المقالات
08 يونيو 2024
إنجيل عشية الأحد الخامس من الخمسين( يو ١٤ : ٢١ - ٢٥ )
" الذي عِندَهُ وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحِبُّني، والذي يُحِبُّني يُحِبُّهُ أبي، وأنا أحِبُّهُ، وأَظْهِرُ لَهُ ذاتي قال له يهوذا ليس الإسخريوطي يا سيد، ماذا حدث حتى إِنَّكَ مُرْمِعٌ أَنْ تُظهِرَ ذاتك لنا وليس للعالم؟ أجابَ يَسوعُ وقَالَ لَهُ إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحفَظُ كلامي، ويُحِبُّهُ أبي، وإليه نأتي ، وعِندَهُ نَصْنَعُ مَنزِلاً الذي لا يُحِبُّني لا يحفظ كلامي والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني " بهذا كلَّمتُكُمْ وأنا عندكُمْ ".
حفظ الوصية :
هذا هو الأحد السابق لصعود السيد المسيح له المجد إلى السماء وكأن الرؤيا تزداد وضوحًا وذهن التلاميذ الأطهار يزداد انفتاحًا، والحديث عن الآب لم يعد ألغازا، ولكن بحسب عطية المسيح وبسبب قيامته إذ قد صالحنا مع الآب، أصبح الحديث عن الآب علانية لقد جازت طبيعتنا أتون التغيير واقترب روح التطهير وروح الإحراق لتقبله البشرية المقامة في المسيح، وينسكب عليها روح الآب حاملاً كل المراحم الأبوية وكل التعطفات الإلهية ليحتوي البشرية الممجدة في المسيح ويدخلها إلى حضن الأب الحنون كان المسيح مزمعًا أن يصعد إلى السماء، ويجلسنا به وفيه عن يمين أبيه الصالح. فماذا عساه أن يخبر التلاميذ عن الآب الذي يحبهم؟
المدخل للحب هو الطاعة !! الذي عنده وصاياي ويحفظها هو الذي يحبني"المسيح اقتنى لنا حب الآب بطاعته المطلقة لما أخذ صورة العبد ووضع نفسه وأطاع. هذا هو النموذج الكامل لاجتذاب رضى الآب السماوي ومسرته، هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" مكتوب في درج الكتاب عن المسيح "هأنذا آتي لأصنع مسرتك". فهو أحضر أبناء الله الكثيرين والذين كانوا متفرقين، أحضرهم فيه وقدمهم للآب "هأنذا والأولاد اللذين أعطانيهم الرب" فإن سألت عن الطريق فهو المسيح وإن سألت عن المدخل فهو حفظ الوصية هذا هو برهان حبنا للمسيح أن نحفظ كلامه فالذي يحني عنقه لنير المسيح ويُخضع إرادته له يبرهن على أنه فعلاً يحب المسيح كسر وصايا المسيح هو ضعف في المحبة أو قل هو انحراف المحبة، فإن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب قلب الإنسان إذن هو الركيزة التي ترتكز عليها كل الحياة، فإن انشغل القلب بحب ذاك الذي أحبنا فإن برهان حبنا له هو حفظ وصاياه وتنفيذ كلامه كل ما عمله المسيح في تجسده كان يمجد الآب به هذا هو واجب البنوة الحقيقية وقد تفاضلت مسرة الآب غير المحدودة وشهادته لكمال ابنه بآيات وأعمال ومجد مساو مجدت وأمجد أيضًا فإن كنا اتحدنا بالمسيح بشبه موته وأقامنا معه وأنعم علينا بنعمة البنوة، فإنه علينا تقع مسئولية وواجب نحو الآب أن نحيا لمجده "أنا مجدت اسمك على الأرض"، "أنا أظهرت اسمك للناس"، هذه هي شهادة البنين حب الآب المنسكب علينا في المسيح شيء مهول لا حدود له ولا إدراك لكماله ومن يقدر أن يطيق، إنه نار ملتهبة تشعل القلب فيسعى الإنسان لتمجيد الآب حتى البذل وحتى الموت بل وما بعد الموت لقد اشتهى الشهداء أن يمجدوه بسفك دمهم كعلامة حب للذي أحبهم واشتهى النساك أن يمجدوه بتكريس الحياة وتقديس كل لحظة لمجده وأحرقوا أجسادهم في مجامر الحب الإلهي فامتلأ العالم من رائحة بخور حياتهم واشتهى الأبرار في كل جيل أن يمجدوه بأعمالهم ليرى الناس أعمالهم الحسنة فيمجدوا أباهم الذي في السموات فتناهوا في كل مجالات الفضيلة من بذل وعطاء وحب واتضاع وإنكار للذات وتقديس النفس والجسد، وإكرام الآخرين وحب العطاء رسالتنا إذن تنحصر في تمجيد الآب الذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لأجلنا، وقبل ذبيحته عن الخطاة وأرسل لنا روحه ليدخلنا إلى نعمة البنوة لنحيا في هذه الحظوة إلى أبد الآبد الصعود عمل إعجاز فائق على طبيعتنا البشرية ولكن المسيح بصعوده بجسدنا أدخل هذا الفعل الجديد إلى طبيعتنا فأصعدنا معه وفيه، بل نستطيع أن نقول إن كان يستحيل على إنساننا العتيق الطبيعي أن يرتفع أو يصعد إلى فوق إذ هو مرتبط بالجذب الأرضي الترابي، فإن إنساننا الجديد - الخليقة الجديدة في المسيح - مقام من الموت وصاعد إلى السماء في صميم خلقته فنحن مخلوقون في المسيح يسوع والمسيح قائم صاعد إلى السماء فالقيامة هي صميم طبيعتنا الجديدة والصعود منهج الحياة الجديدة والجلوس عن يمين الأب هو مركز طبيعتنا الجديدة ومجدها فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس وبرهان ذلك هو انشغال الإنسان بما فوق، وهذيذه في السمويات وشهوة قلبه وكنزه هناك اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" لقد نقل المسيح بصعوده مركز ثقل الإنسان من الأرض إلى السماء لما كنا في الجسد كان اهتمام الجسد هو المركز الذي ندور حوله كل الأيام ولا نستطيع أن نفلت من انجذابنا إلى كل ما هو ترابي مادي زائل ولما أصعدنا المسيح إلى السموات نقل سيرتنا إلى السماء لأن سيرتنا نحن في السماوات"وصرنا بحسب الطبيعة الجديدة ندور في فلك السماوات حول مركزنا العالي في الروح، هناك رجاؤنا وفرحنا وشهوة قلبنا ونعيمنا الدائم وهذا ما يعبر عنه بالحياة الأبدية في المسيح.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
07 يونيو 2024
معونة للمساكين
اﻟﻤساكين ثلاثة أنواع:
۱- مساكین بالروح: "طُوبَى لِلْمَسَاكِینِ بِالرُّوحِ،لأَنَّ لَھُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ٥: 3) المسكین بالروح ھو الإنسان الذي یعیش في اتضاع ووداعة ونقاوة. یعیش على الأرض لكن یخاف على نصیبه في السماء، لذلك حیاته على الأرض تكون مستقیمة وصحیحة. وإن سقط أو ارتكب أیة خطیة یتوب سریعًا لیكمل مشواره بطریقة صحیحة.والمساكین بالروح یعیشون في مخافة الله على الدوام. مثال لھم أمنا العذراء مریم التي قالت: "لأَنَّه نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِه" (لو ۱: ٤۸ )، وھي التي اختارھا الله لنقاوتھا الفائقة لیتجسد منھا ویولد،
وصارت ھي فخر جنسنا.
۲- مساكین الاحتیاج: الكل لھم احتیاجات متعددة، وأحیانًا من لا یجد احتیاجه یقع في الخطأ یقول السید المسیح: "تَعَالَوْا یَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِیسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَیْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِیبًا فَآوَیْتُمُونِي. عُرْیَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِیضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَیْتُمْ إِلَيَّ" (مت ۲٥ :34 -36)،ھنا ذكر ٦ احتیاجات. وفي الصوم الكبیر نردد مدیحة "طوبى للرحماء على المساكین"، فأنت في كل مرة تخدم إنسانًا صاحب احتیاج أنت تخدم المسیح مباشرةً.
۳- مساكین لا یعرفون الله: ھؤلاء حملوا الجھل في قلوبھم ولم یعرفوا طریق الرب. وأي إنسان لا یعرف الله ھو إنسان جاھل ومسكین ویستحق الشفقة لأنه لا یعرف الله صاحب الخیرات والنعم.
طلب الله منا أن نهتم باﻟﻤساكين:-
"طُوبَى لِلَّذِي یَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِینِ. فِي یَوْمِ الشَّرِّ یُنَجِّیه الرَّبُّ. الرَّبُّ یَحْفَظُهٌ وَیُحْیِیه. یَغْتَبِطُ فِي الأرَضِ، وَلا یُسَلمِّهٌ إلِىَ مَرَامِ أعَدَائِه الرَّبُّ یَعْضُدُه وَھُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ" (مز ٤۱: 1-3) "مَنْ یَحْتَقرِ قرَیبَهُ یخُطِئُ، وَمَنْ یَرْحَم المْسَاكِینَ فَطُوبَى لَهُ" (أم ۱٤: 21) "مَنْ یَسُدُّ أذُنَیْه عَنْ صُرَاخِ المْسْكِینِ، فھَوُ أیَضًا یَصْرُخُ وَلاَ یُسْتَجَابُ" (أم ۲۱: 13)
مساكين ذكروا ﻓﻲ الكتاب المقدس:
داود النبي قبل أن یكون ملكًا في بعض الأوقات كان مسكینًا لا یجد طعامًا له ولا لمن حوله ویرسل یطلب من نابال. وإرمیاء النبي أیضًا كان مسكینًا وحمل في جسده وقلبه آلام شعبه. وأیوب بعد أن ضُرب كان مسكینًا. بل بولس الرسول یقول عن السید المسیح نفسه: "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا یَسُوعَ المْسِیحِ، أنَّهُ مِنْ أجَلكِم افْتَقرَ وَھُوَ غَنيِّ، لكِيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ" ( ۲كو8 :9)
الفقراء
الفقیر ھو الفقیر فعلاً الذي تضیق به الحیاة ویقول القدیس یوحنا ذھبي الفم عنھم: "الفقراء حراس الملكوت".
هناك نوﻋﺎن من اﻟﻨاس:
۱- غیر محتاج یأخذ من مسكین: مثل آخاب الملك الذي اشتھى قطعة الأرض الصغیرة التي لنابوت الیزرعیلي، واغتصبه. وھذا شر.
۲- مسكین یعطي من احتیاجه: مثل الأرملة التي قدمت الفلسین فأشار إلیھا السید المسیح وقال: "الْحَق أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ھذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِیرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِیعِ الَّذِینَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِیعَ
مِنْ فَضْلتَھِمْ ألَقَوْا. وَأمَّا ھذِهِ فَمِنْ إعِوَازِھَا ألَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَھَا، كُلَّ مَعِیشَتِھَا" (مر ۱۲: 43-44) ھذا ھو قمة العطاء، وھو یدل على عظم الإیمان.
طريقة خدمة اﻟﻤساكين من قصة أعرج باب الهيكل الجميل ( أع 3 :2-10)
۱- التقدیر: "فَتَفَرَّسَ فِیه بُطْرُسُ مَعَ یُوحَنَّا" أي بدءا ینظرا إلیه باھتمام واحترام ویتحدثا معه. من المھم أن نتعامل مع المساكین عمومًا بتقدیر لشخصھم. ولنعلم أن أي منا كان من الممكن أن یكون في نفس ظروف ھذا المسكین (مشرّد، بلا مأوى، إلخ).
۲- استعداد العطاء: "لَیْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَھَبٌ،وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِیَّاهُ أُعْطِیكَ". أي تكون مستعدًا دائمًا للعطاء والتقدیم. إیاك أن تقول "لا یوجد"لأنك إن قلتھا فلن تجد بالفعل، أما إن قدَّمت بحسب قدرتك فسوف یبارك لله ویعطي أكثر وأكثر،والقصص في ھذا المجال كثیرة جدًا. ھناك من یغلق یده، ویقسي قلبه، ولا یعرف أن یعمل عمل رحمة، لكن ھناك من ھو متكل على الله ویقدِّم وھو یعلم أن الله ھو الذي یغطِّي الاحتیاجات.
بالنسبة لمن یخدم الفقراء في الكنیسة، فلیعلم أن ما في یده لیس له فضل فیه، وإن الله ھو الذي
یحرك القلوب، وأما وظیفته ھو، فھي أن یكون أمینًا.ومن المھم أن نعلم الأطفال العطاء من الصغر، وأن نحرص على تقدیم عشور دخلنا ﻟﻠﮫ لبركةالبیت كله.
۳- القیام بعمل: "بِاسْمِ یَسُوعَ الْمَسِیحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ. وَأَمْسَكَهٌ بِیَدِهِ الْیُمْنَى وَأَقَامَهٌ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْباهُ، فَوَثبَ وَوَقَفَ وَصَارَیَمْشِي". تكلم الرسولان مع الأعرج بابتسامة وحنیة وإیمان قوي، فنال الرجل شفاءً كاملاً.
نوعيات اﻟمعونة للمساكين:
في العھد القدیم ذكر حجر المعونة stone of help"فَأَخَذَ صَمُوئِیلُ حَجَرًا وَنَصَبَه ٌبَیْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ،
وَدَعَا اسْمَهٌ" حجر المعونة" وَقَالَ: إِلَى ھُنَا أَعَانَنَا الرب" ( ۱صم ۷: ۱۲ ).وكلمة "حجر" تعني أن یستند الإنسان على أساس.
۱- معونة نفسیة: ھناك من یحتاج إلى تشجیع وتقدیر واھتمام وحب. البعض عندھم شعور أن لا أحد یحبھم. وفي نظریات التربیة یقولون إن الوالدین بین الحین والآخر لابد أن یسألوا الأبناء إن كانوا یشعرون بمحبتھم لھم أم لا، لیتأكدوا أن أولادھم یشعرون بمحبتھم. الشخص الفقیر دائمًا مجروح وخجل، فكیف تستطیع أن تقدم له المعونة النفسیة وتساعده؟
۲- معونة روحیة: كیف یندمج الشخص في وسط الكنیسة ویكون له دور وخدمة، كیف تكون له أجبیة خاصة وإنجیل خاص.. نقدم لكل شخص بحسب ظروفه.
۳- معونة مادیة: ھناك مجالات واسعة جدًا للعطاء مثل: السكن، التعلیم، العلاج، زواج البنات إلخ.نحن نحاول أن نعمل مشروعات صغیرة، من خلالھا یكبر الشخص ویعیش حیاة طیبة بعمله. فلم نعد نسمیھا "خدمة أخوة الرب" بل نسمیھا "مكتب التنمیة". نرید في كل بیت عمل وتعب وتنمیة.ھناك بلاد كبیرة قامت على المشروعات الصغیرة.وھذه المشروعات الصغیرة تتجمع وتعمل مشروعًا كبیرًا.
٤- معونة اجتماعیة: أن یشعر الشخص بحضوره في المجتمع، وأنه محبوب لذاته، وله تقدیر ومكانة في المجتمع. والحقیقة من أعظم الإنجازات التي تمت في مصر في السنوات القلیلة الماضیة أن الدولة أزالت المناطق العشوائیة وعملت مساكن جدیدة محترمة یسكن بھا الناس ویعیشوا حیاة وقورة. كذلك مشروع "حیاة كریمة"ھذا المشروع یرتقي بالحیاة.. فحاول أن تكون لك مساھمة حتى ولو قلیلة جدًا، وتذكر الولد الذي كان معه خمسة أرغفة وسمكتین، وأنھا لما وضعت في ید المسیح شبع منھا خمسة آلاف رجل ماعدا
النساء والأطفال وفضل عنھم ۱۲ قفة. إن المعونة الاجتماعیة ھي أن تحب كل إنسان وتقدم حتى ولو
فلسین معونة للمساكین.
ختام:
یجب أن نشعر أننا كلنا مساكین أمام الله، كل إنسان مھما كبر به نقطة ضعف (صحیة، نفسیة،روحیة، اجتماعیة)، لذلك نقول في المزمور: "أَمِلْ یَا رَبُّ أُذُنَكَ. اسْتَجِبْ لِي، لأَنِّي مَسْكِینٌ وَبَائسِ أنَا"(مز ۸٦ : 1)
والمعونة التي تقدمھا لتكن بمحبة، لیس كفرض أو واجب أو مظھریة. وما تقدمه بمحبة سیأتي بنتائج ویكون له أثرًا كبیرًا.نصلي ونقول: "معونة للمساكین"، فتذكَّر حجر المعونة، أي أن یكون كل مسكین واقفًا على أرض صلبة فلا یشعر بالضیاع وسط أي مجتمع.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
06 يونيو 2024
بدعة فالنتينوس
فالنتينوس الهرطوقى
1- أتى فالنتينوس إلى روما فى عهد هيجينوس، وإزداد قوة (أى أنتشر فكره) فى عهد بيوس، وظل حتى أنيسيتوس ودخل الكنيسة ايضاً كردون سلف مركيون، فى عهد هيجينوس تاسع اسقف، وأعترف، وأستمر هكذا، يعلم فى السرحينا، وكان يعترف جهراً حيناً، وفى بعض الأحيان كان يوشى به بسبب تعاليمه الفاسدة فينسحب من إجتماعات الأخوة، هذا ما هو مكتوب فى الكتاب الثالث من المؤلف " ضد الهرطقات "
بدعة كردون وبدعة مركيون البنطى
2 - وفى الكتاب الأول ذكر الاتى عن كردون: " أما كردون الذى استمد شيعته من أتباع سيمون، واتى إلى روما فى عهد هيجينوس، تاسع أسقف منذ عهد الرسل، فقد نادى بأن الرب افله الذى أعلنه الناموس والأنبياء ليس أبا ربنا يسوع المسيح، لأن الأول معروف، والأخير غير معروف، الأول عادل، والأخير صالح ، أما مركيون البنطى فقد خلف كرودون فوسع تعاليمه ونطق بتجاديف مزرية "
3 - ويكشف إيريناوس فى دقة عن هاوية ضلالة فالنتينوف فيما يتعلق بالمادة ويعلن خبثه وخداعه السرى والخفى كالحية الكامنة فى وكرها .
فلاسفة الغنوسية - الفليسوف فالنتينوس
فالنتينوس والمدرسة الفالنتينية
صرف المعلِّم والفيلسوف المسيحي العظيم فالنتينوس (حوالى 100-175 م) سنوات تأهيله في الإسكندرية، حيث اتصل أغلب الظن بباسيليدس. وقد غادر بعد ذلك إلى روما، حيث باشر سيرتَه في التعليم العام، الذي كان من النجاح بحيث أُتيحَتْ له فرصةٌ جدية لانتخابه أسقفًا لروما. على أنه خسر الانتخابات، وخسرت الغنوصيةُ بذلك فرصةً أن تصير مرادفة للمسيحية، وبالتالي دينًا عالميًّا. لكن هذا لا يعني أن فالنتينوس فشل في التأثير على تطور اللاهوت المسيحي – إذ إنه أثَّر قطعًا، كما سنرى أدناه. فعِبْرَ فالنتينوس، ربما أكثر من أيِّ مفكر مسيحيٍّ آخر معاصرٍ له، صار للفلسفة الأفلاطونية، والأناقة البلاغية، ولمعرفة تأويلية عميقة بالكتاب المقدس، أن تتسلل معًا إلى عالَم اللاهوت المسيحي. وقد بقي إنجاز فالنتينوس بلا نظير مدة حوالى قرن، حتى ظهور أوريجينس الذي لا يضاهى على الساحة. ومع ذلك، قد لا يجانب الصوابَ قولُنا بأن أوريجينس ما كان ل"يحدث" لولا المثال الذي ضربه فالنتينوس لم تبدأ كوسمولوجيا فالنتينوس بوحدة، بل بثنوية أولية – زوجين – عبارة عن كيانين يُدعيان "اللاموصوف" و"الصمت". ومن هذين الكائنين الأصليين ولد زوجان ثانيان: "الوالد" و"الحقيقة". وعن هذه الكينونات تتولد أخيرًا رباعيةٌ هي "الكلمة" logos و"الحياة" z?? و"الإنسان" anthropos و"الكنيسة" ekkl?sia. ويشير فالنتينوس إلى هذا الفريق الإلهي ب"الثُمانية الأولى" (إيريناوس، 1.11.1)؛ وهذه الثُمانية تمخَّضت عن كائنات أخرى عديدة، منها واحد تمرَّد أو "عصى"، كما يخبرنا إيريناوس، وبذلك أطلق الدراما الإلهي الذي أنتج الكوسموس في المآل. وبحسب إيريناوس، الذي كَتَبَ بعد موت فالنتينوس بخمس سنوات فقط، والذي في رسالته ضد الزندقات حفظ الخطوطَ العريضة لكوسمولوجيا فالنتينوس، فإن الكيان المسؤول عن مباشرة الدراما يُشار إليه بوصفه "الأم"، التي ربما المقصود منها هي صوفيا (الحكمة)؛ ومن هذه "الأم" نشأ كلٌّ من الهيولى المادية hul? والمخلِّص، "المسيح". وقد وُصِفَ عالمُ المادة ك"ظل"، مولود من "الأم"، باعَد المسيحُ بين نفسه وبينه و"سارع صاعدًا إلى الملأ" (إيريناوس، 1.11.1؛ قارن: بويماندرس، 5). وعند هذه النقطة قامت "الأم" بولادة "طفل" آخر، "الباري" d?miourgos المسؤول عن خلق الكوسموس. وفي الرواية التي حفظها إيريناوس، لا يَرِدُ شيءٌ عن أيِّ دراما كوني تقع وفقه "الشراراتُ الإلهية" في شراك أجسام من لحم من خلال خطط الديميورغوس. إلا أنه يُفترَض أن فالنتينوس شَرَحَ أنثروبولوجيا شبيهة بأنثروبولوجيا أسطورة صوفيا الكلاسيكية (كما وردتْ، مثلاً، في كتاب يوحنا المنحول؛ راجع أيضًا: أقانيم الرؤساء ورؤيا آدم)، ولاسيما أن مدرسته، كما مثَّل لها تمثيلاً بالغ الأهمية تلميذُه اللامع بطليموس (انظر أدناه)، آلت إلى بَسْطِ أسطورة أنثروبولوجية غاية في التعقيد، لا بدَّ أنها تفرَّعتْ عن النموذج الأبسط الذي قدَّمه فالنتينوس نفسه. وتنتهي الرواية التي حفظها إيريناوس بوصفٍ لعقيدة مشوشة نوعًا ما عن مسيح سماويٍّ وأرضي، وبمقطع وجيز عن دور الروح القدس (إيريناوس، 1.11.1)، منه يخرج المرءُ بفكرة أن فالنتينوس كان يراود عقيدة بدائية للثالوث. وبالفعل، فبحسب لاهوتيِّ القرن الرابع ماركيلوس الأنقري، كان فالنتينوس "أول مَن استنبط مفهوم ثلاثة كيانات (أقانيم) في كتابه في الطبائع الثلاث" (فالنتينوس، مقطع ب، ليتون). كان فالنتينوس قطعًا هو المسيحي الأصرح بين الفلاسفة الغنوصيين في زمانه لقد رأينا كيف تخلَّل فكرَ باسيليدس ميلٌ رواقي، وكيف شعر مرقيون بالحاجة إلى تجاوُز الكتاب المقدس ليطرح إلهًا فاديًا "غريبًا". أما فالنتينوس، من ناحية أخرى، فيبدو أنه اطَّلع، كما يتبيَّن من آرائه، على الكتب والتفاسير اليهودية والمسيحية بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية على الفلسفة "الوثنية"، وبخاصة الأفلاطونية. ويظهر هذا كأشد ما يكون في روايته الخاصة للمفهوم الثيولوجي المألوف عن "الاصطفاء" أو "التقدير المسبَّق"، الذي يَرِدُ فيه (على غرار بولس في الرسالة إلى الرومانيين 8: 29) أن الله اصطفى أفرادًا معينين، قبل بدء الأزمنة، للخلاص. وقد كَتَبَ فالنتينوس في نصٍّ يبدو وكأنه بقية من موعظة (فالنتينوس، مقطع و):
منذ البدء، وأنتم ["المصطفَوْن" أو المسيحيون الغنوصيون] خالدون، وأنتم أبناء الحياة الأبدية. تنشدون رَصْدَ الموت لأنفسكم بحيث يمكن لكم أن تنفقوه وتستنفدوه، وبحيث يموت الموتُ فيكم ومن خلالكم. إذ عندما تُعدِمون العالم من غير أن تفنوا أنتم، فأنتم السادة على الخلق وعلى كلِّ فساد هذا يبدو وكأنه ردُّ فالنتينوس على معضلة ديمومة الخلاص: بما أن صوفيا أو "الأم" الإلهية – وهي فَرْدٌ من الملأ الأعلى – قد سقطت في الضلال، كيف يمكن لنا التأكد من أننا لن نقترف الغلط نفسه أو غلطًا مماثلاً بعد أن نبلغ الامتلاء؟ فبإعلانه أن دورَ "المصطفى" (أو المسيحي الغنوصي) ومهمَّتَه هي استنفاد الموت و"إعدام" العالم، يوضح فالنتينوس موقفه الذي مفاده أن تلك النفوس المختارة نفوس مشارِكة في خلاص العالم، إلى جانب المسيح، الذي كان أول مَن حمل الخطيئة والفساد المتأصِّلين في العالم المادي (راجع: إيريناوس، 1.11.1؛ وليتون، ص 240). لذا، بما أن "أجرة الخطيئة هي الموت" (الرسالة إلى الرومانيين 6: 23)، فإن أيَّ كائن قادرٍ على تحطيم الموت لا بدَّ أن يكون معصومًا من الخطيئة. ففي نظر فالنتينوس، إذن، أن الفرد المقدَّر له أن يخلص مقدَّر له أيضًا نوعٌ من الخلافة الإلهية تتضمن دورًا فاعلاً في التاريخ، وليس مجرد راحة مع الله، أو حتى حياة غبطة من الخلق المحب، كما ذهب باسيليدس. طالب فالنتينوس مستمعيه – على غرار بولس – بالاعتراف بمخلوقيَّتهم؛ إلا أنهم – خلافًا لبولس – اعترفوا بخالقهم بوصفه "الوالد اللاموصوف"، وليس كإله الكتب المقدسة اليهودية. وبعد فالنتينوس، أضحت مهمةُ التأويل المسيحي إثباتَ الاستمرارية بين العهدين القديم والجديد. وفي هذا الصدد، كما وفي الروحانية العامة لتعاليمه – ناهيك عن عقيدته البدائية في التثليث – كان لفالنتينوس وَقْعٌ لا يُجارى على تطور المسيحية.
د. منظومة بطليموس
وصف إيريناوس بطليموس Ptolemaeus (حوالى 140 م) ب"بزهرة مدرسة فالنتينوس" (ليتون، ص 276). لكننا لا نعرف شيئًا يُذكَر عن حياة بطليموس ما عدا الكتابين اللذين وصلانا: الأسطورة الفالنتينية الفلسفية المفصَّلة التي حفظها إيريناوس، والرسالة إلى فلورا، من وضع فالنتينوس، التي حفظها القديس أبيفانيوس حرفيًّا. نقع في الكتاب الأول على منظومة فالنتينوس، مفصَّلة تفصيلاً كبيرًا على يد بطليموس، التي تحتوي على أسطورة أنثروبولوجية مركَّبة تتمركز حول آلام صوفيا. كما نقع أيضًا، في كلٍّ من الأسطورة والرسالة، على محاولة بطليموس للتوفيق بين الكتب اليهودية وبين تعاليم الغنوصية والتأويل المجازي للعهد الجديد، في صورة غير مسبوقة بين الغنوصيين قبلئذٍ في النظام البطليموسي يَرِدُ في صراحة أن سبب سقوط صوفيا هو رغبتها في معرفة الآب الفائق الوصف. وبما أن سبب توليد الآب للأيونات (الذين صوفيا آخرهم) كان "رفعهم جميعًا إلى مرتبة الفكر" (إيريناوس، 1.2.1)، لم يكن مسموحًا لأيٍّ من الأيونات أن يبلغ معرفة تامة بالآب. لقد كانت الغاية من الملأ الأعلى أن يوجد كتعبير حيٍّ، جمعيٍّ، عن السعة العقلية للآب؛ فإذا قُيِّضَ لأيِّ كائن مفرد ضمن الملأ الأعلى أن يصل إلى الآب لتوقفت الحياة برمَّتها. تقوم هذه الفكرة على موقف إيجابي بالدرجة الأولى تجاه الكون، بمعنى أن الوجود، مفهومًا ككفاح، ليس من أجل نهاية مستكينة، بل من أجل مستوى متزايد أبدًا من البصيرة الخلاقة أو "التكوينية". والهدف، من هذه الوجهة، هو الإبداع من خلال الحكمة، وليس مجرد الوصول إليها كغرض أو كغاية في حدِّ ذاتها. ومثل هذا الوجود لا يتَّسم بالرغبة في غرض ما، بل بالحري في القدرة على الإمعان في الانخراط الخلاق والتكويني مع "الظرف" (= الوضعية المعيَّنة أو الميدان الفردي) الخاص بالمرء. عندما رغبتْ صوفيا في معرفة الآب، فإن ما كانت ترغب فيه إذ ذاك، في المقام الأول، هو تلاشيها لصالح فنائها الخاص فيما جعل وجودها ممكنًا في الأصل. وهذا يعادل رفض هبة الآب، بمعنى هبة الوجود والحياة الفرديين. لهذا السبب لم يُسمَح لصوفيا بمعرفة الآب، بل رُدَّتْ إلى "الحد" horos الفاصل بين الملأ الأعلى وبين "السعة اللاموصوفة" للآب (إيريناوس، 1.2.1) أما ما تبقَّى من رواية بطليموس فيتعلق بإنتاج الكوسموس المادي اعتبارًا من "آلام" صوفيا المُأقْنَمَة وفاعلية المخلِّص (يسوع المسيح) في ترتيب هذه الآلام الشواشية أصلاً في تراتبية منتظمة من الموجودات (إيريناوس، 5.4.1 وما بعدها، وقارن: الرسالة إلى القولوسيين 1: 16). إن ثلاثة صفوف من الكائنات البشرية تنوجد من خلال هذا الترتيب: "المادي" hulikos و"النفساني" psukhikos و"الروحاني" pneumatikos. البشر "الماديون" هم أولئك الذين لم يبلغوا الحياة العقلية، وبالتالي لا يعقدون آمالهم إلا على ما هو هالك – ولا أمل في الخلاص لهؤلاء. "النفسانيون" هم أولئك الذين ليس لديهم إلا تصور نصف متشكِّل عن الإله الحقيقي، وعليهم، بالتالي، أن يحيوا حياة منذورةً للأعمال المقدسة والثبات على الإيمان؛ وبحسب بطليموس، هؤلاء هم المسيحيون "العاديون". وأخيرًا، هناك البشر "الروحانيون"، الغنوصيون، الذين لا يحتاجون إلى الإيمان لأنهم على معرفة فعلية (غنوص) بالحقيقة العقلية، وبذلك هم ناجون بالطبيعة (إيريناوس، 2.6.1، 4.6.1) يقوم المفهوم الفالنتيني البطليموسي للخلاص على فكرة أن الكوسموس هو التجلِّي العياني أو الأقْنَمَة لرغبة صوفيا في معرفة الآب و"الآلام" التي نجمتْ عن فشلها. إن تاريخ الخلاص للكائنات البشرية له، إذن، صفة التجلِّي الخارجي للسيرورة المثلَّثة لافتداء صوفيا نفسها: الاعتراف بآلامها؛ "رجوعها" epistroph? تاليًا؛ وأخيرًا، فعل توليدها الروحي، الذي انبثقتْ منه الإنسانيةُ الغنوصية (راجع: إيريناوس، 1.5.1). الخلاص، إذن، في شكله النهائي، يجب أن يتضمن نوعًا من الخلق الروحي من قِبَل الغنوصيين الذين يبلغون الملأ الأعلى. غير أن على البشر "النفسانيين"، المكوَّنين جزئيًّا من مادة قابلة للفساد وجزئيًّا من ماهية روحية، أن يظلوا مكتفين بوجود بسيط مريح مع "صانع" الكوسموس، بما أنه لا يمكن لعنصر ماديٍّ أن يدخل الملأ الأعلى (إيريناوس، 1.7.1) في رسالته إلى فلورا (في أبيفانيوس، 1.3.33-10.7.33)، التي هي محاولة لهداية امرأة مسيحية "عادية" إلى مذهبه المسيحي الفالنتيني، صاغ بطليموس صياغة واضحة مذهبَه في العلاقة بين إله الكتب المقدسة العبرية، الذي هو "عَدْل" وحسب، وبين الآب اللاموصوف، الذي هو الخير الأسمى. وعوضًا عن مجرَّد إعلان أن هذين الإلهين غير متَّصلين، كما فعل مرقيون، بَسَطَ بطليموس قراءة مركَّبة، مجازية، للكتب المقدسة اليهودية فيما يتصل بالعهد الجديد بغية ترسيخ سلالة تربط الملأ الأعلى، صوفيا و"آلامها"، الديميورغوس، والنشاط الخلاصي ليسوع المسيح بعضها ببعض. إن مدى عمل بطليموس ودقَّته، والأثر الذي خلَّفه على المسيحية الأرثوذكسية الناشئة، يؤهِّله لكي يكون واحدًا من أهم اللاهوتيين المسيحيين الأوائل، الأرثوذكسيين الروَّاد منهم و"الزنادقة".
المزيد
05 يونيو 2024
كيف تعدنا الكنيسة لنحيا القيامة
١- الطقس الكنسي بدءا من عيد القيامة وطول فترة الخماسين تقدم لنا الكنيسة طقسا مميزا بداية من ليلة عيد القيامة المجيد. حيث تطفئ أنوار الكنيسة بعد الانتهاء من قراءة فصل الإبركسيس الخاص بالقداس ويقوم رئيس الكهنة أو الكهنة بقفل الستر، وكأن الكنيسة تصحبنا في رحلة إلى القبر و" والظلام بأق "(يو١:٢٠) لنشهدعلى القبر الفارغ مع بطرس ويوحنا(يو٧:٢٠). الكنيسة تقدم لنا هذا الطقس لنعيش معها الحدث وكأنه الآن كي ما نحيا ونؤمن ونشهد بقيامة رب المجد من بين الأموات .يدور حوار بين الأسقف أو الكاهن وهم داخل الهيكل مع الشمامسة في خارجه اعلانا للقيامة ثم يفتح ستر الهيكل مرة أخرى وتضاء الأنوار وكل هذا ما هو إلا تجسيدا وتمثيلاً ما حدث في قيامة السيد المسيح الذي قام والظلام باق ثم نزل الملاك ودحرج الحجر وأعلن قيامة المسيح "واذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه مبشرا النسوة قائلاً ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال هلما انظرأ الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه "(مت ۲:۲۸). بعد ذلك تقوم الكنيسة بعمل زفة لأيقونة القيامة في الكنيسة كلها بداية من قداس العيد وحتى نهاية الخماسين المقدسة كلها في صحن الكنيسة وفي داخل الهيكل (ما بين الصعود والعنصرة)، وهي تنشد الحان القيامة بالنغمة الفرايحي الجميلة التي تصلى بها خلال الايام المباركة كي ما تساعدنا أن نحيا هذه المناسبة.
2- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال المعمودية ففى سر المعمودية نموت وندفن مع المسيح ونقوم أيضا معه فحين تقوم الكنيسة بعماد طفل فإنها تقوم بتغطيسه داخل الماء ثم ترفعه وكانه مات ودفن مع المسيح وقام أيضا معة وهكذا في سر المعمودية فالكنيسة تجعلنا مشاركين السيد المسيح في موته وقيامته وهو ما وضحه بولس الرسول في رسالته قائلاً: مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضا معه بایمان عمل الله الذي أقامة من الأموات"( كو ١٢:٢)
"فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الأب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة" (رو٤:٦)
٣- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال سر التوبة والاعتراف حيث التوبة هي قيامة أيضا من موت الخطية وهو ما عبر عنه الأب في مثل الابن الضال حين قال عنه "لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد"( (لو ٢٤:١٥)
٤- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال سر التناول "من ياكل جسدي ويشرب دمی يثبت في وأنا فيه (يو ٥٦:٦) و "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمة في اليوم الأخير"(يو٥٤:٦)
٥- الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح القائم من خلال الكتاب المقدس فمن خلال الكتاب المقدس وقراءاته تنير الكنيسة أذهاننا وتعطينا القيامة من الجهل، ومن البعد عن الله إلى الإيمان به والثبات فيه "فتشوا الكتب لانكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهدلی "يوه :۳۹) وأيضا من خلال الكتاب المقدس نعيش ونتمتع بوعود الله لنا " من يقبل إلى لا أخرجه خارجا"(يو٣٧:٦)
نيافة الحبر الجليل الأنبا تكلا مطران دشنا وتوابعها
المزيد
04 يونيو 2024
القيامة والمجد يزرع في هوان ويقام في مجد ( ١كوه١: ٤٣)
أفاض القديس بولس الرسول في إصحاح القيامة هذا، حينما تحدث عن المجد الذي سنناله بالقيامة.فتحدث عن زوايا كثيرة تشرح لنا أبعاد هذا المجد العتيد. وهذه بعض الزوايا التي تحدث عنها في هذا الإصحاح الخالد
١- مجد السماويات حينما قال لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات اخر ( ١ كو ٤٠:١٥).
٢- مجد الجسد الروحاني حينما قال يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا ( ١ كو٤٣:١٥).
٣- مجد الخلود الأبدى حينما قال: ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت؟ این غلبتك يا هاوية (١ كو ٥٤:١٥-٥٥).
٤- مجد القداسة الأبدية حينما أوضح أننا سننتصر بالقيامة على شوكة الموت فهى الخطية ( ١ كو٥٦:١٥)
ا - مجد السماويات لاشك أنه يختلف اختلافا جوهريا عن مجد الأرضيات وهذه بعض نقاط الاختلاف
١- من حيث المكان فالأرض مكان مادی محسوس ومحدود أما السموات فعالم روحاني فوق المادة والحواس والمقاييس المكانية. والإنسان حينما ينتقل إلى السماء. يدخل إلى عالم الروح، لأن "لحما ودما لا يقدر أن أن يرثا ملكوت الله" (اكره ٥٠:١) وهو ملكوت روحي والله غير المحدود هو رب هذا الملكوت
٢- من حيث الزمان فالأرض لها بداية ونهاية، وسوف تحترق بكل ما عليها "تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها (٢بط ۱۰:۳) والسموات التي يتحدث عنها معلمنا بطرس الرسول هي سماء الطيور أي الجلد وسماء الأفلاك (أي النجوم والكواكب) وليس المقصود بالطبع السماء الثالثة (أي الفردوس) وسماء السموات (حيث عرش الله).
٣- من حيث الطبيعة فطبيعة الأرضيات حس وتراب يفنى بعد أن يتدنس أما طبيعة السموات فهي روحانية مقدسة خالدة بخلود الله.
٤- من حيث البهاء فبهاء الأرضيات رونق زائف، يمكن أن تدمره الأيام والأحداث والتجارب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة أما بهاء السماويات فهو بهاء إلهى جعله الله عليها، لأنها مسكنه وعرشه وهذا ما جعل معلمنا بطرس يتحدث عن ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم (ابط ٤:١) طوبي لمن كان شعاره اليومي "إن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يوما فيوما لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (٢ كو٤ : ١٦-١٨).
طوبى لمن فتح قلبه للعالم السماوي وفتح أذنه لتتسمع ترانيم الفردوس، وتذوق بعضا من امجاده.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
03 يونيو 2024
الاستنارة عطية القيامة
يقول معلمنا القديس لوقا عن تلميذي عمواس: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ" (لو ٢٤ : ٤٥) ، وعندما فتح الرب ذهنهم، كان شفاء "النوس" هو عربون الفداء الذي نالته البشرية بقيامة مخلصنا الصالح. عندما خلق الله الإنسان نَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاة" (تك ٢: ۷) وبموجب هذه النفخة اكتسب الإنسان قوى جعلته على صورة الله، ومن هذه القوى العقل [الذهن، الفكر العقل الفهم ](سترونج (٣٥٦٣) لقد خلق الإنسان في حالة نقية قابلة للنمو في المعرفة والفهم. فيذكر القديس يوستينوس الشهيد [إن الكلمة الأزلي ينير العقول البشرية منذ البدء، فأخصبت بذورا (Sperma) منه وزرع فيه جذر الإدراك والفهم؛ لكي يكون عاقلاً] (الدفاع الثاني ۱۰). لكن الاستنارة يتعطل عملها بالخطية. فبسبب السقوط صارت هناك غمامة على عين الإنسان، بل أَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لَأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" (يو ۳ :۱۹) ، وابتعد الإنسان عن الله مصدر النور هكذا عاش الكتبة والفريسيين: عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانِ" (مت ١٥: ١٤) يبصرون النور ولكن لا يدركونه يبصرون المعجزات والتعاليم النقية السامية فيقولون به شَيْطَانٌ" (يو ۱۰ :۲۰)، بينما الذين لهم البصيرة يقولون: لَيْسَ هَذَا كَلامَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَانًا يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟" (يو ۱۰ : ۲۱).
بالقيامة نلنا الاستنارة ورد الإنسان إلى رتبته واستنارته الأولى.
ما هو السبيل للاستنارة؟
١- الكتاب المقدس يقودنا إلى الاستنارة ففي حديث السيد المسيح مع تلميذي عمواس قال لهما : أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِينَا الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُب" (لو ٢٤: ٢٥-٢٧)، فعلمنا أن نبحث عن الاستنارة في كلام الله، الذي يهب نقاوة للنفس كما قال لتلاميذه: أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الكلامِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ" (يو ٣:١٥). أما عدم قدرة التلاميذ على إدراك النبوات التي قيلت عنه، فكان بسبب عدم امتلاكهم الذهن المفتوح، بدليل إنه بعد حلول الروح القدس طفقوا يفسرون النبوات(أع ٤ : ٢٥ ؛٣: ۲۲، ٢٣، ۸ :۳۵).
٢- الأسرار ونعمة الروح القدس تمنحنا الاستنارة بالقيامة أعطانا الأسرار الكنسية التي نحصل عن طريقها على استحقاقات الفداء الذي تم على الصليب وبالتالي الاستنارة الروحية. ويقول معلمنا بولس الرسول الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيُّ لا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللَّهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ" (١كو ٢ : ١٤) الإنسان الطبيعي هو الذي لم يولد الميلاد الثاني ولم ينل نعمة الروح القدس وبالتالي ليس لديه القدرة على إدراك الإيمانيات التي لا يمكن فهمها إلا بواسطة الاستنارة التي يعطيها الروح القدس. لاحظ إن القديس بولس قال: "لا يَقْبَلُ مَا لِرُوح الله"، أي إنه لا يسمح للحقائق الإلهية أن تلج إلى قلبه.
٣- الصلاة والزهد طريقنا إلى الاستنارة أحاط جيش آرام بأليشع النبي ولكنه لم يخف لأنه كان يملك الاستنارة، بينما خاف جيحزي لأن محبته للمادة أعمت استنارته رغم إنه خادم أليشع، لكن بصلاة اليشع: "يَا رَبُّ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنِي الْغُلَامِ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ" (٢ مل ٦ :١٧).
لنجاهد يا إخوتي ونصلي ليهبنا المسيح القائم حياة الاستنارة، حسب قول القديس بولس الرسول: "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أف ۱: ۱۸).
القمص بنيامين المحرقي
المزيد
02 يونيو 2024
النور معكم - الأحد الرابع من الخماسين المقدسة
الأحد الرابع مِن الخماسين المُقدّسة حد النور ، الكنيسة زى ما بتعمل لنا ترتيب لأسابيع الصوم الكبير هكذا فىِ الخماسين أيضاً الصوم ناس جاهدت ضد عدو الخير إِجتازت الآلام أخذت نعمة القيامة وبعدين لسه إِنت إِنتقلت فىِ الرحلة مِن مُستوى إِلى مُستوى ، لكنّك مازلت فىِ الرحلة إِحنا فىِ الصوم الكبير إِجتازنا مرحلة كبيرة عبرنا البحر الأحمر ومابأش فىِ فرعون الّلىِ بيضطهدنا ولكن بدأنا مرحلة جديدة وهى مرحلة البرّيّة ، مرحلة جديدة مِن الجِهاد ، هُناك سبعة أسابيع فىِ الخماسين :-
أحد توما ( أحد الإِيمان ) : وكأنّك خلاص إِتخلّصت مِن عبوديّة فرعون ، لازم لكى تُكمل الرحلة يكون عِندك إِيمان يقين إِنت رايح فين مِن أهم طلبات الرحلة الإِيمان ، فىِ حاجات ربنا يُعطيها لنا وحاجات ربنا يطلُبها منّنا ، أول حاجة يطلُبها إِيمان ، لابُد أن يكون عِندىِ رصيد مِن الإِيمان وبعدين أمشى بأه فىِ البرّيّة عِندك إِيمان إِنّك هتنتقل مِن مِصر إِلى كنعان ، خلاص خُذ نمره 2 .
غِذاء : أنا عارف إِنّك فىِ الرحلة هتجوع فنتكلّم عن المسيح خُبز السماء المُعطىِ الحياة للعالم ، والله المُعتنىِ بِنا ، لمّا نقلنا مِن الجسد إِلى الروح إِهتم أن يُعطينا طعام الروح لا طعام الجسد ، الكنيسة عارفة أنّ المؤمنين ماشيين فىِ البرّيّة فأعطتنا طعام الروح ، ومِن هُنا إِسبوع خُبز الحياة .
ماء الحياة : إِنجيل السامريّة ، إِنت رايح الرحلة ، الرحلة طويلة ، أنا عارف إِنّك هتعطش ، أنا هأعطيك ماء ، ماء الحياة ، متشربش مِن ماء العالم ، إِنت أخذت الإِيمان والخُبز والماء فاضل حاجة النور .
النور : قال لهُم يسوع " إِنّ النور معكُم زماناً قليلاً فسيروا فىِ النور مادام لكُم النور " ، الأحد الرابع أحد النور ، إِنت ماشىِ فىِ طريق يجى عليك ليل وظُلمة طيب أعمل إيه ؟ أنا هانوّر لك طريقك ، ياما الإِنسان فىِ طريقه يقابل ظُلمة ، الظروف مُمكن تتعب ، أنا هانوّر لك طريقك ، الشعب فىِ البرّيّة كانوا يمشوا وأمامهُم عمود نار فىِ الليل ، فىِ العهد الجديد يقول لهُم " أنا هو النور " .
الطريق : أنا خايف لحسن تتوه فىِ البرّيّة فأنا هارسم لك الطريق ، إسبوع الطريق ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، يحاول يعرّفك الطريق الّلى تسلُك فيهِ علشان تضمن بهِ وصولك علشان يأمّنك مِن أى خِداع أو مكيدة .
إسبوع الغلبة : إنت برده فىِ البرّيّة متفكرش إن كُلّ حاجة سهلة لا لكن أنا الغالب فيك وبك ، هأخلّيك تغلِب عماليق ، طيب الشعب دول ناس غلابة خارجين بدون إستعداد مش مجهّزين نفسُهُم ، لا لا تخاف إذا قام عليك جيش أنا هأحارب معك ، يشوع كان مغلوب مِن عماليق أول لمّا موسى كان يرفع يديه كان الشعب يغلِب وأول لمّا ينزّل يديه كان يتغلِب ، لِدرجة إنّه تِعب فجابوا لهُ إثنين يمسكوا يديهِ ، أصل ربنا عايز يأكّد لهُم إن أنا الغالب فيكُم وبِكُم .
إسبوع حلول الروح القُدس : تتويج للرحلة المُكافأة مش بِتاعت الخماسين لكن بِتاعت الصوم الكبير ، الناس الّلى جاهدت وتعبِت وكانت أمينة لِمواعيد الله ، الناس التى لم تستحسِن البقاء فىِ مِصر لحظة واحدة وتُفضلّ أن تعيش فىِ البرّيّة القاحلة على ألاّ تتمتّع بِخيرات مِصر ، عايز تكافىء شعبك بإيه يارب ؟ يقول أنا هأعطيهُم الروح القُدس تتويج لكُل أعمالهُم .
النور :-
" سيروا فىِ النور مادام لكُم النور ، لئلاّ يُدركُكم الظلام والّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب ، مادام لكُم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور " ربنا عايز يقولّك أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، أنا النور بِتاعك علشان الظُلمة لا تُعثرك ولا تُتيهك ، أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، علشان كده الكنيسة تدعو أولادها بِبنو النور" قوموا يا بنىِ النور لِنُسبّح ربّ القوات " ، أنت إبن نور مش إبن ظُلمة ، قوم النور ده أنا أبنه ، أنا وهو حاجة واحدة ، ده طريقىِ ده حياتىِ علشان كده الكنيسة تقول أنّهُ هو" النور الحقيقىِ الّذى يُضىء لِكُلّ إِنسان أتياً إِلى العالم " ، أدى النور الّلى يُضىء لِكُلّ إِنسان ، شوف لو إِنسان قعد فىِ ظُلمة أول لمّا يجى النور يقول " يا سلام جميل النور " ، أصعب شىء إن الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ويتعّود عليها ، خطر إن الإِنسان النور الّلىِ فيهِ يتحولّ إِلى ظلام ،" إِحذر لئلاّ يكون النور الذى فيك ظلاماً " لو أُطفىء النور ستتخبّط ، " الّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب " ، لمّا يغيب المسيح مش عارف الصح مِن الغلط ، يمشىِ مع أصحاب سوء ويقول أنا بأفرّفش معهُم ، إِبتدأ إنّهُ لا يعرِف يميّز مُمكن لو إتقطع النور فىِ بيتك الظُلمة تجعلك لا تدرىِ الأمور الّلىِ إنت عارفها كويس ، لو فىِ الظُلمة جابولك حتّه حديد وذهب لا تعرِف التمييز بينهُما ، إمتى تأخُذ نعمة الإفراز ؟ إيه الّلىِ يتعمل وإيه الّلىِ ميتعملش ؟ أول لمّا نعمة النور تملُك على القلب والعقل تعرف ، إِنسان يكتشف إنّهُ مُرائىِ خدّاع ليه ! النور أتسلّط عليهِ أصعب شىء أنّ الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ولا يشعُر ، لِذلك أغلى شىء فىِ الجسم العين ، لأنّ العضو الذى يجعلنىِ أتمتّع بالنور هو العين ، " إِذا كانت عينك بسيطة جسدك كُلّهُ يكونُ نيّراً " ، الظُلمة الّلىِ فىِ الجسد شىء مؤلم لأنّهُ إِذا كانت الروح مش قادرة تُدرك النور يُبأه الجسد ده إيه ؟ جحيم إِذا كانت طبيعة الجسد معروف عنها أنّها تميل للشر طيب لمّا الروح تُطفىء يُبأه الجسد إيه ؟ ، لِذلك يعيش الإِنسان فىِ نيران شهوات وغرائز ، الحل فىِ نور المسيح ، لِذلك نقول " بِنورك يارب نُعاين النور " أمر الله فىِ البدء وقال " ليكُن نور فكان نور " ، هو أمر فىِ قلب كُلّ إِنسان أن يكون نور ، وجميل جداً لمّا يقول " وفصل الله بين النور والظُلمة " ، جميل لمّا يعرِف الإِنسان يُميّز ويكون إِبن للنور ، لِذلك الإِنسان لمّا يتمتّع بالنور فكُلّ الأمور تُبأه بالنسبة لهُ واضحة ، أدى نِعمة الإِبصار الّلىِ تخلّيه يعرف يتغلّب على خِداعات الشيطان ، لكن الإِنسان الّلىِ فىِ الظُلمة مش محتاج لِخداعات ده هو ماشىِ فىِ الظُلمة لوحدهُ ، لِذلك نقول " الرّبّ نورىِ وخلاصىِ ممّن أخاف " ، أنت نور حياتىِ وبهجة حياتىِ ،" النور معكُم زماناً يسيراً " ، الوقت الّلىِ إِنت عايشه قليل جداً علشان تُميّز القديسين تعمل على صورتهُم هالة نور مُضيئين بِنور المسيح ، هُم إِنعكاس لنور المسيح عليهُم ، لِذلك أجسادهُم مُنيرة ومُضيئة ، هُم نوّروها بعمل روح ربنا وتظل أجسادهُم حتى فىِ رفاتهُم مُضيئة ، لِذلك نور المسيح هو المُسيطر علينا وينّور لنا حياتنا .
ملحوظة طقسيّة :- المفروض لمّا نيجى ننّور أى أيقونة أو شمعة أو شمعدان المفروض أننا لا ننّورهُ مِن عندنا ، المفروض نسيب شمعة ولاّ إثنين منورين .
فىِ المذبح ، فىِ شرقيّة المذبح فيه قنديل لا يُطفىء 24 ساعة نزوّد الزيت كُلّما ينقُص وهكذا ولا يُطفىء ، ولو فىِ عشيّة أو قُدّاس الشمّاس يأخُذ شمعة وينّورها مِن القنديل لأنّ مصدر نور القنديل هو المسيح والكنيسة فىِ البداية كان مصدر نور القنديل لها هو النور الّذى يأتىِ مِن القُدس فىِ سبت النور ، البطرك يستقبلهُ بِفرحة والأباء الكهنة يأخُذوا الأنوار وينّوروا بها القنديل يوم سبت النور ويأخُذوا بعد كده منهُ فىِ كُلّ الكنائس ، مصدر النور هو المسيح أنت لا تُحدث ضوءاً ، مصدر النور هو المسيح ، ويُمكن فىِ كُتب مُعجزات البابا كيرلُس يقول الحته دى يقول أنّهُ كان يزعّق لأى أحد يولّع أى شمعة أو شىء مِن عِندهُ علشان حريص على مال الكنيسة ! لا لكنّهُ علشان يُبأه مصدرهُ نور المسيح لِذلك سر المعموديّة إِسمهُ سر الإِستنارة ، إِحنا إِتنورنّا فىِ المعموديّة ، إِتحولنا أبناء للمسيح وللمجد ربنا يُعطينا نور ليُشرق فىِ قلوبنا لِمعرفة مجد الله ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
01 يونيو 2024
عيد دخول السيد المسيح أرض مصر24 بشنس
لنفرح في هذا اليوم ولتتهلل قلوبنا نحن المصريين ففي هذا اليوم دخل السيد المسيح أرض مصر وتباركت مصر بحضوره فيها فآمن المصريون بالرب وامتلأت قلوب المصريين بالإيمان الحقيقي وتحولوا من عبادة الأوثان إلى السجود للإله الحي وتغير النجس فصار طاهرا وتبدل الساحر فصار متعبدا والضعيف قويا. مبارك بالحقيقة ذلك اليوم الذي أتى إلينا فيه الرب هذا هو عيد المصريين فقد صارت أرض مصر بمجيء الرب إليها هي الأرض المقدسة الثانية بعد فلسطين لأن الرب مشى على أرضها وعاش بين أهلها وشرب من نيلها وتغذى من قمحها، لذلك نالت مصر بركة الرب واستحقت النبوة القائلة "مبارك شعبي مصر" (إش 20:19).
رحلة الهروب
بعد أن ولد السيد المسيح في بيت لحم، وأتى إليه المجوس وقدموا له هداياهم، وإذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس وأن يرجعوا إلى بلادهم من طريق أخرى، أما هيرودس فقد حقد على المخلص لأنه ظنه ملكا أرضيا ينازعه مملكته فاشتعل غيظا خاصة بحد أن سخر به المجوس، فأصدر أمره الوحشي بالانتقام من المسيح وقتل الأطفال في مذبحة بيت لحم فاستشهد فيها أطفال بيت لحم وصارت لهم كرامة أن يموتوا ليحيا المسيح حتى متى أكمل المخلص فداءه ومات على الصليب وقام حيا أحياهم معه بموته وقيامته لذلك يراهم يوحنا في سفر الرؤيا محيطين بالعرش الإلهي وهم بثياب بيض (رؤ 6: 9-11) وصارت تعيد لهم الكنيسة في الثالث من شهر طوبة.
" قم و خذ الصبي وأمة واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك " (مت 2: 13)هكذا ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم وأرشده إلى الهروب لمصر، وقد سجل لنا الإنجيليون قصة الرحلة في بساطة وإيجاز، واحتفظ لنا التقليد الكنسي بتفاصيل هذه الرحلة المقدسة، بل صار في كل بلد اجتاز فيه المسيح أثر مقدس يحكي قصة الترحال وتنقل العائلة المقدسة وهي هاربة من وجه الشر، فنالت أرض مصر شرفا عظيما بل مسحت وتقدست بمجيء المخلص إليها، وتمت نبوة إشعياء النبي عن هذه الزيارة المقدسة "وحي من جهة مصر، هوذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش 19: 1) فقد قام يوسف البار كما أمره الملاك وأخذ حمارا أركب عليه القديسة مريم وفي حضنها الطفل يسوع ورافقت الركب سالومة القابلة العجوز التي حينما عاينت معجزة ميلاد المخلص تعاهدت أن لا تفارق القديسة العذراء مدة حياتها، وهكذا سارت هذه الجماعة الصغيرة يرافقها ملاك الرب.
غادرت العائلة المقدسة بسرعة وفي جنح الظلام بيت لحم وعلى بعد 18كم وصلت إلى بلدة (فارس) وكانت أبواب المدينة مغلقة فوضعت سيدة الكل يدي الطفل على الأقفال فانفتحت في الحال وتحركت الأبواب الضخمة وخرجت العائلة وعادت الأبواب لتغلق كما كانت وسارت العائلة حتى بلدة الخليل وهي تبعد 37 كم عن بيت لحم، ثم أستأنف المسيرة إلى بئر سبع (46 كم من الخليل) ثم اتجهوا إلى (بيرين) 35 كم وبعد 48 كم أخرى انتهوا إلى بلدة (عوجه الخفير) وكان عليهم أن يقطعوا البرية الموحشة بالقرب من الفرما وهي (البيلوزيوم) وهي بين مدينتي العريش وبورسعيد وقد قطعوا مسافة 240 كم حتى وصلوا إليها وقضوا ليلتهم خارجها وواصلت القافلة الصغيرة مسيرتها حتى تل بسطة (2 كم من الزقازيق وهي بلبيس الحالية)، وجلست الجماعة تحت شجرة خارج المدينة وقد كانت الرحلة طويلة والسفر شاقا فجلسوا يستريحون في ظل هذه الشجرة وعطش الطفل ولم يكن هناك ماء في المكان ومضت العذراء تسأل أهل المدينة أن يعطوها ماء ولكنهم كانوا وثنيين قساة القلوب فلم يعطوها ماء لتسقي الصبي فعادت تبكي ولما رآها المسيح مد يديه ومسح دموعها ورسم بإصبعه دائرة على الأرض وفي الحال تفجر نبع ماء صافيا وحلوا وباركه المسيح فصار شفاء لكل من يقصده فيما بعد، وأثناء إقامتهم في هذا المكان مر بهم رجل صالح يدعى (قلوم) استضافهم في بيته، أما العذراء فكانت تخرج كل يوم تستقي من ماء النبع، وذات يوم وهي في الطريق والطفل الإلهي على ذراعيها إذ بأصنام تسقط وتتحطم وهربت الشياطين من داخلها فغضب أهل المدينة ولم يقبلوهم وخرجت العائلة المقدسة لتواصل سيرها إلى مكان آخر ومكثوا عدة أيام تحت شجرة وأنبع المسيح نبع ماء تحتها فكانوا يستقون منها وأحمته أمه هناك وغسلت ثيابه وسمي هذا المكان المحمة (ويسمى الآن مسطرد) وبنيت في ذلك المكان كنيسة باسم السيدة العذراء في سنة (1185 م) فوق كنيسة قديمة وتعيد لها الكنيسة في اليوم الثامن من شهر بؤونة واستأنفت القافلة الصغيرة سيرها حتى مدينة بلبيس وفي هذه المدينة أقام المسيح ابن أرملة من الموت وهناك الشجرة التي جلست تحتها العائلة المقدسة ويحكي التاريخ أنه في دخول الحملة الفرنسية أراد الجنود أن يقطعوا الشجرة ليستخدموها كوقود وفي أول ضربة للفأس خرج منها دم فخاف الجنود وتركوها ونزحت العائلة من بلبيس إلى منية جناح (منية سمنود حاليا) ثم عبروا البحر (فرع دمياط) إلى سمنود وهذه قبلهم أهلها بفرح فباركهم السيد المسيح وتنبأ أنه سوف تبنى كنيسة باسمه وباسم العذراء أمه بهاوانتقلوا إلى البرلس حيث بلدة التين التي لم يقبلهم أهلها فانتقلوا منها إلى المطلع ومنها عبروا النيل غربا إلى بلاد السباخ (سخا الحالية) ووضع الطفل قدمه على الحجر فترك أثرا لقدمه لذلك سمي هذا الموضع بيخا أيسوس أي كعب يسوع (يسمى الآن دير المغطس) حيث أنبع أيضا الطفل نبعا بجانبها وتنبأ أنه ستبنى كنيسة باسمه واسم سيدة الكل مريم وبنت كنيسة في هذا المكان وكان هناك ديرا ظل عامرا بالرهبان حتى سنة 1194 م وعبرت القافلة النيل غربا واتجهوا جنوبا مارين بوادي النطرون الذي باركه السيد المسيح وأمه القديسة الطاهرة مريم فصار مسكنا للروحانيين و امتلأ بالرهبان القديسين والنساك المجاهدين واتجهت الرحلة إلى عين شمس وهو المعروف حاليا بالمطرية حيث توجد شجرة العذراء مريم باقية إلى اليوم وهي الشجرة التي استظلت تحتها العائلة المقدسة وهناك أنبع الرب عين ماء حيث شرب منها وغسلت فيها أمه ثيابه ونبتت هناك أشجار البلسم التي يستخرج منه زيت كان يضاف إلى مواد الميرون عند صنعه وسارت العائلة المقدسة إلى فسطاط مصر (وهي المعروفة ببابليون مصر القديمة) حيث سكنوا في مغارة أبي سرجة (بكنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة) وهناك سقطت الأوثان وتحطمت وثار والي المدينة كما أن جواسيس هيرودس كانوا قد سبقوهم إلى هناك. ولم تبق العائلة المقدسة في مغارة أبي سرجة إلا عدة أيام اتجهوا بعدها إلى صعيد مصر حيث اتخذوا مركبا شراعيا من نفس المكان الذي به كنيسة السيدة العذراء الآن (المعادي) ومروا بالقرب من (البهسنا) وعبروا النيل إلى منطقة جبل الطير وهناك كادت تسقط عليهم صخرة ضخمة مد الطفل يسوع يده ومنعها وصارت هناك معجزة عظيمة إذ انطبع أثر كف يده في الصخرة، وبنيت هناك كنيسة في عهد الملكة هيلانة باسم السيدة العذراء وتسمى (سيدة الكف) شرق سمالوط وانتقلت المسيرة إلى الأشمونين الحالية (مركز ملوي) وفي مدخل المدينة كانت هناك شجرة ضخمة وعند دخول السيد المسيح إلى المدينة انحنت الشجرة وكأنها سجدت إلى الأرض ثم عادت منتصبة كما كانت، وكان هناك في مدخل المدينة صنم عبارة عن حصان من نحاس تسكنه الشياطين وكانت تضل الناس فكان يدور يمينا ويسارا وعند دخول المسيح سقط التمثال وتحطم وهربت سكانه الشياطين، كما صنع المسيح هناك عجائب كثيرة وبنيت هناك كنيسة ضخمة باسم السيدة العذراء مازالت آثارها باقية حتى الآن ومن الأشمونين اتجهوا جنوبا إلى ديروط الشريف، ومنها إلى القوصية وطردهم أهلها حيث تحطم معبودهم الصنم فرحلوا إلى ميرة (حاليا تسمى مير) ومنها إلى جبل قسقام حيث دير السيدة العذراء المشهور بدير المحرق، وهناك جرت كثير من المعجزات و الآيات وبارك السيد المسيح المكان وهناك بئر ماء باركه المسيح فصار ماءه للشفاء من الأمراض، وسكن يوسف البار مع عائلته المقدسة في المغارة التي بدير المحرق والتي صارت كنيسة باسم السيدة العذراء وبها حجر صار هو مذبح الكنيسة ويحمل لنا التقليد الكنسي أن هذا الحجر هو الذي كان السيد المسيح يجلس عليه والذبيحة عليه دائما لا تنقطع " قم وخذ الصبي وأمه و اذهب إلى أرض إسرائيل " (مت 2: 20-21) ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم بمصر وأعلمه بموت هيرودس وأمره بالعودة إلى أرض إسرائيل، وقد قضت العائلة المقدسة حوالي سنتين في أرض مصر ثم عادت إلى أرض إسرائيل.
أما عن هيرودس فقد ضُرب بإصبع غضب الله فابتلى بمرض التدويد فصار الدود ينهش جسده وهو حي فأنتن وقلعت عيناه وانتفخ جسده العليل وتقرح ومات ميتة شنيعة وتعسة.
المتنيح القمص مكسيموس وصفي
المزيد
30 مايو 2024
بدعة الكربوكراتسية
الكمال المسيحي في ممارسة الشهوات ]
نسبة إلى « كربوكراتس » ويسمى أتباعه نيوستينيين أي المعلمين أو المستنيرين وقد زعم أن يسوع المسيح كان إبن يوسف النجار ومولود منه كعامة البشر لكنه متميزاً عنهم بقوته فقط وأن الملائكة خلقوا العالم وأنه يلزم من آثر البلوغ إلى الله أن يتم جميع أفعال الشهوة المتمردة التي يجب أن تطاع في كل شيء مجدفاً بقوله أنها ذاك العدو الذى يأمر الإنجيل بأن نصطلح معه (مت ه : ٢٥ ) فكل شهوة طاهرة لأن الله خلقها وأن من رام الخلاص فعليه أن يرتكب أقبح الشهوات !
وكان يقول أنه باحتقار شرائع الملائكة الأشرار كافة على هذا الأسلوب تحصل على قمة الكمال وأن النفس تنتقل إلى أجساد مختلفة إلى أن ترتكب جميع الأفعال الأكثر شناعة، وكان ينادى بوجود نفسين، وأن الأولى منهما دون الثانية تكون خاضعة للملائكة المتمردين وأن العالم المخلوق من مادة خبيثة، وأن الأنفس خلقت قبل الأجساد وحبست فيها قصاصاً لمعاص ارتكبتها ، وعلم بالسحر وأنكر قيامة الأموات . وأتباع هذا الهرطوقي كانوا يدعون مسيحيين ويميزون أنفسهم عن غيرهم بوسمهم طرف الأذن بالنار والحديد ، وكانوا يسجدون الصور تلاميذ أفلاطون وفيثاغوراس وغيرهما من الفلاسفة مع صور السيد المسيح على حد سواء [ المرجعان السابقان ]
المزيد