المقالات

04 يونيو 2021

ليكونوا واحداً

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾ نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟ كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيح إقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح و كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
30 مايو 2021

سيروا فى النور

الإِسبُوع الرَّابِع مِنْ الخماسِين المُقدّسة الكنِيسة بِترتِب لِنا رِحلة فِى فِترة الخماسِين الهدف مِنها إِنْ إِحنا فِى نِهايِة الخماسِين ننال إِستحقاق عطيَّة الرُّوح القُدس وَنتمتَّع بِالمِيلاد الجدِيدرِحلة عِبارة عَنْ رِحلة النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان ، النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان عليها إِنَّها تتحلّى بِبعض الصِفات أوِل صِفة فِى النِفُوس الّلِى مُنطلِقة فِى البرّيَّة رايحة لِكنعان لازِم يكُون عندها رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان إِنْ هى حا توصل كنعان ، وَلازِم يُبقى عندها قناعة كامِلة إِنْ تبعيتها لِربِنا أفضل مِنْ تبعيتها لأهل العالم أوْ لأرض مِصْرَ أوْ لِفرعُون فَلاَزِم نِمرة واحِد الإِيمان ، عشان كِده تلاحظوا إِنْ الحد الأوَّل مِنْ الخماسِين حد تُوما حد الإِيمان بِالقيامة ، لابُد إِنْ يُبقى فِى رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان يكفِى لِفترِة الرِحلة ، ده أوِل حد ، تانِى حد يكلّمنا إِنْ المسِيح هُوَ خُبز الحياة ، زى لَمَّا كان فِى البرّيَّة النَّاس فِى الرِحلة خارُوا مِنْ قِلّة الطعام ربِنا أرسل لهُمْ المن وَالسلوى ربِنا لَمَّا أرسلنا فِى برّيَّة هذا العالم إِدانا زاد لِلطرِيق ، قَالَ لنا [ لاَ تَحمِلُوا كِيساً وَ لاَ مِزوداً00] ( لو 10 : 4 ) ، وَفِى نَفْسَ الوقت صار هُوَ نَفْسَه زاداً لنا ، هُوَ بِنَفْسَه ، فَربِنا يسُوعَ المسِيح بِيقُول لِنا أوِل حاجة عشان خاطِر تتمتّعُوا بِالرِحلة دى معايا يكُون عندكُمْ رصِيد مِنْ الإِيمان 0 إِتنين تتحدوا بِخُبز الحياة ، نِمرة تلاتة تتمتّعُوا بِعطيَّة ماء الحياة ، عطيَّة ماء الحياة عطيَّة ينابِيع الرُّوح عطيَّة ربِنا الّلِى فجَّر لِهُمْ مِنْ الصخرة ماء 00عطيَّة المِيلاد الفوقانِى مِنْ الماء وَالرُّوح النهارده بيقولّك أنا بدِيك حاجات مُهِمة ، بدِيك خُبز الحياة ، بدِيك ماء الحياة ، مِنْ ضِمن مُقّوِمات الرِحلة المُهِمة جِدّاً النّور ، عشان تعرف تمشِى فِى الرِحلة صعب جِدّاً أبعتك فِى مكان أنا عارِف إِنّه قفر وَعارِف إِنّهُ برّيَّة وَيُبقى ضلمة ، يُبقى أنا كِده بعتك فِى مكان بقولّك إِتفضل توه ، لكِنْ هُوَ أرسلنا فِى برَّيَّة العالم وَأعطى لنا النَّور فَتلاقِى إِنّه فِيه حد للإِيمان ، حد لِلخُبز ، حد لِلماء ، حد لِلنَّور ، حد لِلطرِيق نَفْسَه الّلِى هُوَ الحد الّلِى جاى ده الّلِى بِيدِينا الطرِيق لِلصعُود لِلسَّماويَّات ، الّلِى بيمهِدنا لِعطيَّة الرُّوح القُدس يُوم الخمسِين 0 النهارده " حد النَّور " يقُول كِده [ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ النُّورُ مَعْكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ0 فَسِيرُوا مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ00] ( يو 12 : 35 ) ، نتكلّم شويَّة عَنْ النُّور وَنتكلَّم شويَّة عَنْ الظلام ، نُقطتين إِتنين فقط :- أوِل حاجة النُّور ، طبِيعة الله نُور ، يقول عنّه كِده أنَّ الله [ 00نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ 00]( 1 تى 6 : 16 ) ، يعنِى لَمَّا حب يوصِف طبِيعة الله قالك عَلَى الله[ نُور وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ البَتَّةَ ] ( 1 يو 1 : 5 ) ، طبِيعة ربِنا مفهاش أىّ ظُلمة ، الله نُور،طبِيعِة ربِنا تكشِف ، طبِيعِة ربِنا ترشِد ، طبِيعِة ربِنا تنُّور ، تقُود لَوْ تلاحظُوا يا أحِبَّائِى أوِل حاجة سِفر التكوِين ذكرها فِى أيَّام الخلِيقة السِتَّة ، أوِل حاجة يقولّك [ وَقَالَ اللهُ لِيَكُن نُورٌ00] ( تك 1 : 3 ) ، أوِل حاجة عملها إيه ؟ النُّور00لِيه ؟ قالّك علشان خاطِر أُظهِر أعمال خلِيقتِى وَأُظهِر مجدِى فِى خلِيقتِى تخيّلُوا كِده لَوْ ربِنا معملش النُّور وَجِه عمل مَثَلاً بعد كِده النباتات ، طيِّب حد شايِف ؟! لِنفرِض إِنْ ربِنا عمل الزَّحافات وَالدبَّابات الّلِى تدِب عَلَى الأرض ، طيِّب حد شايِف ؟! وَبعدِين ربِنا علشان يعمِل حاجة علشان يتمّجِد يعمِل كُلّ حاجة مُهِمة علشان خاطِر الّلِى بعدها تتمتّع بِها منلاقيِش مَثَلاً ربِنا يخلِق العُشب قبل الحيوان00لأ00ما ينفعش ، هُوَ بِيخلق العُشب لِلحيوان ، فَايخلق الأوِّل العُشب وَبعد كِده الحيوان ، طب وَالعُشب محتاج نُور ، يُبقى يخلق له الأوَِّل النُّور ، طب العُشب محتاج ميه ، يُبقى يخلق له الأوَِّل الميه ، يُبقى يخلق الأوَِّل النُّور وَبعد كِده يخلق الميه وَبعد كِده يخلق العُشب ، بعد كِده يخلق الحيوان ، بعد كِده يُبقى يخلق الإِنسان الّلِى يلزمه كُلّ هذِهِ الأمور ، تدرُّج عجِيب إِذن ربِنا عشان يُعلِن مجده فِى الخلِيقة الأُولى أوِل حاجة قَالَ [ لِيكُن نُور ] ،الخلِيقة الجدِيدة فِى القيامة أوِل حاجة شُفناها فِى القيامة000إيه ؟ نُور00وَكأنّ ربِنا يسُوعَ المسِيح بِالقيامة عايِز يقول لنا أنا هدِيكُوا معنى جدِيد لِلنُّور الأوِّل كان مُجرّد نُور عشان تتمتّعُوا بِه بِأعمال خلِيقتِى المنظُورة ،لكِن دلوقتِى النُّور ده موجُود ، أنا هدِيكُوا نُور جدِيد ، النُّور الجدِيد ده عشان تتمتّعُوا بِمجدِى غير المنظُور ، مجد قيامتِى الّلِى موجودة داخِلكُمْ عشان كِده ربِنا إِبتدى الخلِيقة بِالنُّور وَإِبتدى القيامة بِالنُّور الّلِى هى الخلِيقة الجدِيدة ، عايِز يعرّفنا عليه مِنْ جدِيد مِنْ خِلال القيامة ، مِنْ خِلال القيامة المفرُوض إِنْ إِحنا نتعرّف عَلَى ربِنا يسُوع المسِيح مِنْ جدِيد عشان كِده النهارده بِيكلّمنا عَنْ " سِيرُوا فِى النُّور مادام لكُمْ النُّور " ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ، يعنِى إيه " زمان يسِير " ؟ عايِز يقولّك الفِترِة الّلِى إِنت عايشها فِى حياتك دى دى فِترة قلِيلة جِدّاً ، فِترة قلِيلة جِدّاً بِالنسبة لِمجد الأبديَّة ، فَالنُّور معاك دلوقتِى زمان يسِير ، سِير فِى النُّور لِئلاَّ يُدرِكك الظلام يعنى إيه " يُدرِكك الظلام " ؟ يعنِى لَوْ إِنسان مِنّنا دلوقتِى ترك طرِيق النُّور ها تبُص تلاقِى حياته بعد كِده بعِيد عنِنا ترُوح الجحِيم ، بعِيد عنِنا الواحِد يرُوح نار جُهنم ، طبعاً هُناك ظُلمة00ظُلمة00ظُلمة 0 يُبقى أنا علىَّ أستغِل الزمن اليسِير الّلِى أنا عايِش فِيه ده ، وَأعِيش فِيه فِين ؟ فِى النُّورلِئلاَّ يُدرِكنى الظلام ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى إيه ؟ نُور الوصيَّة ، نُور المسِيح ، المسِيح طبِيعته نُور ، الله طبِيعته نُور ، طب أنا إيه بِالنسبة له ؟ أنا إِبنه يُبقى طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا واخِد النُّور ده ، النُّور ده مِش غرِيب عنِّى ، بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش الظُلمة ،بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش أعمال الظُلمة أنا نُور ، مِنْ طبِيعته لإِنْ إِحنا المسِيح نقل لنا مجده ، نقل لنا مِيراثه ، نقل لنا صِفاته ، فَالنُّور بقى مِش غرِيب علينا000لأ000كُلِنا متعمدِين وَلَمَّا إِتعمِدنا أخدنا السِر وَالسِر الكنِيسة تسميه ( سِر الإِستنارة ) ، يعنِى إيه إِستنارة ؟ يعنِى إِحنا إِتنوّرنا فِى المعموديَّة ، أخدنا النُّور ، النُّور بقى ساكِن فِينا ، النَّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش غرِيب عنِنا000لأ000النُّور بقى مِننا ، النُّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش النُّور غرِيب علىَّ000لأ000النُّور بقى مِنِّى 0 [ 00أبناءُ نُورٍ وَأبناءُ نهارٍ0لسنا مِنْ لَيْلٍ وَ لاَ ظُلْمَةٍ ] ( 1 تس 5 : 5 ) زى ما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول ، لكِنْ إِنتُمْ أبناء نُور ، النُّور مُفرِح ، النُّور مُبهِج ،عشان كِده نقُول [ فِى نُور قدِيسيه ] 0 كُلّ إِنسان يخاف الله وَيعِيش مَعْ ربِنا تُبقى حياته منُّوره ، نُور مِنْ نُور المسِيح ، نُور مِنْ نُور الله ، [00 نُور لاَ يُدْنَى مِنهُ00] ( 1 تى 6 : 16 ) ، أد إيه أحِبَّائِى الحياة فِى النُّور لها صِفات مُبهِجة ، أد إيه النُّور ده مِنْ طبِيعِة ربِنا ، الطبِيعة المُمجدّة ، الطبِيعة الّلِى ربِنا عايِز ينقِل لِنا كُلّ البركات مِنْ خلال النُّور بِتاعه فَيقولّك [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، سِير فِى النُّور ، النُّور يكشِف الطرِيق ، لَمّا جِه ربِنا فِى العهد القدِيم فِى البرَّيَّة وَالشَّعْب مُعرّض إِنْ هُوَ يتوه بقى يعمِل معاهُمْ حاجتين ، حاجة بِالنَّهار وَحاجة بِالليل ، يبعت لِهُمْ بِالنَّهار عمود سحاب وَبِالليل عمود نُور000لِيه ؟ يقولّك عشان خاطِر النُّور يقودهُمْ فِى الطرِيق ، إِحنا دلوقتِى فِى نَفْسَ الحال ،إِحنا دلوقتِى تايهين فِى برَّيَّة العالم ، مُنطلقِين نحُو كنعان ، طيِّب إِذا ما كنش عمود النُّور ده حا يقودنا يُبقى حتماً حنتوه إِذن أنا لَوْ ماسلكتِش فِى النُّور وَعنيَّا عَا النُّور وَبقى النُّور ده السِراج المُضِئ فِى موضِع مُظلِم بِالنسبة لىَّ يُبقى أنا كِده حتوه ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى الوصيَّة ، النُّور يعنِى الإِنجِيل ، النُّور يعنِى صُوت الرُّوح ، النُّور يعنِى فِعل الوِلادة الجدِيدة الّلِى جوايا ، ده لازِم أطِيعه ، أطِيعه زى ما بِيقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فَشُكراً للهِ000أطعتُمْ مِنَ القلبِ صُورةَ التَّعلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا ] ( رو 6 : 17 ) ، " أطعت مِنَ القلب " يعنِى إيه ؟ يعنِى مشيت ورا النُّور بِكُلّ صِدق وَبِكُلّ إِخلاص وَأمانة وَرفضت الظُلمة وَمحبِتش الظُلمة قَالَ كِده [ مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أبْنَاءَ النُّورِ00] ( يو 12 : 36 ) ،" لِتصِيرُوا أبناء لِلنُّور " أنا إِبن لِلنُّور بِالطبِيعة الّلِى ربِنا وهبها فىَّ ، أنا إِبن لِلنُّور ، طالما أنا إِبن لِلنُّور أبقى بحِب النُّور وَأحِب أعمال النُّور وَأحِب إِنْ أنا أسلُك فِى النُّور بِكُلّ أمانة وَكُلّ إِخلاص وَإِلاّ أتوه النُّور يكشِف الأخطاء ، يكشِف الزيغان ، النُّور يكشِف ، إِحنا لَوْ جِينا دلوقتِى نقُول هى العِين الّلِى بِتشُوف وَإِلاّ النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف ؟ تلاقِى مِش العِين هى الّلِى بِتشُوف ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف بِدلِيل إِنْ الدُنيا لَمَّا بِتُبقى ضلمة وَعنِينا مفتّحة مِش بِتشُوف وَعنِينا سلِيمة ،إِذن مديونيتِى لِلرؤية وَمديونيتِى لِلبصِيرة وَرؤيِة الأمُور بِطرِيقة سلِيمة مِش لِلعِين وَلكِنْ لِلنُور إِذن طُول ما أنا سالِك فِى النُّور حا تُبقى نظرتِى لِلأمُور سلِيمة ، أعرف ده فِين وَأعرف ده فِين وَأعرف أمشِى إِزاى ، لكِنْ لَوْ أنا سالِك فِى الظُلمة أُبص ألاقِى نَفْسِى رغم إِنِّى عندِى عِين لكِنْ مِش بشُوف وَهُوَ ربِنا يسُوعَ المسِيح قَالَ كِده [ 00لَهُمْ أَعْيُنٌ وَ لاَ يُبْصِرُونَ00] ( أر 5 : 21 ) ، كان مُمكِن نحُط التفسِير بِتاع الحِتَّة دى00لِيه ؟ لِيه لِهُمْ أعيُن وَ لاَ يُبصِرُون ؟ لإِنّهُمْ سالكِين فِين ؟ فِى الظُلمة ، سالكِين فِى الظُلمة يعنِى إيه ؟ يعنِى وَالدِنيا ضلمة يعنِى بِالليل ؟! يقولّك00لأ00الظُلمة الّلِى قصده عليها ظُلمِة غياب المسِيح ، يعنِى غياب النُّور إِذن أىّ وقت أنا بسلُك فِيه غايِب عَنْ المسِيح ، المسِيح يغِيب عَنْ حياتِى ، معِش فِى حضرته ، ظُلمة ، الظُلمة طبعاً الإِنسان أد إيه بقى إِتلغبط وَأد إيه الواحِد ميعرفش يميِّز وَأد إيه الإِنسان يفقِد قِيمة الأمور ، واحِد يجِيب له حاجة يُقعُد يلمِس فِيها كِده مِش عارِف دى إيه ؟ دى معدن وَإِلاّ دى خشب ؟ يعتمِد على الملمس ، مُمكِن الملمس يُبقى خدَّاع ،ميعرفش يميِّز الطرِيق ، مُمكِن يمشِى يعثُر فِى الطرِيق ، يتخبّط فِى حاجة لإِنْ الدُنيا ضلمة أدى الإِنسان الّلِى سالِك فِى الظُلمة ، غير الإِنسان الّلِى سالِك فِى النُّور ،وَطُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور خطاياى تُبقى أوضح ، طُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور أعرف مقياس نَفْسِى أنا فِين مِنْ الوصيَّة ؟ أنا فِين مِنْ أخويا ؟ أنا فِين مِنْ بِرّ المسِيح ؟ أنا فِين مِنْ نُوره ؟ لَمَّا يِجى واحِد كِده يُبقى الملابِس بِتاعته ملابِس مُتسِخة وَقاعِد فِى ظُلمة ، لاَ يشعُر إِنْ هدومه مِش نضِيفة ، لكِنْ لَوْ قرّب لِنُور وَكُلّ ما النّور كان أقوى كُلّ ما يكشِف وَيفضح ، أهُوَ أنا كِده كُلّ ما أأقرّب لِربِنا كُلّ ما أعرف أنا فِين مِنْ بِرَّه ؟ أنا فِين مِنْ نوره ؟ أوِل ما أأقرّب مِنّه أشعُر أد إيه أنا خطاياى كثِيرة جِدّاً إِشعياء النبِى لَمَّا إِتخدِت الجمرة مِنْ عَلَى المذبح قَالَ [ 00وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ لأِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ00] ( أش 6 : 5 ) ، طب لِيه مقولتِش كِده قبل كِده ياإِشعياء ؟ قالك ماكونتِش تلامست معاه مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول مصرخش وَقال [ 00أُخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأِنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ] ( لو 5 : 8 ) إِلاّ لَمَّا تلامس معاه ، لَمَّا أتلامس معاه أنا خطاياى بِتُكشف ، بِتتفضح ،لَمَّا تتفضح أصرُخ وَأطلُب الرحمة وَأطلُب النِعمة وَأطلُب التوبة وَأطلُب الغُفران وَأعرف ضعفِى ، أوِل لَمَّا أعرف ضعفِى النِعمة تُبقى قرِيبة ، أوِل لَمَّا أكتشِف قباحاتِى وَذنوبِى وَالظُلمة الّلِى أنا فِيها وَالبُقع الّلِى فِى ثيابِى الّلِى أحدثتها فىَّ الخطيَّة ، ساعِتها أبقى أنا قرِيب مِنْ البُرء ، لإِنْ [ الَّذِي يعرِف خِزيه يعرِف كيف يطلُب النِعمة ] ، وَالَّذِى يعرِف مرضه هُوَ قرِيب مِنْ البُرء ، الّلِى يعرِف المرض بِتاعه ، المرض إِكتشفه إِزاى ؟ بِالنُّور 0 النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً سِيرُوا فِى النُّور ، خلِيك قُرّيِب لِلنُّور ، لاَ يكُون فِيك ظُلمة البتَّة ، عشان كِده إِحنا يقول عنِنا إِحنا [ 00لكِنِ إِغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ00]( 1 كو 6 : 11 ) ، إِحنا إِستنرنا بِنُور المسِيح ، إِحنا تبرّرنا بِالمسِيح ، لَمَّا إِتغسلنا بِه حملنا بِرَّه ، حملنا نُوره عشان كِده يقولّك [ 00هُوَ الَّذِي أشْرَقَ فِي قُلُبِنَا لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ00]( 2 كو 4 : 6 ) ، " أنار فِى قُلُوبِنا " ، نوَّر ، جاب كِده كمية ضُوء ضخمة جِدَّاً جِدَّاً وَسلَّطها عَلَى القلب لَمَّا جاب كمية ضُوء كبِيرة سلَّطها عَلَى القلب ، القلب نوَّر وَإِتكشف وَشُوفنا فِيه الزوايا وَالأركان الضعِيفة لَمَّا يِجِى دكاتره فِى أُوضة العمليات تلاقِى حطِين لهُمْ كمية كشَّافات كبِيرة وَضخمة جِدَّاً متركزِين فُوق سرِير العمليَّات وَينزِّلُوا كمية الإِضاءة وَيركِزُوها عَلَى المكان الّلِى بِيشتغلُوا فِيه00لِيه ؟ كُلّ النُّور ده ؟ عشان يكشِف00ده الراجِل شغَّال فِى حاجات دقِيقة جِدَّاً ،عايِز ينُّور المكان ده جِدَّاً ، عاوِز يكشِف فِيه الدقائِق الصغِيرة جِدَّاً00بِإيه ؟ بِالنُّور عايِز تكشِف نَفْسَكَ سلَّط النُّور عليك ، سلَّط النُّور وَحا تعرِف00حا تعرِف إِذا كان فِيك حاجات مِضلِمة ، حاجات ضعِيفة ، حاجات مرِيضة ، حاجات مُتليِفَّة ، حاجات الخطيَّة أحدثت فِيها أضرار بالِغة ، بقى عندك شُريان مِش شغَّال ، بقى عندك عضلة واقفة ، بقى عندك تليُّف فِى أنسِجة أهُوَ هُوَ ده ، ده التشخِيص بِتاع المرض الجسدِى ، المرض الرُّوحِى أخطر ،يعنِى إيه شُريان مِش شغَّال ؟ يعنِى إيه عضلة مِش شغَّالة ؟ يعنِى القلب معدش ينبُض بِمحبِة ربِنا ، يعنِى القلب صار لاَ يتجاوب مَعْ نِداءات النِعمة ، يعنِى إيه فِيه تليُّف ؟ التليُّف يعنِى فِيه قساوة ، يعنِى فِى قلب فِيه أنسِجة ميِتة ، ده أكتشِفه إِزاى ؟ أكتشِفه بِالنُّور ، مالوش طرِيقة تانية غِير النُّور ، أأقرّب لِلنُّور أكتشِف الأمر عَلَى طُول [ سِيرُوا فِي النُّور مادام لكُمْ النُّور ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ] ، إِوعى تضيَّع فِترِة العُمر بِتاعك وَتسلُك فِى الظُلمة لإِنْ كِده يُبقى إِنت بِتُحكم عَلَى نَفْسَكَ إِنْ إِنت هاتعِيش فِى الظُلمة إِلَى الأبد ، الزمن اليسِير بِتاعك ده سِير فِيه فِى النُّور 0 عشان كِده الكِتاب المُقدّس يقولّك إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى نحتمِل لإِنَّها زمن يسِير ، يقولّك كِده [ الْمَرْأَةُ وَهِي تَلِدُ تَحْزَنُ لأِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ0 وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَببِ الْفَرَحِ00] ( يو 16 : 21 ) ، خلاص الساعة بِتاعِتها خِلصِت ،أوِل لَمَّا السِت تولِد وَتسمع صُراخ الطِفل وَتشوف الطِفل بعنِيها تنسى الألم ،تنسى الصُراخ ، الألم مرحش طيِّب إيه الّلِى حصل ؟ فِى حاجة أهم جت غطِّت عَلَى الألم أهُوَ إِحنا كِده ، إِحنا ربِنا يسُوعَ بِيشبِهنا إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى فِيها شويِة ألم لكِنْ لَمَّا حا تتمجّد لاَ نعُود نذكُر الشِّدَّة ، خلاص إِنتهِت ، كانِت إد إيه دى ؟ كانِت ساعة ، قالّك [ لأِنَّ ساعتها قَدْ جاءت ] ، دى ساعة ، يعنِى لَوْ واحدة تتألِم ساعة لكِنْ تولِد إِبن يعِيش معاها طُول العُمر ، تقولّك أستحمِل ساعة ، فِى واحدة تُبقى مِش عايزه تجِيب وِلاد تقولّك أصل الوِلادة مؤلِمة ؟! ماتسمعش الكلام ده أبداً00لِيه ؟ صحِيح الوِلادة مؤلِمة لكِنْ الثمرة جمِيلة عشان كِده الحياة بِتاعِتنا ربِنا يسُوعَ يقولّك دى ساعة ، زماناً يسِيراً ، سِيرُوا فِى النُّور النُّور معكُمْ زماناً ، ده ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحِظ إِنْ لَمَّا يِجِى الواحِد يتعب شويَّة فِى جِهاده الرُّوحِى وَيحِس إِنْ الجِهاد تقِيل يفكّر نَفْسَه وَيقُول دى إيه ؟ دى ساعة ، معقُولة واحِد يكُون طالِب مِنِّى أشتغل عنده ساعة وَهايكافِئنِى مُكافأة كبِيرة جِدَّاً وَأبقى أنا كسلان فِى الساعة دى ؟! دى ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحظُوا إِنْ ربِنا يسُوعَ قَالَ لِتلامِيذه[ 00مَا قَدَرْتُمْ أنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً ] ( مت 26 : 40 ) ، هى ساعة ، كُلّ مَا الضِيقات تحوّط بِىَّ فِى الحياة أقول دى ساعة ، شِد حِيلك شويَّة دى ساعة ، ياسِيدِى إِحتمِل دى ساعة ،إِنّ ساعتها قَدْ أتت ، أدى الساعة بِتاعِتها [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، النُّور معك زمن يسِير ، الزمن اليسِير بِتاعك ده قضِّيه فِى النُّور لِئلاَّ يُدرِكُكَ الظلام ، قضِّيه فِى النُّور الزمن بِتاعك ده عايِز تعرف إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ ؟ أكتر الحاجات الّلِى تخلِيك تعرف إِذا كُنت إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ إِنْ إِنت تقِيس نَفْسَكَ عَلَى وصايا مُعيَّنة ، هل إِنت عندك رحمة ؟ القلب المنُّور قلب مليان رحمة ، قلب مليان رِقّة ، قلب فِيه مشاعِر حسَّاسة جِدَّاً تِجاه الآخرِين ، عكس الإِنسان الّلِى قلبه مُظلِم تلاقيه عِنده قساوة ، عِنده لاَ مُبالاة ، مايشوفش أبداً أتعاب النَّاس ، ظُلمة00ظُلمة ، مفِيش نُور ، محبَّة 00تبُص تلاقِى الإِنسان الّلِى قلبه منُّور تلاقيه قلبه كُلّه منُّور ، تلاقِى المحبَّة عِنده محبَّة صادِقة أوِل لَمَّا تلاقِى نَفْسَك فِى إِحساس كراهية ، أوْ أوِل ما تلاقِى نَفْسَكَ إِنَّك إِبتدِيت تميِّزبين النَّاس وَإِبتدا يُبقى عندك إِنْ إِنت تُبقى فِى ناس مِش قادِر تحتمِلهُمْ وَقلبك شايِل مِنهُمْ إِعرف إِنْ مفِيش نُور فِى قلبك المحبَّة مقياس مايكدِبش أبداً ، يقولّك [ 00المحبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ00] ( 1 تى 1 : 5 ) ،" قلب طاهِر بِشِدَّة " ، مُعلّمِنا يُوحنا الرسُول يقُول لِنا كلام يخلِّى الواحِد يراجِع نَفْسَه ألف مرَّة فِى موضُوع المحبَّة ده ، قالّكَ [ كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ00] ( 1 يو 3 : 15) ياربِى000لِلدرجة دى ؟؟ يقولّك أيوه ، فِى ظُلمة فِى القلب خلِتك تكره ، خلِتك تُبغِض ، لَمَّا خلِتك تكره وَتُبغِض مبقِتش مِنْ أبناء النُّور بقِيت مِنْ أبناء الظُلمة ،[ مَنْ يُبغِضُ أخاهُ فَهُوَ قاتِل نَفْسٍ ]000مرَّة واحدة ؟؟ أيوه قالّك [ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ لأِنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ ] ( 1 يو 4 : 8 ) ،الّلِى مايحِبش ميعرفش ربِنا00لِيه ؟ أصل الله محبَّة أقِيس نَفْسِى أنا مِنْ أبناء النُّور وَ لاّ مِنْ أبناء الظُلمة ؟ أنا فِى أىّ طرِيق ؟ مِنْ هِنا أبُص ألاقِى يقولّك إِنْ النُّور ده يكشِف للإِنسان كُلّ حاجة ، يخلِّى الإِنسان يُبقى الطرِيق بِالنسبة له واضِح جِدَّاً00واضِح جِدَّاً [ سِرَاج لِرِجْلِى كَلاَمُكَ ] ( مز 119 : 105 ) ، السبِيل منُّور ، الطرِيق منُّور ، طرِيق كُلّ العلامات فِيه واضحة جِدَّاً ، إِذا كان فِيه حِتّه مُرتفِعة مكشُوفة ، إِذا كان فِيه حِتَّة مُنحنية مكشُوفة ، إِنسان مُستنِير ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك [ مُستنِيرة عُيُونُ أذْهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ، عِين القلب منُّوره فِيها نُور تعرَّف الطرِيق ، وَتعرِف خِداعات العدو ، وَتعرِف الأماكِن الواعرة وَالأماكِن الصعبة عشان كِده كُلّ شر يُفعل يُفعل فِى الظلام ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يكلّمك عَنْ الشَّر يقولّك [ أعمال الظُلمة ] ( أف 5 : 11 ) ، لِدرجِة إِنْ مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك [ لاَ تشترِكُوا فِى أعمال الظُلمة غير المُثمِرةِ بَلْ بِالحرىَّ وَبخّوُها ] ( أف 5 : 11 ) 00لِيه ؟ قَالَ لإِنْ أنا جوايا نُور ، النُّور لاَ يطِيق الظُلمة ، لاَ يشترِك النُّور مَعَْ الظلام أبداً أبداً ، أوِل لَمَّا يِجِى النُّور عَلَى طُول يغِيب الظلام ، يتلاشى الظلام ، راح فِين الظُلمة ؟راحِت فِين الظُلمة بِتاعِت الليل الّلِى كانِت مخلِيَّة النَّاس مِش عارفة تمشِى00راحِت فِين ؟ إِنتهِت ، ليس لها أصل ، النُّور يُبّدِد الظلام ، النُّور قوِى ، النُّور يكشِف ، الظُلمة جهل00تِيه 0 لَمَّا نلاقِى إِنسان يحِب أعمال الظُلمة نقوله فِى خلل رهِيب جوّه حياتك ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى الإِنسان الّلِى يحِب الخطايا تبُص تلاقيه أعمال الظُلمة تملُك عليه ، تلاقِى حياته كُلّها ظُلمة فِى ظُلمة ، أعمال الخطايا كُلّها ، لَمَّا واحِد يحِب يسرق محدِش يسرق فِى النُّور ، أعمال الشَّياطِين ، أعمال الشهوات وَالزِنا وَالخلاعة تنشط فِى الليل ، الإِنسان الكدَّاب ، الإِنسان الّلِى يحِب يعِيش فِى غِش وَرِياء يحِب يعمِل حاجات النَّاس متعرفهاش ، يحِب الظُلمة ، ميحِبِش يكشِف نَفْسَه أبداً ، يعِيش فِى الظُلمة وَالظُلمة تُعمِى عنيه مِنْ كُتر ما هُوَ خلاص معدش بِيشُوف ، خلايا عنيه الرُّوحيَّة تضمُر00وَتذبُل00لِيه ؟ مَا خلاص ليس لهُ الحواس الّلِى قَالَ عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الْحواسُّ مُدَرَّبةً ]( عب 5 : 14 ) ، ليس لهُ الحواسّ المُدرَّبة ، حاسِة البصِيرة عِنده حاسَّة فُقِدت ، حاسَّة تبلَّدت ، تجمَّدت ، أدى أعمال الظُلمة أعمال الظُلمة الّلِى تخلِّى الإِنسان يفقِد البركات ، يفقِد حضُور الله ، يفقِد نُور الله ،ده أعمال الظُلمة ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى آبائنا القدِيسين كُلّ واحِد فِيهُمْ حواليه هالة مِنْ النُّور ، النُّور ده لِيه ؟ دى نُور القداسة ، ده نُور ربِنا الّلِى إِرتسم عَلَى وجوههُمْ وَالّلِى أضاء عليهُمْ ، ده النُّور بِتاعهُمْ ، دى الإِستنارة بِتاعِتهُمْ عشان كِده يكلّمنا عَنْ السَّما إِنْ السَّما مفهاش ظُلمة أبداً 00لِيه ؟ قالّك لإِنْ ربِنا يسُوعَ المسِيح العرِيس وَالخرُوف بِتاع السَّما ها يكُون هُوَ سراجها وَ لاَ تحتاج إِلَى شمس وَ لاَ تحتاج إِلَى قمر ، لأِنّ هُوَ سراجها ، فِيها نُور دائِم00نُور دائِم ، مفِيش لِيل 00مفِيش ظلام00إِنتهى الظلام إِحنا عايِشيِن دلوقتِى علشان إِحنا دلوقتِى فِى فِترِة الإِختبار ، إِنت بِتحِب أىّ طرِيق فَتَلاقِى دلوقتِى فِى ظُلمة وَفِى لِيل ، لكِنْ فوق فِى السَّما خلاص مفِيش ظُلمة ، لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى حبِيت النُّور وَإِخترت النُّور وَسلكت فِى النُّور ها تصِير مِنْ أبناء النُّور فَطُوباك ،لكِنْ لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى مِلت لِلظُلمة وَحبِيت الظُلمة وَأعمالها ها تبُص تلاقِى نَفْسَكَ خلاص صِرت غرِيباً عَنْ النُّور وَالنُّور غرِيب عنك النُّور معكُمْ زمان يسِير ، عشان كِده قالّك [ أعمى عُيُونهُمْ وَأغلظ قُلُوبهُمْ لِئلاَّ يُبصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيشعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيرجعوا فَأشفِيهُمْ ] ( يو 12 : 40 ) 00لِيه ؟ قالّك ما هُمَّا مِش عايزِين يشُوفوا النُّور ، مِش عايزِين يشُوفوا قَالَ كِده [ أنَا قَدْ جِئتُ نُوراً إِلَى العالم ] ( يو 12 : 46 ) ، خلاص طالما إِنسان آمِن بِى لاَ يمكُث فِى الظلام أبداً ، عشان كِده أحِبَّائِى الإِنسان الّلِى حياته داقِت نُور ربِنا لاَ يستحمِل الظُلمة ، لاَ يمكُث فِى الظلام ، وَمِش يوم وَ لاَّ إِتنين لكِنْ حياته كُلّها ، مِش قادِر يحتمِل إِلاَّ إِنْ هُوَ يعِيش فِى النُّور لَمَّا نِيِجِى نقُول دلُوقتِى إِحنا لِيه بِنحِب النُّور وَإِحنا لِيه مُشتاقِين لِلنُّور وَلِيه النُّورإِحنا بِنفّضله ؟ يقُولّك أصل إِحنا جرَّبنا الضلمة لَمَّا جرَّبنا الضلمة محبِنهاش ، حبِينا النُّور ، إِذن الضلمة هى الّلِى تخلِينا نكتشِف النُّور عشان كِده ربِنا سمح إِنْ يكُون فِى نُور وَفِى ضلمة ، لِيه ربِنا يسمح بِالشَّرُور ؟ قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تعرَّفك البِرَّ ، قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تخلِيك إِزاى تتمسَّك بِالبِرَّ ، لإِنْ لَوْ الحياة بِرّ بس مُمكِنْ أبقى كِده لاَ أُمتحن أنَا عايِز إيه ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِيك تحِب النُّور وَتُبغِض الظُلمة مِنْ جمال النُّور ها أسِير فِى النُّور مادام لَكَ النُّور ، وَالنُّور هُوَ الّلِى يغلِب الظُلمة لإِنْ هُوَ الأقوى ، وَالنُّور مِش مُمكِنْ الظُلمة تغلِبه إِلاَّ إِذا هُوَ إِنسحب ، لكِنْ الظُلمة متعرفش أبداً تغلِب النُّور أبداً ، النُّور يغلِب الظُلمة بِسهُولة ، مُجرّد إِنْ كشَّاف صُغيّر يُبّدِد ظُلمة ، لكِنْ الظُلمة متغلِبش النُّور أبداً إِلاَّ إِذا أنا طفِيت النُّور ، النُّور أقوى لهُ سُلطان عشان كِده أحِبَّائِى أنا بختار أىّ طرِيق وَماشِى فِين ؟ طرِيقِى منُّور ، الّلِى طرِيقه منُّور تبُص تلاقِى كارِه الخطايا ، مِش بس كارِه الخطايا ده بِيوّبِخ الخُطاه ، ده مِنْ جوَّاه إِحساس بِمرارة لِلنَّاس الّلِى عايشة فِى الظُلمة ، مِش هُوَ قلبه ميَّال لِلظُلمة000لأ000ده بِيوّبخ أعمال الظُلمة ربِنا أنار فِى قلوبنا ، نوَّر قلبِنا ، أخدنا فِى المعموديَّة النُّور حقِيقِى ، عشان كِده إِحنا كُلّ يوم فِى صلاة باكِر نفتِكر النُّور الحقِيقِى نُور القيامة ، نُور حقِيقِى الّلِى أشرق فِى قلوبنا وَنقوله إِنْ هُوَ [ يخلِق فِينا الحواس المُضِيئة وَالأفكار النُورانيَّة ] ، حواس مُضِيئة منُّوره00منُّوره بِنُوره00نُور قيامته00تتحوّل الحواس المُظلِمة وَالجسد المُظلِم لِجسد منُّور00هذا النُّور مِنْ علامات الخلِيقة الجدِيدة00مِنْ علامات القيامة إِنْ أنا إِنسان بحِب النُّور وَلازال نُور ربِنا يسُوعَ المسِيح يُعلن فِى قيامتِهِ فِى كُلّ قيامة 00ليس فِى يوم قيامة فقط وَلكِنْ فِى قلُوب أولاده وَفِى قلُوب أبناء الكنِيسة كُلّها ربِنا ينُّور قلوبنا بِنُور معرِفته الحقِيقيَّة يكمِلّ كُلّ نقص فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
23 مايو 2021

المرأة السامرية

تقرأ علينا الكنيسة ياأحبائىِ إِنجيل المرأة السامِريّة وأيضاً فِى أثناء رِحلتنا فِى الصوم الكبير قرأنا إِنجيل المرأة السامِريّة وقريباً بعد حوالىِ 3 أسابيع أى الأسبوع الرابع مِن الآن أخر إِسبوع فِى الخماسين المُقدّسة فِى صلاة السجدة فِى تذكار حلول الروح القُدس سوف نقرأ أيضاً إِنجيل المرأة السامِريّة ولكِن فِى كُلّ مرّة تُحاوِل الكنيسة أن تُركّز على معنى جديد الكنيسة المُلهمة بالروح القُدس التّى أدركت أسرار الإِنجيل تعرِف تُوظّف فصول الكِتاب المُقدّس ، كُلّ فصل مُناسِب فِى مُناسبة مُناسِبة ، ففِى الصوم الكبير تقرأ إِنجيل السامِريّة كحادِثة توبة ، فإِنّ المرأة كانت تحيا فِى دنس عميق وقد تركت هذا الدنس وصارت كارِزة ، وفِى فترة الخماسين الحالِيّة التّى تعيشها الكنيسة الآن تُركّز لنا على الحياة ما بعد التوبة وهى الثبات فِى المسيح ، يلزمنا أن نثبُت فِى المسيح ولِكى نثبُت فِى المسيح لنا أن نأخُذ منهُ ماء الحياة لِكى ما نحيا ونرتوىِ ونفرح " يسوع هو الماء الحىّ " ، أمّا فِى صلاة السجدة بِيُقرأ إِنجيل السامِريّة لأنّهُ يُعلّمنا عن السِجود بالروح والحق ، فقال لهُم ] أنتُمْ تسجُدوُن لِما استُمْ تعلمُون أمّا نحنُ فنسجُد لِما نعلِم [ ، وقال لهُم وإِنّ الآب طالِب مِثل هؤلاء الساجِدين لهُ وإِنّ ] الله روح والّذين يسجُدوُن لهُ فبالّروح والحق ينبغىِ أن يسجُدوا [ ، والكنيسة يا أحبائىِ فِى كُلّ مُناسبة تضِع الفصل المُناسِب وتُعلّمنا كيف يثبُت ويرسخ فينا ربّ المجد يسوع الخادِم الحقيقىِ الراعىِ الصالح ترك أورشليم وذاهِب بلده كفرناحوم ويقول لنا ] كان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة [ ، وهو فِى الحقيقة ياأحبائىِ الجماعة الّذين يعرِفون فِى الكِتاب المُقدّس يقولون أنّ الطريق ليس بالشرط أن يجتاز السامِرة ولكِن يوجِد طريق ساحِلىِ أجمل وأهدى ويمكِن يكون فيهِ نسمات لطيفة لأنّهُ ساحِلىِ ويمكِن يكون طريق أجمِل وهو على الضّفة اليُمنى مِن النهر الّذى يوصّلهُ لِبُحيّرة الجليل المكان الّذى يُريد الوصول إِليهِ لِماذا قال أنّهُ لابُد أن يجتاز السامِرة ؟ لأنّ هذا لِتدبير خلاص وهذا موضوع يخُصّ إِهتمامات الله بالنِفَس وهو مِنْ أجل النِفَس يجتاز الطُرُق الصعبة ، وهو مِنْ أجل خلاص النِفَس يجِد أنّهُ لازِماً عليهِ وواجِباً عليهِ أن يجتاز الطريق الأصعِب ، وكان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة ، لِدرجة أنّ الطريق مُتعِب ومُشمِس وصحراوىِ لا يوجِد فيهِ ماء وأول ما رأى بير يقول الإِنجيل جلس هكذا على البئر والبير فِى الكِتاب المُقدّس ملىء بالرموز والمعانى ، البير إِشارة إِلى الحياة البير إِشارة إِلى المعموديّة البير إِشارة إِلى الخير والبِرّ البير إِشارة إِلى عطيّة الله ومِن هُنا ربّ المجد يسوع يتلاقى مع النِفَس البشريّة عِند البير ويقول لها ] أعطينىِ لأشرب [، فتقول لهُ ] كيف تطلُب منّىِ لِتشرب وأنت يهودىِ وأنا إِمرأة سامِريّة [ ، ربّ المجد يسوع يُظهِر أنّهُ مُحتاج إِلى النِفَس ، يُظهِر هذا فِى إِتضاع عجيب وكأنّهُ هو المُحتاج للسامِريّة وإِن كانت هذهِ إِمرأة دنِسة ، وإِن كانت إِمرأة سيّئة الُسمعة ،إِلاّ أنّهُ تعِب مِنْ أجلِها ، وكان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة لِكى ما يتقابل مع هذهِ النِفَس ، والعجيب رغم كُلّ تنازُل الله ورغم كُلّ لُطف وإِحسانات ربّ المجد يسوع إِلاّ أنّ هذهِ النِفَس أول ما قال لها أعطنىِ لأشرب هى التّى تبعِدهُ وتقول لهُ أنت يهودىِ وأنا سامِريّة أيام إِنقسام مملكِة إِسرائيل فِى عهد رحبعام إِبن سُليمان المملكة إِنقسمت فأحدثت عداوة بين المملكة الشماليّة والمملكة الجنوبيّة وكانت بينهُم حروب كثيرة ، لِدرجِة أنّ السامريين كانوا يرفُضون أن يذهبوا للجنوب فِى أورشليم لِكى يُعيّدوا وقالوا نقوم ونبنىِ هيكل ومذبح ونُعيّد هُنا ولا نذهِب هُناك فِى أورشليم ، فكانت العداوة شديدة جِداً لِدرجِة أنّهُ لو وُجِد فِى أورشليم اليهوديّة سامرىِ كان يُقتل فِى الحال 0 ربّ المجد يسوع كان يعرِف أنّها سامِريّة ويتعامل معها رغم هذهِ العداوة ، أصل هو جاء لِيُصالح السمائيين بالأرضيين ، النِفَس مع الجسد ، الشعب مع الشعوب ، ويقول لنا فِى سِفر هوشع ] أنا سأجعل الّذى هو ليس شعبىِ شعبىِ والتّى ليست محبوبة محبوبة [ ، أنا سأجعل الغير محبوبة النِفَس التّى يجزع مِنها الكُلّ مِثل السامِريّة أجعلها محبوبة ، أنا أتيت لِكى أرُدّ للإِنسان كرامتهُ ، أتيت لِكى أُزيل كُلّ الفوارِق التّى بين الناس وبعضها ، أتيت لأمنِع أنّ أحد يتكلّم على الآخر بِسبب اللون أو الجنس أو الشكل ، فإِنّ القانون اليهودىِ كان يُجرّم الحديث المرأة مع الرجُل فِى الطريق ، يُجرّم ، وكان اليهودىِ يحتقِر جِداً المرأة لِدرجِة أنّ التلاميذ تعجّبوا أنّهُ يتكلّم مع إِمرأة فكان اليهودىِ كان يُصلّىِ ويقول أشكُرك يارب لأنّك لم تخلِقنىِ إِمرأة ، إِلى هذا الحد كان إِحساسهُم بالمرأة إِحساس مُتدّنىِ ومع هذا ربّ المجد يسوع جاء لِيفتقِد جهل وغباوِة الإِنسان ولِكى يعلم الإِنسان غرض الله مِن خلقتِهِ قال بولس الرسول ] ليس المرأة دون الرجُل فِى المسيح يسوع [ ، فيأتىِ ربّ المجد يسوع لِكى يخترِق هذهِ النِفَس بالرغم مِنْ أنّ هذهِ النِفَس كثيراً ما تستخدِم أسلِحة لِكى تسِدّ إِختراق الرّبّ يسوع لها تستخدِم معاه سلاح الكنز والجاه والذكاء والثقافة والمعرِفة أنت يهودىِ وأنا سامِريّة وسِلاح المُراوغة ، كثيراً ياأحبائىِ النِفَس تأخُذ لِنفسها موضِع إِستغراب عِند الله وتُحاول أن تُقنِع نِفَسها وتقول لِنِفَسها أنا فين وربِنا فين ومين ربنِا بالنسبة لىّ وماذا يُريد منّىِ ربنا كثيراً ما يأتىِ ربنا لِيفتقِد النِفَس ويأتىِ إِليّها ويُكلّمها وهى لا تستجيب ، كثيراً ياأحبائىِ يُحِب الرّبّ أن يخترِق قلب الإِنسان بإِشراقات مِنْ نوره تُزعزِع جِبال ومع ذلك نجِد النِفَس تقول أنت يهودىِ وأنا سامِريّة يوجد فِى العالمْ الآن دعوة لِرفض الحياة مع الله ، العالمْ كُلّه ، لِدرجة أنّهُم يقولون أنّهُ مِنْ غير المعقول أنّنا نقوم بِقوانين وُضِعت مِنْ عشرين قرن يُريِدون أن يضعوا حواجِز بينّهُم وبين الوصيّة ، بينّهُم وبين ربّ المجد يسوع ، وعايزين يقولوا إِن كلامك مايناسِبناش إِنت مِنْ طبيعة وإِحنا مِنْ طبيعة ، لكِن ربّ المجد يسوع طويل الأناة كثير الرحمة وبار لا يُعامِلنا بِحسب جهلِنا ولا بِغباوِتنا وبالرغم أنّ المرأة أخذت تصُدّهُ فِى الكلام وكان هذا كفيل بأن يترُكها ولكنّهُ تأنّى عليّها لِدرجِة أنّها كانت تشعُر فِى داخِل نِفَسها أنّها أمام نور وأمام حق ولا تستطيع أن تُقاوِمهُ ، لِدرجة أنّ ربّ المجد يسوع إِبتدأ يتدرّج معها فِى الحديث يُعلِن فيها عن نِفَسهُ بالتدريج ، وهى أيضاً كانت مُتدرِجة معهُ فِى الحديث ، إِبتدأت بأنت يهودىِ وأنا سامِريّة ثُمّ قالت لهُ يا سيّد ، ثُمّ قالت لهُ أرى أنّك نبىّ ، ثُمّ وصلت لِقمة الإِعلان الإِلهىِ وقالت لهُ أنّنا نعرِف أنّهُ فِى مسِيّا الّذى يُقال لهُ المسيح يأتىِ بالرغم ياأحبائىِ النِفَس المُغلقة قلبها مِنْ ناحية إِعلانات الله إِلاّ أنّ طول أناته معاها وحُبّهُ وصلاحه لها وإِفتقادهُ لها رغم كُلّ إِنصراف عنهُ ورغم كُلّ غلق للأحشاء النِفَس عن مراحِم الله إِلاّ أنّ الله لازال مُتأنّىِ ولازال يُعلِن نِفَسهُ لِكُلّ قاسىِ ولِكُلّ جاحِد ولِكُلّ غريب عنهُ حتى عن غير المؤمنين وحتى للّذين خارِج رعيّتهُ جاء لِيُعلِن لهُم عن ذاته ، جاء الحديث فِى إِنجيل يوحنا فِى مرحلة فيها ربّ المجد يسوع يُريِد أن يُعلِن أنّهُ للكُلّ فِى الحادِثة التّى يسبِق حادِث المرأة السامِريّة صنع الرّبّ يسوع فيها مُعجِزة فِى عُرس قانا الجليل لليهود ، والحادِث التالىِ كان حديثهُ مع نيقوديموس مِنْ عُلماء اليّهود ، أراد الله أن يُعلِن أنّهُ لليهود وللسامِريين للكُلّ ، وأراد الله أن يذهِب للمُحتاجين بل وأكثرهُم إِحتياجاً لِكى يُعلِن عن قوّة عمله وأنّهُ قادر أن يجذِب إِلى نفسه بِقليل وبِكثير ناس كثيرين ويدخُل بِهُم إِلى المجد ، ولمّا قالت أنت يهودىِ وأنا سامِريّة قالها إِدّينىِ لأشرب وأخذت تضع فِى حدود بينّها وبين يسوع ربّ المجد قال لها يسوع ] لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله ومِنْ هو الّذى يقول لك أعطينىِ لأشرب لطلبتِ أنتِ منهُ فأعطاكِ ماءً حيّاً [ ، قالت لهُ المرأة ] ألِعلّك أعظم مِنْ أبينا يعقوب [ ، عِندما مرّ أبينا يعقوب هو وغُلمانه وجِماله مِنْ هذهِ الأرض ولا يوجد معهُم ماء فعِندما رأوا هذا البير وجد الماء عميقة جِداً ومائها كاد أن يجِفّ ، قال يارب بعدما وجدت البير أجِدهُ مائهُ عميقة وليس فيهِ ماء ، فصلّى إِلى الله صلاة عميقة فحدثت الأُعجُوبة أنّ الماء أفاض فقالت المرأة ألِعلّك أنت أعظم مِنْ أبينا يعقوب ، نُلاحِظ مِنْ حديثها أنّ قلبها مازال مُغلق وإِن كانت السامِريّة تعيش فِى شر ودنس إِلاّ أنّ فيها بعض نِقاط مُضيئة ، واضِح أنّها على معرِفة وغيره وذلك نُلاحِظهُ مِنْ خِلال حديثها السابِق لهُ ثُمّ سالتهُ ] ياسيّد آباؤنا سجدوا فِى هذا الجبل وأنتُم تقولون إِنّ فِى أورشليم الموضِع الّذى ينبغىِ أن يُسجِد فيهِ [ ، سألت المرأة يا سيّد نحنُ لا نذهِب لأورشليم أين نسجُد ، إِذاً أين نسجُد لأنّهُ غير مسموح للسامِريين أن يذهبوا لأورشليم لكِن أنا أعرِف أنّ السِجود الحقيقىِ فِى أورشليم ، هل سِجودنا فِى السامِرة هو مقبول عِند ربنا ؟ قال لها لا فِى أورشليم ولا فِى الجبل ] الساجِدون الحقيقيّون يسجُدون للآب بالروح والحق [ ، أراد أن يقولها فِى أى مكان يكون السِجود وهذا مقبول عِند ربنا ، الحديث كُلّهُ غِنى 0 ] قالت لهُ المرأة يا سيّد لا دلو لك والبِئر عميقة [ ، الإِنسان لمّا يستخدِم الذكاء والعقل ويستخدِم أساليب بشرِيّة لِكى يمنع نِفَسه مِنْ مُقابلة صريحة مع الّذى يُحبّهُ ، كثيراً ما الإِنسان يهرُب تماماً مِن مواجهة نِفَسهُ وعِندما يُلاقىِ حقيقة تكون صعبة مِثل حقيقة الموت لا يُحِب يُفكّر فيها ويخاف ويترُكها ، حقيقة الديّمومة أين أنت مِنْ الآخرين ، أين أنت مِنْ الوصايا ، المحبّة العطاء الإِتضاع وليس هذا فقط بل وأيضاً تُقدِّم لِنِفَسك الأعذار ، أنت لا دلو لك والبئر عميقة ، أنت يهودىِ وأنا سامِريّة ، ألِعلّك أنت أعظم مِنْ أبينا يعقوب ، كثيراً ما النِفَس تُخادِع نِفَسها لِكى تهرُب مِنْ حقيقة خلاصِها ، فِى حين أنّهُ قائم معها الآن لِكى يُخلّصها ، قائم معها قُدّامها ، وإِبتدأ يُكلّمِها عن ماء الحياة الماء الحىّ 0] الماء الّذى أُعطيه يصير فيِهِ ينبوع ماء ينبُع إِلى حياة أبديّة [ ربّ المجد يسوع يُعلن لنا اليوم ونحنُ فِى فترة أفراح القيامة أنّهُ هو ماء الحياة ، أنّهُ مات لِكى يُحّول موتنا لِحياة يُقدّم لنا حياة مِنْ جسدهُ ودمهُ ، مات لِكى يُعطينا نِفَسهُ كماء حياة ، ماهو الفرق بين منطقة حيّة ومنطقه ميّتة ؟ لِماذا الصحارىِ ليس عليّها إِقبال 00لِماذا لا تُبنى ولا تُزرع لا أحد يسكُن فيها ؟ لأنّهُ ليس بِها ماء ، ربّ المجد يسوع هو ماء الحياة ،داود النبىِ قال ] صارت لك نِفَسىِ مِثل أرض بِلا ماء [ ، يقول الرّبّ تعالى أنا الماء الحىّ لك سوف أُحّوِل صحرائك إِلى فراديس مملوءة أثمار ، فقط إِفتح قلبك للماء وأنا مُستعِد أفجّر فيك ينابيع قال ] تجرِى مِن بطنهِ أنهار ماء حيّة [ ، ] تركونىِ أنا ينابيع الماء الحىّ وحفروا لأنّفُسهُم آبار مُشقّقة لا تضبِط ماء [ ، هو ينابيع الماء الحيّة وهو الماء الحىّ القادر بِنعمتهِ تحويل جفاف نِفَسىِ إِلى فردوس مُثمِر لهُ مِثل ما حدث للمرأة السامِريّة الكِتاب المُقدّس يستخدِم كثيراً جداً تعبير المياه ، يقول المياه هى التّى نجّت 8 أنفُس أيام أبينا نوح ، يقول] وكان روح الله يرِفّ على وجه المِياه [ لِماذا ؟ لأنّ المياه إِشارة للحياة ، عِندما عطش أبائنا فِى البرّيّة قال الرّبّ لموسى إِضرب الصخرة ، والصخرة أخرجت لهُم ماء ، يقول مُعلّمِنا بولس الرسول ] والصخرة تابعتهُم وكانت الصخرة المسيح [ ، لأنّ الّذى أعطى الماء الصخرة والّذى يُعطىِ الحياة هو المسيح ، المسيح هو الصخرة الّتى تُعطينا ماء الحياة ، يُعطيهِ لنا بِلا كيل ولا حِدود ، هو يقول إِفتح فمك وأنا أملئهُ القطيع وهو ذاهِب لِيشرب مِنْ بِركة يشرب على قدر ما يأخُذ ويستوعِب ، أمّا روح الله فِى الكنيسة ماء الحياة متروك لنا لِكى نشرب منهُ بِلا حِدود دون إِمتلاء ، إِنّنا لا نمتلىء بل بِإستمرار عطشانين إِليهِ ، يقول داود النبىِ ] عطِشت نِفَسىِ إِليّك يارب [ ] كما تشتاق الآيّل إِلى جداوِل المياه هكذا تشتاق نِفَسىِ إِليّك يارب [ ، الآيائل ( الغِزلان ) تُحِب أن تتغذّى وعِندما تأكُل تُصاب بِعطش شديد جِداً يكون مُميت وقاتل ، ففِى الحال تبحث عن الماء بِشغف وقوّة وسُرعة غير عاديّة داود النبىِ يُشبّهنا أنّنا دائماً عطشانين لِربنا مِثل الأيائِل وهى عطشانة للماء بِطريقة فيها سُرعة وشغف وقوّة وحماس غير عادىِ ربّ المجد يسوع يُعطينا حديث السامِريّة هذا لِكى يُعلّمِنا كيف نأخُذ مِنْ هذا الماء الحىّ ، لِذلك قال الرّبّ يسوع للسامِريّة ] لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله [ ، نحنُ مُحتاجين أن نعلِم عطايا الله ، مُحتاجين جِداً أنّ عطايا الله كُلّها عطايا بِلا ندامة وليس بِكيل وليست بِفضّة أو ذهب ولكنّها عطايا مجانيّة تُعطى لِمن يبحث عنها ، مَن يشتاق إِليّها ، يقول عنها أنّها كنز الصالِحات ، كنز صلاح ، إِذا ذهبت لِشراء شىء بِتدفع فيهِ ثمن غالىِ جِداً لِشراء أى حاجة ، ماذا أفعل لآخُذ الصلاح ؟ يلزمك شيئين إِجتهاد وسعى وإِشتياق ، إِذا قدّمت الإِجتهاد والسعى والإِشتياق يكون الصلاح لك ، إِذا وجد عِندك الإِستعداد ربنا يجعِل لك البير لا يفرغ أبداً ، تأخُذ منهُ كُلّ يوم ويُعطيك بِفيض وبِغنى وليس بِكيل ، لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله ، عطيّة مجانيّة ، ولِهذا قال أشعياء النبىِ ] تعالوا إِشتروا بِلا ذهب وبِلا فِضّة [ ، إِشتروا ، إِشتروا منهُ رحمة ،أحد القديسين قال ] حاولنا نبتاع لنا خلاصاً بِلا فِضّة وبِلا ثمن نأخُذ خلاص مِن الله خلاص مجاناً [ 0 فِى الكنيسة الأولى كانت الناس تظُنّ أنّ مواهِب الروح تُعطى بِدراهِم أو بِفلوس مِثل سيمون الساحِر عِندما شاهد التلاميذ يصنعون مُعجِزات قال أذهب لأُعطيهُم بعض المال وأجعلهُم يُعطونىِ أن أعمل مُعجِزات ، فقال لهُ بُطرُس ] لِتكُن فِضّتك معك للهلاك [ ، كُلّ شىء تِقدر تشتريه بالمال إِلاّ عطيّة الله 0 ] إِن كُنتِ تعلمين عطيّة الله [ ، لِذلك الّذى يأخُذ مِنْ عطيّة الله يشعُر بِغنى غير عادىِ فهو يُريد خلاص وتوبة ورحمة ، وبيشعُر فِى كُلّ يوم أنّهُ بيأخُذ كُلّ هذا بإِقترابه مِنْ الله ، ويقول أنا بآخُذ مِن ربنا الشىء الّذى يعجز عنهُ كنوز الدُنيّا أن تُعطيها لىِ ، لكِن أنا غير مُحتاج لِكنوز الدُنيّا ، وإِذا أحسست أنّهُ يوجِد شىء ينقُصنىِ فِى حياتىِ لكِن مع المسيح أنا شبعان وغِنىِ ومالِك لِكُلّ شىء رأينا أُناس لا تطلُب المال ولا تطلُب الماديّات لأنّهُم تركوا ، متى تركوا ؟ عِندما أخذوا عطايا الله إِحتقروا الماديّات والأرضيّات تجرىِ مِنْ بطنهِ ماء حىّ ، تجرىِ بِغزارة ، الّذى يضع نِفَسه فِى مجال عمل النعمة يشعُر أنّهُ يفيض بِها وفيها كُلّ يوم جُدد وعُتقاء ، ويُعطيها كجريان الأنّهار بِلا توقُفّ بِلا حِدود ، عطايا الله غنيّة جِداً ياأحبائىِ الماء الحىّ ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمتهُ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين 0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
21 مايو 2021

تعرفون الحق والحق يحرركم كيف أكون حر ؟

من أثمار خدمة ربنا يسوع المسيح دخول كثير من اليهود إلى الإيمان وهذه هي أكبر شهادة لسلطانه على النفس مهما كانت خطاياها وماضيها وقساوة قلبها إلا أنه قادر على الكثير .. يقول الكتاب المقدس ﴿ فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به ﴾ .. بالطبع واجه اليهود صعوبات في التصدي لمن حولهم من أهل وأصدقاء لإعلان إيمانهم لذلك يقول لهم ربنا يسوع المسيح ﴿ إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ﴾ ( يو 8 : 31 ) .. كيف نثبت ؟ بالبعد عن المظاهر .. عن أقاويل الناس .. عن إهتمام العالم .. ربنا يسوع المسيح لا يريد تلاميذه تسير وراءه ولكن تلاميذ تثبت فيه .. وإن ثبتم تعرفون قوة الحق والحق هو الذي يقودك إلى أجمل ناموس المسيحية وهي الحرية .. الحرية المأخوذة من المسيح يسوع فهي أجمل عطية يتمتع بها الإنسان في جهاده الروحي .. حريته من سلطان ذاته .. من رغباته وشهواته .. من محبة العالم .. إذاً يتم الوصول إلى ناموس الحرية بثلاث نقاط :0 1- الثبات :- من أقوال القديسين ﴿ يجب علينا عند قراءة الآيات أن نقف أمام كل آية وقراءتها مرات ومرات بتمعن وتعطيها فرصة لكي تدخل في روحك وعقلك ﴾ .. إثبت في الكلمة لكي لا تكون الكلمة مجردة .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾( كو 3 : 16) .. أُترك مبادئ العالم ومعارفك الموروثة فقط كلامي هو الذي يقودك .. ربنا يسوع المسيح في حديثه مع اليهود أصحاب الناموس أمرهم بالثبوت في كلامه حيث أن الناموس مرحلة عين بعين وسن بسن ( مت 5 : 38 ) .. والآن أقول لكم ﴿ أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنواإلى مبغضيكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) .. يريدك ربنا يسوع أن تثبت في الكلمة عند قراءتها كي تلتصق بك وتدخل في قلبك وتبقى على لسانك .يقول القديسين ﴿ يسيل منك عِلم أقوال الله ﴾ .. فعندما تثبت الكلمة بداخلك فمتى تكلمت كأقوال الله تُحدِّث .. ترددها فتقودك للتوبة .. في المعاملات .. لرجاء الحياة الأبدية .. وعندما ندخل في مرحلة الثبات في الكلمة سوف نعرف القاعدة التي تحكمنا هل نسير حسب أقوال الله وكتابه المقدس ؟ كما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ﴾ ( في 1 : 27 ) . 2- الحق :- الحق يرشدنا للزيف والباطل إذا كنا نعيشه .. نعرف خداعات العالم ونعرف الحق .. إذا سار الإنسان في طريق الحق يعرف القوة لأنه من ألقاب ربنا يسوع المسيح .. الحق هو أن نترك الأمور الباطلة .. الحق هو أن لا أركن إلى الكذب على أنه حق .. الحق هو الخلاص .. الحق هو الأبدية .. يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها ﴾ ( أف 5 : 11) .. لذلك نقول في مزمور التوبة ﴿ لأنك هكذا قد أحببت الحق ﴾ .. الحق أن الله يقبل التوبة لأن الله رحمة وحق وعدل لأن الإنسان تمسك بالحق في المعاملات والمجاملات والأمور المستقيمة لا خداع ولا رياء .. الحق هو ثمرة الثبات في الكلمة . 3/ الحرية : جاءت وصايا العهد القديم كلها بالنفي ﴿ لا تقتل .. لا تزني .. لا تسرق ﴾ ( مت 19 : 18 ) لأنهم لم يحصلوا على الحرية بعد .. أما وصايا العهد الجديد فوصاياه جاءت إيجابية .. ﴿ سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم ﴾ ( مت 5 : 43 – 44 ) .. هذا لأننا تحررنا من إنساننا العتيق .. تحررنا من الطبع البشري الشرس .. تحررنا من المادة والشهوة .. الحُر هو شخص غير مربوط برباطات لذلك يقول الأب الكاهن في التحليل الذي يُقال للمغفرة ﴿ أيها السيد الرب الذي قطَّع كل رباطات خطايانا ﴾ .. نذكر قول اليهود في حديثهم مع السيد المسيح ﴿ أجابوه إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحدٍ قط ﴾ .. فقال لهم ﴿ الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ﴾ ( يو 8 : 33 – 34 ) .. لذلك إشتاقوا للحرية وجاءت كلمته ﴿ فبالحقيقة تكونون أحراراً ﴾ ( يو 8 : 36 ) لأنها عطية منه .. وداود النبي الذي كان يصرخ إلى الله ويقول ﴿ إقترب إلى نفسي فكها ﴾ ( مز 69 : 18) .. يرى أن النفس مربوطة برباط الخطية وأن الله هو القادر على فك هذه الرباطات .. الإنسان العبد عند شهواته هو مُر النفس .القديس يوحنا فم الذهب يقول ﴿ إن العبودية عند سيد قاسي أهون من عبودية الخطية ﴾ .. إن الله لم يُصلب لكي نعيش نحن عبيد عند إبليس فإن الذي قيد الشيطان لازال يعرض علينا أن يقيد الشيطان في حياتنا .. لأنه إنسحق على الصليب كي يعطينا الحرية .. وُضِع على الصليب لكي نضع نحن قيودنا عليه .. ثُبِّتَ على الصليب بالمسامير كي تنحل قيودنا نحن .. لذلك نقول في قسمة القداس ﴿ قَبَلَ أن يُربط بالحبال ليحلنا من رباطات خطايانا ﴾ ( قسمة * أيها الإبن الوحيد * ) قَبَلَ بإرادته لكي يحلنا نحن الخطاة .. أخذ ذنوبنا بدلاً عنا وقُيِّد بدلاً عنا مثل الشخص الذي يعترف بالجريمة التي أرتكبها أنا ويقبل أن يُقيد ليعطيني أنا الحرية .. إذاً حريتي خاصة به .. لذلك فإن أجمل عطية تُقدم له هي حريتنا ونقول له يارب كل إرادتنا نعطيها لك وكل مشورة وقرار كما تعلمنا الكنيسة أن نقول ﴿ أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي ﴾ .. إذاً عند الثبات في الكلمة يرفعنا الحق ونأخذ الحرية .. فتعلم كيف تكره الخطية وتدعو الناس وتقول لهم تعالوا لأني وجدت الإله .ندعو الله أن يكمل نقائصنا ويحل علينا بنعمته وبركته .. آمين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
16 مايو 2021

خبز الحياة (الأحد الثانى من الخماسين)

أنا هو خبز الله النازل من السماء المعطى الحياة للعالم الجسد المحييى – أسرارة الإلهيه غير المائتة – خبز الخلود –مصل عدم الموت فى سفر الإعمال معلمنا بولس أطال الحديث حتى الصباح وسقط أفتيخوس الشاب وكانوا يكسرون الخبز وتقابل الموت مع الحياة وغلبت الحياة لان الاضعف يغلب من الاقوى وقام الشاب التناول ينقل لنا بركات القيامه وتجد أحاد الخماسين تتدرج بك وتكلمك عن لوازم رحله الملكوت الإيمان الخبز الماء النور الطريق الصعود الروح القدس الخبز هو ضرورة الحياة العيش المسيح خبزنا طعامنا معيشتنا سر بقائنا التناول ينقل بركات القيامة فيعطى غلبه على الجسد الخطية الشيطان الموت الجسد تتحد أجسادنا المائتة مع غير المائت فماذا تصير تتغير طبيعتها (تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك) قسمه ياحمل الله وهبت لنا أن نأكل جسدك علانيه أهلنا للإتحاد بك سراً وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا أن نمتزج بطهارتك سراً الجسد المأخوذ من التراب والمائل إلى الشر يصير جسد يميل إلى الإلاهيات ويرتفع عن أمو الأرض يصير جسد إفخارستى جسد تتبدل طبيعته ويكتسب طبيعه جديدة الخطية الخطيه خاطئة خدا ً وصارت مرضاً متأصلاً فى طبع الإنسان ولكن ماذا يفعل التناول ينقل بركات الخلاص يصرخ الكاهن ويقول يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه – إننا نأخذ الجسد الذى مات وقام الجسد الذى جعله واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير فهو جسد له سلطان محو الذنوت بالفكى البشرى توجد مواد مذيبه للدهون ومواد مزيله للبقع ومواد تصبغ أراد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن يكون وسيله غفران الخطايا هى الأتحاد بجسدة ودمه الأقدسين خبز الله القوت السماوى الذى أكله يحيى النفوس ماذا لو لم يعطينا المسيح جسده ودمه كانت خطايانا تتراكم كيف تنتقل إلينا بركات الفداء هل بالإيمان فقط أم لابد أن يدخل إلينا مريض يحتاج إلى دم لإنقاذ حياته لايكفى أن يؤمن أن الدم ضرورى ولا مجرد ينظر لابد أن يدخل جسمه ويتحد به الصليب صنع الخلاص والقيامه أعطت حياة معلمنا بولس يقول الذى مات لأجل خطايانا قام لاجل تبريرنا وكما نقول فى المديح اكله يحيى النفوس دم يسوع إبنه يطهر من كل خطية تشبيه كشافات ألوان مختلفه لو سقطت على لوح شفاف أحمر يصير لون واحد أحمر كذلك نحن فى المسيح يسوع خطايانا تظهر من خلال المسيح يراها الآب من خلال إبنه مقبوله لأن دم إبنه يشفع فينا الموت القيامة نصرة على الموت أين شوكتك ياموت أين غلبتك ياهاويه –بالموت داس الموت أخرج أسرى الرجاء وسبى سبياً وأعطى عطايا والتناول ينقل إلينا هذه النعمه وهى غلبه الموت مشاركه سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد وغفران الخطايا من يواظب على التناول لا يخاف الموت لأنه قد أتحد بالحياة حياة أبدية لكل من يتناول منه – ونقول عنها غير المائتة المحييه القيامة فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى والقيامة أيضاً فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى وجعلت الحياة الأبدية حاضرة أمامنا نحياها ونمارسها التناول ينقل إلينا مذاقة الابدية وتشعر أنك قد إقتربت منها وبدأت معك من الآن نحيا عشاء عرس الخروف ونبتهج بعمانوئيل القائم معنا على المائدة التناول يفتح العينين على بركات القيامه كما حدث مع تلميذى عمواس إذ إنفتحت اعينهما وعرفاة عند كسر الخبز. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
09 مايو 2021

أحد توما " طوبى لمن أمن ولم يرى

اليوم ياأحبائىِ الأحِد الأول مِن آحاد الخماسين المُقدّسة ومشهور " بأحِد توما " لأنّهُ هو اليوم الّذى ظهر فيهِ ربنا يسوع لِتلاميذه مُجتمعين ومعهُم توما فالكِتاب فِى يوحنا 20 : 19 يقول ] وفِى عشيّة ذلك اليوم [ ، وهُنا يقول " اليوم " مُعرّف ، والمقصود بهِ هو يوم القيامة فهو يوم مجيد يوم مُميّز وقد ظهر فيهِ ربّ المجد يسوع للتلاميذ وهُم مُجتمِعين ولمْ يكُن معهُم توما وكانوا خائفين مِنْ اليّهود ، وهذا هو ضعف البشر ، فوقف ربّ المجد يسوع فِى وسطهُم ] وَقَالَ لهُمْ : سَلاَم لكُمْ ! وَلَمّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرّبّ [ ، فعِندما جاء توما قال لهُ التلاميذ : قِد رأيّنا الرّبّ ، عشر أشخاص يقولون لهُ رأيّنا الرّبّ ، فوجدنا يقول لهُم : ] إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِى يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ ، وَأَضَعْ إِصْبِعِى فِى أَثَرِ الْمَسَامِيرِ ، وَأَضَعْ يَدِى فِى جَنْبِهِ ، لاَ أُومِنْ [ يقول لنا الكِتاب : [وَبَعْدَ ثَمَانيَةِ أيّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُةُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ ] ،" ثمانية أيام " ، أى مِنْ أحِد القيامة للأحِد التالىِ لهُ ، ] فَجَاءَ يَسُوعُ وَ الأْبْوَابُ مُغَلّقَة ، وَوَقَفَ فِى الْوَسْطِ وَقَالَ : " سَلاَم لَكُمْ ! " 0 ثُمّ قَالَ لِتُومَا : " هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَىَّ ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِى جَنْبِى ، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً [ فهو أتى خصّيصاً لِتوما ، فأجاب توما وقال ] رَبِّى وَإِلهِى [ ، ياأحبائىِ توما خجل أن يضع يديهِ فِى جنب السيّد المسيح ولكِن ربّنا هو الّذى جذب يديهِ لِيضعها فِى جنبهِ فهو بِمُجرّد أن قال لهُ ربّ المجد يسوع هات يدك فإِنّهُ تعجّب مِنْ المنظر بِنعمِة ربنا أحِب أن أتكلّم معكُمْ فِى ثلاث نُقط وهى :- 1- خِطورة الشك:- الشك ياأحبائىِ أمر صعب جِداً ، فقد يبدو للإِنسان أنّهُ ليس خطيّة وأنّهُ ليس خطأ ، ولكِن فِى الحقيقة ما دام الإِنسان يعيش فِى شك فإِنّهُ لن يتمتّع بالله ، كون إِن الإِنسان مُتردّد فِى يقينه بِقُدرة الله فهذا فِى الحقيقة خطيّة صعبة جِداً فالشك يجعِل الإِنسان يعيش بِلا هدف ، وبِلا رؤيّة ، ويجعل القلق يملُك على الإِنسان ، ولا يرى أنّ الله هو ضابِط الكُلّ ويشُك فِى ذلك ، فنحنُ نُريد أن نتعلّم اليقين الّذى خرج مِنْ شك توما ، مُستحيل أن نتمتّع بِعمل الله فِى حياتنا ونحنُ فِى شك ، أبداً ربنا أعطى لأبونا إِبراهيم وعد أنّهُ سيُعطيه إِسحق إِبن الموعِد ، وربنا حقّق هذا الوعد بعد 20 سنة ، وكان مِن المُمكِن أنّهُ يشُك فِى خلال ألـ 20 سنة ويقول أنّ وعد الله مُمكِن أن يكون غير صادِق ولكِن الكِتاب يقول لنا ] فآمنْ إِبراهيم بالله فحُسِب لهُ بِرّاً [ ، ولِذلك أُمِنّا سارة لمْ يكُن لها نِفَس بِر إِبراهيم فهى لمْ تستطِع أن تُصدّق وعد الله ، ولِذلك سُمى الطِفل" إِسحق " أى ضحِك فربنا هو ضابِط الكُلّ ، كثيراً ما نقع فِى خطيّة الشك وحياتنا مملوءة إِضطرابات وهموم ، وكثيراً ما أشعُر إِن ربنا غير ضامِن لىّ المُستقبل بالرغم مِنْ إِنّىِ عارِف إِن ربنا هو ضابِط الكُلّ ، وخالِق الأنهار والينابيع والبُحيّرات وما فيها ، إِيّاك أن تتعامل مع ربنا فِى شك وإِلاّ فستتعطِلّ حياتك لقد سمِعت فِى الأسبوع الماضىِ أنّهُ توجِد إِمرأة عِندها إِبن تعبان ومحتاج لِعمليّة تتكلّف 2000 جنية ، فالأُم بإِيمان وضعت 1000 جنية فِى دير مارِمينا و 1000 جنية فِى ديرأبو سيفين وطلبت منهُم أن يتدخّلوا ، فبعد ذلك أخذت الإِبن للدكتور ، فالدكتور قال لها أنّ إِبنها شُفى ، هى عِندها إِيمان بِقُدرة ربنا فالإنسان الّذى يُذكّر ربنا بِمواعيده فإِنّهُ ينقِل الجِبال ، ويسمح الله ياأحبائى أن يجعل كُلّ ركائِز العقيدة المسيحيّة مبنيّة على الإِيمان والإِيمان فقط ، فالتجسُدّ بِدون إِيمان لا يُمكِن إِستيعابه ، القيامة بِدون إِيمان لا يُمكِن إِستيعابها ، حقيقة الجسد خُبز ويقول هذا هو جسدىِ ، نقول هذا جسد حقيقىِ لِكى يكون المُستحِق لهُ هو المؤمِن فقط لقد قصدت الكنيسة أنّ الّذى يأخُذ ربنا يسوع لابُد أن يشترِط فيهِ الإِيمان ، فالله بِيعمِل أفعال بسيطة يعرِف بِها هل الشخص سيؤمِن بِقُدرتهِ أم لا ؟ ولِذلك الإِنسان الّذى يشُك فإِنّ معاييره الروحيّة بِتهبُط فلا يستطيع أن يُصلّىِ لأنّهُ شاكِك إِن ربنا سامع للصلاة ، لا يستطيع أن يُسامِح ويقول أنا ما الّذى يضمِن لىِ أنّ الله سيُحقّق وعدهُ الّذى يقول] إِغفِروا يُغفر لكُمْ [ ، ولكِن الشخص الواثِق يكون واثِق أنّ الله يُسامِح ، ويسعى أن يُعطىِ فِى الخفاء لأنّهُ واثِق فِى كلام ربنا الّذى يقول ] أبوك الّذى يرى فِى الخفاء يُجازيك علانيّةً [ فهل تعلموا لِماذا الست العدرا لمْ تذهِب لِترى القبر ولمْ يذكُر الكِتاب موقفها وذلك لأنّ إِيمانها أكبر مِنْ أنّها تذهِب للقبر ، لأنّ ثِقتها فِى القيامة ثِقة أكيدة ، فمريم المجدليّة بلّغِت يوحنا الحبيب ويوحنا الحبيب الست العدرا معه فبالتالىِ تكون قد بلّغِت الست العدرا ، ويوحنا الحبيب ذهب ورأى وبالتالىِ يكون قد أخبر الست العدرا فالإِنسان ياأحبائى الّذى إِيمانه أكيد يكون إِيمانه لا يحتاج إِلى مَنْ يُثبِت له ، أمّا الإِنسان الشاكِك فإِنّهُ فِى كُلّ حين يحتاج أن يسمع عن شىء يثُبِت له ، فيسمع عن صورة بتنّزِل زيت فيذهِب ليراها لِكى يؤمِن بالله ، ويسمع عن سيّده يدها بِتنّزِل زيت فيذهِب إِليّها فِى بيتِها حتى يكون عِنده إِيمان بالله ولِكى يزيد ثِقته بالله ، ولكِن الله يقول ] طوبى للّذين آمنوا ولمْ يروا [ فلنفرِض أنّ هذهِ الصورة خطأ فهل إِيمانىِ خطأ ؟ ، فأنا عِندى أكبر مُعجِزة وهى أنّ المسيح على المذبح كُلّ يوم ، فهل يصِح أن أبحث عن أمور أُخرى ؟! فربّ المجد يسوع عِندما كان على الأرض لمْ يقصِد أن يصنع مُعجِزة فهو لا يُريد أنّ الناس تؤمِنْ بهِ على مُستوى المرئيّات أو تتبعهُ لأنّهُ بطل أو لِكى يظهر أنّهُ صاحِب أمور خارِقة 00لا أبداً ، فالإِنسان الّذى يشُك فِى رِعاية ربنا لهُ وفِى قُدرتهِ فهذا أمر صعب جِداً 0 2- رِعاية ربنا يسوع بالأفراد:- فربنا يسوع ظهر للتلاميذ مُجتمِعين ولمْ يكُن معهُم توما ، ولأنّهُ تغيّب فإِنّ ذلك هو ذنب توما ، ولكِن ربنا يسوع بِيرعى كُلّ واحِد ويظهر لهُ خصّيصاً ، وعِندما ظهر لمريم المجدليّة قال لها ] إِعلِمىِ التلاميذ وبُطرُس [فلِماذا يؤكّد على بُطرُس ؟ لأنّ بُطرُس مِنْ وقت قريب جِداً نكرهُ ، فهو بيظهر لهُ كراعىِ حقيقىِ ، الإِيمان ياأحبائِى هام جِداً فِى حياتنا الروحيّة ، الجسد وَ الدم بِدون إِيمان لاَ يُمكِن إِستيعابهُم ،الحياة الأبديّة ووجود الدينونة ومُجازاة الأشرار ومُكافأة الأبرار كُلّ هذا لا يُمكِن إِستيعابه بِدون إِيمان ولِذلك ربنا سمح أنّ [ هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالمْ إِيماننا ] ، وإِلاّ حياتنا ستفقِد أعمِدتها ، وبِذلك سيكون بيتنا ضعيف ، فالحياة المسيحيّة هى مُعجِزة ، هى أمر يفوق الإِدراك والتصّور العقلىِ ، ولِذلك ياأحبائىِ الإِنسان الّذى عِندهُ شك فإِنّهُ يكون مُدمِر فِى حياته ويُريد أن يلتمِس الإِيمان بِمستوى المحسوسات ولِذلك نجِد ربنا فِى العهد القديم كان يقول لِموسى النبىِ هل الماء الّذى عِندكُم مُر ؟! نعم يارب ، إِضرب يا مُوسى فِى الماء جِزع شجرة يتحّول إلى ماء حلو00إِيمان00وفِى مرّة أُخرى يقول لمُوسى : مُحتاجون لِماء ؟! نعم يارب ، إِضرب يا موسى الصخرة فتُخرِج لك ماء ، فقد كان مِنْ المُمكِن أنّ موسى النبى يكون مُترّدِد فِى بعض الأوقات ويقول أمِنْ هذهِ الصخرة يخرُج ماء ! ولكِن كان عِندهُ إِيمان بِقُدرة الله تخيّل إِن ربنا قال لموسى أن يصنع حيّة نُحاسيّة وعِندما يُلدغ أحِد مِنْ الشعب مِن الحيّة وينظُر إِلى الحيّة النُحاسيّة المرفوعة فإِنّهُ يُشفى ، فربنا يقول أنا قاصِد أن أعمل عمل بِيعتمِد على الإِيمان فقط ، فقد كان مِنْ المُمكِن يضع عِلاج لِمنْ يُلدغ بالحيّة ، ولكِن الحيّة هى التّى تكون سبب لِشفاءةِ ، هذا أمر يفوق المنطِق ، ولِكى يختبِر الإِيمان بِفعل غير منطقىِ والإِنسان الّذى يحِس أنّهُ يوجِد عِندهُ شك فِى حياته فهذا الشك سيجعلهُ لا يُثمِر ، ولِذلك [ فالإِيمان هو الثقة بِما يُرجى والإِيقان بأمورٍ لا تُرى ] الشك يجعل الإِنسان يقول : ما الّذى يضمِن لىِ وجود الدينونة فنحنُ[ نأكُل ونشرب وغداً نموت ] ، فالإِنسان الّذى يشُك فِى أبديتةِ فإِنّهُ لا يُحِب أن يُجاهِد على الأرض ولكِن هذا الأمر يحتاج لإِيمان ، فعِندما يقول لنا ربّ المجد يسوع [ بيعوا أمْتعَتكُمْ وأعطوا صدقة وأصنعوا لكُمْ أكياساً لا تُبلى وكنزاً فِى السماوات لا يفنى ] ، فإِنّ هذا الأمر يحتاج لإِيمان فربنا جعل الإِيمان هو الإِختبار الحقيقىِ للحياة المسيحيّة ، فلو عِشنا فِى شك فسنجِد حياتنا مملوءة تعب ، وأنت الآن فِى القُدّاس إنتبه فكمْ مرّة الكنيسة تقول " أؤمِن " ، ولا يبدأ القُدّاس إِلاّ " بالحقيقة أؤمِن " ، والشعب يقول " حقاً نؤمِنْ " ، " نؤمِن ونعترِف ونُصدّق " ، وأبونا يقول " آمين آمين آمين أؤمِن أؤمِن أؤمِن " ، لأنّ الكنيسة مبنيّة على الإِيمان[ لأنّ بِدون إِيمان لا يُمكِن إِرضاؤة ] ، فإِن لمْ تؤمِنْ بِقُدرتهِ فلنْ تستطيع أن تتلامس معهُ فلِماذا ربنا سمح أن يحضر وتوما يارب لا يستحِق ؟ فهل هو بِيتحدّاك ويقول لابُد أن أضع إِصبعىِ فِى أثر المساميروَ إِلاّ لاَ أؤمِنْ ، ولكِن يأتىِ إِليهِ ربنا يسوع ويقول لهُ[ هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا] ، كما يقول الكِتاب[ قصبة مرضوضة لا يقصِف وفتيلة مُدّخِنّة لا يُطفأ ] فلن يترُكك00لن يُهمِلك رغم ضعفك ، فهو بيتعامل مع كُلّ أحد بِحسب مُستواه ، ويتعامل مع كُلّ إِنسان فينا بِمستوى قبوله لهُ ، وبِحسب طاقتهُ الروحيّة التّى بِداخلهِ ولِذلك يجِب أن تكون مِثل قامِة الست العدرا التّى لمْ تذهِب ، أو قامِة يوحنا الحبيب الّذى رأى وآمنْ ، أو بُطرُس الرسول الّذى رجع مُتعجِباً ممّا كان ، أُنظُر موقِف تلميذىّ عمواس ، فهُم فكّروا يرجعوا إِلى بلدِهِم ويترُكوا الدعوة والإِختيار فوجدوا واحِد إِقترب منهُم ، فهو الّذى يذهب إِليّهُم ويشرح لهُم ويُعلِن لهُم عن ذاته ، فحّتى الإِنسان المُتأخِر والبطىء القلب يذهب إِليهِ 0 مُبارك ربنا يسوع المسيح الّذى يتعامل مع الإِنسان بِحسب طاقتهِ ، لأنّهُ هو العارِف بِضعف الإِنسان ، بيتعامل مع كُلّ نِفَس بالمستوى الّذى يُناسِبها ، فيتعامل مع المجدليّة بالمستوى الّذى يُناسِبها ، ويتعامل مع يوحنا بالمُستوى الّذى يُناسِبهُ فيوحنا عِنده حُب كِفاية ، فعِندما يذهِب للقبر ويجِد (1) القبر مفتوح ، (2) والأكفان موجودة ، فإِنّ هذا يكفىِ ليوحنا ، ويقول لنا الكِتاب [ فرأى وآمَنْ ] ، نرى المريمات فلا توجِد ولاَ واحدة ذهبت للقبر إِلاّ وقد حدث لها ظهور لأنّهُم فِى مُستوى غير مُستوى يوحنا الحبيب ، وربنا يقول أنا أيضاً أُساعِد أولادىِ ، فلنفرِض أنّ إِبنىِ ضعيف فهل أترُكهُ ؟! كلاّ وبقيّة التلاميذ الّذين لمْ يأتوا للقبر يقول الرّبّ أنا أذهب لهُم ، كما يقول القُدّاس" كراعٍ صالح سعيت فِى طلب الضال ، كآبٍ حقيقياً تعِبت معىِ أنا الّذى سقطت أنت الّذى أرسلت لىّ الأنبياء مِنَ أجلِى أنا المريض " ، فهو يذهب ويتعامل مع كُلّ واحِد بالمُستوى الّذى يُناسِبهُ فربنا عارِف أنّ المريمات ضُعاف وعِندهُم عاطِفة ويكفىِ أنّهُم ذهبوا فِى الفجر للقبر ، فمريم المجدليّة حضرت زلزلة الحجر ورأت هذا المنظر " متى 28 : 1 – 5 " ، وكلّمها الملاك ولكِن ربنا يعرِف أنّ هذا المنظر لا يكفىِ ، فظهر لها ربّ المجد يسوع وأمسكت بقدميهِ وسجدت لهُ ، وقد ذهبت مرّة أُخرى ولمْ تجِدهُ فشكّت وجلست تبكىِ فنظرت ملاكين فِى القبر بِثيابٍ بيضٍ جالِسين ، فقالت لهُما [ أنّهُم أخذوا سيّدىِ ولستُ أعلم أين وضعوه ] فهى مُعتقِدة أنّها كُلّما ذهبت للقبر ستراه ، ربنا يسوع عارِف الضعف ويتعامل مع كُلّ أحد بِحسب مستواه الخاص فلا يُعطينىِ فوق طاقتىِ ، فمريم المجدليّة نظرت يسوع واقِفاً ولمْ تعلم أنّهُ يسوع ، فناداها وقال لها [ يا مريم ] ، فإِلتفتت إِليهِ وقالت لهُ[ رَبّوُنِى الّذى تَفْسِرُهُ يَا مُعَلّمُ ] 0 3- كِرازة توما الرسول:- فالتلاميذ قسّموا بعضهُم على أن يذهب كُلّ واحِد منهُم لِمكان مُعيّن فِى العالم للكرازة ، ففِى بعض التلاميذ كان نصيبهُم أن يذهبوا مثلاً لإِيطاليا ، والبعض لِتُركيا ، ومنهُم لِقُبرُص ، فكُلّ واحِد كان نصيبه بلد مُعيّنة ، أمّا توما الرسول فكان نصيبه بلاد فارس وهى ناحية إِيران ، والهند هى مِن أكثر الشعوب بُعد عن الله ، فمُمكِن الشعوب الأُخرى تعرِف ربنا وتسمع عنهُ ولكِن الهِند وبلاد فارس إِلى الآن لهُمْ آلهة أُخرى مِثل النار وكأنّ ربنا يقول لهُ يا توما أنا لمْ أتعب معك بِدون بذل منك ، فرُبّما غيرك لا يوُفّق ، وتوما يتعجّب مِنْ ربنا وكأنّهُ يقول يارب أنا أضعف الرُسل أتختارنىِ أنا ! وكأنّ الإِختيار بالقُرعة ، فعِندما أحبّوا أن يختاروا تلميذ بدلاً مِنْ يهوذا ألقوا قُرعة ، ولِذلك توما لمْ يستطِع أن يُغيّر إِختيار البلد ، وعِندما ذهب توما هُناك ظهر لهُ ربّ المجد يسوع وقال لهُ : إِكرز بالبِشارة ونعمتىِ سوف تُرافِقك فإِبتدأ يكرِز لِناس غريبة الطِباع ، ولِكى ربنا يثبِت لهُ أنّهُ معهُ فإِنّهُ عمل معهُ شىء عجيب جداً ، توما كان شُغله الأول نجّار ، فالملِك أرسل رُسُله لِكى يشترىِ عبيد نجّارين ، فربّ المجد يسوع بِنِفَسه قال لرسول ملِك الهِند أنا عِندىِ إِنسان نجّار وكان ( توما ) وربنا كتب عقد بيعه ، فتوما دخل القصر بِقوّة جبّارة وكرز بالمسيح فِى قصر الملِك وإِبتدأ يجذِب الناس للإِيمان و يُعمّدِهُم ، ويُقيم قُدّاسات فِى داخل قصر ملِك الهِند ، وأكبر حدث هو أنّهُ عمّد إِبن الملِك ، فالملِك إِغتاظ جِداً ، وأحضر توما وقام بِسلخ جلده ، وكان يظهر لهُ ربّ المجد يسوع ليشفيه0وتوما بقدر الشك الّذى كان فيه صار يعمل مُعجِزات ، وإِبتدأ ربنا يتمجِدّ ويرتفِع إِسمه القُدّوس بِتوما الضعيف فربنا يقول لك أنا قادِر أن أُعلِن قُدرتىِ فيه ، أنا قادِر أن أستخدِمهُ بِقليل أو بكثير ، توما إِبتدأ يكرِز فِى داخِل السجن ويُقيم قُدّاسات فِى داخلهُ ، ولازال إِلى الآن توجِد كنائس أرثوذوكسيّة فِى الهِند ، فالكنيسة الهِندوسيّة كنيسة قويّة جِداً ، وتوجِد كاتدرائيّات عظيمة هُناك مملوءة بالمؤمنين ، وكُلّ هذا بِفضل توما الرسول وأحضروا إِليهِ خمسة جنود ربطوه فِى عمود وأحضروا حِراب وكُلّ واحِد مِنْ الجِنود كان يرميه بِحربة إِلى أن جسدهُ كُلّهُ تمزّق ، كُلّ هذهِ تضحية يا توما مِنْ أجل إِلهك ؟! نعم فهذا هو توما الرسول أُنظُروا يا أحبائى كيف أنّ الشك خرج منهُ اليقين أُنظُروا إِفتِقاد ربنا يسوع ، فمِنْ وقت أن تلامس مع ربنا يسوع أصبح عِندهُ إِستعداد بأن يُقدّم نفسه ذبيحة حُب عِند الّذى أحبّهُ يا ليتنا فِى كُلّ مُناسبة ننتفِع بِها فِى حياتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
30 أغسطس 2020

الخادم وزمن الكورونا 1

بلا شك أنه في هذه الفترة تواجة الخدمة صعوبات كثيرة نظرًا لظروف مواجهة العالم لفيروس كورونا، مما أنشأ احتياجات مختلفة وغير تقليدية نحتاجها حاليًا للخدمة. ونحن نؤمن أنه طالما توافرت الغيرة والأمانة والمحبة، أنشأت معها الوسائل التي تخدم الهدف، حيث تتنوع الوسائل ويبقي الهدف واحدًا وهو خلاص كل أحد ومعرفة المسيح والامتلاء بالروح القدس، ولنتبع منهج معلمنا بولس الرسول حين قال: «صرتُ للكل كل شيء لأربح على كل حال قومًا».وحين نخضع لعمل الله، سيؤهّلنا ويعلّمنا الوسائل التي تمجد اسمه القدوس، فهو الذى يرسل ويهب المواهب ويعلم اللغات ويمنح الإمكانيات ويفتح الأبواب ويسد الاحتياجات.لذلك وجب علينا كخدام أن نصلي كثيرًا ليرشدنا الله إلى وسائل تناسب الظروف الحالية، فصار علينا مسئولية مضاعفة: كيف ننقل لأولادنا المخدومين الكنيسة والإنجيل وكل ما كنا نقدمه في خدمات التربية الكنسية، بشكل تفاعلي جذّاب؟ وإلا ما سبق وزرعناه في سنين كثيرة بتعب وشقاء يسرقه العدو ونحن نيام وبالتأكيد مجرد الوجود داخل الكنيسة له تأثير خاص لمسناه وتذوقناه ولا بديل عنه، ولكننا نواجه واقعًا وتحديًا لم يقتصر على بلادنا فقط، بل بلغ حوالى ثلاثمائة دولة في العالم.وهنا نعرض بعض الأفكار البسيطة لضمان وتسهيل الخدمة في زمن الكورونا:- 1- يجب ألّا نهمل الفئة التي لا يُتاح لها استخدام الإنترنت، بضرورة التواصل الشخصي والمتابعة الدائمة وتمكين المحبة العملية لها، خصوصًا وقد تشمل هذه الفئة أعضاء ضعيفة قد تحتاج إلى مجهودات أكبر لخدمتها وجذبها. 2- نشكر الله إذ سمح في فترة صغيرة رغم عدم سبق تأهيل الخدام لهذه المرحلة، إلّا أننا وجدنا غيرة وأمانة للتواصل مع المخدومين، وبدأوا يتعلّمون بل ويتقنون برامج الكثير منها ليس لهم بها سابق معرفة، إذ كانت محبتهم تدفعهم لتخطّي المعطّلات، وبدأوا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي إقامة الاجتماعات والخدمات في مواعيدها عن طريق برامج خاصة ( zoom - google meet - skype - skype meeting - streamyard- وغيرها من برامج)، تضمن الحضور والتفاعل بالصوت والصورة، وربما واستخدام كافة الوسائل التي نستعين بها في الخدمات مثل الفيديوهات والترانيم والألحان والعروض والنصوص، وصارت تُعقَد النهضات والمؤتمرات، بل وصار من الأسهل دعوة الآباء من مختلف الأماكن فذابت المسافات واقتربت القارات. 3- الاجتهاد في إيجاد البرامج الأسهل استعمالًا والأقل استهلاكًا لباقات النت المستخدمة، حيث يمثل هذا التحدّي عائقًا كبيرًا لمشاركة كثيرين. 4- يُفضَّل عمل صفحة للكنيسة على الفيسبوك وقناة على اليوتيوب لبثّ اجتماعات الكنيسة والاحتفال بأعياد القديسين وجميع المناسبات، ويتم الإعلان من خلالها عن كل اجتماعات وأنشطة الكنيسة. 5- التشجيع على متابعة ما يقدمه المركز الإعلامي من كلمات يومية مناسبة لهذه الفترة، وأيضًا متابعة ما يقدمة قداسة البابا تواضروس من تداريب ورسائل يومية هامة ونافعة، وأيضًا التشجيع على متابعة ما تقدمة قنوات الكنيسة من بثّ مباشر لصلوات ومناسبات هامة، وخصوصًا وقد بُذِلت مجهودات مضاعفة لمساعدة الشعب على التفاعل مع الصلوات والمناسبات الكنسية المتنوعة، وذلك بتكليف مجموعة خدام تضع الروابط وتنبّه عن المواعيد وتتابع التفاعل.وللحديث بقية... القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
26 يوليو 2020

الخادم والمفقودون ج3

ولو راجعنا ذاكرتنا لتذكرنا العديد والعديد من المفقودين الذين لابد أن ندرك مسؤليتنا تجاههم... لأنه سيسألنا: أين أخوك؟ وسيطالبنا بهم، بل ومن المرعب أن نعرف أنه سيطلب دمهم من يدنا (حز3: 18)، وقد سبق وأوصانا «معرفة اعرف حال غنمك، واجعل قلبك على قطعاناك...»+ في (تك٣٧) حين مضى إخوة يوسف إلى شكيم ليرعوا غنم أبيهم، وقد استولوا عليها من أهل شكيم بعد قتل أهلها انتقامًا لأختهم دينا، لذلك أرسل يعقوب يوسف لينظر سلامة إخوته وسلامة الغنم خشية أن تكون بعض القبائل الكنعانية قد اعتدت عليهم انتقامًا لأهل شكيم، ويردّ له خبرًا ليطمئن عليهم. انطلق يوسف في طاعة لأبيه المحب لأولاده، بالرغم مما اتسموا به من أعمال النميمة الرديئة، وما حملوه من بغضة وحسد لأخيهم المحبوب والمحب يوسف؛ لكنها لم تكن طاعة الخوف كالعبيد ولا طاعة الأجير المنتظر الأجرة، إنما طاعة الابن المحب لأبيه ولأخوته الحاسدين له. في حب انطلق من وطاء حبرون إلى شكيم، وإذ لم يجدهم لم يرجع بل بحث عنهم وذهب وراءهم إلى دوثان.+ وكذلك رأينا نموذجًا أمينًا في خدمة المفقودين في أبينا يعقوب حين كان أمينًا على خراف خاله لابان لدرجة الإعياء، إذ قال: «الآنَ عِشرينَ سنَةً أنا معكَ. نِعاجُكَ وعِنازُكَ لَمْ تُسقِطْ، وكِباشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. فريسَةً لَمْ أُحضِرْ إلَيكَ. أنا كُنتُ أخسَرُها. مِنْ يَدي كُنتَ تطلُبُها. مَسروقَةَ النَّهارِ أو مَسروقَةَ اللَّيلِ. كُنتُ في النَّهارِ يأكُلُني الحَرُّ وفي اللَّيلِ الجَليدُ، وطارَ نَوْمي مِنْ عَينَيَّ» (تك31: 38-40). هكذا يعلن يعقوب مدى أمانته في خدمته للابان على مدى عشرين عامًا، مقدِّمًا صورة حيّة لا لراعي الخراف غير العاقلة فحسب، إنما لكل خادم مؤتمن على رعاية النفوس، كيف يحتمل حرّ النهار وجليد الليل كي لا يسمح بافتراس نفس واحدة أو سرقة قلب واحد!وتبقى عبارات يعقوب توبّخ كل خادم في كرم الرب... فإن كانت الخراف غير الناطقة هكذا ثمينة في عيني يعقوب، فكم بالأولى أن تكون كل نفس في أعيننا؟!لقد غيّر لابان الأجرة عشر مرات، أما يعقوب فلم يتغير عن أمانته... وهكذا يليق بنا ألا نرعى من أجل الأجرة أيًا كانت: مادة أو كرامة أو غيرها... فإن كان هذا ينطبق على النعاج والعناز، فكم يكون على أولئك الذين مات المسيح لأجلهم؟! ولنتذكر دائمًا قيمة كل نفس في عين خالقها الذي أحبها وأوجدها وفداها ونجاها ليردها اليه مرة أخرى بعد أن عصت قديمًا.. فقد أعلن لنا إشعياء النبي عن قيمة كل نفس في عين الله حين قال «قد صرتَ عزيزًا في عينيّ الرب مُكرَّمًا، وأنا قد أحببتك».+ أحبائي.. نعجز أمام هذه الأمانات أن ندَعي أننا نخدمه، لذلك علينا أن نصلح من أنفسنا ونتكل على محبة الله للبشر، ونثق أنه يستخدم الضعفاء ليعلن قوته فيهم ويعمل بعديمي القدرة ليتمجد اسمه القدوس، ونثق أنك صالح رؤوف. وليكن رجوعهم إليك سرورًا وإكليلًا لنا، وفرحًا وتهليلًا للسماء بكل من فيها. القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
19 يوليو 2020

الخادم والمفقودين ج2

سبق أن تحدثنا عن خدمة المفقودين ورأينا مقدار أهميتها...إذ أنها تُعتبر من أهم الخدمات التي نكاد نهملها مع كثرة انشغالاتنا رغم ضرورتها، وقد تعلمنا من مخلصنا الصالح في أثناء خدمته كيف يبحث عن التائهين والمتروكين والمنسيين.+ ومعه نجد كل النماذج.. فالبعض ذهبوا اليه مُقدِّمين إرادتهم له مثل الأبرص وزكا العشار. والبعض انتظرهم مثل الابن الضال. والبعض ذهب إليه محمولًا بأيدي الآخرين مثل المفلوج. والبعض الآخر ذهب هو إليهم لعدم قدرتهم على المجيء بأنفسهم مثل مريض بركة بيت حسدا، وكذلك السامرية التي سافر من أجلها وجعل من مكانها محطة هامة له لابد أن يجتاز منها، وجعل لقاءها مكافأة لتعبه، وتودّد اليها لتفتح قلبها وتكلمه.. فتعب مع واحدة، فأحضرت له مدينة...وهنا يعلمنا أن نذهب ونطلب ونساعد المفقودين والمطروحين والهالكين.+ تعلمنا من رعايته في سفر حزقيال كنموذج للراعى الأمين «اطلب الضال وأسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وأرعاها بعدل» (حز34 : 16). ويستمر في تحذيرنا: «المريض لم تقوّوه، والمجروح لم تعصبوه، والمكسور لم تجبروه، والمطرود لم تستردوه، والضال لم تطلبوه، بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم» [٢-٤]، إذ يتحول قلب الخادم عن الاهتمام بالمخدومين إلى ذاته فيرعى مصالحه الخاصة، ويعمل لحساب كرامته الشخصية أو ممتلكاته أو راحته الجسدية... عوض أن يهتم باحتياجاتهم ومصالحهم. إنه لا يُبالي بالمريض أو المجروح أو المكسور أو المطرود أو الضال، بل يهتم بأنانيته. مثل هذا لا يُحسَب راعيًا بل أجيرًا، يطلب الأجرة لا البنوة، بل وأحيانًا يُحسَب لصًا يسرق الرعية عوض أن يصونها ويسندها.+ يوجد أجراء يعملون في الكنيسة، يقول عنهم الرسول بولس: «يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح» (في٢: ٢١). ماذا معنى: "يطلبون ما هو لأنفسهم"؟ أي لا يحبون المسيح مجانًا. لا يطلبون ما هو لله بل يطلبون المنافع الزمنية، يفغرون أفواههم للربح، ويولَعون بطلب الكرامة من الناس. متى اشتهى أي خادم أمورًا كهذه، وكان يخدم الله لأجل نوالها، فإنه مهما يكن هذا الإنسان يُحسَب أجيرًا ولا يقدر أن يحسب نفسه بين الأولاد، لأنه عن مثل هؤلاء قال الرب أيضًا: «الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم» (مت٦: ٥)...الأجراء موجودون أيضًا بيننا، لكن الرب وحده يفرزهم، ذاك الذي يعرف القلوب هو يفرزهم، وإن كنا أحيانًا نستطيع أن نعرفهم، لأنه لم ينطق الرب باطلًا في حديثه عن الذئاب: «من ثمارهم تعرفونهم» (مت٦: ١٧).+ ولنتعلم من القديس بولس الرسول كيف نذكر أناسًا ونحن باكين، ولنتعلم كيف ننذر بدموعنا من لا نستطيع الوصول اليهم، فمهما ابتعدت المسافات تظل الأيدي مرفوعة من أجلهم، ولا نفتر عن أن ننذر بدموع كل واحد، فتجذبهم بحبال محبتك، ولا تطمئن ولا تسكت إلّا وقد رجعوا إليك... القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل