المقالات
23 أكتوبر 2024
الحب الحكيم والحب الجاهل
هناك حب حكيم يفيد صاحبه حتى إن سَبَّب له شيئًا من الألم! ولكنه نافع لروحه وأبديته وهناك حب جاهل يضيع صاحبه وإن بَدَت فيه ملامح من الشفقة والحنوقد تحب شخصا فتؤيده في الحق والباطل وربما تشجعه حتى في الخطأ فتهلك نفسه وتهلك نفسك معه ويكون حبك حبًا خاطئًا وقد تحب إنسانًا فتشفق على جسده من التعب ومن الجهاد ومن النسك فتضره وتضيع روحه وعقله ومستقبله! إنه حب جاهل وأم قد تحب طفلها فَتُدَلِّـلَهُ، فتفسده وتحبه في كبره وتود أن يبقى إلى جوارها، فتمنعه عن التكريس وتمنعه عن الرهبنة وعن الكهنوت! ويكون حبها له حبًا أنانيًا ضارًا!!
وشخص يحب قريبه المريض فيخفى عنه خطورة مرضه ولا يعطيه فرصة يستعد فيها لأبديته انه أيضًا حب غير روحي وغير حكيم الحب الحقيقي حكيم وروحي ويهدف إلى خلاص النفس، محبة لا تُجامِل على حساب الحق، ولا تشترِك في خطايا الآخرين محبة طاهرة مخلصة كمحبة الله.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 أكتوبر 2024
قدس يارب فكرى
فيما تفكر ...
الفكر هو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات وترجع أهمية الفكر في انه يشكل الإنسان ويوجه تصرفاته فما تفكر فيه وتقتنع به ، تتصرف طبقاً له فالأفكار التي تتبناها تحدد اتجاهاتك في الحياة ومن ثم تصرفاتك التي تتحول إلى عادات تحدد مصيرك وتضبط علاقاتك " كما فكر في نفسه هكذا يكون " . إن قراءتنا التي نقرأها وما نسمعه من الآخرين يشكل فكرنا أيضا وما تؤمن به من قيم ومبادئ في الحياة يبنى شخصيتك والإنسان ككائن مفكر يجب أن يوجه ويضبط أفكاره طبقاً لما يؤمن به ولا يجعل فكره يطيش في كل اتجاه " هادمين كل ظنوناً وكل علو يرتفع نحو الله وموجهين كل فكر إلى طاعة المسيح " 2 كو 5 : 10.
فكر المسيح ....
يقدم لنا السيد المسيح مثالاً في تجسده للفكر الإنساني السامي الذي يسعى لخلاص كل احد .. وقدم لنا أهم وأفضل الدوافع التي تبنى الإنسان الروحي إلا وهو محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ومحبة القريب كالنفس... وعندما تكون محبة الله هى هدفك ، فان افكارك تتجه إلي كيف ترضيه وتعرفه " لتكن أقوال فمي وفكر قلب مرضية أمامك يا رب صخرتي ".
ولهذا جاء الرب يسوع ليقدم لنا صورة حية للإنسان الكامل الذي يحب الله ويقضي الليالي مصلياً ساهراً ويطالبنا بالسهر للصلاة وبنا الفكر وتغذية الروح ،ثم بالنهار يتحرك الأنسان ويعمل لصنع الخير ويسعى لنشر رسالة الملكوت وخلاص كل أحد . وفي محبته للبشر جاء ليحرر المأسورين ويبشر المساكين ويشفي منكسري القلوب ويطلب ويخلص ما قد هلك ،(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). جاء المخلص يقدم المغفرة للخطاة ويقدم الصفح والحب للأعداء لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون .
جاء السيد المسيح كلمة الله المتجسد ، ليقدم لنا مثالاً في التواضع ووداعة القلب " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " في 2 : 5 – 8 . هكذا أيضا يا عزيزي ليكن لك في المسيح مثالاً في الاتضاع ويكفي التلميذ أن يشبه سيده " فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم " عب 12 : 3 .
جاء الرب يسوع المسيح ليرفع أفكارنا للسماء والى الأب السماوي وطلب منا أن نكنز في السماء وليس على الأرض لأنه حيث يكون كنزنا هناك يكون قلبنا وفكرنا .. وكان همه أن يكرز بالتوبة واقتراب ملكوت الله منا ليكون داخل القلب بما فيه من محبه وفرح وسلام وسعادة فاذ يملك الله على قلبك وفكرك يكون الرب هو محبتك ، على مثاله تتصرف وتسلك . إن تلمذتنا للمسيح تُشكل فكرنا وتجعل منا صيادين للناس ليذوقوا مما أطيب الرب . وهو أمين قد وعدنا أن يعطينا حكمة لا يقدر جميع معادينا أن يقاوموها أو يناقضوها .
إن أردت أن يكون لك فكر المسيح القدوس، قدس فكرك بكلمة الله الحية واطلب منه أن يرشدك ويضبط فكرك " قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته " أم 16 : 9
وأقرا في كلام الإنجيل وأحفظه ليحفظك الرب في ساعة التجربة وتأمل في كلامه ليكون سراج لرجليك ونوراً لسبيلك، وكلمة الله قادرة أن تنقيك وتقدسك . لقد جاء عن القديسة مريم العذراء " أما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ، فليكن فكرك وقلبك في الرب وهو يعلمك ويرشدك كل الأيام .
تغذية الفكر وضبطه ...
إن ما تغذي به فكرك هو الذي يصنعك ويشكلك ، والحواس هي أبواب الفكر فما تراه وتسمعه وتلمسه وتذوقه وتشمه يدخل إلى فكرك . ونحن في عصر المعلومات والسرعة والأخبار والدعاية لا بد إن تضبط حواسك وان دخل إلى فكرك عن طريقها شيء ضار فلا تفكر فيه أو تتمادى معه ولا تسترجعه لأنه قد يدنس فكرك وعواطفك .
وبدلاً من سماع وقراءة ما يضر لنبنى أنفسنا على إلأيمان الأقدس وتغذيه الروح بكلام الله
" فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " إن القراءة في الكتاب المقدس كنز وغذاء يعرفك إرادة الله نحوك ونحو العالم كله وكيف يتعامل الله مع قديسيه ويجعل لك فكر المسيح القدوس . (هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى).كما أن قراءة وسماع الكتب والعظات الروحية وآباء الكنيسة تمنحك مادة للتأمل والصلاة. وليس معنى هذا أن ينعزل الأنسان عن مجتمعه او ثقافة عصره بل يجب ان نقرأ في مختلف مجالات الحياة من تاريخ وعلم نفس وعلوم مختلفة وفلسفة وأقتصاد وأجتماع وأدب وقانون وعلى حسب طاقتنا ووقتنا ، وذلك بانتقاء ومعرفة وبتعقل ليكون لنا الألمام والمعرفة بثقافة عصرنا مما يجعل لشخصيتنا قوتها ولحياتنا عمقها وثرائها.
غذي إذن عقلك بأفكار وقراءات صالحة تنقي فكرك وتجعله فكر قوى منضبط بالإرادة الصالحة وأشعل فكرك بعمل ايجابي يحفظه من الطياشة في الأفكار الباطلة التى لا تنفع وجيد ان تحول ما تراه حتى من مشكلات حولك إلى الصلاة إلى الله لكي يتدخل في حياتك وحياة الآخرين وان يوجه العالم نحو الخير والصلاح .
اضبط لسانك. فان كثيراً من الخطايا يتسبب فيها اللسان. واللسان يعبر عن ما بداخل الأنسان لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات " الشجرة تظهر من ثمارها كذلك تفكير الإنسان يظهر من كلامه " سير 27 : 7 .
إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل. والذي يضبط لسانه رجل كامل قادر أن يحكم الجسد كله فراقب كلامك واضبط لسانك وفكر أكثر من مرة قبل أن تتكلم لتعرف دافع كلامك وليكن كلامك للبنيان لتعطى نعمة للسامع فالكلمة الحكيمة تبني وهي كتفاحة من ذهب على طبق من فضة متى قيلت في وقتها، اعرف انه بكلامك تتبرر وبكلامك يحكم عليك .
أن تحررت من أخطاء الكلام كالكذب والمبالغة والتهكم والإدانة والتباهي والثرثرة وكان كلامك مُملح بنعمة الروح القدوس وإرشاده تكون بركة لنفسك وللسامعين.
أبعد إذا عن السلبيات والأهواء وراقب أفكارك وكن سيداً عليها فمالك نفسه خير ممن يحكم مدينة وأنت قادر بالنعمة على طرد كل فكر خاطئ وتقديس فكرك بالصلاة ومحبة الله ومحبة الخير والغير .
الفكر المقدس ....
أخضع فكرك لقيادة الروح القدس واجعل من نفسك إناء صالح مرتبط بإرادة الله وتنفيذ مشيئته غير خاضع لأهوائك ، واعلم إن للفكر أعداء تحاربه " ولكني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح " 2 كو 11 : 3 .
اعلم إن كل ما هو صالح فيك هو عطية لك من الله فلا تفتخر بمواهبك أو صلاحك لئلا تسلم للتأديب بتخلي نعمة الله عنك بسبب كبرياء القلب . واعلم إن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة وفي حروبك استند إلى قوة الله لتحررك من سلطان الذات وعنادها .
وراقب أفكارك واعرف أين تجول وكلما تقدمت روحياً تعرف أن تضبط فكرك فلا يطيش يميناً وشمالا ً.(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). لا في أفكار المجد الباطل أو في التزكية الخاطئة للنفس أو المديح أو التسلط أو في أفكار الشهوة والكراهية والإدانة والقي بأفكارك الخاطئة تحت صليب المسيح قائلاً مع المسيح صلبت لاحيا لا أنا ل المسيح يحيا في . وكلما تزداد محبة الله في قلبك تصغر محبة العالم في عينيك وتأتيك نعمة الروح القدس للتعزية وثق أن الرب يراقب جهادك الروحى ويحارب حروبك ما دمت أمينا له وتريد أن تجاهد وتنتصر لحساب ملكوته السماوي .
وإذ تريد أن تصلي وتقدس الفكر للمسيح في صلوات نقية ابعد عن التخمة في الأكل والشراب حتى لا تخمد حرارة روحك فهذه هي خطية سدوم التي أوجبت الهلاك عليها الكبرياء والشبع بالكل والشرب مما قادهم إلى الزنا والخطية . ولا تدع هموم الحياة تشغلك عن مناجاة الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح .
درب نفسك على الشعور بحضور الله معك في كل وقت في أثناء العمل والحديث والأكل والنوم واجعل مخافة بين عينيك وفي فكرك وقل لفكرك هل هذا الفكر يوافق عليه الرب ، وهل هذا هو فكر المسيح وكل ما تفكر فيه اسأل الرب هل هذا فكر يرضيه وهل هذا العمل يوافق إرادته وفي أي وقت يرد إليك فكر غير مقدس اطرده " قاوموا إبليس فيهرب منكم " يع 4 : 7 .
قائدي يسوع
فكرى وميولى وإرادتى بين أيديك ،
قلبى وحياتى ومصيرى ومستقبلى .
سلمت نفســي يا ربي وديعة عندك،
وسفينة حياتى لتقودهــــــا بيديـــــك ،
اســـكن في قلبــــى أنــــت يا رب ،
أملاء قلبى صلاح وقدنى دائماً للنجاح ،
كلامك هدايتى . صلــــــيبك نجاتى ،
وفكرى ليكن كفــــكرك وفى محبتـــك،
نور لــــي عقلـــــي واهدي خطاى ،
واغفر لى ذنوبى وحارب حروبى ،
فبك أغلــــب طول الطريق .
القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
21 أكتوبر 2024
فلسفة العمل بين أسر الشباب
الشباب هو العصر مكثفا ، وحياة العصر في الضجيج والعمل السريع والتوتر الدائم ، لذلك كثيرا ما تنزعج النفس وتحتاج الى مكان الخلوة والهدوء والراحة ومثل هذه الأماكن تعطى فرصاً للتأمل ومحاسبة النفس ، إنها بمثابة وقوف على ربوة عالية لإستكشاف معالم الطريق وأحوال المسيرة على الدرب خشية حدوث إنحراف أو إغتراب أو إنزلاق اود ان أركز على أربعة نقاط أساسية في العمل الشبابي :
١- إننا نستهدف نمواً متكاملا للشباب .
٢ - إننا نمى توازنا بين أبعاد الثنائيات روحياً واجتماعياً .
٣- إننا نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معاً . ٤- إننا نتعرف على احتياجات الشباب والمجتمع وتمتد بها إلى الأصالة والعمق .
أولا : النمو المتكامل :
في نهاية الإصحاح الثانى من بشاره معلمنا لوقا يتحدث البشير عن الرب يسوع قائلا "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمه والقامة والنعمة عند الله والناس " لو ٢ : ٥٢
هذا النموذج الذى ينبغى أن يوضع أمامنا ، يعطينا فكرة عن النمو المتكامل ، من كافة الوجوه وسمة العصر تلح علينا بفكرة التكامل ، كما أن لاهوتنا الارثوذكسى يحتم التكامل أيضا الأرثوذكسية هي الاستقامة ، استقامة في السيرة والمنهج، في الخارج والداخل ، في الجسد والروح معاً فيما هو بشرى ، وما هو سماوى أيضاً كيف يمكن أن يكون هناك شاب متقدم في الروحيات ،ولا يعرف كيف يحيا وسط الناس ؟!
وكيف يمكن أن يكون هناك شاب يريد أن يكون مسيحياً ،
ويكتفى بالعلاقات الاجتماعية دون الحياة الباطنية ؟!
فمبدأ التكامل اذن فلسفة وسياسة ونمط حياة ، تلتزم به الخدمة بين أسر الشباب إن فقدان أي جانب من جوانب النمو ، يضعف تكامل الشخصية ،ويشوه خليقة قال عنها الكتاب إنها على صورة الله ومثاله على أنه يلزمنا أن نوضح أن مبدأ التكامل لا يعنى أن الحياة الروحية مجرد جانب من جوانب الشخصية ، وإنما يعنى أن لها مركزاً هو البؤرة ، والمحور ، والمركز الذي تدور حوله كل الأنشطة فنحن نرفض الانجيل الاجتماعي الذي يسود البلاد الغربية الآن ، عندما اكتفت بالخلقيات والفضائل الاجتماعية ، والقت وراء ظهرها رسالة الصليب والخلاص الطرق التربوية التقدمية قد تنشىء إنساناً ، ونحن نحترم إنسانية الإنسان . ولكن الحياة الروحية تخلق قديساً ،ونحن نسعى أن تمتد بالمولود من الجسد ومشيئة الرجل ، إلى أن يحيا وفقاً للميلاد الجديد بالماء والروح قد رأيت بعينى رأسى الكنائس الغربية في الخارج تبذل جهداً جباراً ، وقد نجحت في كل شيء إلا أن توصل المسيح إلى الناس !!
إن كثيرا منها يفتقر إلى شخص الرب يسوع وعمل الروح القدس ان لم تكن أسر الشباب الجامعي هادفة نحو خلاص الانسان ،و تحريره من الخطيئة والذات والخوف من الموت ، فان عملها خارج عن متن رسالة الانجيل وبشارة الملكوت نحن نستطيع أن نقيم جميع أنشطتنا على هذا المعيار ؟ هل عملنا هذا متكامل ومكثف نحو الأبدية هادف إلى خلاص النفس أم لا ؟ !
ثانياً : التوازن بين الثنائيات :
تحفل جميع البلاد الغربية بجميع أنواع الثنائيات لاهوتيا
واجتماعيا فالفكر اللاهوتى عندهم يفصل بين الطبيعتين الإلهية والناسوتية للسيد المسيح . أما نحن فعندنا وحدة اللاهوت والناسوت البلاد الغربية متأثرة إلى يومنا هذا بالفكر الأفلاطوني الذي يقوم على ثنائية المادة والفكر . لهذا تجد الفلسفة الغربية تنحو نحو الديالكتيك والتضاد ، لا إلى التكامل والتصالح لنعرض لبعض الأمثلة على تطبيق هذا المبدأ في عملنا وسط الشباب.
الله والانسان : .واحد يقول العمل هو إلهى فقط "وبالنعمة أنتم مخلصون". . آخر يقول العمل بشرى إلى أبعد حد ، والإنسان يجاهد ليخلص الأول أوغسطيني والثاني بيلاجي والأرثوذكسي يؤمن بالتناغم بين ما هو الهى وما هو انساني النعمة والجهاد معا الايمان والأعمال معا الالهى والانساني معا .
الفرد والجماعة :
واحد يركز على فردية الخلاص . والحياة المسيحية عنده
ديانة شخصية آخر يركز على فكرة شكلية الانتماء إلى الجماعة الكنسية هذا متطرف ، وذاك متطرف أيضاً . أما الأرثوذكسى فهو يؤمن بأن الحياة الروحية شخصية وكنسية معا فالرب عندما صنع الفصح صنعه مع تلاميذه والروح القدس يوم الخمسين ، حل على جماعة الرسل
والمريمات معاً .فالأرثوذكسية إذن تؤمن بتجاوز الفوارق، وتتعدى الحواجز أيضاً مفهوم الكنيسة اذن هو شركة Communion ، والشركة هي شركة - مؤمنين ، مجاهدين معاً بنفس واحدة ، على حد تعبير المغبوط بولس في رسالته إلى أهل فيلبي .
الحرية والسلطة :
هناك أناس عصريون بطريقة جسدية ، يركزون على الحرية بمعنى الإباحية وهناك أناس متزمتون ، يرفضون العصر بكل ما فيه وسلاحهم في هذا السلطة ضد كل ما هو تقدمى البعض يفهم السلطة في الكنيسة استبداداً والبعض يفهم الحرية في الإنجيل تحرراً من الضوابط والجهاد والنسك أما الأرثوذكسيى فيؤمن أن الحرية عنده هي ان يخضع لسلطان الحق بملء ارادته ، والحق يحرره من ذاته وحرية مجد أولاد الله تعطيه انطلاقا في التصرف الى أن يصبح غير مستعبد للناموس، بل يتجاوزه
إلى العبادة بالنعمة والفرح ، لا بالعبودية والخوف ، أي من منطلق جيل التجلى ، وليس من منطلق جيل سيناء
الجسد والروح :
هناك إنسان يرفض كل ما هو جسدى ، ويحتقر المادة المنظورة الأول مقطوع مع مانى والغنوسية المنحرفة ، ومجمع غنغرا وهناك من لا يعطى للروح اهتماماً ، وعينه دائماً على الأمور أعطى للجسد كرامته التي له في الكتاب المقدس كهيكل للروح القدس ومحب للعالم، والكتاب يحذره بالقول الألهى والثاني إنسان مبيع للجسد لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم أما الأرثوذكسى فهو روحي في كل تصرفاته المادية والروحية والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول :" ما ليس هو روحاني في جسدياته ، هو جسدي في روحياته ".
المادة والفكر :
هناك إنسان يحب التأملات والأفكار ، ويحتقر الأعمال وخاصة اليدوية وهناك آخر يهزأ بكل الأنشطة، فيما عدا ما هو عملى و يدوى فقط أما الأرثوذكسى فهو يؤمن أن المادة والفكر تصالحا ، كما ان الجسد والروح اتحدا ، كما أن السماء والأرض اقتربتا ، كما أن الرحمة والعدل تلائما الكاهن يأخذ مادة (خبزاً )،ويقول صلاة [ أخذ خبزاً على يديه الطاهرتين ] الفكر والنطق مع المادة الإنسان مع الروح لم تعد هناك ثنائية في الأرثوذكسية .
الزمن والأبدية :
هل هدفنا أن نربى شبابنا ليعيشوا زمانهم فحسب ؟ : . هل هدفنا أن نربى شبابنا للابدية ،رافضين الحياة ،مترفعين
عن مأساة الإنسان ومعاناته ومشكلاته على الأرض ؟ ! الأرثوذكسى يرى أنه في القداس اتحاد بين الزمن والأبدية ، وفي الصلاة وحدة الأمور الحاضرة مع الأخروية . بهذا يحيا ابديته في واقع زمنه الأبدية حاضرة الآن : تأتى ساعة وهي الآن " والأبدية الآتية ، تمنح المؤمنين صبراً في الجهاد، وتهون المعاناة والآلام . في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم.
ثالثاً : نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معاً :
لا ترفض العصرى لأنه عصرى ، كما لا ترفض التقليدي لانه
تقليدي الطريقة التقليدية في الخدمة هي العظة الكلمة والسر هما أساس الكنيسة لا بد لأولادنا أن يمارسوا حياة الشركة من خلال التناول وممارسة الأسرار وحياة الخدمة في الكنيسة الوظائف الثلاث "الليتورجيا والكينونيا والدياكونيا" متكاملة العمل ونحن أيضاً يلزمنا أن نربى الشباب على ممارسة هذه الثلاث من الطرق العصرية الفيلم - الندوة - المعسكر - الموسيقى والفن والمعرض هذه طرائق ضرورية ، ومفيدة معاً ولكن يلزمنا أن نربي أولادنا على أن يمارسوا عصريتهم بروح آبائية . فالفنان يكون روحياً وليس دنيوياً Secular فهناك ما يسمى بلاهوت الايقونة واللاهوتى بول افديكيموف يقول هناك فارق بين صورة يرسمها فنان عالمى جسدى و اخرى يرسمها راهب قديس الأولى قد تحمل فنا ولكن الثانية تحمل أبدية وعمقا وهناك فارق بين انشودة يرنمها شبان دنیویون و أخرى يرنمها خورس من العابدين الأولى قد تحمل نغما منسجما ولكن الثانية تحمل سر الصمت
والقداسة عصريتنا لا علاقة لها بالعقيدة والايمان ولكن بالأسلوب وطريقة التعبير . رابعا : نمتد بالحاجات إلى الأصالة :
قد نتعرف على الحاجات بالطرق السيكولوجية والتربوية كالاستفتاءات والمقاييس والاختبارات والدراسات المسحية ولكن الكنيسة يلزمها أن تبقى فوق كل هذه الاحتياجات ، تحمل سر القوة لتنتشل كل غريق ، وتسند كل ضعيف، الكنيسة التي تتنازل عن أصوامها وصلواتها مثلما حدث في الغرب ، تفقد عمقها ، ثم تفقد أيضا وجودها يلزمنا أيضاً أن نقدم للشباب ابعاد تمتد به إلى الإتجاهات السائدة وما سيحدث فى العالم من تيارات . أى أن نسبق العصر لا أن نقف عند حدود ما هو حادث وفوق كل دراسة والهامات تبقى الأصالة الحقيقية والحل الجدري لمشاكل الانسان ، أن يحيا الفرد في شركة حب مع الله والناس نسأل الثالوث القدوس حكمة وقوة وسنداً لتكمل رسالة آبائنا ولربنا المجد أمين ؟
نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن مجلة الكرازة العدد الثالث والثلاثون عام ١٩٧٥
المزيد
20 أكتوبر 2024
إنجيل قداس الأحد الثاني من شهر بابه
تتضمن الحث على الاعراض عن العالميات وتذكر القيامة والمجازاة مرتبة على فصل ركوب السفينة( لو ٥ : ١-١١ )
إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركوا كل شئ وتبعوه متزرعين بسلاح الشجاعة ومسرعين إلى السماع بالقبول وقد ظهرت أثار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة وصادموا أهوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق وقاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً تارة بذاته وتارة برسله وتارة بأنبيائه، وتارة بعظات التابعين له ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغنى والاهتمام بأجسامنا البالية إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له لأنه قد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعوه حاملين صلبانهم ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية وحيث يوجد الميل مع الشهوات واللذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح وإذ نقصنا شروط ربنا خالفناها بأعمالنا الأثيمة فكيف نوجد بهجين مسرورين؟ وهل نكون في حالتنا تلك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون؟ وهم مع ذلك غافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتذاذ بنيل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم وكيف اننا لا نصور في عقولنا دائماً إنقراض آجالنا؟ وانقطاع حياتنا بسرعة وفساد أجسامنا وتفرق أوصالنا ورهيب مجلس القضاء وجلوس الديان للمحاكمة واجتماع الأمم ودوام سعادة المطيعين وطول شقاوة العاصين فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها؟ قلت: أنا أرشدك إلى مسالك الخلاص وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنك وتعدها في فكرك ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه ثم تذكر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادها. فتقابل الزنا بالعفة والدعارة بالطهارة والكبرياء بالتواضع والطمع بالقناعة والغضب بالحلم. والحسد بالمحبة وهلم جرا. ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً مع البكاء والصلوة والصوم. وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافاً من حاصل قناياك. وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى. ولبست الثياب الفاخرة. ونوعت ألوان المأكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاستعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل. والتزهد عن رفيع اللباس. وغض الطرف عن النظر إلى النساء دائماً. وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عن المسيئين اليك وبارك لاعنيك. إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة من التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها. فكما ان الانسان إذا أهمل أمور جسمة. وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً. ثم أعرض عن استعمال الأدوية النافعة والمسهلات اللازمة. تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله وتفاقمت الامراض عليه وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك. كذلك حال النفوس فإنها إذا لم تقوم بالتعليم والادب. وتتريض بالطهارة والعفة تغرق بسرعة في بحار الذنوب وتتلوث بأوساخ المساوئ وتكثر من الخطايا المميتة كالمرأة الصدئة التي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينا. فلا نضجر والحالة هذه من تأديب ربنا. لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبوب عنده لخيره وفائدته محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكي نرجع إليه. وندخل في طاعته ليتراءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمة ربنا يسوع المسيح الذى له المجد والوقار. إلى الأبد آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
19 أكتوبر 2024
حُضُور المَسِيح فِي حَيَاتنَا
يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِيُوحَنَّا 1 : 39 { وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوْمَ } تِلمِيذَا يُوحَنَّا رَأيَا يَسُوع وَمَكَثَا عِنْدَهُ يوم فَمَا كَانْت النَتِيجة لِذلِك ؟ أنَّهُمَا أحَبَّاه وَاشتَاقَا أنْ يمضِيَا مَعَهُ بَاقِي حَيَاتَهُمَا فَتَبِعَاه أينَمَا يمضِي هَلْ فَكَّرت فِي أنْ تَتبع يَسُوع فِي حَيَاتك أينَمَا يَمضِي تَمضِي يُومك مَعَهُ ؟؟
كَيْفَ نَقضِي يوم مَعَ يَسُوع ؟ لَمَّا جَلَسُوا مَعَهُ يوم أخذُوا قَرار أنْ يَتبعوه أينَمَا يَمضِي يَسِيرُونَ مَعَهُ يَأكُلُونَ مَعَهُ يَتَحَدثُونَ مَعَهُ عَرَفُوا أفكاره وَطِبَاعه فَإِنجَذَبُوا إِليهِ وَتَبِعُوه أينَمَا يَمضِي كَيْفَ نشعُر أنَّ المَسِيح حَاضِر فِي كُلَّ أعمالنَا ؟ كَيْفَ نَقتَرِن بِهِ فِي كُلَّ أعمالنَا وَكَلاَمنَا وَأنْ نَظِل فِي حَضرَتِهِ بِإِستِمرار ؟ كَيْفَ نَتَعَلَّم الجُلُوس مَعَهُ ؟ كَيْفَ تَكُون اللحظات الَّتِي نَقضِيهَا مَعَهُ خَمِيرة تُخَمِر العَجِين كُلَّه ؟ جَيِّد أنْ نَشعُر أنَّ حَيَاتنَا جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع وَحَيَاة يَسُوع هِيَ حَيَاتنَا وَلَمَّا تَجَسَّد عَمل كُلَّ شِئ لأِجلِنَا ليتَنَا نَقضِي يوم مَعَ يَسُوع لَيتَ حَيَاة يَسُوع تُكتب عَلَى صَفَحَات قُلُوبِنَا وَتُنقش عَلَى أفكَارِنَا عِنْدَمَا كَانَ يَسُوع يِتَلمِذ أحد كَانَ يَجعَلَهُ أوَّلاً يَحتك بِهِ شخصِياً { كَانُوا مَعَهُ } ( يو 9 : 40 ) لِيَرَى كَيْفَ يَتَعَامل مَعَ أحِبَّائه وَأعدائه وَيَرَى كُلَّ مَوُاقِف حَيَاته أوَّلاً .
كَيْفَ نَعِيش مَعَ المَسِيح فِي يَومِنَا العَادِي ؟
تدرِيب جَمِيل وَوَاقِعِي
1- أثنَاء غَسِيل وُجُوهنَا :-
أثناء غَسِيل وَجهِكَ قُل لَهُ { إِنْضح عَلَيَّ بِزُوفَاكَ فَأطهُر ، تَغْسِلنِي فَأبيض أكثر مِنَ الثلج }( مز 50 ) غَسِيل الوجه يُجَدِّد النَشَاط الماء يُعْطِي إِحساس التَجدِيد كَيْفَ يَكُون لَنَا فِكر المَسِيح ؟ حَيَاة المَسِيح لَمْ تنتَهِي بَلْ هِيَ دَائِمة مُتَجَدِّدة أي لَهَا صِفة الخُلُود وَأعْطَانَا هذِهِ الصِفة بِأنَّ حَيَاته مُتَجَدِّدة فِينَا هُوَ قَالَ لِبُطرُس { إِنْ كُنْتُ لاَ أغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ } ( يو 13 : 8 ) قُلَ لَهُ وَأنْتَ تَغسِل وَجهك " إِغْسِلنِي كي يَكُون لِي نَصِيب مَعْك أنَا يَا الله فِيَّ كَثِير مِنْ الشَوَائِب وَالخَطَايَا فَإِغْسِلنِي يَاربَّ مِنْهَا كي يَكُون لِي نَصِيب مَعْك " مُشكِلِتنَا أنَّنَا نَفْصِل بينَ أُمورنَا الرُّوحِيَّة وَحَيَاتنَا العَادِيَّة لاَ الآباء كَلَّمُونَا كَثِيراً عَنْ أنْ نِوَحِد قَلبِنَا فِي خُوفه أي يَكُون لِلقلب إِهتِمام وَاحِد كَيْفَ نَتَذَكَّر المعمودِيَّة وَنَحْنُ نَغْسِل وُجُوهِنَا كُلَّ صَبَاح ؟ أمام الماء تَذَكَّر إِنَّكَ إِبن الماء وَالرُّوح الأنبَا أنطونيُوس كَانَ يَقُول لأولاده { يَا أولاَدِي جَدِّدوا كُلَّ يوم عَهد معمودِيَتِكُمْ } وَكَأنَّكَ كُلَّ صَبَاح تُجَدِّد معمودِيِتك المَسِيح لَيْسَ مَاضِي أوْ خَيَال بَلْ هُوَ دَائِمْ جَدِيد لِلأبد جَيِّد أنْ نَتَقَابل مَعَ حُضُور المَسِيح فِي كُلَّ أحداث اليَوْم .
2- أثنَاء إِرتِداء المَلاَبِس :-
توجد عِلاَقة وَطِيدة بينَ المَلاَبِس وَالمَسِيح تَذَكَّر وَأنْتَ ترتَدِي مَلاَبِسك عُري الخَطِيَّة وَالله هُوَ الَّذِي سَتَرَنَا وَنَحْنُ فَكَّرنَا فِي حُلُول تستُرنَا لَمْ تَكُنْ مُفِيدة كَمَا فَعَلَ آدم بِأنَّهُ خَاطَ أقمِصة مِنْ وَرق التِين ( تك 3 : 7 ) وَأنْتَ ترتَدِي مَلاَبِسك قُلَ لَهُ " أنْتَ سَتَرتِنِي مِنْ عُري الخَطِيَّة وَأنَا حَاوِلت أنْ أستُر عُريي بِطَرِيقة زَائِفة فَإِستُرنِي أنْتَ وَبَدَلاً مِنْ أنْ يُقال عَنْ آدم { وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِرَ }( تك 3 : 7 ) ألاَ يُقال أنْتَ سَترتَنِي !! ؟ " عِنْدَ إِرتِداء مَلاَبِسك تَذَكَّر الآية { أخْرِجُوا الحُلَّةَ الأُولَى } ( لو 15 : 22 )قُلَ لَهُ " يَاربَّ أنَا لاَ أُرِيد أنْ أختار لِنَفْسِي مَاذَا أرتَدِي بَلْ أُرِيدك أنْتَ تَختار لِي مَلاَبِسِي أُرِيدك أنْتَ تُلْبِسَنِي بِيَديكَ " جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَرتَدِي مَلاَبِس مُحتَشِمة وَكَأنَّ الله هُوَ الَّذِي ألبَسَهُ إِيَّاهَا الحُلَّة الأُولَى لَمْ تَكُنْ لِلإِبن قبل أنْ يترُك بيت أبِيهِ بَلْ هِيَ أجمل حُلَّة فِي البيت وَمَا هِيَ الحُلَّة الأُولَى إِلاَّ المَسِيح المَسِيح هُوَ ثِيَابِي وَسَترِي وَغِطَائِي { لأِنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ المَسِيحَ } ( غل 3 : 27 ) – هُوَ سَترِي – الله يُلْبِسنِي أجمل حُلَّة فِي البيت المَسِيح لاَ يُرِيد أنْ يُعِيدَنِي لِمَا كُنْتُ عَلْيهِ بَلْ يُرِيد أنْ يُعْطِينِي الأعظم يُعْطِينِي نَفْسه جَيِّد أشعِياء النَّبِي عِنْدَمَا يَقُول { كَسَانِي رِدَاءَ البِرِّ } ( أش 61 : 10){ وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوْمَ } لَمَّا جَلَسُوا مَعَهُ عَاشُوا مَعَهُ وَاختَلَطُوا بِهِ فَتَبَعوه أينَمَا يَمضِي جَيِّد أنْ تَختَبِر حُضُوره فِي حَيَاتك اليومِيَّة .
3- أثنَاء المَسِير فِي الطَرِيق :-
السَيِّد المَسِيح كَانَ يَجُول فِي بِلاَدٍ كَثِيرة .. وَأنَا فِي الطَرِيق أتَذَكَّر أنَّ المَسِيح لَهُ المجد كَانَ يَمْشِي عَلَى هذِهِ الأرْض فَقَدَّسهَا وَالَّذِينَ نَرَاهُمْ فِي الطَرِيق هَلْ هُمْ أشرار ؟ لاَ لاَ تنظُر لَهُمْ هذِهِ النظرة بَلْ أُنْظُر لَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ عَمْل يَدَيهِ وَمخلُوقاته وَهُوَ مُمَجد فِيهُمْ مَهمَا كَانِت أخلاَقِهِمْ وَدِيَانَتِهِمْ فَهُمْ صَنْعِة يَدَيهِ لاَ يوجد إِنْسَان يخلو مِنْ حُضُوره أوْ صُورته مَهمَا كَانَ أي إِنْسَان أرَى فِيهِ الله يَقُول الكِتاب { أمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ } ( يو 8 : 59 ){ أكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعنَا } ( لو 13 : 26 ) إِذاً وَأنَا فِي الطَرِيق أرَاهُ فِي كُلَّ كَائِن وَأيضاً يَجِب أنْ أنقِل حُضُوره لِكُلَّ كَائِنْ يُقال عَنْ السَيِّدة العذراء عِنْدَمَا ذَهَبِت إِلَى أليِصَابات أنَّ يُوحَنَّا إِرْتَكَضَ فِي بطن أُمِّهِ ( لو 1 : 41 ) لَمَّا لَمْس حُضُور المَسِيح سَجَدَ لَهُ المفرُوض أنْ ألمِس حُضُور المَسِيح فِي الآخر فَأقبله وَأرَى الله فِيهِ حَتَّى وَإِنْ كَانَ عَابِر سَبِيل أرَى فِيهِ شِئ إِيجَابِي حَتَّى وَلَوْ سَلِّمت عَلِيه أوْ كَلِّمته كَلِمَات بَسِيطة أكَلِّمه بِإِحساس أنَّ الله فِيهِ فَأحتَرِمه أحياناً لَهجِة الكَلاَم تُبَيِّن القصد مِنْهُ لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون أُسلُوبنَا يَحمِل إِحتِرَام لِلجَمِيع لأِنَّ المَسِيح فِيهُمْ فِي الخَارِج يُعَلِّمُونَ الأطفال نبرة الصوت لِلتعبِير عَنْ الكَلاَم بِإِسلُوب لاَئِق أيضاً تعبِير الوجه يُعَبِّر عَنْ مَدى إِحتِرَامك لِلآخر لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا عُبُور إِتِجاه الآخر فِي أحد المرَّات جَاءَ رَاهِب ضِيف مِنْ الكِنِيسة الهِندِيَّة لِمصر وَكَانَ الأنبَا مُوسَى مَازَالَ مُكرَّس فَأخذهُ لِيَتَفَقد بعض الكَنَائِس وَيَتَعرَّف عَليهَا وَأثناء الطَرِيق إِستَقَلاَّ تِرَام مُزدَحِمْ وَنَدِمَ الأنبَا مُوسَى لأِنَّهُ أرْكَبَهُ التِرَام وَظَلَّ يَعتَذِر لَهُ طُول الطَرِيق فَإِذْ بِالرَّاهِب يُجِيبه بِبَشَاشة أنَّهُ غِير مُتَضَايِق لأِنَّهُ يَرَى يَسُوع فِي كُلَّ إِنْسَان حَولَهُ فِي هذَا الزحام الَّذِي يَبحث عَنْ يَسُوع وَيَعِيش مَعَهُ يَرَاهُ فِيمنْ حَولَهُ عِنْدَمَا يَكُون المَسِيح غَائِب عَنِّي لاَ أرَاهُ أبَداً وَلكِنَّهُ عِنْدَمَا يَكُون حَاضِر فِيَّ أرَاهُ فِي كُلَّ لحظة وَأشعُر بِمَنْ حَولِي وَبِآلامهُمْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبرَاهِيمْ المُتَنَيِّح كَانَ يَدعو بالبَرَكة لِكُلَّ إِنْسَان يِقَابله فِي الطَرِيق حَتَّى البَائِع المُتَجَوِل وَالأُم الَّتِي تَحمِل طِفلَهَا وَمَهمَا كَانِت دِيَانَتهُمْ كَانَ يَدعو لَهُمْ بِينه وَبِينَ الله إِنْسَان قَلْبه مفتُوح يَرَى الله فِي كُلَّ إِنْسَان وَفِي كُلَّ الخَلِيقة فِي العصفُور وَالزُرُوع وَالبشر وَلَمَّا قَالَ الله { اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا } ( مر 16 : 15) ترجَمِتهَا كُلَّ الخَلِيقة وَلَيْسَ البشر فقط لِذلِك الكِنِيسة تُسَبِّح بِلِسَان الخَلِيقة كُلَّهَا .
4- أثنَاء الإِستِذكار وَالعَمل :-
يَسُوع كَإِنْسَان تَعَلَّم القِرَاءة وَالكِتابة { وَقَامَ لِيَقْرَأَ } ( لو 4 : 16) لَيْسَ بِالفِطره بَلْ بِالتَعلِيم عِنْدَمَا حَفظ النَّامُوس حَفِظَهُ كَإِنْسَان وَعِنْدَمَا دَخل فِي مُجَادَلاَت مَعَ الكَتبة وَالشُيُوخ فِي الهِيكل بُهِتُوا مِنْ تَعَالِيمه ( مر 1 : 22 ) لِذلِك كَانَ مكتُوب عَنْهُ { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الحِكْمَةِ وَالقَامَةِ } ( لو 2 : 52 ) إِذاً أنَا بِتحصِيلِي لِلمعلُومات وَالإِجتِهَاد فِي الإِستِذكار أشتَرِك مَعَ المَسِيح أيضاً المُذَاكرة وَزنة يطلُبهَا الله مِنِّي بِأمَانة إِذاً المُذَاكرة مِنْ ضِمنْ أمَانَتِي لله المَسِيح لَهُ المجد عَمل وَاجتَهد إِذاً العَمل إِشتِرَاك فِي تَعْب يَسُوع { اذْهَبِ اليَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي } ( مت 21 : 28 ) السَيِّد المَسِيح قَدَّسَ العَمْل وَالتَعب وَالآباء يَقُولُون أنَّ الوقت الَّذِي عَمَلَ فِيهِ أكثر مِنْ الوقت الَّذِي كَرَزَ فِيهِ جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الله لَيْسَ بِبَعِيد عَنْكَ بَلْ هُوَ مُختَلِط بِكَ فِي كَيَانك وَفِكرك لِذلِك لاَ نَتَعَجَب مِنْ قول القِدِيس أثنَاسيُوس عَنْ الأنبَا أنطونيُوس أنَّهُ{ كَانَ يَتَنَفَس المَسِيح } .
5- أثنَاء الرَّاحة :-
لَمْ يَكُنْ السَيِّد المَسِيح يُحِب الرَّاحة الَّتِي فِي الوقت الغِير مُنَاسِب بَلْ يُقَدِّس الرَّاحة فِي وَقتِهَا المُنَاسِب عِنْدَمَا كَانَ فِي البُستان يُصَلِّي وَوَجد تَلاَمِيذه نِيَام وَبَخَهُمْ بِلُطف وَقَالَ لَهُمْ { مَا قَدَرْتُمْ أنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً } ( مت 26 : 40 ) لكِنْ لَمَّا حَزَنُوا قَالَ لَهُمْ { أمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأمَّا الجَسَدُ فَضَعِيفٌ } ( مر 14 : 38 ) أعْطَاهُمْ العُذر بِلُطف وَعِنْدَ دُخُوله البُستان قَالَ لَهُمْ أنَّ إِبن الإِنْسَان سَيُسَلَّم ( مت 26 : 45 ) إِذاً لاَ تطلُب الرَّاحة وَقت التَعْب أي أنَّ هُناك وَقت لِلتَعْب وَوَقت لِلرَّاحة جَيِّد أنْ تشعُر أنَّهُ يَحتَاجك جَانِبه فَتسهر مَعَهُ الله أخذ رَاحة عِنْدَمَا وَجَدَ أنَّ كُلَّ شِئ حَسن فِي الخَلِيقة ( تك 1 : 31 ) إِذاً الرَّاحة بعد إِتمام عَمل المَسِيح لَهُ المجد قَالَ لِتَلاَمِيذه مَرَّة وَاحِدة إِستَرِيحُوا قَلِيلاً بعد أنْ عَادُوا مِنْ الإِرْسَالِيَّة لَمْ يَقُل لَهُمْ إِسْتَرِيحُوا وَقت طَوِيل بَلْ قَلِيلاً جَيِّد أنْ تَستَرِيح بعد أنْ تُتَمِّمْ عَمَلك نَتَعَجَب مِنْ إِنْسَان يُرِيد كُلَّ وَقته رَاحة سَيَجِد أنَّ الرَّاحة تَفقِد مَعنَاهَا كَرَاحة وَالنُزهة تَفقِد مَعنَاهَا كَترفِيه السَيِّد المَسِيح يَأمُرنَا أنْ تَكُون رَاحِتنَا فِيهِ " إِستَرِح فِيَّ " أنَا رَاحتك رَاحِتنَا هِيَ الإِشتِراك فِي رَاحته وَرَاحته هِيَ بعد العَمل إِذاً السَيِّد المَسِيح جَعَلَ الرَّاحة كَمَا العَمل الرَّاحة فِي المَسِيح غِير الفَرَاغ الفرق بينَ الرَّاحة وَالفَرَاغ هُوَ أنَّ الرَّاحة هِيَ رَاحة فِي حُضُور المَسِيح لَهَا مَذَاق خَاص فَإِستَرِح فِيهِ بينَمَا الفَرَاغ هُوَ رَاحة بِدُون حُضُور المَسِيح الأبَدِيَّة أسمَاهَا المَسِيح رَاحة { فَلْنَجْتَهِدْ أنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ } ( عب 4 : 11 ) إِذاً حَيَاتنَا كُلَّهَا تَعْب إِلَى أنْ نَستَرِيح فِيهِ { لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أتْعَابِهِمْ وَأعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ }( رؤ 14 : 13 ) إِنْ لَمْ أعرِف كَيْفَ أقضِي وَقت رَاحتِي سَأُمنع مِنْ رَاحَتِهِ إِنْ لَمْ أُمَارِس الرَّاحة الآن بِإِسلُوب صَحِيح إِنَّهَا مُقتَرِنة بِتَعْب سَتهرب مِنِّي الرَّاحة الأبَدِيَّة لِذلِك هُوَ قَالَ { فَأقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي } ( مز 95 : 11) لأِنَّهُمْ إِستَهَانُوا بِالرَّاحة قُلَ لَهُ " تَعَالَ يَا الله وَأعِنْ ضَعْفِي وَاجعل رَاحَتِي مَعَكَ حَتَّى أنَال الرَّاحة الأبَدِيَّة " .
6- أثنَاء تَنَاوُل الطَعام :-
مَا عِلاَقِة الطَعام بِالمَسِيح ؟ فِي إِنْجِيل لُوقَا 13 : 26 يَقُول { أكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا } تَذَكَّر تِلكَ الآية وَأنْتَ تَأكُل نَأكُل وَنَشرب وَأنْتَ مَعَنَا يَا يَسُوع الله قَدَّس الطَعام حَتَّى أنَّهُ قَالَ{ أنَا هُوَ خُبْزُ الحَيوةِ } ( يو 6 : 48) الطَعام يِسَاعِد عَلَى الوُجُود وَالحَيَاة أي أنَّهُ يَقُول أنَا طَعَامكُمْ أنَا وُجُودكُمْ أنَا حَيَاتكُمْ إِذاً تَنَاول طَعَامك فِي وُجُوده لأِنَّهُ أسَاس حَيَاتنَا وَجَيِّد هُوَ الإِنْسَان الرُّوحِي لأِنَّهُ يَأكُل بِعِفَّة وَيَتَذَكَّر إِخوَته المَسَاكِين وَيَأكُل وَيَشكُر وَيَشعُر أنَّهُ يَأكُل مِنْ يَد المَسِيح نَفْسه الطَعَام يُعَبِّر عَنْ وُجُود الله وَحُضُوره آدم كَانَ يَأكُل مِنْ يَد الله وَعِنْدَمَا رَفض يَد الله وَأرَادَ أنْ يَأكُل مِنْ يَدِهِ هُوَ سَقَطَ إِذاً تَذَكَّر أنَّكَ تَأكُل مِنْ يَد الله وَعِنْدَمَا رَفض آدم يَد الله قَالَ لَهُ الله { بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأكُلُ خُبْزاً } ( تك 3 : 19) إِذاً الطَعَام وَسِيلِة حُضُور الله وَأثناءه أيضاً نَتَذَكَّر العُقُوبة لِذلِك لَمَّا أرَادَا الله أنْ يُصلِح خَطَأ آدم عَادَ يُؤكِله مِنْ يَده وَقَالَ { خُذُوا كُلُوا } ( مِنْ رُشُومات الخُبز ) وَلِذلِك أيضاً نُصِر عَلَى أنَّنَا نُصَلِّي قبل الطَعَام حَتَّى نَتَذَكَّر أنَّنَا نَأكُل مِنْ يَد الله وَنَقُول { تَبَاركت يَارَبَّ يَا مَنْ تَعُولنَا مُنْذُ حَدَاثِتنَا وَتَهِبنَا خَيرَاتك وَتُهَيِئ الغِذاء لِلجَمِيع لأِنَّ أعيُن الكُلَّ تَتَرَجَاك وَأنْتَ تُعْطِيهُمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينه تَفْتح يَدك فَتُشبِع كُلَّ حَيٍ رَضَى إِجْعَله شِفاء وَقُوَّة لِحَيَاتنَا الجَسَدِيَّة إِمنْح خَلاَصاً وَنِعمة وَبَرَكة وَطُهراً لِكُلَّ المُتَنَاوِلِين مِنْهُ إِرْفع عُقُولنَا إِلِيك كُلَّ حِين لِطَلب طَعَامَنَا الرُّوحِي غِير البَائِد} أصبح الطَعَام خَلاَص وَطُهر وَنِعمة لأِنَّهُ مِنْ يَد الله أصبح الطَعَام تَسبِحة يَارَبَّ إِجعل عُقُولنَا تِفَكَّر فِي الوَلِيمة السَّمَائِيَّة هذَا مَا يَفْعَلَهُ الإِنْسَان الرُّوحِي قُلَ لَهُ أنْتَ جَعْلت الخَمس خُبزات وَالسَمكتِين تُشبِع الآلاف لأِنَّهَا مِنْ يَدِك وَمِنْ يَدك الطَعَام حُلو( مت 16 : 9 ) أبسط الأطعِمة كَانَ المَسِيح يَأكُل مِنْهَا تِين سَنَابِل لَمَّا جَاع فَرك قَلِيل مِنْ السَنَابِل وَأكل لأِنَّ السَنَابِل عِنْدَمَا تُمضغ تَكُون كَالعَجِين أي خُبز ( لو 6 : 1 ) أصعب شِئ نَرَاه الآن أنَّ أولادنَا يَرفُضُون بعض أنواع الأطعِمة هذَا مَعنَاه رَفض لِعَطَايَا الله .
7- أثنَاء النُوم :-
النُوم جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع مَتَى نَام ؟ فِي السَفِينة إِذاً النُوم لَيْسَ خَارِج حَيَاة يَسُوع أي إِنَّنِي عِنْدَمَا أنَام أعِيش جُزء مِنْ حَيَاة يَسُوع جَيِّد أنْ تَشعُر أنَّكَ نَائِمْ فِي حُضنه وَمَعَهُ إِذاً نُومك مُقَدَّس{ أنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ } ( نش 5 : 2 ) جَيِّد أنْ تَشعُر أنَّ النُوم وَقت مُبَارك لِذلِك إِعلاَنَات إِلهِيَّة كَثِيرة تَحدُث لَيلاً رُؤى الَّلِيل مُقَدَّس وَكَمَا يَستَعمِل عَدو الخِير الَّلِيل فِي أعمال الظُلمة الله صَنْع تَوَازُن بِأنْ جَعْل مِنْ الَّلِيل تَسَابِيح وَصَلَوَات مَقبُولة رُبَمَا فِي تعبِير الآباء صَلَوَات الَّلِيل أكثر إِستِجابة لِذلِك كَانَ المَسِيح يَمضِي الَّلِيل فِي الصَلاَة ( لو 6 : 12) تَشعُر أنَّ صَلاَة نِصف الَّلِيل لَهَا مَذاق آخر لأِنَّ الَّلِيل لَهُ نِعمة خَاصة بينَمَا النَّاس نِيَام أنْتَ مُستيقِظ بينَمَا لَكَ الحقٌّ أنْ تُرِيح جَسَدك أنْتَ تَسهر لِتُصَلِّي جَيِّد أنْ تَجعل لِيلك مُقَدَّس يَقُول الآباء { طُوبَى لِمَنْ نَام وَإِسمك القُدُّوس عَلَى شَفَتِيه } لِذلِك لاَ تَنَام إِنْ لَمْ تُصَلِّي { لاَ أصعد عَلَى سِرِير فِرَاشِي } ( مز 131 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) إِذاً النُّوم عَمْل مُقَدَّس لَنْ أنَام إِنْ لَمْ أشعُر أنَّكَ يَا الله قَدْ مَلكت عَلَى عَقْلِي البَاطِن لأِجِدك فِي أحلاَمِي وَأستودِع نَفْسِي فِيك لأِسمع حَتَّى وَأنَا نَائِمْ أنَّ العَرِيس قَادِم ( مت 25 : 6 ) أبُونَا يَعقُوب رَأس سُلَّم السَّماء وَهُوَ نائِم( تك 28 : 12) .
الأحلاَم فِي الكِتاب كَثِيرة أحلاَم يُوسِف أحلاَم دَانِيال إِذاً النُّوم لَيْسَ وَقت مَيِّت بَلْ وَقت حَيَاة لِلإِنْسَان الَّذِي ينبُض قَلبه بِحُب الله قَالَ أحد الآباء أنَا حَسبت إِنِّي لَوْ عِشت سُتُونَ عَاماً سَأنَام مِنْهُمْ حَوَالِي عُشرُونَ عَام – خِسَارة – لَهُ الحقٌّ القِدِيس الأنبَا بِيشُوي الَّذِي كَانَ يَربُط شعر رَأسَهُ حَتَّى لاَ يَنام وَإِنْ كَانَ النُّوم عَمل مُقَدَّس وَاحتاج الإِنْسَان لَهُ إِلاَّ أنَّهُ مِنْ شِدَّة حُبَّه لله لاَ يُرِيد هذَا الإِحتِياج وَإِنْ نَام يَنَام فِي حُضُور الله جَيِّد أنْ تَشعُر بِحُضُور الله فِي حَيَاتك حَتَّى فِي الإِستِذكار قُلَ لَهُ فَهِّمنِي أنْتَ مَا أدرِسه وَإِنْ كُنْت كَارِه قُلْ لَهُ عَلِّمنِي مَحَبِّتك إِدْخِله فِي حَيَاتك فِي مَشَاكِلك وَأحزانك وَاحتِيَاجَاتك وَأفرَاحك وَمِنْ هُنَا تَشعُر أنَّ حَيَاته لَيْست بِبَعِيدة عَنْكَ بعد أنْ مَكَثُوا عَنْده يُوم هذَا اليَوْم زَادَ إِشتِيَاقَهُمْ أنْ يَعِيشُوا مَعَهُ بَاقِي عُمرُهُمْ رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِمَاً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
18 أكتوبر 2024
مائة درس وعظة (٥٠)
ما هي الكنيسة سفارة السماء ؟
على هذه الصخرة أبنى كنیستی (مت ١٨:١٦)
الكنيسة، قطعة من السماء بالغة الجمال، وكما نقول في الصلاة الربانية كما في السماء كذلك على الأرض إنها السفارة السماء على الأرض، في كل مرة ادخل الكنيسة وأراها جميلة جدا اتسائل كيف يكون جمال السماء؟
اولا كلمة كنيسة
اصلها عبري وتعنى مجلس أو مكان الشعب وباللغة العربية اسمها مجمع او مكان اجتماع واليونانية "إكليسيا" وبالقبطية " نى أككليسيا"
١- مجلس
٢-مجمع
٣- مكان الشعب
٤- مكان اجتماع
ثانيا: القاب الكنيسة
١- بيت الله
٢- بيت الملائكة
٣- باب السماء
٤- عروس المسيح
٥- مسكن الله مع الناس
٦- بيت الصلاة
٧- بيت القديسين
٨- عامود الحق
٩- جسد المسيح
١٠- ميناء الخلاص
ثالثاً: فكرة الكنيسة
تظهر بوضوح في اعتراف بطرس الرسول عندما سألهم ربنا يسوع "من يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان (مت ١٣:١٦)، فاجابوا إجابة واضحة في فم بطرس الرسول "انت هو المسيح ابن الله الحي" (مت ١٦:١٦)، وكان رد السيد المسيح له المجد "على هذه الشجرة ابني كنیستی (مت ١٨:١٦) وكانت هي المرة الوحيدة التي تأتي فيها كلمة كنيسة بصيغة الملكية.
رابعاً مفهوم الكنيسة
١- جسد المسيح
الكنيسة ليس مجرد مبني بل هي أعضاء جسد المسيح ففى القرين الأولى وفي أوقات الاضطهاد وقبل أن تبني كنائس كان المسيحيون يصلون في المزارع والمقابر والمغاير وشقوق الأرض .مفهوم "المسيح رأس الكنيسة" وكذا الكنيسة جسد المسيح تجدهما بوضوح شديد في رسالتي معلمنا بولس الرسول إلى افسس وكولوسي فرسالة أفسس تخبرنا أن الكنيسة جسد المسيح ورسالة
كولوسي تشرح أن المسيح رأس الكنيسة، وهذه هي
مفاهيم الكنيسة.
٢- الحياة في المسيح
الكنيسة ليس مجرد مؤسسة ارضية بل تعنى الحياة في المسيح الذي يعمل في الكنيسة هو روح الله القدوس والكنيسة هي التي تمدنا بنعم الأسرار بعمل الروح القدس لهذا نصلى القداس يقول الأب الكاهن أو الآب الأسقف "عبيدك يارب خدام هذا اليوم" وانتبة لكلمة "الخدام" ليس المقصود بها خدام مدارس الأحد ولكن كل من يوجد في الكنيسة هم خدام هذا اليوم ولذلك من التقاليد المستقرة في كنيستنا أن الكاهن أو الأسقف لا يستطيع أن يصلى قداسة بمفرده لأبد من وجود ثلاث على الأقل من يمثل الخدام من يمثل الشعب والأسقف أو الكاهن الذي يصلي
القداس لابد من وجود هذه الشركة
٣- شركة القديسين
الكنيسة ليست مجرد مجتمع الكنيسة هي شركة القديسين مع المسيح
خامسا وحدة الكنيسة
١- في العمل
الكنيسة ليس لها حدود في عملها لا في الزمان ولا في المكان ولا في الكيان (كيان الإنسان) الكنيسة تمتد في المكان والزمان وفي كيان الإنسان
٢- في الشركة
تقول على الكنيسة إنها واحدة تتميز بالاتحاد الذي نسمية الشركة في الكنيسة
٣- في الاتحاد
الكنيسة أيضا واحدة بمعنى أنها غير منقسمة،والمسيح يوحدها والكنيسة ايضا وحيدة بمعني أنه ليس مثيل لها.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 أكتوبر 2024
بدعة المسيحيين المتهودين
لقد عانى الرسل من البدع التي واجهتهم وحاربوها لئلا تتسرب إلى المؤمنين الأولين. ولكن المشقة الكبرى جاءت من بعض فرق المسيحيين المتهودين. هم من الفريسيين الذين صاروا مسيحيين هؤلاء الذين لم يذعنوا لقرارات مجمع أورشليم 43-44 ولم يباركوا عمل الرسول بولس في التبشير. فكانوا في آسية الصغرى وبلاد اليونان ينشرون تعاليمهم ويغالطون الرسول بولس موجبين الاختتان وحفظ السبت وغيرها من فرائض الناموس. وعظم أمرهم فخشي الرسول بولس على المؤمنين منهم فرد عليهم برسائل بعثت إلى كنائس معينة، فلاقت رواجاً وتقبلاً عند المؤمنين. ومنها رسالته إلى كورنثوس الأولى:(7
: 18 – 23 )"دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ فَلاَ يَخْتَتِنْ. لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئاً وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئاً بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ.اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرّاً فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ.لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ.قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ وأصغى المسيحيون في غلاطية إلى هؤلاء الدعاة فاستحقوا وعظاً وارشاداً شديدي اللهجة. وكتب الرسول بولس إلى أهل روما بهذا المعنى (رومية 2: 28-29) لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَاناً. بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ ودخل في هذه البدعة يهود آخرون فأدخلوا آراء غريبة تمت بصلة قوية إلى المذاهب اليهودية في ذلك الزمان وإلى الفلسفة الغنوسية اليونانية. ولاقت هذه الآراء أرضاً خصبة في وادي الليكوس بين فريجية وليدية وكارية في آسية الصغرى وفي الأوساط المسيحية في هيرابوليس واللاذقية وكولوسي فهرع إبفراس "الحبيب" يُخبر بولس بذلك في منفاه. فكتب بولس إلى أهل كولوسي يُحذرهم "ألا يسلبهم أحد بالفلسفة والغرور بالباطل حسب سُنة الناس على مقتضى أركان العالم لا على مقتضى المسيح" الذي "فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسدياً" وهم "مملوءون فيه وهو رأس كل رئاسة وسلطان" وألا يحكم عليهم أحد "في المأكول والمشروب ومن قبيل عيد و رأس شهر وسبوت" "وألا يخيبهم أحد في جعالتهم مبدعاً مذهب تواضع وعبادة للملائكة وخائضاً في سُبُلٍ لا يُبصرها"ويستدل من كلام بولس الرسول أن هؤلاء الدخلاء عملوا بحفظ أعياد خصوصية وحفظ رؤوس الأشهر وحفظ السبت وأنهم حرمّوا بعض المآكل وأوصوا بعبادة الملائكة.
المزيد
16 أكتوبر 2024
ثلاث فضائل المحبة، التواضع، الحكمة
ثلاث فضائل ينبغي أن تدخل في كل فضيلة لتصبح فضيلة حقيقية: وهي المحبة والتواضع والحكمة كل فضيلة خالية من المحبة، لا تحسب فضيلة وكذلك كل فضيلة خالية من الاتضاع ومن الحكمة فكل عمل بعيد عن الحب، هو بعيد عن الله والله يأخذ من كل فضيلة ما فيها من حب، فإن لم يجد فيها حبًا يبعدها عنه بالجملة كذلك الفضيلة الخالية من الاتضاع هي مرفوضة من الله، وهى طعام للبر الذاتي والمجد الباطل فأكثر شيء يكرهه الله هو الكبرياء وقد قال الكتاب أن الرب يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة كذلك ينبغي أن تمارس كل فضيلة في حكمة، بفهم وعقل وإفراز ومن غير الحكمة والفهم لا تحسب الفضيلة فضيلة ولهذا كان القديسون يمارسون الفضائل تحت إرشاد آباء عارفين مختبرين لكي يعلموهم الإفراز ويفهموهم كيف تكون الفضيلة ويشرح لنا التاريخ كيف أن الذين سلكوا في الفضيلة بلا معرفة، سقطوا وضاعوا كثيرون سلكوا في الصوم بلا حكمة، فتعبوا جسديًا وروحيًا وكثيرون مارسوا الصمت بغير حكمة، فأوقعوا أنفسهم في مشاكل وأخطاء، ولم يكن الصمت بالنسبة إليهم فضيلة والبعض سلكوا في العطاء بلا معرفة، فأعطوا مال الله للمحتاجين بدلًا من إعطائه للمحتاجين لهذا قال القديس انطونيوس أن الإفراز هو أعظم الفضائل لأنه يحكمها ويدبرها جميعًا والرعاية والخدمة بلا إفراز، قد تعقد الأمور بدلًا من علاجه ولهذا اشترط الآباء الرسل أن يتصف الشمامسة بالحكمة إلى جوار امتلائهم بالروح القدس (أع 6) إن الحكمة تعطى الفضيلة عمقًا وصدقًا والمحبة تعطى عاطفة وشعورًا أما التواضع فيخفى الفضيلة عن حسد الشياطين، وإذ يخفى الفضيلة يعطى صاحبها استحياء، كما يعطيه محبة في قلوب الناس ليتنا نختبر أنفسنا: هل هذه الفضائل في أعماقنا؟
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
15 أكتوبر 2024
رساله الى كل نفس
نفسك الكثيرة الثمن لدى الله ..
ان الله قد بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة ويكفى انه دعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). ولقد عبر عن هذه المحبة الحقيقة للبشر والتى من أجلها تجسد الله الكلمة { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} يو 14:1. ومات المسيح كلمة الله المتجسد من أجل خلاص البشرية الساقطة ومن أجل خلاص كل أنسان فيها وكأنه موضع محبة الله {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). ولقد أكد الإنجيل على هذه المحبة الإلهية للخطاة {و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا }(رو 5 : 8). الله من اجل سعيه الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي . اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}أش 1:43-2. ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية .
ان العالم المادى بما فيه سيمضى ويزول { العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد }(1يو 2 : 17). انت عزيز لدى الله الذى يريد خلاصك وروحك ونفسك الثمينة لديه وهو يريد لك الحياة السعيدة على الإرض وفى السماء ، وستقوم فى اليوم الاخير بجسد نورانى روحانى ممجد بالإيمان بالله وبمحبته وخلاصه { الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون.لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 25:5،28-29. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون (1تي 2 : 4).ولكن أمر خلاصنا يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين المقدم لنا بالمسيح يسوع ربنا وقبول الخلاص بالتوبة والإيمان والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.
ان نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله له ويظن ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي { وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري . وقال اعمل هذا اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} لو 15:12-20. لقد اتكل هذا الغني على ممتلكاته دون الله وهلك ولا تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب . وكيف ننجو نحن إيضا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ولهذا يوصينا الإنجيل { اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع }(1تي 6 : 17). وكم من أناس أتكلوا على سلطة زمنية خادعة قادتهم الى الهلاك والإنجيل يحضنا على الأتكال على الرب الذى لا يُخزى منتظريه { اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض و ارع الامانة} (مز 37 : 3). وهناك من عملوا لاشباع شهواتهم وقادتهم الى الهلاك {الحسن غش و الجمال باطل اما المراة المتقية الرب فهي تمدح }(ام 31 : 30). اننا لو ربحنا العالم كله - وهذا من دروب المستحيل - ولكن خسرنا أنفسنا فقد أصبحنا خاسرين السعادة الحقة على الإرض والسعادة الأبدية فى السماء ، وقد أكد السيد المسيح على هذه الحقيقة قائلاً {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .
لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا .ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله وروحه القدوس : ماذا تريد يارب ان أفعل؟ ونعمل مشيئة الله فى حياتنا وبهذا نصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية . وعندما نصطلح مع أنفسنا ومع الله ينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام معهم ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل مجد الله الذي يدعونا ان محبة الناس كما نحب أنفسنا . حينئذ نحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح .
الله يقدران يغيرك للأفضل ..
كنت أتحاور مع احدهم وهو يحيا بعيدا عن الله فقال لى لقد أعتدت حياتى هذه ولن أستطيع أن أغير من نفسى بل لا أستطيع ان اسير مع الله لانه يقيد حريتى بوصاياه ؟ قلت له اننا لا يجب ان نفقد ثقتنا فى الله ولا فى انفسنا { غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله }(لو 18 : 27). فكل شئ مستطاع لدى المؤمن . قد تسيطر عليك عادات سئية وقد تقيدك علاقات خاطئة وتشعر بعدم قدرتك على التخلص منا ولكن علينا ان نجاهد ونغصب أنفسنا للتوبة والرجوع الى الله والبعد عن المعاشرات الردئية التى تفسد الأخلاق الجيدة . واذا نصمم على القيام والحياة مع الله يرى الله أمانتنا ويقوى إيماننا ويقودنا بروحه القدوس من مجد الى مجد ، اما الظن بان وصايا الله تحد من حريتنا فهذا ليس صحيح بل على العكس ان الوصايا تحفظنا فى الطريق وتقودنا لئلا نغرق فى برية وطوفان بحر العالم . وهل عندما نحيا بلا الوصية نكون سعداء فى البعد عن الله أم نتخبط ونعانى القلق وفقدان السلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22). ان الخطية تورث المرض والاكتئاب والعار ثم الهلاك الإبدى . وعندما نقترب من الله ونرجع اليه نسترد سلامنا الحقيقى ونفرح بالحياة فى رضاه ونسمع صوته الحلو {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم }(مت 11 : 28). ان توبتنا تفرح الله وملائكته {اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده . واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} لو 4:؛15-7.
ان الله يستطيع ان يشكلنا من جديد كاوآنى للكرامة والمجد ان أطعنا عمل نعمته فينا { ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع }(اف 2 : 7). وهذا ما بينه الله لارميا النبي قديما {الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. قم انزل الى بيت الفخاري و هناك اسمعك كلامي. فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه. فصار الي كلام الرب قائلا. اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي {ار1:18-6. واضح هنا ان إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا. رأي إرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. {هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه}سير29:38.
أن الفخاري لا يلهو أو يلعب بالطين ، إنما يعمل في جدية عملاً هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الفخاري الأعظم هى موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ان الفخاري يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك. ليشكل منه كما يليق به ، اننا أغلى وأثمن لدى الله من هذه الأواني الفخاريه بكثير جداً .
وعندما يفسد الوعاء سواء عن جهل او ارادة او رغبة منا وعصيان للفخاري الاعظم فانه يدعونا للتوبة والرجوع { فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء و اصلحوا طرقكم و اعمالكم (ار 18 : 11). لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ لان الأمر يختص بآنية حية تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول {ففسد الوعاء الذي كان يصنعه} احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، فيكون فسادك نتيجة لخطأك وبحريتك. (من منتدى ام السمائيين والارضيين). خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادته ، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الله نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء، إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معاً ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: "بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ (رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية، أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئاً. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله.
حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نثبت في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20). والله الذى عمل فى الرسولين القديسين سمعان بطرس ومع شاول بولس ومع مريم المجدلية والمرأة السامرية ، يستطيع ان مع كل واحد وواحدة منا لنكون أوانى للكرامة والمجد {لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح }(1بط 1 : 7).
عطشت اليك نفسي
يا اله المحبة وضابط الكل الذى يسعى لخلاص جنس البشر ، انت تحبنا وتريد ان نحيا فى صداقة ومحبة متبادلة معك ، وانت دائما تبادر فى السعي لاعلان محبتك الإلهية لنا رغم عدم استحقاقنا لكن لانك أب صالح نأتى اليك ياله الرحمة ورب كل عزاء قارعين باب تحننك فهب لنا ياغنياً بالمراحم البرء من خطايانا من كنوز أدويتك .
يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ، متى اجيء و اتراءى قدامك ، انت قادر ان تعد كل نفس منا لتكون آنية كرامة ومجد يوم مجئيك الثانى المهوب المملوء مجداً لتجازى كل واحداً كنحو أعماله . وانت قادران تمحوخطايانا كصالح ومحب البشر وتقودنا فى موكب نصرتك وتهب الرعاة والرعية حياة فاضلة تليق بابناء الله القديسين .
اننا نأتى اليك بكل ما فينا من عيوب وضعفات ونسألك ان تشكل فينا كما تحب وكما يليق بابناء الله القديسين فان كنا خطاة فبالتجارب نؤدب وانا كنا ابناء فالتجارب تنقينا وتهبنا النصرة . وها نحن أفراد وكنيسة بين يديك وانت الرحوم تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لمعالجة كل ضعف وكسل او تقصير لنعود اليك كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا عيب من أجل مجد أسمك القدوس.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد