المقالات

03 أكتوبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية خدمة الشماسات

تؤمن كنيستنا بدور رئيسي وهام للشماسات ومن الأمور المفرحة قيام قداسة البابا شنوده الثالث ببعث روح الحياة في هذه الخدمة الهامة، حينما قام بسيامة مجموعة كبيرة من الشماسات في عدة كنائس ، الأمر الذي أبرز دور المرأة في الحياة والخدمة الكنسية . كذلك فقد كلف قداسة البابا الجنة مجمعية خاصة، بإعداد لائحة للشماسات المتبتلات المكرسات، بعد أن أنتشرت مجموعات متناثرة منهن في أنحاء الكرازة ، يقمن بخدمات هامة وأساسية في الكنيسة ، وذلك من أجل تقنين وضعهن الكنسى ، وتأمين حياتهن الروحية والكنسية والمعيشية . وبالفعل قامت اللجنة بإعداد اللائحة، وتوزيعها على الأحبار الأجلاء، تمهيداً لمناقشتها واعتمادها رسمياً من المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا وخدمة الشماسة في الكنيسة لها جذور كتابية رسولية ، وآبائية تقليدية . فنحن نقرأ في الكتاب المقدس في تيموثاوس الأولى قول الرسول : "اكرم الأرامل، اللواتي هن بالحقيقة أرامل والتي هي بالحقيقة أرملة ، فقد ألقت رجاءها على الله ، وهي تواظب على الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً ، لتكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة ، امرأة رجل واحد، مشهوداً لها في أعمال صالحة ، إن تكن قدريت الأولاد، أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين، اتبعت كل عمل صالح"(١تى٣:٥-١٣)وفى الرسالة إلى رومية نقرأ عن فيبى خادمة كنيسة كتخريا ، وفى تلك الرسالة التي لفيلبي نقرأ عن أفودية وسنتيخي، اللتين جاهدتا مع الرسول بولس في الإنجيل ( فى ٤ : ٢ ، ٣ ) ... وكذلك نقرأ عن النسوة اللواتي كن يخدمن يسوع من أموالهن » (لو۸ :٣)) وفي رومية ١٦ نقرأ عن سلسلة من النساء الخادمات المباركات ، اللواتي خدمن مع الرسول بولس مثل بريسكلا « العاملة معه » ، ومريم التي تعبت من أجله » ، وتريفينا وتريفوسا « التاعبتين في الرب»، وبرسيس «المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب » وأم روفس التي اعتبرها الرسول أماً له ، وجوليا ، وأخت نيريوس إلخ . ولاشك أن التاريخ الكنسى يحفل بأعداد هائلة من النسوة اللواتي خدمن الرب والكنيسة في مجالات متعددة، كالعبادة وتعليم السيدات والشابات والاطفال ورعاية الأرامل والأيتام والمرضى والمسنين إلخ . خدمة الشماسات : يمكن أن تختص الشماسات بخدمات كثيرة، وهذه مجرد أمثلة : ١-المشاركة في خدمة التسبيح في الكنيسة مع الشعب.. ٢- المشاركة في تعليم الأطفال والفتيات والشابات . ٣-افتقاد البنات والشابات ، - واكتشاف حالات الابتعاد عن الكنيسة مبكراً، ومعالجة حالات الانحراف بالحب والتوجيه الروحى من خلال الآباء الكهنة . ٤- خدمات المحبة المسيحية مثل : بيوت الطفولة، الحضانات، المعوقين المرضى ، المسنين ، المتخلفين عقلياً ، وليس أحن من قلب المرأة على هؤلاء . ه- خدمات التنمية : للفتيات : كتعليم الحياكة والتطريز واشغال الأبرة، ومكافحة الأمية المتفشية في مصر،خصوصاً بين السيدات، والطهي، والصحة، والوقاية من الأمراض والاسعافات الأولية وهذه الخدمات نراها واضحة في مئات مراكز التنمية الاجتماعية باسقفية الخدمات، والمنتشرة في كل أنحاء البلاد . ٦- خدمات طبية : كالتمريض الممتاز في المستشفيات والمستوصفات ، كملائكة رحمة، ينقلن إلى المرضى حنان ومحبة السيدالمسيح . ٧- الدراسة والكتابة : والتخصصات العلمية الكنسية وها نحن نرى الشابات في معاهد الإكليريكية، وبعض المتخصصات يدرسن الآن بالاكليريكيات . ٨- الاشتراك في وضع مناهج الخدمة للأعمار المختلفة ، بحكم خبرتهن التربوية ،نظرياً وعملياً، خصوصاً بهدف توازن المناهج بين الجنسين . ٩ - مساعدة الآباء الكهنة في خدمة المحتاجين من الأرامل والفقراء، ورعايتهن روحياً وكنسياً ومادياً . ١٠ - مساعدة الأب الكاهن في تعميد السيدات، إذ ترافقهن الشماسة وترشدهن كيفية العماد ومعناه ، وعمل الأشبين ١١ - تمثيل المرأة القبطية في المحافل المسكونية المسيحية والعالمية، على المستوى المحلى أو الإقليمي أو الدولى ١٢ - الدور الرائع والجوهري في تسليم الإيمان والمحبة للأطفال داخل الأسرة ، وهو أخطر الأدوار في حياة المرأة، إذ يتشرب الرضيع حنان الله من خلال حنان الأم خدمات كثيرة وخطيرة تقوم بها المرأة في الكنيسة ، ولا يستطيع أن يؤديها الرجل بنفس الكفاءة إن المساواة بين الرجل والمرأة في المسيحية مساواة كرامة إنسانية، وقيمة لدى الله ، وميراث الملكوت . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
02 أكتوبر 2023

كيف نحب الآخرين ؟ الثقة في المحبة

" المحبة لا تظن السوء " ( ١كو ١٣ : ٥ ) . المحبة تعطى نوعاً من الثقة دائما الإنسان يثق فيمن يحب يثق في أمانته، في اخلاصه في صدقه وصراحته معه لهذا فالمحبة لا تظن السوء، وهى ترى الجانب النير من الأمور، وتفترض حسن النية في الآخرين. ولا تحكم على أحد ممن تحب، دون أن تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه لهذا فالعتاب هو سياج لحماية الثقة التي للمحبة العتاب يحمى المحبة من ظنون السوء . ولكن العتاب يحسن أن يستخدم فقط عند الضرورة، وليس في كل الأمور كبيرها وصغيرها، لئلا ينطبق عليك قول الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لن تلقى الذى لا تعاتبه فكن واحداً أوصل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة وبجانبه إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه ؟ كيف نصون الثقة التي للمحبة : ۱ - رؤية الجانب النير : الحقيقة غالباً يكون لها في تقديرنا وجهان وجه مضىء ووجه مظلم فلا ينبغي أن نلتفت كثيراً إلى الجانب المظلم، بل للتركيز على الجانب المضيء حتى يتأكد العكس مثال ذلك : إذا قابلك شخص بوجه متجهم غير بشوش ، وشعرت أنه لم يحسن استقبالك فريما نظن أن هناك سوء تفاهم بينك وبينه ، أو أنه لم يعد يحبك مثل الأول ومن جانب آخر قد تعلل ذلك بأنه حزين أو مهموم بسبب ظروف صعبة يمر بها في حياته، أو أنه مريض أو متوعك أو مثقل ببعض الأمور المتعبة أو ببعض المشاكل التي يبحث لها عن حل فالجانب النير هنا ، هو افتراض أن ما حدث هو بسبب ظروف عابرة لا تخصك، وأنه لا يوجد شيء يعكر صفو العلاقة بينكما ومن الممكن الإنتظار لملاحظة ما يحدث في المستقبل، فإذا تكرر الوضع فمن الممكن الإستفسار عن سبب التعب البادي على الوجه وفى مرحلة تالية يأتي العتاب إن لزم الأمر.عموماً يلزمنا أن ندرب أنفسنا أن نبحث عن الجانب النير قبل أن نتأثر ونقتنع بالجانب الآخر، وهذا يقودنا إلى مبدأ آخر، وهو أن لا تحكم على إنسان دون أن نناقشه ونعطيه فرصة للدفاع عن نفسه . ٢ - عدم التسرع في الحكم بدون فحص : "هذا المبدأ ذكره القديس نيقوديموس، كعضو في مجمع السنهدريم أثناء الجلسات التحضيرية لمحاكمة السيد المسيح إذ قال ألعل ناموسنا يدين إنساناً لم يسمع منه. أولاً ويعرف ماذا فعل"(يو ٧: ٥١) وقد أكد السيد المسيح هذا المعنى حينما أوصى في عظته على الجبل لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون . وبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم » (مت ۱:۷) إذا كنا نحب أن يحكم الناس علينا في ضمائرهم أو بأقوالهم، دون أن يعرفوا قصدنا الحقيقي ودوافعنا ، فيلزمنا نحن أن لا نحكم على الناس، دون أن تسألهم وتفهم دوافعهم الحقيقية يلزمنا أن نفترض حسن النية عند الآخرين، إلى أن يثبت عكس ذلك، لأن هناك مبدأ قضائياً أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته فلا أقل من أن يكون ميزاننا في الحكم مثل ميزان القوانين الوضعية فى العالم، من حيث درجة عدالتها من الممكن إذا تسرعنا فى الحكم، ولم نفترض حسن النية، أن نخسر محبة الكثيرين، وتنهار علاقتنا بهم بدون سبب معقول أو مقبول فلنطلب من الرب بلجاجة أن يحفظ لمحبتنا بساطتها حتى لا تظن السوء ، ولقلوبنا نقاوتها لكي تثبت في المحبة. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
01 أكتوبر 2023

الأحد الثالث من شهر توت

تتضمن الحث على التوبة مرتبة على قوله تعالى لزكا أسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك ( لو ١٩: ١-١٠ ) قد سمعتم فصل اليوم يقول عن زكا رئيس العشارين. إنه طلب أن يرى يسوع ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة فركض متقدماً وصعد إلى جميزة لكى يراه لأنه كان مزمعاً أن يمر من هناك. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرأه وقال له: يا زكا اسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك" فأسرع ونزل وقبله فرحاً. وبسبب ان وظيفة التعشير كانت مرذولة في ذلك الوقت وكان جباتها يعتبرون لصوصاً في أعين الشعب. لذلك تذمر الحاضرون ونددوا على السيد قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ ولاحظ ذلك زكا ووقف قائلاً: "هل أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" فقال له يسوع: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت علمتم من هذ أيها الأحباء أن طبيب الأرواح والأجسام حاضر وأنه في كل زمان ومكان قادر أن يشفى أمراضنا فكيف لا نقبل اليه فرحين مسرورين؟ وإذا كان ذوو الأمراض والعاهات يتركون المنازل والخلان والأهل والأوطان والأسباب والمكاسب والزراعات ويتبعون المسيح حيث كان فما بالنا نستصعب المضى إلى مجامع المؤمنين. وإذ كان أحد من الناس يتألم عضو من أعضائه. فانك تراه يلازم محل عيادة الأطباء ويبالغ فى الحمية واستعمال الأدوية حتى يعود ذلك العضو صحيحا كما كان. فكيف نهمل نحن العناية بالنفس ولعلها تكون في غالب الأوقات عليلة بضروب الأسقام ونحن لا ننظر اليها، وإذا كان الذين يشاهدون الحبوس والسجون ومراكز الولايات ينظرون إلى قوم مغلولين بالسلاسل وآخرين بالقيود وآخرين مكبلين بالخشب، وآخرين يضربون بالسياط وآخرين يعلقون وآخرين يشتمون ويهانون وغير ذلك، فيخافون الله ويحذرون الاعمال الموجبة لمضيهم إلى هناك طول عمرهم وإن كان العقاب زمنياً. فكيف لا نرهب نحن من مجلس القضاء المقبل واجتماع الأمم وجلوس الديان للمحاكمة وهول العذاب والتهاب الجحيم والخلود مع الشياطين. وإذا كان سيدنا له المجد قد بذل ذاته عنا. ومزق كتاب رقنا وغسل ادناس خطايانا. واعتنى بمداواة أمراضنا. فكيف نوجد لأوامره مخالفين؟ وإذا كان أحدنا يخطئ مرة واحدة لمن أحسن اليه فيعد شريراً وغادراً. فكيف نوجد نحن مخالفين دائماً لأوامر إلهنا وغافلين عن عميم إحسان ربنا وماذا نستحق من العذاب والعقوبة يوم الحساب ؟ فسبيلنا إذن أن تحذو حذو زكا. ونصعد إلى جميزة التأملات والصلوات الحارة فنشاهد جمال الفضيلة فنقتنيها. ونتمتع بمحاسن التوبة فنفوز بنعمة الخلاص. ونستحق سماع صوت فادينا يقول لنا. "اليوم" حصل خلاص لهذا البيت". له المجد إلى دهر الدهور كلها آمين القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 سبتمبر 2023

إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر توت ( مر ١ : ٢٩ - ٣٤ )

ولَما خرجوا مِنَ المَجْمَعِ جاءوا للوقتِ إِلَى بَيتِ سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا، وكانت حمـاة سمعان مُضطَحِعَةً مَحمومَةً ، فللوقت أخبروه عنها فتَقَدَّمَ وأَقامَها ماسكا بيدها، فتركتها الحمـى حــالاً وصارت تخدِمُهُمْ. ولَما صار المساءُ، إِذ غَرَبَتِ الشَّمس، قدموا إليهِ َجميعَ السُّقَماءِ والمَجانين. وكانت المدينة كُلُّها مُجتَمِعَةً عَلَى الباب. فشَفَى كثيرين كانوا مَرْضَى بأمراض مُختَلِفَةٍ، وأخرج شياطين كثيرةً، ولم يَدَع الشَّياطين يتكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفوهُن. فصل إنجيل شفاء حماة سمعان بحسب إنجيل القديس مرقس الرسول - يذكر أن الرب تقدم وأقامها ماسكا بيدها، فالقديس مرقس الرسول في إنجيله يظهر عمل الخلاص في التلامس مع شخص المسيح وهذا يظهره مارمرقس في معظم آيات الشفاء حتى أنه يقول: إن جميع الذين لمسوه برئوا ووقع عليه ليلمسه كل من فيه داء، والمرأة نازفة الدم لمست هدب ثوبه فقط و حين قدموا إليه الأعقد الأصم (مر ٧) وضع يديه في أذنيه وتفل ولمس لســــانه وقال له: "إفثا أي انفتح". فقوة الخلاص بحسب بشارة مارمرقس كائنة لنا التلامس مع شخص الرب يسوع. أمسك بيدها ليتني في كل حين أتحسس بالإيمان يمين الرب التي تمسك بيدي وأقول: "أمسكت بيدي اليمين"، وأقول مع المرنم يمين الرب رفعتنـى يمين الرب صنعت القوة وأدرك وعد الرب بفم إشعياء القائل: "أنا هو الممسك بيمينك" ذراع المسيح قوية أليست هي التـي شــقت البحـــر الأحمر وصنعت طريقا للمفديين هو يمسكني بيمينه فأشعر في الحال بقوة ذراعه تنتشلني من فراش مرضي هـذه اليد التي قبلت المسمار من أجل خلاصي. تمتد إليَّ لترفعني من مذلة خطيتي لما مدها لعروس النشيد ولاحظت أثر المسمار أنت أحشاؤها بالوجع والحب وتحركت نحــــو الذي أحبها إلى المنتهى تطلبه حتى تجده. يمين الرب يسوع ممتدة مبسوطة بسطت يدي طول النهار"يطلب أن نقبل إليه إنه ينادي "تعالوا إليّ وأنـــا أريحكم".هو يمسكني لكي لا أعثر ويمسكني لكي يسندني لأنـى بدونه ضعيف وساقط لما ابتدأ القديس بطرس يغرق وصـرخ نحــو الــرب الواقف أمامه قائلاً : "يارب نجني" مد المسيح يده وانتشله قائلا: "لماذا شككت يا قليل الإيمان"مد يده وأقامها يمين المسيح يمين القيامة ليس من مرض وحمى بل من الموت حين يمد يده ماسكًا أياي أشعر بروح القيامة يسري في كياني. هي ذات اليــــد قدمها لتوما مؤخراً قائلاً: "هات" يدك وضعها في أثـر المسمار وحين تلامس معها توما الرسول صرخ قائلاً: "ربي وإلهي" ففي يد المسيح تستعلن القيامة ويتشدد الإيمان ويتقوى رجاء الإنسان.أما من يتأمل يد المسيح الماسكة بالسبعة كواكب الذين هم ملائكة السبع الكنائس فيدرك يد ضابط الكل الذي بيده مقاليد الأمور ومصائر الأشياء. وهو مدبر كنيسته لأنـه أسقف نفوسنا وراعينا الصالح ونحن شعبه وغنم رعيته. ثم يذكر القديس مرقس أن المدينة كلها كانت مجتمعة على الباب إذ أدركت الجموع ينبوع النعم والشفاء لجميع السقماء تقاطرت وازدحمت حول المخلص يطلبون أن يلمسوه وينالوا البرء من أمراضهم وكان يسوع كلما يرى الجمع يتحنن عليهم إذ كانوا منطرحين كغنم لا راعي لها. ولكن المؤسف أنهم كعادة اليهود طلبوه فقط من أجل حاجات الجسد!!. أليسوا هم الذين أكلوا المن طعام الملائكة ولكنهم أكلوه جسديًا فماتوا !. لا يُدرك المسيح إلا إذا أردنا أن نحيا به، ولا يُطلـب المسيح من أجل خيراته التي يمنحها لنا بغنى ولكن يُطلب لأجل ذاته.لا تطلب عطايا المسيح بل اخرج اطلب المسيح نفسه. ولا تقنع حتى بالخيرات الروحية التي يعطيها لك، بل تمسك به لكي تأخذه لك وتقول مع عروس النشيد: "حبيب لي وأنا له". المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
29 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٣ )

حريتي في المسيح الحرية » « تعـرفـون الـحـق ، والحـق يحرركم » ( یو ٣٢:٨). لعل من أهم القـضـايا التي شغلت الإنسان منذ بدء الخليقة على الأرض إلى يومنا هذا هـي الحـريـة فهي كلمة لامعة تكلم عنها الكثير من الكتاب والشعراء ورجال الأدب ورجال العلم والسياسة ، حتى صارت الحرية واقعاً أو خيالاً يداعب حياة الإنسان . هناك ما يسمى بالحرية الزائفة مثل الإدمان . عبارة خالدة للـقـديس أغسطينوس عن الحرية : « قد جلست على قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئاً ولا أشتهي شيئاً » . أولاً : معاني الحرية : ۱- عتق من الاستعباد : الحرية تعنى ألا يتحكم في الإنسان شیء ، سواء كان هذا الشيء فكرة أو شهوة أو أصحاباً أو عادة أو مالاً .مثل الابن الضال الذي كان في بيت أبيه يتمتع بكل ما يحتاج إليه ومن أين أتى بـهـذه الفكرة ؟ مـن أصحابه ، وبدأ ينحدر حتى وصل إلى رتبة الحيوان واشتهى طعام الخنازير ولم يجده ، لكنه في لحظة توبة بدأ يقارن بين ما وصل إليـه ومـا كـان يحيـاه سابقاً ، فـعـرف أنه في حالة عبودية وليست حرية . ۲- عتق من الخطية : الحرية تعنى أن يتحرر الإنسان من الخطية بكل أشكالها ، قد تكون حسية أو مادية أو سياسية أو مالية ( عبودية الخطية بصفة عامة ) . شـرح ربنا يسـوع مـعنى الاستعباد ، ووضع مفهومه في شكل قانون : « إن كل من يعمل الخطية هو عـبـد للخطية » ( يو ٣٤ : ٨ ) ، وأوضح أن الحرية والخطية لا يجتمعان سوياً . ۳- قوة من الداخل : أراد السيد المسيح أن يكلم اليهود عن الحرية . ٤- معرفة الحق : قال السيد المسيح لليهود : « إنكم إن ثبتم في كلامي فبـالـحـقـيـقـة تكونون تلاميذي ، وتعـرفـون الحق ، والحـق يحرركم » ( يو ٨: ٣١) . ثانيا : طريق الحرية : ١- الثبات في المسيح : - فداء المسيح الذي قدمه لنا على الصليب منحنا الحرية . مسيحنا القدوس له قدرة على خلاص المأسورين في العبودية .ثبات القلب في المسيح وثبات المسيح في القلب هو بداية طريق الحرية . ۲- الثبات في الوصية : الثبات يعني الحياة في الوصية الإنجيلية باستمرار . كل صلواتنا مأخوذة من الكتاب المقدس مثل القداس وكل الأسرار . معرفة الكتاب والثبات في الوصية هما طريق الحرية . ٣- الحياة بالوصية : أن تكون حـيـاتك كلهـا حـسب الإنجيل ، كقول الأنبا أنطونيوس : « أن يكون لك شـاهـد عـمـا تصـنـعـه مـن الكتاب المقدس » . أتعجب من أي شيء يكسـر محبة ربنا في قلبك حتى ولو بالفكر أو بالقول أو بجميع الحواس ! ٤- التوبة النقية : هناك أنواع من الناس : - إنسان يسعى إلى الخطية ( الابن الضال ) . - إنسـان يـعـيـش في الخطيـة ( السامرية ) . - إنسـان تمادي في الخطـيـة ( المفلوج ) . - - إنسـان كل عـمـره في الخطيـة ( المولود أعمى ) . لا تـوجـد حـرية بدون توبة ، فالإنسان الذي يفعل الخطية يصير عـبـداً للخطية ، ثم يأتي المسيح لكي يحرره من الخطية . في فترة الصـوم نـتـحـرر من سلطة الطعام ، لتصـيـر حـيـاتنا من المسيح .
المزيد
28 سبتمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس أوليمباس الرسول

أوليمباس: أوليمباس إسم يونانى (رو16: 15). أولمباس شارك بطرس الرسول شدائده،استشهد بعده بيوم واحد رو 16: 15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأوليمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم. أوليمباس اسم مأخوذ من لفظ يونانى وهو اختصار اولمبيادورس اى عطية ذيوس أو اولمبيوس وهو الملقب بولس احد السبعين رسولاً.و قد ارسل الرسول بولس سلامة " سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأوليمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم " (رو 16: 15).هذا الرسول هو الذي خدم التلاميذ وحمل بعض رسائل بطرس الرسول إلى الأمم ودخل معه رومية وكرز بها وعلم وردَّ كثيرين. ولما استشهد القديس بطرس كان هذا الرسول هو الذي أنزله عن الصليب وكفنه ونقله إلى بيت أحد المؤمنين، فسعى به بعضهم لدى نيرون الملك أنه من تلاميذ بطرس، فاستحضره وسأله عن ذلك فاعترف وأقر بالسيد المسيح أنه الإله الحق.وعذبه نيرون عذابًا أليمًا، ثم قال له أي ميتة تريد أن تموت بها؟ فأجابه القديس قائلاً: "أريد أن أموت من أجل المسيح وكفى، وذلك أن تميتني بأي نوع تريد لأصل إلى مرادي سريعًا". فأمر الملك بضربه وصلبه منكسًا مثل معلمه ففعلوا به كذلك ونال إكليل الشهادة. السنكسار، 6 أبيب. استشهاد القديس أوليمباس أحد السبعين رسولا (6 أبيب) في مثل هذا اليوم استشهد القديس أوليمباس الملقب بولس أحد السبعين رسولا هذا الرسول هو الذي خدم التلاميذ وحمل بعض رسائل بطرس الرسول إلى الأمم. ودخل معه رومية وكرز بها وعلم ورد كثيرين. ولما استشهد القديس بطرس كان هذا الرسول هو الذي أنزله عن الصليب وكفنه ونقله إلى بيت أحد المؤمنين فسعي به بعضهم لدي نيرون الملك الظالم أنه من تلاميذ بطرس فاستحضره وسأله عن ذلك فاعترف وأقر بالسيد المسيح أنه الإله الحق فعذبه نيرون عذابا أليما. ثم سأله " أية ميتة تريد أن تموت بها " فأجابه القديس قائلا: " أريد أن أموت من أجل المسيح وكفي. وفأمر الملك بضربه وصلبه منكسا مثل معلمه. ففعلوا به كذلك ونال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
27 سبتمبر 2023

عيد الصليب

جميل أن يكون الصليب شعاراً وأن يكون أيضا علامة مميزة و جميل أن يكون له في كنيستنا عيد أو أكثر من عيد واجمل من كل هذا ، ان تدخل الى اعماقه ، ويصير الصليب لنا حياة فنسير في طريق الحياة ، وأمامنا قول السيد المسيح ، من أراد أن يتبعنى، فلينكر ذاته ، ويحمل صليبه ويتبعني من وجد نفسه يضيعها .ومن أضاع نفسه من أجلى يجدها : لقد صلب المسيح لأجلنا . وصار صليبه خلاصاً وفداء للعالم . ویقی أن تصلب نحن مع المسيح ونقول مع معلمنا القديس بولس الرسول "مع المسيح صلبت . لكى احيا لا انا بل المسيح يحيا في "( فل ۲ : ۲۰ ) ما معنى أن تصلب مع للمسيح ؟ تصلب الجسد مع الأهواء ، من ناحية و تتحمل كل ضيقة ، وكل ألم، من أجله،من ناحية أخرى . وتختبر الألم في طريق الرب فقد قال الكتاب, وهب لكم ، لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أن تتألموا من أجله ايضا وهكذا صار الألم في المسيحية هبة وبقدر ما تتألم من أجل المسيح، وبقدر ما تتعب وتحتمل من أجله ، هكذا تكون مكافاتك في السماء، وهكذا يكون أكليلك وفي حياة الألم، يجب أن تتقبله في رضى ، بل أيضاً في فرح وقبول الألم في المسيحية ، هو لون من التعبير عن الحب وعن الإيمان وهو أيضاً لون من الشركة كما قال القديس بولس الأعرفه ، وقوة قيامته و شركة آلامه ، متشبهاً بمونه الذي لم يدخل في شركة آلام الرب ،لم يذق طعم المسيحية بعد. افتتاحية مجلة الكرازة العدد التاسع والثلاثون عام ١٩٧٩
المزيد
26 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية دور الأرشيدياكون في الكنيسة

ذكرنا في العدد الماضي أن دور الشماس ومساعديه يتلخص فيما يلى : ۱ - خدمة الذبيحة والتسبيح ۲- خدمة الكلمة والتعليم. ٣-خدمة الافتقاد ورعاية المحتاجين. فماذا عن دور الأرشيديا كون ؟ إن هذه الطغمة الكبيرة من الشمامسة ومساعديهم، بل إن العمل الكنسى الضخم ، في حاجة إلى «تدبير وتنظيم » ، وهذا هو دور الأرشيدياكون، إذ أنه يقوم بإدارة الخدمة ، وتدبير وتنظيم العمل بين الشمامسة، بل إنه مسئول أمام الأب الأسقف عما يكلفه به من عمل جداول خدمة القداسات في الكنيسة .وهذه الخدمة الإدارية لا تتعارض مع الروحيات ، كما قد يتصور البعض . فنحن نقرأ عن مواهب الروح القدس في الكنيسة الأولى ما يلى : « فوضع الله أناساً في الكنيسة : أولاً رسلاً ، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة » ( ١ كو ۱۲ : ۲۸ ) . وهكذا مع الرسل والمعلمين وصانعي القوات والمعجزات ، تجد «الأعوان» (أى المعاونين، القائمين بالخدمات المساعدة كالطعام والسكن والنظافة .. إلخ)، «والتدابير» (أى المدبرون، ذوى المواهب القيادية والإدارية الذين يديرون الناس وينسقون المهام والوظائف والأعمال المختلفة ) ونحن نذكر كيف اشترط الآباء الرسل فيمن سيخدمون الموائد أن يكون المنتخبون مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس ، وحكمة، فتقيمهم على هذه الحاجة » ( أع ٦ : ٣) . وهكذا كان اسطفانوس « مملوءاً إيماناً وقوة، وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب» (أع ٦ : ٨) ، وكان وجهه «كأنه وجه ملاك » (أع ٦ : ١٥)، وكان دارساً ممتازاً لتاريخ شعب الله القديم واسفار الكتاب المقدس، كما يتضح من خطابه الشامل في أعمال ، وهكذا قدم مع خدمة الموائد خدمة الكلمة، واستحق أن يكون « أول الشماسية وأول الشهداء » . في طقس السيامة : يوصى الأب الأسقف رئيس الشمامسة قائلاً في روح الصلاة : « أنت الآن يا ملكنا محب البشر، اقبل سؤالنا نحن الخطاة، وارسل نعمة روح قدسك على عبدك (فلان) الذي دعى الرياسة الشمامسة ، بحكم تركية الذين قدموه في الوسط ... اجعله مستحقاً أن : ١ - يكون رئيس شمامسة على بيعتك المقدسة .. اظهره مثل الواحد من السبعة الخدام الذين أقاموهم الرسل الأطهار، اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء ٢ - يمسك كأس الدم المكرم الذي للحمل الذي بلا عيب ، الذي لابنك الوحيد ٣- يخدم الأيتام، ويساعد الأرامل ، و يهتم بالمتعبدين ، ويعلم الجهال، ويبكت غير المتأدبين، وينتهر المخالفين، ويرد الضالين ٤- وينظم الإكليروس (أى يرتب جداول الخدمة ) . ه - ويخدم الغرباء، ويأمر بما ينبغي، و يكون مثالاً لجميع الكنيسة» . وهكذا تحدد الكنيسة خدمات ومهام الأرشيدياكون الخمسة بنص طقس سيامتهم . مثلث الرعاية : مما تقدم يتضح أن الرعاية في الكنيسة تقوم على ثلاث ركائز هی : ١- الأسقف ٢- القس ٣- الشماسة و معروف تاريخياً أن الأب الأسقف كان يقسم كل منطقة رعوية (تخدمها كنيسة) إلى مساحات معقولة الحجم، يختص ابذياكون بكل مربع صغير، وكل سبعة مربعات يخدمها أبذياكونيين، يرأسهم شماس، وكل سبعة مناطق برأسها أرشذيا كون وهكذا كانت الرعاية تسير في اتجاهين متكاملين، من الأب الأسقف إلى الآباء الكهنة، إلى الشمامة ، إلى الشعب ، يقدمون خدمة الكلمة والافتقاد والرعاية الشاملة ثم من الشعب إلى الشمامسة إلى الآباء الكهنة إلى الأب الأسقف، إذ يتعرفون على الاحتياجات التي تخص كل اسرة وكل نفس، سواء احتياجات الروح أو النفس أو الجسد فيقوم بها الإكليروس بانتظام، ويحسون بأي مشكلة وهي في بدايتها . من هنا جاءت الكلمة «الشماس عين الأسقف ويده»، بمعنى أنه یری الاحتياجات ويبلغ بها الإكليروس فيقدمون له الحلول ويوصلها للشعب وهكذا كانت الرعاية منظمة وشاملة : لكل اسرة ، ولكل نفس ، في كل مكان، وفى كل زمان .. وذلك حتى لا يفقد أحد» اش ٤٠ : ٢٦) فليبارك الرب كل الجهود ، ليمتلىء بيت الله بأولاده، وليتعرف الكل على سر الخلاص المذخر لنا في الرب يسوع ماذا عن دور الشماسة (المرأة) ... هذا حديثنا القادم إن شاء الله . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الرابع عشر عام ١٩٨٩
المزيد
25 سبتمبر 2023

كيف نحب الآخرين ؟ المحبة غير الحاسدة

الحسد هو خطية مشهورة من خطايا الشيطان، وبسبب هذا الحسد دخل الموت إلى العالم حينما حسد الشيطان أبوينا الأولين . أمثلة من الحسد :+يوسف الصديق حسده اخوته وحاولوا أن يقتلوه ، ثم باعوه للإسماعيليين ... السيد المسيح حسده رؤساء كهنة اليهود، فأسلموه لحكم الموت على يد بيلاطس الحاكم الرومانى «الذي علم أنهم أسلموه حسداً» (مت ۲۷ : ۱۸) . وقد أعماهم الحسد عن أن ينظروا محبة السيد المسيح لهم، وسعيه من أجل خيرهم وخلاصهم، فجازوه عوض محبته شراً. وأيوب البار حسده الشيطان، وأصابه بكثير من البلايا محاولا أن يقتلع محبته لله مدعياً أنه لا يتقى الرب مجاناً (أى ١ : ٩) سبب الحسد : من الواضح أن الحسد ينبع من الأنانية، والانحصار حول الذات، وهو ضد المحبة تماماً فالذى يحب يفرح لخير الآخرين، ونموهم وتقدمهم في كل شيء، بل يعمل جاهداً ليحقق كل ذلك في حياة الذين يحبهم الوالدان مثلاً يندر أن نراهما يحسدان أولادهما على ما يحققونه من تقدم في طفولتهم أو في شبابهم، بل على العكس يعتبران ذلك نوعاً من الأحلام التي يسعدان كثيراً بتحقيقها ، ويجاهدان بكل قوة الأجل ذلك . فالمحبة هي تجعلهما يفرحان بخير الأبناء .لماذا يكره الإنسان أن يأتى الخير لغيره ؟ ولماذا يأكله الحسد حتى يتمنى أن يزول هذا الخير؟ ولماذا تلتهب فيه هذه النار الحاسدة التي تفنى كل علاقته مع الآخرين ؟ السبب هو عدم المحبة .... مخاطر الحسد : يقول الكتاب حياة الجسد هدوء القلب، ونخر العظام الحسد» (أم ١٤: ٣٠) . الحسد يتعب الذين يقتنونه في داخل قلوبهم أكثر مما يتعب المحسودين لهذا فحينما نطلب في صلاة الشكر أن ينزع الرب عنا الحسد، فإننا نعنى أن ينزع عنا حسد الشياطين، وأن ينزع الحسد من قلوبنا نحو الآخرين الحسد يعمى البصيرة الروحية، فلا يستطيع الحاسد أن يرى نور المحبة ولا نور ملكوت الله ومجده إنه لا يفرح بالخير للغير، ولا بالخير أن ينتشر أما ملكوت الله فهو إنتشار الخير واتساع نطاقه، حتى أن الصلاح الكائن في الله يشمل كثيراً من الخلائق التي على صورته، والفرح الكائن في الله يشمل كثيراً من الكائنات العاقلة التي تفرح بوجودها معه وهكذا .ما أعظم الفارق بين حسد الشيطان للقديسين، وبين محبة معلمنا بولس الرسول الذى قال إن لى حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محروماً من المسيح ، لأجل إخوتى أنسبائى حسب الجسد» (رو۹: ۲، ۳). إنها درجة عالية من المحبة لا نستطيع أن نفهمها ، إلا من خلال رؤيتنا للإتحاد بالله من خلال الحب ولعلنا هنا نقول : محال أن يصير محروماً من المسيح من وصل في محبته إلى درجة الإستعداد للحرمان من أجل الآخرين، دون أن يكون قد ارتكب ذنباً يستوجب ذلك ؟ عاقبة الحسد : الحسد يضر الحاسد ، أكثر مما يضر المحسود، وربما لا يضر المحسود بل يفيده . يضر الحاسد لأنه ينخر فى عظامه، ويؤذى كيانه ومشاعره وقد يتعب صحته تعباً كبيراً... ويضره لأنه يخسر محبة الآخرين، ولا يستطيع أن يكتشف محبتهم له ويضره لأنه خطية ضد المحبة، فيحرمه من الشركة مع الله كلى المحبة .و يضره لأنه يعمى بصيرته عن معرفة الحق، فيحرمه من معاينة ملكوت الله ، إذا استمر ثابتاً فى الحسد إلى النهاية مثل الشيطان. ومن جهة أخرى ، فإن المحسود ينال معونة من الله ضد الحاسد، مثلما صنع الرب الفداء لإنقاذ البشرية من حسد الشياطين ومثلما أنقذ يوسف من حسد إخوته، ورفعه وجعله سيداً لهم ومثلما بدد حسد الكتبة والفريسيين ورؤساء كهنة اليهود ، حينما قام السيد المسيح منتصراً من بين الأموات ومثلما ذكر أيوب وشفاه من بلاه، وعوضه أكثر مما كان وأنقذه من حسد الشيطان ومثلما كلل قديسين بأكاليل لا تذبل : أولئك الذين احتملوا الآلام، وإختبرت محبتهم فوجدت ثابتة، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت، بل تمسكوا بمحبة الله إلى النهاية. ولهذا فقد غلبوا الشيطان بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يقو حسد المشتكى أن يضرهم في شيء بل على العكس نالوا الأكاليل . المحبة لا تحسد ( ١كو ٤:١٣ ) : فلنحرص أن تكون محبتنا خالية من الحسد، ولتكن صلاتنا بلجاجة أمام الله ليحمى قلوبنا من هذا الحسد الدفين، الذي يتسلل إلى القلب خفية، ويفسد كثيراً من ثمار المحبة. ولنتذكر دائماً أن المحبة تطرد الحسد ، وأن الحسد يطرد المحبة . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الرابع عشر عام ١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل