المقالات
14 نوفمبر 2021
كيف نخدم مرحلة المراهقة ج2
يحتاج الشاب في مرحلة المراهقة إلى :-
1- القدوة :-
المراهق يريد أن يتشبع بمثاليات لذلك تأثير الخادم أو حتى المدرس أو الإخوة والأباء مهم جداً فكل هؤلاء لهم تأثير شديد وقوي على المراهق ومن أكثر المؤثرين الخادم في مظهره وسلوكه وإسلوبه وكلامه وتعاليمه واتجاهاته لابد أن يكون الخادم قدوة بحق لهذه المرحلة لأنها مرحلة تبحث عن نموذج المراهق يحتاج أن يعرف أن ما يسمعه ليس كلام نظري بل نموذج عملي محتاج خادم عاش نفس سِنه وظروفه وتحدياته ومجتمعه ومع ذلك حفظ نفسه وعاش الوصية لذلك النموذج لهذه المرحلة مهم كان أحد الأباء الكهنة يمازح طفل غير هادئ إسمه فادي وسأله ماذا تريد أن تكون عندما تكبر ؟ فقال فادي * نفسي أطلع أستاذ مايكل * كلمة عفوية تعبر عن تأثير الخادم إذاً المراهق يحتاج نموذج عملي يقتدي به يراه يعيش في نفس مجتمعه يرتدي ملابس مناسبة ويتعلم مثله ويترفه مثله ويعمل و بإسلوب صحيح يليق بالمسيحية ولا يتنافر مع العصر الذي يحياه ربما أسلوب الخادم أكثر تأثير من الأب الكاهن لأن الكاهن معروف أنه رجل الله يرتدي ملابس سوداء رجل فاضل هذا أمر طبيعي بالنسبة للمراهق لكن الخادم نموذج عملي يحيا حياته ظهور ضعف الخادم والمخدوم في مرحلة المراهقة هذا يكون له تأثير قوي لكن إذا ظهر ضعف الخادم بعد ما يكبر المراهق وينضج فقد يعطيه عذر .
2- الحزم والحب :-
خادم المراهق ينبوع حب المراهق هو كائن نمى قبل أوانه واكتشف فجأة أنه ذو عضلات وعقل وأنه يستطيع أن يسهر ويلهو و فقد كان قبلاً يعيش تابع أما الآن فهو في صراع بين الطفولة والرجولة التي يريد أن يحياها المراهق مثل طفل مبتسر يُوضع في حضَّانة والخادم يقوم بدور الحضَّانة أي لابد أن يكون واسع الصدر مُحب مُحتمل لا يفضح المخدوم لو عرف ضعفه ولا ينشره وفي نفس الوقت لابد أن يكون الخادم حازم له توجيهاته لأن المراهق يكون في احتياج للتوجيه لذلك خادم مرحلة المراهقة لابد أن يكون قدوة وله الحزم والحب ولابد أن يعرف متى يقدم الحزم ومتى يقدم الحب لو عندك رصيد حب عالي لابد أن يكون عندك أيضاً رصيد حزم عالي لأن الذي يحبه لا يجب أن يحزنه معلمنا بولس الرسول في رسالتيه لأهل كورنثوس نرى مقدار حبه وحزمه أيضاً يقول أنا أحبكم ولذلك أخاف عليكم وإن كنت قد أحزنتكم فأنا أعتذر عن ذلك ولا أستطيع أن أُغضبكم إلا في غيابي وليس في حضوري .
3- خادم فردي :-
لابد أن تعرف متى يمر الموقف ومتى تقف عنده متى تقف عند نفس الموقف من نفس الشخص هناك كلام يقال لشخص لا يقال لشخص آخر وهناك كلام يقال لظروفي لا يقال في ظروف أخرى لنفس الشخص لابد أن يكون الخادم فردي أي متواصل مع كل فرد بكل ظروفه وإن أردت أن يكون تعليمك تعليم مُجدي إهتم بالأفراد فرد فرد لكن إن كان تعليمك قوي على مستوى الجماعة يكون غير مُجدي مثل التعليم الفردي صعب تكلم شخص لم تزوره من قبل في بيته صعب تعلم فرد تعلم أنه يسكن بيت مشترك أو من أسرة متسيبة – صعب – إذاً الأمر يحتاج إتزان يحتاج معرفة كل فرد بظروفه يعرف متى يعطي ميعاد لفلان ومتى يجلس مع فلان ومتى يتحدث مع فلان تواصل فردي يؤهل الإنسان أن يفيض على المستوى الجماعي .
4- خادم جماعي :-
ليس أي شخص يعرف كيف يتعامل مع جماعة خاصة إن كانت جماعة من المراهقين لأن المجموعة تحتوي على الفرد الهادي والفرد المشاغب والفرد القارئ والمتمرد والمستمع الجيد والذي ليس له أي اهتمامات و لابد أن يعرف الخادم أن يجعل المجموعة تطيعه وتلتزم الخادم المحبوب من مجموعة المجموعة تطيعه لذلك إخدم خدمة فردية قبل خدمة جماعية وبذلك تستطيع أن تخدم وتوظف المواهب إستخدم مواهب أولادك ولا تقتصر على درس مدارس أحد فقط لا لابد أن تعرف أن هذا شخص هادئ لكن له ميول للألحان والقراءة هذا مشاغب لكن رياضي وآخر مشاغب لكن مدمر وآخر لا يمكن أن أخدم مراهق دون أن أفهمه ودون أن أعطيه دور وسط المجموعة المراهق هو شخص يولد من جديد ولن يولد ما لم يشعر بكيانه والذي يُشعره بكيانه هو الكنيسة لذلك الخادم الجماعي لابد أن يعرف كيف يوظف الطاقات ويعمل من الأسرة لوحة متكاملة بكل الألوان .
5- خادم عملي :-
المراهق لا يستمع لنصائح تسأله هل إعترفت ؟ يقول لا تقول له كيف ذلك لابد أن تعترف ثم تتركه وبعد فترة تسأله هل إعترفت ؟ قد يكذب ويقول نعم كي ينتهي من هذا الأمر لكن هذا أسلوب لا ينفع بخدمة المراهق المراهق يحتاج خادم عملي يساعده عملياً مثلاً يتفق معه على ميعاد مع أب الإعتراف ويتابع يتفق معه على الصلاة مزمورين يتفق أنه مثلاً بعد أن نخرج من النادي نصلي معاً قبل الغذاء رتب معه حياته عملياً لكن النصائح الشفوية تقيم بينك وبينه فجوة لأنك تعطيه واجبات لا يستطيع أن يقوم بها لا تقل له إقرأ في الكتاب المقدس فقط بل حدد معه إصحاحات معينة واعمل له مسابقة فيها لا تكتفي بنصيحة بل كن عملياً الكلام سهل لكنه أحياناً يسبب للمراهق إحباط في أحد المرات سافر شخص على طائرة من شركة طيران معروفة وفي الطائرة قُدمت له وجبات وفتح الوجبة ليأكل فوجد بها حشرة ( صرصار ) وتكلم مع المضيفة في هذا الأمر فلم تهتم فكتب شكوى لرئيس الشركة وذكر فيها ما حدث معه في الطائرة وذكر إسم المضيفة وبعد فترة جاء له رد من الشركة يحتوي على إعتذار كبير مع إيقاف المضيفة عن العمل واستراح هذا الشخص عندما قرأ الرسالة والإعتذار لكنه وجد على ظهر الرسالة كلمة تقول * يُرسل إليه رد الصرصار المعتاد * أي هذه الرسالة متكررة والأمر لن ينصلح أحياناً المراهق يحاول أن يقول للخادم هذه الإجابات المعتادة أعرفها ستقول له صلي إقرأ الكتاب هذه أمور وإجابات إعتادنا عليها هو لا يحتاج إجابات شفوية بل يحتاج أن تقرأ معه الكتاب وتحضر معه قداس بل وتوقظه صباحاً ليذهب للقداس قل له ما رأيك لنذهب معاً للكنيسة واتصل به قبل أن ينزل من منزله وإن كنت أحضر القداس الأول سأحضر معك القداس الثاني وهكذا شجعه بحلول عملية لأن النظريات في هذه المرحلة مُحبطة وتُشعره أن الكنيسة لا تشعر به مرحلة المراهقة في عصرنا زادت خطورتها أكثر من كل عصر لأن المراهق يعيش إنفتاح كبير وهذا عبء على الكنيسة وكلما إزداد المجتمع في تربية النشأ كلما صارت الأسرة أكثر حرصاً كلما أيضاً إزدادت الكنيسة في دورها توسع بكل طاقتها وهناك أمور قد نقف أمامها عاجزين لذلك الصلاة مهمة جداً تسند الخدمة .. في أحد الأيام حدثت مشكلة في كنيسة مارجرجس إسبورتنج في عهد البابا كيرلس وأبونا بيشوي كامل فقال أبونا بيشوي لنأخذ رأي البابا كيرلس فقال أحد أعضاء الكنيسة سيقول لنا صلوا وسنذهب إلى القاهرة لكي نسمع هذه الكلمة ؟ لكن أبونا بيشوي أصر على رأيه وأخذ المجموعة التي كانت معه وذهب إلى سيدنا البابا الذي قال لهم لماذا أتيتم ألم تعلموا إني سأقول لكم صلوا ؟ صح يا فلان ؟ فخجل ذلك الشخص جداً لابد أن تكون لنا علاقة قوية بالصلاة ويكون لنا يقين بقوتها لابد أن نعلم ونثق أن الله قادر أن يقدس أولادنا بالصلاة ويحميهم بالصلاة لذلك دورنا كخدام أن نصلي ونرشد ونحب ونخدم ونحتضن حتى تمر هذه المرحلة بسلام خدمة المراهقة خدمة تقدسنا نحن لأنها خدمة محيرة وتُظهر ضعفنا لكن قوتي في الضعف تكمل ( 2كو 12 : 9 ) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
07 نوفمبر 2021
كيف تخدم مرحلة المراهقة ج1
قَالَ أحَدٌ الأبَاء عَنْ المَرْأة الكِنْعَانِيَّة عِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِرَبِّنَا يَسُوع وَقَالَتْ ﴿ إِرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ إِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً ﴾ ( مت 15 : 22 ) نَفْس هذِهِ الكَلِمَات تُقَال عَنْ مَرْحَلِة المُرَاهْقَة وَكَيْ تَخْدِم شَخْص لاَبُدْ أنْ تَفْهَمْ سِمَات المَرْحَلَة وَالعَصْر الَّذِي تَحْيَا فِيهِ مَرْحَلِة المُرَاهْقَة مَرْحَلِة تَرَدُّدْ بَيْنَ الطُفُولَة وَالرِّجُولَة وَعِلْم النَّفْس وَالتَّرْبِيَة يَتَكَلَّمْ عَنْ خُطُورِة هذِهِ المَرْحَلَة لَيْسَ لِمَشَاكِلْهَا وَلكِنْ لِلمَشَاكِل الَّتِي تَنْتُج عَنْهَا بَعْد مُرُورْهَا فَالَّذِي تَعَوَّدٌ عَلَى التَّسَيُبْ فِي مَرْحَلِة المُرَاهْقَة وَخِبْرَات رَدِيئَة تَثْبُت هذِهِ الخِبْرَات فِيمَا بَعْد وَعَدَم تَحَمُّل المَسْئُولِيَة يَظِل فِيهِ فِيمَا بَعْد إِذاً هِيَ مَرْحَلَة خَطِيرَة جِدّاً وَعَلَى الكِنِيسَة أنْ تُسَاعِد المُرَاهِق عَلَى أنْ يَمُر هذِهِ المَرْحَلَة بِسَلاَم يُقَال أنَّ الآنْسَان كَائِن يُولَدٌ قَبْل مِيعَادُه كَيْفَ ؟ الأُم تَلِد الطِّفْل بَعْد تِسْعَة أشْهُر فِتْرِة حَمْل وَيُولَد فِي حَالِة إِتِكَال كَامِل عَلَى الأُم أي يَحْتَاج لِمَنْ يَعُولُه لاَ يَعْتَمِد عَلَى نَفْسُه وَلاَ يَصِح أنْ يَظِلْ فِي بَطْن أُمُّه عِدِّة سَنَوَات حَتَّى يُولَد نَاضِج لِذلِك هُوَ يُولَدٌ قَبْل مِيعَادُه وَكَمَا يُوْجَدٌ مِيلاَدٌ لِلجَسَد يُوْجَدٌ أيْضاً مِيلاَدٌ لِلنَّفْس وَهُوَ المُرَاهْقَةعِنْدَمَا يَبْدأ الشَخْص يَعِي لِنَفْسُه مَنْ هُوَ وَمَا هُوَ جِنْسُه وَغَرِيزْتُه وَيَعْرِف نَفْسُه هُنَا يَبْدأ مِيلاَدٌ جَدِيد صِرَاع المِيلاَدٌ الجَدِيد لِنَفْسُه بَيْنَمَا مِيلاَدُه الجَسَدِي مِنْ أُمُّه يَحْمِل صُرَاخ وَألَمْ الأُم وَالطِّفْل مَعاً لكِنْ فِي المُرَاهْقَة يَحْمِل مِيلاَدُه ألَمْ وَصُرَاخ الطِّفْل نَفْسُه﴿ إِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً ﴾ يَبْدأ الطِّفْل فِي المُرَاهْقَة هذَا الصِرَاع فَتَرَاه يُرِيدْ الحُرِيَّة يَعْلُو صُوتُه مِيلاَدٌ نَفْس يُحِبْ أنْ نَتَعَامَل مَعَهُ عَلَى أنَّهُ كَائِن مُسْتَقِل وَبَعْض عُلَمَاء النَّفْس يَقُولُون أنَّ المُرَاهِق يَتَكَلَّمْ مَعَ أُسْرِتُه وَيَقُول لَهُمْ أنْتُم أرَدْتُم إِبْن لكِنْ لَيْسَ هُوَ أنَا وَأنَا أيْضاً أرَدْت أُسْرَة لكِنَّهَا لَيْسَت أنْتُم لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الأُسْرَة تُفَاجأ فِي المُرَاهِق بِتَكْوِينَات لَمْ تَكُنْ فِيهِ مِنْ قَبْل بَعْض الكَائِنَات تُولَد مُتَكِلَة وَمُعْتَمِدَة عَلَى نَفْسَهَا مِثْل الأسْمَاك لكِنْ الآنْسَان يَمُر عَلَى فِتْرِة الحَضَانَة أوْ الإِتِّكَال عَلَى الأُسْرَة طَوِيلاً وَعِنْدَمَا تَتَكَوَّنْ شَخْصِيِتُه فِي مَرْحَلِة المُرَاهْقَة قَدْ لاَ تَعْجِبْنَا شَخْصِيِتُه لِذلِك مَرْحَلِة المُرَاهْقَة مَرْحَلَة خَطِيرَة وَفِيهَا الشَخْص يَتَعَرَّف عَلَى نَفْسُه وَمَنْ حَوْلُه وَأُسْرِتُه بِرُؤيَة جَدِيدَة حَتَّى الكِنِيسَة يَتَعَرَّف عَلَيْهَا بِرُؤيَة جَدِيدَة وَيَظْهَر جُزْء " الأنَا " دَاخِلُه وَلكِنْ لَوْ عَوَدْتُه عَلَى الكَبْح كَوِنْت عِنْدُه عَاهَة دَائِمَة لِذلِك المُرَاهْقَة هِيَ سِنْ إِكْتِشَاف النَّفْس مِنْ قَبْل لَمْ يَكُنْ الطِّفْل يَنْتَبِه لِشَكْلُه بَيْنَمَا فِي المُرَاهْقَة يَنْتَبِه لِشَكْلُه وَيُقِيم مُقَارَنَات وَيَهْتَم بِمَلاَبِسُه وَمَظْهَرُه وَقَدْ يَتْعِبُه شَكْلُه وَمَلاَمِحُه وَيُسَبِّب لَهُ أزْمَة نَفْسِيَّة لاَ يَعْرِف كَيْفَ يُعَبِّر عَنْهَا يُقِيم مُقَارَنَات بَيْنُه وَبَيْنَ آخَرِين وَكَأنَّهُ يَقُول لله لِمَاذَا خَلَقْتَنِي هكَذَا ؟ بَيْنَمَا الشَخْص النَّاضِج لاَ يَتَأثَّر بِمَلاَمِحُه إِذاً نَحْنُ خُدَّام الكِنِيسَة لاَبُدْ أنْ نُعَلِّمُه أنَّ الجَمَال هُوَ الجَمَال الدَّاخِلِي وَلَيْسَ الخَارِجِي نُعَلِّمُه كَيْفَ يَقْبَل نَفْسُه وَالآخَر أيْضاً يَبْدأ فِي التَّرَدُّدٌ فِي مُعَامَلاَتُه فَهُوَ يَتَعَامَل كَشَخْص نَاضِج وَأحْيَاناً كَصَغِير إِنْ عَامِلْتُه كَنَاضِج يِفْرَح لكِنْ إِذَا أعْطَيْتُه مَسْئُولِيَّة يَرْفُضْهَا بَيْنَمَا لَوْ عَامِلْتُه كَطِفْل يَرْفُض لِذلِك هُوَ سِنْ التَّعَلُّق بِالأصْحَاب وَالخَارِج وَلَيْسَ بِالأُسْرَة لأِنَّ الأُسْرَة تُعَامْلُه كَطِفْل لِذلِك تَأثِير الصَّدَاقَة فِي سِنْ المُرَاهْقَة 73 % وَتَأثِير الأُم 17 % وَتَأثِير الأب 10 % تَخَيَّل الصَّدَاقَة لَهَا تَأثِير كَبِير جِدّاً هذَا أمر خَطِير وَنَرَى أنَّهُ لَوْ أرَادَت الأُسْرَة أنْ تِرَفَّه عَنْ أوْلاَدْهَا وَفِي نَفْس الوَقْت كَانَ هُنَاك لِقَاء مَعَ الأصْدِقَاء نَجِدٌ المُرَاهِق يَتْرُك أُسْرِتُه وَيَذْهَب لأِصْحَابُه أيْضاً تَأثِير الكِنِيسَة كِبِير جِدّاً فِي هذَا السِّنْ لأِنَّهُ فِي الكِنِيسَة يَجِدٌ نَفْسُه وَمَنْ يُحِبُّه وَيَحْتَرِمُه وَيَجِدٌ إِجْتِمَاعِيَاتُه وَلِذلِك مَعْرِفِتْنَا لِسِمَات هذَا السِّنْ مُهِمَّة جِدّاً أيضاً المُرَاهِق يُحِب الحُرِيَّة وَلاَ يُحِب القُيُود وَالرَفْض لِذلِك أحْيَاناً تُوْجَدٌ مَرْحَلَة تَطُول مَعَ الشَخْص وَهيَ مَرْحَلِة * اللأ * وَمَعْنَاهَا أنَا هِنَا وَلَنْ أسِير كَمَا تَشَأونْ مَرْحَلِة * اللأ * تَبْدأ مِنْ عُمْر سَنَتِين وَتَطُول مَعَهُ يُرِيدْ أنْ يَجِد نَفْسُه بِأُسْلُوب لَيْسَ بِهِ قُيُود قَدْ يَقُول أُرِيدْ أنْ أسْهَر وَلاَ يَقُل لِي أحَدٌ نَام الآنْ لاَ أُرِيدْ الدِّرَاسَة أُرِيدْ السَّهَر مَعَ الأصْدِقَاء بِدُون قُيُود أي يَرْفُض الحَوَاجِز تُوْجَدٌ ظَاهِرَة فِي هذِهِ المَرْحَلَة العُمْرِيَّة تُسَمَّى * ظَاهِرِة المُوتُوسِيكْل * أي يُرِيدْ أنْ يَشْعُر أنَّهُ طَائِر حُر لاَ يُوقِفُه شِئ تَعْبِير عَنْ إِحْتِيَاج دَاخِلُه يَرْفُض * اللأ * الحُرِيَّة تَحْتَاج قَنَاعَة وَصَدَاقَة وَحُبْ وَحِوَار المُرَاهْقَة هِيَ سِنْ يَتَعَرَّف فِيهَا الشَخْص عَلَى نَفْسُه وَيَتَعَرَّف عَلَى مُيُولُه وَاتِجَاهَاتُه .
ثَلاَثَة مَحَاوِر رَئِيسِيَّة لِلحَيَاة هِيَ :-
1- الفكر
2- الإتجاه
3- السلوك
فِي هذِهِ المَرْحَلَة تَزْرَع فِكْرَة وَاتِجَاه لِكَيْ تَحْصُد سُلُوك صَحِيح صَحَّح الفِكْر وَالإِتِجَاه وَبِالتَّالِي يُصَحَّح السُلُوك لِذلِك هِيَ مَرْحَلَة خَطِيرَة جِدّاً لاَبُدْ مِنْ التَّعَامُل مَعَهَا بِفَهْم وَحِرْص لأِنَّكَ أنْتَ كَخَادِم تَقُوم بِدُور أكْبَر مِنْ دُور الأُسْرَة يَحْتَاج الشَخْص ثَلاَثَة أُمور لِتَنْشِئَتُه :-
1- صديق
2- أسرة
3- مجتمع
الثَّلاَثَة تَقُوم بِهُمْ الكَنِيسَة لِذلِك صَارَ الخَادِم أب بَدِيل وَصَدِيقٌ بَدِيل وَالأُسْرَة الكَنَسِيَّة أُسْرَة بَدِيلَة وَالكَنِيسَة مُجْتَمَع بَدِيل لأِنَّهُ يَجِب أنْ تَكُون أنْتَ كَخَادِم أفْضَل شَخْص يَفْهَم المُرَاهِق وَيُحِبُّه وَيَسْتَجِيبَ لَهُ لَوْ أرَادَ مُرَاهِق أنْ يَذْهَب لِنَادِي تَرْفُض الأُسْرَة خَوْفاً عَلَيْهِ الكَنِيسَة تَقُوم الآنْ بِهذَا الدُورأيْضاً الأُسْرَة تَطْمَئِن لأِصْدِقَاء الكَنِيسَة وَرَحَلاَت الكَنِيسَة إِذاً الكَنِيسَة هِيَ البَدِيل لأِنَّ المُجْتَمَع تَغَيَّر خِلاَل خَمْسَة عَشَر سَنَة فَرَض فِيهَا أعْبَاء لَمْ تَكُنْ مِنْ وَاجِب الكَنِيسَة لِذلِك فَهْم الإِحْتِيَاج وَالظُّرُوف وَالعَصْر مُهِمْ لاَبُدْ أنْ نَعْرِف تَأثِير الصَّدَاقَة وَمَدَى أهَمِيَتْهَا وَأنَّ المُرَاهِق يُحِبْ الحُرِيَّة وَأرَكِّز مَعَهُ لِكَيْ يَعْرِف كَيْفَ يَقْبَل نَفْسُه وَأنَّ الدَّاخِل أهَمْ مِنْ الخَارِج وَإِنْ وَجَدْت فَجْوَة بَيْنُه وَبَيْنَ الأُسْرَة لاَبُدْ أنْ تُوَفِّقُه مَعَهَا لاَبُدْ أنْ أعَلِّمُه التَّسْلِيم لأِنَّنَا نَجِدُه أحْيَاناً مُحْبَط جِدّاً وَأحْيَاناً طَمُوح جِدّاً أحْيَاناً مُحِبْ لِلحَيَاة وَأحْيَاناً يَرْفُضْهَا شَخْص مُذَبْذَب يَذْهَبْ إِلَى الدِير يَشْتَاق لِلرَّهْبَنَة وَيُشَاهِد الفَضَائِيَات يَتَطَلَّعْ لأِنْ يَكُون مُغَنِّي يُحِبْ المِثَالِيَة جِدّاً وَلكِنْ الوَاقِعْ غَيْر ذلِك لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون الخَادِم قُدْوَة مُهِمَّة لأِنَّ المُرَاهِق لاَ يَقْبَل تَحْطِيم قُدْوِتُه وَلِذلِك أيْضاً يَطْلُب خَادِم بِلاَ أخْطَاء .
عِنْدَ المُرَاهِق مُشْكِلَتَان مُهِمَتَان يَتَعَرَّف عَلَيْهُمَا هُمَا مُشْكِلِة غَرِيزْتُه وَمُشْكِلِة الجِنْس الآخَر لاَبُدْ أنْ يَتَعَرَّف عَلَى جِنْسُه فِي هذِهِ المَرْحَلَة فَنَجِدُه يَتَعَرَّف عَلَى جِنْسُه بِطَرِيقَة بِهَا قَبُول وَبِهَا أيْضاً رَفْض قَدْ يَقْبَلْهَا وَلكِنْ يَرْفُضْهَا كَانَ يُفَضِّل أنْ يَظِلْ بِبَسَاطَتُه هكَذَا الفَتَاة تَشْعُر بِتَغَيُّرَات أحْيَاناً تَقْبَلْهَا وَأحْيَاناً تَرْفُضْهَا وَفِي نَفْس الوَقْت تَتَفَجَّر الغَرَائِز دَاخِلُه فِي هذَا الوَقْت أحْيَاناً تَكُون كَافِيَة وَأحْيَاناً تَتَفَجَّر وَالله سَمَح بِذلِك الله لاَ يَفْرِض عَلَى البَشَر أنْ يُؤخِّر النُّضْج لِمَرْحَلَة سِنِّيَّة مُعَيَّنَة لِلزَّوَاج مَثَلاً لكِنْ الله يَسْمَح بِالنُّضْج وَالآنْسَان يَتَعَامَل مَعَهُ بِحَسَبْ ظُرُوفُه لِذلِك هَيَّأ الآنْسَان لِلحَيَاة بِطَرِيقَة طَبِيعِيَّة وَالآنْسَان يُوَظَّفْ حَالُه حِينَ إِسْتِخْدَامُه هكَذَا الذِّهْن يَنْضُج سَرِيعاً أقْصَى أوْقَات لِنَشَاط الذِّهْن عِنْدَ عُمْر17 – 18 سَنَة لِذلِك الله يُعْطِي الغَرِيزَة وَالذِّهْن وَالقُدْرَة العَضَلِيَّة فِي وَقْتٍ مُبَكِر لِكَيْ يَسْتَخْدِمْهَا الآنْسَان كَمَا يَشَاء حَسَبْ ظُرُوفُه عِنْدَمَا تَتَفَجَّر الغَرِيزَة إِنْ إِسْتَمَدَّ ثَقَافْتُه مِنْ مَصَادِر خَاطِئَة تَتَشَوَه الغَرِيزَة عِنْدُه حَتَّى أنَّهُ قَدْ يُصْدَم فِي وَالِدِيه فَيَنْظُر نَظْرَة رَدِيئَة لِمَنْ هُمْ أكْبَر مِنْهُ حَتَّى إِنَّ البَعْض يَسْأل وَالِدِيه أسْئِلَة صَرِيحَة فِي هذَا الأمر لأِنَّهُ إِلْتَمَسَ المَعْرِفَة مِنْ مَصَادِر رَدِيئَة دُور الكِنِيسَة هُوَ أنْ تُعَرِّفُه كَرَامِة الغَرِيزَة وَكَرَامِة جَسَدُه وَكَرَامِة الجِنْس وَأنَّهُ أجْمَل وَأرْوَع مَا فِي الآنْسَان وَأنَّ الله إِسْتَخْدِمْهَا لِلحُبْ وَالوِحْدَة .. لَنْ تَسْتَطِيع أنْ تَخْدِم هذَا السِّنْ بِدُون أنْ تُجِيب عَلَى هذِهِ الأسْئِلَة الَّتِي تَدُور فِي ذِهْنُه فِي أي مَجَال هذِهِ أسْئِلَة طَبِيعِيَّة دَاخِلُه تَحْتَاج إِجَابَات عِنْدَمَا يَكْتَشِف غَرِيزْتُه يَحْدُث لَهُ مِيل لِلجِنْس الآخَر يَبْدأ الوَلَد يَجِد نَفْسُه وَتَحَقَّق لَهُ لُون مِنْ ألْوَان كَيَانُه الشَّخْصِي فِي مَعْرِفِة الجِنْس الآخَر وَيَأخُذ هذَا الأمر مِنْهُ إِهْتِمَام عَالِي وَهذَا يَجْعَلُه يَسْقُط فِي خَطَايَا كِذْب وَيَقُول كَلاَم عَنْ نَفْسُه وَأُسْرِتُه غِير صَحِيح بَلْ وَخَيَالِي وَأحْيَاناً يُعَبِّر عَنْ نَفْسُه بِأحْلاَم يَجْعَلْهَا وَاقِعْ كُل مَا يَتَمَنَاه يَحْكِيه عَنْ نَفْسُه وَلِكَيْ يَهْرَب مِنْ المَوَاقِفْ يِكْذِب أوْ يِمِد يَدُه لِذلِك هِيَ مَرْحَلَة بِهَا قَلَق وَخُوف وَمِيل لِلجِنْس الآخَر وَمُبَالَغَه مَاذَا نَفْعَل ؟
هَلْ تَعْرِف الطِّفْل المُبْتَسِر ؟ يَحْتَاج إِلَى حَضَّانَة تَتَوَفَر فِيهَا وَسَائِل الحَيَاة مِنْ دَرَجِة حَرَارَة مُنَاسِبَة وَأُكْسُچِين وَ هكَذَا الكِنِيسَة هِيَ الحَضَّانَة لِلمُرَاهق تُوَفِّر لَهُ أُكْسُچِين وَدَرَجِة حَرَارَة مُنَاسْبَة وَغِذَاء:-
الغِذَاء المُنَاسِب رُوحِيَات
الأُكْسُچِين أسَاسِيَات
دَرَجِة الحَرَارَة المُنَاسْبَة عَاطِفَة
إِنْ أعْطِيت رُوحِيَات بِدُون عَاطِفَة وَأسَاسِيَات لَنْ تَمُر المَرْحَلَة بِأُسْلُوب صَحِيح .. مِثْل حَضَّانَة تُوَفِّر بِهَا الغِذَاء وَلَمْ تَضْبِط دَرَجِة الحَرَارَة وَالأُكْسُچِين بِالطَّبْع يَمُوت الطِّفْل إِذاً هُوَ سِنْ يَحْتَاج عَاطِفَة وَأسَاسِيَات وَغِذَاء رُوحِي وَنَشَاط وَاحْتِرَام وَتَقْدِير وَمُجْتَمَع يُشْبِع لَهُ مُيُولُه وَاتِجَاهَاتُه هذِهِ أُمور يَجِدْهَا فِي الكَنِيسَة لِذلِك أنْتَ تَتَعَامَل مَعَهُ مِنْ خِلاَلْهَا وَأي نُقْطَة لاَ تَتَعَامَل مَعَهُ فِيهَا تُسَبِّب لَهُ تَشَوُّه عَلَى المَدَى البَعِيد .قِيلَ أنَّ سَبَبْ المَشَاكِل الزَّوْجِيَّة أسَاسْهَا المُرَاهْقَة مِثْل شَخْص تَعَوَّدٌ فِي مَرْحَلِة المُرَاهْقَة عَلَى أنَّ الفَتَاة شِئ مُحْتَقَر أوْ أنَّ الرَّجُل هُوَ عَدُو بِالتَّالِي سَيَحْتَقِر هُوَ زَوْجَتُه وَهِيَّ سَتُعَادِي زَوْجَهَا لِذلِك المُرَاهْقَة هِيَ مَرْحَلَة مُهِمَّة وَخَطِيرَة خَاصَّةً مَعَ الآنْفِتَاح الثَّقَافِي الوَاسِع فِي عَصْرِنَا هذَا أحَدٌ الأبَاء الأسَاقِفَة قَالَ أنَّ جِيل التِلِيفِزْيُون أسْفَر عَنْ مَائَة ألْف مُشْكِلَة زَوْجِيَّة فَمَا بَال جِيل الآنْتَرْنِت ؟!! نَحْنُ نَخْدِم جِيل النِت .
مَا المَطْلُوب ؟ المَطْلُوب مِنَّا وَعْي أكْثَر وَثَقَافَة أوْسَع وَأنْشِطَة أكْثَر وَصَلَوَات أكْثَر وَأكْثَر وَحِفْظ أكْثَروَلِذلِك هِيَ مَرْحَلَة خَطِيرَة لأِنَّ أي تَقْصِير فِيهَا قَدْ يُسَبِّب مُشْكِلَة تَسْتَمِر لِسِنِين لَيْسَ لَنَا إِلاَّ أنْ نَقُول إِرْحَمْنَا يَا سَيِّد أنْتَ تُكَمِّل الَّذِي يَعْرِف الْمَسِيح تَتَقَدَّس نَظْرِتُه لِذَاتُه وَجِنْسُه وَيَعْرِف الإِتِضَاع وَيَحْتَرِم الآخَرِين وَيَعْرِف كَيْفَ يَقُول لاَ لِلخَطِيَّة ﴿ قَدْ ألْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الحَيِّ الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ﴾ ( 1تي 4 : 10 )عِنْدَمَا يُقَدِّم مُجْتَمَع الكَنِيسَة دِفْء الحُبْ وَالغِذَاء الرُّوحِي وَالمَعْرِفَة وَحُلُول المَشَاكِل بِأُسْلُوب صَحِيح تَمُر هذِهِ المَرْحَلَة آمِنَة فِي حَيَاة أوْلاَدْهَا المُرَاهِق يَحْتَاج صَلاَة وَحُبْ وَوَقْت وَجَلَسَات فَرْدِيَّة وَأي مُشْكِلَة تَعْرِفْهَا عَنْهُ تَكَلَّمْ مَعَهُ فِيهَا بِطَرِيقَة مُبَاشِرَة بِشَرْط أنْ يَشْعُر أنَّكَ تُحِبُّه رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
31 أكتوبر 2021
الخادم وكلمة الله (1)
الخادم هو تلميذ أمين للكتاب المقدس، ويتلذّذ بالكلمة، ويعكف على قراءتها ودراساتها، وله جلسات طويله في نورها ومحبتها، وهذا ما يدفعه إلى كثرة الحديث بها وعنها...وإن كان الكتاب المقدس ضروري لأي إنسان، فبالأولى كثيرًا لكل خادم وخادمة، فهو يحيا بها قبل أن يقدمها للآخرين، ويلهج بها نهارًا وليلًا، فهي سراج للأرجل وزاد للطريق ونور للسبيل.وجد معلمنا داود الكلام كالشهد فأكله وتلذّذ به، وصار يبتهج به أكثر من الغنائم الكثيرة، وصارت الكلمة مصدرًا للتوبة والمشورة والتعزية والتقديس.هكذا الكلمة بالنسبة للخادم، يجب أن تكون هي الدافع الأكبر للتوبة والتغيير والتقديس الداخلي، وحين تثمر في داخله تخرج لتنادي وتكرز بالتوبة والتقديس للآخرين.من أخطر دوافع الخطية والابتعاد عن الله هو الابتعاد عن كلمته، كما قال القديس جيروم: "الجهل بالإنجيل هو علّة جميع الشرور".رأينا ذلك بوضوح في تاريخ شعب الله حيث كانت فترات الضعف هي فترات الابتعاد عن الشريعة وتركها..صنع الله بيوشيا الملك حركة إصلاح في الشعب حين وجدوا سفر الشريعة في بيت الرب بعد أن كانت مهملة وغير معروفة منذ أيام صموئيل النبي.وأحضرها يوشيا وأخذ يسمع.. وقيل عنه «ولما سمع الكلام مزّق ثيابه» (وهذا يعلن لنا مقدار تأثير الكلمة وسلطانها)، ولما رأى الله أنه تواضع أمامه ورقّ قلبه ومزق ثيابه وبكى، قال: قد سمعت أنا أيضًا (2أخ27: 34)، وبدأت حركة الإصلاح بالشريعة.وكذلك أيضًا أيام يهوشافاط الذي اجتهد أن يصلح الشعب بالشريعة، فأرسل الكهنة ومعهم سفر شريعة الرب وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلموا الشعب. ليت كل خادم يُقال عنه ما قاله يهوشافاط الملك عن أليشع النبي «عنده كلام الرب» (2مل12: 3)، فالخادم يُعَد مستودعًا وخزانة لكلمة الله، يخرجها من قلبه وعقله، فتبهج نفس السامع وتذيب القلب وتغير الحياة.وما أروع ما قام به عزرا الكاتب الذي هيّأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها، وليعلّم إسرائيل فريضة وقضاءً، ولأن الشعب كان قد نسي الشريعة وسلكوا بحسب أهوائهم، واختلطوا بالشعوب الغريبة وسلكوا بحسب عوائدهم، ولكن حين قرأ عليهم الشريعة أجابوا: آمين آمين، رافعين أيديهم، وخرّوا وسجدوا للرب على وجوههم إلى الأرض، وبكوا وصاموا ولبسوا مسوح وجلسوا في التراب، وكانت النتيجة المفرحة أن انفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء، واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، وقطعوا عهدًا مقدسًا، وقالوا: كما كلمتنا هكذا نفعل، وطردوا النساء الغريبة. وهذا يعلن لنا مقدار تأثير كلمة الله، وقد فعلت ما يعجز عنه أي نبي أو كاهن أو كارز، فهي القادرة على قطع قيود الشر ونقل الحياة من سلطان الظلمة وقيود الخطية إلى حرية مجد أولاد الله، فسلطانها وصل إلى حد طرد الزوجات الغريبات.فلنتعلق بها ونثق في تأثيرها، فهي وحدها القادرة على فعل ما عجزنا ونعجز عنه...وللحديث بقية.
القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
24 أكتوبر 2021
الصلاة فى الخدمة ج2
كيفية الصلاة للخدمة ؟
من أجمل المواقف التي تشرح كيف نصلي للخدمة موقف موسى النبي في سفر الخروج إصحاح 17{ وكان إذا رفع موسى يده أنَّ إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أنَّ عماليق يغلب } ( خر 17 : 11 ) وحدث ذلك مرات عديدة أنه عندما يرفع يديه يغلب إسرائيل وإذا خفض يديه عماليق يغلب إذاً المقياس في قوة رفع يدي موسى النبي وليس في عماليق لذلك أتوا بإثنين ليسندان يدي موسى النبي حتى تظل مرفوعة لنهاية الحرب وبالفعل غلب إسرائيل .
1- أن يكون الخادم مُصلي :-
لكي يصلي الخادم للخدمة لابد أن يكون هو في الأصل شخص مُصلي له مخدع وله عمق وخفاء حريص على صلاته إذاً لابد أن يكون لكل واحد منا قانونه الروحي يعيشه بأمانة لابد أن يكون كل واحد منا يتعلم من الأسرار ويعيشها وله تدريب منتظم يتعلم كيف يقف يصلي أمام الله وله عِشرة مع الله وكما علمنا الآباء { الذي لا يشهد له المخدع لا يشهد له المنبر } أي الذي لا تشهد له الصلاة لا يشهد له التعليم الخادم يمثل الله أمام الناس ويمثل الناس أمام الله إذاً أمام الناس أمثل صوت الله وأمثل صوت نداؤه لهم بالتوبة وأمام الله أمثل الناس إذاً في النهاية لابد أن يكون للخادم علاقة بالله العنصر الفعال المؤثر في الخدمة لذلك لابد أن يكون الخادم مُصلي عرف كيف يقرع أبواب تحننات ومراحم الله وعرف كيف يتذلل وينسحق أمام الله لذلك الخادم يمثل الله أمام الناس ويمثل الناس أمام الله .
2- أن يصلي من أجل مخدوميه :-
من التشبيهات الجميلة في العهد القديم رئيس الكهنة كان يرتدي صدرة تحمل إثنى عشر حجر على صدره مكتوب عليها أسماء الإثنى عشر سبط وكأنه يحملهم على قلبه يقف أمام الله بهم ويمثلهم أمامه كل سبط بإسمه الإثنى عشر حجر على صدره أيضاً يضع حجران على كتفيه كل حجر كتب عليه أسماء ستة أسباط أي الإثنى عشر سبط محمولين على كتفي رئيس الكهنة أي القدرة ومحمولين على قلبه أي المشاعر الأب الكاهن الآن يحمل على ملابسه صليبين صليب على ظهره يمثل شعبه الذي يحمله أمام الله وصليب أمامه يمثل الله أمام عينيه كيف يكون هذا الحضور ؟ كأنه واقف أمام الله بكل أولاده محفوظين ومحمولين ومحبوبين الكاهن يحمل أولاده على كتفيه وقلبه أنت أيضاً لابد أن تكون حامل لأولادك على كتفيك وقلبك مبدئياً لابد أن تحفظ أسماء أولادك وتذكرهم في صلواتك وفي قداسك وفي إجتماع الصلاة الخاص بالخدمة أكتب أسمائهم بخط يدك في ورقة لتعبر عن مشاعرك تجاههم أمام الله وضعها في أجبيتك لتذكرهم في كل صلاة .
3- أن يذكر الخدمة في صلواته :-
أذكر الخدمة كلها بل الكنيسة كلها في صلواتك إبدأ بالكنيسة بدايةً من الأب البطريرك والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والخدام والمخدومين لابد أن تكون صلاتك روح طِلبة وتضرع عن احتياجات الخدمة ومشاعرك تجاهها كم هو مُفرح للشخص عندما يجد نفسه موضع إهتمام وصلوات الآخرين كيف تشعر بمسئولية من حولك وتصلي من أجلهم وتصوم من أجلهم ؟ لأنَّ الخدمة هي عمل إلهي وليس عمل بشري لذلك أهم ما فيها جذورها التي هي الصلوات المحمولة عليها الخدمة والطِلبة من أجل نجاحها ومن أجل آبائها إذاً لابد أن أصلي لك وتصلي من أجلي ويكون لنا أجمل تعبير حب تجاه بعضنا بعض وهو الصلاة .
(4) أن يذكر ضعفات الخدمة :-
ما هي ضعفات الخدمة ؟ كسل عدم تحضير غير مركزين على المسيح إهمال في الإفتقاد صلِ من أجل كل هذه الضعفات قل له * يا الله وضح نفسك في الخدمة وكلم إنت أولادك وكلمني توبهم وتوبني * وكما يقول الآباء { إنَّ الخادم هو تائب يقود تائبين }الخادم شخص تائب ويصلي من أجل ضعفات الخدمة ولكن إحذر أن تتخيل أنَّ ضعفات الخدمة ليست فيك لأنك إن شعرت بذلك لن تصلي من أجل ضعفات الخدمة لا إنَّ ضعفات الخدمة هي فيك أيضاً ولنرى موسى النبي ونحميا وعزرا و كل هؤلاء تكلموا عن ضعفات الشعب وكأنها فيهم فكانوا يقفون أمام الله بتضرع وانسحاق ويقولون له { إصفح عن إثمنا جهالاتنا ذنوبنا }عندما كان الله يغضب على بني إسرائيل يتكلم مع موسى النبي ويقول له * شعبك * وكان موسى النبي يجيبه ويقول له * شعبك * وكأن الله يقول لموسى أنت بالنسبة لي الشعب كله وعندما دخلا في هذا التبادل الصعب قال موسى النبي لله إن إعتبرتهم ليسوا شعبك فلتمحوا إسمي من كتابك ( خر 32 : 32 ) الخادم شريك لضعفات الخدمة لأنَّ ضعفات الخدمة تعطيني روح توسل صلِ عن الكسل وقل له * نشط خدامك وخدمتك * صلِ عن عدم المبالاة في أولادك وكل هذا يُعطيك روح إنسحاق وصلاة من أجلهم تجعلك تعرف كيف تسقط على وجهك إن كانت هناك مشكلة ضعف إحتياج هدف ضائع إحتياجات مادية حوِّل كل هذا إلى صلاة صلِ من أجل ضعفات الخدمة أولاً ثم من أجل ضعفاتك وكسلك وعدم أمانتك في حياتك الروحية ثم صلِ من أجل ضعفات أولادك تكلم أمام الله كشريك في هذه الضعفات تخيل لو نظرت لضعفات الخدمة كأنها خارج عنك كيف إذاً تصلي من أجلها ؟ لا قل لله * أربطني برباطات محبتك والضالين ردهم والمرضي إشفيهم و* ولتقرأ تحليل الكهنة لتعرف مقدار مسئولية الخادم يصلي عن كل شخص المسافرين والمرضى والضالين وفي كلمتين يذكر فئة كبيرة قف أمام الله ومثِّل كل البشر أشعر بمسئوليتك عنهم واطلب عن خلاص نفسك وخلاصهم وتوبتك وتوبتهم .
5- أن يذكر الإرشاد الإلهي في الخدمة :-
أطلب عن المشورة الإلهية والوضوح في الخدمة الله يقود ويعمل ويتكلم ويعلم ويعمل في قلبي وقلوب المخدومين كثيراً ما نعجز عن تغيير طفل فنصلي لله من أجله وهو يغير الله قادر أن يتكلم في قلب كل شخص قل لله * أنا سألقي الكلمة اليوم في الخدمة ليتك تجعلها نداء في قلوب أولادك وقلبي حتى وإن كان أخي الخادم هو الذي سيلقي الكلمة سأصلي من أجله وبذلك أضمن محبتي لإخوتي الخدام * صلي من أجل إخوتك الخدام وإلا ستشعر أنك الأوحد في الخدمة لا كلنا نخدم لهدف واحد وهو معرفة المسيح وأيضاً لنقوي الخدمة صلي لإخوتك الخدام ليستخدم الله كلمتهم لخلاص نفوسهم ونفوس المخدومين ونفسك أطلب الإرشاد الإلهي واطلب نعمة وأن يظلل روح الله على كلامك ويعطيه تأثير إرشاد في حل المشاكل إن كنت لا تعرف كيف تخدم مخدوم ظروفه صعبة قل لله * ماذا أفعل معه إرشدني * صلِ من أجل إرشادك لخلاص المخدوم إرشاد إلهي عندما تكتشف أنَّ المحبة ضعيفة بين الخدام صلي واطلب إرشاد إلهي لأنَّ المحبة عندما تهتز صار المسيح غير موجود { بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعضٍ } ( يو 13 : 35 ) أطلب عن الإفتقاد وماذا ستتكلم فيه ومع من تتكلم هل مع المخدوم أم مع الأهل وماذا ستقول لكلٍ منهم قل له * أنا أفتقد وأريد أن أترك بيت المخدوم وصوتك يظل في البيت أنت المفتقد وأنا ما أنا إلا أداة * وكما يقول بولس الرسول{ لكي يُعطى لي كلام عند افتتاح فمي } ( أف 6 : 19) إن صليت لأجل كل هذه الأمور بالطبع سيعمل الله في أولادك وستشعر في النهاية أنك صغير جداً ذكرت الكنيسة وضعفات الخدمة وضعفات أولادك والإرشاد الإلهي و أين أنت الآن ؟ صغير جداً هذا يجعلك تقف أمام الله بأمانة وفي حالة تذلل وانسحاق وتقدم ضعفك وضعف الخدمة أمام الله هذا ملخص ما يريده الله منك أن تشعر بعجزك وأنَّ الخدمة أكبر منك فإن كنت غير قادر على خلاص نفسك وأن تعيش الفضيلة فكيف تخدم غيرك ؟ عندئذٍ تسقط على وجهك أمام الله هذا ليس إحساس محبط بل ستشعر أنَّ الله إستلم كل هذه الأمور منك واسترحت أنت وصرت مستمع لله ومتلذذ به بل وصرت أداة طيعة في يده .. هذا بعد أن تضع همك وضعفك وضعف خدمتك أمامه وسجدت أمامه واكتشفت أنك بالفعل ضعيف { لأننا قد تمسكنا جداً }عندئذٍ ستشعر أنك سلمت الرعية للراعي أخذ أمانته وكلمته والمشاكل ليحلها هو الله يقول أنا أرسلتك للخدمة لتصل إلى هذه المشاعر لتقدسك وتعرف أنَّ الخدمة ليست لك بل هي خدمة الله لن تكتشف ذلك خارج محضر الله قل له * المخدومين يحتاجونك أنت *{ إن كانت آثامنا تشهد علينا يارب فاعمل لأجل اسمك }( أر 14 : 7 ) ينصحنا الآباء أن نردد عبارة { أعمال يديك يارب لا تتركها }هؤلاء أولادك وأعضاء جسدك لا تتركهم لذلك مؤشر أمين جداً لخدمتك هو هل تصلي من أجل خدمتك ؟ هذا معناه أنه كم تحب خدمتك وتضع الخدمة في يد الراعي الحقيقي وتعرف الآن معنى الخدمة الحقيقية بدون كل هذا تكون خدمتك خدمة عقلية وأفعالك غير مرتبطة بكلامك لذلك قدم لله عن نفسك وحوِّل ضعفك إلى صلاة وكما قال الكتاب { وكان إذا رفع موسى يده أنَّ إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أنَّ عماليق يغلب }أنت أيضاً إرفع يدك لله دائماً لأجل خدمتك لابد أن يكون الخادم في صلاة دائمة صلي من أجل أي عمل في الخدمة سواء يوم روحي إفتقاد مؤتمر كل خطوة في خدمتك فليسبقها صلاة ويتخللها صلاة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
17 أكتوبر 2021
الخادم والإنجيل
مِنْ سِفْر أعْمَال الرُّسُل 20 : 32 { وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لله وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَة أَنْ تَبْنِيكُمْ وَتُعْطِيكُمْ مِيرَاثاً مَعْ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ }إِجْتَمَعَ بُولِس الرَّسُول مَعَ كَنِيسَة أفًسُس وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ ذَاهِب إِلَى أُورُشَلِيم وَسَيَسْتَشْهِدْ وَقَالَ أنَّهُ سَيَتْرُكَهُمْ لِلإِنْجِيل كَلِمَة الله القَادِرَة أنْ تَبْنِيهُمْ وَيَقُول أنَا وَاثِق فِي الإِنْجِيل أنَّهُ قَادِرْ أنْ يَبْنِيكُمْ وَيُعْطِيكُمْ مِيرَاث مَعَ القِدِّيسِين لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا عِشْرَة وَإِرْتِبَاط بِالإِنْجِيل لِذلِك سَنَتَكَلَّم عَنْ :-
1- ضَرُورِة عِشْرِة الخَادِم مَعَ الإِنْجِيل :-
يَقُول يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ { إِنَّ الجَهْل بِالكِتَاب المُقَدَّس هُوَ عِلَّة جَمِيع الشُّرُور }لأِنَّ الآيَة تُوقِظ لِذلِك الخَاطِي لَهُ عُذْر أنَّهُ لاَ يَعْرِف الإِنْجِيل أحَدٌ الأسَاقِفَة وَجَدْ أنَّ الكَهَنَة يَشْتَكُون مِنْ مَشَاكِل الشَّعْب وَقَدْ لاَحَظْ بَعْضُهُمْ أنَّ الشَّعْب لاَ يَقْرأ الإِنْجِيل فَعَمَل مَشْرُوع وَهُوَ أنْ يَذْهَب خُدَّام إِلَى البُيُوت لِقِرَاءِة الإِنْجِيل فَقَطْ وَقَامُوا بِتَوْزِيع الإِنْجِيل المَسْمُوع لِلشَّعْب وَبَعْد بِضْعَة أشْهُر لُوْحِظ تَغْيِير كَبِير لأِنَّ السُلُوك تَغَيَّر لاَبُدْ أنْ يَهْتَمْ الخَادِم بِالإِنْجِيل لاَبُدْ أنْ يَكُون لَدَى الخَادِم رَصِيدْ مِنْ الإِنْجِيل أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول { هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ } ( أش 21 : 14) لاَبُدْ أنْ تَفْلَح يَدْ الخَادِم فِي الكِتَاب المُقَدَّس كَي يُرْوِي العِطَاش إِلَى البِّر فَيَدْرِس وَيَتَأمَل وَيَعِيش وَيُخْرِج مِنْهُ جُدُد وَعُتَقَاء وَيَسْطُر الإِنْجِيل عَلَى قَلْبُه وَعَقْلُه وَيَكُون وَعْيُه بِالإِنْجِيل قَوِي وَعِنْدُه رَصِيدْ مِنْهُ القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول{ يَجِبْ أنْ يَكُون الفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيَتَهُ كَالفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَالخِرَاف }لأِنَّ الخِرَاف عِنْدَمَا تَأكُل يَكُون نَظَرْهَا لِلأرْض تَبْحَث عَنْ كُلَّ مَا هُوَ أخْضَر فَتَتُوه عَنْ رَاعِيهَا بَيْنَمَا هُنَاك حَيَوَانَات أُخْرَى كَالقِطْ عِنْدَمَا تَأكُل تَرْفَعْ نَظَرْهَا كُلَّ فِتْرَة لِتَرَى المَكَان حَوْلَهَا فَتَعْرِف طَرِيقْهَا إِنْ كَانَ الرَّاعِي لاَ يَعْرِف الإِنْجِيل فَلِمَاذَا نَلُوم الرَّعِيَّة ؟ لاَبُدْ أنْ يَكُون لِلرَّاعِي أوْ الخَادِم مَذَاقَة لِلإِنْجِيل كَمَا يَقُول مَارِإِسْحَق { الكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر } أي كَيْ أكْرِز بِالإِنْجِيل لاَبُدْ أنْ أكُون مُشَبَّع بِهِ وَأنْضَح بِالإِنْجِيل مُجَرَّدْ أنْ تُوضَعْ فِي مَكَان تَصْعَد الآيَات إِلَى عَقْلَك وَمِنْ قَلْبَك إِلَى شَفَتَيْكَ { إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ } ( 1بط 4 : 11) أجْمَل كَلاَم لأِوْلاَدْنَا هُوَ كَلاَم الإِنْجِيل لِذلِك رَكِّزْ عَلَى الآيَات فِي كَلاَمَك مَعَ أوْلاَدْك لأِنَّ لَهَا قُوَّة تَأثِيرإِنْ عَلَّمْت بِدُون آيَات تَكُون كَمُحَامٍ يُدَافِعْ عَنْ مُجْرِم بِكَلاَم خَارِج القَانُون لكِنْ يَلِيق الدِفَاع بِكَلِمَات تَكُون مِنْ خِلاَل القَوَانِين بِدُون قِصَص { إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ } لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون لَكَ عِشْرَة مَعَ الإِنْجِيل المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل مِنْ شِدِّة حُبُّه لِلإِنْجِيل مَلأ هَوَامِشُه بِتَأمُلاَت كَثِيرَة وَعِنْدَمَا لَمْ يَجِدْ مَكَان آخَر يَكْتُب فِيهِ تَأمُلاَتُه أرْسَل إِنْجِيلُه لِلمَطْبَعَة لِتَضَعْ لَهُ صَفَحَات فَارِغَة بَيْنَ كُلَّ صَفْحَة وَصَفْحَة فِي الكِتَاب وَكَانَ يَقُول رَغْم ضِيق وَقْتُه إِنْ لَمْ يَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل سَاعَة أوْ سَاعْتِين يَوْمِياً لاَ يَشْعُر بِاليُوْم مَحْسُوب مِنْ عُمْره لِذلِك تَعَلَّمْ مِنْ أبُونَا بِيشُوي وَتَشَبَّع بِالإِنْجِيل وَلِيَكُنْ لَكَ دِرَاسَة مُنْتَظِمَة فِيهِ .
2- بَعْض نَمَاذِج لِعِشْرِة الخَادِم مَعَ الإِنْجِيل :-
لِنَرَى البَشَائِر الأرْبَعَة نَجِدْ أنَّ لَهُمْ دِرَايَة بِالعَهْد القَدِيم وَيَعْرِفُون مَتَى يَأتُون بِالنَّبُوَة لَهُمْ وَعْي بِالكِتَاب لِذلِك لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَرْبُطْ العَهْدِين فِي قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ وَيَعْرِف مَتَى يُعَلِّمْ وَكَيْفَ يَعِظْ وَجَيِّدْ أنْ يَسْنِدْ كَلاَمُه بِالإِنْجِيل وَالَّذِي يُفَلِّح الإِنْجِيل يَأتِي بِشَخْصِيَات غِير وَاضِحَة وَمَوَاقِفْ عَجِيبَة فِي حَيَاتِهِمْ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح نَفْسَهُ كَانَ عَلَى وَعْي تَام بِأسْفَار العَهْد القَدِيم لَمْ يُعَلِّمْ شَرِيعِة العَهْد الجَدِيد وَهُوَ بِدُون فِكْرَة عَنْ العَهْد القَدِيم بَلْ كَانَ يَسْتَرْشِدْ بِآيَات وَأقْوَال وَمَوَاقِفْ مِثَال لِذلِك عِنْدَمَا قَالَ لَهُمْ هَلْ تَذْكُرُون أنَّ دَاوُد النَّبِي أكَل خُبْز التَّقْدِمَة وَهُوَ خَارِج مِنْ الحَرْب رَغْم أنَّ هذَا الخُبْز لاَ يَحِل أكْلُه إِلاَّ لِلكَهَنَة ؟ أي إِقْرأ العَهْد القَدِيم الَّذِي تَقُول أنَّهُ لَكْ فَأنْتَ لاَ تَعْرِفَهُ أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ حِكْمَة سُلَيَّمَان وَعَنْ إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء وَعَنْ إِسْحَق وَعِنْدَمَا جَاوَب عَدُو الخِير فِي التَّجْرُبَة عَلَى الجَبَل جَاوَبَهُ مِنْ الكِتَاب بِآيَات مِنْ سِفْر التَّثْنِيَة البَشَائِر الأرْبَعَة مُسْتَرْشِدَة بِالكِتَاب أيْضاً بُولِس الرَّسُول كَانَ عَلَى وَعْي كَامِل بِالعَهْد القَدِيم حَتَّى أنَّ الأبَاء يَقُولُون { إِنْ كُنْتَ تَجْهَل رُمُوز العَهْد القَدِيم إِقْرأ رَسَائِل بُولِس الرَّسُول } أي إِنْ كُنْت تُرِيدْ أنْ تَعْرِف رُمُوز العَهْد القَدِيم وَدَم تُيُوس وَعُجُول وَدَم يَسُوع يَتَكَلَّمْ أفْضَل مِنْ دَم هَابِيل لأِنَّ دَم هَابِيل صَرَخ بِدَيْنُونِة قَايِين لكِنْ دَم يَسُوع تَكَلَّمْ أفْضَل لأِنَّهُ صَرَخ بِخَلاَص البَشَرِيَّة وَلَيْسَ بِدَيْنُونَة مِنْ أيْنَ أتَى بُولِس الرَّسُول بِهذِهِ الأفْكَار ؟ مِنْ الكِتَاب أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ مَلْكِي صَادِق تَكَلَّمْ عَنْ بُرْقُعْ مُوسَى النَّبِي تَكَلَّمْ عَنْ الصَّخْرَة{ لأِنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتَهُمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ } ( 1كو 10 : 4 ) المَنَّ هُوَ الْمَسِيح وَالصَّخْرَة هُوَ الْمَسِيح وَمَلْكِي صَادِق هُوَ الْمَسِيح ولِذلِك عِنْدَمَا وَاجْه مُشْكِلَة مَعَ اليَهُود كَلَّمَهِمْ مِنْ الكِتَاب كَلَّمَهُمْ عَنْ التَّبْرِير بِالإِيمَان وَالأعْمَال قَالُوا لاَ بِالنَّامُوس وَلاَ تَهِمْ الأعْمَال فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيم بَارَكَهُ الله قَبْل الخِتَان أم بَعْدُه ؟ قَبْل الخِتَان إِذاً لَيْسَ الخِتَان مُهِمْ بَلْ الأعْمَال إِذاً إِبْرَاهِيم أب لِليَهُود وَالأُمَمْ قَالُوا لَهُ كَيْفَ هُوَ أبُونَا وَحْدِنَا ؟ قَالَ لَهُمْ بُولِس { فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالهِب فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً فَكَيْفَ حُسِبَ أَوَهُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ بَلْ فِي الْغُرْلَةِ . وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْماً لِبِرِّ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ لِيَكُونَ أَباً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضاً الْبِرُّ . وَأَباً لِلْخِتَانِ لِلَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْخِتَانِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَسْلُكُونَ فِي خُطُوَاتِ إِيمَانِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الْغُرْلَةِ } ( رو 4 : 3 & 10 – 12){ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ } ( رو 5 : 1 ) سَألوه الأُمَمْ الَّذِينَ دَخَلُوا الإِيمَان هَلْ يَتَهَوَدُوا أم لاَ ؟ فَقَالَ لَهُمْ بُولِس الرَّسُول المَرْأة المُتَزَوِجَة هِيَ تَحْت نَامُوس الرَّجُل لكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُل صَارَت حُرَّة { أَنَّ النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَادَامَ حَيّاً . فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ وَلكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ فَإِذاً مَادَامَ الرَّجُلُ حَيّاً تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ }( رو 7 : 1 – 3 ) أعْمَال النَّامُوس كَانَتْ قَبْل الْمَسِيح لكِنْ لَمَّا مَاتَ الْمَسِيح نُقِضَ العَهْد القَدِيم لأِنَّ نَامُوس الْمَسِيح أعْتَقَنِي مِنْ نَامُوس المُوْت فَيَقُولُونَ لَهُ لاَ تُسَاوِينَا بِالأُمَمْ فَنَحْنُ نَسْل مُقَدَّس أوْلاَدْ إِبْرَاهِيم فَقَالَ بُولِس الرَّسُول لَهُمْ { لأِنَّ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ . بَلْ بِإِسْحَقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ } ( رو 9 : 6 – 7 ) ألَيْسَ لأِبْرَاهِيم إِبْن يُدْعَى إِسْمَاعِيل ؟ لكِنْ لَيْسَ النَسْل كَانَ بِالجَسَد بَلْ كَانَ بِالوَعْد إِذاً نَسْل إِبْرَاهِيم كَانَ فِيهِ المَقْبُول وَغَيْر المَقْبُول إِذاً أوْلاَدْ المَوْعِدْ هُمْ النَسْل نَعَمْ نَحْنُ كَنِيسَة الأُمَمْ لكِنِّنَا أبْنَاء مَوْعِدْ لأِنَّنَا أبْنَاء رُوح أيْضاً إِسْحَق كَانَ لَهُ وَلَدَان فِي نَفْس البَطْن الوَاحِدَة وَكَانَ أحَدُهُمَا صَالِح وَالآخَرغِير صَالِح { أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ } ( رو 9 : 13) بُولِس يَقُول هَلْ تُرِيدْ أنْ تُثْبِت أنَّكَ مِنْ نَسْل إِبْرَاهِيم ؟ أطِعْ أعْمَال إِبْرَاهِيم لِذَلِك قَالَ أشْعِيَاء النَّبِي { وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي } ( أش 65 : 1){ أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً . بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ } ( رو 10 : 19) مِثْل أُم أحْضَرَت لأِبْنَهَا الطَّعَام وَالإِبْن يَرْفُضَهُ فَتُعْطِي الطَّعَام لِطِفْل آخَر كَيْ يَغَار إِبْنَهَا فَيَأتِي وَيَأكُل مِنْ يَدِهَا هكَذَا كَنِيسَة اليَهُود رَفَضَتْ الإِيمَان بَيْنَمَا قَبَلَتْهُ كَنِيسَة الأُمَمْ فَأعْطَاهُمْ الله مَوَاهِبْ فَغَارَتْ كَنِيسِة اليَهُود لِيَعُود الإِثْنَان لله أفْضَل أُسْلُوب تِحِلْ بِهِ المُشْكِلَة هُوَ الإِنْجِيل إِستِفَانُوس كَانَ وَاعِي بِالكِتَاب وَالأبَاء يَقُولُون { إِنْ كُنْتَ تَجْهَل العَهْد القَدِيم بِكَامِلِهِ فَسَتَعْلَمَهُ مِنْ عِظَة إِسْتِفَانُوس } إِسْتِفَانُوس قَصَّ لِليَهُود العَهْد القَدِيم مِنْ إِبْرَاهِيم حَتَّى الْمَسِيح كَانَ عِنْدُه وَعْي بِالإِنْجِيل بُطْرُس الرَّسُول خَادِم وَاعِي بِالإِنْجِيل قَالَ { إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ . الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ حَجَراً حَيّاً مَرْفُوضاً مِنَ النَّاسِ وَلكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتاً رُوحِيّاً كَهَنُوتاً مُقَدَّساً لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ }( 1بط 2 : 3 – 5 ) .
القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ كَانَ يَقْرأ رَسَائِل بُولِس الرَّسُول الأرْبَعَة عَشَرَ كُلَّهَا يَوْمِياً وَرِسَالِة رُومْيَة عِدِّة مَرَّات يَوْمِياً حَتَّى قِيلَ أنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ دَائِماً بِجِوَارِهِ تِلْمِيذُه لاَحَظْ أنَّ هُنَاكَ شَخْص كَانَ يَجْلِس مَعَهُ كَثِيراً وَلَمَّا دَخَلَ حُجْرَتَهُ وَجَدَ صُورَة لِبُولِس الرَّسُول فَعَرَفْ أنَّهُ هُوَ الشَّخْص الَّذِي يُجَالِس مُعَلِّمَهُ قِدِّيسِي الكَنِيسَة كَانَ لَهُمْ وَعْي بِالكِتَاب المُقَدَّس القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير وَاجْه مُشْكِلَة فِي خِدْمَتِهِ وَهيَ أنَّ البَعْض قَالَ أنَّ الخِدْمَة غِير مُهِمَة الرَهْبَنَة أفْضَل فَأتَى لَهُمْ القِدِيس بِتَشْبِيه بَلِيغ قَالَ عِنْدَمَا كَانَ الزُوج فِي العَهْد القَدِيم يَمُوت كَانَتْ الزُوجَة تَتَزَوَج بِأقْرَب شَخْص لَهُ وَلِنَفْرِض أنَّهُ أخُو المَيِّتْ وَإِنْ رَفَضَ الشَّخْص الأقْرَب تَتَزَوَج الشَّخْص الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة لِنَفْرِض أنَّ الأخ رَفَضْ الزَوَاج مِنْ أرْمَلِة المُتَوَفِي يَكُون كَمَنْ تَخَلَّى عَنْهَا فَكَانَتْ المَرْأة تَأخُذْ نَعْلُه أمَام شُهُود حَتَّى لاَ يَعُود وَيَقُول لَمْ أكُنْ أعْرِف وَأنَا أحَقٌ بِهَا مِنْ الوَلِي الثَّانِي وَكَانَتْ أيْضاً تَبْصِق فِي وَجْهَهُ هذَا المَوْقِفْ فَسَّرَهُ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير كَالأتِي يَسُوع هُوَ أخُونَا الَّذِي مَاتَ وَقَالَ بَعْد مَا ظَهَرْ فِي مَجْد القِيَامَة إِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي ( مت 28 : 10) الْمَسِيح مَاتَ وَلَمْ يُكْتَمَل بَعْد عَدَدْ البَنِين المُخْتَارِين هكَذَا الخُدَّام فَإِذَا لَمْ يَقْبَل فَإِنَّ العَرُوس زَوْجَة الأخ تُبْصِق فِي وَجْهِهِ لأِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَعْنِي بِأمر الكِنِيسَة تَرْفُضَهُ أيْضاً فَيُدْعَى بَيْتَهُ بَيْت مَخْلُوع النَعْل كَيْفَ كَانَ فِهْمُه لِلكِتَاب ؟ كَيْفَ جَعَلَهُ يُوَظِف المَوْقِفْ بِالآيَة ؟ لَمَّا تِفْهَمْ الإِنْجِيل وَظَّفْ المَوَاقِفْ بِالآيَات حِينَمَا تَعْرِف أسْرَار الإِنْجِيل تَدْخُلَك فَرْحَة أكْثَر مِنْ فَرْحِة الفِرْدُوس هكَذَا قَالَ الأبَاء قِيلَ عَنْ مُوسَى النَّبِي أنَّهُ كَانَ يَدْخُل وَيَخْرُج فِي الخَيْمَة كَثِيراًهكَذَا الخَادِم يَدْخُل وَيَخرُج فِي الإِنْجِيل كَثِيراً يَدْخُل لِيَأخُذْ وَيَخْرُج لِيُعَلِّمْ .
3- طُرُق مُقْتَرِحَة لِمُعَايَشِة الإِنْجِيل :-
مَهْمَا كَانَتْ لَدَيْكَ مَشَاغِل لاَبُدْ أنْ تَجْلِس كَثِيراً مَعَ الإِنْجِيل شَبَّة الأبَاء الخُدَّام بِالعُصِي الَّتِي تَحْمِل تَابُوت العَهْد الَّتِي لاَ تُزَال مِنْهُ أبَداً كُنْ أنْتَ مَعَ الإِنْجِيل هكَذَا عَصَا تَحْمِل التَّابُوت كُنْ دَائِماً مُلاَصِق لَهُ الخَادِم السَّاهِر عَلَى الكِتَاب يَلْتَحِمْ بِهِ هُنَاك طُرُق كَثِيرَة لِقِرَاءِة الكِتَاب المُقَدَّس :-
أ- طَرِيقِة قِرَاءِة الأسْفَار :-
مَتَى كُتِبَ السِفْر وَلِمَاذَا وَمَنْ كَتَبَهُ وَمَوْضُوعُه وَهَدَفُه هذَا مَدْخَلْ لِلإِنْجِيل إِعْرَف فِكْرَة عَنْ السِفْر وَمَا أجْمَل أنْ تَكْتَشِفْ الْمَسِيح فِي السِفْر هُنَاك كُتُب مُعَيَّنَة لِقِرَاءِة الكِتَاب مُهَمَة مِثْل إِنْجِيل بِشَوَاهِدْ مُوَافِقَة لَهُ مِنْ أسْفَار أُخْرَى قَامُوس الكِتَاب المُقَدَّس فِهْرِس الكِتَاب المُقَدَّس مُعْجَمْ الألْفَاظ العَثِرَة مِنْ المُؤسِفْ أنَّنَا عِنْدَ إِقْتِنَاء الكُتُبْ الرُّوحِيَّة نِشْتِكِي مِنْ الفَقْر .
ب- طَرِيقِة قِرَاءِة الشَّخْصِيَات :-
لِيَكُنْ لَكَ خَطْ مَعَ الشَّخْصِيَات مَعَ إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء مِنْ أوِّل قِصِّتُه فِي سِفْر التَّكْوِين وَحَتَّى كَلاَم رَبَّ المَجْد يَسُوع عَنْهُ وَكَلاَم بُولِس الرَّسُول عَنْهُ وَلنَرَى الشَّخْصِيَّة فِي العَهْدِين وَنَرَى الْمَسِيح فِي الشَّخْصِيَّة لِنَرَى الْمَسِيح فِي يُوسِف العَفِيف وَفِي إِبْرَاهِيم وَفِي إِسْحَق وَمَا أجْمَل أنْ تُطَابِق كُلَّ شِئ فِي الشَّخْصِيَّة بِالْمَسِيح وَلِنَرَى مِثَال يُوسِف العَفِيف :-
1- يُوسِف العَفِيف الإِبْن المَحْبُوب لأِبِيهِ و الْمَسِيح لَهُ المَجْد الإِبْن المَحْبُوب لأِبِيهِ.
2- يُوسِف العَفِيف أُرْسِلَ مِنْ أجْل أنْ يَنْظُر سَلاَمِة إِخْوَتِهِ و الْمَسِيح لَهُ المَجْد أُرْسِلَ مِنْ أجْل أنْ يَنْظُر خَلاَص البَشَرِيَّة.
3- يُوسِف العَفِيف رُفِض وَبِيعَ مِنْ إِخْوَتِهِ و الْمَسِيح لَهُ المَجْد رُفِض مِنْ خَاصَّتِهِ وَبِيعَ مِنْهُمْ.
4- يُوسِف العَفِيف أُلْقِيَ فِي الجُب و الْمَسِيح لَهُ المَجْد ذَاقَ المَوْت.
5- يُوسِف العَفِيف فِي السِّجْن بَشَّرَ رَئِيس السُّقَاة بِالحَيَاة وَرَئِيس الخَبَّازِين بِالمَوْت و الْمَسِيح لَهُ المَجْد نَزَل لِلجَحِيمْ وَبَشَّرَ الَّذِينَ عَلَى رَجَاء القِيَامَة بِالحَيَاة وَالَّذِينَ لَيْسُوا عَلَى رَجَاء بِالمَوْت .مِنْ خِلاَل الشَّخْصِيَّة تَرَى الْمَسِيح
ج- طَرِيقِة قِرَاءِة المَوْضُوعَات :-
لِنَدْرِس مَحَبِّة الله فِي العَهْدَين مِنْ بِدَايِة الخَلِيقَة وَإِلَى الصَّلِيب وَحَتَّى المَجِئ الثَّانِي لِنَدْرِس الفِدَاء فِي الكِتَاب الدَّم فِي الكِتَاب الكَهَنُوت فِي الكِتَاب الكِنِيسَة فِي الكِتَاب لِنَرَى تَطَوُر المَذْبَح وَالخِيمَة وَالهِيكَل وَالْمَسِيح ثُمَّ الكِنِيسَة هذَا تَطَوُر الكِنِيسَة قُمْ بِسِيَاحَة فِي الكِتَاب إِنْجِيلْنَا غَالِي بِهِ شَبَعْ وَسُرُور فَلِمَاذَا يَضِيعْ مِنْكَ ؟
4- كَيْفَ نَعِيش الكِتَاب المُقَدَّس ؟
الأنْ نَحْنُ كَثِيرِي المَعْرِفَة قَلِيلِي الفَهْم نُكَرِّر آيَات عَنْ الغُفْرَان وَلاَ نَعْرِف كَيْفَ نَغْفِر نِفْصِل الحَيَاة العَمَلِيَّة عَنْ المَعْرِفَة النَّظَرِيَّة هُنَاك مَوْقِفْ جَمِيل لإِسْحَق عِنْدَمَا كَبَر فِي العُمْر وَأرَادَ أنَّ البَرَكَة لِعِيسُو وَلكِنْ تَحَايَلْ يَعْقُوب وَلَبَسْ مَلاَبِس عِيسُو وَكَانَ إِسْحَق ضَعِيف البَصَر وَشَكَّ فِي يَعْقُوب فَلَمَسَ يَدَيْهِ وَتَنَسَّمْ رَائِحَتُه وَعَرَفْ أنَّهُ عِيسُو فَقَالَ { الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو }( تك 27 : 22 ) هذَا مَا يُقَال لَنَا أنَا صُوْتِي صُوْت يَعْقُوب لكِنْ أعْمَالِي أعْمَال عِيسُو فَمَنْ أنَا ؟ أنَا الإِثْنَان مَعاً كَيْفَ تَكُون مُسَبِّح وَتَعْرِف أغَانِي عَالَمِيَّة ؟ كَيْفَ تَعْرِف قِدِيسِين وَفَنَّانِين وَمُغَنِيِّين ؟ تَعْلَمْ لكِنْ سُلُوكَك لاَ يَلِيق بِالتَّعْلِيمْ .. نِسْأل مَنْ أنْتَ ؟ عِيسُو أم يَعْقُوب ؟ إِنْتَبِه أنْتَ كَخَادِم تَأثِيرَك قَوِي فَإِنْ كَانَ سُلُوكَك غِير لاَئِق سَيَحْفُر فِي قَلْب المَخْدُوم لاَ { اللهُ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ شَاهِدٌ لِي } ( رو 1 : 9 ) { الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ } ( يو 6 : 63 ) وَكَمَا قَالَ بَلْعَام { لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلِتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ } ( عد 23 : 10 ) رَغْم أنَّ بَلْعَام كَانَ مُعَانِدْ لله .
قَدِيماً كَانَتْ قُوَّة الشُّعُوب مَنْسُوبَة لِلآلِهَة لِذلِك العَشَر ضَرَبَات كَانَتْ مُوَجَهَة لِعَشَر آلِهَة كَانَتْ تُعْبَد فِي مِصْر لِيُعْلِنْ الله قُوَّتَهُ لأِنَّ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ كَانَ لَهُ فِكْر فِي إِلَهِهِ أرَادَ بَالاَق المَلِك أنْ يَغْلِب إِسْرَائِيل فَأعْطَى بَلْعَام مَال كَثِير كَيْ يَلْعَنْ الشَّعْب لكِنْ الله تَكَلَّمْ عَلَى لِسَان بَلْعَام بِالبَرَكَة فَكَانَ يَتَكَلَّمْ كَلاَم لاَ يَفْعَلَهُ هكَذَا نَحْنُ نَتَكَلَّمْ وَلاَ نَفْعَل .
مَوْقِفْ آخَر فِي الكِتَاب وَهُوَ أنَّ شَاوُل المَلِك دَخَلْ حَرْب مَعَ عَمَالِيق فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيل النَّبِي لاَ تَأخُذْ غَنَائِمْ لكِنَّهُ إِسْتَحْسِنْ بَعْض الغَنَائِمْ وَأخَذَهَا وَسَألَهُ صَمُوئِيل بَعْد الحَرْب هَلْ أقَمْت كَلاَم الرَّبَّ ؟ فَقَالَ شَاوُل نَعَمْ فَقَالَ صَمُوئِيل مَا هُوَ إِذاً هذَا الصُوْت فِي أُذُنَيَّ ؟ أي قَدْ تُخْدَع بِمَظْهَر مُعَيَّنْ لكِنْ فِي مَوْقِفْ مُعَيَّنْ يَظْهَر مَا فِي القَلْب فَكَيْفَ نَتَكَلَّمْ وَلاَ نَفْعَل بُولِس الرَّسُول قَالَ لِتِيمُوثَاوُس تِلْمِيذُه { وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي } ( 2تي 3 : 10 ) شَكِّل رُوحَك بِكَلاَم الإِنْجِيل إِلَى أنْ تَصِير أنْتَ نَفْسَك إِنْجِيل تَشَبَّعْ بِهِ وَافْرَح رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
16 أكتوبر 2021
الصلاة فى الخدمة
كثيراً ما تقابلنا مشاكل في الخدمة ونحاول أن نحلها لكننا لا نستطيع وكثيراً ما يريد الله أن يعلمنا في الخدمة العجز لكي نعلم أن المعونة هي من عنده معلمنا بولس الرسول يقول في رسالته لأهل أفسس﴿ مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقتٍ في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلي لكي يُعطى لي كلام عند افتتاح فمي لأعلم جهاراً بسر الإنجيل ﴾( أف 6 : 18 – 19) ويقول أيضاً في رسالته لأهل تسالونيكي ﴿ صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب وتتمجد كما عندكم أيضاً ﴾ ( 2تس 3 : 1 ) الصلاة في الخدمة مهمة جداً فهي :-
ضرورة للخدمة .
لابد أن نتعلم كيفية الصلاة للخدمة .
1- ضرورة الصلاة في الخدمة :-
أ- الصلاة هي القوة المحركة للخدمة :-
السيارة تحتاج موتور موتور الخدمة هو الصلاة قد يكون للخدمة شكل جميل لكن لكي تعرف أنها عمل الرب وليس فِعل بشر لابد أن تكون مسنودة بصلاة كنيسة الرسل كان يقال عنها﴿ كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصلاة ﴾ ( أع 1 : 14) ﴿ ولما صلوا تزعزع المكان ﴾( أع 4 : 31 ) الصلاة قوة خفية قيم صلاتك من أجل الخدمة هل تريد أن تعرف خدمتك قس صلاتك على خدمتك عندما تخدم كثيراً وتصلي قليلاً تعرف أنك تخدم بذاتك وليس بالله وبالتالي ستظهر عيوبك كبشر لأنك تخدم بذاتك لكن عندما تصلي بقدر خدمتك ستنضح الصلاة على الخدمة وتصير الخدمة خدمة المسيح بولس الرسول يقول صلوا لأجلي لكي يعطيني الله كلمة عند إفتتاح فمي يُحكى عن خادم قرية أنه كان يذهب إلى القرية ويجمع أهلها في بيت أحدهم ليعظهم وكان يدخل حجرة قبل أن يعظهم ليصلي وفي أحد الأيام تجمع أهل القرية وبدأوا الصلاة والخادم في الحجرة يصلي ثم رنموا ترنيمة وأخرى وأخرى والخادم في حجرته تأخر فدخل أحدهم ليناديه ليعظهم إذ به يجده يصارع الله ويقول له * أنا لست مستعد للكلام إن لم تتكلم أنت يا الله لن أتكلم أنا * هكذا أنت أيضاً قل لله إن لم تخدم أنت لن أخدم الصلاة تحرك الخدمة يحكي الأنبا موسى أنه أثناء خدمته وهو علماني دعا المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف وكان عدد المخدومين بسيط وصلوا ورنموا ودخل الأنبا أثناسيوس ووجد أن العدد بسيط فقال لهم لنقف ونصلي وبينما هو يصلي قال * إفتقد يا الله كل شخص الآن واحضر كل شخص الآن *وبعد الصلاة إذ بأفواج تدخل الكنيسة هل هذا البعد الخفي موجود عندي إذ أصلي وأقول له أنت تحرك وتغير أيضاً يحكي الأنبا موسى وقال أنه أثناء أحد العشيات والتسبحة التي تقام بعدها دخل أحد أولاده وجلس بجانبه وكان هذا المخدوم قد كلمه الأنبا موسى كثيراً من قبل ولم يستجيب له فقرر الأنبا موسى أن يرحب به ولن يكلمه وأثناء ترحيبه به رفع قلبه وصلى من أجله كي يعترف وإذ بالمخدوم يقول له أنه يشتاق أن يعترف الآن وأن شئ داخله يلح عليه بالإعتراف الآن دورنا في الخدمة أن نصلي وهذا مهم جداً الصلاة هي إعلان شخصي مني أن الخدمة ليست حركة بشر بل حركة سماء وأنها عمل إلهي أنا أتكلم والله يستخدم كلامي ليغير ويؤثر لذلك مقدار صلاتي هو ميزان حقيقي لخدمتي إهتم بإجتماع صلاة الخدمة وأن تكون لك فترات لصلاتك الخاصة من أجل الخدمة .
ب- الصلاة هي وسيلة تنقية الخادم :-
عندما أخدم مطلوب مني أن أكون إنسان مصلي من أجل نفسي لاستقبال نعمة الله وأكون وعاء للروح القدس لكي يستخدمني الله الصلاة تجعلني وعاء جيد لنقل البركات وعطايا الروح لن أستطيع أن أعطي عطايا الروح دون أن أتذوقها أولاً عندما أصلي تنقيني النعمة فتنضح على خدمتي وقناعة المخدوم بشخصي .جيد داود النبي عندما قال ﴿ إفتح شفتيَّ فيخبر فمي بتسبيحك ﴾ كان التسبيح بالنسبة له خدمة يطلب عنها هكذا أنت أيضاً قل له إفتح فمي ونقيني لا يمكن أن يُعلم إنسان عن طريق دون أن يسلكه ولن يستطيع أن يشرح ما هي الصلاة دون أن يمارسها لأن الصلاة ممارسة وليست معلومة الآباء يقولون ﴿ صلي لكي تعرف كيف تتعلم الصلاة صلي لكي تعرف كيف تُعلم الصلاة صلي كي تعرف كيف تصلي ﴾بالصلاة تستنير روح الخادم وترتفع نفسه وتتقوى بالصلاة تعرف مفتاح سرائر الله سواء كان مهموم أو حزين أو في فرح يصلي لذلك الصلاة هي وسيلة تنقية للخادم والمخدوم معاً لذلك بصلاتك يتقدس عقلك ولسانك وقلبك ومشاعرك فتصير في حالة صلاة تسمع كثيرون يقولون أننا نحب سماع صوت المتنيح أبونا بيشوي كامل حتى وإن كنا غير مركزين لما يقول لو بحثنا عن أبونا بيشوي نجده مُصلي في مخدعه وضع صورة لربنا يسوع على الصليب وتحت قدميه تركع مريم المجدلية والعالم كله أُخليَ من حولهما هكذا تخيل أنت نفسك أنك في نفس الموقف إن كنت متكبر إركع تحت أقدام يسوع وإن كنت خاطئ إركع تحت أقدام يسوع وإن كنت متعزي إركع تحت أقدام يسوع كل ذلك ماذا يفعل في خدمتك ؟!!
ج- الصلاة هي وسيلة معرفة وحكمة :-
أنت في الخدمة تُعلم ماذا تُعلم ؟ الخدمة ليست معلومة ولا تُخرج فلاسفة بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس الذين كانوا ذوي حكمة ومعرفة وقال لهم أنا لست أكلمكم بكلام حكمة بل بنبوة الروح ( 1كو 2 : 4 ) يقول أيضاً صلوا لكي يعطي الله كلمة عند افتتاح فمي ( أف 6 : 19) ﴿ واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود ﴾ ( 1كو 1 : 28 ) الأمر ليس فصاحة ولغة لكن عندما تصلي تجد أن الكلمات مهما كانت بسيطة إلا أنها مؤثرة ومُفرحة ومؤنبة ومشجعة إجعل كلامك مسنود بالصلاة صلي بقدر وقت الكلمة إن كانت الكلمة نصف ساعة صلي نصف ساعة إختبر أن تِحضَّر درس جيد واختبر أن تصلي من أجله ستجد أن إحساسك وتفاعلك مع الكلمات إختلف عن درس بدون الصلاة مهما كان تحضيره جيد هذا بسبب الصلاة لذلك مصدر التعليم في الكنيسة هو الصلاة ولذلك أيضاً قال الآباء ﴿ أن اللاهوتي الحقيقي هو المُصلي ﴾ما سر نقاوة إيمان أثناسيوس ؟ لأن اللاهوت بالنسبة له ليس حقائق فلسفية بل حياة كان آريوس فيلسوف وشاعر وفصيح جداً حتى أن كل من جلس معه كان لا يستطيع أن يقاوم فكره فجعل العالم كله يسير خلفه آريوس كان أفصح من أثناسيوس لأنه كان يقنع كل من يتكلم معه سواء مثقف حكيم أو بسيط لكن ما الذي جعل أثناسيوس يتحداه ويقف أمامه ؟ تقواه أنه كان إنسان مُصلي هل تريد أن تُعلم أولادك طقس عقيدة لاهوت ؟ صلي إن الصلاة في الكنيسة هي مصدر الفهم والمعرفة وتحكمك للخلاص لذلك يقول الكتاب أن الكنيسة عندما إختارت سبع شمامسة قال الرسل لكي نواظب نحن على الصلاة وخدمة الكلمة( أع 6 : 4 ) بدون الصلاة يكون مصدر الكلام العقل والذي يخرج من العقل يخاطب العقل ونحن لسنا أُناس أفكار بل أصحاب روحيات والروحيات لابد أن تُسند بصلاة .
د- الصلاة هي وسيلة تعبير عن حب المخدوم :-
أصدق وسيلة تعبير عن حبك للمخدوم هي الصلاة نعم نشاطات الخدمة من رحلات ومسابقات و تعبر عن حبك واهتمامك بالمخدوم لكن أهم وسيلة تعبر عن حبك لهم هي الصلاة لأن عدم صلاتك للمخدومين يحول الخدمة إلى خدمة ذاتية فتجدهم يحبوك لذاتك وتصير أنت المستفيد لحساب رصيد ذاتك لكن عندما تحبهم حب صادق تصلي لأجلهم وما أروع ما قاله صموئيل النبي عندما رفضوه وطلبوا ملك مثل سائر الأمم قال مهما رفضوني لن أكرههم بل ﴿ وأما أنا فحاشا لي أن أُخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم ﴾ ( 1صم 12 : 23 ) المتنيح أبونا بيشوي كان يعشق هذه الآية وكل كاهن كان يأتيه ليأخذ نُصحه كان يقولها له كان يجعلها شعار لخدمته إجعل الأمر ينتسب لله وليس لك إن لم يصلي يصير مخطئ إلى الله * بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم * تعبير عملي عن محبتك للمخدوم وما أجمل ربنا يسوع عندما قال لبطرس الرسول ﴿ طلبت من أجلك ﴾ ( لو 22 : 32 ) أي أنا أحبك وأصلي من أجلك لن أتركك مهما تركتني سأصلي دائماً من أجلك عندما تقرأ صلاة ربنا يسوع الوداعية نجده يقول فيها ﴿ أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير ﴾ ( يو 17 : 11 – 15) كيف تقول ذلك يارب وأنت تعلم أن هناك مكيدة مدبرة من أجلك وستُسلم وتُصلب و ؟ يقول لأني أحبهم أجمل وسيلة للتعبير عن حبك للمخدومين أن تصلي لأجلهم وبذلك تعلن عن أنهم للمسيح فتتحرر من ذاتك وتصير خادم للمسيح وليس لذاتك هل تريد أن تأخذ مؤشر صادق لخدمتك ولمحبتك للمخدومين ؟ صلي من أجل ضعفات الخدمة والمخدومين وأين أنت ؟ أنت تحت الكل ما عليك إلا أن تسلم الوكالة لصاحبهاإن لم تصلي ستعالج ضعفات المخدومين بقدراتك ولن تستطيع لأن الله يعلن لك عجزك عن ذلك فصلي وانحني كثيراً ما قال بولس الرسول ﴿ أحني ركبتيَّ ﴾ ( أف 3 : 14) وكثيراً ما قال موسى النبي سقطت على وجهي ( عد 14 : 5 ) موسى النبي من حبه للمخدومين قال للرب إن لم تغفر لهم إمحوا إسمي من سفر الحياة ( خر 32 : 32 ) نعم هم أخطأوا لكن إغفر لهم وإن لم تغفر لهم فإهلكني معهم بولس الرسول قال أنا كنت أود أن أكون أنا نفسي محروم من المسيح المهم أن يعرفوه هم ( رو 9 : 3 ) كيف يا بولس وأنت قد تركت كل شئ من أجل ربنا يسوع ؟ يجيب ما قيمة أن أعرفه وحدي دون سائر أحبائي مادمت قد عرفته لابد أن يعرفوه هم أيضاً .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
10 أكتوبر 2021
الخادم إنجيل معاش
نَقْرأ مَعاً آيَتَيْن لِبُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا أمِين ﴿ لاَ يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلمُؤْمِنِينَ فِي الكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ فِي المَحَبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمَانِ فِي الطَّهَارَةِ ﴾( 1تي 4 : 12 ) & ﴿ وَأمَّا أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي وَأنَاتِي وَمَحَبَّتِي وَصَبْرِي وَاضْطِهَادَاتِي وَآلاَمِي ﴾ ( 2تي 3 : 10 – 11 ) نِعْمَة الله الآب تَحِل عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً أمِين .
الخَادِم إِنْجِيل مُعَاش الخَادِم إِنْجِيل مَفْتُوح الخَادِم وَصِيَّة مُتَحَرِّكَة الخَادِم قُوِّة حَيَاة أكْثَر مِنْهُ قُوِّة مَعْرِفَة أوْ مَعْلُومَات لِذلِك سَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ ثَلاَث نِقَاط :-
1- التَّعْلِيم بِالحَيَاة :-
يَعْنِي لاَ فَائِدَة مِنْ كَلاَم دُونَ حَيَاة لاَ فَائِدَة مِنْ مَعْلُومَات دُونَ تَطْبِيق لاَ فَائِدَة مِنْ إِنِّي أكُون كَثِير المَعْرِفَة وَقَلِيل الفِعْل لِذلِك يَقُول ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾( مت 5 : 19) فَأنَّهُ ذَكَرَ هُنَا * عَمَلَ * الأوِّل فَالأهَمْ هُنَا هُوَ العَمَل أهَمْ مِنْ التَّعْلِيم لأِنَّ التَّعْلِيم سَهْل هُوَ تَلْقِين مِنْ المُمْكِنْ أنَّ أي شَخْص يَقْرأ مَوْضُوع وَيِسَمَّعُه فَمَثَلاً مُمْكِنْ أطْلُب مِنْ أي شَخْص أنْ يِحَضَّر مَوْضُوع عَنْ الصَّلاَة فَيَقُول مَا هِيَ الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ * الصَّلاَة * هِيَ إِتِصَال بِالله وَهيَ حَدِيث خَفِي .. شُرُوط الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ 1/ ..... ، 2/ ..... ، 3/ .....فَمَا هِيَ المُشْكِلَة أنْ يَقُوم شَخْص بِقِرَاءِة مَوْضُوع مِنْ أي مَكَان وَيُلَقِّنُه لِلأوْلاَدٌ فَيَقُول ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ﴾ نُلاَحِظْ أنَّ الجُزْء الَّذِي قَرَأنَاه لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس يَقُول ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ * سِيرَتِي * أي * حَيَاتِي * يَقْصِدٌ أنْ يَقُول أنْتَ رَأيْت حَيَاتِي عَامْلَه إِيه وَعَاشِرْتِنِي فَمَا رَأيُكُمْ إِذَا كَانَ عَاشَ تِيمُوثَاوُس الرَّسُول وَرَأى بُولِس الرَّسُول يَكْرِز وَيُخْبِر بِرَبِّنَا يَسُوع وَلكِنْ لاَ يَرَى حَيَاتُه مُنْضَبِطَة وَلاَ يَعِيش حَيَاة الإِنْجِيل وَيَرَى أنَّهُ إِنْسَان شَهْوَانِي وَغَضُوب وَأنَّهُ إِنْسَان مُحِبْ لِلمَال وَلَيْسَ لَدَيْهِ مَحَبَّة وَيُحِبْ ذَاتُه ؟ لكِنْ بُولِس غَيْر هذَا فَقَالَ لِتِيمُوثَاوُس ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ أنْتَ رَأيْت كُل شِئ إِنِّي أُرِيدْ أنْ أقُول لَكُمْ شِئ مُهِمْ يَا أحِبَّائِي إِذَا سَألْتُكُمْ مَا قَصْد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِنْ تَجَسُّدِهِ ؟ فَيَكُون رَدُّكُمْ الخَلاَص وَالصَّلِيب وَالفِدَاء فَإِنِّي أقُول لَكُمْ أنَّ هذَا هَدَف لكِنْ هُنَاك شِئ مُهِمْ جِدّاً رَبِّنَا جَاءَ عَلَشَانُه فَهُوَ هَدَف مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ أنَّهُ يَكُون نَمُوذَج لِلإِنْسَان فَيَقُول مُعَلِّمْنَا بُطْرُس ﴿ تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ ﴾ ( 1بط 2 : 21 ) فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَاءَ فِعْلاً لِكَيْ يَصْنَع الفِدَاء فَكَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَنْزِل مِنْ سَمَاه فَيَأتِي بِطَريقَتُه لأِنَّهُ إِله مُمْكِنْ مَثَلاً يَأتِي اليُوْم صَبَاحاً وَيُصْلَب بَعْد الظُّهْر وَيُنْهِي عَمَلِيِة الفِدَاء فِي خِلاَل أُسْبُوع مَثَلاً وَبِهذَا يَكُون تَمَّ الفِدَاء لكِنْ لأ لكِنُّه ﴿ حَلَّ بَيْنَنَا وَرَأيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ ﴾ ( يو 1 : 14)﴿ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَة الحَيَاة ﴾ ( 1يو 1 : 1)رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِشَخْصُه المُبَارَك لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض جَاءَ لِكَيْ يُعَرِّفْنَا كَيْفَ نَسْلُك فِي العَالَمْ وَكَيْفَ نَسْلُك عَلَى الأرْض وَكَيْفَ نَسْلُك فِي المُجْتَمَع كَيْفَ نَتَعَلَّمْ المَحَبَّة وَكَيْفَ نَتَعَلَّمْ مَحَبِّة الأعْدَاء وَكَيْفَ نَعِيش فِي طَهَارَة وَقَدَاسَة وَكَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ الخَاطِئ وَالمُتَوَانِي وَكَيْفَ نُقَدِّس كُل أحَدٌ وَكَيْفَ تُقَدِّس المُجْتَمَع بِسِيرْتُه وَحَيَاتُه تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ نَتَّبِع خُطُوَاتِه جَاءَ لِكَيْ يُمَهِّد آذَانَنَا لِلحَيَاة الأبَدِيَّة جَاءَ عَلَشَان لَمَّا يِكَلِّمْنَا عَنْ وَصِيَّة نِكُون شُفْنَاه وَهُوَ يِعِيشْهَا قَبْل مَا يِكَلِّمْنَا بِهَا ﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُك ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) لِذلِك نَقُول ﴿ شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِب نُصْرَتِهِ ﴾ ( 2كو 2 : 14) فَهُوَ أمَامَنَا وَنَحْنُ نَسِير خَلْفُه وَأعْيُنَنَا عَلِيه فَالتَّعْلِيم بِالحَيَاة أجْمَل مِنْ التَّعْلِيم بِالكَلاَم فَيَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس ﴿ كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أنَا أيْضاً بِالْمَسِيح ﴾ ( 1كو 11 : 1) أنَا بَتْمَثِّل بِالْمَسِيح وَأنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِيَّ إِذاً أنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِالْمَسِيح إِذاً التَّعْلِيم بِالحَيَاة هُوَ جَوْهَر التَّعْلِيم هُوَ تَسْلِيم أكْثَر مَا مِنُّه مَعْلُومَات لِذلِك سَيِّدْنَا البَابَا لَهُ عِبَارَة جَمِيلَة يِقُول ﴿ الخَادِم هُوَ إِنْجِيل مَفْتُوح هُوَ إِنْجِيل مَشْرُوح ﴾ يِمْكِنْ الإِنْجِيل عِنْدَمَا نَقْراؤه تَكُون هُنَاك آيَات تَقِفْ مَعَنَا لكِنْ عِنْدَمَا نَرَى إِنْسَان يَعِيش الإِنْجِيل فَبِذلِك أكُون فِهِمْت الإِنْجِيل مِنْ ضِمْن الكَلِمَات الجَمِيلَة لِسَيِّدْنَا البَابَا ﴿ أنَّ الخَادِم هُوَ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل ﴾فَإِذَا حَبِّيت أنْ تِشْرَح الإِتِضَاع هَات بِخَادِم مُتَضِعْ فَإِذَا حَبِّيت أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ الصَّلاَة هَات بِخَادِم مُصَلِّي فَالخَادِم وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَتَكَلَّمْ مَعَ الأوْلاَدٌ عَنْ نُوح وَالفُلْك وَقُوس قَزَح وَالغُرَاب وَالحَمَامَة وَتَأتِي بِنَمَاذِج تُسَاعِد فِي الدَّرْس إِذاً الدَّرْس يَثْبُت بِالنِّسْبَة لِلأوْلاَدٌ كذَلِك أنْتَ تَكُون أجْمَل وَسِيلِة إِيضَاح التَّعْلِيم بِالحَيَاة كُنَا فِي مُؤتَمَر لإِعْدَاد الخُدَّام لِشَبَاب وَشَابَّات الأسْكَنْدَرِيَّة فَفِي سَنَة مِنْ السَنَوَات تَعَلَّمْنَا تَرْنِيمَة تَقُول :
عَلِّمْنِي بِحَيَاتَك قَبْل كَلاَمَك لِيَّا هذَا أفْضَل جِدّاً لِحَيَاتِي الأبَدِيَّة
وَكَأنَّهُمْ يَتَكَلَّمُوا بِلِسَان الأطْفَال كَأنَّ الطِّفْل يُخَاطِبْنِي أنَا كَخَادِم وَيَقُول لِي هذِهِ الكَلِمَات فَمِنْ المُمْكِنْ الخَادِم يَعِظْ الطِّفْل وَبَعْد وَقْت صَغِير جِدّاً يَرَى الطِّفْل هذَا الخَادِم غَضُوب Nerves وَمُمْكِنْ يِغْلَط فِي الكَلاَم وَخَارِج الخِدْمَة هذَا الخَادِم أمَام الطِّفْل يِهَذَّر بِطَرِيقَة غِير لاَئِقَة مِثْلَمَا كَانْ فِي وَقْت قَالُوا الخُدَّام أنَّهُمْ لاَ يُرِيدُوا أوْلاَدٌ إِبْتِدَائِي فِي النَّادِي الخَاص بِالكِبَار وَيَتَشَدَّدُوا فِي هذَا الأمر وَاتَضَح أخِيراً لأِنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَأخُذُوا رَاحِتْهُمْ وَلكِنْ فِيهَا إِيه عِنْدَمَا يَحْضَر الأوْلاَدٌ الصِّغَار فِي نَادِي الخُدَّام وَقْت لِعْبُهُمْ ؟!! وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرَى الأطْفَال خُدَّامْهُمْ وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا يِعْرَفُوا إِنُّهُمْ مُحِبِين وَمُتَعَاوِنِين وَرُوحْهُمْ جَمِيلَة وَطَيِّبَة – وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا – وَمَالُوا فَمِنْ المُمْكِنْ إِنِّي ألْعَب مَعَاكُمْ شِئ عَادِي لكِنْ الخُدَّام الَّذِينَ طَلَبُوا هذَا الطَلَبْ يَعْرِفُون أنَّ بِهُمْ ضَعَفَات وَسَيَغْضَبُوا وَمُمْكِنْ يِشْتِمُوا وَصُوتهُمْ يِكُون عَالِي فَهُمْ لاَ يُرِيدُوا الأوْلاَدٌ يَرُوهُمْ بِهذَا الوَضْع الحِكَايَة يَا أحِبَّائِي لاَ تَحْتَاج إِلَى مَعْلُومَات إِحْنَا الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لاَ تَحْتَاج مِنِّنَا إِلَى مَعْلُومَات بَلْ تَحْتَاج إِلَى أنْ تَرَى مَسِيح وَاضِح أمَامَهُمْ تَرَى إِنْجِيل مُعَاش بِحَيَاتْنَا وَسُلُوكْنَا وَتَصَرُّفَاتْنَا وَهُدُوئْنَا بِوَدَاعِتْنَا بِصُوتْنَا الهَادِئ صَدِّقُونِي كُل جُزْء فِينَا يَجِب أنْ يَشْهَد لِلْمَسِيح النِّعْمَة عِنْدَمَا تَدْخُل فِينَا تُقَدِّس كُل حَيَاتْنَا تُقَدِّس نَظَرَاتْنَا وَتُقَدِّس مَشْيُه وَخَطَوَاتُه وَتُقَدِّس إِنْفِعَالاَتُه وَتَصَوُرَاتُه وَتَجْعَلُه أكْثَر إِلْتِزَاماً وَأكْثَر أدَباً أكْثَر صَمْتاً وَأكْثَر رَزَانَة هذَا هُوَ عَمَل النِّعْمَة الإِنْجِيل عِنْدَمَا يَدْخُل جُوَّا الكَيَان يُقَدِّسُه وَيَجْعَل مَلاَمِحُه عَلِيهَا نِعْمَة فَنَقُول ﴿ قَدْ أضَاءَ عَلَيْنَا نُور وَجْهَك يَارَب ﴾ ( مز 4 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) لِذلِك قَالَ رَبِّنَا لَهُ المَجْد ﴿ الكَلاَم الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاة ﴾ ( يو 6 : 63 )فَلَيْسَ المَوْضُوع كَلاَم فَقَطْ بَلْ رُوح وَحَيَاة حَيَاة تُعَاش هُوَ رُوح تَتَحَوَّل إِلَى حَيَاة وَحَيَاة تَتَحَوَّل إِلَى رُوح إِنْجِيل مُعَاش لِدَرَجِة إِنُّه مُمْكِنْ أرَى فِيك كَأنَّكَ أنْتَ نَفْسَك مَزْمُور كَأنَّكَ إِيه ؟ أنْتَ نَفْسَك تَكُون آيَة جَمِيل جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى إِنْجِيل فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَالْ آيَة الوَاحِدٌ يِتْكِسِفْ مِنْهَا جِدّاً – أنَا نَفْسِي بَكُون مَكْسُوف جِدّاً مِنْهَا وَهيَ فِي يُوحَنَّا 17 – عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لأِجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الحَقِّ ﴾( يو 17 : 19) .. فَإِنَّ كَلِمَة * أُقَدِّس * تَعْنِي * تَخْصِيص وَتَكْرِيس *يَعْنِي إِنْتَ يَارَب تُقَدِّس ذَاتَك لأِجْلِنَا فَيَجِبْ عَلِينَا نَحْنُ أنْ نُقَدِّس ذَوَاتْنَا إِذَا كَانْ هُوَ القُدُّوس الَّذِي بِلاَ شَر الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة مِثْلَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي الرِّسَالَة إِلَى العِبْرَانِيِّين ( عب 7 : 26 ) فَإِذَا حَال القُدُّوس الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة إِنُّه يُقَدِّس ذَاتُه فَيَجِبْ عَلَيْنَا مِنْ أجْل خِدْمِتْنَا أنْ نُقَدِّس وَنُخَصِّص ذَوَاتْنَا الحِكَايَة لَيْسَتْ حِكَايِة شِوَيِة وَقْت وَنَتَقَمَص شَخْصِيَّة مُعَيَّنَة فِي الخِدْمَة وَخَلاَص لكِنْ هذَا سُلُوك بِاسْتِمْرَار وَحَيَاة بِاسْتِمْرَار أقْدَر أقُولَّك أنَّ الوَاحِدٌ يَجِبْ أنْ يَتَحَوَّل إِلَى حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة الله الدَّائِمَة بِاسْتِمْرَار بِاسْتِمْرَار يِكُون الوَاحِدٌ فِي قَلْبُه وَفِي ذِهْنُه فِكْر إِنْجِيلِي وَيَعِيش بِمُقْتَضَاه وَيَكُون قُدْوَة لِلمُؤمِنِينْ فِي التَّصَرُّف فِي الرُّوح فِي الكَلاَم فِي طُول الأنَاة فِي الطَّهَارَة فِي كُل عَمَلْ يَكُون قُدْوَة وَيَكُون نَمُوذَج جَيِّد نَمُوذَج يِفَرَّح إِيلِيَّا النَّبِي كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت سَيِّدَة صَرْفَة صَيْدَا يُوسِف البَّار كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت فُوطِيفَار وَصَارَ بَرَكَة لأِرْض مَصْر كُلَّهَا نُوح البَّار كَانَ بَرَكَة لِلعَالَمْ كُلُّه وَحَفَظْ العَالَمْ مِنْ الهَلاَك الله أبْقَى ثَمَانِيَة أنْفُس بِبَرَكِة نُوح البَّار هذَا الإِنْسَان البَرَكَة هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش وَيَكُون الإِنْجِيل فِي فِكْرُه وَفِي قَلْبُه لِدَرَجِة إِنُّه يِقُول أنَّ الله تَنَسَّم رَائِحَة سُرُور وَرَائِحَة رِضَى فَإِنْ رَبِّنَا فِرِح بِنُوح وَأوْلاَدُه التَّعْلِيم بِالحَيَاة كَثِيراً مَا نَسْمَع عَنْ قِدِّيسِينْ كَانُوا غِير مُؤمِنِينْ فَنِسْمَع عَنْ قِدِّيس إِسْمُه يَعْقُوب رَاجِل غَنِي وَأبُوه وَثَنِي وَكَانْ عَنْدُهُمْ قَطِيع غَنَمْ كِبِير وَكَانَ هُنَاك رَاعِي غَنَمْ مِسِيحِي فَالقِدِيس يَعْقُوب تَعَلَّمْ مِنْ رَاعِي الغَنَمْ أُصُول الْمَسِيحِيَّة بِدُون مَا الرَّاعِي يَقُول لَهُ عَنْ الْمَسِيح وَيِعَلِّمُه وَيِحَفَّظُه أي شِئ بَلْ عَلَّمُه بِالحَيَاة العَمَلِيَّة فَجَاءَ الرَّاعِي لأِبُو القِدِيس يَعْقُوب يَقُول لَهُ أسْتَأذِنَك فِي إِنِّي حَبَطَّل شُغْل فَسَألَهُ أبُو القِدِيس يَعْقُوب عَنْ السَبَبْ فَرَدٌ الرَّاعِي أنَا رَايِح لِلإِسْتِشْهَادٌ فَفِي البَلَد المُجَاوِرَة لَنَا هُنَاك جَمَاعَة تَجْعَل الْمَسِيحِيِّينْ يَسْتَشْهِدُوا فَالرَّاعِي يَسْتَأذِن لِكَيْ يَذْهَبْ لِلإِسْتِشْهَادٌ فَلَّمَا عَلِمَ القِدِّيس يَعْقُوب طَلَبْ مِنْ الرَّاعِي أنْ يَذْهَب مَعَهُ لِيَتَفَرَّج فَقَالَ الرَّاعِي لكِنْ مَتْخَفْش إِذَا شُوفْتِنِي وَأنَا بَدِبِح فَعِنْدَمَا وَصَلُوا لِلبَلَد كَانَ هُنَاك شَاب يُعَذَّب فَقَالَ الرَّاعِي * أتَعْلَم يَا يَعْقُوب مَنْ هذَا الشَّاب ؟ الشَّاب الَّذِي يُعَذَّب هُوَ إِبْن الوَالِي وَاسِيلِيدِس وَهذَا الشَّاب هُوَ القِدِّيس بُقْطُر * فَقَالَ يَعْقُوب وَهَلْ هذَا مَعْقُول ؟ فَقَالَ الرَّاعِي أصْل يَابْنِي هذَا العَالَمْ فَانِي وَفِي الحَال طَلَبْ يَعْقُوب مِنْ الرَّاعِي إِنُّه يَتَقَدَّم لِلإسْتِشْهَادٌ وَفِعْلاً تَقَدَّم لِلإِسْتِشْهَادٌ فَالْمَسِيحِيَّة هِيَ حَيَاة قُدْوَة فَهُنَاك قِصَّة مَعْرُوفَة ذَهَبَ مُدَرِّس إِلَى إِحْدَى الدُوَل العَرَبِيَّة وَلَمَّا ذَهَبْ كَانَتْ المُفَاجَأة أنَّ المُدَرِّس شَخْص مَسِيحِي فَقَالُوا لَهُ إِنَّنَا لاَ نُعَيِّنْ مَسِيحِيِّينْ إِنْتَ إِزَّاي جِيتْ ؟!! فَقَالَ لَهُمْ أنَا رَاسِلْتُكُمْ وَإِنْتُمْ بَعَتُوا لِي فَأنَا قُمْت بِإِخْلاَء طَرَفِي وَجِئْت فِعْلاً وَمَا يِنْفَعْش إِنِّي أرْجَع فَكَتَبُوا عَلِيه تَعَهُّدْ وَفَرَضُوا عَلِيه شَرْط وَهُوَ * أنَّكَ لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ الْمَسِيح وَلاَ تِجِيب سِيرْتُه أبَداً * وَهُوَ وَافِق وَبَعْد فِتْرَة لاَحْظُوا أنَّ الأوْلاَدٌ مُلْتَفِّين حَوْلَهُ وَيُحِبُّوه جِدّاً فَقَالُوا لَهُ فِي شِئ غَرِيب إِنْتَ شَكْلَك بِتِتْكَلِّمْ عَنْ الْمَسِيح وَإِحْنَا حَا نِسْأل الأوْلاَدٌ فَكَانْ رَدٌ المُدَرِّس أنَا لَمْ أفْتَح فَمِي وَلَمْ أتَكَلَّمْ بِشِئ أمَّا هُمْ فَرَاقَبُوه أثْنَاء تَأدِيَتُه لِحِصَصُه وَيُرَاقِبُوه أثْنَاء كَلاَمُه وَلاَحَظُوا إِنُّه لاَ يَتَكَلَّمْ عَنْ الدِّينْ وَبَدَأُوا يَتَعَجَّبُوا مَا هُوَ سِر إِنْجِذَاب الأوْلاَدٌ إِلِيه بِهذِهِ الدَّرَجَة ؟!! وَعِنْدَمَا سَألُوا الأوْلاَدٌ قَالُوا لَهُمْ أنَّ هذَا المُدَرِّس يَهْتَمْ بِنَا جِدّاً وَأخَذَ أرْقَام تِلِيفُونَاتْنَا وَعِنْدَمَا يَغِيب أي وَاحِدٌ مِنِّنَا يَتَصِل بِهِ وَيِسْأل عَلِيه وَيَطْمَئِنْ عَلِيه وَالوَلَدٌ اللِّي تِكُون دَرَجَاتُه ضَعِيفَة يِحَدِّد مِيعَاد مَعَاه دَاخِل المَدْرَسَة وَيِشْرَح لَهُ مَا يَصْعُب عَلِيه فَهْمُه وَالوَلَدٌ المُتَفَوِق يِجِيب لُه هِدِيَّة عَلَى حِسَابُه الخَاص وَبِهذِهِ الطَّرِيقَة الأوْلاَدٌ حَبُّوه وَحَبُّوا حَيَاتُه وَلَمَّا يِعْرَفُوا إِنْ السِّر فِي ذلِك إِلَهُه يَتْبَعُوا حَيَاتُه وَإِلَهُه فَهذَا هُوَ التَّعْلِيم بِالحَيَاة ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾ فَيَجِبْ كُل شَخْص يِسْأل نَفْسُه كَمْ شَخْص أحَبَّ الْمَسِيح بِسَبَبِي ؟ كَمْ شَخْص ؟!! فَإِنْتَ حَبِّبْت كَمْ شَخْص فِي الْمَسِيح بِسَبَبَك ؟ ﴿ يَرَوْا أعْمَالَكُم الحَسَنَة وَيُمَجِّدُوا أبَاكُم الَّذِي فِي السَّموَات ﴾ ( مت 5 : 16) .
2- خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة :-
عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. قُول .. قُول .. قُول .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. وَلاَ يَكُون هُنَاك فِعْل فَهذَا يُسَبِّبْ بَلاَدَة .. جُمُودٌ ..رِيَاء ..إِزْدِوَاج ..بَلْ عَلَى العَكْس فَهذَا يِعْمِل الإِنْسَان عِنْدُه رُوح غُرُور وَكِبْرِيَاء فَكُل مَا الشَخْص يُعَلِّمْ فَكُل مَا يِفْتِكِر نَفْسُه كذَلِك فَيَظُنْ أنَّ الّذِي يُعَلِّمُه هذَا إِنَّهُ عَايْشُه فَتِكْبَر الذَّات بِدُون فِعْل وَيَتَأخَّر التَّقَدُم الرُّوحِي جِدّاً وَبَدَل مَا الخِدْمَة تَكُون وَسِيلِة خَلاَص تِكُون وَسِيلِة جُمُودٌ وَبَدَل مَا الإِنْسَان يِكُون فِي طَرِيقُه لِلقُرْب مِنْ رَبِّنَا لكِنْ فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِالشَكْل يِكُون بِيقَرَّب لكِنُّه فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِيِبْعِد عَنْ رَبِّنَا مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل الخِدْمَة إِلَى مِهْنَة فَإِنَّ الخَادِم يَذْهَب لِيُلْقِي دَرْس وَيِحَكِّي شِوَيَة وَيِهَذَّر وَيِنَكِتْ شِوَيَة وَخَلاَص عَلَى كِدَه مَا أخْطَر أنْ يَتَحَوَّل الأمر إِلَى مُجَرَّد تَلْقِين أوْ مَعْلُومَات فَهذَا أخْطَر لِدَرَجِة أنْ تَكُون الخِدْمَة عِبَارَة عَنْ مُسَكِّنْ يِزِيدْ المَرَض وَلاَ يُزِيلُه لِدَرَجِة أنَّ هذَا التَّعْلِيم يُضَخِّمْ ذَات الإِنْسَان وَيَجْعَلُه يَشْعُر بِأنَّ النَّاس أقَلْ مِنْهُ لأِنَّهُ هُوَ مُعَلِّمْ لِذلِك رَبِّنَا يَقُول ﴿ لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِين كَثِيرِين ﴾ ( يع 3 : 1) لاَ تَكُون حَابِبْ أنْ تَكُون مُعَلِّمْ وَخَلاَص بَلْ عِيش فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ المَحَبَّة لكِنْ مَا أرْوَع المُحِبْ فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ الصَّلاَة لكِنْ مَا أجْمَل المُصَلِّي فَهذَا شِئ يِجْذِب قَلْب رَبِّنَا هذَا شِئ يَجْعَل الإِنْسَان المُحِبْ جَذَّاب مَا أخْطَر أنْ نَكُون كَالكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين الَّذِينَ يَعْرِفُوا النَّامُوس وَلاَ يَعِيشُوه مَا أخْطَر أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى صِرَاع فِي دَاخِلُه بَيْنَ المَعْرِفَة وَبَيْنَ التَّطْبِيق فَهذِهِ خُطُورَة تِعْمِل إِزْدِوَاج وَجُمُودٌ وَتَجْعَل الإِنْسَان لَهُ شَكْل التَّقْوَى وَيُنْكِر قُوِّتْهَا ( 2تي 3 : 5 ) فَيَقُول الشَخْص أنَا خَادِم أنَا خَادِمَة أنَا رُوحْت أنَا عَمَلْت أنَا إِتْكَلِّمْت أنَا أدِّيت المَوْضُوع دَه أنَا شَرَحْت أنَا حَفَّظْت أنَا عَمَلْت أنَا قَرَأت فَمَا أخْطَر شَخْصِيِّة الإِزْدِوَاجِيَّة مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى جُزْء فِي الخِدْمَة وَجُزْء لِلشَّخْصِيَّة الطَّبِيعِيَّة الخَاصَّة بِنَا فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول أنَّ الخَادِم يَلْتَزِم بِأشْيَاء مُعَيَّنَة لِلخِدْمَة فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول لِلخَادِمَات تَعَالِي الخِدْمَة بِدُون مِكْيَاچ وَبِدُون بَنْطَلُون تَعَالِي بِچِيبَة وَاسْعَة وَالْبِسِي حَاجَة حِشْمَة فَمُمْكِنْ أنْ تَأتِي الخَادِمَة وَقْت مَدَارِس الأحَدٌ مُنْضَبِطَة تَمَام وَفِي أي وَقْت غِير مَدَارِس الأحَدٌ بِشَكْل تَانِي خَالِص فَهذَا كَأنَّنَا بِنْمَثِّل سَاعْتِين وَلكِنَّنَا إِحْنَا فِي الخِدْمَة بِنْكُون أكْثَر إِلْتِزَاماً لكِنْ هذَا مَعْنَاه أنَّ هذِهِ الحَيَاة تَكُون غِير طَبِيعِيَّة بَلْ يَتِمْ التَّحْوِيل إِلَى أنْ تَكُون هذِهِ طَبِيعَتِي وَيَكُون هذَا سُلُوكِي وَشَخْصِيِتِي وَأنَا لاَ أقْبَل أنْ أكُون غِير ذلِك فَهذَا هُوَ الصَّح مَا أصْعَب الإِزْدِوَاج وَهذَا لِلأسَفْ السِمَة الَّتِي يَعِيشَهَا جِيلْنَا هذَا حِلْوِين جِدّاً جِدّاً جِدّاً دَاخِل الكِنِيسَة وَيَكُونُوا أيْضاً مَعَاك عَلَى الخَطْ خَارِج الكِنِيسَة ألْحَان وَتَسْبِحَة تَمَام وَغِير ذلِك أيْضاً تَمَام فَفِي قِصَّة كُنْت مَرَّة سِمِعْتَهَا إِنْ نَاس قَامُوا بِالإِتِفَاق مَعَ شَمَامِسَة عَلَى المُشَارْكَة فِي صَلاَة إِكْلِيل فَعَرَفُوا الشَّمَامِسَة مِيعَادٌ الإِكْلِيل وَفِي أي كِنِيسَة وَاتَفَقُوا فِعْلاً فَقَام شَمَاس يِسْأل النَّاس أصْحَاب الفَرَح * إِنْتُمْ بَعْد الكِنِيسَة رَايْحِينْ فِينْ ؟ * فَالنَّاس رَدُّوا إِنُّهُمْ رَايْحِينْ مَكَان لِلفَرْفَشَة بَعْد الإِكْلِيل .. فَالشَّمَامِسَة قَالُوا مُمْكِنْ إِحْنَا كَمَان نَقُوم بِالفَرْفَشَة فَهُمْ نَفْس الشَّمَامِسَة ( مِينَا وَمَايْكِل وَدِيڤيد وَجِرْجِس وَبِيشُوي وَ ) فَهُمْ أثْنَاء الإِكْلِيل لاَبْسِين التُونْيَة وَمَاسْكِين الدَّف وَبَعْد الإِكْلِيل يِقْلَعُوا التُونْيَة وَيِسِيبُوا الدَّف وَيِمْسِكُوا حَاجَة تَانِي فَهذَا إِزْدِوَاج فَأنْتَ إِيه بِالظَّبْط ؟ مَاذَا تُرِيدْ ؟ مَاذَا تُحِبْ ؟ مَا هِيَ مُيُولَك ؟ أرْجُوك إِسْأل نَفْسَك هذَا السُؤال إِلَى أي التَّيَارَات تَمِيل ؟ مَنْ أنْتَ ؟ سُؤال مُهِمْ جِدّاً مَا أخْطَر إِزْدِوَاجْنَا القَلْب المَقْسُوم هذَا صَعْب وَلاَ نَسْتَطِيع أبَداً أنْ نَعْرُج بَيْنَ الفِرْقَتَيْنِ ﴿ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ ﴾( 1مل 18 : 21 )مَا أصْعَب إِنْشِقَاق الإِنْسَان مِنْ دَاخِلُه فِي الجَامْعَة مَعَ أصْحَابُه يِجَارِي الجَو إِلَى أقْصَى دَرَجَة وَفِي الكِنِيسَة كَذلِك وَأيْضاً فِي الشُغْل كَذلِك لاَزِم نُمَجِّد رَبِّنَا وَلاَزِم يِكُون عِنْدَك الإِقْتِنَاع الكَافِي فِي شَخْصِيِتَك إِنَّك إِنْتَ كِدَه إِنْتَ مَسِيحِي وَيَجِبْ أنْ تَشْهَدٌ لِمَسِيحَك إِنْتَ فِيك شِئ مُخْتَلِف لاَزِم نِكُون عَايْشِينْ بِمُقْتَضَاه ﴿ مَجِّدُوا الله فِي أجْسَادِكُمْ وَفِي أرْوَاحِكُم الَّتِي هِيَ لله ﴾( 1كو 6 : 20 ) مَا هِيَ مَشِيئَة قَلْبَك وَمَاذَا تُحِبْ ؟
لِذلِك الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش مَعَ الله فِعْلاً وَالإِنْجِيل مَغْرُوس بِدَاخِلُه فَلاَ يَعْرِف أنْ يَعِيش كُل فِتْرَة بِشَخْصِيَّة فَلاَ يَكُون عَايِش مِثْل الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ الَّذِي لَهُمْ حَيَاة فِي الشَّكْل وَلَهُمْ حَيَاة أُخْرَى فِي الخَفَاء وَمُخْتَلِفَة فَلاَ تَكُونُوا كَالنَّاس الَّذِينَ يُحَمِّلُوا الآخَرِينْ أحْمَالاً عَثِرَة وَلاَ يُحَرِّكُونَهَا بِأصَابِعَهُمْ( مت 23 : 4 )فَهُمْ كَانُوا يُعَشِّرُون النِّعْنَاع وَالشِّبِثَّ وَالكَمُّون وَتَرَكُوا الحَقَّ وَالرَّحْمَة( مت 23 : 23 ) كَانُوا يَأكُلُوا مَال اليَتِيم وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ فِي الصَّلاَة ( مر 12 : 40 ) فَهذَا تَنَاقُض رَهِيب لِذلِك الخَادِم يَنْطَبِع عَلَى أوْلاَدُه فَالإِنْسَان الَّذِي فِي خِدْمِتُه عَايِش حَيَاة فِيهَا إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة فَيَكُون أوْلاَدُه لَهُمْ إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة وَالخَادِم الَّذِي يَهْتَمْ بِالمَظْهَر وَالشَّكْل وَالرِّيَاضَة وَالفُسْحَة وَالتَّرْفِيه يِكُونُوا أوْلاَدُه يِحِبُّوا الهِيصَة فَهَلْ أنَا بَحْرِص إِنِّي فِي يُوْم السَبْت أحْضَر عَشِيَّة وَأجْعَل أوْلاَدِي يِحْضَرُوا عَشِيَّة ؟ فَهَلْ أنَا بَحْرِص أنْ أحْضَر تَسْبِحَة فِي الكِنِيسَة ؟ فَهَلْ أنَا مُهْتَمْ بِحُضُور القُدَّاسَات ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِأعْيَادٌ القِدِّيسِينْ ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِالسَّهَرَات الرُّوحِيَّة ؟ فَلَوْ أنَا مُهْتَمْ بِكُل هذِهِ الأُمور فَأتَفِق مَعَ أوْلاَدِي أنْ يَحْضَرُوا هُمْ أيْضاً وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَفْس هذِهِ الإِهْتِمَامَات وَلِي إِهْتِمَامَات أُخْرَى فَأوْلاَدِي سَيَتَعَلَّمُوا مِنِّي نَفْس الإِهْتِمَامَات خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة تَجْعَل الإِنْسَان يَكُون بِشَكْل مِنْ الخَارِج وَجَوْهَرُه شِئ مُخْتَلِف تَمَاماً وَهذَا يَجْعَلُه يِعِيش فِي رِيَاء وَفِي إِزْدِوَاجِيَّة وَفِي صِرَاع فِي صِرَاع فِي شَخْصِيِتُه .
3- كَيْفَ نَحْيَا حَسَبْ الإِنْجِيل ؟
كَيْفَ أكُون إِنْجِيل مُعَاش ؟ إِهْتَم بِمَبْدأ الفِعْل قَبْل الإِهْتِمَام بِمَبْدأ المَعْرِفَة فَرَبِّنَا قَالْ لِلنَّامُوسِي ﴿ إِفْعَل هذَا فَتَحْيَا ﴾ ( لو 10 : 28 ) مُهِمْ جِدّاً وَصِيِة * إِفْعَل * طَبَّقٌ فَقَالَ الغَنِي﴿ هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ﴾ ( مر 10 : 20 ) لكِنْ رَبِّنَا رَكِّزعَلَى الفِعْل فَفِي الكِتَاب المُقَدَّس آيَة تَقُول ﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيل الْمَسِيح ﴾ ( في 1 : 27 ) لِذلِك يَكُون التَّرْكِيز عَلَى * عِيشُوا * مَا أجْمَل أنْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة فِي دَاخِلْنَا جَمِيل جِدّاً رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا يِقُول لِشَخْص * إِتْبَعْنِي * وَيَقُول ﴿ فَقَامَ وَتَبِعَهُ ﴾( مر 2 : 14) فَإِنَّ الشَخْص الّذِي قُدِّمَتْ لَهُ الدَّعْوَة قَامَ وَتَبَعَهُ فَعَمَلَ وَفَعَلْ فَمَا هُوَ الفِعْل الَّذِي حَصَلْ فِي حَيَاتْنَا الَّذِي نَقُول أنَّ الإِنْجِيل إِشْتَغَل بِدَاخِلْنَا ؟ إِنْ لَمْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى سُلُوك فَيَتَحَوَّل بِالنِّسْبَة لَنَا إِلَى أي كِتَاب مِثْل الَّذِي دَرَسْنَاه فِي أُولَى إِعْدَادِي وَتَانْيَة إِعْدَادِي وَتَالْتَة إِعْدَادِي وَهَكذَا لأِنَّهُ يُعْتَبَر كِتَاب وَبِهِ نَظَرِيَات لِذلِك يُكَلِّمْنَا عَنْ الإِيمَان العَامِل بِالمَحَبَّة لاَزِم يِكُون لَنَا إِيمَان عَامِل لَيْسَ مُجَرَّدٌ كَلاَم بَلْ إِيمَان عَامِل الإِنْجِيل مِشْ مَطْلُوب مِنِّنَا أنْ نَأخُذُه كَمَعْرِفَة وَمَعْلُومَات فَعِنْدَمَا تَقْرأ لاَزِم يَتَحَوَّل بِنِعْمِة رَبِّنَا إِلَى تَطْبِيق إِلَى تَدْرِيب إِلَى فِعْل إِلَى عَمَل أنْتَ يَجِبْ أنْ تَدْخُل إِلَى دَاخِل الإِنْجِيل مَا الَّذِي يَجْعَلْنَا نَعِيش فِي غُرْبَة عَنْ الإِنْجِيل ؟ لِمَاذَا تَقُول عَلَى الإِنْجِيل صَعْب ؟ لأِنَّنَا لَمْ نَقْرَاؤه بِاسْتِمْرَار لأِنَّنَا نَأخُذُه بِالفِعْل بِقِرَاءَة مِنْ الخَارِج فَعِنْدَمَا شَخْص يِعْزِمَك عَلَى حَاجَة سَاقْعَة هَلْ بِيُدْلُوقْهَا فُوق مِنَّك وَلاَّ بِيشَرَّبْهَا لَك فِي فَمَك ؟
وَالإِنْجِيل إِوْعَى تَاخْدُه بَرَّه مِنَّك بَرَّه مِنَّك حَيغَرَّقَك وَحَيِعْمِل لِيك كَلاَكِيع لكِنْ لَوْ تِشْرَبُه مِنْ الدَّاخِل يُبْقَى لَذِيذ لَوْ نِفْرِض وَإِنْتَ بِتِقْرا فِي الإِنْجِيل جُزْء خِلْقِة العَالَمْ ﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾( تك 1 : 3 ) مُمْكِنْ شَخْص يِقُول * أنَا مَالِي وَمَال ( لِيَكُنْ نُورٌ ) * العَالَمْ إِتْعَمَل وَلاَّ مَتْعَمَلْش خَالِص وَأنَا مَالِي لكِنْ تَقُول عِنْدَ خِلْقَة هذَا العَالَمْ * يَارَب إِلَى هذَا الحَدٌ إِنْتَ بِتْحِبِّنِي ؟ * مَا هُوَ هذَا العَالَمْ وَلِمَنْ خُلِقَ ؟ وَالكُون هذَا لِمَنْ ؟ فَإِنَّ رَبِّنَا خَلَقُه لَنَا فَنَقُول نَشْكُرَك يَارَب الكِنِيسَة وَاعْيَة تَقُول ﴿ ثَبَّتَ لِيَ الأرْضَ لأمْشِي عَلَيْهَا مِنْ أجْلِي ألْجَمْتَ البَحْر مِنْ أجْلِي أظْهَرْتَ طَبِيعَة الحَيَوَان ﴾ ( جُزْء * قُدُّوس * فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) فَالخَلِيقَة كُلَّهَا أُنْشُودِة حُبْ لله شُوفُوا الرَّوْعَة تَخَيَّل إِنْتَ لَوْ لَمْ تَكُنْ الأرْض ثَابْتَة كُنَّا نِمْشِي إِزَّاي ؟ فَالوَاحِدٌ لَوْ كَانْ عَنْدُه مِشْوَار لأِخِر الشَّارِع كُنَّا نِمْشِيه فِي سَنَة لكِنْ رَبِّنَا ثَبِّت الأرْض لِينَا شُوف تَرْتِيب رَبِّنَا﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾ قُولُّه يَارَب بَدِّد ظَلاَمِي بَدِّد ظُلِمِة حَيَاتِي بَدِّد ظُلْمِة الأيَّام الإِنْجِيل مِشْ المَقْصُودٌ مِنُّه إِنُّه يِحْكِي لِينَا قِصَص وَيِحْكِي لِيَنَا عَنْ أشْخَاص فِي العَهْد القَدِيم وَالجِدِيد وَيِحْكِي لِينَا عَنْ طَبَائِع الشُّعُوب وَيِحْكِي لِينَا عَنْ قِصَص حُرُوب وَيِحْكِي لِينَا عَنْ تَدْبِير الخَلاَص وَيِحْكِي لِينَا عَنْ أُمور كَثِيرَة فَلَيْسَ هذَا هُوَ المَقْصُودٌ لكِنْ يَجِبْ أنْ أكْتَشِف نَفْسِي فِي الإِنْجِيل يَجِبْ أنْ أكْتَشِف خَلاَصِي أنَا الَّذِي يَجِبْ أنْ أتَمَتَّع بِهِ دِلْوَقْتِي فِي الْمَسِيح يَسُوع مِنْ هُنَا يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة وَإِلَى فِعْل وَإِلَى سُلُوك جَمِيل جِدّاً أنْ يَكُون لَك آيَات تَتَذَكَّرْهَا بِاسْتِمْرَار رَدِّد آيَة رَدِّد قَوْل مَثَلاً ﴿ اللَّهُمَّ إِلْتَفِت إِلَى مَعُونَتِي يَارَب أسْرِع وَأعِنِّي ﴾ ( مز 69 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) رَدِّدْهَا رَدِّد آيَة وَاسْعَى لِتَطْبِيقْهَا فَتَأخُذ قُوِّة فِعْلَهَا فَفِي شَخْص إِسْمُه السَّائِح الرُّوسِي عَامِل كِتَاب فَهُوَ قَرَأ آيَة ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾( 1تس 5 : 17) وَظَلَّ يِسْأل وَيَقُول فِي أوْقَات بَنَام فِيهَا وَفِي أوْقَات بَاكُل فِيهَا وَفِي أوْقَات بَشْتَغَل فِيهَا فِضِل يِسْأل إِلَى أنْ عِرِف كَيْفَ يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع أي يَكُون فِي حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة رَبِّنَا فِي إِتِحَاد ذِهْنِي وَفِكْرِي طَوَال النَّهَار وَظَلَّ يَقُول ﴿ يَارَبِّي يَسُوع الْمَسِيح إِبْن الله إِرْحَمْنِي أنَا الخَاطِئ ﴾ وَيُرَدِّدْهَا فِي كُل الأوْقَات حَتَّى فِي أوْقَات الأكْل فِي أوْقَات الشُغْل لَوْ مَاشِي لَوْ قَاعِدٌ فَهُوَ عِرِف مَعْنَى ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾عِيش الآيَة لاَ مُجَرَّدٌ مَعْرِفِتْهَا فَقَطْ كَانَ أبُونَا بِيشُوي كَامِل – الله يِنَيِّح نَفْسُه – كَانْ إِسْمُه * إِنْجِيل مُعَاش * لأِنُّه مَكَنْش بِيِقْرَا الإِنْجِيل إِلاَّ لَمَّا يِشُوف إِزَّاي يِحَاوِل أنْ يِطَبَّقُه فَكَانَ يَتَكَلَّمْ مَعَ أحَدٌ أوْلاَدُه وَيَقُول لَهُ تِحِب أدِّيلَك هِدِيَّة ؟ فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * إِدِّينِي يَا بُونَا * فَيَقُول أبُونَا * أدِّيلَك آيَة حِلْوَة تِعِيشْهَا * فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * حَاضِر يَابُونَا * فَقَالَ أبُونَا ﴿ مَنْ أرَادَ أنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ﴾( مت 16 : 25 ) يَالاَّ يَا حَبِيبِي رَبِّنَا مَعَاك فَهذِهِ الآيَة يِعِيش بِيهَا عُمْرُه كُلُّه فَمَا الَّذِي يُضَيِّع حَيَاتْنَا ؟ هُوَ أنَّنَا لاَ نُحِبْ أنْ نُهْلِكْهَا وَنُحِبْ أنْ نَحْتَفِظ بِهَا فَعِنْدَمَا نُحِبْ الذَّات فَالذَّات تَرْتَفِع لكِنْ الَّذِي يُحِب نَفْسُه يُضَيِّعُهَا أي طُول مَا أنَا بَحِبْ نَفْسِي فَأنَا بَضَيَعْهَا لكِنْ الَّذِي يُبْغِض نَفْسُه فَهذَا يَجِدْهَا كُل يُوْم ضَعْ نَفْسَك ضَعْ نَفْسَك فِي رَاحْتَك فِي أكْلَك فِي شُرْبَك فِي ذَاتَك فِي غِيرْتَك فِي إِنْفِعَالاَتَك مَعَ الآخَرِينْ إِنْفِق ذَاتَك إِبْذِلْهَا إِعْطِي فَهذِهِ قُوَّة جَبَّارَة الوَصِيَّة فِيهَا قُوَّة جَبَّارَة وَأجْمَل مَا فِي الوَصِيَّة إِنَّك لاَ تَعِيش وَصِيَّة إِلاَّ لَمَّا تِعِيش بَاقِي الوَصَايَا مَعَهَا لِيه ؟ فَعِنْدَمَا يُبْغِض الوَاحِدٌ نَفْسُه يُحِب الَّذِينَ حَوْلُه وَيُحِب العَطَاء وَيُحِب التَّسَامُح وَيُحِب الصُوْم فَتَكُون الوَصَايَا دَاخِلُه عَلَى بَعْضَهَا فَمَثَلاً الأسْكَنْدَرِيَّة مُصَمَّمَة بِطَرِيقَة تَكُون فِيهَا الشَوَارِع مُتَوَازِيَة وَسَهْلَة فَعِنْدَمَا نَذْهَب لِمِشْوَار يَكُون لَهُ طَرِيق يِوَصَّل لِمِشْوَارَك كذَلِك الوَصَايَا تِدَخَّلَك عَلَى بَعْضَهَا فَمَثَلاً الَّذِي يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع يَعِيش الطَّهَارَة وَيَعِيش الحُبْ وَيَعِيش البَذْل وَيَعِيش الأبَدِيَّة فَأي وَصِيَّة تِسَاعْدَك فِي تَنْفِيذ الأُخْرَى وَالعَكْس الشَّر يِوَصَّل لِلشَّر الكِبْرِيَاء يِوَصَّل لِلغُرُور يِوَصَّل لِلشَّك يِوَصَّل لِلكَرَاهِيَّة تِوَصَّل لِلشَّهْوَة وَهكَذَا فَتَكُون شَبَكَات فِي بَعْضَهَا فَيَجِبْ أنْ تَعِيش الوَصِيَّة لاَ تَكْتَفِي أنَّكَ تَعْرِف بَلْ عِيش تِعْرَفُوا لِمَاذَا تَكُون تُوبِتْنَا تُوبَة وَقْتِيَّة شَكْلِيَّة ؟ لأِنَّهَا لَمْ تَكُون مِنْ الإِنْجِيل فَإِنَّ التُوبَة لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ كَشْف عَقْل يَا أحِبَّائِي وَلاَ كَشْف ضَمِير التُوبَة بِالإِنْجِيل فَعِنْدَمَا نُحْضِر مَثَلاً وَلَدٌ غِير مِسِيحِي وَنِسْألُه * إِنْتَ مَاذَا تَفْعَل مِنْ الأُمور الوِحْشَة ؟ *فَيَقُول أنَا بَشْتِم بَابَا وَبَزَعَّل مَامَا وَبَاخُدٌ حَاجَات مِشْ بِتَاعْتِي وَبَتْفَرَّج عَلَى حَاجَات وِحْشَة وَأحْيَاناً تَكُون عِينِي وِحْشَة لَمَّا أمْشِي فِي الشَّارِع وَهكَذَا فَهُوَ بِيْقُول خَطَايَا وَهُوَ وَلَدٌ غِير مِسِيحِي فَدَه يُعْتَبَر كَشْف عَقْل وَضَمِير فَهَلْ هذِهِ تَكُون تُوبَة ؟ هذِهِ لَيْسَت تُوبَة أحْيَاناً إِحْنَا تَكُون تُوبِتْنَا عَلَى مُسْتَوَى كَشْف العَقْل وَالضَمِير وَأحْيَاناً يَكُون إِعْتِرَافْنَا عَلَى مُسْتَوَى العَقَل وَالضَمِير فَهذِهِ لاَ تَأتِي بِتُوبَة وَلاَ تَأتِي بِاسْتِمْرَار فَالتُوبَة المَعْمُولَة بِالإِنْجِيل المَعْمُولَة بِالوَصِيَّة إِنِّي أنَا قِيِسْت نَفْسِي عَلَى الوَصِيَّة﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105)﴿ كَلاَمَك الَّذِي جَعَلْتَنِي عَلَيْهِ أتَّكِل ﴾ ( مز 119 : 49 ) أنَا بَقِيس نَفْسِي بِالإِنْجِيل الإِنْجِيل يَقُول ﴿ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ ﴾ ( يو 13 : 34 ) فَألاَحِظ نَفْسِي إِذَا كَانَ لاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي مَحَبَّة فَأنَا بَكُون نِفْسِي أعْمِل هذِهِ الوَصِيَّة وَلاَ أعْرِف عِين غِير بَسِيطَة وَغِير نَقِيَّة فَالَّذِي يَتُوب بِرُوح الإِنْجِيل تَكُون تُوبْتُه لَهَا قُوَّة مَعْمُولَة بِالإِنْجِيل مَا أجْمَل أنْ يَكُون المِقْيَاس لِمُحَاسَبِة نَفْسِنَا هُوَ الإِنْجِيل وَهُوَ مُرْشِد لِطَرِيقْنَا وَالَّذِي يِعَرِّفْنَا الإِشْتِيَاقَات هُوَ الإِنْجِيل هُوَ الَّذِي يَرْفَعْنِي هُوَ الإِنْجِيل الَّذِي يِسْنِدْنِي فَيَقُول الكِتَاب المُقَدَّس ﴿ أبْتَهِج أنَا بِكَلاَمَك كَمَنْ وَجَدَ غَنَائِم كَثِيرَة ﴾ ( مز 119 : 162) الله يِنَيِّح نَفْسُه أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانْ مَرَّة فِي سَيِّدَة لَدَيْهَا ظُرُوف صَعْبَة فَاسْتَضَافْهَا أبُونَا فِي بِيتُه فَقَعَدِت عَنْدُه فِتْرَة لكِنْ تَاسُونِي أنْچِيل بَدَأت تُلاَحِظْ أنَّ هُنَاك أشْيَاء بِتُفْقَد مِنْ المَنْزِل وَبَدأَ الشَك يِرُوح إِلَى هذِهِ السَيِّدَة المُهِمْ تِدُور الأيَّام وَيِرُوح أبُونَا بِيشُوي وَتَاسُونِي أنْچِيل إِلَى هذِهِ السَيِّدَة فِي مَنْزِلْهَا يِزُورُوهَا فَالسِتْ قَدِّمِت لِيهُمْ حَاجَات فِي أطْبَاق كَانِتْ أخَدِتْهَا مِنْ ضِمْن الحَاجَات اللِّي أخَدِتْهَا مِنْ بِيتْ أبُونَا بِيشُوي فَتَاسُونِي أنْچِيل أخَدِت بَالْهَا مِنْ الطَبَق وَبَصِّتْ لأِبُونَا وَقَالِتْ لُه الطَبَق دَه بِتَاعْنَا فَرَدٌ عَلِيهَا حَنْرُوح فِين مِنْ الوَصِيَّة اللِّي بِتْقُول ﴿ قَبَلْتُمْ تُسْلَب أمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ ﴾ فَسَكَتَتْ تَاسُونِي أنْچِيل وَلاَ تَقْدِر أنْ تَقُول شِئ أمَام الوَصِيَّة فَإِنَّ الوَصِيَّة لَهَا قُوَّة يَعْنِي المَفْرُوض إِنِّي أضَعْ الآيَة أمَامِي وَأسِير بِهَا وَابْقَى أنَا بَتْقَاس عَلَى الآيَة وَيِكُون لِيَّ مَرْجِع وَيِكُون لِيَّ سَنَد فِيَّ قُوَّة أعِيش بِيهَا فَهذَا هُوَ الإِنْجِيل هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَطْلُوبَة مِنِّنَا لاَ أنْسَى أبَداً طُول عُمْرِي بِنْت صُغَيَّرَة كَانِتْ بِتِعْتِرِف وَهِيَّ بِنْت بَسِيطَة وَغَلْبَانَة يَعْنِي مَعَنْدِهَاش إِمْكَانِيَات وَقَالِتْ لِي * صَحْبِتِي مَعَاهَا بَرَّايَة بِتِبْرِي لِوَحْدَهَا وَتِزَمَّر * فِعْلاً فِي بَرَايَات حَدِيثَة بِأشْكَال مُخْتَلِفَة وَفِي الغَالِبْ تِكُون مِنْ الخَارِج يَعْنِي بِتْحُط القَلَمْ فَتِبْرِيه وَنِشَارِة القَلَمْ بِتِتْجَمَّعْ فِي مَكَان مُعَيَّن فَأنَا إِفْتَكَرْت إِنْ البِنْت أخَدِتْهَا فَلِغَايِة هِنَا وَسَكَتِتْ البِنْت فَقُلْت لَهَا * يَعْنِي أخَدْتِيهَا ؟ *فَالبِنْت قَالِتْ * لاَ يَابُونَا أنَا مَخَدْتِهَاش * فَالبِنْت دِي بِتِعْتِرِف بِإِيه تِفْتِكْرُوا ؟ – البِنْت دِي فِي سَنَة تَانْيَة إِبْتِدَائِي – فَقَالِت يَابُونَا إِحْنَا أخَدْنَا مَرَّة دَرْس عَنْ * لاَ تَشْتَهِي مَا لِقَرِيبَك * فَأنَا إِشْتَهِيت بَرَّايِة صَحْبِتِي دِي فَالبِنْت جَايَة تِعْتِرِف إِنَّهَا إِشْتَهِت هذِهِ البَرَّايَة اللِّي الوَاحِدٌ وَهُوَ مَاشِي عِينُه بِتَاكُل الدُنْيَا كُلَّهَا ﴿ لاَ تَشْتَهِ مِمَّا لِقَرِيبَك ﴾ ( خر 20 : 17) فَمَا الَّذِي أعْطَى قُوَّة لِلتُوبَة ؟ هِيَ الآيَة جَعَلِت التُوبَة لَهَا قُوَّة لكِنْ مُمْكِنْ كَانِتْ البِنْت تِقُول* عَادِي وَمَافِيهَاش حَاجَة * مَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة تَحْكُمْنِي وَمَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة وَاجِبَة التَّنْفِيذ هُنَا تَتَحَوَّل حَيَاتِي إِلَى إِنْجِيل وَإِنْجِيلِي إِلَى حَيَاة وَلاَ أتْرُكُه أبَداً وَعِنْدَمَا أقْرأ إِنْجِيلِي أكْتِشِفْ خَلاَصِي وَأكْتِشِفْ مَحَبِّتِي يَا سَلاَم عَلَى القُوَّة الَّتِي تَأخُذْهَا مِنْ الإِنْجِيل فَأنَا لاَ يُمْكِنْ أجْبِرَك عَلَى قِرَايِة الإِنْجِيل وَأقُولَّك مَاتِنْسَاش تِقْرَا الإِنْجِيل فَيِجِي شَخْص يِقُول لِي المُشْكِلَة إِنِّي بَنْسَى يَابُونَا فَأنَا أقُولَّك تِنْسَى لِيه ؟ لأِنَّك لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل مُذَاكْرَة يُبْقَى تِنْسَى لكِنْ لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل صَدَاقَة وَحَيَاة صَارَ الإِنْجِيل هُوَ دُسْتُورَك وَمَنْهَج حَيَاتَك لِمَاذّا حَيَاتْنَا وَاقْفَة وَنِمُوِنَا غِير سَرِيع ؟ وَلِمَاذَا مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا بَطِيئَة ؟لأِنَّهُ لَمْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة لَمْ تَعُدْ الوَصِيَّة مُقْنِعَة لِحَيَاتْنَا إِنَّنَا نَعِيش بِمُقْتَضَاهَا فَأنَا فِي طَرِيقٌ وَالإِنْجِيل فِي طَرِيقٍ آخَر وَمِنْ هُنَا تَكُون حَيَاتِي لَيْسَ لَهَا شَكْل لِمَاذَا ؟ فَأنَا إِسْمِي مَسِيحِي وَلكِنْ سِيرْتِي غِير مَسِيحِيَّة الْمَسِيحِي يَعِيش فِي العَالَمْ وَلكِنْ لاَ يَحْيَا بِحَسَبْ العَالَمْ الْمَسِيحِي يَكُون وَاثِقٌ إِنْ لَوْ كَانْ العَالَمْ أحَبَّ سَيِّدُه كَانَ العَالَمْ يِحِبُّه وَلكِنْ العَالَمْ إِضْطَهَد الْمَسِيح بِلاَ سَبَبْ إِذاً أنَا كَمَان يَجِبْ أنْ أعْرِف إِنِّي لاَ أُحِبْ العَالَمْ وَلاَ غُرُورُه وَلاَ شَهَوَاتُه وَلاَ مَبَاهِجُه فَأنَا لِيَّ طَرِيقٌ آخَر أنَا طَرِيقِي فِي السَّمَاء أنَا مَدِينْتِي فِي السَّمَاء أنَا الإِنْجِيل حَيَاتِي ﴿ جَعَلْت الرَّبُّ أمَامِي فِي كُل حِين لأِنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أتَزَعْزَع ﴾( مز 16 : 8 )﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ كُل مَكَان أرُوح فِيه أقْدَر أنْ أقُول أنَا هِنَا أعِيش الإِنْجِيل سَاعِتْهَا أقْدِر أنْ أقُول إِنِّي أنَا إِنْجِيل مَفْتُوح كُل الَّذِي يَرَانِي كَأنَّهُ قَرَأَ الإِنْجِيل قَرَأ آيَة وَيُحِبْ الْمَسِيح بِسَبَبِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيُرْشِدْنَا لِلعَمَل بِوَصَايَاه وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
03 أكتوبر 2021
الخادم الكنسى
خادِم الكنِيسة الأرثُوذُوكسِيَّة لَهُ صِفات مُعيَّنة ليسَ كُلَّ إِنسان يحيا فِى الفضِيلة وَيعرِف الإِنجِيل يصلُح للخِدمة الخادِم الكنسِى لابُد أنْ يكُون :-
ترَّبى عَلَى أسرار الكنِيسة0
ترَّبى عَلَى صلوات وَتسابِيح الكنِيسة0
تغَّذى عَلَى لبن الكنِيسة العدِيم الغِش وَارتوى مِنْ ينابِيعها الحيَّة0
1- الخادِم الكنسِى لَهُ عِلاَقة بِالمذبح :-
الخادِم وَالمذبح0
الخادِم وَالتَّسبِيح0
الخادِم وَالوعى الكنسِى0
الخادِم وَعِشرِة القدِيسِين0
هذِهِ الأربعة أركان هِى الَّتِى تجعل الخادِم كنسِى أرثُوذُوكسِى أى لَهُ تعالِيم بِحسب ربَّ المجد يسُوع لأِنَّ الكنِيسة مؤتمنة عَلَى أسرار الله وَالكنِيسة هِى المسِيح المنظُور إِذن لابُد للخادِم أنْ يكُون لَهُ عِلاَقة بِيسُوع وَمَنْ هُوَ يسُوع إِلاَّ الكنِيسة وَالَّذِى ليسَ لَهُ عِلاَقة بِيسُوع أوْ الكنِيسة فَلاَ يصلُح للخِدمة الآباء شعروا بِقُوَّة العِلاَقة بينَ المسِيح وَالكنِيسة فَقَالُوا أنَّ الكنِيسة تحمِل كنُوز يسُوع وَتقُول الكنِيسة تارِيخ يسُوع فِى القُدَّاس فتقُول فِى البِداية أنَّهُ خلقنا عَلَى صورته وَبِغير فساد ثُمَّ أتى وَصُلِبَ وَمَاتَ وَقَامَ ثُمَّ يأتِى للدينُونة تحكِى تارِيخ يسُوع لِذلِك يقُول الكاهِن { فَفِيما نحنُ أيضاً نصنع ذِكرَ آلامِهِ المُقدَّسة وَقِيامتِهِ مِنْ بينَ الأموات وَصعُودِهِ إِلَى السَّموات وَجلُوسِهِ عَنْ يمِينك أيُّها الآب}0أحد القدِيسِين يقُول أنَّ المعمودية هِى الأردُن وَبيت القُربان هُوَ بيت لحم وَصحن الكنِيسة هُوَ العالم وَالمذبح هُوَ الجُلجُثة وَكأنَّ المسِيح جدِيد معنا كُلَّ يوم وَكأنَّنا لمسناه مِنْ بيت لحم حيثُ وُلِدَ حَتَّى الجُلجُثة حيثُ صُلِبَ وَمَاتَالخادِم ليسَ مَنْ يُعَلِّم درس لكِنَّهُ لابُد أنْ يكُون شبعان بِرُوح ثبات الكنِيسة وَمزرُوعة فِيهِ وَيتكلَّم بِرُوح كنسِيَّة وَإِذا كَانَ الدرس مِنْ العهد القدِيم بِما أنَّهُ خادِم مُرتبِط بِالكنِيسة يستطِيع أنْ يشرح وَيربُط درسه بِالمذبح أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوْلأِنَّهُ مُتَّشَّبِعْ بِكُلَّ الحياة الكنسِيَّة وَبِمُجرَّد أنْ يرِد أمامه موضُوع يصِغه تلقائِى بِاللمحة الكنسِيَّة فَمَثَلاً إِذا سمعنا موضُوع إنجِيلِى مِنْ شخص غير أرثُوذُوكسِى لاَ نجِد بِهِ أى مسحة كنسِيَّة سواء عَنْ المعمودِيَّة أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوبَلْ مُجرَّد معلومات جافة وَلكِنْ كنِيسِتنا مُحَّقِقة للإِنجِيل وَكأنَّها تقُول " أنا الوارِثة للمسِيح وَأنا أُحَقِقه فِى أولاده " وَرَثَتَ المسِيح بِكُلِّ غِناه وَمجده0
1- الخادِم وَالمذبح :-
الخادِم القبطِى الأرثُوذُوكسِى لابُد أنْ يكُون لَهُ عِشرة وَعِلاَقة وَحياة وَحُب وَتفاعُل مَعَْ المذبح00{ الخادِم الَّذِى لاَ يشهد لَهُ المذبح لاَ يشهد لَهُ المِنبر }00إِذا لَمْ يكُنْ التعلِيم مُستمِد مِنْ المذبح لاَ نقُول إِنَّهُ تعلِيم فِصحِى أوْ إِفخارستِى أى غير آتِى مِنْ قُوَّة عمل الله فِى مذبح الكنِيسة00 مِنْ أينَ آخُذ قُوَّتِى ؟00مِنْ حُبه00مِنْ صلِيبه00مِنْ غُفرانه00كُلَّ هذا نلمسه مِنْ المذبح00نلمس محبَّته وَغُفرانه مِنْ المذبح مهما كانت خطيتنا00المذبح يرفع عنَّا كُلَّ ثِقل إِذاً لابُد أنْ تكُون عيوننا نحو المذبح نستمِد مِنْهُ قُوَّة لِخدمِتنا00المحبَّة ليست خارِج المذبح00حَتَّى الحِل الَّذِى نأخُذهُ مِنْ الكاهِن لاَ نعتمِد عليهِ بِدُون إِقراره بِالتناوُل00نعترِف وَنتناول كخِتم للإِيمان00التناوُل هُوَ الخِتم لِذلِك لنا إِيمان أنَّ المذبح هُوَ مذبح حى حَتَّى أنَّنا نُخاطِب الله عَنْ الذبائِح قائِلِين { إقبلها إِليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس الناطِق السَّماوِى } أى حى مُتكَلِّم00لِذلِك عِندما يكُون عِندنا مشاكِل دائِماً نضع لها ورق عَلَى المذبح لِحلها00 أوْ لِنياحِة إِنسان أوْ000لَوْ لَمْ يكُنْ لنا إِيمان بِالمذبح لاَ نُرسِل طِلبات عليه00ما دام لِى إِيمان بِالمذبح أضع عليهِ كُلَّ همومِى وآخُذ كُلَّ طِلباتِى مِنَّه0
البابا كِيرلُس كَانَ يُوَّزِع مشاكِل الخِدمة عَلَى المذابِح00كُلَّ مذبح قدِيس لَهُ مُشكِلة يحِلها وَكَانَ يهتم أنْ تكُون المذابِح مفتُوحة مِنْ السَّاعة الرابِعة صباحاً حَتَّى الثالِثة ظُهراً00مذبح يُنهِى قُدَّاس وَآخر يبدأ قُدَّاس00لأِنَّ الذبِيحة لها فِعل الغُفران وَتُعطِى قُوَّة00لاَ توجد أى وسِيلة ترفع عنَّا أى أمر إِلاَّ ارتباطنا بِالمذبح نأخُذ مِنْه قُوَّة لِذاتنا وَنُصره وَغُفران00نحضر إِليهِ مُبكِراً وَنأخُذ مِنْهُ عِشرة رفع بخُور باكِر وَعشية هذِهِ ذبائِح لأِنَّهُ إنتهى الزمان الَّذِى تُقدَّم فِيهِ ذبائِح عجُول وَبدلاً مِنْها يُقدِم بخُور رُوحانِى يدخُل للحجاب فِى موضِع قُدس أقداسك00دائِماً البخُور يصعد للسماء بِكُلَّ طِلباتنا وَكما كَانَ يدخُل بِدم الذبِيحة وَيرُشها عَلَى المذبح وَأركان قُدس الأقداس00نحنُ ندخُل بِالبخُور عِوض الدم00ندخُل بِدم إِبنك00إِذا كَانَ بِدم عجُول يرفع خطايا فَكَمْ دم إِبنك ؟ لِذلِك قَالَ { دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأقداسِ فَوَجَدَ فِداءً أبديّاً } ( عب 9 : 12 )0
عِندما نحضر القُدَّاس لاَ نِنَّزِل عِيُوننا عَنْ المذبح وَفِكرِنا لاَ يخرُج عَنْ المذبح00قُلُوبنا نحوه00 حياتنا وَمشاعِرنا مُتَّعلِقة بِالمذبح وَكأنَّ المسِيح المذبُوح قائِم أمامنا حقِيقةً فنأخُذ مِنْ جماله وَبهائه الحُب الَّذِى يُعطِيه لنا عَلَى المذبح00نأخُذ كُلَّ كياننا00هذا الإِحساس إِذا عِشناه بِأمانة نستطِيع أنْ ننقِله بِكُلَّ أمانة وَبِدُون تكَّلُف لأولادنا00إِذا كُنتِ شبعانة بِالمذبح أولادِك سيشبعُون بِالمذبح00إكثِرِى مِنْ حضُور القُدَّاسات وَكُونِى شغُوفه بِالذبائِح وَاستمدِى مِنْها غُفران وَشفاعة عَنْ نَفسِك وَعَنْ مخدومِيكِ00 توجد عِبارة يقُولها الكاهِن فِى القُدَّاس الكِيرلُسِى { إمنحنِي أنْ أفهم ما هُوَ عِظم الوقُوف أمام مجدك }0
حَفِزِى أولادِك باستمرار أنْ يكُون لَهُمْ عِلاَقة بِالمذبح كَعِشرة وَحُب00صعب أنْ نُعَلِّمَهُمْ حضُور القُدَّاسات دُونَ أنْ ننقِل لَهُمْ حياة وَحلاوة المذبح00القدِيس يُوحنا ذهبى الفم يقُول لأولاده أنَّهُ يراهُمْ وَهُمْ آتون مِنْ المذبح كَمِثل أسود مُضطرمِينَ بِالنَّار00كانُوا زمان يتناولوا قبل الإِستشهاد لِذلِك قالُوا زمان { المسِيحِيين يُقِيمُون الأفخارستيا وَالأفخارستيا تُقِيم المسِيحِيين }0
2- الخادِم وَالتَّسبِيح :-
لاَ يكُون خادِماً كنسِيَّاً إِلاَّ وَيكُون لَهُ عِلاَقة وَعِشرة وَمحبَّة لِصلُوات الكنِيسة00يكُون قَدْ ذَاقها وَعاشها وَحبَّها00يجِب أنْ يعبَّر عَنْ شُكره وَفرحه بالله عَلَى عِظم خَلاَصه فيقُول سبَّحوه مجَّدوه زِيدوه عُلواً للأبد00أُسَّبِحك وَأُبارِكك وَأعترِف لَكَ00إِفتح فمِى وَلِينطِق فمِى بِتسبِيحك الخادِم الكنسِى يُحِب وَيُتقِن تسابِيح الكنِيسة وَيُحِب ينقِل لأولاده هذا الحُب – المِيراث الَّذِى أخذهُ – فِى سِفر الأمثال يقُول { لاَ تنقُل التُخْمَ القدِيم الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ } ( أم 22 : 28 )00نحنُ الَّذِينَ ورثنا الكنِيسة بِتسابِيحها إِذا أهملناها كأنَّنا ننقِل تخُوم آباءنا00تخيَّلوا لَوْ غِنى كنِيستنا أُهمِلَ ؟! نحنُ لاَ نكتفِى بِخُدَّام مُسَّبحِين فقط نحنُ نُرِيد شعب بِالكامِل مُسَّبِح00لابُد أنْ يكُون عندِى غِيره عَلَى تسابِيح كنِيستِى حَتَّى أكون حامِله لِتُراثها00لَوْ عرفناها وَذُقناها وَذُقنا حلاوِة معانِيها لاَ يهون علينا أنْ يكُون أولادنا لاَ يعرِفوها لِذلِك لابُد أنْ نضع صبغة كنسِيَّة فِى أولادنا وَنحفَّظهُمْ تسابِيح الكنِيسة وَليسَ مِنْ الصعب أنْ يحفظ أولادنا التسبِحة لكِنْ الصعب أنْ يملأ الخادِم أولاده بِحُب التسابِيح00إِذا أنا فرحت بِاللحن وَتفاعلت معهُ أستطِيع أنْ أحفَّظه لأولادِى وَأزِيد مِنْ تفاعُلهُمْ مَعَْ الكنِيسة وَعِندئِذٍ لاَ يشعروا بِغُربة داخِل الكنِيسة00الترانِيم تتلاشى وَتنتهِى أمَّا الألحان فتبقى للأبد00تُراث الكنِيسة لاَ يفنى فَلاَبُد أنْ نفرح بِهِ وَنتفاعل معهُ وَنسَّلِمه لأولادنا0
3- الخادِم وَالوعى الكنسِى :-
أى يشمل أشياء كثِيرة مِنْها :0
وعى بِمُناسبات الكنِيسة0
وعى بِقراءات الكنِيسة0
وعى بِأسرار وَرُتب الكنِيسة0
1) وعى بِمُناسبات الكنِيسة :-
مَثَلاَ هذِهِ الأيَّام أيَّام سنوية أى الكنِيسة تُصَلِّى التسبِحة عادِى وَالقُدَّاس عادِى أى رِتم ليسَ لَهُ مِيزه خاصة لكِنْ هُناك أيَّام فرايحِى مِثلَ الخماسِين وَأيَّام عِيد الصلِيب أوْ يوم 29 مِنْ الشهر القبطِى00 مَثَلاً اليوم تذكار إِستشهاد القدِيسِين سرجيُوس وَواخِس وَنعرِف أيَّام تذكاراتِهِمْ وَنعرِف الطقس الكيهكِى00طقس الصوم الكبِير00كُلٍّ مِنْها لَهُ ألحانه المُميِزة0
لابُد أنْ يكُون لَهُ وعى بِالدورة الكنسِيَّة أى الدورة الِليتروجيَّة وَهِى دورة يوميَّة مِنْ صَلاَة باكِر حَتَّى صَلاَة نِصف الليل مِنْ القيامة حَتَّى المجئ الثَّانِى00دورة أسبوعِيَّة وَهِى السبت وَالأحد تذكار القيامة00الأربعاء تذكار المُحاكمة وَالجُمعة تذكار الصلب00دورة سنوِيَّة نعِيش المِيلاد ثُمَّ الصلب ثُمَّ القيامة ثُمَّ000لابُد للخادِم أنْ يعِيش هذِهِ الدورات00وَما هِى أعياد الكنِيسة وَمُناسباتها0
2- وعى بِالقراءات الكنِيسة :-
كُلَّ مُناسبة فِى الكنِيسة لها قِراءات مُعيَّنة00الشهِيد غير الرَّاهِب غير الأسقُف غير البطريرك غير الرسُول غير000إِذا تتبعنا القِراءات نجِد أنَّهُ يوجد خط رُوحِى رائِع يربُطها بِبعض وَيُناسِب المُناسبة00إِذا كُنت أنا غير مُتمتِعة بِالكنِيسة لاَ أستطِيع أنْ أنقِل لأولادِى هذا التمتُّع فَمَثَلاً إِذا كَانَ تذكار شهِيدة نجِد المزمُور يقُول { يدخُلن عَذَارَى فِي إِثرِهَا } ( مز 45 : 14)00وَنجِد إنجِيل القُدَّاس مِنْ متى 25 مَثَل العذارى الحكِيمات وَلابُد أنْ نكُون مِثْلَ هذِهِ العذارى الحكِيمات00لَوْ شهِيد تعَّذب عذابات شدِيدة نجِد المزمُور { جُوزنا فِي النَّار وَالماء وَأخرجتنا للرَّاحة } ( مز 66 : 12 )00لَوْ الشهِيد جُندِى نجِد المزمُور { الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتَالَ } ( مز 18 : 34 )00وَالبُولُس { إِذْ أسلِحةُ مُحاربِتنا ليستْ جَسَدِيَّةً } ( 2كو 10 : 4 )00وَإِنجِيل الشُهداء مِنْ لو 12 : 4 – 5{ لاَ تخافُوا مِنَ الَّذِينَ يقتُلُونَ الجسد000خافُوا مِنَ الَّذِي بعد ما يقتُلُ لَهُ سُلطان أنْ يُلقِي فِي جَهَنَّمَ } وَكأنَّ الشهِيد يقُول أنا لَمْ أخَفَ مِنَ الَّذِينَ قتلُوا جسدِى00 إِذا كَانَ بطريرك نجِد المزمُور { أقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يندم أنَّكَ أنتَ الكاهِن عَلَى طقس ملكِي صَادَقَ } ( مز 110 : 4 )00وَالإِنجِيل إِنجِيل الرَّاعِى الصَّالِح ( يو 10 : 11 )0
3- وعى بأسرار الكنِيسة وَرُتبها :-
أى يعرِف ترتِيب الأسرار وَلِماذا وَتارِيخها وَأصولها الكِتابِيَّة00مَثَلاَ المعمودِيَّة فِى الإِنجِيل وَالإِعتراف فِى الإِنجِيل00لأِنَّهُ مُمكِنْ نخدِم حالات مُتردِدة أوْ حالات تعِيش بِلاَ انتماء لأِنَّ هُناك تيارات حالة اللاإِنتماء المُهِمْ عِندهُمْ معرِفة كلِمة الله فقط0
إِذا كانت كنِيستِى أشبعتنِى وَفرَّحتنِى لَنْ أُفَّكِر فِى أُخرى غيرها00مادُمت شبعانة لَنْ أطلُب غِذاء مِنْ مكان آخر المُهِمْ أنْ ألاحِق عَلَى غِناها وَيِمكِنْ أقُول كَفَانَا كَفَانا00إِذا كَانَ لِى وعى بِأسرار الكنِيسة صعب أنْ يجذبنِى عنها طرِيق آخر0
وعى بِرُتب الكنِيسة :-
بطريرك00أُسقُف00كاهِن00شمَّاس00شعب00رُتب مُرتبة مِنْ الله وَليسَ مِنْ بشر وَأنَّ البطريرك وَإِنْ كَانَ بشر إِلاَّ أنَّهُ رأس الكنِيسة المنظُور وَهُوَ مُستودع الرُّوح القُدُس وَأنَّهُ مُمكِنْ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى شخص وَينفُخ فِيهِ نفخة الرُّوح القُدُس وَيرشِمه ثَلاَث رشُومات لِيُصبِح أُسقُف0
لابُد للخادِم أنْ يكُون عِنده فِكرة عَنْ الرُتب الكنسِيَّة وَما هُوَ سُلطانها وَما هُوَ عمل الكاهِن فِى وجُود أُسقُف00مَثَلاً الكاهِن لاَ يلِيق أنْ يُعطِى البركة فِى وجُود أُسقُف وَالأُسقُف لاَ يُعطِى بركة فِى وجُود بطريرك00هذِهِ رُتب مِنْ الله وَسُلطانها مِنْ الله وَالخادِم الكنسِى لابُد أنْ يعرِف ذلِك وَيقتنِع بِها وَيعرِف إِحترام الرُتب الكنسِيَّة وَأنَّهُ كيف يعمل مِيطانية للأُسقُف لأِنَّهُ حامِل الرُّوح القُدُس00 وَلِماذا يُقَّبِل يد الكاهِن لأِنَّهُ بِذَلِك يُقَّبِل المسِيح فَيُقَّبِل وكِيل أسراره عَلَى الأرض وَأنَّهُ عِندما يتناول يتناول مِنْ يد المسِيح نَفْسَه وَليسَ الكاهِن وَينقِل كُلَّ ذلِك لِمخدومِيه كحياة ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
19 سبتمبر 2021
الخادم ومحبته لإخوته الخدام
المحبة هي أهم علامات أننا تلاميذ السيد المسيح «بهذا يَعرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذي: إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ» (يو13: 35).
المحبة هي مكان سكنى واستقرار المسيح، بل هي علامة وجوده... لهذا فقبل أن تفكر في متطلبات الخدمة فكر أولًا في محبتك لكل من حولك وبخاصة لإخوتك الخدام...
أقوى درس سيبقى في نفوس المخدومين هو المحبة التي يلمسها المخدوم بين الخدام بعضهم لبعض... وفي غياب المحبة يبطل كل شيء... يبطل التعب وتبطل المعرفة وتبطل الأنشطة... وكأنك ألقيت ماء في كيس مثقوب.
والمحبة تُلحَظ دون كلام وتُفهَم دون تفسير، لذلك فهي تسري في النفس، وتعلّم أكثر من التعاليم، وتبقى أكثر من الدروس. فإن حضر إلينا المخدومون ورأوا ولمسوا المحبة الحقيقية، فقد سلمناهم أسمى التعاليم، وإن لم يروا المحبة فقد أعثرناهم في جميع التعاليم.
فكيف نتكلم عن الله ونحن لا نحب بعضنا بعضًا، فهذا يقدم دليلًا قاطعًا لعدم معرفة الله «مَنْ لا يُحِبُّ لَمْ يَعرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (1يو4: 8)، «مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أخاهُ أيضًا» (1يو4: 21)، لأنَّ مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ الّذي أبصَرَهُ، كيفَ يَقدِرُ أنْ يُحِبَّ اللهَ الّذي لَمْ يُبصِرهُ؟
فرق كبير بين المحبة التي مصدرها المبادئ الإنسانية، أو المبادئ الإلهية. فرق بين المحبة المحدودة بالمبادئ البشرية، والمحبة التي ينبوعها محبة الله نفسه، هذه المحبة التي تكلم عنها لسان العطر بولس أنها تحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. هذه المحبة التي مصدرها الله، وعلى مثال محبة الله التي تجعل القلب أكثر اتساعًا من السماء، وتخترقه حتى يصير بلا جدران، لأنه «إنْ كانَ اللهُ قد أحَبَّنا هكذا، يَنبَغي لنا أيضًا أنْ يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا» (1يو4: 11).
فمن أراد أن يأخذ فضيلة المحبة لا يتعب كثيرًا ولا يذهب بعيدًا، بل ينظر إلى مقدار فيض محبة وقبول الله له هو شخصيًا، ويدرك كم سامحه الله، كم تأنى عليه، كم أعطاه وهو لا يستحق، فيمتلئ بها ويشبع بها ويفيض على الآخرين، إذ أن «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا» (رو5: 8).
ماذا يفيد تعب الخدمة ومواهب الخدام وأنشتطهم دون محبة؟
أحبائي... الله يسكن حيث المحبة، والمحبة أهم إعلان عن الله، وتسلمنا من معلمينا أن المحبة في الخدمة أهم من الخدمة.
أيها الرب القدوس المستريح في قديسيك، هب لنا حبًا يليق بخدامك وسفرائك الذين هم خدام محبتك، فنعبّر عن فيض محبتك التي انسكبت في قلوبنا بروحك القدوس المعطى لنا.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد