المقالات
17 نوفمبر 2024
إنجيل قداس الأحد الثاني من شهر هاتور
تتضمن ايضاح ما هو مشاهد من عدم تأثير التعليم.مرتبة على فصل مثل الزارع. ( مت ۱۳ : ۱-۲۳ )
إن حالة الكرازة فى هذا العصر تغير ما كان يحدث في أوائل العصر الرسولي فأن بطرس الرسول أول خطبة بسيطة في أورشليم جذب إلى الأيمان ثلاثة ألاف نفس أع٤١:٢ وبثاني خطبة أنضم نحو خمسة آلاف رجل أع٤:٤ اما في هذا العصر فنجاح الكرازة قليل جداً. وهو أمر عجيب للغاية !
ويقول البعض في نجاح الكرازة في العصر الرسولى كان بسبب العجائب. وذلك لأن الذين آمنوا بكرازة بطرس الأولى كانوا قد شاهدوا الرسل وهم أميون يتكلمون بلغات مختلفة فأمنوا أع ٧:٢-٨ وإن الذين أمنوا بكرازته الثانة كانوا قد شاهدوا ذلك الذي ولد من بطن أمه أعرج يمشى أع٢:٣-٨. وان الوالي أمن لأنه رأى ان لعنة بولس الرسول أعمت عين الساحر في الحال أع٦:١٣-١٢ وقد شهد بذلك أيضاً البشير بقوله: اما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان. والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالأيات التابعة أع٢٠:١٦ على انه يوجد كثيرون قد أمانوا بدون يشاهدوا عجائب ولا ايات منهم وزير كنداكة ملكة الحبشة فانه عند ما بشره فيلبس الرسول بيسوع أمن في الحال واعتمد أع ٢٧:١-٣٨ بدون مشاهدة ايات. وكذلك أهل أثينا عندما بشرهم بولس الرسول أمن منهم ديونيسيوس الأريوباغى وامرأة أسمها دامرس وأخرون معها أع٣٤:١٧. فإذا كانت الأيات هي كل السبب فى جذب الناس إلى الأيمان. فلماذا لم يؤمن فرعون الذى شاهد أعظم العجائب ؟ وبدلا من كونه يؤمن نراه قد قسا قلبه. ولماذا لم يؤمن الفريسيون ؟ فأنهم عندما شاهدوا ابراء السيد له المجد للمجنون الأخرس بدلا من أن يؤمنوا قالوا أنه: " برئيس الشياطين يخرج الشياطين" مت٣٢:٩-٣٤ وقال أخرون أن عدم نجاح الكرازة هو من عدم استقامة الواعظ. وعدم مطابقة أعماله لوعظه وحجتهم في ذلك قول بولس الرسول: "فانت إذن الذي تعلم غيرك الست تعلم نفسك. الذي تكرز ان لا يسرق أتسرق "رو٢١:٢-٢٢ على أن الرسول لم يقل أن الكرازة لم تثمر بسبب عدم استقامة الوعظ. ولا من عدم أنطباق أعماله على وعظه وإنما اراد بذلك توبيخ ذلك الواعظ الذميم السيرة الذى لا يصلح أمور نفسه قبل غيره. وسيدنا له المجد قد أزال كل شك وريب من هذا القبيل بقوله: " على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فأحفظوه وأفعلوه. ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون لا يفعلون " مت١:٢٣-٢١ حقا هذا. فإنه كما أن الخصب لا يكون من حسن الزارع. كذلك تأثير الكرازة وعدمه لا يكون من قداسة الواعظ وعدمها. وإلا لكان قد أمن جميع الناس
بكرازة قدوس القديسين. لكن نحن ما لنا وهذا كله. ومثل الزارع قد حل كل أعتراض كما ترى ذلك فيما يلي: إن سيدنا له المجد بفصل أنجيل اليوم قد مثل الكرازة الأنجيلية بالزرع. وهو تمثيل في غاية المناسبة. لأنه كما ان الزارع يلقى البذار من يده في الأرض. كذلك الواعظ يلقى كلمة الله من فمه فى مسامع المؤمنين. وكما أن الزرع أما أن يصادف أرضا جيدة فينمو ويثمر . أو لا يصادف فلا يثمر . كذلك التعليم بالكلمة أما ان يصادف أستعداد الإنسان وميله فيثمر في نفسه أو لا يصادف فلا يأتي بفائدة.ينتج من هذا أن ليس كل الذين يسمعون الكلمة يخلصون. لأن التأثير يختلف حسب أختلاف السامعين. وهو ما ضرب من أجله هذا المثل. فأن ربنا له المجد قد شبه فيه الواعظ بالزارع والعالم بالحقل. وكلمة الله بالبذار وذلك لأن غلة الزرع هي قوت للجسد. كما أن ثمرة كلمة الله هي خلاص للنفس اننا نتعلم من فصل انجيل هذا اليوم أن السامعين لكلمة الله أربعة انواع: النوع الأول : هم الذين يسمعون الكلمة بدون أكتراث. ويشبهون الزرع الذي سقط على الطريق فانداس واكلته طيور السماء. لأن قلوبهم غير مستعدة وقاسية حتى أن كلمة الله لا تؤثر فيها ولذا تراهم يجلسون في الكنيسة أن أتوا إليها فارقين في بحار التفكير بأمور يعرفونها هم. وأن انتبهوا فإلى ملابس الشعب او الواعظ وصوته. وأن سمعوا الوعظ فبقصد الانتقاد على الواعظ والتنديد عليه لا السماع كلمة الله. وفاتهم أنهم في تلك اللحظة يكونون في حضرة الله تعالى. ويأتي وقت يردد فيه كلا منهم قول الحكيم: "كيف أنى أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيــــخ ولم أسمع لصوت مرشدى" أم ١٢:٥-١٤
النوع الثاني : هم الذين يسمعون الكلمة بفرح ولكن إلى حين. ويشبهون الزرع الذي سقط على الصخر. ولما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة. لأنهم يسمعون التعليم بأبتهاج وتنتعش عواطفهم من شدة الفرح ولكن بما أنهم ليس فيهم أصل للأقرار بالخطايا. ولا محبة فيهم ولا قداسة فأن فرحهم لا يدوم. لأنهم عند أول تجربة يعثرون ويسقطون. نعم أنهم يسمعون الكلمة بأشتياق حار لكنهم لا يفهمون البشرى فهما تاما وخصوصا من جهة كونهم خطاة ومعرضين لغضب الله. فتراهم يسلمون بحقائق البشرى ويتصورنها. ولكنهم لا يجددون ذهنهم بأتضاع قلوبهم وبخضوع ارادتهم وتقديس أهوائهم. ويأخذون آرائهم عن الدين من شهادة البشر ويلتذون بسماع الوعظ عن واعظ ويبغضون الأخرين. لا يتأملون في أمروهم "ولا يمتحنون ذواتهم. وبالأجمال " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" ٢تى٥:٣ فهذا النوع ديانته باطلة أيضا كالنوع الأول. وأن امتاز عنه بفرحه وقت سماع الكلمة.النوع الثالث : هم الذين يسمعون الكلمة لكنهم لا يستفيدون لارتباكهم بهموم الحياة ويشبهون الزرع الذى سقط بوسط الشوك فنبت معه الشوك وخنقه، لأنهم يقبلون الكلمة بفرح وتنموا فيهم نمواً يبشر بثمرة صالحة. فتراهم كأنهم أخذون فـــي التجديد. ولكنهم بسب هموم الحياة الحاضرة وملذاتها وغرور الغني وسائر الشهوات. يسقطون ويصيرون بلا ثمر. فأن قلت ما السبب الداعى لسقوط هذه الأنواع الثلاثة منم الناس وهلاكهم ؟ أجبتك. أن سبب النوع الأول هو عدم الأكتراث وسبب هلاك النوع الثاني هو فقد . وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث. المبادئ ،وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث يضر بكثيرين والتوانى يضر بأخرين وغرور الحياة الدنيا يهلك البقية
أما النوع الرابع فهم الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويحفظونها. ويشبهون الزرع الذي سقط على الأرض الصالحة. ولما نبت صنع ثمراً مئة ضعف. لأنهم يقبلون الكلمة بأيمان حقيقى ورغبة صحيحة ككلمة الله كما هى بالحقيقة. لا ككلمة بشر ١تس١٣:٢. فيثمرون أثمار التقوى وعمل كل ما يحب الله فتظهر فيهم نعمته. وتعلمهم أن يتجنبوا الفجور وكل الشهوات فيعيشون بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر . تى١١:٢-١٢ فسبيلنا أن نواظب على الحضور إلى الكنيسة لسماع كلمة الله بإصغاء تام وبكل ورع وتقوى. تاركين عنا هموم العالم وغروره. ولذات الجسد وكل شهواته. لتكن كل تأملاتنا في ما نسمعه وليس لنرى الغير لأجل الانتقاد. حتى نفهم كل ما يتلى على مسامعنا فنثمر أثمار الفضيلة ونفوز بالخلاص بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الأبد. أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
16 نوفمبر 2024
بمناسبة عيد الشهيد العظيم مارجرجس
مَن هو البَطَل في المسيحيّة؟
في نظَر أهل العالم، البطل هو الفارس الذي يركب على حصان، أو هو صاحب العضلات المفتولة، أو هو الشخص المشهور صاحب الإنجازات العظيمة، أو هو القائد صاحب السلطان والصوت العالي، أو هو مُحَطِّم الأرقام القياسيّة أمّا في المسيحيّة فالبطل هو القدّيس، وهو الإنسان المُحِبّ، وهو الشاهد بكلمة الحقّ.
أوّلاً البطَل هو القدّيس:-
القداسة مصدرها هو عمل الروح القدُس فينا فهي تأتي من عمق شركتنا مع الله القداسة تجعل الإنسان قويًّا متماسِكًا بعكس النجاسات والعبوديّة للشهوات، التي تجعل النفس مُمَزّقة من الداخل ومهزومة القدّيس هو إنسان يعيش الإنجيل وقد غلب الخطية، وكرّس حياته بصدق لله هو يسلُك بطهارة وتعفُّف، ويتوب كلّ يوم ويضع وصيّة المسيح أمام عينيه باستمرار لو لم يكُن مارجرجس قدّيسًا، ما كان ليحتمل كلّ تلك العذابات ولا كان يصمد أمام إغراء الفتاة التي جاءت لكي تصنع معه الشرّ؛ فرفضُهُ للخطيّة من داخل قلبه جعلَهُ في لحظة دخولها يعطيها ظهره، ويَقِف مُصلِيًا بقوّة لساعاتٍ طويلة، حتّى ذابت الفتاة من الحضور الإلهي، وقادها روح الله للتوبة، فأتت تحت قدميّ مارجرجس لتكون تلميذة للمسيح، وأسيرة لمحبّته، بعد أن تابت وتحرّرت من رباطات الخطيّة وفي اليوم التالي، قدّمَت حياتها للاستشهاد، كذبيحة حُبّ للذي أحبّها واشتراها بدمه! هكذا كان البطل مارجرجس يَقتنِص النفوس للمسيح بحياته المقدّسة.
ثانيًاالبطل هو الإنسان المُحِبّ:-
المحبّة هي الطاقة الإلهيّة التي تملأ قلوب أولاد الله، فيخدمون ويسامحون ويبذلون إلى مستويات بطوليّة، إذ أنّهم يرتوون من محبّة الله بلا حدود "نحن نحبّه لأنّه هو أحبّنا أوّلاً" (1يو4: 19)، و"محبّة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا" (رو5:5) البطل الحقيقي هو الذي أدرك محبّة المسيح له، وكيف أنّه أخلى ذاته وتجسّم بلحمنا، لكي يُحيينا ويهبنا نِعمة التَبَنّي، فنصير وارثين لملكوته (رو8، غل4) وقد شرّفنا بعضويّة جسده (1كو12)، وجعلنا أهل بيته (أف2) عندما يُشبِع الحُبّ الإلهي القلب، يستطيع أن يترُك أباطيل العالم بسهولة، ويُضحّي بكلّ شيء في سبيل الملكوت البَطَل هو الذي يقبل احتمال الآلام لأجل خاطر محبّة المسيح مُدرِكًا أنّنا إذا قبلنا أن نتألّم معه ومن أجله، فبالتأكيد سوف نتمجّد معه (رو8) إذ أنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشئ لنا ثُقلَ مجدٍ أبديًّا (2كو4)لقد أدرك الشهداء أنّ الألم هِبة ونعمة (في1) يمكن أن نَدخُل بها لشركة آلام المسيح، ونُعَبِّر باحتمالنا للآلام وبتسامُحنا وبخدمتنا للآخَرين عن حبّنا له هكذا كان الشهداء أبطالاً في التسامُح والغُفران للذين كانوا يُهينونهم بقسوة، ويعذّبونهم بأشدّ أنواع التعذيب مثلما خرج التلاميذ فرحين بعد جلدهم بالسياط، إذ حُسِبوا مستأهَلين أن يُهانوا من أجل اسم يسوع (أع5: 41) لكي نكون أبطالاً حقيقيّين، نحتاج أن ننمو في محبّة المسيح كلّ يوم والحُبّ ينمو بالتواصُل معه، وبالذات في صلاة المزامير، وبسماع صوته الحلو عندما نتغذّي بكلام الإنجيل، وبالتسبيح، وبالتناول من جسده ودمه المبذولَين حُبًّا فينا!
ثالثًاالبطل هو الشاهد بكلمة الحقّ:-
الواقع أنّ الشهادة للحقّ لا يستطيعها إلاّ الأحرار، الذين حرّرهم المسيح من رباطات الخطيّة، فيشهدون لإيمانهم بكلّ قوّة فالمحبّة للحقّ تُحَرّر من الخوف والقلق والمجاملات الكاذبة الشهداء كانوا أبطالاً في الشهادة للحقّ، ولم يَقبَلوا النجاة من أجل الثبات في الحقّ ولكي ينالوا قيامة أفضل (عب11: 35) فاعترفوا بإيمانهم رغم كلّ الظروف المُعاكِسة هناك مصطلَح إنجيلي جميل عن الشهادة للحقّ، هو عبارة "الاعتراف الحسَن" (1تي6: 12-13) وتَستخدِمه الكنيسة أيضًا في صلواتها ففي طقس المعموديّة مثلاً؛ نحن نجحد الشيطان ونعترِف "الاعتراف الحسَن"، أي نُقِرّ بإيماننا قَبل الدخول لجُرن المعموديّة كما اعترف الربّ يسوع أمام بيلاطس بهذا "الاعتراف الحسن"، مُعلِنًا له أنّ مملكته ليست من هذا العالم، وأنّ بيلاطُس ليس له سُلطان إن لم يكُن قد أُعطِيَ من فوق (يو18: 33-37، يو19: 8-11)، فهذه هي الشّهادة للحق؛ أنّ مملكتنا ليست من هذا العالم، وأنّ الله إلهنا هو ضابط الكلّ وصاحب السلطان.
أخيرًا الشهادة للحقّ ليس معناها التطاوُل على الناس، ولا تُعنِي التجريح أو التشهير أو التحريض أو الإدانة فالذين يفعلون هكذا بداعي حماية الإيمان أو الغيرة على الكنيسة أو تحت أيّ سِتار، هم يَسعون إلى اكتساب بطولات مزيّفة، محاولين اجتذاب أتباعٍ لهم، غير مُشفِقين على الرعيّة(أع20: 29-30) أمّا الإنجيل فيعلّمنا أن نقول كلمة الحقّ في وداعة ومحبّة حقيقيّة speaking the truth in love (أف4: 15) البطل الحقيقي هو الذي يقول كلمة الحقّ مُعتَرِفًا بإيمانه مهما كان الثّمَن، أمّا الجُبَناء وغير المؤمنين فليس لهم نصيب في الحياة الأبديّة (رؤ21: 8)،وسينكرهم المسيح أمام أبيه السماوي وملائكته القدّيسين (مت10: 33).
ربّي يسوع: "لا تنزع من فمي قول الحقّ، لأنّي توكّلتُ على أحكامك" (مز119: 43 - القطعة السادسة من صلاة نصف الليل بالأجبية).
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
15 نوفمبر 2024
مائة درس وعظة (٥٤)
اسم مار مرقس « نصيبنا الحلو»
بهمة رجل واحد (مار مرقس) قهرت أمة بعزيمة رجل أعزل تغير شعب من حال إلى حال، وتأسست في بلاده كنيسة (الكنيسة القبطية) عزيزة الجانب مرفوعة الرأس.
(القديس حبيب جرجس)
ولد مارمرقس في مقاطعة الخمس المدن الغربية، وقد أقام المتنيح البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا باخوميوس مطراناً للبحيرة والخمس مدن الغربية، وكان ذلك إحياء لهذه المنطقة التي لم تكن فيها خدمة، وشاءت نعمة الله أن أخدم في هذه الإيبارشية وأن أذهب إلى ليبيا وإلى وادي مرقس، وإلى وادي الإنجيل، وإلى وادى الأسد، وهذه كلها أودية معروفة في ليبيا مسقط رأس مارمرقس و كنيستنا في طرابلس عاصمة ليبيا على اسم مار مرقس، وخدمت فيها مرات ومرات اسم مرقس مكون من 4 حروف م رق س، يقدمون لنا شخصية مارمرقس
اولا: حرف الميم مدرسة
مدرسة تعليمية لاهوتية تختصرها بحرف الميم كان التعليم عند مارمرقس من أهم أولوياته، وحينما كرر في مدينة الإسكندرية كانت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية من أهم اعماله والمدرسة ليست مواد بناء كالطوب والربط والأسمنت فقط بل تعليم وفكر وحياة صار للمدرسة بعد ذلك امتداد بالمدارس اللاهوتية والإكليريكية والمعاهد الدراسية بصفة عامة في مصر وخارج مصر
ثانيا: حرف الراء: رسول:
رسول إنجيلي يعنى رسولاً من رسل السيد المسيح الـ ٧٠.
كتب البشائر الأربع من التلاميذ: متى البشير ويوحنا البشير - ومن الرسل القديس مرقس والقديس لوقا
الرسول وإنجيل مارمرقس هو اقدم واقصر وأسرع الأناجيل مارمرقس ولد في ليبيا (أفريقي)، وعاش في فلسطين، وتتلمذ على يد المسيح له المجد (اسيوى)، وذهب إلى روما التي كانت عاصمة. العالم الروماني وقت ميلاد المسيح له المجد (اوروبي) لذلك هو جامع ثقافات من أفريقيا واسيا وأوروبا، وحينما كتب الإنجيل كانت عينه على كل هذا العالم القديم المعروف ومار مرقس رسول وإنجيلي ما اسعدنا في مصر أن يكون نصيبنا من وسط الرسل وتلاميذ المسيح مار مرقس الذي كتب الإنجيل.
ثالثا: حرف القاف قداس:
هو الذي وضع الصورة الأولى لفقرات القداس الإلهى المسمى بالقداس الكيرلسي وجاء بعده القديس كيرلس عامود الدين رتبه ونظمه فصار على اسمه القداس الكيرلسي.و نصلی به حتى الآن في كنائسنا
رابعا: حرف السين: سيرة سيرة عطرة انتهت باستشهاد مارمرقس ومن ملامحها
١- كرازة جال في الإسكندرية يكرز بالمسيح كان مار مرقس شخصاً واحداً ثم تعرف على إنيانوس فصارا اثنين، وبعد ذلك تعرف على أسرة إنيانوس و اصحابه فصاروا عشرة، وبعد ذلك العشرة صاروا عشرين والعشرون صاروا مائة، والمائة صاروا الوفاً. والألوف صاروا مليوناً، والمليون صاروا ملايين
٢- استشهاد : كرازته أغضبت الوثنيين فقبضوا عليه ولم ينكر إيمانه، فاستشهد على أرض الإسكندرية لو سرت في شارع من شوارع الإسكندرية لوجدت فيها دماء مار مرقس، لذلك يتسمى البابا في كنسيتنا بابا الإسكندرية، حتى لو كان مقره القاهرة (وذلك على اعتبار أنها عاصمة البلاد) لكن الإسكندرية هي أول مدينة على أرض مصر نالت الإيمان بالسيد المسيح وهي إحدى مقار الكراسي الرسولية في العالم. ٣- كنيسة: أنشأ كنيسة، والكنيسة ولدت كنيسة، وصارتا كنيستين وثلاث، ومازالت كنيسته تلد كنائس كثيرة في كل مكان في العالم يوجد في كل العالم كنائس كثيرة. واباء كثيرون يخدمون في أوروبا وأفريقيا وأمريكا وكندا واستراليا وأورشليم ما هذا العمل العجيب يا قديسنا العظيم مارمرقس يقول أنا أتيت إلى مصر، ومن كنيسة مصر خرجت كنائس لكل الاقباط ولكل المسيحيين في كل مكان في العالم سيرته عطرة حتى للكنائس الأخرى.
ففى إيطاليا وفي بلد اسمها فينيسيا توجد كاتدرائية كبيرة اسمها سان مارك. تقريباً في كل مكان نجد كنيسة
مار مرقس أو سان مارك أو سان ماركو وهكذا.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
14 نوفمبر 2024
رحلات أوريجانوس التعليمية والتبشيرية
لم تكن رحلات أوريجانوس رحلات ترفيهية بل كانت رحلات مقدسة لعمل كلف به
أولاً: الرحلة إلى روما.. حوالى سنة 212 م ذهب أورجانوس إلى روما عندما كان زوفيرينوس أسقفاً لها، وفى أثناء حضورة ألقى القديس هيبوليتس مقالاً عن كرامة المخلص السيد المسيح
ثانيا: رحلات أوريجانوس إلى العربية.. بعد سنة 215 م بفترة من الزمن ذهب أوريجانوس إلى بلاد العرب يناء على دعوة حاكم تلك البلاد الذى كان سمع عن نبوغه فأراد أن يسمع ويتعرف على التعليم الصحيح - ويقول أبونا تادرس يعقوب الملطى أنه: " دعى إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة"
وقد أشار المؤرخ يوسابيوس القيصرى: " إلى أثنين من هذه المناقشات، نذكر منها أنه فى عام 244 م أنعقد أنعقد مجمع عربى لمناقشة وجهة نظر بريلوس أسقف Bostra فى شخص السيد المسيح وقد أنعقد المجمع العربى على مستوى واسع أدان الأسقف بسبب مناداته أن الرب أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلاً إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم، وأسرع أوريجانوس فى الذهاب إلى العربية، ونجح فى لإقناع الأسقف الذى يبدو أنه بعث إليه رسالة شكراً وكانت العلاقة بين مديرى مدرسة الأسكندرية وأساقفة العربية فكانت علاقة أوريجانوس أكثر تحركاً من علاقة بنتبنوس التى أنشأها.
الرحلة الثالثة: الرحلة إلى أورشليم وقيصرية فلسطين.. حوالى عام 216 م حدث إضطهاد من ألأمبراطور الرومانى كاركالا وكان شديداً فى مدينة الأسكندرية فأغلق مدارسها وأضطهد معلميها وذبحهم، فقرر أوريجانوس الذهاب غلى فلسطين، فرحب به صديقه القديم الأسكندر أسقف أورشليم كما رحب ثيؤكتستوس أسقف قيصرية فلسطين به، ودعواه أن يشرح فى الكنيسة الكتاب المقدس فى إجتماعات المسيحيين فى حضرتهما لأنهما أرادا أن يستفادا بعلمه - وحدث أن عرف الأنبا ديمتريوس الإسكندرى فغضب جداً، فإنه حسب عادة كنيسة الأسكندرية وتقليدها أنه لا يستطيع علمانى أن يعظ فى حضرة الأسقف، فأرسل له أمراً بالعودة إلى الإسكندرية، فأطاع أوريجانوس أوامر بطريرك الكنيسة المرقسية فى خضوع، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلاً.. ولكن كان هذا الحدث هو مقدمة لأجراء شديد بحرمانه بعد حوالى 15 سنة
الرحلة الرابعة: الرحلة إلى أنطاكيا.. وفى بداية حكم أسكندر سويرس (222- 235 م) أرسلت ماميا والدة الأمبراطور حامية حربية تستدعى أوريجانوس إلى أنطاكيا كى يجيب على بعض الأسئلة التى لا تجد لها إجابة.. وقد ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى أن: " اوريجانوس بعد أن لبث معها فى القصر الإمبراطورى بعض الوقت أظهر لها فيه أشياء كثيرة لمجد الرب، وأو ضح لها سمو التعاليم الإلهية أسرع فى العودة إلى مدرسته - Ibid 143: 535
الرحلة الخامسة: الرحلة إلىاليونان: وقد أستغرقت هذه الرحلة عامين، وكانت مهمته أن يذهب إلى آخائية ليعمل صلحاً، وكان يحمل تفويضاً كتابياً من أسقفه، وفى طريقه عبر غلى فلسطين، ويعتقد أنه دعى إلى الوعظ فرفض لأنه لا يحق له أن يعظ فى حضرة ألسقف وهو علمانى فسيم قساً بواسطة أسقفها، فقد بدا للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحى مثل أوريجانوس بلغ من العلم هذا مقداره أن يظل علمانياً، ولا يستفيد شعب الكنيسة منه، وفى الوقت نفسه أرادوا تجنب المخاطر التى يثيرها البابا ديمتريروس بسماحهم له أن يعظ وهو علمانى، ولكن أعتبر البابا ديمتريوس هذه السيامة أكثر خطأً من التصرف السابق، حاسباً إياها رسامة خطأ لسببين:
أ - أن أوريجانوس ينتمى إلى منطقة رعويته، وأنه قبل السيامة من أسقف غير أسقفه وبدون أذنه.
ب - أن أوريجانوس قد خصى نفسه، الأمر الذى يحرمه نوال درجة كهنوتية.
المزيد
13 نوفمبر 2024
الحزبية
قد تكون ابنًا لله، وخادمًا في الكنيسة، ومواظبًا على أعمال روحية، ومع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية، وخاضع لمشاعرها..!
والحزبية هي أن تهاجم البعض، بلا معرفة، وبلا تفكير، وربما بلا أسباب..! بينما تؤيد البعض وتدافع عنهم، بنفس الأسلوب، بلا معرفة، بلا تفكير، بلا أسباب..!
الحزبية فيها بولس وأبولس، الأمر الذي انتقده الرسول، ووبخ عليه أهل كورنثوس (1كو 3: 3، 4) "لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ: «أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 3، 4)
الحزبية لا تتفق مع روح المحبة..
لأن الشخص الذي تنتقده وتهاجمه وتقف ضده، قطعًا لا تحبه و"المحبة لا تقبح، ولا تظن السوء" (1كو 13)
والحزبية لا تتفق مع الحق والعدل
إذ غالبًا ما تكون المهاجمة في نطاق الحزبية، ليست كلها صدقًا ولا عدلًا على الأقل فيها لون من المبالغة، ولون من التجني مبعثه حقد داخل القلب
والحزبية لا تبنى، بل تهدم
إنها تفتت القوى، وتفرق الشمل، وتستخدم كل الطاقات في غير مجالها الطبيعي تضيعها في المشاحنات والانقسام، وفي النقد والنقض.
الحزبية ضد وحدة الروح ووحدة الفكر..
وهي تجسيم للذات، وللروح القبلية.. ولا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التي قيل عن أبنائها "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (سفر أعمال الرسل 4: 32) وهي ضد وصية الرسل في قوله "مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل.. لكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد، إله واحد، معمودية واحدة" (أف 4).
والحزبية قد تأخذ روح التنافس والمعارضة بالنسبة إلى الآخرين، وروح الافتخار بالنسبة إلى الذات وقد تأخذ مظهرًا من مظاهر (عبادة الأبطال)، والانتمائية العامة ويصبح كل ما هو أمامك: مجموعتنا، جمعيتنا، فرعنا، كنيستنا (على مستوى الحي)، بلدنا، قريتنا.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
12 نوفمبر 2024
نبت حالاً..!
في مَثَل الزارع، وأثناء حديث السيّد المسيح عن سقوط البذار على الأرض المُحجِرة، نلاحظ في هذا النوع من الأراضي أنّه يكون سريع التفاعُل مع البذرة، كما يقول السيِّد المسيح في المثل أنّه نبت حالاً، ولكن بعد فترة قصيرة عندما أشرقَت الشمس جفّ واحترق..!
لماذا نبت بسرعة؟
في الحقيقة أنّ هذه ليست علامة صِحِّيَّة بل علامة مَرَضِيَّة.. كيف؟
لنشرح هذا ببساطة:
1- البذرة الصغيرة يكون مُختَزَنًا بها طاقة قليلة.. وعندما تُزرَع البذرة وتبدأ في الإنبات، تنمو الجذور أوّلاً إلى أسفل، ويَستخدِم الجذر الطاقة البسيطة المُختَزَنة في البذرة لكي ينمو بها إلى أسفل؛ حيث يبدأ في امتصاص الطاقة من التُربة العميقة الرطِبة ويقوم بتغذية النبات بها، فيبدأ النبات في تكوين الساق والصعود به إلى أعلى.. معنى هذا أنّ الطاقة المُختزَنة في البذرة بالكاد تكفي لتكوين الجذر، ثمّ بعد ذلك يكون الجذر هو وسيلة إمداد النبات بالطاقة من أجل حياته ونموِّه..!
2- إذا كانت الأرض مُحجِرة أو صخريّة، فسيكون الطريق مسدودًا أمام الجذور، وبالتالي فالطاقة المُختَزَنة في البذرة ستذهب لتكوين الساق بسرعة، ليصبح لدينا حالاً نباتًا جميلاً بدون جِذر، أي بدون مصدر لإمداده بالطاقة.. وهنا الخطورة لأنّه سيجفّ بسرعة ويموت لانقطاع طاقة الحياة عنه..!
3- لذلك فإنّ الإنبات السريع ليس علامة نشاط أو حيويّة، بل هو حالة مَرَضيَّة تكشف عن أن الجذور ضامرة وطريقها مسدود.. فاتّجه النبات إلى أعلى وظهر على وجه الأرض بشكل جميل، حتّى استهلك كلّ الطاقة التي كانت مُختَزَنة في البذرة.. ثمّ جفّ ومات..!!
4- هكذا يكون هذا النوع من الناس الذين تسكن الصخورُ قلوبَهم عندما يسمعون الكلمة يقبلونها حالاً بفرح.. مثل إنسان ينفعل بعظة سمعها أو بمقالٍ قَرَأَهُ، ولكن الطاقة التي أخذها من الكلمة التي سمعها أو قرأها، لم يستثمرها في صناعة جذر عميق لحياته، من خلال إعادة الاهتمام بالمخدع في جلسة هادئة لمحاسبة النفس، واكتشاف الصخور والأحجار التي في القلب، وصلوات صادقة بتوبة وانسحاق، ثُمّ لقاء مع أب الاعتراف.. بل يتّجه بالطاقة الروحيّة التي أخذها للخارج؛ في كلام مع الناس أو نشاط اجتماعي أو خدمة تحت الأضواء.. ويستمرّ في هذا قليلاً حتّى تنفذ الطاقة التي كان قد أخذها، وبعدها، ولأتْفَه مشكلة أو ضيقة ينتكس ويرتدّ ويذبل مرّة أخرى..!
لذلك في هذا النوع من الأرض بالذّات تظهر أهميّة تقوية الجذور والحياة الداخليّة، إن كُنّا نريد نموًّا روحيًّا حقيقيًّا ومُفرِحًا في حياتنا..!
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
11 نوفمبر 2024
من واقع مشكلات الشباب
( التحديات الثلاث )
أود أن أحدثكم عن ثلاث قضايا شبابية ، تعتبر بمثابة أهم التحديات العصرية التي يلزم مواجهتها بمنهج متعمق وبأسلوب عصري سليم :
۱ - مشكلة السطحية .
٢ - مشكلة القلق
٣- مشكلة الاندفاع والعنف .
السطحية :
العمق مرتبط صميمياً بالتفهم الواعي للكيان والصورة الإلهية والسطحية مرتبطة أيضاً بضياع هذا الوعي اللاهوتي ان يعتبر الانسان نفسه حلقة من حلقات التطور المادي فحسب هبوط بالبشرية الى المادة الصرفة وانزلاق نحو السطحية في فهم أمور الحياة أما ان اتاكد اني مخلوق على صورة الله ومثاله ، فهذا يلقى على تبعة الأصالة والعمق، والدخول الى اعماق الكيان، لتحقيق
مقاصد الله في ذاتي وفي البشرية كلها الشباب في أمريكا - كما رأيتهم - لا يعبأون بأصالتهم الروحية ، ويكتفون بواقعهم المادى وتشجعهم على هذا وسائل الإعلام والابحاث العلمية المادية الصرفة وكأن نظرية أصل الانواع لدارون هي انجيل العصر الحديث وكأن المادة هي محرك الحياة كما ادعى ماركس !!
وبات الانسان تائها وسط هذه النظريات ، يبحث عن نفسه الأصيلة فلا يجدها ، فيغرقها في العمل والتلهي معاً ....
انني لست هذا الجسد المادي من قال اني اجهزة معقدة تعمل في انسجام ،لأجل لقمة العيش وانجاب النسل ؟ !
إنى وإن كنت مأخوذاً من التراب حقاً، وإن كنت مرتبطاً كيانياً بالكون المادى لاني مأخوذ منه . ولكني أنا أيضاً نفخة إلهية ، وخلق فريد ، وكيان يحمل السمائي والأرضى معاً إنسانيتي على صورة الله ومثاله وأنا مدعو لتحقيقها في كياني وفي الأرض كلها من مثل الإنسان، على صورة الله في الإرادة والحرية والعقل والانتاج ..؟
ان أهملنا كياننا هذا ، فنحن في ضياع وهبوط ، في دوامة السطحية والقلق والسام وضلال في التيه والاغتراب أن أعمل بعمق فهذا لأن الله أمرني أن أخضع الكون وأسوده
أن أعمل بأصالة ، فهذا لأنى كاهن الخليقة كلها والمسئول عنها أمام الله أن أعمل بذكاء ، فهذا لأني مدعو إلى هذه الحياة في كياني وعقلي وقدرتي فالأمر إذن جد خطير ، والهدف من الحياة ووضوح الرؤية وتبيان الرسالة ، هي بالحقيقة إلهامات العمق ومصادره الأصيلة إن كنت مسيحياً حقاً ، فإني مدعو أن أشارك إلهى في عمله الخلاصي ان كنت ابنا للكنيسة بالروح والحق فرسالتي ان احول العالم الى كنيسة إن كنت منفعلا برسالة الانجيل
وبشارة الملكوت ، فلن أكون بعد سطحياً في كلامي و نظراتي وإتجاهاتى ولن أذهب وراء اللذة السطحية ، بل أحيا في الفرح الأصيل الذي قيل عنه إنه فرح لا ينطق به ومجيد والعمق مرتبط بالهدوء والتأمل ومحاسبة النفس لأجل هذا حرص العلماء والفلاسفة واللاهوتيون والرهبان أن يعيشوا بعيداً عن الصخب والضجيج ومشتتات الفكر والحياة.كان لا بد من الصعود على جبل طابور ليحدث التجلى وكان لابد من الارتفاع إلى جبل الموعظة لسماع التطويبات الخالدة وكان لابد من السجود بروح الخشوع والهدوء والصلاة لتنزل ألسنة نارية يوم العنصرة انها دعوة الى شبابنا أن يقاوم سطحية العصر ، بالتفهم الواعي لكيانه ، وتحقيق دعوته ورسالته ، والتأمل الدائم في مسيرة حياته.
القلق :
في نظر أهل العالم الوجود الانساني نسيج من التوتر والقلق لأنه يجمع بين المتناقضات أبدية وزمنية ،مخاطرة وكسب ، حياة وموت ، اتصال و صراع توتر دائم بين المتناهي واللامتناهي وعند كير كجورد الفيلسوف الوجودي أنه لا تستطيع أية حياة إنسانية أن تفلت من القلق ، والقلق عنده كاليأس علامة من علامات الوجود . أما الأول فيسبق الحرية وأما الآخر فيأتي في أعقابها .
بل قد وصل الأمر عند الوجوديين ، أنه لا شيء يستطيع أن يقوى الشعور بالوجود كالهم والقلق ، وأن الانسان وهو في الأسى يشعر أنه موجود، أكثر بكثير مما يشعر بذلك وهو في السرور هذه القسوة في النظرة الفلسفية مرجعها ضياع مفهوم الحزية الأصيل والتركيز على حرية الإختيار فحسب كما أكد سارتر ولكن الحرية عند المؤمن هي حرية الفعل أنتم عبيد للذي تطيعونه إما للخطية للموت أو الطاعة للبر ( رو ٦ : ١٦ ) لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البر وإذ اعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبر . وصار لكم ثمركم القداسة والنهاية حياة أبدية الحرية عند الشاب المسيحي هي أن يتحرر من عبودية الذات والخوف من الموت. وهو يعلم انه اذا حرره المسيح فبالحقيقة يكون حرا ويرتبط القلق أيضا بضياع انجيل
الخلاص الشباب يستعبد للخطية ولا يريد أن يواجه نفسه لقد كلمنا اللاهوتي شمعان في مقاله عن الاعتراف قائلا : انه عندما كان كاهنا للارثوذكس في فيلادلفيا ، لم يتقدم إليه طيلة مدة خدمته الطويلة شاب يطلب الخلاص من الخطية ولكن تقدم كثيرون يطلبون الارشاد لحسن التكيف مع المجتمع لهذا يصرخ قائلا :على الكنيسة الأرثوذكسية أن تحمل رسالة الخلاص ، وتواجه بها ضمير العالم الميت » . فالانسان الخاطيء ميت ، وبدون الصليب لا حياة أبدية . وإنه إن تبررنا بالايمان فلنا سلام مع الله . وهذا السلام يفوق كل عقل في المسيح يسوع ، ويرفع عنا
كل قلق وكل حزن ردىء ووجع القلب فاختفاء بشارة الفرح وبشرى الخلاص ، تؤدى الى حزن النفس الداخل وقلقها ودورانها حول ذاتها . المسيحي المؤمن فرح لأن بهجة الخلاص تملأ قلبه ، ونعمة بشارة الملكوت تغطى حياته وفرح الأبدية قد غطاه وملاه ، كما ينحدر الطيب من لحية هرون إلى جيب قميصه ، وكما ينحدر الندى
الطيب على جبل حرمون حيث أمر الرب بالبركة والحياة إلى الأبد .
٣- - الاندفاع والعنف :
العنف في حياة الشباب قد يتخذ صورة فكرية عندما ينحرف الشباب نحو الشكوك والنظريات والأيديولوجيات السلبية والالحادية وقد يتخذ طابعاً نفسياً عندما يعيش الشاب حياة التعصب والتحيز التعصب اندفاع نفسى منغلق، والمسيحية ترفضه لأنها تؤمن بالحق والحق يملك قدرته على إثبات وجوده دون انغلاقية حركات العنف والتهور السائدة بين شباب العالم في الخارج تكشف عن فشل المجتمع في استخدام طاقات الشبيبة ولهيب حماسهم ، تجاه ما هو حق وجليل وطاهر وصيته حسن .
العنف الاجرائي يحمل كبرياء و احتقارا للآخرين الوديع يصنع حواراً ويجرى وراء الحق أينما كان العنيف يتعامل مع الآخر كأنه شيء يعصف به ، وليس كشخص مخلوق على صورة الله يستحق الاحترام، مهما كان فكره أو مذهبه أو دينه الاندفاع عندما يتقدس بالحياة الروحية وعمل النعمة ، يتحول إلى غيرة وحماس إيجابي والغيور خادم صالح للجميع مأساة الانسان الجسدى أنه :
فقد الوحدة مع الله ، فعاش في السطحية.
وفقد الوحدة مع نفسه . فعاش في القلق.
وفقد الوحدة والحب مع الآخرين، فعاش في الاندفاع والعنف وليس من علاج يقدم سوى أن يعود الإنسان إلى أصالته في :
حياة الشركة مع الله بالصلاة والأفخارستيا وحياة السلام مع نفسه بالإيمان والمصالحة مع الله وحياة الحب مع الآخرين بالخدمة والود وبذل الذات وهذا هو عمل الكنيسة تجاه التحديات الثلاث .
نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن مجلة الكرازة العدد الثانى الاربعون عام ١٩٧٥
المزيد
10 نوفمبر 2024
انجيل قداس الأحد الأول من شهر هاتور
تتضمن إيضاح ما هو مشاهد من عدم تأثير التعليم مرتبة على فصل مثل الزارع (لو ٨ : ٤ - ١٥ )
إن حالة الكرازة فى هذا العصر تغير ما كان يحدث في أوائل العصر الرسولي فأن بطرس الرسول أول خطبة بسيطة في أورشليم جذب إلى الأيمان ثلاثة ألاف نفس أع٤١:٢ وبثاني خطبة أنضم نحو خمسة آلاف رجل أع٤:٤ اما في هذا العصر فنجاح الكرازة قليل جداً. وهو أمر عجيب للغاية !
ويقول البعض في نجاح الكرازة في العصر الرسولى كان بسبب العجائب. وذلك لأن الذين آمنوا بكرازة بطرس الأولى كانوا قد شاهدوا الرسل وهم أميون يتكلمون بلغات مختلفة فأمنوا أع ٧:٢-٨ وإن الذين أمنوا بكرازته الثانة كانوا قد شاهدوا ذلك الذي ولد من بطن أمه أعرج يمشى أع٢:٣-٨. وان الوالي أمن لأنه رأى ان لعنة بولس الرسول أعمت عين الساحر في الحال أع٦:١٣-١٢ وقد شهد بذلك أيضاً البشير بقوله: اما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان. والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالأيات التابعة أع٢٠:١٦ على انه يوجد كثيرون قد أمانوا بدون يشاهدوا عجائب ولا ايات منهم وزير كنداكة ملكة الحبشة فانه عند ما بشره فيلبس الرسول بيسوع أمن في الحال واعتمد أع ٢٧:١-٣٨ بدون مشاهدة ايات. وكذلك أهل أثينا عندما بشرهم بولس الرسول أمن منهم ديونيسيوس الأريوباغى وامرأة أسمها دامرس وأخرون معها أع٣٤:١٧. فإذا كانت الأيات هي كل السبب فى جذب الناس إلى الأيمان. فلماذا لم يؤمن فرعون الذى شاهد أعظم العجائب ؟ وبدلا من كونه يؤمن نراه قد قسا قلبه. ولماذا لم يؤمن الفريسيون ؟ فأنهم عندما شاهدوا ابراء السيد له المجد للمجنون الأخرس بدلا من أن يؤمنوا قالوا أنه: " برئيس الشياطين يخرج الشياطين" مت٣٢:٩-٣٤ وقال أخرون أن عدم نجاح الكرازة هو من عدم استقامة الواعظ. وعدم مطابقة أعماله لوعظه وحجتهم في ذلك قول بولس الرسول: "فانت إذن الذي تعلم غيرك الست تعلم نفسك. الذي تكرز ان لا يسرق أتسرق "رو٢١:٢-٢٢ على أن الرسول لم يقل أن الكرازة لم تثمر بسبب عدم استقامة الوعظ. ولا من عدم أنطباق أعماله على وعظه وإنما اراد بذلك توبيخ ذلك الواعظ الذميم السيرة الذى لا يصلح أمور نفسه قبل غيره. وسيدنا له المجد قد أزال كل شك وريب من هذا القبيل بقوله: " على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فأحفظوه وأفعلوه. ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون لا يفعلون " مت١:٢٣-٢١ حقا هذا. فإنه كما أن الخصب لا يكون من حسن الزارع. كذلك تأثير الكرازة وعدمه لا يكون من قداسة الواعظ وعدمها. وإلا لكان قد أمن جميع الناس
بكرازة قدوس القديسين. لكن نحن ما لنا وهذا كله. ومثل الزارع قد حل كل أعتراض كما ترى ذلك فيما يلي: إن سيدنا له المجد بفصل أنجيل اليوم قد مثل الكرازة الأنجيلية بالزرع. وهو تمثيل في غاية المناسبة. لأنه كما ان الزارع يلقى البذار من يده في الأرض. كذلك الواعظ يلقى كلمة الله من فمه فى مسامع المؤمنين. وكما أن الزرع أما أن يصادف أرضا جيدة فينمو ويثمر . أو لا يصادف فلا يثمر . كذلك التعليم بالكلمة أما ان يصادف أستعداد الإنسان وميله فيثمر في نفسه أو لا يصادف فلا يأتي بفائدة.ينتج من هذا أن ليس كل الذين يسمعون الكلمة يخلصون. لأن التأثير يختلف حسب أختلاف السامعين. وهو ما ضرب من أجله هذا المثل. فأن ربنا له المجد قد شبه فيه الواعظ بالزارع والعالم بالحقل. وكلمة الله بالبذار وذلك لأن غلة الزرع هي قوت للجسد. كما أن ثمرة كلمة الله هي خلاص للنفس اننا نتعلم من فصل انجيل هذا اليوم أن السامعين لكلمة الله أربعة انواع: النوع الأول : هم الذين يسمعون الكلمة بدون أكتراث. ويشبهون الزرع الذي سقط على الطريق فانداس واكلته طيور السماء. لأن قلوبهم غير مستعدة وقاسية حتى أن كلمة الله لا تؤثر فيها ولذا تراهم يجلسون في الكنيسة أن أتوا إليها فارقين في بحار التفكير بأمور يعرفونها هم. وأن انتبهوا فإلى ملابس الشعب او الواعظ وصوته. وأن سمعوا الوعظ فبقصد الانتقاد على الواعظ والتنديد عليه لا السماع كلمة الله. وفاتهم أنهم في تلك اللحظة يكونون في حضرة الله تعالى. ويأتي وقت يردد فيه كلا منهم قول الحكيم: "كيف أنى أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيــــخ ولم أسمع لصوت مرشدى" أم ١٢:٥-١٤
النوع الثاني : هم الذين يسمعون الكلمة بفرح ولكن إلى حين. ويشبهون الزرع الذي سقط على الصخر. ولما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة. لأنهم يسمعون التعليم بأبتهاج وتنتعش عواطفهم من شدة الفرح ولكن بما أنهم ليس فيهم أصل للأقرار بالخطايا. ولا محبة فيهم ولا قداسة فأن فرحهم لا يدوم. لأنهم عند أول تجربة يعثرون ويسقطون. نعم أنهم يسمعون الكلمة بأشتياق حار لكنهم لا يفهمون البشرى فهما تاما وخصوصا من جهة كونهم خطاة ومعرضين لغضب الله. فتراهم يسلمون بحقائق البشرى ويتصورنها. ولكنهم لا يجددون ذهنهم بأتضاع قلوبهم وبخضوع ارادتهم وتقديس أهوائهم. ويأخذون آرائهم عن الدين من شهادة البشر ويلتذون بسماع الوعظ عن واعظ ويبغضون الأخرين. لا يتأملون في أمروهم "ولا يمتحنون ذواتهم. وبالأجمال " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" ٢تى٥:٣ فهذا النوع ديانته باطلة أيضا كالنوع الأول. وأن امتاز عنه بفرحه وقت سماع الكلمة.النوع الثالث : هم الذين يسمعون الكلمة لكنهم لا يستفيدون لارتباكهم بهموم الحياة ويشبهون الزرع الذى سقط بوسط الشوك فنبت معه الشوك وخنقه، لأنهم يقبلون الكلمة بفرح وتنموا فيهم نمواً يبشر بثمرة صالحة. فتراهم كأنهم أخذون فـــي التجديد. ولكنهم بسب هموم الحياة الحاضرة وملذاتها وغرور الغني وسائر الشهوات. يسقطون ويصيرون بلا ثمر. فأن قلت ما السبب الداعى لسقوط هذه الأنواع الثلاثة منم الناس وهلاكهم ؟ أجبتك. أن سبب النوع الأول هو عدم الأكتراث وسبب هلاك النوع الثاني هو فقد . وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث. المبادئ ،وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث يضر بكثيرين والتوانى يضر بأخرين وغرور الحياة الدنيا يهلك البقية
أما النوع الرابع فهم الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويحفظونها. ويشبهون الزرع الذي سقط على الأرض الصالحة. ولما نبت صنع ثمراً مئة ضعف. لأنهم يقبلون الكلمة بأيمان حقيقى ورغبة صحيحة ككلمة الله كما هى بالحقيقة. لا ككلمة بشر ١تس١٣:٢. فيثمرون أثمار التقوى وعمل كل ما يحب الله فتظهر فيهم نعمته. وتعلمهم أن يتجنبوا الفجور وكل الشهوات فيعيشون بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر . تى١١:٢-١٢ فسبيلنا أن نواظب على الحضور إلى الكنيسة لسماع كلمة الله بإصغاء تام وبكل ورع وتقوى. تاركين عنا هموم العالم وغروره. ولذات الجسد وكل شهواته. لتكن كل تأملاتنا في ما نسمعه وليس لنرى الغير لأجل الانتقاد. حتى نفهم كل ما يتلى على مسامعنا فنثمر أثمار الفضيلة ونفوز بالخلاص بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الأبد. أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
09 نوفمبر 2024
هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟
وَنَحْنُ نحتفِل بِتِذكار القِدِيس مَارِمرقُس الَّذِي نَحْنُ مديُونُون لَهُ بِمَسِيحِيِتنا وَمعرِفِتنا بِالمَسِيح فَلاَبُد أنْ يَكُون لَنَا وقفة مَعْ أنْفُسَنا إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بِالبِشارة المُفرِحة بِالمَسِيح وَبِالمَلَكُوت وَبِالإِيمان بِالمَسِيح الفَادِي وَالرَّاعِي وَالمُخَلِّص فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟
إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا وَنَحْنُ نُسَمَّى كَنِيسة رَسُولِيَّة أي كَرَزَ لَنَا رسُول مِنْ الرُسُل الَّذِينَ تَسَلَّموا الكِرازة مِنْ المَسِيح نَفْسه نَحْنُ كَنِيسة مصر مِنْ الكنائِس الرَسُولِيَّة كَارِزنَا رَسُول مِنْ رُسُل المَسِيح وَنَحيا بِحياة أباءنا الرُسُل وَبِفِكرهُمْ وَإِيمانهُمْ وَنسلُك بِصِفاتهُمْ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون بِحقٌّ ؟ هل نَحْنُ نحيا بِفِكر وَحياة أباءنا الرُسُل ؟
يَقُول بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنا خَلاَصاً هذَا مِقدارهُ ]( عب 2 : 3 ) الإِيمان الَّذِي تسلمناه مِيراث لَيْسَ بِقَلِيل هُناك ثَلاَث مَجَالات نُحَقِق فِيها حياتنا كَمَسِيحِيين :-
1- الأُسرة :-
إِذا كَانَ القِدِيس مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بشخص يَسُوع المَسِيح وَإِذا كَانَ يَجِب أنْ نَكُون فِي حياتنا الخَفِيَّة فِي الدَاخِل مَسِيحِيين وَالكَنِيسة تؤمِنْ أنَّ الأُسرة هِيَ صَانِعة القِدِيسِين وَإِنَّها تحفظ الإِيمان رَائِعة الكَلِمة الَّتِي قِيلت عَنْ زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات [ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أمامَ اللهِ سَالِكْينِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأحكامِهِ بِلاَ لَوْمٍ ] ( لو 1 : 6 ) رَائِعة الأُسرة الَّتِي بِها زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات يَكُون ثمرها يُوحنَّا المعمِدان رَائِعة الأُسرة الَّتِي تفتح الإِنجِيل وَتُصَلِّي معاً وَيَكُون فِي بِيتها رُكن لِلصَلاَة وَتَتَحدث بِحَدِيث رُوحِي وَنسمع مِنْها ألفاظ رُوحِيَّة ألفاظ كِتَابِيَّة وَتُبنى بِالحُب وَتُنَمِّي العِلاقة بينْ أفراد الأُسرة وَبينَ المَسِيح هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي بِيُوتنا ؟ هل نشعُر أنَّ بِيُوتنا مُختلِفة عَنْ الآخرِين وَأنَّ فِيها تَمَيُّز وَخَفاء يختلِف عَنْ الآخرِين ؟ هل بِيُوتنا تحفظ الأسرار وَالصَلَوَات بِعَفاف ؟ هل نحفظ فِي بِيُوتنا تِذكارات القِدِيسِين وَنُعَرِّفها لأِولادنا ؟ إِنْ كُنَّا نحتفِل بِتِذكار مَارِمرقُص ماذا يمنع أنْ يَكُون لَهُ صورة فِي بِيُوتنا وَأمامها قندِيل وَنُقِيم لَهُ تمجِيد هذَا يِأصَّل العِلاَقة بيننا وَبينَ القِدِيس إِذاً الكَنِيسة موجودة فِي بِيُوتنا لَيْست الكَنِيسة هِيَ مبنى وَحضُور قُدَّاسات وَمدارِس أحد وَيَكُون بينها وَبينَ الحياة العملِيَّة فجوة فِي رُوسيا كانت الكنائِس مُغلقة فِي عصر الشِيُوعِيَّة وَصَارت الحياة المَسِيحِيَّة ممنوعة وَكَانَ الحل هُوَ أنْ يُمَارِسُوا حياتهُمْ الكَنَسِيَّة فِي بيوتهُمْ فَكَانَ فِي كُلَّ بيت رُكن لِلصَلاَة وَرُكن لِلتَعلِيم وَحياة شَرِكة وَعِندما فُتِحت الكَنَائِس بعد ستُون سنة تخيلنا أنَّهُ سوفَ لاَ يَكُون بِها مُصَلِين وَأنَّهُ لاَ توجد مَسِيحِيَّة فِي رُوسيا وَإِذْ بِها مملؤة مُصَلِيين ثَلاَثة أجيال رَبَّتهُمْ بِيُوتهُمْ فِي جو كَنَسِي دَاخِل بِيُوتهُمْ هِيَ قلُوب مملؤة بِالله تؤمِنْ بِهِ وَتُقَدِّم لَهُ صَلَوَات فِي خفاء فِي أحد المرَّات جاءت إِنسانة بِإِبنها لِيعترِف وَجلست بِجَانِبه لِينتظِر دوره فِي الإِعتراف وَعِندما تأخر ذهبت لِلأب الكَاهِن تقُول لَهُ أنَّ إِبنها لاَ يَطِيق الإِنتِظار طَوِيلاً وَأنَّها أعطته بعض الجُنيهات لِتُشَجِعه أنْ يأتِي لِلإِعتراف هذِهِ الأُم تُرِيد أنْ تُرِيح ضَمِيرها مِنْ ناحِية إِبنها وَمِنْ نَاحِية الله لَكِنَّها لَمْ تسأل نَفْسَها إِنْ كَانَ إِبنها لاَ يُصَلِّي فهل كانت هِيَّ تُصَلِّي أمامه لِتُعَلِّمه الصَلاَة أم لِماذا هُوَ لاَ يُصَلِّي ؟ هل عوِّدته أنْ يَتَنَولاَ معاً بِإِنتِظام أمْ لِماذا لاَ يَتَنَاول ؟ هل كانت تَتَحدَّث فِي بِيتها بِأحَادِيث رُوحِيَّة أم لِماذا هُوَ ينطِق بِهذِهِ الألفاظ وَالأحَادِيث العَالَمِيَّة ؟ ماذا كَانَ دورها معهُ فِي تربيته ؟ حياة هذَا الإِبن هِيَ تراكُمات أفعال الأُم هل ساعة أوْ إِثنان فِي الكَنِيسة وَمدارِس أحد تُنسِي الطِفل مَا تعلَّمه فِي بِيته خِلاَل أُسبُوع ؟ البِيت المَسِيحِي الَّذِي يُذكر فِيهِ إِسم الله وَالمَحَبَّة عِنوانه وَيجتمِع عَلَى كَلِمة الله وَالحياة المَسِيحِيَّة فِيهِ ليست حياة شكلِيَّة لاَ يوجد فِيها فرق بينَ مَا تسمعه فِي الكَنِيسة وَمَا تحياه فِي البِيت .
إِذا كُنت فِي الكَنِيسة شِىء وَفِي البِيت شِىء آخر فَأنتَ مُنقَسِم فَكيفَ تُرِيد أنْ تَكُون مَسِيحِي ؟ عِندما جَاءَ قوم يفتخِرُون أنَّهُمْ يهود إِلَى بُولِس الرَّسُول قَالَ لَهُمْ لَيْسَ كُلَّ اليهُود هُمْ شعب الله وَلاَ أولاد إِبرَاهِيم هُمْ أولاده بِحقٌّ أيضاً لَيْسَ كُلَّ مَسِيحِي هُوَ مَسِيحِي بِحقٌّ .. لِماذا نحزن عِندما نسمع عَنْ إِنسان إِرتد عَنْ الإِيمان ؟ كَثِيرُون دَاخِل المَسِيح وَلَمْ يحيوا حياة المَسِيحِيَّة وَكَثِيرُون دَاخِل الإِيمان وَلاَ يعرِفُون الإِيمان لِنسأل مَارِمرقُص الَّذِي كرز لَنَا بِالمَسِيح عَنَّا هل نَحْنُ نحيا المَسِيحِيَّة الَّتِي كرزت لَنَا بِها أم نحيا حياة مَسِيحِيَّة حَدِيثة ؟ إِهتِمامات كَثِيرة تطغى علينا وَتُنسِينا مَسِيحِيتنا نَحْنُ نحيا لِنأكُل وَنشرب وَنُعَلِّم فقط نَحْنُ لَم نفتح مشرُوع تسمِين فِي البِيت أهم شِىء أنْ نُطعِمْ أولادنا وَنُعَلِّمهُمْ وَلاَ نهتم بِنِفُوسهُمْ وَأرواحهُمْ كَمَا نهتم بِغِذائهُمْ كيفَ نهتم بِجُزء مِنْ كيان الإِنسان وَنترُك بَاقِي كيانه ؟ يجِب أنْ يَكُون هُناك إِتِزان الإِيمان العدِيم الرِياء المُسَلَّم مِنْ الأباء وَالأجداد الحياة الَّتِي فِي المَسِيح بِلاَ غِش وَالتطبِيق العملِي لِلوَصِيَّة أمر مُهِمْ وَالمُجتمع بِأمور شيطانِيَّة يِشغِل حياتنا مِثْل الأشغال وَالدِراسة وَالتعلِيم وَ أُمور تأخُذنا فِي دوامة لَيْسَ لَها نِهاية نَحْنُ نُعَلِّم وَنُطعِم نعم لَكِنْ لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا أساس مُهِمْ فِي تربية أولادنا وَهُوَ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى أنَّ نِهايِتهُمْ السَّماء الَّتِي لَيْسَ بِها طَبِيب أوْ مُهندِس أوْ مُدَرِّس لأِنَّ مراتِب السَّماء ليست مِثْل الأرض بَلْ حسب التقوى لاَبُد أنْ أعرف أنَّ أولادِي وزنة مُهِمة لِكي أقُول لله فِي النِهاية[ هَا أنَا وَالأولادُ الَّذِينَ أعطَانِيهُمْ اللهُ ] ( عب 2 : 13 ) عِندما كَانَ المُتَنَيِح أبُونا بِيشُوي كَامِل مَازَالَ خَادِم عِلمانِي ( أ / سَامِي كَامِل ) كَانَ يفتقِد أولاده فِي الخِدمة وَذهب إِلَى أحدهُمْ وَكَانَ فِي الثانوية العامة فقابله وَالِد المخدُوم وَقَالَ لَهُ أنَّ إِبنه هذَا العام يُرِيده أنْ يجتهِد لِيدخُل كُلِيَّة الطِب فَأجابهُ الخَادِم سَامِي كَامِل أنَّهُ مُمكِنْ أنَّ المخدُوم يذهب مدارِس أحد مرَّة فِي الأُسبُوع فَرفض الأب بِأنَّ إِبنه لَنْ يذهب لِلكَنِيسة هذَا العام وَطلب الخادِم أنْ يذهب المخدُوم مرَّة كُلَّ عِدّة مرَّات لَكِنْ الأب رفض فَقالَ أ / سَامِي مُمكِنْ آتِي إِليه لإِتابعه ؟ لَكِنْ الأب رفض أيضاً وَكَانَ الخادِم أ / سَامِي يُتابِع الإِبن مِنْ بعِيد وَمرَّت خمسة عشر سنة وَإِذْ بِالأب يذهب لِلكَنِيسة لِيسأل عَنْ الخادِم سَامِي كَامِل فَقِيلَ لَهُ أصبح كَاهِن فَذهب لَهُ فِي كَنِيسته وَعرفهُ أبُونا بِيشُوي وَسألهُ عَنْ حاله وَحال إِبنه فَأجَابَ الأب أنَّ إِبنه أصبح بِالفِعل طَبِيب لَكِنَّهُ الأن تعرَّف عَلَى فتاة غِير مَسِيحِيَّة وَيُرِيد أنْ يرتبِط بِها لِذلِك جَاءَ لأبُونا بِيشُوي لِكي يُعِيد الإِبن إِلَى حُضن الكَنِيسة هذَا الأب بِالفِعل ربَّى طَبِيب لَكِنَّهُ لَمْ يُرَبِّي مَسِيحِي أحياناً لاَ يَكُون لدينا إِتِزان بينَ الله وَالحياة العَمَلِيَّة لاَبُد أنْ يَكُون دَاخِل بِيُوتنا مذبح رُوحِي وَحياة رُوحِيَّة عَمَلِيَّة أحياناً بِيُوتنا تَكُون غِير مُرتبِطة مُفَكَكة لاَ يعرِف فِيها أحد الآخر الكُلَّ فِي الأُسرة الواحدة غُرَباء عَنْ بعضهُمْ وَكَأنَّهُمْ نُزَلاء فِي فُندق رغم أنَّ عِلم النِفْس يَقُول أنَّهُ لاَبُد لِكُلَّ إِنسان مَنْ يسمعه وَيفهمه وَمَنْ يُشَارِكه لاَبُد أنْ نسمع لأولادنا وَنُشَارِكَهُمْ هُناك أشياء لَمْ تَكُنْ الكَنِيسة مسئولة عَنْها بَلْ كانت مسئولية الأُسرة أصبحت الآن مِنْ مسئولِيات الكَنِيسة مِثْلَ الترفِيه لِماذا ؟ لأِنَّ البِيُوت أصبحت لاَ تهتم حَتَّى بِالترفِيه وَمُنشَغِلة عَنْه رغم أنَّ الترفِيه يِأصَّل العِلاَقات فِي الأُسرة الواحدة الآن أصبحت الكَنِيسة مسئولة عَنْ كُلَّ شِىء حَتَّى الترفِيه هل الأُسرة تحيا فِي خفائها عَلَى مُستوى حياة المَسِيح ؟ لِنسأل أنْفُسَنا .
2- الكَنِيسة :-
مُمارستنا الكَنَسِيَّة وَحياتنا الكَنَسِيَّة هل هِيَّ بِحسب قصد الكَنِيسة ؟ هل نَحْنُ وَاعيين وَنُدرِك ماذا تطلُب مِنَّا الكَنِيسة ؟ هل نشترِك معها فِي أسرارها فِي عِبادة رُوحِيَّة حقة ؟ هل نعرِف القُداس وَنَتَجاوب مَعْهُ وَنعِي كُلَّ حركة طقسِيَّة وَنعرِف ماذا يفعل الكَاهِن وَأنَّ رفع البُخُور هُوَ رفع قُلُوب لِلسَّماء وَنشعُر أنَّنا فِي السَّماء وَلَيْسَ الأرض .. هل نُصَلِّي أم هِيَّ شكلِيات وَرُوتِين وَإِرضاء ضَمِير ؟
هل نشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة وسطنا الَّذِي نُرَنِمْ لَهُ [ عمانُوئِيل إِلهنا فِي وسطنا الآن بِمجد أبيهِ وَالرُّوح القُدُس ] ( جُزء مِنْ لحن يُقال فِي أغلب الأعياد وَفِي حالة إِستقبال الأب البطريرك أوْ المطارِنة ) هل تشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة فِي تَجاوُب وَوَعي وَإِنْ كُنت لاَ تعرِف إِسأل وَإِقرأ لِكي تعِي معانِي العِبادة فِي الكَنِيسة عِندَئِذٍ لاَ يُمكِنك أنْ تأتِي إِلَى القُدَاس متأخر أوْ تِسرح فِيه لَوْ عرفنا عُمق المُمارسات لَنْ نصمُت بِها وَنعرِف أنَّها تحتاج قُلُوب حَيَّة وَتَكُون وَسِيلة خَلاَص وَسند عَمِيق لَنَا المَسِيح لَهُ المجد إِستودع كُلَّ أسراره وَكنُوزه فِي الكَنِيسة لِكي نشعُر أنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صعد لِلسَّماء إِلاَّ أنَّهُ موجُود فِي وسطنا بِكيانه الحقِيقِي وَلَيْسَ تمثِيل أوْ إِحساس أرغِمْ نَفْسِي عليه[ هُوَذَا كَائِن معنا عَلَى هذِهِ المَائِدة اليوم عمانُوئِيل إِلهنا حمل الله الَّذِي يحمِل خَطِيَّة العالم كُلَّه ]( مِنْ القِسمة ) .
الكَنِيسة تُؤمِنْ أنَّ الإِنجِيل عِندما يُقرأ يقرأه الله بِفمه المُبارك لِذلِك يُسَبِّح الشمَامِسة آجيُوس ثُمَّ يُكَلِّمه الكَاهِن قَائِلاً أنَّهُ الَّذِي كلَّم تَلاَمِيذه يُكَلِّمنا الآن وَنصرُخ " مُبارك الآتِي بِاسم الرَّبَّ " لأِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُكَلِّمنا فهل نُدرِك ذلِك ؟ هُوَ الذَبِيحة الحَقِيقِيَّة معنا الآن أم نَحْنُ نَتَنَاول وسط طَابُور طَوِيل دُونَ أنْ نعلم ماذا أخذنا وَماذا أحسسنا ؟ القُدَاس يُقام لِلتهيِئة لِلتوبة وَلِيغسِلك مِنْ كُلَّ الخَطَايا لِتَتَقَدَّم لِلتَنَاوُل بِرُوح وَفرح وَإِشتِياق لاَبُد أنْ نعرِف الكَنِيسة بِحقٌّ لِكي نَكُون مَسِيحِيين فِي الكَنِيسة الأولى كَانَ عِندهُمْ إِستعداد لِلإِستِشهاد المُهِمْ أنْ يتناولوا وَكَانُوا يعملُون سَرَادِيب لِكي ينجوا مِنْ بطش المُضطهِدِين وَيُسَافِرُون مِنْ بلد إِلَى بلد لِكي يَتَمَتعوا بِالقُدَاس وَالتناوُل أمَّا الآن عِندما أصبح المَسِيح موجُود عَلَى المذبح كُلَّ يوم فِي كنائِس كَثِيرة تَبَلَّدنا هذِهِ مسئُولِية علينا عِندما تِعرف إِنْ المَسِيح موجُود وَتأتِي إِليه كُلَّ مرَّة فِي وقت مُتأخِرعِندما نُمارِس عِبادتنا بِتَكَاسُل وَنشتكِي مِنْ طول القُدَاس وَمِنْ أنَّ الكَنِيسة تُصَلِّي القُدَاس بِاللُغة القِبطِيَّة ليتنا نعلم أنَّنَا اليوم نُصَلِّي بِأقل القلِيل المفرُوض أنَّ القُدَاس يُصَلَّى فِي سِتة ساعات أمَّا الآن فَنَحْنُ نُصَلِيه فِي ساعة وَنِصف فقط فهل المَسِيح لاَ يستحِق مِنّا صَلاَة ساعة وَنِصف لِكي نَتَنَاول ؟!!! رَاجِع نَفْسك لأِنَّكَ لاَ تعلم ماذا ستأخُذ ستأخُذ جسد حَقِيقِي يصرُخ لَهُ الكَاهِن وَيَقُول " أُؤمِن " وَالشَّماس يَقُول " أُؤمِنْ " وَأنتَ أيضاً تَتَنَاول وَتَقُول " أُؤمِنْ " لَيْسَ بِاللسان بَلْ بِالقلب أمر مُهِمْ أنْ نُقَدِّم فِي عِبادِتنا ذَبائِح عقلِيَّة ذَبائِح مقبُولة مرضِية أمام الله فِي جُزء الأنَافُورا فِي القُدَاس نَقُول " بِشَفاعة وَالِدة الإِله " وَنُنهِي اللحن " بِذَبِيحة التَّسبِيح " الَّتِي يطلُبها الله لِذلِك عِندما نرفع قُلُوبنا وَنُسَبِّح فَهَذَا خطوة تمهِيدِيَّة لِنَنَال المَسِيح لِنسأل أنْفُسَنَا إِذا دخل إِنسان غِير مؤمِنْ وسطنا فِي الكَنِيسة ماذا سَيَكُون إِنطِباعه عَنَّا ؟ هل سيرى حضُور الله فِي وسطنا ؟ هل سيرى مُصَلِيين حَقِيقِيين فِي مخافة وَوَقار ؟ وَلِنفرِض أنَّهُ جَاءَ الكَنِيسة فِي مُناسبة أُخرى صَلاَة إِكلِيل مَثْلاً هل سيرى أُناس يحترِمُونَ مكان عِبادِتهُمْ مكان حُضُور الله وَسطِهِمْ ؟ أم يسمع هرج وَيرى مناظِر غِير لاَئِقة وَيَتَعجب مِنَّا ؟!!! لِذلِك الأمر يحتاج أنْ نسأل أنْفُسَنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟ هل نأتِي إِلَى الكَنِيسة بِإِحساس وَإِشتِياق [ فرحتُ بِالقَائِلِينَ لِي إِلَى بيت الرَّبَّ نذهب ] ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغرُوب ) [ وَاحِدة سألت مِنْ الرَّبَّ وَإِيَّاها ألتمِس أنْ أسكُنْ فِي بيت الرَّبَّ كُلَّ أيَّام حياتِي ]( مز 26 – مِنْ مَزَامِير صَلاَة بَاكِر ) ؟
هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي عِبادِتنا وَرفع قُلُوبنا وَفِي فِهمِنا لِعقِيدِتنا الأُرثُوذُكسِيَّة المَسِيحِيَّة وَفِي فِهمِنا لِلمَسِيح وَعقِيدِتنا فِيهِ كَمُخَلِّص وَفَادِي وَرَاعِي وَإِله مُتَجَسِد وَدَيَّان أم لاَ ؟ أم إِذا وُجِّهَ إِلينا أي سؤال أوْ تشكِيك مِنْ خِلال أي مجال فِي المُجتمع نُعثر لِماذا ؟ لأِنَّهُ لَيْسَ لدينا وعي بِالعقِيدة الصَحِيحة وَمَا أكثر المُشَكِكِين وَكُلَّ تشكِيك يعتمِد لَيْسَ عَلَى عدم صِحة العقِيدة بَلْ عَلَى عدم فِهمِنا لِلعقِيدة فَيسألُونا كيفَ المَسِيح يَسُوع إِله وَيَجوع أوْ يعطش أوْ يبكِي أوْ ينام ؟ أُمور قدِيمة مُتكرِرة مُنذُ أيَّام بِدعة آريُوس وَحَتَّى الآن نَتَشَكك يُحكى عَنْ تلمِيذ فِي المرحلة الإِعدادِيَّة وقفَ مُدَرِّس فصله يُوَجِّه إِتِهامات عدِيدة لِلمَسِيحِيَّة وَيُنكِر أُلُوهِيَّة المَسِيح فَقَالَ لَهُ التلمِيذ بِأدب هل الله قَادِر عَلَى كُلَّ شِئ ؟ أجابهُ المُدَرِّس نعم فَقَالَ التلمِيذ هل يستطِيع أنْ يُحَوِّل الماء إِلَى يابِس ؟ وَاليابِس إِلَى ماء ؟ هل يستطِيع أنْ يِغَيَّر نِظام الكُون ؟ وَظلَّ يسأل وَالمُدَرِّس يُجِيب بِنَعم وَأخِيراً سأل هل يقدِر الله أنْ يصِير إِنسان ؟ فَلَمْ يَجِب المُدَرِّس عِندئِذٍ قَالَ التلمِيذ هذَا هُوَ الفرق بيننا نَحْنُ نُؤمِنْ أنَّ الله المَسِيح صَارَ إِنسان وَلَيْسَ الإِنسان صَارَ إِله .
3- المُجتمع :-
هل أنَا مَسِيحِي فِي المُجتمع ؟ هل أشهد لِلمَسِيح فِي كُلَّ مكان وَأكُون صورة المَسِيح المُشبِع المُفرِح ؟ هل سلُوكنا يُعلِنْ أنَّنَا مَسِيحِيين حَقِيقِيين كُلَّ مَنْ يرانا يُمَجِّد الله ؟ هل نُحَقِّق [ أنتُمْ مِلْحُ الأرضِ ] ( مت 5 : 13 )[ أنتُمْ نُورُ العالمِ ] ( مت 5 : 14) ؟ هل نَحْنُ سِر خَلاَص العالم ؟ الكَنِيسة تُصَلِّي لله كَشَفِيعة عَنْ العالم كُلَّه وَالكُون كُلَّه حَتَّى الطَبِيعة غِير الناطِقة هِيَ لِسان العالم حَتَّى أنَّها فِي القُدَاس نقُول بعد أنْ تذكُر كُلَّ فِئات الكُون [ وَالسَّاكِنِينَ فِيها بِإِيمان الله ] أي كُلَّ الموجُودِين فِي المسكُونه هل تشعُر أنَّكَ صورة حيَّة لِلمَسِيح تُعلِنْ إِسمه وَتُمَجِّده ؟ فِي أحد المرَّات كَانَ شاب فِي فترة التجنِيد وَوَقفَ يُصَلِّي فسألهُ أصحابه المُجندِين إِنَّهُمْ أوِل مرَّة يرونَ إِنسان مَسِيحِي يُصَلِّي هُمْ يعلمون أنَّ المَسِيحِيين يُصَلُّون فِي الكنائِس فقط هذَا لأِنَّنَا غِير أُمناء فِي صلواتنا نَحْنُ قَدْ نُحرج لأِنَّ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان مُنتظِمِين فِي صلواتِهِمْ أمَّا نَحْنُ فَلاَ ننتظِمْ مُمكِنْ نأكُل وَنشرب وَنَنَام وَقَدْ نتحدث بِصوتٍ عَالِي وَنصرُخ فِي بيوتنا وَهذَا طَبِيعِي لَكِنْ أنْ نُصَلِّي فِي بيوتنا فَهَذَا فِي نظرنا أمر غِير طَبِيعِي يَجِب علينا وسط المُجتمع أنْ نَكُون نُور لَهُ وَمُميزين تحكِي إِنسانة مِنْ سوريا أنَّ هُناك أحياء كامِلة لِلمَسِيحِيين وَأُخرى لِغير المَسِيحِيين وَأنَّ الأحياء المَسِيحِيَّة راقية جِدّاً وَنَظِيفة وَغالية المعِيشة لأِنَّ بِها أمان أكثر مِنْ الأحياء الأُخرى فَلاَ تخاف فِيها عَلَى أولادك أوْ بِيتك أوْ مالك ذلِك لأِنَّ المَسِيحِي لَهُ سلُوك مُختلِف حَتَّى أنَّ عندهُمْ مَثْل شعبِي يَقُول { حارة بِلاَ نَصَارى تَكُون خِسارة } أنَا صَانِع سَلام فِي البيت أنَا الَّذِي لَيْسَ لِي خِلاف مَعْ أحد أنَا عندِي عطاء لِلكُلَّ لِماذا ؟ لأِنَّ لِي صِفات المَسِيح الَّذِي فِيَّ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون فِي المُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ وَسِيلة حِفظ لِلمُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ صورة المَسِيح القُدُّوس أم لاَ ؟ هل سلُوكنا فِي العالم سلُوك مَسِيحِي مُنضَبِط ؟ هل بناتنا مُلتَزِمة بِالشكل المَسِيحِي وَالحِشمة المِسِيحِيَّة أم غِير مُنضَبِطَات فِي مظرهُنَّ حَتَّى أنَّهُ يُقال عَلَى الغِير مُنضَبِطة هذِهِ مَسِيحِيَّة ؟!!! لِماذا إِنقلبت الأُمور وَأصبحنا نَحْنُ الَّذِينَ نُوصف بِالتَّسَيُّب ؟ نَحْنُ نَتَعَامل مَعْ أجسادنا عَلَى أنَّها هيكل لله ؟ هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي سلُوكنا ؟ هل يُسمع فِي بيوتنا أصوات صَلَوات وَتسبِيح أم شتائِم وَأحادِيث عَالَمِيَّة ؟
فِي أحد الأيَّام تقابل مُستشار غِير مَسِيحِي مَعْ كَاهِن صَدِيقه وَسألهُ سؤال صعب قَالَ" أنتُمْ يَا مَسِيحِيُون ماذا حدث لَكُمْ ؟ فَأنَا لَمْ أرى طوال حياتِي فِي المحكمة كَمْ قضايا لِلمَسِيحِيين بِهذَا العدد كَمْ قضايا طلاق وَخِلاَفات زوجِيَّة كَثِير جِدّاً لَمْ يُجِب الكَاهِن بَلْ تأسَّف فِي نَفْسه "هذَا لأِنَّنَا أصبحنا مَسِيحِيين بِالإِسم فقط أحد القِدِيسِين كَانَ يشهد لِلمَسِيح وَالمَسِيحِيين فَإِعتبروا شهادته مُبالغ فِيها فَأرسلوا إِنسان غِير مَسِيحِي لِيَعِيش وسط المَسِيحِيين وَيُقَدِّم تقرِير عَنْ هؤلاء المُتقدِمون لِلإِستشهاد فهل هُمْ أُناس رَافِضُون لِحياتهُمْ ؟ فَقَالَ عنهُمْ [ المَسِيحِيُون يحيون فِي الجسد لَكِنْ لَيْسَ حسب الجسد ] أي لاَ يحيون بِسُلطان الجسد [ كَمَا توجد النَفْس فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُونَ فِي العالم ] أي كَمَا أنَّ النَفْس دَاخِل الجسد لَكِنْ لَيْست بِطبع الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم [ وَكَمَا أنَّ النَفْس هِيَّ المُهِمة لِلحياة فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم ] لأِنَّهُمْ سِر حياة العالم يفتحُون أبواب السَّماء عَلَى العالم [ لاَ يوجد بينهُمْ قاتِل أوْ سارِق أوْ زانِي يحتقِرُون الموت وَيُقابِلُونه بشجاعة لأِنَّهُمْ يعتبرُونه خطوة لِلسَّماء ] إِذاً يَا إِخوتِي لِنُراجِع أنَفُسَنَا وَنَقُول لِلقِدِيس مَارِمرقُص هل لَوْ أتيتَ مرَّة أُخرى لِلكِرازة عِندنا فهل سَتجِد مِنَّا مُعاوِنِين لِلكِرازة معك أم ستكرِز لَنَا مِنْ جَدَيد ؟ فِي صَلاَة القُدَّاس الكِيرلُسِي نَقُول [ وَلاَ تقُل لَنَا إِنَّنِي لَسْتُ أعرِفَكُمْ ، بَلْ إِعطِ ماء لِرِؤوسنا ، وَيَنَابِيع دِمُوع لأعيُنَنَا لِكي نبكِي نَهاراً وَليلاً أمامك عَلَى زلاتنا] ( حلُول الرُّوح القُدُس ) فِي النِهاية لِنُراجِع أنْفُسَنَا فِي كُلَّ مُقَّوِمات حياتنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون ؟ [ وَأمَّا نَحْنُ كُلِّنَا فَهب لَنَا كَمَالاً مَسِيحِياً يُرضِيكَ أمامك ]( أوشِيَّة الرَاقِدِين ) رَبِّنا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد