العظات
التلمذة
يقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) سنتحدث عن موضوع هام وهو حياة التلمذة فكل إنسان يحتاج إلى حياة التلمذة وذلك لأن الإنسان ضعيف في ذاته وضعيف في مشورته الشخصية وضعيف في رأيه وفكره ولهذا يقول سفر نشيد الأنشاد لكل إنسان ﴿ إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم ﴾ ( نش 1 : 8 ) فالغنم هم الذين وصلوا قبلنا وهم السالكين في طريق الإجتهاد فهؤلاء الغنم لابد أن نسير وراءه ونكون تلاميذ لهم وسنتحدث في ثلاث نقاط :-
(1) ضرورة التلمذة :-
كل إنسان يحتاج إلى نموذج حي ليتبعه فربما يسمع أو يقرأ كثيراً ولكنه يحتاج إلى تلمذة حية إلى تلمذة فيها معاشرة وحياة أي إلى تلمذة واقعية لأن كثيراً ما يقرأ الإنسان ويسمع أشياء ولكنها لا تناسبه ولهذا يقول سفر الأمثال ﴿ أما الخلاص فبكثرة المشيرين ﴾ ( أم 11 : 14) فلا أحد يشعر بضرورة التلمذة إلا الذي يرغب فيها فهناك إنسان يريد أن يعيش حياة أفضل ويريد أن يعيش حياة مع الله بلا مخاطر فهو يريد حياة آمنة كل ذلك يحدث عن طريق التلمذة والإنسان الذي يريد أن يتتلمذلا يكون له شروط بل يوافق على كل شروط معلمه .. فمثلاً الذي يتلمذ على يد محامي تجده يوافق على كل شروط معلمه * المحامي * وذلك لأنه عنده إحساس بضعفه وجهله وهو يعلم أن الخضوع هو الذي سيقوده إلى التلمذة وهكذا أيضاً بالنسبة للحياة الروحية فإحساس الإنسان بضعفه وجهله وتقصيره في الحياة مع الله واشتياقاته في حياة أفضل كل هذا يدفعه إلى التلمذة فالذي يريد أن يتلمذ لا يضع شروط بل يضع خضوع واتضاع وطاعة وعندما يأتي الإنسان إلى الكنيسة ويسمع عظة فهذا يعتبر نوع من أنواع التلمذة ولكن الذي يستفاد هو الذي عنده روح تلمذة حقيقية أي طاعة وخضوع وتسليم فممكن أن يأتي الإنسان إلى الكنيسة وهو متغصب أو لكي يقابل أصدقاء له أو ليضيع وقته أو يحضر إجتماع لأن أبونا الكاهن يأخذ غياب وحضور ولكن الإنسان الذي يريد أن يسلك في التلمذة تجد عنده قلب مفتوح وذهن مفتوح يريد أن يخبئ كل كلمة في ذهنه وقلبه ولهذا فنحن نريد أن نذهب إلى الكنيسة لنتتلمذ لأن ربنا يسوع المسيح يقول﴿ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ﴾ ( يو 6 : 63 ) فكلام ربنا يسوع يعطينا روح وحياة لذلك ذكر في بستان الرهبان أن درجة التلمذة أي التلميذ الذي يخضع لكلام معلمه من أكثر الدرجات الروحية تقدماً في الحياة فيذكر البستان أن هناك ثلاث درجات :-
الدرجة الثالثة هي درجة المريض الصابر الشاكر .
والدرجة الثانية هي درجة المجاهد التائب .
والدرجة الأولى هي درجة التلميذ الخاضع المطيع .
فنجد أن هذه الدرجة * الدرجة الأولى * أعلى من درجة المجاهد التائب لأن المجاهد التائب يجاهد بإرادته أما التلميذ الذي يطيع فهو يطيع بدون إرادته ومشيئته فكل إنسان مدعو إلى حياة التلمذة وليس فقط الخادم .
(2) التلمذة مبدأ إنجيلي :-
فنجد أن يشوع تتلمذ على يد موسى وقد أوصى موسى يشوع أن لا يبرح سفر الشريعة من فمه( يش 1 : 8 ) وأن يسير في نفس الطريق الذي سار فيه موسى وأن الله سيكون معه وقد تتلمذ يشوع على يد موسى بنوعين من أنواع التلمذة :-
التلمذة بالتعليم .
التلمذة بالحياة .
فقد كان يشوع ملازماً لموسى فأخذ منه خبرة التعليم وخبرة الحياة وأيضاً كل إنسان يحتاج إلى التلمذة بالتعليم وأيضاً التلمذة بالحياة وهناك مثال آخر وهو صموئيل النبي وعالي الكاهن فقد كان صموئيل يخضع كل الخضوع لعالي الكاهن وأيضاً إيليا وإليشع فقد كان إليشع في خضوع تام لإيليا لدرجة أنه كان يتبعه في كل مكان ويطلب بركاته وعندما صعد إيليا إلى السماء كان إليشع بجانبه وقال له ﴿ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ﴾ ( 2مل 2 : 12) وهذا يبين مدى مكانة الأب في نظر تلميذه فقد كان إليشع يرى في أبيه الروحي قوة إسرائيل كلها وأيضاً بالنسبة لكل إنسان لابد أن تكون نظرته إلى أبيه الروحي نظرة قوة وعندما طلب إليشع من إيليا أن يعطيه الله روحين من روحه لم يكن هدف إليشع أن يكون أفضل من إيليا بل إحساسه بضعفه وأنه يحتاج إلى قوة كبيرة وفعلاً نجد أن الله قد حقق لإليشع طلبه فالله عمل مع إيليا * 7 * معجزات ولكنه عمل مع إليشع * 14 * معجزة وأيضاً يوحنا المعمدان كان لديه تلاميذ وهم الذين ذهبوا إلى السيد المسيح وسألوه ﴿ أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ﴾ ( مت 11 : 3 ) وربنا يسوع المسيح دعا له تلاميذ وهؤلاء التلاميذ تتلمذوا بنوعين من التلمذة وهما التلمذة بالتعليم والتلمذة بالحياة والممارسة فكان التلاميذ يتبعوا السيد المسيح في كل مكان وأيضاً بولس الرسول تتلمذ على يد غمالائيل وتعمد على يد حنانياوعندما خدم إتخذ له تلميذ وهو تيموثاوس ويقول الكتاب عن الذين يسيرون بلا مرشد ﴿ الذين بلا مرشد يتساقطون كأوراق الخريف ﴾ فالذي يكون كبير نفسه وبلا مرشد يسقط كأوراق الخريف وأيضاً لابد أن نذكر التلاميذ الذين كانوا في الكنيسة فمثلاً الأنبا ويصا تتلمذ على يد الأنبا شنودة والأنبا بيشوي والأنبا يحنس القصير تتلمذا على يد الأنبا بموا ومكسيموس ودوماديوس تتلمذا على يد أبو مقار والأنبا موسى الأسود تتلمذ على يد القديس ايسوزورس والأنبا تادرس تتلمذ على يد الأنبا باخوميوس والأنبا بولا البسيط تتلمذ على يد الأنبا أنطونيوس فكل هؤلاء القديسين قد وصلوا إلى قامات عالية وبالرغم من ذلك أدركوا مدى أهمية التلمذة على يد معلم إجتاز تجارب العدو بنجاح معلم قد دخل في صراعات كثيرة ونجح فيها حتى يستطيعوا هم أيضاً أن يسيروا في نفس الطريق .
(3) أمثلة عن حياة التلمذة :-
كان الأنبا موسى الأسود يكشف كل فكر إلى أبيه الروحي حتى يستفاد من معلمه ويعرف أخطائه وضعفاته وإذا ذكرنا عن التلمذة في حياة الأنبا بولس البسيط فنجد أنها كثيرة وسنذكر منها الآتي عندما ذهب القديس بولس البسيط إلى الأنبا أنطونيوس في بداية الأمر رفضه الأنبا أنطونيوس ونصحه بأن ينزل إلى العالم لأنه لا يستطيع أن يعيش حياة البرية فهي حياة قاسية ولكن قال الأنبا بولس البسيط إلى الأنبا أنطونيوس * إقبلني يا أبي بإسم يسوع المسيح إلهك * ولكن أغلق الأنبا أنطونيوس باب قلايته ولكن الأنبا بولا صمم وقال * لا أبرح مكاني من هنا إلا أن تقبلني * وقد لاحط الأنبا أنطونيوس أن الأنبا بولس البسيط لم يكن يغير مكانه حتى عندما تسطع الشمس فلا يتحرك إلى مكان آخر فيه ظل فعرف الأنبا أنطونيوس أن هذا مؤشر لخضوع الأنبا بولس البسيط ثم قبله وأصبح الأنبا بولا البسيط تلميذ للأنبا أنطونيوس الذي علمه ضفر الخوص وكان الأنبا بولا البسيط يضفر الخوص لدرجة أنه أجاد تضفير الخوص أكثر من الأنبا أنطونيوس وكان يعمل عدد أكثر من الأنبا أنطونيوس وعندما كان يعرض الأنبا بولا الخوص على معلمه كان ينتهره ويقول له أن يعيد ضفر الخوص مرة أخرى وبالرغم من صعوبة إعادة ضفر الخوص مرة أخرى إلا أن الأنبا بولا كان في طاعة وخضوع تام لمعلمه ولقد أعطى الله للأنبا بولا البسيط موهبة إخراج الشياطين وعندما كان يُخرج الشيطان يقول له * بإسم إله أبي أنطونيوس أقول لك أخرج * وهذه هي التلمذة أن يضع الإنسان في نفسه أن معلمه يعرف أكثر منه وأنه سيرشده إلى الطريق الذي فيه خلاصه فيكون خاضع لكل ما يأمره به معلمه فالتلمذة تحتاج إلى بساطة وطاعة فنعمة الله لا تعمل في إنسان متكبر ولا تستقرأو تستريح في إنسان يحب أن يسلك بمشورة نفسه ولهذا يقول القديسين ﴿ بقدر ما تكون أمين مع أب إعترافك بقدر ما تلقي هم خلاصك عليه ﴾ فإذا سألت كيف تخلص ؟فالإجابة هي أن تكون أمين مع أب إعترافك والأنبا يحنس القصير عندما أخذ قطعة خشب يابسة من معلمه الأنبا بموا الذي قال له أن يزرعها ويسقيها فنجد أنه نفذ كلام معلمه وكان يذهب ليسقي الخشبة مرتين في اليوم ولمدة ثلاث سنوات بالرغم من بُعد المكان ولكن الله عمل فيه من أجل بساطته ونقاوته وقد أثمرت الشجرة حتى قال الأنبا بموا ﴿ خذوا كلوا من ثمر شجرة الطاعة ﴾ والذي يريد أن يحيا في حياة التلمذة لابد أن يكون عنده أمانة وأن يكون مخلص ويعطي قلبه وتفكيره وكيانه ويشعر أنه يحتاج للتلمذة والذي يقول أنه يعرف كل شئ تجد أن الكتاب المقدس يقول له في سفر الرؤيا ﴿ لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيءٍ ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان ﴾ ( رؤ 3 : 17) فالإنسان يظل يتعلم ويطلب من الله أن يكشف له مثل داود النبي الذي قال ﴿ إكشف عن عينيَّ فأرى عجائب من شريعتك ﴾ ( مز 119 : 18) فهذا داود النبي الذي كان قلبه مثل قلب الله وعلى التلميذ أن يجلس تحت قدمي معلمه وأن يطيع أوامره ويكون عنده إستعداد أن يأخذ الفُتات ويتعلم منه كل شئ ونجد أن الآباء في حياتهم مع الله كانوا يبحثون عن أي كلمة منفعة ويُحكى عن البطريرك الأنبا ثاؤفيلس أنه كان يتفقد الرهبان كل سنة وكان يجلس مع كل راهب ويطلب منه أن يعطيه كلمة منفعة فقال له أحد الرهبان ﴿ ليس أفضل من أن تلقي بالملامة على نفسك في كل أمر ﴾ فكان يشعر أن هذه الكلمة من الله وأنها تُحيِه وتجدد سلوكه فالإنسان الذي يحب التلمذة ويحب أن يعيش مع الله لا يضع عقله حائل بينه وبين الله ويُحكى عن أحد الرهبان أنه نزل من البرية ليبيع عمل يديه وكانت هناك إمرأة تريد أن تشتري منه وعندما صعد لها أغوى الشيطان هذه المرأة أن تُسقط هذا الراهب وعندما وجد الراهب نفسه في ضيقة وتجربة فصرخ وقال * يا إله أبي إنقذني * فوجد نفسه في الإسقيط فهو يعرف الله من خلال أبيه وهذا يدل على مدى ثقة هذا الراهب بأبوه الروحي فهو يصرخ إلى الله من خلال أبيه الروحي فما أجمل أن يحيا الإنسان بقلب تلميذ يتعلم من كل موقف ويتعلم ممن حوله .
في ذات مرة رأى الأنبا أنطونيوس إمرأة تغتسل أمامه فقال لها * أما تستحي يا إمرأة فأنا راهب * فقالت له أن الرهبان يعيشوا في البرية الجوانية فللوقت سمع هذه الكلمة كأنها من فم الله وأطاع ويقال عن القديس مارأفرآم السرياني أنه من شدة شغفه بالتعليم جاء من سوريا إلى الأنبا بيشوي حتى يسمع تعليمه ويتعلم منه وكان الإثنان يتكلمان لغة مختلفة فلم يفهما ما يتحدثان به ولكن الله أعلمهما بما يتكلما فلقد كان لهما إشتياق للتلمذة فهما يريدا أن يفرحا بالله والله لا يضع عائق اللغة عند أي إنسان قلبه يشتاق للتلمذة وأيضاً يُحكى عن سيدة كانت تنظر وتتفرس بشدة إلى القديس مارأفرآم فقال لها * يا إمرأة إستحي * فقالت له * أنت رجل أُخذت من التراب فلك أن تنظر إلى الأرض أما أنا فإمرأة أُخذت من الرجل فلي أن أنظر إلى الرجل * فأخذ هذا الكلام من الله وقال * حسناً يا أفرآم أنت أُخذت من الأرض فلك أن تنظر إلى الأرض * .. فنجد أنه لم يدين هذه المرأة لأن قلبه يريد أن يتتلمذ ويأخذ كل كلمة تأتي إليه كأنها من فم الله والإنسان الذي يتتلمذ يعيش بأمانة في حياته الروحية ولهذا يقول الآباء القديسين ﴿ الطاعة تحميك من هم التفتيش على الطريق ﴾ .. كل هذا نتيجة لطاعة الأب الروحي فالإنسان الذي يكون عنده قلب تلميذ يتعلم من فضائل غيره ولا يرى عيوب الآخرين كان هناك تلميذ أخذ من أبيه الروحي أن يسهر سهرة روحانية والمتبع في هذه السهرات أن يقضي جزء منها في الصلاة وجزء في التسبيح وجزء في قراءة الكتاب المقدس فبدأ هذا التلميذ في السهر وفي نهاية السهرة ذهب لأبيه فقال له أبوه الروحي هل قرأت الإنجيل ؟ فقال له لا فقال له فهل قضيت الوقت كله في التسبحة ؟فقال أيضاً لا فقال له إذاً هل قضيت الوقت كله في الصلاة ؟ فقال لا ثم قال له إذاً ماذا فعلت ؟ فقال له أخذت أعدد من فضائل أخي فوجدت عنده 36 فضيلة ليست عندي فأخذت أبكت نفسي على هذه الفضائل التي تنقصني فقال له أبوه الروحي * هذه طياشة ولكنها صارت لك أحلى من أي تلاوة * .
فالإنسان يحتاج أن يضع أمامه نماذج للتلمذة والكنيسة غنية بأمور التلمذة لأن الروح القدس غني وملئ بالمواهب المتعددة فكل فضيلة تجد فيها أناس أيقنوها لدرجة الوصول إلى قامة الملكوت والتلمذة ليست إلغاء للشخصية وليست كبتاً لأنها إذا كانت هكذا قد يصل الإنسان إلى وقت ينفجر فيه أو يتذمر بل هي تقديس وتوجيه وخضوع وطاعة إرادية ويُحكى على القديس يحنس القصير أن معلمه الأنبا بموا كان دائم الإنتهار له ولم يكن ينيحه بكلمة كل هذا ليصنع منه تلميذ ويصنع منه إنسان خاضع ومطيع وفي نهاية حياة الأنبا بموا جمع كل التلاميذ وقال عن الأنبا يحنس ﴿ بالحق هذا ملاك وليس إنسان ﴾ والإنسان البسيط ممكن يسمع صوت الله من خلال طفل يُذكر أن أحد البطاركة أتاه فكر كبرياء فذهب إلى أبيه الروحي وكشف له عن هذا الفكر فقال له أبيه الروحي أن يجلس في الدير وينظفه وينظف دورات المياة فسمع البطريرك هذا الكلام ومكث لمدة ثلاثة أشهر حتى خرج منه فكر الكبرياء لدرجة أنه شعر أنه والأرض واحد فهناك معلمين صنعوا قديسين وصنعوا عظماء لأنهم هم حقاً عظماء فهم دخلوا إلى أحضان الله وفهموا كل مقاصد الله وعرفوا كيف يرشدوا الناس وكثيراً ما يسمع الإنسان كلمة ولكنه لا يأخذها بفرح أو بخضوع وذلك لأن العقل يقف حائل في نوال بركة تنفيذ هذه الكلمة ولكن التلمذة تعطي للإنسان راحة فلا تأخذ كل شئ على حساب ذاتك ولا تعتبر الذي يوجه لك أي كلمة أنه يعمل نفسه رئيساً عليك ونختم هذا الموضوع بقصة جميلة وهي في القرن الخامس والسادس فقد كانت الكنيسة تسير على بركة عظماء القرن الثالث والرابع أمثال الأنبا أنطونيوس والأنبا بيشوي والأنبا مقاريوس وفي القرن الخامس والسادس كان التلاميذ في الرهبنة يبحثوا عن أب لهم أمثال آباء القرن الثالث والرابع ولكنهم لم يجدوا فذهبوا إلى شيخ وقور وقالوا له * العظماء قد إنتهوا فبماذا تنصحنا ؟ *فقال لهم هذا الشيخ﴿ إستشر مُعرفك أياً كان فإن لم يعطيك الله بسبب بره فسيعطيك الله بسبب إتضاعك ﴾ فالإنسان الغيور على خلاصه سيرسل الله له ما ينفع لخلاصه ربنا يعطينا تلمذة ترضيه بحسب قلبه لكي ما نكون تلاميذ أمناءويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد إلى الأبد آمين
أربعة تحديات تواجة الشباب
معلمنا بولس الرسول في رسالته لتسالونيكي إصحاح " 5 " يقول جملة جميلة جداً .. { امتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن } ( 1تس 5 : 21 ) .. هناك تحديات تواجه الشباب في هذا العصر ونلخصها في أربعة تحديات :-
1) التحدي الإيماني ( الفِكر المسيحي ) .
2) تحدي عقيدي ( التشكيك في الأرثوذكسية ) .
3) تحدي الإنفتاح ( العولمة ) .
4) تحدي البطالة .
تقديس يوم الرب
بِما إِنّنا أخذنا مَعَ بعض دِراسة فِى رُوحانيّة الكنيسة ، وَأخذنا قِراءات الأيّام ، وَقُلنا أنّنا مُمكِن أنْ نأخُذ فِكرة عَنَ رُوحانيّة قِراءات الآحاد وَقبل أنْ نبدأ فِى رُوحانيّة قِراءات الآحاد سنتكلّم بِنعمة ربِنا عَنَ يوم الأحد بالذات ، فلِماذا يوم الأحد لهُ مُعاملة خاصّة فِى الكنيسة ؟ وَمفهوم تقديس يوم الرّبّ ، وَلِماذا الكنيسة تُعطِى يوم الأحد شأن مُعيّن ؟ وَلِماذا تعمل القُدّاسات الرئيسيّة يوم الأحد ؟ وَتُكرّم جِدّاً جِدّاً يوم الرّبّ ، وَلِماذا يوم الأحد بالذات ؟ وَسنتكلّم مَعَ بعض فِى :-
التوبة فى سفر يوئيل
مِنْ سِفْر يُوئِيل النَّبِي { وَلكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ . وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ بَطِئُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ . لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ تَقْدِمَةٍ وَسَكِيباً لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ . اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِاعْتِكَافٍ . اِجْمَعُوا الشَّعْبَ قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ احْشُِدُوا الشُّيُوخَ اجْمَعُوا الأطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مُِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا . لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرُّواقِ وَالْمَذْبَحِ وَيَقُولُوا اشْفِقْ يَارَبُّ عَلَى شَعْبِكَ وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ حَتَّى تَجْعَلَهُمُ الأُمَمُ مَثَلاً . لِمَاذَا يَقُولُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ أَيْنَ إِلهُهُمْ . فَيَغَارُ الرَّبُّ لأِرْضِهِ وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ . وَيُجِيبُ الرَّبُّ وَيَقُولُ لِشَعْبِهِ هأَنَذَا مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً وَمِسْطَاراً وَزَيْتاً لِتَشْبَعُوا مِنْهَا وَلاَ أَجْعَلُكُمْ أَيْضاً عَاراً بَيْنَ الأُمَمِ } ( يؤ 2 : 12 – 19 ) .
يُقَسَّم الأصْحَاح الثَّانِي فِي سِفْر يُوئِيل إِلَى أرْبَعَة أقْسَام :0
1/ آثَار غَضَبْ الله عِنْدَمَا يَأتِي غَضَبْ الله عَلَى شَعْب بِسَبَبْ خَطِيِتهُمْ نَجِد الله يَضْرَبَهُمْ بِعُقُوبَات شَدِيدَة وَنَسْتَطِيع أنْ نَقُول أنَّهَا ضَرْبَة مِنْ أجل الإِفَاقَة .. عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان فِي الشَّر يَكُون مَخْدُوع وَيَتَخَيَّل أنَّهُ أمر طَبِيعِي وَقَدْ يَقُول أنَّ النَّاس كُلَّهَا مِثْله .. وَقَدْ يَكُون لَيْسَ مَخْدُوع فَقَطْ بَلْ وَمُتَلَذِذ بِالشَّر .. الله يَقُول إِنْتَبِه { اِضْرَبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي . لِيَرْتَعِد جَمِيعَ سُكَّانِ الأرْضِ لأِنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ لأِنَّهُ قَرِيبٌ . يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ } ( يؤ 2 : 1 – 2 ) .. أحْيَاناً الإِنْسَان مِنْ غَفْلِة الخَطِيَّة لاَبُد أنْ يَفِيق لِذلِك هذَا الجُزْء مِنْ الأصْحَاح الثَّانِي دَعْوَة مِنْ الله مِنْ شِدِّة غَضَبُه وَلكِنْ لاَ يَظِل الله دَائِماً فِي غَضَبُه لأِنَّهُ إِله رَؤُوف .
2/ دَعْوَة لِلْتُوْبَة { ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ } .. نَعَمْ أنْتُمْ أغْضَبْتُمُونِي وَأنَا سَوْفَ أُؤَدِبَكُمْ لكِنْ فِي نَفْس الوَقْت إِنْ رَجِعْتُمْ إِلَيَّ سَأرْفَعْ غَضَبِي عَنْكُمْ حَتَّى أنَّهُ يَقُول { وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ وَيُجِيبُ الرَّبُّ وَيَقُولُ لِشَعْبِهِ هأنَذَا مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً وَمِسْطَاراً وَزَيْتاً لِتَشْبَعُوا مِنْهَا } .. يَرِق الرَّبَّ لِشَعْبه بَعْدَمَا أخَذَ قَرَار بِالشِّدَّة وَالعُقُوبَة وَالقَسْوَة .
ثُمَّ نَجِد الله يَفْتَح بَاب التُوْبَة فِي نِهَايِة الأصْحَاح وَيَقُول الحَل فِي عَطِيِة الرُّوح القُدُس وَنَجِد أنَّهُ مِنْ أرْوَع مَا كُتِبْ عَنْ الرُّوح القُدُس .. { وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ } ( يؤ 2 : 28 ) أي بَعْد التُوْبَة { أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ } عَطِيِة الرُّوح القُدُس { وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأيَّامِ وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ دَماً وَنَاراً وَاعْمِدَةَ دُخَانٍ } .. الحَلْ فِي عَطِيِة الرُّوح القُدُس .
1/ غَضَبْ الله :0
================
{ اِضْرَبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي . لِيَرْتَعِد جَمِيعَ سُكَّانِ الأرْضِ لأِنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ لأِنَّهُ قَرِيبٌ } .. دَائِماً ضَرْب البُوق يَرْمُز لإِعْلاَن الحَرْب أي دَعْوَة لِلجِهَاد الرُّوحِي .. أي عِنْدَمَا تَقُول الكِنِيسَة أنَّ هُنَاك فِتْرَة صُوْم كَأنَّ ذلِك بُوْق يِضْرَب .. مُجَرَّد أنْ تَرْشِم الصَّلِيب عَلَى جَسَدَك وَتَبْدأ تَسْجُد لِلرَّبَّ إِلهَك لِكَيْ تَرْفَع يَدَك بِالصَّلاَة كَأنَّ بُوْق يِضْرَب .. دَعْوَة لِلحَرْب .. إِضْرَبُوا بِالبُوْق .. مَا أجْمَل أنْ تَكُون حَيَاتِي دَائِماً إِسْتِجَابَة لِضَرَبَات البُوْق .. تَخَيَّل أنَّهُ عِنْدَمَا تَكُون هُنَاك حَالِة حَرْب وَيَضْرَبُوا بِالبُوْق وَتُحَارِب وَأنْتَ كَسُول .. لاَ .. الحَرْب لِلرَّبَّ .. فَكُنْ مُسْتَجِيب دَائِماً لِلبُوْق لِذلِك الأبَاء فَسَّرُوا صُوْت البُوْق أنَّهُ الإِنْجِيل .. دَائِماً كَلِمَة الله هِيَ صُوْت البُوْق .
البُوْق يُمَثِّل الوَصِيَّة الإِلهِيَّة .. مَرَّة يِكَلِمَك عَنْ الوَصِيَّة الإِلهِيَّة إِنَّهَا ذَهَبْ وَمَرَّة هِيَ مَطْرَقَة وَمَرَّة هِيَ فَضَّة وَمَرَّة هِيَ مِرْآة لِذلِك ضَرْب البُوْق وَصِيَّة إِلهِيَّة تَعْمَل فِي النَّفْس مِنْ خِلاَل الجِهَاد الرُّوحِي ضِدْ الخَطِيَّة كَيْ تَغْلِب .. لِنَفْرِض أنَّ النَّفْس لَمْ تَأتِ بِضَرْب البُوْق فَهُنَاك طَرِيقَة أُخْرَى ..{ صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي } أي صُوْت عَالِي جِدَّاً .. { لِيَرْتَعِد جَمِيعَ سُكَّانِ الأرْضِ لأِنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ لأِنَّهُ قَرِيبٌ . يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ يَوْمُ غَيْمٍ وَضَبَابٍ مِثْلَ الْفَجْرِ مُمْتَدَّاً عَلَى الْجِبَالِ . شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ الأزَلِ } .. إِنْ لَمْ تَأتِ بِصَوْت البُوْق سَتَأتِي بِالرِعْدَة وَالزَّلْزَلَة .. التَّعَدِّي وَالمَعْصِيَة إِنْ لَمْ تَتُبْ عَنْهَا بِرُوح الوَدَاعَة وَاسْتِجَابْتَك لِصُوْت الإِنْجِيل سَتَأتِي بِالمَخَافَة لِذلِك الله يَقُول لَيْتَكَ تَعُود إِلَيَّ بِالوَصِيَّة .. عِنْدَمَا تَسْمَع صُوْت الإِنْجِيل تَجَاوَب مَعَ حَنَان الله وَصُوْته وَلاَ دَاعِي لأِنْ يِرْهِبَك الله .
مَا أجْمَل أرْمِيَا عِنْدَمَا قَالَ لله { لاَ تَكُنْ لِي رُعْبُاً } ( أر 17 : 17) .. الله يَقُول إِنْتَبِه إِنْ لَمْ تَتُبْ إِسْتِجَابَة لِصَوْتِي سَأُرْعِبَك لِذلِك يَقُول { شَعْبٌ كَثِيرٌ وَقَوِيٌّ لَمْ يَكُنْ نَظِيرُهُ مُنْذُ الأزَلِ } .. الله عِنْده إِسْتِعْدَاد مِنْ صَلاَحه وَمَحَبِّته أنْ يُخِيف الإِنْسَان لأِجْل تُوْبته لِذلِك هُنَاك إِنْسَان صُوْت الله يَمْلأه سَلاَم وَآخَرْ لاَ يَسْتَجِيب هذَا الله يَتَعَامَل مَعَهُ بِأُسْلُوب آخَرْ .. مِثْل يُوْم الدَيْنُونَة الأخِير بِالنِسْبَة لِلمُؤمِنِين يُوْم عُرْس وَفَرَح وَمُكَافَأة وَبِالنِسْبَة لِلأشَّرَار يُوْم رُعْب وَخُوْف وَغِيم وَظَلاَم وَضَبَاب .. لِمَاذَا ؟ شَعْب كَثِير قَوِي .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الإِنْسَان لَمَّا تَهَاوَن وَعَاشْ فِي الشَّر بَدأ يَبْتَعِد عَنْ الله وَأصْبَح يَحْيَا فِي جَفَاف فَجَسَده لاَ يَتَمَتَّع بِالله وَلاَ نَفْسه وَلاَ رُوحه .. نَارْ تَأكُل لَهِيب يِحْرَق الأرْض .. أمَامه قَفْر خَرَاب لاَ تَكُون مِنْهُ نَجَاة .. عَلاَمَات إِنْذَار الله لِشَعْبه لِذلِك يَقُول سَيَكُون مَنْظَره كَالخِيل يَأتُون بِمَرْكَبَات .. نَار تَأكُل .. قَوْم أقْوِيَاء مُصْطَّفِين لِلقِتَال .
المُتَهَاوِن فِي حَيَاته الرُّوحِيَّة يَقْوَى عَلِيه الأعْدَاء وَيُحَارِبوه بِانْتِظَام .. { مُصْطَفِّينَ لِلْقِتَالِ . مِنْهُ تَرْتَعِدُ الشُّعُوبِ . كُلُّ الْوُجُوهِ تَجْمَعُ حُمْرَةً . يَجْرُونَ كَأبْطَالٍ . يَصْعَدُونَ السُّورَ كَرِجَالِ الْحَرْبِ } .. عِنْدَمَا لاَ تَسْتَجِيب النَّفْس لِلوَصِيَّة يُحِيط بِهَا الأعْدَاء وَيُعْلِنْ سُلْطَان العَدُو .. مَتَى نَشْعُر أنَّ العَدُو جَبَّار ؟ عِنْدَمَا نَتْرُك الله .. نَجِد إِنْسَان يِشْتِكِي مِنْ الخَطِيَّة فِي يَأس وَيَقُول لاَ أسْتَطِيع .. مَتَى يَحْدُث هذَا .. وَلِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ هُنَا يَشْعُر بِضَخَامِة حَجْم العَدُو .. وَمَتَى تَظْهَر ضَخَامِة العَدُو ؟ عِنْدَمَا يَتْرُك الإِنْسَان الله وَقُوَّتَه فَلاَ يَكُون رَجَاء فِي الغَلْبَة وَكُلَّ عَمَل فِينَا يَتَحَطَّمْ وَتَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى قَفْر .. نَار تَأكُل وَلاَ يُوْجَدْ أبَداً رَجَاء وَالخَطِيَّة مُحْكَمَة .. { يَمْشُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ وَلاَ يُغَيِّرُونَ سُبُلَهُمْ } حَرْب مُنَظَمَة .. نَاس تَأتِي لَك مِنْ فُوْق عَارْفِين طَرِيقَهُمْ .. { وَلاَ يُزَاحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً } أي مُنَظَمِين .. عِنْدَمَا تَتَوَانَى النَّفْس تُسَلَّم لِيَدْ أعْدَائهَا وَالأعْدَاء يُحَارِبُونَهَا بِشَرَاسَة وَفِرْدُوس الله دَاخِل النَّفْس يَتَحَوَّل إِلَى قَفْر .. بِدِقَّة شَدِيدَة يُهَاجِم وَلاَ يَخْطَف لِذلِك لَنْ يَهْرَب مِنْهُ أحَدْ وَفِرْدُوس الله دَاخِل النَّفْس يَتَحَوَّل إِلَى قَفْر لِذلِك لَنْ يَهْرَب أحَدْ مِنْ هذِهِ الحَرْب وَثَمَرِة الخَطِيَّة تَأتِي عَلَى كُلَّ إِنْسَان حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِي البِيت أم لاَ .. { يَتَرَاكَضُونَ فِي الْمَدِينَةِ يَجْرُونَ عَلَى السُّورِ يَصْعَدُونَ إِلَى الْبُيُوتِ يَدْخُلُونَ مِنَ الْكُوَى كَاللَِّصِّ } .. الله يُنْذِر الشَّعْب بِالخُوْف .
2/ دَعْوَة لِلتُوْبَة :0
==================
مِنْ أرْوَع فُصُول التُوْبَة فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. الله كَشَفْ عَنْ فَاعِلِيِة الخَطِيَّة فِي النَّفْس وَكَشَفْ عَمَّا تُحْدِثه فِي النَّفْس مِنْ دَمَار وَفِي الجَسَدْ وَالرُّوح وَكَيْ لاَ يَقَعْ أحَدْ فِي هُوَة اليَأس يَفْتَح الله بَاب الرَّجَاء .. { الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ } .. الله يَقُول تَعَالَ .. هَلْ يُوْجَدْ حَلْ لِهذَا العَدُو الجَبَّار يَا الله ؟ يَقُول الله نَعَمْ إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ .. تَعَالَ إِلَيَّ لكِنْ بِكُلَّ قَلْبَك .. كَيْفَ يَا الله ؟ يَقُول { بِالصُّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ . وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ } .. أنَا أُرِيد أنْ أرَى صُوْرَة حَقِيقِيَّة لِرِجُوعَك لِيَّ وَلَيْسَ رُجُوع بِرِيَاء .. عِنْدَمَا تِرْجَع إِلَيَّ لاَ تُمَزِق ثِيَابَك بَلْ مَزِق قَلْبَك .. لاَ تُمَزِق ثِيَابَك وَأنْتَ مَمْلُوء غُرُور .
دَعْوَة لِلتُوْبَة .. الله حَنُون عَلَى قَدْر مَا يُظْهِر قَسْوِة العَدُو عِنْدَمَا أتَرَاخَى عَلَى قَدْر مَا يَفْعَل ذلِك لِرِجُوعِي وَتَوْبَتِي .. مِثْل أب لَدَيْهِ إِبْن فِي الدِرَاسَة لكِنَّهُ مُتَرَاخِي وَمُسْتَهْتِر فَيَقُول لَهُ إِنْ حَصَلْت عَلَى دَرَجَات جَيِّدَة الشَّهْر القَادِم سَأُحْضِر لَكَ هِدِيَة .. وَالإِبْن مَازَال مُسْتَهْتِر فَيَقُول لَهُ إِنْ لَمْ تَحْصُل عَلَى دَرَجَات جَيِدَة الشَّهْر القَادِم سَأغْضَب مِنْكَ .. وَالإِبْن لاَ يَسْمَع فَيَقُول لَهُ مَادُمْت لاَ تَسْتَجِيب سَأُخْرِجَك مِنْ الدِرَاسَة مَادُمْت لاَ تُرِيدَهَا وَسَتَذْهَب إِلَى مِيكَانِيكِي تَعْمَل لَدَيْهِ وَتَسْهَر وَ ... هَلْ هذَا الأب يِكْرَه إِبْنه ؟ .. لاَ .. لكِنَّهُ يَرَاه غِير مُنْتَبِه لِمُسْتَقْبَله .. هكَذَا يَفْعَل الله مَعَنَا .. يَقُول سَأجْعَله يَوْم غِيم وَضَبَاب وَسَأُرْعِدَك وَسَتُرْعِبَك الشُّعُوب .. إِنْتَبِه أنْتَ مُسْتَهْتِر لاَ تَعْرِف مَاذَا تَفْعَل .. لَوْ سَلِّمْت نَفْسَك لِلأعْدَاء وَالخَطِيَّة سَتَجِدْ أنَّ الخَطِيَّة لاَ تُشْفِق وَسَتُحَوِلَك إِلَى قَفْر .. إِنْسَان بِلاَ ثَمَرْ مَنْهُوب فَاقِد الرَّجَاء وَفَاقِد الشَّخْصِيَّة .. هذَا حَال مَنْ يَحْيَا فِي الخَطِيَّة سَتَجِده يَائِس مُحْبَط كُلَّ الإِمْكَانِيَات مُتَوَفِرَة لَهُ لكِنَّهُ مَقْسُوْم لِذلِك قَالَ الله إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ .. لَمَّا تُرِيد الرُّجُوع لله إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .
الله أب وَإِنْ كَانَ يُؤَدِب فَإِنَّهُ يَنْتَظِر .. وَإِنْ كَانَ يُؤَدِب فَثِق فَإِنَّهُ يُؤَدِب مِنْ أجْل الرُّجُوع إِلِيه لأِنَّهُ لاَ يَشَاء هَلاَك إِنْسَان .. لَيْتَنَا نَسْتَجِيب لِهذِهِ الدَّعْوَة فِي فِتْرِة الصُوْم .. إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .. القَلْب هُوَ مَرْكَز الإِنْفِعَالاَت وَالمَشَاعِر وَالحَيَاة .. وَجَرَت العَادَة أنْ تُطْلَق كَلِمَة " القَلْب " فِي الكِتَاب المُقَدَّس أوْ فِي تَعْبِير الأبَاء أنَّهُ يَرْمُز إِلَى الجَوْهَر الرُّوحِي لِلإِنْسَان لِذلِك إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك وَلِتَرَى أيْنَ قَلْبَك .. ضَعْ قَلْبَك أمَامه لِذلِك قَالَ { اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ } ( حج 1 : 5 ) أي إِجْعَل القَلْب يُحَدِد أيْنَ يُرِيد أنْ يَكُون .. الله يُرِيدَك بِكُلَّ قَلْبَك .
فِرْعُون يَقُول لِمُوسَى وَهَارُون صَلِيَا لأِجْلِي عِنْدَ إِلهَكُمَا وَيَعْتَذِر .. نَقُول أنَّهُ تَاب .. لكِنَّهُ يَعُود ثَانِيَةً وَيُعَانِد لأِنَّهُ لَمَّا رَجَعْ لَمْ يَرْجَع بِكُلَّ قَلْبه بَلْ بِمُؤَثِر خَارِجِي .. لِذلِك إِنتْبِه أنْ تَعُود لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .. لِذلِك مِنْ عَلاَمَات الرُّجُوع لله بِكُلّ القَلْب أنَّ الجَسَدْ يَشْتَرِك مَعَ القَلْب .. الجَسَدْ وَالمَشَاعِر الإِثْنَان يُقَدَمَان لله .. الجَسَدْ يُقَدِم صُوْم وَالمَشَاعِر تُقَدِم بُكَاء .. بُكَاء لِدَرَجِة النَّوح لِذلِك يَقُول إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ بِالصُوْم وَالبُكَاء وَالنَّوْح مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ .. { ارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ بَطِئُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ } .. لَدَيْهِ الإِسْتِعْدَاد أنْ يَنْسَى كُلَّ مَا فَات لأِنَّهُ كَثِير الرَّأفَة وَالرَّحْمَة رَأفَتَهُ كَثِيرَة وَغَضَبه قَلِيل .. غَضَبه بَطِئ هذِهِ ثِقَتْنَا فِي إِلهْنَا .
لكِنْ مَا الَّذِي يَجْعَل غَضَبه يَظْهَر وَإِنْ كَانَ بَطِئ ؟ هَلْ هُوَ غَضَبه أم خَطَايَانَا ؟ بِالطَبْع خَطَايَانَا لِذلِك يَقُول أُرِيدَك أنْ تَرْجِع إِلَيَّ .. التُوْبَة تَهِز الأحْشَاء الدَّاخِلِيَّة لله .. يَقُول الشِيخ الرُّوحَانِي { مَنْ ذَا الَّذِي يُبْغِضَكِ أيَّتُهَا التَوْبَة إِلاَّ العَدُو لأِنَّكِ إِقْتَنَيْتِ كُلَّ مُقْتَنَاه } .. العَدُو فَقَطْ هُوَ الَّذِي يُبْغِض التُوْبَة لأِنَّهَا تَأخُذْ مِنْهُ النِفُوس الَّتِي سَلَبَهَا بِالخَطِيَّة .. التُوْبَة تُعِيدَهَا مَرَّة أُخْرَى لِذلِك العَدُو يِكْرَه التُوْبَة بِشِدَّة .. وَلِذلِك يُكَلِمَك عَنْ دَعْوَة لِلتُوْبَة وَالله نَاظِر إِلَى هذِهِ التَنَهُدَات وَالدِمُوع وَالنَّوْح .. الله يُرَاقِب هذِهِ القُلُوب لِذلِك جَيِّد أنْ يَقُول لَكَ الله إِرْجَع لِي وَجَيِّد أنَّهُ يَنْدَم عَلَى الشَّر لَعَلَّهُ يَرْجَع .. { لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ } لَعَلَّهُ .. لأِنَّنَا نَتَرَجَّى مَرَاحِم الله .. نَحْنُ فِي الحَقِيقَة نَسْتَحِق العُقُوبَة .
فِي سِفْر بَارُوك يَقُول { نَحْنُ خَطَئْنَا وَنَافَقْنَا وَأثَمْنَا أيُّهَا الرَّبُّ إِلهْنَا } ( با 2 : 12) .. نَحْنُ نَسْتَحِق مَا يَحْدُث لَنَا مِنْ تَأدِيبَات لِذلِك يَقُول { أَنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ } ( مرا 3 : 22 ) إِحْسَانَات الله .. لِذلِك نَقُول لَعَلَّهُ يَرْجَع أي مِنْ حَقِّهِ أنْ يَغْضَب مِنْ كَثْرِة خَطَايَانَا وَمِنْ حَقِّهِ أنْ يَرْجَع .. أحَدْ الأبَاء كَانَ يَنْصَح أوْلاَده عِنْدَمَا يَطْلُبُون رَحْمِة الله أنْ يَطْلُبُوهَا وَهُمْ يَتَرَجُونَهَا وَلَيْسَ عَنْ إِسْتِحْقَاق فَكَانَ يَقُول لَهُمْ هكَذَا قُولُوا { إِرْفَع يَارَبَّ غَضَبَك عَنَّا } .. مِنْ جِهَة إِسْتِحْقَاقَاتَنَا نَحْنُ نَفْنَ وَمِنْ جِهَة رَأفَاتَك أنْتَ تَغْفِر .. { إِفْتَح لَنَا يَارَبَّ ذلِك البَاب الَّذِي أغْلَقْنَاه عَلَى أنْفُسَنَا بِإِرَادَتْنَا إِنْ فَتَحَ فَهذَا حَقٌ وَإِنْ لَمْ يَفْتَح فَهذَا حَقٌ .. إِنْ فَتَحَ فَمِنْ جَزِيل رَأفَاته وَإِنْ لَمْ يَفْتَح فَمُبَارَك ذَاكَ الَّذِي أغْلَق عَلَيْنَا بِعَدْل } .
إِفْحَص كُلَّ الخَطَايَا سَتَجِدْ أنَّهَا كُلَّهَا بِإِرَادَتَك وَسَتَقُول أنَّهُ سَبَق الخَطِيَّة مَشَاعِر وَأفْكَار وَتَهَاوُن .. حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَفْتَح فَمُبَارَك أنْتَ يَا الله .. نَحْنُ نَقِف أمَام الله نَطْلُب الرَّحْمَة لاَ لأِنَّنَا نَسْتَحِقَهَا بَلْ قِف أمَامه وَأنْتَ تَعْلَم أنَّكَ مُجْرِم مُتَلَبِس وَأمَام القَانُون جَرِيمَتَك تَسْتَحِق حُكْم مُعَيَّن وَأنْتَ تَطْلُب الرَّحْمَة فَهَلْ تَطْلُبْهَا بِحَقٌ أم بِتَوَسُل ؟ بِتَوَسُل وَالله يُعْطِي مَنْ يَطْلُبَهَا بِتَوَسُل .. { أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ } ( لو 18 : 7 ) .
لِذلِك يَقُول { اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِاعْتِكَافٍ } .. خُذُوا الأمر بِجِدِيَّة إِنْ كَانَ العَدُو يُمْكِنْ أنْ يَذِلَكُمْ إِلَى هذِهِ الدَرَجَة وَيُحَارِبَكُمْ بِإِنْتِظَام وَيَأخُذْ ثَمَرَكُمْ .. إِنْ كَانَ العَدُو مُتَجَبِر عَلَيْكُمْ وَقَاسِي جِدَّاً .. إِنْ كَانَ العَدُو مُتَسَلِط وَجَبَّار إِلَى هذِهِ الدَرَجَة فَأمَام كُلَّ هذَا الجَبَرُوت قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِإِعْتِكَاف .. { اِجْمَعُوا الشَّعْبَ قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ احْشُدُوا الشُّيُوخَ اجْمَعُوا الأطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ } .. مَاذَا يَفْعَل رَاضِعِي الثَّدِيِّ ؟ كُلَّ هؤُلاَء يُمَثِلُون وِحْدَة وَاحِدَة هُمْ كُلُّهُمْ جَسَدْ الله وَأعْضَاءه .. كَنِيسَتَهُ .. إِجْمَعُوا الكُلَّ { لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مُِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا } .. إِنْسَان يَقُول أنَا عَرِيس وَأُرِيد بَعْض الوَقْت مَعَ زَوْجَتِي .. نَقُول لَهُ هذَا وَقْت بُكَاء وَتُوْبَة وَتَنَهُّد .. إِجْمَعُوا الكُلَّ حَالِة حَرْب كَمَا يُحَارِبْنَا العَدُو بِنِظَام وَدِقَّة وَقَسْوَة هكَذَا لاَبُد أنْ نَسْتَعِد لَهُ لِذلِك يَقُول إِجْمَعُوا كُلَّ الشَّعْب .
مَا أجْمَل الكِنِيسَة الَّتِي يَرَى فِيهَا الله كُلَّ أعْضَاءهَا يَتَألَمُون وَقَلْبَهَا كُلَّه مَرْفُوع كُلَّ أعْضَاءهَا يَتَنَهَدُون وَيَصْرُخُون .. مَا أجْمَل الكِنِيسَة الَّتِي يَرَى الله كُلَّ أعْضَاءهَا يَصُومُون بِإِنْسِحَاق حَتَّى رَاضِعِي الثَّدِيِّ .. فَهَلْ هؤُلاَء أيْضاً يَهِمُوك يَا الله ؟ رَأيْنَا فِي أهل نِينَوَى أنَّهُمْ جَعَلُوا البَهَائِم تَصُوم مَعَهُمْ لأِنَّهُمْ أرَادُوا أنْ يَرَى الله فِيهُمْ نِفُوس مُنْسَحِقَة تَمَاماً .. لِذلِك يَقُول { لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرُِّوَاقِ وَالْمَذْبَحِ وَيَقُولُوا اشْفِقْ يَارَبُّ عَلَى شَعْبِكَ وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ } .. طِلْبَة جَمِيلَة نَطْلُبَهَا .. نَحْنُ يَارَبَّ شَعْبَك وَمِيرَاثَك .. نَحْنُ حَقَّك .. نَحْنُ لَكَ يَارَبَّ .. جَيِّد أنْ نَطْلُب التُوْبَة بِهذِهِ الرُّوح .
الله يَطْلُب كُلَّ طَاقَات وَمَوَاهِب الإِنْسَان .. يُرِيد كُلَّ الإِنْسَان لِذلِك يَقُول { فَيَغَارُ الرَّبُّ لأِرْضِهِ وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ وَيُجِيبُ الرَّبُّ وَيَقُولُ لِشَعْبِهِ هأَنَذَا مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً وَمِسْطَاراً وَزَيْتاً لِتَشْبَعُوا مِنْهَا وَلاَ أَجْعَلُكُمْ أَيْضاً عَاراً بَيْنَ الأُمَمِ } .. عِنْدَمَا يَجِدَنِي أُقَدِّم لَهُ تُوْبَة بِإِنْسِحَاق وَتَذَلُّل يَرُد لِي الخِير الَّذِي أعْطَانِي إِيَّاه .. لِتَرَى غِيرِة الله عَلَى أرْضِهِ .. يُقَدِّم لَكَ شَبَعْ الَّذِي هُوَ القَمْح .. وَالمِسْطَار هُوَ عَصِير الكَرْم رَمْز لِلفَرَح الرُّوحِي .. القَمْح هُوَ الطَّعَام رَمْز لِلغِذَاء الرُّوحِي .. الزِيت يَرْمُز لِعَطَايَا الرُّوح القُدُس .. الله يَقُول وَلاَ أجْعَلَكُمْ عَاراً بَيْنَ الأُمَم لأِنَّهُ يُعْطِيك عَطَايَا جَزِيلَة .. يُعْطِيك دَالَّة وَفَرْحَة .
{ وَالشِّمَالِيُّ أُبْعِدُهُ عَنْكُمْ وَأَطْرُدُهُ إِلَى أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَمُقْفِرَةٍ } .. الله يَقُول أنَا سَلَّطْت الشِّمَالِيُّ عَلَيْكُمْ وَجَعَلْتَهُ يُحَارِبَكُمْ لِذلِك أنَا الَّذِي أقْدِر أنْ أطْرُدَهُ .. فَيَقُول { لاَ تَخَافِي أَيَّتُهَا الأرْضُ ابْتَهِجِي وَافْرَحِي لأِنَّ الرَّبَّ يُعَظِّمُ عَمَلَهُ . لاَ تَخَافِي يَا بَهَائِمَ الصَّحْرَاءِ فَإِنَّ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ تَنْبُتُ لأِنَّ الأشْجَارَ تَحْمِلُ ثَمَرَهَا التِّينَةُ وَالْكَرْمَةُ تُعْطِيَانِ قُوَّتَهُمَا } .. الله يُقَدِّس كُلَّ طَاقَات الإِنْسَان عَنْ طَرِيقٌ مَوَاهِب الرُّوح القُدُس الَّتِي يُعْطِيهَا لَهُ وَيَرُد البَهْجَة وَيُؤَدِب الأعْدَاء وَيَقُول لَهُمْ لاَ تَتَخَيَلُوا أنَّكُمْ أقْوِيَاء .. لاَ .. أنَا مَنْ سَمَحْت لَكُمْ بِهذِهِ القُّوَة .. أنَا إِسْتَخْدِمْتُكُمْ عَصَا تَأدِيب لِشَعْبِي .
{ يَا بَنِي صِهْيَوْنَ ابْتَهِجُوا وَافْرَحُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ لأِنَّهُ يُعْطِيكُمْ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ وَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ مَطَراً مُبَكِّراً وَمُتَأَخِّراً فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ } .. إِرْتَبَطَ دَائِماً المَطَر بِعَمَل الرُّوح القُدُس .. دَائِماً يُرْمَز لِعَمَل الرُّوح القُدُس بِالمِيَاه بِكُلَّ أنْوَاعْهَا وَمِنْ أجْمَل أنْوَاع المِيَاه مِيَاه المَطَر لأِنَّ مَصْدَرْهَا السَّمَاء مُبَاشَرَةً .. المَطَر الَّذِي يَأتِي مِنْ السَّمَاء مُبَاشَرَةً هُوَ رَمْز لِفِيض عَطَايَا الرُّوح القُدُس المِيَاه المُقَدَّسَة لِذلِك يَتَكَلَّم عَنْ نُوعِين مِنْ المَطَر مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .. المَطَر المُتَقَدِّم هُوَ إِنْسِكَاب رُوح الله عَلَى الإِنْسَان طُول الفِتْرَة الَّتِي عَرَفَ الله فِيهَا .. المَطَر المُتَأخِّر فَهُوَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس الَّتِي أعْطَاهَا الله لِكَنِيسَتَهُ يَوْم الخَمْسِين .. إِذاً الله أعْطَى البَشَرِيَّة مَطَر مُتَقَدِم مُنْذُ أنْ خَلَقَ الخَلِيقَة .. وَكَانَ { رُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ } ( تك 1 : 2 ) .. وَالمَطَر المُتَأخِّر فِي يُوْم الخَمْسِين لِذلِك الأبَاء القِدِّيسُون يَقُولُون أنَّ لِكُلَّ إِنْسَان مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .
أنَا يَوْمِياً عِنْدِي مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .. وَلِنَنْتَبِه أنَّهُ أحْيَاناً يَكُون بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر فِتْرِة جَفَاف فَلاَ تَحْزَن إِنْ مَرِّت فِي حَيَاتَك فَتَرَات فُتُور رُوحِي لأِنَّكَ بِذلِك تَكُون بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر .. عِنْدَمَا تَجِد أنَّ المَطَر تَأخَّر مَاذَا تَفْعَل ؟ أُطْلُب المَطَر لأِنَّهُ مَتَى يَأتِي ؟ لَيْسَ لَكَ يَدْ فِي ذلِك مَا عَلِيك هُوَ أنْ تَزْرَع الزَّرْع وَتَحْرُث الأرْض وَتَضَعْ البِذْرَة وَتَرْعَاهَا أمَّا مَتَى يَأتِي المَطَر فَهذَا عَمَل نِعْمَة الله يَأتِي عَلَيْكَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر .. النِفُوس الَّتِي تَضْجَر مِنْ الفِتْرَة مَا بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمَطَر المُتَأخِّر تُعْلِنْ عَنْ عَدَم إِسْتِحْقَاقْهَا .. وَالنِفُوس الَّتِي تَتَرَاجَعْ تُعْلِنْ ضَعْف إِيمَانْهَا .. أمَّا النِفُوس الَّتِي تَثْبُت فَهيَ تُعْلِنْ إِيمَانْهَا .
لِذلِك يَقُول { فَتُمْلأُ الْبَيَادِرُ حِنْطَةً وَتَفِيضُ حِيَاضُ الْمَعَاصِرِ خَمْراً وَزَيْتاً } .. مَتَى أتَمَتَّع بِهذَا الشَّبَع ؟ هذَا غِنَى كُلَّ البُيُوت وَالبَيَادِر تُمْلأ حِنْطَة .. كُلَّ المَخَازِن تُمْلأ حِنْطَة .. غِنَى .. إِنْسَان الله الَّذِي يَحْيَا فِي فَرَح بِالله تَجِدْ دَاخِلُه كُنُوز وَمَخَازِن .. { سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً } ( مز 65 : 9 ) .. عِنْدَمَا يَأتِي مَوْقِف يَمْتَحِنْ هذَا الشَّخْص تَجِدْ بَيْدَرَهُ مَمْلُوء حِنْطَة .. { تَفِيضُ حِيَاضُ الْمَعَاصِرِ خَمْراً وَزَيْتاً وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ } .. فَتَرَات الحُرُوب الرُّوحِيَّة وَالقَفْر الَّذِي سَبَّبَهُ عَدُو الخِير يُعَوِضْنِي عَنْهَا الله .. أنَا مَا عَلَيَّ إِلاَّ إِنِّي لاَ أمِيل بِقَلْبِي لِلخَطَايَا وَلَيْسَ عَدَم عَمَل الخَطِيَّة فَقَطْ بَلْ لاَ أمِيل بِقَلْبِي لِلخَطَايَا .. أجَاهِد ضِدْ الخَطِيَّة وَالله يُعَوِضَنِي عَنْ السِنِين الَّتِي أكَلَهَا الجَرَاد .. لَكَ وَعْد مِنْ الله إِنْ ثَبَتْ فِي الحَرْب وَلَوْ ظَلَلْت سِنِين أكَلَهَا الجَرَاد فَالله قَادِر أنْ يُعَوِضَك عَنْهَا وَسَتَجِد فِيض أنْهَار .. { فَتَأْكُلُونَ أَكْلاً وَتَشْبَعُونَ وَتُسَبِّحُونَ اسْمَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي صَنعَ مَعَْكُمْ عَجَباً وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الأبَدِ } .. مُنْذُ قَلِيل كَانَتْ الشُّعُوب تَهِيجُ عَلَيْنَا وَتَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى ظُلْمَة لأِنَّنَا أخْطَأنَا لله .. لاَ .. إِنْتَبِه أنَا الرَّبَّ إِلهْكُمْ .. جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَتَمَسَّك بِالرَّبَّ إِلهَهُ .. جَيِّد مَنْ يَثِق أنَّ الله وَاهِب النُصْرَة .
{ وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى } .. هذِهِ هِيَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس العَطِيَّة العُظْمَى مِنْ الله لِلبَشَرِيَّة .. مُكَافَأة الله لِلبَشَرِيَّة الوَعْد بِهَا جَاءَ فِي يُوئِيل 2 .. هَلْ يَا الله تُرِيد أنْ تُشَوِقْنَا لِلرُّوح القُدُس مِنْ قَبْل أنْ يَأتِي بـ 500 سَنَة ؟ يَقُول نَعَمْ أنَا أُرِيد أُرِيك عَطِيِة الرُّوح القُدُس الَّذِي يُسَمَّى رُوح النُّبُوَة .
هذَا الأصْحَاح بَدأ بِالعُقُوبَة وَانْتَهَى بِمُكَافَأَت وَعَطَايَا وَغِنَى وَعَطِيِة الرُّوح القُدُس رُوح الله .. النَّفْس الأمِينَة لله عَلَى مِيعَاد مَعَ الرُّوح القُدُس فَتَمْسِك بِالله وَلاَ تَتْرُكَهُ دُونَ أنْ تَأخُذْ الهِدِيَّة وَيَتَحَقَّق فِيك الوَعْد .. قُلْ لَهُ أنْتَ يَارَبَّ قُلْتَ إِنِّي أسْكُب رُوحِي عَلَى كُلَّ البَشَر .. خُذْ الرُّوح القُدُس دَاخِلَك كَمَارِد قَوِي مُتَسَلِط جَبَّار يُعْطِيك قُوَّة وَرَجَاء لِذلِك يَقُول " بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ " يَكُونُونَ أصْحَاب بُنُّوَة .. يَارَبَّ ألَيْسَ أوْلاَدْنَا كَانُوا مُنْذُ قَلِيل أشْرَار تَحْت سُلْطَان العَدُو ؟!! يُجِيب نَعَمْ وَلكِنِّي سَأُحَوِلَهُمْ إِلَى أنْبِيَاء .. أيْضاً شُيُوخَكُمْ سَيَحْلَمُون وَيَرَوْنَ رُؤى .
حَتَّى الَّذِينَ تَحْتَقِرُونَهُمْ وَهُمْ العَبِيد .. { وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأيَّامِ وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ دَماً وَنَاراً وَاعْمِدَةَ دُخَانٍ } .. سَأُحَوِل المَسْكُونَة كُلَّهَا إِلَى مَسْكُونَة خَاضِعَة لِي تَعْبُدَنِي بِحُب .. عَطِيَّة مَصْحُوبَة بِعَجَائِب وَكَأنَّ غَايِة العَطِيَّة أنْ يُعْلِنْ أنَّ هذِهِ كَنِيسَتَهُ وَهذَا شَعْبه .. { وَتَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِئَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ . وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَنْجُو } .. عِنْدَمَا تَأتِي عَطِيِة الرُّوح القُدُس سَيُهَيِئ كَنِيسَتَهُ لِمَجِئ الرَّبَّ لِذلِك يَتَكَلَّم عَنْ الشَّمْس الَّتِي تَتَحَوَّل إِلَى ظُلْمَة .. هذَا هُوَ المَجِئ الثَّانِي .. أجْمَل إِسْتِعْدَاد لِمَجِئ الرَّبَّ هُوَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس لِذلِك يُكَلِمَك عَنْ الشَّمْس الَّتِي تَتَحَوَل إِلَى ظُلْمَة أي زَوَال العَالَم وَانْتِهَاءه لِذلِك الكِنِيسَة تِجَهِز نَفْسَهَا مِنْ الآن لَهُ وَعِنْدَمَا يَنْطَفِئ نُور العَالَم يَظِل كُلَّ شِئ إِلهِي وَتَتَجِه قُلُوْبْنَا لله .
{ لأِنَّهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ } .. مَعْرُوف أنَّ جَبَلْ صِهْيَوْن هُوَ كَنِيسَة العَهْد الجَدِيد .. هَلْ تُرِيد أنْ تَنْجُو ؟ كُنْ فِي جَبَل صِهْيَوْن كُنْ فِي الكَنِيسَة .. الكَنِيسَة هِيَ المُؤتَمَنَة عَلَى يَنَابِيع الرُّوح وَمَخَازِن الرُّوح .. خُذْ الرُّوح مِنْ الإِعْتِرَاف وَالتَنَاوُل .. خُذْ الرُّوح مِنْ فَمْ الرُّوح القُدُس المَوْجُود الَّذِي تَنَال الحِل بِهِ .. { وَمِنْ فَمْ الكَنِيسَة الوَاحِدَة الوَحِيدَة المُقَدَّسَة } ( مِنْ تَحْلِيل الخُدَّام ) .. يَكُونُ فِي جَبَلْ صِهْيُون نَجَاة .. { كَمَا قَالَ الرَّبُّ . وَبَيْنَ الْبَاقِينَ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ } .. يُوْجَدْ بَقِيَّة لله مِنْ خَارِج صِهْيَوْن سَيَكُون لَهُمْ نَجَاة أيْضاً .. الإِنْسَان الَّذِي يَتَحِد بِالله إِتِحَاد تُوْبَة وَيَرْجِع لله بِكُلَّ قَلْبِهِ يَسْتَحِق عَطِيِة الرُّوح القُدُس وَيَسْتَحِق النَجَاة مِنْ هُنَا الله يُرِيد أنْ يَفْتَح ذِرَاعَيْهِ لِلكُلَّ لأِنَّهُ رَبَّ غَنِي لِلكُلَّ غَنِي لِمَنْ يَدْعوه .. لأِنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِإِسْم الرَّبَّ يَنْجُو .
جَيِّدْ أنْ تَتَمَسَّك بِمَوَاعِيد الله .. جَيِّدْ أنْ تَتَأمَّل خَطَايَاك وَإِلَى أيْنَ تَذْهَب بِك .. أحْيَاناً يَسْتَخِف الإِنْسَان بِكَلاَم الله وَيَتَعَالَى عَلَى كَلاَمه .. الله يَقُول لَكَ إِنْتَبِه أنَا فِي البِدَايَة أتَكَلَّم مَعَك بِالبُوْق وَإِنْ لَمْ تَأتِي بِذلِك فَأنَا قَادِر أنْ أُخِيفَك وَأُرِيعَك وَأُرْهِبَك وَعِنْدَمَا تَدْخُلَك الرِعْدَة يَقُول لَكَ لاَ تَخِف فَأنَا أبُوك فَتَقُول لَهُ لَكِنِّي يَارَبَّ مَازِلْت مُرْتَعِد فَيُجِيبَك " تَعَالَ إِلَيَّ بِكُلَّ قَلْبَك " .. وَعِنْدَمَا أعُود لَهُ بِكُلَّ قَلْبِي يَقُول لِي أنَا أضْمَنْ لَك أنْ لاَ تَعُود كُلَّ هذِهِ التَّهْدِيدَات تَأتِيك وَأضْمَنْ لَك أنْ تَكُون قُوَّة وَسَطْ أعْدَاءَك وَضَمَان القُوَّة إِنِّي أُعْطِيك رُوحِي وَأسْكُبه عَلِيك وَرُوحِي هذَا يُهَيِّئَك لِليُوْم العَظِيم وَهُوَ الَّذِي يَضْمَنْ لَكَ أنْ تَنْجُو فِي يُوْم الدَيْنُونَة .
الله يُعْطِينَا رُوح تُوْبَة وَيِقْبَل صُوْمنَا وَصَلاَتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا
وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
لَهُ الْمَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
لقاء يسوع مع زكا الأحد الثالث من توت
مقابلة ربنا يسوع المسيح مع زكا العشار
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين
فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير بِالذَّات بِيرَكِّز عَلَى شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَصَدِيق لِلإِنْسَان .. مُعَلِّمْنَا مَتَّى يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع المَلِك .. مُعَلِّمْنَا مَرْقُس يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع الخَادِم .. مُعَلِّمْنَا لُوقَا يُبْرِز رَبِّنَا يَسُوع صَدِيقٌ الإِنْسَان .. صُورِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا الكِنِيسَة تَضَعْ مَعَهُ صُورَة شِبْه الإِنْسَان لأِنَّ مُعَلِّمْنَا لُوقَا أبْرَز رَبِّنَا يَسُوع الإِنْسَان .. وَمُعَلِّمْنَا يُوحَنَّا رَكِّز عَلَى رَبِّنَا يَسُوع الإِله .. فَمُعَلِّمْنَا لُوقَا يِعْرِض المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِقْتَرَب فِيهَا مِنْ الإِنْسَان .. هذَا مَوْقِفْ مِنْ المَوَاقِفْ اللِّي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيِعْزِم نَفْسُه وَبِيْقُول مُمْكِن أجِي البِيتْ عَنْدَك ؟ .. دَه يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك ( لو 19 : 5 ) .. أنَا لاَزِم أجِي اليُّوم عَنْدَك .
كُلَّ مَوَاقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هِيَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَفَوْقَ المَكَان .. يَعْنِي هِيَّ لَمْ تَحْدُث فِي أرِيحَا وَلاَ حَدَثِتْ مِنْ 2000 سَنَة وَلكِنْ بِتَحْدُث فِي زَمَانَنَا وَفِي مَكَانَنَا .. نَفْس الدَّعْوَة اللِّي قَالْهَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِزَكَّا أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. هِيَ دَعْوَة مُتَكَرِّرَة لِينَا كُلِّنَا .. يَقُول لَنَا أنَا عَايِز أجِي أتَلاَمَس مَعَك .. أدْخُل جُوَّه حَيَاتَك .. أدْخُل جُوَّه بِيتَك .. لأِنْ كَانِتْ الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة بِلِقَاء زَكَّا بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مُجَرَّدٌ إِنُّه رَاح أكَل عَنْدُه وَلاَ قَعَد عَنْدُه هِيَّ تَغَيُّر حَيَاتُه .. يِقُول عَنْ زَكَّا أنَّهُ كَانَ رَئِيس العَشَّارِينْ وَكَانَ غَنِياً .. الثَّمَرَة الطَّبِيعِيَّة لِلِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِرَئِيس العَشَّارِينْ هُوَ تَغَيُّر حَيَاتُه .. فَوَجَدْنَاه يَقُول أنَا هَا أُعْطِي نِصْف أمْوَالِي لِلفُقَرَاء وَإِنْ كُنْت وَشَيْتُ بِأحَدٌ أرُدُّ لَهُ أرْبَعَة أضْعَاف ( لو 19 : 8 ) .. تَغْيِير حَيَاة .. تَغْيِير عَمَلِي .. لِذلِك نُقَفْ وَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَوَقْفَة صَغِيرَة مَعَ مَوْقِفْ زَكَّا .
رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي وَسَطْ الدُنْيَا المُزْدَحَمَة رَفَعْ عِينُه وَجَدْ زَكَّا مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة .. مَدِينَة أرِيحَا مُسَمَّاه بِهذَا الإِسْم لأِنَّ رَائِحَتْهَا حِلْوَة لأِنَّهَا مَشْهُورَة بِزِرَاعِة الفَوَاكِه .. فَمِنْ عَلَى بُعْد كِبِير تِشِمْ رَائِحَة جَمِيلَةٌ رَائِحَة فَوَاكِه .. فَكَانْ فِيهَا جِمِّيزَة مِنْ ضِمْن أشْجَار الفَوَاكِه وَزَكَّا عَشَانْ دَارِس المَنْطِقَة طِلِعْ عَلِيهَا لِكَيْ يَرَى يَسُوع .. فَرَبِّنَا يَسُوع رَفَعْ عِينُه وَجَد وَاحِدٌ مُتَسَلِّق عَلَى شَجَرَة قَالَ لَهُ أسْرِع وَانْزِل تَعَالَ أصْل أنَا يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. رَبِّنَا يَسُوع بِيقُول لُه * يَنْبَغِي * يَعْنِي * لاَزِم * .. هُوَ اللِّي بِيَدْعُوه وَبِيقُول لُه لاَزِم أجِي لَك .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي بِيِبْحَث عَنْ الإِنْسَان .. هُوَ اللِّي يِفَتِّش عَنْهُ رَغْم الجَمَعْ .. زَحَام لكِنْ هُوَ عَارِفْ إِنْ دَه لاَزِم يَمْكُث عَنْدُه .. دَه لاَزِم يِتْغَيَّر .. دَه يَحْمِل إِشْتِيَاقَات جَمِيلَة وَلكِنْ مُسْتَعْبَد وَمَأسُور لِعَادَات رَذِيلَة .. يُبْقَى لاَزِم أنَا أدْخُل جُوَّه حَيَاتُه .
دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِينَا هِيَّ نَفْس الدَّعْوَة .. يِقُولَّك إِنْتَ بِالرَّغْم مِنْ إِنْ الدُنْيَا زَحْمَة مِنْ حَوْلَك .. لِمَاذَا أنَا ؟ يِقُول رَبِّنَا لِيك أنَا أُرِيدَك إِنْتَ .. لِدَرَجِة إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا زَكَّا ( لو 19 : 5 ) .. نَادَاه بِإِسْمُه .. تَخَيَّل رَبِّنَا بِيْنَادِي كُلَّ وَاحِد بِإِسْمُه وَيَقُول لَهُ أنَا اليُّوم أُرِيدْ أنْ أمْكُث فِي بِيتَك .. يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك .
رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. قِصِّة الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه هِيَ هذِهِ الدَّعْوَة مِنْ بِدَايِة سُقُوط أبُونَا آدَم وَجَدْنَا إِنْ رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول لُه آدَم .. بِيْنَادِيه بِإِسْمُه .. بِيْقُول لُه آدَم أيْنَ أنْتَ ( تك 3 : 9 ) .. وَهِنَا بِيْقُول لِزَكَّا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. يَنْبَغِي .. لاَزِم .. أنَا جَاي لِكَيْ أرُدٌ إِلَيْكَ مِيرَاثَك المَسْلُوب .. أنَا جَاي عَشَانْ أرَّجَعَك لِحِضْن أبُوك .. أنَا جَاي عَشَانْ غِيرَك إِنْتَ وَإِنْتَ بِالذَّات وَبِإِلْحَاح وَبَاقُولَّك لاَزِم أجِي إِلَيْكَ .
جَمِيلٌ إِنْ أنَا أشْعُر إِنْ رَبِّنَا بِيْنَادِينِي بِإِسْمِي وَعَارِفْ ظُرُوفِي وَبِيْقُولَّك أنَا لاَزِم أجْلِس عَنْدَك .. هُوَ يُرِيدَك إِنْتَ .. هُوَ يَقْرَع عَلَى بَابْ قَلْبَك إِنْتَ .. هُوَ يُقْصُدَك إِنْتَ .. أحْيَانَاً الإِنْسَان فِي وَسَطْ الزَّحْمَة يِفْتِكِر إِنُّه مِشْ مَعْرُوف عَنْدُه .. لاَ .. دَه مَعْرُوف بِالإِسْم .. مَعْرُوف بِالسِيرَة .. يِعْرَف كُلَّ أعْمَاقَك وَكُلَّ إِشْتِيَاقَاتَك .. هُوَ عَارِفْ .. وَعَارِفْ المَاضِي وَعَارِفْ الضَّعْف وَبِيْقُولَّك أنَا أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. أنَا لاَزِم اليُّوم أجِي لَك وَأجْلِس مَعَك .
وَالعَجِيب جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح هُوَ صَاحِبْ السُّلْطَان وَسَيِّد مَمَالِك الأرْض كُلَّهَا هُوَ اللِّي بِيِعْزِم نَفْسُه عَنْد وَاحِد .. كَرَامِة الشَّخْص مُمْكِنْ تِمْنَعُه أنْ يَقُول لِوَاحِد أنَا هَاجِي إِلَيْكَ .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا شَافْ إِنْ إِحْنَا تَبَاطَأنَا جِدّاً فِي دَعْوِتُه فَدَعَى نَفْسُه هُوَ لِينَا .. رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا لَقَى إِنْ إِحْنَا أهْمَلْنَا كَثِير جِدّاً فِي حَقٌ تُوبِتْنَا وَفِي حَقٌ خَلاَصْنَا فَوَجَدْنَاه هُوَ بِيْقُول لِينَا أنَا اللِّي هَاجِي .. إِنْتَ الوَاضِح إِنْ الخَطْوَة دِي صَعْبَة عَلِيك .. إِنْتَ مُكَبَّل وَمَأسُور وَتَعْبَان .. أنَا اللِّي هَادْعِي نَفْسِي .. إِنْتَ مِتْأخَر كَثِير جِدّاً وَتِفْضَل سَايِبْ نَفْسَك حَتَّى تَصِل إِلَى حَالْ أرْدَأ .. لاَ .. أنَا اللِّي هَاجِي .. أنَا اللِّي هَافْتَقِدَك وَبِإِلْحَاح .
جَمِيلٌ جِدّاً فِي زَكَّا إِنُّه إِسْتَجَاب .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِشْ مِنْتِظِر إِنْ إِنْتَ اللِّي تَدْعُوه لكِنْ هُوَ اللِّي بِيَدْعُوك وَلكِنْ مِنْتِظِر مِنَّك حَاجَة لَوْ إِنْتَ مَعَمَلْتَهَاش هُوَ مِشْ هَا يِجِي إِنْ إِنْتَ تَسْتَجِيب لِنِدَائُه .. يَامَا نَاس رَبِّنَا يَسُوع بِيْنَادِي عَلِيهُم وَهُمَّ يِرْفُضُوا .. عَايِز يِقُولَّك كِدَه كِتِير .. مَعْقُول إِنْ أنَا اللِّي أدْعُو نَفْسِي وَإِنْتَ تُرْفُض وَأنَا أجِي ؟!! كِدَه كِتِير قَوِي لِذلِك نَاس كَثِيرِين رَبِّنَا دَعَاهُمْ وَقَالْ أنَا أجِي وَفِي نَاس إِعْتَذَرُوا عَنْ قَبُول الدَّعْوَة .
جَمِيلَةٌ جِدّاً الكَلِمَة اللِّي ذَكَرْهَا الكِتَاب المُقَدَّس إِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لَمَّا تَكَلَّمْ مَعَ فِيلِكْس الوَالِي يِقُول إِرْتَعَدَ فِيلِكْس الوَالِي .. إِبْتَدأ قَلْبُه يِتْحَرَّك .. إِبْتَدأ يَسْتَجِيب لِلكَلاَم وَلكِنْ لِلأسَفْ قَالَ لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول إِذْهَب الآن وَمَتَى حَصَلْت عَلَى وَقْت أدْعُوك ( أع 24 : 25 ) وَلَمْ يَحْصُل عَلَى وَقْت .. إِنَّهَا الأن .. رَبِّنَا عِنْدَمَا يُنَادِيك فِي لَحْظَة لاَ تُؤَجِلْهَا .. يِقُول الأنْ تِقُول لُه حَاضِر .. يِقُول يَنْبَغِي أنْ أمْكًُث فِي بِيتَك تِقُول لُه يَارَب أنَا مُشْتَاق أنْ تَمْكُث فِي بِيتِي .. أنَا مِنْتِظْرَك .. جَمِيلٌ جِدّاً أنْ أشْعُر بِعَمَل رَبِّنَا فِي حَيَاتِي وَدَعْوِتُه لِيَّ بِالتُّوبَة وَإِلْحَاحُه عَلَيَّ .. لَوْ عَرَفْنَا إِنْ مِنْ أهَمْ مَقَاصِد حَيَاتْنَا إِنْ الله أبْقَانَا الَى الأن إِلَى هذِهِ اللَحْظَة وَنَحْنُ أحْيَاء لِكَيْ نُكَمِّل تَوْبَتْنَا .. الله يَتَرَجَّى تَوْبَتْنَا بِالحَيَاة وَمَا الحَيَاة إِلاَّ فُرْصَة لأِسْتِجَابِة تَرَجِّي التُّوبَة .. زَكَّا إِسْتَجَاب ..زَكَّا إِسْتَجَاب قَبَلَهُ فَرِحاً ..رَبِّنَا عَايِز يِلْزِمْنَا أنْ نَعِيش مَعَاه .. رَبِّنَا عَايِز يُغْلِقٌ عَلِينَا دَوَائِر الشَّر عَشَانْ يِحْفَظْنَا .. رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يِأمِنَّا مِنْ شُرُور وَخَطَايَا كَثِيرَة إِحْنَا اللِّي نِسْعَى إِلَيْهَا .
فِي سِفْر هُوشَعْ يِقُول إِنْ فِيه إِمْرَأة زَانِيَة حَبِّت تُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا فَرَبِّنَا شَبِّه المَرْأة الزَّانِيَة بِشَعْبُه بِتُتْرُك الرَّجُل بِتَاعْهَا وَبِتَدَوَر عَلَى غِيرُه عَشَانْ تِعْمِل الغَلَط مَعَاه .. هذَا هُوَ حَال النَّفْس البَشَرِيَّة بِتُتْرُك عَرِيسْهَا وَتَبْحَث عَنْ الشَّر وَتَقْتَرِنْ بِغَيْرُه .. الله لاَ يَسْكُت .. يُكْمِل فِي سِفْر هُوشَع مَوْقِفْ ربِّنَا فَيَقُول ﴿ لِذلِك هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطْهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ ﴾ ( هو 2 : 6 – 7 ) .. رَبِّنَا عَايِز يِسَيِّج عَلِينَا فَيَقُول حَتَّى لَوْ إِنْتَ رَغَبْت أنَا هَاسَيِّج عَلِيك .. هَاجْعَل طَرِيقَك بِالشُوك وَأبْنِي حَائِط حَتَّى لاَ تَجِد مَسَالِكْهَا فَتَجِد مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكَهُمْ .. تُفَتِّش عَلَيْهِم وَلاَ تَجِدَهُمْ ﴿ فَتَقُولُ أذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنِ ﴾ .. رَبِّنَا يَتَرَجَّى التُّوبَة بِتَاعِتْنَا .. يُرِيد أنْ يُحَاصِرْنَا .. يُحَاصِرَك بِكَلِمَة .. بِآيَة .يِسَيِّج طَرِيقَك .. يَضَعْ جُوَّاك إِشْتِيَاقَات .. إِسْتَجِيب وَتَجَاوَب مَعَهُ .
بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا خَرَجُوا مِنْ أرْض مَصْر لِكَيْ يَذْهَبُوا لأِرْض كَنْعَان مَكَثُوا أرْبَعِين سَنَة تَائِهِينْ .. رَبِّنَا كَانْ لُه قَصْد مِنْ دَه .. المِشْوَار كُلُّه لَمْ يَأخُذ أكْثَر مِنْ ثَلاَثَة أسَابِيع ..لَوْ شَعَرُوا إِنْ الطَّرِيقٌ صَغِير أمَام أي صُعُوبَة كَانُوا يِرْجَعُوا .. الله أرَاد مِنْ ذلِك أنْ يَدْخُلُوا كُلُّهُمْ كَنْعَان وَلاَ يَرْجَع أحَدٌ .. فَيَقُول ﴿ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَعَْ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ ﴾( خر 13 : 17) .. خَايِفْ عَلِيهُمْ لِئَلاَّ يَرْجَعُوا فَتَوِّهَهُمْ .. الله يَصِر عَلَى أنْ يِسَيِّج عَلِينَا الطَّرِيقٌ لِكَيْ لاَ نَرْتَد إِلَى الوَرَاء أبَداً .. هذَا هُوَ مَوْقِفْ رَبِّنَا يَسُوع أنْ أمْكُث اليُّوم فِي بِيتَك .. أنَا الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص لأِجْل المَوْعِد بِالخَيْرَات المُنْتَظَرَة .
زَكَّا رَجُل غَنِي .. رَجُل رَئِيس عَشَّارِين .. سِمِعْ إِنْ يَسُوع رَايِح بَلَدُه فَكَانَ مُشْتَاقٌ جِدّاً أنْ يَرَى يَسُوع وَهذِهِ هِيَ بِدَايِة الطَّرِيقٌ .. بِدَايِة الحَيَاة مَعَ رَبِّنَا هُوَ الإِشْتِيَاق .. لاَزِم تِكُون نَفْسَك تَرَى يَسُوع .. نَفْسَك تَتَقَابَل مَعَاه .. نَفْسَك تَسْمَعُه .. مُشْتَاق جِدّاً أنْ تَتَلاَمَس مَعَهُ .. هذِهِ هِيَ البِدَايَة .. البِدَايَة هِيَ رَغْبَة مِنْ الدَّاخِل أمِينَة صَادِقَة لِكَيْ مَا أتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح .. زَكَّا كَانْ مِتْضَايِق مِنْ حَيَاتُه فَلِذلِك كَانَ يُرِيدْ أنْ يَرَى يَسُوع عَشَانْ عَايِز طَرِيقٌ أفْضَل ؟ رُبَّمَا .. تِكُون سِمِعْت عَنُّه إِنُّه بِيِعْمِل مُعْجِزَات وَإِنُّه رَجُل فَاضِل وَإِنُّه قِدِيس رَايِح تَرَاه ؟ رُبَّمَا .. زَكَّا يُرِيدْ أنْ يُقَابِل يَسُوع فَوَجَدَ الطَّرِيقٌ مُزْدَحِم جِدّاً ( عَوَائِقٌ ) بِالإِضَافَة إِلَى قِصَر قَامَتُه .. كَانَ هُنَاك عَوَائِق كَثِيرَة لكِنْ زَكَّا كَانَ عِنْدُه عَزْم فَمِشِي وَسَطْ الزَّحْمَة إِلَى أنْ وَصَل لِمَمَر الطَّرِيقٌ وَتَسَلَّقٌ الجِمِّيزَة .. زَكَّا كَانَ عِنْدُه ثَبَات عَزَم وَاللِّي وَضَعْ فِي قَلْبُه أنْ يَرَاه فَلاَبُدْ وَأنْ يَرَاه وَلكِنْ مَنْ الَّذِي يُرَاقِب هذِهِ الإِشْتِيَاقَات كُلَّهَا ؟ رَبِّنَا يَسُوع هُوَ اللِّي مِرَاقِبْ المَوْقِف كُلُّه .. هُوَ اللِّي مَعَاه أمْرِنَا .. هُوَ اللِّي يِعْرَف أعْمَاقْنَا .. الله اللِّي عَارِف خَفَايَا القَلْب رَأى إِسْتِعْدَادٌ زَكَّا .. زَكَّا غَلَبْ العَوَائِقٌ .. غَلَبْ الزَّحْمَة وَغَلَبْ قِصَر القَامَة .. وَصَعَد عَلَى جِمِّيزَة لِكَي يَرَى يَسُوع .
الآبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ الجِمِّيزَة هِيَ مُمْكِنْ تِكُون كَلِمَة مَنْفَعَة .. مُمْكِنْ تِكُون كِتَاب رُوحِي .. مُمْكِنْ تِكُون شِرِيطْ عِظَة .. الإِنْسَان مُمْكِنْ يِكُون قَامْتُه الرُّوحِيَّة قَصِيرَة لاَ تُوْجَدٌ عِنْدِي إِسْتِعْدَادَات كَافِيَة تُؤهِلْنِي لِمُقَابَلَة الْمَسِيح .. الحَلْ هُوَ أنْ أجِدٌ شِئ يِرْفَعْنِي .. أبْحَث عَنْ وَسِيلَة لِكَيْ أرى بِهَا الْمَسِيح .. العِظَة وَسِيلَة لِكَيْ أرَى بِهَا الْمَسِيح .. الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَلِّمُونَا أنْ نُوَاظِبْ كَثِير جِدّاً عَلَى القِرَاءَة الرُّوحِيَّة ( جِمِّيزَة ) .. خِسَارَة الوَقْت يِضِيع وَأُمُور غِير نَافْعَة إِهْدَارٌ لِلوَقْت .. وَإِهْدَارٌ الوَقْت مَعْنَاه إِهْدَارٌ لِلعُمْر وَإِهْدَارٌ العُمْر مَعْنَاه خَطْوَة لِلجَحِيم .. لِذلِك إِصْعَدٌ عَلَى جِمِّيزَة لِكَيْ تَرَى يَسُوع .. مَا أجْمَل أنْ تَرَى يَسُوع بِوُضُوح .. مَا أجْمَل أنْ يَتَلاَقَى زَكَّا مَعَ رَبَّ زَكَّا .
جَمِيلٌ هذَا المَوْقِفْ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع نَادَاه بِإِسْمُه فَفَرِحَ زَكَّا جِدّاً .. فِي وَسَطْ الزِّحْمَة رَبِّنَا وَاخِدٌ بَالُه مِنْ زَكَّا ..هُوَ يَعْلَم الإِشْتِيَاق وَيُكَمِّل النَّقَائِص وَيَسْنِد الضَّعْف .. الله يُرِيدَك .. يَنْبَغِي أنْ أمْكُث فِي بِيتَك .. نَزَلْ زَكَّا بِسُرْعَة وَأخَذَ رَبِّنَا يَسُوع فِي بِيتُه .. مَعْقُول هذَا المَوْكِب العَظِيمْ يِنْتِهِي فِي بِيتِي أنَا ؟!! ..إِبْتَدأ حِلْم زَكَّا يِتْحَقَّقٌ فَابْتَدأ يُدْخُل بِيتُه فَقَبَلَهُ فَرِحاً .. لِذلِك الثَّلاَث خَطَوَات مُهِمِينْ جِدّاً فِي زَكَّا وَهُمَّ :
1)الإِشْتِيَاق جَعَلَهُ يَتَحَدَّى العَوَائِقٌ .
2)القَبُول قَبَلَهُ فَرِحاً .
3)التَّغَيُّر وَالتَّحَوُّل الفِعْلِي .
زَكَّا لَمْ يَلْتَزِم بِحُدُودٌ الشَّرِيعَة وَهيَ إِنْ الشَّخْص الَّذِي يَظْلِم أحَداً يَرُدٌ أرْبَعَة أضْعَاف لكِنْ زَكَّا أعْطَى نِصْف أمْوَالُه لِلفُقَرَاء .. مُقَابَلَة الْمَسِيح تُفْطُمَك عَنْ كُلَّ مَا قَدْ سَبَقٌ فَآسَرَك .. مُقَابَلَة الْمَسِيح تَخْلَع مِنَّك أهْوَائَك القَدِيمَة .. إِنَّهُ زَعْزَع صُخُور الأوْجَاع المُضَادَّة وَهَدَّى أمْوَاج الشَّهوَات الثَّقِيلَة ..كُلَّ مَا تَحَدَّانَا فِيهِ العَدُو وَسَبَانَا فِيهِ مُجَرَّدٌ مُقَابَلَة الْمَسِيح تُزِيل هذِهِ الأوْجَاع .. هذَا هُوَ التَّحَوُّل الفِعْلِي .
المُقَابَلَة مَعَ الْمَسِيح تُغَيِّر الإِنْسَان .. وَجَدْنَا التَّغَيُّر حَصَل .. يَا لِفَرْحِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِهذَا اللِقَاء .إِنْ كَانْ زَكَّا فِرِح بِهذَا اللِقَاء فَرَبِّنَا يَسُوع فِرِح بِهِ أكْثَر جِدّاً بِمَا لاَ يُقَاس .. رَبِّنَا يَسُوع مِنْتِظِر تَغَيُّرْنَا .. التَّغَيُّر مُسْتَحِيل بِدُون لِقَاؤُه .. مُسْتَحِيل أنْ تَحْمِل شَهَوَات المَاضِي وَكُلَّ مَا عَاقَ قَلْبَك دُونَ أنْ تَلْقَاه أنْ تَلْقَاه بِاشْتِيَاقٌ وَبِقَبُول وَبِتَحَوُّل .. لِذلِك لاَ أسْتَطِيع أنْ أغْلِب بِدُون مَا أرَاه .. الفِعْل وَالتَّغَيُّر الفِعْلِي شَرْط يُلاَزِم اللِقَاء لِذلِك وَجَدْنَا الَّذِينَ رَأُوا تَذَّمَرُوا قَائِلِينْ أنَّهُ دَخَلَ إِلَى بَيْت رَجُل خَاطِئ لِيَسْتَرِيح( لو 19 : 7 ) .. رَبِّنَا يَسُوع وَزَكَّا بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه وَالجُمُوع بِيْفَكَّرُوا فِي إِتِجَاه آخَر .. وَجَدْنَا رَبِّنَا يَسُوع بِيْقُول اليُّوم صَارَ خَلاَصٌ لِهذَا البَيْت إِذْ هُوَ أيْضاً إِبْن لأِبْرَاهِيم ( لو 19 : 9 ) .. إِبْن البَشَر جَاءَ لِيُخَلِّص مَا قَدْ هَلَك ( لو 19 : 10) .
لِقَاء رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه تَغْيِير .. لاَبُدْ وَأنْ يَصْحَبُه قَطْع لِلأهْوَاء وَالشَّهوَات القَدِيمَة .. كُلَّ مَا سَيْطَر عَلِينَا العَدُو فِيهِ وَنَجَح فِي أنْ يُكَبِلْنَا بِهِ مِنْ مَحَبِّة شَهْوَة أوْ مَحَبِّة عَالَمْ أوْ مَحَبِّة كَرَامَة أوْ مَحَبِّة لَذَّة تَجِدٌ رَبِّنَا يَحْمِلُه بِسُهُولَة وَيَرْفَعُه عَنَّك بِقُّوَتُه وَبِنِعْمِتُه .. زَكَّا يَتَقَابَل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع يَتَغَيَّر .. مُعَلِّمْنَا مَتَّى يَتَقَابَل مَعَهُ يَتَغَيَّر .. مُعَلِّمْنَا بُطْرُس يَتَقَابَل مَعَاه يِتْغَيَّر .. هذِهِ سِمِة اللِقَاء بِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. لَوْ تَقَابَلْت مَعَ رَبِّنَا يَسُوع وَلَمْ تَتَغَيَّر يُبْقَى اللِقَاء فِيه حَاجَة غَلَطْ .. يُبْقَى إِنْتَ لَمْ تَنْظُرُه بِعِينْ الإِيمَان ..يُبْقَى عَزِيمْتَك مِشْ ثَابْتَة .. يُبْقَى الأهْوَاء غَلَبِتَك .. لِذلِك تُطْلُب مِنُّه إِنْ بِنِعْمِتُه هُوَ وَبِقُّوِتُه هُوَ يِجْعَلَك تَلْقَاه وَهُوَ القَادِرٌ أنْ يُغَيِّرَك .
رَبِّنَا يِفَرَّح قُلُوبْكُم وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
قيمة النفس البشرية
سوف نتكلّم بِنعمِة ربِنا اليوم عَنِ موضوع قيمة النَفْسَ البشريّة مِنَ إِنجيل مُعلّمِنا يوحنا إِصحاح 17 بركاته على جميعنا آمين[ وَهذِهِ هى الحياة الأبديّة : أنْ يعرِفوك أنت الإِله الحقيقِىَّ وَحدك وَيسوع المسيح الّذى أرسلتهُ 0 أنا مجَّدتك على الأرض 0 العمل الّذى أعطيتنِى لأِعمل قَدْ أكملتهُ 0 وَالآن مجَّدنِى أنت أيُّها الآب عِندَ ذاتِك بالمجدِ الّذى كان لِى عِندكَ قبل كون العالمِ أنا أظهرت إِسمك للنَّاس الّذين أعطيتنِى مِنَ العالمِ 0 كانوا لَكَ وَأعطيتهُمْ لِى ، وَقَدْ حفِظوا كلامَكَ 0 لأِنَّ الكلام الّذى أعطيتنِى قَدْ أعطيتهُمْ ، وَهُمْ قبِلوا وَعلِمُوا يقيناً أنِّى خرجتُ مِنْ عِندكَ ، وَآمنُوا أنَّك أنت أرسلتنِى 0 مِنْ أجلِهِمْ أنا أسألُ 0 لستُ أسأل مِنْ أجلِ العالمِ ، بل مِنْ أجلِ الّذين أعطيتنِى لأِنَّهُمْ لَكَ وَكُلُّ ما هُو لِى فهُو لَكَ ، وَما هُو لَكَ فهُو لِى ، وَأنا مُمجَّد فِيهُمْ 0 وَلستُ أنا بعدُ فِى العالمِ ، وَأمّا هؤُلاء فهُمْ فِى العالمِ ، وَأنا آتِى إِليْكَ 0 أيُّها الآبُ القُدُّوس ، إِحفظهُمْ فِى إِسمك الّذين أعطيتنِى ، لِيكونوا واحِداً كَمَا نحنُ 0] فنحنُ كخُدّام لابُد أنْ يكون عِندنا معرِفة دقيقة بقيمة النَفْسَ البشريّة لِكى نعرِف كيف نتعامل معها وَكيف نكسبها وَكيف نربحها وَكيف نخدِمها ، سوف نتكلّم فِى ثلاث نِقاط :-
1- قيمة النَفْسَ أمام الله :-
إِنّ النَفْسَ أمام الله ياأحبائِى مُكرّمة جِداً وَغالية جِداً وَهى موضوع حُب وَعِناية الله وَتدبير الله مُنذُ الأبد ، عِندما أحب الله أنْ يخلِق الإِنسان خلقهُ على صورتهُ وَمِثاله فصار الإِنسان يُمثِلّ الله [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ ] ، كُلَّ شىء أخضعته تحت قدميه ، فَلاَ يوجد مخلوق مُكرّم مِثل الإِنسان ، وَ لاَ يوجد مخلوق عِنده نعمة التدبير وَالتفكير وَالإِبتكارمِثل الإِنسان ، فَلاَ يوجد مخلوق يتمتّع بنعمة الخلود مِثل الإِنسان ، فأىّ خليقة أُخرى مُجرّد فنائِها إِنتهت وَلكِن الإِنسان يُخلّد يُبقى إِلَى الأبد ، وَلقد ميّز الله الإِنسان بِعطايا فريدة ، يكفِى أنّ كُلَّ هذِهِ الخليقة صنعها الله مِنَ أجل الإِنسان ، البحر ، السّماء ، النور ، الزرع ، الحيوانات ، الدبّابات ، الزحّفات ، كُلَّ هذا فِى النهاية خلقهُ الله لِيخدِم الإِنسان فما هذا الإِعداد للإِنسان ؟ إِنّ الإِنسان موضِع حُب الله وَموضِع إِشتياق الله حتّى أنّهُ قال أنا [ لذّتِى فِى بنِى آدم ] ، لأنّهُ الخليقة الوحيدة التّى يُمكِن أنْ تتجاوب معِى وَمَعَ عملِى وَمَعَ نعمتِى وَمُمكِن يفهمونِى ، وَهى الخليقة الوحيدة التّى تُسبِّح الله الإِنسان لِذلِك تُقيمنا الكنيسة كنائبين عَنِ الخليقة فِى تسبيح الله فتجِدنا نُسبِّحهُ عَنِ السّماء وَالأرض وَالزروع وَالعُشب وَالنباتات ، وَتجِد الكنيسة تنوب نَفْسَها عَنِ أُمور مُمكِن أنْ نتعجب لها فهى تنوبنا عَنِ البرد وَالجليد وَالصقيع وَاللُجُج لأنّها لاَ تعرِف كيف تُسبِّح الله ، فأُقدِّم أنا تسبحة نيابة عنها أمام الله ، وَالّذى ينوب عَنِ شىء يكون أعظم منهُ ، فعِندما جعلنِى الله نائِب عَنِ الخليقة فهذا لأنّهُ يرانِى أنا فِى عينيهِ أعظم مِنَ باقِى الخليقة [ بالمجد وَالكرامة توّجتهُ وَعلى أعمال يديك أقمتهُ وَكُلَّ شىء أخضعت تحت قدميهِ ] بهاء الله ، صورة الله ، مجد الله إِدّخره لِكى يضعهُ فِى الإِنسان وَلَمْ يُرِد الله أنْ يُغيِّر وَيُنوِّع وَيضع عقل عِند فرد وَنُطق عِند ثانِى وَتسبيح عِند الثالِث وَهذا لأنّهُ يُريد أنْ يتمتّع الإِنسان بِكُلَّ صِفات تجعلهُ فِعلاً يكون رأس الخليقة كُلّها وَقَدْ كان وجدنا لذّة لله فِى الإِنسان غير عادية حتّى فِى هلاكه وجد الله يعتنِى بِهِ فِى سقوطه ، فالكِتاب المُقدّس ياأحبائِى كُلّه لاَ يتكلّم عَنِ الله بِقدر ما يتكلّم عَنِ الإِنسان ، فيروِى قصة أبونا إِبراهيم وَمُعاملات الله مَعَ إِبراهيم ، فيُركِّز الكِتاب المُقدّس على إِبراهيم وَيُبرِز لنا إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب وَداوُد وَصموئيل وَشاوِل لِيُبيِّن لنا الإِنسان كإِنسان وَعمل الله معهُ ، فلقد جعل الله البطل الحقيقِى للكِتاب المُقدّس الإِنسان عِندما يعمل مَعَ الله فنجِده يُبرِز أتقياء بشر وَفِى الكِتاب المُقدّس تجِد أنّك تتعلّق بشخصيات الكِتاب المُقدّس رغم أنّ الله هُو الّذى عمل فيهُمْ ، لكِن الله يُريد أنْ يُبرِز لك الإِنسان حينما يتمجِّد وَيُريد أنْ يُظهِر لنا الله كم يمتلِك الإِنسان مِنَ إِمكانيات تقوّى عالية إِنْ تجاوب مَعَ عمل الله فالبطل الحقيقِى فِى الكِتاب المُقدّس ياأحبائِى هُو الله الّذى يتعامل مَعَ الإِنسان أوْ الإِنسان العامِل مَعَ الله ، حتّى حينما سقط وعدهُ بالقيام وَالخلاص وَقال لهُ[ إِنّ نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ] ، وَإِذا كان الإِنسان مرفوض أوْ مُحتقر مِنَ الله ما كان الله أخذ صورة إِنسان فإِنْ كان الله إِعتنى بالإِنسان فِى خليقته فهو أعلن قداسِة الإِنسان وَبِرّه وَثبت تقوّى الإِنسان حينما أتى الله فِى صورة إِنسان ، فعِندما أتى الله فِى صورة إِنسان أعطى قوّة لِكرامِة الإِنسان وَأعطى بهاء للطبيعة البشريّة وَرفعها إِذْ كانت قابِلة للسقوط وَفداها[ وَعظيم هُو سِر التقوّى الله ظهر فِى الجسد ] ، فتحّول جسد الإِنسان إِلَى هيكل وَكأنّ مجد الله وَحلول الله الّذى كان يُمكِن أنْ يحِل فِى الخيمة أوْ فِى هيكل سُليمان إِستبدله الله بِقلبِى وَقال لِى [ أنتُمْ هياكِل الله وَروح الله ساكِن فيكُمْ ] ، فأصبحت أنا الهيكل وَالمذبح مثلما يقول أحد القديسين [ إِنّ نَفْسَ الإِنسان هى هيكل الله وَالقلب هُو المذبح وَالعقل هُو الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، فالنَفْسَ هى الهيكل وَالمذبح هُو القلب وَالهيكل وَالمذبح يحتاجان لكاهِن وَالكاهِن هُو العقل ] يقول القديس باسيليوس : إِنّ نَفْسِى هيكل الله وَقلبِى هُو المذبح وَعقلِى هُو الكاهِن الّذى يقوم بشرف هذِهِ الخِدمة ، أىّ أنّنِى صِرتُ أكثر قبول وَمجد فِى عين الله مِنَ هيكل سُليمان لأنّ الهيكل حِجارة صامِتة ، لكِن أنا حجر حىّ ، لِذلِك ياأحبائِى فقيمة الإِنسان أمام الله قيمة عالية جِداً ، وَلنُبصِر إِعتناء الله بإِيليا فيقول لهُ : أنا أمرت الغِربان أنْ تعولك ، وَقال لهُ أنْ يذهب لِبلد مُعيّنة وَهُناك أمرت أرملة أنْ تعولك ، فالله يهتم بِهِ فِى أىّ مكان يذهب إِليهِ وَيهتم بأنْ يعوله وَكُلَّ رِسالة حفظها للبشر ، صوت الله كان يصِل للنّاس بأنبياء وَهؤلاء بشر ، وَتقديم الذبائِح كان يتِم عَنِ طريق بشر وَهُم الكهنة ، فإِنْ كان لاَ يليق بِهؤلاء البشر أنْ يتقدّموا لِخدمِة الله ما كان يليق أنْ يجعلهُمْ كهنة وَ لاَ أنبياء وَلكِن الله جعلهُم كهنة وَأنبياء لأنّهُ رأى فيهُمْ صلاح أنْ يقوموا بِهذا العمل لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّهُ أحب خاصتهُ الّذين فِى العالم أحبّهُم إِلَى المُنتهى ] ، وَفِى سِفر إِشعياء النبِى يقول [ هوذا على كفِى نقشتهُ إِنْ نسيت الأُم رضيعها أنا لاَ أنساه ] ، فهؤلاء أولادِى موضِع حُبِى وَرعايتِى وَإِهتمامِى ، فإِذا كانت الأُم تعتنِى بإِبنها فأنا الّذى وضعت فِى قلبِها الحُب أنْ تعتنِى بإِبنها ، فهل الخليقة ستكون أعظم مِنَ خالِقها ؟ وَنرى فِى قصة يونان النبِى إِعتناء الله ، إِعتناء الله بالبحّارة وَإِعتناء الله بيونان ذاته وَتدبير الله سُبُل الخلاص لِكُلَّ أحد ، فِى طِلبة جميلة يُصلّيِها أبونا وَهُو فِى بِداية القُدّاس فيقول لله[ الّذى يفعل كُلَّ شىء فِى كُلَّ أحد ، هُو الساقِى كُلَّ الخليقة مِنَ نعمتِهِ ] ،فكُلَّ إِنسان ياأحبائِى لهُ مكان فِى أحضان الله وَكُلَّ إِنسان لهُ كرامة عِند الله وَموضِع عناية خاصة مِنَ الله ، لِذلِك ياأحبائِى إِنْ أدركنا محبّة الله الفائِقة لنا وَإِذا عرفنا عنايته بِنا كأفراد لأنّ قيمتنا عِنده غالية جِداً لَمْ يهُن علينا أنْ نُهينه وَ لاَ نُغضِبه وَ لاَ نخذِله فعِندما أدرك القديس أوغسطينوس محبّة الله لهُ المحبّة الشخصيّة بدأ يشعُر أنّ عِناية الله وَمحبّتهُ كُلّها مُنصبّة عليه هُو لِدرجِة أنّهُ بدأ يشعُر أنّ الله لاَ يهتم بأحد غيره وَمِنَ بين العِبارات الرائِعة التّى قالها فِى إِعترافاته القديس أُوغسطينوس [ أنت تحتضِن وجودِى وَكأنِّى أنا وحدِى موضوع حُبّك ، تسهر علىّ وَكأنّك نسيت الخليقة كُلّها ، تهبنِى عطاياك وَكأنّهُ لاَ يوجد فِى العالم سِواى ] يجِب أنْ نفهم ياأحبائِى أنّ عِناية الله بِكُلَّ نَفْسَ ليست أقل مِنَ هذا المُستوى ، يقول أحد الآباء القديسين الّذين يُدرِكوا قيمة النَفْسَ جيِّداً[ أنت يا الله ليس عِندك خِسارة إِلاّ هلاكِى ] ، وَكلِمة الخسارة صعب أنْ يقولها الشخص ، فِى مُصطلحات تُطلق على الله لأنّ الله ليس عِنده خِسارة لكِنْ إِنْ قُلنا مجازاً إِنّ عِنده خِسارة فهى هلاكِى فالكارِثة الحقيقيّة هُو هلاك النَفْسَ مثلما يضيع إِبن مِنَ أبيه ، فمهما حدث فِى الخليقة لاَ يُساوِى شىء أمام هلاك النَفْسَ ، لِذلِك تجِد فِى الكِتاب المُقدّس عِبارة [ أنت محبوب الله ] لقد عصى الشعب الله فِى القديم حتّى أنّك وَأنت تقرأ تقول كيف أنّك صامِت على هؤلاء النّاس ، فكيف هؤلاء النّاس الّذين أخرجتهُمْ بِذراعٍ رفيع وَشقّقت لهُم البحر وَأغرقت لهُم فرعون وَمركباته أمام أعيُنهُمْ يسلكون بِعِند وَيعبُدوه وَيتركوه ، فكيف تُبقِى عليهُمْ ؟[ وَلَمْ يشأ أنْ يستأصلهُمْ ] وَيقول إِرميا النبِى [ إِنّهُ مِنَ إِحسانات الرّبّ أنّنا لَمْ نفنى ] ، وَهذا يعنِى أنّنا نستحِق أنْ يفنينا الله وَلكِن مِنَ إِحساناته لأنّنا أولاده وَغاليين عليه فهو لَمْ يفنينا ، وَيقول عزرا الكاهِن[ أنت بار يارب فِى كُلَّ ما قَدْ أتى علىَّ أنت قَدْ جازيتنا أقل مِنَ آثامنا ] ، مِثل الأب الّذى يُعاقِب إِبنه أقل مِنَ حجم الخطأ وَكُلّما كبر الخطأ يُعاقِبهُ أقل مِنَ حجم الخطأ لأنّهُ موضِع حُبّه وَنهِمّه وَلأنّنا صورته لِدرجِة أنّ كُلَّ إِهانة لنا هى إِهانة لله وَكُلَّ كرامة لنا هى كرامة لله وَكُلَّ هزيمة لنا يُهزم الله وَكأنّهُ يُهزم معنا لأنّنا أولاده وَنهِمّه لِذلِك فِى العهد القديم حينما شعروا بالرفض قالوا [ لاَ تُرخِى يدك عَنِ عبيدك ] ، وَداوُد النبِى كان يقول [ قاوِم يارب مُقاومىَّ ] ، وَكأنّك المسئول عَنِ مقاومتِى لأنِّى أهِمك وَإِنْ غُلِبت [ الّذين يُحزِنوننِى يتهلّلون إِنْ أنا زللت ، أمّا أنا فعلى رحمِتك توكّلتُ ] لِذلِك ياأحبائِى فإِنّ سماح الله قَدْ أبقى علينا وَمحبّة الله لنا هى التّى تجعلهُ يُطيل أناته على الجنس البشرِى ، وَرغم عصيان الإِنسان إِلاَّ أنّ الله يُشرِق مراحِم جديدة وَيُشرِق شمس جديدة وَيُعلِن صفحة جديدة وَيُعطِى لنا إِحسانات جديدة مَعَ كُلَّ صباح[ لأنّ مراحِمه جديدة فِى كُلَّ صباح وَعظيم هُو خلاصه ] لِذلِك ياأحبائِى يقول [ إِنّ السماء تفرح بِخاطىء واحِد يتوب أكثر مِنَ تسعة وَتسعين بار لاَ يحتاجون إِلَى توبة ] ، لأنّ النَفْسَ الواحِدة غالية جِداً وَكريمة جِداً فِى عين الله لأنّها تُمثِلّ اللهيقول القديس يوحنا ذهبِى الفم [ إِنّ التقرُب بنَفْسَ واحِدة أمام الله أكثر كرامة مِنَ التقرُب بِجميع القرابين ] ، أىّ إِذا قُدِّمت نَفْسَ واحِدة لله فإِنّ الله يجِدها أكثر كرامة فِى عينيِهِ مِنَ باقِى القرابين كُلّها
2- تطبيق عملِى فِى خِدمِة يسوع عَنِ قيمة النَفْس
وجدنا ربِنا يسوع يهتم بِخلاص كُلَّ أحد وَيهتم بِخلاص كُلَّ نَفْسَ ، وَوجدناه داعِى الكُلَّ للخلاص وَ لاَ يُهمِل أحداً ، فوجدناه يهتم بمستويات مُختلِفة مِنَ تلاميذه وَخُطاه وَعشّارين وَمُقاومين لهُ وَحُكماء وَفلاسِفة وَجميع المُستويات ، وَرأينا أنّ الله يُعطيهُم إِهتمامات خاصّة فكان رجُل جماهير وَرجُل أفراد فنجِد أنّهُ فِى الموعِظة على الجبل لَمْ يكُن قصده أنْ يجمع كُلَّ هؤلاء النّاس ، وَتقرأ فِى إِنجيل متى فنجِد أنّ الله كان يقصِد أنْ يأخُذ التلاميذ وَينفرِد بِهُمْ [ وَلمّا علِمت الجموع تبعوه ] وَجاءوا وراءهُ حتّى أنّنا نرى حادِثة المفلوج الّذى أدخلوه مِنَ سقف البيت إِذْ لَمْ يستطيعوا الدخول وَفِى إِنجيل مُعلّمِنا لوقا البشير يقول [ إِنّهُ حتّى كاد النّاس يدوسوا بعضهُم البعض ] لأنّهُ كان شخصيّة جماهيريّة وَشخصيّة جذّابة محبوبة ، فأينما وُجِد توجد معهُ جموع غفيرة وَقَدْ نقول أنّهُ مادام الله رجُل جماهير فمِنَ الخِسارة أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ أفراد ، وَلكِن لاَ فالله فِى وسط هذا الزحام لاَ ينسى أبداً شخص مِثل زكّا الّذى صعد لأعلى الشجرة كى يراه فقط ، فقال لهُ الله [ أسرِع وَأنزِل لأنّهُ ينبغِى اليوم أنْ أمكُث فِى بيتك ] ، فربِنا يسوع المسيح ياأحبائِى مِنَ أجل حُبّه للنَفْسِ البشريّة عِنده إِستعداد أنْ يتنازل عَنِ كرامته وَعِنده إِستعداد أنْ يكون صاحِب الدعوة لأنّهُ يرى أنّهُ إِنْ إِنتظر أنْ تدعوه فسوف يستغرِق هذا وقت وَهذا يجعل الله يختصِر عليك الزمن [ فأسرع وَنزل وَقبِلهُ فرِحاً ] فوجدنا ربّ المجد يعتنِى بِكُلَّ أحد وَوجدناه يعتنِى بِنيقوديموس المُعلِّم اليهودِى صاحِب المعرِفة وَالفلسفة وَيُحدِّثه بِكُلَّ حُب وَإِتساع وَيُعلِّمه وَيسهر معهُ وَيُبصِر نيقوديموس يتحدّث معهُ بِطريقة عقلانيّة فيتحدّث معهُ عَنِ الميلاد الّذى مِنَ فوق وَنيقوديموس لازال غير فاهِم وَيشرح الله لهُ فالله يهتم بفرد واحِد لأنّهُ يعلم أنّ قيمة الفرد عالية جِداً ، كما وجدنا ربّ المجد يسوع يتعب كثيراً لِكى يذهب لِلقاء إِمرأة واحِدة وَهى المرأة السامريّة وَيتناقش معها وَهى مُغلِقة لقلبِها وَلَمْ تتجاوب مَعَ كلامه فِى البِداية وَقالت لهُ[ أنت يهودِى وَأنا سامريّة وَاليهود لاَ يُعامِلون السامريين ] إِنّ ربِنا يسوع المسيح فرض نَفْسَه على المرأة السامريّة فهو يجِدها غالية ، خِسارة ، إِنّها إِنسانة رائِعة ، إِذا تجاوبت مَعَ عمل النعمة ستأتِى بِثمر كثير ، فبدأ يدخُل معها فِى حديث مَعَ أنّهُ ممنوع أنْ يتحدّث مَعَ سامريّة أوْ أنْ يُحدِّث إِمرأة ، حيثُ أنّ القانون اليهودِى كان يُجرِّم الرجُل الّذى يقِف مَعَ إِمرأة مُنفرِداً وَخصوصاً فِى مكان عام ، كما أنّ المُجتمع اليهودِى كان يُحقِّر أصلاً مِنَ المرأة وَمِنَ شأنها وَمِنَ قيمتها ، لِدرجِة أنّهُ توجد صلاة يقولها الرجُل " أشكُرك يا الله لأنّك لَمْ تخلقنِى إِمرأة " ، وَهذا يُبيِن لنا تفكيرهُم تجاه المرأة ، وَعِندما جاء تلاميذه تعجّبوا ، إِنّ لديهِ إِستعداد ليكسر حواجِز الجنس وَأنْ يكسر حواجِز القبليّة وَالعصبيّة وَأنْ يكسر حواجِز النَفْسَ الداخليّة لِكى يجذِب إِليهِ هذِهِ النَفْسَ ، فرأيناهُ يتعامل مَعَ أفراد رغم أنّنا إِذا ما نظرنا لوقت كرازتِهِ نجِدهُ وقت بسيط جِداً ، وَمُمكِنْ أنْ نقول لهُ إِنّهُ مِنَ الخِسارة أنْ تُضيِّع وقتِك مَعَ فرد واحِد وَكان الكِتاب يقول [ كان لابُد أنْ يجتاز السامرة ] ، وَإِذا رأينا الطريق الطبيعِى الّذى كان ينبغِى أنْ يجتازه لَمْ يكُنْ فيِهِ السامرة ، حيثُ كان هُناك طريق ساحلِى أكثر جمالاً وَلن يتعرّض فيِهِ للشمس الحارِقة ، وَلكِن طريق السامرة كان طريق شِبه صحراوِى بدليل أنّهُ عِندما عطش لجأ لبئر ، وَالّذى يُريد أنْ يسير فِى طريق وَخاصةً عِندما يكون طويل غالِباً ما يختار الطريق الساحلِى ، لأنّهُ لابُد لهُ أنْ يتقابل مَعَ السامريّة لأنّ عِنده غرض خلاص الإِنسان وَفِى يوحنا الإِصحاح السابِع عشر يُرينا الله أنّ لديهِ إِشتياقاً أنْ يكون الجميع واحِداً فينا كما أنا فِى الآب وَالآب فىَّ ، فهو يُريد أنْ يُصوِّر وحدة الإِنسان مَعَ الله مِثل وحدته فِى الآب ، وحدة جوهريّة ، مثلما يقول [ مُساوِى للآب فِى الجوهر ] ، فهو يُريد أنْ يُدخِلنا إِلَى حِجال الملِك وَيُدخِلنا جميعاً إِلَى عرشِهِ ، إِلَى الأحضان الأبويّة [ الداعِى الكُلَّ للخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظِرة ] ، فهو كان يتكلّم وَمَنَ يُريد أنْ يقبل فليقبل ، وَمَنَ لهُ أُذُنان للسمعِ فليسمع ، وَمَنَ لَمْ يُرِد أنْ يسمع فكان يُكلّمه عِدّة مرّات ، فوجدناه يهتم بعشّارين وَفريسيين وَزُناه وَخُطاه ، فِى حين أنّ هذِهِ فِئات مُحتقِرة ، حتّى أنّ يسوع أُتهُِم بأنّهُ يُجالِس العشارين وَالزُناه وَالخُطاه وَيأكُل معهُمْ ، بِما معناه أنّك مِثلهُمْ وَلكِنّهُ ينظُر نظرة مُختلِفة للعشّار وَالفرّيسِى وَالزانِى وِلكُلَّ إِنسان ، فالنّاس تنظُر لللاوِى أنّهُ إِنسان مادّى ، ظالِم ، لاَ يوجد فيِهِ شىء صالِح ، وَلكِن الله قال لهُ تعالى [ إِتبعنِى ] ، وَرأينا عمل الله معهُ [ أنا أُعطِى نصف أموالِى للفُقراء وَمَنَ ظلمتهُ شيئاً أُعوِضهُ أربعة أضعاف ]لقد كان العشّارين مُحبين للمادّة جِداً ، وَكون زكّا يُصدِر مِثل هذا التصريح فهذا يعنِى عمل نعمة عجيب وَإِفتِقاد غير عادِى إِفتقدهُ وَجعلهُ يتنازل عَنِ حُبّه للمال لأنّ مُقابلة يسوع تفعل ذلِك ، فهى تُحوِّل وَتُغيِّر وَنجِده يهتم بالفرّيسِى الّذى دعاهُ فِى بيت الخاطِئة وَيعلم أفكاره وَقال لهُ[ يا سمعان عِندِى كلِمة أقولها لك : كان لِدائِن مدينان على الواحِد خُمسمُائة دينار وَ على الآخر خمسون وَإِذْ لَمْ يكُنْ لهُما ما يوفيان سامحهُما كليهُما فمَنَ منهُما يُحِبّهُ أكثر ؟ فقال الّذى سامحهُ بالأكثر ، فقال لهُ بالصوابِ حكمت ] وَنجِده لِكى يُقرِّبها لهُ صاغها لهُ فِى صورة مَثَلَ رغم أنّ الوليمة مليئة بالنّاس ، وَكان مِنَ المُمكِن أنْ يعِظ النّاس كُلّها بدلاً مِنَ أنْ يُضيِّع وقتهُ مَعَ واحِد مَعَ علمِهِ أنّ قلب الفرّيسِى مُغلق عَنِ عمله ، إِلاَّ أنّهُ يجِد أنّهُ لابُد أنْ يُبلِّغهُ رِسالة حُبّه وَخلاصه ، وَنجِده يهتم بالمرأة التّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل وَيُحامِى عنها رغم أنّها لاَ تستحِق أنْ يظهر معها ، تعاطف معها لأنّهُمْ جاءوا إِليِهِ بِخُبثٍ ليسألوه ، فإِذا قال تُرجم فَلاَ تأتِى لنا بِوصايا جديدة ، فأنت تابِع لموسى ، وَإِذا قُلت لاَ تُرجم فأنت بِذلِك صاحِب دعوة للإِنحِلال ، فالتّى تُخطىء لاَ تُعاقب مِنَ أمكر وَأخبث شعوب العالم اليهود حتّى الآن ، لِذلِك فربّ المجد أحبّ أنْ يوجد فِى وسطهُم كى يُعرّفنا كيف نتعامل حتّى مَعَ الفِئات المُلتوية ، فسألوه سؤال ذو شوكتين إِمّا يُجرح بِهذِهِ أوْ يُجرح بِتلك ، فإِنْ قال إِرجموها فبِذلِك هُو تبِع موسى وَ لاَ داعِى لأن يُكمِل ، وَإِنْ قال أُتركوها بِسلام فهو صاحِب دعوة للتسيُب وَالإِباحيّة ، فقال لهُم[ مَنْ كان مِنكُمْ بِلاَ خطيّة فليرمِها أولاً بِحَجَرٍ ! ] ، وَهذا يعنِى أنّنِى مُقتنِع أنّها تستوجِب الدينونة ، وَمُقتنِع أنّها تستوجِب الرجم ، لكِن مَنْ الّذى يرجمها ؟ الّذى بِلاَ خطيّة ، فأعطى الدينونة لله وَأعطاها وُجوب الرجم ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعطاها وُجوب الرحمة وَأنقذها مِنَ أياديهُمْ هذِهِ المرأة التّى كان محكوم عليها بالموت الأكيد وَالتّى كان يُحاصِرها الموت مِنَ كُلَّ ناحية ، هذِهِ النَفْسَ البشريّة المُحاصرة بالموت مِنَ كُلَّ ناحية رفع عنها الحُكمْ ربنا يسوع المسيح بِخلاصه وَدافِع عنها وَإِنْ كانت لاَ تستحِق ، وَدافِع عنها وَأطلقها على ألاّ تعود لخطيِّتها مرّة أُخرى ، وَقال لها [ وَ لاَ أنا أدينُكِ 0 إِذهبِى بِسلامٍ ] إِنّ ربنا يسوع المسيح يُدافِع عَنِ النَفْسَ البشريّة ، وَلكِنْ صلاح الله وَحُب الله الّذى لاَ حدود لهُ للنَفْسَ يُقيم نَفْسَه مُحاجِى عَنِ النَفْسَ الخاطِئة ، فِى صلاة السِتار نقول[ أنا المضبوط بالخطايا ] ، [ لَمْ يُطفىء لهيب النّار عنِّى ] ، فرأينا ربّ المجد فِى خدمِته مَعَ الأفراد وَمَعَ الجماعات وَتجِد مُعجِزات ربّ المجد يسوع مَعَ الأفراد أكثر مِنَ مُعجِزاته مَعَ الجماعات ، فنجِده يهتِم بِنازِفة الدم وَالأعمى وَالمفلوج وَالمرأة المُنحنية وَإِبن الأرملة وَغُلام قائِد المِئة وَكُلّهُم أفراد وَإِنْ كانوا مِنَ فِئات ليست كُلّها فِى الإِيمان غير مؤمنين ، فهُم مِنَ الأُمم ، وَلكِن هُو يهتم بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِفرد واحِد بالأبرص ، وَإِهتمامه بالتلاميذ إِهتمام خاص ، وَإِهتمامه بالجماعات لاَ يلغِى وَ لاَ يُقلِلّ مِنَ شأن إِهتمامه بالأفراد ، وَنجِده يهتِم بِبُطرُس بعد نُكران بُطرُس لهُ ، مَعَ أنّهُ كان مِنَ المفروض أنْ يطرُده ، وَقَدْ أنذرتهُ أنّهُ سوف يُنكرنِى وَأكثر مِنَ النُكران[ وَأخذ يسِب وَيلعن ] ، وَمَعَ ذلِك يقول للمجدليّة[ قولِى لإِخوتِى وَلِبُطرُس أنْ يسبِقونِى للجليل هُناك يروننِى ] أُريِدك أنْ تُركِّزِى على بُطرُس وَتُعطيه دعوة خاصة بِهِ فهو يهِم الله جِداً ، فعِندما إِهتممت بالسامريّة جلبت لِى بلد ، وَبُطرُس سيجلِب لِى ناس كثيرة ، وَيدخُل مَعَ بُطرُس فِى حِوار عجيب رقيق كُلّه عِتاب وَأُبوَّة وَحُب لِكى يُصلِح بِهِ الكسر الّذى حدث فِى العِلاقة ، فيقول لهُ يا سمعان بن يونا ، أتُحِبُّنِى ؟ ثلاث مرّات ، حتّى أنّ بُطرُس لَمْ يتمالك نَفْسَه مِنَ البُكاء [ فحزِن بُطرُس لأنّهُ قال لهُ ثالِثةً : أتُحِبُّنِى ؟ ] وَلكِن فِى نَفْسَ الوقت عِتاب رقيق وَحُب راقِى جِداً وَرأينا كيف أنّ النَفْسَ مُهِمة جِداً عِند ربّ المجد يسوع[ أحبّ خاصتهُ الّذين فِى العالم ، أحبّهُمْ إِلَى المُنتهى ] ، وَيقول أحد الآباء القديسين[ أنا مُتأكِد أنّ إِسمِى مكتوب على خشبة الصليب وَأنّ إِسمه مِنَ ضِمن القائِمة المُستوجِبة دم يسوع المسيح ] وَنجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ الّذى أحبنِى وَأسلم نَفْسَه لأجلِى ] ، أىّ لابُد أنْ أشعُر أنّ لىَّ قيمة خاصّة فِى فِداء ربِنا يسوع المسيح ، فهو أحبّ العالم ، وَعدو الخير يُحاوِل أنْ يجعلنِى إِنِّى نُقطة فِى بحر بالنسبة للعالم ، وَخلاص يسوع بالنسبة لىَّ بعيد فهو أحبنِى وَأسلم ذاته لأجلِى أنا وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول[ إِنِّى مُتأكِد إِنّهُ لو لَمْ يوجد فِى العالم إِلاّ أنا لأتى إِبن الله مِنَ أجلِى ] ، فكم قيمتِى غالية عِند الله ، لِذلِك ياأحبائِى فكُلّما إِقتربت النَفْسَ مِنَ الله كُلّما تعرِف قيمة عمله معها ، كُلّما تشعُر كم هى غالية ، وَرأينا يسوع يعتنِى بِكُلَّ أحد ، يعتنِى حتّى وَهُو على الصليب يهتِم باللص ، وَيهتِم بأُمّهِ مريم ، وَيهتِم بِتلاميذه ، فبعد قيامتِهِ يهتِم بالظهورات للتلاميذ وَيظهر للتلاميذ ، وَتوما كان يشُك فيظهر لهُ مرّة أُخرى لأجل توما بالذات وَعرِف أفكاره [ إِنْ لَمْ أُبصِر فِى يديهِ أثر المسامير ، وَ أضع إِصبعِى فِى أثر المسامير ، وَأضع يدِى فِى جنبِهِ ، ثُمّ قال لِتوما : " هات إِصبعك إِلَى هُنا وَأبصِر يدىَّ ،وَ لاَ تكُنْ غير مُؤمِنٍ بل مُؤمِناً " ] ، فهو يُعالِج الضعف لأنّ النَفْسَ مُهِمّة عِنده ، فهو يحتمِل الإِنسان أكثر ما يحتمِله صديقه أو أخوه أو أبوه رُبّما لو عِندنا خادِم وَرأينا فيِهِ بعض ضعفات فنحكُم عليه بأنّهُ يجِب ألاَّ يخدِم ، وَلكِنّنا رأيناه مَعَ إِهتمامه بِكُلَّ نَفْسَ وَبِكُلَّ أحد يُطيل أناته وَيُسامِح وَيُعالِج وَيرفع ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول مُحمّل بِنَفْسَ الرّوح روح سيِّده وَقال [ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضغُف ، مِنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ، مِنْ يمرض وَأنا لاَ أمرض 00] وَرأينا مُعلّمِنا بولس الرسول يهتِم بأفراد وَيهتِم بمسجون فِى السجن مُجرِم سارِق عبد أنسيموس ، وَيكتُب خِطاب على نَفْسَه يتعهِّد بِهِ أنسيموس أمام فليمون وَيقول لهُ [ إِنْ كان قَدْ أخذ منك شىء أوْ لك عليهِ شىء أنا بولس كتبت بيدِى أنا أُوفِى ] ، وَهى رِسالة فِى المخطوطات ، وَكأنّها إِمضاء أوْ توقيع لشخص ضامِن لشىء ، يهتم بِفرد ، حتّى وَهُو فِى قيوده يهتِم بشخص سارِق فدائِماً ما تُقسِّم نظراتنا للنّاس إِلَى درجات ، وَدائِماً ما نهتِم بالنّاس التّى لها شأن أعلى وَنُعطِى أهمية أقل للّذين لهُم شأن أقل ، فبولس يهتِم بِسارِق لِكى ما يُحّوله إِلَى خادِم ، وَوجدناه يهتِم بِتيموثاوس وَأنسيموس وَفِى رسائِل مُعلّمِنا بولس إِصحاح كامِل فيِهِ سلام على أسماء مُعيّنة ، فهى رسائِل عامة لأنّ هذِهِ أُناس مُهِمّة جِداً بالنسبة لهُ ، فهؤلاء ناس أراحوه وَفتحوا لهُ بيوتهُم وَأحبّوه وَساعِدوه فِى الخِدمة ، فَلاَبُد أنْ يُقدِّم لهُم محبّة وَيُقدِّم لهُم شُكر وَلابُد أنْ يُشعِرهُم بأنّ لهُم دور فِى عمل الخلاص ، وَلهُم محبّة ، وَإِنّ الله سيُعطيهُم راحة وَإِهتمام بِكُلَّ أحد ، إِهتمام بِكُلَّ نَفْسَ 0
3- تطبيق عملِى فِى خِدمتِى :-
لابُد أن أعرِف إِنِّى أنا نَفْسِى غالِى أمام أعيُن الله ، وَإِنْ أنا نَفْسِى موضِع حُبه الشخصِى ، لأنِّى أنا إِنْ لَمْ أشعُر بِمحبتِهِ الشخصيّة فكيف أُبلِّغ أولاده بِها ؟ وَإِذا شعرت أنّهُ قاسِى معِى فكيف سأُبلِّغ النّاس بِمحبّتِهِ ، فَلاَبُد أنْ أختبِر صلاحه وَأختبِر محبّتِهِ ، وَأسهل شىء لأختبِر صلاحه وَمحبّته أنّهُ يحتملنِى وَيستُرنِى وَسامِح لىَّ أنْ أدخُل بيته ، وَأسجُد أمام هيكله ، وَأنْ أتقرّب لأسراره ، وَأكون مِنَ خُدّامه ، فَلاَبُد أنْ أشعُر بِمحبّة الله الشخصيّة لىَّ لابُد أنْ أشعُر بأنّ قيمة كُلَّ نَفْسَ هى يسوع[ بِما أنّكُمْ فعلتموه بأحد إِخوتِى هؤلاء الأصاغِر فبِى قَدْ فعلتُم ] ، فأنا عِندما أهتم بإِنسان فإِنِّى أهتم بعضو مُتألِّم فِى جسد المسيح نَفْسَه ، فأنا أُقدِّم دواء لأحد أعضاء المسيح ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ أنتُمْ فخرِى ، أنتُمْ سرورِى وَإِكليلِى ، أنتُمْ كُلَّ شىء بالنسبة لىَّ ] ، وَالقديس يوحنا ذهبىّ الفم كان يقول [ أنتُمْ نور عينىّ ، أنا أهون علىَّ أنْ لاَ أرى مِنْ أنْ أرى واحِد مِنكُمْ يهلك ، إِنّ هلاك واحِد منكُمْ أكبر مِنْ هلاك مدينة بأكملها ، لأنّ الواحِد فيكُمْ أهم عِندِى مِنْ المدينة ، إِنّ النَفْسَ غالية ياأحبائِى ] وَمِنْ ضِمن الأشياء المُسبِبّة لعدم الإِهتمام بالنَفْسَ لدينا كثرِة الأعداد تجعل الأُسرة فيها 30 أوْ 40 فرد – جيِّد - ، فِى حين أنّ عددها 80 أوْ 100 فرد ، فكثرِة الأعداد تجعلنا لاَ نهتم بالأفراد ، وَقيمة الفرد ضائِعة مَعَ كثرِة الأعداد ، وَلِذا فهى فِى حاجة لِنفوس واعية بِقيمة النَفْسَ وَبِقيمة الشخص 0
قيمة الخدمة الفردية:-
إِنّها تُشعِر الشخص بِحُب خاص ، وَ تُشعِره بأنّ حُبّك عملِى وَليس نظرِى ، فُرصة للمُتابعة الدقيقة الروحيّة لِتسأله كفرد ، فهى فُرصة للتعرُف على مشاكِله الخاصة ، تذوب المسافات التّى بينّنا وَ لاَ تجعل العِلاقة رسميّة ، بل عِلاقِة محبّة حقيقيّة ، وَقَدْ رأينا يسوع المسيح يُعطِى نَفْسَه لشخصيات بعينِها ، فِى حين أنّهُ رجُل جماهير وَرجُل محبوب مِنْ الجماعات ، لكِنْ فِى نَفْسَ الوقت لاَ يُلغِى إِهتمامه بالأفراد الخِدمة الفرديّة فُرصة لأن أُبلِّغ رِسالة خاصّة مِنْ الكِتاب المُقدّس تُناسِب هذِهِ النِفْسَ ، نَفْسَ يائِسة ، نَفْسَ مُستهتِرة ، نَفْسَ حائِرة ، نَفْسَ واقِعة تحت ضغوط ، فكُلَّ واحِد مِنْ هؤلاء يُريد أنْ أُخرِج لهُ فصل مُعيّن وَأقرأ لهُ ، فهُناك مَنَ يحتاج للتوبيخ ، وَهُناك مَنَ يحتاج لِلُطف ، وَهُناك مَنَ ينقُصه معرِفة ، وَهُناك آخر يتعرّض لِشكوك إِيمانيّة ، وَهُنا فالخِدمة الفرديّة تجعلنا نبحث عَنِ الأعضاء الأكثر إِحتياجاً للخِدمة الخِدمة الفرديّة فُرصة لإِكتشاف الطاقات وَالمواهِب ، فمِنَ المُمكِن أنْ يكون لدى أولادنا طاقات غير مُكتشِفة ، وَ لاَ يوجد أحد يعرِف كيفيّة توجيهها ، فمِنَ المُمكِن أنْ تتوجِّه بِطريقة خاطِئة الخِدمة الفرديّة تُظهِر عُمق المحبّة ، وَتُقدِّم المحبّة العمليّة ، فَلاَبُد أنْ نُشعر الكُلَّ بالحُب أوْ الإِهتمام ، لِذا فالجلسة الفرديّة وَالزيارة الفرديّة مَعَ الشخص مُهِمّة جِداً فإِيّاك أنْ تظُن أنّ وقتك أسمى مِنَ أنْ تُضيِّعه مَعَ فرد ، فإِنْ جلست مَعَ فرد واحِد أحسن مِنَ أنْ تجلِس مَعَ مجموعة ، وَنُشكُر ربِنا إِنْ أولادنا يُحِبّوننا وَيتأثّروا بِنا ، أُشكُر ربِنا إِنّه بيفرح بِك لِمُجرّد إِنّك ترفع سمّاعة التليفون تسأل عليه ، أُشكُر ربِنا ، فهذِهِ نعمة قَدْ أعطاها لنا الله بأنْ يكون عِنده هذا الإِحساس وَهذا التقييم فأحياناً عِندما تفتقِد شخص يُمكِن أنْ تُقدِّم صورة مُفرِحة عَنِ الكنيسة كُلّها ، وَأنت مِنَ خلال إِفتقادك لشخص تستحضِر البيت كُلّه لأنّ البيت سيشعُر بإِطمئنان أنّ الكنيسة مُهتمّة بأولادِها ، فالبيت يشعُر بإِهتمام الكنيسة جِداً ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِتة وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين
النور معكم – الأحد الرابع من الخماسين المقدسة
الأحد الرابع مِن الخماسين المُقدّسة حد النور ، الكنيسة زى ما بتعمل لنا ترتيب لأسابيع الصوم الكبير هكذا فىِ الخماسين أيضاً
الصوم ناس جاهدت ضد عدو الخير إِجتازت الآلام أخذت نعمة القيامة وبعدين لسه إِنت إِنتقلت فىِ الرحلة مِن مُستوى إِلى مُستوى ، لكنّك مازلت فىِ الرحلة
إِحنا فىِ الصوم الكبير إِجتازنا مرحلة كبيرة عبرنا البحر الأحمر ومابأش فىِ فرعون الّلىِ بيضطهدنا ولكن بدأنا مرحلة جديدة وهى مرحلة البرّيّة ، مرحلة جديدة مِن الجِهاد ، هُناك سبعة أسابيع فىِ الخماسين :
أحد توما ( أحد الإِيمان ) : وكأنّك خلاص إِتخلّصت مِن عبوديّة فرعون ، لازم لكى تُكمل الرحلة يكون عِندك إِيمان يقين إِنت رايح فين
مِن أهم طلبات الرحلة الإِيمان ، فىِ حاجات ربنا يُعطيها لنا وحاجات ربنا يطلُبها منّنا ، أول حاجة يطلُبها إِيمان ، لابُد أن يكون عِندىِ رصيد مِن الإِيمان وبعدين أمشى بأه فىِ البرّيّة عِندك إِيمان إِنّك هتنتقل مِن مِصر إِلى كنعان ، خلاص خُذ نمره 2
غِذاء : أنا عارف إِنّك فىِ الرحلة هتجوع فنتكلّم عن المسيح خُبز السماء المُعطىِ الحياة للعالم ، والله المُعتنىِ بِنا ، لمّا نقلنا مِن الجسد إِلى الروح إِهتم أن يُعطينا طعام الروح لا طعام الجسد ، الكنيسة عارفة أنّ المؤمنين ماشيين فىِ البرّيّة فأعطتنا طعام الروح ، ومِن هُنا إِسبوع خُبز الحياة
ماء الحياة : إِنجيل السامريّة ، إِنت رايح الرحلة ، الرحلة طويلة ، أنا عارف إِنّك هتعطش ، أنا هأعطيك ماء ، ماء الحياة ، متشربش مِن ماء العالم ، إِنت أخذت الإِيمان والخُبز والماء فاضل حاجة النور
النور : قال لهُم يسوع " إِنّ النور معكُم زماناً قليلاً فسيروا فىِ النور مادام لكُم النور " ، الأحد الرابع أحد النور ، إِنت ماشىِ فىِ طريق يجى عليك ليل وظُلمة طيب أعمل إيه ؟ أنا هانوّر لك طريقك ، ياما الإِنسان فىِ طريقه يقابل ظُلمة ، الظروف مُمكن تتعب ، أنا هانوّر لك طريقك ، الشعب فىِ البرّيّة كانوا يمشوا وأمامهُم عمود نار فىِ الليل ، فىِ العهد الجديد يقول لهُم " أنا هو النور "
الطريق : أنا خايف لحسن تتوه فىِ البرّيّة فأنا هارسم لك الطريق ، إسبوع الطريق ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، يحاول يعرّفك الطريق الّلى تسلُك فيهِ علشان تضمن بهِ وصولك علشان يأمّنك مِن أى خِداع أو مكيدة
إسبوع الغلبة : إنت برده فىِ البرّيّة متفكرش إن كُلّ حاجة سهلة00لا00لكن أنا الغالب فيك وبك ، هأخلّيك تغلِب عماليق ، طيب الشعب دول ناس غلابة خارجين بدون إستعداد مش مجهّزين نفسُهُم ، لا00لا تخاف إذا قام عليك جيش أنا هأحارب معك ، يشوع كان مغلوب مِن عماليق أول لمّا موسى كان يرفع يديه كان الشعب يغلِب وأول لمّا ينزّل يديه كان يتغلِب ، لِدرجة إنّه تِعب فجابوا لهُ إثنين يمسكوا يديهِ ، أصل ربنا عايز يأكّد لهُم إن أنا الغالب فيكُم وبِكُم
إسبوع حلول الروح القُدس : تتويج للرحلة المُكافأة مش بِتاعت الخماسين لكن بِتاعت الصوم الكبير ، الناس الّلى جاهدت وتعبِت وكانت أمينة لِمواعيد الله ، الناس التى لم تستحسِن البقاء فىِ مِصر لحظة واحدة وتُفضلّ أن تعيش فىِ البرّيّة القاحلة على ألاّ تتمتّع بِخيرات مِصر ، عايز تكافىء شعبك بإيه يارب ؟ يقول أنا هأعطيهُم الروح القُدس تتويج لكُل أعمالهُم
النور :- " سيروا فىِ النور مادام لكُم النور ، لئلاّ يُدركُكم الظلام والّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب ، مادام لكُم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور "
ربنا عايز يقولّك أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، أنا النور بِتاعك علشان الظُلمة لا تُعثرك ولا تُتيهك ، أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، علشان كده الكنيسة تدعو أولادها بِبنو النور " قوموا يا بنىِ النور لِنُسبّح ربّ القوات " ، أنت إبن نور مش إبن ظُلمة ، قوم النور ده أنا أبنه ، أنا وهو حاجة واحدة ، ده طريقىِ ده حياتىِ
علشان كده الكنيسة تقول أنّهُ هو " النور الحقيقىِ الّذى يُضىء لِكُلّ إِنسان أتياً إِلى العالم " ، أدى النور الّلى يُضىء لِكُلّ إِنسان ، شوف لو إِنسان قعد فىِ ظُلمة أول لمّا يجى النور يقول " يا سلام جميل النور " ، أصعب شىء إن الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ويتعّود عليها ، خطر إن الإِنسان النور الّلىِ فيهِ يتحولّ إِلى ظلام ، " إِحذر لئلاّ يكون النور الذى فيك ظلاماً "
لو أُطفىء النور ستتخبّط ، " الّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب " ، لمّا يغيب المسيح مش عارف الصح مِن الغلط ، يمشىِ مع أصحاب سوء ويقول أنا بأفرّفش معهُم ، إِبتدأ إنّهُ لا يعرِف يميّز
مُمكن لو إتقطع النور فىِ بيتك الظُلمة تجعلك لا تدرىِ الأمور الّلىِ إنت عارفها كويس ، لو فىِ الظُلمة جابولك حتّه حديد وذهب لا تعرِف التمييز بينهُما ، إمتى تأخُذ نعمة الإفراز ؟ إيه الّلىِ يتعمل وإيه الّلىِ ميتعملش ؟ أول لمّا نعمة النور تملُك على القلب والعقل تعرف ، إِنسان يكتشف إنّهُ مُرائىِ خدّاع ليه ! النور أتسلّط عليهِ
أصعب شىء أنّ الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ولا يشعُر ، لِذلك أغلى شىء فىِ الجسم العين ، لأنّ العضو الذى يجعلنىِ أتمتّع بالنور هو العين ، " إِذا كانت عينك بسيطة جسدك كُلّهُ يكونُ نيّراً " ، الظُلمة الّلىِ فىِ الجسد شىء مؤلم لأنّهُ إِذا كانت الروح مش قادرة تُدرك النور يُبأه الجسد ده إيه ؟ جحيم
إِذا كانت طبيعة الجسد معروف عنها أنّها تميل للشر طيب لمّا الروح تُطفىء يُبأه الجسد إيه ؟ ، لِذلك يعيش الإِنسان فىِ نيران شهوات وغرائز ، الحل فىِ نور المسيح ، لِذلك نقول " بِنورك يارب نُعاين النور "
أمر الله فىِ البدء وقال " ليكُن نور فكان نور " ، هو أمر فىِ قلب كُلّ إِنسان أن يكون نور ، وجميل جداً لمّا يقول " وفصل الله بين النور والظُلمة " ، جميل لمّا يعرِف الإِنسان يُميّز ويكون إِبن للنور ، لِذلك الإِنسان لمّا يتمتّع بالنور فكُلّ الأمور تُبأه بالنسبة لهُ واضحة ، أدى نِعمة الإِبصار الّلىِ تخلّيه يعرف يتغلّب على خِداعات الشيطان ، لكن الإِنسان الّلىِ فىِ الظُلمة مش محتاج لِخداعات ده هو ماشىِ فىِ الظُلمة لوحدهُ ، لِذلك نقول " الرّبّ نورىِ وخلاصىِ ممّن أخاف " ، أنت نور حياتىِ وبهجة حياتىِ ، " النور معكُم زماناً يسيراً " ، الوقت الّلىِ إِنت عايشه قليل جداً
علشان تُميّز القديسين تعمل على صورتهُم هالة نور مُضيئين بِنور المسيح ، هُم إِنعكاس لنور المسيح عليهُم ، لِذلك أجسادهُم مُنيرة ومُضيئة ، هُم نوّروها بعمل روح ربنا وتظل أجسادهُم حتى فىِ رفاتهُم مُضيئة ، لِذلك نور المسيح هو المُسيطر علينا وينّور لنا حياتنا
ملحوظة طقسيّة :المفروض لمّا نيجى ننّور أى أيقونة أو شمعة أو شمعدان المفروض أننا لا ننّورهُ مِن عندنا ، المفروض نسيب شمعة ولاّ إثنين منورين
فىِ المذبح ، فىِ شرقيّة المذبح فيه قنديل لا يُطفىء 24 ساعة نزوّد الزيت كُلّما ينقُص وهكذا ولا يُطفىء ، ولو فىِ عشيّة أو قُدّاس الشمّاس يأخُذ شمعة وينّورها مِن القنديل لأنّ مصدر نور القنديل هو المسيح
والكنيسة فىِ البداية كان مصدر نور القنديل لها هو النور الّذى يأتىِ مِن القُدس فىِ سبت النور ، البطرك يستقبلهُ بِفرحة والأباء الكهنة يأخُذوا الأنوار وينّوروا بها القنديل يوم سبت النور ويأخُذوا بعد كده منهُ فىِ كُلّ الكنائس ، مصدر النور هو المسيح
أنت لا تُحدث ضوءاً ، مصدر النور هو المسيح ، ويُمكن فىِ كُتب مُعجزات البابا كيرلُس يقول الحته دى يقول أنّهُ كان يزعّق لأى أحد يولّع أى شمعة أو شىء مِن عِندهُ علشان حريص على مال الكنيسة ! لا00لكنّهُ علشان يُبأه مصدرهُ نور المسيح
لِذلك سر المعموديّة إِسمهُ سر الإِستنارة ، إِحنا إِتنورنّا فىِ المعموديّة ، إِتحولنا أبناء للمسيح وللمجد
ربنا يُعطينا نور ليُشرق فىِ قلوبنا لِمعرفة مجد الله
ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ
لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين
معين نظيره
يقول سفر التكوين ﴿ وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره . وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها . وكل ما دعا به آدم ذات نفسٍ حية فهو اسمها . فدعا آدم بأسماءٍ جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية . وأما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره . فأوقع الرب الإله سُباتاً على آدم فنام . فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً . وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم . فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تُدعى امرأةً لأنها من امرءٍ أُخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً ﴾ ( تك 2 : 18 – 24 ) أعطى الله آدم سلطان على كل حيوانات البرية ودعاها بأسمائها فوجد أنَّ كل ذكر له أنثى وكل مجموعة تحيا معه ووجد نفسه وحده ﴿ أما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره ﴾ .. ماذا فعل الله ؟ كل المخلوقات صنعها الله بكلمة إلاَّ آدم صنعه ليس بكلمة بل بنفخة لأنَّ الإنسان كريم في عيني الله فلم يصنعه بكلمة بل صنعه بنفخة .. وعندما أراد أن يصنع حواء لم يصنع معها كما صنع مع آدم بل ألقى سُبات على آدم وأخذ منه ضلع .. إذاً آدم أصل حواء وهي أُخذت منهُ .. أحياناً المجتمع يُشبه المرأة والرجل أنهما أعداء .. وتوجد فيه أفكار تُحقر المرأة .. وأفكار تقول أنَّ الرجل متسلط و ..... وهذه أمور تُنشئ علاقة غير سوية لكي تنشأ علاقة سوية بين الرجل والمرأة لابد أن نأخذ فكر الله .. معين نظيره .. هو يحتاجها وهي تحتاجه .. ﴿ الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب ﴾ ( 1كو 11 : 11) .. المرأة ليست تافهة في نظر المسيحية بل العلاقة علاقة تكامل وليس تنافس .. جيد أن نعرف أنَّ كلٍ منهما يتكامل مع الآخر المرأة والرجل معاً ولا يوجد منهما من يحيا وحده حتى الذي لا يتزوج يحتاج معين نظيره .. الراهب له أخ راهب معين نظيره وهكذا المكرس و .... نحن في الخدمة الخادم له معين نظيره وهكذا كل واحد منا يحتاج معين نظيره .. إذاً لابد أن يكون لنا فكر روحي متكامل متزن لكي نعرف معنى معين نظيره ولا ينظر جنس لآخر نظرة إحتقار أو نظرة إستقلال الفكر السوي يقول أنه يحتاجها وهي تحتاجه والإثنان يُكملان بعضهما .. الله نفسه قال ﴿ ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره ﴾ .. إذاً لابد لكي تكون العلاقة سوية أن يشعر كل طرف أنَّ الآخر يحترمه ويشعر أيضاً أنه مختلف عنه .. مبارك الرجل الذي يعرف طبع المرأة ومباركة المرأة التي تعرف طبع الرجل أحياناً يشكو أحدهما الآخر .. هي تقول * لا يقل لي كلمة حلوة .. لا يتذكر عيد ميلادي .. أناني * .. وهو يقول * هي تحتاج لكلام وأنا ليس لي وقت .. أنا مُتعب و ...... * .. ما الحل إذاً ؟ الحل هو لابد أن تفهمه هي وهو يفهمها .. لابد للرجل أن يعرف أنَّ المرأة هي معين نظيره تُكمله هو يحتاجها وهي لابد أن تعرف أنها تحتاجه .. لو كان المجتمع كله رجال كيف سيستمر ؟ يقول شخص أنَّ الله قادر أن يجعله يستمر .. بتلقيح ذاتي أو إنقسام أو .... هو يعرف كيف يجعله يستمر .. لكن لا .. لماذا أوجد الله رجل وإمرأة ؟ لأنه يحتاجها وهي تحتاجه ولأنَّ الحياة عندما تقوم على عنصر واحد تعتمد على الأنانية .. لا .. هو أراد أن يتشاركا معاً ويحتاجان بعضهما البعض – معين نظيره – هو له دور وهي لها دور .. صعب أن تتشبه الفتاة بالرجل أو يتشبه الرجل بالفتاة الله سمح أنَّ كل كائن فينا سواء رجل أو إمرأة أن يكون به كل هرمونات الرجل والمرأة .. ولكن كبد الرجل يكسر هرمونات الأنوثة وكبد المرأة يكسر هرمونات الذكورة فيظهر عليها علامات الأنوثة وتظهر عليه هو علامات الرجولة إذاً الإثنان يشعران بعضهما ببعض لأنَّ بهما جذور بعضهما .. لكن عندما نجد شاب أو ولد كل أصحابه فتايات أو نجد فتاة عنيفة .. فهذه أمور للأسف خاطئة هذا خطأ وتلك أيضاً خطأ .. الأصح هو الإعتدال .. الله خلق الإثنان مختلفان لكي يتكاملا وليس ليتنافرا كل جنس لابد أن يحترم الآخر ويتعامل معه بنقاوة واحترام ويتعامل معه ككيان إنساني محترم .. أحياناً بعض الظروف النفسية تجعل طرف يحتقر الآخر .. لا .. جيد أن تبني حياتك على قواعد ثابتة .
بعض صفات الرجل والمرأة :-
الرجل منذ طفولته يميل لاستخدام العنف والقوة والصوت العالي والقرارات السريعة .. هذا ليس ولد ردئ بل لأنه ولد فهذا طبعه .. أما المرأة فمنذ طفولتها تميل للرقة والهدوء .. تهتم باللمسات البسيطة .. تهتم بتقديم الأمور بإسلوب رقيق .. عندما نذهب لزيارة أو عمل قنديل ونرش ماء في البيت بدون أن نسأل نعرف حجرة الفتاة من حجرة الولد .. تجد حجرة الفتاة نظيفة منظمة مزينة عن حجرة الولد فلا نلوم الولد عن هذه اللمسات الرقيقة لأنه ولد .. ليس الأمر بكارثة .. إذاً عندما تتزوجي ولا تجدي في زوجك هذه اللمسات البسيطة لأنه رجل وهذا طبعه إذا أعطيت بعض الأوراق لأطفال حضانة ليرسموا بها تجد أنَّ البنت ترسم عروسة .. وردة .. أم .. بينما الولد يرسم مدفع .. رشاش .. دبابة .. كورة ..... حتى الهدايا عند الأولاد غير الهدايا عند البنات .. ليس هذا الولد عنيف لكن هذا طبعه هو يحب المغامرة .. لماذا ؟ لأنه عندما ينمو ويكبر ويصبح رجل سيكون مسئول عن بيت ورزق وسيواجه مجتمع شرس لذلك لابد أن نعلمه المواجهة أما البنت فلأنها ستكون فيما بعد أم في بيت تربي أولاد فسمح الله أن تتعلم الحنان والرقة والمحبة و إذاً هذا قصد الله البنت تعتني بالأمور الخارجية وشكل البيت .. هذه أمور لا تهم الولد .. هذه قدرات كل واحد منهما .. الولد يعمل الأمور بسرعة أما الفتاة فلها طول أناة لذلك ماهرة في الأمور اليدوية .. إذاً الله أعطى الرجل نعمة والمرأة نعمة وجيد أن تعرف نفسك وماذا يقصد الله فيك المرأة لها قدرة على العطاء أكثر من الرجل بأضعاف حتى في العطاء البدني هي أكثر احتمال المرأة تعمل في العمل ثم تعود لتعمل في البيت وتربي الأولاد .. في حين أنَّ الرجل يعمل في عمله فقط .. هي تتعب أكثر منه وتصبر وتشكر .. هو يعود للمنزل ليأكل وينام وهي تعود للمنزل لتعمل فيه وتربي أولادها وتُطعم الرجل وتهتم به .. تخيل لو لم تنتبه المرأة لهذه الأمور وتبدأ تدخل في مقارنة مع الرجل .. هذا فكر غير سوي .. هي معين نظيره تكمله هي شريك له معين له لكي لا يتعب عندما يجد معوقات الرجل عنده العقل أعلى من العاطفة بينما المرأة عندها العاطفة متقدمة عن العقل ليس هو خطأ ولا هي خطأ لكن الله سمح بذلك أنَّ العاطفة عند المرأة هي مدخل لشخصيتها وسمح أن يكون عقل الرجل مدخل لشخصيته .. العقل مُتقدم عند الرجل عن العاطفة والعاطفة مُتقدمة عند المرأة عن العقل لكي عندما يكونان معاً في بيت تسير العاطفة بجانب العقل فيسير البيت إذاً هي معين نظيره .. هناك قرارات تحتاج إلى العقل وقرارات تحتاج إلى العاطفة .. تجد الرجل بلا صبر وأما المرأة فصبورة .. إذا مرض الإبن تسهر عليه الأم حتى الصباح وتقوم لتجهز وتُهيئ الطعام ثم تذهب للعمل مثل الرجل وعندما يعودان من العمل هو ينام ويأكل وهي تعمل في البيت رغم أنها لم تنم الليلة السابقة .. هذه من عطايا الله فلا تشتكي المرأة .. فعندما يكون الطفل مريض تجد أنَّ الأب غير مسئول لكن عندما يُشفى الطفل يظهر دور الأب الله خلقه هكذا .. إن لم نفهم ذلك سنكون غير فاهمين لله تؤثر كلمات المديح في المرأة والفتاة بينما يكون تأثيرها أقل أو غير مؤثرة في الرجل لذلك عندما يقول الرجل كلمات مجاملة للمرأة تفرح جداً .. لذلك فهم طبع كل طرف يُريح جداً .. الرجل يحب أن يكون المدبر والرأس ويحب المرأة الهادئة المطيعة الوديعة .. طبعه يميل للمرأة الأكثر هدوء لذلك يكره المرأة المتسلطة العنيدة .. بينما المرأة تحب الرجل القائد الذي يحترمها بدون أن يتسلط عليها بدون أن يكون معها عنيف .. فهم الطبيعة مهم جداً في التعامل الرجل لا يهمه النظام واللمسات الأخيرة عكس المرأة تهتم باللمسات النهائية .. الله سمح أن تكون الغريزة في الرجل أعلى من المرأة لأنَّ الله أراد أن يحمي المرأة ويقدسها لأنَّ كسر المرأة كبير جداً قد نقول لماذا إذاً لم ينزع الغريزة من المرأة ؟ لا .. لابد أن يكون للمرأة غريزة لكي تتقابل مع الرجل .. إذاً مبارك هو الرب الذي أعطى كل فرد احتياجه .. في الرجل تتحرك الغريزة من خلال حواسه وخاصةً النظر بينما تتحرك غريزة المرأة بكلام وتفاعل وتلامس .. لذلك لابد للمرأة أن ترتدي ملابس محتشمة لأنَّ الغريزة في الرجل تُثار بالنطر .. قد لا تنتبه الفتاة لهذا الأمر .. لا .. هذا أمر مهم جداً .. لا تقل أنَّ هذا الرجل غير مؤدب .. لا .. الله سمح أن يكون طبعه هكذا .. هذا سماح طبيعي من الله لكل شخص لكي يقدس الكيان كله ولننتبه ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) .. الغريزة عند الولد تُثار بسهولة لأنها تُثار بالرؤية بينما تُثار في البنت في مرحلة متأخرة نسبياً لابد أن يكون لكل منا فكر ما هي اهتمامات الآخر وطبعه لذلك سمح الله أن يكون النضوج العاطفي في الفتاة أسرع من الولد .. فتجد أنَّ الفتاة التي عمرها خمسة عشر سنة أنضج من الولد في نفس العمر لأنَّ الله أعدها لأمور كبيرة أي ممكن فتاة عمرها خمسة عشر سنة تصير أم ويكون لها قدرة على العطاء والحب قد يستريح الرجل للمرأة الرقيقة لكن لا يستريح للمستبيحة بل قد يشتهيها ويُلاطفها فقط لكنه لا يحترمها داخله .. قد تتخيل الفتاة التي حولها شباب كثير أنها جذابة .. لكن عندما يريد هذا الشباب الزواج يرفضها .. الفتاة لا تستريح للتعامل الجاف بل للتعامل الرقيق الرجل أقل خجلاً من المرأة وأقل تحفظ بينما المرأة أكثر خجلاً وأقل جرءة .. لذلك بالنسبة للخجل أحياناً الفتاة في الإعتراف تقول كل شئ ما عدا الذي تريد أن تقوله .. لا .. لا تجعلي الخجل يعطل توبتِك .. بينما يبدأ الشاب الإعتراف بأكبر خطية واعترافه مختصر ومفيد .. لنفرض خطايا جسد تتعبه يبدأ بها بينما الفتاة لو خطايا الجسد تتعبها إما تؤجلها لنهاية الإعتراف أو تقولها بطريقة مخففة .. ليس بها خطأ الفتاة الخجولة لكن لابد أنَّ خجلها لا يعطل توبتها الرجل يميل للأمور العملية بينما المرأة تميل للأحلام .. الرجل الحياة بالنسبة له أرقام عمل ومرتب وحوافز وسهر ومصاريف وتوفير .. الله أيضاً سمح أنَّ التشريح الفسيولوچي للرجل غير المرأة المرأة يغلب جسدها الدهون وسمح الله أن يكون جسدها ناعم .. لماذا ؟ لو أعطينا طفل يبكي لرجل لا يستريح الطفل لأنَّ جسد الرجل جامد عضلي لكن لو أعطيناه للمرأة يستريح الطفل ويهدأ لأنَّ جسدها لين .. إذاً هو لا يحتقر طبعه وهي لا تحتقر طبعها بل ليُسبح كلٍ منهما الله ويباركه إذاً لابد أن ينظر كل شخص للآخر نظرة إحترام وتقدير لأنه هو يحتاج إليها جداً وهي تحتاجه جداً .. والله وجد أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده فصنع له معين نظيره .. الله سمح أن يتذوق كل شخص أقدس المفاهيم عن الجنس الآخر .. كيف ؟ الرجل له أربعة في حياته هم أم أرضعته وربته وأخت نمت أمامه ورأى مراحل حياتها أنها إنسانة طبيعية كائن يُحترم ثم أقدس المفاهيم من خلال زوجته ثم أرقى المفاهيم في إبنته .. هكذا المرأة لها أب وأخ وزوج وإبن .. إذاً ليس الرجل عدو المرأة ولا المرأة عدو الرجل .. بولس الرسول قال عن المرأة أنهن وارثات معنا .. ترث السماء .. ونرى قديسات دميانة وبربارة و جاهدن وورثن السماء مثل الرجل .. الله خلق حواء معين نظير آدم .. تدبير إلهي إفرح بتدبير الله الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
الأعماق الروحيّة فىِ قراءات شهر كيهك ج1
نحنُ بندرس مع بعض سلسلة عن روحانيّة القراءات الكنسيّة وأخذنا الأيام العاديّة السنوىِ وقُلنا أننا سندرس أيام الآحاد ، ونحنُ مُجبرين أننا اليوم نأخُذ الخط الروحىِ فىِ قراءات شهر كيهك وشهر كيهك هو شهر الإحتفال بالتجسُدّ الإلهىِ وكم يكون إنشغال الكنيسة جداً بالتجسُدّ الإلهىِ لأنّ بدأ البُشرى بالخلاص فهو بِداية كُل الفرحة فلا صليب ولا قيامة بدون التجسُدّ فسر إفتخارنا وسر إتحاد الله بنا هو يكمُن فى التجسُدّ " عظيم هو سر التقّوى الله ظهر فىِ الجسد " لأنّهُ إتحد بنا وحلّ بيننا وأخذ نفس جسدنا وأخذ طبيعتنا طبيعتىِ فيها المسيح إتحد بِها هى هى فباركها نحنُ بنحتفل بالطبيعة الجديدة التى أعطاها لنا الله لأنّ كُل ما هو روحىِ وكُل ما هو سماوىِ هو فىِ التجسُدّ هو طريق القيامة وطريق الصعود ولولا التجسُدّ ما كان المسيح حاضر على المذبح فكُل عقيدتنا مبنيّة على التجسُدّ فالخلافات بيننا وبين الديانات الأخُرى هى فىِ التجسُدّ فعند التجسُدّ يقفوا ويقولوا غير مُمكن فرق جوهرىِ جداً بيننا وبين اليهود والإسلام فىِ التجسُدّ فجوهر المسيحيّة فىِ التجسُدّ لأنّ التجسُدّ مُرّتب عليهِ الصليب فمن هُنا الكنيسة خصصت شهر لتُعيّد بالتجسُدّ فنتكلّم عن إشارات التجسُدّ ونبّوات عن التجسُدّ وأفراح التجسُدّ ولأنّ أُمنّا الست العدرا فىِ تسابيح الكنيسة هى المعمل الإلهىِ والتابوت العقلىِ وأنتُم تعلموا أنّ التابوت هو الحامل الإلهىِ ولكنّها هى غير خشبىِ فهى حملت أسرار اللاهوت الكنيسة خصّصت هذا الشهر لتحيا مع الحبل الإلهىِ خصّصت أربع آحاد بينقلونا نقلات روحيّة من بداية البشارة بميلاد يوحنا المعمدان للبشارة بميلاد السيد المسيح لزيارة العذراء لإليصابات وتسبحتها لميلاد يوحنا المعمدان وكُلّهُم من الإصحاح الأول من إنجيل لوقا وهو إصحاح طويل إلى حدٍ ما فهو 80 عدد فتقريباً كُل إسبوع 20 أو 25 عدد :-