المقالات
09 يوليو 2022
الخادم مرمم الثغرة
الخـادم مرسل من الله ليعمل عمل الله ... يقود ويجمع ويبنى ويفتقد ويعلم ويتابع ... وأضاف لنا أشعياء النبي دوراً هاماً للخادم وهو أن يرمم الثغرة .. إذ قال : ومنك تبنى الحرب القديمة . تقيم أساسات دور فـدور ، فيسمونـك : مرمم الثغرة ، مرجع المسالك للسكني » ( آش ۱۲:۵۸ ) وهنا الثغرة بمعنى النقص أو الفراغ أو نقطة الضعف ... وما أخطر الثغرات في أسوار المدن ... فهي تسمح للأعداء بالتسلل خفية ... وتضعف السور بأكمله فتعرضه للهـدم وبالتالي المدينة بأكملها للهزيمة ... قديماً وقف حزقيال ينادي . وطلبت من بينهم رجـلا يبني جدارا ويقف في الـفـر أمامـي عـن الأرض لكيلا أخربها ، فلم أجد ( حز ۲۰:۲۲ ) مـن هـنـا نجـد أن الله يقـوم بعملية بحث عـن خدام ، رجـالا يبنون جدراناً قبالة الأعداء ويقفون في الثغر ليتصدوا لهم من الدخول والسلب والنهـب ... الله يبحـث ولا زال يبحث عن مثل هؤلاء الخـدام إذ لازالت الثغرات كثيرة والجدران تحتـاج إلى ترميم وبنـاء ... يحتاج إلى خدام يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الأول ويجددون المدن الخربة ... يريد أن يقيم خداماً حراساً على أسوارها كما ذكر النبي أشعياء . « علـى أسـوارك يا أورشليـم أقمت حراسا لا يسكنون كل النهـار وكل الليل على الدوام ، يا ذاكري الرب لا تسكتوا ،ولاتدعوه يسكت ، حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحة في الأرض " ( أش ٦:٦٢ ) لا تنظر إلى الثغرات وتسكت بل قم ورمم .. إن كان هنـاك ثغرات في الحب قـم إصنع سلاماً وحبـاً وبادر وقدم وإمسك بآلات الترميم ولا ترخها من يدك ... وإن كانت الثغرات في الإفتقاد إبدأ وإسـأل أولا عن إخوتك الخدام اللذين ظنوا أن الكنيسة قد تركتهم ونسيتهم بل وقد يظن البعض أنها قد م .. قم رمم الثغرات التي صنعتها أحداث واستثمرها عدو الخير رفضتهم .. لصنـع شقاقات في أسوار المحبـة وإصنع سلاماً وحباً وكن كسيدك الذي يرى كل ما هو صالح حتى في الشخصيات الضعيفة ... وإن كانت الثغرات في التعليم ... قدم التعاليم العديمة الغش تمسك بنصيحة القديس بولس لتلميذه تيطس . مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ، ومقدمـا في التعليم نقـاوة ، ووقارا ، وإخلاصا ( تيط٧:٢) وإن كانت الثغرات في عدم الجدية والأمانة فكن أنت مبادرا بالإلتزام والتواجـد وإهتم بالأعمال الصغيرة قبـل الكبيرة ففي هذا ربح عظيم .. ولتكـن خدمتك ليست عن إضطرار بـل بالإختيار ولا لربح قبيح ( يقصد ليسـ لحساب مجد الذات ) بل بنشاط أي برغبـة الحب والإشتياق لعمل الله . ليتـك عـزيـزى الخادم تـكـن خادماً مرممـاً للثغرة وتـردد مع مرنم إسرائيل الحلو أحسـن برضـاك إلى صهيـون . ابـن أسـوار أورشليم ( مز 18:51 ).
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
02 يوليو 2022
الخادم والمسؤلية
كثرت الشكوى في هذا الجيل من ضعف روح المسؤلية لدى الخدام في الوقـت الـذي زادت فيـه إحتياجات الخدمـة وتحدياتها ... لذا تقتضى الخدمـة وجود خدام ملتهبين يشعرون بالغيرة والإخلاص والأمانة تجاه المخدومين واحتياجاتهم ... ولأن العالم تعددت وسائل إغراءاته وتنوعت بشكل مذهل .. وغير العدو من خطط حروبه وأسلحته .. فلـزم على كل خادم أن يتحلى بروح المسؤلية مثل التي يلتزم بها كل جندی محارب في حرب شرسة ... يجب أن يعرف الخادم أن الخدمة هي عمل إلهى .. وهي خدمة خلاص نفوس ثمينة في عيني الله تحمل صورته ومجده وروحه قد إشتراها بدمه الغالي الذكي الكريم وفاديها سر أن يعطيها الملكوت ... وطالما أدرك الخادم أن الخدمة هي عمل الله فكيف يخدم برخاوة ؟ كيف يتأخر عن إنقاذ من مات المسيح من أجل أن ينقذه ... ؟ ومن هنا نرى أن دافع الخدمة هو الذي يلد الخدمة ... فالذي تدفعه المحبـة ستجد خدمته مملؤة محبة ... والذي تدفعـه الذات تجد خدمته مملوءة بأعمـال الذات والـذي تدفعه المظهرية ستجد خدمتـه مملؤة بالمظهرية ... الخادم المسؤل تجده كثير التضحيات وله إستعداد أن ينفق وينفق ... فهو يقدم الخدمة وإحتياجاتهـا عن أموره الشخصيـة .. وله حماس في العمل ويسعى دائماً للأفضل .. ويبث روح الغيرة والجدية والمسؤلية في كل من حولـه ... ويعمل بأقـل الإمكانيات ... ويبحث عن بدائل للعوائق ..وكثيراً مـا رأينا خداماً تحـدوا عوائق كانت كفيلة لتراجعهـم وتوقف خدمتهـم .. أنظر كيف واجـه معلمنا بولس الرسول الأخطـار والعوائق والمحاربات والاتعاب والضربات .. تجده يقف صامدا ويقول : ولكنني لست أحتسب لشيء ، ولا نفسي ثمينة عنـدي ، حتى أتمم يفرح سعيـي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع(أع٢٤:٢٠) وعلـى العكس نجد الخادم الغير مسـؤل كثير النقد قليل العمل كثير الإعتذارات ... لايبـالي بالإحتياجات ولا يتفاعل مع الأزمات ... بسهولة تجده غير موجود .. أو موجود وغير موجود ... وقد يؤثر على غيره ويحوله إلى غير مسؤل ... أو غير موجود .. ورغم ذلك لا يحتمـل من يوجهه أو يلومه على أي تقصير .. ليتنـا نتحلى بروح نحميـا الذي بكى وصام وصلى وقـام ورجع ليبنى أسوار أورشليم المحترقة المنهدمة ... ليتنا نتحلى بروح المسؤلية فيما أخذنا من وزنات ومواهب ومسؤليات ونعلم أن المكافأة عظيمة ... لأن الوعد لنا أن اللذين ردوا كثيرين يضيؤن كالكواكب في ملكوت أبيهم ... وأن هناك من عينيه تخترق أستار الظلام تراقـب وتلاحظ كل عمل وكل نيـة وكل قلب ... ولنبذل أكثر ونتعب ونعمل أكثر مادام نهاراً ... ولنتخلص من الرخاوة ونعلم من أي روح نحن..
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
25 يونيو 2022
الخادم والتعب
مثلنا الأعلى في الخدمة هو شخص ربنـا يسوع المسيح المبارك الذي ذكر عنه أنه كان يجول يصنع خيراً ... وليس له أين يسند رأسه ... « وكان يسـوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعهـا ، ويكرز ببشارة الملكوت ، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب » ( مت ٣٥:٩ ) لا يعرف الراحـة لأنـه أتى ليصنع تدبير الخلاص ... وأخبرنا أنه لهـذا ولد ولهذا أتى إلى العالم ... وهو عالم بكل ما يأتى عليه .. فمعاناة الصليـب والإهانات والمرارة والآلام لم تكن أحداث مفاجئة بل هو يعلمها وينتظرها ويسر بها ... هـذا منهج مخلصنا الصالح في خدمتـه ... يطوف .. يسهر .. يعلم .. يتعـب .. يصلى ... . يصلب .. يسعـى ليكرز ويرد النفوس مـن الظلمة إلى النـور ومن الضلال إلى معرفة الله الحقيقي ... وجدناه يسافر ويجعل مـن السامرة مساراً إجبارياً ليقابـل نفساً واحدة وهي المرأة السامرية .. فيذكر الكتاب « وكان لابد له أن يجتاز السامرة ويمشى ستة ساعات وقد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة .. حيث شدة حرارة الشمس » .. كثيراً ما يعتـذر الخدام عن خدمات كثيرة بسبب ضيق الوقت وكثرة المشغوليـات ... لكن لو وضعنا في قلبنا أنه لابد من التعب في الخدمة ... لأن عمـل الله لا يعمل برخـاوة ... ولا يتفق مـع روح الكسل التي تعبر عن اللامبالاة ... يذكر عن أبونـا المتنيح القمص بيشوى كامل أنه كان لا يميل إلى الراحة ولو طلب منه أن يستريح كان يقول كيـف أستريح ولابد أن يكون خدامه لهيب نار .. فتجده في أيام قليلة قام بأعمال كثيرة .. يذكر معلمنا بولس الرسول عن خدمته في تعب وكد ، في أشهار مـرارا كثيرة ، في جوع وعطش ، في أصـوام مـرارا كثيرة ، في برد وعري . ( ۲ کو ٢٧:١١ ) ومـن أكثر الأسباب التي تدعونا للتعب أن نعلم أن المكافأة مرتبطة بالتعب . « لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه ( اکو ٨:٣ ) « ونثق أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه » ( عب ١٠:٦ ) كان المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يوجه لأمر هام أنه إن تعب: الخادم إستراح المخدومين .. وإن إستراح الخادم تعب المخدومين أخى الخادم كم شخص يحتاج إلى إفتقادك .. كم خدمة تحتاج إلى تعبك ... كم محتاج يحتاج إلى مساعدتك ... تعلـم التعـب في الخدمة لأنه تعب مريح ... لأن مـن يحب لا يتعب لأن المحبـة تجعله لا يشعر بالتعب فما أجمل ما قيل عن تعب أبونا يعقوب من أجل الحصول على راحيل محبوبته أنه حسبهـا كأيام قليلة بسبب كثرة محبته لها .. يصلـى الكاهن في سر الإبراكسيس سـراً متضرعاً إلى الله أن نتمثل بخدمـة أبائنـا الرسـل وأن نشترك معهم في الأعراق ( الأتعـاب ) التي قبلوها لحفظ التقوى ... فطوبى لمن يعملون الآن بكل قوتهم فإن لحظة واحدة في مجد السماء سـوف تنسيهـم كل أتعابهـم ويالخـزى من تكاسل وأهمل وبـدد قطيع سیده ..
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
18 يونيو 2022
الخادم والدافع
الخدمة هي حركة سماء وليست حركة بشر .. هي عمل إلهي قبل أن تكون تنظيم بشرى ... لذا يلزمنا إدراك هذه الحقيقة لنتأكد أن من يقومون بهذا العمل قد أخـذوا دعوتهم من الله وتأكدوا أن دوافعهـم الحقيقية إلى الخدمة هي الله وليس من أحد ... وحينمـا تغيب عن وعينـا هـذه الحقيقة نجد نوعيـات من الخدام لا تعمل بحسب قلب أو فكر الله ... فمنهم من يأت إلى الخدمة وهم في حالة من التراخي والكسل ودون رغبة حقيقية للبذل أو العطاء .. ويتهربون من حمل أي مسؤلية ... وتجد فئـة أخرى على العكس تماماً مستعدون للعطاء والتعب ولكن للأسف بدوافـع خاطئـة منهـا التنافس وحـب الظـهـور أو الإختلاط أو الإرتباط ... وهناك من يأت إلى الخدمة لعمل نشاط خال من الهدف أو المحتوى وبمضمون مغمور ... دون أن يسأل نفسه لماذا أخدم ؟ ومن أخدم ؟ لذلك قد نجـد أن أعداد الخـدام في كنائسنـا قد يعطـى إنطباعاً بالكفايـة بل وبالكثرة العددية ... ولكن في الحقيقة أن المسافة كبيرة جداً بين الموجود والفعـال ... بين الخدمة والتأثير ... وبين الخدمة والمرجو منها ... لذا وجب علينا أن نقف إلى لحظة ونسأل أنفسنا : لماذا أخدم ؟ من أخدم ؟ كيف أخدم ؟ إنها اسئلة تحتاج إلى إجابات أمينة ..لئلا نجد أنفسنا مع اللذين يخدمون أنفسهم أو اللذين يخدمون سيد آخر ... هنـاك مـن يعمل خوفاً من سيـده وهناك من يعمل من أجل الأجرة وهناك من يعمل من أجل حب العمل وهناك من يعمل من أجل حب العمل وصاحب العمل فإلى أي المجموعات ننتمى ؟ وينصح الآباء أنك لوتحيرت في تقييم أمر ... إسأل دوافعك ؟ وابحث عن الغرض المستقيم بإستمرار . لنـا أن نؤمن أن الخدمة تبدأ من الداخل ... بحركة حب صادق أمين لله ... بشعور النفس المديونة لله بكل شيء فتخرج تبحث في إجتهاد ماذا أقدم لمـن وهبني كل شيء وبماذا أكافئ الرب عـن جميع - ما أعطانيه ... ومهما قدم يشعر أن هذا قليل أمام ما أخذ ... فـالـذي يخدم ليس هو أفضل من الذي لا يخدم ... ولكنه مديون أكثر مـن الذي لا يخدم ... وهولا يعط بقدر ما يأخذ وهو ليس بصاحب فضل بـل الفضل لصاحب الخدمة الذي مـن كثرة صلاحه إحتمل أن يقيم من الخطاة الضعفاء خداما لمجده وصلاحه ... فـإن كان بين الناس من يتفاخر بوظيفة في مكان مشهور ... ويضحى بالكثير من أجل شرف البقاء فيهـا ... ماذا نقول عن الإنضمام للخدمة وقد صرنا عاملين الله ... والـذي يجـب أن نسـأل أنفسنـا فيه بإستمرار كيف ينظـر الله إلى خدمتی ؟؟؟؟ ماذا يقول عنى ؟؟؟ ليتني أسمع : هو أمين في كل بيتى .
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
11 يونيو 2022
الخادم والتلمذة
الحياة المسيحية ليست فلسفة نظرية أو مجرد معلومات تدرس ... بل حياة وسلوك وإيمان ينقل ويورث ويستمر عبر الأجيال .. والسيد المسيـح بدأ خدمته بإختيار أشخاص دعاهم تلاميذ وكانوا يرافقونـه كل الأوقـات ليسمعوا ويـروا ويستلموا منهج حيـاة وليس فقط مجرد معلومات . كما ذكر معلمنا لوقا البشير : ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيء وتبعوه ( لوه : ۱۱ ) وامتد الأمر عبر العصور الأولى للمسيحية إذ لقبت كل من يدخل إلى الإيمان بـ ( تلميذ ) . وكلمـة تلميذ تطلق فقط على المراحل الأولية في التعليم ... لأنها تعبر عن البساطة والإتضاع والخضوع . لذلك نعتبر مبدأ تلميذا في الكنيسة والخدمة من أهم المبادىء التي تؤمن سلامة الخدمة ... فلا تجد في الكنيسة معلم إلا ويحسب تلميذا لمعلم آخر ... لأن التلمـذة تحفظ الإنسان من الكبرياء ومن السلوك بحسب المنهج الشخصي ... وهـي تضمن سلامة الطريق ... وتؤمـن الهدف ... وتحقق الوحدة ، وحينما يفقد الخادم محبته للتلمذة يصاب بالجمود ... ويتراجع عن سمـاع التعاليـم .. ويستكبر أن يصير تلميـذا يجلس ويستمـع ويتعلم .. ويستثقل أن يحضر قداس أو عشية بها عظة ... وأخطر ما يصيب الخادم أن يشعر بالإكتفاء عن التلمذة أو التعلم ويردد إنى غنى وقد إستغنيت ... ولا يعلم أنه شقى وفقير .رأينـا تلمذة يشوع لموسي ... وأليشع لإيليا ... وكيف وضع الله من روح ورسالة وقلب المعلم للتلميذ ... فكان إمتداداً وإستكمالاً لنفس الرسالة . وكأن الله يريد أن يعلمنا أن خطته لا تحتاج إلى جيل ولا إلى فرد .. بل إلى أجيال تسير في نفس الإتجاه وهذا يؤكد ضرورة التلمذة عبر الأجيال المتلاحقة ... فالتلمـذة تضمن تواصل الأجيال وتحفظ مـن الإنفرادية وتنجي من الشعور بالإكتفاء . وتضيف الخبرات العملية . طلـب أليشـع أن يكون لـه روحين مـن معلمـه إيليا .. ولقبـه بمركبة إسرائيل وفرسانها ... وهذا ما يجب أن يشعر بـه التلميذ تجاه معلمه ... لأن الثقـة في المعلم تأت بالتلمذة الناجحة ... وحينما يرى الله أن التلميذ يثق في معلمه يهبه الله لا بسبب بر معلمه بل بسبب إتضاعه كتلميذ . عرفنـا آبـاء البرية أن مـن الكرامات التي لا توصـف في السماء هي كرامة تلميذ خاضع مطيع ... أخـى الخـادم ... أحبب التلمذة فهـى تحميك من هـم التفتيش عن الطريق أخى الخـادم ... أحبب التلمذة لأب إعترافـك لأن بقدر أمانتك معه بقدر ما تلقي بهم خلاصك عليه . أخى الخادم ... أحبب التلمذة فهي خلصت كثيرين بلا تعب ... وتعب كثير بدونها لا ينفع شيء . أخي الخادم ... أحبـب التلمذة وأسعى ورائها لأنها تجلب الرحمة في الدينونة لأنه ليس من العدل أن يطالب التلميذ كالمعلم ... ليتك تدخـل إلى الكنيسة وأنت تحسب نفسك أنك أصغر تلاميذها لتنهال عليك البركات والمراحم .
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
04 يونيو 2022
الخادم والتكريس
كلمـة تكريس تعني التخصيص أو التقديس لله .. وهو سكب الحياة عنـد قدمى ربنا يسوع المسيح ليكون هو المالك عليها .. أي تحيا النفس في ملكية الله على حياتها .. كما نقول في الصلاة الربانية « ليأت ملكوتك فلا يكـون المكرس ملكاً لنفسـه بل لله فيظهـر مـلكـوت الله في حياته ويعلن ملكوت الله على العالم من خلال الأشخاص المكرسين .. فهـو إعلان ملكوت الله في الزمن والأرض وصورة حية لإنتصار عمل النعمة على الكيان الإنساني الذي رضى ألا يحيا لنفسه بل لله . فهو حالة وليس رتبة ... وهو جوهر أكثر منه مظهر ... حيث يملك الله على الفكر والعقل والقلب والحواس . التكريس لا يعنـى مجرد عـدم الزواج وحيـاة البتوليـة لأن البتولية الحقيقيـة بحسب تعريفها للقديس يوحنا ذهبي الفم هي النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم وليس التكريس هو مجرد الإلتزام بزى معين بل هو أبعد من ذلك بكثير حيث يحيا الإنسان لا لنفسه بل للمسيح . وكلمـا أدركـت النفس كمال عمل الله من أجلهـا ومقدار الثمن الذي فداها وفيضان الحب الذي سكب عليها ... رفضت كل ما لنفسها وخرجت من سلطانها لتحيا أسيرة ذاك الذي أحبها وتردد في قلبها دائماً لا أنا بل وحينمـا نتكلم عن التكريس لا نستبعـد أنفسنا لأننا بالفعل مكرسون منذ معموديتنا ويعلن تكريسنا وملكيتنا الله حيث نختم له ونخصص على إسمه ونجحد الشيطان ومرؤوسـه العالم ... ونرفض كل قواته وكل حيله الرديـة والمضلة ونعلـن إيماننا ونعترف بيسوع المسيح ربـاً وإلهاً وملكاً.ونصير أواني طاهرة وأبناء للملكوت السماوي كل هذا يتم بشكل سري في المعمودية المقدسة التي نخصص ونختم ونوهب فيها للمسيح ونحيا حياته ونعمل عمله ونتكلم بكلامه ... وهذا هو التكريس في جوهره . فـإن كان هذا هو حـال كل مسيحي معمد على إسم ربنا يسوع المسيح كم يكون الخادم الذي تم إختياره ليكون كارزاً ببشارة الإنجيل . نجـد في العهد القديم أن الله إختار أناس لـه وجعلهم نماذج لمحبته وتبعيته ويعلن تدابيره فيهم ويتكلم وينذر ويشجع بواستطهم مثل هابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم ... وخصص له كل بكر كل فاتح رحم من أبناء بني إسرائيل ... ثم جعل سبط لاوى بالكامل له وجعلهم موهوبون له موهبة وعملا ما لا يعملون ... هـذا لكي يثبـت في أذهانهم وفـي قلوبهم أنهم مختلفـون ... وأن عملهم وحياتهم سماوية وليست أرضية ... أن هـذا كـلـه كان تمهيداً لإنسان الله في العهد الجديد .. الذي يجب أ يدرك أنـه مفرز ومدعو ومكرس ليعمل عمـل الله ويعلن رسالته وملكوته وهو بعد على الارض .. عزيزي الخادم ... ليتـك تدرك أنك مفـرز ومكرس وموهوب للمسيـح ... أنت نور وملح وخميرة وتذكر أن خدمتك ليست شيئـاً ثانوياً إضافياً تتذكره فقط وقت الخدمة بل حياتك ورسالتك ويومك ملك للمسيح فتكون بالحقيقة خادماً ومكرساً له .
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
23 يناير 2022
من له العروس فهو العريس ( يو29:3)
مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا 3 : 22 – 36 { وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ . وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضاً يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ لأِنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاةٌ كَثِيرَةٌ وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ . لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ . وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ . فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ يَا مُعَلِّمُ هُوذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ . أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ . أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحُ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ . مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ . وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ . إِذاً فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ . يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ . الَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ . وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ الَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ . وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ . لأِنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ . لأِنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ . الآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ . الَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيوةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيوةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ } نِعْمَة اللهُ الآب تَحِلُّ عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً آمِين .
مِنْ تَدْبِير الكِنِيسَة يَا أحِبَّائِي وَتَرْتِيبْهَا أنَّنَا فِي بِدَايِة كِرَازِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَكَأنَّنَا فِي بِدَايِة رِحْلِته المُقَدَّسَة عَلَى الأرْض .. فَقَدْ رَأيْنَاه عِنْدَمَا تَجَسَّد .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا أُخْتُتِن .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا تَعَمَّد .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا كَانَ يَجُول يَصْنَعُ خَيْراً .. فَالكِنِيسَة بِتِبْرِز لَنَا شَخْصِيَّة هَامَّة جِدّاً وَهيَ شَخْصِيِّة يُوحَنَّا المَعْمِدَان الَّذِي كَلاَمُه غَيَّر الكَثِير فِي النَّاس .. فَعِنْدَمَا ظَهَرَ رَبَّ المَجْد يَسُوع إِبْتَدَأَ يَحْدُث بَيْنَ النَّاس لُوْن مِنْ ألْوَان الإِنْقِسَام .. وَحَتَّى تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِبْتَدَأَ يَحْدُث لَهُمْ لُوْن مِنْ التَشَكُّك فِي الحَقِيقَة .. فَحَدَثَ جِدَال بَيْنَ تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَاليَهُود وَحَدَثَ نِقَاش بَيْنَهُمْ حَتَّى جَاءَ تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَقَالُوا لَهُ{ يَا مُعَلِّمُ هُوذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ } .. يُرِيدُون أنْ يَقُولُوا لَهُ أنَّ الَّذِي عَمَّدَتهُ أنْتَ هُوَ إِبْتَدَأَ الآن يُعَمِّد .. وَكَأنَّهُمْ يَقْصِدُون إِلَى حَدٍ كَبِير أنَّكَ أنْتَ صَاحِب الفَضْل عَلَيْهِ وَهُوَ إِبْتَدَأَ الآن يُعَمِّد وَلَيْسَ فَقَطْ يُعَمِّد بَلْ أيْضاً الجَمِيع يَأتُونَ إِلَيْهِ فَأجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ لَهُمْ { لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ . أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحُ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ . مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ } .. يُرِيد أنْ يَقُولَ لَهُمْ أنَّ العَرِيس الحَقِيقِي الَّذِي يَجِب أنْ تَلْتَفِتُوا حَوْلَهُ كُلُّكُمْ هُوَ شَخْص يَسُوع المُبَارَك وَلكِنْ .. مَنْ أنْتَ يَا يُوحَنَّا ؟ فَهُوَ شَبَّه نَفْسه وَقَالَ أنَا صَدِيقُ العَرِيس .. أنَا صَاحْبُه أحِبُّه وَأتَحِد بِهِ .. وَمَنْ هُوَ العَرِيس ؟ هُوَ يَسُوع .. { مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ } .. فَأنَا كُلَّ الخِدْمَة الَّتِي أخْدِمهَا هِيَ مِنْ أجْل أنَّكُمْ تَلْتَفِتُوا حَوْلَهُ هُوَ .. وَهيَ تَمْهِيد لِحُبُّكُمْ لَهُ .. زِيَادَة لِحُبُّكُمْ .. زِيَادَة لِوَلاَءكُمْ زِيَادَة لأِنْتِمَاءكُمْ أحِب أنْ أتَكَلَّم مَعَكُمْ فِي أنَّ لَقَبْ " العَرِيس " هُوَ مِنْ الألْقَاب المَحْبُوبَة عِنْدَ شَخْص يَسُوع الْمَسِيح .. هُوَ لَقَبْ يَسْتَرِيح الله إِلَيْهِ لأِنَّهُ هُوَ مُلَخَص إِفْتِقَاده لِلبَشَرِيَّة وَأنَّهُ سَيَأتِي كَعَرِيس لَنَا وَيَتَحِد بِنَا وَيُثْمِر فِينَا وَيَكُون وَاحِد مَعَنَا .. لِدَرَجِة أنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الَّذِي هُوَ عَالِم بِأسْرَار الله يَقُول { خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ لأِقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ } ( 2كو 11 : 2 )وَكَأنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يُلَخِص خِدْمِته كُلَّهَا فِي أنَّهُ أتَى لِيَخْطُبنَا لِلْمَسِيح .. وَكَأنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس يُرِيد أنَّ كُلَّ نِفُوسْنَا وَكُلَّ أحَدٌ فِينَا يَكُون كَعَرُوس لِلْمَسِيح .. لِدَرَجِة أنَّهُ فِي مَرَّة رَبَّ المَجْد يَسُوع عِنْدَمَا سُؤِلَ عَنْ الصُوْم قَالَ لَهُمْ { هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ } ( مر 2 : 19) .
أنْتَ أيْضاً يَا يَسُوع تُصَدِّق عَلَى تَعْبِير العَرِيس .. فَهُوَ يَقْصِد بِهِ نَفْسه .. هُوَ عَرِيس نِفُوسْنَا هُوَ الَّذِي أرَادَ وَأحَبَّ أنْ يَقْتَرِن بِنَا وَأنْ نَصِيرَ لَهُ وَأنْ نَصِيرَ وَاحِدٍ مَعَهُ .. هُوَ العَرِيس وَلِذلِك نَجِد رَبَّ المَجْد يَسُوع يَتَكَلَّم وَيَقُول أنَّ رِحْلِة مَلَكُوت السَّموَات هِيَ تُشْبِه عَشَر عَذَارَى خَرَجُوا لإِسْتِقْبَال العَرِيس وَإِبْتَدَأَ يَتَكَلَّم عَنْ المُسْتَعِدَّات لَهُ .. فَهُوَ عُرْس .. وَكَلِمَة " العَرِيس " تَخْتَلِف عَنْ كَلِمَة " زُوج " .. فَالعَرِيس تَحْمِل مَعَانٍ أعْمَق مِنْ زُوج .. مَعْنَاهَا أنَّهُ فِي قِمِّة إِشْتِيَاقه وَفِي قِمِّة فَرَحُه .. مَعْنَاهَا أنَّ حُبُّه مُتَجَدِّد لِعَرُوسته .. رَبَّ المَجْد يَسُوع يُلَقَب بِالعَرِيس مُنْذُ أنْ أتَى عَلَى الأرْض وَلاَزَالَ هُوَ عَرِيس نِفُوسْنَا وَمَحَبِّته لَمْ تَهْتَز وَلَمْ تَتَأثَّر بِالزَمَنْ بَلْ عَلَى العَكْس مَحَبِّته بِتَنْمُو .. وَكَلِمَة " العَرِيس " بِتَحْمِل العَطَاء وَتَحْمِل البَهْجَة .. لِدَرَجِة أنَّ يُوحَنَّا الرَّائِي قَالَ أنَّهُ رَأى عَرُوس مُزَيَنَة لِعَرِيسْهَا .. رَأى حَاجَة نَازْلَة مِنْ السَّمَاء لَمْ يَسْتَطِع أنْ يُشَبِّهُهَا مِنْ كَثْرِة جَمَالْهَا إِلاَّ أنَّهَا كَعَرُوس مُزَيَنَة لِعَرِيسْهَا ( رؤ 21 : 2 ) وَمَنْ هِيَ العَرُوس إِلاَّ جَمَاعِة الكِنِيسَة .. جَمَاعِة الأبْرَار الَّذِينَ تَزَيَنُوا بِالبِّر .. بِر قِدِّيسِي الكَنِيسَة هُوَ زِينِة الكَنِيسَة .. وَالكَنِيسَة هِيَ عَرُوس الْمَسِيح وَالْمَسِيح هُوَ عَرِيسْهَا الَّذِي إِقْتَرَن بِهَا وَأحَبَّهَا .. وَنِفُوسْنَا هِيَ عَرُوس الْمَسِيح .. وَلِذلِك لَوْ أدْرَكْنَا العُمْق فِي العِلاَقَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله لَعَرَفْنَا أنَّنَا إِتَحَدْنَا بِهِ إِتِحَاد زِيجِي خَفِي .. إِخْتَارْنَا وَأحَبَّنَا وَاقْتَرْن بِنَا وَأحَبَّ أنْ نَصِير لَهُ عَرُوس .. كَمْ أنَّ يَا أحِبَّائِي العِلاَقَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَبِّنَا يَسُوع عِلاَقَة سِرِّيَّة جِدّاً .. وَعِلاَقَة كُلَّهَا إِشْتِيَاق .. وَكُلَّهَا حُب .. فَعَلَى المُسْتَوَى الرُّوحِي تُوْجَد عِدَّة شُرُوط وَصِفَات لِهذِهِ العِلاَقَة وَهيَ :-
1/ الحُب وَالإِشْتِيَاق :-
رَبَّ المَجْد يَسُوع عِلاَقته بِنَا عِلاَقِة حُب وَاشْتِيَاق .. { أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى } ( يو 13 : 1) .. " حُب " فَالَّذِي نِرَكِّز عَلِيه بِاسْتِمْرَار هُوَ أنْ نِحِب رَبِّنَا وَلكِنْ لاَبُد أنْ نَعْرِف كَمْ أنَّهُ هُوَ يُحِبُّنَا وَلِذلِك القِدِيس يُوحَنَّا الحَبِيب وَهُوَ تِلْمِيذ المَحَبَّة وَالَّذِي تَكَلَّم عَنْ المَحَبَّة بِمُسْتَوَى رَاقِي جِدّاً قَالَ { نَحْنُ نُحِبَّهُ لأِنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً } ( 1يو 4 : 19) .. فَمَحَبِّتنَا هِيَ رَد لِمَحَبِّته .. نَفْسِي وَنَفْسَك لاَبُد أنْ تَكُون عَلَى مُسْتَوَى الحُب الفَائِق لِكيْ نَكُون عَرَائِس لَهُ .. حُب مُتَجَدِّد لاَ يُوْجَد وَاحِد تَكُون لَهُ عَرُوس وَتَمْرَض فَيَتْرُكَهَا وَلكِنَّهُ بِتَزْدَاد رِعَايْته لَهُ .. إِتِحَاده بِنَا لاَ يَنْفَصِل أبَداً .. فَهُوَ عِنْدَمَا أخَذَ جَسَد أعْلَن زِيجَته مَعَنَا وَحَلَّ فِينَا وَبَعْض التَرْجَمَات تَقُول { وَحَلَّ فِينَا }إِتَحَدَ بِنَا وَنَحْنُ أيْضاً إِتَحَدْنَا بِهِ فَلَوْ النَّفْس أدْرَكِت مَا مَعْنَى العِلاَقَة الخَفِيَّة السِّرِّيَّة بِهِ فَإِنَّهَا لاَ تَشُك لَحْظَة وَاحِدَة فِي رِعَايْته وَفِي إِهْتِمَامه .. فَلاَبُد أنْ أُدْرِك أنَا إِيه بِالنِسْبَة لَهُ .. فَقَدْ تُوْجَد أسْئِلَة كَثِيرَة تَدُور فِي النَّفْس وَتَقُول هَلْ يَا تَرَى سَيُغْنِينِي ؟!! فَنَحْنُ نِفُوسْنَا نِفُوس عَرَائِس لِلْمَسِيح نُقَدِّمهَا لَهُ فِي كُلَّ يَوْم .. وَهُوَ بِيُقَدِّم نَفْسه لَنَا كُلَّ يَوْم فِي إِتِحَاد وَفِي عُمْق وَفِي إِشْتِيَاق .. فَنَحْنُ لاَبُد أيْضاً أنْ نُبَادِلَهُ الإِشْتِيَاق فَكَمَا يَقُول أحَد القِدِّيسِين { نَحْنُ عُشَّاق يَسُوع } .. فَعِنْدَمَا يَقُول وَاحِد أنَا بَحِب وَاحِد فَإِنَّهُ يَقُول" أنَا بَعْبُده " .. فَنَحْنُ عِنْدَمَا نَأتِي لِلكِنِيسَة نَحْنُ لَيْسَ فَقَطْ نُحِبه وَلكِنْ نَحْنُ بِنَعْبُده فَعِنْدَمَا يَكُون الحُب فَائِق تَكُون العِبَادَة فَائِقَة وَغِير قَادِرِين أنْ نَمْسِك أنْفُسَنَا .. كَمَا يَقُول أحَد القِدِّيسِين { أنْتَ قَدْ جَرَحْتَ نَفْسِي أيُّهَا الحَبِيب .. أنَا لاَ أقْوَى عَلَى ضَبْطَ لَهِيبَ حُبَّك } الإِنْسَان عِنْدَمَا يُصَلِّي وَيَصُوم بِحُب فَائِق تَكُون العِلاَقَة مَعَ رَبِّنَا يَسُوع عِلاَقَة لَذِيذَة عِلاَقَة مُشْبِعَة .. عِلاَقَة رَاقِيَة .. رَبِّنَا يَسُوع يُرِيد أنْ يَقُول لَنَا أنَا عَرِيس نِفُوسِكُمْ .. فَالعَرُوس لاَبُد أنْ تَكُون مُزَيَنَة وَلاَبُد أنْ تَعْمَل مَا يُرِيده وَمَا يُحِبَّه .. المَفْرُوض أنْ نَتَزَيَنْ بِالفَضَائِل وَبِالأحْكَام وَفِي وَقْتَهَا سَتَكُون نِفُوسْنَا عَرُوس لَهُ .. لَنَا مَصَابِيح مَلْيَانَة بِزِيت الإِسْتِعْدَاد .. عِلاَقَة كُلَّهَا حُب وَكُلَّهَا إِشْتِيَاق .
2/ التَّعَلُّمْ :-
العَرُوس عِنْدَمَا فَكَّرَت فِي عَرِيسْهَا وَعِنْدَمَا وَجَدَت أنَّ فِيهِ صِفَات جَمِيلَة وَوَجَدَت فِي دَاخِلُه حُب كَثِيراً جِدّاً لَهَا وَوَجَدَتُه وَدِيع وَلَطِيف وَطَوِيل البَال فَالمَفْرُوض أنَّ هذِهِ العَرُوس تِتْصَلَّح رَبَّ المَجْد يَسُوع عِنْدَمَا وَجَدَ أنَّ البَشَرِيَّة لاَ يُوْجَدْ لَهَا قُوَّة وَلاَ قُدْرَة عَلَى أنْ تِتْصَلَّح قَالَ لاَ تُوْجَدْ طَرِيقَة لِكَيْ تِتْصِلِح غِير أنَّهُ يَتَحِد بِهَا إِتِحَاد زِيجِي عَمِيق .. وَفِي نَفْس الوَقْت صَارَ بِرُّه أمَامَنَا وَاضِح وَصِرْت أرَى بِرُّه وَأخْجَل مِنْ نَفْسِي وَمِنْ خَطِيِتِي .. فَيُعَلِمَنِي وَيِصَلَّحْنِي وَيُرْشِدَنِي فَكَمَا يَقُول أحَدْ القِدِّيسِين أنَّهُ لَوْ يُوْجَدْ وَاحِد مَلِك قَدْ وَجَدَ إِنْسَانَة سَيِئَة السُمْعَة فِي البَلَدوَهذِهِ السَيِّدَة بِتُسِئ لِلمَدِينَة فَحَاوِل أنْ يُصْلِحْهَا وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى .. فَقَالَ إِنَّ أكْثَر شِئ يُصْلِحْهَا هُوَ أنْ يَأخُذْهَا زَوْجَة لَهُ .. رَبَّ المَجْد يَسُوع وَجَدْ النَّفْس فَاسِدَة وَمَمْلُوءَة بِالكِبْرِيَاء وَحُب المَال وَحُب الشَّهْوَة وَحُب العَالَم فَقَالَ أتَحِد بِهَا إِتِحَاد لاَ يَنْفَصِل عَشَان أفْطُمْهَا عَنْ كُلَّ شَرَّهَا وَأخَلَّصْهَا مِنْ كُلَّ زِنَاهَا عَشَان أعَلِّمْهَا إِزَاي تِكُون عَايْشَة فِي كَرَامَة لاَئِقَة بِخِلْقِتْهَا رَبِّنَا خَلَقْنَا يَا أحِبَّائِي فِي صُورَة لاَ نَتَخَيَلْهَا مِنْ الكَرَامَة وَالمَجْد وَلكِنْ نَحْنُ فَقَدْنَا صُورَة المَجْد هذِهِ فَقَالَ تَعَالُوا أنَا سَأدْخُل مَعَكُمْ فِي إِتِحَاد دَائِم .. فَإِبْتَدَأنَا نَرَاه وَهُوَ وَدِيع .. وَهُوَ قُدُّوس .. وَهُوَ طَاهِر .. وَابْتَدَأنَا نِخْجَل مِنْ أنْفُسَنَا .. فَعِنْدَمَا يَكُون إِنْسَان مُتَكَبِر وَيَرَاه مُحِب لِلعَشَارِين وَالخُطَاة فَإِنَّهُ يَبْتَدِأ يِرَاجِع نَفْسه .. فَنَحْنُ إِبْتَدَأنَا نَتَغَيَّر .. وَابْتَدَأ رَبِّنَا يَسُوع يَشْعُر أنَّ هذِهِ هِيَ الصُورَة الَّتِي يُرِيدَهَا مِنْ الإِنْسَان .. فَهُوَ فَطَمْنَا عَنْ أسْقَام كَثِيرَة .. فَمُسْتَحِيل أنَّ هذِهِ السَيِّدَة الَّتِي إِقْتَرْن بِهَا المَلِك وَحَمَلَت أسْرَاره أنْ تَعُود مَرَّة أُخْرَى لِلخَطِيَّة إِلاَّ لَوْ هِيَّ أصَرِت عَلَى زِنَاهَا .
3- المِيرَاث :-
مَعْرُوف يَا أحِبَّائِي أنَّ الزَوْجَة بِتَرِث عَرِيسْهَا .. نَرِثه لَيْسَ كَفَضْل مِنْهُ وَلكِنْ كَحَقٌ لَنَا عِنْده { فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيح } ( رو 8 : 17 )نَحْنُ لَنَا حُقُوق عِنْده وَلكِنْ لِلأسَفْ نَحْنُ الَّذِينَ بِنُهْمِلْهَا مَعْرُوف يَا أحِبَّائِي إِنْ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ الزَوْجَة مِنْ أُسْرَة فَقِيرَة وَلكِنْ لَوْ إِقْتَرَنِت بِإِنْسَان عَظِيم الشَأن فَإِنَّهَا صَارَت كَرَامِتْهَا مِنْ كَرَامَتَهُ .. وَالنَّاس كُلَّهَا تِحْتِرِمْهَا كَمَا تَحْتَرِم المَلِك .. فَلَوْ نَحْنُ مُزْدَرَى بِنَا وَلاَ شِئ إِلاَّ إِنْ كَرَامِتْنَا مِنْ كَرَامَتَهُ .. وَكُلَّ مَنْ يَرَانَا يَهَابْنَا لأِنَّنَا إِتَحَدْنَا بِهِ لَيْسَ بِاسْتِحْقَاق فِينَا وَلِذلِك يَا أحِبَّائِي العِلاَقَة الَّتِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عِلاَقَة قَوِيَة جِدّاً .. فَنَحْنُ وَرَثْنَا صِفَاته وَهيَ عِلاَقَة كُلَّهَا عَطَايَا .. وَالَّذِي يَسْأل سؤَال مَتَى تَزَوَجْنَا .. وَأيْنَ كَانَ العُرْس الحَقِيقِي ؟ كَانَ عَلَى الصَّلِيب .. كُلَّ عَرِيس يُقَدِم هِدِيَة لِعَرُوسْته لِيُعْلِنْ لَهَا صِدْقه وَاشْتِيَاقه لاقْتِرَانه بِهَا .. عُرْسِنَا كَانَ عُرْس الصَّلِيب وَكَانَتْ هِدِيِته هِيَ ذَبِيحِة نَفْسِهِ .. أحَدْ القِدِّيسِين وَهُوَ القِدِيس يَعْقُوب السُرُوجِي يَصِف لَنَا الصَّلِيب كَوَلِيمِة عُرْس .. فَالكِنِيسَة بِتَضَعْ لَنَا صُورِة الصَّلِيب فُوق لِكَيْ نِعْرَف أنَّنَا فِي وَلِيمِة عُرْس وَعَرِيسْنَا عَرِيس مَصْلُوب .. { مَنْ ذَا الَّذِي مُنْذُ تَأسِيس العَالَم أعْطَى دَمَهُ هِدِيِة عَرُوسه إِلاَّ المَصْلُوب الَّذِي خَتَمْ زَوَاجُه بِجِرَاحَاتُه } .. مَنْظَرْ صَعْب جِدّاً .. مَنْظَر لاَ يُوحِي أبَداً بِأنَّهُ عُرْس أوْ وَلِيمَة فَهُوَ مَنْظَر كُلَّه ظُلْم وَكُلُّه مُحَاكَمَة .. { فِي أي عُرْس كَسَرُوا جَسَدْ العَرِيس لِلضُيُوف بَدَل طَعَام آخَر } .. فَهُوَ أحَبَّ أنْ تَكُون وَلِيمِة عُرْسه هِيَ وَلِيمِة صَلِيبه .. { مَنْ ذَا الَّذِي رَأى جُثَّة مَوْضُوعَة وَسَطْ حَفْل عُرْس وَالعَرُوس تَحْتَضِنْهَا كَي تَتَغَذَّى بِهَا .. فِي أي عُرْس كَسَرُوا جَسَدْ العَرِيس لِلضُيُوف بَدَل الطَّعَام } .. الْمَسِيح صَنَعَ مَعَنَا هكَذَا فِي وَلِيمَتِهِ بِكَسْر جَسَدِهِ لِلضُيُوف .. { إِنَّ الزَوْجَات يَنْفَصِلْنَ عَنْ أزْوَاجِهِنَّ بِالمَوْتِ .. لكِنْ هذِهِ العَرُوس إِتَحَدِت بِزَوْجِهَا بِالمَوْت .. مَاتَ عَلَى الصَّلِيب وَلَمْ تَقْبَل عِوَضاً عَنْهُ } رَبَّ المَجْد يُحِب يَسْتَخْدِم تَشْبِيه الوَلِيمَة السَّمَائِيَّة نَحْنُ فِي وَلِيمَة كُلَّهَا أسْرَارفَلَوْ رَبِّنَا يِكْشِف لَنَا عَنْ العَظَمَة الَّتِي نَحْنُ فِيهَا لَكُنَّا نَعِيش فِي فَرْحَة لاَ يُعَبَّر عَنْهَا لأِنَّهُ بَسَطَ ذَيْلُه عَلِينَا سَتَرْنَا وَصِرْنَا نَتَرَاءَى بِبِرُّه هُوَ الْمَسِيح وَضَعَ مِيرَاث قَدَاسَتِهِ وَبِرِّهِ لِكَيْ تَتَمَتَعْ بِهِ كَنِيسَتَهُ بِلاَ نِهَايَة وَبِلاَ شَبَعْ كُلَّ بِرُّه يَا أحِبَّائِي إِسْتَوْدَعه لَنَا فِي الكِنِيسَة كَذَخِيرَة ثَمِينَة نَرِثْهَا فَلَوْ وَاحِد يِقُول أنَا حَيَاتِي كُلَّهَا فَاتِرَة وَمَمْلُوءَة هُمُوم نَقُول لَهُ أنْتَ لاَ تُدْرِك الكِنْز فَالكِنْز بِإِسْمَك وَالكِنْز مِنْ حَقَّك الْمَسِيح يَا أحِبَّائِي بِزَوَاجه مِنَّا صَارَ كُلَّ بِرُّه لَنَا فَبِرُّه لَيْسَ لِنَفْسِهِ هُوَ لَمْ يَحْتَاج إِلَى بِر بَلْ هُوَ لَنَافَالْمَسِيح عِنْدَمَا صَامَ وَعِنْدَمَا صَلَّى كَانَ مِنْ أجْل تَقْدِيس عُرُوسْته وَلِكَيْ كُلَّ مُؤمِنْ يَأخُذ قُوَّتَهُ مِنْ صَلاَته وَعِنْدَمَا يُحِب وَيِسَامِح يَأخُذ قُوَّتَهُ مِنْهُ هُوَ هُوَ الغَنِي وَاخْتَفَى لِكَيْ يُغْنِينَا فَكُلَّ إِنْسَان لاَ يُحِب يَتَعَلَّم مِنْ مَحَبَّتِهِ{ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى } فَلَوْ أدْرَكْنَا عَظَمِة وُجُودْنَا فِي الْمَسِيح يَسُوع لَصَارَت نِفُوسْنَا فَرِحَة وَلاَ يَعُود لَنَا هَمْ لأِنَّ عَرِيْسَنا هُوَ الْمَسِيح لِذلِك يَا أحِبَّائِي كُون إِنِّنَا نِغْلِب مِنْ أنْفُسَنَا وَنَنْسَى مِيرَاثْنَا فَهذِهِ حَرْب عَمِيقَة مِنْ عَدُو الخِير لكَيْ يُنْسِينَا مَنْ نَحْنُ وَلكِنْ { أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي } ( نش 6 : 3 ) رَبِّنَا يُعْطِينَا العَطَايَا السَّمَاوِيَّة لِكَيْ نَفْرَح بِهِ رَبِّنَا يُعْطِينَا مَعَهُ عِلاَقَة كُلَّهَا مَجْد رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
21 يناير 2022
عيد عرس قانا الجليل
" وفىِ اليوم الثالث كان عُرس فىِ قانا الجليل ، وكانت أُم يسوع هُناك 0 ودُعى أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس 0 ولمّا فرغت الخمر قالت أُم يسوع لهُ ليس لهُم خمر 0قال لها يسوع مالىِ ولكِ يا إمرأة0 لم تأتِ ساعتىِ بعد 0 قالت أُمّهُ للخُدّام مهما قال لكُم فافعلوهُ0 وكانت ستّة أجرانٍ من حِجارةٍ موضوعةً هُناك حسب تطهير اليهود يسعُ كُلّ واحدٍ مطرين أو ثلاثة0 قال لهُم يسوع إملأوا الأجران ماء0 فملأوها إلى فوق0 ثُمّ قال لهُم إستقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المُتّكإ 0 فقدّموا0 فلّما ذاق رئيس المُتّكإ الماء المُتحّول خمراً ولم يكُن يعلم من أين هى0 لكنّ الخُدّام الذين كانوا قد إستقوا الماء علِموا0 دعا رئيس المُتّكإ العريس0 وقال لهُ 0 كُلّ إنسانٍ إنّما يضعُ الخمر الجيّدة أولاً ومتى سكِروا فحينئذٍ الدّون0 أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن0 هذهِ بِداية الآيات فعلها يسوعُ فىِ قانا الجليل وأظهر مجدهُ فآمن بهِ تلاميذهُ " ( يو 2 : 1 – 11 ) 0
فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُلّ أوان وإلى دهر الدهور آمين 0
تحتفل الكنيسة يا أحبائىِ بعيد من أعيادها السيّديّة الصُغرى عيد " عُرس قانا الجليل " ، رُبّما يتساءل البعض لماذ مُعجزة عُرس قانا الجليل تتحّول لعيد ؟ فربنا يسوع المسيح عمل مُعجزات كثيرة ، رُبّما يكون عمل مُعجزات أكبر منها ، فإِذا كان اقام موتّى ، فإِذا كان أقام لِعازر ، فإِذا كان فتح للأعمى عينيهِ 0
أولاً أتكلّم مع حضراتكُم فىِ ثلاث نُقط :0
(1) لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد 0
(2) سخاء ربنا يسوع 0
(3) التحّول 0
أولاً : لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد :-
لأنّها أول مُعجزة ربنا يسوع المسيح عملها فهى أول شىء يُعلن بِها نفسهُ أمام الناس00فقبل المُعجزة إن كان معروف فهو معروف لأخصائهُ الأقربين جداً مثل الست العدرا وتلاميذهُ لكن عِند عامة الناس لا يعرفوهُ فالست العدرا تعرف جيداً إمكانيات إبنها كون إن هى قالت ليس لهُم خمر فذلك لأنّ هى تعرف إمكانيات إبنها فطلبت المُعجزة هى أول مُعجزة يُستعلن فيها مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح ، فالكنيسة تحتفل بِها وتجعلها بداية لحياة ربنا يسوع المسيح فتوجد كلمة فىِ الإنجيل " الثالث " فلِماذا اليوم الثالث ؟
فهو اليوم الثالث بالنسبة للعِماد 0 فهو إعتمد فىِ 11 طوبة 0 فاليوم هو اليوم الثالث للعِماد ، فنجد قِراءات 12 طوبة لا تُقال قِراءات 12 طوبة لأنّهُ ثالث يوم عيد الغِطاس وتُعطىِ لنا تعاليم خاصة بالعِماد 00فمازالت الكنيسة بتحتفل بالعيد ولكن توّج إحتفالنا بالعِماد بمُعجزة00فالثالث تُشير لقوة القيامة قوة الحياة الجديدة قوة الخلاص0
العيد يحمل معانى كثيرة :-
(1) إعلان إلوهيّة ربنا يسوع المسيح 0
(2) بداية كرازتةُ وخدمتةُ 0
فهو حب أن يتعرّف علينا فىِ عُرس لأنّ هو مصدر الفرح ، وبدأ خدمتهُ فىِ عُرس ، ربنا يسوع المسيح هو العريس الحقيقىِ فهو مُشتاق أن يخطُبنا لنفسهِ ويُقدّمنا لهُ كعذراء بلا عيب 0
فإن كانت هذهِ المعرفة أولّها فىِ فرح فإنطبعت صورة مُفرحة مُعزّية قوية فىِ نفوسهُم ، لأنّهُ يُشركهُم فىِ حياتهُم ، فهو صديق لهُم ومُشاركاً لهُم فىِ حياتهُم ، فهو كان مُجامل وكان عاطفىِ وشاركهُم فىِ أحزانهُم وأفراحهُم0
والعُرس كان يأخُذ مُدّة من الزمن ، فكان يأخُذ على الأقل إن كانوا ناس بُسطاء يأخُذ إسبوع 0
" وكانت أُم يسوع هُناك 00 " فالسيد المسيح أتى ليُجامل والست العدرا كانت هُناك من قبلهُ بمُدّة ، وربنا يسوع ذهب فىِ نهاية العُرس ، فالعُرس فىِ التقليد اليهودىِ كان يُمثلّ أمر لهُ فرحة كبيرة جداً ، فبعض النساء تغيّرت أسمائهُم بعد عُرسهُم فهو يُمثلّ للشخص حياة جديدة0
وفىِ بعض تقليدات فىِ التقليد اليهودىِ إن هى بداية جديدة ، وغُفران للخطايا السابقة ، لذلك كانوا يحتفلوا بهِ بمراسيم طقسيّة وبِمُشاركة أهل أهل البلد ، لذلك ربنا يسوع هو أتى ليُعلن نفسهُ العريس والبشريّة هى العروس ، والعُرس معروف عنهُ البهجة والسرور وتجمّع الأقرباء والأحبّاء ، فهو جاء ليقول أنا أتيت فىِ وسط أحبائىِ لأصنع معهُم محبة ، وهو تنازُل رب المجد للبشريّة وإفتقادِهم0
الأعياد السيديّة هى الأعياد التى تمسّ الخلاص وفيها أحداث تمسّ الخلاص ، مثل الخِتان فهو مُناسبة خلاصيّة وهو إحتكاك للخلاص0
لذلك عُرس قانا الجليل الكنيسة بتعتبرهُ مُناسبة فيها رب المجد يسوع بيفتقد الجنس البشرىِ ، نحنُ نعرف أنّ من نتائج الخطية أنّ العقوبة التى وقعت على المرأة عامةً بأنّ بالوجع تلدين وأصبح الزواج مُرتبط بالوجع وبالأنين وبنتائج الخطية ، فهو جاء يحضر العُرس ليرفع العقوبة وليُزيل العداوة القديمة ، كما فىِ آدم يموت الجميع0
وكأنّ اليوم الكنيسة بتقول لنا عيشوا مع المسيح خدمتهُ ، فهو إتولد وإتختن وتعمدّ ، واليوم الكنيسة بتقول لكُم اليوم هو أول خطوة فىِ خدمة ربنا يسوع المسيح0
وربنا يسوع عارف أنّهُ عندما تبدأ المُعجزات تبدأ الحروب والضيقات والمكائد والصليب يظهر ، فقال لها لم يأتىِ الوقت بعد ، فالكنيسة بتعتبر أنّ المسيح أعلن مجد لاهوتهُ وسُلّطانهُ فىِ حياتنا ، وإفتقد حياتنا ويُحوّل حياتنا إلى خمر حقيقىِ0
ثانياً:التحّول:-
نحنُ نعرف أنّ الخمر عندما فرغ كان موقف مُحرج ، والست العدرا كانت بتشتغل معهُم ، والست العدرا شعرت بالموقف المُحرج فقالت لربنا يسوع " ليس لهُم خمر " 00ثُمّ قالت لهُم " مهما قال لكُم فإفعلوهُ " ، ليتنا عندما نقرأ الكِتاب المُقدس لا أقول إنّ هذهِ الآية ليس لىِ شأن بِها ولكن الآية تحتاج لوقفة 0
ثُمّ قال لهُم " إملأوا الأجران ماء " فهو حّول الماء إلى خمر ، إنّهُ تحّول جوهرىِ ، فالماء عناصرهُ غير عناصر الخمر ، فالماء H2o هيدروجين وأوكسجين ، والخمر فيهِ كحُولّ فهو فيهِ كربون ، فكون الماء يتحّول ويتغيّر طبيعتهُ تماماً فهى مُعجزة 00مُعجزة خلق 00مثل مُعجزة الخمس خُبزات والسمكتين 00فهى مُعجزة خلق لأنّ ربنا يسوع هو قادر أن يُغيّر 00فهو قادر أن يُغيّر البرودة والجفاف إلى حرارة ونشاط00وقادر أن يُحّول طبيعتىِ الفاسدة وحتى وإن لم توجد إمكانيات التغيير ، أُريد أن أكون شىء لهُ قيمة ولهُ طعم مثل الخمر0
فلنفرض إن أنا لا يوجد فىّ برّ فهو قادر أن يخلق فىّ برّ " قلباً نقياً إخلق فىّ يا الله " 00ربنا يسوع المسيح جاء ليُحّول النفس الضعيفة الفاسدة إلى نفس حارّة0
فربنا يسوع المسيح لا يُجيز شُرب الخمر ، ولكن الناس هى التى تُفسد إستخدامهُ ، فالناس فىِ المناطق الباردة تشربهُ للتدّفئة ، فالمادة فىِ حد ذاتها ليست شراً ولكن الإنسان هو الذى يصنع الشر ، فهو يُريد أن يقول أنّهُ قادر أن يخلق قلب جديد نقىِ0
ربنا يسوع إستخدم فىِ إنجيلهُ كلمة " خمر" عندما قالت عذراء النشيد " أدخلنىِ إلى بيت الخمر " فهو يُشير إلى الشبع الروحىِ بالله ، وفعلاً الإنسان يا أحبائىِ بيصل لدرجة أنّهُ يسكر بمحبة ربنا ويوصل لدرجة أنّهُ يرتفع عن الفِكر البشرىِ 0
ربنا جاء ليجعل بهذهِ المُناسبة إفتقاد لجمود الإنسان ، لأنّ الإنسان إبتعد عن ربنا تماماً وعاش فىِ حياة كُلّها توانىِ وكسل ، فربنا يُريد أن يُغيرّهُ0
ومن عظمة قُدرة التحّول أنّ رئيس المُتّكإ إندهش وقال لهُم من أين أتيتُم بهِ 00والأجران كانت ثقيلة جداً00فهو قد إعتقد إن الخمر كان عندهُم وأتوا بهِ فىِ الأخر ولم يعرف بالتحّول ، كأنّ ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا سأبطُل الخمر القديم وسأعطيكُم خمر جديد يُدهش عقولكُم00الخمر القديم هو الناموس والخمر الجديد هو البرّ فىِ عهد ربنا يسوع المسيح0
فيوجد فرق كبير بين الذبائح وبين النعمة التى نحنُ فيها الآن ، فنحنُ موجودين والمذبح مفتوح وبنأخُذ الجسد والدم ، نحنُ فىِ عِز الآن ، فهو يُدهش ، جميل جداً أن ندرس العهد القديم ، فتوجد أهمية لدراسة العهد القديم ، ومنها أعرف اهمية الخمر القديم وما يُشير إليهِ فىِ العهد الجديد0
فما أجمل أن أعرف أنّ الشعب عندما كانت تلدغهُ الحيّات كان موسى يُعلّق الحيّة وينظُر إليّها الإنسان فيُشفى ، فهى قوة الصليب التى تُشفىِ الإنسان من لدغة الحيّة0
موسى عبر البحر الأحمر ولكن فىِ الخمر الجديد هو المعموديّة فكما أنّهُ غرق فرعون فىِ البحر الأحمر كذلك يُسحق الشيطان فىِ المعموديّة0
ثالثاً: سخاء يسوع :-
سألهُم وقال لهُم ماذا يوجد عندكُم ؟! فقالوا لهُ عندنا " ستّة أجران من حِجارة موضوعة هُناك 0حسب تطهير اليهود ، يسع كُلّ واحد مطرين أو ثلاثة " 0
فىِ الحقيقة إنّ هذا الرقم وهو " ستّة أجران " فالجُرن الواحد يسع 100 لترأو أكثر ، وكُلّهُم يعملوا 600 لتر خمر ، فلو لتر فقط فإنّهُ يشربهُ خمسة أشخاص ، فالـ 600 لتر يكفوا لعدد كثير جداً 00فما الذى يحدُث ياأحبائىِ ؟! فهو سخاء يسوع يُحّول الخمس خُبزات والسمكتين لتُقدّم فىِ وليمة مُشبعة ويتبقّى إثنىِ عشر قُفّة " الذى يمنحكُم كُل شىء بغنى للتمتُّع "0
يوجد غنى ليس فقط على المستوى المادىِ ولكن على المستوى الروحىِ ، قدّم لهُ أجرانك وسترى ماذا سيفعل ، فيقول عن مُعجزة صيد السمك " أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهُم تتخرّق " 00غنى00تعال أنت فقط قُل لهُ " إملأ الأجران خمر " 0
الخمر هو الحرارة الروحيّة ، ليس عندنا خمر 00ليس عندنا حرارة فىِ حياتنا الروحيّة ، ربنا يسوع بيقول قدّم ماءك فأحّولهُ لخمر حتى تقولوا كفانا كفانا 0
ألّم تُجرّب أنّك فتحت الإنجيل ووجدت الكلام قوى جداً ومؤثّر جداً ، فإن كان عندك أجران أكثر لكان ملأها بمُجرّد فقط أننا نُعطىِ لهُ وهو يملأ ويملأ0
ألّم تُجرّب مرّة أنّك بتصلّىِ وتشعُر إن إنت فرحان وسعيد وغير مهموم وإرتفعت للسماء وغير قادر أن تختم000فهذا هو الماء الذى تحّول إلى خمر0
الخمر سر حياة القديسين فهُم قدّموا ماء فصار خمر فسكروا 00الشيخ الروحانىِ يقول " لدرجة أنّهُم نسوا كُل شىء 00نسوا الأب والأخ والصديق وسعوا خلف الغنى بحُبهِ "0
الكنيسة بتقول لكُم تعالوا لربنا يسوع المسيح لكى يُقدّس حياتكُم ويُقدّم لكُم خمراً روحانياً ويُقدّم لنفسهُ شعباً مُبرّراً0 ربنا يسوع المسيح يتحنّن علينا وينظُر إلى مائنا ويُحّولهُ إلى خمر يُلهب قلوبنا ونفوسنا0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0
القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
16 يناير 2022
خادم المهارات
ظهرت في الآونة الأخيرة مجالات كثيرة نافعة لتوظيفها لمصلحة الخدمة، مثل مجالات القيادة والإدارة والمهارات البشرية وعلم المشورة وغيرها من المجالات المتعددة التي تساعد في الكثير من أمور الخدمة.ولئلا يظن البعض أن هذه المجالات لا تحمل نفعًا للكنيسة، ونتجه إلى محاربتها أو الاستغناء عنها، فنحن نتحدث عن كيفيه توجيهها التوجيه السليم، وجعلها أداة لمزيد من فاعلية الخدمة، ولكن لابد أن نضع أمام أعيننا دائمًا أن الخدمة هي عمل روحي قبل أن يكون عمل مهاري. وقد قصد مخلصنا الصالح أن يخلّص بقليل وبكثير، أن يغير بجهالة الكرازة ما عجز عنه فلاسفة العالم، لأنه مكتوب أنه سيبيد علم العلماء. فما يشكل خطرًا حقيقيًا أن نعتبر هذه المجالات كافية لنجاح الخدمة...وبلاشك هذه مجالات لها جاذبيتها وبريقها، ولكن يُخشى علي راغبيها أن يكتفوا ويفتخروا بها، ويجعلوا منها هدفًا وليست وسيلةً، ويتبارى أطرافها في المزيد منها، وقد يعتقد راغبها أنها سر نجاح الخدمة. ولأنها تغذّي النزعة الفردية والذاتية، ولأنها أحيانًا تقدم تعويضًا عن الثغرات الروحية، فنجد أنها جاذبة لكثيرين... ودليل على ذلك تجد إقبالًا على اللقاءات المهارية أكثر من اللقاءات الروحية، وتكالبًا على الكتب أو الكورسات التي تعلم المهارات أكثر من الكتب التي تشرح الإنجيل أو الليتورجيا.أحبائي: الخدمة عمل إلهي وليست حركة بشرية. والكنيسة هي الملكوت على الأرض وإن كانت في الأرض، وهي تحتضن المعرفة وتوظّفها وتسخّرها لصالح رسالتها.ويجب أن نعرف أن العالم كله نقطة داخل الكنيسة، وليست الكنيسة نقطة داخل العالم، فهي التي تشفع في الكون كله كمسئولة عنه بكل ما فيه من بشر وبحار وأنهار وينابيع وزروع وعشب وأهوية وبهائم وثمار وغيرها.فإن كان أيُّ علم أو معرفة أو مستحدثات، فهي تُستخدم لهدف الكنيسة الأعلى وهو انتشار الملكوت على الأرض، ومعرفة الابن الوحيد الذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها، والامتلاء من الروح القدس الذي يطهّر ويصلي ويشفع في كل أعضائها.لا نريد أن نقلّل من شأن أي علم، ونقرّ أنه نافع ولكن لقليل، وننبه لخطورة الاكتفاء به. فالكنيسة ليست مؤسسة زمنية، ولا ترتكز على العلوم البشرية، ولا تكرز ولا تخبر إلّا بفضائل مَنْ دعاها من الظلمة إلى نوره العجيب. فهي تعلن ملكوت ابن محبته، وتحدّث ببرّ عريسها، وتنادي مع حزقيال النبي: «اجتَمِعوا، وتَعالَوْا، احتَشِدوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، إلَى ذَبيحَتي الّتي أنا ذابِحُها لكُمْ» (حزقيال39: 17). لذلك علينا أن نستخدم كل علم بقيادة الروح القدس الفاعل فينا، ليوجّه كل معرفة لمجد المسيح وكنيسته...
القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد