العظات

معمودية يوحنا - ليلة عيد الفطاس

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين الكنيسة تُطلق على عيد الغِطاس إسم عيد الثاؤفانيا أى عيد الظهور الإلهىِ أول مرّة مُنذ مجىء المسيح على الأرض يُعلن الثالوث القدوس فى يوم واحد أول مرّة يكشف عن طبيعة المسيح من هو ، إستعلان إلوهية المسيح رغم أنّه كان وسطهم ولم يعرفوه لكن إن كان البشر لم يعرفوه فالآب يعرفه والروح القُدس يعرفه ، الثالوث إجتمع فى يوم عِماد السيد المسيح لذلك يُسمى عيد الثاؤفانيا دور يوحنا المعمدان دور صعب جداً ، دوره أن يكون سابق ويعدّ لهُ شعب مُستعد ، العصر الذى أتى فيه المسيح كان عصر مُظلم جداً ، أخر الأنبياء الذى ظهر قبل المسيح كان قبله بحوالى 350 سنة ، أى 350 سنة قبل المسيح عصر مُظلم ، رغم أنّه كان قبل ذلك فى الجيل الواحد أكثر من نبى لكن 350 سنة لا يوجد فيها نبى ولا توجد بها نبّوة وظنّ العالم أنّ رجاءه فى مجىء المسيح قد إنقطع ، ووسط هذا الظلام لابُد من شخص جبّار يأتى ليُبدّد الظُلمة لذلك سُمى يوحنا صوت صارخ فى البريّة أى صوت قوى جاء ليُهيىء لله شعب مُستعد وأتى بمعمودية التوبة وتجّمع حوله الجموع لتقواه والذين أحبّوا الكرامة والُمتكآت الأولى نظروا يوحنا وخزوا لذلك عمدّ يوحنا بمعمودية التوبة إذاً كى يأتى المسيح ويُستعلن بمجد لاهوته داخلى و يهُينّى للميلاد الفوقانى لابُد من صوت صارخ داخلى ويصرُخ يوحنا فى بريّة قلبى القاحلة " عد طريق الرب " لماذا ؟ لأنّه فى وسطك قائم لست تعرفه من هو ؟ هو الرب داخلك موجود " ليس بعيد عنك ذاك الذى تطلُبه كُل أيام حياتك " هو داخلك لمّا رأى الناس عظمة يوحنا إرتابوا فى شخصيته فسألوه من أنت ؟ المسيا أم إيليا ؟ قال لستُ أنا " أنا لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه " أنا فقط أتيت لأشُير إليه ولا أشُير إلى نفسى لستُ أهلاً أن أنحنى وأحلّ سيور حذائه تعبير يهودى ليس معناه الإتضاع فقط بل كان هُناك عاده عند اليهود تقول أنّ الذى يموت دون أن يُقيم نسل أقرب إنسان له يتزوج إمرأته ليُقيم لهُ نسل ويُسمى ذلك الإنسان " ولىّ " ولكن لنفرض أنّ الولى الأول رفض الزواج من من إمرأة المُتوفى يتزوجها الولى الثانى وهو أبعد درجة فى القرابة من الولى الأول إن وافق الولى الثانى يخاف أن يُطالبه الولى الأول بالمرأة فيما بعد لذلك كانوا يأتون بالولى الأول عند باب المدينة ويخلعون نعليه ويحتفظون بهُما حتى إن طالب بالمرأة فيما بعد يُذكّروه لرفضه الأول ودليل ذلك وجود نعليه عندهُم هُنا يوحنا المعمدان يقول أنا لستُ أهلاً أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائهِ أى أنا لستُ العريس أتيت بقوة وجبروت لأشُير لهُ ، كُل واحد منّا داخله المسيح يُشير للمسيح ويعرّفه للناس ويقول لستُ مُستحق أن أنحنىِ وأحلّ سيور حذائه أنا صديق العريس ولستُ العريس نفسهُ يوحنا صوت صارخ والروح القُدس بتدبير عجيب إختاره حتى أنّ اليهود لم يستطيعوا أن يُقاوموه وتبعهُ جموع كثيرة ، لذلك مُخ يسوع يوحنا المعمدان لُقبّ أنّه أعظم مواليد النساء سر عظمة يوحنا تجرّده وأنّه غير مُستعبد لشىء هل تُريد أن تكون عظيم ؟ العظمة ليست فى المال أو المركز أو بل فى تقواك أن لا تكون مغلوب من شىء داخلك أن تدوس على شهواتك قبل أن تدوس هى عليك هذا هو يوحنا المعمدان لذلك قال عنّه المسيح هل تتخيلون يوحنا أنّه إنسان بلُباس ناعمة ؟ لا بل هو رجل برارى إلى يوم ظهوره فى إسرائيل حتى أنّه لم يكُن يعرف المسيح نعم تعامل معهُ وهو جنين لكن مُنذ أن أخُتطف وهو فى البرارى يعيش لذلك أشار لهُ الروح القُدس على المسيح بالحمامة يوحنا قال أنا أعُمدّكُم بالماء لكن الذى يأتى بعدى يُعمدّكُم بالماء والروح " الذى رفشه بيدهِ وهو يُنّقى " ما هو الرفش ؟ عندما يزرع الزارع قمح ويجمعه ليُدخله البيدر ليفصل القمح عن القش أو التبن فيفصلهُ بالرفش وهو آلة مثل الجروف ولهُ أسنان ويرفع بهِ القمح لأعلى فى مكان بهِ رياح فيفصل الهواء التبن عن القمح ويفصل القمح ويُجمع للمخازن هكذا جاء يسوع ورفشهُ بيدهِ ليُنقّى بيدرهُ ويفصل القمح عن التبن النفوس التى ليس بها عِشرة مع المسيح والرياح ترفعها وتبعدها هى التبن بينّما النفوس التى بها النعمة وتُحافظ على نظراتها وقلبها تكون مُثقلّة بالنعمة فتدخُل المخازن يوحنا يُشير للمسيح لكن عندما يأتىِ الذى رفشهُ بيدهِ تُرى هل أكون قمح أم تبن ؟ هل لى عِشرة تُعطينى إستحقاق أن أكون فى مخازنهِ أم لا ؟ سر عظمة يوحنا تجرّدُه وتقواه وأنّ تعليمه هو حياتهُ " يوحنا عمل وعلّم " سر عظمتهُ شهادة المسيح نفسه لذلك نتعجب من إتضاع يوحنا عندما يقول " لستُ مُستحق أن أنحنى وأحلّ سيور حذائهِ " " يأتى بعدى من هو أقوى منى " ويُجيبه المسيح بنفس نشيد الإتضاع ويقول له " إسمح الآن "يوحنا يقول أنا لستُ مُستحق أن ألمس حذائهِ والمسيح يقول لهُ ضع يدك على رأسى الله يُريد نفوس مُتضعة وهو قادر أن يرفع البائس من المذبلة إحذر أن تشعر أنك قليل لا هو يُريد أن يكرمك ويراك ويرفعك المسيح إتضع ليوحنا ويوحنا إتضع للمسيح يوحنا يُنذرنا " إصنعوا أثمار تليق بالتوبة " إسمع وقُل هذه الكرامة كرامة التوبة التوبة مُثمرة لا توجد توبة مُعطلّة لا تُصدّق أنّ إنسان تائب يكون غير مُتضع أو غير وديع التائب ثمار التوبة تظهر عليه لا يُصدّق أحد أنّ شجرة تين لا تُعطى ثمر التين كُل إنسان يقول أنا إبن الله لكن إن لم يكُن بهِ ثمر لا يكون إبن لله يوحنا يصرُخ فينا اليوم لنُهيىء أنفُسنا لقبول المسيح أخطر شىء أن تكون حياتك نظريات ولا تعرف المسيح وأنت تُصلّى له لا الملائكة تخدمك والأنبياء يقولون لك نحن تحت أمرك والقديسين يُشجّعونك لتلحق بهُم هو أتى لك وأنت من فوق "أنعم علينا بالميلاد الفوقانى " كُل واحد منّا نال معمودية التوبة والخلاص لذلك صلوات المعموديّة بها شِق للتوبة قبل المعموديّة خاصة وأنّ بعض غير المؤمنون يُريدون أن يعتمدوا فما الدليل على قبولهُم الإيمان ؟إنسانُه الداخلى بدأ يتهيأ هذه هى معموديّة التوبة الداخليّة التى تعدّه للميلاد الفوقانى عندما يتغير داخل الشخص فهذه علامة التوبة وبذلك يكون مُهيأ لنعمة الميلاد الجديد وعندما يأخذ نعمة الميلاد الجديد لا تنتهىِ هذه النعمة بل هى مُتجدّده وعندما يُخطىء يتوب وكُل ما يتوب أكثر مفاعيل المعمودية تظهر أكثر نحن أخذنا خِتم الخِتم لا يُعاد لكن إذا تلّوث يُنظّف التوبة والمعموديّة رفيقان للحياة وهُما يُدخلانك السماء ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

التجسد الالهى - ليلة عيد الميلاد

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين نحنُ نؤمن أننّا نُعيدّ عيد يُسمّى عيد التجسُدّ الإلهىِ نحنُ نؤمن أنّ إبن الله أتى فىِ الجسد أى تجسدّ ربما تستريح الكنيسة لِكلمة " تجسدّ " أكثر من كلمة " ميلاد " لذلك تُسمّيه " عيد التجسُدّ الإلهىِ " أكثر ما تُسمّيه " عيد الميلاد " فما الفرق بين التجسُد والميلاد ؟ بالطبع فرق جوهرىِ. الفرق بين التجسُدّ والميلاد :- التجسُدّ معناه أخذ جسداً أى كان موجود من قبل لكنّهُ أخذ شكل جسد. الميلاد يُعبرّ عن بِداية يُعبرّ عن أنّ هذا الإنسان قد بدأ الآن فنقول أنّ فُلان وُلد لا نقول أنّ فُلان تجسدّ لماذا ؟ لأنّ الفرق هو أن التجسُدّ يعنىِ أنّهُ كان موجود لكنّهُ أخذ شكل جسد ولأنّهُ كان موجود فلهُ بِداية أزليّة لكن التجسُدّ هو بِدايتهُ الزمنيّة ليس من طبيعتهُ التجسُدّ لكنّهُ لأجل الفِداء أخذ جسد وقال أكون مثل الإنسان نقول لهُ كان مُمكن لك أن تأتىِ يا الله وسط العالم ونراك كإنسان يقول لا أنا أُريد أن أكون مثلك بِلحم ودم ومولود من إمرأة معروف علمياً أنّ الجنين يتكّون من إتحاد بذرة من الرجُل مع بذرة من المرأة والحياة من الله أمّا جسد الجنين نفسه فيتكّون من جسم الأُم أى لو وزن الطفل 3ك فهذا الوزن من الأُم الروح القُدس طهرّ العذراء وهيأها ليحلّ فيها الله لماذا قصد الله أن لا يكون لهُ أب جسدىِ ؟ كُلنا نعرف أنّهُ " الروح القُدس يحلُ عليكِ " والعالم كُلهُ يشهد بذلك أنّ ميلاد يسوع لم يأتِ من إتحاد رجل وإمرأة بل من إمرأة فقط لِماذا ؟ لأنّهُ يحتاج لجسد وليس لوجود الوجود يعنىِ أنّهُ يحتاج بذرة من الرجُل لكنّهُ فىِ الأصل موجود ويحتاج فقط لجسد فتجسدّ بهذهِ الطريقة المُعجزيّة لِماذا لم يأتِ من أب فقد كان هُناك أتقياء كثيرون ؟ لأنّهُ لا يحتاج لوجود لأنّهُ موجود وهو أصل الأبوّه هو مُنذُ الأزل لذلك نقول أنّهُ تجسدّ فنقول فىِ القُدّاس " تجسدّ وتأنّس " " آفتشىِ ساركس " " آفتشىِ " تعنىِ أخذ جسداً أى واحد موجود وأخذ شىء هذا الجسد من العذراء والبذرة بذرة إلهيّة من الروح القُدس وكوّن نفسهُ داخل العذراء لأنّهُ إله خالق لذلك كان أبرع جمالاً من بنىِ البشر ولأنّ ولادتهُ عجيبة قال عنهُ أشعياء قبل ميلادهُ بـ 700 سنة " إسمهُ عجيباً " ميلادهُ عجيب لا يفحصهُ عقل " غير المفحوص " بل يُصدّق بالإيمان لا بالعيان إن كُنت قد آمنت أنّهُ جاء بدون زرع بشر فلابُد أن تؤمن أنّهُ إله وإن كان هو أصل الوجود ولا يحتاج لمن يوجدهُ فتجسدّ أى أنّهُ موجود ويحتاج لجسد لقضاء مُهمة الفِداء الله الغير قابل للموت أخذ جسد قابل للموت ليموت عنّا وينتصر على الموت لو كان قد أخذ جسداً فقط وغير مُتحد بهِ كإله كان الجسد عِند موتهِ يُدفن ويفنى ويُغلب من الموت لكنّهُ أخذ جسداً وإتحد بهِ فصار جسد إلهىِ لا تنطبق عليهِ صِفات الجسد العادىِ من حيثُ الفناء لذلك غلب الموت عجيب فىِ ميلادهُ وفِدائهُ كان مُمكن يفدينا بالجسد ويبقى الجسد فىِ الموت فيكون من فدانا تحت سُلطان الموت تخيلّ إنسان يغرق ويأتىِ غطّاس لينقذهُ فيغرق معهُ لا المسيح جاء بالجسد مثل إنسان صائراً فىِ شِبه الناس أى مثلنا " إذ تشارك الأولاد فىِ اللحم والدم إشترك هو أيضاً فيهُما لكى يبيد بالموت ذاك الذى لهُ سُلطان الموت " الجسد اليوم تبارك بهِ أنت يارب باركت جسدىِ لأنّك الإِله قبلت أن تتحد بىِ أنا أمر لا يستوعبهُ عقل بل يُدرك بالإيمان والروح لذلك لا يستطيع أحد أن يقول المسيح رب إلاّ بالروح القُدس أخذت الروح القُدس وأصبحت إبن الله اليوم سر فرح وبهجة لذلك الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما للّه أى إنسان يستوعب أنّ إنسان يتألّه !!! مُمكن يستوعب أنّ إنسان غنىِ يُقيم لنفسهُ تمثال ذهب والناس تسجُد لهُ أى تأليه للإنسان نقبلهُ لكن أى تنازل لا نقبلهُ لأنّ طبيعتنا مُتعالية مُتكبرّة بولس وبرنابا عِندما أقاما المُقعد فىِ لسترة أراد الشعب أن يعبدهُما الإنسان يستوعب التألّه لكن لا يستوعب التأنُّس يصطدم بعقلهُ فنقول هذهِ عظمة إيماننا وعظمة الله أنّهُ إقترب منّا وصار واحد منّا لذلك فِكر التجسُدّ يصطدم بالعقل لكن الإيمان يقبلهُ بِفرح ولذلك أيضاُ أُعلن لِناس مُعينّه الرُعاه قبلوهُ بِفرح لكن هيرودس رفضهُ كُل مُتكبرّ يكون التجسُدّ لهُ مصدر إزعاج لكن كُل مُتضع ومُتعبدّ نقىِ يقبل أكيد الرُعاة والمجوس صُدموا ممّا رأوهُ من بساطة ميلادهُ كانوا مُتخيلين منظر أكبر من الذى رأوهُ لكنّهُم قبلوا بساطتهُ بعظمة الإيمان يُسمّى سر التجسُدّ سر أى يُقبل بالإيمان المسيح عاش إنسان طبيعىِ يأكُل ويشرب ويجوع ويُشتم وفنقول هذا إنسان لكن إذا إقتربت من ميلادهُ وتجسُدّهُ سترى عظمة ميلادهُ وسترى النبّوات التى تحققّت فيهِ " كثيرون إشتهوا أن يروا ما أنتُم ترون ولم يروا " النبّوات كثيرة جداً عنهُ تقرأها عِند اليهود الذين هُم ضد المسيحيّة جداً البعض قد يمدح اليهود لكن المسيحيّة تقول أنّهُم من إستبدلهُم الله الله فىِ البِداية إختارهُم لكنّهُم رفضوه ورغم ذلك التوّراه مازال عِند المسيحيين يؤمنون بهِ ويقرأون " ها العذراء تحبل وتلد إبناً " و00 "" يا يهودىِ من هذا الذى تنبّأ عنهُ أشعياء من 700 سنة قبل ميلادهُ ؟ من هو الذى تنبّأ عنهُ دانيال أنّهُ سيأتىِ بعد 490 سنة ؟ وبالفعل وُلد المسيح وتجسدّ بعد 490 سنة من دانيالميخا تنبّأ عنهُ وعن ميلادهُ حزقيال تنبّأ عن طبيعة ميلادهُ أنّهُ بتولىِ الباب مُغلق دخل وخرج منهُ وهو مُغلق أيضاً تنبّأوا عن أنّهُ من سِبط يهوذا وملوك ترشيش يُقدّمون لهُ هدايا إن كانوا قد تنبّأوا عنهُ مُنذُ آلاف السنين وتحقّقت النبّوات فيهِ فمن يكون هو ؟ هو المسيّا اليوم نفرح لأنّهُ تمّم كُل بر اليوم تمّم قصدهُ أنّهُ صار إنسان ليفدينىِ الإله المُحتجب الذى لا يراهُ أحد قط رأيناهُ التابوت كان داخل قُدس الأقداس ولا يراهُ سوى رئيس الكهنة ويُقدّم بخور كثير حتى لا يراهُ ما هذا ؟ أسرار اليوم نعرفها وتُكشف لنا لذلك حتى فىِ الإرتحال كانوا يحملون التابوت مُغطّى حتى لا يراهُ أحد حتى أنّ بعض الوثنيين أرادوا رؤية التابوت فرفعوا غِطائهُ فقُتلوا فىِ الحال لكن اليوم شقّ حِجاب الهيكل ليُعلن إقترابهً منّا جداً هذا ما حدث فىِ التجسُدّ صار كواحد منّا وشاركنا فىِ كُل شىء شاركنىِ فىِ نسلىِ وإهتماماتىِ وحياتىِ وطبيعتىِ كان يُمكنهُ أن يكون إِله مُتعالىِ لكنّهُ جاء لأجلىِ أنا المريض أحبائىِ إحذر أن تُعيدّ عيد التجسُدّ الإِلهىِ دون أن تقترب منهُ لأنّهُ شاركك لحمك ودمك وليكُن موضع تفكيرك فكّر فىِ الإِله الذى أحبّك ولمس ضعفك كُل ما يُنسب للمسيح من أمور قد تُقلّل من شأنهُ هى من أجلنا وبِسببنا كُل ما يُنسب إِليهِ من جوع وعطش و هو بِسببنا كُلّما تقرأ آيات عن حالهُ كإنسان وأنت مُتصّورهُ داخلك إِله لا تحزن بل أُكتُب فوقها من أجلىِ لأنّهُ إتحد بك إتحاد ليس معنوى أو نفسىِ بل إتحاد حقيقىِ لذلك نقول لهُ كرامة لتجسُدّك أحافظ على جسدىِ وأُقدّس جسدىِ كرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ الذى لبستهُ من أجلىِ وكرامة لتجسُدّك أُقدّس جسدىِ وجسد إخوتىِ كرامة لجسدك سأتخلّى عن كبريائىِ وعمّا يُزيننىِ وأقبل أن أتضع " الإِله صار إنساناً " لذلك نقول " المزود حملك كمسكينٍ والخرقُ لفّتك الفمُ قبلّك واللبنُ غذّاك وهذا هو العجبُ فىِ إِتضاعك " الإنسان الطبيعىِ لا يقبل ما لروح الله لذلك لا يقبل التجسُد ولذلك تخيلهُ اليهود ملك يغلب الرومان ويُوسّع مملكتهُم ويُعطيهُم السِيادة على من حولهُم لكنّهُم صُدموا بهِ لأنّهُم وجدوهُ مُتضع بسيط فقير وقال لهُم مملكتىِ ليست من هذا العالم لا تحزن لأنّهُ شاركنا ضعفاتنا حتى أنّهُ وُلد فىِ أبسط الأماكن مزود لذلك لو قبلنا هذا العيد ستتغيّر إهتماماتنا لأننّا مُنغمسين فىِ العالميات لا هو " تاركاً لنا مِثالاً كى نتبّع خطواتهُ " يقول لك تعال وكُن مثلىِ وإنظُر كيف كُنت أحيا حياة بسيطة وأنت تُريد مملكة إنظُر كيف أحبّ الجميع وأنت تتعالى أنا أُهان وأنت لا تقبل الإِهانة وفىِ أى موقف صعب تقف فيهِ أنظُر إلىّ فىِ أى مرّة تُظلم فيها أنظُر إلى سيّدك الذى ظُلم وأُهين فلماذا لا تقبل أنت الظُلم ؟ لذلك جاء المسيح ليؤسّس لنا طريق توبة وطريق الملكوت فجاء ليقول لنا بالتجسُدّ أنّ جسدنا الضعيف هذا سندخُل بهِ السماء لذلك المسيح فىِ مجدهُ وسمائهُ يكون بنفس ملامح تجسُدّهِ وسيُقيمنا بنفس ملامح شكلنا وكرامة لتجسُدّهِ سندخُل السماء بجسدنا نعم سيكون بطبيعة مُختلفة لكن كرامة لتجسُدّهِ سنكون بنفس ملامح جسدنا كُلّما فكّرنا كيف يكون الإِله إنسان نتحيّر كيف الإِله المُحتجب يظهر وقد كانوا يقولون " يا جالس على الشاروبيم إظهر قُدّام أفرايم ومنّسى " " ليتكّ تشُقّ السماء وتنزل " الآن ظهر وشقّ السماء ونزل ليكون وسطنا لذلك نقول " وحلّ بيننا " وكلمة " حلّ " معناها نصب خيمتهُ أى لم يأتِ لِزيارة عابره بل نصب خيمتهُ وسطنا سكن بجانبنا سكن معنا هذا ما حدث بالتجسُدّ وسيظل معنا لأنّهُ وعدنا أنّهُ " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إِنقضاء الدهر "ربنا يكملّ كُل نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

التسليم فى حياة العذراء - عشية عيد العذراء

بسم الأب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان،وإلى دهر الدهور كلها أمين السيده العذراء قالت للملاك هوذا أنا آمه الرب ليكن لي كقولك أليصابات عندما ذهبت لتزور السيدة العذراء قالت لها طوبى للتى آمنت ان يتم ماقيل لها من قبل الرب فضيلة جميلة في السيدة العذراء لابد أن نقف لديها وهي فضيلة التسليم قبل أن نتكلم عن فضيلة التسليم أحب أن أقول إن سر تكريمنا للست العذراء ليس لفضائلها مهما كثرت فضائل الست العدرا تكريم الكنيسة للسيدة العذراء ليس لمجرد إنها لديها فضائل،ولكن تكريم الكنيسة للسيدة العذراء لأنها أم الله نقول،وبالأكثر القديسة المملوءة مجدا العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة سر تكريمنا للسيدة العذراء ليس لمجرد صمتها أو عفتها أواتضاعها أو تسليمها ولكن لانها أم الله السيدة العذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم ترى لها أيقونة إلاوإنها حاملة للرب يسوع لان كرامتها من كرامة الرب يسوع التسليم في حياة السيدة العذراء أمر جميل جدا نحب أن نتعلم منه نتكلم بنعمة الله في ثلا ث نقاط:- أولاالتسليم في حياة السيدة العذراء. ثانيا عن التسليم في حياتنا نحن. ثالثا. كيف أن نقتني حياة التسليم؟ أولا التسليم في حياة السيدة العذراء:- لابد أن نعرف أن السيدة العذراء أساسا مولودة من أب وأم فقراء جدا انتقل والدها و تنيح وهي عمرها ثلاث سنوات وهي عمرها ست سنين انتقلت والدتها اصبحت بلا أب أو أم لا يوجد إنسان يعولها فدخلت إلى الهيكل وعندما دخلت الهيكل عاشت الخضوع عاشت الطاعة عاشت التسبيح عاشت العشرة مع الله لكنها كانت خاضعة لمعلمي الهيكل ربما كانت الصورة في أذهانها البنت التي في الهيكل بنت جالسة طول النهار تصلي وتسبح ولكن الصورة ليست كذلك فقط هي جلسة تصلي وتسبح ولكنها كانت أيضا تهتم جدا بنظافة الهيكل وخدمة الكهنة معروف إن الهيكل اليهودي مليء ذبائح لا تخلص الذبيحة إلا وأن تأتي الذبيحة التي بعدها فتاة مثل السيدة العذراء فتاة صغيرة كانت تنظف وتشيل هذه هي كانت دور السيدة العذراء في الهيكل رأيته منذ فترة صورة للسيدة العذراء كانت غريبة جدا كانت بنت صغيرة لابسة لبس قديم وشعرها منكوش ورجلها حافية وبتجري وهي في الهيكل لم تلاحق الخدمة السيدة العذراء بنت بسيطة جدا مطيعة جدا خاضعة جدا كبرت في السن عايشة التسليم فقالوا لها لا بد أن تطلعي من الهيكل فقالوا لها لا بد أن تتخطبى ولكنها كانت تريد أن تعيش نظيرة إلى الرب لكن مع كلامهم اطاعت وقالت حاضر فعملوا قرعة لبعض الرجال لكي يروا من هو الشخص الذي تخطب له وقعت القرعة على يوسف البار يوسف البار كان في ذاك الوقت عمره 70 عام بنت لديها 12 سنة تخطب لرجل لديه 70 سنة تقول حاضر تسليم عجيب لم نرى بنت في هذا الكوكب مثلها تسليم عجيب أخذها يوسف لديه ويوسف رجل فقير كان شغلته في النجارة وكان لا يوجد لديه ورشة للنجارة فكان يشتغل في بيته ووجدنا الملاك يبشرها ويقول لها أن الروح القدس يحل عليكى وقوة العلي تظللك والقدوس المولود منك يدعى إبن الله كيف يكون هذا؟ وأنا لست أعرف رجلا أمر عجيب جدا إن بنت عذراء الملاك، يقول لها انك سوف تحملي فقالت له كيف؟ تتعجب أحبائي أن الأمر الذي الذي يعد لة البشرية منذ 5000 سنة للبشرية السيدة العذراء تقبله في لحظة قالت وهذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك الأمر الذي لا يصدق بالعقل الذي لا يستوعب بالعقل الأمر الذي الإنسان إذا استوعبه يخاف جدا من وجهات نظر الناس حياة التسليم أحبائي هي أن يحيا الإنسان محمولا على مشيئة الله حياة التسليم أن يقول الإنسان لا إرادتي بل إرادتك حياة التسليم هي هو ذا أنا أمه الرب ليكن ليك كقولك لدرجة أن رأيناه اقرب مايكون للسيدة العذراء الرجل البار الذي وقع عليه الاختيار هو نفسه شك فيها إذا كان يوسف شك فيها ماذا تفعل الناس؟ لدرجة أننى قرات فى كتاب السيدة العذراء تعرضت لإهانات فظيعة جدا من حملها من يوسف حتى لو كان هذا الحمل حمل طبيعي إلا أنها كانت موضع سخريةلدرجة أن يوسف عندما شك فيها قالوا أنة ذهب اشتكى لشخص من كهنة اليهود قالوا البنت الذي أنا خطبتها حامل السيدة العذراء رغم إنها عايشة في كل هذه القداسة إلا أنها قبلت كل هذه الإهانة السيدة العذراء أم الأطهار دائما الرهبان في الاديرة يحبو جدا يسمو الأماكن على اسم السيدة العذراء لأنها شفيعة البتوليين تجد السيدة العذراء في البراموس جنب منها دير السريان السيدة العذراء المحرق دائما الرهبان يحبوا أن يتسموا بأسمها أحتملت الشك أحتملت الإهانة ليكن لي كقولك لدرجة يقولوا عندما ذهب يوسف اشتكى أن هذه البنت حامل قالوا لة نحن سوف نجيبها سرا ونتكلم معها وفي العهد القديم في سفر العدد توجد شريعة اسمها شريعة الماء المر ما هي هذه الشريعة؟ عندما يذهب شخص واشتكى من زوجته أو من بنته أو من قريبته يقول إن هذه البنت أو الفتاة حامل وأنا شاكك فيها يتعامل معها شريعة الماء المر يأتوا بماء ويجلس الكاهن يقرأ لها بعد الويلات ومعه قطعة من الورق ويقول لها الرب سوف يعاقبك والبنت تقول أمين ويأتي بهذه الورقة ويقطعها ويضعها في الماء ويقول لها اشربي الماء البنت تشرب الماء لو البنت بريئة لا يحدث لها شيء لو البنت فعلا عملت خطية جسمها يتورم وهذا يكون خزي وعار بالنسبة لها يقال إنه يوجد بعد الكهنة أشار على يوسف أن يتم للسيدة العذراء هذه الشريعة لهذة الدرجة الأهانة؟!لكن السيدة العذراء تنظر إلى السماء وتقول هوذا أنا أمه الرب الإنسان الذي يضع بين الله حياته حتى وإن أحاط به تجارب أو ضيقات يقول هوذا أنا امه الرب ليكن لي كقولك أنت فعلت أنت يا رب سوف تتصرف يعدي موضوع الحمل الإلهي والميلاد رأيناه في مكان فقير جدا بنت لا احد مكان أن تولد فيه تسليم عجيب لدرجة أن رأينا هذا المكان الذي تولد فيه ليس مجرد بيت أو حجرة أو مكان مخزن لكنه مزود للبهائم قبلت في كل أمورها السيدة العذراء كانت تقول حاضر جميل جدا الإنسان الذي واثق في تدبير الله في حياته ويقول له ها أنا ذا يارب هوذا انا امه الرب ليكن ليك كقولك ولان يوسف فقير فكان لا يمتلك المصروف إللي يصرف على العذرا، ولا ربنا يسوع، ولكنه هو يشتغل في حرفة تعتمد على أن الناس تعرف هو من أين يصرف على السيدة العذراء وربنا يسوع المسيح التدبير الإلهي يسمح أن تكون من ضمن الهدايا التي أتى بها المجوس ذهب لكي يوسف يصرف من هذا الذهب على السيدة العذراء وعلى ربنا يسوع المسيح وهذا هو الذي صرف منه أثناء الرحلة الى ارض مصر الإنسان إللي مسلم حياته لربنا ربنا يعوله ربنا يرتب له ربنا صانع الخيرات يقول قم خذ الصبي وأمه وأ هرب إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبي ويذهبوا وكل مكان يدخلوا إليه ببركة الطفل الإلهي تسقط الأوثان فتثور المدينة ويترضوهم في كل مكان السيدة العذراء تطرد من هنا إلى هنا وهي مسلمة تماما تسليم عجيب رأيناه في السيدة العذراء توجد أمور وإنت مسلم ربنا حياتك هو يتصرف ربنا من حكمته الإلهيه يريد أن ربنا يسوع المسيح أقدامه تطأ أرض مصر هو أراد أن يسوع يزور أرض مصر ليبارك أرض مصر ويبارك شعب مصر لأنه يعلم بالتدبير أنه سوف تكون مصر في يوم من الأيام هي عمود للدين الأرثوذكسي إللي يكون في وسطها مذبح ويخرج منها رجال أبطال الإيمان يخرج منها نور الرهبنة للعالم كله عن طريق العظيم انطونيوس اللة يعلم انة سوف يكون لو شعب كبير عايشين ببركة وجود يسوع في أرض مصر عندما أقول يا رب لماذا تفعل ذلك يا رب؟ ما بعد ذلك؟ وبعد ذلك ترجع مرة أخرى تعيش مع ربنا يسوع المسيح في تسليم من بلد لبلد رغم أن أثناء حياة ربنا يسوع المسيح كثير بلدان أغلقت أبوابها امامها والسامرة أغلقت بابها أمامه لحين أن وصل يسوع إلى الصليب والعذراء مسلمة لدرجة إنه قال لها كلمة هذه الكلمة أطاعت بها 14 عام من عمرها هي كلمة واحدة فقط يا امرأة هوذا ابنك على يوحنا الحبيب يا يوحنا هوذا أمك فأخذها ذلك التلميذ إلى ذلك الوقت تسليم عجيب ربنا يسوع المسيح قال لها يا امرأة يسوع لم يقول للسيدة العذراء يا امرأة إلا مرتين في الكتاب المقدس مرة في عرس قانا الجليل والمرة الأخرى عند الصليب لماذا؟ لانة يريد أن يشير الانتباه أن هذه هي المرأة التي نسلها يسحق راس الحية يريد ان يقول إن هذه المرأة الذي يتحقق بها الوعد بالخلاص يقصد يسوع بهذة الكلمة يلفت الانتباه إن هذه المرأة التي نسلها سوف يسحق نسل الحية تسليم عجيب كل هذه الأمور. ثانيا التسليم في حياتنا نحن؟ في الحقيقة نحن محتاجين إننا نعيش محمولين بالثقة الإلهية محتاجين إننا نعيش بكلمة هوذا أنا أمه الرب محتاج إني أعيش بهذا السلام يارب ليكن لي كقولك أعمل إللي إنت عاوزه لتكن لا إرادتى بل إرادتك ما أجمل الإنسان الذي عندما يفعل أي إنسان يتأكد إنه بأمر إلهي ما أجمل الإنسان الذي يشعر بأنه عايش بحسب قصد اللة جميل جدا أكثر شيء تتعب الإنسان أحبائى هى إرادته الذاتية فكره البشري الذى أسقط الإنسان وطرد الإنسان من حضرة الله الإرادة البشرية المنفردة أنا أصير مثل الله أنا أريد أكون شيء وهو شىء انا فكر وهو فكر هذا الذي أسقط الإنسان عندما ربنا يسوع المسيح جاء لكي يفدى الإنسان احب يرجع للإنسان هذا العيب ليعالجة فجعل إرادة وفقا لارادة الله أرجع للبشرية وحدة الإرادة مع الله وقال له لتكن لا إرادتى بل إرادتك اطاع حتى الموت موت الصليب أسلم ذاته لكي يقول عوض عصيان آدم انا سأقدم طاعة للة أكثر شيء تتعب الإنسان الإرادة المنفصلة التمرد العصيان العناد كثير واحد في حياته يقول لماذا؟ يكون يريد أن يدبر الأمور بحسب إرادته كتير يكون الإنسان قلقان على كل شيء اليوم احبائي من أكثر الأشياء إللتى تعب الناس القلق كل الناس قلقانة هذه ضربة من العدو يريد أن يفقد عليك بهجة حياتك،ويضيع منك بهجة حضورك مع الله يريد أن ينزع منك لمحة الاتكال على الله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.

العذراء وحياة التسليم

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَانْ وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين فَضَائِل وَبَرَكَات كَثِيرَة وَمَجْد عَظِيم مُخْفَى دَاخِل أُمِّنَا السَيِّدَة العَذْرَاء وَلكِنْ يُوْجَدٌ فَضِيلَة نُرِيدْ أنْ نَتَعَمَقٌ فِيهَا وَنَأخُذ بَرَكَاتْهَا مِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَرَبِّنَا يُعْطِينَا قُلُوب مَفْتُوحَة وَآذَان صَاغِيَة قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) سَنَتَحَدَث عَنْ حَيَاة التَّسْلِيم عِنْدَ السَيِّدَة العَذْرَاء وَسَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاطْ :- 1- التَّسْلِيم عِنْدَ العَذْرَاء :- التَّسْلِيم يَعْنِي إِنْسَان يِسَلِّمْ أي يَتْرُك إِرَادَتُه لإِرَادِة الَّذِي أمَامُه وَالسَيِّدَة العَذْرَاء عَاشَتْ حَيَاة التَّسْلِيم وَالخُضُوع لِكُلَّ أمر إِلهِي فَأبُوهَا تَنَيَّح وَعُمْرَهَا ثَلاَث سَنَوَات وَأُمَّهَا تَنَيَّحَتْ وَكَانَ عِنْدَهَا سِتْ سِنِينْ وَلكِنَّهَا سَلِّمِتْ وَعَاشِتْ فِي الهِيكَل حَيَاة التَّسْلِيم وَكَانَتْ خَادِمَة فِي الهَيْكَل اليَهُودِي وَيُوْجَد صُورَة فِي أذْهَان البَعْض أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تُسَبِّح وَتُرَنِمْ فِي الهِيكَل وَلكِنْ هذَا جُزْء مِنْ حَيَاتْهَا وَلكِنْ يُوْجَد جُزْء آخَر وَهُوَ أنَّ البِنْت فِي الهِيكَل اليَهُودِي تُصْبِح خَادِمَة وَالهِيكَل اليَهُودِي فِيهِ ذَبَائِح كَثِيرَة وَيَحْتَاج إِلَى تَنْظِيفْ وَالَّذِي يَقُوم بِعَمَلِيِة التَّنْظِيفْ الخَادِمَات أوْ النَّذِيرَات وَمِنْ ضِمْن البَنَات كَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَتُوْجَد صُورَة لِلسَيِّدَة العَذْرَاء غَرِيبَة وَهيَ شَعْرَهَا مَنْكُوش وَرِجْلِيهَا حَافْيَة وَهذَا يَدُل عَلَى الضَّغْط الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الخِدْمَة وَبَدَأ سِنَّهَا يِكْبَر وَلَمْ تُفَكِّر السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى أيْنَ تَذْهَبْ أوْ مَاذَا يَفْعَلُوا بِهَا ثُمَّ قَالُوا لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُخْطَبْ وَلكِنَّهَا تُرِيدْ أنْ تَعِيش حَيَاة البَتُولِيَّة وَلَمْ تَعْتَرِض فَعَمَلُوا عَلَيْهَا قُرْعَة حَتَّى يَجِدُوا الشَّخْص وَكَانَ هذَا الشَّخْص هُوَ يُوسِف النَّجَار وَكَانَ فِي ذلِك الوَقْت عَنْدُه 70 سَنَة وَكَانَتْ إِمْكَانِيَات يُوسِف فَقِيرَة جِدّاً فَهُوَ يَعْمَل نَجَّار فِي المَنْزِل وَلَيْسَ لَهُ وَرْشَة أي يِصَلَّح الأشْيَاء وَلاَ يَقُوم بِعَمَل أشْيَاء جِدِيدَة وَبِالتَّالِي دَخْلُه بَسِيطْ جِدّاً وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَلَمَّا أتَى المَلاَك لِيَقُول لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُصْبِح حَامِلٌ فَالأمر الَّذِي أعَدَّهُ الله لِلعَالَمْ مُنْذُ 5500 سَنَة إِسْتَوْعِبِتُه العَذْرَاء فِي لَحْظَة وَلِهذَا قَالَتْ لَهَا ألِيصَابَات ﴿ طُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ﴾ ( لو 1 : 45 ) وَلكِنْ هذَا الأمر سَيُعَرِّض ذَات السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى إِهَانَات وَسَيَشُك فِيهَا أقْرَب النَّاس وَبِالفِعْل نَجِدْ أنَّ يُوسِف البَّار أرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً ( مت 1 : 19) وَلكِنَّهَا فِي كُلَّ هذَا خَاضِعَة وَيُوْجَدٌ شَرِيعَة فِي العَهْد القَدِيم فِي سِفْر العَدَد تُسَمَّى شَرِيعِة (( المَاء المُر )) هذِهِ الشَّرِيعَة تُطَبَّقٌ عَلَى السَيِّدَة أوْ البِنْت الَّتِي يُشَك إِنَّهَا عَمَلِتْ خَطِيَّة وَزَنِتْ وَوُجِدَت حَامِل فَيَتِمْ إِحْضَار مَاء وَيَقُوم الكَاهِن بِقِرَاءِة الوَيْلاَت عَلَيْهَا وَتَقُول البِنْت فِي كُلَّ مَرَّة " آمِين آمِين " وَيَقْطَعْ الوَرَقَة دَاخِل المَاء وَتَقُوم البِنْت بِشُرْب المَاء فَإِذَا كَانَتْ عَمَلِتْ خَطِيَّة يَتَوَرَّم جِسْمَهَا وَتَسْقُطْ رِجْلِيهَا لأِسْفَل وَإِذَا لَمْ تَفْعَل تُصْبِح سَلِيمَة وَتَحْبَل بِزَرْع ( عد 5 : 11 – 28 ) وَيُقَال أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء جَازَتْ هذَا الإِخْتِبَار فَالسَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تَقُول إِذَا كَانَ رَبِّنَا رَاضِي بِالإِهَانَة أوْ بِرَجُل فَقِير وَكِبِير فِي السِّنْ فَلْتَكُنْ إِرَادَتُه وَبَعْد ذلِك يَرَى يُوسِف البَّار رُؤيَة حَتَّى لاَ يَخَاف وَيَأتِي وَقْت الوِلاَدَة وَلَمْ تَجِدٌ السَيِّدَة العَذْرَاء أي مَكَان لِتَلِدٌ فِيهِ وَوَلَدَت فِي مِزْوَدٌ وَكَانَ مُمْكِنْ عِنْدَمَا تَرَى السَيِّدَة العَذْرَاء مَنْظَر المِزْوُدٌ تَعْتَرِض وَلكِنْ فِي كُلَّ الأُمور كَانَتْ تَقُول حَاضِر ثُمَّ تُوْجَدٌ مُشْكِلَة وَهيَ عَدَم وُجُودٌ دَخْل لِيُوسِف النَّجَار حَتَّى يِصْرِفُوا مِنُّه فَيُوسِف فِي بَلَدٌ غَرِيبَة وَلاَ أحَدٌ يَعْرِفْ أنَّهُ نَجَّار فَيَحْدُث تَدْبِير إِلهِي عَجِيبْ وَهُوَ أنْ يَأتِي المَجُوس لِيُقَدِّمُوا هَدَايَاهُمْ ذَهَبْ وَلُبَان وَمُرّ ( مت 2 : 11) وَيُقَال أنَّ هذَا الذَّهَبْ هُوَ الَّذِي تَرَبَّى بِهِ يَسُوع وَهُوَ الَّذِي أُنْفِقَ بِهِ عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه ثُمَّ يَظْهَر المَلاَك لِيُوسِف وَيَقُول لَهُ خُذْ الصَّبِي وَأُمُّه وَاهْرَب إِلَى مِصْر وَكُلَّ بَلَدٌ تَدْخُل فِيهَا السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ الأوْثَان تَقَعْ وَيَقُوم النَّاس بِطَرْدَهَا وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر وَكَانَتْ تُرَبِّي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِالجَسَد وَعِنْدَ الصَّلِيبْ كَانَتْ فِي تَسْلِيمْ عَجِيبْ فَلَمْ تَعْتَرِض فِي أي مَرْحَلَة أوْ تِدَّخَل أوْ تَتَمَرَدٌ وَلَمْ تُحَاوِل أنْ تَجْعَل الأُمور تَسِير حَسَبْ هَوَاهَا أوْ فِكْرَهَا أوْ رَغْبِتْهَا وَلكِنَّهَا عَاشِتْ حَيَاة تَسْلِيمْ كَامِلَة فَالأمر الَّذِي لَمْ يَسْتَوْعِبُه الأبْرَار وَالكَهَنَة وَالأتْقِيَاء أنْ يُوْجَدٌ عَذْرَاء تَحْبَل وَلكِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء إِسْتَوْعِبِتْ الأمر وَحَفَظِتُه فَالأمر الَّذِي أُخْفِيَ عَنْ أعْيُنْ كَثِيرِينْ كَانَ وَاضِحٌ أمَام السَيِّدَة العَذْرَاء وَمُمْكِنْ أحَدٌ يِسْأل سُؤَال لاَهُوتِي وَهُوَ مَنْ الَّذِي كَانَ يَعْرِفْ أنَّ السَيِّد الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله(( الله المُتَجَسِّد )) ؟ وَالإِجَابَة هِيَ أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء هِيَ الوَحِيدَة الَّتِي كَانَتْ تَعْرِفْ فَالسَيِّدَة العَذْرَاء رَأت السَيِّد الْمَسِيح فِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاتُه وَهُوَ يِكْبَر وَيَتَكَلَّمْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُه وَاهْتِمَامَاتُه ؟ وَكَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء فِي حَالِة دَهْشَة وَهذِهِ الحَالَة أوْجَدِت صَمْت فِي حَيَاتْهَا وَكَانَتْ تُفَكِّر فِي جَمِيعْ هذِهِ الأُمور فِي قَلْبِهَا وَعِنْدَمَا إِعْتَرَفَ بُطْرُس أنَّ الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله الحَيِّ ( مت 16 : 16)لَمْ يَكُنْ إِيمَانُه مِثْل إِيمَان السَيِّدَة العَذْرَاء بِدَلِيل أنَّهُ شَك وَاهْتَز إِيمَانُه أمَام جَارِيَة . 2- التَّسْلِيم فِي حَيَاتْنَا :- بِالرَّغْم مِنْ أنَّ كُلَّ ظُرُوفْ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ ظُرُوفْ صَعْبَة وَمُعَاكْسَة إِلاَّ إِنَّهَا كَانَتْ تَقُول حَاضِر فَأحْيَاناً يَقُول الإِنْسَان حَاضِر فِي الظُّرُوفْ الَّتِي تَسِير عَلَى هَوَاه وَلكِنْ هَلْ مُمْكِنْ أنْ يَقُول حَاضِر فِي الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير مَعَ إِرَادَتُه ؟ فَالإِنْسَان إِذَا نَجَح يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُوَفَّقٌ هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ وَالإِنْسَان السَّلِيمْ يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا حَدَثْ لَهُ مَرَض هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ فَالتَّسْلِيمْ هُوَ أنْ أقْبَل كُلَّ شِئ فِي كُلَّ وَقْت وَأنْ أشْعُر أنَّ حَيَاتِي فِي يَدْ الْمَسِيح فَالتَّسْلِيمْ هُوَ الخُضُوع الكَامِل لله بِمِلْء الإِيمَان وَلِهذَا نَجِدْ أنَّ حَرْب القَلَقٌ تَتَزَايَدْ عَلَى الإِنْسَان خَاصَّةً فِي هذَا الجِيل فَالإِنْسَان طُول الوَقْت يُفَكِّر وَلاَ يَعِيش مُطْمَئِنْ أوْ هَادِئ لأِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يُسَلِّمْ وَدَائِماً قَلِقٌ عَلَى المُسْتَقْبَل فَأغْلَبْ الأمْرَاض أسْبَابْهَا عَصَبِيَّة وَنَفْسِيَّة وَهذَا فَخ مِنْ عَدُو الخِير حَتَّى لاَ يَعِيش الإِنْسَان فِي أمْن فَالإِنْسَان يَعِيش دَائِماً فِي دَائِرَة وَلكِنْ يَحْتَاجٌ فِي كُلَّ هذَا إِلَى التَّسْلِيمْ فِي كُلَّ أحْوَال حَيَاتُه وَلاَ يَلْجَأ إِلَى أعْمَال غِير سَلِيمَة ﴿ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ ﴾ ( زك 2 : 8 ) يُحْكَى أنَّ أبُونَا بِيشُوي كَامِل عِنْدَمَا تِعِبْ فِي أخِر أيَّامُه كَانِتْ تَاسُونِي أنْچِيل حَزِينَة جِدّاً وَكُلَّ مَا يَضَعْ أبُونَا يَدُه عَلَى شَعْر ذَقْنُه فَكَانَ الشَّعْر يَسْقُطْ وَكَانَتْ تَاسُونِي أنْچِيل تَبْكِي وَفِي مَرَّة نِزِل شَعْر كَثِير مِنْ ذَقْن أبُونَا فَتَاسُونِي أنْچِيل إِنْهَارِتْ فِي البُكَاء وَلكِنْ أبُونَا بِيشُوي قَالَ لَهَا إِنَّ هذَا الشَّعْر لاَ يَسْقُطْ إِلاَّ بِإِذْن الله فَالصُدْفَة لاَ تَلْعَبْ دُور فِي حَيَاتْنَا وَلاَ المَال وَلاَ الذَّكَاء وَلاَ الأقَارِبْ ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ ﴾ ( مرا 3 : 37 ) فَكُلَّ شِئ بِتَدْبِير وَأمر وَإِرَادِة الله وَعَلَى الشَّخْص أنْ يَثِقٌ فِي إِرَادِة وَتَدْبِير الله وَأنْ يَخْضَعْ لله فَرَبَّ المَجْد قَالَ ﴿ أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ﴾ ( مت 6 : 25 ) فَالَّذِي يُعْطِيك الأهَمْ ألاَ يُعْطِيك الأقَلْ ؟!!الَّذِي أعْطَاكَ الجَسَد ألاَ يُعْطِيك الطَّعَام ؟!! وَلكِنْ نَجِدٌ النَّاس تَعِيش فِي قَلَقٌ عَلَى الأكْل وَالشُرْب وَنَجِدٌ أنَّ عَدُو الخِير يُشَكِّك الإِنْسَان فِي القَلِيل حَتَّى يَنْسَاق الإِنْسَان وَرَاءَهُ فَأُمور كَثِيرَة يُحَاوِل عَدُو الخِير أنْ يُقْلِقْنِي وَيِفْقِدْنِي سَلاَمِي وَأنْ أنْسَى خَيْرَات الله إِلهِي وَأنْ أسْأل الله لِمَاذَا يَارَبَّ تَفْعَل هذَا ؟ فَعَدُو الخِير يَسْتَثْمِر الظُّرُوف وَلكِنْ عَلَى الإِنْسَان أنْ يَقْبَل إِرَادِة الله وَيَقْبَل كُلَّ شِئ مِنْ يَدِيه فِي ثِقَة أنَّهُ يَصْنَعْ الكُلَّ حَسَن فَنَحْنُ لاَ نَعْلَمْ مَاذَا يَفْعَل الله وَلكِنْ نَحْوَك عُيُونَنَا ( 2أخ 20 : 12) فَلِمَاذَا هَرَبْ رَبِّنَا يَسُوع مِنْ وَجْه هِيرُودِس ؟ فَحَسَبْ تَقْدِير الإِنْسَان كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنَّ الله يِمَوِّتْ هِيرُودِس وَلاَ يَهْرَبْ وَلكِنْ الله لَهُ قَصْد هُوَ أنْ يَأتِي إِلَى مِصْر وَيُبَارِك شَعْبَهَا وَيُصْبِح هُنَاك مَذْبَحٌ وَعَمُودٌ فِي أرْض مِصْر ( أش 19 : 19) وَأنْ تُصْبِح مِصْر يُوْم مِنْ الأيَّام عَمُودٌ الْمَسِيحِيَّة وَكَارِزَة لِلعَالَمْ فَرَبِّنَا إِسْتَخْدِم هِيرُودِس فَهُوَ الَّذِي يُحَرِّك الأُمور وَمِنْ الجَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير عَلَى إِرَادَتِهِ أنَّ الله هُوَ الَّذِي يُحَرِّكْهَا وَأنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شِئ حَسَبْ إِرَادَتِهِ وَلكِنْ الإِنْسَان مُتَعَجِّل لِمَعْرِفَة خِطَّة الله فِي حَيَاتُه وَلكِنْ الله يُرِيدْ أنْ يَتَعَامَل الإِنْسَان مَعَ يَدِهِ القَدِيرَة وَأنْ يَفْهَمْ مَا يَحْدُث لَحْظَة بِلَحْظَة فَيَشْعُر الإِنْسَان بِفَرَح وَسَعَادَة لأِنَّ الله يُرَتِّب حَيَاتُه فَمُعَلِّمْنَا بُطْرُس عِنْدَمَا إِنْحَنَى السَيِّد الْمَسِيح لِيَغْسِل رِجْلِيه قَالَ بُطْرُس حَاشَاك يَارَبَّ وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ لَهُ إِذَا لَمْ أغْسِل رِجْلِيك لاَ يَكُون لَكَ نَصِيبٌ مَعِي فَقَالَ بُطْرُس إِغْسِل يَارَبَّ وَلكِنُّه كَانَ فِي خَجَل وَحِيرَة لِمَاذَا يَفْعَل الله هكَذَا ؟ وَكَانَ رَدٌ رَبِّنَا عَلِيه لَسْتَ تَفْهَمْ الآنْ مَا أنَا فَاعِلُه وَلكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد ( يو 13 : 5 – 9 ) وَ" فِيمَا بَعْد " مُمْكِنْ تِكُون بَعْد سَاعَة أوْ شَهْر أوْ فِي الأبَدِيَّة فَمُمْكِنْ أنْ تَحْدُث أشْيَاء فِي حَيَاتِي وَلكِنِّي لاَ أفْهَمْهَا وَلكِنْ سَيَفْهَمْ الإِنْسَان كُلَّ شِئ فِي الأبَدِيَّة حَيْثُ يُرْفَعْ عَنَّا الجَهْل وَنَأخُذْ المَعْرِفَة الكَامِلَة فَكُلَّ مَا نَرْفُضُه عَلَى الأرْض نَقْبَلُه فِي الأبَدِيَّة يُحْكَى عَنْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبْرَاهِيم أنَّ إِبْنُه الأكبَر كَانَ طَبِيب مُتَزَوِج وَأنْجَبْ طِفْلَة ثُمَّ أُصِيبَ بِمَرَض وَتَنَيَّح فَجَاءَ كَاهِن زِمِيل أبُونَا حَتَّى يُعَزِّيه فَعِنْدَمَا دَخَلِتْ الطِّفْلَة فَمِسِك أبُونَا الزَّائِر هذِهِ الطِّفْلَة وَحَضَنْهَا وَانْهَار فِي البُكَاء فَإِذَا بِأبُونَا مِيخَائِيل هُوَ الَّذِي طَيِّبْ خَاطِر الكَاهِن وَقَالَ لَهُ إِنّ مَا حَدَث هُوَ أمر مِنْ الله وَإِرَادَتُه وَهُوَ فِي مَكَان جَمِيلٌ وَقَالَ لَهُ إِذَا كَانْ إِبْنُه سَافِر فِي بِعْثَة إِلَى أمْرِيكَا أفَلاَ كَانَ هذَا الكَاهِن يَأتِي لِتَهْنِئِة أبُونَا ؟فَالسَّمَاء أحْسَنْ مِنْ البِعْثَة وَلكِنْ أحْيَاناً الكَلاَم سَهْل وَلكِنْ التَّنْفِيذ يِخْتِلِفْ وَالمَوْقِفْ هُوَ الَّذِي يَخْتَبِر الإِنْسَان . 3- كَيْفَ أقْتَنِي التَّسْلِيم ؟ أ- حُبْ الله :- الإِنْسَان يُحِبْ الله وَلاَبُدْ أنْ يَثِقٌ أنَّ الله يُحِبُّه وَأنّ الله لاَ يُؤذِيه أوْ يَضُرُّه .. فَالله لَيْسَ ضِد الإِنْسَان وَهُوَ الَّذِي يُعْطِينَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنَىً لِلتَّمَتُّع ( 1تي 6 : 17) فَإِذَا كَانَ الأب يُعْطِي أوْلاَدُه عَطَايَا جَيِّدَة فَكَمْ بِالأوْلَى الله ( مت 7 : 11) فَنَحْنُ أوْلاَدُه وَهُوَ الَّذِي يَرْعَانَا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ وَمِنْ الأشْيَاء الصَّعْبَة أنْ يَجْعَل الإِنْسَان أُمورُه تَسِير عَلَى طَرِيقْتُه . ب- الثِّقَة :- الثِّقَة تَجْعَل الإِنْسَان يَتْرُك نَفْسُه لِشِئ وَعَلَى قَدْر مَا نِسَلِّمْ لِرَبِّنَا أُمور حَيَاتْنَا عَلَى قَدْر مَا نِجْبِرُه عَلَى الإِعْتِنَاء بِنَا وَعَلَى قَدْر مَا نَتَوَلَّى أُمور حَيَاتْنَا نِجْبِرُه عَلَى أنْ يَتَخَلَّى عَنَّا فَمَنْ الَّذِي يَقُودٌ حَيَاتَك أنْتَ أم الله ؟فَالله هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا فِي مَوْكِبْ نُصْرَتِهِ ( 2كو 2 : 14) فَلاَبُدْ أنْ يَكُون الإِنْسَان عَنْدُه ثِقَة أنَّ الله قَدِير وَأنَّهُ صَانِعْ الخَيْرَات وَهُوَ الَّذِي دَبَّر الكُون وَصَنَعُه حَسَن فِي وَقْتِهِ أفَلاَ يَصْنَعْ كُلَّ شِئ فِي حَيَاتِي حَسَن فِي وَقْتِهِ حَتَّى إِذَا وُجِدَت شِدَّة أوْ أزْمَة فِي حَيَاة الإِنْسَان ؟فَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِّيَتِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل رُشُومَات الخُبْز فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) . ج- الإِخْتِبَارٌ :- فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاتُه بِذِهْنُه يَشْعُر أنَّ حَيَاتُه لاَ تُوْجَدٌ فِيهَا سَلاَمٌ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَتَذوَق التَّسْلِيمْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ أصْبَحٌ هَادِئ وَمُطْمَئِنْ فَالتَّسْلِيمْ حَيَاة إِخْتِبَارٌ وَلاَبُدْ أنْ يَخْتَبِر الإِنْسَان حَيَاة التَّسْلِيمْ كُلَّ يُوْم حَتَّى تَنْقِلُه مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد فَيَقُول سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَل ( أع 27 : 15) وَمِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُسَبِّبْ القَلَقٌ فِي حَيَاة الإِنْسَان رَغَبَاتُه الكَثِيرَة المُتَصَارِعَة وَطَلَبَاتُه وَعَدَم شَبَعُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَخْتَبِر حَيَاة التَّسْلِيمْ يَشْعُر بِالفَرَح وَالبَهْجَة وَيَشْعُر أنَّ الله هُوَ كِفَايْتُه وَشَبَعُه وَيَقُول لِتَكُنْ إِرَادِة الهَ فَأنَا أُرِيد الله فَقَطْ وَعِنْدَمَا يَتَذَكَّر الإِنْسَان حَيَاتُه وَيَخْتَبِر عِنَايِة الله بِهِ فَمِنْ الصَّعْب أنْ لاَ يُسَلِّمْ بَاقِي حَيَاتُه لله فَالَّذِي أعَانَ الإِنْسَان مُنْذُ حَدَاثَتِهِ هَلْ يَعْجَز عَنْ تَدْبِير بَعْض الأيَّام أوْ الإِحْتِيَاجَات ؟ فَهذِهِ الأُمور بِالنِّسْبَة لله تَافْهَة فَقَبْل الشُّرُوع فِي أي عَمَل أوْ أي مَوْقِفْ فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يَكُون مَمْزُوج بِصَلاَة وَخُضُوع وَتَسْلِيمْ وَيَقْتَنِعْ بِإِرَادِة الله قَبْل أي أمر مَصِيرِي فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يُسَلِّمْ الإِنْسَان هذَا الأمر لله فَالإِنْسَان يَخَافْ مِنْ إِرَادَتُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَضَعْ الأمر أمَام الله يَقُول لله أنَا أُرِيدْ إِرَادَتَك وَأنْ تَهْدِينِي وَيَمِينَك تُمْسِكْنِي أنَا أُرِيدْ أنْ أتَأكِّدْ أنَّ الأمر مِنَّك وَلِتَكُنْ إِرَادَتِي كَإِرَادَتَك فَالعِصْيَان هُوَ الّذِي أحْدَر الإِنْسَان مِنْ السَّمَاء إِلَى الأرْض وَخَطِيِّة أبُونَا آدَم فِي الأسَاس هِيَ العِصْيَان وَلكِنْ الشِئ الَّذِي يِرَجَعْنَا إِلَى الحَيَاة الفِرْدُوسِيَّة هِيَ حَيَاة الطَّاعَة وَالتَّسْلِيمْ وَعِنْدَمَا جَاءَ الله عَلَى الأرْض قَدَّم طَاعَة عِوَض العِصْيَان فَالله أطَاعَ حَتَّى مَوْت الصَّلِيب ( في 2 : 8 ) فَلاَبُدْ أنْ يَقُول الإِنْسَان لله حَاضِر وَيُكْثِر مِنْ الصَّلاَة وَيَحِيد إِرَادَتُه أي يَضَعْهَا جَانِباً فَلاَ تُزَل قَدَم الإِنْسَان لأِنَّ كُلَّ شِئ يُعْمَل بِإِرَادِة الله حَتَّى وَإِنْ كَانْ فِي مَظْهَر حَيَاتُه أتْعَاب فَحَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء فِيهَا أتْعَاب وَحَيَاة السَيِّد الْمَسِيح أيْضاً فِيهَا أتْعَاب وَلكِنْ مَا هِيَ فِكْرِة الإِنْسَان عَنْ الأتْعَاب ؟ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاة التَّسْلِيمْ يَعِيش فِي سَلاَمٌ حَتَّى إِنْ وُجِدَت الآلاَم وَالأتْعَاب وَالضِيقَات فَكُلَّ أمر أقُول لله أنَا عَبْدَك وَإِبْن أمَتَك ( مز 115 مِنْ مَزَامِير التَّاسِعَة ) وَأقُولْ لَهُ أيْضاً ﴿ أنَا أُخْضِعُ ذَاتِي دُونَ عِنَادٍ لأِصَابِعِكَ تُشَكِّلُ فِيَّ ﴾( مِنْ تَرْنِيمِة " أيُّهَا الفَّخَارِي الأعْظَمْ " ) رَبِّنَا يُعْطِينَا حَيَاة التَّسْلِيمْ وَيَرْفَعْنَا بِبَرَكِة السَيِّدَة العَذْرَاء وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد إِلَى الأبَد آمِين.

بركات الصعود - عشية عيد الصعود

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين عيد الصعود هو عيد رد الإنسان للسماء عيد ينال فيهِ الإنسان كرامته التى فقدها يقول القديس يوحنا ذهبىِ الفم إنّ الإنسان الذى عاش فى حضرة الله وكان يتمتّع بالوجود مع الله عندما أخطأ طُرد من حضرة الله وعندما طُرد أوقف الله كاروب بسيف نار مُتقلّب لحراسة طريق شجرة معرفة الخير والشر ومنع الإنسان من الفردوس الإنسان المطرود يفتح لهُ المسيح ليس طريق الفردوس بل السماء موضع الأقداس وعرش الله عندما طُرد الإنسان من الفردوس عاش فى الأرض مذلول وفى ضيق لأنّ الله قال لهُ أنت لا تستحق الأرض لذلك بعرق جبينك تأكُل خُبزك وتُنبت لك الأرض شوكاً وحسكاً الإنسان الذى لا يستحق سُكنى الأرض صار من مواطنى السماء المسيح أكمل التدبير بالقيامة وظلّ أربعين يوماً على الأرض ليُثبّت الكنيسة " وأراهم نفسهُ حياً ببراهين كثيرة " إعطونى لآكُل " " جسّونىِ " براهين كثيرة تُثبت أنّه حى كى يُثبّت الكنيسة ورقم أربعين يرمُز لما هو أرضىِ وسماوىِ 4 فى10 رقم أربعة يُشير لأركان الأرض الأربعة ورقم عشرة يُشير للسماء السيد المسيح ظلّ أربعين يوم ليجعل الأرض الأرضيّة أرض سماوية ويُحضرنا معهُ لأبيهِ لذلك عندما يفقد إنسان شخص عزيز عليهِ تقول لهُ الكنيسة إصنع لهُ تذكار الثالث والأربعين لماذا هذان التذكاران ؟ تقول الكنيسة :- الثالث كى تشعُر أنّ هذا الشخص الذى توفّى لم يمُت بل قام فى اليوم الثالث مع المسيح. والأربعين كى تتذكّر الصعود وكأنّ هذا المُتوفّى أخذ مجد سماوىِ وإشترك مع المسيح فى صعوده. قال السيد المسيح " أنا ذاهب لأعُد لكم مكان " ذهب كسابق ليعُدّ لنا مكان فى سفر التكوين فى قصة يوسف الصدّيق الذي أهُين وأذُل وطُرد وسُجن وأخيراً رفعهُ الله وأقامهُ رئيساً على أرض مِصر كُلّها وعندما جاء إخوته لهُ ليأخذوا القمح عرّفهم وقال لهُم" تعالوا إصعدوا إلى مِصر وأمكثوا معىِ ولا تحزنوا على أساسكُم لأنّ خيرات جميع أرض مِصر هى لكُم " دائماً يُقال عن مِصر إنزلوا وليس إصعدوا لأنّ مِصر مُنخفضة عن أورشليم لكن يوسف هُنا قال لهُم إصعدوا ولا تحزنوا على أساسكُم أى بيوتكُم هاتوا أبيكُم وتعالوا وأعطاهُم فى الطريق شيئان زاد وحُلى وثياب فى مِصر أخونا الذى أؤتمن على الخيرات أى المسيح لذلك قال للمجدليّة " إذهبىِ وإعلمىِ إخوتىِ " المسيح أخونا كسابق صعد من أجلنا لم يرض أن يكون فى مجد سماوى ونحن فى الأرض القفر وجدنا مُتمسكين بالأرض فقال لنا لا تحزنوا على الأساس لأنّ جميع خيرات مِصر هى لكُم أنا ذهبت لأعُد لكم خيرات فلا تضعوا قلوبكُم على الأرض وخيرها لتكُن قلوبكُم على خيرات السماء لا يمُكن أن يكون يوسف فىِ مِصر بخيرها وإخوّته فى قفر لذلك يقول إنجيل قُدّاس اليوم " يو 17 " أخر إنجيل قبل الصعود " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملتهُ والآن مجدّنىِ بالمجد الذى لى قبل إنشاء العالم " صورة الإنسان الذى أهُين من قبل قد إنتهت والآن مجدّنى بالمجد الذى كان لى فهل يتمجدّ هو ويترُكنا نحن فى الشقاء لا هو يقول تعالوا معىِ لا تحزنوا على الأساس على التُراب لأنّ جميع خيرات مِصر هى لكُم لكن نحنُ يارب فى رحلة غُربة حتى نأتى إليك يقول لنا لا تخافوا سأعُطيكم ضمان الرحلة سأعُطيكم زاد وثياب وحُلى الزاد هو خُبز الحياة والثياب والحُلى هُما عطايا الروح القُدس نحنُ كُلّنا أخذنا الزاد والُحلى والثياب نحنُ كُلّنا أخذنا عربون الروح فى المعمودية ونُحاول دائماً أن نُراجع نقاوة الثياب ونُجدّد روحهُ كما نطلُب فى الصلاة " روحك القدّوس جدّده فى أحشائنا " أعطانا الله هُنا فى رحلة غُربتنا زاد أى خُبز الحياة لئلاّ نخور فى الطريق لأنّ الطريق كُلّه تعب أحد الآباء يقول أنّه طريق لصوص والثياب والحُلى رمز للروح القُدس لذلك عيد الصعود هو عيد مجدنا عيد تمام عمل فداء المسيح فى العهد القديم رئيس الكهنة فى يوم الكفّارة كان يذبح ثور تكفير عن خطايا الشعب ثم يقول الله ليس بعد فيأخُذ رئيس الكهنة من دم الثور فى إناء ويدخُل قُدس الأقدّاس وينضخ بالدم على التابوت وبذلك يتم التكفير ما حدث فى الصليب أنّ المسيح أتّم التكفير لأنّه ذبُح لأجلنا وفى الصعود ترآى للآب بدم نفسهِ لم يدخُل قُدس الأقداس بإناء بهِ دم ثور لكنّه دخل بجراحات نفسهِ فوجد فِداء أبدىِ فإذا كان دم الخروف أو الثور يغفر لكُم فكم يكون دم الإبن الأزلى فإذا كان الصليب هو عمل الفِداء والصليب غلب الموت فالصعود يُتمّم الكفارة لذلك نقول لهُ اليوم فتحت لنا طريق الأقداس وأصبحنا من سُكان السماء الأب الكاهن فى القُداس يقول " أين هى قلوبكُم " نُجيبهُ ونقول " هى عِند الرب " قلوبنا فوق عِندما رأى أخوة يوسف مجدهُ فرحوا وجمعوا حاجاتهُم ليذهبوا إليهِ أيضاً نحنُ نجمع ما نحتاج لهُ فى ذِهابنا لأخونا نجمع إشتياقات للسماء الصعود أزاد إشتياقاتنا للسماء مثال لذلك شخص جاءته هِجرة لدولة أوروبيّة لن يذهب بأسُرته مُباشرةً لهذه الدولة لكنّه أولاً يذهب وحدهُ ويرى المكان ويُعدّ لأسُرته المسكن المُناسب والمدارس التى تُناسب أولاده ثم يُرسل لأسُرته لتحضر عنده فى المكان الذى أعدّه لهُم هذه الأسُرة تتعامل مع مِصر على أنّها فترة مؤقتّة حتى تذهب لرب الأسُرة هذا ما حدث معنا هو ذهب ليُعدّ لنا مكان فى السماء والكنيسة تفطمنا عن مجد العالم وتُزيد إشتياقنا للسماء لأنّنا مُهاجرين وتُقدّسنا بالصعود ولذلك أيضاً فى سفر التكوين فى قصة أبينا إبراهيم قال لهُ الله " نسلك سيُذّل فى الأرض رُبعمائة سنة ثم يخرُجون بأملاك جزيلة " بولس الرسول يقول أنّ " نسلك " تعنىِ واحد وإن كان يقصد عدد كبير كان يقول أنا لك لكن نسلك أى واحد أى المسيح نسلك سيظلّ فى الأرض 400 سنة ثم يخرُج بأملاك جزيلة السيد المسيح مُنذ ولُد وهو مذلول ومُهان ومُضطهد ويُفترى عليه وعاش على الأرض 400 شهر لأنّ عمُره عند الصلب كان ثلاثة وثلاثون سنة وثُلث أى 33 فى 12 = 396 شهر والثُلث حوالى 4 شهور إذاً عُمره كان 400 شهر أى أنّ المسيح نسل إبراهيم سيعيش على الأرض 400 شهر يُهان ويُذل ويُشتم ثم يخرُج بأملاك جزيلة ذهب وفِضة وحُلى وزاد هذه الأملاك خرج بها بنىِ إسرائيل من أرض مِصر وعملوا منها خيمة الإجتماع هذا هو المسيح الذى خرج من الأرض بأملاك كثيرة التى هى نفوس المؤمنين والصدّيقين الذين أرضوه مُنذ البدء الذين كانوا فى الجحيم لذلك يقول القُدّاس" رفع قديسيهِ إلى العُلا وأعطاهُم قُربان لأبيهِ " هؤلاء هُم أملاكُه الجزيلة نفوس الصدّيقين أعطاهُم قُربان لأبيهِ لذلك الذين خرجوا من مِصر بنوا بهِ المسكن والمسكن هو نحنُ كما قال بولس الرسول الأملاك الجزيلة هى الخيرات التى رفعها للآب بالصعود أى نحن الصعود يعرّفك أنّك فى حِضن الآب مُنذ الآن يعرّفك مكانك كى تشتاق لهُ كإنسان أثناء دراستهُ الثانوية يزور كُلية من كُليات القمة ويقولون لهُ إن إجتهدت ستدخُل هذه الكُلية نحنُ مع المسيح وكما يقول الكِتاب " أقامنا معهُ وأجلسنا معهُ فى السماويات " هذه هى رسالة المسيح لنا فى حياتنا لذلك نقول لهُ فى القُداس " أصعدت باكورتى إلى السماء " المسيح هو أخونا البكر وأجمل ما ينوب عن الخليقه فى المسيح تقدّسنا كُلّنا وعندما تقدّم للآب تقدّمنا معهُ وفيهِ من الأعياد فى العهد القديم عيد إسمهُ " عيد الباكوره " وهو عندما تظهر تباشير المحصول فى الحقول يفرح صاحب الأرض فيأخُذها الإنسان اليهودىِ ويُقدّمها للهيكل فيأخُذها الكاهن ويُصلّى صلاة الترديد ويرفعها للسماء ثلاثة مرات وهو يُسبّح ويشكُر الله أساس كُل الخيرات الذىِ يُعطى الأرض خيراتها وكأنّ الشخص الذىِ يُقدّم أول قطفة من أرضهِ أى حِزمة الباكورة هذه كأنّه قدّم لله أرضه كُلّها لأنّ الباكورة لها زهوة مُختلفة لذلك عندما يُقدّمها لله يُعتبر كأنّه قدّم الأرض كُلّها هذه الحِزمة تُشير للمسيح بِكر الخليقة وثمرها وأجمل ما فيها وعندما قبلهُ الآب كأنّه قبل الحقل كُلّه أى الكنيسة المسيح أراد أن يعيش معنا نفس الحقل وقدّم نفسهُ باكورة عن الحقل كُلّه وكأنّه قدّم الحقل كُلّه للآب لو إكتشف الإنسان مكانته عِند الله ما كان قد أهان نفسهُ بالخطايا وما كان قد ضيّع مكانه فى السماءالمسيح الذى صِعد ليترآى أمام الآب بجراحات نفسهِ لُيتّمم لنا الفِداء ويُصعدنا معهُ وفيهِ للآب يُفرّح قلوبنا دائماً ويُزيد إشتياقاتنا للسماء موطننا الأصلىِ ويُثبتنّا فيهِ ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

شروط استعلان القيامة _ ليلة القيامة

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين يقول بولس الرسول " لأعرفه وقوة قيامته وشِركة آلامه مُتشبّهاً بموتهِ " بولس الرسول لم يُعاين القيامة وهو فى الإيمان لم يكُن قد آمن أثناء القيامة لكنّه يحكى لنا عن مجموعة رأت وعاينت القيامة وعاشتها فقال " أنّه ظهر لصِفا ثم للأثنى عشر وبعد ذلك دُفعة واحدة لأكثر من خُمسُمائة أخ أكثرهُم باقٍ إلى الآن ولكن بعضُهم رقدوا ثم بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين وآخر الكُل كأنّه للسقط ظهر لى أنا " ] 1 كو 15 : 5 – 8 [ هُنا بولس الرسول يقول لنا كيف يرى الإنسان المسيح وكيف نُعاين القيامة وكيف وإن كُنت لا أحيا زمنها إلاّ إنّ زمنها لا ينتهى لأنّ قيامتهُ أبديّة كيف أقول كما قال بولس ظهر لى أنا أيضاً ؟ عندما كان المسيح مُتجسّد على الأرض كان أى إنسان يستطيع أن يراه يبحث عنّه ويذهب لهُ حيثُما وُجد حتى من كانوا ضده كانوا يستطيعون أن يروه لكن بعد القيامة ليس أى إنسان يراه هو قال وأنا على الأرض أحيا يستطيع أى إنسان أن يرانى لكن بعد القيامة إختار من أعُلن لهُ نفسى فهل أنا ممّن إخترتهُم ليُعاينوك يارب ؟؟ لذلك كى نُدرك القيامة ونُعاينها لابُد من عدّة شروط تتوّفر فينا شروط مُعاينة القيامة :- 1- شِركة الآلام أول من رأى القيامة هُم من ذهبوا معهُ حتى الصليب المجدليّة ويوحنا الحبيب. 2- أصحاب الإشتياق والإجتهاد أصحاب الجديّة والنشاط الروحى مثل المجدليّة. 3- أصحاب الإيمان القيامة تُستوعب بدرجة من درجات الإيمان. 4/ معرفة الكُتب. 1- شِركة الآلام:- غير مُمكن أن يُعلن الله نفسهُ فى قيامتهِ لنفس لم تُشاركهُ آلامهُ ولا تؤمن بصليبهُ أو لنفس تحيا فى راحة وترفض الألم شرط التمتّع بالقيامة أن نُشاركة آلامه أرُيد أن أرى الرب وأتمتّع بقيامتهِ نقول لك شاركهُ آلامهُ كُل واحد فينا الآن معروض عليه شِركة الآلام فكثيرين مُتألمين ومُضطهدين وحزانى و" إن كُنت تتألّم معهُ فستتمجّد أيضاً معهُ " ولنرى مريم المجدليّة لها شِركة الآلام وتبعت المسيح حتى الصليب ورأتهُ القديس يوحنا الحبيب كان معهُ فى كُل مُحاكماتهُ وحتى الجلد ورأه وهو مُعلّق على الصليب الذى يتبع يسوع حتى جثسيمانى والجُلجُثة لهُ إستحقاق القيامة المسيح يُعلن نفسهُ للنِفوس المُستعدّه والمُستحِقة لشِركة الآلام لذلك عندما نتذكّر خروف الفِصح قديماً قال لهُم الله أنّه لابُد أن يُشوى بالنار أى لابُد أن تذوق المسيح المُتألّم وتتعرّف على المسيح المُتألّم من أجلك لذلك الذى لا يفتخر ولا يؤمن بصليبه لا يستحق أن يكون مسيحياً آلام يسوع تُسمّيها الكنيسة آلام مُشفية و مُحييّة فإن رفضت الألم فى حياتك لن تُعاين بهجة القيامة إحِتمل آلامك بشُكر وإتبعهُ حتى جثسيمانى والجُلجُثة ومُحاكماتهُ ولا تترُكه حتى تطمئن أنّهُم أنزلوه من على الصليب ووضعوه فى القبر هكذا تفعل الكنيسة فى إسبوع الآلام تسير معهُ خطوة خطوة مُنذ دخولهُ أورشليم وحتى صلبهِ ودفنهِ تُشاركهُ ثم تقول لا يليق أن يكون المسيح فى القبر ونحنُ نِيام لذلك تقول لك تعال وإسهر هذه الليلة فى الكنيسة وشاركهُ آلامه. 2- أصحاب الإشتياق و الإجتهاد:- مثل المجدليّة كان إشتياقها وإجتهادها عالى جداً يوحنا الحبيب بُطرس كُلّهُم أصحاب إشتياق المجدليّة ذهبت للقبر والظلام باقٍ رغم أنّها إمرأة لم تخف الحُراّس ولا الظلام النفوس التى لها إشتياق عالى لا تُبالى الصِعاب ولا حُرّاس الليل ولا حتى طبيعتها هذه النفوس يقول عنها الله أنّه يدخُلها ويصنع منها منزل أى يسكُن فيها القيامة تُعلن لقلب مُشتاق كالمجدليّة التى سهرت الليل كُلّه تُعدّ الحِنوط والطيب وتقول نعم هو مات أمام الناس لكنّه لم يمُت فى قلبى لذلك إستحقت أن تكون أول من إستعلن الله لهُم القيامة وتكون هى مُبشرّة القيامة فهل تُريد أن ترى وتُعاين القيامة ؟ قُم والظلام باقٍ الناس نائمة لكن قلبك مُستيقظ كما يقول داود النبى " بالليل تُنذرنى كليتاى " قلب مُشتاق " سبقت عيناى وقت السِحر " قبل أن يُضىء النهار أنا أقوم هذه نِفوس تنال الباكورة وتستحق إعلان القيامة النفوس التى تسأل بإجتهاد " قُل لى أين وضعتهُ وأنا آتى وآخُذه "يا مريم أنتِ إمرأة كيف تحملين جسد ميت ؟ وماذا يقول عنكِ الناس ؟ تُجيبنا مريم المجدليّة أنا لا أحتمل أن أكون بدونهِ النفس التى تبحث بإجتهاد وبكُل أمانة عن يسوع وتُريد أن تراه يُعلن لها القيامة قد يكون المسيح بجانبك فى مسكين فى مُحتاج فى خِدمة لكنّك لا تراه لأنّ القلب غير مُشتاق و لا يجتهد فى البحث عنّه يقول الآباء " إتعب فى البحث عنّه كى تراه "" لأنّه ليس بعيد عنك ذاك الذى تُريد أن تراه " كُن أمين ومُجتهد وأنت تراه يقول إنجيل القيامة عن بُطرس ويوحنا " وكانا يركُضان معاً " أى يجريان00سرعة ونشاط وإجتهاد أكثر شىء يحجب الله عنّا هو الكسل المجدليّة لم تنتظر طلع النهار بل والظلام باقٍ والذى منعها أنّ أبواب المدينة كانت مُغلقة فإنتظرت حتى فُتحت وكانت أول الخارجين من المدينة نشاط وإجتهاد تخلّص من التراخى وكُن من أصحاب الخروج والظلام باقٍ" الذين يُبكرّون إلىّ يجدوننى" إن تعبت من أجلهُ لن ينسى هو تعبك المجدليّة سهرت تُعدّ الحِنوط بنشاط هذا الإجتهاد جعلها مُبشرّة للرُسل بالقيامة لأنّ الله ليس عنده رُتب ومراكز بل يتعامل معنا حسب إشتياقاتنا النفِوس التى تعبت الليل كُلّه ولم تصطد شيئاً أعلن نفسهُ لها عند بحر طبريّة عندما تسهر على الإنجيل أو تُصلّى وتتعب الليل كُلّه من أجل الله لا يترُكك دون إصطياد حتى ولو فى الهزيع الرابع قِف للصلاة ولو وقت قليل لكن بإشتياق قد نقول أنّ هذه الأيام صعبة أو صحتى ضعيفة يقول لك الآباء " إنّ الله يعلم إشتياقات القلب ويُكملّ النقائص " الله يعلم كُل ضعفاتىِ ويعلم إشتياقاتىِ ويُكملّ نقائصىِ لأنّه وقت قليل بإشتياقات يُثمر أكثر من وقت كثير بقلب بطىء فمن أين الإشتياقات ؟ نقول من الحُب الكثير الذى أحبّ كثيراً يُغفر لهُ كثيراً الذى تذّوق إحتمال الله لهُ وخلاص الله وعطاياه يُحب كثيراً عندما تُدرك إحسانات الله يزداد إشتياقك وكما قال فى المثل إثنان على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون وسامحهُما الدائن فمن منهُما يُحبه أكثر ؟ بالطبع الذى سامحهُ بالأكثر عندما تُدرك كم احبكّ الله وغفر لك وبذل نفسهُ لأجلك سيتحرّك قلبك بحُب غير عادىِ عندما تشعر أنّ الله نسى خطاياك وجعلها كنهر يعبُر وطرحها فى بحر النسيان ومحى الصك المكتوب عليك ستحبّه أكثر وتشتاق لهُ أكثر فى العصر الرومانى كانوا يكتبون علّة كُل مُذنب على باب زنزانتهُ ماهو جُرمهُ الذى يُعاقب عليه هذا هو الصك ويُقال أنّ كُل واحد منّا كان لهُ صك على سجنهِ جاء المسيح ومحى الصك الذى علينا وفدانا فكم نُحبّه ؟ 3- أصحاب الإيمان :- يقول الكتاب عن يوحنا الحبيب أنّه " رأى وآمن " الإيمان كيف أنال إستحقاق إعلان القيامة ؟ بالإيمان إيمان أنّ المسيح قام وغلب الموت" عالمين أنّ الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحنُ أيضاً معهُ " وتكلّم الآباء عن درجات الإيمان بالقيامة فقالوا :- الدرجة الأولى العذراء التى يذكُرها الإنجيل فى أحداث القيامة لأنّ لها إيمان قوى بالقيامة ولم تكُن تحتاج لأنّ ترى دلائل عليها ويقول الآباء أنّه بالتأكيد أعلن الله لها القيامة بطريقة خاصة جداً. الدرجة الثانية يوحنا الحبيب الذى رأى وآمن. الدرجة الثالثة مريم المجدليّة التى رأت وشكّت فعادت مرّة أخُرى لترى. الدرجة الرابعةبُطرس الذى رأى ومضى مُتعجّب مما كان أى غير قادر على أخذ قرار بالتصديق أو الرفض. الدرجة الخامسة الإثنى عشر تلميذ الذين لم يذهبوا للقبر ليروا فأتى يسوع حتى عندهُم ليُريهم ذاته فرأوه وآمنوا. الدرجة السادسة توما وهو درجة إيمان بطيئة جداً لأنّه أراد أن يرى ويلمس كى يؤمن. القيامة تحتاج درجة من الإيمان ففى أى درجة من هؤلاء أنت تحيا ؟ كُل الأمور الروحيّة تحتاج للإيمان كى تتمتّع بها " الذى مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا "إذا لم تؤمن بذلك لن تتمتّع بغُفران خطاياك ولا ببرّه ليكُن لك إيمان أنّه قادر أن يغفر وأنّه ظهر لك أيضاً إن كُنت ضعيف الإيمان رقّىِ نفسك من توما إلى الإثنى عشر تلميذ إلى لو لم يكُن لك إيمان بالأبديّة ستحيا حياة وقتيّة لو لم يكُن لك إيمان بالروح القُدس ستكون حياتك مهزوزه لذلك الكنيسة جعلت الأمور الروحيّة أسرار أى بعمل الروح القُدس إنسان يُصلّى وآخر أيضاً يُصلّى إنسان يتناول وآخر يتناول إنسان يعترف وآخر يعترف الفرق بين الواحد والآخر فى كُل هذا هو الفرق فى درجة الإيمان التى تجعل تمتّع الإنسان بالله يختلف عن الآخر. 4- معرفة الكُتب:- الذى يجعل إيمان التلاميذ بطىء هو عدم معرفتهم بالكُتب كما قال المسيح لتلميذى عمواس " أيُها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلّم بهِ الأنبياء أما كان ينبغى أنّ المسيح يتألّم بهذا ويدخُل إلى مجدهِ ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسّر لهُما الأمور المُختصّة بهِ فى جميع الكُتب " ما الذى يجعلنى لا أحيا القيامة ؟ إنىِ لا أعرف الكُتب ولا أعرف أنّه دبرّ لخلاصىِ ولصليبهُ مُنذ آدم ولنرى النبوات العجيبة فى الكتاب من نبّوة نسل المرأة يسحق رأس الحيّة ثم نوح والطوفان وأعطاه علامة للنجاه ثم يتكلّم عن يونان والثلاثة أيام التى قضاها فى جوف الحوت و فى سفر هوشع يقول " وبعد ثلاثة أيام يُحيينا " هذا إعلان للقيامة القلب الشغوف بالكتاب يُعلن لهُ الله القيامة ويحياها ويُصدّقها المسيح مخفى فى الكُتب ويُريد أن يُعلن نفسهُ لك من خلاله إفتح قلبك للكتاب وكُن أنت إنجيل والإنجيل أنت وسطرّه على قلبك عِتاب يسوع كان صعب " لم تعرفوا بعد الكُتب " كيف يا الله تُعطينا الكتاب ونحنُ لا نستوعبهُ جيداً ؟ إذا إستوعبت الكُتب ستُعلن لك القيامة فى ذبيحة التطهير للأبرص الذى كان فى نظر الشريعة دنس وممقوت جداً ويشعرون بغضب الله عليه حتى أنّهم لا يرونّه حتى بعيونهم فكان يُغطى وجهه ويعلن لمن لم ينتبه أنّه أبرص فكانوا يأتون بعصفوران يُذبح واحد ويُرش دمهُ على الآخر ويُطلق الآخر إشارة للموت والقيامة أيضاً فى ذبيحة تيس عزازين يُذبح تيس ويُطلق الآخر إلى بريّة عزازين والذى يُذبح توضع عليهِ قطعة نسيج حمراء والذى يُطلق عندما يصل إلى بريّة عزازين تبيض قطعة النسيج الحمراء إعلان عن الغُفران وبعد الصلب لم تعُد قطعة النسيج تبيض إعلان عن إنتهاء الرمز وأنّ المسيح جاء بنفسهِ ليغفر ويفدىِ إعرف الكُتب عندما تعرف الإنجيل يستنير قلبك بمعرفة الله ليت الله الذى أعلن نفسهُ لبولس الرسول بعد عشرين سنة من قيامتهِ يُعلن نفسهُ لنا لأنّ إعلان نفسهُ دائم لمن يشتاق ولهُ إيمان بهِ ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

أين الخروف للمحرقة _ الجمعة العظيمة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها امين. في سفر التكوين يقول وحدث في الأيام التي أراد فيها الله أن يمتحن إبراهيم والله قال له إبراهيم إبراهيم خذ ابنك وحيدك حبيبك اسحق الذي تحبه وقدمه لي محرقة يقول عن أبونا إبراهيم فبكر إبراهيم ورأى الموضع من بعيد جهز الحطب والسكين والنار وذهب ليقدم إسحاق ابنه وحيده حبيبه ذبيحة فقال للغلامين أجلسا أنتما ههنا مع الدابة وأما أنا وإسحق ابني فنذهب ونسجد ثم نرجع إليكما وبعد ذلك أبونا إسحق وهو طالع معه صرخ صرخة قال يا ابتى هوذا الحطب والسكين والنار أين الخروف للمحرقة؟ فقال له أبونا إبراهيم الله الذي أمرنا أن نذهب ونسجد هو يرى له خروف للمحرقة يا بني ويقول أيضا إنه أبونا إبراهيم رأى الموضع من بعيد ما معنى هذا الكلام هذة القصة ما هي إلا الصليب وما هي إلا موقف الآب من الصليب وموقف الإبن من الصليب الآب هو أبونا إبراهيم والابن هو أبونا إسحق والذبيحة هي ذبيحة الصليب موقف الاب الاب بكر الاب نفذ التدبير والابن أطاع المشيئة أبونا إبراهيم رأى الموضوع من بعيد الصليب في فكر الله وفي تدبير الله وفي المشيئة الإلهية منذ الأزل وكأن قبل أن يسقط الإنسان دبر الثالوث القدوس أمر خلاص الإنسان لانة كان يعلم بسقوطه قبل أن يسقط رأى الموضوع من بعيد وكأن الله يعد الصليب منذ خلقة الإنسان رأى الموضع من بعيد كثيرا نجد العهد القديم يمهدنا للصليب لأنه الموضع رؤوا من بعيد رأى الموضع من بعيد تفاصيل الصليب بأكملها وأحداث الصليب بأكملها موجودة في الكتاب المقدس لأن والله الأب وابنه والروح القدس قد اتفق ودبرا لخلاص الإنسان فرأى الموضع من بعد منذ قديم الأزل أيام أبونا آدم والله يدبر للخلاص رأى الموضوع من بعيد الله من زمان طويل يدبر لخلاص الانسان قصة تدبير الصليب احب الله أن يعلنها منذ الأزل فتجد موسى النبى بيكلمك عن الحية النحاسية وتجد ربنا يؤمر موسى أن يضرب البحر بالعصا وبعد ذلك عندما يأتي إلى الصخرة يريد أن يطلع منها ماء يقول نفس العصاية التى ضربت بها الصخرة دعها في الماء المر لأن هذا هو الصليب موسى عندما ضرب الصخرة مرتين اللة زعل منه لانة يرى الموضوع من بعيد وأنت تحقق رمز هذا عكس التدبير الإلهي لأن الصليب حدث مرة واحدة وليس مرة تانية تدبير الله لخلاص الإنسان في المشيئة الإلهية الازلية المحتومة قبل تأسيس العالم معلمنا بولس الرسول يقول الذي اختارنا في قبل تأسيس العالم لنكون قديسين بلا لوم قدامة في المحبة منذ تأسيس العالم الله يعلن محبته للإنسان رأى الموضوع من بعيد أشعياء النبي تشعر أنة لا يتكلم من 700 سنة قبل المسيح بيتكلم تحت الصليب كنعجة صامتة أمام جازيها مجروح لأجل اثمنا مسحوق لأجل معاصينا بجلدتة شفينا بيكلم رأى حدث الآن لأنه رأى الموضع من بعيد أبونا إبراهيم أخذ ابنه وهو يرى الموضع من بعيد ويعلم تماما إنه سيسلم ابنه للموت في هذه اللحظات الذي اشتهى الملوك أنهم يروا نحن نراة والذي اشتهى الأنبياء انهم يفهموا نحن فهمناه لأجل يسد ملوك أفواههم لأنهم أخبروا بما لا يفهموا بة ولا يعرفوا فهموا الذى لم يفهموا سوف يفهموا في تدبير الصليب نحن اليوم بنفهم قصة أبونا إبراهيم عندما جاء وطلع معه الغلمان والدابة لم يطلعوا معه قال لهم اجلسا أنتم ههنا مع الدابة أنا هعمله على الجبل سر لا ينطق به لا يستطيع إنسان أن يفهمه سر الصليب احبائي لا يعلن إلا لخائفى الله لا يمكن إنسان يستوعب ما معنى الصليب أي إنسان لا يفهم الصليب يفتكر كلمة أبونا إبراهيم إجلسا أنتما ههنا مع الدبابة صعب أن تستوعبوا ما انا فاعلة صعب جدا تروا وأب يرفع السكين على إبنه لكن أنا أتمم طاعة اللة صعب جدا الإنسان يرى الإله بيصلب صعب جدا إن الإنسان يرى يسوع المسيح وهو في هذا الضعف يعصر فيه من الذي يصعد إلى الصليب؟! محبي اللة خائفى اللة هم المحبيين لمشيئته الكنيسة التي تتجمع حوالين ربنا يسوع المسيح عريسها المصلوب من أجلها قاعدين لم نرى الموضع من بعيد لأ إحنا عايشين في الموضع والكنيسة بحكمة وبراعة روح الله التي على لسان آبائها او قديسيها نجحت إنها تجسد لنا الحدث وكأننا نحيا الجلجثة الآن مين فينا دلوقتي معندوش مشاعر ان ربنا يسوع المسيح بيصلب الآن؟ الكنيسة عملت فينا كده أعطتنا مشاعر تجعلنا نشعر أن الصليب يحدث الآن و أننا نحيا الآن في الجلجثة وأنه مرفوع أمام أعيننا وأننا نراه ونرى جلداتة ونرى كلماته على الصليب ونرى كلماته العديدة نرى كل شيء نحن لم ننظر الموضع من بعيد ولكننا ننظر الموضع من قريب نجحت الكنيسة بألحانها المملوءة حزن وفي نفس الوقت مملوءة قوة المملوءة تعبير عن الموقف بدقة إنها تجعلنا نشعر أننا نجلس في الجلجثة ونردد الحاننا في الجلجثة ويسوع المسيح المصلوب وكثير من الذين لم يصدقوا الصليب يجلسون مع الدابة من بعيد الصليب أحبائي هو محور إيماننا الصليب هو سر قوة خلاصنا هذا هو فخرنا هو موضع تأمل الآباء بأكملهم في كل موضوع النبوات الصليب يحقق محبة ربنا يسوع المسيح لنا عمليا ربنا يسوع المسيح كلمنا وقال انا احببت خاصتي إلى المنتهى كل هذا الكلام الذي قاله يحققه ليس أحب خاصتة فقط ولكن اليوم يعلن المحبة عمليا قال أنا هو الراعى الصالح الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف حقيقة الأمر ليس مجرد كلام محبة ربنا يسوع المسيح لنا ليس نظرية ولكنها محبة عملية للنفس فينا احبائى أدركت محبة المسيح لها ولو النفس أدركت سر الصليب إللي ربنا يسوع المسيح مدبره من أجلها الإنسان يحتقر خطاياه جدا و تصغر فى عينيه جدا الإنسان إللي مشاعره حساسة مع ربنا وطلع معه ورأى الموضع يبدأ يراة وهو يكسو على ركبتاة في البستان ويقول أنا أدرك تماما ما تفعله من أجلي انا ادرك أنا ادرك انك رئيس الكهنة الأعظم ادرك على قدميك من اجلى ادرك تماما أنة اتى ملاك وقواة ادرك تماما كل احتقار وكل إهانة لأنك أنت الان تدبر محبة الآب ونعمة الابن الوحيد أنا أدرك إنك تتمم الخلاص الآن أطلع معاك على جبل الجلجثة وأجلس تحت أقدام صليبك شكرا نحن في يوم الصليب ليس تجمعنا إننا نرسي ربنا يسوع المسيح أو نعمل صلاة تجنيز لربنا يسوع المسيح نحن جئنا نعلن محبته لينا جئنا نتأمل الآلام التي هي أساسا سبب لخطايانا فنحزن لا على آلامه بقدر ما نحزن على آلام التي سببت هذه الآلام نحن اليوم نرى ربنا يسوع المسيح ليس يصعب عليه لأنه قبلة ويعمله بإرادة كاملة المفروض أن أحزن على خطيتي أنا وتعدياتي أنا التي سببت لفاديا الحنون كل هذه الآلام الكلمة التي قالها أبونا إسحاق لأبونا إبراهيم لابد أن نقف وقفة بسيطة قال لة يا أبي، هوذا الحطب وهوذا السكين والنار أين الخروف؟ في الحقيقة احبائى الخروف هو المسيح المسيح هو الذي حل هذه المشكلة الصعبة المشكلة الصعبة التي تواجه الإنسان ثلاث أشياء الذي قالهم إسحاق واحد الحطب ثاتيا السكين ثالثا النار الحطب مصنوع من الطين تبن مصنوع بطين في نار تعمل حطب الطبيعة الترابية البشرية الإنسانية هذا هو الحطب. ثانيا السكين السكين هو أداة الموت هو حكم الموت. ثالثا النار هي الدينونة العديدة للأشرار. ثلاث أشياء جاء الخروف ليرفعهم واحد الحطب الطبيعة البشرية إثنين السكين حكم الموت ثالثا النار الدينونة الأبدية جاء الخروف لكي ينزعهم صرخة البشرية الثلاث كلمات أنا أقول له يا رب خطيتي غلبانى حكم موت ينتظرني دينونة عديدة تنتظرني أين الخروف؟ أين الفداء؟ هوذا الحطب والسكين والنار أين الخروف؟ اولا الحطب:- الحطب الطبيعية البشرية الترابية الضعيفة خطايا الإنسان وشهواته وتعدياتة الخطية الساكنة في أعماق الإنسان الإنسان كتير يأن من خطاياه بيصرخ لربنا يقول لة يارب هوذا الحطب نحن نصلي بنقول يا رب ابطل سائر حركاته المغروسة فينا يارب الخطية من طبعي أنا مخلوق من طين واحد من الاباء القديسين كان يصلي يقول إنت تعلم أني من تراب وإليه أشتاق مشتاق دائما للأمور الدنيا الأمور السفلة مشتاق للأرض لأني أخذت من الأرض فلي حنين للأرض الخطية الساكنة في مثل ما قال معلمنا بولس الرسول أنا أعلم إنه لا يسكن فيه لا يوجد فى جسدى اى شيء صالح ياما فينا ناس تريد أن تجتهد في حياتها لكن أجسادها غائبة اليوم، ربنا يسوع المسيح، يفدى هذا الحطب يغير هذا الحطب اليوم ربنا يسوع المسيح يسمع صرخة الإنسان هوذا الحطب أين الخروف؟ عندما أبونا إبراهيم مد السكين قال لا تمد يدك على الغلام يوجد خروف ممسكا بقرنيه إشارة إلى يسوع المصلوب المسمر على الصليب ما الخروف الممسك بقرنيه في شجرة إلا ربنا يسوع المسيح المعلق على الصليب خروف موثقا بقرنية هذا هو الحل ما حل الحطب بتاعنا ربنا يسوع المسيح اليوم وضع لة حل الطبيعة البشرية الضعيفة الساقطة الترابية ربنا يسوع المسيح غيرها الجسد الترابي ربنا يسوع المسيح جعله وعاء للروح الجسد الترابى وضعة هيكل له الجسد الترابي سار يصوم ويسجد ويرفع يديه سار يقدم ذبيحة لله الجسد الترابي لأن الخروف فداة الطبع البشري الضعيف اليوم ربنا يسوع المسيح خلصه كل إنسان صنع تعدي كل إنسان أغضب الله بكل آهانة وكل خسارة جاء ربنا يسوع المسيح يقول له الحطب بتاعتك انا عارف ماذا افعل بة انظر الى تسلسل الكتاب المقدس من أول أبونا آدم أخطأ وعمل تعدي وبعد ذلك أبونا نوح رجل بار أخطأ أبونا إبراهيم رجل بار أخطأ أبونا موسى رجل بار أخطأ أبونا يعقوب أخطأ. بولس الرسول قال الجميع زاغوا وفسدوا أعوزهم مجد الله ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد على شبه معصية آدم نحن على شبه معصية آدم أين الحل؟ في الخروف هوذا الحطب أين الخروف؟ جاء ربنا يسوع المسيح اليوم شبه معصية آدم يزيلها قدم إلى أي حد طاعة إلى الموت عندما اطاع كنا فية فسيرنا فيه طائعين لله فى صليبة إلى أي حد الطاعة طاعة للموت أزال هذا الأمر أزال الطبيعة البشرية ضعيف المحاطة بالضعف أزال الجسد المحتد والمشتكي جعل الإنسان يعطيه مر من عنده هو مهما عمل أبرار العهد القديم ومهما اجتهد إنسان العهد الجديد بر شخصي أي بر خارج برا المسيح باطل أي تقوى خارج تقوة المسيح زائفة أي فضيلة خارج فضيلة صليب ربنا يسوع المسيح ليس لها قوة ولا اى نفع جاء اليوم الخروف إللي غير الطبيعة الترابية الحياة الجبلة الترابية العديمة النفع أصبحت أواني للروح عشان كده نحن المفروض نقدم الحطب بتاعنا نقول لو طبعى البشري غيره إنت تعرف ضعف طبيعتي وجابلى أنت اليوم جاء لتخلصني. كل أيام جهاد الإنسان يصبر لكي يرى ما هذا حل الخطية أيوب البار كل أيام جهادي أصغر إلى أن يأتي بدلى الفداء بدله الذي يفدى كل أيام جهادى أصبر إلى أن يأتي بدلى اليوم نحن نحتفل إنه جاء البدل جاي الفادى الذى يرفع خطايا العالم اسرة إلى أن يأتي بدلي جاء فداء أجسادنا منستغربش إن الطبيعة الترابية بتاعتنا تتغير معالمنا بولس يقول الخطية لن تسود كم صارت آلامة شافية الامة محيية بجراحاتة شوفينا الإنسان إللي عايش في الطبيعة الترابية الحل إنه يتحد بالمسيح المصلوب هذا هو الخروف الذي يرفع عنه السكين الموت إسحق بيصرخ طبيعة البشرية الضعيفة. إثنين السكين:- الموت الذي ينتظرني ما الموت؟ الموت الحكم الأبدي الدهري المحكوم على الإنسان إنه عندما تفعل أي تعدي سوف تموت أي إنسان المفروض يفعل خطية حكم الخطية موت إذا حكم الموت دخل للجميع لأنه ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد الموت حكم مستوجب على الكل كلنا محكوم علينا بالموت السكين هوذا الحطب والسكين يوجد أعداء بتقاومنى طبيعتى البشرية والموت إللي بينتصرني الموت الذى ينتظرة الانسان هو موت جسدى وموت روح وموت أبدي وموت انفصال عن الله ربنا يسوع المسيح قال أنا هرفع عنك السكينة اليوم السكينة إللي أنت مستوجب إن إنت تجتازها أنا سوف ارفعه عنك همسك يد إبراهيم وهقول لة لا تمد إيدك للغلام كل إنسان السكين مرفوعة لحكم الموت مستوجب عليه هرسل خروف عوضا عنه الخروف معلق على الصليب اليوم ممسكنا بقرنيه عوض عن كل واحد فينا حمل الله حامل خطية العالم جاء يحملها جميعا الموت نحن مستوجبينة نستحقه بسبب تعدياتنا ربنا بيرفعه عننا فكرتنا عن الموت تغيرت لأنه مات المسيح من أجلى وعندما مات أعطاني حياة المسيح عندما مات لم يمت موتة لكنة مات موتنا لم يموت لنفسه لأنه مات لأجلنا مات هو لنحيا نحن هذا الذي فعلة ربنا يسوع المسيح ربنا يسوع المسيح يحول نظرتنا من الموت لأنه جعلها حياة العهد القديم احبائي الموت كان شيء بشع الموت شيء قاسى الموت شيء مظلم العهد القديم الموت عقوبة كان مجرد الإنسان الذي يمس ميت يتنجس عشان كده يقول عندما إنسان مشى على قبر واحد وهو لم ياخد بالة يحسب نجس كانوا يبيضوا القبور القبور المبيضة الموت الناس مش عايزة تقترب منه لأن الموت عقوبة الموت قاسي الموت شرس يا ربنا يسوع المسيح السكينة الصعبة إللي نازلة عن الإنسان لا تمد يدك للغلام الصليب اليوم أحبائي يرفع عنا حكم الموت نحن الذين أخطأنا وهو الذي تألم نحن الذين كنا مديونين بالعدل الإلهي بذنوبنا وهو الذي دفع الديون عنا هو اليوم يدفع عنا الديون إللي علينا يموت موتنا اليوم الاباء القديسين يقولوا ربنا يسوع المسيح عندما مات هذه أكبر معجزة معجزة موت المسيح لا تقل أبدا ربما تفوق معجزة قيامتة لانة هو الحياة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.

لك ينبغى التسبيح يا اللة فى صهيون - قُداس أحد الشعانين

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين يقول المزمور " لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون ولك تُوفى النذور فى أورشليم " اليوم يوم دخول المسيح بمجد عظيم إلى أورشليم وأورشليم فى المعنى الروحى هى موضع إستقرار الله هى النفس والقلب هو الهيكل الله دخل ليُعلن مُلكه على نفوسنا وقلوبنا ولكن يوجد فرق بين أورشليم العهد القديم وأورشليم العهد الجديد فما هو الفرق ؟ أورشليم العهد القديم هى مدينة أحبّها الله وأراد أن يسكُن فيها وقال " ههُنا أسكُن لأنّى أردته " ومع ذلك رفضته. أورشليم العهد الجديد فهى الكنيسة هى قلب صار مُخصّص ومُكرّس لله لذلك بولس الرسول يعمل مُقارنة بين أورشليم العهدين ويقول " لأنّكمُم لم تأتوا إلى جبل ملموس مُضطرّم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعّة بل قد أتيتُم إلى جبل صهيون إلى مدينة الله الحى أورشليم السماويّة وإلى ربوات هُم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات "( عب 12: 8 ، 22 – 23 ) ، أورشليم كانت مبنية على جبل وعاصمتها صهيون نحن أتينا إلى مدينة الله الحى أورشليم العُليا هى جبل صهيون هى نفوسنا هى كنيسته الله دخل أورشليم لكنّه بكى عليها وقال " أنّكِ لا تعلمين ما هو لسلامك و لا تعلمين زمن إفتقادك " هذه هى أورشليم العهد القديم سيّدها ومُخلّصها داخلها وهى لا تعرفه بل دبّرت لقتلهِ لكن أورشليم العهد الجديد تُسبّح لهُ نبّوات اليوم تتكلّم عن أورشليم فيقول أرميا النبىّ " كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب كيف صارت كأرملة العظيمة فى الأمُم "أى فقدت عريسها أى فقدت سندها " السيدّة فى البُلدان صارت تحت الجزية تبكى فى الليل بُكاء ودموعها على خديها ليس لها مُعز من كُل مُحبيها كُل أصحابها غدروا بها " أورشليم العهد القديم فقدت عريسها وهدفها و تمتُعّها بالله الذى وسطها فصارت أرملة لقد إختار الله أورشليم ليُعلن مجدهُ وإقتداره فيها فى كُل ملك وفى كُل نبى وكُل حرب أراد أن يُعلن إسمهُ لكنّهُم رفضوه ورفضوا أنبياءه وكلمتهُ فصارت أورشليم مُحرقة بالنار وسلّمها لأيدى أعدائها وهدم سورها وفقدت كُل مجدها أورشليم المدينة العظيمة صارت كأرملة مخزيّة بين الشعوب أورشليم فى أيام داود النبى كانت مدينة مُرعبة وشعب الله عندما خرجوا من أرض مِصر لأنّ الله كان معهُم فكانوا مُرعبين وصاروا رُعب لكُل الشعوب حتى أنّ راحاب الزانية قالت " قد سمعنا عنكُم فذابت قلوبنا "لكن عندما تركت أورشليم صارت سُخره يقول أرميا " قد سُبيت يهوذا من المذلّه ومن كثرة العبودية هى تسكُن بين الأمُم لا تجد راحة قد أدركها كُل طارديها بين الضيقات طُرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد " ثم عاد أرميا النبىّ وقال " جُدران قلبى تئن داخلى على بنت شعبى " جُدران قلبى تئن على أورشليم التى نفس الإنسان اليوم إسأل نفسك أنت فى أى أورشليم أورشليم العهد القديم أم العهد الجديد ؟ فى صهيون المذلولة والمُهانة التى فقدت عريسها وسندها أم أورشليم العُليا ؟ يقول أرميا " كُل أبوابها خِربة كهنتها يتنهدّون عذاراها مُذلّلة وهى فى مرارة " اليوم دخل يسوع أورشليم ليُصحّح كُل هذا الخراب ويُصلحه كانت القبائل اليهوديّة كُلّها تصعد لأورشليم لتُقدّم الذبائح لذلك يقول داود " لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون " ، صهيون بالذات لأنّ الله أحبها لذلك فى الأعياد كانت دائماً مملؤه بالشعب ويُقال أنّ الذين إستقبلوا يسوع فى دخولهِ أورشليم كانوا ربوات أتت لتُسبّح فى صهيون فى العهد القديم كثيراً ما تعرّضت أورشليم للخراب وقال عنّها المسيح عندما دخلها" ستأتى أيام يُحيط بكِ أعداؤك بمترّسة ويحدقون بك ويُحاصرونك من كُل جهة ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجراً على حجرٍ لأنّك لم تعرفىِ زمان إفتقادك " أورشليم هى نفسى هى موضع السجود لله بالروح والحق أورشليم هى كُل نفس يُريد المسيح أن يدخُلها ليُعلن مجدهُ أى أورشليم أنت ؟ التى فقدت عريسها أم التى فى المجد فى يد من أورشليمك ؟ فى يد سيدها أم فى يد أعدائها ؟ إن كانت فى يد سيدها فإطمئن لأنّك مهما كُنت ضعيف فسيدّها قوى وهو سِندها لذلك عِندما علم نحميا بحال أورشليم لم يستطع أن يقف أمام الملك وقال لهُ كيف لا أكون فى كآبة قلب ومدينة آبائى مُهدمة قد يكون قلبك أورشليم ذات أسوار مُهدمة وما هى أسوار قلبك إلاّ شهواتك التى قد تهدم حواسك فتكون غير مُقدّسة وتجد نفسك تسمع لأى كلمة وتنطق بأى كلمة مهما كانت لا تليق لا قُم إبنىِ أسوار أورشليمك وسيُعطيك الله النجاح لاحظ نفسك فى أى إرادة أنت وفى أى أورشليم ؟ وقِف أمام نفسك وقفة جادة هل قلبك مُهيأ لإستقبال يسوع اليوم أم مثل أورشليم العهد القديم التى دموعها على خديّها بعد أن كانت سيّده ورئيس بُلدان والآن صارت تحت الجزيّة ؟ يقول داود النبىّ " إنسان بلا كرامة يُشبه البهائم التى تُباد " إنسان لهُ حق الملكوت ولهُ صورة الله ويُشابه البهائم التى تُباد فهذا أمر صعب جداً أورشليم هى محفل الملائكة قلب يقظ ومُستعد لإستقبالهِ تخلع ثيابها وتضعها تحت قدميه مدينة أسوارها قويّة عندما تكون أورشليم خِربة بالطبع سيكون الهيكل داخلها فى خراب أيضاً ومجد أورشليم هو هيكلها والهيكل هو مكان العبادة والذبائح والنذور والسكيب والتسابيح لو أردت أن تعلم ما هى أخبار أورشليم إسمع الكتاب يقول" ولّولوا يا خُدّام المذبح أدُخلوا بيتوا بالمسوح يا خُدّام إلهىِ لأنّه قد إمتنع عن بيت إلهكُم التقّدمة والسكيب "( يوئيل 1: 13 ) نفسىِ هى أورشليم وقلبى هو الهيكل القلب الذى ليس فيهِ ذبيحة أو سكيب لا يليق أن يكون هيكل لأنّ الهيكل ليس جُدران وحوائط بل ذبائح قلب ليس بهِ صلوات أو سكيب الذى هو مسرّة لأنّه قديماً كى تتم مسرّة الناس بالذبيحة كان يُسكب عليها خمر كإعلان عن المسرّة بالذبيحة أى مهما تُقدّم ذبائح ولا تسكُب عليها سكيب تكون ذبائح بغير مسرّة ولا فرح نقول أننّا نحضر القُداّس ولا نفرح نُجيبك هذه ذبيحة بدون سكيب يقول بولس الرسول " إنّى الآن أسُكب سكيباً " أى قدّمت نفسى ذبيحة لله بمسرّة عندما لا يكون فى أورشليم هيكل بذبائح إذاً لا توجد مسرّة سكيب ولا زيت أى صلوات ولا يوجد ثمر للروح هذا أمر لا يُعطى فرح روحى إذاً لا يوجد هيكل لأنّ الهيكل ليس مبنى ومنظر نحن مُدشّنين بالميرون مثل الهيكل أى نحن أوانى مُقدّسة هيكل لله الهيكل هو مذبح كُل إنسان ليس لهُ إنسكاب وذبيحة فى مخدعه فهو فقد جوهره وفقد الهدف من خلقتهِ إن لم نكُن مذبح لله فقدنا هدفنا هو خلقنا كى نُمجدّه ونُشاركه مجده وملكوته إن فقدنا ذلك نُصبح هيكل بدون ذبائح وسكيب الهيكل بهِ ذبائح مسائيّة وصباحيّة أى عِبادة لا تتّوقف لذلك الكنيسة رتبّت صلوات يوميّة دائمة لأنّها تُريد أن يلتهب قلبك بنار سكيبك وذبائحك أمام الله لذلك إنتبه لأورشليم نفسك هلى هى أورشليم العُليا أم أورشليم المُهانة المرذولة هل هيكلك بهِ ذبائح وسكيب أم إنقطعت منّه الصلوات اليوم دخل يسوع ليقول لك إبنى هيكلك من جديد " إحزنوا أيُهّا الفلاّحون ولّول الكرّامون على الحِنطة والشعير الجفنة يبست والتينة ذبُلت الرُمانّة والنخلة والتُفاحّة " الذى ليس بهِ ثمر يعيش فى جوع إسلوب الكِتاب يقول أنّ التُفاح يرمُز للبهاء والرُمّان يرمُز للإيمان والتين يُشير للوحدة عندما نفقد البهاء والإيمان والوحدة فكيف إذاً نعيش ؟ كيف نعيش بدون قوت وبدون مذبح هذا حال أورشليم التى أراد الله أن يفتقدها اليوم اليوم أتى إليك أنتِ التى فقدتِ الأثمار الشهيّة الإيمان والبهاء يقول أتيت لك لأصنع لك خلاص مُجرّد أنّك تكتشف أنّ أورشليمك خِربة وتُعطى الله الفُرصة لإصلاحها سيُجدّدها لك سلّم لهُ كُل إمكانياتك وهو يُصلحها لا تنظر لخراب أورشليمك بدون رجاء الأمر يحتاج يقظة ورجاء فى الله الذى إفتقد شعبه بذراع رفيعة قُل لهُ المدينة خِربة والهيكل بدون ذبائح وأنا بدون ثمر ستجدهُ يقول لك أنا أتيت اليوم لأرُدّ لك ذبائحك وسكيبك وثمرك لذلك الكنيسة تعتبر الصلوات ذبائح " ليكُن رفع يدىّ كذبيحة مسائيّة أمامك " مُجرّد رفع اليدين أو التسبيح فهذا ذبيحة لله " نُقدّم لهُ عجول شفاهنا " قدّم على مذبح قلبك ذبائح حمد وشُكر وإحذر أن يكون هيكل نفسك خِرب بل قدّم لهُ كُل سجود وكُل سُبح لذلك توجد ذبائح جسديّة مثال لذلك عندما أكون مُتعب وأسجُد لهُ أو أعُطى لهُ عطيّة أو هذه ذبائح جسديّة لذلك عطايا المؤمنين تعتبرها الكنيسة ذبائح أيضاً يوجد ذبائح عقليّة الكنيسة تُسّمى العطاء رحمة وليس صدقة لأنّى بمالى أعُطى رحمة اليوم يقول لك أنت مُكرّس لى صرت أورشليم عُليا بالمعمودية وأبوابك خُتمت بالميرون وقلبك صار هيكل الربوات الذين كانوا فى أورشليم يوم دخول المسيح صرخوا لهُ أوصنّا يا إبن داود اليوم الكنيسة تقول لهُ أوصنّا يا إبن داود بقلب مُختلف قديماً عندما رأوه يُقيم لعازر من الموت أعطوه كرامة وعندما قُبض عليه تركوه أمّا نحن الآن نُسبحّه بقلبنا ولمّا يُصلب نقول لهُ" لك القوة والمجد والبركة إلى الأبد " لذلك اليوم هو مدخل لإسبوع الآلام يدخُل يسوع قلبك فتفرح بهِ وتتألّم معهُ وتُصلب معهُ لتقوم معهُ هذه بدء الأفراح لذلك اليوم هو يوم لهُ طقس خاص ونعمة خاصة لأنّه يوم دخول المسيح كنيستهُ يوم لهُ كرامة عظيمة اليوم جاء ليُجدّد ذبائح شعب عامل بهِ صلوات وأنين هذه هى صورة أورشليم العُليا لابُد أن تُراجع نفسك ماذا فى أورشليمك وهيكلك وثمر أرضك هو يُريد أن يجعل نفسك مسكن وكُرسى وعرش لهُ ويقول لك " أعمال مجيدة قد قيلت عنكِ يا مدينة الله " أنا أرُيد أن أستقر عندك هل ستقبلنى كُل الأيام أم تقبلنى يوم وترفُضنى يوم آخر ؟ لذلك عندما تأخُذ نعمة تمسّك بها ولا تتراخى حتى لا تفقد كُل العطايا فى لحظة أورشليم إستقبلت المسيح كى تمسك بهِ قدّم لهُ ذبائح دائماً إكتشف نفسك اليوم أنّك" أنت لم تأتى إلى جبل ملموس بل إلى جبل صهيون مدينة الله الحى أورشليم السماوية إلى ربوات هُم محفل ملائكة " درجات جبل صهيون ثم مدينة الله الحى ثم أورشليم السماويّة ثم ربوات محفل ملائكة كُلّما تصعد واحدة تمسّك بالتى تليها ولا تصمُت ولا تتوّقف حتى تصل إلى ربوات محفل الملائكة لتُسّبح معهُم لعريسك الذى خلّصك ليكُن لك إيمان أنّه مهما كانت نفسك خِربة وليس بها ذبائح فإنّ الله قادر أن يُصلحها قُل لهُ أنت يارب خرجت غالب فإعِلن مجدك فىّ وإقبل منّى كُل عِبادة وكُل صلاة وإجعل ذبائحى مقبوله أمامك ولا تنقطع من أمامك لا تقطع ذبائحك وسكيبك من قلبى يارب ومهما إنقطعت الذبائح فأنت قادر أن تُعيد لى كُل مجد وكُل كرامة فقدتها عشرة أضعاف الله يُعلن مجدهُ على نفس كُل واحد منّا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً ابدياً أمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل