثت مجاعة فهو كان يريد أن ينزل أرض مصر فقال لا أنزل فأكرر مرة أخرى خطأ جدي إبراهيم فوقف مؤمن سبح وقدم ذبائح ومحرقات أمام الله وسجد أمام الله فقال له الله يا يعقوب يا يعقوب أنا إله آبائك لا تخف من النزول إلى مصر بل إنزل إلى مصر وأنا سأنزل معك .. فنزل يعقوب إلى مصر ولكن بناء على كلمة ربنا .. جميل إن الإنسان يشعر أن حياته مؤيدة على كلمة الله ليس على ذهني .. على خبرتي .. على فهمي .. معلمنا بطرس يقول النهار لا ينفع من أجل الصيد أو حتى العمق ينفع للصيد فالنهار لا يكون فيه سمك أو صيد .. الذي يصطاد يكون في الفجر .. لا العمق ينفع للصيد ولكن أنت قلت ذلك فحاضر . جميل إن الإنسان يعيش في خضوع لكلمة ربنا .. الحياة فيها ضغوط .. مشاكل .. ضغوط معينة تجعلني آخذ قرارات بسرعة .. إنفعالي يدفعني لعمل حاجات بدون أن أستشير ربنا فنقول لا .. يجب أن نتعلم أن لا نعمل عملاً بدون تأييد من كتاب الله .. أليمالك وزوجتة نعمى كان عندهم ولدين فحدثت مجاعة في بيت لحم فقال أنزل إلى بلد أخرى فنزل لبلد أخرى فيها خير فذهب إلى بلد إسمها موآب فعنده إثنين من الرجال أرادوا أن يتزوجوا من إثنين من الموآبيات ولكن وصية الكتاب المقدس صريحة بأن لا يتزوجوا من الأجنبيات وخاصةً الموآبيات وذلك في سفر التثنية .. فكسر الوصية ومن الله لم يسأل .. لم يستشير وكانت النتيجة أن الولدين توفوا والأب توفى .. فالأم نعمى تعرضت إلى خطر الترمل والمجاعة فكانت تعيش لوحدها لولا تدبير ربنا ومن صلاحه بعث بنت إسمها راعوث التي كانت زوجة لأحد والديها .. فهو لم يسأل من الله فهو إتصرف من عقله . ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. فالإنسان يوضع في العديد من الإختبارات .. إسأل نعمة ربنا .. إسأل كلمة ربنا .. طاوع صوت الله الذي بداخلك ولا تطاوع فهمك .. لا تطاوع طمعك .. لا تطاوع حبك للعالم .. الطاعة من الداخل لصوت ربنا .. ﴿ ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) .. لا تطاوع مجرد مبادئ أو مظاهر ولكن طاوع كلمة الإنجيل .. ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. جميل هذا الإختبار .. فجميل أن يختار الإنسان حضور الله في حياته وتأييده له في كل عمل يعمله .. القديس أبو مقار جاءت له فكرة أن يدخل البرية الداخلية ليرى تلاميذه من السواح والآباء السواح فاشتاق لرؤيتهم فخاف من هذا الفكر هل هو من الله أم من عدو الخير ؟ فصلى لربنا ثلاث سنوات ليمتحن هذا الأمر ويتأكد من تأييد ربنا له أن يدخل إلى البرية الداخلية .. فإنه حتى لو واجه خطر هناك يعرف يصرخ ويكلم ربنا ويقوله إنت اللي أمرتني .. تعال إليَّ .. أعني .. أنت الذي أمرتني .. أطلب منك الرحمة .. أنا خرجت بناء على طلبه .. خرجت بناء على أمره ولا يكون من كبرياء منه أو فهم منه أو رغبة منه . لو الإنسان عاوز ياخد قرار مصيري في حياته سواء سفر أو إرتباط أو يشتغل فيجب أن يتأكد أن هذا الأمر على كلمته هو وليس مننا .. حتى إن كان لي حساباتي العقلية وعقلي البشري إلا إني أخضع عقلي لإرادته .. أخضع فهمي لكلمته .. إذا كنت لا توافق على هذا الأمر فإني لا أريده لكن لا تتركني لمشورة نفسي .. فكنيستنا القبطية تعلمنا أن نقول في صلاة الأجبية ﴿ لا تتركني ومشورة نفسي ﴾ ( من صلاة طلب مشورة الله ) .. يارب لا تتركني ورأيي أنا .. رأيي لا يتبع رأيك فانزع مني الميل إليه .. أنا عندي رغبة فلا تلبي لي الرغبة بل إنزع مني هذه الرغبة .. أحد الآباء يقول ﴿ إجعل حياتي أن يكون فيها حب مثل حبك وكره مثل كرهك فتكون الحاجة التي يحبها ربي أحبها والحاجة التي يكرهها ربي أكرهها ﴾ .. ليكون لنا كلينا حب واحد وكره واحد .. ربنا يكره الشر والأشياء المجلبة للشر فأنا يارب أريد أن حياتي كلها يكون فيها حبك .. أكره الذي أنت تكرهه . في سفر العدد يقول أن شعب الله الأسباط الإثنى عشر كانوا ماشيين حوالي 2.6 مليون .. أنفس كثيرة ماشيين كلهم مع بعض فلكي نتحكم في حركتهم فيقول ﴿ حسب قول الرب كان بنو إسرائيل يرتحلون وحسب قول الرب كانوا ينزلون ﴾ ( عد 9 : 18) .. في سفر العدد قيلت ثلاث مرات هذه العبارة ﴿ حسب قول الرب ﴾ .. فهم ماشيين على كلمته .. نمشي حاضر .. نقف حاضر فهي حياة حسب إرادة الله .. حياة على كلمة ربنا .. سلم أمورك لكلمته وانظر النتيجة .. فكم تعبت من ذهنك .. فكم تعبت من إرادتك الذاتية .. وقد يتركني ربنا لأنفذ رغباتي وآخذ منها الضيق .. الحزن .. الفشل فهل تطاوع أم لا ؟ ما أجمل الدرس الذي في الكتاب المقدس من أبونا لوط .. ﴿ فرفع لوط عينيه ...... فاختار لوط لنفسه ..... ﴾ ( تك 13 : 10 – 11) .. الكتاب لا يتركني أن أرفع عيني فأقيِّم الأمور بحساباتي البشرية .. حساباتي .. رغباتي .. حب الجاه .. حب السلطة .. حب القنية .. ﴿ فرفع لوط عينيه ...... فاختار لوط لنفسه .....﴾ والنتيجة كان لوط كل يوم حيضيع من أهل سدوم وعمورة فكان يتعذب من مشورة الأردياء فالبلد كلها إنحرفت .. لولا مراحم ربنا عليه فبعت له ملاكين فشدوه إلى خارج المدينة فخسر مراته وكاد أن يخسر بناته فهو بلا شك خسرهم فقالت بناته أنه ليس لنا نسل فعملوا فِعل قبيح مع أبوهم .. كان لوط جالس عند باب المدينة سدوم .. باب المدينة الذي يجلس عنده يكون من أقوى الأشخاص في البلد .. أصحاب مشورة .. شيوخ البلد .. لوط في سدوم كان من شيوخ البلد الذين لهم كلمة في البلد .. لولا رحمة ربنا التي أخرجته منها ولكنه كان في الأساس هو اللي إختار لنفسه . فأنا أريد أن أعيش بحسب كلمة ربنا فلا أختار لنفسي وأعمل العمل الذي يباركني الله فيه ويؤيدني .. العمل الذي كلمته ألقي الشبكة .. موسى النبي يقول لربنا ﴿ إن لم يسر وجهك فلا تُصعدنا من ههنا ﴾ ( خر 33 : 15) .. إحنا نريدك أن تمشي أنت أمامنا .. نحن نريد رضاك إنت .. كلمتك إنت .. تأييدك إنت .. أصعب شئ أن يتخذ الإنسان كل قراراته فتتحكم فيه رغباته وحياته تكون مبنية على فكره البشري .. ربنا يسوع المسيح قصد أن يجعل من العبارات الهامة جداً التي نصليها كل حين ﴿ لتكن مشيئتك ﴾ .. كل يوم نقولها عدة مرات لتكون حياتنا حسب مشيئته .. جميل هذا الإنسان أن يعيش حياته كلها على مشيئة ربنا . فكثيراً ما يعرض علينا عدو الخير مشيئات أخرى فيدفعنا إلى أي مشورة غريبة ربما يزينها أو بطريقة سهلة أو الأغلبية بيعملوها فالإنسان يضعُف ولكن كن على حذر .. فإجعل حياتك مبنية على كلمة ربنا ولا تكون مبنية على أي شئ أخر مثل ضغط الحياة أو الأغلبية أو النزوات أو رغباتي فأقول أنت يارب تبارك الأمر .. أحد الأباء القديسين عدو الخير حاربه حروب شديدة في البرية فعاتب ربنا وهو واقف يصلي وقال ﴿ يارب أنا راهب وعايش معاك سنين طويلة فخِف عني هذه الحرب ﴾ .. فافتكر هو أنا ماذا أتى بي هنا ؟ فكثيراً ما إلتمست إرادتك .. أنت الذي أيدتني .. فعاتب ربنا وقال له ﴿ أنت الذي سبقت وحرضتني فكن لي مباركاً ﴾ .. فأنت الذي حرضتني .. فجميل جداً أن يشعر الإنسان في كل أمر أن ربنا هو المحرض على ذلك فيقول له ما كل هذه الأتعاب أرجوك إرفع ؟ أنت الذي أتيت بي إلى هنا ولكن يا لتعاسة الإنسان الذي يتعرض للآلام ويكون هو الذي ترك نفسه لفكره ولمشورته . مثل أبونا إبراهيم ليس عنده أولاد وأخذ وعد من ربنا ﴿ تتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ﴾ ( تك 26 : 4 ) .. لكن ليس هناك نسل .. زوجتي كبرت إذاً فليس هناك نسل فأمنا سارة إقترحت إقتراح بسيط وهو إن إبراهيم يرتبط بأخرى ويكون له منها نسل .. هل هذا كلام الله ؟ لا .. لكنه فكره هو .. هذا هو علاج سهل جداً يحل المشكلة بطريقة سهلة جداً وحُلت المشكلة وأبونا إبراهيم أصبح عنده ولد ولكنه أوجد مشكلة فلو كان ترك المشكلة كما هي كان هذا أفضل ولكننا رأينا كيف كانت هاجر وإبنها والنزاع الذي حدث ورأينا ثمرة عدم الخضوع لكلمة الله .. فلقد أنشأ أتعاب كثيرة ولازال يعاني منها أجيال وأجيال فهي كانت بناء على فكر بشري .. حل المشكلة بطريقة سهلة تزوج بأخرى وأتى منها بولد ولكن أين هي كلمة الله ؟ الإنسان عندما يريد أن يعيش حسب إرادة الله فلا يخضع لأراء بشر فإنه يأخذ وعد منه حتى لو كان إتأخر في تحقيق الوعد .. حتى لو كانت أساليب تحقيق الوعد مستحيلة فزوجته عندها 90 سنة .. يدخل إلى العمق والدنيا نهار أساليب مستحيلة ولكن إلهنا قادر .. ﴿ على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ .. فكيف أتعلم أن أعمل عملي على كلمة ربنا فأتشبع بالإنجيل .. أشرب الإنجيل .. أسمع كثيراً في الإنجيل .. معلمنا بطرس لما سمع العظة وشِبع منها تأثر وعرف أن هذا هو المقتدر فأنا أطيعه .. الإنجيل قادر أن يملك على القلب والعقل فعندما يملك أطيعه بدون جدال وبدون نقاش بدون أن أخضع لعقل بشري .. يارب ماذا تريد أن أفعل ؟ أنت أمرت .. أطلب من الله .. إعطني نعمة .. أنت تقويني .. أنت تسندني .. أنت قلت لي .. أنت تعطيني نعمة وأنا أفعل خاضع لإرادتك ويجعل حياتنا كلها على كلمته وألا نعمل عملاً واحداً إلا ويكون عليه شاهد .. سند .. كلمة من الله . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

حسابات عدم الإيمان

في تدبير الكنيسة عندما يأتي شهر قبطي به خمسة آحاد الكنيسة ترتب دائماً قراءات لأربعة آحاد فقط .. أما إذا أتى شهر به خمسة آحاد يقال أن هذا شهر مبارك لذلك تفكر الكنيسة في ماذا تقرأ في هذا الشهر المبارك ؟ تقرأ الكنيسة إنجيل البركة في الأحد الخامس .. إنجيل البركة هو إنجيل إشباع الجموع بالخمسة خبزات والسمكتين .. باركها ربنا يسوع وأعطى الجموع كل واحد بقدر ما يحتاج ومع ذلك فاض لذلك يسمى إنجيل البركة . ﴿ فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعاً كثيراً مقبل إليه ﴾ .. زحام وربنا يسوع سأل سؤال غريب وكأنه إمتحان صعب .. قال لفيلبس ﴿ من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء ﴾ ( يو 6 : 5 ) .. إختار فيلبس ليسأله هذا السؤال .. لماذا ؟ سنعرف فيما بعد .. أعتقد أن هذا السؤال كان يجب على فيلبس أن يسأله ليسوع وليس العكس كما حدث .. كان يجب أن فيلبس هو الذي يحتار وليس ربنا يسوع .. فيلبس هو العاجز وليس يسوع .. فيلبس هو الذي يتساءل وليس يسوع .. معلمنا ماريوحنا لا يريد أن يتركنا في حيرة فقال ﴿ إنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل ﴾ ( يو 6 : 6 ) .. كان ربنا يسوع يعلم إجابة فيلبس بالطبع سيقول له أن هذا أمر مستحيل ليتك يارب تصرف نظر عن هذا الأمر إصرف الجموع ولا تحيرنا .. كانت إجابة فيلبس ﴿ لا يكفيهم خبز بمئتي دينارٍ ﴾ .. * مئتي دينار * كان مبلغ ضخم في هذا الوقت لأنه كان ثمن الخبز فقط .. ﴿ ليأخذ كل واحدٍ منهم شيئاً يسيراً ﴾ ( يو 6 : 7 ) .. إمتحان . فيلبس كان شخص بسيط وهو الذي قال ﴿ أرنا الآب وكفانا ﴾ .. فعاتبه ربنا يسوع قائلاً ﴿ أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس ﴾ ( يو 14 : 8 – 9 ) .. أيضاً فيلبس قال لربنا يسوع عندما كلمهم عن الروح القدس ﴿ ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس ﴾ ( أع 19 : 2 ) .. فيلبس شخص بسيط جداً يتكلم بتلقائية .. فلماذا وجه ربنا يسوع هذا السؤال له وهو يعلم أنه بسيط وإيمانه ضعيف ؟ ﴿ إنما قال هذا ليمتحنه ﴾ .. أحياناً ربنا يسوع يضعنا في إمتحان ليس لأجل إخجالنا أو لسقوطنا بل لنرى فنؤمن .. هكذا فعل مع فيلبس وكأنه يحمله المسئولية من أين يأكل كل هؤلاء ؟ فيلبس يقول ليست مسئوليتي لأن هؤلاء لا يكفيهم خبز ولا بمئتي دينار .. والدينار قيمته عالية جداً .. فيسوع بيعَ بثلاثين من الفضة والفضة أقل من الدينار أي أن الدينار غالي جداً .. تخيل ثمن خبز بمئتي دينار .. كثير جداً !! وأيضاً لكي يأخذ كل واحد شئ يسير . أراد ربنا يسوع أن يرى نوع من البشر إسمه فيلبس وبالطبع كلنا من نفس نوع فيلبس .. كلنا لدينا الأمور كلها تحسب بالأرقام .. فيلبس ذكي حسبها صح رغم أن الجموع كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال .. كون إنه يحسبها بسرعة إذاً هو قوي في الحسابات البشرية .. أحياناً الحسابات البشرية تتعارض مع الإمكانيات الإلهية .. ربنا يسوع يريد من الإنسان الذي يتبعه أن لا يحيا في إيمان ضيق أو إيمان عقلي فقط .. لا .. الله لا يريد إنسان يعيش متطلبات حياته بفكره وعقله بل يريده أن يحياها بالإتكال على الله والإتكال على الله خير من الإتكال على بشر .. وكأن الله يريد أن يكشف إيمان فيلبس أنه إيمان هزيل لا تتبعوه ولا تحيوا بحسبه . كم واحد منا يحسب أمور حياته بعقله فقط بعيد عن الله ؟ أعتقد كثيرون .. كم واحد منا كل شئ عنده يحسبه بالأرقام دون أن يعرف بركة الله ؟ كم منا عندما يعطي العشور يقول وهل دخلي يكفيني حتى أعطي العشور لله ؟ بالطبع العشور ستقلل من الدخل لأن العشرة ستصير تسعة فكيف تكفي ؟ نحن نحتاج للمزيد وليس للأقل .. من منا عنده إيمان كما علمنا القديسون أن التسعة أكبر من العشرة ؟ قد تسأل كيف يكون هذا ؟ الآباء يقولون ما نقوله هو حساب فيلبس لكن حساب ربنا يسوع يقول أن التسعة أكبر من العشرة بكثير .. جيد أن الله يريدنا أن نحطم الحسابات البشرية .. الله يريد أن يرينا عجز العقل البشري – عجز – لا يستطيع أن يحسب حسبه من المنظور الإلهي والإيماني .. الله يريد أن يكشف لنا أن العقل البشري عاجز ويريدك أن تتخلص من حساباتك البشرية .. أيضاً الله يريدك أن تأخذ نصيبك من الشبع والسرور والفيض .. حتى البركة الإلهية يقول لك إن عشت محصور في حساباتك العقلية لن تراني ولن ترى يدي وبركتي . جيد أنه قال أن واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس عندما وجد أن فيلبس يتكلم بإسلوب عقلي تدخل وأراد أن يلطف الحديث فقال ﴿ هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ﴾ ( يو 6 : 9 ) .. أيضاً قال أندراوس ﴿ ولكن ما هذا لمثل هؤلاء ﴾ .. يريد أن يقول له أن معنا القليل .. يسقط أندراوس في نفس الخطأ فيقول له ولكن هل يكفي لكل هؤلاء ؟!! الله يريدنا أن نأخذ نصيبنا من الشبع بل من الفيض لكنه يختبرنا أولاً فهل سننجح أم لا ؟ الله يريد أن يرينا تحويل الماء إلى خمر هل سننجح أم لا ؟ يقول إملأوا الأجران ماء فملأوها إلى فوق .. هل سننجح في الإختبار أم نقول له ما للماء ولما نريد نحن ؟ لو كنا نريد ماء لكنا قد ملأنا دون أن نسألك .. ربنا يسوع قال ﴿ أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل ﴾ ( يو 10 : 10) .. يريد أن يعطيك شئ أفضل من توقعك . كلٍ منا يرسم أمور لحياته ثم يجد الله يفعلها أفضل مما كان يرسمه أو يدبره .. كما يقول ﴿ يا من يصنع أكثر مما نسأل أو نفهم ﴾ .. مجرد أن تحاول أن تفهم .. الله يريد أن يملأ ويفيض لذلك نحن مدعوين ليس لنؤمن به كرب فقط بل أيضاً أن نؤمن أن في يديه شبع وسرور .. أنه بالفعل في يمينه نِعم .. ﴿ أمامك شبع سرور في يمينك نِعم إلى الأبد ﴾ ( مز 16 : 11) .. الله يريد أن يدعونا هذه الدعوة . هذا إيمان فيلبس الذي قال عنه ربنا يسوع أنه قال له ذلك ليمتحنه .. هذا الأسلوب أحد أساليب ربنا يسوع في التعليم .. أحياناً يقول درس وأحياناً درس مشروح وأحياناً يقول مَثَل وليس تعليم مباشر وأحياناً يسأل و ...... وهناك تساؤلات داخلنا نجد لها إجابات ضعيفة لا تأخذ سوى الصفر مثل فيلبس .. ربنا يسوع يريدنا أن نتخيل موقف فيلبس .. وتخيل فيلبس أثناء إجراء المعجزة بالطبع سيراجع نفسه ويقول ماذا قلت ؟ ما كان يجب أن أجيب هذه الإجابة أمام يسوع كان يمكنني أن أجيب هذه الإجابة أمام أي شخص آخر صديق .. أهل .. لكن أمام ربنا يسوع أقول ولا يكفيهم خبز بمئتي دينار ؟ أنا الذي أقمت نفسي أمامه محاسب وأظهرت أمامه براعتي في الحساب .. تخيل فيلبس عندما يرى الجموع تأكل وتشبع ثم يرى الكِسَر المرفوعة .. أكيد ذهب ليسوع وسجد له .. أكيد فكره تغير نحو أمور كثيرة .. أكيد قال أنه في أمور كثيرة لن يتبع عقله بل سيتبع يسوع وسيضع في يديه كل إمكانياته وطاقاته وهو سيبارك وسيعمل .. بالطبع قال لنفسه سآخذ منه هو وأنا واثق أنه صالح . كلمة * صالح * في الكتاب لها ثلاث معاني : 1. * صالح * أي إنسان لا يؤذي أحد . 2. * صالح * أي إنسان وديع . 3. * صالح * وهي المعنى الذي نقصده في كنيستنا * مخلصي الصالح * `agaqoc وليس معناها أنه شخص لا يؤذي أو يعمل الخير بل أيضاً يعطي الخير لمن يستحقه ومن لا يستحقه لأنه صالح .. أي الصلاح من طبعه هو صالح لأنه صالح لذلك تسابيح الكنيسة تقول ﴿ أشكروا الرب لأنه صالح ﴾ ( الهوس الثاني ) .. لو كان إلهنا غير صالح ويحاسبنا كحسب أعمالنا أو حسب حساباتنا أو حسب قدرتنا في الإستيعاب ما كان إله بهذه القدرة .. لا .. هو صالح وأراد أن يكشف لنا مقدار القصور المريع في شخصيتنا .. لذلك ربنا يسوع يريد أن يقول لك هناك حسابات إحسبها معي غير حسابات عدم الإيمان . حسابات عدم الإيمان : كثير من الأمور تبدو لنا مستحيلة ونقف أمامها عاجزين عنها لا نفهمها .. الله يريدنا أن نقف عند حدود معينة ليشعرنا بكمال العجز .. لماذا ؟ ليعرفنا أن الأمر في يده هو .. نحن نحسب الأمور بالحسابات العقلية وهو يريد أن يحسبها بالحسابات الإيمانية لذلك يضعنا أمام أمور صعبة كي يخلق بنا إيمان جديد .. ﴿ إنما قال هذا ليمتحنه ﴾ .. لماذا ؟ ليس لأنه يريد إخجاله بل يريد أن يعلي إيمانه ويغير فكره .. حسابات عدم الإيمان . هل نتذكر وعد الله لأبينا إبراهيم وأمنا سارة ؟ قال له ﴿ إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة إمرأتك إبن ﴾ ( تك 18 : 10) .. أمنا سارة ضحكت لم تستطيع أن تستوعب .. حساب عدم إيمان .. تقول أنه أمر مستحيل مستحيل فهي في عمر النسعين فكيف تنجب طفل ؟ ضحكت من هول المفاجأة واعتبرتها لون من ألوان الدعابة من الله وقالت ﴿ أبعد فنائي يكون لي تنعم ﴾ ( تك 18 : 12) .. الأمر الذي كنت أرجوه عمري كله إنتهى لأني أحسست داخلي أن مستودعي قد مات .. نعم لقد مات مستودعها .. رحمها لم يعد يصلح للإنجاب .. حسابات عدم إيمان .. الأمر بالنسبة لنا صار مستحيل .. لكن لا هو قادر .. قادر أن يرجع بها نحو زمان الحياة .. الأمر في يده هو .. أي قادر أن يجعل من في عمر التسعين يكون كمثل من في عمر الثلاثين لأن الزمن في يده هو .. قال لها سأرجع بكِ نحو زمان الحياة فلماذا تتعجبي ؟ ضحكت .. الأمر صعب لكن الله يضعنا في هذه الأمور الصعبة ونجده ينجح .. إذاً ليس في يدنا سوى أن نقول له ﴿ أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني ﴾ ( مر 9 : 24 ) .. ضعف إيماننا محتاج أن يثبت بحسابات الإيمان وليس عدم الإيمان . جيد أن يكون للإنسان حسابات الإيمان لذلك قيل عن أبينا إبراهيم أنه من رجال الإيمان لأنه ﴿ قدم الذي قبل المواعيد وحيده ﴾ .. أي الله قال له الوعد بإسحق يكون لك نسل .. أطاع .. بإسحق سيكون لي نسل .. ثم بعد ذلك يقول له هات إسحق وقدمه لي محرقة .. هل أنت يا الله ترجع عن كلامك ؟ في البداية تقول لي بإسحق سيكون لك نسل ثم تعود وتقول لي هات إسحق وقدمه لي محرقة .. أي كلام أصدق ؟ هذا كلامك وهذا أيضاً كلامك لكن أنت وعدت والآن تطلب .. لذلك سأعيش بإيمان وعدك وسأقدم لك أيضاً حسب طلبك .. أمرين متعارضين .. لذلك قيل ﴿ بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده ﴾ ( عب 11 : 17) .. هذا الذي جعله رجل إيمان . تخيل ربنا يسوع ذاهب إلى قبر لعازر ويقول لمريم ومرثا أين هو ؟ تسأله من هو ؟ يجيبها لعازر .. تقول له لقد أنتن لأن له أربعة أيام ( يو 11 : 39 ) .. عدم إيمان .. تقول له لتكن معنا هنا قل لنا كلمة تعزية نحن لا نريد أكثر من ذلك ولكن أيضاً نعاتبك لأنك لو كنت ههنا لم يمت أخي .. حسابات عدم إيمان وكأن ربنا يسوع تأخر ليمتحهن .. وهنا يسأل فيلبس ليمتحنه .. صمم ربنا يسوع أن يذهب للقبر ويكلم لعازر هلم خارجاً .. ما هذا ؟ حسابات يريدنا الله أن نؤمن بها غير حساباتنا التي هي حسابات بشرية أنه مات ولا تقتنع أنه يجيب .. لا .. هذه حساباته وهو قادر . في العهد القديم مع موسى النبي يقول له الله إضرب الصخرة بالعصا وأنا أخرج لك منها ماء .. موسى النبي الذي كان يتكلم مع الله كمن يكلم صاحبه يتساءل ويتعجب حتى أنه قال ﴿ أمن هذه الصخرة نُخرج لكم ماء ﴾ ( عد 20 : 10) .. حسابات عدم إيمان .. معقول ؟ أمن الصخرة يخرج ماء ؟ لو أردنا أن نصف شئ جامد نصفه بالصخرة بينما إن قلت عن شئ لين أقول ممكن يخرج ماء لكن صخرة تخرج ماء ؟!! هذا كلام غير معقول .. ربما الشئ اللين نجد داخله ماء لكن شئ جامد جداً كالصخرة كيف يخرج ماء ؟ معروف أن الشئ اللين عندما يجف يكون ماؤه قد إمتص .. الله يقول له إضرب الصخرة .. هل لم تجد شئ سوى الصخرة يا الله ؟ إن قلنا بعض التراب كان يمكن أن يخرج ماء لكن صخرة ؟؟ الله يقول نعم .. هناك حسابات لله .. يقول لك لا تسر وراء عقلك بل سر وراء تدبيري أنا . الشعب في العهد القديم يتذمر على موسى النبي ويقول له أين اللحم .. أين السمك الذي كنا نأكله في مصر نريد أن نأكل لحم ؟ ربنا يقول لهم أنا سأعطيكم لحم لتأكلوا حتى يخرج من أنوفكم حتى يصير لكم كراهة ( عد 11 : 20 ) .. موسى يسمع الحديث من الله ويقول له كيف يكون هذا ومن أين لهم لحم بهذا المقدار ونحن في البرية ؟ الله يقول له سأطعمهم لحم ليس يوم ولا إثنين ولا ثلاثة بل شهر يأكلون لحم فقط .. موسى يتساءل .. موسى يفكر فكرة وقال هل ستأتي لهم بسمك البحر كله حتى وإن كان ذلك لن يكفي سمك البحر كله لأنهم جمع غفير .. يقول شئ عجيب وموسى يتكلم مع الله .. وتأتي ريح قوية ومعها سيول من طيور السلوى .. يقول الكتاب أن الطيور كانت مسيرة يوم أي تسير يوم كامل وحولك الطيور كثيرة جداً .. تخيل عندما يمر أمامك سرب حمام سيمر في لحظة لكن طيور السلوى مقدار أسرابها مسيرة يوم أي عدد لا يحصى .. أحضروا وأكلوا من هذه الطيور حتى تحقق كلام الله .. لماذا يا الله تطعمهم لحم لمدة شهر ؟ يقول هذه أمور سهلة بالنسبة لي .. أحياناً نُشعر الله أنه غير قادر ونقول أن الأمور مستحيلة وكأن إلهنا ضعيف وغير قادر وليس هو مسخر الكون كله .. حسابات عدم إيمان . حسابات الإيمان : ما أجمل النفوس التي عندها حسابات الإيمان مثل يشوع بن نون يحارب حرب والحرب قاربت على الإنتهاء ولم تحسم بعد ويشتهي أن تنتهي الحرب في نفس اليوم والليل قرب .. ماذا يفعل ؟ لو إنتظر إلى الغد قد يزداد عدد الأعداء ويستيقظوا لشعب الله .. خطر على باله فكرة فقال لله ليتك تجعل الشمس تدوم ولا تغيب الآن .. ﴿ يا شمس دومي على جبعون ﴾ ( يش 10 : 12) .. وقد كان وبقيت الشمس إلى أن إنتهت الحرب .. حسابات عجيبة .. لذلك يقول الآباء ﴿ إن صلاتك إن كانت بإيمان فهي تحرك اليد التي تحرك الكون ﴾ .. ستحرك يد الله التي تحرك الكون كله . الله يريد أن يعطينا مواعيد من عنده .. يريدنا أن نحيا ليس بحساباتنا نحن .. كان يقول لهم لتستريحوا في اليوم السابع .. أيضاً في السنة السابعة إستريحوا .. قد نقول له نستريح يوم فهذا شئ معقول لكن نستريح سنة كاملة فمن أين نأكل هذه السنة ؟ تخيل الشخص وهو يعمل ويكون حاله خبزنا كفافنا والله يقول له إسترح سنة بدون عمل .. يقول له يارب البيت يحتاج وقد يخرب و ..... الله يقول سأحل لك الأمر .. يقول له كيف تحل هذه المشكلة لا تقل لي إدخر من مالك لأنه بالكاد يكفي ولا يفيض منه كي ندخر .. الله يقول لا لن تدخر بل ستكون غلة السنة السادسة مباركة فتصير الضِعف .. أمر سهل بالنسبة لي لأنه من الذي يعطي الأرض الثمر ؟ من في يده قوة الأرض للإثمار ؟ أنا .. لذلك سهل أن أضاعف غلة الأرض وبدلاً من أن أعطيك المحصول منحة سيكون بتعبك فأنت الذي تزرع الأرض .. فكان الله يعطيهم غلة العام السادس مضاعفة وكان الإنسان كلما زرع يقول له في يدك يا الله كل شئ فأنت الذي تزيد ثمر الأرض وأنت الذي تقلله وأنت القادر أن لا تعطي ثمر نهائياً .. الذي فعل الزيادة يفعل النقصان .. فليقترن الإنسان بإيمان قوي بالله . سنة اليوبيل وهي السنة الخمسين يقول لهم الله فيها لا تزرع ( لا 25 : 4 ) .. يقول له الإنسان لكن السنة التاسعة والأربعون هي السنة السابعة التي لا نزرع فيها وأيضاً السنة الخمسين لا نزرع ؟ سنتين متتاليتين ؟! يقول الله نعم ولا تقلق لأني في السنة الثامنة والأربعون سأعطيك ثلاثة أضعاف المحصول .. هل تفعل ذلك يا الله ؟ تعطي من الأرض مرة واحدة ومنها أيضاً تعطي إثنان ومرة ثلاثة أضعاف من نفس الأرض ؟ يقول نعم ممكن .. الكنيسة تصلي ﴿ ليروَ حرثها ولتكثر أثمارها أعدها للزرع والحصاد ودبر حياتنا كما يليق ﴾ ( أوشية الثمار ) .. نحن نأكل من يدك ولن تتركنا محتاجين أبداً .. هذا الإنسان الذي يعيش حسابات الإيمان عكس حسابات عدم الإيمان .. الله يريد أن يرى فيضعنا في مواقف . ربنا يسوع يقول لمعلمنا بطرس وهو يصطاد أدخل إلى العمق لكن بطرس له حسابات بشرية حسابات عقلية .. حسابات عدم إيمان فيقول له ﴿ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ﴾ .. معروف أن السمك يكثر ليلاً وليس نهاراً والآن الوقت قرب للنهار فكيف تريد منا أن ندخل إلى العمق ونصطاد ؟ لكن بطرس قال له ﴿ ولكن على كلمتك ألقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 5 ) . كلنا عندنا حسابات عدم إيمان وليس حسابات إيمان .. أي هل لي توبة .. هل أدخل السماء ؟ هذه حسابات عدم إيمان وعدو الخير يحاول أن يثبت لي أنه ليس لي إيمان أو ملكوت وإني إنسان خاطئ ليس لي ملكوت .. هذه حسابات بشر .. أما حسابات الإيمان فهي أن أقول له يارب أنت قادر أن تُخرج من الصخرة ماء وأن تُشبع بالخمس خبزات والسمكتين جموع .. أنت قادر أن تستخدم ضعفي .. قادر أن تقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم .. قادر أن تجعلني ليس فقط إنسان يصلح للملكوت بل إنسان بار بل إنسان قديس .. معقول يارب ؟ نعم .. لابد أن يكون لنا هذا الإيمان .. صدقوني لو لم يكن لنا هذا الإيمان نكون قد أخلينا أنفسنا من أن لنا إله حقيقي .. يارب أنت قادر أن تجعلني ليس إنسان صالح بل إنسان بار وقديس .. لست قادر أن تعطيني أن آكل بل قادر أن تعطيني أن آكل ويفيض عني . رأينا القديس أوغسطينوس كل من رآه قال ليته يبتعد عنا لكن أمه كان لديها حسابات إيمان وليس عدم إيمان .. نحن إن رأينا أن حال شخص يزداد سوء نقول أكيد أن صلاتها تفتر وتيأس من إصلاحه لكنها على العكس كلما رأت حال إبنها تزداد شراً كلما إزدادت هي صلاة وإيمان أن الله قادر .. وكلما رأت أن الأمر مستحيل كلما تشددت بإلهها – وقد كان – ولم يتغير أوغسطينوس إلى إنسان عادي بل تغير إلى قديس بل إلى راعي بل إلى أسقف بل إلى مفسر للكتاب المقدس بل إلى أنه كتب أجمل ما كُتِب في الأدب الروحاني .. ألهذه الدرجة ؟ نعم . إحذر أن تحسب الأمور بحسابات عدم إيمان .. إحذر أن تنظر إلى حالك وتقول بأعمالي ليس لي خلاص .. نعم أنا بأعمالي ليس لي خلاص لكن بعينك الرحيمة أنظر إلى ضعفي أنت .. أنا ليس بي شئ جيد بل كلي رداءة وأنت قادر أن تغير .. ورأينا ذلك في القديس موسى الأسود تحول من رئيس جماعة لصوص إلى رئيس رهبان .. من أين ؟ من حسابات الإيمان – قادر – إلهنا قادر .. رأينا بولس الرسول من مضطهد الكنيسة إلى أعظم كارز في الكنيسة .. حسابات إيمان .. الله يريد أن يعطينا حسابات الإيمان .. كم منا مشغول بالمستقبل ؟ كم منا يشغله الغلاء ويقول لك هل هذا المال الذي معي بعد عشر سنوات يفعل شئ ؟ حسابات عدم إيمان .. كثيراً ما يدخل الإنسان في التجربة الصعبة ويخدعه عدو الخير ويغذيه بحسابات عدم إيمان حتى لا يتكل على إلهه بل على ذراعه ومن هنا يضعف الإيمان ومن هنا تتخلى النعمة عن الإنسان لأنه عندما يقول الإنسان لله لن تستطيع أن تصنع معي معجزة لن يعمل المعجزة . يقول الكتاب أنه في بعض الأماكن لم يستطع يسوع أن يصنع معهم آيات بسبب عدم إيمانهم ( مت 13 : 58 ) – لم يستطع – ربما حسابات عدم إيماننا جعلت يسوع لا يستطيع أن يصنع معنا آية .. لماذا ؟ لأنه لا يوجد مشجع .. لا يوجد الخمس خبزات والسمكتين اللذين وُضِعوا في يديه ليصنع بهم آية .. الله يعطينا حسابات إيمان .. ثق فهو قادر أن يعبر بنا الأردن دون سفن .. قادر أن يقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم .. قادر أن يهزم جيوش غرباء ونحن لا نملك الأسلحة .. قادر أن يدخل بنا أريحا ونحن لا نملك قوة لنهدم أسوارها .. هو قادر . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أعظم مواليد النساء

الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان .. لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) .. لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ .. لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد .. هو حلقة الوصل بين العهدين .. كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع .. أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ .. كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى .. في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ .. تنبأوا عن أمور لم يروها . يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه .. وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن .. كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن .. هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء .. لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى . كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها و ..... وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب .. فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية .. الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد .. كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط .. المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه .. نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم .. بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم .. هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى .. * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * .. لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * .. هذا هو العنقود .. لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم . إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات .. وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه .. وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة .. كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم .. لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً .. تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين .. عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و ..... كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء .. أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة .. لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية .. وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام .. أعظم مواليد النساء . في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء .. نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد .. لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي .. لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور و ...... إن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله .. يعيش في قفار .. هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله .. نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله .. إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود .. تربى في بيت فقير .. نشأ في أسرة بسيطة .. عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير .. مظهره بسيط .. فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لا .. عظيم جداً .. لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة .. هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب . عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب .. عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى .. كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها .. عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة .. فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً .. يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب .. ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) .. ﴿ توبوا ﴾ .. ﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 ) كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا .. عظيم .. كان يوبخ الكتبة والفريسيين .. كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع .. يوحنا وبخهم ولم يخافهم .. الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها .. قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع .. كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث ( مت 23 : 23 ) .. في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية .. ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) .. تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم .. إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان . عظيم في خدمته .. عظيم في حياته .. عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك .. الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ .. – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها . تجرد يوحنا المعمدان .. كان إنسان متجرد .. قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك .. فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله .. فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين ..كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته .. لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ .. الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر .. يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب .. لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله .. لذلك كان يوحنا المعمدان قوي .. شديد .. عظيم .. الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً . كان متجرد .. كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري .. عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا .. فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره .. هذه عظمة يوحنا المعمدان .. عظيم في تجرده .. مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس ( مت 6 : 31 ) .. يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي .. كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس .. الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني .. إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطير .. الأكل احتياج .. يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) .. أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن . جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع .. إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع .. أمها .. البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان .. يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله .. حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني .. ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن .. لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات .. يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن . التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي .. ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط .. كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها .. في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل .. نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته .. أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و ....... فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف .. مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ..... ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة .. يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي . هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) .. هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات .. لا .. هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله .. أبهذه البساطة ؟ نعم .. وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) .. ناس تأكل زروع بسيطة .. إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر .. هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه . يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية .. فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى .. القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية .. نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ..... ؟ .. لا .. أريدك أن تتمتع برؤية البرية .. لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ .. قفار .. يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها .. من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا .. ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي .. هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد .. الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده .. الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها . يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به .. لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا .... أو يفعل معي كذا ..... الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق .. لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا .... يخاف عليه .. لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ .. لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك .. لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك .. أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج .. حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك .. يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح .. إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه .. لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك . هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان .. شخص غير متعلق بشئ .. يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله .. يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) .. نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم .. وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – .. القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) .. يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾ ( 2تي 4 : 13) .. لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك .. لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها .. لذلك قال ﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾ ( في 4 : 11 – 12 ) .. الذي يتعب الإنسان رغباته .. الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته . الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح .. العالم غير مشبع وغير مفرح .. العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة .. يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات .. هكذا العالم .. يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه .. كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) .. ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عمل الراعى

في تذكارات الآباء البطاركة تعودنا الكنيسة على قراءة إنجيل الراعي الصالح .. الكنيسة تؤمن أن ربنا يسوع المسيح هو راعي قطيعه أي الكنيسة .. وإن كان في الكنيسة رعاة كثيرون فهم مجرد وكلاء على رعية المسيح فالراعي الوحيد للكنيسة هو ربنا يسوع المسيح لكنه يقيم رعاة .. هنا يقول ﴿ ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته ﴾ ( يو 10 : 4 ) .. اليوم نتكلم عن مهام الراعي .. وما بين راعي الخراف وراعي الخراف الناطقة الذين هم رعية المسيح وشعبه . عمل الراعي : 1. الراعي يقود . 2. الراعي يقود للمراعي الخضر .. يأخذهم لمراعي خضراء ليتغذوا منها . 3. الراعي يؤدب .. معه عصا يوجه بها الغنم وقد يستخدمها لضرب الغنم المشاكس . 4. الراعي يحمي القطيع من الإختلاط مع القطعان الأخرى .. أيضاً يحفظ القطيع من أن يهرب أو يخطف . 5. الراعي يحفظ القطيع من الذئاب الخاطفة . 1/ الراعي يقود : راعي الخراف مهمته أن يسير أمام خرافه وهي خلفه .. هذا رأيناه في ربنا يسوع المسيح .. ربنا يسوع كان دائماً قائد الكنيسة .. هو قائد الإثني عشر .. هو قائد السبعين .. هو قائد وهم ورائه .. نقول له ﴿ يقودنا في موكب نطرته ﴾ ( 2كو 2 : 14) .. جيد أن يشعر الإنسان أنه عضو في هذا القطيع وعينه على صاحب القطيع ولا تتحول عنه أبداً .. الراعي في الكنيسة الله يقيمه لكي يكون قائد ليعرفهم الطريق ويرشدهم .. الراعي عمله أن كل الجماعة تسير معاً .. الراعي عمله أن لا يجعل غنمه تسير وحدها .. الراعي لا يترك الناس لفكرها الخاص بل يقول الآن صوم يصوم الكل .. يقول يجب أن نتحلى بالفضيلة نتحلى بها ونعيش كلنا بفكر واحد ومنهج واحد . 2/ الراعي يقود لمراعي خضر : الراعي عندما يقود خرافه يكون دارس المنطقة ويفهمها لأنه لا يليق أن تكون الخراف في حالة جوع وعطش والراعي مازال يبحث لهم عن طعام .. لا .. الراعي يكون دارس المنطقة ويعرف إلى أين يذهب بقطيعه .. ﴿ لمراعي خضر يربضني ﴾ ( مز 23 ) .. يسير بالغنم حتى يجد مرعى أخضر كبير فيجلس في جانب ليستريح ويترك الخراف .. ماذا تفعل الخراف ؟ الخراف تأكل وتتغذى فتكون في منتهى السعادة .. ﴿ لمراعي خضر يربضني ﴾ . يقول الآباء ما هي المراعي الخضر ؟ هي الكنيسة .. ربنا يسوع ظل يقودنا حتى أتى بنا إلى الكنيسة وبذلك هو إستراح وسطنا ونحن نتغذى .. كل غنمه فينا أتت إلى الكنيسة تأكل وتشبع وترتوي وتخزن طعام .. ترتوي من ينابيع الروح .. الكنيسة غنية .. سواقيه ملآنة ماء والمرعى خصيب والأكل شهي .. إفتح فمك وهو يملأه .. إشبع .. ليكن لك سعي عالي واشتياق عالي وهو يعطي .. هذا هو المرعى .. القائد يقود إلى مراعي خضر .. كل عمل الخادم أن يربط المخدوم بالكنيسة .. يقول لكم عيشوا أسرار الكنيسة .. تعالوا للتناول .. إعترفوا وتوبوا .. إسمعوا كلمة الله .. مراعي خضر . 3/ الراعي يؤدب : لو غنمه شتت أو غنمه مستهترة الراعي يعلم خطورة هذا الأمر .. أنه مجرد أن يغفل عن الغنمه إما تضيع أو تخطف أو تختفي وكثيراً ما إختبر أن غنم ضاع منه لذلك هو يقظ جداً .. قيل عن أبينا يعقوب عندما إختلف مع لابان خاله أراد أن يترك العبودية عند لابان قال له لابان لنتحاسب .. فقال له يعقوب كنت بالنهار يأكلني الحر وبالليل يأكلني البرد ( تك 31 : 40 ) .. كنت أسهر على الغنم لو غنمه خطفت أو سرقت كنت تخصمها مني .. الراعي يكون يقظ لأنه يعلم أنه قد يضيع غنم أو يسرق أو يؤكل أو يفقد .. لأنه يعلم أن قطيعه قد يتعرض للخسارة لذلك يؤدب . دور الكنيسة أن توجه أولادها وإن لم يستجيبوا للتوجيه تؤدب .. بولس الرسول يقول ﴿ وبخ انتهر عظ ﴾ ( 2تي 4 : 2 ) .. أي أنت تمسك العصا للتأديب .. جيد .. لكن لا تستعملها إلا عند اللزوم .. أي لو غنمه مصممة على الشرود إضربها .. معلمنا بولس الرسول عندما وجد أن البعض يحاول تفتيت وحدة الكنيسة وآخرون مصرين على أن يضلوا قال ﴿ لا يحمل السيف عبثاً ﴾ ( رو 13 : 4 ) .. عمل الراعي أن يؤدب وينذر ويوبخ .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف ﴾ ( 1تي 5 : 20 ) .. لا تترك الأمور تسير بحسب أهواء الناس .. لذلك قال ربنا يسوع المسيح للتلاميذ في أحد المرات خذوا معكم عصا .. ومرة أخرى قال لا تأخذوا عصا .. لأن قديماً كانت العصا تفهم بمعنيان .. توجد عصا للحماية الذاتية والقتال والحرب وتوجد عصا للرعاية .. عندما قال لهم خذوا معكم عصا كان يقصد الرعاية وهذا تقليد مازال في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية .. تجد الأسقف والبطريرك يحمل عصا .. قد تتعجب وتقول لماذا يمسك الأب البطريرك أو الأب الأسقف عصا ؟ يقول هذه عصا الرعاية . ومن الأمور الجميلة أن عصا الرعاية نؤمن أنها لربنا يسوع المسيح لذلك نجد أبونا البطرك يمسك عصا الرعاية خارج الهيكل لكن عندما يدخل الهيكل لا يمسكها .. لماذا ؟ لأنه نعم هو الراعي للكنيسة لكن في الهيكل هناك الراعي الأعظم .. الراعي الصالح للكنيسة لذلك يقول الأب البطريرك أنا لا أحمل العصا في وجود راعي الرعاة ربنا يسوع المسيح ولأننا نؤمن أن القطيع كله هو قطيع ربنا يسوع .. حتى أننا نرى أنه إن وُجد أب بطريرك في مكان ودخل أب أسقف المفروض أن الأسقف لا يدخل بعصاه .. أي يوجد في المكان عصا رعاية واحدة فقط .. عمل الخادم أن يوجه لأنه راعي . 4/ الراعي يحمي القطيع من الإختلاط والسرقة والنهب : الخراف وجدت مرعى أخضر تجري نحوه لتتغذى ثم جاء قطيع آخر ليأكل من نفس المرعى .. كيف يعرف الراعي خرافه من خراف القطيع الآخر ؟ بشيئان : أ‌- كل قطيع يكون عنده تمييز عالي جداً لصوت راعيها .. فبعد أن تأكل وتشرب وتلعب مجرد أن ينادي كل راعي خرافه تذهب له لذلك قال ربنا يسوع ﴿ خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني ﴾ ( يو 10 : 27 ) .. تميز صوت راعيها . ب‌- يميز القطيع بلون مميز كعلامة لكل قطيع .. لنفرض أن شخص خطف غنمه لذلك يميز كل قطيع بلون خاص كعلامة مميزة . ربنا يسوع عندما أرسلنا إلى العالم خشى علينا من الإختلاط بالقطعان الأخرى التي للعالم فقال إتبعوني بصوتي .. لكن صوتي لا يكفي لذلك سأضع لكم علامة .. علامة صليبه ختمنا بها .. لذلك نحن في المعمودية دهنا بالميرون علامة فينا وليست موجودة في أهل العالم .. يقول الذي له العلامة يأتي في جانب واحد هكذا نحن أصحاب العلامة .. لذلك قال ﴿ ربنا يسوع المسيح قد أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه ﴾ ( إبصالية واطس ليوم الجمعة ) .. نحن لنا العلامة .. لذلك يكلمنا في سفر الرؤيا عن الذين لهم سمة على جباههم ( رؤ 9 : 4 ) .. أي لنا العلامة .. أنا مميز عن سائر القطعان .. نعم العالم كله يشبه بعضه لكن يوجد فرق بين قطيع وقطيع .. وراعي وراعي .. وطباع غنم وطباع غنم .. فالراعي مهمته أن يحمي قطيعه من الخلطة مع القطعان الأخرى .. يحمينا من أن نتشكل بطباعهم أو أشكالهم .. أو لا يكون فينا شئ يميزنا عنهم . 5/ الراعي يحمي من النهب : الراعي يحمي من الذئاب الخاطفة أو من السرقة .. السرقة فهي من فعل شخص لكن الأشرس الذئب لأنه يلتهم .. الراعي يقظ عينه على القطيع كله ويعرف متى يأتي الذئب ومن أين يأتي وكيف يأتي وكيف يخطف في ثانية ويجري والفريسة بين أنيابه .. عمل الراعي أنه سهران .. لذلك من ضمن صلوات الأب الكاهن على المذبح أن يقول ﴿ إحفظ قطيعك وغنم رعيتك ﴾ .. يقول هذا في سر الإبركسيس .. أنت يارب تحرسهم مِن مَن ؟ من الذئاب الخاطفة .. لذلك قال ﴿ أنا هو الراعي الصالح ﴾ .. ماذا يفعل ؟ ﴿ يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يأتي الذئب ليخطف يجد الراعي واقف له بعصاه فيخيفه بها والذئب يخاف العصا .. لنفرض أن الذئب لم يخف من العصا وانقض على الراعي ؟ يقول الراعي حتى إن أكلني الذئب لا يهم المهم أن لا تضيع غنمه من يدي .. هذا هو عمل الراعي . الراعي عمله أن يبذل نفسه عن الخراف .. ربنا يسوع عندما قال ذلك وجدناه لا يقول فقط بل ويعمل .. بذل نفسه عن الخراف .. عندما قال أنه أحبنا إلى المنتهى ( يو 13 : 1) لم يكن كلام بل فعل .. أحبنا إلى المنتهى .. قال سأسلم نفسي للذئب حتى وإن أكلني المهم أن لا يأكلكم .. أموت أنا لتحيوا أنتم .. هذا عمل الراعي .. الراعي يسلم نفسه لحروب شرسة في مقابل أن يكون الشعب في اطمئنان .. يريد أن يدافع عن أولاده ويمتص كل صدمة وكل ضربة لكي يعيش شعبه في اطمئنان .. ربما أمور كثيرة مزعجة يعرفها ولا يريد أن يزعج بها شعبه بل يريدهم في فرح متمتعين بالمراعي الخضراء . لذلك عمل ربنا يسوع معنا في الكنيسة عمل عجيب .. كل يوم نراه يقود لمراعي خضر .. كل يوم نراه يؤدب ويحمي .. كل يوم نراه يبذل نفسه عن الخراف .. ما أجمل وأنا من قطيع الغنم أن أكون فرحان به جداً ومطمئن جداً وأعيش سعيد بحياتي معه .. لنفرض إني بدأت أفقد إحساسي بأنه راعي ليَّ ؟ بالتأكيد أبدأ أعيش في خوف وهم وأبدأ أنظر للذئب وبالطبع أنا لست في قوة الذئب ومعروف أن الذئب سيأكلني .. أبدأ أبحث عن مراعي خضر لأتغذى ومعروف أن الصحراء شاسعة فأبدأ أتوه وأجوع وأموت .. لذلك يا أحبائي قال الكتاب ﴿ طوبى لجميع المتكلين عليه ﴾ ( مز 2 – من مزامير باكر ) .. ونحن نقول له ﴿ نحن شعبك وغنم رعيتك ﴾ ( مز 79 : 13) .. نحن خراف قطيعك .. نحن لك قودنا وارعانا .. نحن عيوننا إليك ونميز صوتك ولنا العلامة التي تجعلنا نتبعك ولا نقبل الإختلاط بأهل العالم ولا تكون فينا عوائدهم أو شكلهم .. بل نحن حريصين أن تكون لنا علامتك وفخورين بعلامتك لأنك أنت الراعي الصالح ولن نجد من يشبهك . ربنا يمتعنا برعايته لكي نحيا كل ملء الفرح برعايته ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

كيف نتغلب على العثرات

إنجيل هذا الصباح المبارك يكلمنا فيه ربنا يسوع المسيح عن خطورة العثرات فيقول ﴿ من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر ويل للعالم من العثرات فلابد أن تأتي العثرات﴾ ( مت 18 : 6 – 7 ) .. كثيراً ما يقول الإنسان نحن في عالم مملوء عثرات ونشتاق لأن يتنقى العالم من العثرات كي نحيا حياة جيدة .. ليتنا نعيش في عالم كله فضيلة وسلام ومحبة وهذا عملك أنت يا الله أن توفر جو مناسب لأولادك كي يعيشوا فيه معك لكنه يقول لنا ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ . العالم منذ القديم وليس اليوم فقط مملوء عثرات والمسيح قال ﴿ في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ﴾ ( يو 16 : 33 ) .. ما هي العثرات التي يتعرض لها الإنسان ؟ كثيرة .. خطايا كثيرة جداً محيطة بالإنسان .. قديماً عندما كان الإنسان يعاشر شخص ردئ أو يرى مناظر رديئة أو يكون في التليفزيون مناظر غير جيدة نقول له هذه كلها عثرات إبتعد عنها .. لكن اليوم الأمر إختلف .. لماذا ؟ لأنه قد يقول لك أنا في مكان لا أجد فيه إنسان واحد أعاشره .. أي العثرة إزدادت .. قديماً إن وجدنا مع شخص صورة غير جيدة ننتهره ونطلب منه أن يتخلص منها .. اليوم المناظر الرديئة تملأ البيوت والإرسال أربعة وعشرون ساعة كله دنس وقباحة ولا يستطيع الإنسان أن يتخلص من العثرات . ما العلاج ؟ الناس تشكو من الملابس الخليعة والمناظر الرديئة .. لكن الكتاب قال ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. أين العلاج إذاً ؟ نقول العلاج فيك .. العلاج داخلي أنا .. أنا لن أنتظر أن ينقوا وسائل الإعلام من العثرات ويطهروه .. لا .. ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. أي توجد خطايا محيطة بنا وموجودة منذ أيام معلمنا بولس الرسول بل ومنذ أيام أبونا آدم والجيل الأول جيل أولاده إنقسم العالم إلى قسمين قسم تبع قايين وقسم تبع هابيل .. القسم الذي تبع هابيل سُميَ * أولاد الله * والقسم الذي تبع قايين سُميَ * أولاد الناس * .. المفروض أن أولاد الله محفوظين ومتحدين بالله لكن للأسف أولاد الناس نجحوا في عثرة أولاد الله .. ﴿ أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ﴾ ( تك 6 : 2 ) .. حدث خلط .. لماذا ؟ لأنه يوجد عثرات منذ أيام آبائنا . لوط البار عاش هو وأسرته في أرض سدوم وعمورة أرض كلها عثرات حتى أن معلمنا بطرس الرسول تكلم في رسالته عن لوط والعثرة التي تعرض لها .. ﴿ إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة ﴾ ( 2بط 2 : 8 ) .. كل يوم يعذب بالنظر والسمع يرى دنس وخلاعة قد لا يتخيلها إنسان .. أمر متاح للكل .. دنس في الشارع .. في كل مكان عثرة وموجودة كيف يغلب الإنسان العثرة ؟ يوسف الصديق .. لا تتخيل أن إمرأة فوطيفار جاء بفكرها صدفة أن تمسك يوسف .. لا .. بل كان يوسف ببالها وذهنها والشيطان تملك على عقلها واستطاع أن يلقي ظلمة على قلبها وعقلها واشتهت يوسف أيام عديدة والعجيب أن الكتاب يقول ﴿ كلمت يوسف يوماً فيوماً ﴾ ( تك 39 : 10) .. عثرة وموجودة أمامه في نفس المكان وليست مجرد عثرة لمرة واحدة ونجح في التخلص منها .. لا .. بل كانت يوماً فيوم العثرة موجودة .. مثلنا نحن تلح علينا الخطية يوماً فيوم تريد أن تسقطنا .. عثرة وموجودة ومتاحة وسهلة وتقول إن تبعتني ستكسب وإن لم تتبعني ستخسر .. عثرة وموجودة . عدو الخير يزين العثرات للدرجة التي يعطيها مسميات غير حقيقتها .. فقد يقول لك هل ستظل شخصية مغلقة عمرك كله والعالم منفتح الآن ؟ ويبدأ عدو الخير يسهل للإنسان بالتدريج خطوة خطوة .. عدو الخير لا يأتي للإنسان ويقول له إسرق أو إزني .. لا .. بل قد يقول أن الحياة صعبة وأنت محتاج .. أيضاً لا يقول إزني بل يقول لتكن حر وتنسى عُقدك ما المانع أن نتعامل مع كذا وتذهب للمكان الفلاني وما المانع أن تركِّب الدش ؟ أسلوب به سلاسة .. ثم يقول لك لترى كيف يعيش الآخرين فترى لدقائق ولكنك تتراجع وتقول لا يليق وتدير الشاشة والقناة ولكن تجد نفسك بعد وقت ليس بكبير تزداد الرؤية لنصف ساعة ثم تبدأ تبحث عن هذه الأمور بنفسك ؟ ماذا حدث ؟ عثرة .. عثرة ملقاه أمامنا . نحن في عصر الإنسان محاط فيه بعثرات لكن لنعلم أن العثرات ليست في عصرنا فقط بل هي في كل وقت لكن قد يكون سلطانها زاد أو أشكالها تنوعت .. لكن الإنسان هو هو وتيار الشر في الإنسان هو هو والخطية المسيطرة على الإنسان هي هي .. إذاً ماذا نفعل في هذه العثرات ؟ نقول ليست هذه العثرات هي فقط الموجودة بل قد يعثر الإنسان في إيمانه .. ممكن يكلمه شخص عن الثالوث فيجد نفسه يشك في إيمانه ..كيف يكون الله إنسان .. كيف يحدث مع ربنا يسوع المسيح موقف مثل هذه المواقف ؟ ويبدأ يعثر .. قد يعثر إنسان في المسيح نفسه وفي صليبه .. وقال أنه الصليب لليهود عثرة .. لماذا ؟ وما معنى عثرة ؟ أي إنسان توقع شئ في ذهنه ولم يجده فأعثر .. توقع اليهود أن المسيح هو ملك اليهود وأنه سيخلصهم من ظلم وعبودية الرومان لكن عندما وجدوا أن الرومان صلبوه وأهانوه قالوا كنا نتوقع أنك ستخلصنا منهم لكنك وُجدت بلا سلطان عليهم فأعثروا فيه .. لذلك قال ﴿ طوبى لمن لا يعثر فيَّ ﴾ ( مت 11 : 6 ) .. من ؟ أحباؤه والمؤمنين به والذين يعلمون أنه الآن يتمم تدبير .. الذين يعلمون أن الذي يتم فيه الآن هو بإرادته وسلطانه وحده . قد تحدث عثرة في المسيح .. عثرة في الإيمان .. عثرة في الكنيسة أن يجد شخص موقف لا يعجبه في كاهن .. في شماس .. في مجلة كنسية .. في راهب .. عثرة ولابد أن تأتي العثرات .. لابد أن تعلم أنك مازلت تعيش على الأرض ولم تدخل بعد السماء والأرض لابد أن يكون بها عثرات .. لا تتوقع أننا كاملين بل كلنا بنا نقائص ومادمت تعلم أن الإنسان به نقائص تكون مقدار العثرة التي بك قليلة لذلك قال لابد أن تأتي العثرات . طريق الغلبة على العثرات : كيف يكون طريق الغلبة على العثرة ؟ طريق الغلبة على العثرة هو الحياة مع الله .. الإنسان الذي يحيا مع الله ويتحد به إن أتت العثرة أمامه يستطيع أن يغلبها .. ثلاثة مبادئ مهمة نحن نحتاجها ونتعلمها في جيلنا هذا ونعلمها لأولادنا كي يستطيعوا أن يميزوا .. نحن في جيل كثرت به العثرات . (1) النفس الشبعانة تدوس العسل : كيف أتغلب أنا وإبني على هذه العثرات ؟ كيف يستطيع إبني أن يحيا في تقوى وسط هذا الجو الضاغط ؟ بالشبع .. لابد من أن تشبع بالله .. لو لم نشبع بالله سنضيع ونتوه ونفقد مسيحيتنا وكنزنا .. حقيقةً إننا مستهترين جداً .. الكنز الذي فينا أخفيناه وأضعناه .. أجمل ما فينا سكنى الروح القدس .. الجسد والدم .. الغفران الذي نناله وقوة القديسين .. كل هذا صار لنا كلام نظري وبدأنا نشكو مثل الآخرين من العثرات .. بل وقد نكون نحن سبب عثرة في شكلنا وملابسنا .. كيف ؟ أولاد الله هم شهوده .. إبنة المسيح لابد أن يخرج من جسدها رائحة ذكية وليست رائحة نتنة .. إبنة المسيح تحمل صورة المسيح كل مجدها ولا تكون موضع إستهزاء وسخرية .. إبنة المسيح إنسانة مختلفة مهما كان .. ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) . الإنسان الذي يريد أن يغلب العثرات لابد أن يكون شبعان .. أشبع بإلهي .. أشبع بإنجيلي .. أشبع بالكلمة المحيية .. كثيرون منا مهملين في قراءة الكتاب المقدس إذاً كيف نغلب العثرات إن كانت العثرات بهذا السلطان ؟ إن كانت الإمكانية التي أعطانا الله إياها لا نستطيع إستخدامها .. من منا يجلس مع إنجيله يأكله ؟ من منا يجلس مع إنجيله ساعات يلتهم منه ويرتوي ولا يستطيع أن يغلقه من لذة التعزية التي يعطيها الله له ومن لذة الكلام ويجد نفسه مسبي بالنعمة ؟ لمن هذا الكنز ؟ الله أضاء عقل الإنسان وقلبه وعندما تأتي العثرات ماذا يحدث ؟ تجد نور لذلك قال رب المجد يسوع ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ ( مت 6 : 23 ) . ما هو الظلام وما هو النور ؟ الآباء يقولون النور هو العقل والظلام هو الجسد .. الجسد مظلم بالشهوة والكسل وحب الأكل و .... الذي ينير الظلمة هو العقل والقلب .. العقل والقلب اللذان بهما الله يسلطان الضوء على الجسد فيصير الجسد المظلم مضئ .. تخيل أن العقل والقلب اللذان بهما النور الذي يضئ ظلمة الجسد غير موجود بهما النور فكم يكون الظلام ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه ليس بهما الله ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه لا يسبحان ؟ ما حال إنسان قلبه ولسانه لا يلهجان بكلمة الله ؟ ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ .. ولنرى سلطان الجسد وحدَّته ستجد نفسك – ربنا يرحمنا – أصعب من الحيوانات لأن النور صار ظلام .. السلطان الذي أعطاك الله إياه لم تستخدمه .. لا .. ﴿ النفس الشبعانة تدوس العسل ﴾ ( أم 27 : 7 ) .. ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. من أين ؟ من سلطان إنسان من داخله يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ .. إنسان عندما يبتعد عن العثرة لا يشعر أنه محروم أو متضايق بل بالعكس يشعر أن الذين يتبعون هذه الأمور مساكين ومحتاجين صلاة .. مساكين يعيشون حسب شهواتهم .. مساكين يتبعون الظلمة التي بهم ولا يوجد ما يضئ عقلهم وقلبهم . لكي أعرف أن أغلب في جيلنا هذا أضع أمامي مبدأ النفس الشبعانة تدوس العسل .. مهما كانت قوة الخطايا وسهولتها .. مهما كان الإنسان يعيش في وسط مظلم .. النفس الشبعانة تدوس العسل .. كثيراً ما يمر على الكنيسة وكثيراً ما مرت عصور أتقياء وأبرار العهد القديم أمور بها عثرات وخطايا .. بولس الرسول كان يكرز في أماكن وثنية بها طقوس عبادات وثنية ما هي إلا زنى .. تخيل لما يقنع عدو الخير الإنسان أن من ضمن ألوان التدين الزنى .. تخيل إنسان مسيحي يشتاق أن يحيا حياة مسيحية حقيقية ويربي أولاده ويحافظ عليهم في مثل هذا الجو المملوء عثرات .. يرى أن الولد والبنت بهما تيار الخطية والناس الذين حولهما يفعلون هذه الأمور .. قد يقول الأولاد كل من حولنا يفعل ذلك فلان وفلان و ... لا .. الله قال ﴿ أنتم فجنس مختار ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أنت مسكن الله .. أنت الذي إقتناك بدمه .. ﴿ لأنكم قد اشتريتم بثمنٍ فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ﴾ ( 1كو 6 : 20 ) .. المسيحي لو عرف قيمة نفسه وقيمة مسيحيته ما تردد ولا سلك أبداً بقانون أهل العالم .. لذلك النفس الشبعانة تدوس العسل . (2) إمتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن : بولس الرسول يقول في رسالته إلى أهل تسالونيكي الأولى ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ ( 1تس 5 : 21 ) .. إمتحن كل شئ .. أنا سمعت عن شئ سلبي وردئ والناس تشكو منه وأنا جربت .. كل هذا يجعلني أتمسك بالحسن وأبعد عن هذا الشئ وليس من الداعي أنه عندما أسمع عن شئ سلبي أنه لابد أن أختبره حتى لا أسقط فيه .. ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ .. إن كان إبني محب للكمبيوتر ويدخل على مواقع قل له * إمتحن كل شئ وتمسك بالحسن * .. إختار .. الإنسان كي يغلب اليوم العثرات لابد أن يعرف كيف يختار ما يناسبه ولابد أن يشعر بسلطان الله داخله الذي يجعله يسلك حسب وصية إلهه .. إمتحن كل شئ .. لا تترك نفسك لهواها .. معروف أن الإنسان سيحيا وسط عثرات كثيرة لابد أن نشعر أننا غالبنها . الإنسان الذي يواظب على صلواته ويعيش التوبة اليومية ويقرأ كتابه المقدس بشغف .. إنسان يشبع بكنيسته وأسرارها وألحانها والتناول ثم قل له هيا لتشاهد فيلم ردئ أو دنس أو منظر غير جيد .. بالطبع سيقول لك لا أستطيع .. لماذا ؟ لأنه شبع وعرف كيف يتمسك بالحسن .. عرف أنه كيف لا يليق به كإبن لله أن يتبع هذه الأمور .. عندما نرى الضغوط التي على أولادنا نقول يارب ارحم أُدخل إنت يارب عقولهم وقلوبهم .. لذلك لابد أن نصلي لأولادنا ونرشدهم ونعلمهم ونتابعهم ولابد أن يكون لنا دور إيجابي وسط البيت .. لابد أن يكون لكل شاب وشابة قانون روحي يومي ولابد أن يكون جاد فيه وإلا يوم مع يوم يتهاون ثم يضيع .. إن كانت توجد عثرات وربنا يسوع قال لابد أن تأتي العثرات إلا أن العثرات وُجدت من أجل إمتحاننا وتزكيتنا .. فالعثرة تكون للإنسان الخاطئ سبب دينونة وبالنسبة للإنسان البار سبب بره وتزكيته .. ليتك تكون وسط جيلك المملوء بالعثرات من الشهود الأمناء . (3) كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافقني : كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني : عندما يعرض عليَّ شئ .. عندما أكون وسط ظروف لا أعرف كيف آخذ قرار .. أقول كل الأشياء تحل لي ولكن لابد أن أعرف أن هناك ما يوافقني وما لا يوافقني .. يوجد ما لا يليق بي وليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أرى ما يبنيني .. وعلى قدر ما ينجرف العالم في تيار من التفاهه والسخافة على قدر ما يوجد تيار للعلم والتطور والتقدم والتميز .. وكثيرون يسيرون مع تيار السخافة وتنزل وتنزلق وكثيرون يسيرون مع تيار التطور والتميز والعلم لأعلى .. لابد أن أعرف ما يبني .. لا يوجد شئ خطية بذاته إلا أن الإنسان بميله الردئ يجعله خطية . الجسد في حد ذاته ليس خطية بل الأكثر أن الشهوة في حد ذاتها ليست خطية لكن إستخدامها الردئ هو الخطية لكن الإنسان لو لم يكن له شهوة طعام كان لا يأكل ويموت بالجوع .. أيضاً لولا الشهوة ما كان يوجد تناسل وزرع بشري واستمرار حياة .. الله لم يخلق شئ دنس أبداً لكن الميل الردئ هو إنفصال إرادة الإنسان عن إرادة الله فتنحرف كل الإتجاهات وتفسد كل العطايا لذلك ليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أعرف ما يبني .. لابد أن أقرأ وأتثقف .. لابد أن يكون عقلي مضئ .. العقل وحياتي وزنة يجب أن أتاجر فيهم وأربح ولا أضع العثرات حجة ولا الضعف المحيط بي لأن الكتاب قال لابد أن تأتي العثرات . كن مضئ في موضع مظلم .. كن إيجابي وسط سلبيات .. إعرف كيف تختار .. ما أجمل تسبحة دبورة النبية والقاضية عندما قالت ﴿ دوسي يا نفسي بعزٍ ﴾ ( قض 5 : 21 ) .. * بعز * أي بسلطان وقوة واقتدار دوسي .. النفس التي بها قوة الله داخلها تدوس بعز ولا تشعر أنها مهزوزة أو محرومة ولا تشعر أن الله وضع عليها قيود صعبة أو لا تعرف كيف تعيش مثل سائر الناس .. لا .. لأنها تدوس بعز .. نطرح عنا كل ثقل الخطية .. لذلك الذي يشكو من العثرة نقول له العثرة داخلك .. الذي يشكو بالضعف نقول له الضعف داخلك .. لذلك سيدنا البابا شنودة له عبارة جميلة ﴿ إن جاهدن مع نفسك سوف تستريح في الجهاد مع الخطايا ﴾ .. أنت غلبت من الداخل ستعرف عندئذٍ كيف تغلب من الخارج . الإنسان داخله جسد يميل للخطايا .. طبع فيه خطية مغروسة ومن الخارج خطية محيطة بسهولة فيحدث إشتعال .. ما المطلوب ؟ أنت داخلك نيران شهوة ومن الخارج بنزين لو وضعت النار على البنزين ستشتعل الأمور لذلك أنت لن تعرف كيف تتخلص من البنزين الذي حولك ؟ الحل في النار التي داخلك تطفئها بالماء الذي هو الروح القدس روح ربنا الذي بداخلك .. ينابيع الماء الحي التي بداخلك قادرة بسلطان أن تطفئ نيران الشهوة .. حتى إن أتى عليك بنزين العثرات ونيران الشهوة مطفأة داخلك فالبنزين سيأكل نفسه ولا يضرك بشئ . حاول أن تكون من داخلك إنسان غالب وتنقي نفسك من الداخل .. أحياناً نعطي تشبيه أن الجو المملوء قنوات تليفزيون وراديو و ..... إن كان عندك جهاز وضبطته على أي قناة ستراها .. إن ضبطت الراديو على قداس ستسمع قداس وإن ضبطته على أغنية ستسمع أغنية لذلك المشكلة ليست في الجو بل في جهازي على أي قناة أضبطه ؟ هكذا الإنسان لو إنسان ساعي للشهوات وداخله ظلام ستأتيه الشهوة .. لكن لو أنا إنسان مصلي للمزامير وأسير في خوف الله ووداعة لن تمسني العثرة لأن قناتي ليست على قناتها .. لابد أن تأتي العثرات . لذلك لابد أن نأخذ حياتنا جد .. إن كنا نشتكي من العثرات فأقول لك تعال لنشكو من إهمالنا قبلما نشكو من العثرات .. تعال نشكو من صلواتنا الفاترة ومن إننا تركنا إنجيلنا ومن نفوسنا الضعيفة قبلما نشكو من العثرات والضغوط المحيطة بنا من الخارج . ربنا يسوع الذي سمح أن تكون هناك عثرات وأعطانا سلطان أن نغلبها يثبتنا في شخصه القدوس المبارك كي نكون بلا لوم ولا عثرة أمامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

طرق الأمتلاء من النعمة

جرت العادة في كنيستنا أنه في يوم التاسع والعشرون من كل شهر قبطي أن تحتفل بتذكار البشارة حتى وإن كان يوافق يوم الأحد .. ومعروف أن يوم الأحد يوم له قدسية خاصة في الكنيسة وأنه يغلب أي مناسبة لكن لأن عيد البشارة عيد سيدي ونحن نعتبره بداية كل البركات لذلك الكنيسة تحتفل به في كل يوم 29 من كل شهر قبطي .. واليوم يوافق 29 بشنس والكنيسة تقرأ لنا في هذا التذكار إنجيل البشارة . وهناك عبارة قالها الملاك للسيدة العذراء نريد أن نتوقف عندها اليوم وهي ﴿ سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة ﴾ ( لو 1 : 28 ) .. كلمة * ممتلئة نعمة * نقف أمامها كثيراً .. كيف تمتلئ النفس بالنعمة ؟ كيف تكون حياتك عبارة عن إناء ممتلئ بالنعمة وليس به قطرة أو كمية بسيطة بل إمتلاء ؟ السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة .. كيف تهيأ النفس للإمتلاء بالنعمة ؟ الآباء القديسون أعطونا الطريق في ثلاثة كلمات مهمة . طريق الإمتلاء بالنعمة : ثلاثة كلمات مهمة تظل معنا كل حياتنا هي : هل أمر أساسي أن يعيش الإنسان فقير كي ينال من الله بركة ؟ إذاً لماذا سمح الله بالغنى ؟ أليس هو معطي الغنى ؟ نقول لننتبه للفقر في مفهومه الروحي أنه غير الفقر الذي تفكر فيه .. أنت تقول في فكرك أن الفقر هو إنسان لا يجد قوته اليومي ومادياته قليلة .. هذا ليس فقر .. أما الفقر في مفهومه الروحي فمعناه هو أنه حالة داخلية .. نفس قانعة من الداخل .. عدم حب الملكية .. هو إنسان يعيش زاهد في طلباته الخاصة .. هو أن يحيا الإنسان غير متعلق بشئ .. هو حالة قلب غير موضوع في شئ .. هذا هو الفقر الذي يجب أن نحياه حتى وإن كنا أغنياء . كيف يحيا الإنسان فقير وهو غني ؟ بولس الرسول يحل هذه المشكلة فيقول ﴿ كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء ﴾ .. ﴿ كفقراء ونحن نغني كثيرين ﴾ ( 2كو 6 : 10) .. أي أمتلك الشئ لكن لا يمتلكني الشئ .. الذين يملكون كأنهم لا يملكون .. ﴿ الذين يشترون كأنهم لا يملكون ﴾ ( 1كو 7 : 30 ) .. أي يشتري الشئ لكن لا يمتلك الشئ .. أي لا يشعر الإنسان أنه واقع تحت سلطان الشئ . ما ضرورة الفقر في الحياة الروحية ؟ أقول لك كل شئ تقتنيه ويدخل قلبك يأخذ من النعمة أي يسحب من النعمة .. شئ تقتنيه ويدخل قلبك لا يدخل دون أن يسيطر داخل القلب .. يسيطر ويصير سيد فيأخذ مكان النعمة .. تأتي النعمة لتدخل القلب فتجده مشغول .. بماذا ؟ بماديات ومظاهر .. لذلك تعال واخلي المكان تجد النعمة تعمل في القلب . السيدة العذراء كانت مملوءة نعمة .. كانت فقيرة تعيش نذيرة في الهيكل ليس لديها مقتنيات تخاف عليها .. يقولوا لها الآن ستذهبين لتعيشي عند إنسان آخر تقول نعم وتطيع .. تخيل معي السيدة العذراء تخرج من الهيكل ماذا ستأخذ معها ؟ عمل يدها ؟ كانت تعمل في الهيكل .. تأخذ معها ملابسها ؟ ليس لديها سوى ما ترتديه فقط .. ماذا تأخذ معها ؟ لا شئ .. إنسانة ستنتقل من حياة لحياة ومن مكان لمكان تخرج كما هي بدون شئ بيدين فارغتين ؟ نعم .. لماذا ؟ لأنها تحيا الفقر .. الفقر هو حالة قلب إنسان لم يتمسك بشئ .. هو إنسان لا يستعبد لشئ .. هو إنسان يشعر أنه يستخدم كل الأشياء ولا يستخدمه شئ .. يمتلك الشئ ولا يمتلكه الشئ .. إنسان لا يقع تحت سلطان شئ أبداً . لذلك سأل الآباء تلاميذهم سؤال وهو ما هي أعظم معجزة حدثت في كنيسة الرسل ؟ قالوا معجزة إقامة المقعد بواسطة بطرس ويوحنا عند باب الهيكل .. قال له معلمنا بطرس الرسول ﴿ ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك ﴾ ( أع 3 : 6 ) فقام ومشى .. معجزة قوية جداً جعلت الهيكل كله يضج حتى أن رؤساء الكهنة قالوا أن التلاميذ سيقومون بفتنة .. لكن قال الآباء ليست هذه أعظم معجزة .. فقالوا لعلها معجزة حدثت للرسل عندما قبضوا عليهم وصلى الرسل داخل السجن فتزعزعت أساسات السجن ( أع 16 : 26) .. هل يوجد أقوى من ذلك معجزة ؟ قال الآباء أيضاً ليست هي أعظم معجزة .. قالوا أعظم معجزة حدثت في عصر الرسل هي أن كل الناس كانوا يأتون بأموالهم ويضعوها تحت أقدام الرسل .. لماذا ؟ لأن هؤلاء الذين قبلوا الإيمان معظمهم كانوا يهود ولأن اليهودي أهم شئ عنده المال والأهم الملكية أي الأرض فكانت أقوى معجزة . تخيل عندما يبيع إنسان يهودي أرضه ويأتي بثمنها تحت أقدام الرسل .. بالفعل هذه أقوى معجزة .. أعظم معجزة أن يتنازل الإنسان عن شئ يشعر أنه سنده لذلك قال لهم الله في العهد القديم ﴿ ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن ﴾ ( أش 3 : 1) .. ليت الإنسان يشعر أن سنده ليس في المال .. هذا هو الفقر .. هو إنسان أخلى القلب من كل لذة وكل شهوة كي تدخل النعمة وتسكن .. قد تسأل هل الملكية حرام ؟ أقول لك الملكية ليست خطأ لكن الخطأ أن الشئ يملك في القلب أو تتكل على هذا الشئ أو تفتخر بالشئ كأنه ملك لك .. الخطأ أن تستخدم الشئ لمجدك الشخصي بدلاً من مجد الله وبدلاً من أن يكون المال وسيلة لكسب الملكوت يصير معطل للملكوت . النفس الممتلئة تعيش الفقر .. تخيل القديس أبو مقار عندما جاء ليدخل قلايته وهي مغارة في الجبل ليس بها شئ فوجد جمل يقف أمام باب القلاية وكل ما له في القلاية يُحمَّل على الجمل – موقف صعب – يدخل القلاية يجد لص يحمل كل ما وجده في القلاية ليضعه على الجمل وهو لا يعلم أن هذه القلاية لأبي مقار .. ماذا يفعل أبو مقار ؟ نجد أبو مقار يساعد اللص في تحميل ماله .. وكأنه يقول لنفسه لعل هذه الأشياء هي التي تعطلني .. إنسان مثل القديس أبو مقار ليس لديه شئ يملكه فماذا يكون عنده وهو عايش في الصحراء ؟ بعدما سار الجمل وأبو مقار سعيد وهو يغلق قلايته والمكان حوله فارغ من كل شئ وجد سلة بها قليل من الزيتون .. أخذ السلة وجرى خلف اللص يقول له لقد نسيت تأخذ هذه السلة .. ما هذا ؟ فقر .. الآباء القديسون عرفوا طريق الفقر لأنهم أرادوا أن يخلوا المكان ليسوع المسيح .. أرادوا ألا يكون في قلبهم سيد غير ربنا يسوع . السيدة العذراء عاشت فقيرة .. الآباء القديسون أول خطوة يخطوها لينالوا منها أول دفعة قوية في حياتهم الروحية ونسكياتهم وصلواتهم هي ﴿ إذهب بع كل مالك ﴾ ( مر 10 : 21 ) .. لماذا ؟ وهل المال فقط ؟ هل أستطيع أن آتي إليك يارب بمالي ؟ يقول لا .. لأن المال يأخذ من شحنات العاطفة ويأخذ من فكر العقل والإهتمام .. قد يكون إنسان عنده مال ولا يأخذ من فكره ؟ ممكن لكن صعب .. الكتاب يقول إنسان مثل أبونا إبراهيم كان غني لكن غناه لم يشغله حتى قيل عنه أنه سكن في خيام حياته كلها .. حياة بسيطة جداً .. ويوم أن إشترى مِلك إشترى مقبرة .. ملك مقبرة كي يدفن أمنا سارة وهو دفن فيها بعدها .. هذا إنسان عرف ماذا يملك وماذا له . قد يكون هناك نماذج في الكنيسة لأناس أغنياء لكن إستخدموا غناهم لكسب الملكوت .. قريباً إحتفلنا بعيد نياحة إبراهيم الجوهري .. رجل غني لكن حول غناه إلى فوق إلى السماء .. كما قال شخص غني كان يعطي الكنيسة بسخاء فقال له الأب الكاهن أخاف أن يأتي يوم وتندم على هذا السخاء العالي في عطائك للكنيسة فقال هذا الغني كلمة جميلة قال له أنا عايش على الأرض غني ولن أقبل أن أعيش في السماء فقير .. إنسان يريد أن يستمر غني في السماء . جيد هو الإنسان الذي يعيش الفقر الإختياري .. ليتنا نقلل من طلباتنا .. ليتنا نقلل من إنفاقنا الذي بلا احتياج .. ليتنا نشعر بالفقر .. ليتنا نشعر أننا نريد أن نحيا حياة بسيطة ونتخلى عن بعض الكماليات .. ليتنا نعيش مشاعر إخوتنا المحتاجين .. ليتنا حتى وإن كان لدينا شئ لا تكون قلوبنا في هذا الشئ – تداريب بسيطة – ليتنا لو فقدنا شئ لا ننهار .. ليتنا لو ضاع منا شئ لا نفقد سلامنا .. أحياناً نرى إنسان يفقد شئ فيعيش في إكتئاب .. لماذا ؟ لأن قلبه في هذا الشئ .. الفقر يفتح للإنسان باب إمتلاك المسيح نفسه .. تخيل إنسان يقف أمام الله بقلب وفكر غير منشغل بأمور كثيرة كيف يكون ؟ يكون عنده إنطلاق .. قلب إنحل من محبة العالم وبالتالي يكون قلب منطلق يحلق في السماء . جرت العادة أن نتكلم عن العفة في الجسد فقط .. لا .. العفة أمر شامل .. لذلك من ثمار الروح القدس التعفف ( غل 5 : 23 ) .. ما هو التعفف ؟ هو أن تحيا عفيف أي عفيف في كل أمر في جسده .. في نفسه .. في مقتنياته .. وفي كل حياته .. العفة هي حالة جسد متحد بالله .. هي حالة قلب مفطوم عن محبة العالم .. العفة هي صديقة للطهارة والطهارة أمها لأن الطهارة أشمل من العفة .. الطهارة هي في الروح وفي التكوين والعقل تثمر عفة .. لذلك النفس التي تريد أن تمتلئ بالنعمة لابد أن تعيش الطهارة والعفة .. لابد أن تعيش بفكر نقي في مقاومة لكل ما هو شر وشرير .. نفس لابد أن تعيش في تشبع بالأمور الصالحة المقدسة . ما أجمل معلمنا بولس الرسول عندما كان يتكلم مع أهل فيلبي وقال لهم إن أردتم أن تفكروا في شيء ففكروا في ﴿ كل ما هو حق .. كل ما هو جليل .. كل ما هو عادل .. كل ما هو طاهر .. كل ما هو مسر .. كل ما صيته حسن .... ففي هذه إفتكروا ﴾ ( في 4 : 8 ) .. لا تجعل في فكرك أفكار رديئة .. إن دخل عقلك أفكار رديئة ستلوث الجسد كله فيفقد طهارته .. لا تتخيل أن الطهارة للشبان وغير المتزوجين أو هي للمتزوجين وليس للشبان .. لا .. هذه أفكار من العدو .. الطهارة لكل المراحل .. الطهارة هي إنسان يعيش في حالة من السيادة على الجسد .. هي إنسان مرتفع عن كل ما هو شهواني .. لكن طبيعة الجسد شهوانية .. نقول الشبع الروحي يرفع الإنسان .. الشبع الروحي يجعل الإنسان يعيش في عفة لذلك لابد أن ننتبه لحواسنا ونحرس أفكارنا ونضع حارس لأفواهنا . نحن محتاجين أن نعرف ماذا نرى وماذا لا نرى .. محتاجين أن نعرف من نعاشر ومن لا نعاشر .. محتاجين أن ننتبه لهذه الأمور .. كل عصر وله سمات ونحن في عصر كي نحافظ فيه على طهارتنا محتاجين جهاد أكثر .. كيف ؟ إشبع بالله أكثر .. قد يكون الله سامح أن يكون في عصرنا ضغوط شديدة لكي نلجأ له أكثر ونتحد به أكثر .. قد يكون الشئ الذي يفكر فيه الإنسان على أنه سلبي الله يجعله إيجابي .. كيف يغلب الإنسان عندما تكون الإلحاحات عليه شديدة ؟ أقول لابد أن يكون أشد منها لكي يغلبها .. كيف يغلب إنسان شئ قوي إلا إذا كان أقوى من هذا الشئ ؟!!! اليوم الشر معروض علينا بسهولة ومطلوب إننا نشبع بالله أكثر .. هل نحن نجلس مع الإنجيل ؟ هل نحن أمناء في صلواتنا ؟ هل نحن في عشرة قوية مع إلهنا ؟ كل هذا يثمر عن طهارة .. لن تعمل النعمة في إنسان أفكاره كلها دنس .. لن أمتلئ من النعمة وأنا عايش تحت سلطان أهواء الجسد .. إمتلاء النعمة بالطهارة .. الطهارة تقتنى بالصلوات وتقديس الفكر وكثرة القراءة .. الآباء القديسون يقولون ﴿ إتعب نفسك في القراءة فإنها تخلصك من النجاسة ﴾ .. هل تقرأ سير قديسين وكتب روحية ؟ إن فعلت ذلك ستجد نفسك تقدست وتمشي وسط العالم مرفوع .. لست أنت منهم لأن هؤلاء مستعبدين للأهواء .. الله يرحمهم ويرفع عنهم ويكشف لهم الطريق . لذلك إمتلاء النعمة لا يحدث أبداً بدون الطهارة لذلك قال ﴿ من أحب طهارة القلب يكون الملك صديقه ﴾ .. أحد الآباء القديسين قال ﴿ كل من يجاهد من أجل العفة ينال دالة عظيمة عند الله ﴾ .. ما أجمل الإنسان الذي يضبط نفسه ويحفظ حواسه ويعيش الطهارة في قلبه وفكره فتنضح على سلوكه هذا يفتح الباب للإمتلاء بالنعمة وتزداد النعمة . ما هي الطاعة ؟ إنسان مطيع أي لديه خضوع .. إنسان متضع .. إنسان أخلى نفسه من مشورة ذاته .. وكلما أخلى الإنسان نفسه من نفسه كلما عاش الطاعة كلما أعطى مجال أكبر وأوسع للنعمة كي تعمل فيه .. السيدة العذراء كانت تعيش نذيرة للرب في الهيكل .. يقولون لها لابد أن تخرجي من الهيكل .. تقول لكني أحب الهيكل .. يقولون لها لكن لابد أن تتركي الهيكل .. تطيع .. يقولون لها لن تتركي الهيكل فقط بل وستتزوجين .. السيدة العذراء التي هي معلمة البتولية عندما قالوا لها سترتبطين تطيع وتخضع .. هل تعرفين كيف يكون هذا الإرتباط ؟ تجيب لا .. لكنها عندها إشتياق في قلبها ومسلمه أمرها لله .. هي خارجة من الهيكل وتعرف أنها ستتزوج لكن لا تعلم بمن .. يقيموا قرعة لكي يزوجوها .. تخيل فتاة يقيموا لها قرعة والذي تأتي عليه القرعة يزوجوها إياه .. إذاً لنسألها من هم هؤلاء الأشخاص الذين ألقيت بينهم القرعة هل هم من إختيارها ؟ لا .. هي تقبل كل الأمور وترى أن الله يسير الأمور . الإنسان الذي يسلم حياته بالكلية لله يمتلئ بالنعمة .. لكن للأسف كثيراً ما تعيق إرادتنا نعمته .. إختياري الشخصي قد يكون غير موافق لأرادته .. متى تعمل النعمة ؟ عندما أكون خاضع تماماً لأرادته – طاعة – الطاعة هي بدء كل أفراح الروح لأنها حالة من إخلاء الذات بالكامل .. لذلك قيل عن أبونا إبراهيم ﴿ بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع ﴾ ( عب 11 : 8 ) .. ماذا أطاع ؟ قال له أخرج من أرضك ومن عشيرتك .. إلى أين ؟ ليس لك أن تعرف أنا سأرشدك .. أبونا إبراهيم يطيع .. جيد هو الإنسان الخاضع المطيع فهو يهيئ نفسه لبركات ونعم كثيرة . مبدأ في الحياة الروحية مهم هو كلما تركت شئ تأخذ مائة ضعف .. كل ما تترك شئ في أمر الفقر تأخذ مائة ضعف .. كل ما تترك شئ في العفة تأخذ مائة ضعف .. كل ما تترك شئ في مشورتك الشخصية تأخذ مائة ضعف .. ما هذا ؟ هذه خبرات الروح لذلك قيل عن العذراء ﴿ الممتلئة نعمة ﴾ .. توجد ترجمات غير أرثوذكسية تقول * المنعم عليها * .. * منعم عليها * مختلفة جداً عن * الممتلئة نعمة * . النفس مدعوة لأن تملأ بالنعمة .. ولا سبيل للإمتلاء بالنعمة سوى بهؤلاء الثلاثة الفقر والعفة والطاعة .. قس نفسك أين أنت من الفقر ؟ أين أنت من العفة ؟ أين أنت من الطاعة ؟ لذلك في إجاباتي على هذه الأسئلة أعرف بكل أمانة أمام الله بضمير أمين شاهد الروح القدس أين أنا من النعمة .. لماذا النعمة شحيحة عندي ؟ لماذا نمونا الروحي بطئ ؟ لماذا إشتياقاتنا ضعيفة ؟ لأنه إنسان مربوط .. مربوط بالماديات من ناحية وشهوات الجسد من ناحية ومشورة ذاته من ناحية .. هذا أمر يجعل النعمة تبتعد . النعمة تريد أن تسكن فينا .. تريد أن تعطي بغنى وليس بكيل بل بغزارة لكنها تريد أن ترى فينا نفوس أمينة نفوس مشتاقة .. صعب نعرج بين الفرقتين .. قد يقول لي أحدكم كلامك ليس عملي .. لكني أجيب أن الحياة الروحية إسمها حياة روحية تتعارض تماماً مع كل ما هو جسدي .. ﴿ الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد ﴾ ( غل 5 : 17) .. لمن تعيش .. لحساب من تعيش الجسد أم الروح ؟ إن كنت تنحاز للجسد حاول أن تأخذ نعمة كي تستيقظ من الخضوع للجسد .. قل لله أعطني نعمة .. نعم يارب أنا غير أمين في كل ما هو روحي لكني أريد أن تتغير حياتي بنعمتك .. أريد أن أمتلئ من نعمتك .. لا يمكن أن أكون ممتلئ بنعمتك ويكون هذا حالي .. قد أكون قد عشت للجسد وعشت للأهواء أو عشت للمال أو الذات لكن في النهاية أنا أعيش في عزلة .. أعيش في قلق .. أعيش منقسم مع كل من حولي .. أقول لك الفقر والعفة والطاعة هم الذين يجعلوك تعيش في فرح وتعيش متحد مع من حولك . أنظر لإنسان تخلى عن أموره تجد كل من حوله يحبه .. قد تقول هل أعطي الناس حقوقي ؟ أقول لك إسعى لتنال حقوقك لكن لو شعرت أن التضحية بالمادة تجلب لك السلام والمحبة ضحي بها لأن بذلك تنال النعمة الروحية .. النعمة الروحية مظهرها من الخارج خسارة لكن من الداخل كلها مكاسب .. تخيل شخص مثل القديس أبو مقار هو إنسان سُرق وخُدع لكن تخيله وهو واقف بعد أن سُرق وهو واقف يصلي كيف يكون قلبه ؟ يكون قلبه منطلق .. قلب يرى السماء .. عين مستنيرة .. نفس فكت من قيود كثيرة .. إذاً هذا اللص أفاده ولم يضره بل ساعده . هذا هو الطريق الروحي عكس المنطق والعقل والذات والشهوة .. لمن نحن خاضعون ؟ لذلك السيدة العذراء ممتلئة نعمة .. كلنا مدعوون لنفس الدعوة .. كلنا مدعوون لنفس الحياة .. كلنا مدعوون لننال نفس الشبع ونفس الكرامة . ربنا يسوع المسيح الذي يرى أمانتنا ويريد أن يملأنا بالنعمة يساعدنا لكيما نقتنع لنحيا الفقر له والعفة له والطاعة له ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العطية العظمى

إِحنا فِى الفترة دلوقتىِ بِتاعِت إِنتظار عطيّة الروح القُدس ألـ 10 أيام الّلى بين الصعود وحلول الروح القُدس ، فِى هذهِ الأيام أوصاهُم قائلاً " لا تبرحوا أورشليم حتى تأخُذوا قوّة مِن الأعالىِ " هُم قاعدين فِى إِشتياق00فِى ترقُّب ، منظر الصعود لا يقدِروا أن ينسوه أو يستوعِبوه ، السيّد المسيح كان معهُم فِى بيت عِنيا ثُمّ ذهب إِلى جبل الزيّتون وفِضَل يرجع لِورا يرجع لِورا ثُمّ يِطلع يِطلع فرجعوا فرحانين يُسبّحون الله وقعدوا يتذّكروا كُلَّ كلامهُ ، كُلَّ كلِمة قالها لازم نِفكّر فِيها ألف مرّة ، أكيد كُنّا الأول مُش فاهمين حاجات كتير، أكيد كُنّا بِنتصرّف معاه كقائد مُتميّز أو مُجرّد قائد لنا ، لِذلك لابُد أن نقضىِ هذهِ الأيام فِى إِشتياق وتوقُعّ لِعطيّة الروح إِيه أعظم شىء ربنا أعطاهُ لنا ؟ أعظم شىء هو الروح القُدس ، فإِحنا الخُطاه الدنسين أصبح فينا روح القداسة ، إِحنا الّلى مفيش فينا شىء صالح أخذنا كنز الصالِحات ، أخذنا روح الحياة ، لِذلك لابُد الآن نُفكرّ فِى كُلّ أحداث ربنا يسوع ، كُلّ ما قال لنا نسترجِع مِن جديد وننتظِر هديّة الهدايا الروح القُدس ، أى شىء مُمكِن أن نأخُذهُ عربيّة00فلوس00ده شىء فانىِ فاسِد ، لكن أغلى شىء لا تتوقّع أن تأخُذهُ هو الروح القُدس لابُد أن يكون لنا مُراقبة لإِنفُسنا وإِشتياق وترقُبّ وتوقُعّ للروح القُدس ، وجميل جداً أن نقضىِ ألـ 10 أيام دول فِى هدوء وخُلوة ، وجميل جداً فِى ألـ 10 أيام دول أن يكون فِيها إِنتظار لِموعد الآب هديّة عظيمة جداً جداً تنبّأ عنها أشعياء النبىِ فِى العهد القديم أنّ ربنا لمّا هيسكُب روحه على بنىِ البشر أنّهُ " تصير البرّيّة بُستاناً " ، البرّيّة القفرة تصير بُستاناً ، عطيّة لا يُعبرّ عنها لِذلك مزمور الإِنجيل أنهاردة قال " سبّحىِ الرّبّ يا أورشليم 00سبّحىِ إِلهِك يا صهيون " ، وبعدين لمّا نسبّح ربنا هيحصل إِيه ؟ يقول حتى تهُبّ ريحه وتُسيل المياه ، لمّا الروح القُدس يُعطىِ لنا المياه الّلى هى عمل الله فينا تتدفّق فِى داخلنا 0 أدى الفترة الّلى لازم نقضّيها فِى إِعتكاف ، قال " أُرسل ماء إِلى العِطاش " ، عطيّة الروح القُدس فائقة لأى تخيُلّ بشرى ، لِذلك لمّا يجى فِى الكِتاب المُقدّس يكلّمك عن الدم أو الثياب المزخرفة أو المطرّزة أو ملّونة تكون رمز للروح القُدس ، أصل زمان مكنش أحد يلبِس هذهِ الأشياء إِلاّ الملوك ، فيقول ربنا أنا هاميّزكُم 00أنا هالبّسكُم الثياب المزخرفة " فألبسنىِ المُطرّزة " فاكر القميص المُلّون بِتاع يوسف ، أنا هأجعلكُم كيوسف ، هاميّزكُم عن باقى البشر ، إِيه الثياب المُلّونة ؟ دى عطايا الروح القُدس محبّة فرح سلام طول أناة لُطف صلاح إِيمان وداعة تعفّفُ ، كُلّ حاجة فِى دول تثبت فيك يابختك فاكر لمّا إِبراهيم بعت أليعازر الدمشقىِ وقاله شوف لى واحدة زوجة لإسحق تكون مِن جنسى ، فأخذ أليعازر 10 جِمال وحمّلها بِكُل خيرات أبونا إبراهيم ولمّا لقى رفقة لبّسها أقراط ذهب كميّة كبيرة فِى العُنُق والأنف والأُذُن والرجلين ، النِفَس الّلى يحب ربنا يخطُبها له يفيض عليها بِمواهب روحه فِى صورة أعمال صالحة جداً ، دى عطيّة الروح القُدس الّلى إحنا منتظرنها ، لِذلك الّذى يُدرك عطيّة الروح القُدس يكون عايش بِلا هم وفرحان فِى العهد القديم يقول الكِتاب " روح الرّبّ كان يرف على وجه المياه " ، ولمّا كان يفتقد أحد يفتقد الناس المُميّزين جداً مِثل الأنبياء لِيقودهُم لِيتكلّموا ، ولكِن الآن الروح القُدس أصبح سكن داخليّة مش مِن برّايّا ، لا ده جوايّا ، بأه مسئول عن قداستى ، بأه هو الّلى يرشد وينظّف ويعزّى تعالى شوف نفِسَك لمّا تعمل خطيّة كأنّك بِتُجلد ، روح ربنا يشتغل ، الّلى عنده مكنسة فِى البيت مُهمتها تنظّف وتكنس ، أهو روح ربنا كده ، لِذلك الّذى يخضع لِتوبيخات وتأديبات الروح يصير قديس إِيه سر قداسة القديسين ! إِنّهُم خضعوا للروح ، فإِيه مُشكلة الإِنسان ؟ إِنه يكون بعيد عن ربنا أو عايش فِى مسرّة فِى الخطايا ، أنّ الروح جوّاه يكلمهُ وهو مش سامعه ، الروح القُدس كان فِى القديسين يِشكّلهُم وهُم يخضعوا ويتجاوبوا ، خِتم يتختم على الإِنسان لِذلك فِى سير القديسين حاجات تفوق الخيال ، واحد زانىِ وسارق هل يقدر يبأه قديس ؟ الروح القُدس يقدر زى القديس موسى الأسود مش بِشطارته بأه قديس لكنّهُ خضع للروح القُدس ، مش مُمكن واحد يبيع كُلّ أملاكه أو يسهر الليل بِدون الروح لكِن بِنعمة ربنا أنا محتاج أشعُر بهِ جوايا فِعلاً أتكلّم معاه أقول لهُ " قلباً نقياً إِخلق فىّ يا الله وروحاً مُستقيماً جدّدهُ فِى أحشائىِ " ، روحك يارب إِجعلهُ بإِستمرار مُتجدّد ، أنا قد تمسكنت جداً أنا ضِعفت جداً ، أنا الخطيّة بأت ساكنة جوّايا ، ياما إِحنا نحجِب روح ربنا ولا نخضع لروح ربنا ، ياما أقول حاضر هأخضع ولكِن 000فأول ما أقول ولكِن الروح يتراجع على طول لِذلك الروح يُعطىِ بِلا حدود ولا حساب ولا نهاية ، " فلنا هذا الكنز فِى أوانىِ خزفيّة " ، أنا إِناء تُراب وخزف لكِن جوّايا كنز ولكِن الكنز مش باين ، شكلِنا مِن برّه أوانىِ خزفيّة وجوانا كنز ، إِوعى تعيش كإِناء خزف ولا تُدرك الكنز الّلى جوّاك ، لو أدركت روح ربنا الّلى جوّايا كلامىِ هيختلِف وتطلُّعاتىِ هتختلِف وموقفىِ مِن أمور كثيرة جداً هيختلِف لِذلك الروح القُدس هو سر قداسة القديسين وسر الإِرشاد وسر أنّ الكنيسة مليانة تقّوى وشُهداء ورُهبان ومُتوحدين ، الروح القُدس هو الّلى عمل كُلّ ده ، لِذلك لمّا قال السيّد المسيح " خير لكُم أن أنطلق " ، ليه ؟ أصل لمّا أنا هاسيبكُم هأُرسل لكُم الروح القُدس ، لِذلك كُنّا نتوقّع لمّا المسيح فارقهُم فِى الصعود أن يحزنوا ويكتئِبوا ولكنّهُم رِجعوا فرِحين ، أصلهُم عارفين أنّهُ جالهُم مِن السماء وصعِد إِلى السماء ، مش مُمكِن هيترُكنا ، لا ده إِحنا هنعيش هنموت مِن أجله خلّى بالك زمان لمّا إِيليّا صعد إِليشع بكى ، لكن هُنا لمّا صعد السيّد المسيح التلاميذ رجعوا فرِحين ، إِليشع بكى وقال لهُ ياأبىِ ياأبىِ إِزاى هتسبنىِ ده أنا ضعيف جداً مِن غيرك ، فأعطى لهُ روحين مِن روحه ، نِفَس الّلىِ حصل ، وإِيليّا علشان يسِند إِليشع عمل إِيه ؟ راح رمى الرداء بِتاعه ، ليه ؟ الرداء بِتاعه ده إِشارة للروح القُدس ، الثياب علامة الروح ، أهو ربنا يسوع لمّا صعد للسماء رمى عليهُم رِداءه ، إِيه هو رِداءه ده ؟ خلاّهُم لابسين روحه مش مُجرّد رِداء ، خلاّنا متوشّحين بالروح وأنا المفروض إِنّى أعمل 3 أشياء : (1) لا أُطفأهُ " لا تُطفئوا الروح " (2) لا أُحزنهُ " لا تُحزنوا الروح " (3) أسلُك بِمُقتضاه (1) لا أُطفأهُ : ميُبأش روح ربنا عمّال يحفّزك ويقول يالاصلّىِ 00يالا صوم00يالا حِب ، منين ماروح ربنا يحفّزك يالا طير ، أد إيه الإِنسان ربنا يحفّزه لِطاعة وصيّة ويُطفأ الروح ، نار الروح عايزه تُلهبنا وتخلينا لهيب نار جوّانا ، عايز يلهب قلوب ولاده بالمحبة بالصلاح ، تخيّل بأه أنا لمّا أبرّد حرارته كم مرّة الحرارة جات لى والنار جات لى وأنا أطفأته بيدىِ قال السيّد المسيح " أنا جئتُ لأُلقىِ ناراً على الأرض " ، نار روحه القُدّوس ، عايز يُعطينا فيض مِن نار روحه فِى العِبادة والصلوات ، لكِن الإِنسان لمّا يبأه بارد يحس أنّهُ واقف فِى الصلاة وقفة ثقيلة (2) لا أُحزنهُ : فِى واحد أصعب مِن الّلى بِيطفأ الروح لمّا الإِنسان يُصمّم على الخطيّة ، لمّا أعيش فِى دنس ، كده إِحزان لروح ربنا ، يخلّىِ الروح يحزن جوّايا ، لمّا الإِنسان يكون ساعىِ للخطايا وميّال للشرور تخيّل لمّا ربنا يشترينىِ بدمهُ الغالىِ وأعيش لِغيره ، تخيّل لمّا روح ربنا جوّايا إِسمه روح الحق وأنا حابب إِنّىِ أعيش بالفهلوة والكِذب والغِش ، ده يُحزن جوّايا الروح (3) أسلُك بالروح : طاوع روح ربنا ، يعنىِ خلّى حياتك بِحسب إِرادة الله ، مُنقاد بأمره ، تشعُر إِنّهُ يسكُن جوّاك يملاك سلام وتعزيّات وأفراح وسرور أدى الإِنسان الّلى بِيسلُك بالروح ، لِذلك يُعطيك روح بِنّوة ، لِذلك لابُد أن نسلُك بِحسب بُرهان الروح ياريت يسوع الّلى صعد للسماء لا يُفارق خيالنا ، أُقعُد فِى هذهِ الأيام فترة إِعتكاف فِى إِنتظار وترقُبّ ، هو جاى يُثبّتك ، جاى يستخدِم ضعفك ، جاى يُغيّرِك ، هو حوّل تلاميذهُ الّلى شك منهُم والّلى أنكر حوّلهُم لِجبابرة ربنا يُكملّ نقائصنا ويسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين

النور معكم – الأحد الرابع من الخماسين المقدسة

الأحد الرابع مِن الخماسين المُقدّسة حد النور ، الكنيسة زى ما بتعمل لنا ترتيب لأسابيع الصوم الكبير هكذا فىِ الخماسين أيضاً الصوم ناس جاهدت ضد عدو الخير إِجتازت الآلام أخذت نعمة القيامة وبعدين لسه إِنت إِنتقلت فىِ الرحلة مِن مُستوى إِلى مُستوى ، لكنّك مازلت فىِ الرحلة إِحنا فىِ الصوم الكبير إِجتازنا مرحلة كبيرة عبرنا البحر الأحمر ومابأش فىِ فرعون الّلىِ بيضطهدنا ولكن بدأنا مرحلة جديدة وهى مرحلة البرّيّة ، مرحلة جديدة مِن الجِهاد ، هُناك سبعة أسابيع فىِ الخماسين : أحد توما ( أحد الإِيمان ) : وكأنّك خلاص إِتخلّصت مِن عبوديّة فرعون ، لازم لكى تُكمل الرحلة يكون عِندك إِيمان يقين إِنت رايح فين مِن أهم طلبات الرحلة الإِيمان ، فىِ حاجات ربنا يُعطيها لنا وحاجات ربنا يطلُبها منّنا ، أول حاجة يطلُبها إِيمان ، لابُد أن يكون عِندىِ رصيد مِن الإِيمان وبعدين أمشى بأه فىِ البرّيّة عِندك إِيمان إِنّك هتنتقل مِن مِصر إِلى كنعان ، خلاص خُذ نمره 2 غِذاء : أنا عارف إِنّك فىِ الرحلة هتجوع فنتكلّم عن المسيح خُبز السماء المُعطىِ الحياة للعالم ، والله المُعتنىِ بِنا ، لمّا نقلنا مِن الجسد إِلى الروح إِهتم أن يُعطينا طعام الروح لا طعام الجسد ، الكنيسة عارفة أنّ المؤمنين ماشيين فىِ البرّيّة فأعطتنا طعام الروح ، ومِن هُنا إِسبوع خُبز الحياة ماء الحياة : إِنجيل السامريّة ، إِنت رايح الرحلة ، الرحلة طويلة ، أنا عارف إِنّك هتعطش ، أنا هأعطيك ماء ، ماء الحياة ، متشربش مِن ماء العالم ، إِنت أخذت الإِيمان والخُبز والماء فاضل حاجة النور النور : قال لهُم يسوع " إِنّ النور معكُم زماناً قليلاً فسيروا فىِ النور مادام لكُم النور " ، الأحد الرابع أحد النور ، إِنت ماشىِ فىِ طريق يجى عليك ليل وظُلمة طيب أعمل إيه ؟ أنا هانوّر لك طريقك ، ياما الإِنسان فىِ طريقه يقابل ظُلمة ، الظروف مُمكن تتعب ، أنا هانوّر لك طريقك ، الشعب فىِ البرّيّة كانوا يمشوا وأمامهُم عمود نار فىِ الليل ، فىِ العهد الجديد يقول لهُم " أنا هو النور " الطريق : أنا خايف لحسن تتوه فىِ البرّيّة فأنا هارسم لك الطريق ، إسبوع الطريق ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، يحاول يعرّفك الطريق الّلى تسلُك فيهِ علشان تضمن بهِ وصولك علشان يأمّنك مِن أى خِداع أو مكيدة إسبوع الغلبة : إنت برده فىِ البرّيّة متفكرش إن كُلّ حاجة سهلة00لا00لكن أنا الغالب فيك وبك ، هأخلّيك تغلِب عماليق ، طيب الشعب دول ناس غلابة خارجين بدون إستعداد مش مجهّزين نفسُهُم ، لا00لا تخاف إذا قام عليك جيش أنا هأحارب معك ، يشوع كان مغلوب مِن عماليق أول لمّا موسى كان يرفع يديه كان الشعب يغلِب وأول لمّا ينزّل يديه كان يتغلِب ، لِدرجة إنّه تِعب فجابوا لهُ إثنين يمسكوا يديهِ ، أصل ربنا عايز يأكّد لهُم إن أنا الغالب فيكُم وبِكُم إسبوع حلول الروح القُدس : تتويج للرحلة المُكافأة مش بِتاعت الخماسين لكن بِتاعت الصوم الكبير ، الناس الّلى جاهدت وتعبِت وكانت أمينة لِمواعيد الله ، الناس التى لم تستحسِن البقاء فىِ مِصر لحظة واحدة وتُفضلّ أن تعيش فىِ البرّيّة القاحلة على ألاّ تتمتّع بِخيرات مِصر ، عايز تكافىء شعبك بإيه يارب ؟ يقول أنا هأعطيهُم الروح القُدس تتويج لكُل أعمالهُم النور :- " سيروا فىِ النور مادام لكُم النور ، لئلاّ يُدركُكم الظلام والّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب ، مادام لكُم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور " ربنا عايز يقولّك أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، أنا النور بِتاعك علشان الظُلمة لا تُعثرك ولا تُتيهك ، أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، علشان كده الكنيسة تدعو أولادها بِبنو النور " قوموا يا بنىِ النور لِنُسبّح ربّ القوات " ، أنت إبن نور مش إبن ظُلمة ، قوم النور ده أنا أبنه ، أنا وهو حاجة واحدة ، ده طريقىِ ده حياتىِ علشان كده الكنيسة تقول أنّهُ هو " النور الحقيقىِ الّذى يُضىء لِكُلّ إِنسان أتياً إِلى العالم " ، أدى النور الّلى يُضىء لِكُلّ إِنسان ، شوف لو إِنسان قعد فىِ ظُلمة أول لمّا يجى النور يقول " يا سلام جميل النور " ، أصعب شىء إن الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ويتعّود عليها ، خطر إن الإِنسان النور الّلىِ فيهِ يتحولّ إِلى ظلام ، " إِحذر لئلاّ يكون النور الذى فيك ظلاماً " لو أُطفىء النور ستتخبّط ، " الّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب " ، لمّا يغيب المسيح مش عارف الصح مِن الغلط ، يمشىِ مع أصحاب سوء ويقول أنا بأفرّفش معهُم ، إِبتدأ إنّهُ لا يعرِف يميّز مُمكن لو إتقطع النور فىِ بيتك الظُلمة تجعلك لا تدرىِ الأمور الّلىِ إنت عارفها كويس ، لو فىِ الظُلمة جابولك حتّه حديد وذهب لا تعرِف التمييز بينهُما ، إمتى تأخُذ نعمة الإفراز ؟ إيه الّلىِ يتعمل وإيه الّلىِ ميتعملش ؟ أول لمّا نعمة النور تملُك على القلب والعقل تعرف ، إِنسان يكتشف إنّهُ مُرائىِ خدّاع ليه ! النور أتسلّط عليهِ أصعب شىء أنّ الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ولا يشعُر ، لِذلك أغلى شىء فىِ الجسم العين ، لأنّ العضو الذى يجعلنىِ أتمتّع بالنور هو العين ، " إِذا كانت عينك بسيطة جسدك كُلّهُ يكونُ نيّراً " ، الظُلمة الّلىِ فىِ الجسد شىء مؤلم لأنّهُ إِذا كانت الروح مش قادرة تُدرك النور يُبأه الجسد ده إيه ؟ جحيم إِذا كانت طبيعة الجسد معروف عنها أنّها تميل للشر طيب لمّا الروح تُطفىء يُبأه الجسد إيه ؟ ، لِذلك يعيش الإِنسان فىِ نيران شهوات وغرائز ، الحل فىِ نور المسيح ، لِذلك نقول " بِنورك يارب نُعاين النور " أمر الله فىِ البدء وقال " ليكُن نور فكان نور " ، هو أمر فىِ قلب كُلّ إِنسان أن يكون نور ، وجميل جداً لمّا يقول " وفصل الله بين النور والظُلمة " ، جميل لمّا يعرِف الإِنسان يُميّز ويكون إِبن للنور ، لِذلك الإِنسان لمّا يتمتّع بالنور فكُلّ الأمور تُبأه بالنسبة لهُ واضحة ، أدى نِعمة الإِبصار الّلىِ تخلّيه يعرف يتغلّب على خِداعات الشيطان ، لكن الإِنسان الّلىِ فىِ الظُلمة مش محتاج لِخداعات ده هو ماشىِ فىِ الظُلمة لوحدهُ ، لِذلك نقول " الرّبّ نورىِ وخلاصىِ ممّن أخاف " ، أنت نور حياتىِ وبهجة حياتىِ ، " النور معكُم زماناً يسيراً " ، الوقت الّلىِ إِنت عايشه قليل جداً علشان تُميّز القديسين تعمل على صورتهُم هالة نور مُضيئين بِنور المسيح ، هُم إِنعكاس لنور المسيح عليهُم ، لِذلك أجسادهُم مُنيرة ومُضيئة ، هُم نوّروها بعمل روح ربنا وتظل أجسادهُم حتى فىِ رفاتهُم مُضيئة ، لِذلك نور المسيح هو المُسيطر علينا وينّور لنا حياتنا ملحوظة طقسيّة :المفروض لمّا نيجى ننّور أى أيقونة أو شمعة أو شمعدان المفروض أننا لا ننّورهُ مِن عندنا ، المفروض نسيب شمعة ولاّ إثنين منورين فىِ المذبح ، فىِ شرقيّة المذبح فيه قنديل لا يُطفىء 24 ساعة نزوّد الزيت كُلّما ينقُص وهكذا ولا يُطفىء ، ولو فىِ عشيّة أو قُدّاس الشمّاس يأخُذ شمعة وينّورها مِن القنديل لأنّ مصدر نور القنديل هو المسيح والكنيسة فىِ البداية كان مصدر نور القنديل لها هو النور الّذى يأتىِ مِن القُدس فىِ سبت النور ، البطرك يستقبلهُ بِفرحة والأباء الكهنة يأخُذوا الأنوار وينّوروا بها القنديل يوم سبت النور ويأخُذوا بعد كده منهُ فىِ كُلّ الكنائس ، مصدر النور هو المسيح أنت لا تُحدث ضوءاً ، مصدر النور هو المسيح ، ويُمكن فىِ كُتب مُعجزات البابا كيرلُس يقول الحته دى يقول أنّهُ كان يزعّق لأى أحد يولّع أى شمعة أو شىء مِن عِندهُ علشان حريص على مال الكنيسة ! لا00لكنّهُ علشان يُبأه مصدرهُ نور المسيح لِذلك سر المعموديّة إِسمهُ سر الإِستنارة ، إِحنا إِتنورنّا فىِ المعموديّة ، إِتحولنا أبناء للمسيح وللمجد ربنا يُعطينا نور ليُشرق فىِ قلوبنا لِمعرفة مجد الله ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين

المسيح هو المن النازل ألأحد الثانى من برمودة

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.. انجيل هذا الصباح المبارك احبائي بيتكلم عن نقطه صعبة الاستيعاب جدا.. اول مره ربنا يسوع المسيح يعلن عن نفسه كخبز الله النازل من السماء المعطي الحياه للعالم قال انا هو خبز اللة.. اساس الامر ... ربنا يسوع كان اشباع الجموع ...اكلوا وشبعوا ورفعوا اثنتى عشر قفة مملوءه ... احد البشيرين ...يقول كل واحد منهم بحسب ما اراد يعني أكلوا زي ما هو عايز مش بس شبعوا...بصينا لقيناها ربنا يسوع المسيح بيشير لهم اشارة .. عميقه جدا ...يقول لهم انا خبز اللة... عاوزين بقى تاكلوا خبز مشبع ولا تجوعوا؟قولونى انا.... حديث صعب الاستيعاب... يوحنا 6 ...من الفصول اللي عاوزه الانسان يقف قصادها كثير ...ربنا يسوع المسيح قبل ما يؤسس سر الشكر يوم خميس العهد كان يمهد الناس..عشان لما يقول لهم خذوا كلوا هذا هو جسدي يكونوا ممهدين وسمعين الكلام ده قبل كده... ودي كانت اول مره يعلن فيها عن هذه الحقيقه ...عشان كده احبائي الكتاب المقدس حاول يمهد اذهاننا من قبل ما المسيح يمهد اذهاننا ..لهذة الحقيقة...ايه هي؟ حاجات كثير في الكتاب المقدس تدل على ان في اكل يعطي حياة.. من بدايه سفر التكوين لما نيجي نقرا سفر التكوين يكلمك عن شجره اسمها شجره معرفه الخير والشر وهذة الشجرة كانت سبب السقوط..و سبب الموت... لما اكلوا منها اطردوا... الطرد كان لية ؟! ما خلاص اكلموا .. لكنهم طردوا عشان ما يكلوش من الشجره الثانيه...شجره الحياه... هما طردوا عشان مايكلوش من شجره الحياه... لانهم لو اكلوا من شجره الحياه كانوا يحيوا الى الابد...لكنهم كانوا عليهم عقوبه الموت....لانهم لو اكلوا منها تصبح العقوبة انتهت ....فطردهم الرب ووقف كاروب : من نار لحراسة طريق شجره الحياه... ما يقدروش يمسوها بالقوه فابتدا ربنا يدرج بينا في فهم معنى كلمه اكل من نوع مختلف فمثلا في سفر التكوين قصه ابونا ابراهيم عندما قال وهو راجع من معركه كدر لعومر.. تقابل مع شخص اسمة ملكى صادق بصينا لقيناها ابونا ابراهيم يسجد له و ابونا ابراهيم يقدم لها العشور ...ازاي ابونا ابراهيم ابو الاباء اول مختاري الله عشان ياسس بية امه وشعب مقدس..المفروض يكون ده اعظم شخصيه مين اللي ظهرلنا فجاه وابونا ابراهيم يسجدلة؟! كان هو ملكي صادق ... وملكي صادق يقدم له خبز وخمر اول مره في الانجيل يذكر فى الانجيل خبز وخمر..يعني من سفر التكوين وانت تمهدنا يارب للحديث اللي بتقوله دلوقتى... وملكي صادق الكتاب المقدس يعتبره اعلا من ابونا ابراهيم ومؤسس كهنوت العهد الجديد.. عشان كده نقول ابونا البطرك ان ربنا يسوع اسس كهنوت على رتبة ملكي صادق مش على رتبه هارون فى العهد القديم... ويبدا الكتاب المقدس معنا في رحله اقف معكم شويه عن شئ جابوا سيرتة..حكايه المن اللي نازل من السماء لما ربنا يسوع المسيح قال لهم انا هو الخبز الحياه انا اعطيكم خبز اللي ياكلوا يعيش قالوا له انت بتفكرنا بقصة آبائنا زمان قالوهلنا... كان في من ينزل لهم من السماء.. هل انت المن دة؟؟ ابائنا اكلوا المن في البريه كما هو مكتوب اعطاهم خبز من السماء لياكلوا.. فقال لهم يسوع الحق اقول لكم ليس موسى اعطاكم الخبز من السماء بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء...بمعنى انة يوجد خبز اعلى من المن ... لان خبز الله النازل من السماء الواهب الحياه للعالم... فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياه من ياتي الى فلا يجوع ...والمن كان ربنا يسوع بيعولهم بية اثناء 40 سنه .... والمن كان عبارة عن رقائق بعسل يصحوا الصبح بدري يلاقوها موجودا مع ندا الصباح ....يجمعوا منها عشان ياكلوا طول النهار...لكن لا يجمع بزيادة لالا يفسد ويدود ..يجمع على اد اليوم..والذي كان يجمع كتير مايفضلش عندة...والذي يجمع قليل لا يحتاج.. المن كان عباره عن رقائق بعسل مستديرا ومعنى كلمه مستديرا معناها لابداية لها ولا نهايه اشاره للمسيح اذلى ابدى...مخارجة من قديم الازل..مالوش نهاية...والبداية...قال انا معكم كل الأيام اللى انقضاء الدهر ...اصبح لا يكون لة بداية ولا نهاية..دائرة..ابدى.. كان يمهلهم من خلال المن بالمسيح الابدى.. والعسل؟طعمة حلو وربنا يسوع كلة حلاوة ومشتهيات.. كل من تعلق بربنا يسوع المسيح وجد فيه حلاوه يقول ذوقوا وانظروا مااطيب الرب خدوا كلوا الحاجه الحلوه اللذيذه دى.... لدرجه فى تسابيح الكنيسه يقول لك عن اسم ربنا يسوع المسيح هو يكون لهم طعام حياه افضل من العسل اذا نطقوا به تفرح عقولهم وترتفع الى العلا قلوبهم ..التقليد اليهودي يقول حاجه عجيبه عن المن لما الشعب ابدا يزهق شويه من المن ..ابتدا ربنا يتراءف عليهم اكثر فيقول ان كان المن يبقى في طعم فم كل واحد بحسب ما أراد... لو واحد نفسه فى اكله معينه يحب الاكل الحادق شويه او الحلو شويه كل واحد يبقى طعم المن في فمة كما اراد....عشان ما يقولوش لربنا سقمنا هذا الطعام... ربنا يسوع المسيح يكون مع كل واحد كما أراد.. يعني في وقت بكون محتاج فيه المسيح المعزى.. في وقت بحتاج في المسيح الموبخ.. في وقت بحتاج المسيح المؤدب المسيح الشافي او الصديق او الأب ..كل واحد كما أراد مامن شئ يعوزك الا وتلاقية مخفي في المسيح موجود الاشبال احتاجت وجاعت اما طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء في المسيح الاشياء... العجيبه في المن تقراة فى خروج 16..عندما نظروا للمن قالوا من هو.. طب اللي يشوف حاجه زي كده يقول من هو ولا ما هو لان كلمه ما تقال على شيء غير عاقلا ..كلمه من تتقال على شيء عاقلا... اذ هما اعتبروا ان المن دة شخص وليس شيء لانهم يقولوا من هو.....اذا هما شعورا انهم قدام حاجه حيا.. مش شئ ميت..عشان كده ربنا سماة من ... يعني لغز. شخص ستتعرف عليه قصده المسيح كان يعيهلهم كل صباح والذى يخرج متأخر ما يلاقيش اول ما تيجي الشمس بختفى المن... ده المسيح اللي بيقول لك اللذين يبكرون ايليا يجدوننى كل ما تبكر كل ما نصيبك يبقى موجود وكل ما نصيبك يبقى موجود اكثر..كل ماتصحى الصبح بدري وعاوز تتكلم مع ربنا شوية تلاقى الطعام جاهز..عاوز يعطيك شبعك وقوة اليوم كلة ؟تاخدها الصبح بدرى.. ثانيا يقول لك اللي ياخذ قليل مش هيحتاج اللى ياخد كثير مايفضلش عندة...بمعنى أن المسيح مشبع ولا يتوقف على كميه ...المن هو الشئ الوحيد اللذى لو أخذت منة شئ قليل جدا تشبع بية المسيح المشبع الوحيد الذى بكلمه منه تملي حياتك كلها انت ممكن لقاء واحد معاه يغير حياتك كلها المسيح مشبع.. لانه طعام سماوي فالطبيعه بتاعته مختلفه عن طبيعه الاكل العادي ما فيش حاجه تاكلك وتشبع زى المن... لان لها قاعده مختلفة مش قاعده اكل عادى.. هو ده شخص ربنا يسوع المسيح المخفي في المن... هو طعام مجاني تاخذه من غير ما تدفع مقابل المقابل الوحيد اللي تاخذه ان انت تصحى بدري وتروح تجمع شويه هو ده المقابل الوحيد لكن عشان تاخذ طعام تدفع في اي شيء لا... لانه هو المسيح الذي جاء من اجل خلاص العالم يعطيهم خلاص مجانا مجانا اخذتم تاخذه من غير مقابل لكن يطلب منك حاجه واحده بس ان تطلبة باشتياق فقط... علامه اشتياقك ان انت جاي بدري ان انت محتاج فعايز فخرجت كل واحد المن.لكن قاعد فى بيتهم مايخدش لازم يطلع ويجمع هو المسيح كده المسيح بيقول لك تعال انا هعطيك مجانا خلاص بر نعمه تقوى عفا كل ما تشتاق الية مجانا تخيل لو الكنيسه عملت لنا التناول بمقابل بفلوس معينه. هتبقى لناس لناس..لكن هو مجانا...بس المقابل الوحيد بتاع التناول هو توبتك ...تروح تائب..تروح بدرى...تسبح اثناء القداس استقبلوا باشتياق وتقوى وبر بعفاف هو ده المقابل الوحيد ومش عايز غير ده.. المقابل بالنسبالك مادى لانك عايش في مجتمع مادى واخد صفة مادية... لكن المسيح يرتفع فوق هذه الامور تمام .. فكان المقابل بتاع الشخص اللي ياكل المن ان يكون مشتاق وساعي ورايح في الصباح الباكر ...وشى اخر فى المن انه نازل من السماء ممكن الناس تشوفوا وهو يتطاير من السماء لحد ما ينزل...عشان كدة يقولك خرجت من عند الأب....ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء ... هذا الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء هو ده المن اللي نازل من السماء عشان يعطينا شبع من بعد جوع عشان تتحول حياتنا الى تسبحه شكر كل يوم لذاك الذي يطعمنا... سبب الحياه اللي احنا عايشينها دلوقتى لازم نعرف ان احنا مديونين للمذبح مش مديونين لمايدة أرضية ولا خبر ارضى أبدا...خبر نازل من السماء خبز سماوى لا تنطبق عليه صفات الارض..عشان كدة ربنا يسوع المسيح لا تنطلق علية صفات الارض.. هو جاء من السماء عشان كده لا تتحير كثيرا في امره لانة ليس ارضى انة سماوي لماتحب تقارنة صعب عقلك يستوعبة لان انت لازم تقارن السماوي بالسماوي متقارنش الارضى بالارضى عشان كده معلمنا بولس الرسول قال لنا قارنين الروحيات بالروحيات لما تحب تقارن شئ تقارنة بنفس الشئ...لما تحب تقارن فاكهه تقارنها بفاكهه لما تحب تقارن خضار يبقى بخضار متقارنش حاجه بحاجه ثانيه خالص فربنا يسوع المسيح في ازهاننا في ايماننا احنا كبشر مش هنعرف نقيسوا بمستوانا احنا كبشر فلما نحب نقيسوا يبقى بمقياس سماوي و المقياس ده الي حد كبير احنا فقضينوا لاننا مش عايشينوا يقول لك خلاص استوعب الامور الروحيه دي بالايمان ازاي الخبز النازل من السماء؟؟ امنت يارب ان المن دة من عندك..عشان كدة لكل الرموز دى قال لهم ...انا عاوزكم تحتفظوا بالمن دة... جاب تابوت العهد وقال لهم تحتفظوا في تابوت العهد بثلاث اشياء ا-- عصا هارون التي افرغت ٢--لوحى العهد ٣--قسط المن... يعني وعاء حط فيه من المن اللى انتم اكلتوا...طب اللي انا اعرفه ان المن لوفضل لثاني يوم بيفسد.... قال لهم يسوع لا الذي تضعوا فى قسط المن لا يفسد.... انا قادر على كل شيء انا اللي بجعلها تفسد وانا اللي بجعلها تبقى.... فيبقى في تابوت العهد عهد ابدى لما يجي حد النهارده يقول لك جوه تابوت العهد في ايه ؟تقول له في قسط جواة من من بتاع موسى من ايام موسى؟؟ مازمانة فسد!!اقولك لا... مثال لما النهارده انت تيجي تتناول اقول لك هو جسد المسيح ولا ذكرى ؟اقول لك جسد من بتاع المسيح اللي عاش على الارض بتاع خميس العهد نفسة هوهو ...مش تذكار مش صوره مش رمز مش مجرد شيء يفكرنا .بالمن لا ده هو المن... عشان كده اخواتنا اللى بيقولوا تذكار نقولهم..لا .. ده جسد حقيقي هو ده الجسد المحيي الذي اخذه من ابنك الوحيد سيدتنا كلنا القديسه الطاهره مريم بالحقيقة أاؤمن.. لدرجة ان ابونا يقولك واعترف الى النفس الاخير يعني لو اجبروني ان انا اموت ولا انكر ان ده جسد اقول لا اموت للنفس الأخير. لو الموضوع وصل للاستشهاد انا استشهد ولا انكر انة مش جسد عشان كدة سألوا هو دة المن النازل من السماء؟ قال لهم لا ده اللي معكم دلوقتى اعظم من المن اللى جاى من السماء لان كل الاشارات اللي كنت باقولها لكم كلها تشير للمسيح ...لكن المسيح جاء خلاص انسوا المن خليكم فى المسيح.. كل اللي قلته لكم عن المن جمعوا فى المسيح اذا المسيح ممكن ان هو يبقى معنا هو هو اذا المسيح الاذلى الابدي كان موجود معانا..المسيح اللى طعمة حلو موجود معانا المسيح المعزى المشبع موجود معانا عشان كدة كان كلام صعب عليهم استيعابة اختم كلامى بعد معجزه اشباع الجموع وجاء بعد المعجزه ثانية ... خرجوا وراه عشان يشوفوه هو راح فين لم يوجدوا.. ركبوا سفينه تانية قالوا ممكن يكون عبر العبر ملقهوش وهم في السفينه البحر هاج..فنظروا لربنا يسوع المسيح اقترب منهم و قال لهم انا هو لا تخافوا وهدأ الريح ...يبقى عمل معاهم معجزتين في غايه العظمه اشبعهم وهدأ لهم الريح.. عشان كده قدر يكلمهم على ان هو خبز الله النازل من السماء لازم يمهد الاذاهان... العجيب لما مشيوا وراه كانوا لسه بياكلوا من القفف اللي فاضله... فلما لسه بياكلوا من القفف..جتلهم فكره ان القفف هتخلص لما القفف هتخلص عاوزينلنا معجزه جديده... وناكل منها وناخد شويه قفف جديده وبعد كده نطلب معجزه كمان ناكل و ناخذ شويه قفف .فربنا يسوع المسيح فهم فكرهم ده وقال لهم خلي بالكم انا عايز اعطلكم طعام من نوع جديد انا خبز الحياه انتم تكلونى... مرحلة الخمس خبزات والسمكتين دي مرحله المفروض تمهدنا لمرحله انا هو خبز الحياه اختم الكلام الكنيسه تقول لك على الامر ده تأمل جميل جدا انتم بتيجوا القداس... الاول تتمتعوا بالخمس خبزات والسمكتين بعد ما بتمتعوا بالخمس خبزات والسمكتين وتستوعبوهم كويس تاكلو شبعتم منهم ؟اقولك طيب دة طعام الارض.. تعال خذ طعام من نوع ثاني أرقى الخبز النازل من السماء الخمس خبزات والسمكتين ده قداس الموعوظين قداس الموعوظين بتاكل في خمس خبزات وسمكتين دول كام شى؟ ٧ ١/البوليس ٢/ الكاثيليكون ٣/ الابراكسيس ٤/ السنكسار ٥/ المزمور ٦/الانجيل ٧/ العظة...اكلت ؟اتمهد اتنقلت لمرحله تصديق اعلي عشان لما يكلمك عن خبز نازل من السماء تستوعب.. ولة لسه عشان كده الانسان اللي بيتقدم للتناول وهو مش حاضر الوليمه دي صعب عليه جدا استيعاب اية اللى هو هياخدوا.. لكن اللى ممكن يمهدة المعجزه الاولى تظهر جانب من عظمه ربنا يسوع المسيح تمهدنى ان دة خبز ربنا يسوع المسيح ..عشان كدة كل قراءة وهي بتعدي عليك خذ منها نصيبك لان كل خبزه بتعدي عليك بتضيع البوليس لو قرأ خلاص اهو ضاع... بقت المعجزه بالنسبه لك مش خمسه وسمكتين بقت اربعه وسمكتين فكل ماتعدى عليك كل ما تقل الوجبه بتاعتك لا انت خذ لحد ما تاخد نصيبك ده يدخلك على ايه انا هو الخبز النازل من السماء المعطي الحياه للعالم عشان كده الانسان اللي لايستوعب قداس الموعوظين لايستوعب قداس المؤمنين عشان كده الانسان الذي لا يتجاوب مع الكلمه المكتوبه سوف لا يصدق الكلمه المحيية...عشان كده اخر حاجه هاقولها لكم طول ما احنا في قداس الموعوظين تشوف البشاره اللي هي الكلمه المكتوبه البشاره دي بيفضل الكاهن والشماس يستخدمها من رفع بخور عشيه من امبارح والنهارده في رفع بخور باكر وطول القداس في الدورات ابونا يستخدم البشاره لغايه قراءه الانجيل... كمان شويه بعد ما نصلي صلاه الصلح تلاقي البشاره تلاقى مكان تختفي فى تروح فين؟؟عندما يقول الشماس قبلوا بعضكم بعضا..تشيل غطاء المذبح ويطبق ويوضع وراءه الكرسى..الذى على المذبح.. يروحوا جايبين البشاره ويقبلوها ويضعها وراء الكرسي..أصبحت موجوده فين دلوقتى؟؟ مختفيه..نقولها شكرا منك جدا انت وصلتينا للهدف اللي هو اية؟ الخبرة التى على المذبح... انت عرفتينا بالمسيح نفسه احنا هندخل ناكل المسيح نفسة .. قبل كده كان متغطي عندنا ما كناش عارفين نشوفه فكنا ممكن نشوفه عن طريق الكلمه المكتوبه البشاراة.. لكن بعد كده انتى فتحتى عنينا للحاجه الاهم عشان كده الخمس خبزات والسمكتين فتحت عينينا ع السماء هو دة المن السماوى الذى يحيى النفوس عشان كده تسمع عن قسط المن في سفر الرؤيا ان اللي هيغلب هياكل منة هو دة ميراث عبيد الرب ..قد ايه احبائي ان مسيحيتنا عظيمه كنيستنا غنيه تنتظر اشتياقكم تنتظر تفاعلكم لكي ما تاخذوا نصيبكم من خيرات وبركات لكي لاتجوعوا ابدا ...ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد امين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل