العظات

قيمة النفس البشرية

سوف نتكلّم بِنعمِة ربِنا اليوم عَنِ موضوع قيمة النَفْسَ البشريّة مِنَ إِنجيل مُعلّمِنا يوحنا إِصحاح 17 بركاته على جميعنا آمين[ وَهذِهِ هى الحياة الأبديّة : أنْ يعرِفوك أنت الإِله الحقيقِىَّ وَحدك وَيسوع المسيح الّذى أرسلتهُ 0 أنا مجَّدتك على الأرض 0 العمل الّذى أعطيتنِى لأِعمل قَدْ أكملتهُ 0 وَالآن مجَّدنِى أنت أيُّها الآب عِندَ ذاتِك بالمجدِ الّذى كان لِى عِندكَ قبل كون العالمِ أنا أظهرت إِسمك للنَّاس الّذين أعطيتنِى مِنَ العالمِ 0 كانوا لَكَ وَأعطيتهُمْ لِى ، وَقَدْ حفِظوا كلامَكَ 0 لأِنَّ الكلام الّذى أعطيتنِى قَدْ أعطيتهُمْ ، وَهُمْ قبِلوا وَعلِمُوا يقيناً أنِّى خرجتُ مِنْ عِندكَ ، وَآمنُوا أنَّك أنت أرسلتنِى 0 مِنْ أجلِهِمْ أنا أسألُ 0 لستُ أسأل مِنْ أجلِ العالمِ ، بل مِنْ أجلِ الّذين أعطيتنِى لأِنَّهُمْ لَكَ وَكُلُّ ما هُو لِى فهُو لَكَ ، وَما هُو لَكَ فهُو لِى ، وَأنا مُمجَّد فِيهُمْ 0 وَلستُ أنا بعدُ فِى العالمِ ، وَأمّا هؤُلاء فهُمْ فِى العالمِ ، وَأنا آتِى إِليْكَ 0 أيُّها الآبُ القُدُّوس ، إِحفظهُمْ فِى إِسمك الّذين أعطيتنِى ، لِيكونوا واحِداً كَمَا نحنُ 0] فنحنُ كخُدّام لابُد أنْ يكون عِندنا معرِفة دقيقة بقيمة النَفْسَ البشريّة لِكى نعرِف كيف نتعامل معها وَكيف نكسبها وَكيف نربحها وَكيف نخدِمها ، سوف نتكلّم فِى ثلاث نِقاط :- 1- قيمة النَفْسَ أمام الله :- إِنّ النَفْسَ أمام الله ياأحبائِى مُكرّمة جِداً وَغالية جِداً وَهى موضوع حُب وَعِناية الله وَتدبير الله مُنذُ الأبد ، عِندما أحب الله أنْ يخلِق الإِنسان خلقهُ على صورتهُ وَمِثاله فصار الإِنسان يُمثِلّ الله [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ ] ، كُلَّ شىء أخضعته تحت قدميه ، فَلاَ يوجد مخلوق مُكرّم مِثل الإِنسان ، وَ لاَ يوجد مخلوق عِنده نعمة التدبير وَالتفكير وَالإِبتكارمِثل الإِنسان ، فَلاَ يوجد مخلوق يتمتّع بنعمة الخلود مِثل الإِنسان ، فأىّ خليقة أُخرى مُجرّد فنائِها إِنتهت وَلكِن الإِنسان يُخلّد يُبقى إِلَى الأبد ، وَلقد ميّز الله الإِنسان بِعطايا فريدة ، يكفِى أنّ كُلَّ هذِهِ الخليقة صنعها الله مِنَ أجل الإِنسان ، البحر ، السّماء ، النور ، الزرع ، الحيوانات ، الدبّابات ، الزحّفات ، كُلَّ هذا فِى النهاية خلقهُ الله لِيخدِم الإِنسان فما هذا الإِعداد للإِنسان ؟ إِنّ الإِنسان موضِع حُب الله وَموضِع إِشتياق الله حتّى أنّهُ قال أنا [ لذّتِى فِى بنِى آدم ] ، لأنّهُ الخليقة الوحيدة التّى يُمكِن أنْ تتجاوب معِى وَمَعَ عملِى وَمَعَ نعمتِى وَمُمكِن يفهمونِى ، وَهى الخليقة الوحيدة التّى تُسبِّح الله الإِنسان لِذلِك تُقيمنا الكنيسة كنائبين عَنِ الخليقة فِى تسبيح الله فتجِدنا نُسبِّحهُ عَنِ السّماء وَالأرض وَالزروع وَالعُشب وَالنباتات ، وَتجِد الكنيسة تنوب نَفْسَها عَنِ أُمور مُمكِن أنْ نتعجب لها فهى تنوبنا عَنِ البرد وَالجليد وَالصقيع وَاللُجُج لأنّها لاَ تعرِف كيف تُسبِّح الله ، فأُقدِّم أنا تسبحة نيابة عنها أمام الله ، وَالّذى ينوب عَنِ شىء يكون أعظم منهُ ، فعِندما جعلنِى الله نائِب عَنِ الخليقة فهذا لأنّهُ يرانِى أنا فِى عينيهِ أعظم مِنَ باقِى الخليقة [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ وَكُلَّ شىء أخضعت تحت قدميهِ ] بهاء الله ، صورة الله ، مجد الله إِدّخره لِكى يضعهُ فِى الإِنسان وَلَمْ يُرِد الله أنْ يُغيِّر وَيُنوِّع وَيضع عقل عِند فرد وَنُطق عِند ثانِى وَتسبيح عِند الثالِث وَهذا لأنّهُ يُريد أنْ يتمتّع الإِنسان بِكُلَّ صِفات تجعلهُ فِعلاً يكون رأس الخليقة كُلّها وَقَدْ كان وجدنا لذّة لله فِى الإِنسان غير عادية حتّى فِى هلاكه وجد الله يعتنِى بِهِ فِى سقوطه ، فالكِتاب المُقدّس ياأحبائِى كُلّه لاَ يتكلّم عَنِ الله بِقدر ما يتكلّم عَنِ الإِنسان ، فيروِى قصة أبونا إِبراهيم وَمُعاملات الله مَعَ إِبراهيم ، فيُركِّز الكِتاب المُقدّس على إِبراهيم وَيُبرِز لنا إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب وَداوُد وَصموئيل وَشاوِل لِيُبيِّن لنا الإِنسان كإِنسان وَعمل الله معهُ ، فلقد جعل الله البطل الحقيقِى للكِتاب المُقدّس الإِنسان عِندما يعمل مَعَ الله فنجِده يُبرِز أتقياء بشر وَفِى الكِتاب المُقدّس تجِد أنّك تتعلّق بشخصيات الكِتاب المُقدّس رغم أنّ الله هُو الّذى عمل فيهُمْ ، لكِن الله يُريد أنْ يُبرِز لك الإِنسان حينما يتمجِّد وَيُريد أنْ يُظهِر لنا الله كم يمتلِك الإِنسان مِنَ إِمكانيات تقوّى عالية إِنْ تجاوب مَعَ عمل الله فالبطل الحقيقِى فِى الكِتاب المُقدّس ياأحبائِى هُو الله الّذى يتعامل مَعَ الإِنسان أوْ الإِنسان العامِل مَعَ الله ، حتّى حينما سقط وعدهُ بالقيام وَالخلاص وَقال لهُ[ إِنّ نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ] ، وَإِذا كان الإِنسان مرفوض أوْ مُحتقر مِنَ الله ما كان الله أخذ صورة إِنسان فإِنْ كان الله إِعتنى بالإِنسان فِى خليقته فهو أعلن قداسِة الإِنسان وَبِرّه وَثبت تقوّى الإِنسان حينما أتى الله فِى صورة إِنسان ، فعِندما أتى الله فِى صورة إِنسان أعطى قوّة لِكرامِة الإِنسان وَأعطى بهاء للطبيعة البشريّة وَرفعها إِذْ كانت قابِلة للسقوط وَفداها[ وَعظيم هُو سِر التقوّى الله ظهر فِى الجسد ] ، فتحّول جسد الإِنسان إِلَى هيكل وَكأنّ مجد الله وَحلول الله الّذى كان يُمكِن أنْ يحِل فِى الخيمة أوْ فِى هيكل سُليمان إِستبدله الله بِقلبِى وَقال لِى [ أنتُمْ هياكِل الله وَروح الله ساكِن فيكُمْ ] ، فأصبحت أنا الهيكل وَالمذبح مثلما يقول أحد القديسين [ إِنّ نَفْسَ الإِنسان هى هيكل الله وَالقلب هُو المذبح وَالعقل هُو الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، فالنَفْسَ هى الهيكل وَالمذبح هُو القلب وَالهيكل وَالمذبح يحتاجان لكاهِن وَالكاهِن هُو العقل ] يقول القديس باسيليوس : إِنّ نَفْسِى هيكل الله وَقلبِى هُو المذبح وَعقلِى هُو الكاهِن الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، أىّ أنّنِى صِرتُ أكثر قبول وَمجد فِى عين الله مِنَ هيكل سُليمان لأنّ الهيكل حِجارة صامِتة ، لكِن أنا حجر حىّ ، لِذلِك ياأحبائِى فقيمة الإِنسان أمام الله قيمة عالية جِداً ، وَلنُبصِر إِعتناء الله بإِيليا فيقول لهُ : أنا أمرت الغِربان أنْ تعولك ، وَقال لهُ أنْ يذهب لِبلد مُعيّنة وَهُناك أمرت أرملة أنْ تعولك ، فالله يهتم بِهِ فِى أىّ مكان يذهب إِليهِ وَيهتم بأنْ يعوله وَكُلَّ رِسالة حفظها للبشر ، صوت الله كان يصِل للنّاس بأنبياء وَهؤلاء بشر ، وَتقديم الذبائِح كان يتِم عَنِ طريق بشر وَهُم الكهنة ، فإِنْ كان لاَ يليق بِهؤلاء البشر أنْ يتقدّموا لِخدمِة الله ما كان يليق أنْ يجعلهُمْ كهنة وَ لاَ أنبياء وَلكِن الله جعلهُم كهنة وَأنبياء لأنّهُ رأى فيهُمْ صلاح أنْ يقوموا بِهذا العمل لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّهُ أحب خاصتهُ الّذين فِى العالم أحبّهُم إِلَى المُنتهى ] ، وَفِى سِفر إِشعياء النبِى يقول [ هوذا على كفِى نقشتهُ إِنْ نسيت الأُم رضيعها أنا لاَ أنساه ] ، فهؤلاء أولادِى موضِع حُبِى وَرعايتِى وَإِهتمامِى ، فإِذا كانت الأُم تعتنِى بإِبنها فأنا الّذى وضعت فِى قلبِها الحُب أنْ تعتنِى بإِبنها ، فهل الخليقة ستكون أعظم مِنَ خالِقها ؟ وَنرى فِى قصة يونان النبِى إِعتناء الله ، إِعتناء الله بالبحّارة وَإِعتناء الله بيونان ذاته وَتدبير الله سُبُل الخلاص لِكُلَّ أحد ، فِى طِلبة جميلة يُصلّيِها أبونا وَهُو فِى بِداية القُدّاس فيقول لله[ الّذى يفعل كُلَّ شىء فِى كُلَّ أحد ، هُو الساقِى كُلَّ الخليقة مِنَ نعمتِهِ ] ،فكُلَّ إِنسان ياأحبائِى لهُ مكان فِى أحضان الله وَكُلَّ إِنسان لهُ كرامة عِند الله وَموضِع عناية خاصة مِنَ الله ، لِذلِك ياأحبائِى إِنْ أدركنا محبّة الله الفائِقة لنا وَإِذا عرفنا عنايته بِنا كأفراد لأنّ قيمتنا عِنده غالية جِداً لَمْ يهُن علينا أنْ نُهينه وَ لاَ نُغضِبه وَ لاَ نخذِله فعِندما أدرك القديس أوغسطينوس محبّة الله لهُ المحبّة الشخصيّة بدأ يشعُر أنّ عِناية الله وَمحبّتهُ كُلّها مُنصبّة عليه هُو لِدرجِة أنّهُ بدأ يشعُر أنّ الله لاَ يهتم بأحد غيره وَمِنَ بين العِبارات الرائِعة التّى قالها فِى إِعترافاته القديس أُوغسطينوس [ أنت تحتضِن وجودِى وَكأنِّى أنا وحدِى موضوع حُبّك ، تسهر علىّ وَكأنّك نسيت الخليقة كُلّها ، تهبنِى عطاياك وَكأنّهُ لاَ يوجد فِى العالم سِواى ] يجِب أنْ نفهم ياأحبائِى أنّ عِناية الله بِكُلَّ نَفْسَ ليست أقل مِنَ هذا المُستوى ، يقول أحد الآباء القديسين الّذين يُدرِكوا قيمة النَفْسَ جيِّداً[ أنت يا الله ليس عِندك خِسارة إِلاّ هلاكِى ] ، وَكلِمة الخسارة صعب أنْ يقولها الشخص ، فِى مُصطلحات تُطلق على الله لأنّ الله ليس عِنده خِسارة لكِنْ إِنْ قُلنا مجازاً إِنّ عِنده خِسارة فهى هلاكِى فالكارِثة الحقيقيّة هُو هلاك النَفْسَ مثلما يضيع إِبن مِنَ أبيه ، فمهما حدث فِى الخليقة لاَ يُساوِى شىء أمام هلاك النَفْسَ ، لِذلِك تجِد فِى الكِتاب المُقدّس عِبارة [ أنت محبوب الله ] لقد عصى الشعب الله فِى القديم حتّى أنّك وَأنت تقرأ تقول كيف أنّك صامِت على هؤلاء النّاس ، فكيف هؤلاء النّاس الّذين أخرجتهُمْ بِذراعٍ رفيع وَشقّقت لهُم البحر وَأغرقت لهُم فرعون وَمركباته أمام أعيُنهُمْ يسلكون بِعِند وَيعبُدوه وَيتركوه ، فكيف تُبقِى عليهُمْ ؟[ وَلَمْ يشأ أنْ يستأصلهُمْ ] وَيقول إِرميا النبِى [ إِنّهُ مِنَ إِحسانات الرّبّ أنّنا لَمْ نفنى ] ، وَهذا يعنِى أنّنا نستحِق أنْ يفنينا الله وَلكِن مِنَ إِحساناته لأنّنا أولاده وَغاليين عليه فهو لَمْ يفنينا ، وَيقول عزرا الكاهِن[ أنت بار يارب فِى كُلَّ ما قَدْ أتى علىَّ أنت قَدْ جازيتنا أقل مِنَ آثامنا ] ، مِثل الأب الّذى يُعاقِب إِبنه أقل مِنَ حجم الخطأ وَكُلّما كبر الخطأ يُعاقِبهُ أقل مِنَ حجم الخطأ لأنّهُ موضِع حُبّه وَنهِمّه وَلأنّنا صورته لِدرجِة أنّ كُلَّ إِهانة لنا هى إِهانة لله وَكُلَّ كرامة لنا هى كرامة لله وَكُلَّ هزيمة لنا يُهزم الله وَكأنّهُ يُهزم معنا لأنّنا أولاده وَنهِمّه لِذلِك فِى العهد القديم حينما شعروا بالرفض قالوا [ لاَ تُرخِى يدك عَنِ عبيدك ] ، وَداوُد النبِى كان يقول [ قاوِم يارب مُقاومىَّ ] ، وَكأنّك المسئول عَنِ مقاومتِى لأنِّى أهِمك وَإِنْ غُلِبت [ الّذين يُحزِنوننِى يتهلّلون إِنْ أنا زللت ، أمّا أنا فعلى رحمِتك توكّلتُ ] لِذلِك ياأحبائِى فإِنّ سماح الله قَدْ أبقى علينا وَمحبّة الله لنا هى التّى تجعلهُ يُطيل أناته على الجنس البشرِى ، وَرغم عصيان الإِنسان إِلاَّ أنّ الله يُشرِق مراحِم جديدة وَيُشرِق شمس جديدة وَيُعلِن صفحة جديدة وَيُعطِى لنا إِحسانات جديدة مَعَ كُلَّ صباح[ لأنّ مراحِمه جديدة فِى كُلَّ صباح وَعظيم هُو خلاصه ] لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّ السماء تفرح بِخاطىء واحِد يتوب أكثر مِنَ تسعة وَتسعين بار لاَ يحتاجون إِلَى توبة ] ، لأنّ النَفْسَ الواحِدة غالية جِداً وَكريمة جِداً فِى عين الله لأنّها تُمثِلّ اللهيقول القديس يوحنا ذهبِى الفم [ إِنّ التقرُب بنَفْسَ واحِدة أمام الله أكثر كرامة مِنَ التقرُب بِجميع القرابين ] ، أىّ إِذا قُدِّمت نَفْسَ واحِدة لله فإِنّ الله يجِدها أكثر كرامة فِى عينيِهِ مِنَ باقِى القرابين كُلّها 2- تطبيق عملِى فِى خِدمِة يسوع عَنِ قيمة النَفْس وجدنا ربِنا يسوع يهتم بِخلاص كُلَّ أحد وَيهتم بِخلاص كُلَّ نَفْسَ ، وَوجدناه داعِى الكُلَّ للخلاص وَ لاَ يُهمِل أحداً ، فوجدناه يهتم بمستويات مُختلِفة مِنَ تلاميذه وَخُطاه وَعشّارين وَمُقاومين لهُ وَحُكماء وَفلاسِفة وَجميع المُستويات ، وَرأينا أنّ الله يُعطيهُم إِهتمامات خاصّة فكان رجُل جماهير وَرجُل أفراد فنجِد أنّهُ فِى الموعِظة على الجبل لَمْ يكُن قصده أنْ يجمع كُلَّ هؤلاء النّاس ، وَتقرأ فِى إِنجيل متى فنجِد أنّ الله كان يقصِد أنْ يأخُذ التلاميذ وَينفرِد بِهُمْ [ وَلمّا علِمت الجموع تبعوه ] وَجاءوا وراءهُ حتّى أنّنا نرى حادِثة المفلوج الّذى أدخلوه مِنَ سقف البيت إِذْ لَمْ يستطيعوا الدخول وَفِى إِنجيل مُعلّمِنا لوقا البشير يقول [ إِنّهُ حتّى كاد النّاس يدوسوا بعضهُم البعض ] لأنّهُ كان شخصيّة جماهيريّة وَشخصيّة جذّابة محبوبة ، فأينما وُجِد توجد معهُ جموع غفيرة وَقَدْ نقول أنّهُ مادام الله رجُل جماهير فمِنَ الخِسارة أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ أفراد ، وَلكِن لاَ فالله فِى وسط هذا الزحام لاَ ينسى أبداً شخص مِثل زكّا الّذى صعد لأعلى الشجرة كى يراه فقط ، فقال لهُ الله [ أسرِع وَأنزِل لأنّهُ ينبغِى اليوم أنْ أمكُث فِى بيتك ] ، فربِنا يسوع المسيح ياأحبائِى مِنَ أجل حُبّه للنَفْسِ البشريّة عِنده إِستعداد أنْ يتنازل عَنِ كرامته وَعِنده إِستعداد أنْ يكون صاحِب الدعوة لأنّهُ يرى أنّهُ إِنْ إِنتظر أنْ تدعوه فسوف يستغرِق هذا وقت وَهذا يجعل الله يختصِر عليك الزمن [ فأسرع وَنزل وَقبِلهُ فرِحاً ] فوجدنا ربّ المجد يعتنِى بِكُلَّ أحد وَوجدناه يعتنِى بِنيقوديموس المُعلِّم اليهودِى صاحِب المعرِفة وَالفلسفة وَيُحدِّثه بِكُلَّ حُب وَإِتساع وَيُعلِّمه وَيسهر معهُ وَيُبصِر نيقوديموس يتحدّث معهُ بِطريقة عقلانيّة فيتحدّث معهُ عَنِ الميلاد الّذى مِنَ فوق وَنيقوديموس لازال غير فاهِم وَيشرح الله لهُ فالله يهتم بفرد واحِد لأنّهُ يعلم أنّ قيمة الفرد عالية جِداً ، كما وجدنا ربّ المجد يسوع يتعب كثيراً لِكى يذهب لِلقاء إِمرأة واحِدة وَهى المرأة السامريّة وَيتناقش معها وَهى مُغلِقة لقلبِها وَلَمْ تتجاوب مَعَ كلامه فِى البِداية وَقالت لهُ[ أنت يهودِى وَأنا سامريّة وَاليهود لاَ يُعامِلون السامريين ] إِنّ ربِنا يسوع المسيح فرض نَفْسَه على المرأة السامريّة فهو يجِدها غالية ، خِسارة ، إِنّها إِنسانة رائِعة ، إِذا تجاوبت مَعَ عمل النعمة ستأتِى بِثمر كثير ، فبدأ يدخُل معها فِى حديث مَعَ أنّهُ ممنوع أنْ يتحدّث مَعَ سامريّة أوْ أنْ يُحدِّث إِمرأة ، حيثُ أنّ القانون اليهودِى كان يُجرِّم الرجُل الّذى يقِف مَعَ إِمرأة مُنفرِداً وَخصوصاً فِى مكان عام ، كما أنّ المُجتمع اليهودِى كان يُحقِّر أصلاً مِنَ المرأة وَمِنَ شأنها وَمِنَ قيمتها ، لِدرجِة أنّهُ توجد صلاة يقولها الرجُل " أشكُرك يا الله لأنّك لَمْ تخلقنِى إِمرأة " ، وَهذا يُبيِن لنا تفكيرهُم تجاه المرأة ، وَعِندما جاء تلاميذه تعجّبوا ، إِنّ لديهِ إِستعداد ليكسر حواجِز الجنس وَأنْ يكسر حواجِز القبليّة وَالعصبيّة وَأنْ يكسر حواجِز النَفْسَ الداخليّة لِكى يجذِب إِليهِ هذِهِ النَفْسَ ، فرأيناهُ يتعامل مَعَ أفراد رغم أنّنا إِذا ما نظرنا لوقت كرازتِهِ نجِدهُ وقت بسيط جِداً ، وَمُمكِنْ أنْ نقول لهُ إِنّهُ مِنَ الخِسارة أنْ تُضيِّع وقتِك مَعَ فرد واحِد وَكان الكِتاب يقول [ كان لابُد أنْ يجتاز السامرة ] ، وَإِذا رأينا الطريق الطبيعِى الّذى كان ينبغِى أنْ يجتازه لَمْ يكُنْ فيِهِ السامرة ، حيثُ كان هُناك طريق ساحلِى أكثر جمالاً وَلن يتعرّض فيِهِ للشمس الحارِقة ، وَلكِن طريق السامرة كان طريق شِبه صحراوِى بدليل أنّهُ عِندما عطش لجأ لبئر ، وَالّذى يُريد أنْ يسير فِى طريق وَخاصةً عِندما يكون طويل غالِباً ما يختار الطريق الساحلِى ، لأنّهُ لابُد لهُ أنْ يتقابل مَعَ السامريّة لأنّ عِنده غرض خلاص الإِنسان وَفِى يوحنا الإِصحاح السابِع عشر يُرينا الله أنّ لديهِ إِشتياقاً أنْ يكون الجميع واحِداً فينا كما أنا فِى الآب وَالآب فىَّ ، فهو يُريد أنْ يُصوِّر وحدة الإِنسان مَعَ الله مِثل وحدته فِى الآب ، وحدة جوهريّة ، مثلما يقول [ مُساوِى للآب فِى الجوهر ] ، فهو يُريد أنْ يُدخِلنا إِلَى حِجال الملِك وَيُدخِلنا جميعاً إِلَى عرشِهِ ، إِلَى الأحضان الأبويّة [ الداعِى الكُلَّ للخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظِرة ] ، فهو كان يتكلّم وَمَنَ يُريد أنْ يقبل فليقبل ، وَمَنَ لهُ أُذُنان للسمعِ فليسمع ، وَمَنَ لَمْ يُرِد أنْ يسمع فكان يُكلّمه عِدّة مرّات ، فوجدناه يهتم بعشّارين وَفريسيين وَزُناه وَخُطاه ، فِى حين أنّ هذِهِ فِئات مُحتقِرة ، حتّى أنّ يسوع أُتهُِم بأنّهُ يُجالِس العشارين وَالزُناه وَالخُطاه وَيأكُل معهُمْ ، بِما معناه أنّك مِثلهُمْ وَلكِنّهُ ينظُر نظرة مُختلِفة للعشّار وَالفرّيسِى وَالزانِى وِلكُلَّ إِنسان ، فالنّاس تنظُر لللاوِى أنّهُ إِنسان مادّى ، ظالِم ، لاَ يوجد فيِهِ شىء صالِح ، وَلكِن الله قال لهُ تعالى [ إِتبعنِى ] ، وَرأينا عمل الله معهُ [ أنا أُعطِى نصف أموالِى للفُقراء وَمَنَ ظلمتهُ شيئاً أُعوِضهُ أربعة أضعاف ]لقد كان العشّارين مُحبين للمادّة جِداً ، وَكون زكّا يُصدِر مِثل هذا التصريح فهذا يعنِى عمل نعمة عجيب وَإِفتِقاد غير عادِى إِفتقدهُ وَجعلهُ يتنازل عَنِ حُبّه للمال لأنّ مُقابلة يسوع تفعل ذلِك ، فهى تُحوِّل وَتُغيِّر وَنجِده يهتم بالفرّيسِى الّذى دعاهُ فِى بيت الخاطِئة وَيعلم أفكاره وَقال لهُ[ يا سمعان عِندِى كلِمة أقولها لك : كان لِدائِن مدينان على الواحِد خُمسمُائة دينار وَ على الآخر خمسون وَإِذْ لَمْ يكُنْ لهُما ما يوفيان سامحهُما كليهُما فمَنَ منهُما يُحِبّهُ أكثر ؟ فقال الّذى سامحهُ بالأكثر ، فقال لهُ بالصوابِ حكمت ] وَنجِده لِكى يُقرِّبها لهُ صاغها لهُ فِى صورة مَثَلَ رغم أنّ الوليمة مليئة بالنّاس ، وَكان مِنَ المُمكِن أنْ يعِظ النّاس كُلّها بدلاً مِنَ أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ واحِد مَعَ علمِهِ أنّ قلب الفرّيسِى مُغلق عَنِ عمله ، إِلاَّ أنّهُ يجِد أنّهُ لابُد أنْ يُبلِّغهُ رِسالة حُبّه وَخلاصه ، وَنجِده يهتم بالمرأة التّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل وَيُحامِى عنها رغم أنّها لاَ تستحِق أنْ يظهر معها ، تعاطف معها لأنّهُمْ جاءوا إِليِهِ بِخُبثٍ ليسألوه ، فإِذا قال تُرجم فَلاَ تأتِى لنا بِوصايا جديدة ، فأنت تابِع لموسى ، وَإِذا قُلت لاَ تُرجم فأنت بِذلِك صاحِب دعوة للإِنحِلال ، فالتّى تُخطىء لاَ تُعاقب مِنَ أمكر وَأخبث شعوب العالم اليهود حتّى الآن ، لِذلِك فربّ المجد أحبّ أنْ يوجد فِى وسطهُم كى يُعرّفنا كيف نتعامل حتّى مَعَ الفِئات المُلتوية ، فسألوه سؤال ذو شوكتين إِمّا يُجرح بِهذِهِ أوْ يُجرح بِتلك ، فإِنْ قال إِرجموها فبِذلِك هُو تبِع موسى وَ لاَ داعِى لأن يُكمِل ، وَإِنْ قال أُتركوها بِسلام فهو صاحِب دعوة للتسيُب وَالإِباحيّة ، فقال لهُم[ مَنْ كان مِنكُمْ بِلاَ خطيّة فليرمِها أولاً بِحَجَرٍ ! ] ، وَهذا يعنِى أنّنِى مُقتنِع أنّها تستوجِب الدينونة ، وَمُقتنِع أنّها تستوجِب الرجم ، لكِن مَنْ الّذى يرجمها ؟ الّذى بِلاَ خطيّة ، فأعطى الدينونة لله وَأعطاها وُجوب الرجم ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعطاها وُجوب الرحمة وَأنقذها مِنَ أياديهُمْ هذِهِ المرأة التّى كان محكوم عليها بالموت الأكيد وَالتّى كان يُحاصِرها الموت مِنَ كُلَّ ناحية ، هذِهِ النَفْسَ البشريّة المُحاصرة بالموت مِنَ كُلَّ ناحية رفع عنها الحُكمْ ربنا يسوع المسيح بِخلاصه وَدافِع عنها وَإِنْ كانت لاَ تستحِق ، وَدافِع عنها وَأطلقها على ألاّ تعود لخطيِّتها مرّة أُخرى ، وَقال لها [ وَ لاَ أنا أدينُكِ 0 إِذهبِى بِسلامٍ ] إِنّ ربنا يسوع المسيح يُدافِع عَنِ النَفْسَ البشريّة ، وَلكِنْ صلاح الله وَحُب الله الّذى لاَ حدود لهُ للنَفْسَ يُقيم نَفْسَه مُحاجِى عَنِ النَفْسَ الخاطِئة ، فِى صلاة السِتار نقول[ أنا المضبوط بالخطايا ] ، [ لَمْ يُطفىء لهيب النّار عنِّى ] ، فرأينا ربّ المجد فِى خدمِته مَعَ الأفراد وَمَعَ الجماعات وَتجِد مُعجِزات ربّ المجد يسوع مَعَ الأفراد أكثر مِنَ مُعجِزاته مَعَ الجماعات ، فنجِده يهتِم بِنازِفة الدم وَالأعمى وَالمفلوج وَالمرأة المُنحنية وَإِبن الأرملة وَغُلام قائِد المِئة وَكُلّهُم أفراد وَإِنْ كانوا مِنَ فِئات ليست كُلّها فِى الإِيمان غير مؤمنين ، فهُم مِنَ الأُمم ، وَلكِن هُو يهتم بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِفرد واحِد بالأبرص ، وَإِهتمامه بالتلاميذ إِهتمام خاص ، وَإِهتمامه بالجماعات لاَ يلغِى وَ لاَ يُقلِلّ مِنَ شأن إِهتمامه بالأفراد ، وَنجِده يهتِم بِبُطرُس بعد نُكران بُطرُس لهُ ، مَعَ أنّهُ كان مِنَ المفروض أنْ يطرُده ، وَقَدْ أنذرتهُ أنّهُ سوف يُنكرنِى وَأكثر مِنَ النُكران[ وَأخذ يسِب وَيلعن ] ، وَمَعَ ذلِك يقول للمجدليّة[ قولِى لإِخوتِى وَلِبُطرُس أنْ يسبِقونِى للجليل هُناك يروننِى ] أُريِدك أنْ تُركِّزِى على بُطرُس وَتُعطيه دعوة خاصة بِهِ فهو يهِم الله جِداً ، فعِندما إِهتممت بالسامريّة جلبت لِى بلد ، وَبُطرُس سيجلِب لِى ناس كثيرة ، وَيدخُل مَعَ بُطرُس فِى حِوار عجيب رقيق كُلّه عِتاب وَأُبوَّة وَحُب لِكى يُصلِح بِهِ الكسر الّذى حدث فِى العِلاقة ، فيقول لهُ يا سمعان بن يونا ، أتُحِبُّنِى ؟ ثلاث مرّات ، حتّى أنّ بُطرُس لَمْ يتمالك نَفْسَه مِنَ البُكاء [ فحزِن بُطرُس لأنّهُ قال لهُ ثالِثةً : أتُحِبُّنِى ؟ ] وَلكِن فِى نَفْسَ الوقت عِتاب رقيق وَحُب راقِى جِداً وَرأينا كيف أنّ النَفْسَ مُهِمة جِداً عِند ربّ المجد يسوع[ أحبّ خاصتهُ الّذين فِى العالم ، أحبّهُمْ إِلَى المُنتهى ] ، وَيقول أحد الآباء القديسين[ أنا مُتأكِد أنّ إِسمِى مكتوب على خشبة الصليب وَأنّ إِسمه مِنَ ضِمن القائِمة المُستوجِبة دم يسوع المسيح ] وَنجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ الّذى أحبنِى وَأسلم نَفْسَه لأجلِى ] ، أىّ لابُد أنْ أشعُر أنّ لىَّ قيمة خاصّة فِى فِداء ربِنا يسوع المسيح ، فهو أحبّ العالم ، وَعدو الخير يُحاوِل أنْ يجعلنِى إِنِّى نُقطة فِى بحر بالنسبة للعالم ، وَخلاص يسوع بالنسبة لىَّ بعيد فهو أحبنِى وَأسلم ذاته لأجلِى أنا وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول[ إِنِّى مُتأكِد إِنّهُ لو لَمْ يوجد فِى العالم إِلاّ أنا لأتى إِبن الله مِنَ أجلِى ] ، فكم قيمتِى غالية عِند الله ، لِذلِك ياأحبائِى فكُلّما إِقتربت النَفْسَ مِنَ الله كُلّما تعرِف قيمة عمله معها ، كُلّما تشعُر كم هى غالية ، وَرأينا يسوع يعتنِى بِكُلَّ أحد ، يعتنِى حتّى وَهُو على الصليب يهتِم باللص ، وَيهتِم بأُمّهِ مريم ، وَيهتِم بِتلاميذه ، فبعد قيامتِهِ يهتِم بالظهورات للتلاميذ وَيظهر للتلاميذ ، وَتوما كان يشُك فيظهر لهُ مرّة أُخرى لأجل توما بالذات وَعرِف أفكاره [ إِنْ لَمْ أُبصِر فِى يديهِ أثر المسامير ، وَ أضع إِصبعِى فِى أثر المسامير ، وَأضع يدِى فِى جنبِهِ ، ثُمّ قال لِتوما : " هات إِصبعك إِلَى هُنا وَأبصِر يدىَّ ،وَ لاَ تكُنْ غير مُؤمِنٍ بل مُؤمِناً " ] ، فهو يُعالِج الضعف لأنّ النَفْسَ مُهِمّة عِنده ، فهو يحتمِل الإِنسان أكثر ما يحتمِله صديقه أو أخوه أو أبوه رُبّما لو عِندنا خادِم وَرأينا فيِهِ بعض ضعفات فنحكُم عليه بأنّهُ يجِب ألاَّ يخدِم ، وَلكِنّنا رأيناه مَعَ إِهتمامه بِكُلَّ نَفْسَ وَبِكُلَّ أحد يُطيل أناته وَيُسامِح وَيُعالِج وَيرفع ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول مُحمّل بِنَفْسَ الرّوح روح سيِّده وَقال [ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضغُف ، مِنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ، مِنْ يمرض وَأنا لاَ أمرض 00] وَرأينا مُعلّمِنا بولس الرسول يهتِم بأفراد وَيهتِم بمسجون فِى السجن مُجرِم سارِق عبد أنسيموس ، وَيكتُب خِطاب على نَفْسَه يتعهِّد بِهِ أنسيموس أمام فليمون وَيقول لهُ [ إِنْ كان قَدْ أخذ منك شىء أوْ لك عليهِ شىء أنا بولس كتبت بيدِى أنا أُوفِى ] ، وَهى رِسالة فِى المخطوطات ، وَكأنّها إِمضاء أوْ توقيع لشخص ضامِن لشىء ، يهتم بِفرد ، حتّى وَهُو فِى قيوده يهتِم بشخص سارِق فدائِماً ما تُقسِّم نظراتنا للنّاس إِلَى درجات ، وَدائِماً ما نهتِم بالنّاس التّى لها شأن أعلى وَنُعطِى أهمية أقل للّذين لهُم شأن أقل ، فبولس يهتِم بِسارِق لِكى ما يُحّوله إِلَى خادِم ، وَوجدناه يهتِم بِتيموثاوس وَأنسيموس وَفِى رسائِل مُعلّمِنا بولس إِصحاح كامِل فيِهِ سلام على أسماء مُعيّنة ، فهى رسائِل عامة لأنّ هذِهِ أُناس مُهِمّة جِداً بالنسبة لهُ ، فهؤلاء ناس أراحوه وَفتحوا لهُ بيوتهُم وَأحبّوه وَساعِدوه فِى الخِدمة ، فَلاَبُد أنْ يُقدِّم لهُم محبّة وَيُقدِّم لهُم شُكر وَلابُد أنْ يُشعِرهُم بأنّ لهُم دور فِى عمل الخلاص ، وَلهُم محبّة ، وَإِنّ الله سيُعطيهُم راحة وَإِهتمام بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِكُلَّ نَفْسَ 0 3- تطبيق عملِى فِى خِدمتِى :- لابُد أن أعرِف إِنِّى أنا نَفْسِى غالِى أمام أعيُن الله ، وَإِنْ أنا نَفْسِى موضِع حُبه الشخصِى ، لأنِّى أنا إِنْ لَمْ أشعُر بِمحبتِهِ الشخصيّة فكيف أُبلِّغ أولاده بِها ؟ وَإِذا شعرت أنّهُ قاسِى معِى فكيف سأُبلِّغ النّاس بِمحبّتِهِ ، فَلاَبُد أنْ أختبِر صلاحه وَأختبِر محبّتِهِ ، وَأسهل شىء لأختبِر صلاحه وَمحبّته أنّهُ يحتملنِى وَيستُرنِى وَسامِح لىَّ أنْ أدخُل بيته ، وَأسجُد أمام هيكله ، وَأنْ أتقرّب لأسراره ، وَأكون مِنَ خُدّامه ، فَلاَبُد أنْ أشعُر بِمحبّة الله الشخصيّة لىَّ لابُد أنْ أشعُر بأنّ قيمة كُلَّ نَفْسَ هى يسوع[ بِما أنّكُمْ فعلتموه بأحد إِخوتِى هؤلاء الأصاغِر فبِى قَدْ فعلتُم ] ، فأنا عِندما أهتم بإِنسان فإِنِّى أهتم بعضو مُتألِّم فِى جسد المسيح نَفْسَه ، فأنا أُقدِّم دواء لأحد أعضاء المسيح ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ أنتُمْ فخرِى ، أنتُمْ سرورِى وَإِكليلِى ، أنتُمْ كُلَّ شىء بالنسبة لىَّ ] ، وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم كان يقول [ أنتُمْ نور عينىّ ، أنا أهون علىَّ أنْ لاَ أرى مِنْ أنْ أرى واحِد مِنكُمْ يهلك ، إِنّ هلاك واحِد منكُمْ أكبر مِنْ هلاك مدينة بأكملها ، لأنّ الواحِد فيكُمْ أهم عِندِى مِنْ المدينة ، إِنّ النَفْسَ غالية ياأحبائِى ] وَمِنْ ضِمن الأشياء المُسبِبّة لعدم الإِهتمام بالنَفْسَ لدينا كثرِة الأعداد تجعل الأُسرة فيها 30 أوْ 40 فرد – جيِّد - ، فِى حين أنّ عددها 80 أوْ 100 فرد ، فكثرِة الأعداد تجعلنا لاَ نهتم بالأفراد ، وَقيمة الفرد ضائِعة مَعَ كثرِة الأعداد ، وَلِذا فهى فِى حاجة لِنفوس واعية بِقيمة النَفْسَ وَبِقيمة الشخص 0 قيمة الخدمة الفردية:- إِنّها تُشعِر الشخص بِحُب خاص ، وَ تُشعِره بأنّ حُبّك عملِى وَليس نظرِى ، فُرصة للمُتابعة الدقيقة الروحيّة لِتسأله كفرد ، فهى فُرصة للتعرُف على مشاكِله الخاصة ، تذوب المسافات التّى بينّنا وَ لاَ تجعل العِلاقة رسميّة ، بل عِلاقِة محبّة حقيقيّة ، وَقَدْ رأينا يسوع المسيح يُعطِى نَفْسَه لشخصيات بعينِها ، فِى حين أنّهُ رجُل جماهير وَرجُل محبوب مِنْ الجماعات ، لكِنْ فِى نَفْسَ الوقت لاَ يُلغِى إِهتمامه بالأفراد الخِدمة الفرديّة فُرصة لأن أُبلِّغ رِسالة خاصّة مِنْ الكِتاب المُقدّس تُناسِب هذِهِ النِفْسَ ، نَفْسَ يائِسة ، نَفْسَ مُستهتِرة ، نَفْسَ حائِرة ، نَفْسَ واقِعة تحت ضغوط ، فكُلَّ واحِد مِنْ هؤلاء يُريد أنْ أُخرِج لهُ فصل مُعيّن وَأقرأ لهُ ، فهُناك مَنَ يحتاج للتوبيخ ، وَهُناك مَنَ يحتاج لِلُطف ، وَهُناك مَنَ ينقُصه معرِفة ، وَهُناك آخر يتعرّض لِشكوك إِيمانيّة ، وَهُنا فالخِدمة الفرديّة تجعلنا نبحث عَنِ الأعضاء الأكثر إِحتياجاً للخِدمة الخِدمة الفرديّة فُرصة لإِكتشاف الطاقات وَالمواهِب ، فمِنَ المُمكِن أنْ يكون لدى أولادنا طاقات غير مُكتشِفة ، وَ لاَ يوجد أحد يعرِف كيفيّة توجيهها ، فمِنَ المُمكِن أنْ تتوجِّه بِطريقة خاطِئة الخِدمة الفرديّة تُظهِر عُمق المحبّة ، وَتُقدِّم المحبّة العمليّة ، فَلاَبُد أنْ نُشعر الكُلَّ بالحُب أوْ الإِهتمام ، لِذا فالجلسة الفرديّة وَالزيارة الفرديّة مَعَ الشخص مُهِمّة جِداً فإِيّاك أنْ تظُن أنّ وقتك أسمى مِنَ أنْ تُضيِّعه مَعَ فرد ، فإِنْ جلست مَعَ فرد واحِد أحسن مِنَ أنْ تجلِس مَعَ مجموعة ، وَنُشكُر ربِنا إِنْ أولادنا يُحِبّوننا وَيتأثّروا بِنا ، أُشكُر ربِنا إِنّه بيفرح بِك لِمُجرّد إِنّك ترفع سمّاعة التليفون تسأل عليه ، أُشكُر ربِنا ، فهذِهِ نعمة قَدْ أعطاها لنا الله بأنْ يكون عِنده هذا الإِحساس وَهذا التقييم فأحياناً عِندما تفتقِد شخص يُمكِن أنْ تُقدِّم صورة مُفرِحة عَنِ الكنيسة كُلّها ، وَأنت مِنَ خلال إِفتقادك لشخص تستحضِر البيت كُلّه لأنّ البيت سيشعُر بإِطمئنان أنّ الكنيسة مُهتمّة بأولادِها ، فالبيت يشعُر بإِهتمام الكنيسة جِداً ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِتة وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

سلسلة أنساب ربنا يسوع

سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح بِهَا مَعَانِي رُوحِيَّة عَميقة لكِنْ تَحْمِل بَعْض التَسَاؤلاَت حَتَّى أنَّ بَعْض الكُتُب تُهَاجِمْ الكِتاب المُقَدَّس مِنْ خِلاَلِهَا لأِنَّهَا مَكْتُوبة فِي إِنْجِيل لُوقَا بِإِسْلُوب وَفِي إِنْجِيل مَتَّى بِإِسْلُوب آخر .. حَتَّى أنَّ البَعْض يُشَكِك فِي صِحَّة الكِتاب بَسَبَبِهَا . سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح فِي إِنْجِيل مَتَى : ============================================================ مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِمَتَّى { كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْرهِيمَ . إِبْرهِيمُ وَلَدَ إِسْحقَ . وَإِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ . وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ . وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ . وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ . وَحَصْرُونُ وَلَدَ أرَامَ . وَأرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ . وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ . وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ . وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ . وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ . وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى . وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِكَ ...................وَألِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ . وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ . وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى المَسِيحَ . فَجَمِيعُ الأجْيَالِ مِنْ إِبْرهِيمَ إِلَى دَاوُد أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى المَسِيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً } ( مت 1 : 1 – 17 ) . مُعَلِّمنَا مَتَّى قَسَّم سِلْسِلْة الأنْسَاب هذِهِ إِلَى ثَلاَثَة أقْسَام :0 1- مِنْ إِبْرَاهِيم إِلَى دَاوُد المَلِك أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . 2- مِنْ دَاوُد المَلِك إِلَى السَبْي أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . 3- مِنْ السَبْي إِلَى المَسِيح أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً . كُلَّ مَرْحَلَة أرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً .. أي مِنْ إِبْرَاهِيم وَحَتَّى المَسِيح إِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيلاً .. مُعَلِّمنَا مَتَّى كَتْب السِلْسِلْة تَنَازُلِي مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى المَسِيح . سِلْسِلْة أنْسَاب السَيِّد المَسِيح فِي إِنْجِيل لُوقَا : =========================================================== مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا { وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ ............... بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أليَاقِيمَ بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ بَنْ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ ................. بْنِ أنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ } ( لو 3 : 23 – 38 ) . مُعَلِّمنَا لُوقَا كَتْب السِلْسِلْة تَصَاعُدِي مِنْ السَيِّد المَسِيح وَحَتَّى آدم إِبن الله .. مَثَلاً إِنْ كَانَ لَدْينَا شَخْص يُدْعَى " مِيشِيل فَهْمِي فَارُوق " فَهذَا إسْمه تَصَاعُدِي ( كَمَا كَتْب مُعَلِّمنَا لُوقَا ) .. وَقَدْ نَقُول فَارُوق وَلَدَ فَهْمِي وَفَهْمِي وَلَدَ مِيشِيل فَهذَا إِسْم تَنَازُلِي ( كَمَا كَتْب مُعَلِّمنَا مَتَّى ) . بِشَارِة لُوقَا أتت بِالنَسْب فِي الأصْحَاح الثَّالِث بَعْد أنْ ذَكَر عِمَاد السَيِّد المَسِيح بَدَلاً مِنْ أنْ يَبْدأ بِهِ بِشَارَته .. لِمَاذَا ؟ يَقُول لِي قَصْد فِي ذلِك لأِنَّهُ يُرِيد أنْ يُرْجِعك بِالتَجَسُّد إِلَى بُنُوِتك لله .. لكِنَّنَا نَجِد إِخْتِلاَف بَيْنَ سِلْسِلْة الأنْسَاب فِي الإِنْجِيلين وَهذَا مَا يُثِير التَسَاؤل فَمُعَلِّمنَا لُوقَا يَذْكُر أسْماء مُخْتَلِفة عَنْ الأسْماء الَّتِي ذَكَرَهَا مُعَلِّمنَا مَتَّى مِنْ المَسِيح حَتَّى دَاوُد ثُمَّ يَبْدأ التَقَابُل بَيْنَ السِلْسِلَتَان مِنْ دَاوُد وَحَتَّى إِبْرَاهِيم .. وَأكمل مُعَلِّمنَا لُوقَا فَقْط مِنْ إِبْرَاهِيم وَحَتَّى آدم إِبن الله . لِمَاذَا هذَا الإِخْتِلاَف ؟ ========================== أوَّلاً : الشخص اليَهُودِي كَانَ يَتَمَسَّك جِدّاً بِنَسَبه غِيرنَا نَحْنُ الآن .. فَمَثَلاً مَنْ مِنَّا يَعْرِف جِدَّه السَّابِع ؟ لاَ أحد .. بِالأكثر نَعْرِف الجِد الرَّابِع أوْ الخَامس لأِنَّنَا غِير مُتَمَسِكِين بِالنَسْب مِثْل اليَهُود قَدِيماً .. نَحْنُ نَعِيش وَكَفَى .. لكِنْ اليَهُودِي يَصِر وَيَتَمَسَّك بِجُذُوره وَنَسَبْه لأِنَّ المَسِيَّا سَيْأتِي مِنْ نَسْل أحَدْهُمْ وَكُلٍّ مِنْهُمْ يَتَمَنَّى أنْ يَأتِي المَسِيَّا مِنْ نَسْلِهِ . ثَانِياً : لأِنَّ اليَهُود كَانُوا مُقَسَّمِين إِلَى إِثنَى عَشَرَ سِبْط وَعَلَى أسَاس ذلِك الأملاَك وَالأرَاضِي وَالكَهَنُوت مُقَسَّمة .. لِذلِك الأنْسَاب مُهِمَّة لِليَهُودِي قَدِيماً . لِمَاذَا رَكِز الكِتاب المُقَدَّس عَلَى حَقِيقة نَسْب المَسِيح ؟ ====================================================================== 1- لأِنَّ كَثِيرُونَ يُنْكِرُون تَأنُّس المَسِيح أى أنَّهُ صَارَ إِنْسَاناً وسِلْسِلْة الأنْسَاب تُؤكِد عَلَى حَقِيقة التَجَسُّد وَأنَّهُ لَيْسَ خَيَال أوْ وَهمْ كَمَا قَالَ البَعْض . 2- أيْضاً لِيَقتَرِب مِنْكَ المَسِيح لَهُ المجد وَيَصِير إِنْسَان وَيُحَطِّم أي إِحْسَاس بِالإِغْتِرَاب عَنْهُ . التَعَارُض بَيْنَ الأنْسَاب فِي الإِنْجِيلِين : ================================================= لِنَعْرِف أوَّلاً لِمَنْ كَتْب مُعَلِّمنَا مَتَّى إِنْجِيله ؟ كَتَبَهُ لِليَهُود .. وَاليَهُود يُرِيدون الإِنْتِسَاب لإِبْرَاهِيم وَيَعْتَزُّون بِهِ بَلْ وَإِحْسَاسهُمْ بِالنَسْب لإِبْرَاهِيم عَالِي جِدّاً وَكَمَا قَالُوا " نَحْنُ أولاَد إِبْرَاهِيم " ( يو 8 : 39 ) .. أيْضاً مِنْ أفضل المُلُوك الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ اليَهُود دَاوُد المَلِك لأِنَّهُ أعْطَاهُمْ إِتِسَاع وَمجد لِذلِك هُمْ أيْضاً يَعْتَزُّونَ بِدَاوُد .. لِذلِك يَقُول لَهُمْ أنَا أكرِز لَكُمْ بِالمَسِيح إِبن دَاوُد إِبن إِبْرَاهِيم .. هُوَ لَيْسَ غَرِيب عَنْكُمْ . بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا كَتْب إِنْجِيله لِلأُمم وَهُمْ لاَ يَهِمَهُمْ النَسْب لِذلِك أرْجَعَهُمْ لِلأصل آدم أب كُلَّ البَشَرِيَّة .. الله قَالَ لأِبِينَا إِبْرَاهِيم { وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِل الآرْضِ } ( أع 3 : 25 ) أي أخْذ الوعد بِالبَرَكة .. أيْضاً قَالَ الله لِدَاوُد { لأِجعلَنَّ مِنْ ثَمَرِة بَطْنك عَلَى كُرْسِيك } ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) أي المَسِيح .. لِنَرَى المَسِيح وَهُوَ مُتَجَسِّد كَانَ لاَبُد لَهُ يَكُون لَهُ نَسْب أب وَأُم لِيَعْرِف أنْ يَدْخُل مَعْرَكِة الخَلاَص وَالفِداء لِذلِك كَانَ لاَبُد أنْ يَأتِي كَبَشر .. " يَصِير كَوَاحِدٍ مِنَّا " .. وَكَمَا فِي الحُرُوب لاَ يَرْتَدِي القَادة رُتَبَهُمْ العَسْكَرِيَّة بَلْ يَكُونُوا فِي زِي جُنْدِي عَادِي حَتَّى لاَ يَتَعَرَّف عَلَيْهِمْ الأعداء وَيَقتُلُونَهُمْ أوْ يَأسِرُوهُمْ .. هكَذَا إِبن الله المَسِيح وُلِدَ مِنْ إِمرَأة وَكَمَا يَقُول القِدِيس أثَنَاسيُوس { وُلِدَ حَسْب الجَسَد كَي أُولد أنَا بِحَسْب الرُّوح .. وُلِدَ مِنْ إِمرَأة كَي أكُف أنَا عَنْ أنْ أكُون إِبن إِمرَأة } .. أي كَي أصِير أنَا سَمَاوِي . مُعَلِّمنَا مَتَّى أتَى بِسْلسِلْة النَسْب قَبْل مِيلاَد المَسِيح بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا ذَكْرهَا بَعْد مِيلاَد المَسِيح بَلْ وَمَعْمُودِيِته .. تَرْتِيب مَتَّى تَنَازُلِي بينَمَا تَرْتِيب لُوقَا تَصَاعُدِي .. تَرْتِيب مُعَلِّمنَا مَتَّى تَنَازُلِي مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى يُوسِف البَار لِيُعْلِن أنَّهُ أتَى مِنْ النَسْل الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة .. النَسْل الَّذِي بِهِ يَسْرِي سُمْ الموت لِيُعْلِن أنَّ المَسِيح حَمَلَ خَطَايَانَا وَأتَى مِنْ خِلاَل ضَعَفَاتنَا .. أتَى مِنْ نَسْل خَاطِئ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ اليَهُود { إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنَا } ( يو 8 : 41 ) .. لأِنَّهُمْ بِذلِك يَكْذِبُون لأِنَّ نَسْل المَسِيح لَهُ المجد ذَكْر زَانِيَات ثَامَار وَرَاحَاب وَبَثْشَبَعَ زَوجة أورِيَّا الحِثِّي الَّتِي تَزَوَّجهَا دَاوُد .. هَلْ تَقْبل يَارْبَّ أنْ تَأتِي مِنْ نَسْل إِمرأة زَانِية ؟ يَقُول نَعمْ أقبل لأِنِّي سَآتِي مِنْ خِلاَل ضَعَفَاتك كَي أُقَدِّسك .. وَكَأنَّهُ حَمَلَ الخَطِيَّة مِنْ جِيل إِلَى جِيل عَلَى كَتَفْيهِ .. أيْضاً سِلْسِلْة نَسْب السَيِّد المَسِيح تَجِد بِهَا المَلِك وَالغَنِي وَالتَقِي وَالشِّرِّير لِيُبَارِك طَبِيعَتِي وَيُعْلِن أنَّهُ حَامِل خَطَايَا العَالم . أمَّا مُعَلِّمنَا لُوقَا فَترتِيبه تَصَاعُدِي لأِنَّهُ ذَكْر النَسْب بَعْد مَعْمُودِية المَسِيح لِيَقُول أنَّهُ بِالمَعْمُودِيَّة رَدِّنَا إِلَى بُنُوِّتنَا لله وَأعْطَانَا عَطَايَا .. فَيَقُول فِي نِهَايِة السِلْسِلْة { بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ } وَبِذلِك يُعْلِن بُنُوِّتنَا لله . مُعَلِّمنَا مَتَّى كَلَّم اليَهُود .. كَلِّمهُمْ بِحَسْب النَسْب .. اللحم وَالدَّم لأِنَّهُ يَتَكَلَّم عَنْ النَسْب الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة .. يَتَكَلَّم عَنْ اللحم وَالدَّم .. وَلكِنْ هُناك مُشْكِلة وَهيَ أنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ عَادة أوْ شَرِيعة أنَّهُ عِنْدَمَا يَموت شخص يَتَزَوَّج أخِيهِ بِإِمرَأة المَيْت لِيُقِيم لَهُ نَسْل .. يُوسِف النَّجَار كَانَ أبوه يُدْعَى " يَعْقُوب " بينَمَا أخِيهِ يُدْعَى " هَالِي " .. هَالِي مَات دُونَ أنْ يَكُون لَهُ وَلد فَتَزَوَّج يَعْقُوب أخِيهِ بِإِمرَأته لِيُقِيم لَهُ نَسْل فَوَلَدِت لَهُ وَلد وَنَسَبَهُ لِهَالِي أخِيهِ .. لِذلِك عِنْدَمَا تَكَلَّم مُعَلِّمنَا مَتَّى عَنْ النَسْب تَكَلَّم عَنْ النَسْل الحَامِل الخَطِيَّة فَتَكَلَّم عَنْ يَعْقُوب أبو يُوسِف النَّجَار أي بُنُوَّة بِحَسب اللحم وَالدَّم . يَقُول سِفر التَثْنِية 25 : 5 – 6 { إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ فَلاَ تَصِرِ امرَأةُ المَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أجْنَبِيٍّ . أخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أخِي الزَّوْجِ . وَالبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أخِيهِ المَيْت } .. لِذلِك عِنْدَمَا يُهَاجِم البَعْض الإِنْجِيل فِي سِلْسِلْة النَسْب نَقُول لَهُ لَيْسَ لَنَا ذَنْب فِي ذلِك . وَإِنْ كَانَ نَسْل المَسِيح بِهِ خَطْأ كَانَ أوِّل مَنْ هَاجِمنَا اليَهُود لأِنَّهُمْ أدْرَى بِالنَسْب عَنَّا .. وَمَعْنَى أنَّهُمْ صَامِتِين فَهذَا إِقرَار مِنْهُمْ بِصِحة النَسْب رَغمْ أنَّهُمْ أصلاً يَرْفُضُون المَسِيح لكِنَّهُمْ لاَ يُنْكِرُون نَسَبُه أنَّهُ إِبن العذراء مَريم الَّتِي خَطَبْهَا يُوسِف .. إِذاً يُوسِف النَّجَار إِبن هَالِي شرعاً وَإِبن يَعْقُوب بِالجَسَد . أيْضاً هُناك نُقْطة جَوهَرِيَّة وَهيَ أنَّ مُعَلِّمنَا مَتَّى أخذ النَسْب وَعَادَ بِهِ إِلَى يُوسِف رَجُل مَريم .. بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا أخْذ النَسْب وَعَادَ بِهِ إِلَى يُوسِف إِبن هَالِي .. كُلٍّ مِنْهُمَا أخْذ النَسْب بِإِسلُوب مُخْتَلِف عَنْ الآخر .. لِنَرَى فِي العهد القَدِيم أنَّ الشخص قَدْ يُنْتَسب بِطَرِيقَتينِ .. مُمكِنْ يُنْتَسْب لأِبِيهِ وَقَدْ يُنْتَسْب لأُِمِهِ وَخَاصَّةً لَوْ كَانِت عَائِلة الأُم أكثر شُهرة مِنْ عَائِلة الأب وَعَائِلة العذراء كَانِت أكثر شُهرة مِنْ عَائِلة يُوسِف . لُوقَا نَسْب المَسِيح لِلعذراء بينَمَا مَتَّى نَسَبَهُ لِيُوسِف .. لكِنْ السَيِّدة العذراء وَيُوسِف البَّار يَلْتَقِيَانِ فِي نَسَبهُمَا عِنْدَ دَاوُد المَلِك أي الطَرِيقان يَصِلاَن إِلَى دَاوُد لِذلِك الأسماء مُخْتَلِفة فِي الإِنْجِيلين مِنْ المَسِيح حَتَّى دَاوُد أحَدُهُمَا إِتَخْذ النَسْب مِنْ العذراء حَتَّى دَاوُد وَالآخر مِنْ يُوسِف حَتَّى دَاوُد .. لِذلِك إِنْتَبِه .. وَاحِد يَقُول مِنْ دَاوُد وَدَاوُد وَلد سُليْمَان .. وَلِتَتَخَيَّل مَنْ يَتَحَمَّس لِذِكر سُليْمَان إِبن دَاوُد ؟ بِالطبع اليَهُود .. مُعَلِّمنَا مَتَّى لأِنَّهُ يَكْرِز عَلَى المَسِيَّا المَلِك تَكَلَّم كَثِيراً عَنْ الأمثال ..{ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ } ( مت 13 : 24 ) .. لأِنَّهُ يَهُودِي وَيَعْرِف مَا مَعْنَى السِبط المُلُوكِي لِذلِك أخْذهَا مِنْ نَاحِية يُوسِف . بينَمَا مُعَلِّمنَا لُوقَا يَقُول نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ .. أخْذَهَا مِنْ نَاحِية أُخْرَى لأِنَّهُ أخْذَهَا مِنْ نَاحِية العذراء .. هذَا يُنْشِئ إِخْتِلاَف الأجيَال وَالأسماء مِنْ أجل شَرِيعة إِقَامِة نَسْل لِلمَيْت .. وَسَنَجِد فِي سِفر عَزْرَا كَثِيرُونَ مَنْسُوبِين لأُِمهَاتِهِمْ .. هذَا كَانَ شِئ مُتَعَارْف عَلَيْهِ . أيْضاً الكِتاب لَمْ يَذْكُر فِي سِلْسِلْة الأنْسَاب أسماء نِسَاء بَلْ ذَكْر الشخص الَّذِي بِهِ الخَطِيَّة فَيَقُول { وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ } .. وَثَامَارَ وَلَدَتهُمَا فَارِصَ مِنْ زِنَا .. أيْضاً سَلْمُون وَلَدَ بُوعَزَ { وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ } .. وَرَاحَابَ كَانْت زَانِية .. لِمَاذَا ذَكْر رَاحَابَ وَثَامَارَ ؟ لأِنَّهُ يُؤكِّد عَلَى حَقِيقة مُهِمَّة وَهيَ أنَّهُ النَسْل الخَاطِئ الَّذِي أتَى مِنْهُ المَسِيح . هَلْ تَعْرِف مَاذَا فَعَلِت ثَامَارَ ؟ كَانِت ثَامَارَ مُتَزَوِجة مِنْ إِبن يَهُوذَا .. وَمَاتَ زَوجِهَا بِدُون نَسْل وَرَفَضْ إِخْوَتَهُ الزَّوَاج مِنْهَا لإِقَامِة نَسْل لَهُ وَهيَ كَانِت تُرِيد نَسْل .. فَأخْذِت هَيْئِة زَانِية وَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا حَمَاهَا زَنَى بِهَا وَكَانِت تَعْلم مَاذَا تَفْعل فَقَالِت لَهُ أعْطِنِي تِذْكَار مِنْكَ فَأعْطَاهَا ثوبه وَعَصَاه وَبَعْدَ فِترة أخْبَرُوه أنَّ أرمَلِة إِبنْة زَنِت فَقَالَ يَهُوذَا تُحْرق بِالنَّار .. فَقَالِت لَهُ أنَا عِنْدِي إِسْتعدَاد أنْ أُحْرق لكِنْ هَلْ تَعْرِف مَنْ فَعْل ذلِك ؟ هُوَ صَاحِب الثوب وَالعَصَا .. فَقَالَ { هِيَ أبَرُّ مِنِّي } ( تك 38 : 26 ) .. لِمَاذَا هِيَ أبَرُّ مِنْهُ ؟ لأِنَّ دَافِعهَا كَانَ إِقَامِة نَسْل لِلمَيْت بينَمَا هُوَ دَافِعَهُ الخَطِيَّة . لِذلِك تَعَلَّم عِنْدَمَا تَرَى إِنْسَان يُخْطِئ قُل هُوَ أبَرُّ مِنِّي لأِنَّكَ لاَ تَعْرِف دَافِعه بينَمَا أنْتَ تَشْعُر بِخَطِيِتك دَاخِلك لِذلِك ثَامَارَ المُسْتوجِبة الحرق ذَكَرَهَا الإِنْجِيل فِي نَسْل المَسِيح .. لَمْ يَسْتَحِي المَسِيح مِنْ السَّاقِطَات بَلْ إِتخْذهُنَّ لِنَفْسه لِيَحْمِل أوجاعنَا . ثَامَارَ أخَذِت ثوب يَهُوذَا وَالمَسِيح جَاءَ لِيَقُول لَنَا أنَا آخُذ ثِيَابَكُمْ القَذِرة وَأُعْطِيكُمْ ثوب بِرِّي وَخَلاَصِي .. لِذلِك ذَكْر الكِتاب ثَامَارَ وَرَاحَاب وَبَثْشَبَع لِيَكْشِف عَنْ طَبِيعِتنَا الَّتِي تَعْرَّت مِنْ الكَمَال وَأنَّهُ يُعْطِينَا البِرَّ مهمَا كُنَّا خُطَاه هُوَ يُعْطِينَا البِرَّ لِذلِك تَكَلَّم عَنْهُنَّ بِكُلَّ إِكرَام .. وَنَحْنُ مهمَا كَانَ زِنَانَا وَخَطَايَانَا نُسِبنَا لإِسمِهِ فَلَنَا كُلَّ بِرَّ . مِنْ خِلاَل خَطَايَاك تَتَعَرَّف عَلَى المَسِيح مِنْ خِلاَل بِرَّ المَسِيح .. قَدْ تَكُون خَطَايَانَا خَطْوة لِوُجُوده وَتَمَتُّعنَا بِعِشْرِته .. الكِتاب لِصِدقه وَأمَانْته لاَ يُخْفِي مَا هُوَ مُشِين لكِنْ اليَهُود يَرْفُضُون ذلِك .. لِذلِك نَسْل المَسِيح يَكْسر تَشَامُخ اليَهُود الَّذِينَ يَقُولُون لَسْنَا مُسْتعبَدِين لأِحد .. لاَ أنْتُمْ مُسْتعبَدِين . أيْضاً الكِتاب يَذْكُر أُمَمِيَات .. رَاعُوث المُوآبِيَّة .. رَاحَاب .. هذَا كَي يَقُول لَنَا السَيِّد المَسِيح أنَا أتيْت لِكُلَّ البَشْر لِذلِك رَاعُوث تَرمُز لِكَنِيسة الأُمم .. بُوعَز لَمْ يَرْفُضْهَا بَلْ إِتَحْد بِهَا وَأثمر عُوبِيد أبُو يَسَّى أبُو دَاوُد المَلِك . كَانَ مَعْرُوف فِي الكِتاب أنَّ البِكر هُوَ الَّذِي يَحْمِل البَرَكة .. وَالمَسِيح المفرُوض يَأتِي مِنْ البِكر .. لكِنْ المَسِيح قَالَ لَنْ أفعْل ذلِك حَتَّى لاَ يَتَكِل اليَهُود عَلَى أنَّهُمْ البِكر فَأعْطَانَا مفهُوم آخر عَنْ البَكُورِيَّة أنَّهَا لَيْست بَكُورِيِة الجَسْد بَلْ بَكُورِيِة الرُّوح لِذلِك نَحْنُ كِنِيسة أبكار كُلٍّ مِنَّا بِكر لِلمَسِيح . { يََهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ } .. عِنْدَمَا جَاءَ مِيعَاد وِلاَدِة ثَامَارَ كَانَ فِي بطنهَا تَوأمَان فَارِصَ وَزَارِحَ .. ظَهَرِت يَد أحَدُهُمَا أوَّلاً فَرَبَطِتهَا القَابِلة بِشِرِيط أحمر ( تك 38 : 28 ) كَي تَعْرِف أنَّهُ البِكر وَلكِنْ المولُود الأوَّل لَمْ يَكُنْ هُوَ صَاحِب هذِهِ اليَد المربُوطة بَلْ كَانَ الآخر فَقَالِت إِنَّهُمَا تَزَاحَمَا .. فَارِصَ الَّذِي صَارَ بِكر رَغمْ أنَّ زَارِحَ كَادَ أنْ يَكُون هُوَ البِكر .. هذَا رَمز لَنَا نَحْنُ كِنِيسة الأُمم .. نَعمْ اليَهُود هُمْ الَّذِين أخَذُوا العَلاَمة لكِنِّنَا تَزَاحْمنَا وَأخْذنَا البَكُورِيَّة .. نَحْنُ الآن أقرب إِلَى المَسِيح مِنْ اليَهُود لِذلِك يُعْلِن المَسِيح أنَّ الأُمم هُمْ الكِنِيسة البِكر .. وَلِذلِك أيْضاً رَكِّز الكِتاب عَلَى الإِبن الثَّانِي وَلَيْسَ البِكر فَنَجِد أفْرَايِم وَمَنَسَّى .. يَعْقُوب وَعِيسُو .. فَارِصَ وَزَارِحَ .. وَإِنْ كَانِت كِنِيسة اليَهُود ظَهَرِت أوَّلاً إِلاَّ أنَّهُمْ صَارُوا حَارِسِين لِلبَكُورِيَّة حَتَّى ظَهَرِت كِنِيسة الأُمم . إِذاً إِخْتَلَفَ إِنْجِيل مَتَّى عَنْ إِنْجِيل لُوقَا فِي سِلْسِلْة النَسْب لأِنَّ مَتَّى كَلَّم اليَهُود فَإِهتمْ بِاللحم وَالدَّم أي النَسْل الطَبِيعِي بينَمَا لُوقَا إِهتمْ بِالبُنُّوة لله فَإِهتمْ بِالنَسْل الشَرْعِي وَظَهَرَ ذلِك فِي رَبَّ المجد يَسُوع فَقْد قَالِت السَيِّدة العذراء لِلمَسِيح { هُوَذَا أبُوكَ وَأنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ } ( لو 2 : 48 ) .. هُنَا ظَاهِرِيَّاً المَسِيح حَسَب الجَسَد إِبن يُوسِف لكِنَّه بِالحَقِيقة إِبن الله . أيْضاً أظهر لَنَا إِنْجِيل لُوقَا بَعْض الزَانِيَات وَلَمْ يَذْكُر الكِتاب سَيِدَات بَارَّات فِي نَسْل المَسِيح مِثْل سَارة وَرِفقة وَ ......... بَلْ ذَكْر ثَامَارَ المحكُوم عَلَيْهَا بِالموت حَرْقاً وَكَأنَّ المَسِيح جَاءَ لِيَعْتِقهَا مِنْ النَّار .. وَرَاحَاب الزَانِية وَ .......... لِيُعْلِن أنَّهُ جَاءَ لِيَحْمِل خَطَايَانَا جِيل بَعْد جِيل وَنَتَبَرَّأ نَحْنُ .. لَمْ يَسْتَحِي مِنْ خَطَايَانَا وَضَعَفَاتنَا بَلْ إِتَحْد بِطَبِيعِتنَا الفَاسِدة .. " أوجَاعنَا حَمَلهَا " .. الخَطِيَّة المُنْحَدِرَة مِنْ آدم بِكُلَّ فُجُورهَا حَمَلهَا كَي يُعْطِينَا العِتق .. أيْضاً أتَى مِنْ نَسْل بِهُ أُمَمِيَات مِثْل رَاحَاب وَرَاعُوث لِيُعْلِن قَبُول كَنِيسة الأُمم وَلِيُعْلِن أنَّهُ أتَى لِكُلَّ العَالم وَلَيْسَ لِليَهُود فَقْط . عدد الأجيَال مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى المَسِيح إِثنَان وَأرْبَعُون جِيلاً .. ثَلاَث مَرَاحِل كُلَّ مَرْحَلَة أرْبَعَة عَشَرَ جِيل .. يَقُول العَلاَّمة أورِيجَانُوس أنَّ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَمَا خَرَجُوا مِنْ أرْض مِصْر وَحَتَّى وُصُولَهُمْ كَنْعَان أرْض المَوعِد مَرُّوا عَلَى إِثنَان وَأرْبَعُونَ مَدِينة وَكَأنَّ الإِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيل يُمَثِّلُون المحطَّات الَّتِي تَعْبُر بِهَا النَّفْس حَتَّى تَدْخُل كَنْعَان السَّمَاوِيَّة . مَرَاحِل نَجْتازهَا مِنْ مِصْر حَتَّى كَنْعَان لِذلِك حُسِبَ المَسِيح وَحدَهُ جِيل كَامِل .. كُلَّ وَاحِد مِنَّا الآن فِي مَحَطَّة مُعَيَّنْة قَدْ نَصِل إِلَى المَحَطَّة رَقم وَاحِد وَأرْبَعُون أي الأُردُن أي الموت ثُمَّ الإِثنَان وَأرْبَعُون أي كَنْعَان السَّمَاوِيَّة حَيْثُ المَسِيح يَنْتَظِرنَا .. وَكَأنَّ رِحلِة أنْسَاب المَسِيح تُمَثِّل رِحلِة عُبُور البَشَرِيَّة كُلَّهَا مِنْ العُبُودِيَّة حَتَّى أرْض المَوعِد لِتنعمْ بِالأبَدِيَّة وَمَجِئ المَسِيح لِيُدْخِلنَا لِحِضن الآب السَّمَاوِي .. الإِثنَان وَأرْبَعُونَ جِيل قَدْ يَكُونُوا دَاخِلك أنْتَ حَتَّى مَجِئ المَسِيح مِنْ دَاخِلك . كَمْ نَحْنُ مَدعُوُون أنْ لاَ نَكُون غُرَبَاء عَنْ المَسِيح بَلْ مِنْ نَسْلِهِ وَصُلْبِهِ لِذلِك لَمْ يَتَزَوَّج السَيِّد المَسِيح حَتَّى لاَ يَتَكرَّر نَفْس الأمر أنْ تَقُول أنَا فُلاَن إِبن فُلاَن إِبن .......... إِبن المَسِيح .. لاَ .. هُوَ يَقُول لَكَ أنْتَ لَسْتَ إِبن المَسِيح بَلْ إِبن عَمُّه لأِنَّنَا نَحْنُ أُمم لَسْنَا مِنْ نَسْل المَسِيح بِالجَسَد بَلْ قَدْ يَمْتَد نَسْلِنَا إِلَى خُوفو أوْ خَفْرع أوْ تُحتمُس أوْ ......... لِذلِك لَمْ يَشَأ المَسِيح أنْ يَكُون لَهُ نَسْل بِالجَسَد مُقْتَصر عَلَى شَرِيحة مُعَيَّنة بَلْ إِقترن بِالعَرُوس الكِنِيسة لِيَأتِي بِأولاد كَثِيرِين يُسَمُّون مَسِيحِيُون . وَلِذلِك تُسَمِّى الكِنِيسة المعمُودِيَّة بِرَحم الكِنِيسة وَنَقُول في القُدَّاس { أنعم لَنَا بِالمِيلاَد الفُوقَانِي مِنْ الماءِ وَالرُّوح } ( جُزء تَجَسَّد وَتَأنَّس – مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. كُلَّ إِنْسَان مِنْ أي جِنْس يُولد مِنْ المَعْمُودِيَّة يُسَمَّى مَسِيحِي إِبن المَسِيح .. وَلِذلِك كَانَ هُناك تقلِيد عِنْدَ آبائنَا أنَّ الكِتاب المُقَدَّس فِي وَسطْه بَيْنَ العهدين بَعْض الصَفَحَات البيضَاء لِيُكتب بِهَا أسماء العَائِلة وَنَسَبهَا .. تَخَيَّل أنَّ إِسمك وَإِسمِي مَكتُوب فِي الإِنْجِيل لأِنَّنَا مِنْ نَفْس النَسْل مِنْ شَجَرِة العَائِلة المُنْتَسِبة لِلمَسِيح لِذلِك مَوضُوع نَسْب المَسِيح لَهُ المجد مَوضُوع رُوحِي وَبِهِ معلُومات عَنْ العهد القَدِيم وَبِهِ رُدُود وَإِجَابَات عَلَى المُعْتَرِضِين . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا بِنِعْمِته وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

ابونا ابراهيم كرمز للمسيح ج1

شخص ربنا يسوع مرسوم في الكتاب عبر الأحداث والشخصيات والرموز وهذه من الأساليب الرائعة لدراسة الكتاب المقدس .. تدرس الشخصية لتجد المسيح داخلها .. أي لو درست الشخصيات فهذا مجال دراسة لكن لكي ترى ربنا يسوع داخلها فهذا مجال آخر .. أول شخصية نبدأ بها دراستنا أبونا إبراهيم . أبونا إبراهيم شخصية محبوبة لدى كل البشر .. كلنا نعلم مكانه أبونا إبراهيم عند اليهود ومكانته عند إخوتنا المسلمين ومكانته عندنا نحن المسيحيون .. شخصية محبوبة من الكل .. ربنا يسوع تكلم عن أبينا إبراهيم وقال ﴿ أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي ﴾ ( يو 8 : 56 ) .. والكتاب المقدس لكي يقرب شخصية ربنا يسوع لليهود قصد معلمنا متى الرسول أن يأتي بنسب المسيح من نسل أبونا إبراهيم ليقول لهم أن المسيح ليس بغريب عنكم هو أيضاً إبن لإبراهيم .. أبونا إبراهيم شخصية متعددة الجوانب حتى أنه قيل عنه ﴿ خليل الله ﴾ ( يع 2 : 23 ) أي صديق لله .. وكُتب عنه أن الله كان يتكلم مع إبراهيم كمن يكلم صاحبه – شئ جميل – .. تخيل أن إبراهيم صديق لله !! هل إلى هذه الدرجة ؟ هل وصل الود بين الله وإبراهيم إلى هذا الحد أن الله يقول سأفعل شئ لا أستطيع أن أخفيه عنك ؟ .. حتى أن الكنيسة تتكلم عن أبينا إبراهيم وتقول ﴿ من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك ﴾ .. إختارت لإبراهيم لقب * حبيبك * فهو حبيب الله لبره ولتقواه . لذلك من أعظم شخصيات الكتاب على الإطلاق بل وعلى مستوى التاريخ كله أبونا إبراهيم قيل عنه ﴿ إبراهيم خليلي ﴾ ( أش 41 : 8 ) .. * خليل * تعني * المختار * .. علاقة قوية جداً أن الله أحبه واختاره وصادقه ولا يُخفي عنه شئ بل ويخبره بكل ما في داخله .. يهوشافاط الملك عندما كان في أزمة قال لله من أجل إبراهيم خليلك ( 2أخ 20 : 7 ) .. إذاً شفاعة أبونا إبراهيم قوية عند الله .. لذلك الكنيسة في أواخر السنة يوم 28 مسرى تقيم تذكار للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب .. وعندما ينتقل شخص تقول الكنيسة أنه ذهب إلى حضن إبراهيم وإسحق ويعقوب .. أيضاً في مثل الغني ولعازر يقول ﴿ حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ﴾ ( لو 16 : 22 ) .. وكأن إبراهيم هو رمز للتقوى وكل من يحيا البر والتقوى يكون مكانه بجوار أبونا إبراهيم . جيد أن نتأمل في شخصية أبونا إبراهيم حتى أنه في سفر أشعياء يقول ﴿ أنظروا إلى الصخر الذي منه قطعتم ..... أنظروا إلى إبراهيم أبيكم ﴾ ( أش 51 : 1 – 2 ) .. كأن الله يقول أريدك أن تنظر إلى أبيكم إبراهيم كثيراً .. الله يريدنا أن نتأمل في شخصية إبراهيم لذلك دُعي أب لجميع المؤمنين .. وقال له ﴿ بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ﴾ ( أع 3 : 25 ) . هناك نقاط كثيرة في حياة أبينا إبراهيم : ============================================== 1/ الترك والإخلاء : ====================== في سفر التكوين 12 ﴿ وقال الرب لأبرام إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك ....... فذهب أبرام كما قال له الرب ...... فأتوا إلى أرض كنعان ﴾ ( تك 12 : 1 – 5 ) .. أترك أرضك وعشيرتك .. إبراهيم ترك أرضه وبيته وتغرب في أرض كنعان .. هذا رمز لربنا يسوع في حالة الإخلاء والترك أنه ترك السماء ونزل إلى الأرض .. الله الآب قال ليسوع أترك السماء وانزل إلى الأرض .. لماذا ؟ لكي تفتقد الإنسان .. فترك مجد السماء وأخلى ذاته آخذاً شكل عبد .. فكان ترك أبونا إبراهيم أول إشارة للمسيح في تركه عندما جاء ووُلِد في أرض يهوذا في أرض كنعان التي تغرب فيها أبونا إبراهيم . علامات سرية في الكتاب في الأسماء والمدن والأماكن والطبائع .. هنا يقول له إذهب إلى كنعان لذلك في رسالة فيلبي يقول له ﴿ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ﴾ ( في 2 : 6 – 7 ) .. مبدأ الإخلاء .. أبونا إبراهيم في تركه لأهله وبلده وعشيرته ومجده كان صورة لإخلاء ربنا يسوع لمجده السماوي وظهوره في شكل عبد . جاء ربنا يسوع لا يجد أين يسند رأسه وأبونا إبراهيم عاش وسط العالم كغريب .. أبونا إبراهيم عاش في العالم كغريب ليس له أين يسند رأسه وكلنا نعلم أن أبونا إبراهيم لم يكن له مكان يعيش فيه بل كان يعيش في خيام .. لماذا لم يكن لك بيت يا أبونا إبراهيم وأنت لك كل هذا الغنى والغنم و ...... ؟ يقول لأني أنتقل من مكان لمكان .. نقول له أنت غني إتخذ لك بيت في كل مكان تذهب إليه .. يقول لك أنت لا تعلم أنا بالحقيقة أحقق رمز لشئ لا أعرفه وهو أن أحيا غريب لا أجد أين أسند رأسي .. أي أبونا إبراهيم يقول لك أنا أحقق حياة المسيح على الأرض لأنه يوجد تطابق بيني وبين المسيح .. وأنا أتيت لتفهم أنه من الممكن أن يوجد إنسان غني لكنه لا يجد أين يسند رأسه ولا يجد مكان يعيش فيه .. من هذا ؟ هذا هو المسيح الذي أتى من سماه وترك مجد الآب وعاش في العالم كغريب وفقير لا يجد أين يسند رأسه .. أبونا إبراهيم حقق صورة المسيح الذي أتى في الجسد .. أول نقطة تراها بين أبونا إبراهيم وربنا يسوع المسيح هي الترك والإخلاء والغربة .. ليس له أين يسند رأسه .. يترك أرضه وعشيرته ويتغرب .. يحقق صورة المسيح في شخصه . 2/ النزول إلى مصر : ======================== ﴿ وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ﴾ ( تك 12 : 10) .. هذا يذكرنا بهروب المسيح لأرض مصر .. الجوع الذي كان يحدث في الأرض كان يحصد موتى .. ليس مجرد أناس جوعى بل أناس تموت .. فإنحدر لمصر إشارة لربنا يسوع الذي كان في خطر موت يحيط به فهرب لأرض مصر .. ﴿ لأن الجوع في الأرض كان شديداً ﴾ .. نزول إبراهيم لأرض مصر ليتغرب هناك إشارة لنزول المسيح لأرض مصر وهروبه من وجه هيرودس الذي كان مزمع أن يطلب نفسه .. حياة الأنبياء ورموز الكتاب المقدس وأحداث الكتاب لا تتكلم عن نفسها بل عن شخص المسيح .. ونحن نقرأ قصة الحية النحاسية نجد أنها لا تتكلم عن نفسها بل تتكلم عن المسيح . موسى النبي عندما رفع يديه غلب عماليق .. كان بذلك لا يتحدث عن نفسه بل كان يتكلم عن المسيح له المجد .. الحدث نفسه غير مفهوم لكن القصد منه واضح لو فهمت أنه الصليب الذي يعطي نصرة ستفهمه .. لذلك نزول أبونا إبراهيم إلى مصر الحدث نفسه غير مفهوم لكن لو سألته يقول لك إني مقاد بالروح القدس أنا سالك بالروح وأحقق المسيح في حياتي .. المسيح مرسوم منذ قبل تأسيس العالم والآن أمهد ذهنك للمسيح كما قال يوحنا المعمدان ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ .. قالها على لسان كل الأنبياء .. ﴿ وأما صديق العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) .. إذاً لدينا الآن ثلاثة شخصيات عريس وعروس وصديق العريس .. العريس هو المسيح والعروس هي نحن وصديق العريس هم الأنبياء .. الأنبياء كل عملهم ليس أن يظهروا بل أن يفرحوا بالعريس والعروس . عمل أبونا إبراهيم أن يقربنا لله .. عمله أن يحقق المسيح في نفسه .. عمله أن يجعلنا نعرف كيف نتمتع بالمسيح ونحن بعد في الجسد .. العجيب أن أبونا إبراهيم عندما نزل إلى مصر كان معه عائلتة سارة زوجة ولوط إبن أخيه .. وهم معاً صورة للعائلة المقدسة يوسف البار والعذراء مريم وسالومي وكأن ربنا يسوع يقول أن الطفل يسوع والعذراء مريم ويوسف البار وسالومي الذين كانوا في الرحلة إلى أرض مصر كان يرمز لهم أبونا إبراهيم وسارة ولوط في هروبهم إلى مصر .. إتفق مع فكر الإنجيل . 3/ إبراهيم ينتصر على كدرلعومر : ======================================== أبونا إبراهيم كان متغرب وانفصل عنه لوط وكان هناك ملك إسمه كدرلعومر ملك ظالم عمله أن يستولى على الأمم .. عمله أن يسبي .. عمله أن يأخذ جزية .. فكان يأخذ جزية من كل البلدان المحيطة به .. فإتفقت هذه البلدان المحيطة على محاربة كدرلعومر حتى لا يأخذ منهم جزية فحاربوه لكنه للأسف إنتصر وسباهم وكسرهم .. أبونا إبراهيم عرف أن لوط إبن أخيه كان من ضمن السبايا فأخذ معه 318 من أفضل غلمانه وحارب كدرلعومر لكي يرد لوط ومن له ليس فقط لوط بل وكل المسبيين . ﴿ فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب ﴾ ( تك 14 : 14 – 16) .. كدرلعومر يمثل الشيطان الذي سبى أولاد الله وأذلهم وفرض عليهم الجزية وجعلهم يعيشون بدون كرامة وأخذ أملاكهم .. رمز لعدو الخير الذي عمله أن يأخذ منا السلام والقداسة والطهارة والبر ويفقدنا عشرتنا مع الله .. عمله أن يأخذ منا ضريبة بدون وجه حق فأعطيه وقت ومشاعر و ...... حتى أنه لا يريد أن يأخذ إلا عمري وهذه ضريبة بدون وجه حق .. يسبيني نفسياً وأدبياً وجسمانياً .. هو كدرلعومر عدو شرس بطال .. ما هو حقه ؟ ليس له أي حق .. ما حق عدو الخير فينا ؟ ليس له أي حق .. مجرد سيطرة .. إذاً ؟ يقول الله لا تخف سأردك .. الله هو الذي يردك لكن هنا يحققه أبونا إبراهيم .. ﴿ انقسم عليهم ليلاً هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأملاك ﴾ .. من الذي إسترجع كل الأملاك ؟ هو يسوع . حارب كدرلعومر وكانت معركة محسومة وانتصر على عدو الخير ورد أبانا آدم وبنيه إلى الفردوس وأخذ الأملاك .. أخذ كل ما قد سباه وتحدى الموت وكما أخذ كدرلعومر لوط وزوجته وأولاده وكل ممتلكاته وأبونا إبراهيم رده هو وكل ماله .. في الصليب أيضاً نزل ربنا يسوع إلى الجحيم وسبى سبياً وأعطى عطايا وأعاد السبايا .. تعالوا كل شخص فُقد منه شئ سأرده له .. كل إنسان إستعاد كرامته .. الإنسان الذي طُرد من حضرة الله رجع إلى الفردوس .. الإنسان الذي سُلبت كرامته الأولى أعادها الله له وجعله مع الملائكة جعله يسبح ويمجد .. أدخله إلى الفردوس مرة أخرى .. ﴿ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا ﴾ ( أف 4 : 8 ) . معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب .. قال لكدرلعومر ليس لك حق في أولادي لماذا تأخذهم أنا سأردهم وآخذهم .. ما حقك فيهم ؟ هم أولادي وقد دُعي إسمي عليهم .. لكن كدرلعومر محترف حرب وظالم ألا تخاف منه يا أبونا إبراهيم ؟ يقول كيف أخاف منه ؟!! تقول له لكنك يا أبونا إبراهيم ليس لك أدوات حرب .. يقول لا كيف تقول ذلك ؟ أنا معي أدوات حرب لكن ليست كأدواته . ربنا يسوع تسأله كيف ستحارب الشيطان وهو محترف حرب ؟ يقول سأحاربه على الصليب .. الشيطان لا يحتمل الإتضاع ولا يحتمل من يحتمل الإهانات بفرح .. لا يحتمل الإنسان الذي يحب أعدائه سأغلبه بكل ذلك .. سأغلبه بأسلحة مختلفة عن التي في أذهانكم .. أبونا إبراهيم حارب كدرلعومر دون أن يحسب حسابات نفقة لأنه كان واثق من الإنتصار .. ﴿ تبعهم إلى دان وانقسم عليهم ليلاً هو وعبيده ﴾ .. عندما رد أبونا إبراهيم الأملاك أخذ كل شئ أي إنتصر على كدرلعومر بطريقة جعلته لا يأخذ أي شئ من إبراهيم .. ما هذا ؟ هذه عظمة الإنتصار .. عندما رد الأملاك من كدرلعومر من ضمن الناس الذين رد أملاكهم ملك سدوم . 4/ إبراهيم يرفض الأملاك : =============================== أراد ملك سدوم أن يرد الجميل لإبراهيم فقال له لك كل الأملاك أنت خلصتني من السبي وخلصت الرجال مع النساء والأطفال لذلك لك كل الذهب والأملاك .. لكن أبونا إبراهيم رفض وقال له في تك 14 ﴿ رفعت يدي إلى الرب الإله العلي مالك السماء والأرض لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك ﴾ ( 22 – 23 ) .. * شراك نعل * هو الخيط الذي يخاط به الحذاء .. حتى الخيط لن آخذه .. قديماً كانوا يحاربون من أجل الغنائم كما كان عماليق محترفي حرب لكي يعيش على الغنائم .. لكن إبراهيم لم يأخذ شئ فقد كان ملك سدوم يتخيل أنه محترف حرب لكن إبراهيم لم يكن كذلك . لماذا يا أبونا إبراهيم لم تأخذ شئ ؟ يقول ﴿ فلا تقول أنا أغنيت أبرام ﴾ ( تك 14 : 23 ) .. هنا أبونا إبراهيم رمز للمسيح الذي يقول مملكتي ليست من هذا العالم .. أنا سأولد في مذود .. نقول له لماذا يارب لتدخل بيت قيصر ؟ يقول لا لن يكون لي بيت ولا حتى أين أسند رأسي ولا قوت يوم واحد .. كان يقطف السنابل ليأكل أو يقطف تين عندما يجوع .. ولا شراك نعل .. ﴿ مجداً من الناس لست أقبل ﴾ ( يو 5 : 41 ) .. ﴿ مملكتي ليست من هذا العالم ﴾ ( يو 18 : 36 ) .. سأُصلب عُريان لكي تعلم إني سأصلب العالم من أجلك .. كلما أحب الإنسان الله عرف كيف يغلب من داخله .. أبونا إبراهيم غلب من داخله غلب المقتنيات .. أمامه أمور مغرية ذهب وفضة وأملاك لكنه شخص غالب حقق رمز للمسيح الذي أتى للعالم لكنه ليس من هذا العالم .. أتى ليعيش فترة ومتى إرتفع يجذب إليه الجميع .. أبونا إبراهيم أعطانا نموذج وصورة لعدم محبة القنية والفقر والغلبة كما كان المسيح له المجد . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ هو وخاصته لم يكن له قوت يوم واحد أما نحن فنطلب رزق لسنين عديدة .. هو لم يكن له أين يسند رأسه أما نحن فنطلب مجالس مزينة ﴾ .. أبونا إبراهيم كان غريب في كل مكان .. تخيل شكل أبونا إبراهيم ولغته وملابسه وعُملاته .. نحن ملامحنا تظهر موطننا أي بلد هو هكذا الملامح والزي والشكل واللغة والعملات تعلن دائماً أن أبونا إبراهيم شخص غريب عن كل مكان عاش فيه وبذلك حقق مبدأ مهم جداً أن العالم ليس له .. الله إختاره دون قبائل الأرض كلها ليصنع معه عهد لأنه وجد فيه صفات يريدها الله .. كان العالم يعيش في ظلمة وظلام والله أضاء أبونا إبراهيم شمعة وسط هذه الظلمة .. هو بداية النسل المبارك ﴿ يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ﴾ ( تك 22 : 18) .. أنت تتحقق فيك شخص المسيح . 5/ إبراهيم يزجر الجوارح : =============================== عندما غلب أبونا إبراهيم في معركة كدرلعومر قلق هل سيصمت كدرلعومر أم يحاول أن يعاود الحرب مع أبينا إبراهيم ؟ تخيل أن كدرلعومر سيدبر حرب أخرى ضده فقلق لكن الله طمأنه وقال له ﴿ لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ﴾ ( تك 15 : 1) .. الله يعلم ضعف البشر فأقام مع أبينا إبراهيم عهد .. قديماً كان من عادة الشعوب عندما تقيم عهد بينها أن يأتوا بحيوانات تُشق في وسطها مثلاً خروف .. ماعز .. عجل تُشق هذه الحيوانات ويمر وسطها المتعاهدين عهد سلام أبدي من يخونه يُشق من الوسط .. فمنظر الشق والدم يجعل الخيانة بعيدة .. الله قال لأبينا إبراهيم هات عِجلة ثلثية وكبش ثلثية وعنزة ثلثية ويمامة وحمامة تشق الكل من الوسط ماعدا الحمامة واليمامة .. اليمامة والحمامة رمز للشخص الروحاني لأنه شخص لا ينقسم بينما العِجلة والكبش والعنزة رمز للشخص الجسداني المنقسم على ذاته .. أبونا إبراهيم شق الحيوانات من الوسط وانتظر الطرف الآخر للمعاهدة الذي سيمر معه وسط الحيوانات المشقوقة وهو لا يعرفه هل هو كدرلعومر ؟ كيف وهو شخص لا يحبني ولا أحبه ؟ تُرى من يكون ؟ بالطبع الحيوانات المشقوقة تنزف وأتت الجوارح تحوم حولها لتأكلها فظل أبونا إبراهيم يزجر الجوارح حتى تعب ونام . زجر الجوارح .. الجوارح رمز لعدو الخير والحيوانات المشقوقة والطيور رمز للإنسان الجسداني واليوناني المعرضين لحرب عدو الخير الذي يريد أن يجعل النفس لا تشعر بإطمئنان ولا يريد المعاهدة مع الله تتم كما قال الله لقايين ستعيش خائف .. أبونا إبراهيم لا يستطيع أن يتمم المعاهدة وحده فكان يزجر الجوارح الصعبة التي تريد أن تأكل الحيوانات .. إبراهيم رمز لربنا يسوع الذي يريد أن يدخل في معاهدة مع الإنسان لكن عدو الخير يهيج على الإنسان والرب يزجره .. ﴿ أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ﴾ ( يو 10 : 11) .. يبذل نفسه عنها ويزجرها .. الأجير يرى الذئب فيترك الخراف ويهرب .. كان يمكن لإبراهيم أن يترك الجوارح تأكل الحيوانات .. لا .. لأنه ليس أجير لذلك كان يزجر الجوارح . ربنا يسوع لما تكلم عن مثل الإستعداد قال عندما تأخر السيد عن الخادم صار الخادم يأكل ويشرب ويسكر وجاء سيده جعل نصيبه مع عديمي الإيمان ويشقه من وسطه .. هذه فكرة من ينقض العهد يُشق من وسطه بينما الأمين الحكيم يقيمه سيده على ماله .. أبونا إبراهيم لما نزل لأرض مصر كان إشارة للمسيح ولما ترك أرضه وعشيرته كان إشارة للمسيح .. ولما غلب كدرلعومر كان رمز للمسيح ولما رفض الأملاك كان رمز للمسيح لأن مملكته ليست من هذا العالم . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

إيمان قائد المئة

إنجيل العشية من إنجيل معلمنا مارلوقا 7 يتكلم عن قائد المئة .. هذا الرجل من الفئة المجهولة في الكتاب .. هو رجل له إيمان عظيم مدحه الرب لكن لا يعلم عنه أحد الكثير .. هو من فئة خائفي الله .. هذه القصة بها ثلاثة نماذج مهمين .. تحكي القصة عن رجل قائد مائة روماني الجنسية لكن له إيمان ومحبة .. محب لليهود .. له إبن مريض وأشرف على الموت .. نعم هو لم يرى يسوع لكنه سمع عنه وآمن به وبحكم عمله فهو قريب من حكام أورشليم وله علاقة برؤساء اليهود فسألهم من أجل إبنه المريض أن يتحدثوا مع رب المجد يسوع لكي يذهب ويشفي إبنه صار بذلك رؤساء اليهود في مأزق لأنهم كانوا ضد ربنا يسوع فإن طلبوا من رب المجد يسوع أن يذهب لقائد المئة ليشفي إبنه إذاً هم يؤمنون به فلن يستطيعوا أن يهيجوا الشعب ضده .. وإن لم يذهبوا له فإنهم بذلك يخسرون مصالحهم مع قائد المئة لأنه كان قد بنى لهم مجمع .. فماذا يفعلون ؟ كان اليهود يجرون وراء مصالحهم فذهبوا ليسوع ﴿ فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد قائلين إنه مستحق أن يُفعل له هذا ﴾ ( لو 7 : 4 ) .. لم يخيروا ربنا يسوع أن يذهب إليه أم لا بل طلبوا بإلحاح واجتهاد ﴿ لأنه يحب أمتنا وهو بنى لنا المجمع ﴾ ( لو 7 : 5 ) .. إذاً إيمانهم يعلن أنهم يعلمون أن يسوع قادر أن يفعل .. وعجيب هو ربنا يسوع أن يذهب معهم رغم علمه بنواياهم وذهب معهم .. هنا يظهر ثلاث مواقف مختلفة :-

الشباب والإيجابية

نَتَذَكَّر مَعاً يَا أحِبَّائِي مَا قَالَهُ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي إِنْجِيل مُعَلِّمنَا لُوقَا البَشِير الأصْحَاح العَاشِر عَنْ السَّامِرِي الصَّالِح الرَّجُل الَّذِي كَانَ نَازِلاً مِنْ أَرِيحَا ( لو 10 : 30 ) وَكَانَ طَرِيق أَرِيحَا بِهِ لُصُوص وَقُطَّاع طَرِيق .. هذَا الرَّجُل تَعَرَّض لِهُجُوم مِنْ بَعْض اللُصُوص الَّذِينَ ضَرَبُوه وَعَرُّوه وَسَرَقُوه وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ وَفَرُّوا .. بَعْد ذلِك مَرَّ بِهِ كَاهِن رَأه وَهُوَ يَتَألم فَجَازَ مُقَابِلَهُ وَاستَمَرَ فِي طَرِيقه( لو 10 : 31 ) ثُمَّ مَرَّ بِهِ لاَوِيٌّ فَجَازَمُقَابِلُهُ وَمَضَى أيْضاً فِي طَرِيقَهُ ( لو 10 : 32 ) ثُمَّ مَرَّ بِهِ سَامِرِي عَلَى دَابَّتِهِ وَأحْضر خَمْر وَزِيْت وَضَمَدَ لَهُ جَرَاحه وَرَفَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأنْزَلَهُ فِي فُنْدُق لِلإِعْتِنَاء بِهِ وَعِنْدَ عَودَتِهِ سَيُحَاسِبَهُ ( لو 10 : 33 – 35 ) نَأخُذ مِنْ هذَا الْموضُوع تَأمُّل عَنْ الإِيجَابِيَّة وَنُنَاقِش هذَا الْموضُوع فِي أربع نِقَاط وَهيَ :-

الأعماق الروحيّة فىِ قراءات شهر كيهك ج1

نحنُ بندرس مع بعض سلسلة عن روحانيّة القراءات الكنسيّة وأخذنا الأيام العاديّة السنوىِ وقُلنا أننا سندرس أيام الآحاد ، ونحنُ مُجبرين أننا اليوم نأخُذ الخط الروحىِ فىِ قراءات شهر كيهك وشهر كيهك هو شهر الإحتفال بالتجسُدّ الإلهىِ وكم يكون إنشغال الكنيسة جداً بالتجسُدّ الإلهىِ لأنّ بدأ البُشرى بالخلاص فهو بِداية كُل الفرحة فلا صليب ولا قيامة بدون التجسُدّ فسر إفتخارنا وسر إتحاد الله بنا هو يكمُن فى التجسُدّ " عظيم هو سر التقّوى الله ظهر فىِ الجسد " لأنّهُ إتحد بنا وحلّ بيننا وأخذ نفس جسدنا وأخذ طبيعتنا طبيعتىِ فيها المسيح إتحد بِها هى هى فباركها نحنُ بنحتفل بالطبيعة الجديدة التى أعطاها لنا الله لأنّ كُل ما هو روحىِ وكُل ما هو سماوىِ هو فىِ التجسُدّ هو طريق القيامة وطريق الصعود ولولا التجسُدّ ما كان المسيح حاضر على المذبح فكُل عقيدتنا مبنيّة على التجسُدّ فالخلافات بيننا وبين الديانات الأخُرى هى فىِ التجسُدّ فعند التجسُدّ يقفوا ويقولوا غير مُمكن فرق جوهرىِ جداً بيننا وبين اليهود والإسلام فىِ التجسُدّ فجوهر المسيحيّة فىِ التجسُدّ لأنّ التجسُدّ مُرّتب عليهِ الصليب فمن هُنا الكنيسة خصصت شهر لتُعيّد بالتجسُدّ فنتكلّم عن إشارات التجسُدّ ونبّوات عن التجسُدّ وأفراح التجسُدّ ولأنّ أُمنّا الست العدرا فىِ تسابيح الكنيسة هى المعمل الإلهىِ والتابوت العقلىِ وأنتُم تعلموا أنّ التابوت هو الحامل الإلهىِ ولكنّها هى غير خشبىِ فهى حملت أسرار اللاهوت الكنيسة خصّصت هذا الشهر لتحيا مع الحبل الإلهىِ خصّصت أربع آحاد بينقلونا نقلات روحيّة من بداية البشارة بميلاد يوحنا المعمدان للبشارة بميلاد السيد المسيح لزيارة العذراء لإليصابات وتسبحتها لميلاد يوحنا المعمدان وكُلّهُم من الإصحاح الأول من إنجيل لوقا وهو إصحاح طويل إلى حدٍ ما فهو 80 عدد فتقريباً كُل إسبوع 20 أو 25 عدد :-

الاحد الثانى من الصوم المقدس أحد التجربة

الأحد الثاني من الصوم المقدس (أحد التجربة) + في رحلة الصوم المقدس مع الكنيسة تدربنا في قبول النعمة حتى نصل الى معاينة القيامة اليوم هو (أحد التجربة) المسيح يدخل في مواجهة مع عدو الخير يمكن ان نستغرب ونقول هل يقدر الشيطان ان يجرب السيد المسيح ما هذه الجرأة والثقة وكيف يسمح له السيد المسيح؟ يقول لنا هو أكبر من هكذا فهو اتى من اجل هذا هو اتى لكي يهزم عدو الخير وهناك 3اسباب مهمين لمجيء السيد المسيح على الأرض هم:

لقاء يسوع مع زكا الأحد الثالث من توت

مقابلة ربنا يسوع المسيح مع زكا العشار بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير بِالذَّات بِيرَكِّز عَلَى شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَصَدِيق لِلإِنْسَان .. مُعَلِّمْنَا مَتَّى يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع المَلِك .. مُعَلِّمْنَا مَرْقُس يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع الخَادِم .. مُعَلِّمْنَا لُوقَا يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع صَدِيقٌ الإِنْسَان .. صُورِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا الكِنِيسَة تَضَعْ مَعَهُ صُورَة شِبْه الإِنْسَان لأِنَّ مُعَلِّمْنَا لُوقَا أبْرَز رَبِّنَا يَسُوع الإِنْسَان .. وَمُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا رَكِّز عَلَى رَبِّنَا يَسُوع الإِله .. فَمُعَلِّمْنَا لُوقَا يِعْرِض المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِقْتَرَب فِيهَا مِنْ الإِنْسَان .. هذَا مَوْقِفْ مِنْ المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيِعْزِم نَفْسُه وَبِيْقُول مُمْكِن أجِي البِيتْ عَنْدَك ؟ .. دَه يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك ( لو 19 : 5 ) .. أنَا لاَزِم أجِي اليُّوم عَنْدَك . كُلَّ مَوَاقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هِيَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَفَوْقَ المَكَان .. يَعْنِي هِيَّ لَمْ تَحْدُث فِي أرِيحَا وَلاَ حَدَثِتْ مِنْ 2000 سَنَة وَلكِنْ بِتَحْدُث فِي زَمَانَنَا وَفِي مَكَانَنَا .. نَفْس الدَّعْوَة اللِّي قَالْهَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِزَكَّا أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. هِيَ دَعْوَة مُتَكَرِّرَة لِينَا كُلِّنَا .. يَقُول لَنَا أنَا عَايِز أجِي أتَلاَمَس مَعَك .. أدْخُل جُوَّه حَيَاتَك .. أدْخُل جُوَّه بِيتَك .. لأِنْ كَانِتْ الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة بِلِقَاء زَكَّا بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مُجَرَّدٌ إِنُّه رَاح أكَل عَنْدُه وَلاَ قَعَد عَنْدُه هِيَّ تَغَيُّر حَيَاتُه .. يِقُول عَنْ زَكَّا أنَّهُ كَانَ رَئِيس العَشَّارِينْ وَكَانَ غَنِياً .. الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة لِلِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِرَئِيس العَشَّارِينْ هُوَ تَغَيُّر حَيَاتُه .. فَوَجَدْنَاه يَقُول أنَا هَا أُعْطِي نِصْف أمْوَالِي لِلفُقَرَاء وَإِنْ كُنْت وَشَيْتُ بِأحَدٌ أرُدُّ لَهُ أرْبَعَة أضْعَاف ( لو 19 : 8 ) .. تَغْيِير حَيَاة .. تَغْيِير عَمَلِي .. لِذلِك نُقَفْ وَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَوَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ زَكَّا . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي وَسَطْ الدُنْيَا المُزْدَحَمَة رَفَعْ عِينُه وَجَدْ زَكَّا مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة .. مَدِينَة أرِيحَا مُسَمَّاه بِهذَا الإِسْم لأِنَّ رَائِحَتْهَا حِلْوَة لأِنَّهَا مَشْهُورَة بِزِرَاعِة الفَوَاكِه .. فَمِنْ عَلَى بُعْد كِبِير تِشِمْ رَائِحَة جَمِيلَةٌ رَائِحَة فَوَاكِه .. فَكَانْ فِيهَا جِمِّيزَة مِنْ ضِمْن أشْجَار الفَوَاكِه وَزَكَّا عَشَانْ دَارِس المَنْطِقَة طِلِعْ عَلِيهَا لِكَيْ يَرَى يَسُوع .. فَرَبِّنَا يَسُوع رَفَعْ عِينُه وَجَد وَاحِدٌ مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة قَالَ لَهُ أسْرِع وَانْزِل تَعَالَ أصْل أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. رَبِّنَا يَسُوع بِيقُول لُه * يَنْبَغِي * يَعْنِي * لاَزِم * .. هُوَ اللِّي بِيَدْعُوه وَبِيقُول لُه لاَزِم أجِي لَك .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي بِيِبْحَث عَنْ الإِنْسَان .. هُوَ اللِّي يِفَتِّش عَنْهُ رَغْم الجَمَعْ .. زَحَام لكِنْ هُوَ عَارِفْ إِنْ دَه لاَزِم يَمْكُث عَنْدُه .. دَه لاَزِم يِتْغَيَّر .. دَه يَحْمِل إِشْتِيَاقَات جَمِيلَة وَلكِنْ مُسْتَعْبَد وَمَأسُور لِعَادَات رَذِيلَة .. يُبْقَى لاَزِم أنَا أدْخُل جُوَّه حَيَاتُه . دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِينَا هِيَّ نَفْس الدَّعْوَة .. يِقُولَّك إِنْتَ بِالرَّغْم مِنْ إِنْ الدُنْيَا زَحْمَة مِنْ حَوْلَك .. لِمَاذَا أنَا ؟ يِقُول رَبِّنَا لِيك أنَا أُرِيدَك إِنْتَ .. لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا زَكَّا ( لو 19 : 5 ) .. نَادَاه بِإِسْمُه .. تَخَيَّل رَبِّنَا بِيْنَادِي كُلَّ وَاحِد بِإِسْمُه وَيَقُول لَهُ أنَا اليُّوم أُرِيدْ أنْ أمْكُث فِي بِيتَك .. يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. قِصِّة الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه هِيَ هذِهِ الدَّعْوَة مِنْ بِدَايِة سُقُوط أبُونَا آدَم وَجَدْنَا إِنْ رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول لُه آدَم .. بِيْنَادِيه بِإِسْمُه .. بِيْقُول لُه آدَم أيْنَ أنْتَ ( تك 3 : 9 ) .. وَهِنَا بِيْقُول لِزَكَّا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. يَنْبَغِي .. لاَزِم .. أنَا جَاي لِكَيْ أرُدٌ إِلَيْكَ مِيرَاثَك المَسْلُوب .. أنَا جَاي عَشَانْ أرَّجَعَك لِحِضْن أبُوك .. أنَا جَاي عَشَانْ غِيرَك إِنْتَ وَإِنْتَ بِالذَّات وَبِإِلْحَاح وَبَاقُولَّك لاَزِم أجِي إِلَيْكَ . جَمِيلٌ إِنْ أنَا أشْعُر إِنْ رَبِّنَا بِيْنَادِينِي بِإِسْمِي وَعَارِفْ ظُرُوفِي وَبِيْقُولَّك أنَا لاَزِم أجْلِس عَنْدَك .. هُوَ يُرِيدَك إِنْتَ .. هُوَ يَقْرَع عَلَى بَابْ قَلْبَك إِنْتَ .. هُوَ يُقْصُدَك إِنْتَ .. أحْيَانَاً الإِنْسَان فِي وَسَطْ الزَّحْمَة يِفْتِكِر إِنُّه مِشْ مَعْرُوف عَنْدُه .. لاَ .. دَه مَعْرُوف بِالإِسْم .. مَعْرُوف بِالسِيرَة .. يِعْرَف كُلَّ أعْمَاقَك وَكُلَّ إِشْتِيَاقَاتَك .. هُوَ عَارِفْ .. وَعَارِفْ المَاضِي وَعَارِفْ الضَّعْف وَبِيْقُولَّك أنَا أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. أنَا لاَزِم اليُّوم أجِي لَك وَأجْلِس مَعَك . وَالعَجِيب جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هُوَ صَاحِبْ السُّلْطَان وَسَيِّد مَمَالِك الأرْض كُلَّهَا هُوَ اللِّي بِيِعْزِم نَفْسُه عَنْد وَاحِد .. كَرَامِة الشَّخْص مُمْكِنْ تِمْنَعُه أنْ يَقُول لِوَاحِد أنَا هَاجِي إِلَيْكَ .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا شَافْ إِنْ إِحْنَا تَبَاطَأنَا جِدّاً فِي دَعْوِتُه فَدَعَى نَفْسُه هُوَ لِينَا .. رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا لَقَى إِنْ إِحْنَا أهْمَلْنَا كَثِير جِدّاً فِي حَقٌ تُوبِتْنَا وَفِي حَقٌ خَلاَصْنَا فَوَجَدْنَاه هُوَ بِيْقُول لِينَا أنَا اللِّي هَاجِي .. إِنْتَ الوَاضِح إِنْ الخَطْوَة دِي صَعْبَة عَلِيك .. إِنْتَ مُكَبَّل وَمَأسُور وَتَعْبَان .. أنَا اللِّي هَادْعِي نَفْسِي .. إِنْتَ مِتْأخَر كَثِير جِدّاً وَتِفْضَل سَايِبْ نَفْسَك حَتَّى تَصِل إِلَى حَالْ أرْدَأ .. لاَ .. أنَا اللِّي هَاجِي .. أنَا اللِّي هَافْتَقِدَك وَبِإِلْحَاح . جَمِيلٌ جِدّاً فِي زَكَّا إِنُّه إِسْتَجَاب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مِنْتِظِر إِنْ إِنْتَ اللِّي تَدْعُوه لكِنْ هُوَ اللِّي بِيَدْعُوك وَلكِنْ مِنْتِظِر مِنَّك حَاجَة لَوْ إِنْتَ مَعَمَلْتَهَاش هُوَ مِشْ هَا يِجِي إِنْ إِنْتَ تَسْتَجِيب لِنِدَائُه .. يَامَا نَاس رَبِّنَا يَسُوع بِيْنَادِي عَلِيهُم وَهُمَّ يِرْفُضُوا .. عَايِز يِقُولَّك كِدَه كِتِير .. مَعْقُول إِنْ أنَا اللِّي أدْعُو نَفْسِي وَإِنْتَ تُرْفُض وَأنَا أجِي ؟!! كِدَه كِتِير قَوِي لِذلِك نَاس كَثِيرِين رَبِّنَا دَعَاهُمْ وَقَالْ أنَا أجِي وَفِي نَاس إِعْتَذَرُوا عَنْ قَبُول الدَّعْوَة . جَمِيلَةٌ جِدّاً الكَلِمَة اللِّي ذَكَرْهَا الكِتَاب المُقَدَّس إِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لَمَّا تَكَلَّمْ مَعَ فِيلِكْس الوَالِي يِقُول إِرْتَعَدَ فِيلِكْس الوَالِي .. إِبْتَدأ قَلْبُه يِتْحَرَّك .. إِبْتَدأ يَسْتَجِيب لِلكَلاَم وَلكِنْ لِلأسَفْ قَالَ لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول إِذْهَب الآن وَمَتَى حَصَلْت عَلَى وَقْت أدْعُوك ( أع 24 : 25 ) وَلَمْ يَحْصُل عَلَى وَقْت .. إِنَّهَا الأن .. رَبِّنَا عِنْدَمَا يُنَادِيك فِي لَحْظَة لاَ تُؤَجِلْهَا .. يِقُول الأنْ تِقُول لُه حَاضِر .. يِقُول يَنْبَغِي أنْ أمْكًُث فِي بِيتَك تِقُول لُه يَارَب أنَا مُشْتَاق أنْ تَمْكُث فِي بِيتِي .. أنَا مِنْتِظْرَك .. جَمِيلٌ جِدّاً أنْ أشْعُر بِعَمَل رَبِّنَا فِي حَيَاتِي وَدَعْوِتُه لِيَّ بِالتُّوبَة وَإِلْحَاحُه عَلَيَّ .. لَوْ عَرَفْنَا إِنْ مِنْ أهَمْ مَقَاصِد حَيَاتْنَا إِنْ الله أبْقَانَا الَى الأن إِلَى هذِهِ اللَحْظَة وَنَحْنُ أحْيَاء لِكَيْ نُكَمِّل تَوْبَتْنَا .. الله يَتَرَجَّى تَوْبَتْنَا بِالحَيَاة وَمَا الحَيَاة إِلاَّ فُرْصَة لأِسْتِجَابِة تَرَجِّي التُّوبَة .. زَكَّا إِسْتَجَاب ..زَكَّا إِسْتَجَاب قَبَلَهُ فَرِحاً ..رَبِّنَا عَايِز يِلْزِمْنَا أنْ نَعِيش مَعَاه .. رَبِّنَا عَايِز يُغْلِقٌ عَلِينَا دَوَائِر الشَّر عَشَانْ يِحْفَظْنَا .. رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يِأمِنَّا مِنْ شُرُور وَخَطَايَا كَثِيرَة إِحْنَا اللِّي نِسْعَى إِلَيْهَا . فِي سِفْر هُوشَعْ يِقُول إِنْ فِيه إِمْرَأة زَانِيَة حَبِّت تُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا فَرَبِّنَا شَبِّه المَرْأة الزَّانِيَة بِشَعْبُه بِتُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا وَبِتَدَوَر عَلَى غِيرُه عَشَانْ تِعْمِل الغَلَط مَعَاه .. هذَا هُوَ حَال النَّفْس البَشَرِيَّة بِتُتْرُك عَرِيسْهَا وَتَبْحَث عَنْ الشَّر وَتَقْتَرِنْ بِغَيْرُه .. الله لاَ يَسْكُت .. يُكْمِل فِي سِفْر هُوشَع مَوْقِفْ ربِّنَا فَيَقُول ﴿ لِذلِك هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطْهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ ﴾ ( هو 2 : 6 – 7 ) .. رَبِّنَا عَايِز يِسَيِّج عَلِينَا فَيَقُول حَتَّى لَوْ إِنْتَ رَغَبْت أنَا هَاسَيِّج عَلِيك .. هَاجْعَل طَرِيقَك بِالشُوك وَأبْنِي حَائِط حَتَّى لاَ تَجِد مَسَالِكْهَا فَتَجِد مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكَهُمْ .. تُفَتِّش عَلَيْهِم وَلاَ تَجِدَهُمْ ﴿ فَتَقُولُ أذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنِ ﴾ .. رَبِّنَا يَتَرَجَّى التُّوبَة بِتَاعِتْنَا .. يُرِيد أنْ يُحَاصِرْنَا .. يُحَاصِرَك بِكَلِمَة .. بِآيَة .يِسَيِّج طَرِيقَك .. يَضَعْ جُوَّاك إِشْتِيَاقَات .. إِسْتَجِيب وَتَجَاوَب مَعَهُ . بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا خَرَجُوا مِنْ أرْض مَصْر لِكَيْ يَذْهَبُوا لأِرْض كَنْعَان مَكَثُوا أرْبَعِين سَنَة تَائِهِينْ .. رَبِّنَا كَانْ لُه قَصْد مِنْ دَه .. المِشْوَار كُلُّه لَمْ يَأخُذ أكْثَر مِنْ ثَلاَثَة أسَابِيع ..لَوْ شَعَرُوا إِنْ الطَّرِيقٌ صَغِير أمَام أي صُعُوبَة كَانُوا يِرْجَعُوا .. الله أرَاد مِنْ ذلِك أنْ يَدْخُلُوا كُلُّهُمْ كَنْعَان وَلاَ يَرْجَع أحَدٌ .. فَيَقُول ﴿ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَعَْ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ ﴾( خر 13 : 17) .. خَايِفْ عَلِيهُمْ لِئَلاَّ يَرْجَعُوا فَتَوِّهَهُمْ .. الله يَصِر عَلَى أنْ يِسَيِّج عَلِينَا الطَّرِيقٌ لِكَيْ لاَ نَرْتَد إِلَى الوَرَاء أبَداً .. هذَا هُوَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. أنَا الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص لأِجْل المَوْعِد بِالخَيْرَات المُنْتَظَرَة . زَكَّا رَجُل غَنِي .. رَجُل رَئِيس عَشَّارِين .. سِمِعْ إِنْ يَسُوع رَايِح بَلَدُه فَكَانَ مُشْتَاقٌ جِدّاً أنْ يَرَى يَسُوع وَهذِهِ هِيَ بِدَايِة الطَّرِيقٌ .. بِدَايِة الحَيَاة مَعَ رَبِّنَا هُوَ الإِشْتِيَاق .. لاَزِم تِكُون نَفْسَك تَرَى يَسُوع .. نَفْسَك تَتَقَابَل مَعَاه .. نَفْسَك تَسْمَعُه .. مُشْتَاق جِدّاً أنْ تَتَلاَمَس مَعَهُ .. هذِهِ هِيَ البِدَايَة .. البِدَايَة هِيَ رَغْبَة مِنْ الدَّاخِل أمِينَة صَادِقَة لِكَيْ مَا أتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح .. زَكَّا كَانْ مِتْضَايِق مِنْ حَيَاتُه فَلِذلِك كَانَ يُرِيدْ أنْ يَرَى يَسُوع عَشَانْ عَايِز طَرِيقٌ أفْضَل ؟ رُبَّمَا .. تِكُون سِمِعْت عَنُّه إِنُّه بِيِعْمِل مُعْجِزَات وَإِنُّه رَجُل فَاضِل وَإِنُّه قِدِيس رَايِح تَرَاه ؟ رُبَّمَا .. زَكَّا يُرِيدْ أنْ يُقَابِل يَسُوع فَوَجَدَ الطَّرِيقٌ مُزْدَحِم جِدّاً ( عَوَائِقٌ ) بِالإِضَافَة إِلَى قِصَر قَامَتُه .. كَانَ هُنَاك عَوَائِق كَثِيرَة لكِنْ زَكَّا كَانَ عِنْدُه عَزْم فَمِشِي وَسَطْ الزَّحْمَة إِلَى أنْ وَصَل لِمَمَر الطَّرِيقٌ وَتَسَلَّقٌ الجِمِّيزَة .. زَكَّا كَانَ عِنْدُه ثَبَات عَزَم وَاللِّي وَضَعْ فِي قَلْبُه أنْ يَرَاه فَلاَبُدْ وَأنْ يَرَاه وَلكِنْ مَنْ الَّذِي يُرَاقِب هذِهِ الإِشْتِيَاقَات كُلَّهَا ؟ رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي مِرَاقِبْ المَوْقِف كُلُّه .. هُوَ اللِّي مَعَاه أمْرِنَا .. هُوَ اللِّي يِعْرَف أعْمَاقْنَا .. الله اللِّي عَارِف خَفَايَا القَلْب رَأى إِسْتِعْدَادٌ زَكَّا .. زَكَّا غَلَبْ العَوَائِقٌ .. غَلَبْ الزَّحْمَة وَغَلَبْ قِصَر القَامَة .. وَصَعَد عَلَى جِمِّيزَة لِكَي يَرَى يَسُوع . الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ الجِمِّيزَة هِيَ مُمْكِنْ تِكُون كَلِمَة مَنْفَعَة .. مُمْكِنْ تِكُون كِتَاب رُوحِي .. مُمْكِنْ تِكُون شِرِيطْ عِظَة .. الإِنْسَان مُمْكِنْ يِكُون قَامْتُه الرُّوحِيَّة قَصِيرَة لاَ تُوْجَدٌ عِنْدِي إِسْتِعْدَادَات كَافِيَة تُؤهِلْنِي لِمُقَابَلَة الْمَسِيح .. الحَلْ هُوَ أنْ أجِدٌ شِئ يِرْفَعْنِي .. أبْحَث عَنْ وَسِيلَة لِكَيْ أرى بِهَا الْمَسِيح .. العِظَة وَسِيلَة لِكَيْ أرَى بِهَا الْمَسِيح .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَلِّمُونَا أنْ نُوَاظِبْ كَثِير جِدّاً عَلَى القِرَاءَة الرُّوحِيَّة ( جِمِّيزَة ) .. خِسَارَة الوَقْت يِضِيع وَأُمُور غِير نَافْعَة إِهْدَارٌ لِلوَقْت .. وَإِهْدَارٌ الوَقْت مَعْنَاه إِهْدَارٌ لِلعُمْر وَإِهْدَارٌ العُمْر مَعْنَاه خَطْوَة لِلجَحِيم .. لِذلِك إِصْعَدٌ عَلَى جِمِّيزَة لِكَيْ تَرَى يَسُوع .. مَا أجْمَل أنْ تَرَى يَسُوع بِوُضُوح .. مَا أجْمَل أنْ يَتَلاَقَى زَكَّا مَعَ رَبَّ زَكَّا . جَمِيلٌ هذَا المَوْقِفْ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع نَادَاه بِإِسْمُه فَفَرِحَ زَكَّا جِدّاً .. فِي وَسَطْ الزِّحْمَة رَبِّنَا وَاخِدٌ بَالُه مِنْ زَكَّا ..هُوَ يَعْلَم الإِشْتِيَاق وَيُكَمِّل النَّقَائِص وَيَسْنِد الضَّعْف .. الله يُرِيدَك .. يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك .. نَزَلْ زَكَّا بِسُرْعَة وَأخَذَ رَبِّنَا يَسُوع فِي بِيتُه .. مَعْقُول هذَا المَوْكِب العَظِيمْ يِنْتِهِي فِي بِيتِي أنَا ؟!! ..إِبْتَدأ حِلْم زَكَّا يِتْحَقَّقٌ فَابْتَدأ يُدْخُل بِيتُه فَقَبَلَهُ فَرِحاً .. لِذلِك الثَّلاَث خَطَوَات مُهِمِينْ جِدّاً فِي زَكَّا وَهُمَّ : 1)الإِشْتِيَاق جَعَلَهُ يَتَحَدَّى العَوَائِقٌ . 2)القَبُول قَبَلَهُ فَرِحاً . 3)التَّغَيُّر وَالتَّحَوُّل الفِعْلِي . زَكَّا لَمْ يَلْتَزِم بِحُدُودٌ الشَّرِيعَة وَهيَ إِنْ الشَّخْص الَّذِي يَظْلِم أحَداً يَرُدٌ أرْبَعَة أضْعَاف لكِنْ زَكَّا أعْطَى نِصْف أمْوَالُه لِلفُقَرَاء .. مُقَابَلَة الْمَسِيح تُفْطُمَك عَنْ كُلَّ مَا قَدْ سَبَقٌ فَآسَرَك .. مُقَابَلَة الْمَسِيح تَخْلَع مِنَّك أهْوَائَك القَدِيمَة .. إِنَّهُ زَعْزَع صُخُور الأوْجَاع المُضَادَّة وَهَدَّى أمْوَاج الشَّهوَات الثَّقِيلَة ..كُلَّ مَا تَحَدَّانَا فِيهِ العَدُو وَسَبَانَا فِيهِ مُجَرَّدٌ مُقَابَلَة الْمَسِيح تُزِيل هذِهِ الأوْجَاع .. هذَا هُوَ التَّحَوُّل الفِعْلِي . المُقَابَلَة مَعَ الْمَسِيح تُغَيِّر الإِنْسَان .. وَجَدْنَا التَّغَيُّر حَصَل .. يَا لِفَرْحِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِهذَا اللِقَاء .إِنْ كَانْ زَكَّا فِرِح بِهذَا اللِقَاء فَرَبِّنَا يَسُوع فِرِح بِهِ أكْثَر جِدّاً بِمَا لاَ يُقَاس .. رَبِّنَا يَسُوع مِنْتِظِر تَغَيُّرْنَا .. التَّغَيُّر مُسْتَحِيل بِدُون لِقَاؤُه .. مُسْتَحِيل أنْ تَحْمِل شَهَوَات المَاضِي وَكُلَّ مَا عَاقَ قَلْبَك دُونَ أنْ تَلْقَاه أنْ تَلْقَاه بِاشْتِيَاقٌ وَبِقَبُول وَبِتَحَوُّل .. لِذلِك لاَ أسْتَطِيع أنْ أغْلِب بِدُون مَا أرَاه .. الفِعْل وَالتَّغَيُّر الفِعْلِي شَرْط يُلاَزِم اللِقَاء لِذلِك وَجَدْنَا الَّذِينَ رَأُوا تَذَّمَرُوا قَائِلِينْ أنَّهُ دَخَلَ إِلَى بَيْت رَجُل خَاطِئ لِيَسْتَرِيح( لو 19 : 7 ) .. رَبِّنَا يَسُوع وَزَكَّا بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه وَالجُمُوع بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه آخَر .. وَجَدْنَا رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول اليُّوم صَارَ خَلاَصٌ لِهذَا البَيْت إِذْ هُوَ أيْضاً إِبْن لأِبْرَاهِيم ( لو 19 : 9 ) .. إِبْن البَشَر جَاءَ لِيُخَلِّص مَا قَدْ هَلَك ( لو 19 : 10) . لِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه تَغْيِير .. لاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه قَطْع لِلأهْوَاء وَالشَّهوَات القَدِيمَة .. كُلَّ مَا سَيْطَر عَلِينَا العَدُو فِيهِ وَنَجَح فِي أنْ يُكَبِلْنَا بِهِ مِنْ مَحَبِّة شَهْوَة أوْ مَحَبِّة عَالَمْ أوْ مَحَبِّة كَرَامَة أوْ مَحَبِّة لَذَّة تَجِدٌ رَبِّنَا يَحْمِلُه بِسُهُولَة وَيَرْفَعُه عَنَّك بِقُّوَتُه وَبِنِعْمِتُه .. زَكَّا يَتَقَابَل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع يَتَغَيَّر .. مُعَلِّمْنَا مَتَّى يَتَقَابَل مَعَهُ يَتَغَيَّر .. مُعَلِّمْنَا بُطْرُس يَتَقَابَل مَعَاه يِتْغَيَّر .. هذِهِ سِمِة اللِقَاء بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. لَوْ تَقَابَلْت مَعَ رَبِّنَا يَسُوع وَلَمْ تَتَغَيَّر يُبْقَى اللِقَاء فِيه حَاجَة غَلَطْ .. يُبْقَى إِنْتَ لَمْ تَنْظُرُه بِعِينْ الإِيمَان ..يُبْقَى عَزِيمْتَك مِشْ ثَابْتَة .. يُبْقَى الأهْوَاء غَلَبِتَك .. لِذلِك تُطْلُب مِنُّه إِنْ بِنِعْمِتُه هُوَ وَبِقُّوِتُه هُوَ يِجْعَلَك تَلْقَاه وَهُوَ القَادِرٌ أنْ يُغَيِّرَك . رَبِّنَا يِفَرَّح قُلُوبْكُم وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

لماذا أنــا مسيحـــــــــــى

موضوعنا بنعمة ربنا عن لماذا أنا مسيحى ؟000 سؤال ربما يكون أهم سؤال فى حياتنا 0ولكن ممكن أننا لا نسأله لأنفسنا بالرغم من أنّه أهم سؤال فى حياتنا نقرأ فى رسالة القديس بولس الرسول لأهل أفسس إصحاح 1 عدد 3 : 9" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح0كما إختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدّامه فى المحبة 0إذ سبق فعيننّا للتبنّى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئتة0لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب0الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته التى أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة إذ عرّفنا بسر مشيئته حسب مسرّته التى قصدها فى نفسه " ربنا إختارنا قديماً جداً قبل تأسيس العالم00قبل أن نوجد أساساً00والمقصود بالمحبوب :هو ربنا يسوع 00 لماذا أنا مسيحى ؟!! بنعمة ربنا سأقول لكم لماذا أنا مسيحى فى أربع نقاط:- 1/أنا مسيحى لأنّه أختارنى :- مامعنى أختارنى ؟! فلماذا أنا مسيحى وتوجد ناس أخرى غير مسيحية 00فهل لأنّ الإنسان أبوه وأمه مسيحيين يكون هو مسيحى00لا00فإن ربنا أختاره ولكن ما معنى أختارنى ؟!فالكنيسة مثلاً عندما تريد أن تأخذ أولاد لخلوة أو لمسابقة فالكنيسة بتختار وتقول فلان وفلان وفلان ربنا يسوع من وسط ناس الأرض كلها أختار ناس له فى العهد القديم00كل الناس ربنا خلقهم وبيحبهم ولكنّه أختار ناس معينّة فأختار واحد مثل أبونا إبراهيم وقال له : " فاجعلك أمّة عظيمة وأباركك وأعظّم أسمك0وتكون بركة0وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه0وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " ( تك12: 2 ، 3 ) وفعلاً ربنا أختار أبونا إبراهيم من بين قبائل الأرض ليعلن إسمه من خلاله ويعلن مجده فيه وكان مثل الشمعة فى وسط الظلمة فهذا أختيار ربنا 0وربنا يقول أنا بسابق علمى أعرف إستعدادات إبراهيم0مثل مدّرس بيختار طالب ليدخل أوائل الطلبة ويقول لأنى حاسس إنه متفّوق ربنا بسابق علمة أختارنا نحن بالذات0ولكن لماذا ؟! أختارنا قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدّامه فى المحبة0أختيار المسيحية هو تثبيت الدعوة من الله كل إنسان مسيحى محظوظ لأنّه مسيحى لأنّ الله أختاره لُيدعى إسمه عليه0لدرجة أنّ ربنا خصصّنا من قبل تأسيس العالم0وقال أنا أخترتكم من وسط قبائل الأرض كلها00المسيحية أختيار00المسيحية هبة تعالوا نفكّر فى : ما فضلى إنى مسيحى00صدقونى لن نجد فضل لنا00فهذه هبة0والكتاب يقول: " قد وهب لكم لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألّموا من أجله أيضاً " 00" هبة " بمعنى أنّ واحد بيعطى واحد شىء لا يستحقه00فالمسيحية وُهبت لنا00وأختيار ربنا بينّمى عشرتنا ومحبتنا له جداً مين فيكم بيشكر ربنا على أنه مسيحى وعلى أختياره ؟! مين حاسس بالهبة التى أعطاها ربنا له00صدقونى ياأحبائى بكل أمانة إلى اليوم وأمس 00وكل يوم تقريباً بتقابل مع ناس بترغب أن تدخل الإيمان وهم ناس غير مسيحيين000ما الذى يجبرهم على ذلك ؟! لهذه الدرجة ؟! نعم أحبوا المسيح وعرفوه0ربنا أختارهم ويريدهم00وكل الذى نفعله معهم هو أن نتمهّل عليهم حتى أنّ الأشتياق بيزيد عندهم00وأحياناً بنجد فى الإنسان الغير مسيحى إستعدادات لمعرفة ربنا أكثر من أولادنا0 أحياناً الإنسان لا يعرف قيمة الأختيار وقيمة الهبة0فالمفروض أن أكون أمين فى هذا الأختيار0 فشاول الذى هو بولس الرسول يقول : " لمّا سُر الله الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى لنعمته " فأنت يا شاول يهودى ومن أكثر أعداء المسيحية ولكن مع ذلك " ربنا سُر " أى مسرور أنّه أختارنى0وهو لم يختارنا الآن ولكن قبل أن نولد وليس هذا فقط ولكن قبل تأسيس العالم لكى نكون قديسين وبلا لوم فى المحبة فنجد ربنا يختار إبراهيم00ويختار موسى النبى 00ويختار أرميا 00ويختار شاول الطرسوسى ويقول له أنت تكون إناء مختار لى0وموسى يقول لربنا أنا لا أعرف أن أتكلّم فيقول له لا تخف00أرميا يقول له أنا صغير فربنا يقول له لا تقل إنى ولد0قبل أن تولد أنا عرفتك 00أنا مصوّرك من بداية نشأتك0 لابد أن أشكر ربنا على هذا الأختيار00ولابد أن أشعر إنى مسيحى لأنّه أختارنى وأنا لا أستحقه0فأشكر ربنا 00تخيلّوا يقولوا لنا أنتم مولودين وفى فمكم ملعقة ذهب 00فهو يعرفنا قبل تأسيس العالم0 2/أنا مسيحى لأنّه فدانى:- الإنسان ربنا خلقه وعندما خلقه أصبح أهم شىء فى حياة الإنسان هو الله0وعندما أكل من الشجرة خالف الوصية0ووقع عليه الحكم وهو الموت0وهو موت أبدى0فالأخطر من الموت الذى نموته الآن بالجسد هو أن يموت الإنسان إلى الأبد00فكلّنا بنموت بالجسد ولكن لنا وعد بالحياة الأبدية فلا تخاف من الموت 0ومن هنا صار حكم الموت على كل الناس وفى ذلك الوقت لم يوجد إنسان مسيحى وإنسان غير مسيحى 00فأبونا آدم عندما أنجب بنين صارت كل ذريتّه عليهم حكم الموت الأبدى وربنا إختارناس وقال أنا ممكن أعمل عهد صلح بينى وبينهم وصار الإنسان ممكن أن يقدّم ذبيحة0وإبتدأت الذبيحة التى تموت ترفع عن الإنسان مؤقتاً حُكم الموت00فكان المفروض انّ الإنسان عندما يولد نميته0وربنا قال لا نميته ولكن يعيش لفترة على الأرض ثم يموت أبدياً فأبتدأ الإنسان يقدّم الذبائح إلى أن جاء المسيح فى ملء الزمان00ولأنّه إله وإنسان بلا عيب وجدناه يموت بدل الإنسان00ووجدناه فدى الإنسان0وصار الدين الذى علىّ هو دفعه وفدانى مين الذى دفع بدلاً منى ؟! هو المسيح00فصرت مديون بالحب للمسيح00ولأنّه فدانى فإنى وجدت أنّ فداءه لم يفدى البشرية كلها ولكنّه قال أنا سأفدى الذين يقبلونى00فلماذا أنا مسيحى ؟!! لأنى قبلت فداءه0وصارت حياتى ملك المسيح00وهو صنع مع الآب صلح لأنى المفروض أن أموت0فجاء الإبن ومات بدل كل البشرية00وأصبحت البشرية كلها مديونة للإبن بحياتها فما رأيكم فى الذى يقول أنّ الإبن لم يفدى الإنسان أو أنّه ليس الله0أو واحد مشابه له0 أمّا أنا فلأنى قبلت فداء الإبن صرت أنا مسيحى وصرت مفدى00" الذى لنا فيه الفداء بدمهِ " 00فلنفرض أنّ شخص لا يقبل فداء ربنا يسوع فإنه لن يستطيع أن يكون له نصيب فى الميراث ولا الملكوت00" وأمّا الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله " نحن آمنّا بفداءه وبتجسّده وبصليبه00وفى قانون الإيمان نقول " تأّنس وصُلب على عهد بيلاطس البنطى " يعنى أنّ العلامة هى " بيلاطس البنطى " 0نحن بنعلن قبلونا العملى لعمل الله الفدائىالروح القدس نقل لنا فداء الإبن كحياة تسرى فى داخلنا00الآب جعل الإبن يصنع الفداء ونحن عرفنا الآب من الإبن00والذى عرّفنا على الإبن هو الروح القدس فالمفروض إنى كنت أموت00وهو مات بدلاً منى0فحكم الموت الذى علىّ رفع0وهو إله لم يفدى نفسه بل فدى البشرية كلها التى قبلت الفداء0 3/أنا مسيحى لأنى قبلته :- أنا فهمت ماذا فعل من أجلى00بولس الرسول سأله واحد عن ماهى الشروط لكى أكون مسيحى فقال له إن إعترفت بفمك وقبلت بقلبك أنّ المسيح مات من أجلك تكون أنت قبلت موت المسيح فى حياتك وبذلك يكون لك نصيب فى موت المسيح فى حياتك ولذلك لا تتهاونوا فى قانون الإيمان ولا تقولوه بدون إيمان00فالحقائق الإيمانية الرئيسية بنعترف بها فى قانون الإيمان000فى الكنيسة قديماً كان يوجد قداس إسمه قداس الموعوظين وعند إنتهاءه كان يخرج الناس الغير مؤمنين من الكنيسة ويبدأ قداس المؤمنين بقانون الإيمان والشماس يقول : " خين أومثمى آمين " ونحن نقول بالحقيقة نؤمن بإله واحد وما الذى فعلته الكنيسة لكى نكون قد قبلنا موت المسيح فعلاً ؟!! فلكى يعلن الفرد قبوله لذلك الموت فإنّه يُعمدّ وبذلك يكون قد قبل أن يموت مع المسيح وأن يقوم معه فأنا دفنت معه فى المعمودية وقمت0وأصبح حكم الموت الذى علىّ قد وفاه المسيح00فأنا مُت مع المسيح وقمت معه بالمعمودية أنتم قبلتم موت المسيح وصرتم من المفديين00وصرتم بتعلنوا أختياركم وإمتيازكم00ولكن كل الناس الأخرى لم يقبلوا فداء الإبن ولم يدفنوا معه فى المعمودية والذى لم يولد من الماء والروح لن يدخل ملكوت السماوات وبذلك يكون عليه الحكم بالهلاك الأبدى أنا عندما بدفّن مع المسيح بأخذ حكم البراءة00وبأخذ منه قوة الحياة00فأنا صرت مسيحى لأنّه أختارنى وفدانى وقبلت فداءه 00وأعمال التوبة تجدّد المعمودية فى داخلى 00صوت الإله فى داخلى ينشطنى ويجعلنى أفرح به وأباركه وأمجّده كل أيام حياتى توجد ناس بتسخر من فداء المسيح ويقولوا هل يوجد إله يُعرّى و يُجلد00فهم صعب أن يستوعبوا ذلك ولكن الله لكى يرّجعنى وأكون إبن للملكوت كان ممكن أن يفعل أكثر من ذلك 0لأنّه لم يخلقنى لكى أهلك ولكنّه كما نقول فى القداس : " كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال0كأباً حقيقياً تعبت معى " 0 4/أنا مسيحى لأنّه جعل إسمه علىّ:- فهو عندما أختارنى فدانى وعندما فدانى قبلت فداءه وجعل إسمه علىّ وقال أجعل إسمك مسيحى نسبة إلىّ0أنت صرت إبنى رسمى0نحن أولاد الله رسمى0مثل واحد يولد من رجل معيّن فنقول أنّ فلان إبن فلان أنا عندما وُلدت من المعمودية صار إسمى فلان إبن المسيح0صرت إبنة فعلاً وجعلنى أقول " أبانا الذى فى السماوات " هو أعطانا روحه فى داخلنا وبذلك أنا إبنه0والقديس بولس يقول : " الروح يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله "نحن الصفة الجوهرية التى تخص الله ذاته وتوجد فينا هى وجود الروح القدس وعندما يسكن روحه فىّ أكون أنا إبنه فما هو الدليل إنى أنا إبن ربنا؟! إن أنا فىّ روح ربنا وبولس الرسول يقول : " إن كنّا أبناء فنحن ورثة " روحه فى داخلى فصرت إبنه وأورثه وما الذى تركه لنا ربنا لكى نرثه ؟! ترك لنا الملكوت 00الحياة الأبدية0فهذا هو ميراثنا ولذلك عندما تطلع للسماء ستجد ناس بتطّرح فى البحيرة المتقّدة بالنار والكبريت00وناس بتدخل الملكوت وربنا يقول هذا إبنى00مِلكى00وأنا أقول هذا أبويا00ولذلك ربنا قال" لا تخف أيها القطيع الصغيرفإنّ أباكم قد سُر أن يعطيكم الملكوت 00" هو سُر أن يعطينا الملكوت00فهل يوجد أب يعمل فيلا جميلة و يجهّزها فى النهاية يحب أن يمكث فيها وحده ؟ أم انّه يحب أن يكون أولاده معه00الله ينتظرنا فى الأبدية 00فهل بعد كل هذا نقول نحن لا يوجد لنا مكان فى السماء ولن نرث الحياة الأبدية فالله من قبل تأسيس العالم إختاركم00نحن أولاد الله وهو جعل إسمه علينا0ولذلك لا توجد عقيدة فى العالم بتقبل إن الإنسان صار إبن لله00يالسعادة المسيحى وبهجتة وفرحتة بأنّه إبن لله0صار شريك للمجد السماوى 0مولود من الكنيسة التى هى عروس المسيح مرة سألت الأولاد سؤال بسيط جداً وهو : هل المسيح تزّوج ؟ فقالوا لا 00قلت لهم : هو تزّوج 0وهيا نرى صفاته لكى نجد له عروسة00هو بلا عيب00أزلى00غير محدود 00فنجد الكنيسة فى فكرالله منذ الأزل وهى بلا عيب 00وأى زيجة بتنجب ثمر وأولاد00ومن هم الأولاد ؟! هم نحن0نحن مولودين من بطن المعمودية 00المسيح إتحد بالكنيسة وأنجب منها أولاد وهم نحن0نحن مولودين من بطن عروسته00كل واحدة فيكم صارت إبنة رسمى للمسيح ولذلك عندما أعمّد طفل أقول للأبوين لا تحتفلوا بعيد الميلاد ولكن إحتفلوا بعيد المعمودية لأنّ عيد الميلاد هو ميلاد جسدى00ميلاد الموت ولكن فى الأحتفال بميلاد المعمودية صار الطفل إبن للمسيح وصار إبن للملكوت00ربنا يسوع الذى أختارنا وفدانا وجعل إسمه علينا يعطينا إستحقاق هذا الأختيار ولا نخيب من هذا الأختيار0

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل