المقالات

31 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى ٤- نؤمن بالتجسد الإلهى

جوهر الإيمان المسيحي هو سر التجسيدا بمعنى أنه ظهور الله في شكل إنسان لتحقيق أهداف غاية في الأهمية، هو محور المسيحية الحقيقي. وهذا تتوارد أسئلة كثيرة :- ١- هل هناك إمكانية للتجسد الإلهي؟ ٢- هل هناك تعارض بين التجسد الإلهي وكرامة الله وقداسته ؟ ٣- هل هناك ضرورة للتجسد. ٤- كيف تم هذا التجسد المجيد؟ ١- إمكانية التجسد الإلهي:- أ- لا شك أن الله يستطيع أن يتجسد في آية صورة، بدليل بسيط أن الله قادر على كل شي فإن وجد أن هناك ضرورة لأن يظهر الله الروح غير المرئي بصورة مرئية فلا شك لأن الله يستطيع ذلك. ب- وقد امتلا العهد القديم بظهورات حسية كثيرة إلهنا العظيم. وفي صور متعددة، نذكر منها ما يلی:- ١-ظهر لأدم وحواء في حوارات كثيرة، ماشيا في الجنة. ٢- وظهر لإبراهيم في صورة انسان ومعه ملاكان في صورة رجلين أيضا وذلك ليخبره بهلاك سادم وعمورة ويعده بولادة اسحق. ٣- وظهر ليعقوب في صورة إنسان صارعه حتى طلوع الفجر، واعطاه بركة، ودعاء إسرائيل، أي صارع مع الله بمعنى أنه اجتهد في الحوار مع الله وطلب بركة. ٤- وظهر لموسي في صورة نار في عليقة. ٥-وليشوع بن نون في صورة رئیس جند. ٦-لمنوح وزوجته والدي شمشون في صورة رجل. ٧- ولجدعون في صورة ملاك الحوار مع الرب.. ٨- ولدانيال في صورة قديم الأيام. وكانت هذه الظهورات كلها تمهيداً للتجسد الإلهي. ٢- هل يتعارض التجسد مع كرامة وقداسة الله ؟ أ-بالطبع لا لأن الإنسان هو أحد مخلوقات الله بل هو تاج هذه الخليقة وكاهنها، ومخلوق على صورة الله ومثاله فأی غضاضة في أن يأخذ الله شكل إنسان والإنسان هو أكرم مخلوقات الله ؟ ب- والتجسد لا يتعارض مع قداسة الله لأن الشمس قد تطهر كوما من القمامة دون أن تتلوث. وهكذا الله حينما تجسد، طهر طبيعتنا الساقطة، دون أن تنقص قداسته فهي القداسة لا نهائية ومطلقة. ٣- ولكن... لماذا التجسد؟ ا- لأن الله - كمعلم حكيم رأى أن ينزل إلينا ليعلمنا طريق الحياة الأبدية فهذا ممكن طبعا، أما أن نصعد نحن إليه فهذا كان مستحيلاً. ب- ولأنه أراد أن يفدينا، فاخذ ناسوتا مثلنا، لكن بلا خطية، لينفذ فيه حكم الموت، الذي كان قد صدر ضدنا بسبب خطايانا. ج - لكي يسكن في داخلنا، فالله يحب أن يتحد بنا، في تواضع وتنازل المحب، نحو محبوبيه لكي يحمينا من عدو الخير، ومن الدينونة الإلهية. ٤- كيف تم التجسد؟ بأن أخذ اللاهوت الذي حل في أحشاء العذراء، ناسوتا من دمها. لكن بلا خطية فصار إنساناً مثلنا فيه روح انسانية وجسد انساني ونفس إنسانية، لكن بلا خطية. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
24 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

٣- نؤمن بلاهوت المسيح السيد المسيح ليس إنسانا يقول عن نفسه إنه الله ولكنه في ايماننا هو الله ظاهرا في شكل إنسان، ولهذا هتف الرسول بولس قائلاً: عظيم عو سر التقوى الله ظهر في الحسد (اتر ١٦٢) وقد اثبت السيد المسيح لاهوته أثناء تجسده علی الأرض من خلال. ١- قداسته المطلقة. فهو الذي لم يعرف خطية ( ۲کو٥: ٢١ ١بط۳ :۲۲) وقد تحدى اليهود قائلا "من منکم يبکتنی علی خطية" (يو٤٦:٨) فانسدت الأفواه وأنعقدت الألسنة ومعروف أنه ليس هناك إنسان واحد بلا خطيئة وقديما قال باسكال" إن وجدنا إنسانا بلا خطية فهذا هو الله أخذا شكل إنسان بالفعل كان الرب يسوع بلا خطية، مما يؤكد الوهيته المجيدة . 2- سلطانه المطلق على الموت حينما أقام الموتى حتى وهو ميت على الصليب مت ٠٥٢:٢٧ على المرض حينما شفي أعتى الأمراض المستعصية مت ١٨:٩-٢٦ على الخلق حينما خلق عينا من الطين وحول الماء إلى خمر يو١:٩-٣٤ ،يو١:٢-١١ على الافكار حينما عرف أفكار اليهود والتلاميذ دون أن يخطروه لو ٢٤:٢٢ على المستقبل حينما انبأ بخراب اورشلیم وصلب بطرس مت ۲۳ :۳۹،۳۷ على الغفران حينما غفر مفلوج والزانية لو ٣٦:٧ يو٢:٨-١١. على الشيطان حينما أخرجه بكلمة، وحتى بدون كلمة لو ۱۷ :۱۸ مر ۲۹:۷ على الطبيعة حينما انتهر الرياح والموج، ومشي على الماء وجعل بطرس يمشي عليه أيضا مت٢٦:٨، ٢٨:١٤-٣٢ على النبات حينما لعن التينة فيبست من الأصول مت٩:٢١ مر ۲۰:۱۱ على الحيوان حينما سمح للشياطين بدخولالخنازير، لو ۱۸:۱۷. على الجماد حينما "بارك الخبزات واشبع الألوف" مت ١٤: ١٩. ٣- قيامة المجيدة:- فهو قد قام بقوته الذاتية وقام بجسد نورانی ممجد. كما أنه قام ولم يمت ولن يموت إلى الأبد لهذا نؤمن بلاهوته المتحد بناسوته في طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولا يوجد إنسان في الوجود اقام نفسه بنفسه او قام ولم يمت أو قام بجسد نوراني وحده السيد المـسيح هو الذي فعل ذلك لان الله المتجسد لأجل خلاصنا. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
17 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

٢ - الثالوث القدوس نؤمن بإله واحد. هذه حقيقة جوهرية، ومن يؤمن بأكثر من إله، يكفر بالإله الحق !! كل ما في الأمر أننا ندخل قليلاً. بالإعلان الإلهي في الكتاب المقدس إلى الهنا الواحد هذا، فنجد أنه «مثلث الأقانيم» الجوهر اللاهوتي واحد، لكن الأقانيم التي في هذا الجوهر الواحد هي ثلاثة الآب والابن والروح القدس. إنها - إذن مجرد تفاصيل نؤمن بها في إلهنا الواحد العظيم. فما هي الأقانيم؟ أولاً: في العهد القديم كان الله يتكلم في العهد القديم بصيغتين في أن واحد المفرد حين يتكلم كجوهر واحد والجمع «حين يتكلم عن نفسه كأقانيم»... وليس في اللغة العبرية صيغة التعظيم، كما في العربية، حين كان يقول الملك عن نفسه: نحن فلان ملك مصر صيغة الجمع في العبرية هي جمع حقيقي، لأن الله يتحدث عن الأقانيم الثلاثة الكائنة داخل الجوهر الإلهي الواحد. مثلا «في البدء خلق الله« "ألوهيم ""صيغة جمع "السماوات " تك ١:١«. «قال الله "الوهيم"" صيغةجمع"نعمل الإنسان على صورتنا کشبهنا» «تك ٢٦:١«.« هوذا الإنسان قد صار كواحد منا « « تك ٢٢:٣ ». المتحدث هنا هو الهنا العظيم الواحد، لكنه مثلث الأقانيم من الداخل. مثال 1: الله الحكيم، فيه الحكمة ومنه ينبثق روح الحكمـة الحكيم + الحكمة + روح الحكمة = إله واحد. مثال ۲ : الله القدير، تولد منه القدرة وينبثق عنه روح القدرة. القدير + القدرة + روح القدرة = إله واحد. مثال ۳: الطبيعة البشرية: نفس + جسد +روح = إنسان واحد. مثال ٤ »الشمس: قرص + ضوء+حرارة = شمس واحدة. ثانيا : في العهد الجديد عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس « مت ۱۹:۲۸ ». «أنا فى الآب والابن في «يو١٤ : ١٠ ». أنا والآب واحد » »يو ۳۰:۱۰ » الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد « ١ يوه : ٧». ولقد سمى الابن» هكذا، لأنه مولود من الآب مثل ولادة النور من النار... فهى ليست ولادة جسدية تناسلية مى الآب» هكذا لأنه أصل الوجود وسمى الروح» هكذا لأنه منبثق من الآب مثل انبثاق الحرارة من النار النار + النور + الحرارة = شمس واحدة. النار يولد منها النور، وتنبثق عنها الحرارة هكذا الآب يولد منه الابن الكلمة ولادة روحية أزلية أبدية مستمرة، دون انفصال، ودون فارق زمنى النور يولد من النار دون أن ينفصل عنها، ودون فارق زمني هذا مجرد تشبيه ونفس الشيء بالنسبة للروح القدس الذي ينبثق من الآب كانبثاق الحرارة من النار. النار + النور المولود منها الحرارة المنبثقة منها= نار واحدة. وهكذا أيضا الآب +الابن المولود منه+ الروح المنبثق منه= إله واحد. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
10 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

١- نؤمن بإله واحد:- هذا هتافنا اليومي في قانون الإيمان "بالحقيقة نؤمن بإله واحد " نعيش عليه ونموت على اساسه وهذه بسملتنا المسيحية اذ نقول باسم (وليس باسماء) الآب والابن والروح القدس الاله الواحد امين وهذه ايات العهد القديم:- "الرب هو الإله وليس أخر سواه" (تث ٣٥:٤ ). الرب الهنا رب واحده (تث٤:٦) الرب وحده وليس معه اله (تث١٢:٣٢) وفي العهد الجديد للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (مت٤ :١٠) الرب الهنا رب واحد (مر٢٩:١٢) الله واحد(رو ۲۰:۳) يوجد إله واحد (١تى ٥:٢) حتى الشياطين تؤمن باله واحد "انت تؤمن بإله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون (يع١٩:٣) والمنطق يؤكد ذلك اذ لابد أن يكون الإله غير محدود فإن كان هنالك أكثر من اله اذن فكل واحد منهم يحد الآخر، فتصير هذه الهة محدودة اى ليست الهة على الإطلاق الله واحد لانه غير محدود ولا يوجد مالا نهاية واحدة فإذا تلون الأرقام صعود او هبوطا فسوف تصل إلى رقم مالا نهايةولاتوجد سوی مالا نهاية واحدة. وهو مهندس الكون الأعظم فهذا الوجود المذهل، ابتداء من الخلية الصغيرة إلى الكرة الأرضية إلى المجموعة الشمسية إلى المجرات الشاسعة، تؤكد أن وراها مهندسا مبدعا لا نهائي فى قدرته هو إلهنا العظيم الخالق القادر الحافظ فهو الذي خلق الكون بقدرته، ويحفظه بقوته غير المحدودة ويكفي أن نتأمل في حركة الأفلاك في السماء أو الجزئيات في الخلية الواحدة أو الذرة الصغيرة لتدرك عظمة الخالق هناك اسرار كثيرة في كل هذه الأكوان، فحتى الخلية الصغيرة مليئة بالأسرار العجيبة، فهناك عدة علوم تدرس هذه الخلية مثل الهيستولوجي (علم الانسجة) البيولوجي (علم الأحياء) والكيمياء الحيوية والهندسة الوراثية إلخ. هو واحد الوجود:- اى ان الله هو أصل الحياة كل الموجودات الجامدة والحية، لأنه معطى الحياة الذي فيه كانت الحياة (يو٤:١) "والذی به نحيا ونتحرك ونوجد"( اع ۲۸:۱۷) وإن كانت كل عربة في القطار تجرها العربة السابقة ثم السابقة حتى القاطرة فإن القاطرة فيها الحركة الذاتية وليس قبلها شئ اخر الله هو واجب الوجود أصل الوجود.وخالق الكل. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
03 أكتوبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية خدمة الشماسات

تؤمن كنيستنا بدور رئيسي وهام للشماسات ومن الأمور المفرحة قيام قداسة البابا شنوده الثالث ببعث روح الحياة في هذه الخدمة الهامة، حينما قام بسيامة مجموعة كبيرة من الشماسات في عدة كنائس ، الأمر الذي أبرز دور المرأة في الحياة والخدمة الكنسية . كذلك فقد كلف قداسة البابا الجنة مجمعية خاصة، بإعداد لائحة للشماسات المتبتلات المكرسات، بعد أن أنتشرت مجموعات متناثرة منهن في أنحاء الكرازة ، يقمن بخدمات هامة وأساسية في الكنيسة ، وذلك من أجل تقنين وضعهن الكنسى ، وتأمين حياتهن الروحية والكنسية والمعيشية . وبالفعل قامت اللجنة بإعداد اللائحة، وتوزيعها على الأحبار الأجلاء، تمهيداً لمناقشتها واعتمادها رسمياً من المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا وخدمة الشماسة في الكنيسة لها جذور كتابية رسولية ، وآبائية تقليدية . فنحن نقرأ في الكتاب المقدس في تيموثاوس الأولى قول الرسول : "اكرم الأرامل، اللواتي هن بالحقيقة أرامل والتي هي بالحقيقة أرملة ، فقد ألقت رجاءها على الله ، وهي تواظب على الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً ، لتكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة ، امرأة رجل واحد، مشهوداً لها في أعمال صالحة ، إن تكن قدريت الأولاد، أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين، اتبعت كل عمل صالح"(١تى٣:٥-١٣)وفى الرسالة إلى رومية نقرأ عن فيبى خادمة كنيسة كتخريا ، وفى تلك الرسالة التي لفيلبي نقرأ عن أفودية وسنتيخي، اللتين جاهدتا مع الرسول بولس في الإنجيل ( فى ٤ : ٢ ، ٣ ) ... وكذلك نقرأ عن النسوة اللواتي كن يخدمن يسوع من أموالهن » (لو۸ :٣)) وفي رومية ١٦ نقرأ عن سلسلة من النساء الخادمات المباركات ، اللواتي خدمن مع الرسول بولس مثل بريسكلا « العاملة معه » ، ومريم التي تعبت من أجله » ، وتريفينا وتريفوسا « التاعبتين في الرب»، وبرسيس «المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب » وأم روفس التي اعتبرها الرسول أماً له ، وجوليا ، وأخت نيريوس إلخ . ولاشك أن التاريخ الكنسى يحفل بأعداد هائلة من النسوة اللواتي خدمن الرب والكنيسة في مجالات متعددة، كالعبادة وتعليم السيدات والشابات والاطفال ورعاية الأرامل والأيتام والمرضى والمسنين إلخ . خدمة الشماسات : يمكن أن تختص الشماسات بخدمات كثيرة، وهذه مجرد أمثلة : ١-المشاركة في خدمة التسبيح في الكنيسة مع الشعب.. ٢- المشاركة في تعليم الأطفال والفتيات والشابات . ٣-افتقاد البنات والشابات ، - واكتشاف حالات الابتعاد عن الكنيسة مبكراً، ومعالجة حالات الانحراف بالحب والتوجيه الروحى من خلال الآباء الكهنة . ٤- خدمات المحبة المسيحية مثل : بيوت الطفولة، الحضانات، المعوقين المرضى ، المسنين ، المتخلفين عقلياً ، وليس أحن من قلب المرأة على هؤلاء . ه- خدمات التنمية : للفتيات : كتعليم الحياكة والتطريز واشغال الأبرة، ومكافحة الأمية المتفشية في مصر،خصوصاً بين السيدات، والطهي، والصحة، والوقاية من الأمراض والاسعافات الأولية وهذه الخدمات نراها واضحة في مئات مراكز التنمية الاجتماعية باسقفية الخدمات، والمنتشرة في كل أنحاء البلاد . ٦- خدمات طبية : كالتمريض الممتاز في المستشفيات والمستوصفات ، كملائكة رحمة، ينقلن إلى المرضى حنان ومحبة السيدالمسيح . ٧- الدراسة والكتابة : والتخصصات العلمية الكنسية وها نحن نرى الشابات في معاهد الإكليريكية، وبعض المتخصصات يدرسن الآن بالاكليريكيات . ٨- الاشتراك في وضع مناهج الخدمة للأعمار المختلفة ، بحكم خبرتهن التربوية ،نظرياً وعملياً، خصوصاً بهدف توازن المناهج بين الجنسين . ٩ - مساعدة الآباء الكهنة في خدمة المحتاجين من الأرامل والفقراء، ورعايتهن روحياً وكنسياً ومادياً . ١٠ - مساعدة الأب الكاهن في تعميد السيدات، إذ ترافقهن الشماسة وترشدهن كيفية العماد ومعناه ، وعمل الأشبين ١١ - تمثيل المرأة القبطية في المحافل المسكونية المسيحية والعالمية، على المستوى المحلى أو الإقليمي أو الدولى ١٢ - الدور الرائع والجوهري في تسليم الإيمان والمحبة للأطفال داخل الأسرة ، وهو أخطر الأدوار في حياة المرأة، إذ يتشرب الرضيع حنان الله من خلال حنان الأم خدمات كثيرة وخطيرة تقوم بها المرأة في الكنيسة ، ولا يستطيع أن يؤديها الرجل بنفس الكفاءة إن المساواة بين الرجل والمرأة في المسيحية مساواة كرامة إنسانية، وقيمة لدى الله ، وميراث الملكوت . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
26 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية دور الأرشيدياكون في الكنيسة

ذكرنا في العدد الماضي أن دور الشماس ومساعديه يتلخص فيما يلى : ۱ - خدمة الذبيحة والتسبيح ۲- خدمة الكلمة والتعليم. ٣-خدمة الافتقاد ورعاية المحتاجين. فماذا عن دور الأرشيديا كون ؟ إن هذه الطغمة الكبيرة من الشمامسة ومساعديهم، بل إن العمل الكنسى الضخم ، في حاجة إلى «تدبير وتنظيم » ، وهذا هو دور الأرشيدياكون، إذ أنه يقوم بإدارة الخدمة ، وتدبير وتنظيم العمل بين الشمامسة، بل إنه مسئول أمام الأب الأسقف عما يكلفه به من عمل جداول خدمة القداسات في الكنيسة .وهذه الخدمة الإدارية لا تتعارض مع الروحيات ، كما قد يتصور البعض . فنحن نقرأ عن مواهب الروح القدس في الكنيسة الأولى ما يلى : « فوضع الله أناساً في الكنيسة : أولاً رسلاً ، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة » ( ١ كو ۱۲ : ۲۸ ) . وهكذا مع الرسل والمعلمين وصانعي القوات والمعجزات ، تجد «الأعوان» (أى المعاونين، القائمين بالخدمات المساعدة كالطعام والسكن والنظافة .. إلخ)، «والتدابير» (أى المدبرون، ذوى المواهب القيادية والإدارية الذين يديرون الناس وينسقون المهام والوظائف والأعمال المختلفة ) ونحن نذكر كيف اشترط الآباء الرسل فيمن سيخدمون الموائد أن يكون المنتخبون مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس ، وحكمة، فتقيمهم على هذه الحاجة » ( أع ٦ : ٣) . وهكذا كان اسطفانوس « مملوءاً إيماناً وقوة، وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب» (أع ٦ : ٨) ، وكان وجهه «كأنه وجه ملاك » (أع ٦ : ١٥)، وكان دارساً ممتازاً لتاريخ شعب الله القديم واسفار الكتاب المقدس، كما يتضح من خطابه الشامل في أعمال ، وهكذا قدم مع خدمة الموائد خدمة الكلمة، واستحق أن يكون « أول الشماسية وأول الشهداء » . في طقس السيامة : يوصى الأب الأسقف رئيس الشمامسة قائلاً في روح الصلاة : « أنت الآن يا ملكنا محب البشر، اقبل سؤالنا نحن الخطاة، وارسل نعمة روح قدسك على عبدك (فلان) الذي دعى الرياسة الشمامسة ، بحكم تركية الذين قدموه في الوسط ... اجعله مستحقاً أن : ١ - يكون رئيس شمامسة على بيعتك المقدسة .. اظهره مثل الواحد من السبعة الخدام الذين أقاموهم الرسل الأطهار، اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء ٢ - يمسك كأس الدم المكرم الذي للحمل الذي بلا عيب ، الذي لابنك الوحيد ٣- يخدم الأيتام، ويساعد الأرامل ، و يهتم بالمتعبدين ، ويعلم الجهال، ويبكت غير المتأدبين، وينتهر المخالفين، ويرد الضالين ٤- وينظم الإكليروس (أى يرتب جداول الخدمة ) . ه - ويخدم الغرباء، ويأمر بما ينبغي، و يكون مثالاً لجميع الكنيسة» . وهكذا تحدد الكنيسة خدمات ومهام الأرشيدياكون الخمسة بنص طقس سيامتهم . مثلث الرعاية : مما تقدم يتضح أن الرعاية في الكنيسة تقوم على ثلاث ركائز هی : ١- الأسقف ٢- القس ٣- الشماسة و معروف تاريخياً أن الأب الأسقف كان يقسم كل منطقة رعوية (تخدمها كنيسة) إلى مساحات معقولة الحجم، يختص ابذياكون بكل مربع صغير، وكل سبعة مربعات يخدمها أبذياكونيين، يرأسهم شماس، وكل سبعة مناطق برأسها أرشذيا كون وهكذا كانت الرعاية تسير في اتجاهين متكاملين، من الأب الأسقف إلى الآباء الكهنة، إلى الشمامة ، إلى الشعب ، يقدمون خدمة الكلمة والافتقاد والرعاية الشاملة ثم من الشعب إلى الشمامسة إلى الآباء الكهنة إلى الأب الأسقف، إذ يتعرفون على الاحتياجات التي تخص كل اسرة وكل نفس، سواء احتياجات الروح أو النفس أو الجسد فيقوم بها الإكليروس بانتظام، ويحسون بأي مشكلة وهي في بدايتها . من هنا جاءت الكلمة «الشماس عين الأسقف ويده»، بمعنى أنه یری الاحتياجات ويبلغ بها الإكليروس فيقدمون له الحلول ويوصلها للشعب وهكذا كانت الرعاية منظمة وشاملة : لكل اسرة ، ولكل نفس ، في كل مكان، وفى كل زمان .. وذلك حتى لا يفقد أحد» اش ٤٠ : ٢٦) فليبارك الرب كل الجهود ، ليمتلىء بيت الله بأولاده، وليتعرف الكل على سر الخلاص المذخر لنا في الرب يسوع ماذا عن دور الشماسة (المرأة) ... هذا حديثنا القادم إن شاء الله . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الرابع عشر عام ١٩٨٩
المزيد
19 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية الإبدياكون و الدياكون

كنسيتنا ملتزمة تماماً بروح الإنجيل ولذلك فهى تحتفظ بالرتب الكهنوتية الثلاث : الاسقفية، والقسيسية، والشماسية ونحن نجد نصوصاً إنجيلية كثيرة وهامة، تؤكد هذه الرتب،ودروها في الخدمة الكنسية ، وهذه مجرد أمثلة : - ١- الأسقف صادقة هي الكلمة، إن ابتغى أحد الأسقفية ، فيشتهي عملاً صالحاً »لاحظ أنه يبتغى الأسقفية أي يقبلها كتكليف إلهى ولكن ما يشتهيه ليس الرتبة ولكن العمل الصالح، وما عمل الأسقفية إلا الصلاة وخدمة الكلمة ، بكل ما تحتاجه الرعاية من ذبائح وجهاد ) « ويجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، بعل امرأة واحدة ( أنسب الموجود في ذلك الوقت حيث ساد تعدد الزوجات وتكرار الزواج والطلاق ...) صاحباً، عاقلاً، محتشماً، مضيفاً للغرباء ، صالحاً للتعليم ...»( ١تى١ ٣-٧) يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، كقول الله، غير معجب بنفسه، ولا غضوباً ... ( تيطس ٧:١-١٠).احترزوا إذن لأنفسكم، ولجميع الرعية، التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه » (أع ٢٠ : ٢٨ ) . ٢ - القس أرسل (بولس) إلى أفسس واستدعى قوس الكنيسة» (أع١٧:٢٠) لا تهمل الموهبة التي فيك ، المعطاة لك بالنبوة، مع وضع أيدى القسيسية ( اتى ٤ : ١٤ ) [ أنظر النسخة البيروتية ذات الشواهد ] .من أجل هذا تركتك في كريت ،لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة ، وتقيم في كل مدينة قسوساً، كما أوصيتك» ( تيطس ٥:١). «أما القسوس المدبرون حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة » ( اتي١٧:٥) ٣- الشماس يجب أن يكون الشمامسة ذوى وقار، لا ذوى لسانين لهم سر الإيمان بضمير طاهر إنما هؤلاء أيضاً يختبروا أولاً، ثم يتشمسوا ، إن كانوا بلا لوم » (۱تی ۳ : ۸ - ١٣) بولس وتيموثاوس إلى جميع القديسين الذين في فيلبي، مع أساقفة وشمامسة » ( في ١ : ١ ) . دور الشمامسة ومساعديهم:- ۱ - درجة الابذياكون (مساعد الشماس ) :- درجة كبيرة لها كرامة ومسئولية خطيرة، إذ المساعد الشماس بأن يساعده في مهمتين أساسيتين :- أ - حفظ نظام وأبواب البيعة . ب- افتقاد الأرامل والأيتام والمحتاجين. وهذا طبعاً بجوار الخدمات المتضمنة في الدرجات السابقة وهى: خدمة التسبيح والذبيحة(الأبسالتس ). خدمة التعليم والكلمة( الأغنسطس ) . لهذا يوصيه الأب الأسقف قائلاً ( راشماً جبهته بابهامه، دون وضع يده على مثال الثالوت ) : تكون تابعاً للشماس ، وتساعده في عمل الخدمة، كما هو أيضاً تابع للقسيس تحرس أبواب بيت الله ، وتلمس الأواني المقدسة » . ٢ - درجة الشماس ( الدياكون ) : درجة هامة وكبيرة، يلزمها التكريس والتفرغ الكامل، وفيها وضع يد، وصاحبها يلتزم بضوابط الزواج لدى الآباء الكهنة ، فإن كان متزوجاً لا يتزوج ثانية إذا ترمل، وإلا سقطت عنه الرتبة ، وإن كان غير متزوج يبقى بتولاً .ويوصيه الأب الأسقف قائلاً: «إذ أنت معدود من أولاد استفانوس أول الشهداء، تفتقد شعب الرب، الأرامل والأيتام والمتضايقين، وتعين من تقدر أن تعينه، وتسد فاقتهم، وتكون لهم مثالاً، لكي ينظروا أعمالك الحسنة، ويحسدوا (أى يغبطوا ) طريقك، وتكون تابعاً للأسقف والقسيس ، وتعرفهم بالمتضايقين ليفتقدوهم وتكرم الذين هم أعلى منك » .والشماس الكامل، إذ كان متفرغاً، كان يرتدي زياً خاصاً ، هذا لم يكن غريباً أن يقوم بما يلى :- ۱ - يفتقد الشعب ويهتم باحتياجاتهم . ٢ - يسبح في الهيكل ويخدم الذبيحة . ٣- يتلو معانى الكتب المقدسة على أسماع الشعب. 4- يحمل الكأس الإلهى (أى يساعد الكاهن في توزيع الدم المقدس ) . ه - هو عين الأسقف ويده بمعنى أنه يزور الشعب في بيوتهم، بمعاونة مساعديه ، ويعرف الأسقف والكاهن بظروف الرعية لیزورهم، ويوصل إليهم محبة ورعاية وتقدمات الآباء الروحية والمادية . رتبة جليلة نتمنى أن نرى ثمارها فيمن أخذوها ، وأن يختار الرب آخرين ليأخذوا بركتها لحياتهم، ولتثمر خدماتهم في كنيسة الله. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٩
المزيد
12 سبتمبر 2023

دور الأغنسطس في الكنيسة

كلمة «الأغنسطس » تترجم دائماً «قارىء»، والكلمة منشقة أصلاً من «أنا غنوسما » أي «فصل من الكتاب المقدس »، لأن الأغنسطس هو « قارىء » أو بالحرى دارس» وبالأكثر «معلم» للكتاب المقدس، حسب نص الطقس الكنسى الخاص بسيامته. هي رتبة جليلة وخطيرة إذن ، تتعلق بشرح الكتاب المقدس للناس ، والانذار والتعليم . لهذا تعلمنا من قداسة البابا شنوده الثالث ، أن لا تعطيها إلا للشباب الكبار الذين يعدون لخدمة التربية الكنسية ، أو يخدمون فيها فعلاً . لذلك فمع أن الكثيرين يطلبون هذه الدرجة البركة ، لكن الأساس الذي يجب أن يعرفوه ، أن هذه الدرجة تقوم بالخدمات التالية في الكنيسة : ١ - خدمة التسبيح .... ٢- خدمة الذبيحة . ٣- خدمة التعليم .... وحسب سن الشخص المتقدم لنوال هذه الدرجة، وحسب قامته الروحية، يقوم بالتدرب على خدمة الكتاب المقدس، وتقديم التعليم المناسب للأعمار التي تناسبه ، فالصغار المبتدئون منهم يخدمون الأطفال في فصول التربية الكنسية، والكبار يخدمون الشباب أو الشعب .ولعله من المناسب أو المهم أن تلاحظ كيف تخصص كنيستنا المقدسة درجة خاصة ، وتمنحها لأعداد كبيرة مدربة ، بهدف واحد هو نشر التعليم الكنسى ودراسة الكتاب المقدس بين الشعب بفئاته المختلفة . فكنيستنا تهتم جداً بالتعليم، إذ تلاحظ قول الرب في الكتاب المقدس: «هلك شعبي من عدم المعرفة ( هو ٤ : ٦). كما أن كنيستنا كتابية وانجيلية حتى الأعماق ، فها نحن نرى كيف تقدم لنا هذه الدرجة الإنجيلية الخاصة، وكيف تضع البشارة فوق المذبح ، وفوق الرؤوس، وتقبلها الشفاه، وتنحنى لها الجباه، ويرفع قداسة البابا تاجه إكراماً لصوت الرب وكلمات المسيح، ونخصص للإنجيل أوشية خاصة، ونقف خاشعين لسماعه، وتضيء الأنوار على حامل الأيقونات وفى شمعتين حول القطمارس، إعلاناً أن الإنجيل هو النور الذي يرشد الحائرين في الظلمة . طقس سيامة الأغنسطس : بعد أن يتأكد الأب الأسقف من تزكية الآباء الكهنة للمتقدمين لنوال هذه الدرجة ، يصلى الصلاة الربانية وصلاة الشكر، ثم يقوم بقص شعر رأس المتقدم - على مثال الصليب في خمسة مواضع إعلاناً أنه قد نذر قلبه للرب ، ونزع فكر العالم من ذهنه ، ليضع بدلاً منه فكر المسيح والإنجيل.ثم يعطيه الأب الأسقف إسماً كتابياً أو كنسياً، حبذا لو كان إسم شفيع المتقدم ، علامة بداية الحياة جديدة في الكنيسة والخدمة ، ويتلو الأب الأسقف على رأسه الرشومات الثلاثة، للثالوث القدوس ، طالباً بركة الرب للمتقدم. ثم يصلى الأب الأسقف أربع قطع جميلة ، لكل منها محور خاص ، وهدف محدد : 1 - «أيها السيد الرب... أقبل إليك عبدك ( فلاناً ) أغنسطساً في بيعتك، فهمه حقوقك ، وهب له مخافة عبوديتك ، واجعله مستحقاً أن يلمس الأوانى، ويكون أغنسطساً مكرماً أمامك » . 2- املأه من كل حكمة ، ومن كل فهم، ليتلو أقوالك الإلهية والأغنسطسية. واحفظه في عبادتك بغير لوم ... » . 3- ... أظهر وجهك على عبدك ( فلان ) القائم أمامك، الذي قدموه لينذر بأقوالك المقدسة، التي لعهدى العتيقة والحديثة ( أى العهدين القديم والجديد)، ويكرز بأوامرك لشعبك، ويعلمهم كلامك الطاهر، الذي من جهته خلاص أنفسهم ونجاتهم ... » . ٤- امنحه حكمة ، وروح النبوة ، ليتلو أقوالك المقدمة لشعبك، بسيرة بغيرلوم.ثم يوصيه الأب الأسقف قائلاً : يجب عليك أن تتعلم واحداً فواحداً، من فصول الكتب المقدسة أنفاس الله ، التي أؤتمنت عليها كي تعظ بها الشعب . لأن هذا أمر عظيم، يحتاج من ينتصب له أن يكون كالمصباح المضيء على المنارة، لكنى تملأ مسامع سامعيك مما تقرأ عليهم، وتكون أنت غير مجرب . إذن ، فالأغنسطس في الكنيسة ، يحمل درجة حسنة، كقول الرسول : « الذين تشمسوا حسناً ( أى صاروا شمامة) يقتنون لأنفسهم درجة حسنة ، وثقة كثيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع (اتي ٣: ۱۳ ) ذلك لأن الأغنسطس : ١ - يلمس الأواني ( أي يخدم الذبيحة والمذبح، ويجفف الأوانى بعد الصلاة من خلال قطعة قماش ، وليس بلمسها مباشرة ) . 2 - يتلو الأقوال الإلهية (في القداس الإلهى وفى البيوت ) . ٣- يعظ بها الشعب (في تواضع وتحت تدبير الآباء ) . 4- تكون له سيرة بغير لوم حتى لا يعثر الخدمة . رتبة الشماسية جليلة، ودرجة الأغنسطس مكرمة ، فليراجع كل من أخذها نفسه على ما تقدم، لينال بركتها وفاعليتها في حياته، ويساهم من خلالها في خدمة الكنيسة ! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب. عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام ١٩٨٩
المزيد
05 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية الشماس رتبة أساسية

تؤمن كنيستنا المقدسة بثلاث رتب في الكهنوت هي: ١ - الأسقفية. ٢- القسيسية . ٣- الشماسية. ولكل رتبة درجاتها ، واختصاصاتها فمثلاً رتبة الأسقفية جوهرها : الرعاية والتدبير، بمعنى أن البابا البطريرك والآباء الأساقفة يقومون بعمل الرعاية الروحية والشاملة لكل مدينة وقرية وأسرة ونفس ويدبرون ذلك من خلال سيامة آباء كهنة وشمامسة وشماسات ، لتصل الخدمة إلى كل نفس . وفى هذا تقول الدسقولية : " ينبغى أن يهتم الأسقف بكل أحد ، ليخلصه" وهذا طبعاً من خلال اختياره لمعاونيه في الخدمة الرعوية، ومن خلال توجيهه المستمر لهم وإدارته لشئون الكنيسة، بما يبنى النفوس ويخلصها بالوسائل المختلفة كالتعليم والعبادة والافتقاد والكتابة إلخ . أما رتبة القسيسية فهى أساساً معاونة الأب الأسقف في رعاية النفوس، والقيام بأسرار الكنيسة المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول ، وأخذ الاعترافات ، والحث على التوبة، ومسح المرضى، وعقد الزيجات. والكهنوت في كنيستنا جوهره «الأبوة » ، فنحن ننادي الكاهن : « يا أبانا » ، إحساساً منا بدوره في حياتنا ، إذ يرعانا كأب حنون ، و يهتم بكل احتياجاتنا أما رتبة الشماسية، بدرجاتها المتعددة ، فتهتم بمعاونة الأب الأسقف والأب الكاهن في الخدمات التالية : ١ - خدمة الذبيحة والمذبح، والتسبيح المقدس . ٢ - خدمة التعليم والكرازة ، ونشر كلمة الله ٣- خدمة الافتقاد والرعاية ، خصوصاً للأرامل والأيتام والمحتاجين . ٤ - خدمة التدبير والإدارة وتنظيم العمل الكنسي ، تحت إشراف الأب الأسقف. وسوف تلاحظ كل هذه الأدوار الهامة والمؤثرة، من خلال دراستنا المبسطة لطقوس السيامة ، الأمر الذى سنحاول التركيز عليه في هذه السلسلة المختصرة من المقالات إن شاء الله. ١ - الأ بسالتس : هذه الدرجة المباركة، والتي تختص بخدمة التسبيح في الكنيسة المقدسة، كادت أن تندثر وتندمج في درجة الأغنسطس، لولا أن أعادها إلى الوجود قداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث فالأغنسطسية رتبة التعليم ، لا يصح أن تعطى إلا للكبار.لكن التسبيح شيء يمكن أن يمارسه الأطفال «من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحاً » ( متى ٢١ : ١٦ ) . لذلك رتبت الكنيسة هذه الدرجة المقدسة حتى يرتبط الأطفال بالذبيحة والمذبح ، وما أجمل أن تعطى كنيستنا للأطفال دوراً أساسياً في حياة الجماعة، لأنهم بالمعمودية صاروا أعضاء في جسد المسيح، وبقلوبهم البسيطة الوديعة ، يمكن أن يسبحوا الرب بنقاوة نفتقدها نحن الكبار وواضح أن كلمة «أبسالتس» مأخوذة كلمة Psalm أي مزمور ومنها « الأ بصلمودية » كتاب التسابيح الكنسية . ويمكن أن تعطى هذه الدرجة للأطفال حتى ١٢ سنة، أي في المرحلة الإبتدائية، لينشأوا قريبين من المذبح، ويحضروا القداسات مبكرين، ويتحدوا بالجسد والدم الأقدسين منذ نعومة أظفارهم وهكذا تتشبع حياتهم برائحة البخور الزكية، وأنظارهم بملابس الآباء الكهنة وحركاتهم الطقسية، وبالشموع والسجود والايقونات والألحان، فلاشك أن هذا السن المبكر، سن تفتح الحواس ، هو أفضل الأعمار لغرس الإيمان المسيحى، والحياة الكنسية والتقاط صور ذهنية ووجدانية لا تنمحى أبداً .إن هذا المؤمن الصغير، سوف يندمج مع معطيات الإيمان وحقائق اللاهوت في سهولة ويسر. سيامة الأبسالتس : تتم سيامة الأبسالتس بعد تزكية الأب الكاهن وخدام التربية الكنسية يقدمونها أمام الأب الأسقف، بأن يصلى الأب الأسقف الصلاة الربانية، وصلاة الشكر وذلك بعد صلاة الصلح مباشرة أثناء القداس الإلهى وإذ يقدمون الأطفال أمام باب الهيكل ، يصلى الأب الأسقف قطعتين بروح ا العبادة، الأولى يقول فيها : « يا إلهنا الصالح ، يا من أقام هيمان وأساف للترتيل في مواضعك المقدسة . يا من أعطيت داود النبي أن يرتل على المزمار والقيثارة سبحاً . يا من وضعت التسبيح في كنيستك المقدسة، وأن يعبدك شعبك بمزامير وتراتيل وأغان روحية نسألك يارب أن تعطى عبدك ( فلاناً ) أن يعمل عمل الأ بسالتس في كنيستك المقدسة ، ويغني لك بألحان وتراتيل وأغان روحية، مرتلاً في قلبه للرب » وفى القطعة الثانية يضيف معنى جديداً ، وطلبة هامة، إذ يقول : « أعطه فهما حسناً لما يرتل به، فيرتل لك من عمق قلبه، بروح الصلاة والعبادة أعطه أن يخدمك بقلبه وفمه وألحانه، واقبل تراتيله كرائحة بخور قدامك ، وابعد عنه روح الغرور والتظاهر ومحبة المديح ، واجعله خادماً صالحاً » . ثم يرشمه الأب الأسقف بالرشومات الثلاثة، ويعطيه إسماً كنسياً أو كتابياً . ليبدأ حياته الجديدة بروح جديدة واسم جديد ، و يوصيه بأن يحفظ الألحان، ويحضر مبكراً إلى القداس ، ويتناول من الأسرار المقدسة ما أمجد خدمة التسبيح والذبيحة !! وما أحلى أن نضمن لأطفالنا أن يرتبطوا بالرب وبالكنيسة في سن مبكر !! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الحادي عشر عام١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل