المقالات

23 يوليو 2024

الشباب وَ هِموم الغد

سوف نتحدّث اليوم بِنعمة ربِنا عَنَ موضوع يشغِلنا جِداً فِى هذهِ الفترة وَهو الشباب وَهِموم الغد ، فالفرد بِطبيعتهُ قلِق وَيُفكِر فِى الغد بل وَرُبّما يُفكِر لسنين طويلة ، وَسوف أقرأ معكُمْ جُزء مِنْ مزمور 37 لِمُعلّمِنا داوُد الملِك بركاته على جميعنا آمين :[ إِتَّكِلْ على الرّبّ و إِفعل الخير أُسكُن الأرضَ وَأرْعَ الأمانةَ وَتلذَّذ بالرّبّ فيُعطيك سؤل قلبِكَ سلَّم للرّبّ طرِيقكَ وَ إِتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِى وَيُخْرِجُ مِثل النّورِ بِرَّكَ وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهيرَةِ إِنتظِرِ الرّبّ وَأصبِرْ لَهُ القليلُ الذّى للصّديِقِ خير مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرارٍ كَثيِرِينَ لأَنَّ سَوَاعِد الأشْرَارِ تَنْكَسِرُ وَعَاضِدُ الصّدِّيقِينَ الرّب مِنْ قِبَلِ الرّبّ تَتَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِى طَرِيقِهِ يُسَرُّ إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنّ الرّبّ مُسنِد يَدَهُ أَيْضاً كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدّيِقاً تُخُلّىَ عَنْهُ وَلاَ ذُرّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ وَنَسْلُهُ لِلبرَكَةِ هللويا] أولاً إِذا أردنا تحليل أسباب هِموم الغد سوف نجِد العديد مِنْ الأسباب ،مِنْ بين أكبر هذهِ الأسباب :- 1- البطالة حيثُ تقِل فُرص العمل وَتُغلق المصانِع وَخصخصِة الشرِكات وَ الأماكِن التّى تطرُد العاملين فيها مِنْ أجل ضغط الميزانيّة ، وَعِندما يسمع الفرد كُلَّ هذا يقلق وَيغتِّم 0 2- الغلاء حيثُ نجِد الفرد فِى دائِرة صعبة لايدرىِ كيف يواكِبها حيثُ يحيا الأفراد الآنْ مُعادلة صعبة وَالتّى تتمثِلَّ فِى قِلّة الدخل وَغلاء مُتطلِّبات الحياة 0 3- الإِضطِهاد حيثُ نجِد بعض الشرِكات تُعلِن عَنَ الآتىِ " نأسِف لِعدم تعيين ..... " وَيُشكِلّ هذا عِبء على أولادنا وَخاصةً أنّ أولادنا يحمِلوا همّ الحياة أكثر مِنْ أهل العالمْ فنجِدهُمْ مهمومين وَخائِفين وَمُتردّدِين أكثر مِنْ غيّرُهُمْ الذّين لاَ يهتموا وَيُريدوا أنْ يحيوا الحياة بِكُلَّ ما فيها 0 4- عدم الإِستقرار حيثُ تتغيّر الأمور بِسُرعة وَمِنْ بين سِمات دول العالمْ الثالِث عدم الإِستقرار ، فنجِد أنّ سِياسة الدولة مُتحكِم فِيها أفراد وَتختلِف مِنْ رئيس بلد إِلَى أُخرى بينّما فِى البِلاد المُتقدِّمة تخضع سياسة الدولة لِمجموعة أوْ نِظام وَهذا بالطبع يُحدِث إِضطراب لدى الفرد فهو فِى وسط مجموعة غير مُستقرّة 0 كُلَّ هذهِ العوامِل السابِقة مِنْ البطالة وَالغلاء وَالإِضطِهاد وَعدم الإِستقرار بالإِضافة إِلَى ضعف الإِيمان + عدم الإِكتِفاء يُحدِث فِى داخِل الفرد ثورة 0 مِنْ ضِمن الأشياء المُتعِبة للشباب اليوم أنّ كثيراً مِنْ الشباب يتملّك عليّهُمْ فِكرة السفر وَ بالتالىِ لاَ يستطيع الحياة هُنا وَلاَ يدرىِ كيف يُسافِر 0 العِلاج يتمثِلّ العِلاج فِى شقّين:- أولا الجانِب العملىِ أوْ الجانِب الإِجتماعىِ:- كثيراً ما يشغل الإِنسان نَفْسَهُ وَيهتم بِالحسابات المادّيّة البشريّة وَيترُك تدابير ربِنا وَيتناسى أنّ الله هُو الذّى يقود حياتِنا [ إِتكِل على الرّبّ وَإِفعل الخير أُسكُنْ الأرض وَإِرعَ الأمانة ] ، فنجِد كثير مِنْ الشباب لاَ يتكيّف مع أى عمل على أساس أنّهُ لاَ يُعطيه حقّهُ ، فنجِد الشاب يعمل وَهُو ناقِم وَيتعب نَفْسَيّاً وَيُصاحِب ذلِك عدم رِضا صاحِب العمل عنّه فَلاَ يُقدّمهُ وَلاَ يُزكّيه وَلاَ يُرّقيه وَلاَ يُحِب أنْ يحتفِظ بِهِ وَيبدأ فِى التنقُلّ مِنْ مكان عمل إِلَى مكان آخر وَلاَ يأخُذ وضعه فِى أى مكان وَلاَ يتقدّم فيهِ وَهذا يُسبِّب تعب الفرد ليس فقط مادّياً بل وَنَفْسَيّاً ، فإِحساس الفرد بأنّهُ لاَ يستطيع تحقيق ذاته وَإِحساسه بأنّهُ غير ناضِج إِحساس صعب لابُد أنْ تكون عمليّاً بِذهنيّة غير ذلِك وَ أنْ تتكِلَّ على الله وَ تجتهِد فيما أنت فيهِ الآنْ وَلاَ يكون كُلَّ شىء تفعلهُ بِرخاوة وَإِستهتار حتى تستطيع أنْ تُثبِت وجودك فِى هذا العمل ، فأنت تُريد صاحِب العمل أنْ يُضحّىِ معك ولكِن يُضحّىِ معك تحت أى بند ، فمِنْ المُفترض أنّ هذهِ عمليّة تبادُليّة أخذ وَعطاء ، خُصوصاً وَ أنّ إِتجاه الأعمال حالياً هو الإِتجاه الخاص وَهذا الإِتجاه يسير نحو إِثبات نَفْسَكَ فِى العمل الذّى تعملهُ كما أنّهُ مِنْ المُهِم ألاّ تُقدِم على الحياة وَ أنت كئيب ، فلتكُنْ لديك ثِقة فِى الله وَأعمل بِفرح وَ أمانة حتّى وَ إِنْ فكّرت فِى ترك هذا المكان فلتترُك فيهِ إِنطباع جيّد عَنَ شخصيتك وَلتترُك شخص يُذكر بالخير وَالحُب وَالأمانة [ أُسكُنْ الأرض وَأرعَ الأمانة ] ، فكثيراً ما يكون الشخص محبوب وَ مرغوب وَ إِنْ كان مِنْ المُمكِن أنْ يكون مرفوض وَثقيل على المكان الذّى يوجد فيهِ وَنجِد اليوم أنّ العرض كثُر وَقلّ الطلب وَيتمثِلّ حل هذهِ المُشكِلة فِى التميُّز ، فأنت الذّى تصنع نَفْسَكَ أوْ تجعل مِنْ نَفْسَكَ فاشِلاً ، وَ تتمثِلّ مُشكِلة الإِنسان فِى المُجتمع الحالىِ وَ الذّى يغلب عليهِ طابِع الفهلوة ، وَ الذّى قال عنهُ الفلاسِفة وَالكُتّاب عِندما حلّلوا الشخصيّة المصريّة وَالمقصود بالفهلوة أى أنّ الفرد يُريد عمل الشىء بأقل مجهود وَبأكبر مكسب وَ هذا الطبع الفهلوىِ لنْ يجعلك تعيش حياتك فِى تقدُّم وَلِذا فلتكُنْ أميناً فِى العمل الذّى تعملهُ حتّى إِنْ كانت الأعداد كبيرة وَ المطلوب قليل ، فالحل هُو فِى أنْ تكون مُتميِّزاً فَلاَبُد أنْ تعمل فِى أى مجال وَلاَبُد أنْ تُصقِلّ شخصيتك بِمواهِب تفوق تلك التّى تعلّمتها ، بِمعنى أنّ الشخص لابُد أنْ يدرِس لُغة أوْ كمبيوتر حتّى إِذا ما تقدّم لِمكان يكون لديهِ شىء زائِد يجعلهُ مُتميّزاً [ الفاعِل مُستحِق أُجرتهُ ] ، وَ قديماً نجِد اليهود الذّين كانوا يتحكّمون فِى الإِقتصاد على الرغم مِنْ أنّهُمْ لاَ يُمثِلون أى ثِقل بالنسبة للتعداد فِى العالمْ لكنّهُمْ يحكُمون العالمْ إِقتِصادياً حيثُ كانْ يسعى اليهودى لِتعليمْ صغيرُه شيئين وَهُما الناموس وَ الوصايا وَحِرفة فلنرى بولس الرسول الذّى كان فيلسوف وَصانِع خِيام فلقد كان صُنع الخِيام رزقه وَحياته وَهكذا لابُد أنْ يكون عِندك أكثر مِنْ مهارة فِى حياتك وَليس شىء واحِد فقط لابُد أنْ تكتسِب مهارات شخصيّة فِى حياتك الشخصيّة كتعلُّم الكمبيوتر أوْ لُغة أوْ حِرفة أوْ إِقرأ وَ تثقِّف فَلاَبُد أنْ تكون شخص مُنتِج يقول عنهُ الآباء القديسين " شخص عمّال " ، فمثلاً الأنبا أرسانيوس وَ أبو مقّار كانوا يعملوا خوص وَ يصنعون منهُ القُفف التّى تُباع وَ يأتوا منها بقوتهُمْ لابُد أنْ تكون إِنسان مُجتهِد أمين مُنتِج لديك مهارات حتّى تستطيع أنْ تتغلّب على التحدّيات التّى تعيشها الآنْ ، وَ يُقال فِى الكِتاب المُقدّس عَنَ راعوث أنّها رجعت مع حماتِها وَليس لديهُمْ ما يأكُلوه وَ كان صاحِب الحقل فِى هذهِ الآوِنة يترُك أركان الحقل وَ الساقِط منهُ فَلاَ يلتقِطها بل يترُكها للغريب وَ الفقير وَنجِد راعوث نزلت فِى الحقل تجمع وراء الحصّادين عِندما جاء صاحِب الحقل وَوجدها مُجتهِدة وَ سأل عمِنَ تكون هذهِ الفتاة قالوا : نحنُ لاَ نعرِفها [ إِنّها قليلاً ما مكثت فِى البيت ] أرجو بنعمِة ربِنا أنْ تكون شخص يستفيد مِنْ وقته وَ يستغِله وَلتُنمّىِ مهاراتك وَنَفْسَكَ وَ للأسف فهُناك أشخاص تعوّدت على الخمول وَهذا سوف يُعطيك لون مِنْ ألوان الكسل وَ البلادة لأنّ عقلك سوف يسترخىِ 0 ثانيا الجانب الروحى [ إِتكِلّ على الرّبّ وَإِفعل الخير ] فخِبره الإِتكال على ربِنا مُهِمّة جِداً ، وَ أنت قلِق فمِنَ الذّى يقود حياتك أنت أم الله ؟؟ إِذا كُنت أنت الذّى تقود حياتك فلك الحق أنْ تقلق وَسوف يزداد القلق كُلّما توليّت القيادة بِذاتك وَلكنّهُ سيقِل إِذا ما أعطيت القيادة لله ، لِذلِك نجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ سلّمنا فصرنا نُحمَلَ ] ،[ الإِتكال على الرّبّ خير مِنْ الإِتكال على البشر وَ الرجاء بالرّبّ خير مِنْ الرجاء بالرؤساء ] ، فالفرد يرى أنّهُ لاَ واسِطة لهُ إِلاّ الله وَكأنّهُ لاَ يعرِف أحد ، فالذّى لهُ الله لهُ كُلَّ شىء فهو ضابِط الكُلَّ الذّى قال أنا صاحِب مُفتاح مدينة داوُد [ أفتح وَلاَ أحد يُغلِق وَ أُغلِق وَلاَ أحد يفتح ] فلتعلِم يقيناً أنّ مُستقبلك ليس بيد أحد بل بيد الله ، فإِذا ذهبت لِمكان وَ قُوبلت بالرفض فلتعلم أنّ الله هُو الذّى سمح أنْ تُرفض ، وَ إِذا قبلت فِى مكان فلتعلمْ أنّ الله هُو الذّى سمح بِقبولك ، فليكُنْ لديك إِيمان أكيد أنّ الله هُو مُجرى أُمور حياتك [ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهُو يُجرىِ ] هل ترفع حياتك للرّبّ وَتطلُب منهُ أنْ يكون معك عِندما تمُر بِضيق ؟ لِماذا لاَ يتخِذ الله بُعد عملىِ فِى حياتك ؟ لِماذا هُو على الهامِش ؟ إِنّ الله فِى داخِلك وَمِنْ أجلك إِنّهُ ناظِر لِمُشكلتك [ عين الرّبّ نحو الصدّيقينْ وَ أُذُناه إِلَى صُراخِهِم ] ، فهو سامِع فهل عِندك إِيمان بِذلِك أم لاَ ؟ وَ يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الله الذّى أعبُده بِروحىِ فِى الإِنجيل ] ، فلتتكِل على الله فِى عملك وَ إِرعَ الأمانة وَأرضىِ الله قبل أنْ تُرضىِ أحد وَالله سوف ينصِفك حتّى إِذا كُنت مظلوم [ أُحكُمْ يارب للمظلومين ] ، وَ يقول الإِنجيل[ أليستْ خمسة عصافير تُباع بِفلسين وواحِدة منها غير منسِيّة أمام الله ] ، فالله لَمْ يتخلّى عَنَ هذهِ العصفورة الزائِدة وَلكِنّهُ إِهتم بِطعامِها وَنجِده يقول [ ألستُمْ أنتُمْ أفضل مِنْ عصافير كثيرة ] ، للأسف إِنّنا لاَ نصِل فِى إِيماننا لإِيمان عصفورة فإِذا كُنت أنا واثِق فِى أبىِ السماوىِ أنّهُ يقود سفينة حياتىِ وَيُنجينىِ[ أُعظّمِك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ وَ لَمْ تُشمِّت بىِ أعدائىِ ] ، فَلاَ أحد يتحكِّم فيك وَيقول القديس يوحنا ذهبىّ الفم [ لاَ أحد يقدِر أنْ يؤذيك إِلاّ نَفْسٍكَ ] أى غرورك وَشهوتك هى التّى تخشاها فمتى غلبتها صرت ملِك العالمْ كُلّه [ شعور رؤوسكُمْ مُحصاة واحِدة منها لاَ تسقُط إِلاّ بإِذنىِ ] ، فلتتكِلوا على الله ، إِنّىِ أخشى لِئلاّ يكون هذا الكلام نظرىِ [ مُلقين كُلَّ همُكُمْ عليه لأنّهُ هُو يعتنىِ بِكُمْ ] ، وَلكِن أحياناً تكون ثِقتنا بالله قليلة [ يا مُعطياً طعاماً لِكُل ذىِ جسدِ إِملأ قلوبنا فرحاً وَنعيماً ] ، فلتكُنْ لك هذهِ الثِقة مع الله لِترى مدى أهميتك عِند الله [ سلِّم للرّبّ طريقك وَإِتكِل عليه وَهو يُجرىِ ] ، فأنت إِنسان أمين فِى كُلَّ ما تفعلهُ وَلديك إِيمان قوى أنّ الله مُعتنىِ بك وَهُو قائِد حياتك وَإِنّهُ لنْ يدعك مُعوزاً لِشىءٍ أبداً 0 وضوح الهدف من حيث:- 1- الماديّات 2- معاك كام تُساوىِ كام وَمعاك كتير تُساوىِ كتير فِى الحقيقة إِنّ عصرِنا الحالىِ الماديّات هى السائِدة وَأصبح الجميع يقولون " معاك كام تُساوىِ كام " ، وَلِذلِك لابُد أنْ يكون للماديّات لديك مفهوم فأنت لست عبد للمادّة ، فالمادّة الله قَدْ وضعها لك وَلكِن ليس أنت مِنْ أجل المادّة ، وَهُناك مثل فرنسىِ يقول [ أنّ المال عبد جيِّد وَسيِّد ردىء ] ، أى أنّك تكون المُتحكِّمْ فيهِ حينما تصرِفهُ وَتقضىِ بِهِ حاجاتك وَهو دائِماً ما يكون سيِّد فَلاَ تبدأ حياتك بأنْ يكون المال سيِّد حياتك فالمال عبد ، فإِيّاك أنْ تتعلّق بالأشياء وَتُصبِح عبد لها فِى سِفر الجامعة [ إِذا كثُرت الخيرات كثُر الذّين يأكُلونها ] ، أى كُلّما يأتىِ لك دخل أكبر كُلّما تزداد مصادِر صرفك أكثر حيثُ أنّ الإِنسان لاَ يشبع وَشبعه الحقيقىِ فِى ربِنا ، وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ لأنّ كِفايتنا مِنْ الله ] ، فمتى إقتنيت الله فأنت غنىِ ، لقد إِقتنيت الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن التّى لاَ يُعبّر عنها ، أمّا عِندما لاَ يكون معك الله تكون أفقر إِنسان فِى الدُنيا حيثُ أنّ أفقر إِنسان فِى الدُنيا هو الذّى يترُك الله ، فربّ المجد يسوع قال[ إِفتقر وَهو الغنىِ لِيُغنينا بِفقرهِ ] فِى حين أنّك ترى إِنّك غلبان ، لاَ يوجد شىء يغلِبك إِلاّ شهوتك وَعدم تحكُمك فِى ذاتك وَلكِن إِذا كُنت مُتحكمِاً فِى ذاتك وَنَفْسَكَ تجلِس على قمة العالمْ ، وَيقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ إِنْ كان لنا قوت وَكِسوة فلنكتفِ بِهُما ] ،وَلكِن الإِنسان بقى وَغروره وَ غرور العالمْ وَ المادّيات وَ المظاهِروَإِحنا دلوقتِى فِى عصر المظاهِر وَ الحِكاية عمّالة تزيد حيثُ إِنّنا فِى عصر المظاهِر لابُد أنْ تكون إِنسان مُتحكِمْ فِى الأشياء وليست الأشياء هى المُتحكِمة فيك[ القليل الذّى للصدّيق خير مِنْ ثروة أشرار كثيرين ] سوف أقرأ لكُم جُزء مِنْ رِسالة بولس الرسول الأولى لِتلميذه تيموثاوس كى توضِح لك علاقتك بالمادّة الإِصحاح 6 عدد 6 :[ وَأمّا التَّقوى مع القناعة فهى تِجارة عظيمة لأِنّنا لَمْ ندْخُلِ العالم بِشىءٍ ، وواضِح أنّنا لاَ نقدِر أنْ نخرُج مِنهُ بِشىءٍ فإِنْ كان لنا قُوت وَكِسوة ، فلنكتفِ بِهُما وَأمّا الذّين يُريدون أنْ يكونوا أغنياء ، فيسقُطون فِى تجرِبةٍ وَفخّ وَشهواتٍ كثيرةٍ غبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ ، تُغرَّقُ النَّاس فِى العطب وَالهلاك لأنَّ محبّة المال أصل لِكُلَّ الشرُّور ، الذّى إِذِ إِبتغاهُ قوم ضَلُّوا عَنِ الإِيمانِ ، وَطَعَنُوا أنْفُسهُمْ بِأوجَاعٍ كثيرةٍ وَأمّا أنتَ يَا إِنسانَ الله فاهرُب مِنْ هذَا وَاتبعِ البِرَّ وَ التَّقْوَى أَوْصِ الأغنياءَ فِى الدَّهْرِ الحاضِرِ أنْ لاَ يستكبِرُوا ، وَلاَ يُلقُوا رَجاءَهُمْ على غير يقينيَّةِ الغِنَى ، بلْ على الله الحىّ الذّى يمنحنا كُلَّ شىءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتٌّعِ] فلتكُنْ نَفْسَكَ مليئة وَهى التّى تدوس وَتكونْ إِنسان ساعٍ لمجد الأبديّة ، ربِنا يسوع المسيح الذّى دعانا لملكوته الأبدىِ قادِر أنْ يحفظ حياتِنا فِى هذا العالمْ غير عاثِرين يحفظنا فِى تقّوى وَعفاف ، يحفظنا مِنْ كُلَّ شِباك عدو الخير ، يحفظنا بِلاَ هم لأنّهُ مكتوب[ كونوا بِلاَ هم ] ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
22 يوليو 2024

صياد السمك الماهر

ذهبا اثنين لاصطياد سمك من احدى الترع وكان احدهما ولد صغير والاخر رجل كبير اصطاد الولد الصغير سمكا كثيرا واما الرجل فلم يصطاد شيئا ! فذهب الرجل الى الولد ليسأله عن سبب ذلك رغما من استعدادات الرجل من حيث طعم السمك والسنارة وغيرها واكثر من ذلك ان تيار المياة كان يمر على الرجل قبل وصوله للفتى فقال له الولد : انك تصطاد وانت واقف على شاطىء الترعه فتلقى بظلك على المياة فيراك السمك ويهرب منك اما انا فمختبأ وراء الحشائش فلا يرانى السمك فأصطاد سمكا كثيرا صديقي هل علمت السر وراء الصيد الوفير؟ لابد من صياد الناس ان يختفى ويظهر المسيح لكى يحصل على الصيد الوفير من اجل هذا قال المسيح له كل المجد لبطرس : من الان تكون تصطاد الناس لو10:5 ولقد استطاع بطرس ان يصطاد بشبكه واحدة وعظه ثلاثه آلاف نفس من الناس بعظه واحدة لانه اختفى ليظهر المسيح ولقد استطاع يوحنا المعمدان ان يهيىء للرب شعبا مستعدا لانه اختفى ليظهر المسيح معلنا له : ينبغى ان ذلك يزيد وانا انقص يو30:3 واذا قرأت انجيل يوحنا ورسائله الثلاث التى كتبها لن تجد اسمه مكتوبا فيها بالمرة وذلك لانه اختفى ليظهر المسيح وحتى عندما استهل سفر الرؤيا بذكر اسمه وكان هو الرسول الوحيد الباقى على قيد الحياة من بين الرسل جميعا كان قد اقترب من المائه وبرغم كل ذلك لم يصف نفسه رسول بل قال : انا يوحنا اخوكم رؤ9:1 ولقد تعمد ان يخفى اسمه ليظهر مسيحه عزيزى الخادم لن تستطيع ان تكون صيادا ماهرا للناس الا اذا اختفيت انت ليظهر المسيح فالخادم ما هو الا موصل جيد لكلمه الله يأخذ الكلمه من فم الله ويضعها فى قلوب الناس. القمص إفرايم الانبا بيشوى
المزيد
21 يوليو 2024

الأعظم فى ملكوت السماوات

إنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائى هو فصل من معلمنا متى إصحاح 18 يقول لنا أنّ تلاميذ يسوع المسيح بيسألوا يسوع سؤال شاغلهم جداً يريدون أن يعرفوا من هو الأعظم فى ملكوت السماوات ؟!! وماهى معاييرك ؟! وحدّد وقل فلان وفلان نريدك أن تبسّط لنا الأمور بالطبع هم منتظرين أن يسمعوا كلام ويروا صفات معينّة فوجدوا إن ربنا يسوع عمل موقف تعجبّوا من فهو دعى طفل وأوقفه فى وسط الجموع كلها طفل عنده 3 أو 4 سنين وقال" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات " أجابهم إجابة سهلة جداً وصعبة جداً فيها لون من ألوان إستخدام وسائل الإيضاح وليست إجابة نظرية فهو أعطاهم درس عملى وهو أن ترجعوا وتصيروا أطفال لذلك يا أحبائى نستطيع أن نقول إن حياتنا كلها هى جهاد من أجل الرجوع إلى حالة الطفولة ، فنحن غير منتظرين أن نكتسب أمور جديدة ولكن حياتنا هى الرجوع إلى الحالة التى خُلقنا عليها صورة الطفل الذى لم يتلّوث بطبيعة العالم أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- الطفولة الروحية :- الطفولة الروحية ياأحبائى تجعل الإنسان يشعر أنّه بسيط بساطة الأطفال تأّملوا يا أحبائى فى طفل صغير تجدوا عنده بساطة ونظرة بسيطة للأموروعنده محبة صادقة وإتضاع وإيمان للأسف كلّما كبر الإنسان كلّما فقد صورة طفولته كلّما بعد عن الطريق الصحيح الإنسان الواعى هو الذى يحاول أن يكون طفل وأن يرجع إلى الصورة التى خلقه ربنا عليها من الأمور الجميلة التى نتدرب عليها وهى أكيد إن كل واحد منّا محتفظ بصورته وهو طفل فإنظر للصورة وإعرف ما فقدته فأحد القديسين يقول : " حدّد فىّ صورة ملامحك " ، الصورة التى تلّوثت بأفعال كثيرة بالخطايا وبالشرور محتاجة أن تتجدّد فأحد القديسين يقول : " أصلح فىّ ما قد أفسدته " جهادنا على الأرض ياأحبائى هو أن نقترب إلى صورة الطفولة محتاجين جداً أن نرجع ونكون أطفال كم أنّ الإنسان عندما ينظر إلى نفسه يحزن على الأمور التى أفسدناها فالطهارة فسدت والبساطة فسدت نحن محتاجين لجهاد كبير جداً حتى نصل إلى حالة الطفل الذى لا يبالى بعثرات ولا يبالى بمناظر شريرة بولس الرسول يقول " كونوا أطفالاً فى الشر " ، أريدك أن لا يكون عندك جراءة ولا إقدام فى الشر لذلك شرط ربح الملكوت هو أن نكون أولاد فى الشر ونرجع إلى الطفولة أقبل الملكوت كولد0أقبل الملكوت كطفل0لدرجة عندما أحبّوا أن يُعطوا علامة كميلاد يسوع المسيح وهو" تجدون طفلاً مُقمطاً "فعلامة أن نتلاقى معه هى أن نراه كطفل الطفل عنده هدوء عنده سلام ولا يوجد عنده صراعات ولذلك تجدوا فى زى الرهبان والراهبات فى القلاسوة يوجد فيها شريطة تُربط وهى مثل شريطة الأطفال لأنّه يريد أن يقول لك وأنت راهب أنت بتلبس مثل الأطفال أنت بترجع إلى سذاجة الأطفال " إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات " كم أنّ يااحبائى العالم لوثّ داخلنا جداً ولوثّ ذهننا ولوثّ ملامحنا ففى هذه الأيام الذى تقول له كلمة يفكّر فيها بمئة طريقة ولو حدث موقف من سنين الإنسان يتذكّره و لا ينساه إنظر لطفل بيبكى تجده بعد لحظات بيضحك بعد أن كان بيبكى بطريقة شديدة جداً نريد أن نتكلّم فى بعض صفات الأطفال 2- صفات الطفولة :- أ- الإيمان والتسليم نجد الطفل الصغير يعيش فى إيمان فى ثقة لا توجد عنده أى زعزعة ولا يوجد عنده شكوك فإن كان أبوه يشعر بخطر فهو لا يكون عنده إحساس بخطرلو قلت له عن أمر يفوق الخيال تجده يصدّقه هو بيستلم منّا بدون نقاش الإنسان ياأحبائى محتاج أن يصل إلى هذه القامة الطفولة هى قامة روحية عالية الإنسان محتاج أن يرجع لها فلو معرفتنا زادت جداً وفقدنا طفولتنا فستكون معرفتنا ليس لها فائدة فكثيراً معرفتنا بتحجز عنّا الطفولة البريئة فتقول لو أنا عشت بالطفولة هذه فإنّ الناس ستهزأ بى أقول لك أنّ النعمة تُعطى مع كل فضيلة فإنّ الله سيعطيك نعمة أزيد وأزيد وسيعطيك مع طفولتك إفراز وحكمة فنجد ربنا يقول لإبراهيم " إبراهيم إبراهيم إترك أهلك وعشيرتك وبيتك وإذهب إلى الأرض التى أُريك إياها " فأطاع فهو طفل مُطيع لأبيه ولكن لو أبونا إبراهيم فكّر بعقلة وبشيخوخته فإّنه كان سيقول كيف أترك أرضى وأهلى ولكنّه أطاع بولس الرسول يقول " شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم " فأطاوع بطفولة أطاوع بدون نقاش فالإنجيل يقول أحب الأعداء لا أُناقش بل أطاوع فعندما أعطى ربنا وعد لأبونا إبراهيم بأبن فى شيخوخته فإنّه صدّق الوعد فأين شيخوختك يا أبونا إبراهيم وأين خبرتك فى الحياة فإنّه يقول أنا سألقى شيخوختى وخبرتى جنباً ونجد الله يقول له " أنا سأرجع بك إلى زمن الحياة " فكيف سترجع به ياالله إلى زمن الحياة ؟ ولكن أبونا إبراهيم صدّق وبعد ذلك يقول له ربنا يا إبراهيم هات إبنك الذى أعطيته لك فيطيع فلابد أن تكون طفل فالإنسان الذى عنده طفولة يكون عنده تصديق وعنده وعى فهل تعرفوا يا أحبائى لماذا الله حاجز مسئوليته عننا ؟! لأننا نسير بحسب هوانا نسير بتفكيرنا ولكن لو طفل مسلّم لأبوه فإنّه يترك لأبيه ما يفعله ولا يقول له لا تفعل كذا ولكن عندما نصرّ على رأينا فإننا بذلك بنعطّل إعلان مسئولية ربنا عن أنفسنا لأننا نقول له أنا سأفعل وسأفعل وأسير بإرادتى فالطفولة الروحية هى مجد للمشيئة الشخصية فأقول له يارب أنا لا أريد أن أسير بإرادتى ونجد ربنا يقول لموسى إضرب البحر بالعصا فسينشق معقول واحد إن موسى لو ضرب البحر بالعصا فإنّه سينشق ولكن موسى أطاع كطفل وصدّق وضرب البحر بالعصا فإنفتح له فيه مسلك فالإنسان محتاج أن يعيش فى إيمان الطفولة فى روسيا فى زمن من الزمان كان لا يوجد فيها إيمان بالله إطلاقاً وكان يوجد ثلاث أطفال مسيحيين فى فصل فى المدرسة فكان باقى الأطفال يهزأون بهم ويسخرون بهم ويقولوا لهم هل يوجد شىء إسمه ربنا !! فالثلاث أطفال حزنوا جداً فدخل المُدّرس وسألهم ما بالكم حزانى هكذا فقالوا له إنّ أصدقائهم يقولون لهم أنّه لا يوجد إله فقال لهم وهذا صحيح فإنّه لا يوجد إله فحزن الأطفال فقال لهم إثبتوا إن فى إله ! فالثلاث أطفال سجدوا وواحد منهم صرخ وقال أيها الطفل يسوع تعال وأخذ ينادى ويقول هكذا أيها الطفل يسوع تعال ففجأة أبرق نور وأستمر النور فى الفصل لمدة نصف ساعة حتى يصدّق الأطفال بوجود الله فهو إيمان أطفال إيمان بسيط عديم الغش أو الشك القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أتوا إليه ثلاث أشخاص وقالوا له إن أبوهم مات فأعطاهم فلوس المستشفى التى كان يُعالج فيها وفلوس الشادر وأعطاهم كل إحتياجاتهم وأخذوا مبلغ كبير وخرجوا ووصلوا البيت فوجدوا أبوهم قد مات فعلاً فقالوا نحن أخطأنا وحزنوا فالقديس الأنبا أبرآم صدّقهم ببساطة وتعاطف معهم ولذلك فأنت لا تحزن إن ظلمك أحداً بل سلّم لمن يقضى بعدل لأنّه يوجد إله هو الذى قال :" لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " وكما يقول الحكيم فى سفر الجامعة أنّ : " فوق العالى عالى وفوقهما أعلى يُلاحظ "،يوجد واحد عالى يُلاحظ بولس الرسول يقول : " أخشى أنّه كما خدعت الحية حواء أن تُفسد أذهانكم عن البساطة فى المسيح يسوع " حواء الحية خدعتها وأفسدت بساطتها نخاف جداً يا أحبائى على أنفسنا لئلاّ البساطة والإيمان البسيط الذى عندنا نفقده0 ب- التسليم نتكلّم فى نقطة أخرى وفى قامة مرتفعة جداً وهى قامة التسليم الطفل عنده تسليم عجيب جداً تأخذه أمه فى أى مكان فإنّه لا يُناقش لا يخاف من أى مكان فيه خطر وهو فى حضن أمه يكون فرحان وإن كانت أمه حزينة الطفل يعيش فى تسليم فوق العقل محتاجين أن نعيش كأطفال فلا يكون عندى أى لون من ألوان القلق ولا أجلس أفكّر بعقلى ولا أخاف ولا أتردد وأعيش فى تسليم الطفل ولا يكون عندى أى نوع من الخوف من أى ظرف توجد قصة تحكى عن أنّه كانت توجد سفينة فى البحر فهاجت الأمواج وإشتدت الرياح وكادت السفينة تغرق فكان الناس الموجودين فى السفينة خائفين جداً وفى وسط هذه الظروف كانت توجد طفلة بتلعب فإنتهرها الناس وقالوا لها أنتِ تلعبين فنحن سنغرق فأجابتهم الطفلة بكل هدوء إنّ قائد السفينة هو بابا وأنا ركبت معه كثيراً وبابا بحّار ماهرفأنا لا أخاف وأنتم لا تخافوافأنشأت سلام وتسليم فى كل المركب نحن محتاجين ياأحبائى أن نثق فى أبانا السماوى نحن ياأحبائى أبونا هو ضابط الكل هو الذى يُخرج الشمس فى ميعاد هو ضابط أعماق البحارمحتاجين أن نعيش فى قامة الطفولة فى التسليم إسحق قبل أن يُربط لكى يُقدّم كذبيحة فالذى يعيش فى قامة الأطفال يكون عظيم فى ملكوت السماوات الأمر محتاج منّا جهاد كبير وأن نبكى على أنفسنا ونحزن على كل شىء فسد بداخلنا ربنا خلقنا أن نكون بلا لوم وعلى صورته فنحن مخلوقين من أجل أن نسبحّه " من أفواه الأطفال هيأّت سُبحاً " وربنا يسمعها لأنها صاعدة ببساطة وبلا رياء0 ج- إتضاع الطفولة لا تجد طفل عنده سنتين أو ثلاثة أو أربعة ويكون مُتكبّربعد ذلك يقول أنا مين وأنا عندى وفلان لا يوجد عنده لكن لو قبل ذلك حتى ولو كان إبن ملك فإنّه يلعب مع إبن غفير ولا تجده يطلب أن يلبس ذهب أو يطلب ملابس مُعينّة فهو طفل صغير تلّبسه أمه تلّبسه ، تخلع الملابس تخلعها ، فلا يوجد عنده إعتراض ولا نقاش لانجد عنده تعال أو غرور أو عظمة فنحن كثيراً ما نفسد أمور كثيرة فينا فنحن محتاجين أن نلغى كل هذا الإفساد ونقول له يارب علّمنى أن أسلك كطفل فالطفل أكبر شىء يحلم به هو اللعبة أحلام بسيطة جداً الطفل لا يعرف أن يعتدّ بذاته ولا يحتدّ ولو أُهين يصفح ولو أدخلت الطفل فى أى مكان فإنّه لا يطلب أن يُغيّره ولذلك المسيح يريدنا أن نسلك كأطفال ولذلك نقول له يارب " نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن نحوك أعيننا " الطفولة تحتاج جهاد طويل تحتاج صلوات كثيرة تحتاج نقاوة تحتاج تعب تحتاج مقاومة للغرور والعظمة تحتاج بإستمرار انّ الإنسان يتابع نفسه التمتّع بالملكوت ياأحبائى سوف لا يأتى إلاّ بالطفولة يقولوا عن الأنبا موسى الأسود أنهم حبّوا أن يرسموه كاهن فأخذوه للبطريركية وقالوا له نحن إختارناه ليكون كاهناً فوقف أمام البطريرك يرسمه وحوله آلاف الرهبان فقال لهم البطريرك ما هذا الأسود ؟ وطرده ، فعندما خرج خارجاً سمعوه يقول لنفسه ( حسناً ما فعلوا بك يا أسود اللون ) ، وأخذ يوبّخ نفسه فخرجوا إليه ورجع معهم فهو طفل يقولوا له إذهب يذهب تعال يأتى كثيراً ما نجد الإنسان يصّر على موقفه ويكون عنده إعتداد بذاته ربنا يسوع المسيح الذى دعانا أن نكون أطفال يثبّت فينا روح الطفولة ويُجدّد صورة الطفولة فينا ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً امين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
20 يوليو 2024

إنجيل عشية الأحد الثاني من شهر أبيب ( لو 16 : 1 – 18)

"و قال ايضا لتلاميذه كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله فدعاه و قال له ما هذا الذي اسمع عنك اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد فقال الوكيل في نفسه ماذا افعل لان سيدي ياخذ مني الوكالة لست استطيع ان انقب و استحي ان استعطي قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم فدعا كل واحد من مديوني سيده و قال للاول كم عليك لسيدي فقال مئة بث زيت فقال خذ صكك و اجلس عاجلا و اكتب خمسين ثم قال لاخر و انت كم عليك فقال مئة كر قمح فقال له خذ صكك و اكتب ثمانين فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم و انا اقول لكم اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية الامين في القليل امين ايضا في الكثير و الظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن ياتمنكم على الحق و ان لم تكونوا امناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال و كان الفريسيون ايضا يسمعون هذا كله و هم محبون للمال فاستهزاوا به فقال لهم انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس و لكن الله يعرف قلوبكم ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله كان الناموس و الانبياء الى يوحنا و من ذلك الوقت يبشر بملكوت الله و كل واحد يغتصب نفسه اليه و لكن زوال السماء و الارض ايسر من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس كل من يطلق امراته و يتزوج باخرى يزني و كل من يتزوج بمطلقة من رجل يزني" مثل وكيل الظلم: إنجيل القداس: "ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات". إنجيل العشية: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية". مثل وكيل الظلم هنا يخدم الغرض الأسمى الذي هو دخول ملكوت السموات. كيف يفكر الإنسان بحكمة في مستقبله الأبدي ؟ وماذا بعدما يفنى جسده هنا، هل ستجد روحه راحة في أحضان الأحباء الذين صاروا له أصدقاء؟ وهل إذا عُزل من وكالة الأرض يجد له مكانا في السماء؟. السيد لم يمدح وكيل الظلم لشيء إلا أنه بحكمة تفكر وبحكمة سلك من جهة المستقبل، وهذه الجزئية فقط هي التي تخص حياتنا أننا ننظر بحكمة إلى المستقبل. فليس لنا هنا مدينة باقية ووكالتنا على الأمور الأرضية مؤقتة ولابد أننا تاركوها الحكمة النازلة من فوق هي أعلى بكثير من حكمة وكيل الظلم وكيل الظلم يمثل أبناء هذا الجيل أولاد العالم الذين يسلكون بالمكر والحيلة والظلم والسرقة يؤمنون مستقبلهم بكل وسيلة وحيلة بلا ضمير، وبلا وازع أما أولاد الله أولاد النور فلهم حكمة نازلة من السماء من عند الله، حكمة ليست من هذا العالم ولا من رؤساء هذا العالم الذين يبطلون. فعندما يفكر أولاد الله في مستقبلهم الأبدي فما كان عندهم ربحًا حسبوه خسارة لكي يربحوا المسيح. وهم على استعداد أن يخسروا كل شيء ويعتبروه نفاية بالمقارنة لربحهم الملكوت الأبدي. تأمل مسلك الشهداء كيف ثبتوا النظر في أورشليم السمائية وباعوا كل ما لهم في العالم رخيصا، وتنازلوا عن الثروات والمراكز والنياشين، والملذات وكل ما يخص هذا العالم الحاضر، وقبلوا أن يهانوا ويعذبوا حتى الموت صنعوا لهم أصدقاء بمال الظلم حينما تنازلوا عنه وفرطوا فيه تأمل حياة النساك في كل جيل كيف تمسكوا بالحكمة في النظر إلى المستقبل وتأهلوا للملكوت وأعدوا لأنفسهم نصيبًا حسنًا في مسكن الأبرار لم يكن مسلك وكيل الظلم، حينما سرق أموال سيده ومزق الصكوك التي على المديونين وكتب أقل منها سوى مسلك إنساني علمي خائن لسيده وهو أمر غير ممدوح على الإطلاق. ولكن الرب يسوع يقول إنه مدح لأنه بحكمة صنع مفكرًا في مستقبله بعد أن يُعزل من الوكالة الطريق إلى الملكوت يحتاج حكمة وإعداد ما هو للمستقبل. مال الظلم: أما أن يدعو المسيح مال هذا العالم الذي في أيدينا مال الظلم فهذه حقيقة. أموال العالم كلها ظلم في توزيعها وفي تداولها وفي اعتبارها القوة المحركة لكثير من الشرور والحروب والمنازعات، وهى القوة وراء كل مكسب بطال وسعي محموم، وهى التي سماها المسيح "سيد وإله""لا تستطيعون أن تعبدوا الله والمال، فهي السيد المسيطر على فكر العالم وهى في يد رئيس هذا العالم الذي هو روح الظلم والظلمة أما إذا كان في أيدينا كأولاد الله فإنه يصير للخير متقدسًا ونافعًا فكل ما تمتد إليه يد أولاد الله تقدسه. "أوص أغنياء في الدهر الحاضر... أن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مُدَّخرين لأنفسهم أساسًا حسنا للمستقبل، لكي يُمسكوا بالحياة الأبدية" (١تي ٦ : ١٧ - ١٨).وهذه الآية خير ما يوضح السلوك المسيحي المبني على الحكمة. فالمسيحي مدعو أن يقدس كل شيء ويستعمل كل شيء لخدمة الحياة الأبدية التي إليها دعي وفيها ينحصر فكره وقلبه. الوكالة: من الأمور التي يجب أن لا يهمل أحد التفكير العميق فيها أننا لا نملك شيئًا وأننا دخلنا العالم بلا شيء وواضح أننا سنترك العالم بلا شيء. فإن كان الرب قد ذكر هذا المثل عن إنسان وكيل لا يملك شيئًا، فالأموال والأملاك ليست له بل هو مقام لكي يتصرف فيها كوكيل، فإن أول كل شيء يُسأل في الوكلاء أن يوجد الوكيل أمينًا ، أما هذا الوكيل الذي في المثل فهو أولاً خائن لسيده وهو يبدد أمواله وفي الآخر متصرف فيما ليس له لحساب نفسه. ولكن إن كنا نحسب أننا وكلاء فليراجع الإنسان نفسه قائلاً: إن سيدي يأخذ مني الوكالة!! وهذا حق وواقع فمن ذا الذي أقيم وكيلاً وبقي إلى الأبد؟ إنها وكالة مؤقتة بكل المقاييس مثلها مثل الوزنات التي أُعطيت للعبيد ليتاجروا فيها ثم يأتي يوم السؤال حين يقف الوكيل موقف المحاسبة أمام سیده فإن أؤتمن واحد على كنيسة أن يكون وكيل الله أو أؤتمن على أسرة أو على أموال أو حقول أو مقتنيات فليضع في قلبه أنه سيعزل من الوكالة يوما وأنه مطالب بأن يُعطي حساب الوكالة. ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده؟ طوبي لذلك العبد !! أما الذي ظن أنه سيد ومتسلط يأكل ويشرب ويسكر بالعظمة الخيالية ويضرب العبيد والإماء يأتي سيد ذلك العبد في اليوم الذي لا يتوقعه وفي ساعة لا يعرفها فيشقه من وسطه ويجعل نصيبه مع عديمي الإيمان. كن أمينا إلى الموت: انظر إلى كل ما هو تحت يدك إنه ليس لك بل لسيدك خَفْ الله لأنه سيأتي يوما واعمل حساب ذلك اليوم تاجر وأربح ولكن ليس لحسابك ولا لذاتك بل لسيدك هو صاحب الأصل وصاحب الربح به ومنه كل الأشياء الرسل الأطهار كانوا يحيون بهذه الحقيقة كوكلاء الله لم ينسبوا شيئًا لذواتهم ليس الغارس شيئًا ولا الساقي بل الله الذي ينمي نحن عبيد لكم من أجل يسوع لسنا كفاة من أنفسنا بل كفايتنا من الله لنسلك بهذا القانون عينه لننال الطوبى في اليوم العظيم المخوف ونسمع ذلك الصوت الفرح: "كنت أمينا في القليل أقيمك على الكثير" وندخل إلى فرح السيد ونجد أصدقاءنا الذين عملناهم بمال الظلم يستقبلوننا ويقبلوننا بالأحضان الأبوية في مساكن النور والمظال الأبدية. المتنيح القمص لوقا سيداروس عن كتاب تأملات في أناجيل عشية الآحاد
المزيد
19 يوليو 2024

نشكرك لأنك نعمة الحفظ

من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله في نشكرك وحسب تقليد كنيستنا، فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي تفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات بعد أن تتلو الصلاة الربانية. نعمة الحفظ ارفع عينى إلى الجبال، من حيث ياتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض لا يدع رجلك نزل. لا ينعس حافظك، إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل الرب حافظك الرب ظل لك عن يدك اليمنى لا تضربك الشمس في النهار، ولا القمر في الليل الرب يحفظك من كل شر. يحفظ نفسك. الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر (مز ۱۲۱) هذ المزمور يتكلم عن الحفظ بصورة جيدة، ويوضح كيف أن الله يحفظ الإنسان في كل وقت وكل مكان وفي كل لحظة من حياته، وستتكلم هنا عن مجالات حفظ الله للإنسان. أولاً : الله يحفظ الكون فالكون الذي تعيش فيه له نظام بديع ودقيق، فنستيقظ في الصباح المجد الشمس والحركة، ونجد بلادا بها ظلام في الوقت الذي يوجد فيه بلاد أخرى بها نهار وهكذا فالله يضبط الكون كله، فهو يضبط حركة الكواكب وحركة المجموعة الشمسية وحركة النجوم وحركة الأفلاك وإذا غفل الله ولو جزءا صغيرا من الثانية وهذا طبعا ليس من المنطق).فإن كل هذا سيتخبط معا لذلك فإن الله يضبط الزمن والوقت واليوم والشهر، فمثلاً يحتفل الإنسان بعيد ميلاده في يوم محدد، وفي مثل هذا اليوم من كل عام يزيد عمر هذا الإنسان عاماً، وهكذا كل إنسان يكون له تمييز وهوية عن الآخرين وايضا الله يضبط قانون الجاذبية الأرضية، فهذا القانون هو الذي يحفظ الحياة كلها، فعندما أراد بعض العلماء إرسال اشخاص إلى القمر أو إلى الكواكب الأخرى كانت أهم المشكلات التي واجهتهم في الجاذبية الأرضية وكيف يمكن أن يمتلك الصاروخ قوة القوى من الجاذبية الأرضية حتى يستطيع أن ينطلق من مجال الأرض وأيضا كيف يستطيع الإنسان أن يسير فوق سطح هذه الكواكب بدون جاذبية !! إن الأرض تدور حول محورها، وتوجد بها فصول وشهور وأيام وساعات ودقائق وثوان وكل هذا الله يحفظه أمام الإنسان في الحياة الإنسانية. ثانيا: الله يحفظ نفسك من الاسئلة المشهورة في مجال الطب ماهو أكبر وأهم عضو في جسم الإنسان يقول البعض الكبد، والبعض الآخر يقول الكليتين وهكذا.. لكن أهم عضو في جسم الإنسان هو الجلد لأنه هو الذي يحفظ الإنسان ومساحته تقریبا ۲ متر مربع لذلك يوجد تخصص في كليات الطب للأمراض الجلدية ويقول الكتاب "هو حافظ نفوس أتقياته من يد الأشرار ينقذهم" مز ۹۷: ۱۰) "كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر "(مز ١٩:٣٤-٢٠)، وأيضا يحفظ الله نفس الإنسان من الشيطان الذي دائما يحاول الإيقاع به، وجعله في حالة من التوهان لذلك تصلي قائلين "كل حسد وكل تجربة، وكل فعل الشيطان، ومؤامرة الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين انزعها عنا" فالله يسيج حول الإنسان ويحفظه من كل هذه الشرور، والله لا يحفظ أولاده فقط بل يحفظ أيضا مبغضيه مثل الملحدين الذين ينكرون وجوده لعلهم ينتبهون يوما ويعودون إلى انفسهم وأيضا يحفظ الله الإنسان من كل فكر غير جيد أو شهوة ضارة أو صداقة غير مناسبة أو إلخ، وقد يسأل الإنسان نفسه عندما ينتبه أين كان عقلى وأنا أفعل هذا الأمر وهنا يشعر بحفظ الله له من كل هذه الشرور. ثالثا: الله يحفظ الإنسان من نفسه فيحفظ الإنسان من لسانه، لأنه قد يكون أحياناً لسانا غاشا !! ويسبب له كثيرا من المتاعب. لذلك يقول معلمنا داود النبي" اجعل يارب حارسا لفمی احفظ باب شفتی" (مز ٢:١٤٣) لذلك من التدريب الروحية الجميلة. أن يصلى الإنسان في داخله قبل الحديث أو الرد على أي سؤال قائلاً" يارب ارشدني واجعل في فمي قولاً حكيماً "وهذا ما فعله نحميا النبي حين ساله الملك لماذا وجهه حزين فقبل ان يجيب نحميا على الملك ويذكر له اخبار بلاده يقول الكتاب إنه رفع قلبه بالصلاة إلى الله أولاً "فصليت إلى إله السماء "(نح ٤:٢). وهكذا يجب على كل شخص منا أن يرفع قلبه إلى الله دائما قبل أن ينطق باية كلمة، ويقول "ضع يارب حافظاً لفمى وباباً حصينا الشفتي " فأحيانا قد ينطق الإنسان بكلمة يندم عليها باقي عمره فالكلمة قد يكون لها تأثير اقوى من أي سلاح ويمكن أن تسبب جرحا عظيما لا ينسى وكما يقول الكتاب "هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح" (ام ٤:١٥) وايضا يحفظ الله الإنسان من محبة المال فصحبة المال إحدى الحروب القوية التي تحارب العالم كله، ولذلك يقول الكتاب "لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة (اتي٦ :١٠) لذلك نجد ان اغلب القضايا المطروحة امام المحاكم هي عن المال سواء كان ذلك بين إخوة أو أزواج أو ابناء أو الخ فالله يحفظ نفس الإنسان من هذه الشهوات المالية التي تتعبه.وقد قرأت قصة لطيفة عن إنسان قام بسؤال بعض الأشخاص عن المال الذي يحتاجونه لكي ما تكون معيشتهم جيدة" فأجاب أحدهم خمسة الاف جنيه وقال آخر عشرة الاف واخر عشرون الفا، وهكذا وهنا سأله أحدهم كم هو راتبك ؟! أجاب إلى أعمل في شركة كبيرة واتقاضى خمسين ألف جنيه !! فسألوه هل انت سعيد بهذا الراتب وهل هو جيد بالنسبة لك؟! أجاب: لا إنى تعيس جدا !! فإن ابنى من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا يستطيع اللعب مع ابن البواب الذي هو بكامل صحته !! فالمهم ليس هو المال لكن المهم هو الشبع الداخلي فالله يحفظ نفس الإنسان من شهوة محبة المال. وأيضا الله يحفظ نفس الإنسان من الطموح الزائد. فهناك شخص يكون طموحه أكبر مما هو متاح له. وهناك قصة عن شخص قام بفتح محل لبيع الأجهزة الكهربائية. وقد بدأ بعدد صغير من الأجهزة ثم زادت تجارته بالتدريب ثم بدا طموحه يزداد في توسيع تجارته ولكن بطريقة خاطئة فبدا في اقتراض المال من البعض لشراء اجهزة أكثر لكى ما تزيد تجارته !! وفي أحد الأيام حدث سطو على المحل وتمت سرقته وهنا تعرض هذا الإنسان لمشكلة كبيرة وهي كيف سيمكنه سداد ما تم اقتراضه من المال إن هذا الإنسان لم ينتبه لكي يكون طموحه بحدود وبحساب وبحكمة. فالله يحفظ نفس الإنسان من الشرود والإهمال والاستهتار وقساوة القلب ويحفظ نفس الإنسان من وقت الراحة والمقصود بالراحة هنا هو وقت الاستهتار والكسل والإهمال ومثال لذلك خطية داود النبي مع امرأة أوريا الحثي" وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك. فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً" (۲ صم ۲:۱۱). فالراحة والاستهتار وصلت بداود إلى ارتكاب خطية كبيرة. وأيضا يحفظ الله نفس الإنسان من الافتخار والإعجاب بالذات، كما يقول المثل" يا أرض اتهدي ما عليك أدى" إن كان ذلك في علم أو خدمة أو أسرة، أو إلخ. فبولس الرسول هذا القديس العظيم قال "اعطيت شوكة في الجسد لثلا ارتفع وائلا ارتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان، ليلطمني لئلا ارتفع" (۲کو ۷:۱۲).فمعلمنا القديس بولس الرسول الله أعطاه نعما كثيرة جداً، وتراءى له مرات عديدة. ونال إعلانات إلهية كثيرة، وكل هذا كان من الممكن أن يقوده إلى الكبرياء لهذا سمح له الله بشركة في الجسد، وقد تكون هذه الشوكة تعب في الظهر أو ضعف في النظر أو أحد الأمراض الجلدية أو إلخ لكن ما يحفظه من الوقوع في خطايا الكبرياء. رابعاً: الله يحفظ الإنسان في الإيمان جميعاً قد تسلمنا وديعة الإيمان منذ نعومة أظافرنا، فكنيستنا القبطية تعلمنا أن تقال سر المعمودية بعد أيام قليلة من ولادتنا، وأيضا تعين إشبيناً للطفل المعمد. بحيث يكون مسئولاً عن تسليمه الإيمان. وغالبا ما يكون هذا الإشبين هو الأم أو الأب الذي يكون مسئوليته إيداع الإيمان في قلب الطفل المعمد لذلك تصلى وتقول احفظنا في إيمانك وانعم علينا بسلامك فالإيمان وديعة غالية جداً، ولكن للأسف كثيرين وقعوا في خطايا الإلحاد فأحياناً تتقابل مع شاب عمره لا يزيد عن العشرين عاماً، وتجد أفكاره بعيدة تماماً عن الإيمان!! ولينتبه كل أب وكل أم أن دورهما كإشبين. لا ينتهى بانتهاء مرحلة الطفولة، لكنه دور يستمر مدى الحياة، ومسئولية سيسألان عنها أمام الله ويقول معلمنا بولس الرسول التلميذه تيموثاوس "وأحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (۲ تي١ :١٤) ويذكر لنا التاريخ أنه في أيام البابا أثناسيوس الرسولي، وذلك في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ظهرت بدعة اريوس وانتشرت انتشاراً واسعاً جداً. ولكن مع هذا، حفظ الله كثيرين في الإيمان وفي مقدتهم القديس أثناسيوس الرسولي حتى إنه قيل له العالم كله ضدك يا اثناسيوس، فأجاب وأنا ضد العالم. وأيضاً يذكر لنا التاريخ أنه في القرون الأولى تعرضت الكنيسة لكثير من العذابات والاضطهادات، وبالرغم أن البعض لم يحتمل هذه العذابات وأنكر، إلا أن الله حفظ وديعة الإيمان مع كثير من الشهداء والمعترفين، لذلك تصلي قائلين احفظنا في الإيمان واحفظ وديعة الإيمان التي سلمتها لنا رحلة في الكتاب المقدس تبين حفظ الله للإنسان حفظ نوح وأسرته في بداية الخليفة العالم كله أصابة الشر ولكن الله حفظ نوحاً وأولاده وزوجته من هذا الشر العظيم ونجاهم من الطوفان، وقد كان عددهم ثماني انفس فقط "فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض الناس والبهائم، والدبابات، وطيور السماء فانمحت من الأرض وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" (تك ۲۳:۷) حفظ لوط وبناته فأخرجهم من مدينة سدوم بأيدي ملاكين قبل أن يهلكها بالنار والكبريت نتيجة غضبه عليها "ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة. ولما تواني امسك الرجلان بیده وبید امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة، (تك ١٩: ١٥-١٦). حفظ يعقوب لقد حفظ الله ابانا يعقوب من وجه أخيه عيسو الذي أراد قتله بسبب تحايله على ابيه واخذ البركة منه (تك ٤١:٢٧) "فقال عيسو لي كثير يا اخي . ليكن لك الذي لك. فقال يعقوب لا إن وجدت نعمة في عينيك تأخذ هديتي من يدى لأني رأيت وجهك كما یری وجه الله فرضيت على" (تك ٩:٣٣-١٠) حفظ يوسف في غربته حفظ الله يوسف الصديق خلال رحلة العبودية الطويلة والتي بدأت من بيع إخوته له كعبد ثم مروره بتجارب وضيفات كثيرة في بيت فوطيفار وفي السجن و... إلخ ولكن حفظ الله له هو الذي جعله الرجل الثاني في مصر بعد فرعون قال فرعون ليوسف "انظر قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف (تك ٤١:٤١-٤٢). حفظ موسى النبي حفظ الله موسى الصغير من القتل فيذكر لنا الكتاب كيف أن أمه وضعته في سلة صغيرة في النيل ثم انتشلته ابنة فرعون من الماء وأحبته واتخذته لها ابناً - لقد دبر الله أن يعيش موسي في بيت فرعون الذي أمر بقتل أطفال العبرانيين وليس هذا فقط بل سمح الله أيضا أن تكون مرضعته هي امه التي غذته ليس فقط من لبنها ولكن أيضاً من الإيمان وقد تهذب موسى بكل حكمة المصريين "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الأقوال والأعمال ( أع٢٢:٧) حفظ الله بنى إسرائيل في البرية حفظ الله شعب بني إسرائيل في البرية ما يقرب من أربعين عاما وقد نتساءل هل ثيابهم لم تبل هل أحذيتهم لم تتقطع؟!! هذا حفظ الله!! لقد حفظ الله ودبر لهم جميع احتياجاتهم كما قال الكتاب "فقد سرت بكم أربعين سنة في البرية لم تبل ثيابكم عليكم، ونعلك لم تبل على رجلك"(تث٥:٢٩) وليس هذا فقط بل كان الله يرسل لهم ايضا سحاية في النهار لكيما تظللهم وتحميهم من أشعة الشمس، وعمود من نور فى الليل ليضي لهم الظلام "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارا وليلا(خر٢١:١٣). - حفظ داود من بطش شاول لقد حفظ الله داود من بطش شاول الملك. الذي أراد مرارا كثيرة قتله ولكن الله دائماً كان يحفظه فيقول المرنم "أصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندى اخرجني إلى الرحب خلصنى لانه سر بی (مز ۱۸:۱۸-١٩) - حفظ استير كلمة استير تعنى "نجمة المشرق" لقد كانت استير مجرد فتاة يتيمة أخذت في السبي، وقد وضع الله في قلب ابن عمها ان يهتم بتربيتها وحفظها الله في السبي وليس هذا فقط بل ايضا جعلها ملكة "فأحب الملك استير أكثر من جميع النساء ووجدت نعمة وإحسانا قدامه اكثر من جميع العذاري فوضع تاج الملك على راسها وملكها مكان وشتي اس١٧:٢) وايضا استطاعت أن تنقذ شعبها من الإبادة، وصار لها سفر في الكتاب المقدس!! حفظ الله لكثيرين حفظ الله دانيال في جب الأسود فلم تمسه "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت بريئا قدامه (دا ٢٢:٦) وحفظ الفتية الثلاثة في أتون النار، فلم يصبهم أذى" لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار تعليهم، (دا۳ : ۲۷) وحفظ أيضا يونان في بطن الحوت واما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان "فكان یونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال" (يون ۱۷:۱)، ومازال الله يحفظ الإنسان حتى الآن ولكن من يعيشون في الأمور المادية لا يصدقون ذلك، ولكن الكتاب المقدس كتاب أمين يقدم لنا قصة الخلاص، وقصة عناية الله بالإنسان.وايضا حفظ القديس بطرس وهو في السجن ، "وإذا ملاك الرب اقبل ونور اضاء في البيت فضرب جنب بطرس وايقظه قائلاً: قم عاجلاً فسقطت السلسلتان من يديه"( ۷:۱۲)، وحفظ بولس الرسول في أتعاب الكرازة الكثيرة "بأسفار مرارا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص بأخطار من جنسي بأخطار من الأمم بأخطار في المدينة بأخطار في البرية بأخطار في البحر (٢ كو ١١ :٢٦) وحفظ الله ايضا الرهبنة في مصر من القرن الثالث الميلادي وحتى الآن بالرغم من كل ما مرت به من اتعاب وضيقات و شداند. وحفظ الشهداء مثل مارجرجس امیر الشهداء وقصته التي نعلمها جميعا، وكيف حفظه الله من السم القاتل وحفظ القديس يوليوس الاقفهصي كاتب سهر الشهداء وقد سجل لنا أكثر من ٢٠٠ قصة استشهاد وقد تتسائل كيف تركوه كل هذه الفترة بدون استشهاد !! هذه هي عناية الله وحفظه، وإن كان في النهاية صار شهيدا أيضا، ولكن بعد أن ترك لنا باقة عطرة من سير الشهداء لقد حفظ الله الكنيسة كل هذه القرون ونحن الآن نفتخر بكنيستنا التي عمرها الآن الفين سنة من الزمان ولذلك نقول ابواب الجحيم لن تقوى عليها، (مت١٨:١٦)، وهذه الأبواب ليست بابا أو اثنين ولكنها أبواب كثيرة جدا. كانت عبر القرون وعبر التاريخ أكثر من أية كنيسة في العالم كله فالله يحفظ الإنسان ويحفظ الكون ويحفظ نفسك ويحفظك من نفسك ويحفظك من ضعفات كثيرة والكتاب المقدس يستطيع أن يرشد الإنسان، ويوضح له مراحل كثيرة من حفظ الله له فاحياناً إذا شخص طرفت عيناه، يقولون له" العين عليها حارس " وبالطبع هذا الحارس قد تم تعيينه من قبل الله، فالله يحفظ الإنسان، لكن الإنسان أحيانا يعتدي على ما أعطاء الله مثل اعتدائه على نهر النيل وتلويثه بمواد كيماوية ضارة، قد تصيب الإنسان بأضرار بالغة وهناك قصة لطيفة عن قرية صغيرة تقع على شاطئ البحر في افريقيا، وقد منح الله هذه القرية رمالاً بها بعض الكيماويات التي تساعد على شفاء الإنسان من بعض الأمراض، لذلك كان يتوافد على هذه القرية كثير من السائحين لنوال نعمة الشفاء وكانت بيوت هذه القرية تتكون من طابق واحد فقط وكان أساس معيشة هذه القرية على دخل السياحة، وفي أحد الأيام جاء شخص إلى هذه القرية، واقترح على أهلها أن يقوموا ببناء عمارات كبيرة للسكن فيها. بدلاً من هذه البيوت الصغيرة، على أن يستخدموا في البناء الرمال الموجودة بكثرة في القرية وبالفعل قام السكان، بذلك ولكن كانت النتيجة انه لم يعد هناك رمال للسواح الذين يحضرون للقرية للشفاء وبالتالي انقطع الدخل الذي كانوا يعيشون عليه وكان هذا بسبب اعتدائهم على الطبيعة التي منحها الله لهم فالله يحفظ الإنسان ويقف بجانبه في كل ضيقة، كما يقول الكتاب "في كل ضيقهم تطايق، وملاك حضرته خلصهم (إش ٩:٦٣)، فالله يحفظك يحفظ حياتك بداية من الكون حتى جلدك الذي يحفظك من ملايين الميكروبات والملوثات، ويحفظ إيمانك وسلامك وهدوءك ويعطيك نعمة الحفظ الدائم وهناك تدريب لطيف وهو أن تقرأ الكتاب المقدس تحت عنوان عناية الله بالإنسان، بمعنى أنه اثناء قراءتك تقوم بتجميع الآيات التي توضح عناية الله بالإنسان وستجد في نهاية قراءة الكتاب أن لديك كنزا من الآيات تساعدك وتسندك خلال مسيرة حياتك بكل ما فيها من تجارب وضيقات وتعطيك الطمانينة أن الله سيعتني بك. قداسة البابا تواضروس الثاني عن كتاب نشكرك لأنك
المزيد
18 يوليو 2024

بدعة أريوس ج2

مجمع نيقية سنة 325 التأم في نيقية حوالى 300 أسقف، وحكموا على آريوس وأعلنوا تعاليمه مناقضة للإيمان القويم، وأوجزوا إيمانهم في القسمين الأول والثاني من قانون الإيمان الذي لا نزال نتلوه اليوم، أي من أوّله حتى عبارة "وبالروح القدس" ونلاحظ في معظم التعابير المتعلقة بيسوع المسيح دحضاً لتعاليم آريوس فيسوع هو "ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور"وبينما كان يقول آريوس ان الكلمة قد خلقه الله من العدم، يعلن المجمع أنه "مولود غير مخلوق"والفرق كبير بين الخلق والولادة فالخلق يعني اختلافاً في الجوهر والطبيعة، أمّا الولادة فتعني أن ابن الله هو من ذات جوهر الله لذلك يضيف قانون الإيمان أن يسوع المسيح هو "مساوٍ للآب في الجوهر"، أو، ترجمة أدقّ، "واحد مع الآب في الجوهر"والجوهر هنا هو جوهر الألوهة أو الطبيعة الإلهية فكما أن الآب إله، هكذا الابن أيضاً إله، والآب والابن لهمَا جوهر واحد، أي طبيعة إلهية واحدة فالابن واحد مع الآب في الجوهر، إلاّ أنه متميّز عنه في الأقنوم. والأقنوم كلمة سريانية ترجم بها الآباء كلمة اليونانية، وتعني الشخص، أي الكائن الذي يقوم به الجوهر فالجوهر لا يمكن أن يقوم دون كائن فرد يحمله فالطبيعة الإنسانية مثلاً لا يمكن أن توجد دون إنسان فرد، دون شخص بشري يحملها، فتقوم به إلى الوجود كذلك جوهر الله هو واحد، والطبيعة الإلهية هي واحدة إلاّ أنّ تلك الطبيعة تقوم في ثلاثة أشخاص ندعوهم أقانيم، لأنه بهم يقوم جوهر الله أو الطبيعة الإلهية الواحدة أقنوم الآب، وأقنوم الابن، وأقنوم الروح القدس وأقنوم الابن هو الذي تجسّد في شخص يسوع المسيح إن الفرق في النظرة الى يسوع المسيح بين آريوس وآباء نيقيةأن آريوس يعتبر المسيح خليقة، فينكر الوهيته وينكر معاً الثالوث الأقدس وتجسّد الله فالذي تجسّد وصار إنساناً، في رأي آريوس، ليس الله، بل كائن وسط بين الله والإنسان، وفي الواقع كائن أقرب إلى الإنسان منه إلى الله، لأنه مخلوق من الله. أما آباء نيقية فقد أعلنوا أن الذي ظهر لنا في يسوع المسيح ليس كائناً وسطاً بين الله والإنسان، بل الله نفسه في شخص كلمة الآب الأزلي وابنه الوحيد، الواحد معه في الجوهروهذا ما يجب أن نركّز عليه اليوم، عندما نتكلّم عن ألوهية المسيح إيماننا بألوهية المسيح ليس اعتقاداً أسطورياً بكائن وسط بين الله والإنسان، نزل في أحد الأيام من أعالي السماء ودخل في إنسان أن مثل هذا الاعتقاد نجده في بعض الديانات القديمة، وهو لا يمتّ إلى المسيحية بشيء إيماننا المسيحي هو الإيمان بأن الله نفسه، في كيانه وشخصه، قد حضر إلينا في شخص يسوع المسيح فمَن رأى يسوع رأى الله،ومَن اتحد بيسوع اتحد بالله، ومَن اعتمد باسم يسوع اعتمد باسم الله ولأن الله نفسه قد حضر إلينا في شخص يسوع، فيسوع يستطيع أن يؤلّهناهذا هو البرهان الذي ردّده مراراً آباء الكنيسة فلو اعتبرنا يسوع مجرّد إنسان لاستحال عليه أن يوصلنا إلى الله ولكن، بما أن يسوع إله، فهو يستطيع أن يوصلنا إلى الله هذا هو المعنى العميق للعقيدة المسيحية القائلة ان يسوع نفسه الكلمة المتجسّد، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، وانه إله حق وإنسان حق، وانه شخص واحد في طبيعتين، طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية كيف يجب أن نفهم العلاقة بين الطبيعتين في شخص يسوع الواحد؟ هذا ما تطرّقت إليه المجامع المسكونية التي تلت مجمع نيقية. من هو أريوس؟ كان آريوس (256-336م) مواطن من ليبيا التابعة لكنيسة الأسكندرية والأقباط لهذا يطلق عليهم أقباط ليبيا، وقد أستطاع آريوس صاحب أكبر هرطقة فى التاريخ فى القرن الرابع الميلادى أن يقسم العالم المسيحى. وتلقى تعليمه اللاهوتى فى أنطاكية فى مدرسة لوقيانوس, وعندما ذهب إلى الأسكندرية وخدم فيها سامه البابا بطرس بابا الأسكندرية شماساً ودرس بمدرسة لوكيانوس بأنطاكية حيث كان زميل دراسة لبعض الأشخاص الذين أرتقوا فيما بعد إلى درجات الرئاسة الكهنوتية. وهم الذين عضدوه ودفعوا به للمضى فى طريق الكفاح لأجل نشر أفكاره. وكل هؤلاء الزملاء الذين درسوا فى مدرسة لوكيانوس صاروا يلقبون بأسم "اللوكيانيين" أو "الاتحاد اللوكيانى" وهذا لا يمنع أن آريوس درس أيضاً فى مدرسة الاسكندرية اللاهوتية قبل دراسته بأنطاكية وقد شايع ملاتيوس لدى خروجه على البابا بطرس ثم تراجع فسيم شماساً ثم انتقد رئيسه في أمر توبة الجاحدين فقطع فالتجأ على أخيلاس فسامه كاهناً ثم وثق فيه الكسندروس فجعله خادم كنيسة بفالكس وكان آريوس فيما يظهر عالماً زاهداً متقشفاً يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد كبير من المؤمنين ولا سيما عذارى الإسكندرية اللواتي نذرن أنفسهن للعمل الصالح، فأصبحن فخر كنيسة مصر وانضم إلى هؤلاء عدد كبير من رجال الاكليروس الذين وجدوا في وعظه غذاء للنفوس فآثروا الاصغاء إليه على الرغم من التخالف في التعليم بينه وبين الأسقف رئيس الكنيسة ووافق آريوس لوقيانوس المعلم الأنطاكي وأخذ عنه ولعله درس عليه، ولا نعلم بالضبط وتمام الوضوح ما علّمه لوقيانوس كما أنه لم يبقَ من تعاليم آريوس إلا مقتطفات يسيرة جاءت في بعض "الردود" عليه! ولا سيما ما كتبه القديس اثناثيوس الكبير وما أورده القديس امبروسيوس وما يجوز قوله عن مذهب آريوس أنه كان محاولة جديدة لتأكيد وحدانية الآب وتخفيض منزلة الابن Subordinationisme والروح القدس فالآب وحده في نظر آريوس استحق لقب الإله. أما الابن فإنه لم يكن سوى إله ثانوي مخلوق من العدم بإرادة الآب بيد أنه تميز عن سائر المخلوقات في أنه كان صورة الآب في الجوهر Ousia وإرادته وقدرته ومجده والثالوث في نظر آريوس ثلاثة في الأقنوم ولكنهم ليسوا واحداً إلا باتفاق المشيئات ومما أخذه سوزومينس المؤرخ على آريوس أنه كان لسانياً منطقياً متطرفاً، جرّه تطرفه هذا إلى الوقوع في الخطأ ويمكن أن يقال أن آريوس جمع فى تعليمه بين إتجاهين مختلفين لمدرستى أنطاكية والاسكندرية. وفيما بعد أخذ المنتمون لمدرسة أنطاكية يهاجمونه ويتهمونه بأنه سكندرى، فى حين أن المنتمين إلى مدرسة الأسكندرية كانوا يحاربونه متهمينه بأنه أنطاكى أستوطن أريوس فى الاسكندرية حيث رسمه الأسقف بطرس كاهنا.. وأظهر فى أول حياته ميولاً متعصبة متمردة لأنه قبل رسامته وبعدها كان منضماً للأسقف المنشق ميليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) ولهذا السبب جرد من رتبته الكهنوتية، إلا أنه فيما بعد أعيد مرة أخرى إلى رتبته على يد الأسقف أخيلاس خليفة الأسقف بطرس. وما لبث أن عمل على تأييد إنتخاب الكسندروس أسقفاً للاسكندرية خلفاً لأخيلاس. وإن كان أريوس نفسه قد أستطاع بتأثير ثقافته وصفاته الشخصية أن يصير ذو شأن كبير فى المدينة وفى عام 285 م عندما أصبح الأنبا بطرس السابع عشر وقد اصدر البطريرك قراراً بان جميع الذين اجبروا لكى يدعوا للأوثان وكانوا ضعفوا وأفقدهم العذاب الشديد شعورهم وإحساسهم وأنكروا السيد المسيح. واصدر أمراً بقبولهم رعايا فى الكنيسة مرة أخرى بدون فحص أو قصاص أو عقاب بدنى أو روحى وبناء على قرار البطريرك بقبول التائبين ومن المعتقد أن آريوس بخر للأوثان فذهب آريوس إلى البطريرك واعلن خضوعه وندمه فقبله ورسمه شماساً ورقى لوظيفة واعظ لفصاحتة وقدرته على الخطابة وكان آريوس يمزج اقوالة باقوال الفلاسفة ولكن لم يكن هذا هو الخط الكنسى البسيط التى أتبعته كنيسة الأسكندرية فى تعليمها، وكان آريوس بدا فى بدعة جديدة فى المسيحية فجردة البطريرك من وظيفته وأصدر قرار بحرمانه من الوعظ وحرمه البابا بطرس ومما يذكره المؤرخون أنه عندما جاء وقت إستشهاده أرسل آريوس وجهاء مدينة الأسكندرية للبابا بطرس فى السجن ليحله ولكنه أعلن أنه رأى رؤيا أن آريوس مزق ثوب الرب (أى كنيسته) وزاده فى الحرم ولكن للأسف عندما جاء البابا أرشيلاوس حله وسامه كاهناً وسلمه كنيسة بوكاليا، وهى كنيسة الإسكندرية الرئيسية فى ذلك الوقت، ممأ أعطاه شهرة وجمع الأتباع خاصة لأنه عنده موهبة الوعظ والخطابة وكان مزهوا بنفسه متفاخراً بقدراته الأنسانية ولم يطوعها فى وداعة القديسيين فغلب تكير عقله الإيمان وعندما أراد أن يبشر الوثنيين سقط فى هرطقته، وجاء لاهوته حصيلة فكرفلسفى لاهوتى عقلانى (حوالى عام 318م) اصطدم مع الكسندروس بسبب الإختلاف حول تفسير نص فى الكتاب المقدس خاص بشخص ابن الله. وكان الكسندروس قد أعطاه – كما أعتاد الأسقف أن يفعل مع الكهنة – موضوعاً ليبحثه. وفى الشرح الذى قدمه أريوس حاول أن يعبر عن ابن الله بمفاهيم مخالفة للإيمان المستقيم رأى الكسندروس فى تقرير آريوس محاولة للتقليل من شأن ابن الله وتحقيره… وأثبتت الاتصالات بين الرجلين على أن آريوس أصر على رأيه وأعتبر أفكار الكسندروس أنها تتبع فكر بدعة سابيلوس وبالرغم من هذا فإن الأسقف لم يتعجل فى اتخاذ أى اجراء ضد كاهنه. إلا أنه فيما بعد أضطر الأسقف أن يتخذ قراراً من مجمع قسوس الكنيسة، أدان فيه أريوس بسبب بدعته وقطعه من شركة الكنيسة رحل أريوس الى فلسطين ثم اتجه إلى سوريا قاسياً الصغرى. وتمكن من أن يجمع حوله عدد من الأساقفة وأفقوه على آرائه، وكان من بين هؤلاء "أوسابيوس أسقف فيقوميديا" اللوكيانى، "وأوسانيوس أسقف قيصرية" الأوريجانى. وان الأساقفة الذين تجمعوا حوله قد أيدوه وبرأوه فى مجمع عقدوه. وطالبوا بأن يعود مرة أخرى الى الكنيسة.. وسرعان من كتب أريوس أقراراً وافقوا عليه فى مجمع عقدوه فى نيقوميديا، وأرسله كرسالة إلى أسقف الاسكندرية الذى رفضه. ودعا بالطبع إلى مجمع بالاسكندرية سنة 318م اعتمد ادانة أريوس وبعد ذلك بقليل، بسبب الاضطرابات التى نشأت نتيجة للمصادمات التى وقعت بين قسطنطين الكبير وليكينيوس، تمكن آريوس من العودة مرة أخرى إلى الاسكندرية. حيث أخذ بعمل بحماس شديد وبأساليب مبتكرة لأجل ترويج أرائه ونشرها بين الجماهير عن طريق الأحاديث والأشعار… وقد ساعد على نشر أريوسيته ما كان يظهر به أريوس من مظاهر الورع والتقوى إلى جانب ما يتصف به من الكبرياء والتباهى وحبه للنضال.. وكان يجرى مباحثاته اللاهوتية مع الشعب. فأنتهز الوثنيون تلك الفرصة وأخذوا يسخرون من المسيحية فى مسارحهم بسبب تلك المناقشات وهكذا أثار هذا الموقف قلق قادة الكنيسة. كما أزعج الامبراطور أيضاً، الذى رأى أن هذه المشاكل ستكون خطراً على السلام الذى حققه بجهود مضنية وكفاح مرير ولكنه لم يتوقع أن تكون خطراً على السلام على المدى البعيد. لذلك فهو إذ رأى أن هذه المعركة تبدو أمراً تافهاً لا يستحق أن يصدر له نطقاً سامياً، فأكتفى بأن أرسل "هوسيوس" أسقف قرطبة بأسبانيا إلى الاسكندرية بخطاب إلى رؤساء الأطراف المتنازعة. ولكن هذه المحاولة لم تأت بأية نتيجة. عندئذ دعا الأمبراطور إلى مجمع عام يعقد فى نيقية عام 325 والذى أشتهر بأسم، "المجمع المسكونى الأول" وقد أدان هذا المجمع تعاليم أريوس وحرم أسقف نيقوميدية مع ثلاثة أساقفة أخرين لتأييدهم لتعاليم أريوس. أما أريوس فأنه فى البدء أُرسل إلى نيقوميديا مكبلاً بالقيود، ثم نفى بعد ذلك إلى الليريا… ألا أنه على الرغم من هذه التدابير فإن هذه المحاولة للتهدئة لم تنجح، لأن أصدقاء أريوس أستمروا فى نشر مبادئه وتعاليمه… ولذا أقتنع قسطنطين – بواسطة العناصر المهادنة للأريوسية والمحبة لها، وتأثر بهم. مما جعله يستدعى أريوس من منفاه عام 327. وبعد تحريض من أسقف نيقوميديا عرضوا صيغة إعتراف إيمان على الأمبراطور أخفوا عنه فيها. حقيقة عقيدة أريوس، وكانت كنيسة نيقوميديا قد وافقت على هذه الصيغة فى المجمع الذى عقد بها. إلا أن الأرثوذكسيين لم يجبروا على منح أريوس العفو. حتى أن الكسندروس أسقف الأسكندرية وأثناسيوس الذى خلفه لم يقبلاه فى الاسكندرية ولم يرغب قسطنطين حينئذ أن يؤزم المسائل أكثر بأن يفرض على أسقف الاسكندرية – بأن يقل أريوس. بل أنه فى الواقع عندما طلب أنصار أريوس من الأمبراطور – برسالة محررة بلهجة شديدة – أن يتدخل لأجل تأمين عودة أريوس إلى الاسكندرية، غضب قسطنطين وأعاد أدانتهم بمرسوم آخر أسماهم فيه "بالبورفوريين" أى أنهم مشايعون لتعليم "بورفيريوس" وبعد وساطات متعددة غيروا مرة أخرى من مشاعر قسطنطين ورحل أريوس إلى القسطنطينية حيث أعترف بالإيمان الأرثوذكسى أمام الأمبراطور وتمسك بأن يصير مقبولاً بطريقة رسمية على نطاق أوسع بالكنيسة. إلا أن الأمر بتحديد موعد بقبوله فى كنيسة القسطنطينية قد تلاشى نهائياً، إذ أن أريوس سقط ومات فى مرحاض عام فجأة ليلة الموعد المحدد لقبوله. مؤلفات أريوس: أستحوذ أريوس على مركز هام فى التاريخ الكنسى، لكنه لم يترك أثاراً كثيرة. فقد كتب أعمالاً قليلة نسبياً وصلنا منها النذر اليسير. وهذه الكتابات التى وصلتنا عبارة عن رسائل خارجية. إلا أنها فى واقع الأمر تحوى إعترافاته وهى: (أ) رسالة إلى أسقف نيقوميدية: وقد حفظها لنا إبيفانيوس فى كتابه "باناريون". وكذلك ثيئودوريتس فى كتابه "التاريخ الكنسى". وفى هذه الرسالى يحتج على تحامل الكسندروس ضده وضد أتباعه ويعرض أراءه وتعاليمه فى صراحة تامة. ويقول أن الابن إله لكنه "ليس غير مولود Agenntos" "ولا جزء من غير المولود" وفى النهاية يستنجد باوسابيوس أسقف نيقوميديا مسميا إياه أنه من "الاتحاد اللوكيانى". (ب) رسالة إلى الكسندروس أسقف الاسكندرية: حفظت هذه الرسالة فى أعمال "أثناسيوس عن المجامع". وفى كتاب "باناريون" لابيفانيوس. كما حفظت باللغة اللاتينية فى كتاب "الثالوث لايلارى". وهى الاعتراف الإجمالى الى كان قد قدمه لمجمع نيقوميديا الأول والذى عقده الأريوسيون المنفيون. وفى هذه الرسالة تحاشى التعبيرات المثيرة وأعتبر أن "الأبن قد ولد قبل كل الدهور". إلا أنه لم يكن موجوداً من قبل أن يولد. (ج) إعتراف الإيمان: حفظت هذه الرسالة فى التاريخ الكنسى لسقراط والتاريخ الكنسى لسوزومينوس). وفى هذه الرسالة حجب عقيدته الحقيقية وقال بأن الإبن قد ولد قبل كل الدهور (لأنه لو كتبت كلمة gegennimenos المولود" بحذف حرف n منها أى gegenimenos لتغير معناها وأصبحت تعنى المخلوق وليس المولود. (د) "ثاليا": حفظ أثناسيوس فى كتاباته بعض نصوص هذا الكتاب. وكلمة "ثالثا" معناها مأدبة أدبية. وقد دبجها كلها تقريباً بأبيات منظومة وبلحن نسائى. وفى إفتتاحيتها نجده يظهر نفسه أنه مملوء بالعقيدة والعواطف الشجية عندما يتعرض للحديث عن الله.. "بحسب إيمان مختارى الله… عارفى الله…أبناء قديسين. ذوى التعاليم الشرعية الثابتة.. حاصلين على روح الله القدس…أنا نفسى تعلمت هذا.. من حكمة المشاركين.. السابقين.. عارفى الله..حسب كل أقوال الحكماء.. أتيت أنا مقتفياً أثر كل هؤلاء..وأنا ذو السمعة الحميدة.. متمش بنفس العقيدة..ومتحمل كثيراً من أجل مجد الله.. بنفس حكمة الله..وفيما عدا هذا، يبدو أنه كان لأريوس مجموعة أخرى من الأشعار لكل مناسبة من مناسبات الحياة. (كما أشار بذلك أثناسيوس) فى المجموعة التى تسمى "البحرية"، "الرحى" "الرحلة".. الخ.ووفقاً لما يقوله أثناسيوس فإن كل هذه القصائد قد دبجت بلهجة ونغمة داعرة مثل التى كان يكتب بها سوتيادوس أشعاره القومية.. كانوا يتغنون بها فى مأدبهم بضجيج ضخب وعبث.. فكر آريوس كان آريوس ذو موهبة فى الخطابة فصيحاً بليغا قادر على توصيل أفكارة بسلاسه بين العامة والمفكرين ونشر آريوس افكاره عن المسيح مستغلاً مركزه كشماس وواعظ فى الأسكندرية، ولم تكن فكرته عن المسيح من بنات أفكاره ولكنها كانت فى الأصل نقلها من يهودى متنصر أسمه فيلون اليهودى فى نظريته عن اللوغس (الكلمة) Logos وكانت فكرتة تتلخص فى: أن الكلمة كائن متوسط يعبر الهوة التى لا تعبر بين ايلوهيم والعالم.. خلق ايلوهيم الكلمة ليخلق به العالم والمادة وإيلوهيم الإله الحقيقى فى نظر فيلون عال عن المادة ولا يمكن أن يتصل بها مياشرة من غير وسيط.. هذا الوسيط هو المسيح الكلمة ولم يكن فيلون هو فقط الذى تأثر به آريوس ولكنه تأثر أيضاً ب أفلوطين فى نظريته فى النوس Nous ومركز الكلمة المتوسط بين الإله أو " الواحد" وبين العالم وفى الحقيقة أن آريوس لم يأتى بفكراً جديداً ولكن أستهوته الفكر الفلسفى اليهودى الأصل الناتج من فكر فيلون اليهودى عن اللوغس، والفكر الوثنى القادم من أفلوطين فى "النوس" ومزج هاتين النظريتين وألبسهما لباساً مسيحياً بإستغلال آيات من الإنجيل لتأييد فكره بنصوص من الكتاب المقدس وأعتقد أنه ساندت رأيه وكان تعليق البابا أثناسيوس عن آراء آريوس " أنها آراء وثنية " ولما أنحرف آريوس عن الفكر المسيحى المستقيم بالتأويل، أعتبرت المسيحية الأرثوذكسية تفكيره كفراً وزندقة وأشتعلت نار الخلاف وتأججت نار الفرقة عندما قال آريوس عن المسيح كلمة الإله: " أنه خالق ومخلوق.. خالق الكون، ومخلوق من الإله " وقالت الكنيسة: " أن المسيح مولود.. غير مخلوق، وهو كان بأقنومه الأزلى قبل أن يولد من العذراء مريم بل قبل الدهور،, ومنذ الأزل، وهو من ذات جوهر الآب، ومن طبعه، وأنه لم تمر لحظة من الزمان من الزمن كان الآب موجودا من دون اللوغوس (الكلمة)، وهو المسيح قبل التجسد " كان آريوس يقول بأنّ الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"، فالكلمة إذاً ليس بأزليّ بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة حُرِمَ آريوس وأنصاره في المجمع المسكونّي النيقاويّ الأوّل عام 325 وعلى إثره نُفيَ. لكن هذا لم يمنع هذه البدعة من التوسع جغرافياً ومن استخدام أصحابَها لأغراضٍ سياسيّة وتعليم آريوس نادى بإمكانية التغيير الأخلاقى عند المسيح، وأنه لهذا كان الكلمة قابل للنمو أو التطور الخلقى، وأنه عندما كان يفعل الخير طان يصنعة بإرادة حرة كان يمكنها أيضاً أن تختار فعل الشر، وعلى ذلك يكون الخلاص الذى صنعة المسيح عملاً قام به كائن محدود، أقام ذاته مخلصاً بفعل إرادته الحرة، ومن ثم فلا تكون كفارته خلاصاً للجنس البشرى كله إلا من قبيل إظهار أمكانية كسب الخلاص، وليست هناك نفس بشرية واحدة يمكن أن تكون بريئة كل البراءة من وصمة الضعف البشرى.ولقد علم آريوس بأنه كان فى المسيح امكانية لأختيار الخير أو الشر، وحرية الأختيار تقوم فى العقل أو الروح أو النفس الأنسانية الناطقة العاقلة، النفس الأنسانية الناطقة العاقلة هى العنصر الهام المسيطر على الطبيعة البشرية المفروض فيها بالضرورة القدرة على عمل الشر وبفضلها يكون النمو فى الخير أو الشر ممكناً وزيادة على ذلك فإن هذه النفس هى التى بها يتميز شخص عن غيره، فهى مقر أو مركز قوة تقرير المصير وهى القوة التى تتميز بها الشخصية الحقيقية لكل أنسان والتى تتكون بها شخصيته المستقلة عن كل أنسان آخر في عام 334 أعادَ الأمبراطور قسطنطين آريوس من منفاهُ وبسبب نفوذ بعض الشخصيات المهمة كأسقف القسطنطينية أوسابيوس النيقوميديّ والأمبراطور كوستانتيوس الثاني أصبحت هذه البدعة حتى عام 359 ديناً رسمياً للأمبرطورية الرومانية. رد فعل الآريوسيين حول قرارات المجمع النيقاوى أنقسمت فيما بعد الآريوسية عدة طوائف لنفس البدعة وهم: الطائفة الأولى: فكان البعض يعتقد بصحة قانون الإيمان النيقاوي رغم تشكيكهم بمساواة الابن للآب في الجوهر هؤلاء دُعيوا بأشباه الآريوسيين. الطائفة الثانية: كان يطعن في صحة قانون الإيمان النيقاوي معتبراً أن طبيعة الابن هي مختلفة تماماً عن طبيعة الآب. الطائفة الثالثة: ظهرت أيضاً جماعة ثالثة تعتقد بأن الروح القدس هو أيضاً خليقة ثانوية. مع صعود فالنتِس عام 361 إلى العرش بدأت الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي أي لما جاءَ في مجمع نيقية المسكوني. فينا بعد أُعلن الإيمان النيقاوي عام 379 إيماناً قويماً وديناً رسميّاً للإمبراطورية بفضل الإمبراطور ثيودوسيوس. تثبَّت هذا الإيمان بواسطة المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية عام 381 بالرغم من هذا فقد استمرت الآريوسية لقرنين من الزمن وخصوصاً بين الشعوب الجرمانية التي كانت قد بُشِّرَت عن يد مُرسَلين آريوسيين. الفكر الأريوسى حاول أريوس تفسير الإيمان المسيحى بطريقة يمكن لمن لهم الفكر الوثنى وخاصة الفلاسفة منهم أن يفهم ألإيمان المسيحى فمزج بين الإله المسيحى وآلهة الوثن حتى يتقبلوه، فسقط فى هوه الهرطقة وبعد عن المسيحية تماماً، وجاء تفسيره خالياً من المفاهيم المسيحية الأساسية ومن الحكم السليم والنظرة الصائبة (30) وعقيدة تدور حول النقاط التالية: 1 - الوحدانية: كان إهتمامه أنحصر فى تأكيد الوحدانية، والأساس الأول هو فى بساطة " الفردية " الذى هو الإله الذى يعتقد فيه، وهو فى نظره الواحد، المطلق، الغامض، البعيد، غير المعروف، الذى لا يدرك، ولا يمكن الإلتقاء به، نخفى فى سر أزلى، منفصل عن البشر بهوة غير محدودة (31) هكذا فهم الوحدانية بطريقة عددية، غير قادر على إدراك " وحدة " الثالوث القدوس فى الجوهر. 2 - لكى يخلق الإله المسكونة، أوجد اللوغوس قبل الزمن (32) من العدم، كأداه للخلقة، لهذا فهو ليس بالحق الإله بالطبيعة، إنما هو أبن الإله بمعنى أخلاقى، إنه كائن وسيط بين ألإله والعالم. 3 - صار اللوغوس جسداً بمعنى أنه قام بعمل النفس فى يسوع المسيح. 4 - الروح القدس هو أول خلائق اللوغوس، فهو إله أقل من اللوغوس. بهذا الفكر عزل آريوس الإله عن البشرية، وقدم إلهه إلى البشرية كأنه كائناً جامداً، فألغى أنشودة الحب الإلهى والتضحية والفداء فى المسيحية وأفسد سر الخلاص، متجاهلاً النبوات ومنكراً تجديد طبيعتنا خلال التبنى والأتحاد مع الإله الآب فى أبنه. وللحديث بقية
المزيد
17 يوليو 2024

الخوف

هناك خوف صبياني، كالخوف من الظلام، ومن الوحدة وهذا الخوف قد يستمر مع الإنسان في كبره ويخاف الإنسان من غير سبب أنه ضعف في النفس. نوع آخر من الخوف، سببه الخطية آدم بدأ يعرف الخوف بعد الخطية (تك3:10) وكل إنسان يخطئ قد يخاف أن تنكشف الخطية، ويخاف من سوء السمعة ويخاف العقوبة ومن النتائج السيئة التي يتوقعها لخطيئته. هناك خوف آخر سببه عدم الثقة بالنفس الخوف من الفشل ومن الرسوب ومن المستقبل الغامض وخوف من مقابلة كبير ورئيس ومن مواجهة موقف معين هذا الخوف أيضًا ناتج عن عدم إيمان عدم إيمان برعاية الله وحفظه أما القديسون فما كانوا يخافون وذلك لشعورهم بوجود الله معهم وحمايته لهم "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز22)، "الرب نورى وخلاصي ممن أخاف" (مز26). هناك خوف آخر سببه عقد نفسية من الصغر كابن كان أبوه يقسو عليه فغرس فيه الخوف، بمعاقبته، بانتهاره له وتوبيخه، وإشعاره بالخطأ في كل تصرف، فأصبح لا يثق بأي عمل يعمله ويخاف يُضاف إلى كل هذا، مخافة الله "بدء الحكمة مخافة الله". على أن الإنسان يتطور إلى أن يصل إلى محبة الله "والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18) على أن المقصود بخوف الله ليس الرعب، إنما المهابة والخشية، انه خوف مقدس قال السيد المسيح "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت10: 28). ومخافة الله تقود الإنسان إلى حفظ الوصايا قال القديس أوغسطينوس "جلست على قمة هذا العالم، حينما أحسست في نفسي، أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا" قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
16 يوليو 2024

الثقة بالنفس

مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس { لأَِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ } ( 2تي 1 : 7 ){ لأَِنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْآمَنْتُ وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ } ( 2تي 1 : 12) أحْيَاناً الإِنْسَان يَكُون مُتَرَدِّدٌ فِي كُلَّ أُمورُه يَكُون مَهْزُوز وَمِش ثَابِتْ وَمِش مُسْتَقِر مُتَزَعْزِع فِي كَلاَمُه حَاسِس إِنُّه قَلِيل الشَّأنْ حَاسِس كَإِنْ كُلَّ النَّاس بِتِكَلِّمْ عَنُّه حَاسِس إِنْ كُلَّ النَّاس بِتَحْتَقِرُه وَإِنُّه لاَ شِئ إِطْلاَقاً أقُولَّك لاَ دَه إِحْسَاس مُتْعِبْ عَشَانْ كِدَه أحِبْ أكَلِّمَك عَنْ الثِّقَة بِالنَّفْس فِي 3 خَطَوَات :- 1- الثِّقَة فِي الله أسَاس الثِّقَة فِي النَّفْس:- عَايِز إِنْسَان وَاثِقٌ بِنَفْسُه يُبْقَى وَاثِقٌ فِي إِلهُه فِي إِنْ الله مَعَهُ وَإِلهُه قَوِي وَقَدِير وَضَابِطْ وَقَادِرٌ وَصَالِحٌ عَشَانْ كِدَه دَاوُد النَّبِي يِقُول إِيه { إِنْ سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَِنَّكَ أَنْتَ مَعِي } ( مز 23 : 4 ) إِيه الفَرْق بِين الغُرُور وَالثِّقَة فِي النَّفْس ؟ الغُرُور هُوَ الثِّقَة فِي إِمْكَانِيَاتَك الشَّخْصِيَّة وَدَه يِخَلِّي الإِنْسَان مَغْرُور مِنْ كَثْرِة مَا هُوَ وَاثِقٌ فِي إِمْكَانِيَاتُه مِش وَاثِقٌ فِي إِلَهُه إِنْ سِر نَجَاحِي إِنِّي شَاطِر عَقْلِي دَه مَفِيش أحْلَى مِنُّه لكِنْ الثِّقَة بِالنَّفْس هِيَّ ثِقَة بِإِلهِي دَه إِنْسَان وَاثِق فِي إِلهُه إِنْ هُوَ يِنَجَحٌ كُلَّ طُرُقُه وَالإِيمَان هُوَ الثِّقَة بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَان بِأُمور لاَ تُرَى ( عب 11 : 1) " يُوقِنْ " يَعْنِي مُتَأكِدٌ لَمَّا دَانِيَال إِتْوَضَعْ فِي جُبِّ الأُسُود كَانَ بِمَشُورِة نَاس أشْرَار رَاحُوا إِشْتَكُوه لِلمَلِك وَكَانْ المَلِك إِسْمُه دَارِيُّوس وَكَانْ بِيْحِبْ دَانِيَال النَّبِي لَمَّا دَانِيَال كَانْ فِي جُبِّ الأُسُود يِقُولَّك إِنْ دَارِيُّوس المَلِك النُّوم طَار مِنْ عِينُه وَقَلْقَان وَسَهْرَان طُول اللِّيل لَحَدٌ لَمَّا طِلِعْ الفَجْر ( دا 6 : 18) خُدُونِي وَدُّونِي عَنْد مَكَان الجُبِّ اللِّي فِيه دَانِيَال رَاح وَقَفْ جَنْب الجُبِّ يِقُولُّه إِيه { يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ } ( دا 6 : 20 )دَه بَقَى حَاسِس إِنْ إِله دَانِيَال إِله قَوِي وَمِش مُمْكِنْ يِسِيبُه رَاح دَانِيَال رَد عَلِيه وَقَالْ { يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ عِشْ إِلَى الأَبَدِ إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي لأَِنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أَيْضاً أَيُّهَا الْمَلِكُ لَمْ أَفْعَلْ ذَنْباً } ( دا 6 : 21 – 22 ) عَشَان كِدَه صَعْب جِدّاً إِنْ أنَا أظْهَر بِإِيمَان أقَلْ مِنْ دَارِيُّوس المَلِك قِصِّة رَاحَاب الزَّانِيَة دِي لَمَّا جَالْهَا الجَوَاسِيس اللِّي مِنْ عَنْد يَشُوع كَانِتْ سَامْعَة عَنْ الله بِتَاع بَنِي إِسْرَائِيل قَالِتْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ } ( يش 2 : 9 ) خَبَّإِت الجَوَاسِيس وَقَالِتْ لُهُمْ { عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأَرْضَ } رَاحَاب الزَّانِيَة كَانْ عَنْدَهَا الثِّقَة بِإِلهَهُمْ رَغْم إِنْ الجَاسُوسِينْ مَاكَنْش عَنْدُهُمْ الثِّقَة بِإِلهَهُمْ بِالمِقْدَار اللِّي كَانْ عَنْد رَاحَاب القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ يِقُول { مِنْ العَار أنْ تَظْهَر إِنْتَ بِإِيمَان أقَلْ مِنْ إِيمَان الزَّانِيَة }يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك { نَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا } ( 2أخ 20 : 12)يَارَبَّ أنْتَ تَعْلَمْ الصَّالِحٌ لِي أكْثَر مِنِّي وَدَه يِخَلِّيك وَاقِفْ ثَابِتْ هَادِئ مِطَّمِنْ لِيه ؟ لأِنْ مَفِيش حَاجَة يِقْدَر يِعْمِلْهَا مَعَاك أي إِنْسَان إِلاَّ بِإِرَادِة الله يِقُولَّك عَنْ القِدِيس الأنْبَا مَقَارْيُوس إِنُّه كَانْ بِيْصَلِّي بِحَرَارَة فَارِدٌ إِيدُه عَلَى الآخِر خَالِص مِين مِتْغَاظْ ؟ الشِيطَان عَايِز يِقُولُّه نَزِّل إِيدَك الشِيطَان يِحَارِب بِكُلَّ الطُرُق يِقُولَّك إِنْ الشِيطَان جَاتْ لُه فِكْرَة إِنُّه يِجِي مُنْدَفِعْ نَاحْيِة إِيدُه وَهُوَ مَاسِك سِكِّينَة وَفِعْلاً عَمَلْ كِدَه جِرِي عَلِيه وَمعَاه سِكِّينَة وَأبُو مَقَّار رَافِعْ إِيدُه وَمَانَزِّلْهَاش فَالشِيطَان إِتْعَجِّبْ فَسَألُه إِنْتَ مِش خَايِفْ ؟ رَد عَلِيه " إِنْ أرَادَ الله وَأمَرَك أنْ تَقْطَعْهَا فَاقْطَعْهَا طَالَمَا هُوَ أمَرَك وَإِنْ لَمْ يَأمُرَك فَأنْتَ لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقْطَعْهَا "فَخُزِيَ الشِيطَان جَمِيلٌ إِنْ أنَا أكُون حَاسِس إِنْ جَمِيعْ أُمور حَيَاتِي هِيَّ بِإِرَادِة الله جَمِيلٌ إِنْ قَدَاسِة البَابَا شُنُودَه لُه ثَلاَث عِبَارَات لِنَجْتَاز أي تَجْرُبَة :- رَبِّنَا مَوْجُودٌ شُعُورَك إِنْ الله مَوْجُودٌ تِتْقَوَّى وَلَوْ حَسِّيتْ إِنْ الله غَائِبْ وَإِنْتَ لِوَحْدَك فَخُفْت فَارْتَعَبْت . كُلُّه لِلخِير أنَا مِش عَارِف إِنُّه لِلخِير دِلْوَقْتِي لكِنْ وَاثِقٌ إِنُّه لِلخِير بَعْدِينْ . مِسِيرْهَا تِنْتِهِي لاَزِم تِنْتِهِي تِحِس إِنَّك شِدِيدْ مِش قَصَبَة تُحَرِّكْهَا الرِّيح مِش كِلْمَة تِجِيبَك وَكِلْمَة تِوَدِّيك . ثِقَتَك فِي نَفْسَك إِنْ لَمْ مَصْدَرْهَا وَمَنْبَعْهَا ثِقَتَك فِي الله فَهْيَ غُرُور وَسَتُؤَدِّي بِك إِلَى إِنْحِرَاف أي سُقُوط عَظِيم لكِنْ ثِقَتَك فِي نَفْسَك اللِّي مَصْدَرْهَا الله سَتُؤَدِّي بِك إِلَى ثَبَات عَظِيمْ وَرَصِيدْ عِشْرِتَك يِزِيدْ لأِنْ فِي كُلَّ مَرَّة إِنْتَ بِتُدْخُلْ فِي أمرٍ مَا فَإِنْتَ مِحْتَاجٌ لِثِقَة إِنْتَ بِتَلْجَأ لِرَبِّنَا وَيَكُون سَنَدَك وَمَعُونْتَك وَإِنْ الله يِنَجِّيك يُحْكَى إِنْ فِي مَرْكِب مَاشْيَة فِي البَّحْر فِيهَا نَاس بِتِتْفَسَّحٌ اللِّي بِيِلْعَبْ وَاللِّي نَايِمْ وَاللِّي بِيَاكُلْ وَاللِّي بِيِشْرَب وَفَجْأة البَحْر هَاجٌ وَالأمْوَاج تَتَلاَطَمْ وَالأمر بِيِتْأزِّم وَكُلَّ وَاحِدٌ بِيِلْعَبْ وَقَّفْ اللِّعْب وَخَافُوا .. وَلاَقِينَا طِفْلَة صَغِيرَة رَايْحَة جَايَة فِي المَرْكِبْ وَبِتِلْعَبْ وَمَبْسُوطَة فَغَضَبُوا مِنْهَا وَسَألُوهَا إِنْتِ مِينْ وَمِينْ أهْلِك إِنْتِ مِش شَايْفَة البَّحْر هَايِج ؟!!! فَالبِنْت قَالِتْ لُهُمْ أنَا بَابَا القُبْطَان بِتَاع المَرْكِبْ دِي وَأنَا كُلَّ رِحْلَة يِطْلَعْهَا بَكُون مَعَاه وَأنَا يَامَا رِكِبْت مَعَ بَابَا رَحَلاَت كِتِير .. يَامَا عَدِّتْ عَلَى بَابَا مَوَاقِفْ كِتِير زَي كِدَه دَه بَابَا سَوَاق شَاطِر يِقُولَّك إِنْ البِنْت دِي أشَاعِتْ فِي المَرْكِب كُلُّه الهُدُوء وَالسَّلاَمٌ وَالطُمَأنِينَة .. طِفْلَة صَغِيرَة عَنْدَهَا ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوهَا هَلْ إِنْتَ عَنْدَك ثِقَة فِي قُدْرِة أبُوك السَّمَاوِي وَإِنُّه قَادِر إِنُّه يُنْقِذَك وَيُنَجِّيك مِنْ كُلَّ شِدَّة وَمِنْ كُلَّ مِحْنَة وَتَجْرُبَة وَضِيقَة وَكُلَّ أمْر رَدِئ ؟ يِقُولَّك إِيه { لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ } ( يو 16 : 33 ) وَمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول إِيه { هُوَ سَلاَمُنَا } ( أف 2 : 14) لَوْ تِلاَحِظْ إِنْ فِي القُدَّاس أبُونَا يُرَدِّدٌ كَلِمَة{ ~Irhnh paci " السَّلاَم لِلكُلَّ "} كُلَّ دَه عَشَان يِدِّيك هُدُوء وَسَلاَمٌ . 2- مَعْرِفِة إِمْكَانِيَاتَك وَمَوَاهِبَك : - مَابْقَاش حَاسِس إِنْ أنَا ضَعِيفْ وَقَلِيل وَمِش عَارِفْ حَاجَة لاَ مِنْ المُؤسِفْ جِدّاً خُصُوصاً فِي وَسَطْ جَوْ التَّعْلِيمْ بِتَاعْنَا اللِّي مِش بِيِهْتَمْ بِحَاجَات مُهِمَّة جِدّاً وَلكِنْ بِيَهْتَمُّوا بِأُمور تَانْيَة أقَلْ أهَمِيَّة إِنْ يِعْرَف الإِنْسَان مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه لَوْ كُلَّ إِنْسَان يِعْرَف مَوَاهْبُه وَقُدْرَاتُه وَاسْتَثْمَرْهَا !! كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا رَبِّنَا عَاطِي لُه مِيزَة فِي شَيْءٍ مَا لَوْ إِسْتَثْمَرْنَا المَوْهِبَة دِي مَا نَظَرْنَا لِبَعْض نَظْرِة غِيرَة أوْ ضَعْف أوْ حَسَدٌ لاَ كُلَّ وَاحِدٌ لاَزِم يِعْرَف إِنْ رَبِّنَا عَاطِي لُه نِعْمَة يِقُولَّك فِي الخَارِجٌ إِنُّهُمْ يِسَاعْدُوا الوِلاَدٌ مِنْ سِنْ 3 أوْ 4 سِنِين إِنُّه يِعْرَف إِمْكَانِيَاتُه وَمَوَاهْبُه مِثْل المُوسِيقَى أوْ الرَّسْم أوْ العَزْف أوْ الغُنَى أوْ طِفْل عَنْدُه مَوْهِبَة قِيَادِيَّة إِعْرَفْ نَفْسَك – هذِهِ نِعْمَة – مَفِيش إِنْسَان بِلاَ مَوْهِبَة فِي وَاحِدٌ مُحِبْ لِلهُدُوء وَآخَر لِلقِرَاءَة وَآخَر قِيَادِة المَجْمُوعَة وَآخَر الصَمْت وَالقِرَاءَة فِي إِنْسَان يِحِبْ يِفَكَّر فِي الأُمور العَقْلِيَّة وَالفِكْرِيَّة وَالذِّهْنِيَّة أوْ الحَرَكِيَّة أوْ الإِجْتِمَاعِيَّة رَبِّنَا خَلَقْنَا مُتَنَاغِمِينْ مُتَكَامِلِينْ كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه مَوْهِبَة لاَزِم يِكْتِشِفْهَا نِلاَحِظْ إِنْ البِنْت تَمِيل لِلشَّخْص وَالوَلَدٌ يَمِيل لِلشِئ وَالعُنْف وَرَبِّنَا سَمَحٌ بِذلِك عَشَانْ الوَلَدٌ يِمِيل لِلشِئ مِنْ أجْل إِنُّه هَيْكُون سَبَبْ لِجَلْب الرِّزْق لِبِيتُه وَلأِوْلاَدُه فَرَبِّنَا عَاطِي لُه رُوحٌ قِتَالِيَّة أمَّا البِنْت فَرَبِّنَا عَاطِي لَهَا رُوحٌ حَالِمَة هَادِئَة مِنْ أجْل تَرْبِيِة أوْلاَدْهَا وَتَكُون مَصْدَر حَنَان لُهُمْ فَلَوْ كَانْ الوَلَدٌ بِالرِّقَة وَالحَنَان دَه مَا اسْتَطَاعَ أنْ يَجْلِبْ رِزْق لِبِيتُه وَلَوْ لاَقِينَا البِنْت بِالعُنْف وَبِالشِّدَّة دِي مَا اسْتَطَاعَتْ أنْ تُرَبِّي أوْلاَدْهَا الله يُكَمِّلْنَا بَعْضَنَا بِبَعْض كُلَّ وَاحِدٌ ضَرُورِي لِلآخَر أُنْظُر كَيْفَ تُنْجِحٌ مَوْهِبَتَك كَيْفَ تُنَقِّيهَا ؟ كُلَّ وَاحِدٌ عَنْدُه نِعْمَة لكِنْ النِّعْمَة دِي لِوَحْدَهَا مَتِنْفَعْش كُلَّ وَاحِدٌ رَبِّنَا عَاطِي لُه مَوْهِبَة كُلِّنَا نَغَمَة فِي قِيثَارَة لكِنْ نَغَمَة وَاحْدَة تُعْطِي نَغَمَة نَشَاذٌ مَالْهَاش مَعْنَى وَاحِدٌ مِنْ الفَلاَسِفَة يِقُولَّك إِيه { أُدْخُل إِلَى ذلِك الإِنْسَان الَّذِي تَجْهَلُه } مِينْ دَه ؟ إِنْتَ إِعْرَف نَفْسَك وَإِمْكَانِيَاتَك وَاكْتِشِفْ مَوْهِبْتِك أبَاءْنَا الرُّسُلْ كَانُوا يَقِفُوا قُدَّام مُلُوك وَوُلاَه بِثِقَة وَدَافْعُوا عَنْ مَسِيحْهُمْ وَعَنْ مَسِيحِيَتْهُمْ .. يُقَفْ قُدَّام مَلِك .. قُدَّام سَيَّاف وَلاَ يِتْهَز وَهُوَ عَارِف إِنْ رَقَبْتُه هَتِتْقِطِعْ بَعْد لَحَظَات وَمَعَ ذلِك لاَقِينَاهُمْ وَاقْفِينْ بِثَبَات القِدِيس بُولِيكَارْبُوس وَقَّفُوه وَسَطْ النَّار عَشَانْ يِحْرَقُوه فَقَالُوا نُرْبُطُه لأِنْ طَبِيعِي جِدّاً إِنْ أي إِنْسَان وَاقِفْ وَهَيِجِي عَلَى النَّار هَيِجْرِي فَالقِدِيس طَلَبْ مِنْهُمْ وَتَرَجَّاهُمْ إِنُّهُمْ مَايُرْبُطُهُوش وَقَالْ لُهُمْ" أوْعِدْكُمْ إِنِّي مِش هَهْرَب " وَفِعْلاً وَقَفْ ثَابِتْ وَلَمْ يَهْرَب القِدِيس أنْدَرَاوُس وَهُمَّ بِيُصْلُبُوه نِزْلِتْ أمْطَار وَرُعُودٌ فَاللِّي بِيُصْلُبُوه نَفْسُهُمْ هِرْبُوا وَجَرُوا فَالْمَسِيحِيِّينْ جُمْ يِفُكُّوه فَرَفَضْ إِنُّهُمْ يُفُكُّوه إِيه دَه ؟ وَاثِقٌ وَمُتَأكِدٌ مِنْ اللِّي بِيِعْمِلُه حَتَّى لَوْ كَانْ فِي ضِيقٌ أوْ شِدَّة . 3- الخِبْرَة وَالإِتِّزَان : - لِنَفْرِضْ إِنَّك إِنْسَان مُحِبْ لِلهُدُوء وَالخِلْوَة فَعَلِيك إِنَّك تِكُون مُتَزِنْ مِش فِي كُلَّ الأوْقَات تِنْعِزِل عَنْ النَّاس لاَ فِي وَقْت تُقْعُدٌ فِيه مَعَ أصْحَابَك وَفِي وَقْت مَعَ نَفْسَك الإِتِّزَانْ مَطْلُوب حَيَاتَك مَعَ الله بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَحَيَاتَك مَعَ النَّاس بِتَاخُدٌ حَقَّهَا وَمَعَ بِيتَك وَأُسْرِتَك وَدِرَاسْتَك وَاهْتِمَامَتَك بِتَاخُدٌ حَقَّهَا مِنْ الفُنُون اللِّي عَلَى الإِنْسَان إِنُّه يِتْعَلِّمْهَا وَيُتْقِنْهَا فَنْ إِدَارِة الوَقْت إِزَاي تُدِير يُومَك ؟ مَرَّة جَتْ بِعْثَة صِينِيَّة مَصْر عَشَان تِعْمِلْ لِنَفْسَهَا مَصَانِعْ تِعْمِلْ فِيهَا حَاجَات صِينِيَّة وَلكِنْ بِأيْدِي مِصْرِيَّة يِقُولَّك البِعْثَة دِي جَتْ وَمِشِيت مِنْ غِير مَا تِعْمِلْ أي مَشْرُوع لِيه ؟ قَالُوا عَشَانْ إِحْنَا لاَقِينَا إِنْ المَصْرِيِّينْ فِيهُمْ حَاجْتِينْ مِش مُمْكِنْ يِتْوَفَرُوا مَعَانَا أبَداً إِيه هُمَّا ؟ يِقُولَّك السَّهَر الكِتِير وَالصَحَيَانْ مِتْأخَّر وَيِمُوتُوا فِي الأجَازَات وَدِي فِعْلاً عَادِتْنَا كَمَصْرِيِّينْ نِكْرَه الشُّغْل لاَزِم تِكُون مُتَزِنْ عَشَانْ تَثِقٌ فِي نَفْسَك إِعْرَفْ إِنَّك فِي بِدَايِة حَيَاتَك لاَزِم يِكُون فِي تَعَبْ وَتَضْحِيَات مَفِيش حَدٌ نِجِحٌ إِلاَّ بِتَعَبْ النَّجَاحٌ بِيِجِي مِنْ ألْف فَشَلْ هَلْ عِنْدَك الإِتِّزَانْ إِنَّك تِسْتَحْمِلْ ألْف فَشَلْ وَلاَ تَيْأس ؟!!! الخِبْرَة فِي حَيَاتَك تِدِّيك ثِقَة فِي نَفْسَك إِنَّك تِتْعَلِّمْ مِنْ أخْطَائَك كُلَّ خَطَأ فِي حَيَاتَك هُوَ رَصِيدٌ لِيك لَوْ سَألْت سُؤَال لَوْ تَكَرَّر عَلِيك المَوْقِفْ اللِّي أخْطَأت فِيه قَبْل كِدَه هَتِتْعَامِلْ مَعَاه إِزَّاي ؟ أكِيدٌ إِنْتَ إِكْتَسَبْت خِبْرَة وَثِقَة تِخَلِّيك تِتْعَامِلْ مَعَ المَوْقِفْ بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة إِذاً إِنْتَ كَسَبْت إِتْعَلِّمْ مِنْ المَاضِي وَمِنْ أخْطَاءَك إِدْرِس أخْطَاءَك وَاقْبَلْهَا وَعَالِجْهَا إِعْرَفْ إِنْ رَصِيدٌ الحَيَاة كُلُّه رَبِّنَا عَايْزُه يِكُون فِي صَفَّك حَتَّى بِأخْطَاء لكِنْ لَوْ إِسْتَفَدْت مِنْهَا إِتْعَامِلْ مَعَ الأخْطَاء بِنَظْرَة جَدِيدَة نَظْرَة تِبْنِيك وَتِفِيدَك مِش بِنَظْرَة تُحْبِطَك وَتِيَأسَك وَاتْعَلِّمْ مِنْ خِبْرَات الآخَرِين إِسْمَعْ وَاتْعَلِّمْ أحْيَاناً لاَ نَسْمَعْ خِبْرَات بَعْض وَمُمْكِنْ نَاخُدٌ الأمر بِاسْتِخْفَاف فِي مَثَلْ يِقُولَّك إِيه { إِعْرَف شِئ عَنْ كُلَّ شِئ } كُنْ مُسْتَمِعْ جَيِّدٌ أحْيَاناً لَمَّا نِتْقَابِلْ مَعَ بَعْض دَايْماً كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا بِيْكُون عَايِز يِتْكَلِّمْ مِش بِتِدِّي لِنَفْسَك فُرْصَة إِنَّك تِسْمَعْ رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
15 يوليو 2024

الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم (رو ۸: ۲۸)

هذه الآيات سيمفونية الحب الإلهي وتتكون من خمس مراحل وهي ١-سبق فعرفهم ما مدى معرفتنا.. إنها ليست المعرفة اللاهوتية فقط إنما المعرفة الوجدانية أيضا، فكلمة عرفني فيها مودة وفيها اتصال قبل ما يخلقني اشبه بلوحة تشغل كل تفكير الفنان إذا ما رأها إنسان ما قبل تكملة رسامتها فإنه يسخر بها وبأهمية الفنان، إذ يجهل معالمها التي تدور في مخيلة الفنان مما يجعله يهتم بها كابنة له وبالمثل ربنا يعرفنا معرفة اتحادية مثلما قال الكتاب ادم عرف حواء هذه معرفة اتحادية فمعرفة الله وجدانية حب معرفة مستقبلية ٢- سبق فعينهم يعين أن يشاور "لكي يكونوا مشابهين صورة ابنه ويكون بكرا بين اخوة كثيرين - مشابهة في الشكل وفي الغلاوة الخاصة بابنه وكأن يقول لذلك دم ابنى يسرى في روحك وجسد ابني يكون داخلك ويسكن الله في قلب الإنسان فينال الإنسان موضعا عاليا ليس معنى ذلك أن الإنسان صار إلها إنما نال كرامة ٣- دعاهم ايضا بعدما عرفنی و عيننی دعانی مثلما دعا إبراهيم، وهذه دعوة تكريسية تخصيصية خاصة بالإنسان البار، وهناك دعوة تتويبية مثلما حدث مع لوط ليخرج من سدوم حيث الشر والأشرار، وكذلك دعوة خروج شعب اسرائيل من أرض العبودية حيث كانت قلوبهم منقسمة مثل امرأة لوط وهناك دعوة شركة مثل دعوة المدعوين للعرس دعوة شبع روحي فكل إنسان له٤ أنواع من الدعوة وهي: ١- دعوة توبة. ٢- شبع. ٣- خدمة. ٤- تكريس ٤- بررهم قال بررهم ولم يقل براهم "براهم" تعني بلا خطية وبالطبع لا يوجد احد بلا خطية، أما "بررهم " أى دفع عنهم الثمن المقصود باختصار هو الخلاص وركائز الخلاص في خمس أ- الایمان امن ابراهيم فحسب له برا ب- التوبة إذا كان الذي يريد المعمودية كبيرا لابد أن يعترف ويتوب اولا ج الأسرار الأسرار السبعة لها خلاص فهي بالترتيب 1- سر المعمودية ندفن ونقوم معه (اخلاص) ٢- الميرون يدشنی ویکرسنی ليسكن الله في (خلاص) 3- التناول يثبتني "يثبت في وانا فيه (خلاص) 4-التوبة تجديد المعمودية" أن لم تتوبوا فجميعكم هذا تهلكون (خلاص) ٥- مسحة المرضي لابد من التوبة (خلاص) 6-الزيجة الزواج خير من التحرق لذلك فهو يساعد على (الخلاص). ٧-الكهنوت الكاهن خادم سر الخلاص يقدم الذبيحة د-الأعمال "الإيمان بدون اعمال ميت" الأعمال ثمرة للإيمان بالمفهوم الارثودكسي فهي تكمل الإيمان. ه- تغيير الجسد ( التمجيد) مجدهم نجدها مرافقة لكلمة بررهم أخر مرحلة في مراحل الخلاص في تغيير الجسد إلى جسد ممجد ثم الملكوت ثم الخلود "المجد الذي اعطيتني اعطيهم" اذن الإنسان شاغل الله منذالأزل وإلى الأبد كم وكم محبة ربنا للإنسان، فهو أيقونة جميلة صنعها ربما بيده الحلوة تعيش زمنا ثم تخرج ممجدة لتحيا الخلود السعيد إلى الآبد. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل