المقالات

07 يوليو 2019

شخصية وخدمة بطرس الرسول

بدأ معلمنا بطرُس الرسول حياته تلميذ ليوحنا المعمدان ثم تبع بعده ربنا يسوع المسيح بعد رحلة صيد فاشلة لكن ربنا يسوع قال له ادخُل للعُمق والقِ الشبكة وأطاع فَجَمَعْ في شبكته سمك كثير عندئذٍ خرَّ على وجهه وسجد لربنا يسوع وقال له اخرج يارب من سفينتي لأني رجل خاطئ ( لو 5 : 8 ) ومنذ تلك اللحظة ترك كُلّ شيء وتبع ربنا يسوع أكثر شيء هز بطرُس هو مُعجزة صيد السمك معلمنا بطرُس الرسول له أكثر من اسم سمعان وهو اسم يهودي بطرُس وهو اسم يوناني كيفا أو صفا وهو اسم آرامي فعندما يُخاطِب كيهودي يُقال له سمعان وحينما يُخاطِب كيوناني يُقال له بطرُس وعندما يُخاطِب بالآرامية يُقال له كيفا أو صفا كما قال معلمنا بولس الرسول هذه أسماءهُ وهذه دعوته وتلمذته ليوحنا المعمدان أولاً ثم للمسيح وهو من أوائِل الذين دعاهم ربنا يسوع لأنه رأى فيه صفات كثيرة ولأنَّ الله يعرفنا ويعرف ضعفاتنا ويعرف مدى عمله داخلنا لأنَّ ضعفاتنا كثيرة لكن عمل النِعمة غزير شخصية بطرُس الرسول تُعلِن انتصار عمل النعمة على الطبع البشري فهو خوَّاف مُتردِّد مُندفِع سطحي مُتسرِع لذلك نرى فيه الشك والاندفاع بينما البحر يهيج على السفينة وبطرُس يرى ربنا يسوع آتِ إليهم يقول له باندفاع ” مُرني أن آتي إليك على الماء “ ( مت 14 : 28 ) وعندما يأمره ربنا يسوع أن ينزل من السفينة ويسير على الماء يعمل عمل عجيب عكس كُلّ الناس يرتدي ملابسه بينما من الطبيعي أن يخلع الإنسان رِداءه عند نزوله للماء بطرُس يرتدي ملابسه وينزل ويسير على الماء بالفِعْل ثم فجأة يضعُف ويغرق لكن الجميل أن يمد يسوع يده ويجذبه ويُنقذه من الغرق وكأنه يريد أن يقول له داخلك تناقُض وقد تُصرِّح بما لا تشعر به وتقول ما لا تُؤمن به إيمان لفظي قد نقول قانون الإيمان باللسان فقط لكن أين إيمانك وثِقتك ؟تقابل في أحد الأيام شخص مُلحِد مع شخص مُؤمن ودار بينهما نِقاش حاد المُلحِد يُثبِت عدم وجود الله والمُؤمن يُثبِت وجود الله وانتهت المُقابلة باحتداد وصِراع عاد كُلٍّ منهما إلى بيته وفي نهاية اليوم جلس المُلحِد يُفكر فيما قاله المُؤمن والمُناقشة التي دارت بينهما وانتهى تفكيره إلى إيمانه بوجود الله ومزَّق كُتب الإلحاد وأعلن إيمانه بينما جلس أيضاً المُؤمِن في نهاية يومه يُفكر فيما قيل في المُناقشة وانتهى به الحال إلى إعلان إلحاده وإنكاره للإيمان لماذا ؟ حدث ذلك لأنَّ كُلٍّ منهما حفظ كلام قيل له وردَّده دون اقتناع لكن مجرد جِدال جعل كُلٍّ منهما لا يُصدِّق ما كان يُردِّده فتحوَّل المُلحِد إلى مُؤمن والمُؤمِن إلى مُلحِد ” مُرني أن آتي إليك على الماء “ ” إن شكَّ فيك الجميع فأنا لا أشك أبداً “( مت 26 : 33 ) كثير من هذا إيمان لفظي إيمان عاطفي إيمان شِلَلي أنا تابِع لعائلتي لا المسيحية ليست عصبية أي قُوَّتي ليست من المجموعة بل قُوَّتي من إيماني وما أُصدِّقه وأحياه وفي الضعف البشري في بطرُس ظهر انتصار عمل النِعمة والجيد أنه في بداية إيمانه بربنا يسوع يُقيم مُقارنة بين المسيح ويوحنا المعمدان ويُتابِع التعليم ويثِق أنه المسيا والمُخلِّص وكان بطرُس من التلاميذ الذين لهم دالَّة لدى المُخلِّص فكان التلاميذ يستغِلون هذه الدالَّة ويطلبون منه أن يسأل يسوع عمَّا لا يستطيعون أن يسألوه هم ظهر ضعف معلمنا بطرس في مواقِف كثيرة مثل الخوف في السير على الماء وفي نومه ونُعاسه في بُستان جُثسيماني وفي رفضه لغسل رجليه ونجد أنَّ له مواقِف قام بها وحده فهو الوحيد الذي رفض أن يغسل المُخلِّص قدميه وكان دائماً يتقدَّم الأمور وكان يمكن لربنا يسوع أن يُعلِّق عليه في كُلّ موقف ويقول له أأنت دائماً المُندفِع والمُتزعِم للأمور ؟ لماذا أنت وحدك هكذا دائماً ؟ لكن الجيد أنَّ ربنا يسوع كان يتحمله بلطف ويُعالِج ضعفاته وعندما قال له يسوع إن لم أغسلك فليس لك نصيب معي ( يو 13 : 8 ) اندفع بطرُس وقال له اغسلني بالكُلية وليس قدمي فقط وكأنَّ بطرُس تعلَّم اللُطف والحُب من مصدر اللُطف والحُب فقال في رسالته ” احسبوا أناة ربنا خلاصاً “ ( 2بط 3 : 15) عرف ذلك مِمّا اختبره مع يسوع ولن ننسى موقف الانكار في أول مرة قال لا أعرفه ثم ذهب لمكان آخر وأنكر أمام أكثر من شخص في كُلّ مكان يذهب له أنكر أمام خادمة مرتين وفي المرة الثالثة سلَّطت عليه مجموعة في المرة الثانية قالت له الخادمة لُغتك تُظهِرك ( مت 26 : 73 ) لأنه كان يتكلم بالآرامية فكيف يقول لا أعرفه ؟ وهنا في المرة الثالثة لم يستطِع أن يُنكِر أكثر من ذلك فَسَبَّ ولعن وفي سِبابه أثبت أكثر أنه يعرفه لأنَّ لغته واضحة لكن الأجمل أنه بينما هو خارج من المكان الذي كان واقف فيه نظر له يسوع هذه النظرة احتضنت بطرُس وجذبته لتوبة قوية هذا كُلّه صنع خادم جبّار الله يريد أن يستخدمنا بطبعِنا المهم أن يُقدِّسه ويُحوِّل الإنسان الخوَّاف إلى إنسان شُجاع من إنسان يخاف على نفسه إلى إنسان مُستسلِم من إنسان مُندفِع لحساب نفسه إلى إنسان مُندفِع لحساب المسيح ولنرى عِظاته في سفر الأعمال ونتعجب من الجراءة التي كان يتكلم بها يقول لهم بيلاطس كان حاكِم بإطلاقه وأنتم صلبتموه ( أع 3 : 13) وكأنه يقول لهم أساس الأمر منكم وبيلاطس كان مجرد عصا في يدكم تفعلون بها ما تُريدون عندما صلى الرسل في السجن تزعزع السجن وأقام مع يوحنا المُقعد آمن من عِظته ثلاثة آلاف نفس ” اختار الله جُهَّال العالم ليُخزي الحُكماء واختار الله ضُعفاء العالم ليُخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمُزدرى وغير الموجود ليُبطِل الموجود “ ( 1كو 1 : 27 – 28 ) اختار الله الجهالة ليُخلِّص بها مجرد صيادي سمك بُسطاء جذب بهم كثيرين لذلك ركِّز المسيح على بطرُس فقال للمجدلية ” قُلنَ لتلاميذه ولبطرس “ ( مر 16 : 7 ) وقد كان التحوُّل ولما تكلم عن الظهورات قيل أنه ظهر لبطرُس مخصوص ليُعالِج المشاعر والخوف والحزن الذي بداخله لأنه أخذ عليه نقطة الانكار وأيضاً أخذ عليه نقطة رجاءهُ لأنه كان يمكن أن يهلك في اليأس من أجمل المواقف لبطرُس الرسول أنه لما سأل يسوع مَنْ يقول الناس إني أنا ؟ اندفع بطرُس كعادته وقال ” أنتَ المسيح ابن الله الحي “ ( يو 6 : 69 ) الاندفاع والاعتراف عند بطرُس أتى من تلمذته ليوحنا المعمدان لكنه لما رأى وسمع التعليم واعلان روح الله فيه اعترف أمام الجميع أنه المسيح ابن الله الحي عندما قال يسوع لتلميذيّ يوحنا وكان هو أحدهما ” اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتُما وسمعتُما أنَّ العمي يُبصرون والعُرج يمشون والبُرص يُطهَّرون والصُّم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يُبشَّرون “ ( لو 7 : 22 ) تأكَّد أكثر أنه المسيا لأنَّ معجزة تفتيح أعيُن العميان معجزة مِسيانية لذلك صدَّقه بطرُس هناك تداخُل في الأناجيل الأربعة لكن نكتشف أنَّ هناك سبعة معجزات تفتيح أعيُن عُميان ربنا يسوع قال لبطرُس قُل ليوحنا أنَّ العُمي يُبصِرون ثم قال والموتى يقومون لأنَّ هذا التصريح يُثبِت أنه المسيا . كرازة بطرُس الرسول : كرز في أماكن كثيرة وفي كُلّ مكان يكرز فيه كان يُجاهد وكان لديه غيرة شديدة خاصة على بني جِنسه لأنه كان يصعُب عليه أن يكون لهم المواعيد العُظمى المُستنيرة ولا يُؤمنون ومن أعظم الرسائِل التي كُتِبت رسائِله فيها الإيمانيات ووصايا وسلوكيات وصايا للمرأة والرجل والعجوز ومن ضمن الأمور الجميلة أنَّ زوجة بطرُس واسمها بلوتيلاَّ وكانت إنسانة غير عادية كانت جريئة جداً ومُثقفة وغنية وقيل أنها كانت من النِساء اللواتي تبعن يسوع وقريبة جداً منه لذلك شفى لها والدتها وكان لها دور كِرازي كبير بعد القيامة وكثير من نساء القصر أمنَّ على يد زوجة بطرُس واستشهدت قبل بطرُس وقد سار بطرُس في موكب استشهادها يُساندها ويطلُب منها أن تذكره أمام ربنا يسوع لذلك يقول بولس الرسول كان يمكن أن يكون لي أخت زوجة كبطرُس الرسول وفي النهاية كانت كرازة بطرُس الرسول في روما قوية فقبضوا عليه لكن أحباءهُ اختطفوه وخبَّأوه وأرادوا أن يهرَّبوه ليحافظوا على حياته لأنه كان فعَّال في كرازته ولكن بينما هو خارج من روما رأى يسوع داخل المدينة فسأله إلى أين أنت ذاهب يا سيِّدي ؟ فقال له يسوع ذاهب لأُصلب وأموت قال له معلمنا بطرُس لكنك صُلِبت ومُت من قبل يا سيِّدي أجابه ربنا يسوع لكني ذاهب لأُصلب ثانية وهنا عرف مُعلمنا بطرُس أنَّ الله يريد له الاستشهاد فسلّم نفسه للسلطات الرومانية واستُشهِد مصلوب مُنكس الرأس ربنا يكمِّل نقائِصنا ويسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمته له المجد دائِماً آمين. القس انطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والانبا أنطونيوس – محرم بك
المزيد
30 يونيو 2019

الخادم وأخطر الأعداء

لا تتوقع خدمة بدون أعداء ولا تنتظر ثمر بغير جهاد وحين نتحدث عن الأعداء ربما يتوجه عقلك إلى الظروف والإمكانيات والمكان ولا تتوقع أبداً أن أكبر عدو لك هو ذاتك هو نفسك أنت كما ذكر أحد الآباء أن ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى ولنتذكر دائماً أن أصحاب الرتب الملائكية سقطوا من شرف مكانتهم بسبب كبرياء قلوبهم فالأنا هى أخطر السلوك والتوجه الإنسانى حيث تصير الذات مركز الحياة تسيطر وتبطش حيث تتحول كل الأمور إلى مجرد وسائل لخدمتها حيث تصبح هى الهدف الأعلى للحياة وغايتها وما أخطر أن تأخذ الأنا الغطاء الروحى وتتظاهر بالشكل الإلهى لتتأله بالأكثر وتتعظم على حساب الله وقد يتربص هذا العدو بالأكثر بالخدام هؤلاء الذين قال عنهم الكتاب سراق الهياكل وأنهم رعوا أنفسهم فتجد فى الخدمة من يرغب فى أن يربط العمل بإسمه ويخشى أن يشاركه خادم غيره ويسعى ليظهر عمله فقط بين الناس ..وكأنه يريد أن يأتوا له ببوق ليتحدث عن إنجازاته الفريده وفى ذات الوقت يقلل من قيمة عمل غيره ويسخر منه ويسعى فى إعلان سلبياته ولا يدرى أنه يخسر بذلك أكثر مما يكسب وحين تسيطر الذات البشرية الكثيرة الخداع على خدمة الخادم تجده يستخدم سمو الكلام لصالح إشباع ذاته ويتعمد إبهار الآخرين بالعلم والمعرفة ولا يدرى أن السامع يدرك ما وراء الكلام فيتعجب كيف لم تنجح الوسيلة ؟؟؟ ويلجأ لوسائل أخرى متعددة ولا يعرف أن الخدمة عمل إلهى وحركة سماء وفعل روحانى وما الخادم إلا حضرة شفافة لصورة الله والذى عرفنا على الله هو إخلاؤه الذى بدونه لظل محتجباً بالنسبة لنا وهذا العدو يدفع إلى الإنفراد بالعمل وتقليل شأن الأجيال الجديدة ولا يؤمن بمواهب الآخرين ولا يشجع على توزيع المهام ولا يرغب فى طاعة الكبار ويستعف أن يسمع أى تعليم ولا يعترف بخطأه ويتعالى على الإجتماعات التى يحضرها كمخدوم وبدل من أن يشارك فى حمل المسؤليات يسرع بالنقد وإعلان السلبيات ويساعده فى ذلك ما حصل عليه من معرفة أو وعى بظروف الخدمة والخدام ما أخطر ذلك العدو الخفى الذى يهزمنا دون أن ندرى أننا إنهزمنا بل يجتهد أن يقنعنا أننا الافضل دائماً وكأنه يهمس فى أذن كل واحد فينا دائماً أنت تعرف أكثر أنت تخدم أكثر أنت موهوب أكثر أنت محبوب أكثرأنت .أنت.أنت .وللأسف نصدق لأننا نميل ان نصدق أحبائى لو نظرنا إلى آبائنا الرسل وخدمتهم الجليلة والعظيمة ندرك لماذا إختار الله الجهال البسطاء ليعمل بهم ويتمجد بهم ليصير ضعفهم أعظم كرازه بمرسلهم أحبائى الخلاص من الذات ليس أمراً هينا ً ولكنه يتطلب جهاد وعناء وصراخ ودموع لأنه عدو شرس ومتحور يظهر أحياناً ويختبىء أحياناً لذا علينا أن ننتبه ونطلب إنصفنى من خصمى إحمينى من نفسي أما يهمك أن أهلك وحين تتراجع الذات يظهر المسيح بنفس المقدار حينئذ يفرح الزارع والحاصد معاً . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
23 يونيو 2019

الخادم والإزدواجية

الخادم يمثل المسيح أمام المخدومين ويحمل فكره ويتكلم بكلامه وينشر رسالته وتعاليمه وهكذا يرى المخدمين الخادم أنه فى درجه من الكمال وقد لا يستوعبون انه شخص تحت الآلام مثلهم وكثيراً ما نجد الخادم قد يسر بهذه الصورة ويرسخها فى أذهان المخدومين بينما الحقيقة مختلفه تماما فتجد الخارج غير الداخل والكلام غير الافعال والمظهر غير الجوهر مما يجعل الخادم يحيا فى إزدواجية تجعله غريباً عن نفسه وأخطر ما فى الأمر هو تباعد المسافة بين ما يقول وما يفعل إلى أن يصل إلى درجة الإزدواجية المريضة وهنا نجد أنفسنا أمام موقف من الكتاب المقدس يوضح لنا كيف يحيا الإنسان مزدوجاً حين تقدم ابونا يعقوب إلى أبيه إسحق لنوال البركة عوض عيسو البكر قال اسحق ليعقوب تقدم لأجسك يا إبني أأنت هو إبني عيسو أم لا؟؟ فتقدم يعقوب إلى اسحق ابيه فجسه و قال الصوت صوت يعقوب و لكن اليدين يدا عيسو و لم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه و قال هل انت هو ابني عيسو فقال انا هوتك 22:27كثيراً ما يوجد داخلنا هذا التناقض ...الصوت صوت يعقوب واليدين ( التى تشير إلى الأعمال) يدين عيسو وتجتهد النفس فى تزييف حقيقتها لتأخذ ما ليس لها .. وتدقق وتجتهد لتلبس الثياب وتأخذ الشكل بل والرائحة وتمتد إلى ما أهو أكثر وأعقد من ذلك وهو تغطية الجلد حتى يحصل على ضمان إقتناء الشخصية المرغوبة ويتحمل المخاطر ويستمر فى الخداع حتى وإن ظهر الشك فى أمره ولكنه يؤكد أنا هو ما أخطر خداع النفس وما أسوأ النتائج حيث يتوقع المخدوم من الخادم كمالات لا يجدها بل والأكثر حين تظهر أمور عكس ما يظهر أو يعلم لقد مدح السيد المسيح من عمل وعلم أنه يدعى عظيماً قى ملكوت السماوات (مت 19:5) بل وقد وجدنا فى شخصه القدوس المبارك تحقيقاً وتطبيقاً واضحاً لكل ما علم به فلم نجده يتكلم عن المتكىء الأخير بينما يتنافس على المتكآت الأولى ولم نجده يحدثنا أن بيعوا أمتعتكم واعطوا صدقة بينما يسكن هو فى القصور الفارهه ولم نجده يتكلم عن ضرورة حمل الصليب بينما يهرب هو من حمله بل على العكس نجده فعل أكثر مما تكلم به لدرجة عجز الكلمات عن التعبير أعظم عمل للخادم هو التأثيروالعين أكثر تفاعلاً من الأذن فنحن لا نحتاج إلى كلمات بقدر ما نحتاج إلى أفعال ولا نحتاج إلى خدام بل إلى نماذج ومن المعروف أن أى تعليم يستمد قوته من قائله فالذى جعل القديس تيموثاؤس الرسول يتبع معلمنا بولس الرسول ليس فقط تعليمه بل سيرته وقصده وإيمانه وأناته ومحبته وصبره ( 2تى 10:3) التى رآها وتلامس معها بشكل عملى ليت نفوسنا تتوحد فى خوف الله ونقدم صورة للمسيح الذى يحيا فى داخلنا ولا ننجذب لغيره ولا نتبع غيره فنقدم صورته وكلامه وحياته لأولاده فيجذبهم فيجروا ورائه. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
22 يونيو 2019

الخادم والموضوعات اللاهوتية والعقائدية

من الملاحظ في جيل خدامنا الحالي الهروب من الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إما عن خوف أو عن جهل أو عن تجاهل ..ومن المؤسف أصبح غالبية موضوعاتنا ومؤتمراتنا يختارها منظميها وخدامها بحبكة إعلامية أكثر منها ما يفيد أو ما يبنى فى تجاهل تام للأمور التى تمس المعرفة اللاهوتية أو العقائدية وفى هذا خطر شديد أي خدمة روحية وأي مؤتمروأى كرازة بدون معرفة لاهوتية وتأصيل عقيدي هي لا تعد أكثر من نشاط أخلاقي أو إجتماعي وفي إهمال الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إحتقاراً لفحواها وقيمتها ... الأمر الذي سيؤل تباعاً إلي نسيانها وتجاهلها وتغييب دورها ... ويكون نتيجة لذلك أننا نجعل التعاليم البشرية والأرضية معياراً للأمور الإلهية والأبدية ... بدلاً من أن تكون المعرفة اللاهوتية والأبدية هى التى تقيس وتدين الأمور البشرية والزمنية .... وإذا قصرنا في التعليم اللاهوتي والعقيدي نكون قد أجرمنا في حق اللاهوت والعقيدة والمخدومين ... ونكون بذلك جهلنهاهم عن لاهوتهم وعلقناه ... ربما عن جهل أو عن كسل ... وأصبحنا نميل إلي التعليم الفضائلي ... ربما لأنه يسهل تحضيره أو لأنه الأكثر طلباً من المخدومين فصرنا نساير ابنائنا ونجاريهم في ميولهم لما يسمعون ... وهذا خنوع وضياع وإنعدام رؤيا ... كيف يستقيم الإيمان بدون تعليم ومعرفة لاهوتية وعقائدية سليمة ... أري في هذا تنكر للاهوت وخدمة للشر ... لأننا حين نتجاهل اللاهوت ونعلقة نحن نصرح بشكل غير مباشر أنه لا ينفع ولايجدي .. وهنا نعلم أولادنا بدلاً من أن يمتزجوا بالمعرفة اللاهوتية أن يسايروا التعاليم الزمنية .. هذه حقيقة لابد مواجهتها والسكوت عليها أو إغفالها يعد إنكاراً للإيمان بشكل خفي ... علينا أن نستيقظ ونراجع أنفسنا كيف نخدم وماذا نرجو من خدمتنا .... ربما تقديم اللاهوت والعقيدة بشكل تلقين المعلومات وذكر بعض الإصطلاحات بشكل جامد مثل الأقنوم والإنبثاق والجوهر ... صنع حاجزاً في أذهان المخدومين ... إذ كان يجب أن يلمس اللاهوت أعماق إحتياجاتهم .... أكثر مما يخاطب عقولهم .. علينا أن نعمق التعليم اللاهوتى والعقيدى ونطور أساليبه بما يتناسب مع إحتاجات المخدومين ... علينا أن نشجع علي القراءة والتنوير والمعرفة والتنقيب في كنوز كتابات الآباء ... ولا نعتبر أن التعليم اللاهوتي يقتصر علي الراغبين والدارسين ... فكنيستنا القبطية استطاعت أن تجعل من بسطاء شعبها معلمين للاهوت من خلال نصوصها الليتورجية فى تسابيحها وصلواتها وحفظتهم من الهرطقات وقدمتهم شهداء علي مذبح الحب والإيمان فكيف ننحو نحن إن إهملنا تراثاً وتايخاً هذا مقداره ... علينا أن نعرف ونعلم ولا نسكت ولا ندعه يسكت ... القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
24 فبراير 2019

الله لم يفشل فيك أبدًا

يحكي لنا الكتاب عن شاب صغير السن، وهو يوحنا المُلقَّب مرقس. هذا الشاب مثال لقوة الله التي تفتقد الضعف وتصنع منه جبار بأس. كان يوحنا من أسرة ميسورة الحال، وكانوا يمتكلون بيتًا كبيرًا يجتمع فيه الرسل بعد صعود المسيح (أعمال 12: 12)، وخاله هو برنابا، فهو من عائلة مؤمنة تعرف الرب جيدًا. وفي رحلة الرسول بولس الأولى أخذ مرقس لكي يخدم معهم (أعمال 12: 25)، ولكن في منتصف الرحلة تعثّر مرقس، ولا يذكر لنا الكتاب سبب تعثُّره، فقرّر أن يتركهم ويرجع إلى بيته في أورشليم (أعمال 13: 13). ولما رجع الرسولان من رحلتهما التبشرية قرّرا أن يقوما برحلة أخرى، فقال برنابا لبولس إنه يريد أن يأخذ مرقس مجدّدًا لكي يشجّعه مرة أخرى، لكن الرسول بولس رفض! ويقول الكتاب أنه حدثت بينهما مشاجرة بسبب مرقس (أعمال 15: 39)، وقال بولس إن الذي فارقهما من الأول لا يمكن أن يذهب معهما مرة أخرى (أعمال 15: 38). تخيّل رسولًا مثل بولس يرفض شابًّا متعثّرًا مثل مرقس! ولكن هل تركته نعمة الله؟ بالطبع لا! فالرب أب عظيم، يظل وراء الضغيف إلى أن يصنع منه شخصًا رائعًا. ويقول الكتاب إن برنابا أخذ مرقس وسافر إلى قبرس ليخدما هناك (أعمال 15: 39)، والعجيب أنه بعد فترة قصيرة من الزمان نرى الروح القدس يقود مرقس الشاب المتعثِّر إلى كتابة أول انجيل كُتِب وهو إنجيل مرقس سنة 55م! والعجيب أن الرسول بولس نفسه في نهاية حياته احتاج لمرقس وطلب أن يخدم معه بعد أن شدّده الرب، وقال إنه نافع له للخدمة (تيموثاوس الثانية 4: 11)، ثم في نهاية حياة ذلك الشاب المتعثِّر ذهب إلى مصر ليقدّم يسوع في كل أرض مصر، ثم اُستُشهِد هناك بسبب التبشير، وأُطلِق عليه "كاروز الديار المصرية". تخيل: مِن شخص متعثِّر مرفوض من قائده الروحي، إلى كاتب لأول إنجيل ومبشّر في مصر!وأنت؛ ربما تعثّرت كثيرًا من ضعف معين، ربما رفضك شخص روحي، لكن اطمئن! الرب يقبلك، وسيظل بجانبك إلى أن يُخرِج منك شخصًا عظيمًا بحسب قلبه.فمن عرف رحمة الرب لابد أن يتكل عليه في أصعب أزمنة حياته، واثقًا أنه في أمان لأن الرب لا يمكن أن يترك طالبيه. لذلك لاتخف، الرب يستحيل أن يتركك لأنك ابن له، أنت داخل هذا الملجأ فأنت في أمان. مها طال زمن الضيق الرب ملجأك، إلى أن يعبر بك إلى أرض الراحة.وأنت، ربما تعاني من عيب في شخصيتك، لاتخف! الرب يقبلك، وسيصنع بك شيئًا عظيمًا رغم ضعفك وعيوبك، فهو يحبك، بل هو يحامي عنك. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
11 فبراير 2019

الخادم والتكامل مع إخوته الخدام (ب)

أخي الخادم: المخدوم لا ينتظر أن يسمع منك درسًا بل أن يراك أنت درسًا..الله سمح بالتنوع، وجعل بيننا مواهب كثيرة كما ذكر معلمنا بولس الرسول: «فأنواعُ مَواهِبَ مَوْجودَةٌ، ولكن الرّوحَ واحِدٌ» (1كو12: 4)، فقد سمح الله أن يختار الأنبياء من مختلف الثقافات والطبقات والوظائف والاهتمامات والأماكن، وجعل من تباينهم أكبر منفعه لخدمة رسالتهم الإلهية، إذ مكّنتهم من توصيل رسالتهم لكل إنسان، لذلك ستجد النبي الباكي والناري والهادئ والقائد و... والله يستخدم هذا وذاك.+ فقد رأينا موسى النبي الذي لم يكن متكلمًا بارعًا ولكن الله أكّد له دعوته قائلًا: «مَنْ صَنَعَ للإنسانِ فمًا؟... فالآنَ اذهَبْ وأنا أكونُ مع فمِكَ وأُعَلِّمُكَ ما تتَكلَّمُ بهِ» (خر4: 10). وعندما بقي موسى متشكّكًا في قدرته، سمح لأخيه هارون بأن يرافقه لأنه كان فصيح اللسان... اعلم عزيزي الخادم أن الله قد يهبك أو يهب من حولك القدرات والمواهب التي تحتاجها خدمته، يكفي أن تكون توّاقًا لخدمته، وهو سيعمل بما لديك ويكمل بمن حولك. تعلمنا من أبينا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم منهجًا رائعًا نتمنى أن نردّده في قلوبنا دائمًا: "ليتمجد الله بي أو بغيري، ويُفضَّل بغيري".+ رأينا في التلاميذ الاثني عشر والآباء الرسل تنوعًا وتباينًا. فليس من مجال للمقارنة بين بطرس وبولس ويوحنا، بل بالأحرى أن نبارك الله الذي عمل بهم واستخدمهم ورأى في تنوعهم منفعة لخدمة وانتشار ملكوته السماوي، فكلٌّ له مذاقه الخاص وأسلوبه المميز الذي يؤثر في فئة سامعيه. نتعجب لمعلمنا بولس الرسول صاحب القلب الناري في خدمته حين يقول بغير خجل: « ولكن لَمّا جِئتُ إلَى ترواسَ، لأجلِ إنجيلِ المَسيحِ، وانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبِّ، لَمْ تكُنْ لي راحَةٌ في روحي، لأنّي لَمْ أجِدْ تيطُسَ أخي. لكن ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إلَى مَكِدونيَّةَ» (2كو2: 12، 13). بولس الخادم الغيور صاحب القلب الملتهب، الذي انفتح له باب في الرب للكرازة التي هو موضوع لأجلها، لم يحتمل غياب أخيه تيطس، بالرغم من قوة شخصيته ومعاملات الله العجيبة في حياته وخدمته! هكذا يليق بالخادم ليس فقط أن يتعاون مع إخوته الخدام، وإنما لا يطيق العمل بدونهم! الهدف من مساعدة الآخر هو نمو الآخر ولو بتقديم بعض التضحيات.. فكم من إنسان احتاج في بداية الطريق إلى آخر يساعده؟ وإن درست تاريخ الكنيسة وآبائها ومعلميها وبطاركتها، ستدرك عظمة وسخاء روح الله الذي يقود الكنيسة في كل زمان بحسب ما تحتاج..الله يعمل في كل أحد وبكل أحد ويستخدم القدرات والمواهب والتنوع لصالح مجد خدمته.. ليتنا لا نرفض أحدًا ولا نحتقر أحدًا، فالله يريد أن يعمل بالقليل وبالكثير. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
03 فبراير 2019

التكامل بين الخادم وإخوته الخدام

سبق وتكلمنا عن ضرورة وجود محبة روحانية بين الخدام ليكونوا سفراء لإله المحبة، ولكن بالتأكيد سيكون بين الخدام اهتمامات مختلفة وتباين في المواهب والطباع والشخصيات، ولكن في نضوج الحب تصبح هذه الاختلافات بمثابة أوتار القيثارة التي تعزف أجمل الألحان، فنردّد: "هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن الإخوة معًا"... فهؤلاء هم الذين ألّفهم الروح مثل قيثارة. فليس علينا أن نقبل الفروق بيننا فحسب، بل أن تكون لنا سبب فرح وابتهاج، لأن الاختلاف تنوع، والتنوع ثراء. وندرك أن كلًّا منا خليقة فريدة خرجت من يد الله، سبق وأوجدها الله لتتمم أعماله، وليس أحد يشبه الآخر تمامًا، لذا أرسل السيد المسيح رسله للخدمة، اثنين اثنين أمام وجهه (لو10: 1)، يعمل الاثنان معًا في الرب الواحد، ويسرّا قلبه، ويصنعا مشيئته...فيجد كل منهما كمال حياته وخدمته ونجاحه وشهوة قلبه في كمال أخيه، لأننا جميعًا مشتركين في غنى عمل نعمة الله الفائقة، ولنا رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة. الخادم الحقيقي هو الذي يجد كماله في كمال كل إنسان، ويدرك أننا نسعى لهدف واحد. فكيف لا تفرح نفسه وتتهلّل عندما يجد زميله الخادم يسلك طريق الكمال، وكل ما يعمله ينجح فيه؟! الخادم الذي لا تتهلّل نفسه بنجاح زميله وكماله في حياته وخدمته، حتمًا هو خارج المسيح الذي يريد خلاص العالم كله ومجد كل نفس بشرية، ومخلصنا اشتهى أن يموت لنحيا نحن، فكيف لا نشتهي أن ننقص نحن ويزيد هو فينا كما في زملائنا الخدام. سر نجاح خدمة القديس يوحنا المعمدان هو إدراكه لحقيقة رسالته، أن يعد الطريق للعريس السماوي. إدراكنا لحقيقة رسالتنا يوجّه علاقتنا مع إخوتنا الخدام لنعمل جميعا بروح واحدة، إذ يدرك الخادم رسالته كصديق للعريس، ويفرح ويتهلّل بنجاح رسالته بطريق أو آخر، لا ينشغل بتصرفات زملائه، بل أن يزيد الرب في حياته كما في حياة من حوله، بقدر ما يختفي هو! على جبل التجلي اجتمع حول العريس أصدقاؤه من العهد القديم مُمثَّلين في موسى وإيليا، وأصدقاؤه من العهد الجديد مُمثَّلين في بطرس ويعقوب ويوحنا، وكأن الشيخ موسى قد تهلل إذ سلم مسيرة العروس من البرية لترى بالرجاء أورشليم العليا (سفر الرؤيا) على يد الشاب يوحنا. هذه هي علامة الكنيسة الحية، حين يفرح الشيوخ لنجاح الخدام الشبان الذين يحقّقون بروح الرب ما لم يقدروا هم على عمله! وهكذا يرى كل خادم إخوته الخدام على أنهم ليسو مجرد أشخاص بل أعضاء مكملين له... القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
20 يناير 2019

عرس قانا الجليل

" وفىِ اليوم الثالث كان عُرس فىِ قانا الجليل ، وكانت أُم يسوع هُناك 0 ودُعى أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس 0 ولمّا فرغت الخمر قالت أُم يسوع لهُ ليس لهُم خمر 0قال لها يسوع مالىِ ولكِ يا إمرأة0 لم تأتِ ساعتىِ بعد 0 قالت أُمّهُ للخُدّام مهما قال لكُم فافعلوهُ0 وكانت ستّة أجرانٍ من حِجارةٍ موضوعةً هُناك حسب تطهير اليهود يسعُ كُلّ واحدٍ مطرين أو ثلاثة0 قال لهُم يسوع إملأوا الأجران ماء0 فملأوها إلى فوق0 ثُمّ قال لهُم إستقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المُتّكإ 0 فقدّموا0 فلّما ذاق رئيس المُتّكإ الماء المُتحّول خمراً ولم يكُن يعلم من أين هى0 لكنّ الخُدّام الذين كانوا قد إستقوا الماء علِموا0 دعا رئيس المُتّكإ العريس0 وقال لهُ 0 كُلّ إنسانٍ إنّما يضعُ الخمر الجيّدة أولاً ومتى سكِروا فحينئذٍ الدّون0 أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن0 هذهِ بِداية الآيات فعلها يسوعُ فىِ قانا الجليل وأظهر مجدهُ فآمن بهِ تلاميذهُ " ( يو 2 : 1 – 11 ) 0 فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُلّ أوان وإلى دهر الدهور آمين 0 تحتفل الكنيسة يا أحبائىِ بعيد من أعيادها السيّديّة الصُغرى عيد " عُرس قانا الجليل " ، رُبّما يتساءل البعض لماذ مُعجزة عُرس قانا الجليل تتحّول لعيد ؟ فربنا يسوع المسيح عمل مُعجزات كثيرة ، رُبّما يكون عمل مُعجزات أكبر منها ، فإِذا كان اقام موتّى ، فإِذا كان أقام لِعازر ، فإِذا كان فتح للأعمى عينيهِ 0 أولاً أتكلّم مع حضراتكُم فىِ ثلاث نُقط :- أولاً : لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد :- لأنّها أول مُعجزة ربنا يسوع المسيح عملها 0 فهى أول شىء يُعلن بِها نفسهُ أمام الناس00فقبل المُعجزة إن كان معروف فهو معروف لأخصائهُ الأقربين جداً مثل الست العدرا وتلاميذهُ لكن عِند عامة الناس لا يعرفوهُ فالست العدرا تعرف جيداً إمكانيات إبنها كون إن هى قالت ليس لهُم خمر فذلك لأنّ هى تعرف إمكانيات إبنها فطلبت المُعجزة هى أول مُعجزة يُستعلن فيها مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح ، فالكنيسة تحتفل بِها وتجعلها بداية لحياة ربنا يسوع المسيح فتوجد كلمة فىِ الإنجيل " الثالث "فلِماذا اليوم الثالث ؟فهو اليوم الثالث بالنسبة للعِماد 0 فهو إعتمد فىِ 11 طوبة 0 فاليوم هو اليوم الثالث للعِماد ، فنجد قِراءات 12 طوبة لا تُقال قِراءات 12 طوبة لأنّهُ ثالث يوم عيد الغِطاس00وتُعطىِ لنا تعاليم خاصة بالعِماد 00فمازالت الكنيسة بتحتفل بالعيد ولكن توّج إحتفالنا بالعِماد بمُعجزة فالثالث تُشير لقوة القيامة 00قوة الحياة الجديدة00قوة الخلاص0 العيد يحمل معانى كثيرة :- (1) إعلان إلوهيّة ربنا يسوع المسيح 0 (2) بداية كرازتةُ وخدمتةُ 0 فهو حب أن يتعرّف علينا فىِ عُرس لأنّ هو مصدر الفرح ، وبدأ خدمتهُ فىِ عُرس ، ربنا يسوع المسيح هو العريس الحقيقىِ فهو مُشتاق أن يخطُبنا لنفسهِ ويُقدّمنا لهُ كعذراء بلا عيب فإن كانت هذهِ المعرفة أولّها فىِ فرح فإنطبعت صورة مُفرحة مُعزّية قوية فىِ نفوسهُم ، لأنّهُ يُشركهُم فىِ حياتهُم ، فهو صديق لهُم ومُشاركاً لهُم فىِ حياتهُم ، فهو كان مُجامل وكان عاطفىِ وشاركهُم فىِ أحزانهُم وأفراحهُم والعُرس كان يأخُذ مُدّة من الزمن ، فكان يأخُذ على الأقل إن كانوا ناس بُسطاء يأخُذ إسبوع " وكانت أُم يسوع هُناك " فالسيد المسيح أتى ليُجامل والست العدرا كانت هُناك من قبلهُ بمُدّة ، وربنا يسوع ذهب فىِ نهاية العُرس ، فالعُرس فىِ التقليد اليهودىِ كان يُمثلّ أمر لهُ فرحة كبيرة جداً ، فبعض النساء تغيّرت أسمائهُم بعد عُرسهُم فهو يُمثلّ للشخص حياة جديدة وفىِ بعض تقليدات فىِ التقليد اليهودىِ إن هى بداية جديدة ، وغُفران للخطايا السابقة ، لذلك كانوا يحتفلوا بهِ بمراسيم طقسيّة وبِمُشاركة أهل أهل البلد ، لذلك ربنا يسوع هو أتى ليُعلن نفسهُ العريس والبشريّة هى العروس ، والعُرس معروف عنهُ البهجة والسرور وتجمّع الأقرباء والأحبّاء ، فهو جاء ليقول أنا أتيت فىِ وسط أحبائىِ لأصنع معهُم محبة ، وهو تنازُل رب المجد للبشريّة وإفتقادِهم0 الأعياد السيديّة هى الأعياد التى تمسّ الخلاص وفيها أحداث تمسّ الخلاص ، مثل الخِتان فهو مُناسبة خلاصيّة وهو إحتكاك للخلاص لذلك عُرس قانا الجليل الكنيسة بتعتبرهُ مُناسبة فيها رب المجد يسوع بيفتقد الجنس البشرىِ ، نحنُ نعرف أنّ من نتائج الخطية أنّ العقوبة التى وقعت على المرأة عامةً بأنّ بالوجع تلدين وأصبح الزواج مُرتبط بالوجع وبالأنين وبنتائج الخطية ، فهو جاء يحضر العُرس ليرفع العقوبة وليُزيل العداوة القديمة ، كما فىِ آدم يموت الجميع وكأنّ اليوم الكنيسة بتقول لنا عيشوا مع المسيح خدمتهُ ، فهو إتولد وإتختن وتعمدّ ، واليوم الكنيسة بتقول لكُم اليوم هو أول خطوة فىِ خدمة ربنا يسوع المسيح وربنا يسوع عارف أنّهُ عندما تبدأ المُعجزات تبدأ الحروب والضيقات والمكائد والصليب يظهر ، فقال لها لم يأتىِ الوقت بعد ، فالكنيسة بتعتبر أنّ المسيح أعلن مجد لاهوتهُ وسُلّطانهُ فىِ حياتنا ، وإفتقد حياتنا ويُحوّل حياتنا إلى خمر حقيقىِ0 ثانياً:التحّول:- نحنُ نعرف أنّ الخمر عندما فرغ كان موقف مُحرج ، والست العدرا كانت بتشتغل معهُم ، والست العدرا شعرت بالموقف المُحرج فقالت لربنا يسوع " ليس لهُم خمر " 00ثُمّ قالت لهُم " مهما قال لكُم فإفعلوهُ " ، ليتنا عندما نقرأ الكِتاب المُقدس لا أقول إنّ هذهِ الآية ليس لىِ شأن بِها ولكن الآية تحتاج لوقفة ثُمّ قال لهُم " إملأوا الأجران ماء " فهو حّول الماء إلى خمر ، إنّهُ تحّول جوهرىِ ، فالماء عناصرهُ غير عناصر الخمر ، فالماء H2o هيدروجين وأوكسجين ، والخمر فيهِ كحُولّ فهو فيهِ كربون ، فكون الماء يتحّول ويتغيّر طبيعتهُ تماماً فهى مُعجزة 00مُعجزة خلق 00مثل مُعجزة الخمس خُبزات والسمكتين 00فهى مُعجزة خلق لأنّ ربنا يسوع هو قادر أن يُغيّر 00فهو قادر أن يُغيّر البرودة والجفاف إلى حرارة ونشاط00وقادر أن يُحّول طبيعتىِ الفاسدة وحتى وإن لم توجد إمكانيات التغيير ، أُريد أن أكون شىء لهُ قيمة ولهُ طعم مثل الخمر فلنفرض إن أنا لا يوجد فىّ برّ فهو قادر أن يخلق فىّ برّ " قلباً نقياً إخلق فىّ يا الله " ربنا يسوع المسيح جاء ليُحّول النفس الضعيفة الفاسدة إلى نفس حارّة فربنا يسوع المسيح لا يُجيز شُرب الخمر ، ولكن الناس هى التى تُفسد إستخدامهُ ، فالناس فىِ المناطق الباردة تشربهُ للتدّفئة ، فالمادة فىِ حد ذاتها ليست شراً ولكن الإنسان هو الذى يصنع الشر ، فهو يُريد أن يقول أنّهُ قادر أن يخلق قلب جديد نقىِ ربنا يسوع إستخدم فىِ إنجيلهُ كلمة " خمر" عندما قالت عذراء النشيد" أدخلنىِ إلى بيت الخمر " فهو يُشير إلى الشبع الروحىِ بالله ، وفعلاً الإنسان يا أحبائىِ بيصل لدرجة أنّهُ يسكر بمحبة ربنا ويوصل لدرجة أنّهُ يرتفع عن الفِكر البشرىِ ربنا جاء ليجعل بهذهِ المُناسبة إفتقاد لجمود الإنسان ، لأنّ الإنسان إبتعد عن ربنا تماماً وعاش فىِ حياة كُلّها توانىِ وكسل ، فربنا يُريد أن يُغيرّهُ ومن عظمة قُدرة التحّول أنّ رئيس المُتّكإ إندهش وقال لهُم من أين أتيتُم بهِ والأجران كانت ثقيلة جداً فهو قد إعتقد إن الخمر كان عندهُم وأتوا بهِ فىِ الأخر ولم يعرف بالتحّول ، كأنّ ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا سأبطُل الخمر القديم وسأعطيكُم خمر جديد يُدهش عقولكُم الخمر القديم هو الناموس والخمر الجديد هو البرّ فىِ عهد ربنا يسوع المسيح فيوجد فرق كبير بين الذبائح وبين النعمة التى نحنُ فيها الآن ، فنحنُ موجودين والمذبح مفتوح وبنأخُذ الجسد والدم ، نحنُ فىِ عِز الآن ، فهو يُدهش ، جميل جداً أن ندرس العهد القديم ، فتوجد أهمية لدراسة العهد القديم ، ومنها أعرف اهمية الخمر القديم وما يُشير إليهِ فىِ العهد الجديد فما أجمل أن أعرف أنّ الشعب عندما كانت تلدغهُ الحيّات كان موسى يُعلّق الحيّة وينظُر إليّها الإنسان فيُشفى ، فهى قوة الصليب التى تُشفىِ الإنسان من لدغة الحيّة موسى عبر البحر الأحمر ولكن فىِ الخمر الجديد هو المعموديّة فكما أنّهُ غرق فرعون فىِ البحر الأحمر كذلك يُسحق الشيطان فىِ المعموديّة0 ثالثاً: سخاء يسوع :- سألهُم وقال لهُم ماذا يوجد عندكُم ؟! فقالوا لهُ عندنا " ستّة أجران من حِجارة موضوعة هُناك 0حسب تطهير اليهود ، يسع كُلّ واحد مطرين أو ثلاثة " فىِ الحقيقة إنّ هذا الرقم وهو " ستّة أجران " فالجُرن الواحد يسع 100 لترأو أكثر ، وكُلّهُم يعملوا 600 لتر خمر ، فلو لتر فقط فإنّهُ يشربهُ خمسة أشخاص ، فالـ 600 لتر يكفوا لعدد كثير جداً 00فما الذى يحدُث ياأحبائىِ ؟! فهو سخاء يسوع يُحّول الخمس خُبزات والسمكتين لتُقدّم فىِ وليمة مُشبعة ويتبقّى إثنىِ عشر قُفّة " الذى يمنحكُم كُل شىء بغنى للتمتُّع "يوجد غنى ليس فقط على المستوى المادىِ ولكن على المستوى الروحىِ ، قدّم لهُ أجرانك وسترى ماذا سيفعل ، فيقول عن مُعجزة صيد السمك " أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهُم تتخرّق " غنى تعال أنت فقط قُل لهُ " إملأ الأجران خمر " الخمر هو الحرارة الروحيّة ، ليس عندنا خمر ليس عندنا حرارة فىِ حياتنا الروحيّة ، ربنا يسوع بيقول قدّم ماءك فأحّولهُ لخمر حتى تقولوا كفانا كفانا 0ألّم تُجرّب أنّك فتحت الإنجيل ووجدت الكلام قوى جداً ومؤثّر جداً ، فإن كان عندك أجران أكثر لكان ملأها بمُجرّد فقط أننا نُعطىِ لهُ وهو يملأ ويملأ ألّم تُجرّب مرّة أنّك بتصلّىِ وتشعُر إن إنت فرحان وسعيد وغير مهموم وإرتفعت للسماء وغير قادر أن تختم000فهذا هو الماء الذى تحّول إلى خمر0الخمر سر حياة القديسين فهُم قدّموا ماء فصار خمر فسكروا 00الشيخ الروحانىِ يقول " لدرجة أنّهُم نسوا كُل شىء 00نسوا الأب والأخ والصديق وسعوا خلف الغنى بحُبهِ "الكنيسة بتقول لكُم تعالوا لربنا يسوع المسيح لكى يُقدّس حياتكُم ويُقدّم لكُم خمراً روحانياً ويُقدّم لنفسهُ شعباً مُبرّراً ربنا يسوع المسيح يتحنّن علينا وينظُر إلى مائنا ويُحّولهُ إلى خمر يُلهب قلوبنا ونفوسناربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 يناير 2019

سر التجسد

1 - عيد الميلاد المجيد عيد سيدي كبير يسبقه برامون (إستعداد) اليوم السابق للعيد يكون صوماً للإستعداد لبركة العيد بصوم من الدرجة الأولي (إلي الغروب) وفي هذا العام عيد الميلاد يوافق 7 يناير (29 كيهك) وهو يوم الأثنين ويسبقه يوم الأحد، ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي ويسبقه يوم السبت ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي أيضاً لذلك يكون البرامون ثلاثة أيام السابق للعيد وهي: الجمعة والسبت والأحد" يصام فيها صوماً من الدرجة الأولي الجمعة للصوم الإنقطاعي والسبت والأحد بدون دسم إذ تتكرر في الثلاثة أيام القراءات والألحان كبرامون للعيد المجيد. 2 – يصلي برامون العيد وعشيته بالطقس السنوي مع مراعاة الإبصاليات والذكصولوجيات والألحان في مكانها ويسبق قداس البرامون يوم الجمعة صلاة مزامير السواعي كاملة من الساعة الثالثة إلي صلاة النوم ويضاف عليها في الأديرة صلاة الستار، وفي يومي السبت والأحد يسبق القداس الإلهي صلاة الساعة الثالثة والساعة السادسة فقط إذ ليس فيها صوماً إنقطاعياً. 3 – يصلي قداس عيد الميلاد المجيد بالطقس الفرايحي شاملاً عشية العيد وباكر العيد كرفع بخور باللحن الفرايحي. ويزف الحمل (القرابين) بلحن إبؤرو ويقدم الحمل بدون مزامير للتركيز علي المناسبة الجليلة فقط الخاصة بالعيد، والهيتنيات وتضاف "هيتينية" للقديس يوسف النجار والقديسة سالومي (بصلوات الشيخين المباركين يوسف النجار والقديسة سالومي....) ثم مرد الإبركسيس: (السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء..) وبعد قراءة الإبركسيس يقال القطعة الرومي "إي بارثينوس" (اليوم البتول تلد الفائق الجوهر ....) ثم يقال "بي جين ميسي" (الميلاد البتولي والطلقات الروحانية....) ثم يقال برلكس الميلاد بلحنه المعروف "جيه نيثيليون" (ميلاداً عجيباً ومولوداً عظيماً....) ثم يقال لحن "أبينشويس" (يا ربنا يسوع المسيح الذي ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية" الى آخره). ثم يصلي لحن آجيوس الفرايحي وأوشية الإنجيل، ويقال مرد المزمور: الليلويا الليلويا يسوع المسيح إبن الله ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية الليلويا الليلويا، وأمّا مرد الإنجيل: "نجم أشرق في المشارق....) وبعد صلاة الصلح يقال الأسبسمس الآدم "أيها الحمل الحقيقي.....) وبعد مستحق وعادل الإسبسمس الواطس: "قدموا له هدايا....." ويستكمل القداس الإلهي إلي التوزيع حيث تُصلى ألحان التوزيع فرايحي والمدائح ... 4 – الفترة بين عيدي الميلاد والختان تكون الصلاة فيها باللحن الفرايحي كفترة متصلة لأن الرب المتجسد إختتن في اليوم الثامن من ولادته طاعة للشريعة المقدسة.. أما الفترة بين عيدي الختان والغطاس المجيدين، فهي غير متصلة لأن عماد السيد المسيح كان بعد 30 عاماً من ولادته المقدسة ولذلك تصلى باللحن السنوي العادي. «قد تركت بيتي، رفضت ميراثي، دفعت حبيبة نفسي (نفسى الحبيبة) ليد أعدائها» ( أر 7:12) هذه النبوة التى وردت فى سفر إرميا النبى الأصحاح الثاني عشر، شرحت عظمة سر التجسد الإلهى، ولنفهمها لابد أن ندرك أن المتحدث هنا هو الكلمة المتجسد، الذى نزل إلى أرضنا ليدفع حياته فى يد الأعداء ذبيحة لخلاصنا، إذ يقول : « قد تركت بيتى ....". لاحظ إذاً أن ذاك الذى هو فى «صورة الله» (فيلبى 2 : 6) جالس فى السموات، وانظر إلى بيته الذى يفوق السموات، الجالس فوق الشاروبيم، الساكن فى الأعالى ترك بيته وأتى إلينا على الأرض. ورفضت ميراثى: إذ أن ميراثه هو كل ما لله، لأنه هو الابن الوحيد الذى «جعله وارثاً لكل شىء» (عب 2:1) ..... رفض ميراثه من مجد لاهوته، لأنه أخفى مجد لاهوته داخل ناسوته، وحجب مجده داخل حجاب جسده، إنه أخفى لاهوته ليكمل لنا الفداء، رفض ميراثه.. فوجدناه يجوع ويعطش ويتعب ويبكى ويتألم بل ويموت، وهو الغير المائت الأزلى. وجدناه يرفض ميراثه ويأخذ شكل العبد، وليس شكل العبد فقط بل وطبيعه ووظيفة العبد، إذ ظهر في صورة نجار بسيط في أسرة فقيرة في بلد حقيرة، فقدم صورة العبد التى أرضت قلب الله عن كل جنس البشر. أ- رفض ميراثه وصار في شبه الناس: ولكنه يختلف عن أي إنسان آخر.. لأنه هو الإنسان الوحيد الذي بلا خطية. ب- لأنه هو الإنسان الوحيد الكامل ج- لأنه ليس إنسانًا كاملاً بلا خطية فقط، بل لأنه هو الله ذاته. إذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ: التشبيه «كإنسانٍ» يعلن لنا إنه ليس مثل أي إنسان. إنه إنسان بالحقيقة، لكنه يختلف عن كل البشر: وضع نفسه وأطاع مشيئة الآب. أطاع حتى الموت: ودفع نفسه ليد أعدائها وهو البار القدوس الذي لم يفعل خطية، جاز في الموت لأنه حمل خطايانا وآثامنا. فلنبارك الذى وضع على ذاته نسب طبيعتنا الفاسدة، ودبر أن يأتى من نسب زناة ومحتقرين ليرحم ويرفع جنسنا، ويشفق على ضعفنا ويترأف على فسادنا فلا نشعر باغتراب، عن إله أحب أن يقترب ويشفى محبوبه الإنسان. ليس لنا إلا أن نبتهج ونفرح بتدبير التجسد المجيد الذى كشف لنا مقدار مكانتنا ودالتنا فى أحشاء رحمة إلهنا، فلنسبح ونمجد الذى ترك ميراثه ليرد لنا ميراثنا .... ونتضرع إليه قائلين (أحوجناك إلى الذى لنا، من أجل عظيم نفاقنا، فلا تحرمنا من الذى لك، من أجل جزيل رأفاتك). القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل