العظات

الصليب فى سفر الخروج

الصليب فى سفر الخروج هذا السفر نعطى فترة زمنية من موت يوسف وحتى صنع خيمة الإجتماع حوالى 145 سنة وكتب خلال التيه فى البرية حوالى سنة 1406 ق.م. ويدور موضوعه الرئيسى فى تسجيل قصة إخراج الرب لشعبه إٍسرائيل من مصر أرض العبودية إلى كنعان أرض الموعد ومنه نرى بوضوح رموز رائعة من خلال شخصيات ومواقف تشير إلى الصليب الذى حمله وصلب ومات يسوع من أجلنا كلنا ومن خلال مقارنة بين النص فى سفر الخروج كرمز وما جاء فى العهد الجديد كتحقيق وكمرموز إليه فى شخص المسيح الفادى من خلال الصليب.الرمز المرموز إليه (تحقيق الرمز)

الصليب فى سفر التكوين

الصليب فى سفر التكوين الصليب فى فكر الله منذ الأزل وأعلنه الوحى الإلهى لنا فى الكتاب المقدس من خلال نبوات ورموز وعلامات كثيرة ندرس بعض منه فى سفر التكوين :- الصليب فى حياة أبونا آدم : تك 14:3 قال الله للحية أضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه وقد وضع الله عداوة بين إبليس والمرأة حتى يأتى السيد المسيح من نسل المرأة – دون زرع بشر – يسحق رأس الحية بالصليب التى سحقت عقب البشرية ... الصليب فى حياة هابيل الصديق:- ذبيحة هابيل الصديق كانت ترمز الي ذبيحة المسيح المحروقه علي الصليب وكانت مقبوله عند الله . احبنا المسيح ايضا و اسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة (أفسس 5 : 2)وحين يقول الكتاب حسده لأخوه وقتله فى الحقل وهذا ما حدث مع السيد المسيح فصلبه على أيدى اليهود الذين أسلموه حسداً وصلبوه فى فستان الصليب فى حياة نوح :- كان الطوفان رمزا لعمل التجديد للطبيعة البشرية ، والفلك رمزا للصليب الذى حمل السيد المسيح معلقا لأجلنا ، فحمل فيه الكنيسة التى هى جسده المقدس ، كان لا بد من هلاك العالم القديم [ اإنسان القديم ] فى مياة المعمودية ليقوم العالم الجديد أو الإنسان الجديد الذى على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة فى المسيح يسوع إقامة مذبح للرب :- بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ... أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن : [ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] . أقام الله ميثاقا مع نوح وبنيه ، وجعل قوس قزح علامة للميثاق بينه وبينهم ، وبينه وبين نسلهم من بعدهم ، إذ جاء التأديب خلال الطبيعة ( الطوفان ) أقام الله العلامة فى الطبيعة علانية ( قوس قزح ) ، أما فى العهد الجديد إذ حمل السيد المسيح تأديبنا فى جسده جعل العلامة فيه خلال جراحات الصليب . الصليب فى حياة أبونا إبراهيم :- معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب الحيوانات المشقوقة والطيور : بقى اليوم كله فى طاعة لله يزجر الجوارح دون أن يرى شيئا أو يسمع صوتا ، وقبيل مغيب الشمس صار فى سبات ووقعت عليه رعبة مظلمة وعظيمة .. لماذا ؟" غابت الشمس فصارت عتمة ، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع " ( ع 17 ) ، إشارة إلى خلاص الناس فى الرب واستنارتهم بالروح القدس النارى . الرب الراقد على الصليب إذ ينزل إلى الجحيم يحملنا على كتفيه ويخرج بنا كما بأملاك جزيلة ، حاملا غناه ، وواهبا إيانا غنى الروح ، حتى متى جاء غروب العالم وإنقضاء الدهر يعلن خلاص أجسادنا ، ويعلن يومه العظيم كما بنار . ذبيحة اسحق الذي قدم ذاته للموت هو رمز لذبيحة الصليب حيث بذل الرب يسوع نفسه كرائحة ذكيه لله أبيه .(فيلبي2: 6)"اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم"" فقال إبراهيم لغلاميه : إجلسا أنتما مع الحمار ، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ... فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين وذهب كلاهما معا " ( ع 5 ، 6 ) . الخادمان اللذان أمرهما إبراهيم بالبقاء مع الأتان يشيران إلى الشعب اليهودى الذى لم يستطع أن يصعد ويبلغ إلى موضع الذبيحة ، إذ لم يريدوا الأيمان بالمسيح ، الآتان تشير إلى المجمع اليهودى ، والكبش الموثق فى الغابة بقرنيه يبدو أنه يرمز إلى المسيح ، لأن المسيح أوثق بين الأشواك بقرون إذ علق على خشبة الصليب وسمر بالصليب كان الكبش قويا ، وربطه إشارة إلى إرادة السيد المسيح أن يربط لاهوته حتى يتمم عملية الفداء الذى جاء من أجله .. ولا ينتقم من صالبيه ! عندما حمل إسحق الخشب للمحرقة كان يرمز للمسيح ربنا الذى حمل خشبة الصليب إلى موضع آلامه ، هذا السر سبق فأعلنه الأنبياء ، كالقول : " وتكون الرئاسة على كتفيه " ( إش 9 : 5 ، 6 ) أما القول : " فذهب كلاهما معا " فتشير إلى أن هذه الذبيحة هى ذبيحة إبراهيم كما هى ذبيحة إسحق ، قدم إبراهيم إبنه الوحيد خلال الحب الفائق ، وقدم الإبن ذاته خلال الطاعة الكاملة ، فحسبت الذبيحة لحساب الأثنين معا . الصليب فى حياة أبونا يعقوب :- السلم : إذ انطلق يعقوب هاربا من وجه أخيه عيسو ، محروما من عاطفة والديه واهتمامهما ، صار فى الطريق وحده معرضا لمخاطر كثيرة ، وسط هذا الضيق وضع يعقوب رأسه على حجر واضطجع فى ذلك الموضع ليرى السموات مفتوحة ، وسلما سماويا منصوبا على الأرض رأسه يمس السماء ، الأمر الذى لم يكن ممكنا أن يشاهده حين كان مدللا فى الخيمة تهتم به والدته وتضع الوسائد الناعمة تحت رأسه ! وسط الضيق والحرمان يتجلى الله ليسد كل عوز ويعطى بفيض أكثر مما نسأل وفوق أن نطلب إن كان الحجر هو السيد المسيح فإننا لا ننعم به فى حياتنا ؛ إذا كنا نعيش مدللين نطلب الإتكاء على الآخرين أما السلم الذى رآه يعقوب فهو صليب ربنا يسوع المسيح الذى بالإيمان نرتفع خلاله لننعم بالسماء عينها ثم أخذ الحجر وأقامه عمودا وصب عليه زيتا ،وانفتاح السماء على الأرضيين : فقد تمت المصالحة خلال السلم الحقيقى : " صـليب ربنــا يســــــوع " قطع العهد بين يعقوب ولابان:- رأى لابان أنه من الحكمة أن يقيم عهدا مع يعقوب صهره حتى لا يسىء أحدهما إلى الآخر ، وقد أقام يعقوب عمودا ، ثم عملوا رجمة ( كومة ) من الحجارة ليأكلوا عليها وليمة مصالحة ، ويكون العمود والرجمة شهادة وتذكارا للميثاق الذى قطعاه إن هذا العمود يشير إلى صليب ربنا يسوع الذى ارتفع على جبل الجلجثة مقدما جسده ودمه ذبيحة حب لنا وأقام هناك مذبحا ودعاه إيل إله إسرائيل " 20:33. أى دعاه : [ الله إله إسرائيل ] ، فقد جاء ليستقر فى حضن الله خلال الذبيحة المقدسه ليكن لنا فى قلبنا مذبح للرب ، فتكون أعماقنا كنعان الروحية التى يتجلى الله فيها خلال ذبيحة الصليب ! الصليب فى حياة يوسف المفترى عليه :- إذ نزل يوسف من بيت أبيه بالحب يبحث عن إخوته الضالين يقول الكتاب : " فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض : هوذا هذا صاحب الأحلام قادم ، فالآن هلم نقتله ونطرحه فى إحدى الآبار ونقول وحش ردىء أكله ، فنرى ماذا تكون أحلامه " ( ع 18 – 20 ) . تشفع فيه رأوبين فلم يقتلوه بل خلعوا عنه القميص الملون وألقوه فى بئر ماء فارغ . وإذ جلسوا يأكلون رأوا قافلة إسمعيليين قادمة من جلعاد جمالها محملة كثيراء وبلسانا ولاذنا لينزلوا بها إلى مصر فأشار عليهم يهوذا ببيعه عبدا لهم ، فباعوه بعشرين من الفضة ، وإذ رجع رأوبين إلى اخوته لم يجد يوسف فى البئر فمزق ثيابه ولم يعرف كيف يتصرف . ما فعله اخوة يوسف هنا حمل رمزا لما فعله اليهود مع السيد المسيح فى جوانب متعددة منها :- أ – لقد تحمل يوسف تعنيفا مرا من اخوته ، وقدم اليهود لوما للرب قائلين : " إننا لم نولد من زنا " ( يو 8 : 41 ) .. ب – عنما رأى اخوة يوسف اخوهم قادما ، ناقشوا موته ، وذلك كما فعل اليهود بيوسف الحقيقى ، المسيح الرب ، إذ صمم الجميع على خطة واحدة أن يصلب ، اغتصب اخوة يوسف ثوبه الخارجى الملون ، ونزع اليهود عن السيد المسيح ملابسه عند موته على الصليب ، تعرى لكى يستر خطايانا ! إذ نزع الثوب عن يوسف ألقى فى جب أى حفرة ، وإذ حطموا جسد المسيح نزل هو إلى الجحيم . رفع يوسف من الجب وبيع للإسماعيليين أى للأمم ، والمسيح إذ عاد من الجحيم إشتراه الأمم بثمن الإيمان ، هكذا كان يوسف رمزا للسيد المسيح والمشاورة ضده ، وفى إلقائه فى الجب ، وفى خلع ثيابه ، وفى بيعه للأمم . جـ - كما اشار يهوذا ببيع يوسف هكذا باع يهوذا السيد المسيح ... د – إذ ألقى الأخوة يوسف فى البئر الفارغة من الماء " جلسوا ليأكلوا طعاما " ( ع 25 ) ... وهكذا إذ دبر اليهود قتل السيد المسيح جلسوا يأكلون الفصح القديم كطعام يشبع أجسادهم لا نفوسهم بركة يعقوب لابني يوسف منسي وافرايم علي شكل الصليب حيث وضع يمينه بفطنه علي الاصغر دلاله علي ان البركه لن تاخذ الا بالصليب الذي باركه الرب بصلبه بدلا من كونه رمزا للعار والخذي فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لانه مكتوب سابيد حكمة الحكماء و ارفض فهم الفهماء اين الحكيم اين الكاتب اين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لان اليهود يسألون آية و اليونانيين يطلبون حكمة و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهاله 1كو1: 18

دراسة فى سفر العددج9 تقدمات ونصائح للطريق

الأصْحَاح الرَّابِعْ عَشَر : عَيَّنَ مُوسَى النَّبِي إِثْنَى عَشَر رَجُلاً رَجُلْ مِنْ كُلَّ سِبْط لِيَتَجَسَّسُوا الأرْض أرْض المِيعَادٌ وَعَادَ الإِثْنَى عَشَر رَجُلاً بَعْدَ أرْبَعِينَ يَوْماً .. عَشْرَة مِنْهُمْ أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض وَهَيَّجُوا الشَّعْب بَيْنَمَا إِثْنَان فَقَطْ هُمَا كَالِب وَيَشُوع قَالاَ أنَّ الأرْض جَيِّدَة جِدّاً إِنْ سُرَّ الله يُعْطِيهَا لَنَا ( عد 14 : 8 ) .. وَحَزَنَ الله لأِنَّ الشَّعْب تَذَمَّر وَعَاقَبْهُمْ بِعَدَم دُخُولِهِمْ أرْض المِيعَادٌ مَا عَدَا كَالِب وَيَشُوع هُمَا فَقَطْ اللَّذَان يَدْخُلاَنَهَا مِنْ هذَا الجِيل وَتَكَلَّمْ الله عَنْ كَالِب وَيَشُوع بِكَلِمَات جَمِيلَة وَقَالَ ﴿ وَأمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أجْلِ أنَّهُ كَانَتْ مَعْهُ رُوحٌ أُخْرَى وَقَد اتَّبَعَنِي تَماماً أُدْخِلُهُ إِلَى الأرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا ﴾ ( عد 14 : 24 ) .. جَمِيلَة جِدّاً كَلِمَة * عَبْدِي * بِهَا إِنْتِمَاء إِلَى الله .. أيْضاً شَهَدَ لَهُ الله أنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ ﴿ رُوحٌ أُخْرَى ﴾ .. وَالآبَاء يَقُولُون أنَّهَا إِشَارَة خَفِيَّة إِلَى الرُّوح القُدُس .. مَا الَّذِي جَعَلَ كَالِب يَقُول أنَّ الأرْض جَيِّدَة إِلاَّ إِذَا كَانَتْ مَعَهُ رُوح أُخْرَى .. رُوح خَفِيَّة ؟ رَغْم أنَّ الأرْض كَانَتْ مَخْفِيَّة لكِنْ الَّذِي مَعَهُ رُوح الله يَحْيَا فِي ثَبَات وَسَلاَم وَثِقَة فِي قُدْرِة الله .. كَلِمَة * كَالِب * مَعْنَاهَا * قَلْب * .. جَيِّدٌ أنْ تَكُون كَكَالِب مَعَك قَلْب يَسُوع .. وَمَعَك رُوح أُخْرَى .. أيْضاً قَالَ الله عَنْ كَالِب ﴿ وَقَد اتَّبَعَنِي ﴾ النَّفْس الأمِينَة مَعَ الله تَحْيَا فِي ثَبَات وَتَبَعِيَّة لله لِتَرِث أرْض المِيعَادٌ هُنَاك إِتِفَاقٌ أنَّهُ فِي دِرَاسِة الكِتَاب المُقَدَّس تُحْذَف الأسْمَاء وَنَضَعْ أسْمَائْنَا مَكَانَهَا فَنَقُول * وَأمَّا عَبْدِي " فُلاَنْ " فَمِنْ أجْلِ أنَّهُ كَانَتْ مَعْهُ رُوحٌ أُخْرَى وَقَد اتَّبَعَنِي تَماماً أُدْخِلُهُ إِلَى الأرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا *.. مَا دُمْت عَبْدِي وَقَدْ أتَّبَعْتَنِي تَمَاماً وَمَعَك رُوح أُخْرَى سَأُدْخِلَك أرْض المِيعَادٌ وَتَرِثْهَا لاَ تَقْرأ الكِتَاب كَقِصَص مَضَتْ وَانْتَهَتْ بَلْ هُوَ أمْس وَاليَوْم وَإِلَى الأبَد ( عب 13 : 8 ) .. وَوُعُودٌ الله مُتَجَدِّدَه دَائِماً ﴿ وَإِذْ العَمَالِقَةُ وَالكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي الوَادِي فَانْصَرِفُوا غَداً وَارْتَحِلُوا إِلَى القَفْرِ فِي طَرِيقِ بَحْرِ سُوفٍ ﴾ ( عد 14 : 25 ) ..كَانَ الشَّعْب قَرِيب جِدّاً مِنْ أرْض المَوْعِدٌ وَلِذلِك ذَهَبُوا لِيَتَجَسَّسُوا الأرْض لكِنْ عِنْدَمَا تَذَمَّرُوا عَلَى الله جَعَلَهُمْ يَعُودُون لِلوَرَاء إِلَى البَحْر المَيْت وَأدْخَلَهُمْ قِصَّة تِيه جَدِيدَة لِيُهَذِّبَهُمْ مِنْ جَدِيدٌ وَخَلَقَ مِنْهُمْ جِيل جَدِيدٌ جَدِير بِالدُّخُول لأِرْض المِيعَادٌ فَأتَاهَهُمْ 40 سَنَة لِتَجْدِيدٌ الأجْيَال وَأدْخَل أوْلاَدِهِمْ الأرْض وَرَفَضَهُمْ هُمْ فَلَمْ يَدْخُلُوهَا بَلْ مَاتُوا فِي القَفْر لَمْ يُصَدِّقُوا الله عِنْدَمَا أمَرَهُمْ بِالعَوْدَة إِلَى الوَرَاء لأِنَّ أرْض المَوْعِدٌ كَانَتْ أمَامَهُمْ وَلَمْ يُطِيعُوه بَلْ تَقَدَّمُوا فِي إِتِجَاه الأرْض فَضَرَبَهُمْ عَمَالِيقٌ .. وَقَالَ لَهُمْ الله ﴿ قُلْ لَهُمْ حَيٌّ أنَا يَقُولُ الرَّبُّ لأفْعَلَنَّ بِكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ فِي أُذُنَيَّ .. فِي هذَا القَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِن ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ .. لَنْ تَدْخُلُوا الأرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ .. وَأمَّا أطْفَالُكُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً فَإِنِّي سَأُدْخِلُهُمْ فَيَعْرِفُونَ الأرْضَ الَّتِي احْتَقَرْتُمُوهَا ﴾ ( عد 14 : 28 – 31 ) .. مِنْ إِبْن عِشْرِينَ سَنَة فَصَاعِد سَيَهْلَك فِي البَرِّيَّة مَا عَدَا كَالِب وَيَشُوع سَيَدْخُلاَن أرْض المِيعَادٌ وَأوْلاَدَكُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ عَنْهُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَة .. أنْتُمْ فَقَطْ الخَاسِرُون ﴿ فَجُثَثُكُمْ أنْتُمْ تَسْقُط فِي هذَا القَفْرِ وَبَنُوكُمْ يَكُونُونَ رُعَاةً فِي القَفْرِ أرْبَعِينَ سَنَةً وَيَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي القَفْرِ .. كَعَدَدِ الأيَّامِ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأرْضَ أرْبَعِينَ يَوْماً لِلسَّنَةِ يَوْمٌ تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أرْبَعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي ﴾ ( عد 14 : 32 – 34 ) أمر قَاسِي أنْ يُعَرِّفْنَا الله إِبْتِعَادُه .. لكِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول ﴿ هُوذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ ﴾( رو 11 : 22 ) .. نَحْنُ أخَذْنَا فِكْرَة عَنْ الله أنَّهُ حَنُون يَنْتَظِرْنَا وَيَحْتَمِلْنَا وَيَقْبَلْنَا فِي أي وَقْت نَحْنُ نَشَاء فِيهِ الرُّجُوع إِلَيْهِ .. لاَ .. لِنَنْتَبِه قَدْ يَقُول لَنَا سَتَعْرِفُون إِبْتِعَادِي وَسَأعْمَل كَقَوْلِكُمْ .. لَوْ أخْطَأ إِبْن وَلَمْ يُعَاتِبُه أبُوه أوْ يُعَاقِبُه نَقُول أنَّ هذَا الأب يُدَلِّلْ إِبْنُه تَدْلِيلْ مُفْسِدٌ .. هكَذَا مِنْ حَقٌ الله أنْ يَكُون صَارِم مَعَ شَعْبُه لِيُؤَدِبُه لأِنَّهُ فَعَلَ ذلِك بِنَفْسُه وَكَقَوْلُه أدَّبَهُ الله ﴿ فَمَاتَ الرِّجَالُ الَّذِينَ أشَاعُوا المَذَمَّةَ الرَّدِيئَةَ ﴾ ( عد 14 : 37 ) .. الخَطِيَّة لَهَا ثَمَنْ .. قَدْ نَتَخَيَّلْ أنَّ الخَطِيَّة أمر طَبِيعِي .. لاَ .. سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يَقُول أنَّ لِلخَطِيَّة عُقُوبَتَان عُقُوبَة أرْضِيَّة وَعُقُوبَِة سَمَاوِيَّة .. العُقُوبَة الأرْضِيَّة أنْ يَصِير الإِنْسَان مَنْبُوذٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ أوْ يِمْرَض أوْ ... أمَّا العُقُوبَة السَّمَاوِيَّة فَهْيَ الحِرْمَان مِنْ دُخُول السَّمَاء وَيَقُول الآبَاء أنَّ الجَحِيم بِهِ بُكَاء وَصَرِير الأسْنَان .. وَصَرِير الأسْنَان هُوَ مِنْ شِدِّة النَدَم عَلَى ضَيَاع فُرَص التُّوبَة .. وَالجَحِيم لَيْسَ بِهِ نَار مُحْرِقَة لأِنَّ طَبِيعِة الأجْسَادٌ سَتَتَغَيَّر لِذَا لَيْسَتْ هِيَ نَار تَحْرِق .. بَلْ هِيَ نَار مُحْرِقَة لِلطَّبِيعَة الجَدِيدَة الَّتِي لِلأجْسَادٌ مِنْ شِدِّة النَدَم وَالحِرْمَان مِنْ رُؤيِة الله .. لَوْ تِلْمِيذ مَطْرُودٌ مِنْ فَصْلُه سَيَحْزَن لأِنَّ التَّلاَمِيذ كُلُّهُمْ دَاخِل الفَصْل وَهُوَ وَحْدُه المَطْرُودٌ .. هذَا حَال سُكَّان الجَحِيم أنَّهُمْ مَطْرُودُون مِنْ حَضْرِة الله وَلَمْ يَسْتَحِقُّوا الدَّعْوَة الَّتِي دُعُوا إِلَيْهَا ﴿ وَأمَّا يَشُوعُ بْنُ نُونَ وَكَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ مِنْ أُولئِكَ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا لِيَتَجَسَّسُوا الأرْضَ فَعَاشَا ﴾( عد 14 : 38 ) .. الإِنْسَان الَّذِي يُرْضِي الله وَيَعِيش حَسَبْ الوَصِيَّة وَيُبَشِّر وَيُنَادِي بِالمَلَكُوت يَدْخُل إِلَى الأبَدِيَّة .. كَالِب وَيَشُوع كَانَا إِثْنَان بِالنِّسْبَة إِلَى عَشْرَة رِجَال أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض وَالَّذِينَ بِمَشُورَتِهِمْ الرَّدِيئَة إِسْتَمَالُوا الشَّعْب وَهَيِّجُوه فَصَارَ كَالِب وَيَشُوع مُتَحَدِيَان لِلشَّعْب كُلُّه نَحْنُ دَائِماً نَتَأثَّر بِرَأي الأغْلَبِيَّة .. لاَ .. كَالِب وَيَشُوع تَحَدَيَا الشَّعْب كُلُّه .. وَمَاتَ الشَّعْب كُلُّه لِعَدَم تَصْدِيقٌ مَوَاعِيد الله وَعَاشَ كَالِب وَيَشُوع وَوَرَثَا أرْض المِيعَادٌ .. كُنْ كَكَالِب وَيَشُوع وَثِقٌ فِي مَوَاعِيدٌ الله .. كُنْ كَزَكَرِيَّا وَألِيصَابَات اللَّذَان قَالَ عَنْهُمَا الكِتَاب كَانَا بَارَّيْنِ سَالِكَيْنِ فِي وَصَايَا الله بِلاَ لَوْمٍ( لو 1 : 6 ) .. حَتَّى لُوْ كُنْتَ وَسَطْ جِيل مُعْوَج ﴿ وَلَمَّا تَكَلَّمَ مُوسَى بِهذَا الكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَكَى الشَّعْبُ جِدّاً ﴾ ( عد 14 : 39 ) .. الشَّعْب عِنْدَمَا يَشْتَدٌ مَعَهُمْ الله مَرَّة يَبْكُون وَمَرَّة يَتَمَرَدُون .. هُنَا بَكَى الشَّعْب .. ﴿ ثُمَّ بَكَّرُوا صَبَاحاً وَصَعِدُوا إِلَى رَأسِ الجَبَلِ قَائِلِينَ هُوذَا نَحْنُ نَصْعَدُ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ فَإِنَّنَا قَدْ أخْطَأنَا ﴾( عد 14 : 40 ) .. أرَادُوا مُصَالَحَة الله فَسَارُوا لِلأمَام وَلَيْسَ لِلوَرَاء كَمَا أمَرَهُمْ الله .. ﴿ فَقَالَ مُوسَى لِمَاذَا تَتَجَاوَزُونَ قَوْلَ الرَّبِّ .. فَهذَا لاَ يَنْجَحُ .. لاَ تَصْعَدُوا لأِنَّ الرَّبَّ لَيْسَ فِي وَسْطِكُمْ لِئَلاَّ تَنْهَزمُوا أمَام أعْدَائِكُمْ ﴾ ( عد 14 : 41 – 42 ) .. قَالَ لَهُمْ مُوسَى لِمَاذَا لاَ تُطَاوِعُونَ الله .. لِمَاذَا تَتَقَدَّمُون لِلأمَام وَالله أمَر أنْ تَعُودُوا إِلَى الوَرَاء ؟ .. ﴿ لأِنَّ العَمَالِقَةَ وَالكَنْعَانِيِّينَ هُنَاكَ قُدَّامَكُمْ تَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ إِنَّكُمْ قَد إِرْتَدَدْتُمْ عَن الرَّبِّ فَالرَّبُّ لاَ يَكُونُ مَعَكُمْ .. لكِنَّهُمْ تَجَبَّرُوا وَصَعِدُوا إِلَى رَأسِ الجَبَلِ ﴾ ( عد 14 : 43 – 44 ) .. إِنْ الله قَالَ سَأُعَاقِبَكُمْ إِذاً بِالفِعْل سَيُعَاقِبْ وَلَنْ يَتَرَاجَعْ .. ﴿ وَأمَّا تَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ وَمُوسَى فَلَمْ يَبْرَحَا مِنْ وَسَطِ المَحَلَّةِ ﴾ ( عد 14 : 44 ) .. هذَا مَعْنَاه أنَّ مُوسَى النَّبِي قَالَ لَهُمْ سِيرُوا عَلَى مَسْئُولِيَتْكُمْ .. لاَ أنَا وَلاَ تَابُوت عَهْد الرَّبَّ الَّذِي يُمَثِّل الله سَنَسِير مَعَكُمْ .. تَعَلَّمْ أنْ لاَ تَسِير بِدُون الله حَتَّى وَإِنْ كَانَ الأمر لَيْسَ عَلَى هَوَاك .. ﴿ فَنَزَلَ العَمَالِقَةُ وَالكَنْعَانِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي ذلِكَ الجَبَلِ وَضَرَبُوهُمْ وَكَسَّرُوهُمْ إِلَى حُرْمَةَ ﴾ ( عد 14 : 45 ) .. أحْيَاناً لاَ نُطِيعْ مَشِيئِة الله فَيُسَلِّطْ عَلَيْنَا العَمَالِيقٌ لِنُطِيعُه .. الله صَانِعْ التَّارِيخ .. قَدْ يُؤَدِبْنِي بِأدَاة لاَ أُصَدِّقْهَا .. وَقَدْ يُؤَدِبْنِي بِالأعْدَاء . الأصْحَاح الخَامِسْ عَشَر :- تَمَرَّدٌ الشَّعْب وَحَزَنْ الله مِنْهُمْ وَقَالَ سَتَمُوتُون فِي القَفْر وَلَنْ تَدْخُلُوا أرْض المِيعَادٌ .. تَخَيَّل إِحْسَاس شَعْب يَعْرِف أنَّهُ سَيَمُوت وَلَنْ يَصِلْ إِلَى نِهَايِة الرِّحْلَة وَأنَّ الرِّحْلَة لَيْسَ لَهَا فَائِدَة .. بِالطَبْع يَأس شِدِيد .. هُنَا الله يَرْفَعْهُمْ وَيُذَكِّرْهُمْ بِالذَّبَائِح وَقَالَ لَهُمْ أنْتُمْ حُرِمْتُمْ مِنْ دُخُول أرْض المِيعَادٌ لكِنْ هَلْ لاَ تُرْضُونَنِي فِي هذِهِ الفِتْرَة .. عَلَى الأقَلْ عِيشُوا عَلَى رَجَاء دُخُول أرْض المِيعَادٌ .. لِذلِك أعْطَاهُمْ الشَّرَائِعْ وَالذَّبَائِح ﴿ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أرْضِ مَسْكَنِكُمُ الَّتِي أنَا أُعْطِيكُمْ ﴾ ( عد 15 : 1 – 2 ) .. الله يُرِيدَك أنْ تَعِيش بِرَجَاء وَوَعْدٌ المِيرَاث الأبَدِي .. ﴿ وَعَمَلْتُمْ وَقُوداً لِلرَّبِّ مُحْرِقَةً أوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أوْ نَافِلَةً أوْ فِي أعْيَادِكُمْ لِعَمَلِ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ مِنَ البَقَرِأوْ مِنَ الغَنَمِ ﴾ ( عد 15 : 3 ) .. كَلِّمْهُمْ عَنْ الذَّبَائِح .. كَانَ يُرِيدَهُمْ أنْ يَعِيشُوا بِرُِِوح رَجَاء وَلَيْسَ بِرُوح فَشَل .. أرَادَ أنْ يُصَالِحْهُمْ .. مُمْكِنْ فِي أرْض التِيه وَالبَرِّيَّة تِعِيش المُصَالْحَة وَالذَّبِيحَة وَسِيلِة صُلْحٌ .. ﴿ مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أرْضِ مَسْكَنِكُمُ الَّتِي أنَا أُعْطِيكُمْ ﴾ .. إِنْ لَمْ تَدْخُلْهَا لكِنْ عِش عَلَى رَجَاء دُخُولْهَا .. عِش السَّمَاء وَأنْتَ عَلَى الأرْض .. عِش كَنْعَان وَأنْتَ فِي البَرِّيَّة .. عِش بِقَلْب مَرْفُوع وَأنْتَ فِي العَمَل .. كَنْعَان لَيْسَت مَكَان بَلْ حَالَة الَّذِينَ لَهُمْ إِشْتِيَاقَات الرَّهْبَنَة نَقُول لَهُمْ الدِير لَيْسَ مَكَان بَلْ حَالَة .. قَدْ يَعِيش رَاهِبْ فِي الدِير وَهُوَ ضَائِعْ وَلَيْسَ لَهُ إِشْتِيَاقَات .. وَقَدْ يَعِيش إِنْسَان خَارِج الدِير وَلَهُ إِشْتِيَاقَات عَالِيَة جِدّاً .. السَّمَاء حَالَة وَلَيْسَتْ مَكَان .. الله قَالَ لَهُمْ سَأُعْطِيكُمْ أيَّام كَأيَّام السَّمَاء وَأنْتُمْ عَلَى الأرْض لاَ تُسَلِّم نَفْسَك لِلفَشَل أوْ الحُزْن حَتَّى وَإِنْ كُنْت قَدْ فَشَلْت بِالفِعْل .. الله يُجَدِّدٌ وَعْدُه بِالذَّبِيحَة حَتَّى وَإِنْ كُنْت قَدْ فَقَدْت الطَّرِيقٌ إِلَى كَنْعَان .. هُوَ يُرِيدْ أنْ يُنَقِيك مِنْ ثِمَار الخَطِيَّة .. وَالذَّبِيحَة سُرُور لله أي مُمْكِنْ تِعِيش حَالِة المَسَرَّة مَعَ الله وَأنْتَ فِي العَالَمْ .. السَّمَاء هِيَ فَرَح لاَ يَنْقَطِعْ .. هِيَ حَالِة وُجُودٌ دَائِمْ مَعَ الله .. بَيْنَمَا الشَّعْب فِي حَالِة إِحْبَاط الله يُنْسِيهُمْ تِذْكَار الشَّر بِالذَّبَائِح .. لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَك لِليَأس بَلْ عِش رَائِحَة سُرُور لله .. عِش فِي فَرَح مَعَ الله لأِنَّكَ إِنْ فَقَدْت رَجَاءَك فِي الله سَيَسْتِلْمَك العَدُّو ﴿ يُقَرِّبُ الَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيقٍ عُشْراً مَلْتُوتاً بِرُبْعِ الهِينِ مِنَ الزَّيْتِ وَخَمْراً لِلسَّكِيبِ رُبْعَ الهِينِ تَعْمَلُ عَلَى المُحْرَقَةِ ﴾ ( عد 15 : 4 – 5 ) .. هذِهِ هِيَ الأفْرَاح التَّي تَتَمَتَّعْ بِهَا فِي السَّمَاء .. الدَّقِيقٌ المَلْتُوت بِالزِّيت رَمْز لِلتَّجَسُّد الإِلهِي لأِنَّ الدَّقِيقٌ فِي الكِتَاب المُقَدَّس يَرْمُز لِلجَسَد وَالزَّيْت يَرْمُز لِلرُّوح .. فِي السَّمَاء سَتَتَمَتَعْ بِأسْرَار كَانَتْ غَامِضَة بِالنِّسْبَة لَك وَأنْتَ عَلَى الأرْض فَتِفْرَح .. فِي السَّمَاء سَتَرَى أفْرَاح جَدِيدَة وَأسْرَار جَدِيدَة .. هَلْ نَحْنُ الأنْ نَسْتَوْعِب التَّجَسُّدٌ الإِلهِي ؟ .. بِالطَبْع لاَ .. لكِنَّنَا سَنَسْتَوْعِبُه فُوق فِي السَّمَاء وَكَمَا قَالَ الكِتَاب ﴿ هذِهِ هِيَ الحَيَاة الأبَدِيَّةُ أنْ يَعْرِفُوكَ أنْتَ الإِلهَ الحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أرْسَلْتَهُ ﴾ ( يو 17 : 3 ) فِي الحَيَاة الأبَدِيَّة كُلَّهَا سَتَعْرِف الله .. سَتَعْرِف أفْرَاح وَتَقْدُمَات وَبَهْجِة وَلَذِّة خَمْرٌ سَكِيب الخَمْرٌ فِي الكِتَاب يَرْمُز لِلفَرَح .. وَالكِتَاب يُكَلِّمْنَا عَنْ الخَمْرٌ السَّكِيب أي الفَرَح الرُّوحَانِي الَّذِي نَرَاه فِي السَّمَاء عِنْدَمَا نَعْرِف أسْرَار التَّجَسُّدٌ الإِلهِي وَطَبِيعِة الله وَطَبِيعِة حَيَاة السَّمَائِيِّينْ .. سَنَفْرَح تَخَيَّل عِنْدَمَا يُقَالْ لَك فِي السَّمَاء هذَا هُوَ أبُونَا إِبْرَاهِيم .. وَهذِهِ أُمِّنَا سَارَة .. وَهذِهِ القِدِيسَة يُوسْتِينَة وَهذِهِ مَارِينَا وَ ... تَخَيَّل مِقْدَارٌ الفَرَح الَّذِي سَنَحْيَاه عِنْدَمَا نَتَعَرَّف عَلَى كُلَّ هؤُلاَء .. أحَدٌ الآبَاء يَقُول ﴿ كَيْفَ نَحْيَا عَلَى الأرْض الأنْ ؟ ألَسْنَا نُفَكِّر فِي القِدِّيسِينْ الَّذِينَ هُمْ سَيَأخُذُونَا فِي أحْضَانِهِمْ .. وَإِنْ لَمْ نَعْرِفَهُمْ سَيَكُون شِئ مُخْجِل وَغِيرمَنْطِقِي ﴾ .. لِذلِك عِش السَّمَاء مِنْ الأنْ وَإِنْ كُنْتَ فِي البَرِّيَّة لكِنْ لَك وَسِيلِة المُصَالَحَة الَّتِي تُمَتِّعَك وَكَأنَّكَ فِي كَنْعَان الله أمَرَهُمْ أمر غَرِيب وَهُوَ أنَّ الغُرَبَاء الَّذِينَ فِي وَسَطِهِمْ يُقِيمُون الشَّرِيعَة .. ﴿ مِثْلُكُمْ يَكُونُ مَثَلَ الغَرِيبِ أمَامِ الرَّبِّ .. شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ وَلِلغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ ﴾( عد 15 : 15 – 16 ) .. الغُرَبَاء يَحْيُون نَفْس الشَّرَائِعْ .. هذِهِ النَّبُوَة عَنْ كِنِيسِة الأُمَمْ الَّتِي سَتَرِث المَلَكُوت مَعَهُمْ .. هَلْ أنْتَ مُتَخَيِل أنَّ المَلَكُوت قَاصِر عَلِيك وَحْدَك ؟ .. لاَ .. سَتَجِدٌ فِيهِ مِنْ كُلَّ أُمَّة وَمِنْ كُلَّ قَبِيلَة وَمِنْ كُلَّ لِسَان .. الأمر غِير قَاصِر عَلَى مَجْمُوعَة صَغِيرَة .. بُولِس الرَّسُول يَقُول ﴿ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي المِيرَاثِ ﴾ ( أف 3 : 6 ) .. لِذلِك قَالَ لَهُمْ الله كُلُّكُمْ سَتُقَدِّمُون ذَبِيحَة حَتَّى وَلَوْ عَنْ خَطِيِة سَهْو .. خَطَايَاك الَّتِي بِمَعْرِفَة وَالَّتِي بِغَيْر مَعْرِفَة عِلاَجْهَا الذَّبِيحَة لكِنْ الله لَهُ فِكْر حَنُون وَهُوَ يَعْتَبِر أنَّ كُلَّ خَطَايَانَا سَهْو إِنْ نَدَمْنَا عَلَيْهَا وَرِجِعْنَا بِالتُّوبَة .. لِذلِك قَالَ عَلَى الصَّلِيب ﴿ يَا أبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ﴾ ( لو 23 : 34 ) .. كَيْفَ يَارَب لاَ يَعْرِفُون مَا يَفْعَلُون ؟ يَقُول فِي كُلَّ مَرَّة تَعُودٌ إِلَيَّ بِالتُّوبَة أعْتَبِر كُلَّ هذِهِ الخَطَايَا بِجَهْل وَلَيْسَ عَنْ عَمْدٌ .. مَا هُوَ العَمْدٌ فِي فِكْر الله ؟ هُوَ الإِصْرَار الدَّائِمْ عَلَى تِكْرَار الخَطِيَّة هذَا أمر يُحْزِن الله جِدّاً وَيَجْعَلُه لاَ يَغْفِر لِي لكِنُّه يَقُول ﴿ احْتَقَرْتْ كَلاَمَ الرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ .. قَطْعاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ ذَنْبُهَا عَلَيْهَا ﴾ ( عد 15 : 31 ) .. هذَا حَال مَنْ يُصِر عَلَى خَطَايَاه وَيَسْتَهْتَر بِالله .. لكِنْ النَّادِم الَّذِي يَقُول * إِرْحَمْنِي * يَقْبَلُه الله .. لِذلِك الكِنِيسَة دَائِماً تَخْتِمْ كُلَّ مَرَدٌ بِكَلِمَة * يَارَب ارْحَمْ * وَكَأنَّهَا تَقُول لَهُ كُلَّ هذَا يَارَب جَهْل وَسَهْو فَحِلْ وَاصْفَحٌ ..لِذلِك يَقُول بُولِس الرَّسُول ﴿ لكِنَّنِي رُحِمْتُ لأِنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ ﴾ ( 1تي 1 : 13 ) .. يَا بُولِس لَقَدْ كُنْت تَقْتُل المَسِيحِيِّينْ .. يَقُول لَيْتَكَ لاَ تُفَكِّرْنِي لأِنِّي بِجَهْل فَعَلْت .. وَجَمِيلَة الكِنِيسَة عِنْدَمَا تَقُول ﴿ خَطَايَا صِبَاي وَجَهْلِي ﴾( مز 24 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) ﴿ وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ .. فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ .. فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأِنَّهُ لَمْ يُعْلِنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ .. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ ﴾ ( عد 15 : 32 – 35 ) .. لأِنَّهُ كَسَر الوَصِيَّة .. جَيِّدٌ مُوسَى لأِنَّهُ لَمْ يَأخُذْ قَرَار مِنْ ذَاتُه بَلْ كَانَ إِمَّا يَشُور آخَرِينْ أوْ يُصَلِّي رَغْم أنَّهُ أكْثَر الرِّجَال حِلْماً كَمَا ذَكَر عَنْهُ الكِتَاب .. لَيْتَكَ تَفْعَل مِثْلُه صَلِّي وَانْتَظِر قَوْل الرَّبَّ .. هَلْ كَسْر السَّبْت يَجْعَل الإِنْسَان يُقْتَل ؟ لأِنَّ الله كَانَ يُرِيدَهُمْ أنْ يَهَابُوا الوَصِيَّة .. مِثْل حَنَانْيَا وَسَفِيرَة ( أع 5 : 1 – 11) .. أرَادَ الله أنْ تَكُون الكِنِيسَة فِي خُوْف وَلَيْسَ فِي إِسْتِهْتَارٌ لِذلِك أمَاتَهُمَا .. وَطَلَبْ أنْ يُقْتَل كَاسِر السَّبْت السَّبْت مَعْنَاه رَاحَة وَالرَّاحَة عَرْبُون الحَيَاة الأبَدِيَّة .. أي أنْ تَشْعُر أنَّ هُنَاك حَيَاة أبَدِيَّة وَإِنْ كَسَرْت السَّبْت فَكَأنَّك تَجَاهَلْت الشُّعُور بِالحَيَاة الأبَدِيَّة .. أنْتَ عَمَلْت الأُسْبُوع كُلُّه وَمِحْتَاجٌ أنْ تَهْدأأي مِحْتَاج إِلَى رَاحَة .. لِذلِك شَبَّه الحَيَاة الأبَدِيَّة بِالرَّاحَة .. السَّبْت هُوَ رَاحِة النَّفْس .. يُوْم إِتِحَادٌ النَّفْس بِالله .. يُوْم بِهِ حَقٌ الله .. أبَاؤُنَا يُقَدِّسُون يُوْم الأحَدٌ جِدّاً لأِنَّهُ يُوْم الرَّبَّ .. لِذلِك كَسْر السَّبْت يُرْفَض مِنْ الجَمَاعَة أوْصَاهُمْ الله وَصِيَّة غَرِيبَة قَالَ لَهُمْ عِنْدَمَا تَصْنَع ثَوْبَك إِجْعَل عَلَى هُدْب ثَوْبَك عَصَابَة مِنْ أسْمَنْجُونِي .. ﴿ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ أنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أهْدَاباً فِي أذْيَالِ ثِيَابِهِمْ فِي أجْيَالِهِمْ وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدُْبِ الذَّيْلِ عِصَابَةً مِنْ أسْمَانْجُونِيٍّ .. فَتَكُونُ لَكُمْ هُدُْباً فَتَرَوْنَهَا وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَا الرَّبِّ وَتَعْمَلُونَهَا وَلاَ تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ ﴾ ( عد 15 : 37 – 39 )ثُوبَك كُلُّه يَكُون لُون وَهُدْب ذِيلُه يَكُون لُون أسْمَانْجُونِي أي لُون أزْرَق سَمَاوِي وَهُوَ لُون خِيمِة الإِجْتِمَاع .. أي يَكُون بِك جُزْء مِنْ خِيمِة الإِجْتِمَاع أوْ السَّمَاء .. الثُّوب يُشِير لِلجَسَدٌ .. لَوْ نَظَرْت إِلَى ثَوْبَك تَجِدٌ بِهِ جُزْء أسْمَنْجُونِي لِتَتَذَكَّر أنَّكَ إِنْسَان سَمَاوِي حَتَّى وَإِنْ كُنْت تَعِيش عَلَى الأرْض .. حَتَّى وَإِنْ كُنْت تَعِيش بِالجَسَدٌ لكِنْ بِك جُزْء سَمَاوِي .. أنْتَ مِنْ سُكَّان السَّمَاء .. حَتَّى أنَّ البَعْض كَانَ يَضَعْ فِي الجُزْء الأسْمَانْجُونِي أوْرَاق صَغِيرَة بِهَا الوَصَايَا .. أي كَأنَّهُ سَائِر بِوَصَايَا الله وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105 ) .. بُولِس الرَّسُول أيْضاً قَالَ كَلِمَة بِهَا فِكْر يَهُودِي ﴿ حَاذِينَ أرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ ﴾ ( أف 6 : 15 ) لأِنَّهُ كَانَ يُكَلِّمْ العِبْرَانِييِّنْ ﴿ تَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَا الرَّبِّ ﴾ .. الله يُرِيدْ أنْ يَضَعْ بِك لُون سَمَاوِي .. يُرِيدْ أنْ يُمَيِّزَك أنْتَ فِي الجَسَد لكِنَّك مِنْ سُكَّان السَّمَاء فَلاَ تَحْيَا بِحَسَبْ الجَسَد .. الله يَقُول لَهُمْ فِي هذَا الأصْحَاح أنَّ السَّمَاء تَبْدأ مِنْ الأرْض وَأنَّ كَنْعَان لَيْسَتْ مَكَان بَلْ حَالَة لَيْتَك تَعِيشَهَا بِالذَّبَائِح وَسَكِيب الخَمْر وَأنْ تَحْيَا الوَصَايَا وَأنْتَ وَاضِعْ هُدْب أسْمَانْجُونِي لِتَضْمَنْ أنَّكَ سَتَدْخُلْهَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيَسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

دراسة فى سفر العدد ج8 تجسس الارض

الأصْحَاح الثَّالِث عَشَر : * تَجَسُّس أرْض كَنْعَان * الله أخْرَج الشَّعْب بِذِرَاع رَفِيعَة مِنْ أرْض مِصْر لِيَدْخُلُوا أرْض كَنْعَان أرْض تَفِيض لَبَنْ وَعَسَل الله أخْرَجَهُمْ مِنْ مَصْر وَرَافَقَهُمْ فِي البَرِّيَّة ﴿ ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً أرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾( عد 13 : 1 – 2 ) .. الشَّعْب تَذَّمَر عَلَى الله وَقَالَ لَهُ أنْتَ أخْرَجْتِنَا مِنْ مِصْر وَلَمْ نَعْلَمْ أيْنَ نَذْهَبْ .. وَكَمَا يَقُول الكِتَاب * إِذْ كَانَ إِيمَانَهُمْ ضَعِيفْ طَلَبُوا أنْ يُرْسِلُوا جَوَاسِيس * .. هُمْ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْ الله أنْ يُرْسِل لَهُمْ جَوَاسِيس فَأرْسَل لَهُمْ مِنْ كُلَّ سِبْط رَجُل أي أرْسَلْ إِثْنَي عَشَرَ رَجُلاً لِيُمَثِّلُوا الشَّعْب كُلُّه مَا الحِكْمَة فِي ذلِك ؟ الله أرَادَنَا أنْ نَسْلُك بِالإِيمَان لاَ بِالعَيَان .. وَالإِيمَان هُوَ ﴿ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى ﴾ ( عب 11 : 1) وَلكِنَّهُمْ لاَ يُرِيدُون أنْ يَسْلُكُوا بِالثِّقَة بِمَا يُرْجَى .. الله عَجِيب دَائِماً يَتَنَازَل عَنْ أُمور كَثِيرَة لأِجْل ضَعْف الإِنْسَان .. عَجِيبْ هُوَ الله لأِنَّهُ يَسِير بِمُسْتَوَانَا نَحْنُ .. عَجِيب فِي مَحَبِّتُه .. هُوَ قَابِلْنَا بِكُلَّ ضَعَفَاتْنَا فِي عَهْد صَمُوئِيل النَّبِي عِنْدَمَا طَلَبَ الشَّعْب مَلِك مِثْل سَائِر الأُمَمْ كَانَ الله يُرِيدْ أنْ يُعْلِنْ لَهُمْ أنَّهُ رَاعِيهُمْ وَسَيِّدَهُمْ وَمَلِكَهُمْ لكِنُّه تَنَازَل وَاسْتَجَابَ لَهُمْ لِيُعْلِنْ لَهُمْ أنَّهُمْ رَفَضُوه مَلِك عَلَيْهِمْ إِلاَّ أنَّهُ يَسْتَجِيب لَهُمْ وَإِنْ كَانَ يَتَمَنَّى أنْ نَسْلُك بِحَسَبْ إِرَادَتُه .. لِذلِك وَافَقٌ عَلَى إِقَامِة مَلِك لَهُمْ .. هُنَا أيْضاً يُوَافِقٌ عَلَى إِرْسَال جَوَاسِيس إِثَنَى عَشَرَ رَجُل يَتَجَسَّسُوا الأرْض .. وَالكِتَاب ذَكَر الأمَاكِنْ الَّتِي مَرَّ بِهَا الجَوَاسِيس حَتَّى وَصَلُوا إِلَى أرْض جَمِيلَة جِدّاً يُسَمَّى وَادِي أشْكُول وَهُوَ مَكَان مُنْخَفِض مَشْهُورٌ بِزِرَاعِة الفَاكِهَة وَخَاصَّةً العِنَبْ فَحَمَلُوا مِنْ هذِهِ الأرْض ثِمَارْهَا لِيِفَرَّحُوا الشَّعْب بِخِير هذِهِ الأرْض فَأخَذُوا مِنْهَا عَنْقُودٌ عِنَبْ كَبِير وَثِمَار رُمَّان وَتِينْ .. وَحَمَلُوا عَنْقُود العِنَبْ عَلَى عَصَا طَوِيلَة وَبَيْنَمَا هُمْ سَائِرُون بِثِمَار الأرْض الجَيِّدَة رَأُوا بَنِي عَنَاق وَهُمْ جَبَابِرَة إِسْتَوْلُوا عَلَى هذِهِ الأرْض وَلَيْسُوا هُمْ سُكَّانْهَا الأصْلِيِّينْ بَنُو عَنَاق هُمْ مِنْ شُعُوب الأرْض تَمَيَّزُوا بِجِينَات وِرَاثِيَّة تُعْطِيهُمْ صِفَات العَمَالِقَة فَكَانَ حَجْمُهُمْ ثَلاَثَة أضْعَاف حَجْم الإِنْسَان العَادِي .. وَلَمْ يَعْمَلُوا فِي فِلاَحِة الأرْض وَالزِّرَاعَة مِثْل سَائِر شُعُوب الأرْض بَلْ كَانَ عَمَلِهِمْ مُحْتَرِفِي حَرْب أي قُطَّاع طُرُقٌ يَسْتَوْلُونَ عَلَى الأرَاضِي الجَيِّدَة .. عِنْدَمَا رَأُوهُمْ جَوَاسِيس بَنِي إِسْرَائِيل خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا أبَعْد هذِهِ الرِّحْلَة فِي البَرِّيَّة وَهذِهِ المُعَانَاة نَجِدٌ هؤُلاَء أمَامَنَا ؟وَعِنْدَمَا رَجَعَ الجَوَاسِيس لِلشَّعْب قَالُوا أنَّ الأرْض جَيِّدَة جِدّاً جِدّاً لكِنْ مِنْ المُسْتَحِيل أنْ نَدْخُلْهَا .. لِمَاذَا ؟ لِوُجُودٌ بَنِي عَنَاقٌ فِيهَا فَقَدْ كُنَّا فِي أعْيُنَهُمْ كَالجَرَادٌ .. هذَا مَا قَالَهُ عَشْرَة جَوَاسِيس مِنْ الإِثْنَى عَشَر أمَّا الإِثْنَان البَاقِيَان فَقَالاَ ﴿ الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ ﴾( عد 14 : 7 – 8 ) .. عَشْرَة رِجَال مِنْ الجَوَاسِيس أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض وَإِثْنَان شَكَّرُوا فِيهَا .. الَّذِينَ أشَاعُوا مَذَمَّة جَعَلُوا الشَّعْب يَتَذَمَّر وَبَكُوا وَقَالُوا لَقَدْ كُنَّا فِي مِصْر مُسْتَرِيحِينْ وَلَمَّا أخْرَجْتَنَا مِنْ أرْض مِصْر وَصَلْنَا إِلَى أرْض صَعْب دُخُولْهَا .. وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَرْجَعُوا إِلَى أرْض مِصْر مَرَّة أُخْرَى وَأرَادُوا أنْ يُقِيمُوا لَهُمْ رَئِيس يَعُودٌ بِهُمْ مَرَّة أُخْرَى إِلَى أرْض مِصْر .. لكِنْ مُوسَى النَّبِي سَقَطَ عَلَى وَجْهَهُ أمَام الله كَيْ تَمُر هذِهِ المِحْنَة .. وَسَمَعَ الله لِمُوسَى وَلكِنَّهُ أعْطَى لَهُمْ عُقُوبَتَيْنِ هُمَا :- 1. لَنْ يَدْخُلُوا أرْض المَوْعِد . 2. سَيُتِيهَهُمْ فِي البَرِّيَّة عَنْ كُلَّ يُوْم فِي رِحْلِة الجَوَاسِيس سَنَة .. وَكَانَتْ رِحْلِة التَّجَسُّس أرْبَعِينَ يَوْماً .. أي سَيُتِيهَهُمْ أرْبِعِينَ سَنَة رَغْم أنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مَشَارِفْ الأرْض عَلَى حُدُودٌ بَحْر سُوف .. لكِنْ الكِتَاب يَقُول أنَّهُمْ إِرْتَحَلُوا عَنْ بَحْر سُوف أي تَاهُوا . كَانَ يَجِبْ عَلَى الجَوَاسِيس أنْ يِشَجَعُوا الشَّعْب بَعْدَمَا تَذَوَقُوا مِنْ ثَمَر الأرْض كَانَ لاَبُدْ لَهُمْ أنْ يَصِفُوا حَلاَوِة الثَّمَر لِلشَّعْب لِيُشَجِّعُوهُمْ عَلَى الدُّخُول إِلَيْهَا .. هكَذَا دُور الْمَسِيحِي يَجِبْ عَلَيْهِ أنْ يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة ثِمَار الحَيَاة مَعَ الله وَيَدْعُو النَّاس لَهَا .. عَنْقُودٌ العِنَبْ يَرْمُز لِلْمَسِيح لِذلِك قِيلَ عَنْ العَذْرَاء * الحَامِلَة عَنْقُودٌ الحَيَاة * الإِنْسَان الَّذِي يَتَذَوَقٌ ثِمَار العِشْرَة مَعَ الله يَجْذِب الآلاَف .. الَّذِي يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة الإِتِضَاع يَقُول أنَّهُ لَذِيذْ وَلَيْسَ ضَعْف .. الَّذِي يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة عِشْرِة الْمَسِيح يُفْطَمْ عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ وَيَدْعُو غَيْرُه لِيَتَذَوَقْهَا وَكَمَا يَقُول مَارِ يُوحَنَّا الحَبِيب ﴿ الَّذِي رَأيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الحَيَاةِ ﴾ ( 1يو 1 : 1) لِذلِك عِنْدَمَا تَدْخُل الكِنِيسَة وَتَحْيَاهَا سَتَذُوقٌ وَتَلْمِس وَتَرَى .. نَحْنُ سُكَّان كَنْعَان نَتَذَوَقٌ حَلاَوِة ثِمَارْهَا وَعِنْدَمَا نَخْرُج لِلعَالَمْ نُنَادِي وَنَقُول تَعَالُوا إِفْرَحُوا مَعَنَا وَتَذَوَقُوا حَلاَوِة الله .. ﴿ قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا ﴾ ( يو 1 : 41) .. ﴿ ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أطْيَبَ الرَّبَّ ﴾ ( مز 34 : 8 ) الجَاسُوسَان اللَّذَان وَجَدَا أنَّ الأرْض جَيِّدَة جِدّاً وَالله قَادِر أنْ يُعْطِيهَا لِلشَّعْب هُمَا يَشُوع بن نُون .. وَكَالِب بن يَفُنَّه .. كَلِمَة * يَشُوع * فِي العِبْرِيَّة هِيَ * يَسُوع * لأِنَّ حَرْفَي * س & ش * فِي اللُغَة العِبْرِيَّة حَرْف وَاحِدٌ .. يَشُوع هُوَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى كَنْعَان وَتَذَوَقٌ مِنْ ثَمَرْهَا وَعَادَ يَدْعُو الشَّعْب لِيَدْخُلْهَا .. هُوَ يَسُوع الَّذِي صَعَدَ كَسَابِقٌ لِلسَّمَاء لِيُعِدٌ لَنَا طَرِيقٌ ثُمَّ يَعُودٌ مَرَّة أُخْرَى لِيَأخُذْنَا لِذلِك يَشُوع هُوَ رَمْز لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد كَسَابِقٌ مِنْ أجْلِنَا وَهُوَ قَالْ ﴿ فِي بَيْتِ أبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً ... آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ﴾ ( يو 14 : 2 – 3 ) * كَالِب * تَعْنِي * قَلْب * .. الَّذِي مَعَ يَسُوع لاَبُدْ أنْ يَكُون قَلْبُه جَادٌ رَاغِبْ فِي مِيرَاث السَّمَاء .. طَرِيقٌ كَنْعَان وَعْر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ إِرْتِبَاط كَالِبْ بِيَشُوع لِتَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُلْهَا .. كَالِبْ وَيَشُوع تَحَدُّوا العَشْرَة جَوَاسِيس فَصَارَت النِّسْبَة 2 : 10 .. وَالعَشْرَة جَوَاسِيس أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الشَّعْب لأِنَّ الخَبَر الرَّدِئ سَرِيعْ الإِنْتِشَار أكْثَر مِنْ الخَبَر الجَيِّدٌ .. وَبِذلِك تَحَدَيَا الشَّعْب كُلُّه .. كَانَ المَفْرُوض أنَّ الشَّعْب يَنْجَذِبْ إِلَى يَشُوع وَكَالِب لكِنَّهُ إِنْجَذَبَ لِلعَشَرَة الآخَرِينْ وَبِذلِك صَارَ كَالِب وَيَشُوع ضِدٌ الشَّعْب كُلُّه .. كَالِب وَيَشُوع قَالاَ الله قَادِرٌ أنْ يَجْعَل بَنِي عَنَاقٌ خُبْزَنَا هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِمْ .. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ .. هذَا عَمَل الإِيمَان . لِلإِيمَان بَرَكَات جَمِيلَة بَيْنَمَا قِلِّة الإِيمَان لَهَا نَتَائِج رَدِيئَة مِنْ بَرَكَات الإِيمَان :- 1- شَجَاعِة قَلْب الإِيمَان يُرَبِّي فِي القَلْب ثِقَة .. يَشُوع وَكَالِب قَالاَ نَحْنُ قَادِرُون عَلَيْهِمْ .. كَيْفَ وَهؤُلاَء عَمَالِقَة جَبَابِرَة ؟ يَقُولاَ هذِهِ هِي رُؤيِة الإِيمَان .. تَجْعَل الإِنْسَان يَرَى الحَقَّ وَلَيْسَ البَاطِل دُونَ أنْ يَخْضَعْ لِلأغْلَبِيَّة . 2- شَهَادِة الحَقَّ هِيَ رُؤيِة الحَقَّ دُونَ الخُضُوع لِلأغْلَبِيَّة .. نَحْنُ فِي العَالَمْ نَسْلُك وَالأغْلَبِيَّة يَمِيلُون لِلشَّهَوَات وَالمَلَذَات .. لكِنْ إِبْن الله مُخْتَلِفْ .. لاَبُدْ أنْ يَشْهَدٌ لِلحَقَّ حَتَّى وَإِنْ كَانَ قِلَّة قَلِيلَة .. حَتَّى وَإِنْ كَانَ بِنِسْبِة 2 : 10 أوْ بِنِسْبِة 2 : 600.000 .. تَخَيَّل أنَّ نِسْبِة المَوْجُودِينْ فِي الكِنِيسَة بِالنِّسْبَة لِلَّذِينَ هُمْ خَارِج الكِنِيسَة مُؤمِنُون وَغِير مُؤمِنُون 2 : 600.000 .. لكِنْ هذِهِ القِلَّة تَشْهَدٌ لِلحَقَّ .. قَالَ يَشُوع وَكَالِب ﴿ الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ وَيُعْطِينَا إِيَّاهَا أرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً .. إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا .. لاَ تَخَافُوهُمْ ﴾ ( عد 14 : 7 – 9 ) لكِنْ عِنْدَمَا سَمَعَ الشَّعْب هذَا الكَلاَم أرَادُوا أنْ يَرْجِمُوهُمَا بِالحِجَارَة ﴿ وَلكِنْ قَالَ كُلُّ الجَمَاعَةِ أنْ يُرْجَمَا بِالحِجَارَةِ ﴾ ( عد 14 : 10 ) .. تَخَيَّل أنَّ صُوْت الله يُقَاوَم إِلَى هذَِهِ الدَّرَجَة .. الَّذِي يَقُول أنَّ الإِنْجِيل ألَذ مِنْ شَهَوَات العَالَمْ قِلَّة قَلِيلَة وَالإِنْجِيل يَرْوِي لَنَا قِصَص كَثِيرَة مِثْلَهَا لكِنْ بِأسْمَاء مُخْتَلِفَة .. قَلِيلُون هُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ لِلحَقَّ وَيُشَوِقُونَنَا لِلسَّمَاء . 3- دُخُول أرْض المِيعَادٌ كَالِب وَيَشُوع أسْكَتَا الشَّعْب وَقَالاَ ثِقُوا أنَّ الله سَيُعْطِينَا الأرْض .. ثِقُوا فِي وُعُودٌ الله .. وَبِالفِعْل هُمَا فَقَطْ الَّذَينِ دَخَلاَ الأرْض مِنْ كُلْ جِيلِهِمَا . نَتَائِج عَدَم الإِيمَان :- 1- خُوْف وَرُعْب﴿ لاَ نَقْدِرْ أنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ لأِنَّهُمْ أشَدُّ مِنَّا ﴾ ( عد 13 : 31 ) .. ﴿ قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأرْضِ الَّتِي أرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا وَحَقّاً إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً وَهذَا ثَمَرُهَا .. غَيْرَ أنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأرْضِ مُعْتَزٌّ وَالمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً .. وَأيْضاً قَدْ رَأيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ .. العَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أرْضِ الجَنُوبِ وَالحِثِّيُّونَ وَاليَبُوسِيُّونَ وَالأمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي الجَبَلِ وَالكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ البَحْرِ وَعَلَى جَانِبِ الأُرْدُنِّ ﴾ ( عد 13 : 27 – 29 ) .. خُوْف وَاضْطِرَاب .. خُوْف وَرُعْب . 2- خِسَارِة أرْض المَوْعِدٌ قَالَ لَهُمْ الله لَنْ تَدْخُلُوا الأرْض . 3- تَأدِيبْ أتَاهَهُمْ الله أرْبَعِينَ سَنَة .. ﴿ كَعَدَدِ الأيَّامِ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأرْضَ أرْبَعِينَ يَوْماً لِلسَّنَةِ يَوْمٌ تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أرْبِعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي ﴾ ( عد 14 : 34 ) .. ألَسْتُمْ تُرِيدُون أنْ تَسِيرُوا بِرَأيُكُمْ بِالعِيَان لاَ بِالإِيمَان لِذلِك سَتَرَوْنَ إِبْتِعَادِي .. كَلِمَة صَعْبَة .. قُلْ لله لاَ تَسْمَح أنْ أرَى إِبْتِعَادَك عَنِّي لكِنِّي أُرِيدْ أنْ أتَذَوَق إِقْتِرَابَك . الطَّرِيقٌ إِلَى كَنْعَان :- الطَّرِيقٌ الَّذِي ذَهَبُوا فِيهِ ﴿ إِطْلَعُوا إِلَى الجَبَلِ ﴾ ( عد 13 : 17) .. كَيْ نَتَمَتَّعْ بِالسَّمَوِيَات لاَبُدْ أنْ نَصْعَدٌ الجَبَلْ .. جَبَلْ الله .. الله سَمَح أنْ يَكُون لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا جَبَلْ فِي قَلْبُه لِكَيْ يَرْتَفِعْ فَوْقَهُ وَيَتَحَدَّث مَعَ الله .. لِيَرْتَفِعْ فَوْقَ أحْزَانُه .. هُمُومُه .. مَلَذَاتُه .. مَشْغُولِيَاتُه فِي الطَّرِيقٌ ذَهَبُوا أرْبَعِة مُدُن .. ﴿ فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا الأرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاة .. صَعِدُوا إِلَى الجَنُوبِ وَأتُوا إِلَى حَبْرُونَ ﴾ ( عد 13 : 21 – 22 ) بَرِّيَّة صِين * صِين * مَعْنَاهَا * تَجَارُب * .. الَّذِي يَذْهَبْ إِلَى كَنْعَان لاَبُدْ أنْ يَعْرِفْ أنَّهُ سَيَمُر بِتَجَارُب كَثِيرَة .. ﴿ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ﴾ ( أع 14 : 22 ) .. مَنْ مِنَّا عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يُصَلِّي يُصَلِّي بِرَاحَة ؟!! لاَبُدْ أنْ يَجِدٌ الجَسَد يِحَارِبْ وَالظُّرُوف تِحَارِبْ وَتَجَارُب كَثِيرَة .. عِنْدَمَا نَجْتَاز بَرِّيِة صِين نَدْخُلْ رَحُوب . رَحُوب مَعْنَاهَا * إِتِّسَاع * .. الَّذِي يَجْتَاز الضِيقَات وَالتَّجَارُب سَيَجِدٌ تَعْزِيَة .. إِرْتِيَاح .. إِتِّسَاع .. بَرِّيَة صِين مَرْحَلَة تَدْخُل بِنَا إِلَى الإِتِسَاع .. رَحُوب حَمَاة مَعْنَاهَا * حِمَايَة * .. تَعْزِيَة أفْضَلْ مِنْ الإِتِّسَاع .. نَحْنُ نَمُر فِي الطَّرِيقٌ بِضِيقَات لاَ لِنَحْيَا فِي كَآبَة بَلْ لِنَجِدٌ تَعْزِيَة وَفَرَح بِالإِتِّسَاع .. إِذاً فِي الضِّيقٌ نَجِدٌ حِمَايَة وَنَتَمَتَّعْ بِهَا فِي حَمَاة حَبْرُون مَعْنَاهَا * شَرِكَة * .. شَرِكَة آلاَم الْمَسِيح .. سَنَجِدٌ بِهذِهِ الشَّرِكَة غَلْبَة عَلَى بَنِي عَنَاقٌ .. الشَّرِكَة مَعَ الله تُعْطِي غَلْبَة عَلَى أعْدَاء الطَّرِيقٌ وَادِي أشْكُول﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. هُوَ وَادِي مُنْخَفِض وَهُوَ وَادِي مَشْهُور بِزِرَاعِة الفَوَاكِه وَخَاصَّةً العِنَبْ . أعْدَاء الطَّرِيقٌ :- فِي الطَّرِيقٌ رَأُوا ﴿ وَكَانَ هُنَاكَ أخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ بَنُو عَنَاقٍ ﴾ ( عد 13 : 22 )هؤُلاَء هُمْ بَنِي عَنَاقٌ وَهُمْ مَنْ أخَافُوا الشَّعْب :- أخِيمَان مَعْنَاهَا * أخُو الإِنْسَان * .. هُوَ أوِّل عَدُو لاَبُدْ أنْ نَغْلِبُه الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة الإِنْسَانِيَّة الَّتِي تَظْهَر كَأخ لِلإِنْسَان لكِنَّهُ أخ كَاذِبْ شِيشَاي مَعْنَاهَا * حُرِّيَّة * .. مَنْ يُرِيدْ أنْ يَدْخُلْ السَّمَاء لاَبُدْ لَهُ أنْ لاَ يَنْخَدِع بِالحُرِّيَّة الكَاذِبَة وَإِلاَّ تَحَوَلَتْ إِلَى عُبُودِيَّة تَسْتَعْبِدُه لَهَا تِلْمَاي مَعْنَاهَا * شَجَاعَة * .. عَدُو الخِير يُحَارِبْنَا بِالشَّجَاعَة الكَاذِبَة .. بِالإِتِّكَال عَلَى الذَّات .. هذِهِ هِيَ فِخَاخ العَدُّو ..طَبِيعِة الإِنْسَان تَغْلِبُه ثُمَّ يُسْتَعْبَدٌ لِحُرِّيِة العَالَمْ الكَاذِبَة وَيَسْنِدُه شَجَاعَة كَاذِبَة ذَاتِيَّة .. لَيْتَك تَحْذَر بِالخَاصَّة مِنْ تِلْمَاي .. فِي الطَّرِيقٌ نُوَاجِه صُعُوبَات فِي العَالَمْ ﴿ فِي العَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ .. وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غَلَبْتُ العَالَمَ ﴾ ( يو 16 : 33 ) رَجَعْ الجَوَاسِيس بِعَنْقُودٌ عِنَبْ كِبِير الحَجْم .. ﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَعَْ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَانِ وَالتِّينِ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. * زَرَجُونَة عِنَبْ * أي جُزْء كِبِير مِنْ العِنَبْ .. * دَقْرَانَة * هِيَ عَمُودٌ طَوِيل مِنْ الخَشَبْ يُحْمَل عَلِيه الثِّمَار بَيْنَ إِثْنَيْنِ .. أي قِطْعِة خَشَبْ كِبِيرَة يُحْمَل عَلَيْهَا عَنْقُودٌ عِنَبْ كِبِير وَحَمَلْهَا رِجَال عَلَى أكْتَافِهِمْ .. الآبَاء يَقُولُون أنَّ الرِّجَال الَّذِينَ حَمَلُوا الدِقْرَانَة الحَامِلَة عَنْقُودٌ العِنَبْ هُمْ العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد .. بَعْض الرِّجَال الَّذِينَ حَمَلُوا العَنْقُودٌ كَانَ العَنْقُودٌ خَلْفُهُمْ لاَ يَرُوه لكِنَّهُمْ يَحْمِلُوا الدِقْرَانَة عَلَى أكْتَافِهِمْ وَالبَعْض الآخَر مِنْهُمْ كَانَ العَنْقُودٌ أمَامَهُمْ أي أمَام أعْيُنَهُمْ الَّذِينَ حَمَلُوا الدِقْرَانَة وَعَنْقُودٌ العِنَبْ خَلْفُهُمْ هُمْ العَهْد القَدِيم الَّذِي تَكَلَّمْ عَنْ عَنْقُودٌ الحَيَاة رَبَّ المَجْد يَسُوع المَصْلُوب عَلَى خَشَبِة الصَّلِيب دُونَ أنْ يَرَاه .. بَيْنَمَا العَهْد الجَدِيد حَمَلَهُ وَتَكَلَّمْ عَنْهُ وَهُوَ يَرَاه .. لِذلِك العَهْد القَدِيم مَارَسُوا طُقُوس وَحَمَلُوا الصَّلِيب دُونَ أنْ يَعُوه .. أقَامُوا الفِصْح دُونَ أنْ يَفْهَمُوا يُونَان النَّبِي وَهُوَ فِي بَطْن الحُوْت هَلْ كَانَ يَعِي أنَّهُ إِشَارَة لِمُوت وَقِيَامِة رَبَّ المَجْد يَسُوع ؟ .. لاَ .. إِبْرَاهِيم أبُو الآبَاء عِنْدَمَا ذَهَبَ لِيَذْبَح إِسْحَق هَلْ كَانَ يَفْهَمْ ؟ .. لاَ .. لكِنَّنَا نَحْنُ نَفْهَمْ العَنْقُودٌ لأِنَّهُ أمَامَنَا .. ﴿ فَسَارُوا حَتَّى أتَوْا إِلَى مُوسَى وَهَارُون وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلَى قَادِشَ وَرَدُّوا إِلَيْهِمَا خَبَراً وَإِلَى كُلِّ الجَمَاعَةِ وَأرُوهُمْ ثَمَرَ الأرْضِ ﴾ ( عد 13 : 26 ) .. أرْبِعُونَ يَوْماً الشَّعْب مِنْتِظِر الجَوَاسِيس بِلَهْفَة .. لَمْ تَكُنْ هُنَاك وَسَائِل إِتِصَال سَرِيعَة سِوَى إِنْتِظَار عَوْدَتَهُمْ .. وَلَمَّا عَادُوا أشَاعُوا مَذَّمَة .. تَخَيَّل عِنْدَمَا تَعِيش الحَيَاة وَلاَ أحَدٌ يَتَكَلَّمْ مَعَك عَنْ عُذُوبِة السَّمَاء !! .. ضَاعْ هَدَفَك .. لكِنْ تَخَيَّل عِنْدَمَا يُشِيعْ لَك أحَدٌ مَذَمَّة فِي الطَّرِيقٌ .. مَاذَا يَحْدُث ؟ .. لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَتَزِنْ فِي جِهَادَك .. الشَّعْب كُلُّه سَارَ وَرَاءَ العَشَرَة جَوَاسِيس وَتَذَمَّرُوا .. ﴿ لكِنْ كَالِب أنْصَتَ الشَّعْبَ ﴾ ( عد 13 : 30 ) أي أسْكَتَهُمْ .. ﴿ وَقَالَ إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأِنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ .. نَحْنُ قَادِرُون عَلَيْهِمْ .. لاَ تَشُّكُّوا فِي مَوَاعِيد الله . تَقْرِير الجَوَاسِيس :- هُوَ حَال الإِنْسَان عَنْ إِنْطِبَاعَاتُه عَنْ الحَيَاة الأبَدِيَّة وَاشْتِيَاقَات قَلْبُه .. لاَبُدْ أنْ نَعْرِف أنَّ الغَالِبِيَّة مُحْبَطَة .. وَعَدَم الإِيمَان يَنْتَشِر بِسُرْعَة أكْثَر مِنْ الإِيمَان .. ﴿ فَرَفَعَتْ كُلَّ الجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ .. وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُون جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ الجَمَاعَةِ لَيْتَنَا مُتنَا فِي أرْضِ مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 1 – 2 ) .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُخْرِجْنَا مِنْ أرْض مَصْر إِلَى أرْض تَأكُل سُكَّانْهَا ؟ هَلْ كُنَا لاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَظَلْ فِي أرْض مِصْر وَنَمُوْت فِيهَا ؟ .. الله قَالَ لَهُمْ ﴿ مِنْ فَمِكَ أدِينُكَ ﴾( لو 19 : 22 ) .. أنْتَ قُلْت * لَيْتَنَا * لِذلِك سَتَمُوتُون فِي القَفْر .. ﴿ أوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا القَفْرِ .. وَلِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ .. تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً ﴾( عد 14 : 2 – 3 ) .. لِذلِك قَالَ لَهُمْ الله أنْتُمْ سَتَمُوتُونَ فِي القَفْر أمَّا أوْلاَدَكُمْ فَسَيَدْخُلُون أرْض المِيعَادٌ ﴿ ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ .. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ ﴾( عد 14 : 3 – 4 ) .. صَارَ قَرَار العَوْدَة إِلَى مَصْر .. عَدَم إِيمَان .. كَانَ أمَامَهُمْ خَطَوَات قَلِيلَة وَالوَعْد يَتَحَقَّقٌ لكِنْ إِيمَانَهُمْ إِهْتَز .. بَيْنَمَا الكِتَاب يَقُول ﴿ هذِهِ هيَ الغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلُبُ العَالَمَ إِيمَانُنَا ﴾( 1يو 5 : 4 ) .. الله يُرِيدْ أنْ يُعْطِينَا نِعَمْ كَثِيرَة وَنَحْنُ نَتَذَمَّر وَنُشِيعْ مَذَمَّة .. تَذَمَّر الشَّعْب عَلَى مُوسَى .. العَجِيب أنَّ الشَّعْب بَدَلاً مِنْ أنْ يِشْتِكِي ضَعْف إِيمَانُه وَيَطْلُبْ صَلاَة مُوسَى النَّبِي عَنْهُ لِيُزِيدْ الله إِيمَانُه إِشْتَكَى الله .. وَهذَا مَا يَحْدُث مَعَ الإِنْسَان يَقُول لله أنْتَ وَضَعْتَنِي فِي طَرِيقٌ بِهِ أعْدَاء وَلاَ يُفَكِّر الإِنْسَان فِي تَقْصِيرُه هُوَ مُوسَى النَّبِي يَرْمُز لِلْمَسِيح لأِنَّ مُوسَى صَارَ فِي إِخْلاَء مِنْ القَصْر الَّذِي تَرَبَّى فِيهِ لِيُنْقِذ الشَّعْب مِنْ العُبُودِيَّة وَرَغْم ذلِك طَلَبُوا رَئِيس آخَر لِيُعِيدَهُمْ إِلَى مَصْر أرْض العُبُودِيَّة .. هذَا هُوَ الْمَسِيح الَّذِي أخْلَى نَفْسُه وَجَاءَ إِلَى خَاصَّتُه وَخَاصَّتُه رَفَضَتُه ( يو 1 : 11) .. وَقَالُوا لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَر ( يو 19 : 15 ) .. هذِهِ صُورَة مِنْ وَاقِعْ الإِنْسَان مَا عِلاَج التَّذَمُر عِنْدَ مُوسَى النَّبِي وَهَارُون ؟ .. ﴿ فَسَقَطَ مُوسَى وَهَارُون عَلَى وَجْهَيْهِمَا أمَامَ كُلِّ مَعْشَرِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ( عد 14 : 5 ) .. مَا أجْمَل السُقُوط عَلَى الوَجْه أي السُّجُودٌ .. * أنْ يَعْرِف طَرِيقٌ وَجْهَهُ إِلَى الأرْض * .. أجْمَل وَسِيلَة لِحَل المَشَاكِل .. ذُكِرَت هذِهِ الأُمور عَنْ مُوسَى كَثِيراً .. أمَّا يَشُوع وَكَالِب فَقَدْ شَقَّا ثِيَابَهُمَا وَهذَا مَعْنَاه فِي العُرْف اليَهُودِي إِعْلاَن جُحُودٌ الإِنْسَان لِهذَا المَوْقِفْ لِذلِك شَقَّ رَئِيسُ الكَهَنَة ثِيَابَهُ ( مر 14 : 63 ) .. ﴿ وَكَلَّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ الأرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً ﴾ ( عد 14 : 7 ) .. مَا أجْمَل أنْ يَكُون كُلَّ إِنْطِبَاعَات الإِنْسَان عَنْ مَوَاعِيد الله – جَيِّدَة – الأرْض وَالسَّمَاء جَيِّدَة جِدّاً .. وَالدُّخُول نِعْمَة مِنْ الله .. ﴿ إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ ﴾ ( عد 14 : 8 ) .. ﴿ لاَ بِأعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ﴾ ( تي 3 : 5 ) .. هذَا عَمَل يَجْعَل الله لاَ يُسَر أنْ يُدْخِلْنَا الأرْض ﴿ إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا .. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا .. لاَ تَخَافُوهُمْ ﴾ ( عد 14 : 9 ) .. لكِنْ الشَّعْب أرَادَ أنْ يَرْجِمْهُمَا بِالحِجَارَة .. هُنَا رَبِّنَا يَتَدَخَلْ .. فِي البِدَايَة صَمَتْ الله لِيَرَى إِنْطِبَاعَاتَك وَتَفْكِيرَك .. ﴿ ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسْطِهِمْ ﴾ ( عد 14 : 10 – 11) .. حَتَّى مَتَى يُهِينَنِي الشَّعْب بِعَدَم إِيمَانِهِمْ .. عَدَم الإِيمَان إِهَانَة لله .. فِي كُلَّ مَرَّة إِيمَانَنَا يَضْعُفْ نُهِينْ الله .. وَكَأنَّهُ يَقُول أنَا تَحَمَّلْتَهُمْ مُنْذُ القَدِيم وَأنَا أُظْهِر لَهُمْ عَمَلِي .. عَمَودٌ سَحَاب وَعَمُودٌ نَار .. عَبَّرْتَهُمْ البَحْر الأحْمَر .. أعْتَقْتَهُمْ مِنْ العُبُودِيَّة وَهُمْ لاَ يُصَدِّقُون ﴿ إِنِّي أضْرِبُهُمْ بِالوَبَأ وَأُبِيدُهُمْ وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أكْبَرَ وَأعْظَمَ مِنْهُمْ ﴾ ( عد 14 : 12) .. أنَا سَأفْنِي هذَا الشَّعْب وَأجْعَلَك شَعْب أعْظَمْ مِنْهُمْ وَلِنَسْمَعْ الأنْ طِلْبِة مُوسَى النَّبِي لله .. يَقُول لَهُ أنْتَ تَقُول سَأبِيدَهُمْ ؟ إِذاً مَاذَا يَقُول المَصْرِيُون ؟- دَالَّة - ﴿ فَيَسْمَعُ المِصْرِيُّونَ الَّذِينَ أصْعَدْتَ بِقُوَّتِكَ هذَا الشَّعْبَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَيَقُولُونَ لِسُكَّانِ هذِهِ الأرْضِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا أنَّكَ يَارَبُّ فِي وَسَطِ هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ أنْتَ يَارَبُّ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ عَيْناً لِعَيْنٍ وَسَحَابَتُكَ وَاقِفَةٌ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ سَائِر أمَامَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً .. فَإِنْ قَتَلْتَ هذَا الشَّعْبَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ يَتَكَلَّم الشُّعُوبُ الَّذِينَ سَمِعُوا بِخَبَرِكَ قَائِلِينَ لأِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَقْدُِرْ أنْ يُدْخِلَ هذَا الشَّعْبَ إِلَى الأرْضِ الَّتِي حَلَفَ لَهُمْ قَتَلَهُمْ فِي القَفْرِ ﴾ ( عد 14 : 13 – 16) .. الشُّعُوب الَّتِي حَوْلَنَا مَرْعُوبَة مِنَّك يَارَب لأِنَّ لَهُمْ ثِقَة أنَّكَ مَعَنَا .. لكِنْ عِنْدَمَا يَسْمَعُون أنَّكَ تُبِيد شَعْبَك مَاذَا يَقُولُونَ عَنْكَ وَعَنَّا – دَالَّة – .. كَانَ يُكَلِّمْ الله عَيَان بِعَيَان وَيَعْرِف أنَّ هذِهِ النُقْطَة حَسَّاسَة بِالنِّسْبَة لله .. ﴿ فَالآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا تَكَلَّمْتَ قَائِلاً الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأبْنَاءِ إِلَى الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ .. اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلَى ههُنَا ﴾ ( عد 14 : 17 – 19) .. يَارَب نَحْنُ جَهَلَة وَشَكَّاكُون وَإِيمَانُنَا ضَعِيفْ لكِنَّك إِله رَحُوم فَكَمِّل يَارَب غُفْرَانَك ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ ( عد 14 : 20 ) .. عَظَمِة الله جَمِيلَةٌ فِي مَحَبَّتِهِ لِخُدَّامُه وَمَحَبَّتُه .. جَمِيلَة شَفَاعِة مُوسَى النَّبِي فِي الشَّعْب وَجَيِّدٌ هُوَ أُسْلُوبُه مَعَ الله وَيُكَلِّمُه بِاللُغَة الَّتِي تِفَرَّحُه وَتُرْضِيه .. قَالَ لَهُ أنْتَ لاَ تُبَرِّئ لكِنْ تَجْعَل ذّنْب الآبَاء عَلَى الأبْنَاء إِلَى الجِيل الثَّالِث وَالرَّابِعْ هذِهِ مَرَاحِل الخَطِيَّة .. لَهَا أجْيَال أوِّل وَثَانِي وَثَالِث وَرَابِعْ .. هُمْ :- الجِيل الأوَّل الفِكْر فِي الخَطِيَّة الجِيل الثَّانِي التَّفَاعُل مَعَ الخَطِيَّة الجِيل الثَّالِث فِعْل الخَطِيَّة الجِيل الرَّابِعْ تِكْرَار الخَطِيَّة لِتَرَى فِي أي جِيل أنْتَ مِنْ الخَطِيَّة .. هَلْ تُفَكِّر فِيهَا أم تُفَكِّر وَلاَ تَتَفَاعَل بَلْ تُفَكِّر وَلاَ تَفْعَل أوْ تَفْعَل وَلاَ تُكَرِّر ؟؟ قَالَ الرَّبَّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبْ قَوْلَك رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

دراسة فى سفر العدد ج 7 موسى يدان بسبب المرأة الكوشية

الأصْحَاح الثَّانِي عَشَر : تُوْجَدٌ قِصَّة مَعْرُوفَة الله يُعْطِينَا فِيهَا مَعَانِي تِفَرَّحْنَا كُلِّنَا .. عِنْدَمَا تَكَلَّمْ هَارُون وَمَرْيَم عَلَى مُوسَى النَّبِي بِسَبَبْ زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة .. الكُوشِيِينْ غُرَبَاء عَنْ شَعْب الله وَهُمْ شَعْب مَلاَمِحَهُمْ غِير مَقْبُولَة دَكْنِين اللُون لِذلِك هُمْ جِنْس غِير مَقْبُول وَالشَكْل أيْضاً غِير مَقْبُول ﴿ وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُون عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا ﴾ ( عد 12 : 1 ) .. لِنَرَى كَمْ دَافَعْ الله عَنْ مُوسَى وَمُوسَى صَلَّى لله كَيْ لاَ يُعَاقِبْ مَرْيَم وَهَارُون .. الله عَفَى عَنْ هَارُون لأِنَّهُ سَمَعَ لِمَرْيَم لكِنْ مَرْيَم عُوقِبَتْ وَعُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام وَضُرِبَتْ بِالبَرَص .. وَالبَرَص عَلاَمِة خَطِيَّة فَاعْتُبِرَت مَرْيَم نَجِسَة تُنَجِّس المَحَلَّة فَعُزِلَت سَبْعَة أيَّام وَتَعَطَّل الشَّعْب عَنْ الرَحِيل بِسَبَبْ مَرْيَم ﴿ لأَِنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً .. فَقَالاَ هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ ﴾( عد 12 : 1 – 2 ) .. قَالاَ ألَيْسَ نَحْنُ أنْبِيَاء مِثْل مُوسَى ؟!! .. مَرْيَم وَهَارُون هُنَا أعْطَيَا لأِنْفُسْهُمَا حَقٌ إِدَانِة مُوسَى .. ﴿ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً .. فَسَمِعَ الرَّبُّ .. وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ﴾ ( عد 12 : 2 – 3 ) .. الله سَمَعْ وَمُوسَى النَّبِي لَمْ يَكُنْ قَدْ سَمَعْ .. وَلَمَّا سَمَعْ مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّمْ أوْ يُعَاقَبْ .. مُوسَى كَانَ حَلِيم جِدّاً لَمْ يَرُدٌ الإِسَاءَة بِالإِسَاءَة .. لِمَاذَا تَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَنْ مُوسَى النَّبِي ؟ رُبَّمَا غِيرَه .. يَقُول الآبَاء عِنْدَمَا إِخْتَار مُوسَى النَّبِي السَّبْعِينَ رَجُلاً كَمَا قَالَ لَهُ الله لِيَحْمِلُوا مَعَهُ مَسْئُولِيِة الشَّعْب رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ مُوسَى قَدْ أخَذَ رَأي هَارُون وَمَرْيَم فِي إِخْتِيَارِهِمْ .. وَلَمْ يَتَكَلَّمَا مَرْيَم وَهَارُون لكِنَّهُمَا وَجَدَا زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة فُرْصَة لِيَتَكَلَّمَانْ عَلَيْهِ الشَّعْب كَانَ يَتَذَمَّر عَلَى الأكْل وَالشُرْب أمَّا الأنْبِيَاء فَلَهُمْ حَرْب أُخْرَى .. فَإِنْ كَانُوا قَدْ تَرَفَعُوا عَنْ أعْمَال الجَسَد فَلَهُمْ حَرْب الذَّات وَالغِيرَه وَالكِبْرِيَاء و هُنَاك حَرْب الجَسَد وَهُنَاك حَرْب النَّفْس .. الطَّعَام هُوَ عَالَمْ الشَّعْب وَدُنْيَاه لكِنْ مَرْيَم وَهَارُون لَهُمَا حَرْب أُخْرَى وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِييِّنَ ﴾ ( 1كو 3 : 3 ) .. مُوسَى رَجُلْ حَلِيم وَالحُلْم هُوَ كَمَال ضَبْط النَّفْس .. هُوَ كَمَال طُول الأنَاة .. كَانَ مُوسَى أحْلَم رَجُل عَلَى الأرْض رَجُلْ الله نَعْرِفُه مِنْ حِلْمُه وَالبَعِيد عَنْ الله تَعْرِفُه مِنْ سُرْعِة غَضَبُه لِذلِك قَالَ الآبَاء ﴿ لاَ تَسْتَصْحِب غَضُوباً ﴾ .. قَاوِم الغَضَبْ بِشِدَّة .. مُوسَى لَمْ يَأتِي بَعْدُه وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُه رَجُلْ حَلِيم مِثْلُه الكَلاَم لَمْ يِتْعِبْ مُوسَى النَّبِي كَمَا أتْعَبْ الرَّبَّ نَفْسُه فَسَمَعَ الرَّبَّ قَبْل مُوسَى .. لِذلِك تَعَلَّمْ أنْ تَكُون حَلِيماً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ إِله يَسْمَعْ وَيُدَافِعْ عَنَّك فَضَعْ إِتِّكَالَك كُلُّه عَلِيه .. وَإِنْ كَانَ مُوسَى صَامِتْ فَالله لَمْ يَصْمُتْ .. جَيِّدٌ أنْ يِدَافِعْ الله عَنْ إِنْسَان وَهُوَ صَامِتْ .. ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَارُون وَمَرْيَمَ اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ .. فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاَثَةُ .. فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَدَعَا هَارُون وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا .. فَقَالَ اسْمَعَا كَلاَمِي ﴾( عد 12 : 4 – 6 ) .. هُنَا شَعَر هَارُون وَمَرْيَم بِخَطَأهِمَا وَعَرَفَا أنَّهُ سَيُوَجَه لَهُمَا تَوْبِيخ وَعُقُوبَة مِنْ الله ﴿ إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ .. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي .. فَماً إِلَى فَمٍ وَعِيَاناً أَتَكَلَّمُ مَعَْهُ لاَ بِالأَلْغَازِ .. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ .. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى ﴾ ( عد 12 : 6 – 8 ) .. إِنْ كُنْتُمَا نَبِيَان فَأنَا أُكَلِّمْكُمَا بِالرُؤْيَا .. هكَذَا كُلَّ الأنْبِيَاء .. أمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلاَ تَتَكَلَّمَا عَلَيْهِ .. كَرَامِة الإِنْسَان أنْ يُدَافِعْ عَنْهُ الله وَسَنَرَى مَاذَا يَقُول الله عَنْ مُوسَى .. لَوْ إِتَّهَمَك أحَدٌ فِي أمْرٍ مَا بِالزُور أُصْمُتْ وَسَتَرَى مَاذَا تَكُون فِي عَيْنَيَّ الله .. وَلِنَرَى مَاذَا قَالَ هَارُون وَمَرْيَم عَنْ مُوسَى وَمَاذَا قَال الله عَنْهُ .. قَالَ الله أنَّ عَبْدِي مُوسَى أمِين عَلَى كُلَّ بَيْتِي أُكَلِّمَهُ فَماً إِلَى فَمٍ أمَّا أنْتُمْ فَأُكَلِّمَكُمْ بِالألْغَاز .. مُوسَى النَّبِي لَهُ صِفَة الحُلْم وَمَشْهُودٌ لَهُ مِنْ الله بِالأمَانَة وَالتَّقْوَى وَالإِسْتِقَامَة بَيْنَمَا هُوَ لَيْسَ كذَلِك فِي عَيْن النَّاس ﴿ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى .. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ ﴾ ( عد 12 : 9 – 10) .. عَلاَمِة إِنْصِرَاف الله إِرْتِفَاع السَّحَابَة عَنْ الخَيْمَة وَإِذَا مَرْيَم بَرْصَاءِ كَالثَّلْجِ .. ﴿ فَالْتَفَتَ هَارُون إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ .. فَقَالَ هَارُون لِمُوسَى أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الْخَطِيَّة الَّتِي حَمِقُنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا ﴾ ( عد 12 : 10 – 11) .. هَارُون قَالَ لِمُوسَى نَحْنُ الإِثْنَان قَدْ أخْطَأنَا .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه أمَام الله بَلْ يَعْتَرِفْ بِخَطَأُه .. نَفْس الكَلِمَة الَّتِي وَبَّخْ بِهَا الله دَاوُد النَّبِي وَقَالَ لَهُ ﴿ قَدِ انْحَمَقْتَ ﴾ ( 1صم 13 : 13) .. الخَطِيَّة فِي نَظَر الله حَمَاقَة وَغَبَاوَة ﴿ فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ ﴾( عد 12 : 12) .. هَارُون يَقُول لِمُوسَى تَوَسَلْ إِلَى الله .. إِفْعَل أي شِئ لأِنَّ أُخْتِنَا قَدْ تَمُوْت مِنَّا .. مُوسَى لَمْ يُعَاتِبْهُمَا وَلَمْ يَفْتَح فَاه وَلَمْ تَخْرُج كَلِمَة رَدِيئَة مِنْ فَمِهِ لكِنَّهُ عِنْدَمَا رَأى مَرْيَم قَدْ أُصِيبَتْ بِالبَرَص لَمْ يُعَامِلْهُمَا بِالعِين بِالعِين وَالسِّنْ بِالسِّنْ بَلْ قَالَ ﴿ اللَّهُمَّ اشْفِهَا ﴾ ( عد 12 : 13) .. يَا الله أُسْتُرْنَا نَحْنُ خُدَّامَك لأِنَّهُ قَدْ يَقُول الشَّعْب هؤُلاَء هُمْ الأنْبِيَاء .. هؤُلاَء هُمْ الإِخْوَة مَعاً .. يَا الله أُسْتُرْنَا ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ .. تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ ﴾ ( عد 12 : 14) .. الله يَقُول لِمُوسَى إِنْ وَبَّخٌ مَرْيَم أبُوهَا ألاَ تَخْجَل سَبْعَة أيَّام ؟!! .. قَدِيماً كَانَ البَصْقٌ فِي الوَجْه تَوْبِيخ فِي العَهْد القَدِيم لِذلِك بُصِقَ فِي وَجْه يَسُوع .. وَأيْضاً كَانَتْ الأرْمَلَة الَّتِي يَرْفُض الوَلِي الزَّوَاج مِنْهَا لإِقَامِة نَسْل لِلزُوج المُتَوَفِي كَانَتْ تَبْصِقٌ فِي وَجْه الوَلِي .. أي أنَّ البَصْقٌ كَانَ عَلاَمِة قَصَاص أمَرَ الله أنْ تُحْجَز مَرْيَم سَبْعَة أيَّام خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَرْجَعْ .. ﴿ فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ﴾( عد 12 : 15) مُوسَى النَّبِي رَمْز لِلخَادِم .. عَلَى الشَّخْص أنْ لاَ يَدِينْ الخَادِم .. رَجُلْ الله لَهُ مَنْ يُدِينُه حَتَّى إِنْ كَانَ قَدْ رَأى فِيهِ تَصَرُّفْ خَطَأ وَلِنَرَى أنَّ الله لَمْ يَحْتَمِل أنْ يَتَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَلَى مُوسَى وَخَطَأُه الله ضَرَبَ مَرْيَم بِالبَرَص .. هذِهِ شَنَاعِة الخَطِيَّة وَالخَطِيَّة مَكْرُوهَة عِنْدَ الله .. إِرْتِفَاع السَّحَابَة إِشَارَة لإِرْتِفَاع حُضُور الله .. عِنْدَمَا تَدِينْ تَشْعُر أنَّ نِعْمَة الله قَدْ فَارَقَتَك .. الإِدَانَة خَطِيَّة مُرَّة لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ أحَدٌ لأِنَّ لَهُ مَنْ يَدِينُه .. ﴿ مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ .. هُوَ لِمَوْلاَهُ ﴾( رو 14 : 4 ) فِي بُسْتَان الرُّهْبَان قِصَّة تَحْكِي وَتَقُول أنَّ رَاهِبْ سَمَعْ عَنْ خَطِيِّة رَاهِبْ آخَر فَقَالَ ( أُوفْ ) .. وَتَكَلَّمْ مَعَ آخَر عَنْ خَطَايَا هذَا الرَّاهِبْ وَعِنْدَمَا عَادَ إِلَى قَلاَيَتُه وَجَدَ مَلاَك يَقِفْ عِنْدَ بَابْ القَلاَيَة وَيَسْألُه قَائِلاً الله يَسْألَك فِي أي مَكَانْ يَضَعْ الله هذَا الأخ ؟ .. إِنْ أخْطَأ إِنْسَان أُسْتُر عَلِيه لأِنَّهُ كَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا ﴾ ( يع 3 : 2 ) .. لِذلِك خَطِيِّة الإِدَانَة ثَمَنْهَا غَالِي أيْضاً مُوسَى النَّبِي يُشِير لِلعَهْد القَدِيم وَالوَصِيَّة .. مَرْيَم إِحْتَقَرَت مُوسَى كَثِيرُون يَحْتَقِرُون الوَصِيَّة .. عِنْدَمَا أحْتَقِر الإِنْجِيل وَأُهْمِلُه أخْرُج خَارِج الجَمَاعَة المُقَدَّسَة وَأُضْرَبْ بِالخَطِيَّة .. المَرْأة الكُوشِيَّة تَرْمُز لِلأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد .. سَوْدَاء وَجَمِيلَةٌ .. إِمْرَأة مَنْبُوذَة صَارَتْ زَوْجَة لِمُوسَى الَّذِي هُوَ رَمْز لِلْمَسِيح .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد إِقْتَرَنْ بِالأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد فَتَكَلَّمْ عَلِيه إِخْوَتُه أي اليَهُودٌ وَقَالُوا سَيَدْخُل أُنَاس فَاعِلِي إِثْم دَاخِلْنَا نَحْنُ أبْنَاء الشَّرِيعَة عِنْدَمَا إِقْتَرَنْ مُوسَى النَّبِي بِالمَرْأة الكُوشِيَّة صَارَ مَرْفُوض مِنْ إِخْوَتُه لِذلِك أخْرَج الله اليَهُود مِنْ الحِسْبَة كُلَّهَا .. هكَذَا خَرَجَ اليَهُود خَارِج الكِنِيسَة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ سَيَعُودُوا فِي مِلْء الزَّمَان كَمَا خَرَجَتْ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ عَادَتْ .. مَرْيَم إِحْتَقَرَتْ مُوسَى وَاليَهُود إِحْتَقَرُوا الْمَسِيح نَفْسُه عَلَى أنَّهُ مَسِيح العَشَّارِينْ وَالزُّنَاة فَلَمْ يَتْبَعُوه .. تُطْرَدٌ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ تَعُودٌ هكَذَا طُرِدَ اليَهُود حَتَّى يَأتِي مِلْء الزَّمَان فَيَعُودُوا مَرَّة أُخْرَى فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول لأِهْل رُومْيَة يَقُول ﴿ إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ .. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ ﴾ ( رو 9 : 22 – 23 ) .. مُوسَى النَّبِي إِرْتَبَطْ بِالكُوشِيَّة فَاغْتَاظَتْ مَرْيَم أي اليَهُود هُوَ سَيَرْتَبِطْ بِالإِثْنَان لكِنْ اليَهُود رَفَضُوا ذلِك لِذلِك قَالَ ﴿ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ .. وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ ﴾( رو 9 : 30 – 31 ) .. أي الَّذِينَ عَاشُوا مَعَ مُوسَى أي مَرْيَم وَهَارُون وَيَسْعَيَان مَعَهُ فِي أثَر البِرِّ لَمْ يُدْرِكَا البِرِّ بَيْنَمَا المَرْأة الكُوشِيَّة أدْرَكَتْ .. ﴿ أَنَّ القَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّاً لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ .. وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رو 11 : 25 – 26 ) .. القَسَاوَة قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِياً أي مَرْيَم وَهَارُون .. لكِنْ هَلْ سَيُخَاصِمْ مُوسَى مَرْيَم وَهَارُون إِلَى النِّهَايَة ؟ .. لاَ .. لأِنَّ الأمَّة اليَهُودِيَّة هِيَ شَعْب الله لِذلِك لَنْ يَنْسَاهُمْ الله لأِنَّهُمْ أبْنَاء إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب .. ﴿ لأَِنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ ﴾ ( رو 11 : 29 ) .. لِذلِك سَتَخْرُج مَرْيَم سَبْعَة أيَّام فَقَطْ خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَعُودٌ وَكَأنَّ شَيْء لَمْ يَحْدُث .. هكَذَا سَيَعُودٌ اليَهُود إِلَى حِضْن الله العَجِيب أنَّ مُوسَى النَّبِي صَرَخَ وَتَشَفَّعْ عَنْ مَرْيَم أمَام الله رَغْم أنَّهُ هُوَ المُدَان مِنْهَا .. هكَذَا الْمَسِيح وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب تَضَّرَع مِنْ أجْل اليَهُود الَّذِينَ صَلَبُوه وَالَّذِينَ جَدَّفُوا عَلِيه وَقَالَ ﴿ يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ﴾ ( لو 23 : 34 ) .. هُمْ تَكَلَّمُوا عَلِيه وَقَالُوا لَوْ كَانَ نَبِي لَعَلَمَ مَنْ هذِهِ المَرْأة وَمَا حَالَهَا إِنَّهَا خَاطِئَةٌ ( لو 7 : 39 ) .. وَقَالُوا إِنْ كَانَ إِبْن الله فَلْيَنْزِل عَنْ الصَّلِيب ( مت 27 : 40 ) .. أمَّا هُوَ فَكَانَ يَشْفَعْ فِيهُمْ .. الله يَقُول لِمَرْيَم وَهَارُون أنَا أتَكَلَّم مَعَ الأنْبِيَاء بِالرُؤْيَا لكِنْ مَعَ مُوسَى أتَكَلَّمْ فَماً إِلَى فَمٍ وَبِالعَيَان لَيْسَ بِالألْغَاز .. نَحْنُ كَشَفَ لَنَا الله فِي إِبْنِهِ يَسُوع كُلَّ الأسْرَار الَّذِي مُذَخَّر فِيهِ كُلَّ كُنُوز النِّعْمَة .. وَالإِعْلاَنَات الإِلَهِيَّة ظَهَرَتْ فِيهِ هُوَ زَوَاج مُوسَى مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة هُوَ إِقْتِرَان رَبَّ المَجْد يَسُوع بِكِنِيسِة الأُمَم إِلَى أنْ يَعُودٌ اليَهُودٌ الشَّعْب كُلُّه تَعَطَّل بِسَبَبْ مَرْيَم عِنْدَمَا عُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام .. أي مُمْكِنْ إِنْسَان خَاطِئ يِعَطَّل الكِنِيسَة وَبَار يِرْفَعْ غَضَبْ عَنْ شَعْب كَمَا بِصَلاَة الأنْبَا بُولاَ .. وَكَمَا قَالَ ﴿ طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَاناً أَوْ يُوْجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ فَأَصْفَحَ عَنْهَا ﴾ ( أر 5 : 1) .. أي وَاحِدٌ خَاطِئ يُعَطِّل الكِنِيسَة لأِنَّ الخَطِيَّة مُوَجَّهَة إِلَى ثَلاَثَة الله وَالنَّفْس وَالكِنِيسَة .. لِذلِك خَاطِئ وَاحِدٌ يَجْلِب غَضَبْ الله عَلَى شَعْب وَبَار وَاحِدٌ يَعْفُو عَنْ شَعْب إِعْتَذَرٌ هَارُون وَالجَيِّدٌ أنَّهُ بَعْد إِنْتِهَاء المَوْقِفْ مُوسَى النَّبِي لَمْ يُعَاتِبْ مَرْيَم وَهَارُون بِكَلِمَة وَمَرْيَم وَهَارُون فِي خِزْي .. ﴿ وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ وَبَعْدَ ذلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ ﴾ ( عد 12 : 15 – 16) * فَارَان * مَعْنَاهَا * الفَمْ المَفْتُوح * .. أي اليَهُودٌ أوْ مَرْيَم الَّذِينْ تَعَطَّلُوا لَمَّا يَدْخُلُوا يَتَمَتَّعُوا بِالفَمْ المَفْتُوح أي شَرِكَة التَّسْبِيح أوْ الشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَبَعْد ذلِك يَذْهَبُون إِلَى بَرِّيَّة قَادِش .. وَقَادِش تَعْنِي مُقَدَّس .. أي سَيَتَمَتَّعُوا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة رَفَضَ اليَهُودٌ عُطْل الكِنِيسَة اليَهُودِيَّة سَبْعَة أيَّام أي كَمَال الأزْمِنَة وَلكِنْ سَيَعُودُوا إِلَى حِضْن الله لِيَرْتَحِلاَ مَعاً الكَنِيسَتَان اليَهُودٌ وَالأُمَمْ لِيَسْتَمْتِعَا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ لأَِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً ﴾ ( أف 2 : 18) .. أي كَنِيسِة اليَهُودٌ وَالأُمَمْ .. أفْرَح بِالله رَغْم إِنِّي كُوشِيَّة لكِنَّهُ إِقْتَرَنَ بِي .. وَكَمَا يَقُول الآبَاء أنَّنَا صِرْنَا سَبَبْ كَلاَم لله .. رَغْم عَدَم إِسْتِحْقَاقَنَا إِرْتَبَطَ الله بِنَا .. رَغْم إِنِّي سَوْدَاء لكِنَّهُ يَقُولُ لِي ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدٌ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل