المقالات

29 نوفمبر 2023

هل التجسد يتعارض مع طبيعة الله ؟

يتصور البعض أن التجسد يتعارض مع طبيعة الله ، لأن الله روح بسيط خالد غير مركب ، ولا مادى، ولا يصح أن يأخذ صوراً حسية ، مرئية أو مسموعة أو محسوسة ، فهل هذا التفكير سليم ؟ وما خطورة هذه الفكرة على البشرية وعلى خلاصها ؟ ۱ - نظرة خاطئة للمادة : هذه الفكرة - أن الله لا يتجسد - تخص بين طياتها نظرة خاطئة وخطيرة إلى المادة . أليست المادة بكل صورها إحدى مخلوقات الله ؟! ما الغضاضة إذن في أن يتخذ الله منها وسيلة يعلن بها عن روحانيته واختفائه وعلوه ، لبشر حسيين وضعفاء ؟! إن فكرة نجاسة المادة ليست سليمة إيمانياً، وترجع في أصولها إلى فكر وثنى وهندوسي ، يتصور أن الإنسان روح محبوسة في جسد هولها مثل سجن قابض . وهم بذلك يعذبون أجسادهم بالمسامير، وينهكونها بأصوام مفرطة متطرفة .هل يخلق الله شيئاً دنساً ؟! أليست أجسادنا من صنع يده ؟ ألا تحوى أجسادنا أدق أسرار الخلق ، وتحمل أعمق الأدلة وأصدقها على وجود الخالق الأعظم ؟ لا يصح أن ننسب إلى أعمال الله النقص أو النقيصة ، الإنسان خلق مقدماً ، وعاش مع الله فى الفردوس بنفس جسده الحالي ، ولكنه اختار أن يستمع إلى غواية الشيطان فسقط في براثنه . فالخطأ إذن دخل إلى جسده فيما بعد، وإلى روحه وكيانه كله . أما الإنسان ككل، وكخليقة الله في الأساس ، فكان « حسناً جداً » ( تك ١ : ٣١ ) ولعل هذا هو السبب في أن تتمسك كنائسنا التقليدية باستخدام المادة في الأسرار المقدسة، كالماء في المعمودية، والزيت في الميرون ومسحة المرضى، والخبز والخمر فى التناول ، لتؤكد لنا أن كل شيء خلقه الله هو مقدس ، وأن المشكلة هى فى «سوء الإستخدام» وليس فى المادة نفسها . ٢ - نظرة خاطئة إلى الله : الله بالفعل روح بسيط قدوس ، مالىء السماء والأرض والتجسد لا يغير من طبيعته ، ولا داعى لأن نخشى من التجسد على طبيعته . فالله حينها يتخذ جسداً ، أو يسمعنا صوتاً أو يرينا نوراً لا يكف عن كونه الروح البسيط الخالد القدوس ، مالىء السماء والأرض . إنه لم « يتحول » إلى جسد ... حاشا ! إنه فقط « اتخذ جسداً». فهل في هذا مشكلة ؟ أليس هو قادر على ذلك ؟ وهناك تشبيهات كثيرة لهذا الأمر: مثلاً الجو كله من حولنا يموج بالإرسال الإذاعي والتلفزيوني ، موجات مرسلة من القاهرة وتنتشر في الجوإلى كل بلاد الجمهورية . لا نراها ولا نسمعها بالعين والأذن المجردتين، ولابد من جهاز يستقبلها ويجسدها . وإذا استقبلناها في جهاز لدينا ، لا يعنى ذلك أننا إستنفذناها ، أو إحتكرناها في جهازنا هذا ، فهى لا تكف عن الإنتشار في أجواء مصر كلها . ومن هذا التشبيه نرى : ١ - أن هناك موجات موجودة ، لا نراها ولا نسمعها دون أن يلغى ذلك أنها موجودة بالفعل. والقياس مع الفارق بالنسبة إلى إلهنا العظيم الموجود فى كل مكان وزمان دون أن تراه بعيون الجسد . ٢ - إن هذه الموجات غير المحسوسة يمكن أن تحس وترى من خلال تجسيدها في جهاز. والقياس مع الفارق بالنسبة إلى إلهنا العظيم الذي هو روح سامية، ويمكن أن يتخذ صوراً حسية كالنار أو الصوت أو النور أو الجسم البشري . ٣- إن تجسد هذه الموجات في جهاز لا يعنى إنسحابها من الجو،وانحصارها في هذا الجهاز. وكذلك فإنه حين اتخذ الله جسد إنسان ، لم يكف عن كونه الإله مالىء السماء والأرض . لهذا قال السيد المسيح له المجد: « ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي هو فى السماء » ( يو ٣ : ١٣ ) .وما قلناه عن الموجات الإذاعية نقوله عن الطاقه الكهربائية فهى تتجسد في مصباح دون أن يحتكرها هذا المصباح ، وهكذا إذن فالتجسد لا يتعارض مع طبيعة الله، إذ أن الله هو الذي خلق المادة مقدسة ، والمادة من تحده بأى حال إذا ما إتخذها وسيلة يعلن لنا بها عن ذاته. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن كتاب أسئلة حول التجسد
المزيد
27 نوفمبر 2023

لماذا التجسد ؟

سؤال هام هو المسيحية كلها سؤال طالما أثير فى كل مكان وزمان سؤال أستدعى أن يسطر الوحي الإلهي على يدى معلمنا يوحنا الحبيب إنجيله ورسائله، ليوضح لنا حتمية التجسد لخلاص البشريه ، وإستحالة الخلاص دون الإيمان بتجسد الله الكلمة ففى إنجيل معلمنا يوحنا يستهل الوحى حديثه بالتحليق في آفاق اللاهوت العليا « فى البدء - أى فى الأصل، ومنذ الأزل - كان الكلمة ،والكلمة كان عند الله ، وكان الله الكلمة »( يو ١ : ١ ) ثم يقول : «والكلمة صار جسداً » ( أى اتخذ له جسداً فهو لم يكف عن كونه كلمة الله ) ، وحل بيننا ، « ورأينا مجده » ( يو ١ : ١٤ ) وفي رسائل معلمنا يوحنا يعتبر الرسول ( بوحى من الله طبعاً ) أن : «كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه جاء في الجسد ، هو من الله ، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه جاء في الجسد فليس من الله وهذا هو روح ضد المسيح، الذي سمعتم أنه يأتى والآن هو فى العالم » ( ١ يو : ٤ : ٣،٢) ولقد قصد الله أن يبقى يوحنا الحبيب ، الذي طالما اتكاء على صدر السيد المسيح ، حتى نهاية القرن الأول شاهداً أميناً على الفكر اللاهوتي المسيحي السليم كما تسلمه من الرب نفسه. فبينما استشهد بقية الإثني عشر وحتى بولس الرسول قبيل سنة ٧٠ ميلادية ، بقى يوحنا الحبيب حتى نهاية القرن الأول تقريباً لتثبيت العقيدة المسيحية السليمة في مواجهة العديد من الهرطقات مثل : ١- هرطقة الغنوسيين :- الذين تصوروا أن الخلاص يمكن بالمعرفة العقلانية حيث كلمة Know=Gnoses أي يعرف وقالوا أن التأمل العقلاني يطهر النفس ويخلصها وأن السيد المسيح مجرد إنسان عليه حل روح علوى وإذا سلمنا بهذا فقدنا كل شيء ، فالخلاص بالعقل يلغي ضرورة التجسد والفداء. وأن يكون المسيح إنساناً فمعنى ذلك أن من فدانا محدود ، ففداؤه ناقص . لهذا رفضت الكنيسة هذه البدعة الخطيرة . ٢ - هرطقة التهود التي سادت لفترة على حياة بعض اليهود الداخلين إلى المسيحية - حيث لم يستطيعوا التحرر بسرعة من أمجاد العبادة القديمة الشكلية وطقوسها وفرائضها الرمزية . فانبرى لهم معلمنا بولس الرسول ليوضح لهم أمجاد المسيح والمسيحية، خصوصاً في رسالته إلى العبرانيين التي مفتاحها هو كلمة « أفضل » . فالسيد المسيح أفضل من الملائكة بما لا يقاس (ص ۱ : ۲)، وأفضل من موسى ( ص3) ، ومن يشوع ( ص ٤ ) ، ومن هرون ( ص ٥ ) ، ووعده هو الأثبت (ص ٦ ) ، وذبيحته كانت ترمز إليها تـقـدمـة ملكيصادق ( ص۷) : وكهنوته أفضل من كهنوت هرون ( ص ) ، وعهده أفضل من العهد القديم ( ص ۹) ،وأقداسه أفضل من أقداس الهيكل ( ص (۱۰) ، والإيمان به هو سر خلاص الآباء (ص ۱۱) ، وناموسه أكمل من ناموس موسى ( ۱۲ ) ، ودمه أفضل من دم الذبائح ( ص ۱۰ ، ۱۳ ) . ٣- هرطقة الدوسينيين الذين تصوروا جسد السيد المسيح غازياً وخيالياً ، معتقدين أن المادة لا يليق أن ندخل إلى حياة الله . وهى البدعة التي تجددت فيما بعد بواسطة أوطاخي، وما زالت أصداؤها ترن فى التساؤلات حول التجسد إذ يتساءلون : ( أ ) هل التجسد ضد طبيعة الله ؟ ( ب ) هل التجسد ضد قداسة الله ؟ ( ج ) هل التجسد ضد قدرة الله ؟ ( د ) لماذا التجسد ... ألم يكن هناك حل آخر سواه ؟ ( هـ ) ما مدلول التجسد في حياتنا ؟ وهذه الأسئلة الهامة يجب أن نستوعب إجابات عليها لعدة أسباب : أولا : للتثبت من إيماننا الصخرى، الذى تحطمت على صخرته كل الهرطقات . ثانياً : لندعم أخوتنا في المسيح على أساس المعرفة الأساسية اللازمة للخلاص ، إذ يقول الكتاب المقدس: «هلك شعبي من عدم المعرفة » . ثالثاً : لأن التخلى عن عقيدة التجسد هو بعينه التخلى عن نصيبنا في المسيح وفي الملكوت فما دام الله يستنكف أن يتخذ له جسدا إذن ، فهو لن يسكن فينا ،وهذا هو الهلاك بعينه ، إذ كيف نحيا معه في الملكوت ونحن لا نشبهه قط لهذا قال الرسول : "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (۱ تي٣ : ١٦ ) فالتجسد إذن هو سر التقوى الإنسانية ،وبالتالي الخلاص الأبدى . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن كتاب أسئلة حول التجسد
المزيد
21 نوفمبر 2023

الكتاب المقدس وأثره في الحياة الروحية (ب)

ذكرنا في العدد الماضي أن أهمية الكتاب المقدس في حياة المؤمن تأتى من أنه كلام الله ونستكمل موضوعنا ٢- الكتاب المقدس هو تاريخ البشرية ففيه دراسة لتاريخ البشرية من بدايته إلى نهايته، وفيه نلمس معاملات الله مع النفس البشرية على اختلاف أحوالها وأنواعها، إنه مدرسة لأخذ الخبرات.فمثلاً في سفر التكوين نتعرف على خبرة آدم وحواء في خطوات السقوط، وأثار الخطية ووعد الخلاص، وفي قصة قايين نتعرف على ضرورة وإمكانية النصرة على الخطية، وعلى خطوة الخضوع لصوت العدو. وفى إبراهيم نتعرف على معنى تبعية الرب في إيمان وثقة، وفي إسحق نثق في مواعيد الله الصالحة، وفي يعقوب نتعرف على خطورة التسرع والخداع والعاطفة، كما نتعرف على أسلوب التصالح مع الناس. ومن يوسف نتعرف على حنان الله إذ يدبر خلاص الجميع، ومع يشوع نتعرف على سر النصرة في أريحا، وسر الهزيمة في عاى وفى القضاة نرى أبطال إيمان، ونتعرف على بركات الطهارة، وخطورة الانحراف في شمشون وهكذا وهكذا. مدرسة واسعة متعددة المراحل تبدأ في التكوين، وتنتهي في الرؤيا حيث صراع الكنيسة والعالم، ونصرة الله النهائية خبرات لا تنتهى نأخذها كعصارة جاهزة لبنياننا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (اکو ۱۱:۱۰). ٣- الكتاب المقدس هو مكان لقاء واتحاد مع الله إذ أننا حينما نجلس هادئين متأملين في كلمة الله نتقابل مع الرب، وسرعان ما تتحد به أنفسنا. إن فرصة دراسة الكتاب حين تكون بروح الصلاة والحب لله تصير شبيهة بجلسة مريم عند قدمى المسيح حيث "اختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها " (لو ٤٢:١٠). وما هو النصيب إلا الرب الرب لن ينزع منها، فقد اتحدت به وأحبته وتحولت بسبب كثرة الجلوس عند قدميه، إلى شبه صورته القدسية. ألم يقل الرسول: «ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرأة نتغير إلى تلك الصورة، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح» (٢كو١٩:٣) ألم يقل أيضا: «لأن الذين سبق فعرفهم سبق ليكونوا مشابهين صورة ابنه(رو ۲۹:۸) إن مداومة القراءة في كلام الله بروح الصلاة، تعطى النفس اتحادا وثباتًا شخصيا، في الرب يسوع ختامًا فلنسمع ذلك القول المأثور: يوجد أعظم رجاء لأعظم خاطئ يقرأ الكتاب المقدس ويوجد أعظم خطر على أعظم قديس يهمل الكتاب المقدس. وباختصار الكتاب المقدس يكشف لى حاجتي إلى الله وانتظار الله لى... إنه نقطة لقاء الخاطئ المسكين مع قلب الله المحب. إن فقرة واحدة قرأها أوغسطينوس كانت كفيلة بأن تخلص نفسه وتجعل منه قديسا في الكنيسة. إنها الآيات التي وردت في (رومية ١١:١-١٤) افتح كتابك الآن واقرأها بخشوع وتأمل لتدرك أثر الكتاب في حياتك، والرب معك. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
14 نوفمبر 2023

الكتاب المقدس وأثره فى الحياة الروحية

يجدر بالمسيحى أن يدرس كلمة الله بانتظام يوميا، وذلك تتميما لوصية الرب فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية (يوه: ٣٩) وقد كلامه بقوله: «الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة (يو٦: ٦٣)، أما داود فقد امتدح من يلهج في ناموس الرب نهارا وليلاً ووصفه قائلاً: كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطى ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل (مز٣:١) من هنا لا نستغرب قول إرميا النبي: «وجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي (إره١٦:١). وتأتي أهمية الكتاب المقدس في حياة المؤمن من أنه الكتاب المقدس كلام الله وحين يتكلم الله يجب أن ينصت الإنسان وهو حين يتكلم إنما يعلن لنا أسراره المقدسة ومقاصده في الخليقة والتاريخ وأعماله مع أولاده المطيعين لوصاياه بل إننا من خلال كلام الله نتعرف على شخصه الحبيب المبارك ووعوده الصادقة الأمينة، ونصائحه الغالية الخلاصية من يستطيع أن يحيا دون كلمة الله؟ إنها بالحقيقة روح وحياة إنها غذاء الروح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. بل بكل كلمة تخرج من فم الله (مت٤:٤) لرجلی کـلامك ونور لسبیلی (مز ۱۰۵:۱۱۹) إنها السيف الحاد الذي به نبتر التعاليم الكاذبة كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب ١٢:٤).ثم إنها سر الاغتسال والنقاوة، إذ يقول الرب أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو ٣:١٥) الله يتكلم إلينا فننصت إليه؟ الله يعلن لنا حبه فتشيع بها - الله يعلن لنا مقاصده فلنتفهمها جيدا الله يقدم لنا مواعيده فلنتمسك بها كلام الله قوة ترفع الضعيف وتشدده. كلام الله نور يرشد النفس السائرة في البرية. كلام الله غذاء يشبع القلب بحب المسيح والنفوس كلام الله سيف يبتر التعاليم الغربية ويفرزها . نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
07 نوفمبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى ٥ - نؤمن بالفادى الوحيد

لا شك أن الفادي الوحيد هو الرب يسوع له المجد والسبب في ذلك بسيط للغاية أن الرب يسوع هو الوحيد في هذا الكون في السماء وعلى الأرض الذي استطاع أن يفى بالمواصفات المطلوبة في الفادي لقد كان هناك مشكلتان للبشرية وهما :- أ-حكم الموت "لأن أجرة الخطية هي موت "(يو ٢٣:٦) . ب- فساد الطبيعة البشرية يسبب الخطية التي ارتكبها أبوانا الأولان، والتي ورثناها منهما، وهنا تثور بعض الأمثلة ١- لماذا لم يسامح الله ادم ؟ لان هذا يتعارض مع عدل الله، وقوله لادم "يوم تأكل منها من شجرة معرفة الخير والشر موتا تموت (تك١٧:٢) وكذلك لأن مسامحة ادم لا تحل سوى نصف المشكلة عقوبة الموت، إذ ستبقى طبيعته فاسدة تنتج شرورا وتحكم عليه بالموت مرات ومرات. ٢- إذن لماذا لم يترك الله ادم لحكم الحرب ؟ لأن هذا يتعارض مع محبة الله ورحمته وبخاصة لأن ادم اغواه الشيطان حتى لو كان قد أکل بارادته وكذلك كان أماتة ادم تتعارض مع كرامة الله إذ كيف يسمح بأن ينتصر الشيطان على ادم فيخطيء ثم يموت ما الحكمة إذن لماذا خلقة؟ ولو خلق الله ادم اخر فهو معرض لنفس المصير بسبب حرية الإرادة فهل من كرامة الله ان يستمر هذا المسلسل الله يخلق الشيطان يغوى . الإنسان يسقط ويموت الله يخلق إنسانا اخر يكون له نفس المصير ٣-الحل إذن أن يفتدى الله الإنسان بمعني أن يموت شخص اخر بدلاً ادم فيوفي العقوبة والمهم أن يجدد هذا الفادي الطبيعة البشرية، ويطهرها من الفساد لتحيا في البر، وليس في السقوط ولكن ما هي المواصفات المطلوبة في الفادي مواصفات الفادي المطلوب :- ١- أن يكون إنسانا، لأن الإنسان هو الذي أخطا ٢- أن يموت لأن أجره الخطية هي موت. ٣- ان يكون غير محدود، لأن خطية ادم موجهة إلى الله غير المحدود، وعقوبتها غيرمحدودة. ٤- أن يكون بلا خطية فلو كان خاطئا لكان بحاجة إلى من يفديهد. ٥- ان يكون خالقا يستطيع تجديد الطبيعة البشرية مرة اخرى ولن يكون هذا سوى الله المتجسد. الرب يسوع الذي بناسوته أوفى المطلبين الأولين وبلاهوته أوفي المطاليب الباقية يستحيل أن تجد بديلاً أخر غيره فى كل الكون في السماء وعلى الأرض. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
31 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى ٤- نؤمن بالتجسد الإلهى

جوهر الإيمان المسيحي هو سر التجسيدا بمعنى أنه ظهور الله في شكل إنسان لتحقيق أهداف غاية في الأهمية، هو محور المسيحية الحقيقي. وهذا تتوارد أسئلة كثيرة :- ١- هل هناك إمكانية للتجسد الإلهي؟ ٢- هل هناك تعارض بين التجسد الإلهي وكرامة الله وقداسته ؟ ٣- هل هناك ضرورة للتجسد. ٤- كيف تم هذا التجسد المجيد؟ ١- إمكانية التجسد الإلهي:- أ- لا شك أن الله يستطيع أن يتجسد في آية صورة، بدليل بسيط أن الله قادر على كل شي فإن وجد أن هناك ضرورة لأن يظهر الله الروح غير المرئي بصورة مرئية فلا شك لأن الله يستطيع ذلك. ب- وقد امتلا العهد القديم بظهورات حسية كثيرة إلهنا العظيم. وفي صور متعددة، نذكر منها ما يلی:- ١-ظهر لأدم وحواء في حوارات كثيرة، ماشيا في الجنة. ٢- وظهر لإبراهيم في صورة انسان ومعه ملاكان في صورة رجلين أيضا وذلك ليخبره بهلاك سادم وعمورة ويعده بولادة اسحق. ٣- وظهر ليعقوب في صورة إنسان صارعه حتى طلوع الفجر، واعطاه بركة، ودعاء إسرائيل، أي صارع مع الله بمعنى أنه اجتهد في الحوار مع الله وطلب بركة. ٤- وظهر لموسي في صورة نار في عليقة. ٥-وليشوع بن نون في صورة رئیس جند. ٦-لمنوح وزوجته والدي شمشون في صورة رجل. ٧- ولجدعون في صورة ملاك الحوار مع الرب.. ٨- ولدانيال في صورة قديم الأيام. وكانت هذه الظهورات كلها تمهيداً للتجسد الإلهي. ٢- هل يتعارض التجسد مع كرامة وقداسة الله ؟ أ-بالطبع لا لأن الإنسان هو أحد مخلوقات الله بل هو تاج هذه الخليقة وكاهنها، ومخلوق على صورة الله ومثاله فأی غضاضة في أن يأخذ الله شكل إنسان والإنسان هو أكرم مخلوقات الله ؟ ب- والتجسد لا يتعارض مع قداسة الله لأن الشمس قد تطهر كوما من القمامة دون أن تتلوث. وهكذا الله حينما تجسد، طهر طبيعتنا الساقطة، دون أن تنقص قداسته فهي القداسة لا نهائية ومطلقة. ٣- ولكن... لماذا التجسد؟ ا- لأن الله - كمعلم حكيم رأى أن ينزل إلينا ليعلمنا طريق الحياة الأبدية فهذا ممكن طبعا، أما أن نصعد نحن إليه فهذا كان مستحيلاً. ب- ولأنه أراد أن يفدينا، فاخذ ناسوتا مثلنا، لكن بلا خطية، لينفذ فيه حكم الموت، الذي كان قد صدر ضدنا بسبب خطايانا. ج - لكي يسكن في داخلنا، فالله يحب أن يتحد بنا، في تواضع وتنازل المحب، نحو محبوبيه لكي يحمينا من عدو الخير، ومن الدينونة الإلهية. ٤- كيف تم التجسد؟ بأن أخذ اللاهوت الذي حل في أحشاء العذراء، ناسوتا من دمها. لكن بلا خطية فصار إنساناً مثلنا فيه روح انسانية وجسد انساني ونفس إنسانية، لكن بلا خطية. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
24 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

٣- نؤمن بلاهوت المسيح السيد المسيح ليس إنسانا يقول عن نفسه إنه الله ولكنه في ايماننا هو الله ظاهرا في شكل إنسان، ولهذا هتف الرسول بولس قائلاً: عظيم عو سر التقوى الله ظهر في الحسد (اتر ١٦٢) وقد اثبت السيد المسيح لاهوته أثناء تجسده علی الأرض من خلال. ١- قداسته المطلقة. فهو الذي لم يعرف خطية ( ۲کو٥: ٢١ ١بط۳ :۲۲) وقد تحدى اليهود قائلا "من منکم يبکتنی علی خطية" (يو٤٦:٨) فانسدت الأفواه وأنعقدت الألسنة ومعروف أنه ليس هناك إنسان واحد بلا خطيئة وقديما قال باسكال" إن وجدنا إنسانا بلا خطية فهذا هو الله أخذا شكل إنسان بالفعل كان الرب يسوع بلا خطية، مما يؤكد الوهيته المجيدة . 2- سلطانه المطلق على الموت حينما أقام الموتى حتى وهو ميت على الصليب مت ٠٥٢:٢٧ على المرض حينما شفي أعتى الأمراض المستعصية مت ١٨:٩-٢٦ على الخلق حينما خلق عينا من الطين وحول الماء إلى خمر يو١:٩-٣٤ ،يو١:٢-١١ على الافكار حينما عرف أفكار اليهود والتلاميذ دون أن يخطروه لو ٢٤:٢٢ على المستقبل حينما انبأ بخراب اورشلیم وصلب بطرس مت ۲۳ :۳۹،۳۷ على الغفران حينما غفر مفلوج والزانية لو ٣٦:٧ يو٢:٨-١١. على الشيطان حينما أخرجه بكلمة، وحتى بدون كلمة لو ۱۷ :۱۸ مر ۲۹:۷ على الطبيعة حينما انتهر الرياح والموج، ومشي على الماء وجعل بطرس يمشي عليه أيضا مت٢٦:٨، ٢٨:١٤-٣٢ على النبات حينما لعن التينة فيبست من الأصول مت٩:٢١ مر ۲۰:۱۱ على الحيوان حينما سمح للشياطين بدخولالخنازير، لو ۱۸:۱۷. على الجماد حينما "بارك الخبزات واشبع الألوف" مت ١٤: ١٩. ٣- قيامة المجيدة:- فهو قد قام بقوته الذاتية وقام بجسد نورانی ممجد. كما أنه قام ولم يمت ولن يموت إلى الأبد لهذا نؤمن بلاهوته المتحد بناسوته في طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولا يوجد إنسان في الوجود اقام نفسه بنفسه او قام ولم يمت أو قام بجسد نوراني وحده السيد المـسيح هو الذي فعل ذلك لان الله المتجسد لأجل خلاصنا. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
17 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

٢ - الثالوث القدوس نؤمن بإله واحد. هذه حقيقة جوهرية، ومن يؤمن بأكثر من إله، يكفر بالإله الحق !! كل ما في الأمر أننا ندخل قليلاً. بالإعلان الإلهي في الكتاب المقدس إلى الهنا الواحد هذا، فنجد أنه «مثلث الأقانيم» الجوهر اللاهوتي واحد، لكن الأقانيم التي في هذا الجوهر الواحد هي ثلاثة الآب والابن والروح القدس. إنها - إذن مجرد تفاصيل نؤمن بها في إلهنا الواحد العظيم. فما هي الأقانيم؟ أولاً: في العهد القديم كان الله يتكلم في العهد القديم بصيغتين في أن واحد المفرد حين يتكلم كجوهر واحد والجمع «حين يتكلم عن نفسه كأقانيم»... وليس في اللغة العبرية صيغة التعظيم، كما في العربية، حين كان يقول الملك عن نفسه: نحن فلان ملك مصر صيغة الجمع في العبرية هي جمع حقيقي، لأن الله يتحدث عن الأقانيم الثلاثة الكائنة داخل الجوهر الإلهي الواحد. مثلا «في البدء خلق الله« "ألوهيم ""صيغة جمع "السماوات " تك ١:١«. «قال الله "الوهيم"" صيغةجمع"نعمل الإنسان على صورتنا کشبهنا» «تك ٢٦:١«.« هوذا الإنسان قد صار كواحد منا « « تك ٢٢:٣ ». المتحدث هنا هو الهنا العظيم الواحد، لكنه مثلث الأقانيم من الداخل. مثال 1: الله الحكيم، فيه الحكمة ومنه ينبثق روح الحكمـة الحكيم + الحكمة + روح الحكمة = إله واحد. مثال ۲ : الله القدير، تولد منه القدرة وينبثق عنه روح القدرة. القدير + القدرة + روح القدرة = إله واحد. مثال ۳: الطبيعة البشرية: نفس + جسد +روح = إنسان واحد. مثال ٤ »الشمس: قرص + ضوء+حرارة = شمس واحدة. ثانيا : في العهد الجديد عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس « مت ۱۹:۲۸ ». «أنا فى الآب والابن في «يو١٤ : ١٠ ». أنا والآب واحد » »يو ۳۰:۱۰ » الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد « ١ يوه : ٧». ولقد سمى الابن» هكذا، لأنه مولود من الآب مثل ولادة النور من النار... فهى ليست ولادة جسدية تناسلية مى الآب» هكذا لأنه أصل الوجود وسمى الروح» هكذا لأنه منبثق من الآب مثل انبثاق الحرارة من النار النار + النور + الحرارة = شمس واحدة. النار يولد منها النور، وتنبثق عنها الحرارة هكذا الآب يولد منه الابن الكلمة ولادة روحية أزلية أبدية مستمرة، دون انفصال، ودون فارق زمنى النور يولد من النار دون أن ينفصل عنها، ودون فارق زمني هذا مجرد تشبيه ونفس الشيء بالنسبة للروح القدس الذي ينبثق من الآب كانبثاق الحرارة من النار. النار + النور المولود منها الحرارة المنبثقة منها= نار واحدة. وهكذا أيضا الآب +الابن المولود منه+ الروح المنبثق منه= إله واحد. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
10 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

١- نؤمن بإله واحد:- هذا هتافنا اليومي في قانون الإيمان "بالحقيقة نؤمن بإله واحد " نعيش عليه ونموت على اساسه وهذه بسملتنا المسيحية اذ نقول باسم (وليس باسماء) الآب والابن والروح القدس الاله الواحد امين وهذه ايات العهد القديم:- "الرب هو الإله وليس أخر سواه" (تث ٣٥:٤ ). الرب الهنا رب واحده (تث٤:٦) الرب وحده وليس معه اله (تث١٢:٣٢) وفي العهد الجديد للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (مت٤ :١٠) الرب الهنا رب واحد (مر٢٩:١٢) الله واحد(رو ۲۰:۳) يوجد إله واحد (١تى ٥:٢) حتى الشياطين تؤمن باله واحد "انت تؤمن بإله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون (يع١٩:٣) والمنطق يؤكد ذلك اذ لابد أن يكون الإله غير محدود فإن كان هنالك أكثر من اله اذن فكل واحد منهم يحد الآخر، فتصير هذه الهة محدودة اى ليست الهة على الإطلاق الله واحد لانه غير محدود ولا يوجد مالا نهاية واحدة فإذا تلون الأرقام صعود او هبوطا فسوف تصل إلى رقم مالا نهايةولاتوجد سوی مالا نهاية واحدة. وهو مهندس الكون الأعظم فهذا الوجود المذهل، ابتداء من الخلية الصغيرة إلى الكرة الأرضية إلى المجموعة الشمسية إلى المجرات الشاسعة، تؤكد أن وراها مهندسا مبدعا لا نهائي فى قدرته هو إلهنا العظيم الخالق القادر الحافظ فهو الذي خلق الكون بقدرته، ويحفظه بقوته غير المحدودة ويكفي أن نتأمل في حركة الأفلاك في السماء أو الجزئيات في الخلية الواحدة أو الذرة الصغيرة لتدرك عظمة الخالق هناك اسرار كثيرة في كل هذه الأكوان، فحتى الخلية الصغيرة مليئة بالأسرار العجيبة، فهناك عدة علوم تدرس هذه الخلية مثل الهيستولوجي (علم الانسجة) البيولوجي (علم الأحياء) والكيمياء الحيوية والهندسة الوراثية إلخ. هو واحد الوجود:- اى ان الله هو أصل الحياة كل الموجودات الجامدة والحية، لأنه معطى الحياة الذي فيه كانت الحياة (يو٤:١) "والذی به نحيا ونتحرك ونوجد"( اع ۲۸:۱۷) وإن كانت كل عربة في القطار تجرها العربة السابقة ثم السابقة حتى القاطرة فإن القاطرة فيها الحركة الذاتية وليس قبلها شئ اخر الله هو واجب الوجود أصل الوجود.وخالق الكل. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل