المقالات
26 يونيو 2024
الآباء الرسل
صوم الرسل:
نحن الآن نصوم صيام الرسل، وبمناسبة صوم الرسل أود أن أكلمكم عن الآباء الرسل وصوم الرسل كان أول صيام صامته الكنيسة المسيحية لأن الرسل صاموا هذا الصيام ولكن هو ليس أهم صيام هو أول صيام من جهة التاريخ، لكن ليس أهم صيام أهم صيام في الكنيسة الصوم الذي صامه السيد المسيح نفسه (الأربعين المقدسة وإسبوع الآلام ويتبعهم الأربعاء والجمعة).
السيد المسيح هو الذي اختار الآباء الرسل:
أول شيء يجب أن تعرفوه عن الآباء الرسل أن السيد المسيح هو الذي اختارهم بنفسه وقال لهم: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 16) وهذا يرينا أن الوظيفة الكهنوتية تكون باختيار الرب "لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم" "وأرسلتكم لتصنعوا ثمرًا ويدوم ثمركم" (وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ) فجميعهم كانوا مختارين من الرب.
تباين الصفات الشخصية للرسل:
وقد اختارهم الله من نوعيات مختلفة ومتعددة، اختار يوحنا الحبيب الرقيق الذي يتكئ على صدره، واختار بطرس الرسول الشديد الذي يتدخل في كل مناسبة ويتكلم سواء كان كلامه خطأ أم لا مثلما حدث عندما قال السيد المسيح للتلاميذ: "كلكم تنكرونني هذه الليلة" (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) (إنجيل متى 26: 31؛ إنجيل مرقس 14: 27)، فتدخل بطرس وقال: "أبدًا ولو أدى الأمر أن نموت معك" كان بطرس يتكلم بحماس وكلامه حلو ومرة أخرى عندما قال السيد المسيح: "من يقول الناس أني أنا؟" فرد بطرس قائلًا "أنت المسيح ابن الله الحي" فقال له السيد المسيح: "طوباك يا سمعان"وفي مرات أخرى عندما قال السيد المسيح: "سيقبِض علي رؤساء الكهنة وغيرهم، ويقتلونني وفي اليوم الثالث أقوم" فرد بطرس سريعًا: "حاشاك يا رب" "لن يحدث هذا أبدًا" فرد عليه السيد المسيح: "اذهب عني يا شيطان أنت تفكر فيما للناس وليس فيما لله" (اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ) (إنجيل متى 16: 23؛ إنجيل مرقس 8: 33). أي أن السيد المسيح اختار هذا الرجل القوي المندفع الذي أحيانًا يكون على حق في كلامه وأحيانًا يخطئ واختار يوحنا الهادئ الناعم. واختار توما الشكاك الذي قال: "لا يمكن أن أصدق إلا عندما أضع إصبعي مكان المسامير". أي اختار أنواع مختلفة من الناس. منهم أيضًا يهوذا الخائن. واختار أيضًا أناس ضعفاء مساكين صيادي سمك. لذلك بولس الرسول قال كلمة عجيبة في هذا الأمر حيث قال: "اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 27).. أي الله اختار أناسًا بسطاء.. ويقصد بذلك، أنه إذا كانوا جميعًا حكماء ربما إذا تكلموا كلام حكمة سَيُقَال أن هذا الكلام منهم؛ لكن إذا كانوا بسطاء وتكلَّموا هذا الكلام العميق، سيَعْلَم الناس أن هذا الكلام من الله وليس منهم.
الرسل يمكن تقسيمهم لثلاثة فرق:
أولًا: الاثنى عشر رسولًا.
ثانيًا: السبعون رسول الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك. الذين منهم مارمرقس، ومنهم لوقا الإنجيلي، ومنهم برنابا،... إلخ. أيضًا يضاف للرسل فيما بعد النوع الثالث.
ثالثًا: شاول الطرسوسي الذي كان مضطهدًا للكنيسة وأصبح عمود من أعمدة الكنيسة.
وإلى جوار الناس الذين كانوا بسطاء في تعليمهم مثل مار بطرس ومار يوحنا كان أيضًا من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة. خاصة من الرسل السبعين. فمرقس الرسول يقال عنه أنه كان مثقفًا جدًا وكان إلى جوار اللغة العبرانية التي يتقنها يعرف أيضًا اللغة اليونانية ويعرف أيضًا اللغة اللاتينية لغة الرومان. ولذلك في بعض كتب الكاثوليك يقولون أن مرقس كان يترجم لبطرس لأن معرفته كبيرة باللغة. ولوقا كان طبيبًا وكان رسامًا أي له في الناحية الفنية وله في الناحية العلمية.
الرسل أحبوا السيد المسيح محبة فائقة جدًا:
هؤلاء الرسل كانوا يحبون السيد المسيح محبة فائقة جدًا.. وأكبر دليل على هذه المحبة أن بطرس الرسول قال له: "هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ" (إنجيل متى 19: 27؛ إنجيل مرقس 10: 28؛ إنجيل لوقا 18: 28). فقد رآهم السيد المسيح وهم يصطادون في السفينة وقال لهم: "هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ" (إنجيل متى 4: 19؛ إنجيل مرقس 1: 17) فتركوا السفينة وتركوا الشباك وتركوا الدنيا كلها وساروا ورائه. أيضًا هذا يذكرنا بإبراهيم أب الآباء عندما قال له الله "أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك وتعال معي إلى الجبل الذي أريك إياه هناك أجعلك شعبًا" (اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً) (سفر التكوين 12: 1)، وفعلًا ترك أهله وترك عشيرته وترك بيت أبيه وذهب وراء الرب. كانوا يحبون الرب جدًا وتركوا كل شيء من أجله هذا يعطينا فكره عما يجب أن يكون عليه الرعاة، فعندما نختار أحدهم للكهنوت لا يجب أن يتكلم فيما يخص السكن والعائلة والماديات وما يكفيه وما لا يكفيه. بل يتمثل بالرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوه.
الرسل تسلموا العقائد واللاهوتيات والطقوس من الرب يسوع :
وهؤلاء الرسل الذين تبعوا السيد المسيح أمضوا فترة إعداد خدام أكثر من ثلاثة سنوات. ففترة خدمة السيد المسيح على الأرض كانت أكثر من ثلاثة سنين. وقد ساروا وراءه في الثلاثة سنوات، يسمعون عظاته ويروا معجزاته ويروا مواقفه مع الأعداء والمؤيدين يلاحظوا كل شيء. فكانت فترة تدريب قوية جدًا مع المسيح، ومع ذلك المسيح لم يكتفي بها. فبعد القيامة مكث معهم أيضًا أربعين يومًا يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله.أي كل ما لدينا من عقائد ولاهوتيات وطقوس تعلمها التلاميذ في فترة الأربعين يوم ونقلوها إلينا. نقلوها إلينا بأن السيد المسيح قال لهم إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وعمدوهم وعلموهم جميع ما أوصيتكم به. لذلك الرسل فيما كتبوا لنا كانوا يعلموننا ما قاله السيد المسيح لهم.
القوانين التي وضعها الآباء الرسل:
من المؤكد أنكم قرأتم الإنجيل والرسائل لكن هناك أمر آخر أيضًا هو القوانين التي وضعها الآباء الرسل. ومنها الدسقولية وهي تقع في 38 باب عن الرعاية من كل جوانبها. وأيضًا قوانين الرسل حيث أصدر الرسل 127 قانون في كتابين أحدهما به 71 قانون والآخر به 56 قانون. هذه القوانين نشرت في مجموعة باترولوجيا أورينتاليس The Patrologia Orientalis أي "أقوال الآباء الشرقيين". هناك أناس كثيرين ممن يتكلمون عن الكنيسة والقوانين لم يقرأوا هذه ولا تلك، (وينطبق عليهم المثل القائل: إللّي على البَرّ عوَّام)!
كانت قلوبهم متفتحة وعقولهم متفتحة وكلها مُرَكَّزَة في الربَ وفي وصاياه. وأيضًا طوال مدة إعدادهم كانوا متفرغين تفرغ كامل للسير وراء الرب أما حاليًا، فأرى الكثير من الخدام لم يتم إعدادهم للخدمة بطريقة سليمة. وأحيانًا ينحرفون في تعاليمهم وينحرفون في تصرفاتهم. وسيكون لنا معهم موقف ليتعلموا ويفهموا، وإذا لم يتعلموا فليمضوا بسلام!
تبعوه وتركوا كل شيء:
هناك شيء جميل فيمن تبعوا السيد المسيح: أنهم تبعوه وتركوا كل شيء. كما قيل عن إبراهيم أبو الآباء أنه سار وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب. والرسل عندما ساروا وراء السيد المسيح لم يكن له بيت، فقد كان يسير من بلد إلى بلد، ومن حقل إلى حقل، ومن مدينة إلى مدينة.. ويقول عنه الكتاب: "لم يكن له أين يسند رأسه" (فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58). ولم يسأله الرسل أين سنذهب، فهذا لا يهتمون به، بل المهم أنهم يمشون وراءه.. وكان عندهم الإيمان بأن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون.
سندتهم قوة الرب يسوع:
وبهذا الشكل أخذ الرسل قوة كبيرة. قوة من معاشرتهم للرب وقوة من مساندة الرب لهم. فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات، كما ورد في آخر إنجيل مارمرقس ومن قوة الآباء الرسل نجد أن عظة واحدة قالها القديس ماربطرس آمن بها 3000 واحد من اليهود، وتَعَمَّدوا في ذلك اليوم كما ورد في سفر الأعمال إصحاح اثنين من آية 38. ويقول الإنجيل: "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو" (سفر أعمال الرسل 6: 7). وبعد أن كانوا يعلِمون في أورشليم بدأوا يُعَلِّمون في السامرة وفي كل مكان. والسيد المسيح قال لهم: "متى حل الروح القدس عليكم حينئذ تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ) (سفر أعمال الرسل 1: 8) هذه هي القوة التي كانت عند الآباء الرسل. ليس فقط عند الاثنى عشر رسول. فمار مرقس عندما جاء مصر كان فيها عبادات لا تحصى، العبادات الفرعونية الكبيرة، والعبادات اليهودية (فقد كان في اثنين من أحياء الإسكندرية عبادات يهودية)، والعبادات اليونانية التي انتشرت من بعد الإسكندر المقدوني وخلفائه من البطالمة وأيضًا عبادات رومانية منذ بدء الحكم الروماني على مصر من عهد اكتاڤيوس قيصر (أكتافيوس) واستمروا في الحكم حتى الفتح الإسلامي، أي كان هناك عبادات كثيرة.. وكان مارمرقس لا يملك شيئًا، ولكنه استطاع بنعمة الله أن يحوِّل الإسكندرية إلى بلد مسيحية قبل أن ينال إكليل الشهادة.
جماهير كثيرة كانت تتبع الإيمان ومن ضمنهم الكهنة أيضًا اليهود. ومَنْ يدرس تاريخ الكنيسة منكم في العصر الرسولي يرى عجبًا. حيث كانوا ينادون باسم المسيح فيمنعهم الكهنة ورؤساء الكهنة ويحذروهم من نطق اسم السيد المسيح، فيرد عليهم بطرس الرسول ويقول "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29) وهذه العبارة نرددها باستمرار ونؤمن بها كانت سمة الكنيسة في العصر الرسولي هى سمة الانتشار على الرغم أنه كان هناك حكام في منتهى العنف مثل نيرون وحتى القرن الرابع، حيث كان هناك دقلديانوس وبعض الولاة في مصر في منتهى العنف، مثل أريانوس والي أنصنه ولكن المسيحية وقفت ضد كل هذا قوية بمعونة الله لها.
لولا الرسل ما كنا نعرف الإيمان وما كنا مسيحيين:
أقول بعد كل هذا أن الرسل كان لهم فضل كبير علينا ولولاهم ما كنا نعرف الإيمان، وما كنا صرنا مسيحيين ومع ذلك يَنْدُر وجود كنائس على أسماء هؤلاء الرسل! فقليل جدًا الكنائس التي تحمل اسمهم ففي القاهرة توجد كنيسة البطرسية، والمفروض أنها على اسم بطرس الرسول. وأحيانًا تكون كنيسة على اسم بولس وبطرس ومارمرقس ولكن أين الباقين؟! يَندُر وجود كنائس على أسماء باقي الرسل الإثني عشر.
الرسل سلمونا التقليد الكنسي كما تسلموه من الرب يسوع:
الرسل سلموا إلينا جميع التفاصيل.
فلو سأل أحدهم: أين في الإنجيل تفاصيل ما يحدث في التناول أو المعمودية؟
فأجيب: الإنجيل كان يقدم الخلاص للناس، أما تفاصيل الطقوس فأعطاها الرب للرسل، والرسل هم الذين سَلَّموها إلينا ومن هنا نشأت التقاليد الكنسية، وبها نتمثَّل بالرسل، ونعمَل كما عمل الآباء الرسل مثلًا الإنجيل يقول: ترسم قسوس. مثلما أرسل القديس بولس لتلاميذه برسامة قسوس. ولكن كيف نرسم القسوس، هذه لا تُذكَر في الإنجيل لأنه ليس كتاب طقوس. ولكنه كتاب المبادئ الأساسية السامية.
أو يسأل شخص: ما الآية التي توصي بعدم شرب السجائر؟
فأقول له:
الإنجيل لم يدخل في هذه الأشياء الصغيرة، ولكنه قال لنا: كل شيء يضرك أو يضر غيرك لا تفعله. كل شيء يسيطر على حريتك وإرادتك وتُسْتَعبَد له لا تسير فيه.. هذه هي المباديء العامة التي يدخل ضمنها أشياء كثيرة لن أستطيع حصرها. لكن المبدأ موجود في الإنجيل، بينما التفاصيل تُرِكَت لنا وسبق أن كلمتم كثيرًا في هذا الموضوع.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
25 يونيو 2024
القديس بولس الرسول ج1
نشأته وإيمانه بالسيد المسيح ..
+ وُلد شاول لأب يهودى من سبط بنيامين في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، ومن عائلة غنية وكان أباه حاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب . وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " ودرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35).
+ كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا و مسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (أع 54:7-60). ولقد أثر في شاول بالتأكيد هذا المشهد العجيب فى مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد وقبل الاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن.
+ لم يتقابل شاول مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض ومع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على الديانة اليهودية { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن}( أع 3:8 ).ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم} (أع 1:9-2). وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح { وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق، فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق. وكان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي.وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الأخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما}( أع 3:9-19). وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9).
خدمة القديس بولس الرسول ..
+ على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م ، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ } ( غلا2: 20 ). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا لروح الله القدوس كما قال عنه الكتاب {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13). وليس فقط ممتلئاً من الروح القدس، بل كان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا وشاول} (أع 13). وكان الروح القدس يسمح له بالكرازة فى أماكن ويمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا (أع 16). { وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم}( أع 9:16-10). كان القديس بولس الرسول منقادا للروح القدس في تحركاته وتعليمه إذ يقول { وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} (1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا أن نقرأ الإنجيل فقط ولكن يجب أن نكون عاملين بالانجيل فى حياتنا ومنقادين للروح القدس كابناء وبنات الله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) .
+ قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف. لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب}( 2كو 24:11-29). ويقول يشوع بن سيراخ يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة (سير 2: 1)، و لقد كان هذا تحقيقاً لقول السيد المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى ونحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى أخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بالخدام في افسس { ومن ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } (أع 17:20-24).
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
24 يونيو 2024
مقدمة عن الآباء الرسل
نحن أحفاد الرسل القديسين وأبنائهم في الإيمان لابد أن نذكر فضلهم وندين بالأعتراف بالجميل لهم ونتذكر تعب محبتهم وصبرهم وجهادهم ونتمثل بايمانهم { اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ }(عب 13 : 7) . تكريمنا لآبائنا الرسل القديسين هو وصية إنجيلية وتقليد رسولي ووفاء من الأبناء نحو أجدادهم وآبائهم وإكرامهم لله فى حياتهم وحملهم شعلة الإيمان المستقيم لنا بعرقهم وجهادهم ودمائهم، وتنفذ وصية الكتاب {فاني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون} (1 صم 2 : 30). نحن مديونين لهم بالإيمان ونبني أنفسنا علي إيمانهم الأقدس المسلم من الرب يسوع المسيح والذين بذل الرسل ذواتهم من أجله{مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ} (اف 2 : 20).
لقد إختار الرب يسوع المسيح الأباء الرسل وقال لهم { ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي} (يو 15 : 16). لقد تبع التلاميذ والرسل، الرب يسوع وتعلموا منه و تتلمذوا على يديه في فترة خدمته على الأرض وصحح لهم مفاهيمهم نحو الخدمة والتلمذة والإيمان والملكوت. تبعوه فى حياته وظهر لهم بعد قيامته وهو الذي أمرهم بالكرازة والتبشير بالإيمان للخليقة كلها { اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). وبعد صعوده للسماء حل الروح القدس عليهم ليهبهم القوة والحكمة واللغات اللازمة للكرازة فى انحاء العالم. وبحلول الروح القدس عليهم أعطاهم المحبة والاحتمال والصبر، والقوة والحكمة ليبشروا في العالم أجمع. {أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم }( مت 19:28).
الرسل والكرازة وامتداد ملكوت الله ...
كان التلاميذ الاثني عشر على مثال رؤساء أسباط الشعب فى العهد القديم، فكأن المسيح يُعِّدْ شعبا جديدا برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شيء جديدا. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. أعطى المخلص لرسله القديسين سلطان روحي وقوة روحية لهدم مملكة الشر بعد أن تتلمذوا على يديه، وسمعوه ورافقوه وعرفوا فكره ومحبته، ونقلوها لنا وهذا ما نسميه التقليد الرسولي. اي إستلام الفكر بطريقة عملية معاشه وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بأسمائهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. ومثل ما أختار الرب اثني عشر تلميذا فقد اختار سبعين رسولا ليمثلوا الكرازة للأمم وارسلهم اثنين اثنين الى المدن ذات الثقافة اليونانية كركيزة للكرازة ثم جالوا بعد حلول الروح القدس ليبشروا فى العالم وفى حوالي نصف قرن كانت البشارة وصلت الى كل انحاء المعمورة المعروفة فى ذلك الوقت من الهند حتى اسبانيا بفضل هؤلاء الرسل القديسين. لم يحمل التلاميذ في الكرازة مال يغروا به الغير ولا سيفاُ يُرهبوا به الآخرين بل حملوا رسالة الإنجيل المفرحة والخلاصية لكل أحد وقدموها للغير وأيدهم الله ووهبهم سلطان الشفاء للمرضى وإخراج الشياطين وأراحة المتعبين وكانت المحبة والبذل هم سماتهم كسيدهم ومخلصهم الرب يسوع المسيح الذي بشروا به واستشهدوا من أجل أيصال الكارزة باسمه وامتداد ملكوته إلى كل الأرض.
كان التلاميذ من عامة الناس ومن مختلف فئات المجتمع فمنهم العشار جابي الضرائب، وعلى النقيض منهم الغيور الوطني المتحمس ومنهم الصيادين البسطاء مثل بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة توما الشكاك وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. اختارهم المسيح من الناس العاديين ليترفقوا بإخوتهم لاسيما بالخطاة ليتوبوا والضعفاء ليقودهم في الإيمان والبعيدين ليصيروا أهل بيت الله. وظهر التغيير في طبيعتهم بعمل الروح القدس فمثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، تغيير بمعرفته وتلمذته للمسيح إلى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، بغيرة وحماس ولكن من نوع آخر يفرح الحزاني ويقوى الضعفاء ويسعي الي خلاص كل نفس.
كانت كرازة الرسل هي التوبة والإيمان باقتراب ملكوت السماوات وهي نفس كرازة السيد الرب. السيد المسيح قد جاء ليؤسس ملكوته الروحي في القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الله عليه. وأعطى الرب للتلاميذ الحكمة والنعمة ليصنعوا الاشفية والآيات ويخرجوا الشياطين بامكانيات جبارة للخدمة، تساندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الخلاص والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب عليهم.
كانت وصية الرب لهم "مجانا أخذتم مجانا أعطوا" ونلاحظ أن السيد المسيح قبل أن يطلب ان يخدموا مجانا، أعطاهم الإمكانيات الروحية الجبارة وارسلهم للخدمة كتدريب فى وجوده معهم بالجسد. فعلى الخادم ان لا يرتبك بالمقتنيات ليرضى من جنده، فالله سيرسل للخدام بلا كيس ولا مزود ولكن يسدد احتياجاتهم ويرعاهم، وقال لنا اطلبوا ملكوت السموات وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. الله يريد منا الاتكال الكامل عليه. علم الرب تلاميذه ان يهبوا السلام والبركة لكل بيت يدخلوه. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ورفضوا الرسل وسلامهم فحتى غبار أرجل الرسل ينفضونه كشهادة وشاهد عليهم. ولهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله "السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله وتحل في قلوبنا بالروح القدس. كما أخبر الرب الرسل مقدماً بالآلام التي تواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير يواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم. كانت رسالة التلاميذ والرسل القديسين هي دعوة للإيمان بالله والتوبة والرجوع اليه وأقتبال ملكوت الله { وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ }(مت 10 : 7) لم يختر المسيح رسله من عظماء العالم لئلا ينسبوا العمل لأنفسهم، أو ينسب العالم النجاح لعلمهم، وقد أحسن الرسول بولس في قوله { وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلّهِ لَا مِنَّا}(2 كو 4:7). لذلك نرى المسيح يختار أناس عاديين يسلموا حياتهم لعمل الروح القدس ونعمته ويطيعوا فيثقلهم ويهبهم الكفاءة والنعمة والحكمة، وكانت النتيجة أنهم فاقوا سائر عظماء العالم في حُسن تأثيرهم. اختارهم معظمهم في أوائل سني خدمته ليتمكّن من تدريبهم قبل صعوده. وقضوا في رفقته وقتاً كافياً ليختبروه، فرسخ إيمانهم به، واختبروا محبته، فاحتملوا المحن والصعوبات والمقاومات في سبيله ونالوا أكاليل الرسولية والشهادة بعد أن نشروا الإيمان المسيحي في أرجاء المسكونة كلها وما ذال الله يدعو ويتلمذ ويؤهل ويرسل ويواصل عمله الخلاصي في كل جيل، أمين .
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
23 يونيو 2024
أعمال الروح القدس فى النفس عيد حلول الروح القدس
النهارده عيد الآباء الرسل،والاباء القديسين يسموا عيد حلول الروح القدس وان هو عيد ميلاد الكنيسه،
النهارده عيد ميلاد الكنيسه الكنيسه اتولدت يوم ال 50 حلول الروح القدس قوه جديده ،بدايه جديده، قوه عمل الله تكمن في عمل الروح القدس، كثير احبائي يقولوا الروح القدس ده احنا مش بنحس بيه وده اسم ،لكن ما بنحسش بفعله، رغم ان هو اقنوم الهي الاب والابن والروح القدس، يمكن نعرف عن الأب، ونعرف اكثر عن الابن لكن نعرف قليل عن الروح القدس،اتكلم معكم شويه في حاجات ملموسه عن عمل الروح القدس في حياتنا، هكلمكم عن سته اعمال للروح، مهمين جدا نختصرهم في 6 كلمات :-
1\ الروح القدس يتوب، مسؤول التوبه في حياتنا هو الروح القدس ..
2\ يصلي اللي يصلي بداخلنا، وأرقى مستوى من مستويات الصلاه هي صلاه الروح،
3\ يقدس ،طريق الكمال، طريق القداسه. دي اعمال الروح اللى الأنسان لابد ان يلتمسها داخليا في حياته.
4\ يرشد..
5\ يُعلم
6\ يُعزي..
اولا: الروح القدس يتوب:- في انسان يبقى عاوز يتوب بس مش بيتوب بالروح .يوجد مستويين من التوبه، توبه العقل وتوبه اسمها توبه الضمير،لكن أرقى توبه هي اسمها توبه الروح يعني ايه توبه العقل؟ بمعنى الواحد يقعد يفكر هو بيعمل ايه غلط، ما يصحش اكذب انا كذبت في الموقف الفلاني أحيانا العقل بيرفض التصرف الخطا، بس في توبه ناقصه ،ممكن تجيب واحد حتى لو مش مسيحي تقول له بتعمل ايه غلط يقول لك انا بعمل وبعمل وبعمل عقله يقدر يستوعب ان في شويه اخطاء توبة العقل دي مش كفايه.
ثانيا: توبه الضمير:- تلاقي الإنسان أحيانا ضميره يتعبوا عن بعض تصرفات خاطئه ومخاصم واحد اخذ حاجه من حد قال كلمه لا تليق هو ده الضمير،لان ربنا سمح انه يحكم البشر كله بمستوى الضمير على الاقل دة مستوى إنساني بشري ،في حين مستوى عقلي وفي مستوى انساني، التالته اجمل واروع،توبه
الروح بمعني ان روح ربنا اللي جوايا يشتغل فأجدة بيبكت ويوبخ و بيكشف لي اخطائي، الروح القدس، يقعد كده لدرجه ان ربنا يسوع شبة تشبيه ممكن تحس انه عجيب شويه ،قال علية خصم بمعنى عندما قال كن مراضيا لخصمك ما دمت معه في الطريق مين الخصم ده هو الروح القدس هيفضل يوبخ فيك ويقول لك كده غلط ما تعملش كده اسلك بالحق اسلك بالوصيه اسلك بالانجيل اسلك بالروح كلام ده ايه. توبةالروح عاوز تتأكد ان ان توبتك مقبوله امام الله؟ تكون توبة روح توبه ناتجه من عمل الروح القدس في داخلك ،وانت تشعر بهذا الكلام ان في توبه تبص تلاقي نفسك بينما انت تفكر انك تائب انت تفكر ايضا ان تصنع الخطايا دى بعيد عن توبه الروح توبه الروح تعمل مسافه كبيره بينك وبين الخطيه حتى وان سقطت و ضعفت توبة الروح تمنحك في نفس الوقت اللي انت بتحزن فيها على خطاياك فرح عجيب في نفس الوقت اللي انت تبقى حزين جدا على خطاياك في ذاك الوقت تكون سعيد جدا بهذه التوبه التوبه تنشأ فرح ،هو ده اللي يتوب مسؤول التوبه فينا هو عمل الروح القدس يا ريت تطلب من الروح القدس وتقول له اكشف لي خطاياى اجمل طلبه الانسان يطلبها يقول يارب اكشف لي خطاياى يا رب اجعل روحك القدوس ينور داخلى ويضيئ الأماكن المظلمه ، وينير الخفايا ويظهر العيوب الروح القدس يتوب عاوز تتوب توبة فعليه اجعل الروح القدس هو اللي يساعدك في الكشف عن خطاياك مش مجرد ذاكرتك احيانا الواحد لما يجي يعترف يقعد يفكر ويعصر في دماغه الاعتراف مش عاوز عصر في الذهن قد ما هو عايز نبضات الروح اللي يكشف كأنه يوجه نظرك الي بقع صعبه،يتوب وبعد التوبة يصلى اى توبة بدون صلاة ماتكنش توبة روح فتجد التوبه تتحول الى أنات والى تنهدات ايه الانات والتنهدات؟ دي بتاعه الروح تلاقي الروح يصلي جواك بخطاياك، تلاقي الروح بيشفع فيك بأنات لا ينطق بها، كلام ما تعرفش تقوله انت الكلام ده منين؟ ما تعرفش جبت الوقفة الطويله دي منين؟ ما تعرفش جبت السخونه دي منين؟ ما تعرفش هو ده الروح القدس الروح القدس يدخل جوه الانسان احبائي يصلى جواه يقول برضه في مستويات للصلاة في مستوى الشفتين يعني مجرد نطق كلام لا تشعر به ولا تفكر فيه ولا تتفاعل معه ابدا ترديد الكلام باطل في مستوى اللي بعد كده احلى اللي هو ايه؟ صلاه العقل الشفتين والعقل افهم ما اقول واحد بيقول مش فاهم اسف يعني زي البغبغان كدة تردد لة كلمه عنده قدره على تقليد الكلمات لكن ما عندوش قدره على فهمها ولا استيعابها لو قلت كلمه حلوه يقولها وراءك ولو قلت كلمه رضيئه يقولها وراك ولا يشعر ان دى كويسه ولا رديئه بيردد بغبغان وخلاص احيانا احنا بنصلى مع ربنا بكلام كام مرة بنقول فيها ابانا الذي؟ كام مره بنقول فيها قدوس ؟ كم مره بنقول فيها ارحمني وهو مجرد شفاتين بدون اي فهم.
2- العقل:- ان انا افهم مااقول ودة شي مطلوب جميل انى اقول بشفتيا وافهم بعقلي الفهم مطلوب جدا فى درجه ثالثه اجمل واجمل غير الدرجه الرابعه بتاعه الروح ايه الدرجه الثالثه؟ كويس ان انت تنطق كويس ان انت تفهم بس نمره ثلاثه تشعر في صلاه الشفتين صلاه العقل صلاه القلب دي رقم ثلاثه ان انت تنطق بما تفهم به وتشعر به وطبعا الشعور ده جميل لما تقول كلمه ارحمني انا بنطق وفاهم وشاعر.
٤ - الاجمل واجمل هي صلاه :- ايه صلاه الروح انت بتنطق بكلام انت فاهمه وحاسس بة وشاعر ان روح ربنا بيمليك كلام وينطق على شفتيك كلام وان الوقفه لذيذه ومشدود بقوه انت مش من جواك القوه دي قوه جايه لك هي دي صلاه الروح ذقت صلاه الروح؟! اقولك هو ده الروح القدس اد كدة بنقول كتير انى مش عارف الروح القدس لان اعماله مش ظاهره لان ما فيش عشره مع الروح اقولك الروح القدس ده اهم حاجه عندما كلم ربنا يسوع المسيح تلاميذه ان هو هينطلق، قال لهم ما تسبناش، قال لهم لا خيراً لكم ان انطلق الأفضل ان انا انطلق لكى ارسل لكم الروح القدس الي يعلم واللي يعزي الصلاه هى صلاه الروح اقف كدا اتودد الى الروح القدس انه يصلي بداخلى اطلب انه يعطيك روح صلاة روح صلاه اللي تعطيك زي ما قال معلمنا بولس الرسول أنات لا ينطق بها أنين تخيل انت كده لما يعجز الكلام ويعجز العقل وتتوقف القدرات البشريه تلاقي الروح القدس جدد كل مشاعر روحيه جواك ونطق بكلام الروح هو دي صلاه الروح وطبعا لما يكون الانسان رقم واحد / تائب اجمل صلاة هى صلاة التائب واصعب صلاه صلاة الشخص اللي مش عارف خطاياة اصعب صلاه صلاه الشخص اللي مش عارف ايه السبب اللي موقفنى امام ربنا انا مش عارف واقف ليه تخيل انت كده لما يجيبوك على رتبه كبيره قوي ملكش عنده
طلب فتوقف وانت مش عارف انت عايز تطلب منه ايه؟ اخذت شرف لقاء فون دة؟ كويس لكن لو لك عنده طلب بتبقى رايح مهيئ تماما الانسان الذى يكون شاعر بمشاعر توبه الصلاه بالنسبه له بتبقى مهمه جدا ليه عنده طلب عنده طلب من القادر انة يعطى غفران يعطى دالة يعطى حب فبيقف وهو شاعر هو واقف قدام مين هي دي صلاه الروح بما ان الروح القدس بيتوب وبيصلى و طبيعى هيقدس يجعلك تمسك طريق القداسه طريق الكمال هو كده تلاقي الخطيه بالنسبه لك مكشوفه ومفضوحة وتلاقي الروح القدس عمال ينظف اول بأول اسمه كده الروح القدس لانه يقدس عمله ينظف البيت النظيف تبان فية لو شويه تراب صغيرين المكان اللي مش نظيف عينك ما تجيبش الكويس من الوحش كلة وحش مش باين لكن المكان النظيف يبان في قوي اي شائبة الروح القدس كده لما ينظف جوانا تبص تلاقي جعلك تعيش طريق القداسه والنقاوه الخطيه تبقى مكشوفه جدا قلت كلمه لا تليق إدانة الفكر لأى انسان تلاقي جواك احساس بأن في خطأ دخل جواك هو ده الروح القدس فتلاقي يقدس روح القداسه تبص تلاقي الإنسان اللي عايش في طريق القداسه الروح القدس جواه مستريح نشيط لانه فاعل في داخله لانه الفعل اللي بيعطية لة الروح القدس فعل دائم ومتجدد وقوى ومحسوس وملموس تلاقي الانسان اللي عاوز يعيش في طريق الكمال بيبقى عمل الروح القدس في حياته انه يعطي طريق الكمال ويسكت الفضيله ويكشف لة الخطايا ويعطي له قدره التوبه عليها ويعطية روح الصلاه ويعطية دينونة الطريق ما يرجعش للوراء وان سقط يقوم بسرعه فهو عايش في طريق القداسه حتى وان كان له سقطات فالروح القدس بيضمن سلامه الطريق.
4- يرشد انسان:- عاوز روح مشوره بداخله يريد ان يعرف يسلك ازاي عاوز يأخذ رأى اقول لك أجمل مشوره هي مشوره الروح الذين ينقدون بروح الله فأولئك هم اولاد الروح القدس يرشد ؟ اقولك اه انت ممكن تسمع صوتة بداخلك تسمع صوتة بداخلك بالموافقة او بالرفض اطلب من الروح القدس انة يرشدك قول لة عرفني يارب الطريق الذي اسلك علمني ان اصنع مشيئتك روحك القدوس يا رب فليهديني الى الاستقامة يا رب انا في الموقف ده عاوز اتكلم بس خايف لما اتكلم اغلط ارجوك الروح القدس هو اللي يرشد جوايا مين اللي بيعطى روح المشوره دي الروح القدس تلاقي معلمنا بولس الرسول مره يقول لك ايه فمنعنا الروح عاوز يروح مكان فمنعنا الروح مرة عاوز يترك مكان قالك مسكنا الروح اية دة ؟ منقاض بالروح الروح القدس ممكن يقود إنسان عندما يكون لديك أمر يحتاج إلى مشوره اسأل الروح القدس بداخلك الروح القدس يتكلم بداخلك ويعطيك السلام ويعطيك القناعه ويعطيك الراحه اللي فيها انت تتأكد ان هذا الطريق من الله عشان كده تقرأ في الكتاب المقدس تلاقي الروح القدس كائن حي مش مجرد جماد قالك كدة وقال الروح القدس افرزوا لي برنابه وشاول قال الروح هو الروح بيتكلم؟ اقولك أيوة الروح بيمنع الروح القدس ما اقدرش اقول لك عليه غير ان هو اقنوم الهي ناطق عاقل حي فاعل ارسله الله الاب عن طريق إبنه بانه يعطينا العوض وبيعطينا روح المسيح الدائمة انه اعطانا روح ابنه تخيل انت لما يكون شخص عزيز عليك قوي معقوله تقول له اعطيك روحي ؟! لا دى صعبه جدا اهو المسيح قال لنا كده مش عاوز اعطيكم كلام ادعي لكم واقول لكم ربنا معكم وربنا يحفظكم لا لاانا هعطيكم روحي روحى تعيشوا بها واخذنا الروح القدس دي وسكن فينا من يوم المعموديه اخذنا عربون الروح وختم الروح وسكن الروح فأصبح الروح القدس جوانا بيعمل ايه بيرشدنا.
5- الروح القدس يعلم:- افرض شخص عاوز يعرف حاجه في الإنجيل اقول لك الروح القدس هو اللي كتب الإنجيل كتبه أٌناس الله القديسين مُصوقين بالروح القدس الروح القدس هو اللي كتب الانجيل لو انا في ايه مش فاهمه مين اللي يفهمه لى؟! اللى كتبها مين اللى كتبها؟ الروح القدس فكرك انت الاباء الذين حفظوا الإيمان المستقيم واللي فهموا اللاهوت بأسرارة الذين فهموا الابن والاب والذين فهموا الروح القدس فهموة بذكائهم؟ بعلمهم بفلسفتهم ؟ أبدا بأيه ؟ بالروح القدس لا يستطيع احد ان يقول ان المسيح رب الا بالروح القدس اللي يجعلنى أأمن بالثالوث القدوس؟ الروح القدس اللي يخليني اعرف اسرار الاب الروح القدس يعلم الذي حفظ الكنيسه هو الروح القدس الذي وضع قانون الإيمان هو الروح القدس عشان كده كانوا في مجمع نقيا عندما تجمعوا 318 يكتبوا اسمائهم ،ويعدوهم يلاقوا الأسامي 318 يعدوهم يلاقوا319 يعد ثاني برضة 319 ينادوا على الأسماء واحد واحد يلاقوهم الأسماء موجوده 318 لكن الحاضرين 319 من الزياده ده؟!! ده كان الروح القدس حاضر في وسطهم يعصمهم من اي تعليم خطأ الروح القدس يعلم فكرك انت الآباء البشريين لما جم يكتبوا الاناجيل بتاعتهم كانوا على درجه من الذاكره الفولاذيه عشان يكتبوا كل النصوص دي من ذكائهم ..؟ معقوله حد فينا يحضر حديث لمده ثلاث ايام وبعد ما يحضر الحديث اجيبك بعد منها بخمس سنين تكتبه لي كله ؟ مين يقدر يعمل كده؟ البَشريين كده تخيل انت كده لما معلمنا متى البشير يقعد يكتب الموعظه على الجبل حاجه سمعها من خمس سنين على الاقل يقعد يكتبها كده بالترتيب طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات طوبى، طوبى، طوبى، جابها منين؟الروح القدس ذكروا بكل كلمه قالت و المواقف و العبارات الي قالها الروح القدس على لسان رب المجد يسوع طيب دقه الاحداث مين اللي فكرهم بها ؟ الروح القدس فالروح القدس يعلم، الروح القدس هو الموجود لحد دلوقتي في الكنيسه يعلم ،عشان كده نقدر نقول احنا لحد دلوقتي بنسمع تعليم الروح القدس،، الروح القدس هو الذى وضع طقوس الكنيسه وتقاليدها والحانها اسمع الحان الكنيسه بنغمتها بهزتها،تلاقي فيها الفرح وتلاقي التوسل فيها الحزن وتلاقي فيها التضرع وتلاقي فيها الشجن كل ده جاي منين مين اللي عمل ده الروح القدس هات اي انسان مهما كانت ديانته بس يكون فنان وموسيقار خليه يسمع الحان الكنيسه ويقول رأيه في الآخر اسمعوا شهادات الناس العازفين والملحنين العالميين وارائهم فى الحان الكنيسه ،قالك دى الهامات روح مش وضع بشر الروح القدس اللي في الكنيسه يعلم عندك شي عاوز تعرفة عندك آيه صعبه عندك حاجه في الاهوت محتاج تفهمها اكثر حاجه تقدر تفهمك كل الأسرار دي هي الروح القدس.
6- والاخيره يعزي:- يعني ايه يعزي يعني ايه كلمه عزاء عزاء يعني الفرح البديل، عزاء بمعنى العطيه البديله تبص تلاقي مثلا واحد زي فقض حاجه غاليه عنده جدا فشخص جابلوا حاجه زيها وقال له عشان ما تزعل على الحاجه دى فالشى الجديد اللى جالوا عزتوا عن اللى فاتت واحد حزين على فقض احد احباءة فحد كلمة بالانجيل فتعزى بكلام فلان الكلام ده فرحني عوضا عن الحزن الروح القدس شغلته في حياتنا يعزينا عندنا هموم عندنا خطايا عندنا ضعفات عندنا نقائص المسؤول انه يعزيناعن كل النقائص دي وكل الاحزان دي هو الروح القدس الروح القدس دة حاجه مهمه جدا حاجه جميله جدا ما فيش مره وقفت في الصلاه حسيت انك فرحان تقول أنا اتعزيت النهارده انا حضرت قداس اتعزيت يعني ايه تعزيت ؟ يعني الروح القدس ملئ فراغات جواك سند جواك اضاء فيك نقط مظلمه هو ده الروح القدس يعزي طب تقول الحياه طويله مع ربنا فين على ما اروح السماء هو انا اقدر اه تقدر ان شاء الله تقدر انت ابن المسيح ده فداك تقول بس انا وحش يقولك بس انت مقبول لديه انت غالي عندة الروح القدس وظيفته ،انه يقعد يعطيك العزاء يشبه الروح القدس في العهد القديم بانه واحد اسمه لعازر الدمشقي،، عندما ذهب يخطب لابونا اسحاق وجاب رفقه معه وقال لها انا عندي سيدى تحبي تتخطبي له؟ وحكى لها عنه فالبنت وافقت فلما وافقت اخذها في الطريق وطول ما هو في الطريق يعمل ايه يحكي لها عن إسحاق قالها بصي هاقول لك على العريس اللي انتي هتتخطبى له ده ولد ابوه اسمه ابونا ابراهيم ،راجل غني وكريم وجميل، وابنه طالع مليان وداعة مليان حب دة هيعوضك وظل يشرح لها وهي لسه ما عرفتش حاجه لسه ماتعرفوش هو يشرح لها ويطمنها يشرح ويطمن ويشوقها الروح القدس بيعمل معنا كده يشرح لنا ويطمنا ويشوقنا لحد ما نشوف المسيح في السماء العازر الدمشقي الذي خطب رفقه لاسحاق هو ده الروح القدس يأتى لكل شخص فينا ويخطبة للمسيح وياخذه في الرحله بتاعه رحله الغربه الرحله الصعبه ممكن ترجع في رايك؟ تقول لا لا لا انا راجع ثاني اقول لك لا ترجع فين دة إسحاق مستنيك عنده خير كثيروعنده ذهب كثير وعلى العموم عشان خاطر ما تستناش على ما تروح هناك وتاخد من الخير بتاعة انا جايب لك شويه من الخير بتاعة تقرأ عن لعازر الدمشقي وضع اساور حتى اساور في يد رفقه وقلادة في عنقها وخزامة في انفها زينها بالُحلي ماهو الحُلي ده؟ مواهب الروح القدس ثمار الروح القدس ثمار الروح القدس من دلوقتي تزينا وتحلينا وكل مانتعب شوية نلاقي المحبه والفرح والسلام وطول الاناة ولطف ووداعه والتعفف ثمار الروح القدس تعمل ايه تعزينا ايه ده هو ده الروح القدس شغلته يعزيك يخليك تقف في الصلاه تتعزا تتوب تتعزا تغفر تتعزا تعطى تتعزا تسامح عدوك تتعزا كل ده شغل الروح القدس الروح القدس دة لابد ان احنا نتودد لة جدا ونطلبة جدا ونفتح قلبنا له ونقول له جددة في احشائنا لا تنزعه منا ايها الصالح الروح القدس يتوب الروح القدس يصلي الروح القدس يقدس الروح القدس يرشد الروح القدس يعلم اللة يعطينا احبائي ان نشعر بعمل الروح فى داخلنا ويتجدد ويستريح ويكون بإستمرار سبب لبركة نفوسنا وخلاص نفوسنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
22 يونيو 2024
إنجيل عشية أحد عيد العنصرة ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ )
" وفي اليوم الأخير العظيم من العيدِ وقَفَ يَسوعُ ونادى قائلاً إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبلُ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ مَنْ آمن بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطْنِهِ أَنهارُ مَاءٍ حَيٍّ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمِنونَ بِهِ مُؤْمِعِينَ أنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرِّوحَ القُدُس لم يكن قد أُعطي بعد، لأنَّ يسوع لم يكن قد مُجدَ بَعد فكثيرونَ مِنَ الجَمعِ لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النَّبيُّ آخرون قالوا هذا هو المسيح. وآخرون قالوا أَلَعَلَّ المَسيحَ مِنَ الجليل يأتي ؟ " أَلَمْ يَقُلِ الكِتابُ إِنَّهُ مِنْ نَسلِ داوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحم ، القرية التي كان داود فيها، يأتي المسيح؟ " فَحَدَثَ انشقاق في الجَمعِ السَبَبِهِ وَكَانَ قَوْمُ منهم يُريدونَ أنْ يُمسكوه، ولكن لم يُلقِ أَحَدٌ عَلَيهِ الأيادي "
الروح القدس:
تدبير الكنيسة المقدسة يتعجب منه بالحقيقة، فقد جمعت الكنيسة في هذه المناسبة قدرًا من القراءات يصير كينبوع تعزية غزير في هذه المناسبة الجديرة بكل الانتباه فحلول الروح القدس هو كمال قصد المسيح في تجسده وحياته على الأرض وموته المُحيي على الصليب وقيامته المقدسة فقد أكمل المسيح كل هذا من أجل هذا القصد الإلهي الفائق أن تقبل البشرية روح الله حالاً عليها ليسكن فيها وهذا هو منتهى النعم التي تحصل عليها الإنسان منذ بدء الخليقة ألستم تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" هذا هو بيت القصيد والغاية العظمى التي تتجه إليها كل أعمال المسيح له المجد وكل تعاليمه المحيية.
إنجيل العشية : ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ ) .
في اليوم الأخير من العيد نادى يسوع وقال "إن عطش أحد فيقبل إلي ويشرب ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح القدس".
إنجيل باكر : هو إنجيل الساعة الثالثة (من الأجبية) الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي".
إنجيل القداس : متى جاء المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي".
إنجيل صلاة السجدة : (يو ١٧ : ١ - ٢٦ ، لو ٢٤: ٣٦ - ٥٣ ، يو ١:٤ - ٢٤) وآخرها إنجيل السامرية "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"وكلام المسيح مع المرأة السامرية عن الماء الحي إلى جانب نبوات سفر التثنية ورسائل البولس من (۱) کو ۱۲، ۱۳)، کم هائل من القراءات يشحن الكنيسة بغنى بنفحات الروح القدس - فإن كان كل شيء يتقدس بكلمة الله والصلاة والسجود المتواتر كعلامة خضوع للروح وقبول الروح وعبادة بالروح والحق أما من جهة الروح القدس الذي قبلناه في أشخاص الرسل القديسين الذين هم كنيسة المسيح الحية ممثلة في لبناتها الأولى، الذين اعتبروا أعمدة وأساسات الكنيسة التي بنيت وتبنى عليها كل النفوس المفتداة العتيدة أن ترث الخلاص. هذا الروح الناري كما رأته العيون الشاخصة، تعبيرا عن طبيعته كروح الله - لأن إلهنا نار آكلة كما هو مكتوب - وهذه هي النار التي قال المسيح عنها "جئت لألقي نارًا على الأرض ولست أريد إلا أن تضطرم"وهي بالطبع ليست نارًا مادية وفعل الروح كفعل النار من جهة الإحراق والتطهير لكل ما هو من شأنه أن يحرق بالنار - كالقش والعشب وهذه النار عينها ستمتحن عمل كل واحد الذي بناه فإن احترق فسيخسر أما هو فسيخلص ولكن كما بنار ولكن إن كان البناء ذهبًا، فضة، حجارة كريمة فالنار ستظهره أكثر لمعانا وشروقًا وأكثر نقاوة وقداسة فإن قبلنا هذا الروح الناري فأين فعله الواضح فينا؟ أين المحبة القوية كالموت ؟ التي مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ لهيبها محبة الإخوة من قلب طاهر بشدة وهذه هي المحبة التي أحبنا المسيح بها أحبنا إلى المنتهى هذا هو روح الحب عند المسيح أين نحن من هذا الحب الملتهب نحو الله والناس؟ فإن امتلأ القلب بنار الروح فكيف يُصلي؟ بأي أشواق نحو الله
ودموع وحرارة القلب وسكيب النفس؟.
أما فتور الصلاة وبرودة القلب فهى دليل ما بعده دليل على انطفاء الروح، رغم أننا لنا وصية "لا تطفئوا الروح"وفتور المحبة بين الإخوة حتى حصلنا في القساوة والخصام والنقد والوقيعة واحتقار الآخرين وأغلقنا على أنفسنا في الأنانية ومحبة الذات ونسينا أو تناسينا أن محبة القريب هي وصية معادلة للوصية العظمى واستبدلنا المحبة القلبية الطاهرة ومشاعر الحب الروحي الحار نحو خلاص إخوتنا استبدلناها بمجاملات بشرية ميتة عديمة النفع أوقعتنا في الغيرة والمقارنات ومحبة المديح كل هذا أبعدنا بعيدًا عن اختبار روح الحب الحقيقي كما يريده المسيح لنا وكما عاش به الآباء بمحبة روحية شديدة أعظم بما لا يقاس من المحبة الجسدية التي تربط بين أقارب الجسد أو أصحاب المصالح من وراء الجسد وكما تعلو الروح على الجسد ، تعلو محبة الروح قدرًا هائلاً عن محبة الأجساد وإن كنا قبلنا الروح على هيئة ألسنة منظورة نطق بها آباؤنا الرسل الأطهار بحسب ما أعطاهم الروح، فلماذا عجز لساننا اليوم عن الشهادة للمسيح وباتت كلمات الحق عزيزة في هذه الأيام ؟ إن امتلأ القلب بالروح القدس حقا فعمل الروح الأول هو الشهادة للمسيح "يشهد لي" ،وتشهدون أنتم لي" بالروح الذي فينا فاض قلبي بكلام صالح ،والكلام الصالح من فيض الروح هو أحلى شهادة للمسيح مُخلّصنا أين لسان الروح الذي لم يستطع رؤساء الكهنة أن يقاوموه في اسطفانوس شهيد المسيحية الأول، أين لسان الروح الناطق في الأنبياء الذي يتكلم بإعلان ويتكلم بأسرار الله؟ "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله"أين لسان الروح الذي يمدح ويسند الضعفاء ويتكلم كلام مملح بملح يعطي نعمة للسامع ؟.
أين كلام الروح الذي يفيض حبًا وعذوبة للقريب ويبارك كل أحد حتى الذين يلعنون؟ أين لسان الروح الذي يشفع فينا بأنات وتنهدات لا ينطق بها، فيلهب مشاعر الحب للصليب ويزكي حياة الصلاة؟ أين لسان الروح الذي مثل القيثارة يصعد التسبيح ويردد المزامير ولا يكف عن الشكر والحمد للرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته ؟ أين لسان الروح الذي يعلم كلمة الحق لأنه روح الحق بدون مواربة ولا مجاملة ولا يعمل حسابًا لوجوه الناس؟.
الروح القدس والكنيسة:
لقد ولدت أمة دفعة واحدة كقول الرب بفم إشعياء (٦٦)، ومن ساعتها والروح يخصب الكنيسة فتلد من رحمها الذي لا يشيخ بنين من الماء والروح ثم يتعهدها كل يوم يجملها ويزينها بالزينة المقدسة والفضائل المختلفة لكي تليق بعريسها القدوس فيقول الروح بفم حزقيال النبي "فحممتك بالماء ومسحتك بالزيت والبستك مُطرّزة، ونعلتك بالتخس وكسوتك بزا، وحليتك بالحلي، فوضعت أسورة في يديك وطوقًا في عنقك ووضعت خزامة في أنفك وجملت جدا جدا، فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك" (حز ١٦ : ٩ - ١٤) فبحسب عطايا الروح ومواهبه يجمل الكنيسة ويكمل القديسين ولجميع أعضاء الجسد يعطي زينة حقيقية لائقة بالمسيح كما قيل للكنيسة أيضًا "تلبسين كلهم كحلي"، فهى تتهيأ للمسيح بزينة القديسين سواء في القداسة أو الاتضاع أو المحبة أو الرجاء أو الإيمان
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
21 يونيو 2024
تجديد العقل
بمناسبة عید حلول الروح القدس أحب أن أكلمكم عن صلاة نقولھا باستمرار: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا الَلهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي" (مز ٥۱: 10 )، لأن أحد مفاعیل الروح القدس ھو عمل التجدید فالروح القدس یجدد فكر الإنسان ویعطيه الاستنارة في حیاته الله حینما خلق الإنسان خلقه بصفات ثلاثة: عاقلاً،
وعاملاً، وعابدًا فصار للإنسان: عقل یفكر، وید تعمل، وقلب بروحه یتصل باﻟﻠﮫ باستمرار.
شخصيات ﻓﻲ الكتاب اﻟﻤقدس تميزت برجاحة العقل:
یقول الكتاب عن دانیال والفتیة الثلاثة: "أَمَّا ھؤُلاَءِ الْفِتْیَانُ الأَرْبَعَةُ فَأعَطَاھُمُ الله مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ، وَكَانَ دَانِیالُ فَھِیمًا" (دا ۱: 17)وقال داود النبي لأبیجایل زوجة نابال الكرملي التي تصرفت بحكمة: "مُبَارَكٌ عَقْلُكِ" ( ۱صم ۲٥: 33) وفي العھد الجدید مدح السید المسیح المرأة الكنعانیة التي قالت: "نَعَمْ، یَا سَیِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَیْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي یَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِھَا" (مت15: 27) أما زكا العشار فحینما تقابل مع السید المسیح وتغیر حاله واكتسب رجاحة العقل وقال:"ھَا أَنَا یَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِینِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَیْتُ بِأحَدٍ أرَدُّ أرَبَعَةَ أضْعَافٍ" (لو ۱۹: 8) فقد حصل خلاص له ولأھل بیته. وبولس الرسول لما استنار عقله قال: "أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَھِدًا وَمُفْتَرِیًا" ( ۱تي ۱: ۱۳ )، وصار كارزًا بل وعملاقًا في الكرازة.
ﻟﻤاذا خلق الله العقل للإنسان؟
وظیفة العقل الأولى، ھي التعرف على الله والخلیقة كلھا. یقول المزمور "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ للهِ، وَالْفَلَكُ یُخْبِرُ بِعَمَلِ یَدَیْھِ" (مز ۱۹: 1) فالنجوم والنباتات والحیوانات كلھا تجعل الإنسان یعیش روح التأمل.
وظیفة العقل الثانیة، ھي إنه وعاء للمعرفة الواسعة في العالم.
وظیفة العقل الثالثة، ھي أنه یساعد الإنسان في اتخاذ قراراته. فلو كان عقل الإنسان على مستوى الاستنارة والتجدید المستمر تكون قراراته صحیحة وتسیر حیاته بطریقة سلیمة.
ما ﻫﻲ علامات العقل السليم؟
۱- أن الله ھو الذي یقوده ولیس الھوى الشخصي وكنیستنا تعلمنا أن أول رشمة للمیرون تكون على النافوخ، وھو موضع العقل، وذلك لتقدیس العقل وتخصیصه ﻟﻠﮫ لیعمل فیه یقول المزمور: "وَصَایَا الرَّبِّ مُسْتَقِیمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاھِرٌ یُنِیرُ الْعَیْنَیْنِ. نَامُوس الرَّبِّ كَامِلٌ یَرُدُّ النَّفْسَ. شَھَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَیِّرُالْجَاھِلَ حَكِیمًا. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ.أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّھَا" (مز ۱۹: 7-9) وأیضًا "سِرَاج لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِیلِي" (مز119: 105)ھناك أناس ربما یقرأون لكنھم لا یسمحون لكلمة الإنجیل أن تجدد حیاتھم، لذلك تعلمنا الكنیسة قبل قراءة الإنجیل أن نطلب من الله أن یفتح ذھننا لنفھم.
۲- أن یكون العقل مملوءًا بمعرفة متوازنة،لا یمیل للیمین ولا للیسار، فالاتزان ھو من علامات صحة العقل وفي اللغة المتداولة نقول "فلان متزن فلان كلامه موزون". ویقول الكتاب: "بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (مت ۱۲: 37 )، "وَمَن قَالَ: یَا أَحْمَقُ، یَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِجَھَنَّمَ" (مت ٥: 22) لذلك فإن آباء البریة فضلوا الصمت كثیرًا جدًا، لأن "كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِیَةٍ" (أم ۱۰ :19)
۳- أن تكون للعقل مرجعیة، فالذین بلا مرشد كأوراق الخریف یسقطون سریعًا. ومھما كبرالإنسان في المعرفة وفي خبرات الحیاة فإنه محتاج دائمًا أن یكون له مرجع یرجع إلیه كنوع من صمام الأمان. وكنیستنا تعلمنا أن یكون لنا آباء اعتراف ومرشدین حكماء طوال حیاتنا نسمع عن القدیس أثناسیوس العظیم أن مرجعیته كانت البابا ألكسندروس ال ۱۹ . والقدیس أغسطینوس كانت مرجعیته القدیس أمبروسیوس،
وكذلك سیرة القدیس أنطونیوس.
٤- أن یكون العقل دائمًا متجددًا، وفي كل مرة نشعر أن الفكر بدأ في الحیدان نقول: "رُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي" لنعود إلى الاستقامة یقول المزمور عن الرجل الصالح: "یَكُون كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" (مز1 :3) والمیاه الجاریة ھي میاه متجددة وبالتالي فإنھا مرویة ونافعة إن عملیة تجدید العقل ھي عملیة روحیة داخلیة، فیھا عمل للنعمة وعمل لإرادة الإنسان معًا ومن حلاوة كنیستنا أنھا تعمل لنا طقسًا فرایحي،وكیھكي، وصیامي، وشعانیني، وسنوي. ھذاالتنوع "عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ"، ھو التجدید المستمر.
إن عملیة التنوع والتجدید والتغییر المستمر یضفي بھجة، وتشویقًا، واستنارة.
في نھایة سفر مراثي إرمیا یقول: "جَدِّد أَیَّامَنَا كَالْقَدِیمِ" (مرا ٥ :21) بمعنى اجعل أیامنا الحاضرة فیھا روح الجدة كما كانت في القدیم وھناك آیة واضحة قالھا القدیس بولس الرسول "تَغَیَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِیدِ أَذْھَانِكُمْ" (رو ۱۲: 2)وتجدید الذھن ھو شكل من أشكال التوبة.
بعض سمات العقل غير السليم:
۱- عقل التھویل: یھول الأمور، كما یضیف إضافات وینسج روایات.
۲- العقل المنحرف: ھو دائمًا یعیش في الخیال والتصورات.
۳- العقل المشحون بالیأس:یرى أن كل شيء لا یصلح، لن ینفع، سیفشل. لیس عنده رجاء.
٤- العقل المتجمد: لا یتطور بل یعیش في خبراته القدیمة ویرفض كل جدید.
٥- العقل الروتیني: لا یتغیر عن الروتین الذي اعتاده، ولا یعرف التجدید ولا الابتكار. ھنا ویجب أن نعرف الفرق بین مصطلحین: الأصالة (الجذور)، والمعاصرة (الشجرة والثمر)، وعملیة الجمع بین الاثنین تحتاج إلى العقل الذي یجدده الروح القدس.
٦- العقل الفضولي: یبحث عن الأخبار، ویشبع نفسیًا حینما یعرفھا وینقلھا. ھذا عقل مریض.
۷- العقل المنقاد: لا یعرف إلا شخص واحد،یكون بطلاً في نظره، یصیر مسلوبًا لفكره وكأنه مسبي.
۸- العقل المشوش: حینما یتكلم ینتقل من موضوع لثاني ثم ثالث ورابع وتبحث عن أصل الموضوع فلا تجده. ھو تائه.
۹- العقل المنفعل: یكون دائمًا متوترًا وقلقًا،وأبسط كلمة تثیر انفعاله.
۱۰ - العقل الشھواني: الذي تتحكم فیه الخطیة والشھوات.
مقترحات لكيفية ﺗﺠديد العقل:
إن النعمة تساعد الإنسان في تجدید ذھنه وعقله،لكن یجب أن یكون لإرادة الإنسان دور، لذلك أقدم عدة مقترحات:
۱- یتجدد العقل من خلال القراءة المستمرة وعلى رأسھا قراءة الإنجیل، واظب على تدریب قراءة الإنجیل كل یوم، وجدد عقلك بقراءات مستمرة ومتنوعة.
۲- یتجدد العقل بالجلوس إلى الكبار، في أخذ المشورة من الأمناء، فإن خبرات الماضي تستطیع أن تفید الإنسان في الحاضر وتكون مؤثرة جدًا.
۳- من الممكن أن یتجدد العقل بمعرفة التاریخ،فلحكمة بالغة نجد في كنیستنا السنكسار والدفنار.
اﻟخلاصة:
مع احتفالنا بعید حلول الروح القدس نرفع قلوبنا ونقول: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا لَلهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي". نصلي ونطلب من خلال عمل الروح القدس، أن یمنحنا الله روح التوبة والتجدید والاستنارة في كل حیاتنا.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 يونيو 2024
بدعة أبوليناريوس
هرطقة أبوليناريوس: حول طبيعة المسيح
كان ينادى بلاهوت المسيح ولكن لا يؤمن بكمال ناستوه إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجا الى روح فكان بغير روح لأن اللهه اللوجوس كان يقوم بعملها في منح الحياة ولما كان هذا يعنى ان ناسوت المسيح كان ناقصا لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م بحرم ابوليناريوس وهرطقته هذه
الأبولينارية
من هو أبوليناريوس؟
أبوليناريوس كان أسقف اللاذقية (لاوديكيا Laodices) اشتهر في النصف الثاني من القرن الرابع (حوالى سنة 310 - حوالى 390 م) وكان أبنا لناظر (مدير) مدرسة بيرتيوس Berytus الذى أصبح فيما بعد قسيساً فى لاودوكيا وقد قام الأب الذى أشتهر بأسم ابوليناريوس الكبير بتأليف بعض الكتب المسيحية محاكاه للتآليف القديمة التى يطلق عليها أسم الكلاسيكية الوثنية، وكان الأمبراطور يوليانى (يوليانوس) Julian قد أصدر قوانين تربوية منعت المسيحيين من دراسة الأدب اللاتينى واليونانى القديم أو تدريسه وشب أبوليناريوس الصغير (الأبن) دارساً ومتعلماً، ثم ساعد اباه فى عمله، فكتب يدافع عن المسيحية ضد يوليانى وفورفروريوس Porphyry وضد هراطقة آخرين أمثال آريوس ومارسيليوس Marcellus، كما كتب تفاسير للكتب المقدسة وكتب كتباً أخرى لم يبق منها غير شذرات أوردها فى اجاباته غرغوريوس النزيزى (رسالة 101، 102) إلى كليدزنيوس ثم غريغوريوس وكان ذا مكانة مرموقة بين لاهوتيي عصره وذلك لدفاعه عن المسيحية وولائه لقانون إيمان نيقية, [ كان أبوليناريوس أسقف اللاذيقية قد هيأ نفسه كنيقوى غيور وكمقاوم ممتاز ضد يوليانوس التى أستهدف إحياء الوثنية، تسنده المصارد (ضد الوثنية والدفاع عن المسيحية) كما ينظر إليه بحق كأفضل لاهوتى فى عصره بعد أثناسيوس، وكان باسيليوس القيصرى واحداً من كثيرين من الجيل الأصغر من المسيحيين الذين يطلبون مشورته
هرطقة أبوليناريوس Apollinarius أسقف اللاذقية 390م
حوّل أبوليناريوس تعليم ثلاثية تكوين الإنسان trichotomy من سيكولوجية أفلاطون إلى كريستولوجى. فقال: كما أن الإنسان العادى مكوَّن من جسد ونفس وروح، هكذا يسوع المسيح هو مكوّن من جسد ونفس والكلمة (اللوغوس). وفى رأيه أن الكلمة قد حل محل الروح واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد لم يتصور أبوليناريوس إمكانية وجود نفس إنسانية عاقلة فى المسيح فى وجود الله الكلمة الذى هو روح والذى هو العقل الإلهى منطوق به ربما تصوّر أبوليناريوس أن النفس الإنسانية العاقلة تعنى بالضرورة شخصاً بشرياً متمايزاً عن شخص الله الكلمة بمعنى أنه خلط بين مفهوم الشخص الذى هو مالك الطبيعة، ومفهوم العقل الذى هو أحد خواص الطبيعة التى يملكها الشخص، أى أنه اعتبر أن الشخص هو العقل وأراد بإلغاء الروح الإنسانية العاقلة أن يؤكّد أن شخص كلمة الله هو الذى تجسد وهو هو نفسه يسوع المسيح بمعنى أن كلمة الله لم يتخذ شخصاً من البشر بل اتخذ جسداً ذا نفس بلا روح عاقلة وبهذا تتحقق -فى نظره- وحدة الطبيعة فى المسيح الكلمة المتجسد وعصمته من الخطيئة وقد تصوّر البعض أن القديس أثناسيوس الرسولى فى القرن الرابع قد تأثر بفكر وتعليم أبوليناريوس فى تعاليمه الكريستولوجية. ولكن القديس أثناسيوس قد شرح هذا الأمر باستقامته المعروفة فى التعليم فى رسالته إلى أبيكتيتوس وقال أن عبارة القديس يوحنا الانجيلى أن "الكلمة صار جسداً" (يو1: 14) تعنى أن "الكلمة صار إنساناً" وأن السيد المسيح قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة من جسد وروح عاقلة فقال القديس أثناسيوس:لأن القول "الكلمة صار جسداً" هو مساو أيضاً للقول "الكلمة صار إنساناً" حسب ما قيل فى يوئيل النبى "إنى سأسكب من روحى على كل جسد" لأن الوعد لم يكن ممتداً إلى الحيوانات غير الناطقة، بل هو للبشر الذين من أجلهم قد صار الرب إنساناً] وقال أيضاً فى نفس الرسالة:[ إلا أن خلاصنا، فى واقع الأمر، لا يعتبر خيالاً، فليس الجسد وحده هو الذى حصل على الخلاص، بل الإنسان كله من نفس وجسد حقاً، قد صار له الخلاص فى الكلمة ذاته ].
إدانة هرطقة أبوليناريوس:
أدانت عدة مجامع مكانية فى روما (377م)، والإسكندرية (378م)، وأنطاكية (379م) تعاليم أبوليناريوس. ثم أدين فى المجمع المسكونى الثانى الذى انعقد فى القسطنطينية (381 م) كان رأى آباء مجمع القسطنطينية أن السيد المسيح له نفس إنسانية عاقلة لأنه جاء لخلاص البشر وليس لخلاص الحيوانات وأنه كان ينبغى أن تكون للمسيح إنسانية كاملة لكى يتم افتداء الطبيعة الإنسانية وأن الروح البشرية مثلها مثل الجسد فى حاجة إلى الفداء وهى مسئولة عن سقوط الإنسان فبدون الروح البشرية العاقلة كيف يكون الإنسان مسؤولاً مسؤولية أدبية عن خطيئته؟
فالروح البشرية أخطأت مع الجسد وتحتاج إلى الخلاص، ولهذا يجب أن يتخذها كلمة الله مع الجسد لأن ما لم يتخذ لا يمكن أن يخلص، كما قال القديس غريغوريوس النازيانزى عبارته المشهورة ضد أبوليناريوس فى رسالة إلى الكاهن كليدونيوس "لأن ما لم يتخذه (الله الكلمة) فإنه لم يعالجه؛ ولكن ما تم توحيده بلاهوته فهذا يخلص" إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو"أن النفس الإنسانية العاقلة، بقدرتها على الاختيار، كانت هى مقر الخطيئة؛ ولو لم يوحّد الكلمة هذه النفس بنفسه، فإن خلاص الجنس البشرى لم يكن ممكناً".
صداقة البابا أثناسيوس الرسولى وابوليناريوس
لأن أبوليناريوس كان مدافعاً غيوراً ضد الأريوسيين فقد توطدت بينه وبين القديس أثناسيوس صداقة وطيدة ولكنه أراد أن يقدم نظاماً للاهوت بالطريقة الكلاسيكية الوثنية التى تعلمها على يد أبيه فسقط فى بدعة خطيرة، ويذكر القديس غريغوريوس أسقف نزينزا أن بداية الأبولينارية بمكن الن ترجع إلى حوالى سنة 352 م، غير أن تعاليمهات لم تنتشر بصورة عامة حتى أنعقاد مجمع الأسكندرية، عندما ا{سل مندوبى أبوليناريوس إلى البابا أثناسيوس لمساندته (ضد الأريوسية) وفى عام 372 م كتب البابا أثناسيوس كتابين ضد هرطقة أبوليناريوس بدون أن يذكر أسمه، ربما فعل ذلك لأجل الصداقة القديمة التى كانت تربط البابا أثناسيوس مع أبوليناريوس صاحب الهرطقة
محتوى البدعة والهرطقة الأبيولينارية - لا يوجد نفس بشرية فى المسيح
أبتدع ابيوليناريوس نظرية خريستولوجية عرفت باسمه "أبولينارية" ويقول المتنيح الأنبا غريغوريوس عن نقطة البدء فى بدعة البوليناريوس: "كان أبوليناريوس من أشد الخصوم الأريوسية.. ولعله أبتدع نظريته دفاعاً عن الحقيقة الأرثوذكسية وقد ساقه إلى ذلك باعثان: -
الأول: تعليم آريوس نادى بإمكانية التغيير الأخلاقى عند المسيح، وأنه لهذا كان الكلمة قابل للنمو أو التطور الخلقى، وأنه عندما كان يفعل الخير كان يصنعة بإرادة حرة كان يمكنها أيضاً أن تختار فعل الشر، وعلى ذلك يكون الخلاص الذى صنعة المسيح عملاً قام به كائن محدود، أقام ذاته مخلصاً بفعل إرادته الحرة، ومن ثم فلا تكون كفارته خلاصاً للجنس البشرى كله إلا من قبيل إظهار أمكانية كسب الخلاص، وليست هناك نفس بشرية واحدة يمكن أن تكون بريئة كل البراءة من وصمة الضعف البشرى لهذا أندفع أبوليناريوس فى غيرة ملتهبة لتأكيد ألوهية المسيح الكاملة وطهارتة التامة من الخطيئة وذلك بمحض طبيعته الذاتية.
الثانى: خلط أبوليناريوس بين مدلولات الألفاظ من الوجهة اللاهوتية، رأى أبوليناريوس أن كلمة " طبيعة " وكلمة " أقنوم " بمعنى واحد، فإذا كان فى المسيح طبيعة لاهوتية كاملة، وطبيعة ناسوتية كاملة إجتمعا معاً فى المسيح، فإذا أجتمع فى المسيح لاهوت كامل، وأجتمع فيه كل مكونات الناسوت فإن هاتين الطبيعتين الكاملتين يكونان أقنومين إذ لا يمكن أن يتألف أقنوم واحد من طبيعتين وعلى ذلك يرى ابوليناريوس أن الرأى القائل بإتحاد اللاهوت بالناسوت كاملاً، كليين فى كلى واحد، رأى مستحيل،هذان هما الباعثان اللذان دفعا ابوليناريوس إلى نظريته التى قصد بها إبعاد المخاوف التى خلقتها البدعة الأريوسية وليخرج من المأزق الأريوسى حول التغيير الأخلاقى عند المسيح إذا لم يكن للمسيح نفس أنسانية، فلا يكون ثمة مجال لممارسة رية الإختيار لديه، ولا تكون له شخصية بشرية أو أقنوم بشرى ليتحد بالأقنوم الإلهى بل يكون هناك الكلمة الإلهى وحده وهى القوة الوحيدة المسيطرة فى أقنوم المسيح المتجسد وقد وجد أبوليناريوس فى هذا التفسير المخرج الوحيد من كل الصعوبات السابقة، قال أن المسيح بالحقيقة هو الإله المتجسد، ولا يمكن أن يتم أتحاد حقيقى بين اللوغوس والنفس الأنسانية الناطقة لأنه أما أن تحتفظ الطبيعة البشرية المتحدة بالطبيعة الإلهية، بإرادتها الخاصة واضحة متميزة وفى هذه الحالة لا يكون هناك أتحاد حقيقى بين اللاهوت والناسوت، أو أن تفقد النفس الناطقة حريتها وكأنها قد أمتصت فى فى الطبيعة الإلهية، لذلك يرى أبوليناريوس أن اللوغوس يحتل مكان النفس الناطقة العاقلة وقد أتخذ له جسماً بشرياً ونفساً حيوانية، وصار هو القوة المسيطرة والمبدأ السائد فى المسيح ويحييها بالحياة العليا الإلهية وبهذا حفظت الوحدة فى الأقنوم ولو أن الأقنوم لم يكن كله إلهاً ولا كان كله أنساناً بل مزيج من الإله والإنسان وكلمة تعنى مزيج أو خليط، وأستعملت هذه الكلمة لمدة طويلة عند بعض الآباء الذى خطوا الكتب ومنهم ترتليانس Apol. 21 de idol. vanit يقول أنسان ممتزج بالإله، وكذلك كبريانوس homo des mixtuseus combomine misctur يقول أن الإله أمتزج بالأنسان، ولاكتنانتيوس Inet. iv. 13 deus est et homo, ex utroque genere permixlus وتكلم أوريجينوس فى كتابه الرد على كلسس contro cels عن أتحاد الطبيعتين كأنه منسوج أو محبوك وكذلك إيريانوس فى كتابه الرد على الهراطقة ك3 ف 19/1 وغيره إلى زمن غريغوريوس وأغريغوريوس الذى أستعمل كل منهما كلمة وهذا يؤيد ما يذكره الكتاب المقدس أن (الكلمة صار جسداً) وأن " الإله ظهر فى الجسد " وقد قال القديس غريغوريوس النزنيزى (رسالة 101): " إن الجسد هنا معناه الطبيعة البشرية من قبيل إطلاق الجزء على الكل وعلى ذلك فإن كلمة تجسد
تعنى فى الحقيقة تأنس
وكان أبوليناريوس قد أنكر أقنومية الطبيعة الإنسانية وكانت نظريته مبنية على أن: مركز الأقنومية هو فى الكلمة ولذلك فإنه كان دائم القول هذه العبارة التى وردت على لسان البابا كيرلس الأول فيما بعد ونسبها أيضاً إلى البابا أثناسيوس الرسولى:
" طبيعة واحدة متجسدة للإله الكلمة "
وكان أبوليناريوس يعنى الجسد بإعتباره جزءاً من الطبيعة التى وصفت بانها واحدة، وربما كان الطبيعة كما فهما أبوليناريوس طبيعة جديدة ومؤلفة بطريقة فريدة فى نوعها، ولكنها بكل تأكيد مختلفة عما فى فكر البابا كيرلس الذى أستعمل نفس العبارة من دون أن يعنى بذلك طبيعة أخرى جديدة لأنهي قول فى موضع آخر طبيعة واحدة من طبيعتين ثم وهما يفيدان معنى يفترب من فكرة تحول الطبيعة الأنسانية إلى الإلهية (أوريجينيوس فى نفس الوضع) ولو أنهما عبرا بصراحة عن شخصية الطبيعيتين (الإله والإنسان) وحتى أوغسطينوس أيضاً قال (إن الإنسان موصول) وبمعنى آخر (ممزوج) بكلمة ألإله ليتم وحدة الأقنوم.
قال فيها أن المسيح كان لدية جسد ونفس غير عاقلة وأنكر وجود النفس العاقلة فيه لأنه علم أن الكلمة الإلهية أخذت مكانها. انطلق من مبدأ أنه لا يمكن لشيئين تامين (كاملين) أن يصبحا واحدا. لهذا في معالجته لموضوع شخص المسيح طالما أن مجمع نيقة منع أي تقليل أو تصغير أو تغيير في "الكلمة" أي في الطبيعة الالهية وذلك للوقاية ضد تعاليم آريوس فإن أبوليناريوس استخدم الخيار الآخر وقلل وشوه الطبيعة البشرية للمسيح وأنقص منها النفس العاقلة لأنه اعتبرها مسؤولة عن الخطيئة فكانت برأيه هذه هي الطريقة الوحيدة لحفظ المسيح بدون خطيئة وبالتالي إمكانية تحقيق الخلاص أبوليناريوس اعتمد في نظريته على تقسيم أفلاطون الشهير للطبيعة البشرية: جسد،نفس،روح الكنيسة منذ البداية حاربت تعاليم أبوليناريوس فأثناسيوس كتب كتابين ضده، غريغوريوس النزينزي كتب عدة رسائل ضده أيضا وغريغوريوس النيصصي في كتابه "ضد الهرطقات". والتعليم الذي ساد كان عبارة القديس غريغوريوس النزينزي: "ما لم يؤخذ لم يشفى" جدير بالذكر هنا أن الكثير من كتابات أبوليناريوس وضعها تلاميذه تحت أسماء لاهوتيين مشهورين لإكسابها الشرعية المطلوبة مثل غريغوريوس العجائبي (شرح الإيمان) واثناسيوس الكبير (عن التجسد) والبابا يوليوس (في وحدة المسيح) الجدال الأبوليناري بالرغم من عدم تضخمه إلا أنه لعب دورا هاما في تاريخ العقيدة المسيحية فقد حول الجدال من المحور الثالوثي إلى المحور الخريستولوجي. هكذا بعد الانتهاء من مناقشة الثالوث والروح القدس أصبح الباب الوحيد المفتوح لدخول الهرطقات هو الابن. من هنا ستنهمك المجامع اللاحقة بموضوع الابن، الأقنوم الثاني من الثالوث أي بما يعرف ب "الخريستولوجية". أي إتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح وقال أبوليناريوس في القرن الرابع: المسيح وإن كان قد وُلد من العذراء إلا أنه لم يتخذ جسده منها، بل أن جوهره الإلهي استحال إلى جسد في بطنها، ولذلك لم تكن له نفس بشرية، إذ أن لاهوته حل محل النفس فيه. وحجته في ذلك أن النفس تميل إلى الخطيئة، والمسيح لم يمل إليها إطلاقاً، بل عاش كل حياته بعيداً كل البعد عنها كان أبوليناريوس أسقفاً بالشام و كان من اشد المدافعين عن الإيمان ضد الاريوسيين حتى سقط فى بدعة خطيرة وهى إن الابن عند تجسده حل لاهوته مقام الروح الجسدية و تحمل الآلام و الصلب مع الجسد.كما كان يعتقد ايضاً بوجود تفاوت فى الاقانيم الثلاثة منادياً بأن الروح عظيم والإبن اعظم أما الآب فهو الأعظم ومن مذاهب الضلال من جهة ناسوت المسيح مذهب الأبوليناريين (نسبة إلى أبوليناريوس الذي كان أسقفاً شهيراً في لاودكية). ويقول مذهبهم إن الإنسان (على رأي أفلاطون) مؤلَّف من ثلاثة جواهر وهي الجسد والنفس الحيوانية والروح الناطقة، وإن المسيح مؤلف من ثلاثة جواهر وهي الجسد والنفس الحيوانية واللاهوت. وبذلك أنكروا أن للمسيح روحاً ناطقة كما لسائر البشر. وزعموا أن اللاهوت أخذ في المسيح مكان الروح الناطقة في الإنسان. ومما قادهم إلى هذا القول صعوبة تصوُّر اتحاد طبيعتين كاملتين في شخص واحد. فقالوا: إذا كان المسيح الله أو الكلمة الإلهي فإنه يكون كاملاً. وإذا كان إنساناً فلا بد أن يكون ذا عقل محدود وإرادة بشرية، فكيف يمكن أن يكون (والحالة هذه) شخصاً واحداً؟ نعم إن ذلك مما لا يدركه العقل البشري، ولكن لا تناقض فيه. فانعقد مجمع مسكوني في القسطنطينية سنة 381م وفند التعليم الأبوليناري ورفضه، ثم تلاشى بعد قليل.
المزيد
19 يونيو 2024
من هو الروح القدس
لابد أن تكون لكم معرفة بالروح القدس من هو ؟ وما عمله فيكم ولاجلكم لكى تكون علاقة به ، ولتعرفوا عمق احتاجكم إليه الروح القدس هو " روح الله القدوس " ( أف4 : 30 ) ، ( 2كو3 : 3 ) بل الروح القدس هو الله ، لأن " الله روح " ( يو4 : 24 ) .
لاهوته
قال القديس بطرس " إن الكذب على الروح القدس معناه الكذب على الله " ( أع5 : 23 ) ومادام هو روح الله ن ( أي 33 : 3 ) ( 2كو3 : 3 ) ، وهو روح السيد الرب ( اش61 : 1 ) ، إذن هو الله .
هذا المعزي ، روح الله ، حل على التلاميذ في يوم الخمسين ( أع2 : 1 ـ 4 ) . وهو الذى وعد به الله في سفر يوئيل النبى قائلاً " ويكون بعد ذلك أنى اسكب روحى على كل بشر ، فيتنبأ بنوكم وبناتكم ، ويحلهم شيوخكم أحلاماً ، ويري شبابكم رؤي " ( يؤ2 : 28 ) . وقد ذكر القديس بطرسس أن هذه النبوءة تحققت في يوم الخمسين ( أع2 : 16 ، 17 ) هو روح الله ، وهو " روح إبنه " ( غل4 : 6 ) " روح المسيح " ( 1بط1 : 11 ) هو " روح الرب " ( اش11 : 2 ) " روح السيد الرب " ( اش61 : 1 ) . قيل في سفر ايوب الصديق " روح الرب صنعى " ( أي33 : 4 ) . وقال حزقيال النبى " وحل على روح الرب وقال لي ... " ( خر11 : 5 ) . وقال القديس بطرس في توبيخ ما فعله حنانيا وسفيرا " ما بالكما قد اتفقتما على تجربة روح الرب " ( أع5 : 9 ) . وهو " روح الحق " ( يو14 : 17 ) . وقال عنه السيد المسيح " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق " ( يو15 : 26 ) . وقال أيضاً " متى جاء ذاك ، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق " ( يو16 : 13 ) ويثبت لاهوت الروح القدس أنه في الثلوث القدوس إنه واحد مع الآب والأبن . وفي ذلك يقول السيد المسيح الرب أرسله القديسين " تلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس " ( أع28 : 19 ) ولاحظوا هنا أنه يقول " باسم " وليس باسماء ... وهذا يوافقه أيضاً ما ورد في رسالة القديس يوحنا الأولي ، إذ يقول " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب والكلمة ( اللوجوس ) والروح القدس . وهؤلاء الثلاثة هم واحد " ( 1يو5 : 7 ) ويثبت لاهوته أيضاً أنه الحيى ومعطي الحياة ولذلك يسمى " روح الحياة " ( رو8 : 2 ) . وقد ورد في سفر حزقيال النبى ، أنه هو الذي يحيى الموتى ( حز37 : 9 ، 10 ) . ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتي ويقيهم ، إلا الله وحده . الروح القدس هو أقنوم الحياة . هو مصدر الحياة في العالم كله ، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء ، أو الحياة مع الله . وبصفه قانون الإيمان بأنه " الرب المحيى " ويثبت لاهوت الروح القدس ، أنه مصدر الوحى وقانون الإيمان يصف لروح القدس بأنه " الناطق في الأنبياء " ولعل هذا يوافق ما ورد في الرسالة الثانية للقديس بطرس الرسول عن الوحي الإلهى إذ قال " لأنه لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " ( 2بط1 : 21 ) . ومادام الوحى من الروح القدس ، إذن هو من الله ، لأنه من روح الله . لذلك قال القديس بولس الرسول " كل الكتاب موحي به من الله ، ونافع للتعليم " ( 2تى3 : 16 ) . يقول الرسول أيضاً " حسناً كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبى قائلاً .. " ( أع28 : 25 -27 ) . وكمثال لهذا الوحي قال حزقيال النبى " ... وحل على روح الرب وقال لي ك قل هكذا قال الرب ... " ( حز11 : 5 ) . ويقول الوحي الإلهى في سفر اشعياء النبى " أما أنا فعهدي معهم قال الرب روحى الذي عليك وكلامى الذى وضعته في فمك لا يزول من فمك ، ولا من فم نسلك ... من الآن وإلى الأبد " ( اش59 : 21 ) .
صفات الروح القدس اللاهوتية:-
نضيف إلى كل هذا ، أن الروح القدس اشترك مع الآب والإبن في عملية الخلق فكما قيل عن الآب إنه بالإبن قد عمل العالمين ( عب1 : 2 ) " فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض الكل به وله قد خلق " ( كو1 : 16 ) " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان " ( يو1 : 3 )هكذا يقول الكتاب عن الروح القدس :" ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض " ( مز104 : 30 ) وقيل في سفر أيوب الصديق " روح الرب صنعنى " ( أى 33 : 4 ) وهذا يدل على لاهوت الروح القدس ، لأن القدرة على الخلق خاصة بالله وحده وقد ذكر الكتاب صفات إلهية له ، منها الأزلية : كما قيل عن السيد المسيح " فكم بالحرى دم المسيح ، الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب " ( عب9 : 14 ) .
ومن الصفات الإلهية للروح القدس ، وجوده في كل مكان وفي ذلك قال داود النبى للسيد الإله " أين أذهب من روحك ؟! ومن وجهك أين أهرب ؟! إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت " ( مز139 : 7 ) . وطبعاً الواحد الموجود في مكان هو الله .
ومن الدلاله على وجوده في مكان ، عمله فينا يقول بولس الرسول " أما تعلمون أنكم هيكل الله ، وروح الله يسكن فيكم " ( 1كو3 : 16 ) وأيضاً " أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم " ( 1كو6 : 19 ) . وسكنى الروح في كل المؤمنين ، في كل أقطار الأرض ، يدل على وجوده في مكان ، وبالتالي على لاهوته إذن روح الله في كل مكان ، يعمل في المؤمنين ويحل فيهم .
ومما يثبت لاهوته أيضاً ، أنه عالم بكل شئ كما يقول القديس بولس الرسول " لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله " ( 1كو2 : 10 ) " وهكذا أيضاً أمور الله ، لا يعرفها أحد إلا روح الله " ( 1كو2 : 11 ) ويقول لنا الرب عن الروح القدس " يرشدكم إلى جميع الحق " ( يو16 : 13 ) " يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو14 : 26 ) .
الروح القدس قادر على كل شئ ومن صفات الروح في نبوءة اشعياء إنه " روح القوة " ( اش11 : 2 ) وهكذا يتحدث القديس بولس الرسول عن كرازته إنها كانت بقوة آيات وعجائب ، بقوة روح الله " ( رو15 : 19 ) ويقول أيضاً " برهان الروح والقوة ... بقوة الله " ( 1كو2 : 4 ) والسيد الرب يقول هذا ، كما ورد في سفر زكريا النبى " لا بالقدرة ولا بالقوة ، بل بروحي قال رب الجنود " ( زك4 : 6 ) .
ومما يثبت لاهوته أيضاً، أنه مانح المواهب الفائقة يقول الكتاب " كل عطية صالحة ، وكل موهبة تامة ، هي فوق ، نازلة من عند أبي الأنوار " ( يع1 : 17 ) . ومع ذلك فإن كل المواهب ينسبها الكتاب إلى الروح القدس كما ورد في إصحاح المواهب ( 1كو12 ) ، إذ يقول الرسول : " فأنواع مواهب موجودة ، ولكن الروح واحد " .. ( 1كو12 : 4 ) . وبعد أن ذكر انواع المواهب ومنها الحكمة ، والإيمان ، ومواهب الشفاء ، وعمل القوات ، والنبوة وتميز الأرواح ، والألسنة وترجمتها ، وقال " ولكن هذه كلها يعمل الروح الواح بعينه ، اسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء " ( 1كو12 : 11 ) . وطبيعى لا يمكن أنت يمنح كل هذه المواهب ، إلا الله .
والسيد المسيح وصف الروح القدس لتلاميذه بأنه " المعزى البارقليط " ( يو16 : 7 ) . ووصف هذا المعزى بصفات إلهية ، فقال :
أ ـ إنه " يمكث معكم إلى الأبد " ( يو14 ك 16 ) . إذن فهو ليس إنساناً يمكث معهم فترة ويموت ، إنما هو روح الله الذي يمكث معهم إلى الأبد ، بل قال عنه أكثر من ذلك إنه :
ب ـ " ماكث معكم ويكون فيكم " ( يو14 : 17 ) وعبارة " يكون فيكم " لا ينطبق على إنسان وقال عنه أيضاً :
ج ـ " لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " ( يو14 : 17 ) وهذه العبارة أيضاً لا تنطبق على إنسان يراه الناس ويعرفونه وفي رسالة إلى العبرانين يصفه الرسول بأنه " روح النعمة " ( عب10 : 29 ) وفي نبؤة زكريا يقول الوحي الإلهى " وأفيض على بين داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات ، فينظرون إلى الذي طعنوه ، وينوحون عليه كنائح على وحيد له في مرارة " ( زك12 : 10 ) . والكتاب يسمى الروح القدس أيضاً " روح القداسة " (رو1 : 4 ) ويقول عنه المرتل في المزمور " وبروح رئاسي أعضدنى " ( مز50 ) . ونقول عنه في صلوات الأجبية " روحاً مستقيماً ومحيياً ، روح النبوة والعفة ، روح القداسة والعدالة والسلطة " ونقول عنه أيضاً " الملك المعزى ، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل ، كنز الصالحات ومعطى الحياة " ونطلب إليه قائلين " هلم تفضل وحل فينا ، وطهرما من كل ذنس أيها الصالح ، وخلص نفوسنا " وفي سفر اشعياء النبى ، ما أكثر الأوصاف التى بها روح الله إذ يقول : " ويحل عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح المعرفة ومخافة الرب " ( اش11 : 2 ) وقد قال السيد المسيح الرب عن بصالئيل الذي قام بصناعة ما يلزم خيمة الإجتماع " وملآته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعه الاختراع " ( خر31 : 3 ـ 6 ) ولعل بصالئيل هذا أول مثل لموسي " وتلكم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي " ( خر28 : 3 ) وعن روح الحكمة يصلي بولس الرسول من أجل أهل أفسس لكي يعطيهم الله " روح الحكمة والإعلان في معرفته " ( اف 1 : 17 )وذلك لكى " تستنير اذهانكم ليعملوا ما هو رجاء دعوته " .
أقنومه:-
شهود يهوه لا يعتقدون أن الروح القدس أقنوم ( شخص ) ، بل يرونه مجرد قوة !!
وللرد على ذلك نقول إن ما ورد عن الروح القدس في الكتاب المقدس ، يدل أنه شخص فهو يتكلم : ويقول الرب في ذلك لتلاميذه القديسين " لأن لستم أنتم المتكلمين ، بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم " ( مت10 : 20 ) ويقول الرسول أيضاً عنه " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم " ( عب3 : 7 ـ 9 )
وهو الذي قال " افرزوا لي برنابا وشاول ، للعمل الذى دعوتهما إليه " ( أع13 : 3 ) فهو هنا يتكلم ، و أيضاً يدعو وهو يعلم ، ويذكر ، ويرشد ، ويخبر ، ويبكت وفي ذلك يقول الرب لتلاميذه عن الروح القدس " يعلمكم كل شئ ، يذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو14 : 26 ) وأيضاً "متى جاء ذاك روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ويخبركم بأمرو آتية " ( يو16 : 12 ، 13 ) وهو أيضاً الذي يبكت على خطية ( يو16 : 8 ) وهو يقود المؤمنين جماعات وأفراداً يقول الرسول " لأن الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله " ( رو8 : 14 ) وهو يقيم الرعاة : وعن ذلك قال القديس بولس لأساقفة أفسس " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس عليها أساقفة " ( أع20 : 28 ) وهو الذي يحدد تحكات الخدام فيقول القديس لوقا الإنجيلى عن القديس بولس الرسول وأصحابه " وبعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية ، منعهم الروح القدس أن يتكلموت بالكلمة في آسيا فلما أتوا إلى ميسيا ، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية ، فلم يدعهم الروح " ( أع16 : 6 ، 7 ) والروح القدس يعزى المؤمنين ويشفع فيهم يقول السيد المسيح " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد " ( يو15 : 26 ) ويقول الرسول " الروح نفسه فينا بأنات لا ينطق بها " ( رو8 : 26 ) إذن هذا الذي يتكلم ويعلم ويذكر ، ويرشد ويخبر ، ويبكت ، ويقود المؤمنين ويقيم الرعاة ، ويحدد تحركاتهم ، ويعزى ويشفع أليس هو شخصاً ؟!
أما القوة فهي إحدي نتائج حلوله على المؤمنين ( أع1 : 8 ) كما نقول أيضاً إن حلوله يمنح غيره وحرارة ، ويمنح حكمة ومعرفة إلخ .
إنبثاقه:-
نحن نؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب وهذا واضح من تعليم السيد المسيح نفسه في الأنجيل المقدس ، إذ قال لتلاميذه القديسين عن الروح القدس " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق " (يو15 : 26 ) وهذا هو نفس ما يقوله قانون الإيمان المسيحى " نعم نؤمن بالروح القدس ، بالرب الحميى المنبثق من الآب "وهذا ما قرره مجمع القسطنطينة المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م ولكن الكاثوليك يقولون " المنبثق من الآب والآبن " فيضيفون عبارة " والآبن " Filioque وهي إضافة لم تكن موجودة إطلاقا في أصل قانون الإيمان ولم تكن معروفة في القرون الأولى للمسيحية ومبدأ ظهورها – كما يقولون – كان في أسبانيا في القرن السادس ، وانتقل منها إلى رومة وقد لاقت هذه الإضافة معارضة من الكاثوليك في القرن الأولى ويقال أن البابا ليو الثالث في أوائل القرن التاسع ، علق لوحتين إحداهما باللاتينية والأخرى باليونانية ، لقانون الإيمان بغير هذه الإضافة وقال " لا أريد أن أغير إيمان آبائي " والكاثوليك الذين يستخدمون اليونانية لا يقبلون هذه الإضافة ولم تستقر إضافة " والابن " عند الكاثوليك اللاتيني إلا في القرن الحادي عشر وقد سببت انقسامات كثيرة بلا داع وهي أيضاً ضد للثالوث القدوس وكما قال البعض إنها تجعل في الثالوث ابنين وأبوين ، إن كان الروح القدس يعتبر ابناً للابن ، إن كان منبثقاً منه ويكون الابن أباً له أيضاً !!
ويحاول الكاثوليك أن يثبتوا هذه العقيدة عندهم ببعض آيات تدور حول ارسال الأبن للروح القدس كما في ( يو15 : 26 ) التى هي صريحة في انبثاق الروح القدس من الآب على الرغم من ارسال الأبن له وهناك فرق كبير بين الإرسال والانبثاق الانبثاق أزلي ، والإرسال في حدود الزمان الروح القدس منبثق من الآب منذ الأزل ، بحكم فهمنا للثالوث ولكن الابن أرسله لتلاميذه في يوم الخمسين. يشبه هذا قولنا أن الأبن مولود من الأب منذ الأزل ,وأرسله الأب إلى العالم مولوداً من امرأة فى ملْ الزمان.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الروح القدس وعمله فينا
المزيد
18 يونيو 2024
عمل الروح القدس في النفس البشرية
قال السيد المسيح من آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ" (يو ۷ :۳۸)وهكذا ترتوي النفس البشرية بعمل الروح القدس وبدونه تجف وتموت روحيًا، لأنه كالماء للأرض العطشانة. وبالطبع هذا الماء الحي مختلف عن ماء العالم الذي يُغرق الإنسان ويهلكه، كما حدث في الطوفان، لذلك قالت المرأة السامرية للسيد المسيح يا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لَا أَعْطَشَ" (يو ٤: :١٥) وقد وصفه المزمور (۷۲: ٦) "يُنْزِلَ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ، وَمِثْلَ الْغُيُوثِ النَّارِفَةِ عَلَى الْأَرْضِ"حقا إنه عمل الروح القدس الذي يُنهي البوار، ويُميت الآفات، ويحطم الصخور، ويلغي المستنقعات، ويهيئ التربة للزراعة. إنه ماء الحياة الذي يغسل وينقي الروح الإنساني، ويُجدد الشباب الروحي ويغسل الإنسان من عتيقه بالمعمودية، ويخلق القلوب الجديدة، والنفوس المستقيمة الخاضعة للوصية. "وَأَرْشِ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أَطَهِّرُكُمْ. وَأَعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أحكامي" (حز ٣٦: ٢٥-٢٧) .
أول عمل للروح القدس إنه يبكت على خطية:حتى لا تغشى الظلمة على حياة الإنسان من قلبه وحواسه وأفكاره. وكمثال: حديث الرب مع ملاك كنيسة اللاودكيين الفاتر الذي قال عن نفسه إنه غني وقد استغنى ولا حاجة له إلى شيء ولم يعلم أنه الشقي والبنس والعريان (رؤ۳ :۱۷). لذلك من محبة الله أنه يُبكت الإنسان على خطيئته، لأنه يريد له النقاء والطهارة والعودة لطريق الله. وهذا التبكيت يمنع خداع النفس كما ورد في (غل ٦: ٣) "إنَّ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُضُّ نَفْسَهُ". وقليل من الناس يفرحون بالتبكيت لفوائده الروحية، والأكثرية يجهلون فائدته فيتضايقون منه كثيرا.
وحين يبكت الروح القدس فإنه بإيجابية يكشف عن حلاوة حياة القداسة وثمارها وقوتها، إذ يغسل جروح الخطية فيبرأ الإنسان منها. لذلك فرق كبير بين تبكيت الروح القدس والندامة البشرية الضعيفة، إذ يعطي روح الله الفرح الداخلي بالتوبة والنصرة على الخطية والعزاء القلبي والرجاء مع الدموع والسلام الذي يتم بالمصالحة مع الله، مثل داود النبي الذي تاب وانجذب للقداسة حتى قال الله عنه: وَجَدْت دَاوُدَ بْنَ يَسْى رَجُلًا حَسَبَ قلبي" (أع ۱۳ :۲۲) إنه عمل الروح القدس الذي جعل داود يقول: تسمعني سرورًا وفرحا فتبتهج عظامي المنسحقة، رد لي بهجة خلاصك"( مز ٥٠). هذا عكس يهوذا الذي ندم فيئس فشنق نفسه وصار هالكا. لذلك قال الرب: "وَمَتى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرِّ وَعَلَى دينُونَةٍ" (يو (١٦: (۸)لذلك يقول معلمنا بولس في (عب٣ : ۷-۸) "اليوم إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلَا تُقَسُوا قُلُوبَكُمْ.
حقا ما أحلى عمل روح الله فينا بأنات لا ينطق بها (انظر رو ٨ :٢٦). إنه سُلَّم روحاني يقود خطواته روح الله، حتى يصل بالنفس إلى كمال التوبة بالعتاب الرقيق كما حدث مع بطرس الرسول فبكى بكاء مرا نخس في قلبه فقاده للتوبة، وقول الرب طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لَا يَفْنَى إِيمَانُكَ" (لو ۲۲ :۳۲). هكذا كلمة الله تنخس القلب كقول الرب: "أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطَّمُ الصَّخْرَ" (إر ۲۳: ۲۹)لذلك لَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإخْوَة" (أع ۲: ۳۷). نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد