العظات

مثل الكرم والكرامين الأحد الأول من مسري

بأسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين.. فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان والى ظهر الدهور كلها امين ..انجيل هذا الصباح المبارك احبائي فصل من بشاره معلمنا لوقا اصحاح ٢٠ بيتكلم عن مثل يمكن كلنا عارفينه مثل الكرم الكرامين..دائما احبائي الكتاب المقدس يكون له ثلاث مستويات من التفسير.. تفسير الاولاني تفسير التاريخي تفسير الحدث اللي حصل...شخص كان عنده كرم والقصه ده تفسير الحدث المستوى الثاني.. من تفسير مستوى الرمز .اية المرموز بالكلام دة؟ المستوى الثالث من تفسير تفسير الروح.. اي حدث في الكتاب المقدس هتلاقي لة الثلاث مستويات دول... ابونا ابراهيم بيقدم ابنه اسحاق. دي قصه حدث ..حصل فعلا ..لكن لة مستوى رمزى... المسيح اللي بيقدم نفسه كفاره عن خطايانا.. ورجع حيي.. ده المستوى الرمزي المستوى الروحي ..هكذا احب الله العالم وانا لابد ان اُبادر ربنا حب ازي اذا كان هو اعطانى كل شيء .دة المستوى الروحى... القصه اللي احنا فيها هننتكلم دقائق كل مستوى.. المستوى الأول مستوى الحدث... قصه ايه القصه.. موضوع مشهور جدا في اورشليم زراعات الكروم اشهر زراعه في فلسطين او فى اورشليم في ايام السيد المسيح زراعه الكروم .والزراعة جاءت ان مكسبها كويس واستخدمتها كثير.. كانوا بيستخدموا الكروم في حاجات كثير.. اللي عاوز يدخل في زراعه رابحه او مضمونه والثمرة بتاعتها مطلوبة ومحبوبة لدا الشعب ومستخدمه يزرع كَرم... فكان الناس بتتفنن في زراعه الكروم.. لدرجه ان معظم الاراضي اصبحت كروم لان معظم الاراضي كروم يبقى لازم يجيبوا عمال لازم يأمن الكرم انه يعملوا صور عشان الحيوانات ما تدخلش تاكل.. ولازم يعمل له سور كويس انه لازم يعمل له ابراج للمراقبه لانة حجمه كبير.. على شان كده يقول لك جعلوني ناطوره للكروم..الناطورة الشخص اللي بينظر اليه من مكان عالي.. الحارس ...وكان يعمل في الكرم معصره او معاصر انه يحفر في الارض دائره ويكسوها بالفخار والدائره دي كلها مجاري وعند المجاري ياتوا بزرع وياتوا بالكروم باحجام ضخمه ويضعوها في الدوائر دي من الحجر الصوان ويدبدبوا عليها برجليهم.. يدبدب برجله وفي مجاري نازله على زلع ..الزلع تتملى بالعصير معظم الاغنياء بيبقى عندهم مساحات كبيره جدا من الكروم فكانوا بياجروها وغالبا الجماعه الاغنية دول بيبقى ليهم كروم كثيره فبيبقى قاعد في مكان بعيد مستقل وياجر الكرم بتاعه.. وغالبا الاجره تبقى ثمرة يتفق مع الكرامين او ريس الكرامين يقول له بالنصف المحصول اللي يجي النصف ليا والنصف ليكم. دة الحدث من حيث التاريخ.. طب ليه كانوا بيستخدموه كثير؟ كانوا بيستخدموا في اشياء كثيره جدا . اولا كان بيستخدم في اول حاجه واكرم حاجة كان بيستخدم في العباده يتعمل خمر والخمر يبقى سكيب اي ذبيحه تتقدم يسكبوا عليها خمر.. عشان لما تتحرق يبقى ريحتها حلوه.. فكان السكيب ده علامه مسره تقديم الذبيحه ..عشان كده معلمنا بولس قال لك إنى الان اسكب سكيبا.... وكأنة عاوز يقول حياتي بتدي للذبيحه بتاعتي ريحه حلوه.. فده في العباده. بيستخدم في الاحتفالات زي ما شفنا في عرس قانا الجليل بيستخدم في العلاج كان دواء لقرح المعده والتطهير السامرى الصالح صب على الجراحات بتاعته خمرا وزيت ..لازم الشخص يكون عنده في البيت خمر للعلاج...معلمنا بولس قال لتيموثاوس ..قليل من الخمر يصلح المعده.... مكانش في ادويه زي دلوقتي . فالخمر بيعمل تسكين او تخدير بيحصل للمكان الموجوع في المعده ..يستخدم في العلاج وباستخدم في الاحتفال بيستخدم في العباده بيستخدم كمشروب حلو مقوي للاولاد بيعملوه خمر يضعوا في اواني كبيره ويضعوا لة خمير معين من محصول سابق..ويتركوا لفتره لحد ما يبقى خمر استخداماته كثيره جدا ..عشان كده معظم الاراضي يزرعوها كروم ... فكره يأجروه ان يجيب له كرامين و يأتمنهم عليه فكره موجوده وشائعه في اورشليم.. الحدث... ان الراجل ده اللي عمل الكرم جاء الموسم بتاع الحصاد ترك الناس فتره.. ومعروف الموسم لنفرض شهر الفلاني ارسل شخص عشان خاطر ياخذ الحصاد ..النصيب بتاعة...الناس المأجرين الكرم ضربوه ورجعوه ...فأرسل شخص اخر ...يمكن كان اسلوبة وحش ولا حاجه ..راح لواحد ثاني ضربوه برضه طرده وكل درجه في الضرب تبقى اكبر واحده ضربوه واحد شاجوة....وشاجوه يعني فتحوا له دماغه..وواحد راجموا قال اعمل ايه ...؟ اُرسل ابني الوحيد الحبيب لعلهم يهابوا...فأول ما شافوه قالوا... ده الوارث الوحيد بتاع الكرم احنا نموته... فقال صاحب الكرم...اذهب انا وااخذ الكرم واعطية لكرامين آخرين...طبعا اليهود ورؤساء الكهنه لما سمعوا القصه..و هو بيقول لهم رايكم يعمل ايه؟ فطبعا قالوا له ياخذوا منه...لكن بعد كده فهموا ان الكلام عليهم.... ده المعنى الحدث.. المعنى الرمزي.. ان الصاحب الكرم هو الله الاب..والكرم هو الكنيسه ...كنيسه العهد القديم.. والكرامين دول رؤساء الكهنه... وكهنوت العهد القديم ورجال الدين.. الله يطلب ثمر في كرمة...الكرم بتاعه ..ارسل..شخص واثنين وثلاثه...مين دووول ؟ دول الانبياء.. وفي تفسير ثاني بيقول لك في ثلاث مستويات..المستوى الأول الناموس الطبيعي اللي قبل موسى..قبل موسى ربنا كان بيخليهم يتحكموا بضمائرهم فده المستوى الأول ...ضمائرهم ما نفعتش وبقوا يعملوا الشر ... فقال بلاش اسيب الحكاية بضمائرهم ..انظمها شويه اعطيهم الناموس. فالراجل الثاني اللي ارسلة يعتبر الناموس ..الاول الضمير الثاني الناموس. ناموس موسى ...اللي يقول له اعمل وما تعملش ..عملوا ايه في نمره اثنين الناموس برضه كسروا ماطوعوش الناموس.. عملوا ايه بعد كده.. ربنا عمل ايه بعد موسى. ارسل انبياء عملوا ايه في الانبياء؟ برضه رفضوهم.. اشعياء نشرووا ...ارمياء سجنوه ووضعوا فى جب ...لدرجه ان القديس استفانوس في العظة بتاعته قال لهم ايها الغير المختونين بالقلوب والاذان ايها القساط الرقاب اي من الانبياء لم يطهدوا ابائكم.. الناموس الطبيعي ضمير الانسان ...اثنين الناموس بتاع موسى رقم ثلاثه الانبياء ..للاسف رفضوا الثلاثه.. عمل ايه؟ بعث لهم ابنه ..طب لما ابعث ابنه ايه اللي حصل احبائي عملوا ايه ..قتلوا وصلبوا..حتى يقولك اخذوا خارج الكرم.. لانه صلبوا خارج المحلة..فقال اجى انا وااخذ الكرم ...جاء ربنا يسوع المسيح وارسل الروح القدس على الكنيسه وصارت كنيسه جديده والهيكل والذبائح والكهنوت العهد القديم اصبح باطل..... خلاص.. فالكرامين القدام دول طلعوا بره ...ده المعنى الرمزي المعنى الروحي الجميل اللي احنا لازم نستفيد به ان حياتي من صنع الله كل حته فيا من ربنا فهو الكرام هو صاحب الكرم وانا جعلنى اشتغل عنده في الكرم دة ..انا الكرام.. انا مؤتمن على جسدي. انا مؤتمن على افكاري انا مؤتمن على ايامي وعمري ..عمري مش بتاعي الايام مش بتاعتي.. النفس اللي داخل وخارج فيا ده مش بتاعي العقل اللي فيا ده مش بتاعي.. الجسد مش بتاعي ربنا اعطهولى..فهو اعطهولى على ان انا اثمر بة واتااجر بة واربح به وسابني شويه.. عشان كده يقول لك سافر الى زمن بعيد... لم يتدخل صاحب الكرم....ربنا عامل اية معنا دلوقتى؟ سافر .. بعيد.. بس بيعمل ايه؟، يرقب بيتابع.. طب منتظر ايه؟ منتظر موسم الحصاد..يقول لك استنى عليه شويه.. استنى استنى استنى.. لغايه ما يجي موسم الحصاد ...هيجي موسم الحصاد يقول لك ايه؟، هات بقى.. هات اللي زرعته.. فين اللي زرعته ؟ لو انت ما زرعتش او لو انت زرعت و زرعت لنفسك مش له هترفض... اصعب حاجه احبائي عدو الخير يوهمنا بيها خدعة شيطانيه قاسيه جدا بنقع فيها كلنا ..ان انا بظن وتاكد ان حياتي هي حياتي. وايامي هي ايامي وجسدى هو جسدى وعقلي هو عقلي.. لان هو سافر وسايبني فانا ابتديت اصدق ان كل حاجه فيا بتاعتي.. واقول دي ايديا ودى عينيا..رغم ان هي مش ايديا..هي مش علينا...ده هو سايبها لي احنا مؤتمنين على هذا الكرم..نحن مؤتمنين على الجسد وصل بمعلمنا بولس الرسول يقول لك..افأاخذ اعضاء المسيح واجعلها اعضاء ذانية ؟! حاشا. بمعنى ان جسمك وجسدك دول مش بتوعك دول بتوع المسيح.. يعني انا اعضاءى يا بولس اسمها اعضاء المسيح؟ ايوه يعني جسمي ده مش جسمي جسم المسيح؟ ايوه.. فكري مش فكري فكر المسيح ايوه.. بس انا مفكره انه فكري وبفكر براحتي واعمل اللي انا عاوزه وايامي دى ايامى فعمال اخطط...فين صاحب الكرم ؟ مش في دماغي انا ناسيى .مش واخذ بالك انه هيجيء في يوم يقول لك هات... هو ليه عندى ايه؟ الكرم وبتاعه... ما انا اللي بتعب وانا اللي باكسب وانا اللي باشقى.. ايوه بس الكرم بتاعه.. ده ممكن في اي لحظه كل حاجه توقف ده كله بامراه للاسف الانسان بينسى الكلام ده ..ويظن ان الحياه بتاعته... وعمال يدبر لنفسه بايام كثيره جدا عشان كده احنا لازم احبائي ناخذ بالنا ان الحياه مش بتاعتنا والايام مش بتاعتنا والمشاعر مش بتاعتنا احنا كرامين فى كرمه هو.. احنا مؤتمنين على عطاياة هو ...دى وزنتة وهيجيء ويطلب الثمر لنفسه ...لازم عشان كده في العهد القديم يقول لك ارسل منجلك لان وقت الحصاد قد آتى ..تعال لانه صاحب الكارم...هياتى بنفسة...لنتحاسب .. ياما بنرفض احبائي اي صوت ربنا يبعثهم لنا بنرفضوا... يبعث لك الناموس الطبيعي بتاعك ضميرك بيقول لك ما يصحش تعمل كده.. يقول لك ما يصحش تاخذ حاجه مش بتاعتك ضميرك يقول لك ما يصحش تقول حاجه غير الصدق ما تزعلش الناس ما يصحش حد محتاج مساعده منك وتعملهاش...ياما صوت الضمير بنعمل فيه ايه... بنموته بنضربه بنسكته ييجي بعد كده يكلمك بالانجيل بالناموس يجيب لك آيه...يقولك حب قريبك كنفسك.. يقول لك اعطوا تعطوا...انه من اراد ان يكون كاملا فليذهب ويبيع كل امواله ويتبعني ..يجي يقول لك.. من اراد ان يكون لى تلميذا فلنكر نفسه ويحمل الصليب ويتبعني ...آيات آيات آيات ..كتير ربنا يفكرنا بآيات بس تلاقي نفسك عايز تعمل ايه في الايه؟ بتموت الايه.. بتسكتها.. على راي معلمنا بولس الرسول قال لك على الوصيه ..ربنا اعطانا الناموس فعملنا ايه بالناموس ..عملنا ايه للناموس ؟ كسرنا.. كسرنا الناموس بس كانت العقوبه.. الموت...لانه اجره الخطيه موت فبولس يخلص لك الحكايه فى كلمتين في منتهى الروعه ...قالك ايه.. اللي حصل في الناموس عاشت الخطية ومُت انا ..الناموس حكم عليا بالموت...لكن انا ماقدرتش ع الخطية فعاشت الخطية ومُت انا.. خلي بالك لما جاء المسيح عالج الخطيه من جذرها عمل ايه ماتت الخطيه وعشت انا.. لما جاء المسيح ماتت الخطيه وعشت انا ..طيب ما ينفعش بالناموس الطبيعي ولا نفع بالوصية...جاء بعد كده بالانبياء يبعث لك كاهن يكلمك يبعث لك عظة يبعث لك موقف كل شويه احبائي نسمع ان واحد راح السماء كده او حياته خلصت فجاه.. لسه الاسبوع اللي فات كنت قاري على شاب صغير فى كليه رايح ياخذ خلوه بدير قالوا له يا ابني احنا في صوم العذراء ما فيش خلوات دلوقتي الدير مغلق قال له بس انا عامل حسابي ان انا اقعد شويه.. الراهب اللي على البوابه صعب عليه فاجلسة معة على البوابه.. الاوضه اللي في البوابه.. الولد ما فيش ساعات حياته خلصت ايه يا حبيبي ..ده انت رايح تاخذ خلوه كم يوم ومن عيله مقتدره لانه بيتعلم في الخارج ايه اللي حصل ده وازاي ياما ربنا بيبعث لنا مواقف تفتكروا المواقف دي كده جايه صدفة؟ دى رسائل اللي ما ينتفعش بالصوت ده يبقى عمل زي اللي موت الراجل اللي جاى ياخذ الحساب...وزى اللى ضربوا وكرشوا .... تيجي تسمع حاجه زي كده يقولك يا اخى احنا ناقصين نكد .. مش عاوز يسمع حاجه زي كده.... شوف له حاجة تضحكوا. .اهو يشوف له حاجه كوميديه كده عاوز يضحك على نفسه .. حضرت قداس فى ابو سيفين امبارح...فسيده من الامهات بتسألني..عارف الولد الفلاني. اللى اعترف معاك؟ قولتها ايوة... اللي قدسك حطيت ايدك على كتفة ...قالتلى اصاب بسكته قلبيه ومات... عاوزاك تيجي يا ابونا تصلي لنا الثالث للولد وتدهن العمال بالزيت لان كل العمال في حاله زعر وخايفين الولد الصغير 21 سنه.. صحي ماصحاش...ايه يا رب ده ...تفتكروا حاجه زي دي دي كده عشان خاطر نسمعها بس وللاسف كل واحد فينا يقولك الناس مش بتتعظ..هو الكلام ده للناس الكلام ده لي انا ...انا مالي ...أنا مالى ومال الناس... سيبك من الناس.. خليك في نفسك ..عشان كده قال لك الكرام ده لما الاولاني ضربوه والثاني فتحوا له دماغه والثالث رجموه.. قال لك ابعث ابني... مش يختشوا.. لا... قال لك ده هو دة الحل... موتوه..ابنة دة مين بقى....صوت ربنا يسوع نفسه... يعني ما جيناش بالناموس الطبيعي اللي هو ضمير ما جيناش بضمير موسى والانبياء ما جيناش بالانبياء والعظات..طب انظر لكلام المسيح نفسه قال ايه. ان لم تتوبوا فجميعكم هكذا تهلكون.... تخيل لما حتى تعليم المسيح دي انا ارفضها لما انا برفضها باعمل ايه؟ بموته هو كمان.. يبقى كدة اربعه... طب يعمل ايه بقى؟ قال لك انا بمنتهى الاسف ..انت غير امين على الكرم اللي انا اعطتهولك ..انا هاطردك منه وهيعطى لاخر.. طب انا يبقى مصيري ايه ،؟ احكم على نفسك. لابد ان تطرح خارجا. ..عشان كدة احبائى..يلا نعمل بنشاط...يلا نعرف ان احنا امناء على كرم...جسدك ده ربنا عاوزه بربح..عاوزة .. عاوزه جسد يصوم..وترفع يداة للصلوات جسد يشتم منه روائح بخور وعباده ..عاوز نفسك دي تبقى نفس مقدسه فيها مشاعر جميله للة وللاخرين.. عاوز عقلك يبقى فكر المسيح طول النهار مشغول بايه وترنيمه وتمجيد ولحن و بشيء مقدس وشى نافع...سواء بشغل او بدراسة...الافكار كلها افكار نورانيه زي ما قال معلمنا بولس الرسول. كل ما هو عادل كل ما هو حق كل ماهو جليل كل ماهو طاهر كل ماهو مُصر.فى هذا افتكرة .. وكانه بيقول لك فكر في الحاجات الحلوه دي ما تفكرش في الحاجات الثانيه.. فكرنا مش فكرنا ده فكر المسيح جسدنا مش جسدنا ده جسد المسيح عمرنا وايامنا مش ايامنا دي عمر المسيح عشان كده تعامل مع الحياه بتاعتك على انك امين عليها مش بتاعتك ..دى فرصه ...فرصه.. طالما وقت الحصاد لسه ما جاءش طالما لسه ما قال لك هات الثمر يبقى اشتغل دلوقتي ..عشان كده القديسن يقول لك..فلنعمل الان بكل قوتنا ..ربنا يدينا احبائي ان نكون امناء على كرمه نكون باستمرار في وعى ويقذة..ان هذا الكرم هو كرمه هو ومن حقه هو ان ياخذ منه ثمر يفرح قلبه ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد للابد امين...

سعى ولطف يسوع مع المراة السامرية

الأحَدٌ الرَّابِعْ مِنْ الصُوم المُقَدَّس المُبَارَك هُوَ أحَدٌ السَّامِرِيَّة .. يَكْشِفْ لَنَا الكِتَاب المُقَدَّس فِي هذَا اليُّوم المُبَارَك عَنْ طَرِيقٌ طَبِيعَة الإِنْسَان وَطَبِيعَة الله .. لأِنَّ الإِنْسَان المَغْرُوس فِي الخَطَايَا .. الإِنْسَان الوَاقِعْ فِي بِئْر غَرْقَان فِيه .. بِئْر الشَّهوَة .. بِئْر مَحَبِّة العَالَمْ .. بِئْر الزَّيَغَان عَنْ الله .. وَرَبِّنَا ذَاهِبْ لُه .. ذَاهِب حَتَّى البِئْر لِكَيْ يُحْضِر هذَا الإِنْسَان وَيَنْشِلُه مِنْ قَاع البِئْر وَيَرْفَعُه فَوْقَ الدَّرَجَات العَالِيَة .. لِذلِك مَزْمُور اليُّوم يَقُول ﴿ لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ . الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِماً . اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَ . آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فِيهِ ﴾ ( مز 105 : 3 – 5 ) . أُذْكُرُوا عَجَائِبَهُ مِنْ أعْظَمْ عَجَائِبْ الله هِيَ تُوبِة الإِنْسَان وَلَيْسَ نَقْل الجِبَال وَلاَ إِشْبَاع الجُمُوع وَلاَ إِقَامِة المَوْتَى لكِنْ تُوبِة الإِنْسَان هِيَ العَمَل الَّذِي مِنْ أجْلُه أتَى الله إِلَى العَمَل .. اليُّوم هُوَ سِيرِة إِنْسَانَة قِدِيسَة تَابِتْ وَأرْضِتْ الله وَوُضِعَتْ فِي مَوْقِفْ أنْ تُقِيم مَيْت .. وَالله لَمْ يَأتِي لِصُنْع بَعْض المُعْجِزَات وَلكِنْ جَاءَ لِكَيْ يَدْعُو إِلَى التَّوْبَة .. الكِتَاب المُقَدَّس اليُّوم وَالكِنِيسَة وَضَعِتْ لَنَا فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة وَهُوَ فَصْل مِنْ أرْوَع فُصُول الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ عَمَل الله فِي النَّفْس البَشَرِيَّة ..لِذلِك فِي فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة نَتَكَلَّمْ فِي نُقْطِتِينْ نِرَكِّز فِيهُمَا لأِنَّهُ فِي الحَقِيقَة الحَدِيث كَثِير وَلكِنْ الزَّمَنْ مُقَصِّر .. نَتَحَدَّث فِي نُقْطِتِينْ نُرِيدْ الإِنْتِفَاع بِهُمَا اليُّوم فِي تَدْبِير خَلاَص رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِكُلَّ نَفْس وَهُمَ :0 1/ سَعْي الله : اليُّوم رَبِّنَا يَسُوع يَقُول تَرَكَ اليَهُودِيَّة وَمَضَى إِلَى الجَلِيل وَكَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة ( يو 4 : 3 – 4 ) – عَلَى الرَّغْم مِنْ أنَّ اليَهُودِيَّة فِي الجَنُوب وَالجَلِيل فِي الشَّمَال – وَهُنَاك طُرُقٌ كَثِيرَة تِوَصَّل مِنْ اليَهُودِيَّة إِلَى الجَلِيل أأمَنْ مِنْهَا وَأقْصَرْهَا الطَّرِيقٌ السَّاحِلِي .. لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمْ يَمْشِي فِي هذَا الطَّرِيقٌ الآمِنْ وَلاَ الأقْصَر وَلكِنَّهُ ذَهَبَ مِنْ الطَّرِيقٌ الَّذِي حَكَى عَنْهُ مَرَّة وَقَالَ ﴿ إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضُوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ . فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَلكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ ﴾ ( لو 10 : 30 – 33 ) . وَعِنْدَمَا إِخْتَارٌ الطَّرِيقٌ الأخْطَر وَالأصْعَب وَالأطْوَل كَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَقْتَصِر هذَا الطَّرِيقٌ طَالَمَا هُوَ خَارِج مِنْ بَلَدٌ إِلَى بَلَدٌ يَدْخُل بَلَدٌ أُخْرَى فِي الوَسَطْ .. لِمَاذَا ؟ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَمْشِي مِنْ عَلَى حَافِّة الطَّرِيقٌ .. ﴿ كَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ ﴾ ( يو 4 : 4 ) .. طَرِيقٌ أصْعَبْ .. طَرِيقٌ أطْوَل .. طَرِيقٌ أخْطَر وَفِي نَفْس الوَقْت لَمْ يَكُنْ هُنَاك إِحْتِيَاجٌ لِدُخُول هذِهِ البَلَدٌ طَالَمَا هُوَ ذَاهِبْ إِلَى مَكَانٍ آخَر .. لكِنْ هُنَا الكِتَاب المُقَدَّس وَالقِدِيس يُوحَنَّا – وَالمَعْرُوف عَنْهُ أنَّهُ دَائِماً يَصِفْ الأحْدَاث بِدِقَّة – فَفِي عِبَارَاتُه يَقُول ﴿ وَكَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ ﴾ ( يو 4 : 4 – 5 ) .. " سُوخَار " إِمَّا قَرِيبَة مِنْ السَّامِرَة أوْ مُقَاطَعَة فِيهَا .. وَكَانَ هُنَاك بِئْر يَعْقُوب وَكَانَ هُنَاك يَسُوع وَتِعِبْ فَجَلَسَ هكَذَا عَلَى البِئْر . فَهْيَ مَسَافَة مُتْعِبَة وَطَوِيلَة وَطَرِيقٌ خَطَر وَالتَّلاَمِيذٌ تِعْبُوا وَجَاعُوا فَذَهَبُوا لِكَيْ يَبْتَاعُوا طَعَام وَكَانَ القَصْدٌ مِنْ كُلَّ هذِهِ الرِّحْلَة المُقَابَلَة مَعَ هذِهِ المَرْأة لِذلِك لاَ نُرِيدْ أنْ نِفَوِتْ هذَا المَنْظَر وَهذَا المَوْقِفْ لِكَيْ نَرَى كَمْ هُوَ سَعْي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِجْل خَلاَص البَشَرِيَّة ؟ .. مِثْلَمَا نَقُول عَنْهُ ﴿ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ﴾ ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي طِلْبِة آخِر كُلَّ سَاعَة ) .. كَمْ يَخْتَارٌ رَبِّنَا يَسُوع الطَّرِيقٌ الأصْعَبْ لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. كَمْ هُوَ تَعَبُه فِي كُلَّ هذَا لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. وَالقُدَّاس الغِرِيغُورِي يَقُول ﴿ كَرَاعٍ صَالِحٍ سَعَيْتَ فِي طَلَب الضَّال . كَأبٍ حَقِيقِي تَعِبْتَ مَعِي أَنَا الَّذِي سَقَطَتْ ﴾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. كَقَوْل القِدِيس مَارِأفْرَآم السُّرْيَانِي ﴿ مَاذَا نَقُول لَك وَنَحْنُ جُبْلَتُك وَقَدْ أتْعَبْنَاك ﴾ .. فَإِنْ كُنَّا وَنَحْنُ الَّذِي صَنَعْتَنَا مِنْ الطِّين وَلاَ نَعُدٌ أي شِئ وَمَعَ ذلِك أتْعَبْنَاك .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يَبْحَث وَيُنَادِي وَيَتَكَلَّمْ فِي القُلُوب .. ذَاهِبْ إِلَى البِئْر حَتَّى وَلَوْ تَكَبَّدْ كُلَّ هذَا التَّعَبْ .. وَمَعَ ذلِك نَحْنُ نُقَابِل كُلَّ هذَا بِجُحُودٌ وَالنَّفْس لاَ تَفْتَح قَلْبَهَا وَتَقُول ﴿ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ﴾ ( يو 4 : 7 ) .. وَتَرُدٌ النَّفْس عَلِيه ﴿ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ﴾ ( يو 4 : 9 ) .. لِمَاذَا تُكَلِّمْنِي وَتَسْألْنِي المَاء ؟ كُلَّ هذَا التَّعَبْ وَالنَّفْس لاَزَالَتْ تُغْلِقٌ قَلْبَهَا وَلاَ تُقَدِّر .. جَمِيلٌ جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَكْتَشِفْ أنَّهُ مَوْضِعْ مَحَبِّة الله وَمَوْضِعْ إِهْتِمَامُه وَمَوْضِعْ سَعْيُه .. جَمِيلُ جِدّاً أنْ أعْرِفْ مَا هِيَ قِيمَتِي عِنْدَ الله وَمَرْكَزِي عِنْدُه .. أنَا مَوْضِعْ حُبُّه وَمَوْضِعْ إِشْتِيَاقُه .. يِتْعَبْ لِيَجْذِبْنِي إِلِيه .. يِتْعَبْ لِكَيْ يُخْرِجْنِي مِنْ البِئْر الوَاقِعْ فِيه .. وَجَدْنِي فِي بِئْر عَمِيقٌ وَأنَا غَرْقَان فِيه لاَ يَتْرُكْنِي بَلْ يَأتِي عِنْدِي وَيَمِد إِيدُه .. أنَا الَّذِي أحْيَاناً لاَ أكُون مُتَجَاوِب مَعَ عَمَلُه وَسَعْيُه .. مَا أجْمَل الكَلِمَات الَّتِي ذُكِرَت فِي سِفْر النَّشِيد عِنْدَمَا تَقُول عَرُوس النَّشِيد ﴿ اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي ﴾ ( نش 5 : 2 ) .. رَبِّنَا يَقْرَع عَلَى بَاب كُلَّ وَاحِدٌ مِنِّنَا وَيَقُول إِفْتَح قَلْبَك وَلاَ تُغْلِقُه وَتَكُون قَاسِي .. لاَ تَسْمَع الصُوت مِنْ الخَارِج وَالدَّاخِل مَازَالَ مُغْلَقاً وَكُلَّ مَا يَعْبُر عَلِيك مِنْ الخَارِج تَتْرُكُه يَعْبُر دونَ تَغَيُّر .. مِنْ فَضْلَك إِدْخِل كَلاَمِي إِلَى الدَّاخِل . أنَا مَازِلْت أقْرَع ﴿ لأَِنَّ رَأْسِي امْتَلأَ مِنَ الطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نُدَى اللَّيْلِ ﴾ ( نش 5 : 2 ) .. تَخَيَّل لَمَّا يَسُوع يَظِل طَوَال اللِّيل يَقْرَع عَلَى البَاب لِدَرَجِة أنَّ شَعْرُه يُبَلْ وَمَعَ تَرَاكُمْ الوَقْت وَالرُّطُوبَة تَبَلَّلْ قَصَصُه أيْضاً .. وَكُلَّ هذَا وَالنَّفْس لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يُبْرِز لَنَا إِهْتِمَامُه بِالإِنْسَان وَمَا هُوَ الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه إِلاَّ سَعْي نَحْو الإِنْسَان وَتَدْبِير الله لِخَلاَص الإِنْسَان السَّاقِطْ .. الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه وَقِصَص كُلَّ الأنْبِيَاء هِيَ مِرَكِّزَة عَلَى هذِهِ الكَلِمَة .. ﴿ أرْسَلْتَ لِيَّ الأنْبِيَاء مِنْ أجْلِي أنَا المَرِيض ﴾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. أرْسَلٌ الأنْبِيَاء وَهُمْ صُوت الرَّبَّ الَّذِي يَقُول " تُوب " .. يَقُول لِكُلَّ إِنْسَان غَرْقَان فِي قَاع البِئْر إِسْمَعْ وَتُوب .. ﴿ اللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ ﴾ ( أع 17 : 30 ) . الله يُرِيدْ أنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ البِئْر الغَارِقِينْ فِيهِ .. الله هُوَ الَّذِي يَطْلُب الإِنْسَان وَلَيْسَ العَكْس لأِنَّهُ عِنْدَمَا أخْطَأ آدَم إِخْتَبَأ وَرَبِّنَا هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَنَادَى عَلِيه .. وَأنَا مِثْلُه خَائِفْ وَمُخْتَبِئ لَيْسَ لِي القُدْرَة مِثْل آدَم عَلَى مُقَابَلَة الله .. فَهَل وَجَدْنَا الله يَقُول إِذّنْ أنَا أتْرُكُه مِثْلَمَا هُوَ تَرَكْنِي ؟ .. الله هُنَا يَرُدٌ وَيَقُول .. لاَ .. لأِنَّ هذَا هُوَ أُسْلُوب البَشَر أنَّهُ إِنْ خَالَفْ وَتَرَكَنِي أنَا أتْرُكُه .. أنَا أبْحَث عَنْهُ فِي كُلَّ مَكَان وَيَقُول ﴿ آدَم .... أيْنَ أَنْتَ ﴾ ( تك 3 : 9 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا أيْنَ أنْتَ ؟ .. أنَا جِئْت لِكَيْ أطْلُب نَفْسَك .. أنَا أُرِيدَك أنْتَ لِي .. أنْتَ إِبْن المَجْد .. أنْتَ إِبْن المَلَكُوت .. إِبْن الحَيَاة الأبَدِيَّة لاَ يَلِيقٌ أنْ تَعِيش فِي قَاع البِئْر وَأنَا هَيَّأت لَك كُلَّ شِئ .. مِثْل لاَبَان الَّذِي قَالَ لِيَعْقُوب ﴿ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ ﴾ ( تك 24 : 31 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا أُدْخُل يَا مُبَارَك الرَّبَّ لِمَاذَا تَقِفْ خَارِجاً وَكُلَّ شِئ قَدْ أُعِد ؟ لِمَاذَا تَتَعَجَّبْ ؟ هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أتْعَبْ مِنْ أجْلَك ؟ .. أنَا مُوَافِقٌ .. هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أخُذْ كُلَّ هذَا المِشْوَار ؟ أنَا قَابِل وَلكِنْ كُلَّ مَا عَلَيْكَ أنْتَ أنْ تَفْتَح البَاب . مَنْ الَّذِي طَلَبْ أبُونَا آدَم ؟ مَنْ الَّذِي تَكَلَّمْ مَعَ قَايِين وَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَفْعَل الشَّر بِأخِيهِ ؟ .. ﴿ عِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا ﴾ ( تك 4 : 7 ) .. الله ذَهَبَ لِيُنْذِرُه وَيَقُول لَهُ هُنَاك خَطِيَّة شِرِّيرَة عِنْدَ البَاب سَوْفَ تِتْعِبَك وَتَقْضِي عَلِيك لكِنْ إِذَا رَجَعْت عَنْهَا رَبِّنَا يِرْفَعْ .. ﴿ أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ . وَأَطْلُبُ الضَّالَّ وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ ﴾ ( حز 34 : 15 – 16) .. يَطْلُب الضَّال .. مَنْ الَّذِي سَعَى لِتُوبِة أهْل نِينَوَى ؟ .. الله .. مَنْ فَكَّر فِيهُمْ ؟ مَنْ يَعْرِفَهُمْ وَيَعْرِف مِقْدَار الشَّر الَّذِي وَصَلُوا إِلِيه ؟ المَدِينَة كُلَّهَا غَرْقَانَة فِي بِئْر وَلاَ أحَدٌ يَشْعُر وَلاَ يُوْجَدٌ أحَدٌ فِي المَدِينَة مُمْكِنْ أنْ يُنَادِي وَيُنْذِر لَهُمْ بِالتُّوبَة .. وَالله يَرُدٌ وَيَقُول لَنْ أصْمُت وَأظِلْ أنْظُر هكَذَا بَلْ سَأُرْسِل لَهُمْ .. سَأُرْسِل لَهُمْ وَمَنْ كَانَ هذَا المُرْسَل إِلَيْهِمْ ؟ هُوَ يُونَان النَّبِي لِيَأتِي وَتَسْمَع المَدِينَة صَوْتَهُ .. لِذلِك اليُّوم نَجِد الله يَكْتَشِفْ وَيَطْلُب السَّامِرِيَّة فِي تَعَبْ وَعَنَاء . وَالله هُنَا يَقُول لِي كَثِيراً مَا نَادَيْت عَلَيْكَ لِمَاذَا لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي ؟ كَفَاك .. إِسْتَغِل فُرْصِة اليُّوم وَافْتَح قَلْبَك وَقَدِّم تُوبَة وَاخْرُج مِنْ البِئْر .. وَالسَّامِرِيَّة مَازَالَتْ تَشْرَب مِنْ المَاء وَتَظُنْ أنَّهَا تُرْوِيهَا وَكُلَّمَا شَرَبِتْ تِعْطَش أكْثَر وَلاَ مَرَّة وَلاَ إِثْنِينْ وَلاَ ثَلاَثَة وَلاَ أرْبَعَة .. وَكَلِمَة " خَمْسَة " الَّتِي ذَكَرَتْهَا المَرْأة السَّامِرِيَّة هِيَ فِي الكِتَاب المُقَدَس إِشَارَة لِلحَوَاس الخَمْسَة بِمَعْنَى كَمَال الدَّنَس .. وَكَأنَّهَا وَصَلِتْ إِلَى مَرْحَلَة فِيهَا كُلَّ حَوَاسَهَا فَاسِدَة وَسُمْعِتْهَا رَدِيئَة وَلاَ تَسْتَطِيعْ المُوَاجَهَة مَعَ أهْل المَدِينَة لِذلِك هِيَ خَارِجَة فِي حَمْأة الشَّمْس وَفِي جَوْ الظَّهِيرَة لِكَيْ تَمْلأ الجَرَّة .. لأِنَّهُ إِعْتَادَ النَّاس أنْ يَمْلأُوا الجِرَار عِنْدَ طُلُوع الفَجْر .. وَهيَ فَكَّرِتْ فِي وَقْت الظَّهِيرَة حَتَّى تَضْمَنْ أنْ لاَ تُقَابِل أحَدٌ لأِنَّهُ مَنْ الَّذِي سَيَخْرُج فِي هذِهِ السَّاعَة لأِنَّ البِئْر فِي طَرَفْ مَدِينِة سُوخَار ؟ .. لأِنَّهُ فِي الذِّهَاب تَحْمِل وَفِي العَوْدَة تَحْمِل أكْثَر لِذلِك هِيَ مِحْتَاجَة لِجَوْ يِسَاعِدْهَا وَهيَ هَارِبَة مِنْ النَّاس وَلكِنْ يُقَابِلْهَا ﴿ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ﴾ . جَمِيلٌ جِدّاً فِي سِفْر هُوشَع النَّبِي يِقُول رَبِّنَا أمر جَمِيلٌ وَهُوَ ﴿ لأِنَّهَا قَالَتْ أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي ﴾ ( هو 2 : 5 ) .. وَيَرُدٌ الله هكَذَا ﴿ هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ فَتَقُولُ أَذْهَبُ وَأَرْجَعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأَِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ ﴾ ( هو 2 : 6 – 7 ) .. هُمْ يُرِيدُوا أنْ يَسِيرُوا هكَذَا أمَّا أنَا سَوْفَ أُغْلِقٌ عَلَيْهِمْ الطَّرِيقٌ حَتَّى لاَ يَهْرَبُوا مِنْ دَائِرَتِي أبَداً .. " الله يُرِيدْ أنْ يُحَوِطْ عَلَى المَدِينَة " .. مِثْل النَّفْس الَّتِي تُرِيدْ أنْ تَصْنَعْ الخَطِيَّة لكِنْ رَبِّنَا يُغْلِقٌ عَلَيْهَا الطَّرِيق .. وَهذِهِ المَدِينَة تُفَتِّش عَلَيْهِمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمَا أنَّ الرَّبَّ يُغْلِقٌ عَلَى النَّفْس الطَّرِيقٌ الَّذِي فِيهِ تَبْحَث عَنْ مُحِبِّيهَا وَلاَ تَجِدْهُمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمْ هُوَ يَارَبَّ سَعْيَك لِلنَّفْس تُرِيدْ أنْ تَضْمَن خَلاَصْهَا فَتَجْعَلْهَا تُقَدِّم تُوبَة حَتَّى وَإِنْ كُنْت أنْتَ لاَ تَنْوِي التُّوبَة هُوَ يَسْعَى لَك . مَنْ الَّذِي طَلَبْ شَاوِل وَأنْقَذُه مِنْ نَفْسُه وَغُرُورُه وَمَحَبِّة العَالَمْ وَمِنْ طَيَاشْتُه وَجَهْلُه ؟ مَنْ الَّذِي أنْقَذُه وَلَمْ يَكُنْ أحَدٌ يَعْلَمْ شَاوِل أبَداً ؟ الله هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَغَيَّرُه وَجَعَلَهُ إِنَاء لِلمَجْد .. مَنْ الَّذِي إِفْتَقَدَ بُطْرُس بَعْدَمَا أنْكَر ؟ مَنْ الَّذِي قَوَّي إِيمَان تُومَا وَظَهَر بِالأخَص لُه ؟ مَنْ الَّذِي ذَهَبْ إِلَى تِلْمِيذَيِّ عَمْوَاس بَعْدَمَا تَرَكُوا أُورُشَلِيم عَائِدِينْ مَرَّة أُخْرَى إِلَى مَدِينَتِهِمْ ؟ هُوَ رَبِّنَا سَاعِي يَطْلُب .. لِذلِك هُوَ يُرِيدْ أنَّ الإِنْسَان يَكُون مُتَجَاوِبْ مَعَ سَعْيُه وَهُوَ فِي سَعْيُه يُحَاوِل أنْ يُكَلِّمْ كُلَّ إِنْسَان بِالأُسْلُوب الَّذِي يَتَنَاسَبْ مَعَهُ .. جَاءَ لِكَي يَتَكَلَّمْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة بِأُسْلُوب يُنَاسِبْهَا وَأنَا عَلَيَّ أنْ أسْمَع وَأتَجَاوَبْ وَأخُضِعْ إِرَادَتِي لإِرَادَتُه .. وَرَبِّنَا يَقُول ﴿ لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلِيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلهِنَا لأَِنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ ﴾ ( أش 55 : 7 ) . 2/ لُطْف الله : لَطِيفْ جِدّاً أنَّ الله لاَ يُرِيدْ إِقْتِحَام – المَرْأة السَّامِرِيَّة – النَّفْس .. لاَ يُرِيدْ حِينَمَا يَرَاهَا لأِوَل وَهْلَة أنْ يُوَبِخْهَا .. لاَ يُرِيدْ أنْ يُكَلِّمْهَا بِأُسْلُوب يَجْعَلْهَا تَنْفُر مِنْهُ لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ تَفْتَح لَهُ قَلْبَهَا بِالتَّدْرِيج .. فِي الحَقِيقَة هِيَ كَانَتْ تَصُدُّه فِي البِدَايَة .. هُوَ يَقُول لَهَا ﴿ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ﴾ .. وَهِيَ تَرُدٌ عَلِيه قَائِلَةً ﴿ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ . لأَِنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ ﴾ ( يو 4 : 8 – 9 ) .. وَذلِك لأِنَّ التَّقْلِيد اليَهُودِي يَجِد عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة بَيْنَ أهْل السَّامِرَة وَأهْل اليَهُودِيَّة مِنْ أيَّام دُخُول أرْض المِيعَاد عِنْدَمَا إِنْقَسَمِتْ المَمْلَكَة .. كَانَتْ عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة وَتَزِيدْ حَتَّى وَصَلِتْ لِدَرَجِة الخُصُومَة .. وَأنَّ أهْل السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّ الكُلَّ يَسْجُد فِي أُورُشَلِيم إِلاَّ أنَّهُمْ كَانُوا عَلَى إِسْتِعْدَادٌ أنْ لاَ يَذْهَبُوا إِلَى أُورُشَلِيم وَإِنْ وَصَلِت فَلاَ يَعْبُدُوا الله .. الَّذِي كَانَ يَأمُر بِأنَّ الشَّرَائِعْ وَالتَّقْدُمَات لاَبُدْ أنْ تَكُون فِي أُورُشَلِيم .. ﴿ صَعَدَت القَبَائِل قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل يَعْتَرِفُون لإِسْم الرَّبَّ هُنَاك نُصِبَتْ كَرَاسِي لِلقَضَاء كَرَاسِي بَيْت دَاوُد ﴾ ( مز 121 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. وَهُمْ قَالُوا لاَ نَذْهَبْ إِلَى أُورُشَلِيم لِعِبَادِة الله وَلاَ نَتَعَامَل مَعَ اليَهُودِيَّة رَغْم أنَّ الله كَانَ يَأمُر بِشَرَائِعْ وَتَقْدُمَات كَانَ لاَبُدْ أنْ تُقَدَّم فِي أُورُشَلِيم . أُنْظُر إِلَى أي دَرَجَة وَصَلِتْ العَدَاوَة وَمَعَ هذَا هُوَ ذَاهِبْ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا مِثْلَمَا يَقُول المَدِيح ﴿ رَبُّ الجُيُوش العُلْوِيَّة إِتَضَعْ وَأخَذْ شَكْل إِنْسَان وَتَقَابَلْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة وَقَالَ لَهَا أنَا عَطْشَان ﴾ .. هُوَ جَاءَ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا رَغْم العَدَاوَة وَالفَوَاصِل وَبِلُطْف يَطْلُبْ مِنْهَا " أعْطِينِي لأَشْرَب " .. وَتُوَضِّح لَهُ أنَّهُ يَهُودِي وَهيَ سَامِرِيَّة .. وَيَبْدَأ رَبِّنَا بِلُطْف يَقُول لَهَا ﴿ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءٍ حَيّاً ﴾ ( يو 4 : 10) .. يَبْدَأ مَعَهَا الحَدِيث بِلُطْف وَلكِنْ بِأُسْلُوب يَجْذِبْهَا .. فَرَدِّت عَلِيه مَنْ أنْتَ لِتَقُول لِي هذَا وَلاَ دَلْوَ لَك وَالبِئْر عَمِيقٌ مِنْ أيْنَ لَكَ هذَا المَاء ؟ ( يو 4 : 11) . كَمْ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَطِيفْ فِي مُعَامَلَتُه رَقِيقٌ فِي أُسْلُوبُه رَاقِي فِي مُعَامَلَتُه لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس وَلاَ يَبْدَأ بِالتَّوْبِيخ .. أُنْظُر إِلَى الحَدِيث المُوَجَّه إِلَى السَبَع مَلاَئِكَة فِي سِفْر الرُؤْيَا .. يَبْدَأ الحَدِيث بِكَلاَمٌ جَمِيلٌ جِدّاً وَيَقُول ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ ﴾ ( رؤ 2 : 2 ) .. وَلكِنْ فِي النِّهَايَة يَقُول لَهُ ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ ﴾ ( رؤ 3 : 1 ) .. الكَلاَمٌ الأوَّل لاَ يَنْطَبِقٌ مَعَ الكَلاَمٌ الأخِير وَلكِنْ هُوَ لَطِيفْ لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس .. وَأنَا لاَبُدْ أنْ أتَعَامَل مَعَ سَعْي رَبِّنَا يَسُوع وَلُطْفُه بَلْ وَاكْتَسَبْ مِنْ لُطْفُه وَيَنْضَح عَلَيَّ .. فَهُوَ لاَ يَجْعَل الإِنْسَان يَشْعُر بِصِغَر نَفْس وَلاَ ضَآلَة وَلاَ بِدَنَس حَتَّى يَسْتَطِيعْ أنْ يُحْضِرُه .. وَلَمَّا يَأتِي الإِنْسَان وَيِرْجَعْ فَكُلَّمَا إِقْتَرَبْ مِنْ رَبِّنَا كُلَّمَا إِكْتَشَفْ كَمْ هُوَ مُوحَشْ .. لأِنَّهُ لَوْ كَشَفْ لَنَا الله مَدَى رَدَائِتْنَا فِي لَحْظَة وَاحِدَة يَقُول أحَدٌ القِدِّيسِينْ ﴿ لَمَاتَ الإِنْسَان رُعْباً ﴾ . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

المرأة الخاطئة الأحد الرابع من توت

المرأة الخاطئة (الأحد الرابع من توت) أحاد توت كلها تتكلم عن التوبه الأحد الأول يوحنا كارز التوبه الثانى طريق التوبه ماذا أفعل لأرث الحياة أجاب يسوع ما هو مكتوب ساله عن المكتوب الانجيل طريق التوبه الثالث زكا العشار الذى دعاة الرب يسوع ليمكث فى بيتة وأعطاة الحياة الجديدة الرابع حدود التوبه لنثق أنه ليس حدود لقبول التائب الفريسى لم يتمم قواعد الضيافه لم يغسل الرجلين لم يقبله لم يدهنه بالطيب لم يكن دافعه محبه للمسيح إمرأة خاطئة فى خجل مشهورة أتت من وراء فى خجل وكسوف غسلت قدمى يسوع وحلت رأسها ومسحت قدميه وسكبت الطيب وسمعان يدينها بفكرة وخاطبه المسيح كان لمداين مديونان ...سامحهما أيهما يحبه أكثر.. قال أظن إن الذى سامحه بالأكثر مدقق فى الكلام ومن داخل قبر أنت خاطىء مثلها هى أخطأت ولم تستطع أن تخفى خطأها أما أنت تخطىء وأستطعت أن تخفى خطاياك كلنا خطاة وكلنا تحت الضعف وأجرة الخطيه موت وليس لنا أن نوفى الدين لأنه فوق طاقتنا وسامحنا كلنا مديونيين أجرة الخطيه موت ليس من يعمل صلاح على قدر شعورك بخطيتك على قدر ما تأخذ من نعمه الغفران سأل راهب أباة قل لى كلمه لأحيا أجابه َضع نفسك تحت الخليقه كلها وأنت تحيا الكل زاغوا وفسدوا الحل فى المسيح على قدر ما تشعر بخطيئتك على قدر قبول المسيح لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب هذا ما يؤهله للقدوم للمسيح يسر بالرأفه لا يوجد أفضل من الخاطىء النادم المتذلل رأينا الأب الذى ركض إلى إبنه ستتمتع برآفات الله على قدر شعورك بخطيتك يسر بالرأفه خرج من مكانه ليدين طبيعه الله الرأفه عكس ما يضع الشيطان فى أذهاننا أنه يرفض المسيح طبيب النفوس هو يسر بالرأفه طول النهار بسطت يدى ما حدود الغفران الله الذى هو غنى فى الرحمه المسيح قادر أن يخلص غفران لا نهائى كل الخطايا والتجاديف تغفر لبنى البشر دم يسوع يطهر من كل خطيه لا يكل ولا ينكسر لا يمل من الخاطىء أبداً ويحاصر الإنسان ويطرق كل الأبواب من أجل توبه الإنسان ليس له غايه إلا توبه الإنسان يتملق يعاقب من أجل التوبه حيث تكثر الخطيه تذداد النعمه جداُ يتمجد مع الخاطى الطبيلب يمدح بمرضاة حين تشعر بخطاياك وتعترف أنا خاطى لا يوجد شعور أفضل من هذا الشعور الذى يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمه مباركه هى اللحظه التى يستطيع الإنسان أن يتجاوب مع نداء النعمه ولا يشفق على ذاته كما فعلت هذه المرأة المباركة ويقر بخطاياة ويتقدم بفؤاد مجروح وذليل وينحنى تحت أقدام المخلص ويقبل ويغسل ويمسح ويتنهد ويبكى ,, إنها علامات مقدسه مباركه محفوظه من رحمه الله ومن نعمته وتجد قبول أمام إله كل نعمه ورأفه لماذا المسيح يغفر لأنه الوحيد القادر أن يدفع الدين من يدفع الثمن لنا الغفران بدمه هو سكب نفسة من اجلنا تعال لتنال الغفران بالتوبه بالندم الشديد دموع بغزارة ينابيع دموع كثيرة حينما نأتى إلى الكنيسة فليكن لنا هذة المشاعر وأسأل نفسى ياترى أنا تائب فعلاً بمقياس توبه هذه المرأة وأثق أنه يقبل ويغفر ويغفر هل أنا تائب حقيقى لذلك إختارت الكنيسة هذا الفصل لنتعلم التوبة من هذة المرأه وجعلته فى صلاة نصف الليل لنقدم توبة مقبوله فى وقت مجىء العريس الحقيقى صاحب الوليمه السماويه الإعتراف أو الإقرار أنظر إليها تجد أنها أتت تائبة نادمه خجلت ولم تتراجع وفضحت نفسها أمام الجميع وكشفت ضعفها رأينا عاخان الذى كتم خطيته وأخيرا فضح أمام الجميع (كدرتنا يكدرك الله) وتجد لديها الإيمان و الثقه فى غفران المسيح ثق بالغفران لا يكن لك ضمير خطايا هو قال لا أعود أذكرها يلقيها فى أعماق البحر أمحو كغيمه إثمك صدق أنك حينما تتناول من الأسرار المقدسة المباركه المحيية أنها تعطى عنا خلاصاُ وغفراناً كمن الخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه كانت واثقه إيمانك خلصك وتقبل لم تكف هيا نقبل قدميه من أجل الغفران الذى أعطانا إياة وعلى قدر ما تشعر بتمتعك بالمسيح على قدر تمتعك بغفران المسيح فتحب أكثر فتريد أن تكرس حياتك من أجله شعورك أنك مديون جداً جداً يزداد ويذاد النحب بغزارة كلما أدركت المسامحه وهنا لا تستطيع أن تطلب ما لنفسك ولا تجد صعوبه فى الغفران لأنك أدركت كم غفر لك والعكس من لم يتمتع بالفغران لا يستطيع أن يغفر ويكون غفرانه ضيق ومحدود لانه ليس من المصدر الذى هو المسيح إذهبى بسلام طوبى لمن غفرت خطاياه طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطيه يسلك بتمتع هذا الغفران فى سلام وفرح لا يوصف تنادى بغفران المسيح تكرز بالتوبه تعطى رجاء لكل إنسان وتجذب جميع المديونين إلى ينبوع الرأفه الذى سامحنى يسامحك وتكرز بفضل من دعاك من الظلمة إلى النور تجد الكنيسة فى نهاية صلواتها بعد أن تأكدت أن أولادها نالوا نعمه الغفران والخلاص والمحبه تقول إمضوا بسلام سلام الله يكون معكم فنسير فى وسط العالم كسفراء كأسود كبشر سمائيين لسنا من هذا العالم ونحمل بشرى السلام والخلاص لكل من حولنا

كيف تقدر أن تعرف الطريق

إِنجيل الأحد الخامس مِن آحاد الخماسين المُباركة وهو الأحد الذى يسبق صعود ربنا يسوع إِلى السماء الكنيسة تضع فصل مِن إِنجيل مُعلّمنا يوحنا الإِصحاح الرابع عشر يقول فيهِ " فىِ بيت أبىِ منازل كثيرة " ويقول كده " أنا أمضىِ لأعُدّ لكُم مكاناً " وكأنّ الكنيسة تُريد أن تُعدّ قلوبنا وأذهاننا لصعودنا مع رب المجد يسوع فىِ السماء وبعدما ربنا يسوع قال أنا أمضىِ لأعُدّ لكُم مكاناً وقال أيضاً لِتلاميذه أنتُم تعرفون الطريق ، عقّب مُعلّمنا توما على كلام السيّد المسيح وقال " كيف نقدر أن نعرِف الطريق ؟ لأننّا لا نعلم يارب أين تذهب " ، فردّ عليهِ ربّ المجدّ يسوع وقال " أنا هو الطريق والحق والحياة " البولس فإذْ لنا أيُّها الإخوَةُ ثِقَةٌ بالدُّخول إلَى «الأقداسِ» بدَمِ يَسوعَ، طَريقًا كرَّسَهُ لنا حَديثًا حَيًّا، بالحِجابِ، أيْ جَسَدِهِ، (الرِّسالَةُ إلَى العِبرانيّينَ ١٩:١٠ الكاثوليكون وإنَّما نِهايَةُ كُلِّ شَيءٍ قد اقتَرَبَتْ، فتعَقَّلوا واصحوا للصَّلَواتِ. ولكن قَبلَ كُلِّ شَيءٍ، لتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعضِكُمْ لبَعضٍ شَديدَةً، لأنَّ المَحَبَّةَ تستُرُ كثرَةً مِنَ الخطايا. إنْ كانَ يتَكلَّمُ أحَدٌ فكأقوالِ اللهِ. وإنْ كانَ يَخدِمُ أحَدٌ فكأنَّهُ مِنْ قوَّةٍ يَمنَحُها اللهُ، لكَيْ يتَمَجَّدَ اللهُ في كُلِّ شَيءٍ بيَسوعَ المَسيحِ، الّذي لهُ المَجدُ والسُّلطانُ إلَى أبدِ الآبِدينَ. آمينَ. أيُّها الأحِبّاءُ، لا تستَغرِبوا البَلوَى المُحرِقَةَ الّتي بَينَكُمْ حادِثَةٌ، لأجلِ امتِحانِكُمْ، كأنَّهُ أصابَكُمْ أمرٌ غَريبٌ، بل كما اشتَرَكتُمْ في آلامِ المَسيحِ، افرَحوا لكَيْ تفرَحوا في استِعلانِ مَجدِهِ أيضًا مُبتَهِجينَ. (رِسالَةُ بُطرُسَ الرَّسول الأولَى ٦:٤ بِنعمة ربنا سوف نتكلّم هُنا عن نُقطتين هُما : (1) المكان الذى يُعدّه لنا الله (2) الطريق للوصول لهذا المكان (1) المكان الذى يُعدّه لنا الله : ====================================== ربنا ذاهب لكى يُعدّ لنا مكان ، معنى هذا أنّهُ ما كان لنا مكان ، الحقيقة لا ما كان لنا مكان لِماذا ؟ لأنّهُ مِن أول ما أبونا آدم أخطأ وأتى باللعنة على بنيه طُرد مِن الفردوس وصار بِدون إِستحقاق وأيضاً ربنا أمر أن يكون هُناك كاروب بِسيف مِن نار يحرُس الطريق للّفردوس لكى يؤكّد أنّ الفردوس أُغلق ولكى يمنع مِن دخوله أى أحد هذا الكلام إِستمر عُمر البشريّة كُلّه حتى مجىء ربنا يسوع المسيح وحتى صُنع الفِداء ، وحتى بعد صُنع الفِداء لا نستطيع أن نقول أنّ باب السماء إِنفتح مرّة أُخرى ، لِذلك أكدّ ربّ المجدّ يسوع بأنّهُ ذاهب هو بنفسه لكى يُعدّ لنا مكان ، أنا ذاهب لكى يكون لكُم قدوم لدى الآب فىِ السماء ، وهذا فِكره صعود ربنا يسوع ربنا يسوع المسيح عِندما صعد صعد مُقدّم أمام الآب فىِ جسدهِ البشريّة كُلّها التى إِفتدت ، البشريّة التى إِحتمت بدمهِ عِندما صعد ربنا يسوع للسماء وأظهر للآب جِراحاته وأظهر للآب عمله الكفّارىِ ، الآب فىِ شفاعة الإبن فتح الفردوس ، هذا هو ما حدث لِذلك قال " أنا ذاهب لكى أُعدّ لكُم مكاناً " ، ولكى يُشّوقهُم قال لهُم " فىِ بيت أبىِ منازل كثيرة " فىِ الحقيقة يجب أن يكون فِكرنا مرفوع إِلى السماء ، يجب أن يكون فِكرنا يفكّر كثير فىِ المنازل التى صنعها لنا ربنا يسوع ، يجب وبإستمرار أن نضع يقيناً فىِ المنزل الذى صنعهُ لنا المسيح ولا نضع يقيناً فىِ المنزل الذى نسكُن فيهِ الآن " إِن نُقض بيت خيمتنا الأرضى فلنا فىِ السماء بُناء غير مصنوع بيدٍ أبدى " ، عِندما نُفكّر كثيراً فىِ البيت المصنوع لنا فىِ السماء فسوف تكون حياتنا على الأرض أهدأ وأكثر أماناً وإِستقراراً كُلّ ما أرفع عينىّ إِلى السماء وإِلى المكان الذى جهّزه لىّ ربّ المجدّ ، هو ده عمل ربنا يسوع لىّ ، ربنا يسوع بيقول أنا ذاهب لأعُدّ لك مكان المفروض عليك إِنّك تعِمل إيه ؟ المفروض إِن أنا ألبّىِ الدعوة وأقبلها وأكون أمين فيها وأكون مُشتاق إِليّها، هىّ ديّه حياة الإِنسان المسيحىِ ، حياة الإِنسان المسيحىِ هى أن يحيّا الأبديّة يكون فِكره فىِ المكان الذى يذهب إِليهِ بإِستمرار يحيا فيها إِلى الأبد ، يقول " المدينة التى صانعها وبارئها الله ، المدينة التى لها الأساسات " هىّ ديّه الدعوة لنا يجب أن تكون موضع تفكيرنا ، يجب أن تكون شُغلنا الشاغل ، يجب أن تكون موضع إِشتياقنا ، ربنا يسوع ذاهب لكى يُعدّ لنا الأبديّة ويُريدنا لهُ فىِ القُدّاس أبونا بيقول " إِرفعوا قلوبكُم " نرُدّ ونقول " هى عِند الرّبّ " إِحنا رافعناها فوق فىِ السماء ، فِكرنا فىِ السماء إِشتياقتنا فىِ السماء الإِنسان الّلىِ زى ده يعِرف إِزاى يعيش يُرضىِ الله لأنّهُ سِر إِشتياقاته فىِ السماء صِناعة أى قديس هى إِيمانه بالأبديّة ، عِندما آمن بالأبديّة منهُم الّلىِ باع والّلىِ إِستُشهد كُلّ دى تضحيّات قدّموها فىِ يقين أنّ فىِ منزل مُعدّ لهُم فىِ السماء حياتنا على الأرض يجب أن نكون فيها مجهّزين أنفُسنا للبلد الثانيّة التى سوف نعيش فيها دائماً أبدياً لكى لا أحسّ بالغُربة ، طب لو حبّيت أعرف لُغة السماء ما هى ؟ لُغة السماء هى التسبيح والصلوات " قُدّوس قُدّوس قُدّوس " مُمكن تأخُذ تدريب هو أن تقرأ كثير فىِ سِفر الرؤيّا لكى تعِرف أنت ذاهب لأين ، ولكى تعِرف مواصفات المسكن الذى سوف تسكُن فيهِ ، ومُمكن تعِرف مواصفات العرش الذّى لربنا يسوع الذى سوف تعيش معهُ دائماً أبدياً وتعرف صِفات السمائيين ومجد السمائيين وتعِرف أيضاً مجد الحِمل نفسه لُغة السمائيين وتعِرف صِفات أورشليم السمائيّة وتعِرف أنواع التسابيح المُختلفة وتعِرف طبيعة المؤمنين وكُلّ هذا موجود فىِ سِفر الرؤيّا عِندما تقرأ عن هذا سوف يجعل مِن قلبك مُلتهِباً بِمحبة السماء والمسيح يجعل عِندك إِشتياق للمسكن الذى سوف تسكُن فيهِ وللشخص الذى سوف تعيش تحت معيّته وحمايته يجب أن نعيش على الأرض وتفكيرنا فىِ المكان المُعدّ لنا ، ربنا يسوع خلقنا لكى نتمتّع بالسماء بِتاعته ، أنا ذاهب لأعُدّ لكُم مكاناً ، إِحنا معانا دعوه للسماء ، إِحنا مدعوين أن نكون سمائيين ، فيجب أن نحرِص على المكان بِتاعىِ ده ويكون موضع إِهتمامىِ وشُغلىِ الشاغل عِندما يكون عِندىِ متاعب على الأرض وهموم ومشاغل إِقتناعىِ بالمكان المُعدّ لىِ فىِ السماء سوف أترُك على الأرض كُلّ إِهتمامات ، لِدرجة أن مُعلّمنا بولس فىِ الحالة ديّه يقول لنا " أنتُم قبلتُم سلب أموالكُم بِفرحٍ عظيم " معقول يوجد أحد يفرح بِسرقة أمواله ! يوجد لأنّهُ عارف أنّ لهُ مالاً أبدياً فىِ السماء لا يفنى وأيضاً مُعلّمنا بولس الرسول يُخاطب تلميذه تيموثاوس ويقول لهُ " إِمسك بالحياة الأبديّة التى إِليها دُعيت ، جاهِد الجِهاد الحسن " عِندما الإِنسان يعيش الأرض ويهتمّ بالأرض والهموم تخُنقه ومشاكل الأرض تبلعه والمشاغل تبلع وقتهُ ، طب وبعدين ما سوف يكون مصِيرنا ؟ المفروض أن يكون لنا العُمر أبديّة لا تنتهىِ ، القديس أوغسطينوس يقول قول جميل جداً " أيّهُا الحبيب إِعلم أنّك لك نِفَس واحدة وأنّ لك حياة واحدة فلا تُضيّعهُما " ، فعلاً الواحد ليس لهُ حياتين هى حياة واحدة ، وليس لهُ نفَسِان بل نِفَس واحدة ، العُمر الذى نعيشهُ هو عُمر واحد لا عُمرين مش هناخُذ عُمر إِحنا في فيجب ألاّ نُضيّعها يقول أحد الآباء " طوبى لكُلّ الّذين يعملون الآن بكُلّ قوّتهُم لإِرضاء الله فإِنّ لحظة واحدة مِن ذاك المجد يُنسيهُم كُلّ أتعابهُم " تصّوروا أنّهُ يوجد بعض البلاد لا تعرف الجنية المصرىِ ، فتخيلّ أنت لو سافرت هذهِ البلاد وكُلّ الّلىِ معاك جنية مصرىِ ماذا سوف تفعل ساعتها هتشحذ ، فتخيلّ عُملة السماء ، تخيلّ لو إِنت روحت السماء بِكنز الأرض ماذا سوف تعمل هُناك ؟ لكى تستطيع أن تعيش فىِ السماء يجب أن يكون معاك نِفَس عُملتها ، فيجب عليك فىِ الأرض أن تبدلّ العُملة بِعُملة ، تبدلّ عُملة الأرض بِعُملة السماء ، تبدلّ حياتك وقلبك ونِفَسك لكى يكونوا مُقدّسين ، لكى يكونوا عُملة نافعة للسُكنى فىِ السماء ، يجب أن يكون قلبك مُلتهب بِحُب الله وحُب قديسيه ، يجب أن تكون نِفَسك وروحك مُلتهبة بتسبيح الله وتمجيده الدائم على الأرض لكيما تستطيع أن تسكُن السماء ولا تشحذ عِندما تصل إِلى فوق أو يقولوا لك إِنت ماتنفعناش هُناك لأنّهُ ليس لك عُملة السماء فعليك أن تمتلىء بِمحبة الله وتمجيدهُ الدائم على الأرض لكى تستطيع أن تعيش فىِ السماء (2) الطريق للوصول إِلى المكان المُعدّ لنا : ===================================================== " أنا هو الطريق والحق والحياة " ما هو الطريق ؟ ماذا يعنىِ ربنا يسوع بأنّهُ هو الطريق ؟ كيف أصل للطريق الّذى يُريده ربنا يسوع ؟ الطريق هو وصاياى كلامىِ حياتىِ سِلوكىِ مُعلّمنا بولس يقول " ينبغىِ أنّهُ كما سلك ذاك هكذا نسلُك نحنُ أيضاً " ، لِماذا تجسّد ربنا يسوع ؟ لكى يكون بِنفَس طبيعتىِ ، الطبيعة الضعيفة التى تشتهىِ الأرضيّات فربنا يسوع أخذ هذا الجسد الضعيف لكى يُعلّمنا كيف نسلُك بِهذا الجسد حياة سماويّة ولكى يُقدّسهُ أيضاً ، لِذلك هو تجسّد لكى يُعلّمنا الطريق " تاركاً لنا مِثالاً لنتبّع خطواته " إِقرأ كثير فىِ وصيّة ربنا لتوصلك للطريق ، لِتُحّكمك فىِ الخلاص ، " الرّبّ يُحكّم العُميان ، سراجٍُ لرجلىّ كلامك ونور لسبيلىِ " ، أمشىِ على الوصيّة ولا أخاف ، عِندما جاءوا للأنبا أنطونيوس فىِ صورة نمور وحوش فىِ صورة نساء ، إِيه الّلىِ كان ساند الأنبا أنطونيوس ؟ الوصيّة الإنجيل قالّىِ لِذلك لم يهتز ولم يشُكّ ، عِندما قال هذا كان الله هو الضامن لكلمته ، مُرشده فىِ الطريق الطريق واضح جداً لكُلّ نِفَس تشتاق إِليهِ وكُلّ نِفَس تبحث عنهُ ، مِن الذى حبّ أن يعرِف ربنا ولم يعرِف ؟ مِن الذى حبّ أن يعيش مع ربنا ولم يعرف ؟ مِن الذى رفع قلبه لِربنا وربنا لم يُظهر لهُ نفسه ؟ " عرّفنىِ يارب الطريق " ، مُعلّمنا داود النبىِ كان يقولهُ فىِ مذلّة وإِنكسار ، علّمنىِ يارب كيف أصنع مشيئتك ؟ عرّفنىِ يارب الطريق ؟ لمّا نكون محتارين فىِ الطريق نرفع قلوبنا بِصلوة ، نفكّر فىِ حياة ربنا يسوع على الأرض ، المزمور يقول " الرّبّ صالح ومُستقيم ويُرشد الّذين يُخطئون فىِ الطريق " دا لو إِنت ماشىِ خطأ ربنا هيغيّر لك طريقك ويمشّيك صح ، " الرّبّ صالح ومُستقيم ويُرشد الّذين يُخطئون " ، طالما أنا برفع قلبىِ ولو أنا ماشىِ غلط ربنا هيرشِد الّذين يُخطئون ربنا يسوع المسيح فىِ البرّيّة عارف أنّهُم هيتوهوا وأنّهُم هيبعدوا فقدّسلهُم الطريق وقادهُم فىِ الطريق وضمن لهُم الطريق فىِ النهار عمود سِحاب فىِ السماء وفىِ الليل عمود نار لكى يُنير لهُم ظُلمة الليل إِحنا كمان نِفَسِنا نِفضل ماشيين زى ما هوّ يقولنا " حيثُ قادنىِ أسيرُ " ، قُدنىِ فىِ الطريق الّلىِ إِنت عايزه لىّ يارب ، فىِ حياتىِ فىِ سِلوكىِ فىِ شُغلىِ فىِ عملىِ فىِ أمورىِ لمّا أحتار فىِ أمر أرفع قلبىِ لهُ ، أقولّه إِنت عايزنىِ فين ؟ لو أنا فىِ حيرة مِن أجل أمرٍ ما علىّ أن أُصلّىِ ، عليك أن تجتهد فىِ حياتك ولا تأخُذ خطوة إلاّ بِصلاة لكى أعرف الطريق ده منّه وليس منىِ يوجد صلوة فىِ الأجبية لِطلب المشورة تقول " لا تترُكنىِ ومشورة نفسىِ بِمشورتك تُهدينىِ وبيمينك تمُسكنىِ " يقولّك جُملة أجمل " لئلاّ أتورّط فىِ ميولىِ " أنا مش عايز أتورّط فىِ حاجة أنا ميلت إِليّها فأرجوك لا تترُكنىِ ومشورة نفسىِ ، أنا عايز أمشىِ فىِ طريق إِنت تقول عليه يارب ، حتى لو كان هذا الطريق صعب أنا هقبله لأنّك قولتلىِ عليه ربنا يسوع المسيح جهّز لنا الطريق وعرّفنا الطريق وأعطانا الوصايا ، مُعلّمنا بولس يقول لنا " طريقاً كرّسهُ لنا حياً جديداً بالحِجاب أى جسدهُ " ، المسيح هو الذى ضمن لنا الطريق ، هو الذى أسّس الطريق ، ولكى أضمن هذا الطريق يجب علىّ أن أراجع نفسىِ بإِستمرار وأبحث إِذا كُنت أنا سالك فىِ الطريق الصحيح أم الخطأ فىِ سِفر مراثىِ أرميا يقول " فلنفحص طُرقنا ونختبر خطواتنا ونرجع إِلى الرّبّ " ، يجب علىّ بإِستمرار أن أفحص طريقىِ وأعرف إِذا كُنت أنا سالك صح أم خطأ ، سالك فىِ وصيّة ربنا يسوع أم لا ، سالك بِحسب رِضاه أم لا ، أرجوك يارب إِذا كُنت أنا تركت طريقك فإِرشدنىِ لهُ " فىِ طريق أحكامك إِنتظرناك يارب إِلى إِسمك وإِلى ذِكرك شهوة النِفَس " أنا فىِ الطريق يارب منتظرك لكى تُهدينىِ وتُرشدنىِ وهذا الطريق لهُ علامات كثيرة جداً ومِن أكبر العلامات هى أنّك : + تعيش التوبة بإِستمرار ، وأيضاً تلاقىِ ربنا علّمك معنى الفضيلة ، معنى التواضُع الذى يجب أن تكتسبه ، وأيضاً معنى التسامُح فىِ حياتك 0 + وأيضاً معنى العطاء ، يجب عليك أن تكتسب كُلّ هذا لكى تصل إِلى الطريق ، لكى تصل إِلى قلب ربنا يسوع عليك أن تمشىِ فىِ إِتجاه هذهِ العلامات 0 + وعِندما تعيش هذهِ الفضائل فستجد الطريق راسخ داخلك وأيضاً سوف تجد وقتها طريقة جديدة تُعطىِ بِها وهذهِ مِن ضِمن علامات الطريق ، وأيضاً ما دام إِنت قبلت أن تُنفق مِن أجل الله معنى هذا أنّ إِنت قبلت أن تعيش للّدهر الآتىِ 0 + عِندما تبدأ تعيش إِحدى الفضائل مِثلاً الإِتضاع الحقيقىِ ساعتها هتلاقىِ نِفَسك سالك بِطريقة صحيحة0 + عِندما تجد محبتك للآخرين تزداد وخدِمتك لهُم تزداد إِعرف أنّك سالك فىِ الطريق 0 + عِندما تجد أنّك بدأت تُحب الكنيسة وتزداد فىِ العِبادة والصلوات تزداد فىِ التسابيح ، إِعرف ساعتها أنّك بتحِب السماء وأنّك سالك صح 0 علامات أُخرى تعرِف بِها أنّك سالك بِطريقة خاطئة فىِ الطريق أو عكس طريق ربنا يسوع :0 + إِذا كُنت عايش الأنانيّة وتُريد الغِنى والثروة على الأرض ، إِعرف أنّك بعيد عن الطريق0 + إِذا كُنت لا تُحب السكون والمكوث فىِ الكنيسة ، وإِذا التسابيح والصلوات طالت تزهق وتضايق ، إِعرف أنّك لم تُحب السماء بعد 0 + عِندما تكون الفضيلة ليست راسخة أو ثابتة فىِ حياتك ، وعِندما يكون يقينك بالحياة الأبديّة مُش راسخ فىِ حياتك إِعرف أنّك سالك خطأ 0 + عِندما تكون عِينك بعيدة عن وصيّة ربنا يسوع يُبقى إِنت فقدت الطريق ، لِذلك يقولّك " أنا هو الطريق والحق والحياة " 0 ربنا يسوع لم يخلقنا لِنهلك ، ولم يأتىِ بِنا إِلى الكنيسة لكى نضيع ولم نُعمّد لكى نفقد ميراث الملكوت ، بل إتعمدّنا لكى نأخُذهُ وبنذهب للكنيسة لكى نحافظ على هذا الميراث ونحنُ عايشين على الطريق لكى نضمن طريق السماء 0 يجب علينا وبإِستمرار أن نتمسّك بالوعد " الدخول إِلى الراحة " والمفروض على كُلّ أحد منّا ألاّ يخيب بِهذا الوعد أبداً ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

انتظروا الروح القدس – الأحد السادس من الخماسين

كيف نؤهل لحلول الروح القدس ؟ إن الفترة من عيد الصعود إلى عيد حلول الروح القدس تعتبر ((10)) أيام .. ولقد كان التلاميذ في هذه الفترة يجلسون في حالة من الإعتكاف وفي حالة من الصوم والصلاة من أجل انتظار عطية الروح القدس إلى أن جاء يوم الخمسين .. وربنا يسوع أوصى تلاميذه وقال لهم ﴿ فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي ﴾ ( لو 24 : 49 ) .. ولهذا نجد أن قراءات الكنيسة خلال هذه الفترة تتركز على كيف نستقبل عطية الروح القدس فهي عطية عظيمة تحتاج منا إلى إعداد وتمهيد .. ولهذا يقول المزمور ﴿ سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون ﴾ ( مز 147 – من مزامير النوم ) .. فالكنيسة تسبح وذلك لكي تهب ريحه فتُسيِل المياه .. و * تهب ريحه * تعني * الروح القدس * و * تُسيل المياه * تعني * عطايا الروح القدس * .. ولذلك لابد أن نكون مستعدين لكي تهب ريحه فتسيل المياه وذلك من خلال أن نسبح الرب .. ولهذا لابد أن نكون في هذه الفترة في حالة تضرع ورفع قلب وتسبيح تمهيداً لانتظار عطية الروح القدس . ولهذا يقول الإنجيل ﴿ الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً ﴾ ( يو 16 : 23 – 24 ) .. فالإنسان في مرحلة قبل حلول الروح القدس قد يسأل وممكن أن لا يأخذ ولكن الآن سيسأل ويأخذ وسيسأل بإسلوب جديد ويأخذ وسيكون فرحه كامل .. ونلاحظ أن ربنا يسوع يقول ﴿ وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً ﴾( يو 16 : 23 ) .. وكلمة * في ذلك اليوم * تعني يوم حلول الروح القدس وبدون أن يسأل الإنسان يجد الإجابة والمعرفة ويجد التمييز والإفراز .. فالأمور التي كانت لا يفهمها الإنسان والأمور التي كانت تحيره يبدأ يأخذها في ذلك اليوم . ونجد أن معلمنا يوحنا البشير عندما كان يشير إلى حدث بطريقة مركزة كان يطلق على هذا اليوم لفظ هام وهو * في ذلك اليوم * .. فمثلاً عندما تكلم عن القيامة كان يقول ﴿ ولما كانت عشية ذلك اليوم ﴾ ( يو 20 : 19 ) .. وفي يوم حلول الروح القدس أطلق على هذا اليوم لفظ * في ذلك اليوم * .. ففي هذا اليوم لا يسأل الإنسان شيئاً لأن الروح القدس هو الذي سيخبره ويعطيه .. ولهذا سنتحدث في ثلاث نقاط : 1. عمل الروح القدس . 2. الروح القدس ينقلنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى . 3. ما بين الأمثال والعلانية . 1. عمل الروح القدس : هناك أسئلة كثيرة تدور في ذهن الإنسان ولكنها تتبدد أمام عطية الروح القدس فكل تساؤلاتنا ستزول لأن سيصير لنا فكر المسيح وسيقترب فكرنا من فكره لأن الروح القدس سيعلمنا ويذكرنا ويجيب على أسئلتنا لأن الإنسان أخذ روح المعرفة والفهم والمشورة والأمور التي كانت تُحير الإنسان ولم يكن يفهمها سيفهمها بالروح القدس .. ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ لأن الروح يفحص كل شيءٍ حتى أعماق الله ﴾ ( 1كو 2 : 10 ) .. فالروح تجعل الإنسان يفحص كل شئ .. ويقول أيضاً معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس ﴿ لستم ناقصين في موهبةٍ ما ﴾ ( 1كو 1 : 7 ) .. فالإنسان لم يعد يحتاج إلى شئ وذلك لوجود عطية الروح القدس فالروح القدس يجعل ذهن الإنسان مقاد بالروح ولم يعد ذهنه يقف عند الحدود البشرية الضيقة ولكن أصبح ذهنه روحاني وأصبحت صلاة الإنسان روحية وفهمه روحي وقلبه روحي وأُذنيه روحية وشفتاه تنطق باسم الله . فالروح القدس هي التي تعلمك كل هذا ولذلك فإشتاق في هذه الفترة أن تتودد إلى الروح القدس لكي عندما تهب ريحه تسيل المياه وتنفجر في داخلك ثمار الروح القدس وتعمل فيك وتهب فيك في صورة ينابيع مياه ورياح عاتية ويعطيك الروح القدس قوة في إنسانك الخفي .. لقد صعد ربنا يسوع إلى السماء كسابق من أجلنا ونحن ننتظر أن يرسل لنا ما يعوضنا عن غيابه لأننا تعودنا أن نراه ونسمعه وأن يسير معنا ولكنه الآن لم يعد في وسطنا ولكنه صعد إلى السماء ولكنه لم ينسانا ولكنه سيرسل لنا المعزي . ولهذا نجد أن في فترة الأربعين من القيامة إلى الصعود عندما نعمل الزفة نمر في صحن الكنيسة إشارة إلى أن ربنا يسوع كان خلال الأربعين يوماً يظهر لتلاميذه ويفتقد الكنيسة على الأرض ويجول في وسطهم .. ولذلك فنجد أن أثناء الزفة نلف في الكنيسة وأيضاً في ذلك إشارة أخرى وهي أن ربنا يثبت الكنيسة ويعلمها أسرار الملكوت ولكن بعد صعود ربنا يسوع نعمل الزفة داخل الهيكل لأن المسيح صعد فهو في السماء والهيكل يمثل السماء والكنيسة تمثل الملكوت والأبدية والدهر الآتي والحالي وصحن الكنيسة يمثل حياتنا على الأرض وخورس الشمامسة يمثل مرحلة الفردوس والهيكل يمثل الأبدية والسماء ..ولذلك نجد أن عندما صعد المسيح إلى العلا تصبح الزفة داخل الهيكل ولكنه عندما صعد سيرسل لنا المعزي ﴿ تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً ﴾ . فالإنسان سيأخذ ما يعطيه الفرح الكامل .. فالذي يعوضه عن عدم وجود ربنا يسوع هو الروح القدس لأن الروح القدس هو روح الله وهو أيضاً يسندك ويكلمك ويعزيك .. ولهذا يقول رب المجد ﴿ لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب ﴾ ( يو 14 : 28 ) .. لأنه من الأفضل أن يصعد إلى الآب لأنه سيرسل لنا الروح القدس الذي يقوم بدوره معنا .. والإنسان عندما يسأل سيسأل باسم ربنا يسوع والآب هو الذي يستجيب ولكن الطِلبة تكون باسمه عن طريق الروح القدس وبذلك يشترك الثالوث القدوس في حياتنا .. ولكن أحياناً في عبادتنا لا نركز على جانب الروح القدس ولكن الكنيسة تقول ﴿ أيها الثالوث القدوس إرحمنا ﴾ .. فنحن نتكلم مع الثالوث الآب والإبن والروح القدس .. وعندما نرشم الصليب نقول * باسم الآب والإبن والروح القدس * .. ولكن لماذا نهمل الأقنوم الذي يوصل لنا البركات ؟ لأنه هو معطي الحياة وكنز الصالحات فهو الروح الذي يشفع فينا ويعمل وينطق ويتكلم فينا وهو الذي يذكرنا بكل شئ ويعطينا روح الفرح 2. الروح القدس ينقلنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى : يقول ربنا يسوع ﴿ إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم ﴾ ( يو 16 : 23 ) .. فهو ينقلك من درجة السؤال إلى درجة الطلب .. وهناك فرق بين السؤال والطلب لأن السؤال معه جهل أما الطلب معه دالة .. السؤال معه عدم معرفة ولكن الطلب معه دالة إستحقاق الشئ .. فالإنسان قبل ذلك كان يسأل ولكن الآن هو يطلب أي يأمر وهذا هو الروح القدس الذي ينقلك من مرحلة عدم المعرفة إلى مرحلة المعرفة ومن مرحلة الجهل إلى مرحلة الدالة ومن السؤال إلى الطلب .. ولكن عندما تطلب باسمه تجد أن الروح القدس هو الذي يخبرك ويعطيك ويحولك من الحالة التي تكون فيها وهي حالة التخبط إلى حالة أخرى يشعر فيها الإنسان بالخجل ويقول لله أن كل هذه الإستحقاقات وكل هذا المجد كثير جداً عليَّ فينسى نفسه ولا يستطيع أن يتكلم إلا عن طريق أن يسبح ويشكر ويمجد ويرفع إسم الله . فالإنسان في هذه المرحلة الجديدة لا يستطيع أن يتكلم لأن عطايا الروح القدس ستفيض عليه فتجعله ينسى نفسه وتُبتلع الذات البشرية من شدة الفرح الروحي وهذا هو حلاوة التسبيح .. فالتسبيح هو أن تتكلم مع الله لأجل الله ولهذا يعتبر التسبيح من أجل الله بطريقة مطلقة أما الصلاة فهي أن تتكلم مع الله من أجل نفسك ومن أجل أمورك وأيضاً لأجل الله .. فالتسبيح هو ثمر عطية الروح القدس ولهذا فإن ربنا يسوع يُرجع للإنسان الدالة المفقودة عن طريق الروح القدس .. فالإنسان الذي لم يكن له الجرأة لكي يتقابل مع الله أصبح يستطيع أن يطلب ويتكلم ويسأل الله ويجيب ويعطيه بإسمه .. فمن الجميل أن تكون لك دالة مع إسم يسوع . ونلاحظ أن الكنيسة في كل طِلباتها تقول * بالمسيح يسوع ربنا * وذلك لأن الطِلبة لابد أن تكون باسم يسوع .. مثل الشخص الذي يتقدم بطلب إلى شخص مهم ويشرح فيه ظروفه وأيضاً يكتبه بيده وعندما يتم التأشير على هذا الطلب من الشخص المهم فإن الورقة تأخذ قيمة أخرى .. وإذا كان هناك أخطاء في الكتابة يتم التغاضي عنها وإذا لم يكن للإنسان حق في هذا الطلب ولكن وجود هذه الإمضاء تعطي للإنسان هذا الحق .. فأنت تطلب كل شئ وفي النهاية تقول * من أجل إسمك القدوس المبارك الذي دُعي علينا * . فالكنيسة تعلي إسم يسوع جداً وتعطيه الكرامة .. ولكن هناك بعض من الطوائف تنطق إسم يسوع بدون أي لقب وبذلك فهي لا تعطي المجد والإكرام اللائق .. ولكن عندما تتكلم الكنيسة عن ربنا يسوع تقول * ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح الذي له المجد دائماً * .. وهذا يعتبر أقل شئ لكي نستطيع أن ننطق إسم يسوع .. فلابد أن نعطيه المجد والإكرام ونعلن أنه رب وإله ومُخلص وفادي وله المجد والإكرام .. ولهذا نجد أن الآباء الرسل عندما كانوا يطلبوا طِلبة كان المكان يتزعزع .. ومعلمنا بطرس الرسول يقول ﴿ مجد فتاه يسوع ﴾ ( أع 3 : 13) .. فعندما كانوا يصلون كان المكان يتزعزع لأنه بإسمه أزال العداوة وبإسمه أصبح لنا قبول ودالة عند الآب .. ولهذا يقول ربنا يسوع ﴿ في ذلك اليوم تطلبون باسمي ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم أني من عند الله خرجت ﴾ ( يو 16 : 26 – 27 ) . 3. ما بين الأمثال والعلانية : لقد كان ربنا يسوع يتكلم بأمثال ولكنه الآن يتكلم علانية .. فالروح القدس هو الذي يجعلك تستوعب فعندما كان يتكلم ربنا يسوع بأمثال وذلك لتبسيط الأشياء لأنهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا في بداية الأمر .. ولهذا يُذكر عن تعاليم ربنا يسوع بأنه بغير مثل لم يكن يكلمهم ( مت 13 : 34 ) .. فقد كان يشرح لهم كل شئ بمَثَلٍ ولهذا كان ربنا يسوع يستخدم الأمثال للتبسيط وللتشبيهات وكل هذا قبل حلول الروح القدس .. ولهذا نجد أحياناً أن ربنا يسوع عندما كان يتكلم كانوا لا يفهموا شيئاً ولهذا يقول * ولم يكن يفهموا ما كان يقوله * .. وعندما تحدث عن خبز الله النازل من السماء والمعطي الحياة للعالم وكلمهم عن عطية الجسد والدم .. وعندما قال لهم ﴿ إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ﴾ ( يو 6 : 53 ) فلم يصدقوا ولم يستوعبوا هذا الكلام وهذا مذكور في يوحنا الإصحاح السادس . وعندما كلمهم عن الخبز يذكر الإنجيل أن ﴿ من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه ﴾ ( يو 6 : 66 ) .. وعندما قال ﴿ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه ﴾ ( يو 6 : 56 ) .. فهذا الكلام لا يستوعبه أي عقل .. وهناك أشياء أخرى كثيرة لم يستطيعوا أن يفهموها وذلك لعدم وجود الروح القدس ولهذا كانوا يقولون للسيد المسيح * يا سيد لسنا نعلم ما تقول * .. ومعلمنا بطرس الرسول يقول ﴿ ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضاً ﴾( لو 12 : 41 ) .. وأحياناً يقولوا ﴿ فسر لنا هذا المثل ﴾ ( مت 15 : 15) .. فكان الله في الأول يكلمهم بأمثال ولكن الآن أصبح يكلمهم علانية .  ففي ضوء الروح القدس ينال الإنسان إستنارة ويفهم وعندما كان يتكلم ربنا يسوع على الصليب وعن رفع إبن الإنسان لم يفهموا ولهذا قال لهم أنهم سيفهموا عندما يُرفع إبن الإنسان فحينئذٍ سيفهمون إني أنا هو ( يو 8 : 28 ) .. ولكن بعد حلول الروح القدس تغير الإنسان لأنه جعل الإنسان يسلك بالروح ويستوعب الفضيلة والتعليم .. فمثلاً عندما تقرأ الآية التي تقول ﴿ بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة ﴾( لو 12 : 33 ) فكيف يستطيع الإنسان أن يفهم هذه الآية ؟ .. وأيضاً ﴿ إن جاع عدوك فأطعمه ﴾( رو 12 : 20 ) .. أو ﴿ من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ﴾ ( لو 9 : 24 ) .. وأيضاً كيف تحب قريبك كنفسك ؟ والذي سخرك ميل تسير معه ميلين ( مت 5 : 41 ) .. وكيف يبيع الإنسان أمواله ويعطيها صدقة ويتبع المسيح حاملاً الصليب وينكر ذاته .. فكل هذه الأمور من الصعب أن يستوعبها الإنسان . وهناك أشياء كثيرة لا نقدر أن نستوعبها أو نفهمها أو نعيشها إن لم تكن تُفعل بالروح .. فالروح هو الذي يقودك لفعل البر وهو الذي يسندك ويجعلك تستطيع أن تنكر ذاتك وتعطي من إعوازك فالروح هو الذي يشفع ويقدس ويعمل .. ولهذا عندما نتكلم عن الصلاة قد تجد أحياناً أن صلاتك ثقيلة وأنك غير قادر أن تصلي وذلك لأن الصلاة في هذه الحالة تغيب عنها الروح ولكن عندما تصبح الصلاة بالروح يُصبح لها فكر آخر ومعنى آخر .. ولهذا فهناك أربع درجات للصلاة : i. صلاة الشفتين . ii. صلاة العقل . iii. صلاة القلب . iv. صلاة الروح . (1) صلاة الشفتين أي الكلام بالفم .. ولهذا قال ربنا يسوع عن الكتبة والفريسيين أنهم يرددون الكلام باطلاً ( مت 6 : 7 ) . (2) صلاة العقل أي أن ما يقوله الإنسان فإن العقل يفهمه .. أي أن الإنسان يصلي بالروح والذهن يشترك . (3) صلاة القلب أي الذي يقوله الإنسان يفهمه ويشعر به . (4) صلاة الروح هي الأجمل لأن ما يقوله الإنسان يفهمه ويشعر به ويصلي بالروح ويُصبح الروح هو الذي يقود الصلاة . فالله يفتح لك كنوز معرفة وأمور خفية وتستطيع أن تستوعبها وتفهمها وتعيشها .. فالله أعطى لك تعزيات وعطايا واستجابات . وهناك مثال آخر وهو كلام الإنجيل فإذا كان الإنسان في حالة خضوع للروح تجد الكلام ينفتح له وأسرار تأتي إليه ومرة أخرى يقرأ نفس هذا الكلام ولكن يجده مثل الحجر وذلك لأنه في الحالة الأولى كان يقرأ بالروح ولكن في الحالة الثانية كان مجرد ترديد كلام باطل .. ولذلك يُقال عن القديس أوغسطينوس أنه عندما قرأ الكتاب المقدس قبل أن يتوب قرأه على مستوى العقل والمعرفة والفلسفة والتحليل فنقد الكتاب المقدس ورفضه ولكنه عندما تلامس مع عمل الله وروح الله قاده للتوبة فقرأ الكتاب المقدس وقال * يا لغباوتي * .. لأنه في الحالة الأولى عندما قرأ كلام الإنجيل كان يضع عقله فوق منه فهو سخر منه ولكن عندما خضع لله فأشفق عليه وأعطاه . فالكلام عندما يكون بالروح يكلمك علانية .. وأيضاً القديس بولس الرسول درس العهد القديم لدرجة أنه من كثرة دراسته للناموس غار عليه وذهب ليقتل المسيحيين ولكن عندما عمل روح الله داخله فنرى أنه عندما قرأه مرة أخرى كيف أفاد الكنيسة .. لدرجة أنه عندما كان يتكلم عن أي شئ في العهد القديم يربطه بالمسيح ويفسرها ويشرحها .. فيكلمك عن المن على أنه المسيح وأن الصخرة هي المسيح وأعياد اليهود هي المسيح وملكي صادق هو المسيح .. لدرجة أن بعض الآباء يقولوا إن لم تستطع أن تفهم العهد القديم إقرأ رسائل بولس فهو يشرحها لك ويفك الرموز .. فبولس كان في الأول يقرأ على مستوى المعرفة والروح القدس هو الذي يفهمك ويذكرك ويعطيك أن تبحث في الكلام مثل الأرملة التي أوقدت سراج لكي تبحث عن الدرهم المفقود ( لو 15 : 8 – 9 ) .. فالسراج هو الروح القدس وهو الذي ينور ويكشف لك فتقول أن هذه الكلمة ليَّ فهي خاصة بيَّ وتجد لك فيها كنز فلا تتركها . وهذه هي رسالة المسيح .. فالروح القدس هو السراج الذي تفتش به على كلمة الله .. وهناك نفوس كلمة الله محتجبة عنها لأنها لا تقرأ بالروح ولكن الروح القدس يريد أن يفحص ويعطي ويفيض عليك بالبركات .. ويريد أن يزيل عدم الفهم ويعطي لك التعزيات .. ولهذا فالكنيسة تركز على كيف نستقبل عطية الروح القدس وكيف يكون القلب مهيأ لهذه العطية العظمى وكيف نجلس في هذه الفترة في اشتياق وانتظار موعد الآب وننتظر ذلك اليوم الذي ينقلنا من حالة عدم المعرفة إلى حالة المعرفة والذي ينقلنا من حالة التساؤلات والحيرة إلى حالة الطلب باسم ربنا يسوع المسيح .. ولهذا ربنا يسوع يرسل لنا روحه القدوس ليفهمنا ويفحص ويعزي ويطيب ويفرح ويقدس . ربنا يعطينا أن نتودد للروح القدس في هذه الفترة لكي ننال استحقاقاته ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

التجربة والإنتصار أحد التجربة

أحد التجربة 2012 العدو متجاسر يحسد يجول يبحث عن ثغرة... إنتظر أن يجوع يعرف الاحتياجات وخبير بالطبع البشرى يعرف كيف واين ومتى يقال عنه فتال حبال اى يمكث زمنا طويلا فى الاعداد لافتراس الغنيمة ومازال يستخدم نفس الحبال الخبز الجوع الغريزة ابونا ادم وامنا حواء سقطا بالاكل عيسو باع الباكورية بالأكل ( أنا ماض الى موت )طرة الشعب فى البرية ارادوا الرجوع الى مصر من اكل الطعام ليس لنا خبز ليس لنا طعام ناكل تذكروا قدور اللحم والبصل والكرات والقثاء ونلاحظ انها كلها نباتات ارضيه تنموا على الارض عكس ثمار ارض الميعاد فانها فوقيه التين والرومان والعنب لو بحثنا فى انصراف الانسان عن الله تجد كلمه لقمة العيش مسيطرة على مسيرة حياة الانسان وفكرة وتوجهاته واولوياته راينا فى مثل المدعويين للعرس نماذج للانصراف عن الله الحقل والبقر والزوجه وكلها تؤدى الى نفس النتيجه وهى الاعتذار عن الدعوة الإلهيه والاهتمام بامور زائلة العدو يريدنا فى خضوع له فى ملكيته كما اغوى ابونا ادم ان ياكل من يده كذلك يتجاسر ويريد ان ياكل ربنا يسوع بمشورته لذلك اعطانا ربنا يسوع كلمته المحييه كوسيله غذاء روحى قوى شهى وجدت كلامك كالشهد فاكلته ان كلمتك حلو فى حلقى احلى من الشهد داخل فمى كلمه تعطى قوة وفرح وسلام واعطانا ايضا جس ده ودمه لنحيا بهما واراد ان يهبنا هذا الخبز النازل من السماء المعطى الحياة للعالم عن طريق يديه الطاهرتين ليخزى العدو ويهرب حين يرى فشله وهو يجد اولاد الله يرفضون ان ياكلون الا من يده وهذه حكمه الانقطاع قبل التناول اننا نريد ان ناكل من يده وان نعلن ان جسده هو سر القوة والحياة وبه نحيا وليس بالخبز المادى ابونا ادم سقط بالكل وسيدنا يسوع المسيح انتصر بالصوم يستخدم الجوع التى تمثل الغرائز فى الانسان فهو مخادع ويريد ان يدنس كل ماهو مقدس وانظر كيف يستخدم العدو الغرائز لافساد الوحده بين الانسان والله بكل الوسائل فهو ماكر ومخادع ولا ييأس ولا يحترم الدرجات الروحيه وهو شغوف بالحرب مع السالكين فىى الطريق ومع الابرار اما الضعفاء فهو يتركهم وشهواتهم الاصة تسقطهم وتذلهم رايناه يترك الكثيرين ويذهب الى ايوب البار رجل كامل ومستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر ولم يياس فى الحرب معه واخذ يتدرج فى الايذاء ولا يريد ان يتركه الا وهو يجدف ويلعن حقا كما قال عنه احد الاباء ويلاه منك ايها العدو الكثير اخداع طوبى لمن ابغضك طوبى لمن حاربك ولم يكل 0 (ايها البرج العالى كيف سقطت ) دخل وسط سادتنا الاباء الرسل طلبهم لكى يغربلهم كالحنطه لايوجد اهم من خلاص النفس ونعلم ان ابليس عدونا يجول فى وسطنا كاسد زائر يلتمس من يبتلعه ولما انتصر ربنا يسوع لم ينتصر لنفسة انتصر لنا وفى حسابنا كرصيد غلبه لانه صار لكل من يطيعوة سبب خلاص ابدى حاربه بشهوة العيون وبتعظم المعيشة انها ادوات العديم من القدم وربنا يسوع انتصر لنا لكى لايعود اولاده ينغلبون لها التفاخر ان يرمى نفسة من على جناح الهيكل واراه ممالك العالم ووعده ان يعطيها اياة ان خر وسجد له ولكنمبارك الهنا الذى سحق الشيطان لحسابنا ليكون اولاده غالبين فيه وبه على كل خداعات العدو ولازال العدو يخرج لنا نفس الامور وان اختلفت الوسائل تعظم المعيشة حرب عنيفه تحتاج الى قلب امتلأ بغنى المسيح فيشعر بالغنى والاكتفاء ولا يعود يلهث وراء امور ارضيه تافها وزائلة وكما انتصر لنا نحن الابناء يجب ان ننتصر له نحن البنين والا يكون انتصارة خاص به ولا يمنح لابنائه وما قيمته اذا الله يريدنا ان نعلن ونحقق انتصارة و ونهزم العدو الذى سبق وارتفع علينا ولا زالت الحرب قائمه لانه مكتوب ان للرب حرب مع عماليق من دور الى دور فهو يريدنا ان ننتصر له لازال العالم يقدم المباهج باشكال جديده متطورة ولازال كبرياء الانسان هو عله سقوطه قاوم يارب مقاومى حارب يارب فى لا يكلل الا من انتصر ولا ينتصر الا من حارب امين يارب

التجربه على الجبل

" لو 4 : 1 – 11 " تُعلّمنا الكنيسة فى تجربة ربنا يسوع على الجبل مع الشيطان فى بداية صومنا وتقول لنا إستعدّوا للحرب لأنكّم ستصوموا وترفّعوا عن العالم وشهوات العالم عدو الخير سيكون سلبى من ناحيتكم ولابد أن تكونوا واعيين لحروب عدو الخير لأنّ عدو الخير كان فى الأول فى حضرة الله وكان يُسبّح ويُمجّد وقد ذاق عِشرة ربنا ولذلك هو لا يطيق أنّ الناس تذوق عِشرة ربنا لأنّه هو حُرم من ذلك ويعلم جيداً بحلاوة الحياة مع الله ولذلك هو عندما يجد إنسان يقترب لعِشرة ربنا فإنّه لا يطيقه ولا يحتمله ففى صلاة الشكر توجد عبارة تقول " كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان " فنحن نقصد بها حسد الشيطان علينا00لأننّا عندما نقترب من ربنا الشيطان لا يسكُت ولذلك فى فترات الصوم بنجد أنّ عدو الخير ربما يكون نشيط من جهتنا ولذلك بنجد مثلاً إنسان يقول أنا يا أبونا لم أستفيد من الصوم وصُمت عن الأكل فقط وذلك لأنّ عدو الخير يجد النفس إبتدأت ترتفع وتفرح بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى نقطتين فإن كانت الحرب بين طرفين وهم الشيطان وربنا ولذلك أريد أن أتكلّم معكم عن : 1/ربنا والشيطان 2/الحرب بيننا (1) ربنا والشيطان : ======================== لابد أن نضع أنفسنا فى داخل المسيح المسيح عندما تجسّد شاركنا فى اللحم والدم وأخذ طبيعتنا فكل شىء عمله كان يقصد به أن يكون لنا ولذلك عمله لأجلنا نحن أعضاء المسيح جسمه نحن من لحمه ودمّه كان يوجد إنسان رسم صورة فرسم المذبح " رأس المسيح " وجسمه هى " الكنيسة " ، فهى جسمه فأنا الآن ماذا أكون بالنسبة للرأس ؟! أنا عضو فيه ، خليّة فيه ، جزء منّه هذا هو ربنا يسوع بالنسبة لنا مادُمت أنا فى داخله ولذلك هو عندما يُحارب الشيطان نكون نحن بنحارب وعندما ينتصر نحن أيضاً ننتصر هذا هو سر الكنيسة فعندما أحارب من الذى يُدبر لى النصر ؟! هو الذى يُدبر لى النصر مادُمت أنا فى داخله أنا ضامن النُصرة الخطر هو عندما أبُعد عنّه وبذلك أكون بحارب بمفردى وبذلك تكون حرب غير مُتكافئة فكل الذى عمله ربنا يسوع عمله من أجلنا ، والمفروض أن نتأكد أنها لنا وملكنا فالنُصرة التى إنتصرها كانت نُصرة لنا نحن فالذى عمله عمله لكى يجعله منهج لحياتنا منهج ثابت للكنيسة ولم يعمله لنفسه ربنا يسوع يعلم طبيعتنا جيداً ولذلك فهو بيرسم لنا الطريق المناسب للغلبة فما هو الطريق ؟! نأخذ عدّة نقط من التجربة على الجبل فخطوات الصوم هى : أ/الجوع : ========== أول شىء كان سبب هياج عدو الخير على ربنا يسوع أنّه صعد للبريّة مُنقاداً بالروح " وكان يقتاد بالروح فى البرية أربعين يوماً يُجرّب من إبليس0ولم يأكل شيئاً فى تلك الأيام " ( لو4: 1، 2 )0 " لم يأكل شيئاً " فإغتاظ عدو الخير وإبتدأ هياجه ربنا يسوع بيرسم لنا الخطة التى نغلب بها فيقول إنظر ماذا فعلت وإفعل مثلى " تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته " ، ربنا يسوع جاع طريق النُصرة هو الصوم هو الجوع لابد أن أنقطع عن الطعام لفترة00فنحن بننقطع لكى نجوع و لابد أن نجوع فلا يوجد صوم بدون جوع لابد أن نجتاز خبرة الجوع لكى نتغلّب على مصيدة عدو الخير وحيله وكما أنّ ربنا يسوع جاع لابد أن أجوع فإن لم أجوع بذلك لم أكون أنا من جسمه لأنّ الجسم عندما يجوع لابد أنّ كلّه يجوع ولذلك فى الكنيسة كلنّا نصوم مع بعض ونجوع مع بعض0لأنّ كل واحد فينا هو خليّة حيّة فى جسم يسوع المسيح0فنجوع من أجله ، فعندما أجتاز هذه الخبرة أجد نفسى أننى إبتدأت أثبُت فيه 0 فنحن بنجعل الجسد يجوع لكى يجوع إلى البر ، جميل جداً فى الصوم أننّا بنجوع عن طعام الجسد لكى نأكل طعام الروح ، فالصوم هو من أجل نمو أرواحنا0ونحن يجب ان نكون مُشاركين المسيح فى منهج صومه0فهنا هو يقول لنا لكى تنتصر لابد أن تجوع0 ب/الإختلاء للصلاة :0 ======================== يقول لك لابد أن تختلى0فهو صعد للجبل ولم يكن معه أحداً0فأنا أيضاً لابد أن أختلى 0فالصوم لابد أن يُقرن بالخلوة والإعتكاف والهدوء00لابد أن يُقرن بالمخدع المُغلق ، فالصوم لابد لابد أن يكون معه إعتكاف ، فيوئيل النبى يقول " قدّسوا صوماً نادوا بإعتكاف "0 أنا أريد أن يكون لىّ إنفراد مع الله ، ما أجمل أن يكون الإنسان برنامجه اليومى فى فترة الصوم مختلف ، وإلاّ يكون الصوم عمل جسدى 0فإن كنت قد تعّودت أن أرجع البيت متأخر فلا أرجع متأخر فأبدّل الوقت من وقت ضائع إلى وقت مع الكتاب المقدس ومع التسبيح ومع سير القديسين0وإن كنت قد تعودّت أن أشاهد التليفزيون فأستبدل هذا الوقت بوقفة صلاة مع الله0 رب المجد يسوع يضع لنا الطريق يا أحبائى لكى نسير وراءه0ونسير فى أمان وبسهولة0فربنا يسوع يريد أن يُعلّمنا كيف نغلب 0 فيقول يسوع للشيطان أنت غلبت آدم فى الجوع ، أتريد أن تغلبنى فى الجوع !! فأنا سأُعلّم أولادى أنّ النُصرة ليست فى الأكل 0كل واحد فينا صعد مع ربنا يسوع على الجبل وإنتصر على الشيطان00فالذى لم يجوع لم يصعد معه على الجبل00والذى لم يغلب لم يصعد معه على الجبل0 والقديسين يقولوا " إن الجوع خير مُعين لضبط الحواس " ، فالإنسان الذى يجوع تكون حواسه هادئة00أمّا الإنسان الأكول لا يكون فيه إستقرار ، لابد أنّ الإنسان يكون له عُزلة وإعتكاف 0فالإنسان الذى يتكلّم كثيراً مع أصدقاءه لا يجب أن يكون عنده هذا الأمر فى الصوم0صائم أى لابد أن تمتلأ روحياً ، فلو عرفنا قصد الكنيسة من البرنامج الذى تضعه لنا صدقّونى سننمو سريعاً لدرجة فائقة0ولذلك الكنيسة بعد 55 يوم تقول لك إفطر أنا الآن أطمئن عليك لأنك قد ضبطت نفسك عن الأكل00أنا عّودتك على الطهارة00نحن رفعناك0 ولذلك يا أحبائى الذى يجتاز مع الكنيسة بقلب أمين بيعرف كيف يعيش كإنسان روحانى وفيه غلبة ربنا يسوع 0ولذلك الكنيسة بتعطيك خطوات 00الصوم000جوع00إختلاء0 والمسيح قوى ولذلك لا يوجد شىء يغلبنا ، لا شهواتنا ومحبتنا لذاتنا ، فلو أنا عايش الكنيسة صح فأنا سيكون عندى حرية مجد أولاد الله0 فأنا ليس مسئول عن نفسى فقط ولكن أنا مسئول عن إخوتى00لأنّ ضعف إخوتى هو ضعفى أنا0 توجد قصة عن شاب متغرّب فى الأسكندرية فى الجامعة وبيعترف عند أبونا بيشوى كامل00وهذا الشاب شكله تقى و مؤدبّ ولكن عندما يعترف بيعترف بخطايا صعبة جداً0فأبونا تعجّب من هذا الأمر والشاب كان يبكى فى كل إعتراف وكان يقول لأبونا إعطينى قانون تأديب ، فأبونا تعجّب جداً وإستفسر عن هذا الأمر 00فقال له الشاب أنا مُقيم فى شقة مع شابين وهم بيعملوا الخطية ولم يوافقوا أن يكُفّوا عنها ، فأنا بعترف بدلاً منهم 0 فلم يكون كل واحد فينا هو لنفسه ولكن نحن جسم المسيح ، ضعف أخى هو ضعفى أنا ، فهو أعطانا الخطوات ، فلو بعِدنا عن شركة الكنيسة وعن محبتنا لإخواتنا سنُهزم ، فهذا هو منهج ربنا يسوع0 منهج الشيطان :0 ================== أمّا منهج الشيطان فهو كُلّه خُبث وكُلّه رياء0فلكى تضمنوا الغلبة إعرفوا منهجة ، فمنهجة كُلّه شك ( حرب تشكيك ) فإنّه جاء يُشكّك ربنا يسوع فى بنّوته لله ، ألهذه الدرجة يتجاسر ؟! نعم لهذه الدرجة فربنا يسوع هو الحق ونجد الشيطان يقول له " إن كنت إبن الله " ، حرب التشكيك وإلى اليوم يُمارسها معنا 0فهو يحب أن يُشكّك فى كل شىء فيقول لك : أحقاً توجد أبدية !! وهل توجد دينونة أم لا ؟! فيُشكّك فى القديسين ويُشكّك فى التناول ويقول لك أيُعقل أنّ القربانة تصير جسد المسيح ، و يُشكّك حتى فى الصوم ويقول لك لا تصوم فأنت صحتك تعبانة ويجعل الإنسان يهتز ولا يعمل العمل بفرح0 أولاد الله لابد أن يعرفوا إسلوبه ، فهو خبير بضعف الإنسان وحروبه حروب رهيبة ، فالحل هو الثبات فى المسيح ، فإن ثبتّ فى المسيح فأنت غالب وإن لم تثبت فستجد حروب الشيطان تحتاج إلى قوة جباّرة ، فأنت جزء من المسيح 0أنت إبن للملك ، أنت فيك قوة جباّرة0 فكان يوجد شخص جالس معى ولأول مرة بيعترف ، فقلت له فرصة سعيدة ، فقال 00وعندما تسمع إعترافى ستقول ليست فرصة سعيدة ، فقلت له فأنت إبن للملك المسيح مهما كنت0 فنحن أمام عين ربنا من الأسرة الملكية ، خُطاه ولكن نحن ملكه ، نحن له ، مادام أنّ الإنسان بيثبت فى المسيح يكون كريم جداً فى عين ربنا0 فإن كان الشيطان جاء ليُشكّك ربنا يسوع فهل سيتركنى 00ألمّ سيأتى ليُشككّنى ويقول : من أنت ؟! فالشيطان عندما وجد ربنا يسوع قد جاع فأتى له من حرب الخبز ، ما اكثر أن يجعل حياتنا كلّها لعبودية الخبز ، ويجعل الإنسان يعيش فى عبودية من أجل الخبز ، ويعرف فى أى لحظة يأتى لكى يُحارب فيها الإنسان ، عدو الخير عدو مكّار فعندما أصوم إنقطاعى يقول لى أنت جوعان 00كُل 00فأقول له لا أكُل فلم يأتى الوقت الذى سآكل فيه وأرشم نفسى بعلامة الصليب ، فيُطرد ولا يعرف أن يغلب الإنسان ، فهو آتى ليُحاربنا بشهوة الخبز 00فأقول له " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ، فأنا الذى يجعلنى أعيش هو روح الله الذى فىّ ، فالحياة التى أتمسك بها هى حياتى الأبدية ، ولذلك الإنسان الذى يجعل حياته مع ربنا يأخذ آية يعيش بها وتفرّحه ويعيش بها طوال اليوم ، فى حين أنّ الإنسان المُستبعد للخبز فإنّه ينهار أمام الخبز ولا يستطيع أن يثبُت أبداً ، فإن كان دانيال رفض أن يتنجّس بأطايب الملك وقال له جرّب عبيدك ، فأنا سأخذ أقل الأنواع وأنت جرّب عبيدك ، فإنّ الكنيسة عجيبة 00غالبة0 عدو الخير يا أحبائى بيستخدم أسلحة مُختلفة وفى أوقلت مُختلفة ، بيستخدم حرب المجد الباطل ، فالإنسان الذى لم يغُلب بالخبز عدو الخير يقول يمكن أن يغُلب بممالك العالم وبالمقتنيات ، حرب الملكية بالمظاهر وبالأشكال بالمبانى ، عدو الخير يريد أن يغلب بها 0 ما أكثر أن نغُلب بالمظاهر ، رب المجد يسوع يقول لك لا تسجُد للشيطان أبداً وقُل له لن أسجُد لك " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبُد " أسجُد لإلهك ، إحذر أن يكون عدو الخير أقام من مقتنيات عندك صنم تسجُد له ويقيم لك مظاهر تسجُد لها وتخضع لها 0 هو عارف أنّ الإنسان مُحب للكرامة ولذلك يُحارب الإنسان بالكرامة وبالشهوة ، فيقول للإنسان أنت إبن لله فلو رميت نفسك من على الجبل فإنّه سيوصى ملائكته بك ليحملوك فهو يريد أن يجعله يشعر بالزهو ولذلك لابد أن نكون مُتأكدين أننا جزء منّه00وهذا هو ذخيرة الصوم 0 رب المجد يسوع عندما صام صام لإجلنا ، فأنا الآن صومى هو جزء من صومه هو ولكن الأساس هو صومه هو ، ولذلك هو صوم قوى ، ولذلك الكنيسة تؤكد اننّا لم نكن صائمين لوحدنا ولكن هو صائم معنا ، ولذلك فى كل يوم نقول " يسوع المسيح صام عنّا أربعين يوماً وأربعين ليلة "0 هو جاء لكى يُعطينا نُصرة مجاناً0فلو إكتشفنا النُصرة التى لنا فى الكنيسة ، فأننّا سنسلُك فعلاً كأولاد الله ، لأنّ هو عندما جاء جاء لكى ينزع عنّا العار ، فلا شهوة ولا محبة للعالم ولا شىء يغلبنى ، فالمسيح عندما غلب كُلنا غلبنا ، نحن صرنا نُحارب مع عدو مهزوم0 كم أنّ يا أحبائى لو الإنسان شعر أنّه جزء من كنيسة المسيح ، وشعر بالقوة التى تريد الكنيسة أن تُعطيها له ، وكم يكون لو الإنسان عزل نفسه عن الكنيسة فإنّه سيسبّب مرض للكنيسة كُلّها ، ولو كُلنّا بنجاهد وكُلنّا بنجوع فكُلنّا بنُعطى نُصرة للكنيسة وتصير " مُرهبة كجيش بألوية " فالكنيسة فيها روح المسيح 0 فهل أنا أعمل حركات بهلوانية ؟! الإنسان الذى يُحب أن يعيش مع ربنا يُحب الخفاء ، ويُحب البساطة والإتضاع ، ولا يُحب أن يكون كريم أمام الناس ولا قوى أمام الناس ، والعكس فقد يكون إنسان ضعيف أمام الناس ولكن فى الداخل يكون قوى0 ربنا يسوع يريدنى أن اثبُت فيه لكى أستطيع أن أغلب ، لأنّ كُل هذا هو إجتازه فعندما تثبُت فى المسيح فالمسيح غلب وعندما غلب غلب من أجلك وهو غلب كنائب عنّا كم أنّ يا أحبائى النفس المجُاهدة تستحق خدمة الملائكة ، فإن كنّا مُنتصرين فستجد الملائكة منتظراك هذه هى خدمة الملائكة وهى أن تخدم النفس ربنا يُعطينا صوم بحسب قلبه ويُعطينا غلبة وجهاد ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

ماذا نطلب الأحد الأول من أمشير

تقراء علينا الكنيسه فى هذا الصباح المبارك فصل من انجيل معلمنا يوحنا اصحاح 6,يحكى ان بعد ما ربنا عمل معجزه اشباع الجموع فبعدما اكلو وشبعوا فبدئو يبحثو عن يسوع ويذهبون ورائه فى اى مكان , عبر البحر ياخذو سفينه ويعبرو البحر لكى يذهبوا وراءه, يرجع يرجعون معه ,فالرب يسوع لاحظ ان من وقت هذه المعجزه ان عدد الذين يتبعوه زاد , فهو عالم لماذا ياتون وراءه , فهم ياتون لياكلو فظنو ان كل مره ياتون فيها سياكلون فكانت هذه الحكايه تروق لهم , فقال لهم لا احد يتبعنى لهذا السبب , لو تريدون ان تتبعونى اعملو لا للطعام البائد بل للطعام الباقى الذى للحياه الابديه , انتم تتبعونى لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم ,وهذا يمثل مركز مهم فى علاقتنا مع ربنا . نحن لماذا نتبع المسيح ؟ لماذا ناتى للكنيسه؟ لماذا نصلى؟ لماذا نصوم؟ لماذا نتشفع بالقديسين؟

فى جيلة من يخبر به الاحد الأول من كيهك

فى جيلة من يخبر به الاحد الأول من كيهك بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس إِله وَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُل أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين فِي إِنْجِيل قُدَّاس الأحَد الأوَّل مِنْ شَهْر كِيَهْك يَقُول المَزْمُور ﴿ أنْتَ يَارَبُّ تَرْجِع وَتَتَرَأف عَلَى صِهْيُون لأِنَّهُ وَقْت التَّحَنُّن عَلَيْهَا .. لأِنَّ الرَّبَّ يَبْنِي صِهْيُون وَيُظْهِر مَجْدُه ﴾ ( مز 102 : 13 ، 16) .. إِبْتَدأ زَمَان إِفْتِقَاد الله لِلبَشَرِيَّة يَقْتَرِب .. وَابْتَدأ وَقْت مَجِئ إِبْن الله إِلَى العَالَمْ يَدْنُو جِدّاً فَكَانَ لاَبُدْ مِنْ تَهْيِئَة .. وَكَانَتْ التَّهْيِئَة هِيَ وُجُود يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ ﴿ يُهَيِّئ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ﴾ ( لو 1 : 17) .. كَانَتْ مُهِمِة يُوحَنَّا المَعْمَدَان غَايَة فِي الصُعُوبَة لِكَيْ يُهَيِّئ الأذْهَان لِحَقِيقِة إِسْتِقْبَال إِبْن الله كَإِنْسَان يَأتِي لِيَعِيش فِي وَسَطِهِمْ وَيُكَلِّمَهُمْ وَيَأكُل مَعَهُمْ وَيَشْرَب مَعَهُمْ وَيَرُوه بِعُيُونِهِمْ – كَانَتْ مُهِمَّة صَعْبَة جِدّاً – . وَيَقُول أشْعِيَاء النَّبِي ﴿ فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ﴾ .. أي مَنْ لَهُ اسْتِعْدَاد أنْ يَقُول هذَا هُوَ إِبْن الله .. مَنْ يَسْتَطِيع ؟!! .. قَدْ يَكُون لِلأنْبِيَاء فِي العَهْد القَدِيم عِنْدَمَا تَنَبَّأُوا عَنْهُ الأمر أبْسَط .. فَعِنْدَمَا يَقُول أشْعِيَاء النَّبِي مَثَلاً ﴿ هَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عَمَّانُوئِيل ﴾ ( أش 7 : 14) قَالَ هذَا قَبْل مَجِئ الْمَسِيح بِـ 700 سَنَة .. فَالَّذِي يَقْرأ هذَا قَدْ يَسْتَطِيع أنْ يَسْتَوْعِبُه وَقَدْ لاَ يَسْتَطِيع وَهذَا لاَ يَهِمْ .. إِذْ أنَّهُ أمر مُؤجَلْ وَلكِنْ فِي لَحْظِتْهَا – وَقْت حُدُوثْهَا – هذَا الأمر صَعْب الإِسْتِيعَاب جِدّاً . فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ؟!! مَنْ الَّذِي يَسْتَطِيع أنْ يُشِير إِلَيْهِ قَائِلاً ﴿ هُوذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّة العَالَم ﴾ ( يو 1 : 29 ) ؟ .. مَنْ يَسْتَطِيع قَوْل هذَا ؟ فِي الحَقِيقَة تَدْبِير الله رَأى أنَّهُ لاَ يُوْجَد أنْسَب مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ السَّابِق .. الَّذِي يُعِد لِلرَّبَّ الطَّرِيق ( لو 3 : 4 ) .. الَّذِي يُهَيِّئ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ( لو 1 : 17) .. أيْضاً مَوْضُوع نُبُوَات الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه .. وَمَوْضُوع رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه .. وَكُل الشَّخْصِيَات فِي الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تُهَيِّئ لِمَجِئ إِبْن الله .. وَجَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِكَيْ يُتَمِّمْ هذَا الكَلاَم .. فَرَأيْنَاه فِي الكِتَاب المُقَدَّس وَهُوَ يَرْسِم لَنَا صُورَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح حَتَّى عِنْدَمَا يَجِئ يَجِدْنَا مُهَيَّئِينْ . فَفِي البِدَايَة نَرَى آدَم .. وَأرَادَ الله أنْ يَقُول لَنَا أنَّهُ يُوْجَد هُنَاك مَنْ هُوَ إِسْمُه بِكْر لِلخَلِيقَة وَيُوْجَد مَنْ هُوَ إِسْمُه إِبْن لله .. لكِنْ كَانَ آدَم إِبْن لله بِالتَّبَنِّي أمَّا رَبِّنَا يَسُوع فَهُوَ إِبْن لله بِالطَّبِيعَة .. وَرَأيْنَا آدَم عِنْدَمَا جَلَبْ الخَطِيَّة عَلَى العَالَمْ وَكَأنَّ الله يَقُول لَنَا أنْتُمْ فِي حَاجَة إِلَى شَخْص آخَر يَجْلِب البِّر عَلَى العَالَمْ .. فَكَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ كَأنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَت الخَطِيَّة إِلَى العَالَم ........ هكَذَا أيْضاً بِإِطَاعِة الوَاحِد سَيُجْعَلُ الكَثِيرُونَ أبْرَاراً ﴾ ( رو 5 : 12 ؛ 19) . وَهكَذَا إِبْتَدأَ الكِتَاب المُقَدَّس يُهَيِّئ لَنَا قَبُول فِكْرِة مَجِئ الْمَسِيح .. فَيَأتِي بِشَخْصِيَّة مِثْل هَابِيل الَّذِي قُتِلَ مِنْ أخِيهِ ظُلْماً فِي الحَقْل بِسَبَبْ الغِيرَة لأِنَّهُ قَدَّم ذَبِيحَة مَقْبُولَة ( تك 4 : 8 ) .. وَكَأنَّ الكِتَاب المُقَدَّس يُشِير إِلَى الْمَسِيح بِإِنْسَان سَوْفَ يُقْتَل ظُلْماً لِمُجَرَّد غِيرَة لأِنَّهُ مَقْبُول أمَام الله وَقَدَّم ذَبِيحَة مَقْبُولَة لَدَى الله .. وَأيْضاً أنَّهُ قُتِلَ فِي حَقْل كَمِثْل رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي تَمَتْ المُشَاوَرَة عَلَيْهِ فِي حَقْل وَدُفِنَ فِي حَقْل( يو 19 : 41 ) .. وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يُذَكِّرَك بَيْنَ الحِين وَالآخَر بِرَبِّنَا يَسُوع عَنْ طَرِيق شَخْصِيَات يَرْسِم لَك مِنْهَا شَخْص الْمَسِيح الآتِي .. وَكَانَ عَلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان شَرْح هذَا الكَلاَم لِلنَّاس .. فَيَقُول لَهُمْ هذَا هُوَ آدَم وَلكِنْ آدَم الثَّانِي .. وَهذَا هُوَ هَابِيل الَّذِي سَيُقْتَل ظُلْماً – وَكُل هذَا رُمُوز إِلِيه – وَهُوَ أيْضاً نُوح أب البَشَرِيَّة الجَدِيد وَأعْطَاه الخَلاَص .. فَالْمَسِيح كَانَ كَذلِك أيْضاً .. فَعِنْدَمَا دَخَلَ نُوح السَّفِينَة هُوَ وَعَائِلَتُه هكَذَا أيْضاً الْمَسِيح عِنْدَمَا جَاءَ لَمْ يَأتِي لِيَخْلُص وَحْدَهُ بَلْ لِتَخْلِيص عَائِلَتُه أيْضاً الَّتِي هِيَ كِنِيسْتُه .. رَعِيَّة أهْل بَيْت الله ( أف 2 : 19) . كذَلِك نَجِدُه فِي أبُونَا إِبْرَاهِيم .. وَفِي إِسْحَق .. وَفِي يَعْقُوب .. وَفِي مُوسَى .. مَا مِنْ شَخْصِيَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس إِلاَّ وَكَانَتْ تُشِير إِلَى شَخْصِيِة يَسُوع الْمَسِيح المُبَارَك لأِنَّهُ أكْبَر مِنْ أنْ يُرْمَز إِلَيْهِ بِشَخْص .. فَتَجِد شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس كُلَّهَا مُجْتَمِعَة لِتُعْطِينَا صُورَة عَنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. فَنَجِدُه فِي أُبُّوِة أبُونَا إِبْرَاهِيم .. وَفِي بِر هَابِيل .. وَفِي آدَم رَأس الخَلِيقَة .. وَفِي بِر أخْنُوخ وَصُعُودُه إِلَى السَّمَاء .. كُلٍّ مِنْهُمْ تَجِدُه يَرْسِم جُزْء حَتَّى تُكْتَمَل الصُورَة كُلَّهَا .. وَكَانَ عَلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان أنْ يُقَدِّم لَنَا هذَا التَّطْبِيق فَيَقُول * كُل الَّذِي أنْتُمْ سَمَعْتُمُوه .. وَكُل الَّذِي قَرَأتُمُوه فِي النُّبُوَات هُوَ شَخْص الْمَسِيح * .. جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِيُعِد لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً .. جَاءَ لِيُخْبِر عَنْهُ . وَكَمَا أنَّ كُل شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تُشِير إِلِيه كذَلِك كُل رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس كَانَتْ تَرْمُز إِلِيه أيْضاً .. فَمِنْ البِدَايَة تَجِد مَا يُسَمَّى بِشَجَرِة الحَيَاة .. فَمَنْ هذَا الَّذِي كُل مَنْ يَأكُل مِنْ هذِهِ الشَّجَرَة يَحْيَا إِلَى الأبَد ؟ .. هذَا هُوَ الْمَسِيح .. هذَا هُوَ شَجَرِة الحَيَاة الحَقِيقِيَّة .. هذَا هُوَ رَئِيسُ الحَيَاة .. ثُمَّ يَتَكَلَّمْ الكِتَاب عَنْ الذَّبِيحَة الَّتِي سَتَرَ بِهَا الله عُرْي آدَم .. مَنْ هذَا ؟ هذَا هُوَ الْمَسِيح الَّذِي يَسْتُر بِهَا الله عُرْيِنَا وَيَسْتُر بِهَا خَطَايَانَا مِنْ خِلاَل ذَبِيحِة نَفْسِهِ .. الَّذِي ألْبَس أبِينَا آدَم بِيَدَيْهِ كذَلِك الْمَسِيح أيْضاً لَمْ يُرِد أنَّ آخَر يُتَمِّمْ ذَبِيحَتُه بَلْ هُوَ بِنَفْسُه تَمَّمَهَا . فَتَجِد فِي كُل رُمُوز الكِتَاب المُقَدَّس صُورَة وَاضِحَة عَنْ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح المُبَارَك .. فَتَجِد فِي الفُلْك صُورَة وَاضِحَة .. وَفِي ذَبِيحِة هَابِيل صُورَة أُخْرَى .. وَكَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس عَلَى دَم هَابِيل الَّذِي كَانَ يَصْرُخ إِنْتِقَاماً مِنْ أخِيهِ .. وَدَم يَسُوع الْمَسِيح سَوْفَ يَصْرُخ أيْضاً وَلكِنْ ﴿ دَم رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أفْضَلَ مِنْ هَابِيل ﴾ ( عب 12 : 24 ) .. وَذَلِك لأِنَّ دَم هَابِيل كَانَ يَصْرُخ بِانْتِقَام فَيَقُول الكِتَاب ﴿ صَوْتُ دَم أخِيكَ صَارِخ إِلَيَّ مِنَ الأرْضِ ﴾ ( تك 4 : 10) .. وَلكِنْ دَم يَسُوع يَصْرُخ لِلمَغْفِرَة قَائِلاً عِيشُوا بِنِعْمِة المَغْفِرَة .. وَكَمَا أقُول لَكُمْ إِغْفِرُوا .. أغْفِر لَكُمْ أنَا أيْضاً وَيَكُون دَمَّي سَبَبْ غُفْرَان لَكُمْ . وَمِمَّا يُشِير لِلرَّبَّ يَسُوع أيْضاً ذَبِيحِة أبِينَا إِبْرَاهِيم وَتَقْدِمَتُه لإِبْنُه إِسْحَق .. وَأيْضاً فِي خَرُوف الفِصْح .. وَفِي المَنَّ .. وَفِي سُلَّم يَعْقُوب .. وَفِي نُبُّوِة أشْعِيَاء .. رُمُوز كَثِيرَة جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَقُول كُل الَّذِي سَمَعْتُمُوه هذَا هُوَ الَّذِي جَاءَ لِيُكَمِّلُه .. فَمَثَلاً سَمَعْتُمْ عَنْ عُلِّيِقَة مُوسَى النَّبِي .. هذَا هُوَ النَّار الَّتِي إِشْتَعَلَتْ فِي العُلِّيقَة وَلَمْ تَحْرِقْهَا أوْ تَمِسَّهَا بِأذِيَّة .. هذَا هُوَ الإِله الَّذِي جَاءَ يَفْتَقِد العَالَمْ لِكَيْ يُعْطِيه الخَلاَص وَفِي نَفْس الوَقْت العَالَمْ لَنْ يُحْتَرَق بَلْ سَيُعْطِي النَّجَاة .. فَجَاءَ يُوحَنَّا لِكَيْ يُعَلِّمْنَا وَيُمَهِد لَنَا الطَّرِيق صَارِخاً أنَّ رَبِّنَا يَسُوع هُوَ المَسِيَّا المُنْتَظَر .. وَهُوَ الآتِي مِنْ أجْل خَلاَص كُل العَالَمْ . رُوح الله هُوَ العَامِل فِي القِدِيس يُوحَنَّا أرْسَلُه لِكَيْ يُخَبِّر وَيُعَلِّمْ وَيُمَهِد وَيُعَمِد .. فَكَانَ لاَبُدْ مِنْ شَخْص قَوِي مِثْل يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. شَخْص يَصْرُخ .. شَخْص يَشْهَد لِلحَقَّ .. شَخْص حَيَاتُه تَشْهَد لِكَلاَمُه .. شَخْص يَتَكَلَّمْ بِشَجَاعَة .. لاَ يَخَاف أحَد لاَ مِنْ اليَهُود وَلاَ مِنْ الرُّومَان .. وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ سَيَسْتَشْهِد .. وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ سَيُسْجَن لكِنُّه كَانَ أقْوَى مِنْ كُل ذلِك .. فَلاَ يُمْكِنْ لِلرَّبَّ يَسُوع أنْ يُرْسِل شَخْصاً لِيُمَهِد لَهُ الطَّرِيق وَيَشْهَد عَنْهُ وَيَكُون شَخْص خَائِف أوْ مُرْتَاب أوْ جَبَان أوْ يُرِيدْ أنْ يُخَاطِب النَّاس سِرَّاً .. أبَداً لكِنُّه كَانَ يُجَاهِر .. كَانَ يَتَكَلَّمْ أمَام رُؤسَاء الكَتَبَة وَرُؤسَاء الكَهَنَة وَالشُّيُوخ وَجُنُود الرُّومَان ..وَكُل مَنْ يَسْألُه كَانَ يُجِيبُه .. فَكَانَتْ حَيَاتُه بِهَا قُوَّة الشِّهَادَة لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح . فِي جِيلُه مَنْ يُخْبِرُ بِهِ ؟ .. ﴿ صَوْتُ صَارِخٍ فِي البَرِّيَّةِ أعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ إِصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ﴾ ( مر 1 : 3 ) .. الكِنِيسَة أرَادَت أنْ تَضَعْ لَنَا هذَا الإِنْجِيل – المُتَحَدِّث عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان – فِي أوِّل أُسْبُوع مِنْ شَهْر كِيَهْك لِكَيْ تَقُول لَك كَمَا كَانَ جِيل يُوحَنَّا المَعْمَدَان مُحْتَاج إِلِيه حَتَّى يَعْرِف المَسِيَّا الآتِي وَلِكَيْ يُوقِظَهُمْ مِنْ ظُلْمَتِهِمْ وَيُشِير لَهُمْ بِشَخْص الْمَسِيح .. كذَلِك الكِنِيسَة أيْضاً تَحْتَاج اليُوْم إِلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِتَأخُذ الدَرْس مِنْهُ . فَأنَا مُحْتَاج لأِنْ أسْمَع لِلصُوْت القَائِل ﴿ أعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ إِصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ﴾ .. ﴿ إِصْنَعُوا أثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَة ﴾ ( لو 3 : 8 ) .. مُحْتَاج إِلَى أنْ أتَمَهَد لِحَقِيقَة مَجِيئُه .. مُحْتَاج إِلَى أنْ أسْتَيْقِظ وَأعْلَمْ مَنْ ذَاكَ الَّذِي أنَا قَادِم لاسْتِقْبَالُه .. مُحْتَاج إِلَى التَوْبِيخ مِنْ شَخْص مِثْل يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. لِذلِك صَوْتُه هذَا قَدْ وَضَعَتُه لَنَا الكِنِيسَة فِي أوِّل أُسْبُوع مِنْ شَهْر كِيَهْك وَنَحْنُ نَتَنَفَس ألْحَان هذَا الشَّهْر وَنَسْتَقْبِل بِهَا المَوْلُود الإِلهِي .. نَحْتَاج لأِنْ نَسْمَع وَنَرَى وَنَشْهَد وَنُنْصِت لِيُوحَنَّا المَعْمَدَان وَهُوَ يَصْرُخ فِي كُل وَاحِدٍ مِنَّا لِكَيْ يُهَيِّئ لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً . فَلَقَدْ إِقْتَرَبَ مَجِئ الرَّبَّ جِدّاً جِدّاً وَبَقِيَتْ شُهُور وَأيَّام وَلَحَظَات ثُمَّ يَأتِي .. نَحْتَاج تَمْهِيد وَلِلأسَفْ الشَّعْب فِي سُبَات عَمِيق وَفِي ظُلْمَة .. ﴿ الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أبْصَرَ نُوراً عَظِيماً ﴾ ( أش 9 : 2 ).. وَالعَرِيس قَرُبَ مَجِيئُه جِدّاً .. فَنِصْف اللِّيل إِقْتَرَب وَالهَزِيع الرَّابِع إِقْتَرَب جِدّاً وَالنُّفُوس جَمِيعَهَا نَائِمَة وَفِي غَفْلَة – خَطِيَّة شَدِيدَة – فَجَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان لِكَيْ يُوقِظْ قَائِلاً * يَكْفِي هذَا .. قُمْ إِسْتَيْقِظ فَالْمَسِيح آتٍ .. وَأنْتَ كَيْفَ سَتَسْتَقْبِلُه وَأنْتَ فِي نُعَاس وَغَارِق فِي الخَطَايَا ؟ * .. لاَبُدْ أنْ تَسْتَيْقِظْ وَتَنْهَض . لِذلِك الكِنِيسَة خَصَّصِت لَنَا هذَا الشَّهْر لِكَيْ نَسْتَقْبِل الْمَسِيح بِالتَّسَابِيح وَالتَّمَاجِيد وَالصَّلَوَات .. فَلاَ يُمْكِنْ مُطْلَقاً إِنْسَان يُسَبِّح وَيُمَجِّد وَيُصَلِّي وَهُوَ غِير تَائِب لأِنَّهُ ﴿ لَيْسَ الأمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ ﴾ ( مز 115 : 17) .. وَلاَ يُمْكِنْ لِقَلْب يَحْتَضِنْ الخَطِيَّة وَيَعْرِف كَيْفَ يُسَبِّح .. وَلاَ لِشَفَتَيْن يَنْطِقُون بِالغِش وَيَعْرِفُوا كَيْفَ يَنْطِقُوا بِالحَقَّ . لِذلِك هذَا نِدَاء يُوحَنَّا لَنَا .. صُوْت صَارِخ يُوَبِخ وَيُوقِظْ وَيَأتِي لِلرَّبَّ وَيُعِد لَهُ النُّفُوس حَتَّى عِنْدَمَا يَجِئ يَجِدَهُمْ مُهَيَّئِينْ وَيَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَوْعِبُوا هذَا القُدُوم .. فَلِهذَا جَاءَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. جَاءَ لِيَرَى الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمْ الْمَسِيح ﴿ خِرَافٍ لاَ رَاعِي لَهَا ﴾ ( مر 6 : 34 ) .. الرَّاعِي لَكُمْ قَادِم .. الرَّاعِي لَكُمْ أُسْقُف نُفُوسْكُمْ .. الرَّاعِي الصَّالِح الّذِي يَسْتَطِيع أنْ يُطْعِمَكُمْ وَيَقُودَكُمْ إِلَى مَرَاعٍ خُضْرٍ .. الَّذِي يُهَيِّئ لَكُمْ مَائِدَة .. الَّذِي يُرِيدْ أنْ يَأخُذَكُمْ إِلَى يَنَابِيع مِيَاة الحَيَاة .. آتِي إِلَيْكُمْ .. لاَ إِلَى الغَفَلَة مِنْكُمْ .. لِذَا جَاءَ الرَّاعِي الصَّالِح لِكَيْ يَجْمَع إِلَيْهِ الشَّعْب التَائِه .. جَاءَ لِيَطْلُب الضَّال وَيَسْتَرِد المَطْرُود وَيُجَبِّر الكَسِير وَيَعْصِب الجَرِيح ( حز 34 : 16) .. جَاءَ لِيَطْلُب مَا لَهُ .. جَاءَ لِيَضُمْ خِرَافُه وَيُضَمِّد جِرَاحَات النُّفُوس الَّتِي تَمَلَّك عَلَيْهَا عَدُو الخِير وَاسْتَطَاعَ أن يَجْرَحْهَا بِجِرَاحَات عَمِيقَة .. جَاءَ كَطَبِيب لِيَشْفِيهَا . كَانَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان هذَا عَمَلُه أنْ يُشِير إِلَى ذلِك الطَّبِيب .. لِذلِك جَاءَ يَصْرُخ بِصَوْتٍ عَظِيم وَكَانَ لاَ يَسْكُتْ .. نَحْتَاج لِصُوْت يُوحَنَّا فِي دَاخِلْنَا يَصْرُخ وَلاَ يَسْكُتْ .. وَنَحْنُ مِنْ جِهِة أُخْرَى عَلَيْنَا أنْ نَسْمَع وَنَسْتَجِيب وَنَأخُذ هذَا الشَّهْر فُرْصِة تُوبَة عَمِيقَة لِكَيْ عِنْدَمَا يُقَال لَك أنَّ الْمَسِيح وُلِد يَكُون قَلْبَك هُوَ المَكَان الَّذِي وُلِد فِيهِ وَنَفْسَك هِيَ المَكَان المُرِيح لَدَيْهِ .. وَتَقْدُمَاتَك هِيَ الَّتِي تُعَوِّضُه وَتَكُون أنْتَ مُهَيَّأ لاسْتِقْبَالُه . فَهُوَ قَدْ وُلِد .. فَلاَ تَكُنْ أنْتَ مِنْ الفِئَات الَّتِي تُدَبِر لِقَتْلُه .. أوْ مَعَ الفِئَات النَّائِمَة أوْ المُتَغَافِلَة . أوْ مَعَ الفِئَات الرَّافِضَة أوْ المُحْتَقِرَة .. بَلْ كُنْ مَعَ السَّهَارَى وَمَعَ المُسْتَعِدِين .. لِذلِك الكِنِيسَة تُخَاطِبَك قَائِلَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِسْتِعْدَاد لإِسْتِقْبَال العَرِيس فَتُبْ لأِنَّهُ قَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات ( مت 3 : 2 ) .. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَك مَا تُقَدِّمُه مِنْ كُنُوز ذَهَبْ أوْ مُر فِي حَيَاتَك أوْ لُبَان عِبَادَة فَجَهِّز مِنْ نَفْسَك لِئَلاَّ تُفَاجَأ أنَّهُ قَدْ وُلِد وَأنْتَ وَاقِفْ فَارِغ اليَدَيْن . نَحْنُ نَحْتَاج لأِنْ نَسْتَجِيب لِصُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي كَانَ يَصْرُخ لِلكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين قَائِلاً﴿ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأنْتُمْ أشْرَار ﴾ ( مت 12 : 34 ) .. أنَا مُحْتَاج لأِنْ أسْمَع هذَا الصُوْت بِعِينُه .. نَحْنُ نُرِيدُه أنْ يُوقِظْنَا مِنْ رُوح الكِذْب وَرُوح الرِّيَاء وَرُوح النِّفَاق .. فَعِنْدَمَا تُشَاهِد سِيرْتُه وَحَيَاتُه تَجِدُه رَجُل مُحِب لِلحَقَّ .. يَقُول لِكُل مَنْ يَرَاه مَاذَا تَفْعَل .. إِخْلَع ثُوب الرِّيَاء .. إِخْلَع كُل مَا فِيك مِنْ إِنْسَان عَتِيق .. نَحْنُ فِي حَاجَة لِكَيْ نُنَقِّي أنْفُسْنَا لاسْتِقْبَالُه بِخَلْع هذَا الثُّوْب – ثُوب الرِّيَاء – الَّذِي نَحْنُ صَنَعْنَاه لإِنْفُسْنَا لِكَيْ مَا تَبْدُو ظَوَاهِرْنَا مِثْل الصِّدِّيقِين .. إِخْلَع هذَا الثُّوْب لِكَيْ مَا تَظْهَر عَلَى حَقِيقَة دَوَافِعَ لِذَا قَدْ قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ سَيَتَقَدَّم بِرُوح إِيلِيَّا ( لو 1 : 17) .. مُحْتَاجِين لِصُوْت إِيلِيَّا .. الصُوْت النَّارِي القَوِي المُوَبِخ الَّذِي يُوقِظْ الإِنْسَان الَّذِي قَالَ لَهُمْ ﴿ حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الفِرْقَتَيْنِ .. إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ ﴾ ( 1مل 18 : 21 ) .. وَأنَا أيْضاً عَلَيَّ أنْ أسْمَع هذَا الصُوْت وَأنْتَبِه وَأسْتَيْقِظ وَأقُول لِنَفْسِي إِلَى مَتَى أعْرُج بَيْنَ الفِرقَتَيْنِ ؟ إِلَى مَتَى أعِيش بِقَلْبٍ مُنْقَسِم .. حَتَّى مَتَى ؟ هَلْ سَتَظِل حَيَاتِي بِهذِهِ الرُّوح المُتَرَدِّدَة ؟ أنْتَ تُرِيدْ مَاذَا بِالضَبْط ؟ إِنْ كُنْت تُرِيدْ أنْ تَسْتَقْبِل الْمَسِيح إِسْمَع لِصُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي جَاءَ يَصْرُخ بِقُوَّة الحَقَّ .. جَاءَ لِكَيْ يَصْرُخ وَيَقُول ﴿ لاَ يَحِلُّ أنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأةُ أخِيكَ ﴾ ( مر 6 : 18) .. فَفِي دَاخِل كُل وَاحِد مِنَّا خَطَايَا لاَ يَتُوب عَنْهَا وَيُبَرِّر لِنَفْسُه أسْبَابْهَا .. فَمَثَلاً تَجِد شَخْص يَقُول * أنَا مُرْهَق * .. وَآخَر يَقُول * مَاذَا أفْعَل ؟ * .. وَآخَر * هذِهِ ضُغُوط * .. وَآخَر * لاَ أسْتَطِيع * .. وَآخَر * هكَذَا كُل النَّاس * .. وَلكِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاءَ يَقُول لَك لاَ يَحِلُّ لَك . إِسْمَع لِصُوتُه الَّذِي قَدْ بَعَثَهُ الرَّبَّ لَك لِكَيْ تَسْتَطِيع أنْ تَتَمَهَد لِحُضُور الْمَسِيح عِنْدَك .. تَجَاوَب مَعَهُ وَافْطُمْ نَفْسَك عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ لِتَسْتَطِيع أنْ تَسْتَقْبِل الْمَسِيح المُخَلِّص .. فَالْمَسِيح قَدْ جَاءَ لِيَفْطُمَك وَيَفْطُمْ النُّفُوس الَّتِي أحَبَّتْ العَالَمْ وَأرَادَت كَسْر الوَصَايَا .. النُّفُوس المُرْتَبِكَة بِنِير عُبُودِيِة العَالَمْ تَحْتَاج لِصُوْت صَارِخ مِثْل صُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان . هكَذَا يَا أحِبَّائِي أهَمْ حَدَث عَرَفَتُه الأرْض كُلَّهَا .. وَأهَمْ حَدَث فِي التَّارِيخ بِأكْمَلُه هُوَ مَجِئ إِبْن الله .. وَلِذلِك إِنْقَسَمْ التَّارِيخ إِلَى قَبْل المِيلاَد وَبَعْد المِيلاَد .. هذَا الحَدَث الَّذِي قَسَمْ التَّارِيخ كُلُّه .. هذَا الحَدَث الَّذِي أنَا أُهَيِّئ نَفْسِي لُه .. لِذلِك لاَ يُمْكِنْ أنْ أسْتَقْبِلُه وَأنَا فِي غَفْلَة .. وَأنَا لاَ أدْرِي مَاذَا يَحْدُث حَوْلِي .. فَأرْجُوك لاَ تُفَوِّت هذِهِ الأيَّام وَلاَ تَمْضِي فِتْرِة الصُوْم كَرُوتِين .. مُجَرَّد تَغْيِير نِظَام الأكْل فَقَطْ بَلْ إِسْتَقْبِل بِرُوح تُوبَة .. نَظَّفْ قَلْبَك لِكَيْ يَجِئ الْمَسِيح وَيَدْخُل وَيَسْكُنْ . إِسْمَع لِنِدَاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَحَاوِل وَاجْتَهِد أنْ تَسْتَجِيب وَقُلْ لَهُ * أنَا أوِّل وَاحِد أكُون فِي إِسْتِقْبَالُه .. أنْتَ جِئْت لِتُعِد شَعْب مُسْتَعِد هَا أنَا .. أُكْتُبْ إِسْمِي عِنْدَك .. إِعْتَبِرْنِي أنَا أوِّل الصَفْ .. أنَا جَالِس الآنْ فِي المِزْوَد مِنْتِظْرُه .. سَوْفَ أنْتَظِرُه بِالصَّلاَة .. بِالتَّسْبِيح .. بِالسَهَر * ..وَالكِنِيسَة تَجْعَل هذَا الشَّهْر كُلُّه سَهَر .. لأِنَّنَا نَعْلَمْ أنَّهُ سَيَأتِي بَغْتَةً .. نَعْلَمْ أنَّهُ سَيَأتِي فِي نِصْف اللِّيل .. فِي بَرْد .. فِي ظُلْمَة .. لِذلِك نَحْنُ فِي بَرْد وَظُلْمَة وَاللِّيل كُلُّه سَوْفَ نَنْتَظِر .. فَلاَ يُمْكِنْ أنَّ الْمَسِيح يَأتِي وَنَحْنُ نِيَام .. أوْ يَأتِي وَنَحْنُ غِير مُهَيَّئِينْ وَعَلَى اسْتِعْدَاد كَامِل .. نَحْنُ أوِّل نَاس سَوْفَ تَسْمَع لِصُوْت يُوحَنَّا وَسَوْفَ نَكُون فِي إِسْتِعْدَاد وَلَيْسَ بِالشَكْل فَقَطْ بَلْ مِنْ الدَّاخِل . فَقَدْ تَكَلَّمْ يُوحَنَّا عَنْ الرِّيَاء وَالنِّفَاق وَتَكَلَّمْ مَعَ العَشَّارِين أنْ لاَ يَظْلِمُوا أحَد .. وَمَعَ الجُنُود مَعَ وُجُوب إِسْتِعْمَال الرَّحْمَة .. وَمَعَ كُل إِنْسَان بِألاَّ يَظْلِم وَلاَ يُرَائِي وَأنْ يَعْبُد الرَّبَّ بِالحَقَّ وَأنْ يُعْطِي .. ﴿ مَنْ لَهُ ثَوْبَان فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ ﴾ ( لو 3 : 11) .. فَقَدْ وَصَّى بِكُل الوَصَايَا .. وَنَبِّه عَلَى أنَّ مَنْ يُرِيدْ إِسْتِقْبَال الْمَسِيح عَلَيْهِ بِتَغْيِير كَيَانُه كُلُّه .. نَحْنُ أيْضاً نُرِيدْ أنْ نُخَاطِبْ الرَّبَّ قَائِلِين * كَيَانَنَا كُلُّه يَحْتَاج إِلَى تَغْيِير .. إِعْطِينَا إِسْتِجَابَة لِنِدَاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان مِنْ أعْمَاقْنَا حَتَّى عِنْدَمَا يَصْرُخ يَجِد أُنَاس تَقُول لَهُ * نَحْنُ أيْضاً نَسْمَع وَنَعْمَل وَسَوْفَ نَكُون مَعَك * . فَصُوْت الحَقَّ وَرُوح الحَقَّ الَّذِي فِي يُوحَنَّا وَرُوح المُجَاهْرَة لاَبُدْ أنْ تَنْتَقِل مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِلَى كُل الكِنِيسَة حَتَّى تَصِير كُل الكِنِيسَة يُوحَنَّا مَعْمَدَان جَدِيد .. وَبَدَلاً مِنْ أنْ يُهَيِّئ شَعْب مُسْتَعِد فَرْد وَاحِد تُصْبِح الكِنِيسَة كُلَّهَا .. كِنِيسَة تَنْطِق بِمَجْدُه .. كِنِيسَة تَنْطِق بِحُبُّه .. كِنِيسَة تَائِبَة .. نِفُوس مُلْتَهِبَة بِالحُبْ .. فَيَأتِي الْمَسِيح وَيُولَد فِي وَسَطْهَا وَيَقُول ﴿ هَهُنَا أسْكُن لأِنِّي أرَدْتَهُ ﴾ ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُوْم ) . رَبِّنَا يُعْطِينَا يَا أحِبَّائِي فِي هذِهِ الأيَّام المُقَدَّسَة أنْ نَسْتَعِد بِالتُوبَة وَأنْ نَتَجَاوَب مَعَ صُوْت يُوحَنَّا المَعْمَدَان الصَّارِخ فِينَا لِكَيْ مَا يُهَيِّئ لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً قَائِلاً ﴿ إِصْنَعُوا أثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَة ﴾ فَفِي كُل يُوم أُضِيف إِلَى تُوبْتِي تُوبَة .. وَإِلَى إِسْتِعْدَادِي إِسْتِعْدَاد .. وَإِلَى سَهَرِي سَهَر ..وَإِلَى صَلاَتِي صَلاَة لِكَيْ مَا يَأتِي إِبْن الله فَيَجِد نَفْسِي مُهَيَّئَة فَيَسْكُنْ وَيَسْتَرِيح وَيَبِيت رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُل مَجْد وَكَرَامَة مِنْ الآنْ وَإِلَى الأبَدْ آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل