العظات
معجزة شفاء المفلوج
إنجيل هذا الصباح المبارك يحكي معجزة ربما نكون كلنا نعرفها وهي عن المفلوج الذي حمله أربعة رجال أصدقائه .. ربنا يسوع في مدينة كفرناحوم إجتمع في منزل ومن المعروف عن شخصية ربنا يسوع المحبوبة الجذابة أنه حيثما وُجِد تجمع زحام حوله .. ربنا يسوع لو تأملنا في شخصيته نجد أنه كم كانت الجموع شغوفة لسماع تعاليمه مرة يقول الكتاب ﴿ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) .. يصعد على الجبل لكي يتكلم .. لم يقل الكتاب لنا في كل مرة إجتمع فيها ربنا يسوع مع الجموع كم كان عددهم ؟ وجدنا أنه في المرة التي كان فيها على الجبل كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال .. تخيل هذا العدد في عظة يقولها ربنا يسوع على جبل وبالطبع كانت المدينة كلها في ذلك الوقت لا تتعدى إثنين مليون نسمة تقريباً .
بذلك نجد هذه النسبة تعلن أن ربنا يسوع شخصية جذابة جداً وكل من يسمعه يحرص على أن يعود ليسمعه مرة أخرى .. ﴿ ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسُمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ﴾ ( مر 2 : 1 – 2 ) .. مجرد أن عرفت الجموع أنه في بيت تجمعوا حوله في البيت .. لذلك كان ربنا يسوع يُعلم في أي مكان قد يكون على جبل أو مكان عام .. في مجمع .. على شاطئ البحر .. لأنه حيثما تواجد ربنا يسوع تواجد زحام حوله .. لم يسع البيت الجموع من كثرتها حتى أمام الباب .. ﴿ فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان ﴾ ( مر 2 : 2 – 4 ) .. هنا نتكلم عن نقطتين هما :
1. روح الخدمة في الرجال الأربعة .
2. هدف المعجزة .
1. روح الخدمة في الرجال الأربعة :
===========================================
ذهب الرجال الأربعة ليسمعوا ربنا يسوع مثل غيرهم ومثل من في البيت لكن كان لديهم روح خدمة وكانوا حريصين على أن يأخذوا معهم شخص لا يستطيع أن يذهب ويريدونه أن يتقابل مع ربنا يسوع .. أرادوا أن يأخذوا معهم إنسان مفلوج .. ومرض الفلج هو الشلل الكلي .. الإنسان المقعد الذي كل أعضاؤه ضامرة .. عضلات الجسد كله ضامرة وغير عاملة .. هذا هو الإنسان المشلول .. أخذوه وحملوه معاً على سريره ليقدموه للمسيح .. هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي الذي لا يريد أن يذهب وحده بل يذهب ومعه أصحابه .. وعندما يذهب ومعه أصحابه لا يفكر في أصحابه الذين إعتادوا الذهاب بل يفكر في أصحابه الذين لا يستطيعون الذهاب .
هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي بنعمة الله .. أن يكون له غيرة وله حب وأمانة نحو سائر إخوته خاصةً الذين لا يستطيعون ولا يعرفون أن يأتوا .. خدمة يطلق عليها الآباء إسم خدمة المفلوجين .. وبالطبع مفلوج بالمعنى الجسدي أن جسده لا يتحرك أما المفلوج بالمعنى الروحي فهو كل نفس لها قيود داخلها تمنعها من الحياة مع الله .. المفلوج بالمعنى الروحي هو شخص لم تتعود رجليه أن تقف للصلاة وليس له يدين إعتادتا أن ترتفعا للصلاة وليس له لسان تعود مباركة الله وتسبيحه وذِكر إسمه – هذا مفلوج روحياً – .. وعندما تسأل نفسك كم مفلوج تعرفهم تجد أنهم كثيرون .. نفوس كثيرة لا تعرف طريق الله وليس بها مخافة الله .. نفوس كثيرة أرجلها لا تعرف طريق الله وليس في قلبها مخافة الله .. نفوس كثيرة مفلوجة لا تستطيع أن تتقدم في طريق الله ولا خطوة واحدة .
لابد أن أشعر في قلبي أن عليَّ مسئولية نحو هذه النفوس .. لا يكفي أن أذهب بمفردي .. لا يكفي أن أهتم بخلاص نفسي وحدي .. كلما ذاقت النفس عذوبة وحلاوة الحياة مع الله كلما شعرت أنها لا تستطيع أن تعيش وحدها معه بل تشتاق أن تقدم له كل يوم نفوس جديدة .. بل تقول مع داود النبي ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. لا تريد أن تترك شخص لم يعرف الله .. لا تترك شخص مازال مُقيد مفلوج ليس بداخله حركة الإشتياق لله .. معلمنا بولس الرسول كان يقول ﴿ من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) .. من أسمع عنه أنه مازال لا يعرف الله ويعيش في عثرة وأنا لا أعثر من أجله ؟! من الذي أشعر أنه يعيش في ضعف وأنا لا أضعف من أجله ؟!
لذلك قال ﴿ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس .......... صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 20 – 22 ) .. معلمنا بولس الرسول مملوء غيرة حتى أنه قال لنا كلمة صعب جداً فهمها ﴿ كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد ﴾ ( رو 9 : 3 ) .. نستطيع أن نقول أنَّ نفس الكلمة تنطبق على الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج .. كان يمكن لكل واحد منهم أن يقول أنا أريد أن أسمع وحدي أو أن أسمع براحتي .. وحدي أستطيع أن أدخل بسهولة لكن لأننا أربعة ونحمل معنا مفلوج فهذا سيحرمنا من أن نسمع .. لا .. هم قبلوا أن يُحرموا من أن يسمعوا ولكن من أجل عمل أفضل من أن يسمعوا .. يجب أن نهتم بخلاص غيرنا وكما قال بولس الرسول ﴿ لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع ﴾ ( كو 1 : 28 ) .. نحضر نحن .. المفروض أن نخرج خارج أنفسنا ونسأل عن إخوتنا ونهتم بأن نُحضر للمسيح نفوس جديدة ونهتم بخدمة المفلوجين ونهتم بخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم .
إهتم بإفتقاد الإخوة .. إهتم بإفتقاد الناس التي أخذها العالم وابتلعها .. إن لم يحمل الإنسان المسيحي في قلبه روح غيرة ومحبة لإخوته يكون هناك خطأ في حياته المسيحية .. الذي عايش المسيح بالفعل لا يستطيع أن يهدأ حتى يأتي بنفوس كثيرة للمسيح .. القديس يوحنا فم الذهب يقول لو قلت أنَّ الشمس لا تضئ أصدقك لكن لو قلت أنَّ المسيحي لا يخدم لن أصدقك .. يريد أن يقول كون الشمس لا تنير فهذا شئ لا يصدقه عقل لكن قد أصدقك .. لكن .. أن تقول لي مسيحي لا يخدم فلن أصدقك أبداً .. لماذا ؟ لأنَّ نور المسيحي أقوى من نور الشمس لأنَّ نوره من نور خالقه الله .. قال الله ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) .. كيف تُغطى مدينة كائنة على جبل ؟ هل تغطيها بيدك أو بسِتر ؟ لا يمكن أن تُغطى .. ﴿ ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ﴾ ( مت 5 : 15) .. يريد أن يقول لك أنت مثل مدينة كائنة على جبل تضئ للآخرين بحياتك وسيرتك وسلوكك .
الإنسان المسيحي لابد أن يعيش الخدمة وروح الخدمة .. هؤلاء الرجال الأربعة لم يريدوا أن يذهبوا وحدهم .. لم يشعروا أنهم مسئولين عن أنفسهم وحدهم فقط بل عن الاخرين أيضاً هذه هي الروح التي يجب أن نتحلى بها ونلتزم بها .. ربنا يسوع قال عن نفسه ﴿ كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. رأينا ربنا يسوع بشخصه المبارك يجول يصنع خير .. ويشفي كل مرض تسلط عليهم .. يقول الكتاب أنه ﴿ ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كعنمٍ لا راعي لها ﴾ ( مت 9 : 36 ) .. الإنسان الذي تذوق حلاوة الحياة مع الله يكون حنون على إخوته وينظر لهم بنظرة حب وحنان وشفقة ويكون غيور على خلاصهم بل وساعي لخلاصهم .. هذه هي الروح المسيحية التي لابد أن تكون فينا إتجاه كل نفس .
إن كنت لا تستطيع أن تُحضر نفوس لله .. إن كنت عاجز عن أن تُعلم فعلى الأقل صلي من أجلهم .. على الأقل قدم لهم نموذج جيد قدوة لهم يجعل قلوبهم تتحرك نحو الله .. مسئولية نحن غير مدركين لها وسُندان عليها .. إن كان ليس لدينا روح خدمة .. الله خلق الإنسان بطاقة حب وطاقة فكر جبارة إن حصر نفسه في نفسه فهو بذلك أول الخاسرين وأول المُتعبين .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن لا يهتم سوى بنفسه فقط .. لكن عندما يكون له روح خدمة إتجاه الآخرين تجده يقول ﴿ أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) .
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيه رائع عن الكنيسة فيقول أنها جسد المسيح ويأتي بتشبيه من العهد القديم .. وهو عندما سكر أبونا نوح في أحد المرات وتعرى فدخل عليه إبنه كنعان ورآه فتهكم على أبيه وخرج دون أن يستره .. لكن عندما دخل إبنيه سام وحام ورأيا عُري أبيهما أحضرا ملآه ورجعا بظهرهما وسترا أبيهما لكي لا ينظرا عُريه .. وعندما أيقن نوح هذا الموقف لعن كنعان وبارك سام وحام .. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّ الكنيسة هي جسد المسيح وكل جزء في الكنيسة فارغ من المؤمنين هو جزء مُعرى وإن رأيت هذا الجزء المُعرى لابد أن تغطيه ليس بستر بل بمؤمنين تُحضرهم للكنيسة لأنَّ حضورهم هو الذي يستر الكنيسة .. إذاً عليك أمرين مهمين أولهما إنك لابد أن تأتي أنت بنفسك لئلا تكون متسبب في العُري وهذا أصعب لأنك المُتسبب .. وثانيهما أنه إن وجدت جزء مُعرى فكَّر في إخوتك لكي تأتي بهم لتستر الكنيسة جسد المسيح وتنال بركة .. لذلك لابد أن تتعامل مع الكنيسة على أنها جسد المسيح التي هي حريصة على أن تكون ممتلئة وفرحة ومتهللة بجماعة المُصليين والمُسبحين لأنَّ الله يحب جمهور المُعيدين لذلك لابد أن تشعر بروح المسئولية ليس نحو نفسك فقط بل ونحو الآخرين أيضاً .
اليوم نتعلم روح الخدمة من الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج وإن كانوا قد حُرموا من سماع كلمة الله .. نتعلم روح الخدمة والبذل وتقديم الآخرين عن أنفسنا .. الإنسان الذي يحب أن يقدم غيره عن نفسه يريد أن يتمتع الآخرين بالله مثله ولا يكون هناك شخص محروم من عِشرة الله الحلوة .
هؤلاء الرجال الأربعة عندما ذهبوا إلى المسيح وجدوا أنه من الصعب الوصول إليه .. لم يرجعوا بل فكروا كيف يتغلبوا على هذه العقبة .. الذي له روح الخدمة يغلب العوائق وليس الزحام هو الذي يجعله يتراجع عن روح الخدمة .. الإنسان الذي به روح الخدمة لا يعطلها أي عوائق .. مادام القلب مملوء بحب الله والنفس مملوءة بالغيرة إذاً لن توجد عوائق لهذه الخدمة .
2. هدف المعجزة :
======================
كل الناس تتخيل أنَّ هدف المعجزة أن يتلامس هذا المفلوج مع المسيح ويُشفى من مرضه .. وربما هذا الهدف هو الذي كان في هؤلاء الرجال الأربعة أيضاً .. ﴿ وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مُضجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بُني مغفورة لك خطاياك ﴾ ( مر 2 : 4 – 5 ) .. لم يتوقعوا من يسوع أن يقول له تلك العبارة بل توقعوا أن يقول له قم إحمل سريرك وامشِ .. توقعوا أن يقول له أنت برئت قم مُعافى لكن لم يتوقعوا أن يقول له مغفورة لك خطاياك .. بالطبع كان هناك قوم من الكتبة وقالوا ﴿ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ﴾ ( مر 2 : 7 ) ؟ أي ما معنى إنسان يقول مغفورة لك خطاياك .. ما سلطانه على غفران الخطايا ؟ ﴿ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيُّما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامشِ ﴾ ( مر 2 : 7 – 9 ) .. أنتم في أذهانكم أيهما أيسر أن أُقيمه من سريره أم أن أغفر له خطاياه ؟ أراد أن يقول لهم إقامته من سريره أمر سهل جداً لكن الأصعب هو مغفرة الخطايا .. ﴿ ولكن لكي تعلموا أنَّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ﴾ ( مر 2 : 10) .. أريد أن أُعلمكم أمر مهم جداً وهو أنَّ مغفرة الخطايا أهم جداً من أنه يكون مفلوج .. كون أنه يكون مفلوج ويظل بمرضه أو لا يظل بمرضه فهذا أمر لا يشغل ربنا يسوع بقدر ما يشغله غفران الخطايا .. لذلك قال له ﴿ لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ....... حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ﴾ ( مر 2 : 11 – 12) .
هدف المعجزة هنا هو خلاص النفس .. لو نظرنا إلى كل المعجزات التي صنعها ربنا يسوع نجد أنَّ هدفه ليس أن يجمع الجموع ويصنع المعجزة لكي يفتخر بصنعها ويظهر أنه رجل عجائب .. لا .. لم يكن هذا هدفه .. لم يكن هدفه أن يأخذ الجموع إلى الجبل ويعلمهم لكي يمضي الوقت ويجوعوا فيطعمهم ويُقال عنه أنه أشبعهم .. لا .. ما من معجزة عملها إلاَّ وهدفها إعلان لاهوته .. إلاَّ وهدفها خلاص النفس وهذا أروع وأجمل من مجرد أكل وشرب وشفاء مرض .
أروع معجزة يصنعها فينا ربنا يسوع أن نتلامس معها هي توبتنا .. إختبارنا الشخصي كل يوم بغفرانه لنا .. غفران ربنا يسوع أجمل من شفاء مفلوج لذلك كوننا نقف عند هذا الحد نكون قد أخلينا ربنا يسوع من جوهره الإلهي .. عندما يأتي إنسان ليتعامل مع ربنا يسوع لمجرد أنه يشفيه أو يحل له مشكلة فهذا الأمر يجعل نظرته ضعيفة جداً وقليلة عن ربنا يسوع لكن يجب أن نتخطى ذلك بكثير لكي نتلامس معه كإله ونتذوق منه غفران خطايانا وأن نعرف كيف نمجده لأنه صنع معنا أمر عظيم في حياتنا .. أجمل وأعظم معجزة يصنعها فينا أن نتغير إلى تلك الصورة عينها .. أعظم معجزة يصنعها فينا الله أنه يعطينا نفسه على المذبح مأكل ومشرب حقيقي لكي يثبتنا فيه ويثبت هو فينا .. أعظم معجزة يعملها الله فينا هي التوبة ونعمة مغفرة الخطايا .
أحياناً الناس وخاصةً في جيلنا يتعلقون بالمعجزات .. كثيرون يقرأون معجزات البابا كيرلس وأبونا عبد المسيح المناهري وأبونا يسى و ..... ويتركون الكتاب المقدس .. كثيرون فكرهم نحو المسيح أنه يحل فقط المشاكل في حين أنَّ هدف ربنا يسوع نحونا غير ذلك .. هدفه توبتنا وخلاص أنفسنا .. لذلك ما من معجزة صنعها ربنا يسوع إلا وكشف لنا هذا الجانب .. الجموع التي أكلت من الخبز وشبعت وأشبعها فرحت .. وقالوا لقد أشبعنا لنظل سائرين معه حتى لا نجوع لكنه قال لهم أنتم مخطئون أنا لست ساحر أطعمكم وأشبعكم .. لا .. ﴿ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية ﴾ ( يو 6 : 27 ) .. أعطاهم فكر إلهي فكر عن خلاص أنفسهم .
عندما ننظر لمعجزة صيد السمك التي عملها مع بطرس الرسول .. قال له ﴿ ابعد إلى العمق ﴾ ( لو 5 : 4 ) .. قال له بطرس ﴿ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 5 ) .. هل الذي تعب الليل كله ولم يصطاد شىء الآن يقول له ربنا يسوع أدخل للعمق ؟ ودخل بطرس للعمق واصطاد سمك كثير جداً حتى كادت السفينة أن تغرق فإستعان بسفينة يعقوب ويوحنا التي هي أيضاً كادت أن تغرق من غزارة الصيد والشباك كانت تتخرق من كثرة الصيد .. هل إنتهت المعجزة إلى هذا الهدف أنَّ المسيح جعلهم يصطادون سمك كثير ؟ .. لا .. ليس هذا هدف المعجزة بل هدفها أعظم بكثير وهو أنَّ بطرس سجد لربنا يسوع وقال له ﴿ اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. إذاً المعجزة هدفها خلاص النفس وتبرير الإنسان ومن هنا تحول من سمعان إلى بطرس ومن صياد سمك إلى صياد الناس .. وهنا مجد المعجزة .
صعب أن نرغب في السير وراء المعجزة لأجل المعجزة مثل اليهود الذين قالوا له نريد أن نرى آية .. نريد معجزة .. كثيراً ما يطلب الإنسان معجزة من أجل أطماع شخصية أو أهداف أرضية أو من أجل تأمين حياة .. في حين أنَّ هذا ليس هدف ربنا يسوع مع النفس .. والعجيب أنه عندما نرى عمل المسيح المعجزة مع بطرس نجد الكتاب بعدها يقول ﴿ تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) .. إذاً ماذا عن السمك يا معلمنا بطرس ولمن تتركه ؟ يقول الأمر الآن أصبح ليس صيد سمك كثير الأمر أكبر من ذلك بكثير .. الأمر في الذي أعطاني السمك .. هل يليق أن أتمسك بالسمك وأترك الذي أعطاني إياه ؟
هكذا اليوم مع المفلوج ربنا يسوع قال له ﴿ قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ﴾ .. هل أفكر في الذي قال هذه العبارة ومن هو وما هي قدرته ؟ إذاً يجب أن أكون قد تلامست مع الله وعندما أتلامس معه أتبعه أينما يمضي .. ربنا يسوع لا يحب أن يظهر معنا في حياتنا في شكل أمر يعطي إندهاش للنفس أو يصنع عمل عجائبي أي مثلاً يصعد أعلى الجبل ويُلقي نفسه فتأتي الملائكة وتحمله .. لا .. هذا فكر شيطان لذلك هو لم يسمح لهذا الفكر وقال له ﴿ لا تجرب الرب إلهك ﴾ ( لو 4 : 12) .. في حين أنه قادر أن يصعد إلى جناح الهيكل ويُلقي نفسه ولا يُؤذى .. هو قادر .. لكن يقول لماذا وما هدف ذلك ؟ أي معجزة أصنعها لابد أن يكون هدفها توبة النفس وخلاصها وإعلان مجد لاهوتي في النفس وفي أولادي ووسط الكنيسة .
لذلك يجب أن لا نطلب أمور تحقق إيماننا لأن إيماننا أكبر من كل الأمور المرئية .. أنا لست منتظر معجزة لأعرف أنَّ إلهي هو الإله الحقيقي .. لا .. أنا إيماني أقوى بكثير من كل ما هو مرئي .. أنا أؤمن به داخل قلبي ونفسي وعقلي أنه قادر ومقتدر وأكبر دليل يعلن لي أنَّ إلهي قادر ومُقتدر أنه يغفر لي خطاياي وأنه يعدني بالحياة الأبدية وأنه يعطيني مجد ألوهيته في داخلي وأنه خلقني على صورته ومثاله – هذا أكبر مجد – لكن كون أنَّ هناك أمور أخرى أتعلق بها .. أقول لك أنت بذلك لم تفهم هدف المسيح من صنع أي معجزة .. إن كان المفلوج أول كلمة قالها له هي مغفورة لك خطاياك ثم بعد ذلك قال له قم إحمل سريرك وامشِ إذاً الأهم من شفاء الجسد هو شفاء مرض النفس .
قد يسمح الله كثيراً بأمراض للجسد لكيما تكون شفاء للنفس .. قد يسمح الله للإنسان أن يُحرم من بعض الأمور الأرضية من أجل اقتناء ما هو أهم وهو الأمور السماوية فنجد أنه قد يسمح لأبرار وقديسين أن يتألموا في الجسد ويُصابوا بأمراض ومع ذلك يقول أنَّ هدف الله من الإنسان هو خلاص نفسه .. أهم بكثير من بعض آلام في الجسد بل قد تكون آلام الجسد سبب بركة للنفس والروح .. لذلك هدف المعجزة في فكر المسيح وفي فكر الإنجيل هو تغيير الإنسان وتوبة الإنسان وليس مجرد فعل ظاهري .
الله الذي تحنن على المفلوج يتحنن علينا ويقول كلمة الخلاص لكل نفس أنَّ مغفورة لك خطاياك لنقوم ونحمل سريرنا ولا يعود سلطان المرض يغلب علينا بل نقوم ونمجد ذاك الذي أعطانا السلطان والمجد وشفانا .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
قوة الحق عند القديس يوحنا المعمدان
فِى بِداية السنة القبطيّة الكنيسة تُعيّد بِتذكار القديس العظيم يوحنا المعمدان ، لِذلك قصدت الكنيسة أنّ أول إِسبوع مِن السنة القبطيّة يُقرأ فيهِ فصل مِن إِنجيل مُعلّمنا لوقا الّذى يقول " أنّهُ ليس أحد فِى مواليد النساء أعظم مِن يوحنا المعمدان "
القديس يوحنا المعمدان تجمّع فِى شخصيتهُ أمور كثيرة :
+ الحُب لله + التقوى وحياة البِر
+ حياة الخفاء + حياة الوحدة والنُسك
ومع هذا كُلّهُ إِلاّ أنّ القديس يوحنا يتميّز بأمور عديدة أُخرى ، سوف نأخُذ منها حاجة واحدة فقط لأنّ الكلام عن يوحنا المعمدان كثير وجميل ، مِن الحاجات التّى تجذِب الإِنتباه فِى شخصيّة يوحنا المعمدان هى :
قوة الحق :
القديس يوحنا المعمدان قد لا يطيق أن يرى الشر وكان يُوبّخ المُتهاونين بِقوّة ، وكان يُنادىِ بالتوبة للجميع ، وكان صوتهُ قوىِ ، لِذلك قيل عنهُ " صوت صارِخ فِى البرّيّة "
مِن المُميّزات الشخصيّة لدى القديس يوحنا أنّهُ كان صوتهُ قوىِ ، فعندما يُوبّخ كان يُوبّخ بإِنتهار وبِجبروت فكانت الناس تهابه
وظهرت قوّة الحق عِند القديس يوحنا المعمدان فِى الموقف الّذى تسبّب فِى إِستشهادهُ ، إِنّهُ سمع أنّ الملك هيرودس تزوّج مِن إِمرأة أخيهِ وهذهِ مِن الأمور المحظورة ولمْ يستطع أحد أبداً أن يفتح فمهُ أمام هيرودس ، لكِن القديس يوحنا وجدناهُ يصرُخ فِى هيرودس بِنفَس القوّة التّى تعوّدناها منهُ أنّهُ لا يحِلّ لك أن تتخِذّ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك
مِن أين تأتىِ قوّة الحق :
==================================================
قوّة الحق لا تأتىِ إِلاّ مِن قناعة داخِليّة نابعة مِن داخِل الإِنسان 0
لا تأتىِ إِلاّ لمّا يكون الإِنسان عايشها 0
يجب أن يكون الإِنسان مُرتبِط بِها 0
يجب أن يكون الإِنسان شاهِد لها أولاً فِى داخِل نفسه 0 لِذلك لا تجِد إِنسان بيحِب الحق إِلاّ وأن يكون هو عايش الحق 0
لِذلك نجِد مِن ضِمن ألقاب السيّد المسيح أنّهُ قال عن نفسهِ " أنا هو الطريق والحق00" ، وأيضاً السيّد المسيح قال " أنّهُ مِن علامات مجيئه هى أن تعرِفون الحق والحق يُحرّركُم " ، بِمعنى إِذا أنتُم عِشتُم مع المسيح هتعرفوا الحق وساعِتها الحق هيحرّركُم 0
معرِفة الحق وحياة الحق هو جُزء مِن تكوين الإِنسان الروحىِ ، الإِنسان الّذى يعيش مع ربنا يكون قوىِ وحُجّتهُ قويّة ويكون ثابت كالصخرة والتهديدات لا تنفع معهُ 0
قوّة الحق داخِل الإِنسان تجعل الحق يشهِد لنفسه وتجعلهُ إِنسان قوىِ جبّار مِن داخلهُ ولا يستطيع أحد أن يُثنيه عن حُبّه للحق أو عن حياة الحق الّتى يعيشها 0
حياة الحق وسلوك الحق تجعِل مِن الإِنسان فِى إِحترام وتقدير مِن الجميع ، قيل عن هيرودس بالنسبة لموقفهِ مِن يوحنا المعمدان أنّهُ كان يهابه 0
لو تنظُر للقديس يوحنا المعمدان تجِدهُ منظر مُحتقر ، إِنسان عايش فِى البرّيّة لابِس وبر الإِبِل لكِن عِنده مهابة ، المهابة هذهِ مِن داخلهُ لأنّهُ عايش الحق ومُقتنع بهِ ، ومِن قوّة الحق المُعلنه بِداخلهُ
أحد القديسين يقول عنهُ " أنّهُ فضلّ أن يكون بِلا رأس عن أن يكون بِلا ضمير " ، وأيضاً التقليد يقول " أنّ بعدما قُطِعت رأس يوحنا صرخت وقالت أنّهُ لا يحِلّ لك أن تأخُذ هيروديّا إِمرأة أخيك زوجة لك " هذهِ شِهادة حق قويّة
كان مُمكِن القديس يوحنا يتنازل عن رأيهُ فِى هذا الموقف مِن أجل حياتهُ ، لكِن لا00فضّل الموت عن أن يكون بِلا ضمير
الإِنسان المُتمسّك بالحق تجِد عِندهُ مبادىء قويّة أساسيّة لا يستطيع أن يتنازل عنها ، لا يتقلّب ولا يتغيّر ولا يتراجع ولا يخاف أبداً ، عِندما يكون الإِنسان عايش مِن داخلهُ الصِعاب فلا يخاف مِن الصعب لأنّهُ عايش هذهِ الحياة ولا يخاف 0
لكِن الخوف مِن إِنسان يُحِب أن يُدلّل نفسه ، الخوف على الإِنسان الّذى يعيش حياة الإِستهتار مِن الداخِل ، هذا عِندما يُمتحن فِى الخارِج يسقُط ، لأنّ الّذى لا يعرِف أن يشهِد للحق أمام نفسه لا يعرِف أن يشهِد للحق مِن خارِج نفسه 0
الّذى لا يستطيع أن يغلِب نفسه مِن الداخِل لا يعرِف أن يغلِب نفسه مِن الخارِج ، الّذى لا يعرِف أن يقف أمام نفسه لا يستطيع أن يقف أمام الناس 0
صوت يوحنا المعمدان صوت يُصّحىِ الضمائر ، صوت يُصّحىِ الكسالى ، صوت يُصّحىِ الناس التّى لا تُحِب الحق وتُحِب الباطِل والظُلمة ، صوت يُبكّت الخُطاه ، صوت يوقظ الضمائر0
لِذلك نحنُ فِى إِحتياج لصوت الحق هذا ، نحنُ فِى إِحتياج لنشهِد للحق بِلا خوف ، مُحتاجين أن يكون عِندنا قوّة القناعة التّى تجعِل الإِنسان لا يُكمِلّ شهواته داخِل نفسه ولكِن يكون مُطاوِع للحق داخِلهُ 0
محتاج الإِنسان أن يقول لِنفسه الأول لا يحِلّ لك ، وقتها يعرِف يتكلّم مع الخارِج ويقول لا يحِلّ لك ، الإِنسان أكثر حاجة تغلِبه هى نفسه ، لِذلك يقول أحد القديسين " تعّود ألاّ يكون لك عدواً إِلاّ ذاتك " ، عايز يقول لا يكون عدو لك إِلاّ ذاتك وتُريد أن تكره إِكره خطيّتك 0
المسيح وصّانا وقال لازِم تُبغِض نِفَسك ، النِفَس التّى تُدلّلِ نفسِها والتّى لا تكره خطيّتها تجِدها عايشة فِى صُلح مع الخطايا بِتاعِتها ، خُذ مِن النِفَس ديّه توانىِ و كسِل وتتغيّر مع كُلّ جيل ومع كُلّ لون وكُلّ مُجتمِع ، تجِدها تعيش هُنا بِشكل وهُناك بِشكل 0
قوّة الحق لمْ تُعلن فِى داخِلها ، لا يعرِف أن يقول لِنفسه لا يحِلّ لك ، الإِنسان مُحتاج أن ينجح أولاً مع نفسه ، لِذلك يقول الإِنسان الّذى يُجاهِد فِى مخدعهُ لا يتعب فِى الخارِج ، الإِنسان الّذى يخاف على نفسه ومركزه وكرامته تجِدهُ يتغِلِب بِسهولة ، إِجعِل كنزك فِى الداخِل0
أيضاً تجِد أنّ السيّد المسيح عِندما لقّب الكنيسة لقّبها " بِعمود الحق وقاعِدتهُ " ، شاهِدة الحق هى الكنيسة ، سفكت دم أولادها مِن أن أجل أن تشهِد للحق ، حق المسيح 0
القديس يوحنا ذهبىّ الفم حكوا لهُ عن أنّ الإِمبراطورة ظلمِت إِمرأة ، نجِدهُ لمْ يسكُت وبّخها وأنذرها وكان شديداً معها ، نجِد الإِمبراطورة أنّها سمعِت مِن يوحنا كلام لمْ تتعّود أن تسمعهُ أبداً ، وقالت مَنْ هذا الّذى يفعِل هكذا معىِ ، قالوا لها هذا البطرك ، فقالت مَنْ هو هذا البطرك ! أنا سوف أؤّذيه ، وأتت بِقرار نفيه 0شِهادة الحق التّى بِداخلهُ عِندهُ إِستعداد أن يتحمِل نفقتها حتى وإِن كانت مؤلِمة وإِن كانت صعبة ، لِدرجة أنّهُ يقول " أنّ كلِمة الحق لمْ تُبقىِ لى أصدقاء " 0
القديس أثناسيوس الرسولىِ نجِدهُ يُدافِع عن الإِيمان بِقوّة رغم أنّ أعداؤه كُتار " آريوس كان مكّار وكان عِندهُ موهِبة فِى الخطابة وكان بيعمل أشعار للناس ويستميلهُم ويُثبّت الإِيمان بِتاعه هو " 00ولمّا يجى أثناسيوس يتكلّم الناس تقول أنّ آريوس صح وأنت خطأ 0
كان مُمكِن أن يقول أنّ آريوس صح ويمشىِ الموضوع ، لكِن قوّة الحق عِندهُ أكبر بكثير مِن أعداؤه ، قوّة الشِهادة بالحق للسيّد المسيح جعلتهُ يُعادىِ كُلّ الناس مِن أجل شِهادتهُ للحق0
ومِن أجل شِهادة أثناسيوس للحق قال عنهُ القديسين " لولا شِهادة أثناسيوس لصار العالم كُلّهُ آريوسياً " ، " الناس قالت العالم ضِدّك يا أثناسيوس قال وأنا ضِدّ العالم " ، الإِنسان الّذى بِداخلهُ شِهادة ضمير صالِحة 00الّذى بِداخلهُ قوّة حق 00تجِدهُ عِندهُ إِستعداد أن يكون ضِدّ العالم 0
لِذلك فِى المزمور الخمسين الّذى نُصلّيه كُلّ يوم نقوله " لأنّك هكذا أحببت الحق " ، القديس عِندما يعيش مع ربنا ويقرّب مِن ربنا نجِدهُ يكتسِب جُرءه وشجاعة ، النِفَس التّى يكون فيها قوّة عمل الله مِن الداخِل لا تعرِف الخوف 0
أمثِلة لِقديسين شهدوا للحق :0
===========================================================
مارِجرجس الّذى وقف أمام المنشور وكان السبب فِى إِستشهاده ، لِشهادتهُ بالحق
القديسة دميانة التّى لعنت الرِسالة وكاتبها وقارئها ، التّى كانت تستميلها إِلى التبخير لأبولّون
القديس إِيليّا النبىِ الّذى وقف أمام آخاب الملك وقال لهُ " حىّ هو الرّبّ أن لا يكون طلّ ولا مطر إِلاّ عِند قولىِ " ، شِهادة للحق ولا يهمّهُ ماذا سوف يفعِل بهِ الملِك
طول ما يوجِد يوحنا وإِيليّا طول ما يوجِد هيرودس وآخاب ، هيرودس وآخاب مُقاوِمين للحق وإِيليّا ويوحنا شُهداء للحق ، نحنُ فِى عالم ومُجتمع يكثُر فيهِ هيرودس وآخاب ويندُر فيهِ إِيليّا ويوحنا
الكنيسة تُريد أن تقول ينبغىِ أن يكون فيكُم إِمتداد للآباء والأنبياء ، ينبغىِ أن يكون فيكُم قوّة حق مُعلنة للكُلّ ، ينبغىِ أن تشهدوا أمام الجميع بالتوبة والخلاص وبِعمل الله
عِندما يتكلّم عن ربنا يسوع المسيح فِى العهد القديم يقول " هوّذا فتايا الّذى أحببتهُ ، حبيبىِ الّذى سُرّت بهِ نفسىِ ، أضع روحىِ عليه لِيُخبِر الأُمم بالحق " 00قال عليهِ أنّهُ يُخرِج الحق إِلى النُصرة وأنّهُ يُخبِر الأُمم بالحق
لِذلك عِندما صلّى ربنا يسوع المسيح فِى الصلاة الوداعيّة قال " قدّسهُم فِى حقّك " ، إِجعلهُم أن يكونوا مُقدّسين للحق
كيف للإِنسان أن يعيش فِى المُجتمع بِدون ما يؤثّر عليه ؟ أن تكون قوّة الحق بِداخلهُ قويّة ، أنا لىِ منهج مُعيّن ، لىِ حياة ، لىِ رجاء ، أنا مُتمسّك بوصايا ، أنا الإِنجيل يحكُمنىِ ، جميل العِبارة التّى قيلت عن دانيال النبىِ " وضعت فِى قلبىِ ألاّ أتنجّس بأطايب المِلك ولا بِخمر مشروبه "
قوّة الحق التّى بِداخِل الإِنسان تجعلهُ غالِب لِنفسه مُتخطّىِ ضعفاته ، هو ده عمل نعمة ربنا التّى تعمل فيهِ
كيف للإِنسان وسط شر كثير أن يكون شمعة تنّور وتُضىء للحق ، بولس الرسول وقف أمام فيلِكس الوالىِ ومكث يتكلّم معهُ عن البِر والدينونة والتعفُفّ وجعل فيلِكس الوالىِ يرتعِد ، شِهادة للحق فِى أى وقت
النِفَس التّى حبّتِ أطماع العالمْ الكثيرة الإِيمان هُنا يضعُف النِفَس عِندما تكون مربوطة بالأرض الإِيمان يضعُف
مُعلّمِنا بولس الرسول قال " حاشا لىِ أن أفتخِر إِلاّ بِصليب ربنا يسوع المسيح " ، إِوعى تِخجِل مِن إِسمك ، أو صليبك ، بل بالعكس أنا لا أستحِق أن أحمِل صليبك ، دا إِنت أعطيتنىِ مجد وكرامة لا أستحِقها
ربنا يُعطينا أن يكون الحق فِى قلوبنا وضمائرنا وعقولنا ، أن نكون مُحبين للحق ، أن نكون أدوات للحق ، نُعلِن الحق فِى كُلّ مكان
ربنا يُكمِلّ نقائصنا ويسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمتهُ
لإِلهنا المجد دائماً أبديا امين
وادين بعضكم بعضاً بالمحبة
من لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبه هي الوصية العظمي في الناموس وبها يتعلق الناموس كله والأنبياء { مت 22 : 35 –40 ينبغى أن تكون محبة حقيقية وليست مجرد مظهر خارجى ( بلا رياء)من مشاعر القلب من الداخل محبه على مثال محبه المسيح لنا ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا – محبه رأيناها فى محبه يوسف لإخوته رغم حسدهم وشرورهم معه مثال محبه داود ويوناثان لدرجه أن يوناثان وقف ضد ابيه (كيف سقط الجبابرة قد تايقت عليك جداً يا أخى يوناثان كنت حلواً لى جداً محبتك لى أعجب من محبة النساء )
لا ننسى محبه الأنبا بيشوى للانبا بولا الطموهى – ومحبه الامراتين اللتان زارهما القديس ابو مقار كيف كانتا متعاونتين وان بكى طفل احدهما ترضعه الأخرى ورأينا محبه عميقه بين راعوث ونعمى وإ صرار راعوث على عدم ترك حماتها حيثما ذهبتى اذهب وحيثما متى أموت شعبى شعبك والهى الهك
رأينا بولس يقدم نموذج فى المحبه كنت أود أن اكون انا نفسى محروما من المسيح لأجل إخوتى وأنسبائ حسب الجسد – فرق بين المحبه الشخصيه الإجتماعيه والحبه الروحيه لأن الاولى مصدرها الفكر البشرى الشخصى والثانيه مصدرها محبه المسيح الفائقه المعرفه وكل من أردك محبه المسيح ادرك المحبه التى يريدها المسيح لذلك تجد الكثيرون اللذين لم يذوقوا حلاوة محبه المسيح يصطدمون بوصايا المحبه كيف نحب الاعداء المهينين السالبين المتعظمين الكارهين الا بالمسيح يسوع وعن طرقة – المحبه التى تنسى ذاتها وتبذل وتحتمل وتعطى انظر الى محبه ابونا ابراهيم الى لوط الذى فضل الارض عن بقاؤه مع إبراهيم لم يقل خرجنا معا انه يحتاجنى وافترق عنه وذهب الى سدوم وسبى فيها (جمع رجاله المدربين ورد سبى لوط هناك من رأى عقربا يغرق فى الماء ومد يده لينقذه ولكنه لدغه فعاد وكرر المحاوله فلدغه وراه صديقه وتعجب له وبينما يراه يستعد لينقذه للمرة الثالثة انتهره ولكن مد يده مسرعا ولدغه واخرجه وقذفه بعيدا وقال لصديقه لا استطيع ان امنع نفسى من تقديم معونه لمن يحتاجها حتى ولو لا يستحقها هو طبعه الغدر اما انا فطبعى الحب احبائى عمليا كثيرا ما نجد محبه ناقصه ضعيفة منهارة مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة كل موضع حللت فيه كن صغير إخوتك وخديمهم ( الشيخ الروحانى )من يتكلم لا تقاطعه – فى الكرامة قدم إخوتك كما فهل يوحنا مع بطرس عند القبر – انسب النجاح لغيرك – ليتمجد الله بى او بغيرى ويفضل بغيرى – فى الألحان فى المردات حيث يظهر فى اللحن جمال المحبة والإتضاع بولس عبد يسوع المسيح – حين تكلم عن ظهورات المسيح فى القيامه ثم ظهر ليعقوب ثم ظهر لصفا ثم ظهر لاكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق حتى الآن ثم ظهر لى أنا أيضا الذى مثل السقط – يوحنا المعمدان ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص- البابا بطرس خاتم الشهداء كان لا يجلس على كرسى البطريركيه لانه يرى نفسه غير مستحق – الكبير فيكم فليكن كالاصغر والمدبر مثل الخادم راينا السيد ينحنى ويأخذ عمل احقر العبيد ويغسل أرجل تلاميذه – القديس اوغسطينوس كان حين يطلب عن شعبه يقول اطلب اليك من أجل سادتى عبيدك- كان أبونا بيشوى الله ينيح نفسة ينشىء كنائس فى مناطق قريبه لمنطقة اسبورتنج ويرسل لها خدام ويرسم آباء كهنه وكان دائما يعلن عن كتب ابونا تادرس وابونا لوقا ويعمل خصم عليها ويوزعها فى الاجتماعات ما اجمل ان ننسب الكرامه لغيرنا – راينا الغنى الذى افتقر ليغنينا بفقرة ورينا من يجعل نفسة آخر الجميع لان سيده اوصاه الا يحب المتكئات الاولى وان يجعل نفسه آخر الكل ان اقسى عبوديه هى عبودية الانسان لذاته – رأينا هيرودس الذى يريد ان يقتل جميع الأطفال ويقتل أقرباؤة وعظماء المدينه حتى لا يخلفه ملك وراينا السيد القدوس البار وهو يموت من اجل حياة الأثمة جوهر الحياة المسيحية هى الحياة فى المسيح يسوع فتبدأ حياة المسيح تعمل فينا ( لكى تظهر حياة يسوع فيكم ) وهنا يبدأ التغيير فى الجوهر الداخلى الاهتمامات والتفكير ويعمل المسيح واحيا لا انا بل المسيح يحيا فى ويبدأ الإتضاع الحقيقى
حيل جديدة للحية القديمة
﴿ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ . فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ . فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ . وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا . فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ لَنْ تَمُوتَا . بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ . فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ . فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ ﴾ ( تك 3 : 1 – 6 ) مِنْ ألقاب عدو الخير المشهورة ” الحيَّة القديمة “ إشارة لدخول الشيطان في الحيَّة في جنة عدن واحتياله على حوَّاء بالمكر والكلام المعسُول .. مكتوب عنها ﴿ وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ ﴾ .. الحيَّة التي داخلها الشيطان صوَّرت الكلام وذَوَّقِت الكلام .. ﴿ فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ لَنْ تَمُوتَا . بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ﴾ .. مش بس ذَوَّقِت الكلام وكمان ذَوَّقِت الثمرة التي كانت حوَّاء تراها كل يوم .. في هذا اليوم ﴿ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ﴾ الشيطان ” الحيَّة القديمة “ خدَّاع ومكَّار .. ورغم أنَّ لقبه ” الحيَّة القديمة “ لكنه يُطوِر نفسه ويُجدِّد في وسائله ويخترِع طُرُق جديدة كل يوم مُحاولاً خِداع السُّلماء ما أكثر خِداعات إبليس في هذا العصر .. إنه ﴿ رئيس العالم ﴾ ( يو 12 : 31 ) ( من جهة الإغواء والخِداع والتَّضليل والغِش ) ولكن ما أجمل قول الرب يسوع عن نفسه وهو لِسان حال أولاده الأُمناء الحُكماء ﴿ رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء ﴾( يو 14 : 30 ) .. علينا كأولاد الله أن نفطِن لِخِداع الشيطان ونعرف أفكاره لِنتجنب السقوط في فِخاخه .. ونقول مع القديس بولس الرسول ﴿ لئلاَّ يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكارهُ ﴾ ( 2كو 2 : 11 ) الشيطان انهارده له أساليب جديدة ومُتغيرة ومُلتوية وتحت مُسميات مُختلفة ليخدع أولاد الله .. ولكن أولاد الله الحُكماء والمُرشَدين بالروح القدس والمُسلحين بخبرة الكنيسة وسِيَر قديسيها قادِرُون أن يحموا أنفسهم ويحموا أولادهم من حِيَل العدو مِنْ الضربات الجديدة أو الحِيَل المُستحدثة لعدو الخيرمثلاً :-
كيف نتغلب على الفتور الروحى فى فترة الخماسين المقدسة
من رسالة مُعلمنا بولس الرسول إلى أهل كورونثوس الأولى إصحاح15 عدد 2 بركاته على جميعنا آمين " فإننى سلمت لكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا إن المسيح مات من أجل خطايانا بحسب الكُتب و إنه دُفن و إنه قام فى اليوم الثالث حسب الكُتب و إنه ظهر لصفا ثم للاثنى عشر و بعد ذلك ظهر دُفعة واحدة لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى إلى الآن و لكن بعضهم قد رقضوا و بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين و آخر الكُل كأنه للسقط ظهر لى أنا أصغر الرُسل و لست أهلا لأن أدعى رسولا لأنى اضطهدت كنيسة الله " نعمة الله فتحل عليكم جميعا يا أبائى و اخوتى آمين.كل سنة و أنتوا طيبين , نحن نعيش الأن فى فترة أفراح القيامة و فى الحقيقة أحيانا كثيرة تُصبح فترة القيامة بدلا من التمتع بالمسيح القائم إلى فترة فتور روحى و كثيرا ما نقول " غين أيام الصوم الكبير , إين أيام البصخة و اسبوع الآلام , فنحن الآن , الصلاة قليلة و بالطبع لا يوجد صوم و لا يوجد ميطانيات فالحكاية يوجد فيها شئ من الإستهتار أو الرخاوة , نُريد أن تكلم مع بعض عن كيف نُعالج الفتور الروحى أثناء فترة الخماسين و كيف فترة الخماسين تكون فترة نمو روحى و ليس فترة كسل روحى فى الحقيقة يا أحبائى الخماسين مش معناها ناس خلاص لايصوموا ولا يعملوا مطانيات ولا يندموا على خطاياهم ولا يقرعوا على صدورهم ولا يتذللوا ولا ينسحقوا امام الله هذا فكر ممكن يكون فيه شىء من الخطا طب امال ليه الكنيسه بتقولنا متعملوش مطانيات و ليه الكنيسه بتقولنا متصوموش فى فتره الخماسين , اقوللك ان المقصود من الخماسين ان انسان قام مع الله فلما انسان قام مع المسيح تبدلت طبيعته وتبدلت اهتماماته وتبدلت ايضا طبيعه الحياه اللى بيعشها طبيعه الحياه اللى بيعشها اصبحت طبيعه سماويه وطبيعه الجسد بتاعه اصبح جسد سماوى واصبحت اهتماماته اهتمامات روحيه ومن هنا الكنيسه بتقوللك بما ان جسدك تبدل و طبيعتك تبدلت و اهتماماتك تبدلت فالمفروض انك مش بتصوم ولا بتعمل ميطانيات يباى فكره ان مفيش صوم ولاميطانيات ولا تذلل امام الله فى فتره الخماسين مبنيه على فكره تبديل الطبيعه اللى احنا فيها دلوقتى مبنيه على فكره ان انسان قام من الاموات فتبدل جسده وتبدلت سيرته وصار فى السماء فالخماسين هى فتره حياه سماويه وبما ان نحن فى فتره حياه سماويه فابتدى اهتمامنا يكون بالاكل والشرب ومش الحاجات اللى كنا مهتمين بيها قبل كده معلمنا بولس الرسول فى رسالته الى اهل روميه اصحاح 14 يقوللك " لان ملكوت الله ليس اكلا وشربا بل بر وفرح وسلام فى الروح القدس " يعنى حكايه الاكل و الشرب مش مهمه ومن هنا بتبص تلاقى الانسان تقدر تقول كان ماشى بقانون فى الصوم الكبير وفى الخماسين ابتدى يسمو على مستوى القانون فالخماسين هى فتره حياه سماويه . ايه هى الحياه السماويه ؟ الحياه السماويه يعنى تسبيح يعنى وجود دائم فى حضره الله , الحياه السماويه يعنى سجود دائم فى حضره الله تخيل ان احنا بنختذل الفتره دى فى اكل وشرب بس وادى الخماسين بالنسبه لنا بس و فى الآخر تقول الكنيسة هى التى قالت لما هذا , لكن فى الحقيقة الكنيسة تقول لك " عيش حياة سماوية " ليس فقط أن تأكل و تشرب , لا . هو أكل و شُرب بدون تسبيح أو بدون سجود لله و لهذايا أحبائى , الخماسين فُرصة للنمو , فُرصة لمذاقة حياة مع ربنا يسوع المسيح بمعنى جديد , أريدك ان تتخيل معى إنك عشت مع المسيح قبلما يقوم و عشت معه بعدما قام , اية حياه أجمل ؟؟. الكلام الذى يقوله لك قبلما يقوم والذى يقوله لك بعدما قام , فيقولوا إن قيامة المسيح أعطت قيامة و قوة لكل أفعاله السابقة لقيامته , كلما التلاميذ يُنشرواكلامه و يقولواعنه إنه مات و قام فالكلام الذى يُقال كلام مُصدق , لأن صار موته و قيامته هو أكبر دليل على ألوهيته و قيامته , فالقيامة تعبير عن فرحة و غير معقول إن الإنسان يُعبر عن فرحه بطريقة جسدية فقط , فالكنيسة تقول لك من ضمن الأمشياء التى أحاول أن أصلها لك بإنك رجل فرحان و ارتفعت فوق مستوى الزمن و الجسد و الحسيات , فتقول لك " عيش 50 يوم فرحان و كل فطارى و الأيام كُلها تكون أنت ارتفعت فوق مُستواها". فتقول أنت اليوم الأربع أو الجمعة , هل أكل صيامى ؟؟ تقول لك الكنيسة , لا , لأنك ارتفعت فةق الزمن و لم تُصبح تحت قانون , لماذا؟؟ ليس لتأكل و تشرب فقط بل لأنك بالحقيقة صرت تحيا كأنك فى الدهر الآتى , فهذة فترة الخماسين , فرح , بهجة , مسرة , إنشغال بالمسيح القائم من بين الأموات , فأصبح الإنسان يا أحبائى ملهى بفرحه السماوى و أصبح ضابط لنفسه و ضابط لجسده و ضابط لأفكاره و ضابط لغرائزه و لهذا حذارى يا أحبائى إننا نعتبر إن الجهاد الروحى لُغى بالصوم الكبيرو نبدأ فى عصر الرخاوة , أبدا الحكاية فقط هو إختلاف طريقة الجهاد , الجهاد الآن إنك تجاهد بإنك من سُكان السماء فيليق بك السجود لله و لكن قبل ذلك كُنت تسجد سجود التذلل و لكن الآن تسجُد سجود الشُكر و العرفان ,سجود التمجيد لله . فهل تعتقد أنت بعد القيامة , لا يوجد سجود يعنى خلاص , نقول خلاص فرصة , هم يقولوا لنا لا تعملوا ميطانيات لأنها خطأ فى الخماسين فالواحد يكسل حتى سجدة واحدة , كيف هذا ؟؟ فالمريمات عندما رأوا القيامة , يقول لك " و سجدتا له ". توما الرسول عندما رأى و عاين القيامة وقال له " هات اصبعك و يدك" فيقول لك :" و سجد له ". فسفر الرؤيا الذى يُعبر عن الحياة السماوية كل شوية يُكلمهم و يقول عنهم " يخرون و يسجدون ", فيقول يوحنا :" و لما رأيته سقط تحت ركبتيه كميت" , أكثر من 12 مرة تجد فيها سجود فى سفر الرؤية و لكنها حية سماوية , فالسجود هُنا لا يُعنى تذلل , لا .هذا سجود توقير و إعطاء مجد لله , فالمسيح القائم يستحق مننا إننا نُسجد لعظمته و لمجده و إننا نُباركه و نُسبحه . و لهذا يا أحبائى الخماسين هى فترة صعبة جدا بالنسبة للناس الذين ينسوا الحُريات , تخيل أنت عندما يجلس الواحد 50 يوم فى هذة الرخاوة و بعد ذلك نقول لك , هيا بنا لنصوم صوم الرُسل , فنقول ياااه صوم الرُسل و لهذا تجد ناس كثيرة تُكسل على صوم الرُسل , او تُدخله غير مُهيأة روحيا تماما , يقول لك " صوم الرُسل مر علينا و لم نحس بشئ و لم نعمل شئ", لأنك أساسا الفترة التى تسبق هذة قضيت فترة فى تهاون و فتور روحى , لأنك بدأت تُعلم جسدك من جديد و تُعطى له كل شئ يطلبه , تخيلوا معايا يا أحبائى إننا فى فترة الصوم الكبير عملنا تهذيب لأجسادنا و ترويض لها و إرتقاء لها , فعندما رقناه و روضناه تبدلت طبيعته و عندما عاش فى فترة الخماسين , عاش فى فترة كأنه يحيا فى السماء , تخيلوا معنا إذا أحضرنا أسد و حبسناه فترة , فعندما يخرج من القفص , هل سيخرُج أكثر شراسة من البداية ؟؟ نعم , لأننا حرمناه فترة , كبتناه فترة فبعد ذلك عندما سيخُرج بالتأكيد سيأكل أى أحد يراه , فكانوا أحيانا يعملوا هذا عندما يُعذبوا أبائنا الشُهداء , فكان يوجد واحد اسمه البابا زاخارياس , مرة انزلزه إلى السبتع , فالسباع لم تأتى بجانبه ,فقالوا ما هذا ؟؟ يظهر إن السباع كانت أكله , فمن المُفترض أن نُجوعهم و بعد ذلك نُنزلهم , فعندما جوعوهم و أنزلزهم , أيضا لم يفعلوا شئ , ففكرة إنهم يجوعوا حتى يكون محتاج جدا و يكون مُشتاق إلى اى شئ يأكله , إياك أن تعتقد إننا فى الصوم الكبير نفعل هكذا فى أجسادنا , نجوعها جدا و نقزل لها , لأ لأ لأ و بعد ذلك نقول له "حاضر حاضر حاضر" فالأباء القديسون يقولوا " الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته , سيكون جسدانى فى روحياته "" الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته "ماذا تُعنى هذا ؟؟ أى عندما يأكل يأكل بروحانية و بعفة حتى و إذا كان أكل فطارى, من الذى قال إننا الآن بما إننا صائمين لا نأكل بعفة و لا نعيش العفة " سيكون جسدانى بروحياته " أى يعمل كل الأعمال الروحية بجسده أى على مستوى الجسد , يقف يُصلى بجسده فقط , إين قلبه و إين عقله ؟؟ ليسا بموجودين , يعمل جسد جديد , يعمل عمل أى عمل روحانى يعمله بجسده فقط , يقضى واجب و خلاص . و لهذا يا أحبائى فكرة الصوم الكبير هى فكرة لتهذيب الجسد فبدأنا نجنى هذة الثمار فى فترة الخماسين المُقدسة و لهذ يليق جداإننا نسجد فى الخماسين , نُسجد سجود الخضوع لله و إعطاء المجد لله و التقديس لله , فالسجود أنواع فتجدوا الكنيسة حتى و نحن نحضر قُداس فى الصوم الكبير يقولوا " اسجدوا لله فى خوف و رعدة " و يقول لك " احنوا رؤوسكم للرب ". ففى إحناء الرأس و فى أحناء الرُكب و فى السجود و السجود أنواع ففى إعطاء المجد لله و فى التذللو الإنسحاق أمام الله , من الممكن أن يكون سجود التذلل و الإنسحاق أمام الله فى الصوم الكبير و لكن الآن نُسجُد لأجل مجد الله , فمعنى إننا و نحن فى فترة الصوم , عندما نقول " قدوس قدوس " لا ننحنى لأننا فى الخماسين , بل بالعكس , نحن نُريد أن نُعطى له المجد بالأكثر لأنه ذُبح و اشترانا من كل أمة ومن كل قبيلة , قال لك " الذى تجسو له كل رُكبة ما فى السماء و ما على الأرض و ما تحت الأرض و به يعترف كل لسان لمجد الله". فأصبخ يا أحبائى الخماسين , لا يليق بها أبدا أن تكون فترة للإستهتار و لكن هذا إنسان وصل إلى قمة إشتياقاته الروحية , إنسان يجنى ثمار تعبه و اشترك فى آلامه المُخلصة و المُحيية , فبدأت القيامة تتم فى حياته , فتبدل جسده و تبدلت هيأته و تبدل مكانه و أصبح من سُكان السماء . و لهذا نستطيع أن نقول إن الخماسين هى قمة السُلوك الروحى فالكنيسة تعتبر إن الإنسان فى فترة الخماسين تحرر من قيود الجسد و من رغباته و من لزعاته و بدأ يعيش فوق مستوى إحتياجات الجسد و لهذا أستطيع أن أقول لك " إنه أنسان يُقدم للمسيح كل إشتياقاتع و كل قلبه ". واحد من الآباء القديسين ذهب ليشتكى نفسه أمام أب إعترافه و قال له " إذا سمحت اعطى لى قانون صوم و ميطانيات فى فترة الخماسين" فقال له أبوه " لماذا ؟" فقال له :"فى الحقيقة هُناك أفكار كثيرة تُحارنى و شهوات تُقاتلنى , فانا لم أقم و طالما أنا لم اقم فمن المفروض إننى أسلك حسب الإنسان الذى مازال لم يقم . من الممكن أن نذهب إلى اب اعترفنا و نقول له " أنا اتى لى فترة فتور فى الخماسين , ارجوك اعطينى فيها قانون و لو بسيط ". من الممكن الإنسان يتفق مع أب اعترافه على ميطانيات و على أصوام حتى و إن كُنا فى فترة الخماسين لئلا الإنسان يتعلم التهاون فى فترة الخماسين و يجد نفسه لا يستطيع أن يُمارس أى عمل روحى لدرجة إن هذا القديس الذى أقول لكوا عنه ابوه يقول له " يا ابنى نحن كُلنا فاطرين و أنت بمُفردك ستصوم فى وسطنا سيكون هذا صعب و صعب إنك تشذ على إخواتك " فقال له ابنه فى الإعتلااف " ليس لى أن آكل من طعام غخوتى مادمت مُصرا على أفعال البهائم ". طالما أنا مازال جسدى لم يقم و مازال مُرتبط بالعالم فأنا من المُفترض أن أخذ قانون و اتعب و اجاهد . أقول لك:" من الممكن الإنسان أن يعيش الضبط فى فترة الخماسين؟؟" نعم من الممكن و من المفترض أن يعيش ضبط أكثر لأن الإنسان الذى كان يعيش بقانون الآن نحن رفعناه فوق مُستوى القانون و بدأنا نقول له " أنت الآن لم تُصبح لديك أحد يحكم عليم , و لم نُعط لك لسته لأشياء لا تفعلها لأنك ارتقيت لمستوى أعلى من هذا , فنحن فى البداية كُنا نُعاملك كأنك طفل و عندما كُنت تعمل الخطأ نضربك و لكن عندما كبرت , لم يُصبح هناك أحد يقول لك " ما الذى تعمله و لا يوجد أحد يسأله عن شئ" . لأنهم عرفوا إنه كبير و من المُفترض و هو كبير يسلك كإنسان ناضج و هذا هو سلوك الإنسان فى فترة الخماسين , و يسلك كإنسان قائم مع المسيح , القائم يتمتع معه , يُقدم فى سجوده مشاعر مجد و مشاعر حُب لربنا . و لكن كيف هذا الكلام ينتقل لحياتنا عمليا , أقول لك " هُناك 3 أشياء مُهمين جدا أقول لك " إن القيامة تُنقل لنا عمليا من يوم ما نولد بالمعمودية , فربنا يسوع لم نسمح إننا نقوم و نحن موتى , فما قيمة قيامة المسيح و أولاده أموات , ما قيمة إن رجل يكون غنى و عنده فلوس كثيرة جدا و أولاده فقراء , ما قيمة إن رجل عايش فى قصر و لكن أولاده عايشين فى عشش , ما قيمة إن قائد قوى و لكن جيشه مهزوم , ما قيمة إن المسيح قام و لكن نحن أموات , هو لم يقم ليجعلنا نحن نقوم , نحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , لأنه هو رئيس الحياه , فنحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , فنحن المحتلجين إلى القيامة , نقل لنا القيامة , فيقول لنا عيشوها و ظاعطاها لنا و نحن صُغار و نغطس فى جُرن المعمودية نُدفن و نقوم . أى الجاسين أمامى الآن , قاموا أم سيقوموا ؟؟ لا هم قاموا , قاموا مع المسيح و ماتوا مع المسيح و لأنهم قاموا مع المسيح فيجب أن يحيوا حياة المسيح , فالكنيسة تُنقل لنا أفراح القيامة عمليا و نحن أطفال و تُعيشنا القيامة فعلا , و هل يوجد شئ آخر يُثبتنى فى القيامة ؟؟ , فأنا الآن كيف أعيش القيامة الآن ؟؟ أقول لك " أجمل صورة للقيامة هى التوبة"
التوبة : لا يوجد أجمل من التوبة للقيامة , تُريد أن تعيش فرحة القيامة , عيش فرح التوبة , يقول:" مُبارك و مُقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ". ما هى القيامة الأولى , هى " التوبة " و لهذا أطلب من ربنا إنك تقوم من ضعف مُعين , تقوم من ذله من سقطة و من سُلطان عدو الخير , تقوم من شئ أهانك أو أذلك , و بدأت تُفك من قيودها الشديدة , فبدأت يُدخل لك فرحة أكثر من فرحة الفردوس , لماذا ؟؟ لأنك تقوم , التوبة عى القيامة " احيانا يوجد بعض الكنائس و حتى الآن عندما ياتوا يعملوا دورة القيامة , يضعوا فى دورة القيامة تقريبا كل الأيقونات التى توجد فى الكنيسة , فيضعوا 3 فئات , يضعوا كل الشُهداءو كل القديسين التائبين و يضعوا كل النُساك وكل العُباد , فتقول لى " ما علاقة الشهداء بالقيامة؟؟" أقول لك:" هل يوجد أجمل من الشهيد و القيامة ؟" فالشهيد أثبت القيامة عمليا و عاش القيامة فعليا و طبق القيامة فى حياته و صدق القيامة و عاشها و لم يخافالموت و لم يهابه , رغم كل العذبات التى تعرض لها , فالشهيد أجمل أيقونة للقيامة . هل تُريد أن تُحقق القيامة و تفرح بها عاشر الشُهداء , شوفمارمرقس و ما الذى حصل له " لم يترجع " لأنه كان عايش القيامة الفعليه . فشهادتى أوصلتنى حتى الموت , أكون أن بالفعل عايش القيامة . يقول لك " عُذبوا و لم يقبلوا النجاة " لماذا ؟؟ لكى ينالوا قيامة أفضل , ما هذا ؟؟ هذة هى القيامة , هذة هى صورة القيامة الحية , الشُهداء . واحد مثل مارجرجس 7 سنين يتعذب و لم يقبل النجاه, لماذا ؟؟ لأن القيامة أمام عينه , غلبة الموت أمام عينه , هل تُريدوا أن تميتونى ؟؟ أميتونى , عجلوا بأمرى , أنا مُستعد إننى أموت , لكن أنت ما الذى يجعلك تُريد أن تموت ؟؟ أقول لك "لأنه هُناك حياه أخرى أن فى أنتظارها لأن المسيح بموته و قيامته , أعطى لى نُصرة على الموت , فانا لا أخاف من الموت , انا علمت إن الموت هو الخطوة التى تجعلنى اربح ملكوت السماوات , فلم يُصبح للموت تأثير على من رُعب أو من خوف أو من قلق أو نهايتى و أصبح الموت هو بداية لتعلقى و اقترابى بالمسيح "و الذى جرأنى على هذا, هو قيامته
1) الشهداء
2) التائبين : يا سلام عندما تضع فى دورة القيامة صورة لواحد مثل الأنبا موسى القوى, او واحد مثل القديس أغسطينوس , مريم المصرية , ما هذا ؟؟ أقول لك أجمل تعبير عن القيامة هم "التائبين " قاموا و غلبوا رغم شدة سُلطان الخطايا , رغم شدة رباطاتها و وسقطاتها العنيفة إلا إنهم تحرروا منها و قاموا , غلبوا الظُلمة و غلبوا الحجر و غلبوا الموت و الحُراس و الظروف , فهؤلاء هم التائبين , و نحن ايضا عندما نتوب , يكون لنا أيقونة جميلة للقيامة , التوبة أجمل شئ يُعطى لك مشاعر القيامة فعلية . تُريدأن تشعر بالقيامة , قدم توبة فعلية و تُفك من الخطايا و تبدأ تشعر بإنك تقوم بالفعل , هُناك فرق يا أحبائى إننا نكون فرحانين الآن لأن المسيح قام و فرق بإننا فرحانين لأننا قمنا معه , لا يكفى أبدا بإننا نكون فرحانين لأن المسيح قام لأن لا قيمة لقيامة المسيح بدون قيامتنا نحن , نحن نقول له "لأنك انت هو قيامتنا كُلنا " و أقامنا معه . تُريد أن تتمتع بقيامة المسيح , تكون أنت أيضا قائم , تكون أنت بقوة قيامته غالب , مُعلمنا بولس يقول لك :" عالمين إن الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحن بيسوع " فسنقوم به هو , هو الذى سيُقيمنا , يقول لك: " هات يدك و تعالى معى " .تقول له و لكنى لا أستطيع, يقول لك فقط امسك فى يدى و أنت ستقوم معى , لا تخف "أنا سأقيمك و سأرفعك" هذا الذى يجعلنا نعيش القيامة و الخماسين و نحن فى بهجة , هذا الذى يجعلنا فى حالة من النشوة الروحية و نحن فى الخماسين . قديس من قديسين كان يعيش على مدار السنة و يوجد إشراقه فى وجهه جميلة جدا اسمه سيرافيم سيروفسكو و كل الذى يراه يقول له " كم إن وجهك جميل حقا , انا آتى فقط أحب أن أرى وجهك , ما سر الفرحة التى بداخلك "فيقول لهم :" يا لفرحى إن المسيح قام". يا لفرحنا يا أحبائى بقيامة المسيح و يا لفرحنا بالأكثر بقيامتنا مع المسيح , القديسون قاموا و انتصروا و غلبوا . شئ آخر يُعطينا أيضا قيامة فعلية . التناول
3) التناول :هل يوجد شئ يُسندنى و يًقيمنى أكثر من إتحادى بالجسد المُحى , فهو اسمه الجسد المُحى , فلماذا يُسمى بالجسد المُحى ؟؟ لأنه يُحيى , أنا ميت و عندما أتناول جيسه يدخل داخلى و يتحد الموت بالحياه , فمن الذى يغلب الموت أم الحياه؟؟ الحياه تغلب , فآخذ الجسد المُحى و يدخل داخلى و موتى يُحيه . مثلما بالضبط إذا كان البيت عندك ظُلمة , فتفتح جُزأ صغير من الشُباك , فالنور يغلب الظلمة و الظلمة تخرج , ما الذى حدث , النور بدد الظلمة , الحياه غلبت الموت , يقول لك :" ابتلع الموت إلى غلبة ". الجسد المحى يا أحبائى هذا هو الذى يجعلنا نتمتع بشركة قيامته المُقدسة . تُريد أن تعيش فرحة القيامة فعلا , تناول كثيرا . أنا أريد أن أقول لك , إننا كُنا فى الصوم الكبير نُحب أن نحضر قُداس تقريبا كل يوم , أقول لك :" لا تقٌلل القُداسات فى الخماسين " . فقُداسات الخماسين لها مذاق خاص . يكفى فقطإنك تحضر ألحان القيامة و تهتف "اخرستوس انيستى " أو تحضر دورة القيامة .هل أنت تعتقد ما الذى تُعنيه دورة القيامة؟ . هذة عبارة عن ظهورات المسيح التى استمرت لمدة اربعين يوم و يُثبت بها الكنيسة و يُؤكد على حقيقة قيامته و يجلسمع تلاميذه و كأن المسيح القائم من بين الأموات أتى لك أنت و يقول لك :" تعالى و المسنى ", كأنه يضع يده على كتفك و يُعاتبك مع بُطرس , كأنه يقول لك مع توما " هات يدك ", كأنه يقول لك , أنت لا تُصدق قيامتى , أنا قمت و تعالى و شاهدنى , هذة هى دورة القيامة و لهذا هى تستمر 40 يوم فقط و لكن ال10 أيام التى بعد الصعود نعملها داخل الهيكل فقط لأنه خلاص أصبح فى السماء . فطالما هو فى القيامة الآن , معروض علىّ إننى أتى و ارى المسيح القائم . تخيل أنت معى الندم الذى حدث لمُعلمنا توما عندما علم إن المسيح ظهر للتلاميذ و هو لم يكُن معهم , هذا يُعبر عن أى واحد مننا غاب فى قداس من قداسات القيامة . المسيحيأتى فى قداسات القيامة حتى نتلامس معه و نراه حيا قائما مُفتقد لضعفتنا, ساندا لنا غافرا لنا مُجددا عهوده معنا , كل هذا فىفترة الخماسين المُقدسة , فبعد كلهذا هل تفوت قُداس الخماسين ؟! لا يُفوت.القديس يوحنا ذهبى الفم له عبارة رائعة يقول:" حياة المسيحى كلها محصورة بين قُداسين , قُداس حضره و قُداس سيحضره ". حضرنا قُداس اليوم و الغد إنشاء الله نُريد أن نحضر قُداس , فحياتنا تُصبح محصورةبين قُداس حضرناه و قُداس سنحضره , فنحن نكون فى حالة الرغبة السمائية المرفوعة بإستمرار , فما الذى يسندنا غير هذا ! و لهذ أستطيع ان أقول لك إن المسيح حصر نفسهبين إنه يُعطينا جسده و دمه و فى أول عندما قام كسر الخُبز , آخر حاجة عملها المسيح فى حياته قبلما قبض عليه , كسر الخُبز و أعطى التلاميذ و أول ما قام كسر الخُبز و أعطى لتلميذى عمواس , فإفتقاد تلميذى عمواس كان قُداس صغير , لماذى ؟؟ لأنه سائر بجانبهم و هم لا يروه و بعد ذلك بدأ يشرح لهم الكُتب و بعد ذلك قلبهم التهب فيهم و بعد ذلك كسرالخُبز فإنفتحت أعينهم و عرفاه , فهذا هو القُداس , فى صلاة باكر و فى صلاة عشية يقول لك , هذا المسيح المُحتجب , نحن لا نستطيع ان نراه , موجود و لن لا نستطيع أن نراه , فيقول لنا خلاص أنا سأظهر لكم بطريقة أخرى , و سأوضح لكم بها الأمور , فواضح إنكم لا تقدروا أن تفهموا بسهولة , فنقول له " اشرح لنا " فيقول لنا :" أنا سأكلمكم بطريقة جديدة من خلال الكلمة , فيقرأول لنا فصل من البولس و الإبركسيس و الكاثليكون و المزمزو و الإنجيل , فهذة طريقة جديدة يُظهر لنا بها نفسه مثلما شرح لتلميذى عمواس للأمور المُختصة به فى موسى و جميع الأنبياء و بعد ذلك كسر الخُبز فإنفتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القداس و كأنه فيه صلاة باكر و كأنه فيه قداس الموعوظين و قداس المؤمنين و أخذنا الجسد و الخُبز و فُتحت عيوننا و تناولنا , حال مُختلف تماما من دوخانا و بعد خروجنا ,فى البداية أمسكت أعينهما و بعد ذلك فُتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القُداس , الذى يجعلنا نثبت فى فعل القيامة فى حياتنا حضور القداسات و نعيث التوبة الفعلية , الذى يجعلنى اشعر إن القيامة بالنسبة لى حدث يخُصنى أنا إننى أشعر إن القيامة تهمنى انا و أنا حالى تبدل بالقيامة , و لهذا يا احبائى جميل إن الإنسان يعيش فترة القيامة فى فترة فرح روحى , فى فترة حياته تبدلت فيها إهتماماته , فى فترة أرقى مما كان , طريقة أصبحت سماوية بالأكثر و روحية بالأكثر و أصبحت فيها حضرة الله و فيها وجود الله و فى رعية الله و نقول له :"ألم يكُن قلبنا مٌلتهبا فينا إذا كان هو يُكلمنا " هذا هو الكلام الذى يدخل إلى القلب و تشعر إنك فى حياه جديدة و تُفتح عينيك و تعلم . و لهذا أستطيع أن اقول لك إن فى فترة الخماسين إذا كنت تعيش فيها بتوبة و تسبيح و تمجيد لربنا و الإتحاد بالجسد المُحى الذى يُحيك و يُعطيك طعم القيامة فى حياتك , فترة تمسك بها و تقول :" أنا لا أريدها أن تضيع منى أبدا" و كأنك نفسك أن تقول لله أنا يا رب نفيى أن اعيش فى الخماسين دائما ليس لأننى أريد أن اكل واشرب , لا . أنا نفسى اشعر إننى بإستمرار فرحان بك , بإستمرار قائم معك واشعر إن طبيعتى تبدلت و تغيرت و يومى تع=غير لأنى دخلت معك فى زمن الأبدية , اسجد لك و اعبدك و اسبحك لأنك نقلتنى من موت إلى حياه , لأنك نقلتنى من شك إلى يقين , لأنك بددت خوفى " فخذوا بالكوا الفصل الذى قرأناه , مُعلمنا بولس الرسول جلس يُعدد ظهورات المسيح و فى النهاية قال و ظهر لى انا . آخر شئ أريد أن أقوله لك اليوم , تُريد أن تشعر إن الخماسين ملكك و إنها اجمل فترة فى السنة كلها .
4)أشعر إنه ظهر لى انا أيضا : إن القيامة تكون مُعلنة فى حياتك و إن المسيحيكون اتى إليك , خُذ بالك يقولوا تقريبا هورات ربنا يسوع بعد القيامة كانت 11 مرة , ظهر للمريمتين مرة التى فيها " سجدتا له و امسكتا بقدميه "و مرة لمريم المجدلية بمفردها و قال لها " اعلما اخوتى ان يذهبوا إلى الجليل هُناك يروننى" ومرة للتلاميذ و هم مُجتمعين فى الجليل و مرة لتلميذى عمواس و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقة بدون توما و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقةو هم مع توما و بعد ذلك ظهر ل7 تلاميذ على بحر طبرية و ظهرمرة ليعقوب و ظهر مرة لصفا و ظهر مرة لأكثر من 500 اخ " التى قال عنها مُعلمنا بولس الرسول" " لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى حتى الآن " و آخر مرة التى ظهر لها للتلاميذ و هم على جبل الزيتون فبل صعوده .يجب أن أشعر إننى داخل المجموعة التى ظهر لها المسيح , أنا واحد منهم , أما أنا مع المريمات اللاتى لهم أشواق كثيرة للمسيح و أما أنا مع التلاميذ و إن كُنت ضعيف بعض الشئ و تراجعت كثيرا , أما أنا مع تلميذى عمواس , شكاك و عينى مُغلقة و بعدت عن طريق القيامة و عائد ثانى إلى بلدى لكن هو بحنانه أتى إلىّ و يقترب منى و يُعلمنى و يزل باله علىو سوف لا يتركنى إلا و عينى مفتوحة , أما انا مع العشر تلاميذ الذين كانوا فى العليقة و الأبواب مُغلقة و فى حالة من الخوف و الجُبن , فى حالة من الشك و فى حالة من القلق , المسيح أيضا سيأتى و يفتقد حياتى و يملأنى بالسلام و الذى انا قيامتك و أتى ليُعلن لى نقسه رغم إننى لا أستحق و إن كُنت تركته هو سوف لا يتركنى حتى توما مع شكه اتى له مرة مخصوص , فلا يقول خلاص ," العشرة من الممكن أن يقولوا له و يحكوا له ويقولوا له إننا رأيناه " يقول :" لا هذا ليس كافى ". يجب أن أظهر له هو بنفسه , لأنه سيذهب ليُكرز بعد ذلك , هل سيذهب و يقول لهم " هم الذين قالوا لى إنه قام ", هذا لاينفع , يجب أن يكون هو بنفسه الذى رأى , يجيب أن يكون رأى , يجب أن يكون تلامس , فتوما الشكاك عندما رأى المسيح يقولوا عنه إنه " سجد و قال :ربى و إلهى ". قديس من القديسين اسمه يعقوب السروجى قال:" هذا هو الشك الذى خرج منه اليقين ". و هل تعتقد إن عندما قال الرب يسوع لتوما " هات يدك وادخله فى جنبى " هل تعتقد إنه وضع يده ؟؟" بالتأكيد لا , لم يستطع ".هو فقط قال له هذا و اراها له و فى النهاية توما سجد و قال :" ربى و إلهى " فشهد بالقيامة . و عندما أتوا بعد ذلك ليعملوا للتلاميذ , أين يسذهب كل واحد فيهم لكى يُكرز ؟؟توما اتى له مكان من أصعب الأماكن فذهب إلى الهند و الصين ليُكرز التى حتى الآن تعبُد النار و البقر , فتخيل معى أيامها ما الذى كانوا يعبدوه ؟؟ فى القرن ال21 يعبدوا البقر و النار , فما الذى كانوا يعبدوه زمان ؟؟, فتخيل أنت عندما يذهبتوما إلى مكان صعب مثل هذا و يقول لهم :"هم قالوا لى إنه قام " لا لا لا فيجب أن يذهب و هو لديه قوة القيامة تكفيه إنه يكرز و لهذا خُذ بالك , كل هؤلاء الرُسل الذين جلسنا نتكلم عليهم و نقول :" يا خوافين , الذين مكستوا فى العليقة و اغلقتوا عليكوا الباب و الذين ذهبتوا و اتى لكم على بحر طبرية , كل هؤلاء ماتوا مُستشهدين إلا يوحنا الرسول أبقى من أجل مُعاينة ملكوت الله و لكن غير هذا كلهم استشهدوا لأن قوة القيامة بدلت حالهم , فتوما فى نهاية كرازته استشهد رميا بالحراب , أى ربطوه فى عامود و معهم كل واحد حربة , ينشن عليه و يضرب و تأتى فى أى جُزأ من جسده و يظل ينزف من كل جُزأ فى جسده حتى مات , طريقة بشعة جدا . فما الذى جعله يستطيع أن يصمت ؟ لأنه ألتصق بالمسيح القائم, فنحن هكذا يا أحبائى , ما الذى يُمتعنا فى هذة الفترة ؟ ما الذى يجعلها فترة إرتقاء و فرح غير عادى ؟؟ إننا تلامسنا مع المسيح القائم رغم كل ضعفتنا , تخيل أنت واحد مثل مٌعلمنا بطرس ,يسوع أتى و قال لهم :" قولوا لإخوتى و لبطرس " و يقف مع بطرس و يُعاتبه و يقول له أريد أن أقول لك شئ , يقول له بطرس :" قُل " فقال له :" أتحبنى يا بطرس " "نعم يا رب أنت تعلم إنى احبك " و ظل يسأله هذا اسؤال 3مرات و كأن الله أتى ليقترب من كل واحد فينا و أتى ليبتدا معه صفحةجديدة و حُب جديد و أتى ليقول لنا " انسى الذى مضى" . أتى لك على بحر طبرية حتى يقول لك " أنت تركتنى و لكن انا سوف لا أتركك ". أنت عُدت ثانى إلى مهنة الصيد , بعد كل الذى رأيته , المُعجزات و التعاليم , راجع ثانى إلى مهنة الصيد , فما الذى حدث لهم ؟؟ ذهب إليهم و تُلاحظ إن ربنا فى رحلة الصيد , تعرف على كثير من التلاميذ أثناء رحلة صيد فاشلة ثم ردهم مرة أخرى إليه أثناء رحلة صيد فاشلة و كأنه يُريد ان يقول لهم . نجاحكم هو أنا , غناكم هو أنا , فرحكم هو أنا , كفايتكم هو أنا , شبعكم هو أنا , إذا بحثت عن خير بعيد عنى سوف لا تجد , تُريد أن تفرح أو تشبع بعيد عنى سوف لا تجد , كم هى جميلة بهجة القيامة!! . أنا رأيته و انا أعرفه مع ال7 تلاميذ , مع تلميذى عمواس , مع المجدلية , مع المريمتان , مع التلاميذ فى العليقة , اخيرا ظهر لى أنا أيضا . فأنت يا مُعلمنا بولس تقول هذا الكلام , ليس أثناء ال40 يوم لظهور المسيح , أقول لك " لا, لا ,لا " ال40 يوم لا ينتهوا , فنحن عائشين فيهم بإستمرار . المسيح لازال يا أحبائى يظهر فينا و يعلن نفسه لينا حتى لا يجعل اى واحد فينا يقول :" أنا لم أرى أو لم أعرف ", هو يُريد أن كل واحد فينا يقول " و ظهر لى أنا أيضا ". انا أيضا رأيته , أنا رأيته فى توبتى و فى قبوله لى و رأيته فى الإنجيل و فى كلمته , هو كلمنى و أنا سمعته , أنا رأيته فى الكنيسة لأنه حاضر فى أسراره , أنا رأيته فى الفقير , أنا رأيته فى الوصية . المسيح القائم ليس ببعيد عنى أبدا , على رأى واحد من القديسين يقول لك :"ليس هو بعيد عنك ذاك الذى تبحث عنه كل أيام حياتك ". يوم ما تحب أن تراه ستراه , هو ليس بعيد , ستجده قريب منك جدا , ربنا يسوع المسيح القائم من الأموات يُعلمنا كيف نُقضى فترة خماسين مُقدسة . فترة سماوية , فرحانين , مرفوعين , نعيشها بالتوبة و نعيشها بالإفخارستية و نعيشها بإننا نكون مُتأكدين إنه ظهر لى أنا أيضا ربنا يُفرحنا بهذة الفترة المُقدسة و يُكمل نقائصنل و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.