العظات

الحب الإلهى والانبا بولا

اليوم " 1 " أمشير وهو عشية عيد نياحة القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح .. الأنبا بولا سيرته كلها عجيبة .. نستطيع أن نقول أن النفس التي لا تسلك بالروح والنفس التي لم تتذوق الحب الإلهي لا تستطيع أن تستوعب سيرة هذا القديس العظيم .. ولكي نقترب من سيرة الأنبا بولا لابد أن نخلع حذاءنا .. لابد أن نقترب لها بفكر سماوي .. لأنه من الصعب أن نقترب لسيرة شخص عاش ثمانون عام في صمت وخلوة مع الله بفكر أرضي كان الأنبا بولا صغير السن يعيش في بيت أبيه وكان أبيه ذو أموال كثيرة .. ثم انتقل أبيه وترك له هو وأخيه الأكبر ثروة ضخمة .. وطمع أخوه في نصيبه ولكن بمكر فأعطاه القليل وقال له أنت صغير وأنا سأحفظ لك نصيبك .. فقالوا له لتشكو أخيك للقاضي وفيما هو ذاهب إلى القاضي وجد جنازة إبن حاكم البلد وكانت جنازة عظيمة وقالوا له أنه ذو ثروة وجاه عظيمين وقد إنتقل دون أن يأخذ معه شئ .. فقال في نفسه إن كان إبن حاكم البلد لم يأخذ معه شئ فماذا سآخذ أنا ؟ سأذهب إلى البراري والقفار وأحيا مع الله حادثتي موت أثَّرتا في الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا .. حادِثة موت والد الأنبا أنطونيوس حيث كان رجل مهيب جداً .. عُمدة .. وكان الأنبا أنطونيوس يخافه وفي أحد الأيام خرج من منزله ولما عاد وجد والده قد مات وراقد في فِراشه وقد ترك كل شئ فقال له أنت قد تركت العالم بدون إرادتك أما أنا فسأتركه بإرادتي .. والأنبا بولا أثَّرت فيه حادِثة موت إبن حاكم البلد ترك الأنبا بولا كل شئ وذهب إلى البراري .. تُرى بماذا كان يقتات ؟ وكيف كان يعيش في برد الليل وحر النهار ؟ النفس التي تحيا لله يهتم الله بكل تفاصيلها لذلك لم يفكر الأنبا بولا في برد أو حر أو طعام .. عالهُ غراب .. أمر عجيب لأن الغراب معروف أنه كائن لا يُطعم صِغاره .. مجرد أن يفقس البيض تترك الأم صغارها وتهرب .. أما الصغار فهي تفتح فاها لتلتقط بعض الحشرات الطائرة .. فإن كانت الغربان لا تعول صِغارِها فكيف تعول الأنبا بولا ؟ يقول الله أنا القادر أن أجعل الغربان التي لا تعول أولادها تعولك .. كلما وضعت ثِقتك في الله أكثر كلما إهتم بك أكثر .. مجرد أن تضع ثِقتك في الله يقول لك أنا الراعي الصالح .. أنا أبوك أعزيك وأهتم بك ولكن ... البرية بها أخطار ولصوص ووحوش وزوابع .. كل هذه أخطار تواجه أهل البراري لأن الذي يسكن البراري هم لصوص عُتاه هاربين من أحكام فكيف تسكن أنت يا أنبا بولا في البرية ؟ يقول أنا أردت أن أبتعد عن الكل لأرتبط بالواحد .. أنا وجدت في الله كفايتي بينما وجدت في العالم حرمان .. نقول له إذاً لتظل في البرية سنة سنتان أو عدة سنوات ثم تبحث عن مجموعة رهبان تسكن معهم .. يقول لا لأن الذي يعيش في البرية كلما عاش بها كلما ارتبط بها قد نقول لقد حفظنا الإنجيل والأجبية .. وبعد ؟ عشت سنوات مع الله .. وبعد ؟ يقول لنا الأنبا بولا أن الحياة مع الله كل يوم جديدة مثل المن الذي أعطاه الله لبني إسرائيل من السماء وكان كل يوم جديد .. وكل من مَلْ من الحياة مع الله فهذا إنسان في جهاده شئ خاطئ لأن الحياة مع الله تُزيدك إرتباط بالله وغمر يُنادي غمر وحب ينادي حب وفيض ..... وكما رأى حزقيال النبي أن الماء وصل إلى الكعبين ثم ازداد ووصل إلى الركبتين ثم إلى الحقوين ثم صار الماء نهر لا يُعبر ( حز 47 : 3 – 5 ) .. عش مع الله بأمانة وستفرح أكثر لأنه فيض وكما تقول التسبحة [ هو يكون لهم طعام حياة حلو في حناجرهم أحلى من العسل ] كلما رفع قلبه لله كلما وجد تعزية وأفراح تُلهيه عن العالم لكنه لم يكن كاره للعالم .. لا .. الذين يحيون مع الله ليسوا كارهين للعالم بل رافضين للإستعباد له .. حتى أنه عندما تقابل مع الأنبا أنطونيوس كان بينهما حديث لم يعرفه أحد لكن قيل عنه " كانا يتكلمان في عظائم الأمور " .. لو جلسنا معاً فيما نتكلم ؟ نتكلم فيما يشغل عقولنا .. هل ننشغل بالطعام والملبس والتعليم و ...... ؟ سُؤِل أحد الآباء فيما تفكر ؟ فقال كنت أحاول أن أعرف ما الفرق بين الشيروبيم والسيرافيم والكراسي والقوات و ...... ؟ عظائم الأمور .. يفكر الإنسان بحسب ما يعيش سأل الأنبا بولا الأنبا أنطونيوس عن أحوال العالم وهل يعيش أهل العالم في أمان أم لا ؟ هل النيل يفيض وهل الناس تعيش في خير ؟ يُقال أنه كانت هناك سنوات جفاف والله أفاضَ لهم النيل بصلوات الأنبا بولا لم يكن الأنبا بولا يرى وجه إنسان .. كيف يحتمل شخص أن لا يرى وجه إنسان لهذه الفترة الطويلة إلا لو كان هناك فرح يُلهيه أفضل من الفرح البشري .. وكما يقول الآباء [ من امتلكك شبعت كل رغباته ] .. نعم لا ينظر إلى الفُتات عاش الأنبا بولا في البرية وانتصر وتخلص من سلطان الجسد ومن العدو ومن الزمن والهموم .. عاش لله فقط .. ما هذا الجمال وهذه العظمة ؟ كان يحيا دائماً في حالة رفع قلب ورفع يد .. هذه الحالة جعلته كما قال داود النبي [ أما أنا فصلاة ] ( مز 109 : 4 ) .. صار الأنبا بولا صلاة .. كان يتآنس بالوحوش ولا يخاف من حر النهار أو برد الشتاء والليل وفي كل يوم كان اختباره يتجدد في العشق الإلهي فيزداد حرارة حتى أنه كان لا يشتاق للنوم بل يشعر أنه في حالة انجذاب دائمة لله قد نسأل .. هل مثل هؤلاء لا يُصيبهم الإكتئاب ؟ نقول أن الإكتئاب لا يأتي من خارج الإنسان أو مما حولهُ بل من داخله .. والدراسات تقول أنه كلما إزدادت الرفاهية كلما إزداد الإكتئاب .. والدول المتقدمة جداً تُباع بها أدوية الإكتئاب على الرف بدون روشتة .. قد نقول لهذه الدول أنتم لكم من المال والجاه والرفاهية في الحياة ما ليس لغيركم فما الذي يُقلقكم إلى هذه الدرجة ؟ الإنسان لا يشبع من داخله .. قال أحد الآباء لله [ شقي أنا وفقير بدونك .. تعال واقترب إليَّ لأني لا أفرح في غِيابك لا يوم ولا ساعة ] .. قد نحتاج لأحد يسأل عنا دائماً .. نعم هذا احتياج نفسي .. لكن لو كنا في شبع بالله سوف لا نحتاج لسؤال الناس لأن الأنبا بولا كان دائماً مشغول بالله لذلك لم تمر عليه لحظة إلا وهو في حالة إتصال دائم بالله لو كنت في حالة فراغ ستحتاج لمن يسأل عنك .. لكن .. لو وجدت فرحك وتعزياتك في الله لن تحتاج لبشر .. الإنسان من طبعه أنه لا يشبع لذلك لا سلام ولا اطمئنان إلا في الله .. كان الأنبا بولا إذا رأى إنسان من بعيد يهرب منه ومن لقائهِ .. ونحن نعرف أنه لو ظل شخص لفترة وحيد عندما يرى إنسان يناديه ليؤنس وحدِته يُقبِل إليه لكن الأنبا بولا كان كل يوم يجد في الله ما يسُر قلبه ويُلهيه ظلَّ الأنبا بولا طول هذه الفترة وحده ولم يكتب لنا كلمة لكنه كان صامت وكأنه يقول " أنا صامت أمامك لكن صمتي يُحدثك " .. بالصمت يزداد الكنز والغِنى فماذا يحتاج بعد ؟ لذلك أسَّس الأنبا بولا طغمة السواح وخرَّج شباب كثير في هذا الطريق وسار فيه نساء وشيوخ ووصلوا لدرجة السياحة حتى أنه يُقال أنه في هذا الطريق يخِف ثِقَل الجسد وثِقَل الزمن والعالم وثِقَل الشيطان ويقترب الإنسان من الملائكة .. نعم هو إنسان وليس ملاك وأيضاً هو ملاك وليس إنسان ينتقل من مكان لمكان ويدخل الكنيسة دون أن يراه أحد .. وقد يجتمع آباء سواح في كنيسة للصلاة دونَ أن يراهم أحد و ...... هؤلاء هم أبناء الأنبا بولا قد نكون في مصر مُهملين في حق قديسينا لكن في بلاد الأرمن يهتمون جداً بالقديسين فنجدهم يحتفلون بالأنبا أنطونيوس عدة أيام وبالأنبا بولا و ...... ويقولون أن واحد منهما أسَّس طغمة الرهبان والآخر أسَّس طغمة السواح .. إذاً ليسا هم بقليلين .. قد يعترض البعض ويقول لهم لكن هناك شهداء .. يقولون نعم لكن الشهيد يتألم يوم أو بعض الأيام لكن هؤلاء يتألمون كل يوم لذلك أطلقوا عليهم إسم" الإستشهاد الأبيض " .. كل يوم يقدم ذبيحة لله ذبيحة مشاعر وذبيحة نسك وغلبة مشاعر وبالطبع العدو يتضايق لكن كلما حُورِب الأنبا بولا كلما إزداد ثبات تقابل الأنبا بولا مع الأنبا أنطونيوس وكانت بينهما مشاعر مثل مقابلة أبونا يسطس وأبونا عبد المسيح الحبشي و يتقابلان لأن النفوس عندما ترتفع تلتقي وتتآلف الأرواح هذه هي سيرة الأنبا بولا العطرة المملوءة بالحب الإلهي والأمانة لله .. قد تقول لي أنا لستُ مثل الأنبا بولا .. أقول لك على الأقل عش بمبادئه .. عش في العالم لكن لا تُستعبد للعالم وإن كان في العالم مِلكيات فعلى الأقل لا تجعلها تخسَّرك الأبدية .. وإن كنت كثير الكلام تعلَّم الصمت والكلام القليل .. وإن لم تكن مُصلي فتذوق الصلاة وتمتع بها لكي يقِل عنك ثِقَل العالم كنيستنا مملوءة بالقديسين ليس لنستمع إلى سيرتهم فقط كقصة لكن لنتمثل بهم وبإيمانهم ونسلك في طريقهم ونتشفع بهم ونتودد لهم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أنت الذى خدمت لى الخلاص

قداس القديس غريغوريوس يقول [ أنت الذي خدمت لي الخلاص ] .. أي أن الخلاص محتاج خدمة وربنا يسوع هو الذي قدم هذه الخدمة لذلك أعدَّ كل شئ للخلاص .. كل مناسبة تُعدها الكنيسة تمس خلاصنا لكن للأسف لأننا نعيشها من الخارج فقط تحولت هذه المناسبات إلى روتين ومظاهر .. بينما المقصود بخدمة الخلاص أنه لو اليوم هو عيد التجسد الإلهي عليَّ أن أبتهج بخلاص نفسي .. وإن كان اليوم عيد القيامة يجب عليَّ أن أبتهج بإتمام خلاصي بقيامة ربنا يسوع و ربنا يسوع تمم خدمة الخلاص للنهاية حتى أنه قال على الصليب [ قد أُكمِل ] ( يو 19 : 30 ) .. إذاً داخل كل مناسبة خدمة خلاصي هذه الفترة هي فترة أعياد التجسد الإلهي وهي :- 1-عيد البشارة ← 29 برمهات . 2-عيد الميلاد ← 29 كيهك . 3-عيد الختان ← 6 طوبة . 4-عيد الغطاس ← 11 طوبة . 5-عيد استشهاد أطفال بيت لحم . 6-عيد عرس قانا الجليل . 7-عيد دخول المسيح الهيكل . اليوم نتكلم عن خمسة أمور نحياها في هذه الفترة هي :- أ/ التجسد ب/ الختان ج/ العماد د/ عرس قانا الجليل ﻫ/ دخول المسيح الهيكل

التكامل بين الاجيال

سنتحدث اليوم عن الفجوة بين الأجيال حيث نتقابل مع المشاكل التي يتعرض لها أولادنا .. فإننا نجد أن مشاكل اليوم التي يواجهها أولادنا هي مشاكل مختلفة عن المشاكل التي قابلناها وبالتالي تختلف أيضاً طرق مُعالجتها ربنا يسوع كان يعرف كيف يتعامل مع كل أحد فهو كان يتعامل مع كل فرد حسب بيئته وفكره وبلده وشخصيته وعمله واهتماماته .. فكان مثلاً يتعامل مع الصياد ويقول له { يُشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع } ( مت 13 : 47) فيفرح الصياد بكلامه ويقول إنه تبعي لأنه يكلمني بما أفهمه .. فيقول له " شبكة مطروحة في البحر " فيعيش بخياله وفكره في الحكاية .. يتعامل أيضاً مع ربة المنزل ويقول لها { يُشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع } ( مت 13 : 33 ) .. فربنا يسوع فاهم هذه المرأة ويعرف أفكارها يتعامل أيضاً مع راعي الغنم ويقول له { كان لإنسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال } ( مت 18 : 12) .. إنه يتكلم بطريقة تجعل كل سامعيه فاهمين كلامه .. فكان مع الرجل الثري يتكلم عن تاجر اللآلئ الثمينة .. مع الرجل الفريسي يتكلم عن الفريسي والعشار .. فكان يتقابل مع كل أحد ويتكلم معه بإسلوبه وبطريقته .. فربنا يسوع لم يقول أنا جاي من السماء وكلامي كله سماوي .. ولكن ربنا يسوع تنازل واقترب من كل فئة وتكلم مع كل فئة حسب زمنها .. طبعها .. ثقافتها .. إهتماماتها .. هدفها .. كل ذلك حتى يتمكن من أن يصل إلى الهدف الذي يريده لذلك يجب علينا أن نتعامل مع هذا الجيل هكذا .. فهذا الجيل سريع جداً .. فيشير العلماء إلى أن كل المعرفة التي تعلَّمها وعرفها العالم كله حتى عام 1950م تضاعفت في خمسين سنة وبعد ذلك تتضاعف هذه المعرفة كل عشر سنوات وذلك لأن سرعة المعلومة تنتقل بشكل سريع .. فمنذ خمس سنوات كان الكثير من الأشياء غير معروف .. فلقد تغير تاريخ العلم والتكنولوچيا .. فمثلاً عند الحديث مع طبيب جراحة القلب من عشرين سنة تجده يتحدث عن الأسترة والإستكشاف وتوسيع الصمامات في القلب ولكن كل ذلك تغير .. فهناك تغير كل سنتين أو ثلاث سنوات فسمة هذا العصر هو التغير السريع والذي لم يواكبه يتأخر كثيراً .. فهذا الجيل سريع جداً .. جيل منفتح يتميز بالسرعة والوعي .. فإن أولاد هذا الجيل يعلمون أشياء كثيرة جداً .. فهناك مثل يقول" الأكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة " .. ولكن الأن نقول " الأصغر عنك بيوم يعرف عنك بسنة " .. فكل الذي عرفناه من أربعين أو خمسين سنة هو يعرفه في وقت قليل جداً وذلك لأن ذهنه أنشط .. قدرته على الإستيعاب أكبر ومنفتح أكثر فلذلك لابد أن يكون هناك تواصل وتكامل بين الأجيال فلا نحتقر إهتماماته .. فنفرق بين المبادئ والوسائل .. فالمبادئ مثل الأخلاق .. إحترام الكبير .. مبدأ .. في الكنيسة هناك طقس .. عقيدة .. تقليد ( الموروث من أجدادنا ) .. الموروثات كل هذه مبادئ .. أما عن الوسائل في الحديث مع الأخرين مثل الإجتماعات الكنسية نستخدم الميكروفون .. قديماً لم يكن موجود ولكن مع التطور والتغير وُجِد .. فالكنيسة تستعمله وتستخدمه ولكنه لم يغير من مبادئنا ولكنه وسيلة يخدم بها مبادئ الكنيسة هناك فرق بين المبادئ والوسائل .. ولكن في هذا الجيل نرسخ المبادئ ونحترم الوسائل .. في الوقت الحاضر في كل كنيسة هناك جهاز كمبيوتر نعرض به كل شئ .. نعرض عليه التسبحة والأبصلمودية والقداس مكتوب على الشاشة .. كل هذه وسائل .. هذا الجيل له العديد من الوسائل ولكن كيف نستخدم وسائله ؟ وألا تتعارض هذه الوسائل مع المبادئ بل يكملوا بعضهم البعض .. فالوسائل تُستخدم في البنيان ومن أجل الصالح هذا الجيل فيه أشياء كثيرة إيجابية وليس كل ما به سلبيات .. فكيف نستخدم إيجابياته للبنيان وكيف نوظفها ؟ اليوم هناك دائرة تليفزيونية .. تطور .. عِلم .. شاشات كبيرة .. نتعامل مع الكثير من الشباب نشعر إننا لا نفهمهم .. هذا الجيل من الشباب والشابات مهتمين بالإنترنت فصممنا لهم موقع على الإنترنت فنخدمهم بطريقة تناسبهم فأقبلوا عليها بشكل كبير جداً .. في الكنيسة يكون إجتماع الشباب أو الشابات عددهم حوالي 150 – 250 فرد .. ولكن في إحدى اللقاءات على الإنترنت إجتمعت بحوالي 1200 فرد فكلهم حضروا معنا على النت .. فنسأل كيف عُرِف عددهم ؟ هم مسجلين أسمائهم ومواقعهم .. ففي الخريطة وُجِد أن أحدهم كان من سنغافورة والآخر من فنزويلا والعديد من مصر .. فكنت أشعر بقلة هذا الشئ وعدم إعطاؤه إهتمام ولكن بعد أن حدث ذلك تغير فيَّ الكثير .. فكيف نعلمهم ؟ كيف نستغلهم ؟ فعلينا أن نقول أن هذا الشئ خطأ وأن كل شئ يستخدمه خطأ فإنه سوف يُرفض .. فيقول أنا لن أكون متخلف عن جيلهم .. مثلي مثل أصدقائي .. هذا هو جيلي .. هذا هو فكري .. ثقافة أصحابي وثقافتي هكذا فعندما ظهر إختراع الموبايل كان صغار السن يطلبون الموبايل فنغضب منهم وننتهرهم ونقول إنه مُكلف وغالي الثمن .. أما اليوم فإن طفل إعدادي وثانوي أصبح الموبايل بالنسبة له شئ أساسي .. وإن قمت أنا بإقناع طفلي بإنه ليس له فائدة الأن وحتى إن هو إقتنع بذلك فإنه سوف يشعر بالإختلاف .. يشعر بالنقص .. هذا الجيل يستخدم الموبايل .. يستخدم الإنترنت .. ولذلك الكنيسة أيضاً تستخدمه .. باستمرار تُبعث رسائل على الموبايل فيشعر الطفل بالفرح .. نُرسل له رسالة عيد قديس مثلاً عيد مارجرجس .. نُرسل له رسالة عن الصوم .. عن عيد الملاك .. ممكن نُرسل حوالي 3500 رسالة عن طريق مجموعة مجموعة وكل عشرين رسالة تُحسب بثمن رسالة واحدة ولكن كيف لا يكون هناك فجوة بين الأجيال بل تكامل ؟ فالفجوة بين الأجيال أصبحت واقع بالنسبة لنا ولكن كيف نستخدم هذه الوسائل من أجل حدوث التكامل ؟ فكيف نعمل على إضافة فكرنا وثقافتنا على فكر وثقافة إبني وإبني لا أحتقره ولا أحتقر إهتماماته فلا نتنافر بل نتجاذب معاً .. فيجب أن نتمتع بالصراحة ولا نقول كل فرد في حاله .. إن كلٍ منا لا يفهم الآخر .. يجب أن نفهم .. يجب أن نعرف فعقلي اليوم أصبح غير مُحصل معهم فهو هادئ ويستوعب أكثر ولكن يجب أن أفهم وأعرف كل ما هو مهم بالنسبة لهم وأعطيهم الأفكار التي تفيدهم .. فقد إستخدمت الكنيسة اليوم النت لنشر سنكسار يومي فنرسل لكل أحد قديس اليوم وسيرته وصورة له والتمجيد أيضاً الخاص به .. وذلك ليس في الموقع فقط فيكون عن طريق الإختيار بل نرسلها له أيضاً عن طريق ألـ E . Mail حتى تصل إليه .. فالأن أصبح كبار السن هم الذين يشاهدون التليفزيون .. قديماً كنا نقول لا تهتم بالتليفزيون ولكن الأن نقول لا تقضوا كل الوقت على الإنترنت الأجيال تتغير .. الموبايل في مصر لم يتجاوز العشر سنوات ولكن وُجِد في إحصائية أن هناك حوالي 27 مليون خط موبايل مع أن الخطوط الأرضية لم يكمُل عددها 10 مليون مع أن عمرها أكثر من ثمانين عاماً .. فالبيت الواحد بهِ عدد من الموبايلات وخط تليفون أرضي واحد .. فأصبح لكل فرد في البيت الواحد التليفون الخاص بهِ قديماً كان التليفون يرن أي فرد يرد فيعرف من في المنزل من المتكلم .. ولكن اليوم قد تغير كل شئ .. فالأم لم تعد تعرف من صاحب أو صديق إبنها أو صديقة إبنتها .. ففي البيوت خطوط التليفون الأرضي ولكن لم تعُد مُستخدمة بل يتحدثوا في الموبايلات .. ولذلك قيمة إستهلاك فواتير البيوت قلِّت والموبايلات غِلِت فهناك مشاكل جديدة نتقابل معها محتاجة توعية .. فالجيل الجديد لا نتهمه بإنه جيل خاطئ .. لذلك كيف نتفق ؟ كيف نتقابل ؟ كيف نتكامل ؟ كيف نوظف الأمور الصالحة للبنيان ؟ كيف نستخدم كل ما هو جديد للبنيان ؟ في هذا الجيل هناك العديد من الأشياء الجميلة .. فأصبحت الأن الدراسة في الخارج كلها عن طريق النت .. حوالي 60 % من الطلاب يدرسون عن طريق النت فهو يدرس ويمتحن ويأخذ الشهادة وهو في المنزل ويدفع المصاريف عن طريق الكارت .. ويتسجل في الجامعة إنه أخذ شهادة .. فإنت تدفع الفلوس وتدخل الإمتحان وإنت في المنزل وعندما تنتهي من الإمتحان تظهر النتيجة .. فكل شئ قد اختلف فكيف نستفيد من ثقافة هذا العصر فلا نحتقر إهتماماته ولا نحتقر إهتمامات أولادنا بل نوجهها ؟ فكيف نتفاهم ؟ نعبُر إلى إهتماماته ونحترم رغباته .. ومما لا شك فيه أن هناك تأثير من الآخرين على الفرد .. فهناك إحدى الإحصائيات تشير إلى أن تأثير الأم على إبنها أو إبنتها في السن من 15 – 25 سنة نسبته 18 % .. وتأثير الأصدقاء نسبته 72 % .. وتأثير الأب نسبته 10 % .. نسبة الأصدقاء نسبة لا يُستهان بها فيجب أن نعرف من هم أصدقاء أولادي فمن خلال هؤلاء الأصدقاء أعرف وآخذ فكرة عن مؤشرات إهتماماته .. وكل ما زرعته في أولادي في أيام طفولته أجده في شبابه .. فجيد أن نستفيد من قدرات هذا الجيل ونفهمه ونتواصل معهم فربنا يسوع يتكلم مع كل أحد حسب إهتماماته هو وليس إهتمامات الآخرين .. فيجب أن نعرف فيما يفكر الإقماع الإقناع الإقتناع الإقماع ← هو السيطرة والتسلط .. لا تخرج ، لا تخرج .. إعمل ، إعمل . الإقناع ← يجب أن تذاكر من أجل إنه واجب ويجب أن تفعل ذلك فإنه يأخذ شكل حوار ولكنه أمر . الإقتناع ← فنتكلم مع بعض ونتحاور .. مثلاً نقول " لماذا تقابل أصدقائك ثلاث ساعات يكفي ساعة واحدة " ؟فهذا الجيل يريد حوار .. يريد أن يتكلم .. يريد أن يعبَّر عن رأيه .. يريد أن يشعر بكيانه فيشعر إنه موجود في الماضي كان يتربى الأولاد على طريقة فيها لون من ألوان التضييق ولا يشعر الولد بأي نوع من أنواع الضيق على أساس كل من حوله بنفس الإسلوب .. ولكن الأن إذا خرج الولد من منزله ويطلبوا منه ألا يتأخر فيضحك عليه أصدقائه .. فهذا الجيل يُعبِّر عن نفسه بطريقة فيها تحرر من أي قيود فلا يريد أن أحد يأمره .. إلى أين أنت ذاهب ومن أين أتيت ؟كيف يكون الإقناع ؟ يجب أن يشعر إن أنا بالنسبة له مُحب وليس مُتسلط .. فالتسلط يُولد ضعف والحب يُولد مُحبين أقوياء .. هناك أربع درجات في طريقة الحوار :- 1/ طريقة التسلط ← أب أو أم متسلط فليس هناك أمر قابل للنقاش . 2/ طريقة التساهل ← مع الإلحاح الشديد من قِبَل الأولاد يحل المشكلة بكسر قاعدة .. ليس له طول بال . 3/ طريقة التسيب ← لا يعرف أي شئ . 4/ طريقة التفاهم ← يفهم ويعرف كيف يفكر ويفكركيف أولاده يفكرون .. وهو يفكر بطريقة روحية ودراسية وعقلية وجسدية فيفهم ويعرف ماذا تكون إهتماماته فالفرد أو الإبن قد يصل في مرحلة من تفكيره إنه لا يُعجب بأهله في أي شئ والعكس .. فكيف نصل إلى هذه الدرجة إنه هو يعجبهم وهم يعجبوه ؟ فكيف لا ننتقد كل تصرفاته بل أوجهه وأعلِّمه وأعرفه كيف يستخدم كل الوسائل الحديثة مثل الدش .. النت .. الموبايل .. الأدوات الشخصية والدراسية وأدوات الترفيه وحتى الأصدقاء .. فنتكلم معهم بحب وليس بتسلط بحوار وليس أوامر فكل ذلك يؤدي إنه يفتح قلبه ليَّ ويتكلم ويتحاور معي .. مثلاً إن قام أحدهم بتصرف خطأ وعلم أبوه به فماذا يكون نوع الحوار ؟ فإننا نجد العقوبات والعنف والتحدي .. فالإبن في قراره نفسه يقول " إنتم مسكتم عليَّ واحدة .. طيِّب !! " فيجب علينا نحن أولياء الأمور أن ندخل في المشكلة بلا تحدي بل نسمع ونتفاهم وننتقد .. نقول كل ما لنا وكل ما علينا .. فأسمعه وأوجهه وأحبه .. فأغلب البيوت الأن تقريباً لا تعرف شيئاً عن إبنها أو إبنتها بل كل ما تعرفه أكله وشربه .. فهي لا تعطي إهتمام لمشاعرهم أو إهتماماتهم فيكبر هذا الإبن بأفكاره وهنا تكمن الخطورة لأن في هذه الحالة يكون المرشد هو أصحابهم وأصحابهم أيضاً واقعين في نفس الظروف .. فنجد أن هناك مشاكل كثيرة سواء في الشخصية أو الكلام أو الدراسة أو الظروف .. فالمعالجة يجب أن تتم بحب وبتوجيه .. فالقسوة لا تربي محبين ولكن بالحب نُوجِد الأحباء ولكن كيف نتعامل مع الجيل الأقل والأقل ؟ كيف نتكلم معاه ؟ كيف نوجههم دراسياً ؟ نحذره ؟ نوجه إليه النصيحة ؟ كيف يحصل على المساندة .. نرفعه .. نعطيه أشياء مُشجعة .. وكيف نعده بمكافأة ؟ ولكن أحياناً يحدث العكس .. التعسف .. الكلام الجارح .. الإهانات .. الضرب .. فتحدث أن الفجوة تكبر والمشكلة تكبر فتزداد العقدة .. فأعباء الحياة الأن أصبحت تأخذ كل طاقتنا ولا نُبقي فيها شئ للزوج وللأبناء فلا تكون هناك أي طاقة لأهم الناس وهم الأعزاء سواء كان الزوج أو الأبناء فنتعب ونتعب والأشياء التي تعبنا من أجلها لا يريد أن يُضيف أحد له شئ لذلك يجب أن أسمع لإبني وأسمع لإبنتي وأعرف شكواهم .. فنضع أيدينا على كتفهم ونسمع لهم في وقت الشدة .. ويجب أن نلاحظ أنه يوجد وقت شدة ووقت صداقة ووقت عقوبة ووقت حرمان ووقت حزم .. فهناك طرق كثيرة يجب أن نكون مُلمين بها الفجوة بين الأجيال كيف تقترب ؟ الكنيسة ربت الأجيال ولكن الكنيسة أيضاً بتقدم لكل جيل ما يُناسبه .. فالإنترنت موجود به ألاف من المواقع المسيحية .. فالكنيسة تقوم بإنشاء القنوات التليفزيونية .. فهناك الأن قناتين من أجمل القنوات .. قناة أغابي وقناة C T V .. عن طريقهم نتعرف على سيدنا الأسقف هذا وهذا وهذا .. فنشكر ربنا ليست كل المخترعات لعنة ولكن كيف نستخدم التطور والعصر الحديث لصالحنا ولصالح أولادنا وليس العكس للضرر ؟ الكنيسة تفعل ذلك اليوم الكنيسة تعمل على كيف تُقدس الموبايل .. النت .. الدش .. فسياسة الممنوعات تُولد كبت وسياسة الضوابط تُولد ضبط .. فهناك فرق بين الكبت والضبط :- الكبت ← المكبوت هو ليس قادر ولكنه يريد . الضبط ← المضبوط هو قادر ولكنه لا يريد . فالكبت لا يُولد نُضج أو بلوغ أما الضبط فيُولد حرية لأن أجمل ما في الحرية هو حرية من الداخل ويكون قرار داخلي فكيف نعبَّر لأولادنا ولا تكون هناك فجوة بين الأجيال بل يكون هناك تكامل بين الأجيال ؟ فجيد جداً أن الأب والأم ينقلوا الخبرات لأولادهم ونحترم إهتماماتهم .. فهناك فرق بين المبادئ والوسائل .. فالمبادئ ثوابت والوسائل تتغير ربنا يعطينا روح الحكمة .. روح الفهم والمشورة والإفراز فنعرف كيف نربيهم وكيف يكبروا كأولاد الله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معين نظيره

يقول سفر التكوين ﴿ وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره . وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها . وكل ما دعا به آدم ذات نفسٍ حية فهو اسمها . فدعا آدم بأسماءٍ جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية . وأما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره . فأوقع الرب الإله سُباتاً على آدم فنام . فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً . وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم . فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تُدعى امرأةً لأنها من امرءٍ أُخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً ﴾ ( تك 2 : 18 – 24 ) أعطى الله آدم سلطان على كل حيوانات البرية ودعاها بأسمائها فوجد أنَّ كل ذكر له أنثى وكل مجموعة تحيا معه ووجد نفسه وحده ﴿ أما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره ﴾ .. ماذا فعل الله ؟ كل المخلوقات صنعها الله بكلمة إلاَّ آدم صنعه ليس بكلمة بل بنفخة لأنَّ الإنسان كريم في عيني الله فلم يصنعه بكلمة بل صنعه بنفخة .. وعندما أراد أن يصنع حواء لم يصنع معها كما صنع مع آدم بل ألقى سُبات على آدم وأخذ منه ضلع .. إذاً آدم أصل حواء وهي أُخذت منهُ .. أحياناً المجتمع يُشبه المرأة والرجل أنهما أعداء .. وتوجد فيه أفكار تُحقر المرأة .. وأفكار تقول أنَّ الرجل متسلط و ..... وهذه أمور تُنشئ علاقة غير سوية لكي تنشأ علاقة سوية بين الرجل والمرأة لابد أن نأخذ فكر الله .. معين نظيره .. هو يحتاجها وهي تحتاجه .. ﴿ الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب ﴾ ( 1كو 11 : 11) .. المرأة ليست تافهة في نظر المسيحية بل العلاقة علاقة تكامل وليس تنافس .. جيد أن نعرف أنَّ كلٍ منهما يتكامل مع الآخر المرأة والرجل معاً ولا يوجد منهما من يحيا وحده حتى الذي لا يتزوج يحتاج معين نظيره .. الراهب له أخ راهب معين نظيره وهكذا المكرس و .... نحن في الخدمة الخادم له معين نظيره وهكذا كل واحد منا يحتاج معين نظيره .. إذاً لابد أن يكون لنا فكر روحي متكامل متزن لكي نعرف معنى معين نظيره ولا ينظر جنس لآخر نظرة إحتقار أو نظرة إستقلال الفكر السوي يقول أنه يحتاجها وهي تحتاجه والإثنان يُكملان بعضهما .. الله نفسه قال ﴿ ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره ﴾ .. إذاً لابد لكي تكون العلاقة سوية أن يشعر كل طرف أنَّ الآخر يحترمه ويشعر أيضاً أنه مختلف عنه .. مبارك الرجل الذي يعرف طبع المرأة ومباركة المرأة التي تعرف طبع الرجل أحياناً يشكو أحدهما الآخر .. هي تقول * لا يقل لي كلمة حلوة .. لا يتذكر عيد ميلادي .. أناني * .. وهو يقول * هي تحتاج لكلام وأنا ليس لي وقت .. أنا مُتعب و ...... * .. ما الحل إذاً ؟ الحل هو لابد أن تفهمه هي وهو يفهمها .. لابد للرجل أن يعرف أنَّ المرأة هي معين نظيره تُكمله هو يحتاجها وهي لابد أن تعرف أنها تحتاجه .. لو كان المجتمع كله رجال كيف سيستمر ؟ يقول شخص أنَّ الله قادر أن يجعله يستمر .. بتلقيح ذاتي أو إنقسام أو .... هو يعرف كيف يجعله يستمر .. لكن لا .. لماذا أوجد الله رجل وإمرأة ؟ لأنه يحتاجها وهي تحتاجه ولأنَّ الحياة عندما تقوم على عنصر واحد تعتمد على الأنانية .. لا .. هو أراد أن يتشاركا معاً ويحتاجان بعضهما البعض – معين نظيره – هو له دور وهي لها دور .. صعب أن تتشبه الفتاة بالرجل أو يتشبه الرجل بالفتاة الله سمح أنَّ كل كائن فينا سواء رجل أو إمرأة أن يكون به كل هرمونات الرجل والمرأة .. ولكن كبد الرجل يكسر هرمونات الأنوثة وكبد المرأة يكسر هرمونات الذكورة فيظهر عليها علامات الأنوثة وتظهر عليه هو علامات الرجولة إذاً الإثنان يشعران بعضهما ببعض لأنَّ بهما جذور بعضهما .. لكن عندما نجد شاب أو ولد كل أصحابه فتايات أو نجد فتاة عنيفة .. فهذه أمور للأسف خاطئة هذا خطأ وتلك أيضاً خطأ .. الأصح هو الإعتدال .. الله خلق الإثنان مختلفان لكي يتكاملا وليس ليتنافرا كل جنس لابد أن يحترم الآخر ويتعامل معه بنقاوة واحترام ويتعامل معه ككيان إنساني محترم .. أحياناً بعض الظروف النفسية تجعل طرف يحتقر الآخر .. لا .. جيد أن تبني حياتك على قواعد ثابتة . بعض صفات الرجل والمرأة :- الرجل منذ طفولته يميل لاستخدام العنف والقوة والصوت العالي والقرارات السريعة .. هذا ليس ولد ردئ بل لأنه ولد فهذا طبعه .. أما المرأة فمنذ طفولتها تميل للرقة والهدوء .. تهتم باللمسات البسيطة .. تهتم بتقديم الأمور بإسلوب رقيق .. عندما نذهب لزيارة أو عمل قنديل ونرش ماء في البيت بدون أن نسأل نعرف حجرة الفتاة من حجرة الولد .. تجد حجرة الفتاة نظيفة منظمة مزينة عن حجرة الولد فلا نلوم الولد عن هذه اللمسات الرقيقة لأنه ولد .. ليس الأمر بكارثة .. إذاً عندما تتزوجي ولا تجدي في زوجك هذه اللمسات البسيطة لأنه رجل وهذا طبعه إذا أعطيت بعض الأوراق لأطفال حضانة ليرسموا بها تجد أنَّ البنت ترسم عروسة .. وردة .. أم .. بينما الولد يرسم مدفع .. رشاش .. دبابة .. كورة ..... حتى الهدايا عند الأولاد غير الهدايا عند البنات .. ليس هذا الولد عنيف لكن هذا طبعه هو يحب المغامرة .. لماذا ؟ لأنه عندما ينمو ويكبر ويصبح رجل سيكون مسئول عن بيت ورزق وسيواجه مجتمع شرس لذلك لابد أن نعلمه المواجهة أما البنت فلأنها ستكون فيما بعد أم في بيت تربي أولاد فسمح الله أن تتعلم الحنان والرقة والمحبة و إذاً هذا قصد الله البنت تعتني بالأمور الخارجية وشكل البيت .. هذه أمور لا تهم الولد .. هذه قدرات كل واحد منهما .. الولد يعمل الأمور بسرعة أما الفتاة فلها طول أناة لذلك ماهرة في الأمور اليدوية .. إذاً الله أعطى الرجل نعمة والمرأة نعمة وجيد أن تعرف نفسك وماذا يقصد الله فيك المرأة لها قدرة على العطاء أكثر من الرجل بأضعاف حتى في العطاء البدني هي أكثر احتمال المرأة تعمل في العمل ثم تعود لتعمل في البيت وتربي الأولاد .. في حين أنَّ الرجل يعمل في عمله فقط .. هي تتعب أكثر منه وتصبر وتشكر .. هو يعود للمنزل ليأكل وينام وهي تعود للمنزل لتعمل فيه وتربي أولادها وتُطعم الرجل وتهتم به .. تخيل لو لم تنتبه المرأة لهذه الأمور وتبدأ تدخل في مقارنة مع الرجل .. هذا فكر غير سوي .. هي معين نظيره تكمله هي شريك له معين له لكي لا يتعب عندما يجد معوقات الرجل عنده العقل أعلى من العاطفة بينما المرأة عندها العاطفة متقدمة عن العقل ليس هو خطأ ولا هي خطأ لكن الله سمح بذلك أنَّ العاطفة عند المرأة هي مدخل لشخصيتها وسمح أن يكون عقل الرجل مدخل لشخصيته .. العقل مُتقدم عند الرجل عن العاطفة والعاطفة مُتقدمة عند المرأة عن العقل لكي عندما يكونان معاً في بيت تسير العاطفة بجانب العقل فيسير البيت إذاً هي معين نظيره .. هناك قرارات تحتاج إلى العقل وقرارات تحتاج إلى العاطفة .. تجد الرجل بلا صبر وأما المرأة فصبورة .. إذا مرض الإبن تسهر عليه الأم حتى الصباح وتقوم لتجهز وتُهيئ الطعام ثم تذهب للعمل مثل الرجل وعندما يعودان من العمل هو ينام ويأكل وهي تعمل في البيت رغم أنها لم تنم الليلة السابقة .. هذه من عطايا الله فلا تشتكي المرأة .. فعندما يكون الطفل مريض تجد أنَّ الأب غير مسئول لكن عندما يُشفى الطفل يظهر دور الأب الله خلقه هكذا .. إن لم نفهم ذلك سنكون غير فاهمين لله تؤثر كلمات المديح في المرأة والفتاة بينما يكون تأثيرها أقل أو غير مؤثرة في الرجل لذلك عندما يقول الرجل كلمات مجاملة للمرأة تفرح جداً .. لذلك فهم طبع كل طرف يُريح جداً .. الرجل يحب أن يكون المدبر والرأس ويحب المرأة الهادئة المطيعة الوديعة .. طبعه يميل للمرأة الأكثر هدوء لذلك يكره المرأة المتسلطة العنيدة .. بينما المرأة تحب الرجل القائد الذي يحترمها بدون أن يتسلط عليها بدون أن يكون معها عنيف .. فهم الطبيعة مهم جداً في التعامل الرجل لا يهمه النظام واللمسات الأخيرة عكس المرأة تهتم باللمسات النهائية .. الله سمح أن تكون الغريزة في الرجل أعلى من المرأة لأنَّ الله أراد أن يحمي المرأة ويقدسها لأنَّ كسر المرأة كبير جداً قد نقول لماذا إذاً لم ينزع الغريزة من المرأة ؟ لا .. لابد أن يكون للمرأة غريزة لكي تتقابل مع الرجل .. إذاً مبارك هو الرب الذي أعطى كل فرد احتياجه .. في الرجل تتحرك الغريزة من خلال حواسه وخاصةً النظر بينما تتحرك غريزة المرأة بكلام وتفاعل وتلامس .. لذلك لابد للمرأة أن ترتدي ملابس محتشمة لأنَّ الغريزة في الرجل تُثار بالنطر .. قد لا تنتبه الفتاة لهذا الأمر .. لا .. هذا أمر مهم جداً .. لا تقل أنَّ هذا الرجل غير مؤدب .. لا .. الله سمح أن يكون طبعه هكذا .. هذا سماح طبيعي من الله لكل شخص لكي يقدس الكيان كله ولننتبه ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) .. الغريزة عند الولد تُثار بسهولة لأنها تُثار بالرؤية بينما تُثار في البنت في مرحلة متأخرة نسبياً لابد أن يكون لكل منا فكر ما هي اهتمامات الآخر وطبعه لذلك سمح الله أن يكون النضوج العاطفي في الفتاة أسرع من الولد .. فتجد أنَّ الفتاة التي عمرها خمسة عشر سنة أنضج من الولد في نفس العمر لأنَّ الله أعدها لأمور كبيرة أي ممكن فتاة عمرها خمسة عشر سنة تصير أم ويكون لها قدرة على العطاء والحب قد يستريح الرجل للمرأة الرقيقة لكن لا يستريح للمستبيحة بل قد يشتهيها ويُلاطفها فقط لكنه لا يحترمها داخله .. قد تتخيل الفتاة التي حولها شباب كثير أنها جذابة .. لكن عندما يريد هذا الشباب الزواج يرفضها .. الفتاة لا تستريح للتعامل الجاف بل للتعامل الرقيق الرجل أقل خجلاً من المرأة وأقل تحفظ بينما المرأة أكثر خجلاً وأقل جرءة .. لذلك بالنسبة للخجل أحياناً الفتاة في الإعتراف تقول كل شئ ما عدا الذي تريد أن تقوله .. لا .. لا تجعلي الخجل يعطل توبتِك .. بينما يبدأ الشاب الإعتراف بأكبر خطية واعترافه مختصر ومفيد .. لنفرض خطايا جسد تتعبه يبدأ بها بينما الفتاة لو خطايا الجسد تتعبها إما تؤجلها لنهاية الإعتراف أو تقولها بطريقة مخففة .. ليس بها خطأ الفتاة الخجولة لكن لابد أنَّ خجلها لا يعطل توبتها الرجل يميل للأمور العملية بينما المرأة تميل للأحلام .. الرجل الحياة بالنسبة له أرقام عمل ومرتب وحوافز وسهر ومصاريف وتوفير .. الله أيضاً سمح أنَّ التشريح الفسيولوچي للرجل غير المرأة المرأة يغلب جسدها الدهون وسمح الله أن يكون جسدها ناعم .. لماذا ؟ لو أعطينا طفل يبكي لرجل لا يستريح الطفل لأنَّ جسد الرجل جامد عضلي لكن لو أعطيناه للمرأة يستريح الطفل ويهدأ لأنَّ جسدها لين .. إذاً هو لا يحتقر طبعه وهي لا تحتقر طبعها بل ليُسبح كلٍ منهما الله ويباركه إذاً لابد أن ينظر كل شخص للآخر نظرة إحترام وتقدير لأنه هو يحتاج إليها جداً وهي تحتاجه جداً .. والله وجد أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده فصنع له معين نظيره .. الله سمح أن يتذوق كل شخص أقدس المفاهيم عن الجنس الآخر .. كيف ؟ الرجل له أربعة في حياته هم أم أرضعته وربته وأخت نمت أمامه ورأى مراحل حياتها أنها إنسانة طبيعية كائن يُحترم ثم أقدس المفاهيم من خلال زوجته ثم أرقى المفاهيم في إبنته .. هكذا المرأة لها أب وأخ وزوج وإبن .. إذاً ليس الرجل عدو المرأة ولا المرأة عدو الرجل .. بولس الرسول قال عن المرأة أنهن وارثات معنا .. ترث السماء .. ونرى قديسات دميانة وبربارة و جاهدن وورثن السماء مثل الرجل .. الله خلق حواء معين نظير آدم .. تدبير إلهي إفرح بتدبير الله الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل