المقالات

09 يونيو 2020

إرسالية الخدمة

لما قام الرب من الأموات قضى أربعين يوماً يظهر لتلاميذه، ثم صعد إلى السموات وأمر الرسل بأن يمكثوا فى أورشليم للصلاة، طلباً للإمتلاء بالروح القدس وفى اليوم الخمسين حلّ عليهم مثل ريح عاصفة وألسنة نار، وبدأ الرسل يتكلمون بلغات جديدة لم يتعلموها قبلاً، البعض يتكلم والبعض يترجم، دون معرفة سابقة بهذه اللغات. وهذه طبعا معجزة سمح بها الرب، ليعرف المجتمعون فى أورشليم، والذين جاءوا إلى أحد الأعياد اليهودية، أن الله بالحقيقة فى هؤلاء الناس، وأن دينهم دين سماوى وحقيقى كانت هناك جنسيات عديدة فى القدس، عرب، ومصريون، وكريتيون، ورومانيون، وقادمون من العراق وآسيا الخ. وكان رسول يتلكم بإحدى هذه اللغات إلى القادمين من أبناء هذه اللغة، أو من اليهود المشتتين فى كل مكان، يتعلمون - بجوار العبرية - لغة البلد الذى يعيشون فيه كانت معجزة ضخمة، أثبتت للعالم أن يسوع المسيح هو الله المتجسد، وأن روحه القدوس هو العامل فى البشر، من أجل خلاصهم إلى الخدمة إلى الكرازة بعد أن حلّ الروح القدس على التلاميذ فى هذه الصور الثلاثة: الريح وألسنة النار، واللغات العجيبة، وقف بطرس يتحدث بالعبرية، وهى اللغة التى كان يعرفها الكل فالكل كانوا إما يهوداً من أبناء البلد أو يهوداً يعيشون فى الشتات أى البلاد الأخرى مثل مصر وانطاكية وآسيا الخ أو أممين من بلاد العالم المختلفة، لهم جنسياتهم ولغاتهم، ولكنهم آمنوا بالديانة اليهودية وتعلموا العبرية، وجاءوا لحضور الأعياد تحدث معلمنا بطرس عن السيد المسيح، وكيف أنه الإله الذى تجسد، وفدانا على الصليب، وقام من الأموات، وصعد إلى السموات، وأرسل لنا الباراكليت (أى المعزى) ثم نادى على الناس أن يتوبوا، وؤمنوا بالمسيح الفادى، ليقبلوا عطية الروح القدس. فلما فعل الناس ذلك، وكان عددهم نحو 3000 نفس، عمَّدهم التلاميذ بالتغطيس فى النهر، وقبلوا الروح القدس، وصاروا هيكلاً مقدساً له وهكذا بدأت "الكنيسة" (اكليسيا)، أى جماعة المؤمنين، المقودة بالاكليروس، والمجتمعين معاً حول جسد الرب ودمه فى الافخارستيا، بحضور الملائكة والقديسين لذلك يسمى البعض عيد حلول الروح القدس أنه "عيد ميلاد الكنيسة" وهذا تعبير مجازى، فالكنيسة تشمل كل مؤمنى العهد القديم، الذين نقلهم الرب بموته من الجحيم إلى الفردوس. الكنيسة هى الجسد، والمسيح هو الرأس!! الكنيسة هى العروس، والمسيح هو العريس! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
20 يناير 2020

تأملات فى عيد الظهور الإلهي

تقابل السيد المسيح أثناء كرازته مع إنسان ولد أعمى، ولم يستطع هذا الإنسان أن يتمتع بنعمة البصر إلا بعد أن قابله السيد وطلى بالطين عينيه، وأمره بالإغتسال فى بركة سلوام، مثالاً لكل البشر، الذين فقدوا بصيرتهم الروحية وإستنارتهم السماوية، وكيف أنهم سينالون الإستنارة من خلال المعمودية. إن الله لم يترك نفسه بلا شاهد (أع 17:14) بل أعلن لنا نفسه فى القديم بواسطة رموز وصور متعددة مثل: 1- ملكى صادق (تك 14) : ملك شاليم، الذى أضاء فى وسط العهد القديم، بلمحة من ضياء كهنوت المسيح. وظهر بعد ذلك الكهنوت اللاوى، حتى جاء المسيح كاهناً على رتبة ملكى صادق (مز 4:11)، ذلك الذى كان مجرد رمز للسيد المسيح، ملك السلام، والبر، وقابل العشور، وذبيحة الخبز والخمر.. الخ. 2- سلم يعقوب (تك 28) : الذى رآه فى هروبه من وجه أخيه وكان رمزاً للسيدة العذراء حاملة المسيح (يو 51:1). 3- ظهور النور (الشاكيناه) : ظهر على غطاء تابوت العهد بين الكاروبين ليعلن عن حضور الله وعن مشيئته، فالله هو النور، وساكن فى النور، وتسبحه ملائكة نور.. 4- أخيراً جاء يوحنا المعمدان : جاء كملاك يعد الطريق (مت 1:3).. ودعى السابق الصابغ والشهيد. وفى ملء الزمان كشف الله عن ذاته بطريقة باهرة، إذ انشقت السماء، وأعلن الآب عن ذاته، منادياً الابن، وظهر الروح القدس فى شكل حمامة. 1- الإعلان الكامل : أخيراً أعلن الله ظهوره النورانى الكامل الذى مهدت له ومضات العهد القديم. وازداد لمعان ذلك الظهور أثناء كرازة الرب العامة (يو 3:17)، وفى حادثة التجلى (مر 19:12-26). 2- السماء المنشقة : أ- انشقت السماء يوم عيد الظهور الإلهى، إيذانا بانتهاء عهد الظلال والرموز والظلام، وحلول وبدء عهد النور المكشوف الواضح. ب- لم تنغلق السماء منذ أن انشقت، بل ظلت مفتوحة للمؤمنين (أع 26:7)، (أع 11:10)، (2كو 12) فى رؤى للقديسين بطرس وبولس. ج- وإذ انشقت السماء نزل منها الروح القدس، ليحل على بنى البشر مصدراً للحياة، وأساساً للتعزية، يصاحب المؤمن طوال غربته. 3- الشهادة السماوية : أ- هذا هو إبنى الحبيب: هى شهادة البنوة التى أعلن بها الآب أبوته لإبنه الوحيد، ذاك الذى صار لنا به التبنى المواعيد (أف 5:1). ب- الذى به سررت: بهذا أعلن الآب كمال مسرته بإبنه، أنه قد أصبح لله مسرة فى حياة أولاده المؤمنين به، "لذتى فى بنى آدم" (أم 31:8). وهنا نتساءل: هل استنرت أنت يا أخى الشاب شخصياً فى حياتك؟ بل هل أضأت مصابيح قلبك بزيت البهجة؟ كيف؟‍‍؟! هناك وسائل هامة للإستنارة مثل: 1- إستنارة المعمودية : بدون المعمودية لا يمكن أن يستضئ قلب المؤمن، وبولس الرسول يقول عنها أنها الإستنارة (عب 4:6) التى لا تعاد. وهى حق لكل مؤمن. 2- إمتداد الإستنارة : وما أن ينال المؤمن قوة المعمودية، حتى ينطلق لممارسة كافة الأسرار الكنسية المقدسة، كالميرون والإعتراف والتناول، بل أنه يواظب على وسائط النعمة لزيادة إمتداد الإستنارة، بالإضافة إلى دراسته لكلمة الله وقراءاته الروحية، وحضوره الإجتماعات الكنيسة.. هذه كلها وسائل إستنارة. ملاحظات: ويمكن للخادم أن يناقش بعض الموضوعات الأخرى مثل: 1- عمل الثالوث القدوس فى خلاصنا. 2- اتضاع المسيح وخضوعه للناموس سواء فى الختان أو المعمودية ليكمل كل بر. 3- أهمية المعمودية والقيم الروحية التى ننالها من ممارسة هذا السر، كما أنه يمكن أن يقرأ مع المخدومين بعض مقتطفات من كتاب الخدمات الكنسية عن المعمودية. 4- يحسن أن ينبه الخادم إلى أن الميلاد الثانى بالمعمودية ليس هو التوبة وتغيير الفكر، كما تدعى بعض الطوائف، وإنما التوبة هى إمتداد عمل المعمودية فينا، ولكن الولادة الثانية هى بالماء والروح. فلنتأمل معاً فى بركات المعمودية التى نالها كل منا، ويمكنا أن نجمع مواقف وآيات من الكتاب المقدس عن مواضع إعلان الله لذاته فى العهدين، وأن طقوس المعمودية وعلاقتها بالنور مثل الملابس البيضاء، وإضاءة الشموع حول المعمد فى الزفة التى تعمل بعد العماد. بعض أقوال الآباء القديسين : كيرلس الكبير: "تستنير نفوس المعتمدين بتسليم معرفة الله". يوستينوس الشهيد: "وهذا الإغتسال يسمى تنويراً لأن الذين يتعلمون هذه الأمور يستنيرون فى أفهامهم". نيافة الحبرالجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
24 ديسمبر 2019

فتاة ممتلئة نعمة

قال الملاك للسيدة العذراء حين بشرها:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا المُمْتَلِئَةُ نِعْمَةً» (لوقا 1: 28). ولاشك أن هذا يجعلنا نتمنّى ونطلب شيئًا من هذه النعمة الإلهية التي ملأتها، ولكن... َ ما هي النعمة؟ هي عمل الروح القدس في الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وتقديسه، وتكميله... ليصير مناسبًا للحياة المسيحية هنا، والحياة الأبدية هناك. وكلمة نعمة باليونانية معناها "خاريس" وبالإنجليزية grace، ومعناها العمل المجاني الذي يقدمه روح الله للإنسان، لخلاص نفسه، لهذا يقول الرسول بولس: «خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ...‏ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (تيطس 3: 5، 7). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ» (رومية 3: 24، 25). «وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ¬ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ» (أفسس 2: 5). ومن هذه الآيات نكتشف مفاعيل النعمة الإلهية، التي قدّمها لنا الرب، من خلال تجسده وفدائه لنا: 1- التبرير: وهو غير التبرئة، فنحن خطاة ومدانون، لكن الرب برّرنا بأن دفع هو ديون خطايانا كما علّمنا الكتاب المقدس، والقديس أثناسيوس الرسولى. فالرب يسوع «يُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ» (أفسس 2: 16)، أي أننا كُنّا فى خصومة، وتحت عقوبة، وعلينا دين: «لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ» (رومية 6: 23)، لكن الرب يسوع على الصليب «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (1بطرس 2: 24)، "ومات عوضاً عنا" (القديس أثناسيوس)، فصرنا نقول له: "حوّلت لي العقوبة خلاصًا"... "أنا اختطفتُ لي حكم الموت" (القداس الغريغورى). وهكذا برّرنا السيد المسيح إذ دفع الدين الذي كان علينا، وحمل حُكم الموت بدلاً منّا. 2 - الخلاص : والمقصود به أن دم المسيح خلصنا من خطايانا بأنه: X يغفرها لنا: «وَ‍بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22). يطهّرنا منها: «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ ‍يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7). يقدِّسنا للرب: «لذلكَ يَسوعُ أيضًا، لكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ» (عبرانيين 13: 12). يثبّتنا فيه: «مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 6: 56). يعطينا حياة أبدية: «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِى فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» ((يوحنا 6: 54). التجديد: فالرب يسوع، بروحه القدس يجّددنا: فبالمعمودية والميرون: تتجدّد طبيعتنا. وبالتوبة: تتجدّد سيرتنا. وبوسائط النعمة: نتجدّد يومًا فيومًا. ويتغيّر الجسد في القيامة: تتجدّد أجنا فتصير أجسادًا نورانية. 3- الميراث: النعمة المجانية، التي دفع ثمنها الرب يسوع بتجسده وفدائه لنا، جعلتنا أبناءً لله، وورثة للملكوت... فصرنا «وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَد (تيطس 3: 7)... لهذا قال لنا: «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا ‍الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لوقا 12: 32). السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة، بالروح القدس، فصارت السماء الثانية، والشفيعة المؤتمنة. ليتنا نطلب قبسًا مما نالته من نعمة فائقة قال الملاك للسيدة العذراء حين بشرها:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا المُمْتَلِئَةُ نِعْمَةً» (لوقا 1: 28). ولاشك أن هذا يجعلنا نتمنّى ونطلب شيئًا من هذه النعمة الإلهية التي ملأتها، ولكن... َ ما هي النعمة؟ هي عمل الروح القدس في الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وتقديسه، وتكميله... ليصير مناسبًا للحياة المسيحية هنا، والحياة الأبدية هناك. وكلمة نعمة باليونانية معناها "خاريس" وبالإنجليزية grace، ومعناها العمل المجاني الذي يقدمه روح الله للإنسان، لخلاص نفسه، لهذا يقول الرسول بولس: «خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ...‏ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (تيطس 3: 5، 7). «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ» (رومية 3: 24، 25). «وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ¬ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ» (أفسس 2: 5). ومن هذه الآيات نكتشف مفاعيل النعمة الإلهية، التي قدّمها لنا الرب، من خلال تجسده وفدائه لنا: 1- التبرير: وهو غير التبرئة، فنحن خطاة ومدانون، لكن الرب برّرنا بأن دفع هو ديون خطايانا كما علّمنا الكتاب المقدس، والقديس أثناسيوس الرسولى. فالرب يسوع «يُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ» (أفسس 2: 16)، أي أننا كُنّا فى خصومة، وتحت عقوبة، وعلينا دين: «لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ» (رومية 6: 23)، لكن الرب يسوع على الصليب «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ» (1بطرس 2: 24)، "ومات عوضاً عنا" (القديس أثناسيوس)، فصرنا نقول له: "حوّلت لي العقوبة خلاصًا"... "أنا اختطفتُ لي حكم الموت" (القداس الغريغورى). وهكذا برّرنا السيد المسيح إذ دفع الدين الذي كان علينا، وحمل حُكم الموت بدلاً منّا. 2 - الخلاص : والمقصود به أن دم المسيح خلصنا من خطايانا بأنه: X يغفرها لنا: «وَ‍بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22). يطهّرنا منها: «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ ‍يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7). يقدِّسنا للرب: «لذلكَ يَسوعُ أيضًا، لكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ» (عبرانيين 13: 12). يثبّتنا فيه: «مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 6: 56). يعطينا حياة أبدية: «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِى فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» ((يوحنا 6: 54). التجديد: فالرب يسوع، بروحه القدس يجّددنا: فبالمعمودية والميرون: تتجدّد طبيعتنا. وبالتوبة: تتجدّد سيرتنا. وبوسائط النعمة: نتجدّد يومًا فيومًا. ويتغيّر الجسد في القيامة: تتجدّد أجنا فتصير أجسادًا نورانية. 3- الميراث: النعمة المجانية، التي دفع ثمنها الرب يسوع بتجسده وفدائه لنا، جعلتنا أبناءً لله، وورثة للملكوت... فصرنا «وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَد (تيطس 3: 7)... لهذا قال لنا: «لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا ‍الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لوقا 12: 32). السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة، بالروح القدس، فصارت السماء الثانية، والشفيعة المؤتمنة. ليتنا نطلب قبسًا مما نالته من نعمة فائقة نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
12 مايو 2019

ماذا أعطتنى القيامة؟

1- القيامة تعطى الحياة معنى فالذين لا يؤمنون بالله، ولا بالقيامة، ولا بالدهر الآتى، لا يرون فى هذا الوجود سوى التفاهة واللامعنى... وها أمامنا أقوال الوجوديين الملحدين مثل يونسكو وبيكيت... 1- "هذا الوجود لا طائل منه... إنه تافه وزائد عن الحاجة" (سارتر). 2- "الإنسان يخرج من ظلمة الرحم، ويمضى إلى ظلمة الحياة، وينتهى إلى ظلمة القبر" (صموئيل بيكيت). 3- "هذه الحياة لا تستحق سوى الإنتحار، ولكنى لا أفضل ذلك" (كامى). 4- "ينبغى أن يموت الله لأحيا أنا" (أحد الوجوديين). 5- "يا أبانا الذى فى السموات، أبق فيها" (أحد الوجوديين). وكما يلاحظ القارئ الحبيب، فإنها أقوال تخلو من النور والمعنى، وتهبط بالبشرية إلى أسافل اليأس والظلمات. فلنقارن هذا بما قاله سليمان الحكيم، بالروح القدس، عن الإنسان، وعن علاقة الله به: "صنع (الله) الكل حسناً فى وقته، وأيضاً جعل الأبدية فى قلبهم (أى البشر)، التى بدونها لا يدرك الإنسان العمل الذى يعمله الله، من البداية إلى النهاية" (جامعة 11:3). نعم فالإيمان نور، يشرق على الذهن البشرى، فيسكب فيه إيحاءات الإستنارة المقدسة، والفهم السليم، والإدراك الإلهى، لهذا قال الرسول بولس: "بالإيمان نفهم، أن العالمين اتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" (عب 3:11). فالإيمان كالتليسكوب الذى يقرب الأمور البعيدة، حتى تدركها العين المجردة المحدودة، وهو الذى يجعل العقل الإنسانى المحدود، قادراً على الإدراك الجزئى لعالم غير المحدودات، ولحقائق اللاهوت العليا. وكما لا يستطيع التليسكوب أن يستغنى عن العين المجردة، ولا العين المجردة تستطيع أن تستغنى عن التليسكوب، كذلك العقل والإيمان، لا يستغنى أحدهما عن الآخر، لندرك - ولو جزئياً - عالم المالانهاية، ودنيا الخلود. ألم يقل الرسول بولس: "ما لم تر عين، وما لم تسمع أذن، وما لم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه، فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شئ، حتى أعماق الله... لأن أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله..." (1كو 9:2-11). وهذا ما قاله أيوب الصديق: "بعد أن يفنى جلدى هذا، وبدون جسدى، أرى الله" (أيوب 26:19). وهو نفس ما ردده الرسول بولس: "إننا ننظر الآن فى مرآة، فى لغز، ولكن حينئذ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، ولكن حينئذ سأعرف كما عرفت" (1كو 12:13). القيامة إذن، إشراقة نور، على الذهن البشرى المظلم، تعطى الحياة معنى، وتشرح لنا ما غمض علينا!! 2- والقيامة تعطى الحياة هدفاً إذ ما هى غاية وجودنا إن كنا "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت" كما كان يقول أصحاب "مبدأ اللذة"؟! (1كو 32:15)... تصوروا إنساناً يولد، ليتعب فى حياته اليومية جسدياً وذهنياً وروحياً ونفسياً... يجاهد فى الدراسة والعمل والزراعة... ويتقبل ضغوطاً نفسية رهيبة من الحياة اليومية ومصادمات البشر... ثم يصارع مع أعداء الروح: الشهوات والجسد والعالم والذات والشيطان... ويجاهد فى تحصيل العلوم والنمو فى عمله كطبيب أو مهندس أو معلم... ثم تضعف صحته، وتطحنه السنون والأمراض والمتاعب، لتنتهى حياته إلى لا شئ؟! ما معنى هذا كله، لو لم تكن الأبدية فى قلبه، والملكوت أمامه، والخلود مقصده؟ إن هذه الحياة الأرضية الدنيا تتسم فعلاً بالدونية، إذا ما قيست بالحياة الأبدية السمائية، التى تتسم بالتسامى والأرتفاع. لهذا ترى الكنيسة فى الموت رقاداً، إقتداء بالرب الذى قال عن لعازر إنه "قد نام"... القيامة - إذن - تعطى الحياة هدفاً وغاية، "هذه هى الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو 3:17). والمؤمن الحقيقى "سيرته هى فى السموات... التى منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح، الذى سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده..." (فى 20:3،21). ويعلمنا القديس موسى الأسود قائلاً: "أذكر ملكوت السموات، لكى تتحرك فيك شهوته". فالملكوت هو الغاية، لهذا أوصانا الرب قائلاً: "أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم" (مت 33:6). بل إنه أعطانا الملكوت داخل قلوبنا، عربوناً للملكوت الخالد فى أورشليم السمائية، وذلك حين قال لنا: "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 21:17). القيامة إذن تهديف لحياتنا، إذ نتطلع من خلالها إلى الملكوت الأبدى. 3- والقيامة تعطى الحياة قيمة: فما قيمة حياتنا الدنيا دون خلودنا الأبدى؟‍! تعالوا نتأملها معاً لندرك شقاءها، منذ حلت عليها لعنة الخطيئة الأولى: "ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت لك، وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التى أخذت منها، لأنك تراب، وإلى التراب تعود" (تك 17:3-19). ونفس هذا التعب، كان حكم الله على حواء: "تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون إشتياقك، وهو يسود عليك" (تك 16:3). فما قيمة أرض التعب هذه؟! الجسد: يشقى بالمرض، والسنين، والكوارث الطبيعية كالزلازل، والبراكين، والسيول، والمجاعات، والحروب والأوبئة... والنفس: تشقى بالهموم والقلق والإضرابات النفسية، والصراعات الكامنة والظاهرة، والغيرة، والتحزب، والأنانية.. والذهن: يشقى بالجهاد والدراسة والتحليل، والفشل، والقصور، والرغبة فى معرفة لا تنتهى وبلا حدود... وكما قال أينشتاين: "كلما إزددت علماً، إزددت إحساساً بالجهالة". والروح: تشقى بالخطيئة والدنس، والإنفصال عن الله، وغياب الحكمة السمائية، والرؤى الإلهية... لكن... شكراً لله من أجل عقيدة القيامة، لأنه بمقتضاها: الجسد: يقوم جسداً روحانياً، نورانياً، سمائياً، خالداً لا يعتريه المرض، ولا تطاوله الخطيئة، ولا يخضع للموت. النفس: تهدأ بين يدى الله، فى عالم لا تتسلل إليه التجارب والقلق والهموم، عالم هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، فى نور القديسين، وفوق الكل، فى شركة مع الله وملائكته وأهل بيته. الروح: تقوم طاهرة بلا فساد، لتدخل إلى فرح الملكوت، وتتمتع بأمجاد القيامة، والجلوس فى عرش الله، والتقدم نحو معرفة أعمق بشخصه المحب، وروحه القدوس. القيامة - إذن - تعطى الطبيعة البشرية قيمة خاصة، وإلا صارت مشابهة للحيوانات التى تنتهى حياتها بموتها، ونفسها فى دمها، ولا أبدية لها. 4- والقيامة تعطى الحياة رسالة: فنحن هنا لرسالة محددة، لولاها ما كان للحياة معنى... وهذا ما نتعلمه من معلمنا بولس الرسول، حين يقول: "ولكن إن كانت الحياة فى الجسد هى لى ثمر عملى فماذا أختار؟ لست أدرى! فإنى محصور من الإثنين: لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً، ولكن أن أبقى فى الجسد ألزم من أجلكم. فإذ أنا واثق بهذا أعلم إنى أمكث وأبقى مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم فى الإيمان" (فى 22:1-25). هو - إذن - موجود على هذه الأرض لرسالة، وهذه الرسالة هى الخدمة، والكرازة بالملكوت، ورعاية أولاده روحياً، حتى يصلوا إلى الرب، ويثبتوا فيه، ويخلصوا به ومن هنا ندرك رسالة وجودنا فى هذه الأرض... إنها ليست الأرض، ولا المادة، ولا المناصب، ولا الحياة الطبيعية التى لكل البشر كالزواج والتناسل... إن وجودنا هنا ولهدف جوهرى هو: "الخدمة والكرازة بالمسيح"... ليتعرف الكل عليه، ويخلصوا بدمه. وفى هذا يقول معلمنا بولس الرسول لتلاميذه: "الآن نعيش، إن ثبتم أنتم فى الرب" (1تس 8:3). بمعنى أن هدف حياته الوحيد هو أن يثبت أولاده فى الرب، وإلا فلماذا يعيش إذن؟! لهذا عاش آباؤنا غرباء عن الأرض، وإتخذوا مبدأ "الإنحلال عن الكل، للارتباط بالواحد" وكان شعارهم: "من لى، فى السماء، ومعك لا أريد شيئاً على الأرض" (مز 25:73). وهكذا إستحقوا أن يعيشوا الملكوت وهم فى هذه الأرض، ويتذوقوا الخلود قبل أن يصلوا إلى الشاطئ الآخر، ويحيوا فى السمويات، بينما أجسادهم تدب على هذا التراب الفانى. حتى قدماء المصريين، آمنوا بالقيامة والخلود، فبنوا المقابر والأهرامات، وتصوروا أن الروح تصعد مع أشعة الشمس إلى العالم الآخر، حينما تتهادى أشعتها كل يوم على سطح الهرم. وكانوا يضعون تمثالاً يحمل ملامح الجسد بجوار الإنسان المتوفى، لتتعرف الروح على الجسد المتحلل يوم القيامة. كما كانوا يضعون مع الجسد ما كان يحب من ملابس ومأكل ومشرب، كنوع من الإيمان البدائى، بحياة بعد الموت. وبعضهم كان يدفن الجسد فى وضع القرفصاء، إشارة إلى صورة الجنين فى رحم الأم، وإنتظاراً أن يولد الإنسان ثانية، من رحم الأرض، إلى خلود مقيم. حقاً، ما أعجب عقيدة القيامة! وما أهمها لحياتنا الأرضية، وحياتنا الأبدية!! فليتمجد مسيحنا الحى، القائم من الأموات، والذى سوف يقيمنا معه، ويجلسنا معه فى السموات. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
07 مايو 2019

القيامة والحياة الارثوذكسية

يشهد العالم اليوم تناقضين أساسيين، إذ بينما كثرت لجان الحوار اللاهوتى بين الكنائس، ازدادت أيضاً – من جانب آخر – حدة "الإستلاب" (Proselytism) أى أخذ أبناء كنيسة معينة إلى كنيسة أخرى، تختلف عنها فى العقيدة. هذا نلحظه فى الواقع العملى، كما نراه على مواقع شبكة الإتصالات والمعلومات (الإنترنيت)، الأمر الذى سيزداد مع الوقت، ومع تداخل البشر فى إطار العولمة، وما يمكن أن نسميه "العولمة الدينية"، أو "العولمة العقائدية". ويستدعى هذا أن ينمو الإنسان الأرثوذكسى فى أمرين: 1- معرفة العقيدة الأرثوذكسية، وكيف أنها مطابقة للكتاب المقدس، والتقليد الكنسى، وأقوال الآباء. 2- معايشة الحياة الأرثوذكسية، داخل الكنيسة وفى حياته الخاصة والأسرية، من خلال الممارسات البناءة مثل: حضور القداسات، والمواظبة على صلوات الأجبية، والصلوات السهمية والحرة، وكذلك من خلال التسبيح والألحان، والإندماج فى المناسبات الكنسية على مدار السنة، سواء فى الأصوام أو الأعياد... الخ. وكمثال لذلك... نتحدث عن القيامة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ نراها واضحة فى عديد من الأمثلة: 1- الصوم الكبير وفيه يصوم المؤمن الأربعين المقدسة، وأسبوع الإستعداد (فرق السبوت)، ثم اسبوع الآلام... وفى هذا الصوم، الذى يسميه الآباء "ربيع السنة الكنسية"، أو "ربيع الحياة الروحية"، يتمتع المؤمن بالكثير من العطايا مثل: الصوم الإنقطاعى، وما يعطيه من ضبط للجسد واشباع للروح، من خلال الصلوات والنهضات والتناول... أناجيل التوبة، التى تؤكد لنا قبول الرب لكل التائبين: - مهما كانت خطيتهم بشعة كالإبن الضال. - أو متكررة كالسامرية. - أو لمدة طويلة كالمفلوج. - أو حتى للمولودين بها، كالمولود أعمى؛ إذ نخلص من كل هذا بالمعمودية، والتوبة المستمرة. وهكذا ننتصر بالمسيح على عدو الخير، مع دخوله الإنتصارى إلى أورشليم فى أحد السعف، فنستطيع أن نجتاز معه وادى الألم فى أسبوع الآلام. 2- أسبوع الآلام حيث الدسم الروحى بقراءات متعددة من المزامير والأناجيل، تشرح لنا آلام الرب، وتسير معه يوماً بيوم، وساعة بساعة، وحيث نسجد عند أقدام صليبه، هاتفين بكل قوة: "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا" مؤكدين إيماننا بألوهيته، وبفدائه العجيب، وحبه اللانهائى، ومستعدين أن نجتاز معه موت الصليب (بالمعمودية والتوبة والمطانيات والإماتة)، واثقين أن بعد الموت تكون القيامة، وبعد الصليب يكون القبر الفارغ! 3- ليلة أبو كالبسيس وتسمى شعبياً "أبو غالمسيس"... حيث نسهر بجوار قبر السيد المسيح فى طقس رائع، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أ- تسابيح الخلاص... من العهدين، إعلاناً بأن الرب أتم الخلاص، وقال: "قد أكمل" ، ونزل إلى الجحيم، وحرر المسبيين، ودخل بهم إلى الفردوس. ب- سفر الرؤيا... حيث السماء التى انفتحت، والفردوس الذى عاد، وحيث رجاء الخلود الأبدى، بعد انتهاء هذا الزمن الفانى. ج- قداس سبت النور... حيث نفرح بالمسيح الذى قطعاً سيقوم فجر الأحد، وذلك بعد أن أنجز المهمة الخلاصية المجيدة، التى جعلته يعد اللص اليمين التائب: "اليوم تكون معى فى الفردوس" ... وذلك استعداداً لقداس العيد. 4- قداس عيد القيامة بأفراحه الممتازة، وألحانه المبهجة، بدءاً من لحن "السبعة طرائق" فى بخور باكر، وحتى بهجة التناول من الجسد والدم الأقدسين، مروراً بطقس "تمثيلية القيامة" وزفة أيقونتها... حيث نادى من فى الخارج: "اخرستوس آنستى"، فجاوبهم من فى الداخل: "آليثوس آنيستى"... وإذ تنفتح الأبواب الدهرية، يدخل ملك المجد إلى عرشه المجيد، وتصدح جوقات الشمامسة لحن القيامة الجميل: "ياكل الصفوف السمائيين... رتلوا لإلهنا بنغمات التسبيح... قد قام الرب مثل النائم... وكالثمل من الخمرة... ووهبنا النعيم الدائم... وعتقنا من العبودية المرة...". مع ألحان أخرى جميلة مثل: "طون سينا نارخون لوغون"... ومعناه: "نسبح نحن المؤمنين ونمجد الكلمة المساوى للآب والروح فى الأزلية وعدم الإبتداء، المولود من العذراء لخلاصنا، لأنه سر وارتضى بالجسد أن يعلو على الصليب، يحتمل الموت وينهض الموتى، بقيامته المجيدة". و"توليثوس"... ومعناه: "أن الحجر لما ختم من اليهود وجسدك الطاهر حفظ من الجند، قمت فى اليوم الثالث أيها المخلص، مانحاً هذا قوات السموات هتفوا إليك يا واهب الحياة المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملك المجد لتدبيرك، يا محب البشر وحدك". وبينما الكل يهتف باللحن الشعبى الرائع: "اخرستوس آنستى"... المسيح قام من الأموات.. بالموت داس الموت.. والذين فى القبور.. أنعم لهم بالحياة الأبدية". ترتفع أبصارنا نحو السماء، وتمتد آفاق أفكارنا نحو الأبدية العتيدة، والخلود المجيد. 5- الخمسين المقدسة إذ تبدأ بشم النسيم، حيث تتفتح الزهور، ونأكل البيض، تذكاراً للبيضة التى ذهبت بها المجدلية إلى بيلاطس، لتشرح له حقيقة القيامة، وكيف أن داخل البيضة، مع بعض التدفئة، كتكوت صغير حىَ، سيخرج منها وهى مغلقة، ودون أن يفتح له أحد. فكم بالحرى خالق الكون، كيف لا يخرج وأبواب القبر مغلقة، ودون أن يفتح له أحد، وهو رب الحياة، ومانح الحياة!! وتستمر أيام الفرح حيث لا صوم، فالعريس فى وسطنا، ولا سنكسار إذ كيف نتحدث عن قديسين فى حضرة قدوس القديسين، ولا مطانيات فلماذا الإنسحاق وقد أعطانا الرب قوة قيامته... وهكذا تجعلنا الكنيسة نحيا فى بركات القيامة العديدة، كما تتضح من خلال قراءات الخمسين المقدسة، فالرب هو: الحياة، والنور، والحرية، والخلاص، والمجد. وتختار لنا الكنيسة فصولاً مناسبة من الأناجيل والرسائل والمزامير، تتفق مع جلال المناسبة المجيدة، والقيامة المفرحة. وبعد أربعين يوماً تنادينا الكنيسة بأن نصلى مع الآباء الرسل، بعد صعود السيد المسيح، طالبين منه أن ننال بركات الصعود مثل: - ارتفاع أفكارنا وقلوبنا إلى حيث المسيح جالس... - التشفع بمسيحنا القائم... حاملاً جراحاته، فهو شفيعنا الكفارى الوحيد، القادر أن يغفر لنا خطايانا. - طلب الإمتلاء بالروح القدس يوم العنصرة، تمهيداً للإرسالية والخدمة. - انتظار المجئ الثانى، فيسوع الصاعد سيأتى ثانية فى اليوم الأخير، فى مجد عظيم، ليأخذنا إلى ملكوته العتيد. وحين تختم الخمسين المقدسة بعيد العنصرة ننال مع الآباء الرسل ملء الروح، فنخرج معهم إلى الخدمة والكرازة، فى صومهم المبارك. السنة الليتورجية إن كنيستنا القبطية قد رسمت لنا "السنة الليتورجية" بأسلوب رائع، حتى نحيا معها أحداث الخلاص، وقوة القيامة، وإرسالية الخدمة، ساعين فى طريق القداسة ونستطيع أن نجمل "السنة الليتورجية" كما يلى: تبدأ السنة بالنيروز... إذ تدعونا الكنيسة للحياة الشاهدة، بل حتى إلى الشهادة من أجل المسيح. ولكى نصل إلى هذا المستوى المبارك، نجتاز مع الكنيسة صوم الميلاد، ليولد المسيح فى قلوبنا فى عيد الميلاد المجيد. ثم نتعرف على الثالوث القدوس فى عيد الغطاس، الثيؤفانيا، الظهور الإلهى. وإذ نخطئ كبشر ضعفاء، نتوب مع يونان فى صومه القصير، ثم نتوب مع تائبى الصوم الكبير: الإبن الضال، والسامرية، والمفلوج، والمولود أعمى. وهكذا ننتصر مع الرب وبه يوم أحد السعف. فنجتاز معه الآلام فى اسبوع الآلام لنموت معه... ونقوم فى عيد القيامة معه... ونصعد بقلوبنا وأفكارنا إلى السماء فى عيد صعوده... ونصلى مع الآباء الرسل فى العلية طلباً للملء الروحى... فنمتلئ من روح الله يوم العنصرة. فنخرج للخدمة مع التلاميذ فى صوم الرسل. وإذ نجد أنفسنا فى الموازين إلى فوق، نحاول أن نقتدى بالعذراء القديسة لننال قبساً من قداستها فى صومها المشبع. وهكذا ننمو بنعمة الرب إلى الحياة الشاهدة مع شهداء النيروزإنها دعوة إلى شباب المستقبل، أن يشبعوا بكنيستهم القبطية، وكنوزها الهامة، من طقس وعقيدة وتاريخ وقديسين وأقوال آباء... بحر واسع، ومحيط شاسع، من الأغذية الروحية ووسائط النعمة حيث المذبح والذبيحة و الكهنوت وشفاعة القديسين ولذا يحس الشباب الأرثوذكسى أنهم جزء من منظومة جبارة هى: - المؤمنون... على الأرض يجاهدون... - القديسون... فى الفردوس يتشفعون... - الرب يسوع... رأس الجسد... الذى يقوده ويحييه، ويحس بكل آلامه واحتياجاته ما أجمل أن نعيش الحياة الأرثوذكسية ببساطة وتفاعل وعمق، فنستفيد بما أعده الرب لنا، من خلال كنيسته المقدسة، حيث الدسم والإرتواء. نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
30 أبريل 2019

القيامة الفريدة

حقًا إنها قيامة فريدة قيامة الرب يسوع من بين الأموات. فهي قد حدثت مرة واحدة. ولم تحدث قبل ذلك، ولن تحدث قبل لك، ولن تحدث إلى الأبد ، ذلك لأن قيامة الرب اتسمت بسمات ثلاث فريدة، حيث أن الرب:- 1. قام ولم يمت ولن يموت. 2. قام بقدرته الذاتية. 3. قام بجسد ممجد. 1. قام ولم يمت ولن يموت: لأن كل الذين قاموا من بين الأموات ، في كل العهود، تسلط عليهم الموت بعد أن عادوا إلى الحياة،وتمكن منهم، وأماتهم مرة أخرى. إلا أن الرب يسوع، الذي بعد أن قام ظل يظهر لتلاميذه أربعين يوما، ثم صعد إلى السموات أمام أعينهم، ليبقى حيا إلى أبد الآبدين.وهذا ما أعلنه لنا معلمنا يوحنا اللاهوتي، حين التقى بالرب في رؤياه، وسمع منه هذه الكلمات: "أناهو الأول والآخر، والحي وكنت ميًتا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤ 17:1-18)وكان هذا أمرا طبيعيا، فالبشر حين يموتون، فهم عموما تتحلل أجسادهم، ويخضعون لعوامل الفناء،ويتحكم فيهم الموت، وذلك بسبب الخطية التي تسللت إلى الجسد الإنساني منذ البداية، وأصبحت تنخر في لذلك فحتى إذا سمح الله بقيامة إنسان، إلا : عظامه حتى إلى النخاع، و"أجرة الخطية هي موت" (رو 23:6)أن الخطية الكامنة في الجسد الطبيعي، تظل تعمل فيه ليموت مرة أخرى. وهي محبة عجيبة من الله، ذلك أن الجسد الذي نموت به، غير الجسد الذي سنقوم به جديدا روحانيا خاليا من لوثة الإثم. فالموت معبر إلى القيامة، والجسد- حين نواريه التراب- يكون كبذرة دفناها، لتعطينا ثما را جديدة.أما السيد المسيح- له المجد- فكان جسده بلا خطية، ولذلك لم يستطع الموت أن يمسكه، ولا الهاوية أن تقبض عليه، بل أنه قام بجسده ونفسه، ولكن بصورة نورانية، لا يسيطر عليها الموت.وشكرا لله، فحتى من يرفضون ألوهية المسيح، لا ينكرون حياته المستمرة الخالدة، فهو حي،وسيستمر حيا إلى الأبد ومن هو الحي إلى الأبد إلا الله؟! 2. قام بقدرته الذاتية: وهذا فرق خطير آخر بين كل من أقيموا من بين الأموات، وبين الرب الذي قام بنفسه. كلهم قاموا بقدرة خارجة عنهم، قدرة الله التي تعمل في قديسيه، لمجد اسمه، ولأهداف روحية معينة. لقد أقام أليشع النبي ابن الشونمية متمددا عليه ومصليا لله ( 2 مل 34:4)، بل إن عظامه أقامت ميًتا حين تلامس جسده معها ( 2 مل 13: 21 ). وفي العهد الجديد، أقام بطرس طابيثا بصيحة مؤمنة "يا طابيثا قومي" (أع 9 :40) وأقام بولس أفتيخس بأن عانقه واحتضنه (أع 9:20-12) وحتى السيد المسيح له المجد، بعد أن أقام عددا لايحصى من الأموات ( ابنة يايرس– ابن أرملة نايين– لعازر، ومن أقامهم يوم صلبه ومكثوا في القبور حتى قيامته ثم ظهروا لكثيرين) ، إلا أنه سمح بالقيامة ثم تركهم لموت آخر، حبا منه حتى لا يظلوا أحياء بجسدالخطية، بل لابد من أن يشتركوا في القيامة العامة، ويأخذوا الجسد النوراني الذي لا يموت.أولئك قاموا بقدرة خارجة عنهم، بصلوات قديس، أو ضراعة صديق، أما يسوع فقام بسلطانه الذاتي،سلطان لاهوته المتحد بناسوته المسجى في القبر. و كما نقول في "القسمة السريانية": "وانفصلت نفسه عن جسده ، إلا أن لاهوته لم ينفصل قط، لا من نفسه ولا من جسده". نعم، فاللاهوت لا يموت، وهو غير محدود،وحين انفصلت نفس المسيح الإنسانية من جسده الإنساني مات الناسوت، ولكن اللاهوت غير المحدود، والموجود في كل مكان، ظل متحدا بنفسه التي نزلت إلى الجحيم لتطلق المسبيين، وبجسده المسجى في قبرجديد. وفي اللحظة المعينة، استطاع اللاهوت أن يضم النفس إلى الجسد بعد أن أتمت مهمة إطلاق الأسرى،وبعد أن أتم الجسد مهمة سفك الدم لغفران الخطايا.يا للمجد الذي نحيا يا ربنا ، بسبب قيامتك الفريدة، يا من مت من أجل خطايانا، وقمت من أجل تبريرنا... لك المجد! 3. قام بجسد ممجد: وهذا فرق ثالث خطير يجعل قيامة الرب فريدة في نوعها، فكل الذين قاموا، قاموا بأجساد عادية قابلة للموت، وحتى للخطية. أما الرب يسوع فقام بجسد ممجد ، روحاني ونوراني في طبيعته، لا يتسلل إليه المرض، ولا يطاوله الموت، لا تدخل إليه الخطية، ولا تقترب منه عوامل الفناء. إنه جسد حقيقي، ولكنه اكتسب خصائص روحانية ونورانية جديدة، كيف لا... وهو الجسد الذي سيصعد به إلى السماء، ليسكن في عالم الروح والنور إلى الأبد؟! إنه الجسد الذي تحدث عنه معلمنا بولس، مؤكدا لنا أننا سنتغير إلى صورته، حين قال: "الذي سيغيرإنه الجسد الذي لا يخضع لمقاييس الحس : شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (في 21:3) والمكان والزمان، يدخل والأبواب مغلقة، وينتقل في خفة ويسر رغم أنف الجاذبية الأرضية. إنه الجسد الذي وعدنا به الرب حين قال: "مجد السمويات شيء، ومجد الأرضيات آخر... هكذا أيضا قيامة الأموات: يزرع في فساد، ويقام في عدم فساد، يزرع في هوان، ويقام في مجد، يزرع في ضعف، ويقام في قوة، يزرع جسما حيوانيا، ويقام جسما روحانيا... وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضا صورة السماوي"... "الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثاني الرب من السماء" ( 1 كو 35:15-50) إنه الجسد الذي يحيا بلا طعام، ولا يجسر الشيطان أن يقترب إليه. ومع أننا رأينا السيد المسيح- بعد القيامة- يأكل مع تلاميذه، أو يطلب منهم أن يلمسوه ليتأكدوا أنه "لحم وعظام"، إلا أن ذلك مجرد معجزات حسية، فيها أكسب الرب جسده الروحاني أبعادا محسوسة، حتى يتأكد التلاميذ من حقيقة القيامة، وأنه قام بنفس جسده الذي مات به. إنه تماما كالملاك الذي ضرب جنب بطرس، وقاده إلى خارج السجن، مع أن الملاك روح، ولكن الله أعطاه أبعادا حسية مؤقتة لغرض محدد. وهكذا تيقن التلاميذ من قيامة الرب، ومن رب القيامة. نعم... قام المسيح، والمسيح أقام نفسه بنفسه... هو الله الظاهر في الجسد لفدائنا وتعليمنا.مباركة قيامة الرب ومبارك رب القيامة.ومباركة كل نفس اتحدت به، لتحيا له ومعه،إلى أبد الآبدين. نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب عن كتاب براهين القيامة
المزيد
25 فبراير 2019

لماذا نصــــوم

هل كانت هناك اصوام ثابتة فى مواعيد محددة فى العهد القديم ؟ أن الصوم فى مواعيد محددة تعليم كتابى فقد حدد الرب اصوام ثابتة لشعبه فى العهد القديم فقد ذكر فى سفر زكريا النبى صوم الشهر الرابع و صوم الشهر الخامس وصوم السابع و صوم العاشر (زك 19:8) و الحكمة يا ابنى فى تحديد مواعيد الصوم هو تنظيم العبادة الجماعية . هل في العهد الجديد اشارة إلى الصوم ؟ ( أ ) صام الرب يسوع أربعين يوما و أربعين ليلة (مت 2:4) صام عنا و قدم لنا مثالا لتتبع اثر خطواته . (ب) صام الرسل قبل القداسات (اع 2:13) . (ج) صاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14) . ( د) الصوم فى وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما . (أع 21:27) . هل جميع هذه الاصوام ذكرت فى العهد الجديد وان لم تذكر جميعها فلماذا نصومها ؟ الانجيل مسلم للرسل فما لفم و لم تدون كل تعاليم السيد المسيح ( يو 30:20-31 ،25:21) كما أن الانجيل قد تم تدوينه بعد فترة من صعود السيد المسيح ونحن نضع تعاليم آبائنا الرسل " كإنجيل شفاهى " يكمل ما حفظ لنا فى الانجيل الكتابى و نحترم و نطيع و نسمع ونقبل تلك التعاليم كاحترامنا و طاعتنا و قبولنا و سمعنا للرب نفسه (لو 16:10) . ويذكر الأنجيل يا أن المؤمنون قد تسلموا تعاليم الكنيسة من الرسل وخلفائهم . (1كو23:11،34،2تس15: 2،2تى2:2،فى9:4،2يو:12) . ومن ثم نتسلم قوانين الآباء البطاركة القديسين الذين رتبوا الاصوام الباقية للآن و نقول كما قال القديس اغسطينوس أن عادتنا لها قوة القانون لأننا تسلمناها من أناس قديسين . ماذا يحدث للإنسان لو لم يصم مع الكنيسة ؟ المسيحى الحقيقى يا ابنى هو عضو فى جسد السيد المسيح الذى هو الكنيسة و هو لا يشذ عن الجماعة لأن العضو إذا خرج عن الجسد يفسد و يسبب للجسد آلاماً مبرحة…… المؤمن سيصوم لأن الكنيسة تصوم فهو منها ومعها وفيها. فالمفروض يا أن تطاع الكنيسة كما يطاع الله فقد قال الرب لتلاميذه "من يسمع منكم يسمع منى" (لو16:10) وان تصام الاصوام كاملة كما هى مقررة من قديم الزمان أما من تمنعه ظروفه الصحية فليعرض أمره على أب اعترافه ليأخذ منه حلا ولا يصح أن يختصر أيام الصوم من تلقاء نفسه يفطر ويصوم كما يشاء ، بل هناك تدبير روحي مع أب الاعتراف . - يقول البعض أن السيد المسيح لم يحتم الصوم بل تركه للظروف بقوله " متى صمتم " فلماذا نصوم فى أوقات ثابتة "سنويا" ؟ أن كلمه متى يا تفيد التحقيق والتأكيد وليس الشك ، بحيث يكون فى حكم الواقع المحتم مثل قول الرب : "متى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه" (مت31:25) . وقوله لبطرس " متى رجعت ثبت اخوتك " (لو23:22) . فواضح من ذلك أن بعد كلمة "متى" حقائق مقررة ووقوعها محتم وقد حدد الرب أوقاتا معينه للصوم (لا29:16، زك19:8، لو12:18) .وحدد الرب يسوع له المجد موعد بدء صوم الرسل بعد صعوده عنهم إلى السماء (مت15:9) وهذا ما تم فعلا (اع13،14،27) . أمر الرسول بولس المؤمنين بالصوم (1كو5:7). ويجب الخضوع للترتيب الكنسى الذى وضعه الرسل وخلفائهم. الصوم يجب أن لا يتكرر سنويا ويجب أن يمارس فى وقت الضيقات فقط؟ الصوم كالصلاة و الصدقه يجب أن يتكرر فى موعده وكما سبق و قلت لك يا ابنى أن الرب حدد أوقاتا معينه للصوم وذلك لما للصوم من فوائد روحيه كثيرة. كما أن الصوم الجماعى يا ابنى هو تعليم كتابى ويدل على وحدانية الروح فى العبادة وفى التقرب إلى الله . كما أننا يا ابنى فى حرب دائمة مع الشياطين لذلك فنحن فى حاجة دائمة إلى الأسلحة الروحية المختلفة لمقاومتهم ومن هذه الأسلحة الصوم لذلك يجب التعود على أوقات الصوم فى أوقاته المعينة وعدم تركه للظروف أو قصره على أوقات الضيقات . هناك بعض الأشخاص يرفض الصوم نهائيا بزعم أن القديس بولس الرسول قد رفض الامتناع عن أكل معين بقوله " لا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب " (كو16:2)؟ إن قصد القديس بولس الرسول بهذه الآية هو عدم التمسك بالنظرة اليهودية بتقسيم الطعام إلى نجس و طاهر فهو لم يقل " لا يحكم أحد عليكم فى صوم " إنما عن هذه الاطعمه المعتبرة نجسة ودنسة قال الرسول بولس " لا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب " وذلك لان فى بداية الإيمان بالمسيحية كان أول من دخل المسيحية هم اليهود فأرادوا تهويد المسيحية أى أن من يدخل فى المسيحية عليه ان يمارس كل العادات اليهودية مثل النجاسات والتطهير وحفظ السبت والاحتفال بالهلال وأوائل الشهور والأعياد اليهودية مثل الفصح والفطير والأبواق والمظال ويوم الكفارة فأراد بولس الرسول مقاومة تهويد المسيحية و لذلك قال " لا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة " إذن لم تكن مناسبة حديث عن الصوم و إنما عن العادات اليهودية التى يريدون إدخالها إلى المسيحية .. قال احدهم بنوع من الاستخفاف هل ربنا قال للناس عندما تصوموا كلوا عدس وفول وبصارة ؟ نعم حدد الرب أنواعا معينة من الطعام تؤكل فى الاصوام كما يلى : (أ) أمر الرب حزقيال النبى بالصوم ثم الإفطار على القمح " البليلة" والشعير والفول والعدس والدجن " الذرة الرفيعة " والكرسنه " الكمون " . (حز9:4) . (ب) صام دانيال عن أكل اللحوم وشرب الخمر (دا12:1) كما صام مع أصحابه الثلاثة وافطروا آخر النهارعلى القطانى "البقوليات" (دا8:1-16) . (ج) صام داود النبى بالزيت وقال " ركبتاى ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن " (مز24:109) . عارف يا الصوم فى كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتى إنما هو انقطاع عن الطعام فترة معينه يعقبها أكل نباتى من اجل لذة محبة الله وحفظ وصاياه بحب وفرح دون ضغط أو إكراه. لماذا تصوم الكنيسة الصوم الكبير؟ الصوم الكبير يا ابنى له المقام الأول والمنزلة الكبرى بين الاصوام الكنسية و الكنيسة تمارس هذا الصوم تذكارا لصوم المخلص الذى صامه وأيضا اقتداء بالسيد المسيح فى مسلكه هذا فالرب يسوع لم يكن محتاجا للصوم وإنما هو صام عنا لكي يعطي قوة لصومنا فيصبح (صومنا) صوماً مقبولاً أمام الأب السماوي لذلك يجب أن نتمثل به. وأيضا بهذا الصوم يستعد المؤمنون استعدادا روحيا كبيرا لأسبوع الآلام والاحتفال بقيامة الرب يسوع من بين الأموات نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
04 فبراير 2019

تقديس الفكر

هناك حرب فكرية يحيا فيها الإنسان تسير على شقين: شق سلبى: هو الفكر الردىء فأسره وأجعله يخضع لطاعة المسيح وفكر المسيح الشق الثانى: أو المستوى الأعلى أن يكون لنا فكر المسيح. 1- أهمية الفكر فى الحياة الإنسانية : فى البدء كان الكلمة أذن فكر الله اللوغوس ازلى فالكلمة دائماً هى المحرك والقائد للكون لأن خلقة الأرض بكلمة من فيه، لآن الله عاقل وعقله غير محدود، حكيم وحكمته غير محدودة أزلية، أبدية، لانهائية خلق الإنسان مفكر وعاقل، وهذا هو الفرق بينه وبين الكائنات الأخرى وإذا كنا نسمى: ? الآب: الحكيم. ? الإبن: الحكمة. ? الروح: هو روح الحكمة. الحكمة بنت بيتها... الرب قنانى أول طريقه وأول طريق الاب هو الأزلية وفى سفر الأمثال يقول منذ الأزل. الله خلق الإنسان على مثاله فى الحكمة. إذن الفكر له دور كبير فى الحياة يتلخص فى 4 نقاط: الفكر هو بداية الفعل والعادة : أى شئ افكر فيه هو ما سأنفذه والإنسان يفكر فى الشىء فينفعل به فينفذها ويتحرك وهذه الحركة هى آخر شئ والفكر هو أساس الفعل وأساس تكوين العادات. الفكر هو واضع خطوط الحياة : أن الإنسان يفكر ويرسم الخط ثم يسير عليه ليس فقط فعل مؤقت أو متكرر لكن هذا تخطيط العمر، إنسان مثلا وضع فى فكره أن يعيش مع الله، فتصبح هذه إستراتيجية حياته وهذا ما يسموه فى علم النفس اتجاه. فمن أخطر الأمور هو الفكر لأنه يخطط للحياة كلها والحياة تمتد إلى الأبدية. الفكر تعبير عن القلب : ليس فقط فكر أنفذه لكن أيضاً تعبير عن المشاعر من القلب تخرج أفكار شريرة، فينبوع الفكر من القلب وفى اللغة القبطية كلمة هيك تعنى قلب وفكر فى وقت واحد إذن هناك رابطة وثيقة بين الفكر والشعور فالقلب المملوء بمحبة ربنا يفكر فى الناس بطريقة جديدة. الفكر يضبط العلاقات : طالما أن فكرى ضبط شعورى فشعورى يضبط علاقاتى فالتفكير الإنسانى خطير جداً فى حياة البشر. 2- أنواع الأفكار : هناك أفكار سلبية وأخرى إيجابية: 1- الشهوة. 2- الإدانة: أصبح يدين الناس وليس نفسه وهو حيلة دفاعية تدل على وجود تعب نفسى وروحى ومنطقى. 3- التميز: الشعور انى افضل وهو طريق الى الكبرياء والكبرياء يعقبها السقوط. 4- الفردية: وهو فكر غير كنسى وغير كتابى وغير مسيحى وغير حكيم وغير ناجح عملياً الإنسان الفرد الذى لا يعيش إحساس الفريق وإحساس الكنيسة الجماعى. الفردية ثقة فى النفس زائدة تدل على كبرياء ضحالة روحية بينما الجماعية معناها أنى غير واثق فى نفسى بل واثق فى الله وروح الله العامل فى الجماعة. 5- الحسد: وهو عمق الذاتية انا منحصر داخل نفسى ولا أحتمل نجاح غيرى ويوجد شوق لزوال النعمة عن المحسود وأتمنى ان يفشل. 6- الغيرة: لماذا غيرى عنده شئ غير موجود عندى وهذا ذاتية خاصة أننى عندى أشياء أخرى وعطايا أخرى أستفيد منها واستثمرها فالغيرة طالما لمجد ربنا حسنة هى الغيرة فى الحسنى. هذه كلها أفكار سلبية ممكن أن تملا الفكر، تظهر فى الفعل، تغمر المشاعر، توتر العلاقات. شهوة: أعطينى حياة الطهارة. إدانة: أعطينى أن أدين نفسى. تميز: كلها عطاياك. فردية: علمنى أن أكون جماعى. حسد: احمينى من السقوط فى هذه الخطية. غيرة: أجعلها تكون غيرة فى الحسنى وليس غيرة للذات. الأفكار الإيجابية : أما نحن فلنا فكر المسيح: 1- فكر التوبة: فالتوبة فكرة وليست مشاعر لأن التوبة القائمة على التفكير أفضل من المشاعر مثل الإبن الضال الذى درس وقارن واقتنع، وكلمة تاب تعنى ثاب أى شخص استيقظ وفكر. التوبة هى رجعة قلب لربنا كل لحظة سواء تاب بعد ما أخطأ أو أثناء الخطأ يعنى رجع لربنا نادم أو قبل الخطأ فعندما تصبح التوبة خط أو اتجاه للحياة تحكم كل علاقاتى بربنا ويصبح الإنسان تواب ويأخذ كل كسرة نفس من ربنا وليس من إنسان فيفرح بها، (الرب قال له سب داود). 2- فكر أهمية الشبع: علينا أن نرسم خطة للشبع لو وضعنا فكر الشبع أمامنا حتى لا أعيش فى تفريغ مستمر وأبحث عن طرق لأشبع من ربنا. 3- فكر القداسة: فرق بين فكر عدم عمل الخطايا وبين القداسة فعندما أضع أمامى فكر القداسة أستكبر فعل الشر وشبه الشر الإنسان الأرثوذكسى دائماً حزين لأنه ليس قديساً. 4- فكر العطاء: الإنسان سمع السيد المسيح يقول مغبوط هو العطاء فبدأ يضع فى فكره أن يعطى لا يأخذ وهذه تغير وتصنع انقلاب فى حياة الإنسان فعندما يكون الإنسان عنده فكر العطاء يكون دائم عدم الرضا عن النفس وهو بمعنى أنه غير راض عن نفسه. 5- فكر الموت والأبدية: مثل الأم سارة التى كانت تضع فكرة الموت فى كل لحظة. هذه كلها أفكار إيجابية لو أن الإنسان ملا بها ذهنه تغير حياته. 3- الأفكار لها رئيس : أحسن طريقة تكشف لى أفكارى هى السرحان يختبر أفكاره فى أى اتجاه فى الشهوة الإدانة. 4- كيف يكون لى فكر المسيح : 1- إسقاطات النعمة: من خلال الصلاة فالإنسان الذى عيني فى عين المسيح ودائما فى شركة معه يأخذ فكر المسيح (هؤلاء الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل ألقوا عنهم كل حب جسدانى). الخطر ان أعيش وحدى ولكن أن يجب أن يكون بينى وبين المسيح ال hot lin أى الخط الساخن وهذا يكون من خلال الصلاة وهذه تجعل المسيح سريع الحضور وسريع الاستكشاف وسريع الاستشعار، هذه أول وسيلة لاقتناء فكر المسيح. 2- الكتاب المقدس: فتح كلامك ينير الجهال لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى أى مصادقة الكتاب وشخصياته ووعوده. 3- القراءات الروحية: كثرة القراءة تقوم العقل الطواف. 4- المحاسبة اليومية: أن يضع الإنسان نفسه تحت أضواء الفحص الإلهى أن رأيت فى ميلاً باطلاً أهدنى طريقاً أبدياً. إذن المحاسبة اليومية فى حضرة المسيح. 5- الاعتراف: أعطى فرصة لأب الاعتراف أن يقول لى بعض الأخطاء الموجودة فى وأنا لا ألاحظها. نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
28 يناير 2019

الميلاد يجدد الإنسان

الميلاد يجدد الإنسان الإنسان : روح وعقل ونفس وجسد وعلاقات 1. روح تشبع بالله. 2. وعقل يستنير بنوره. 3. ونفس تنضبط بطاعة وصاياه. 4. وجسد يصح بالسلوك السليم. 5. وعلاقات تنجح بقيادة الروح القدس. وهذه الزوايا الخمس، فى الشخصية الإنسانية، هى نفس الزوايا الخمس، التى ذكر الكتاب المقدس، أن الرب يسوع، الكلمة المتجسد، كان ينجو فيها منذ طفولته المبكرة، إذ يقول معلمنا لوقا: "أما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة، والقامة، والنعمة، عند الله، والناس" (لو 52:2). • الحكمة = النمو العقلى. • القامة = النمو الجسدى. • النعمة = النمو النفسى. • أمام الله = النمو الروحى. • والناس = النمو الإجتماعى. ولاشك أن تجسد السيد المسيح، كان فيه شفاء للنفس البشرية، وإنماء لكل مكوناتها، وتقديس لكل زواياها الخمس فالميلاد :- يشبع الروح. ينير العقل. يضبط النفس. يصح الجسد. ينجح العلاقات. الميلاد يشبع الروح "من يقبل إلىّ فلا يجوع، ومن يؤمن بى فلا يعطش إلى الأبد" (يو 35:6) هى ذلك العنصر الإلهى فى الإنسان فالإنسان فى الأصل نفخة قدسية إلهية، استودعها الله فى الجسد الترابى لفترة، إلى أن يتجدد الجسد بالقيامة، ويصير جسداً روحانياً سمائياً نورانياً مقدساً، متحداً بالروح وقائماً إلى سماء المجد!!الروح هى العنصر الذى نختلف به عن كل الكائنات، فهو الذى يصل بنا إلى الإلهيات، والإيمانيات، والماورائيات: ما وراء المادة،وما وراء الزمن، وما وراء الطبيعة، وما وراء الكون، وما وراء الموت!!إنها العنصر الميتافيزيقى (الما وراء المادى والطبيعى)، الذى به يعيش الإنسان وفيه ضمير هو صوت الله فى الداخل، وبصمة القدير فى الأعماق الروح هى الجسر الذهبى بين الإنسان والله، فمن خلاله يعبر الإنسان إلى الإلهيات والأبديات والسمائيات، ويصل إلى الخلود، ليحيا مع الله فى أبدية سعيدة، بلا نهاية!! الميلاد.. والروح : لاشك أن ميلاد المسيح كان وما يزال، سيظل إلى الأبد المعبر الوحيد بين: الإلهى والإنسانى. الأبدى والزمنى. السمائى والأرضى. الروحى والمادى. لقد شابهنا الرب يسوع - فى ميلاده وتجسده - فى كل شئ، ما خلا الخطيئة وحدها فكان هو: اللاهوت الكامل = اللوغوس، الكلمة، الأقنوم الثانى. والناسوت الكامل = روح إنسانية + نفس إنسانية + جسد إنسانى، ولكن بلا خطية. لقد قدس الروح القدس، كل قطرة دم، أخذها جسد الرب من أمنا العذراء، لذلك جاء الجسد ناسوتاً كاملاً، ولكن بلا خطية، ليصلح للفداء، وليتناسب مع الإلوهة الحالة فيه!! الرب يسوع جمع فى نفسه الإلهى مع الإنسانى، "لأنه فيه سر أن يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو19:1) والسمائى مع الأرضى "فليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، إبن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو13:3) والروحى مع المادى، ففيه كل ملء اللاهوت، وفيه روح إنسانية مثلنا، بلا خطيئة، فاللاهوت لم يحل محل الروح الإنسانية،وإلا ما كان المسيح مشابهاً لنا فى كل شئ،ما خلا الخطيئة وحدها، واللاهوت هو فى اتحاد كامل مع الناسوت، المكون من روح إنسانية، وجسد إنسانى محسوس، وهكذا يكون الرب، قد جمع بتجسده بين الروح والمادة وهكذا اصطلحت كل هذه الثنائيات فى تجسد المسيح وصرنا نرى جوقة الميلاد مكونة من : الطفل الإلهى فى المزود أو فى البيت ترعاه أمه مريم وخادم سر الخلاص يوسف وحوله المجوس وقد قادهم نجم من السماء وقبلهم الرعاة وقد بشرتهم ملائكة العلى نعم السماء والأرض اتحدتا!! المحبة والعدل تلاثما!! كيف تشبع روحى؟ تشبع كلما رفعت أكفف الضراعة والصلاة، وأنين القلب، وأشواق الوجدان، ومناداة المسيح وكلما تناولت من جسده ودمه الأقدسين أو قرأت بالكتب الروحية أو تأملت بالكتب الروحية أو صمت، فانضبط الجسد، وانطلقت الروح أو خدمت، فتلامست مع أعضاء المسيح المجروحة والمتأملة... أو رنمت وسبحت، فجلست فى صفوف السمائيين!! إن ميلاد المسيح هو فرصة شبع روحى ممتازة، لمن جعل من عيد الميلاد فرصة تأمل ودراسة وتناول وخدمة... فنحن لا نكون فى الميلاد... إلا إذا كسونا عرياناً، أو زرنا مريضاً، أو خدمنا محتاجاً، أو رفعنا ظلماً، أو أنرنا طريقاً، أو أطعمنا جائعاً، أو أشبعنا روحاً... وطوبى لمن يعطى كما أعطى المسيح!! فالمسيح أعطانا تنازلاً إلهياً، من السماء إلى الأرض، وحباً لا نهائياً، حتى إلى سفك الدم، وروحاً قدوساً يقودنا نحو الملكوت. هذا ما أعطاه المسيح... فماذا أعطينا نحن؟! الميلاد ينير الذهن "الجالسون فى كورة الموت وظلاله، اشرق عليهم نور" (مت 16:4). الميلاد... والنور صاحب الميلاد باستمرار... فالنبوة قالت: "الشعب الجالس فى الظلمة، أبصر نوراً عظيماً والجالسون فى كورة الموت وظلاله، أشرق عليهم نور" (مت16:4)، (أش 2:9). وقالت أيضاً: "يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل" (عد 17:24). لهذا ظهر النجم للمجوس، الذين انتظروه مئات السنين حسب النبوة، وجاءوا قائلين: "رأينا نجمه فى المشرق، وأتينا لنسجد له" (مت 2:2). ولما غاب النجم عنهم إلى لحظات، بعد أن وصلوا إلى أورشليم، استعاضوا عنه بنور النبوة: "وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا، ولست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر، يرعى شعبى إسرائيل" (مت 6:4) وكان ذلك إلى حين، حتى يعرف اليهود أن المسيا قد ولد ثم عاد وظهر لهم من جديد، فى الطريق إلى بيت حم، "فلما رأوا النجم، فرحوا فرحاً عظيماً جداً" (مت 10:2)، "وإذا النجم ساطعاً، ووقف فوق حيث كان الصبى" (مت 9:2).. وكان النجم ساطعاً، وذو مسار مختلف، ومنخفضاً لدرجة الشارة إلى البيت الذى كان الرب فيه الرعاة أيضاً وقف بهم ملاك الرب، "ومجد الرب أضاء حولهم" أنه نور البشارة!! إنها أضواء السماء!! كيف نستنير؟ كلما قرأنا كلمة الله : "فالوصية مصباح، والشريعة نور" (أم 32:6). سراج لرجلى كلامك، ونور لسبيلى (مز 105:119). "فتح كلامك، ينير الجهال" (مز 130:119). كلما وقفنا أمامه فى الصلاة "لو وقفوا فى مجلسى، لأخبروا شعبى بكلامى، وردوهم عن طريقهم الردىء" (أر 22:23). "الرب هوالله، وقد أنار لنا" (مز 27:118). "أنر عينى، فأرى عجائب من شريعتك" (مز 18:119). "أضئ بوجهك على عبدك، وعلمنى فرائضك" (مز 135:119). وكلما قرأنا الكتب الروحية وأقوال وسير الآباء : "أتعب نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة" (القديس أنطونيوس). "كثرة القراءة، تقوم العقل الطواف" (القديس أنطونيوس). كلما حضرنا الإجتماعات الروحية : "متى اجتمعتم فكل واحد له مزمور، له تعليم... فليكن كل شئ للبنيان" (1كو 26:14) "كانوا يواظبون على تعليم الرسل،والشركة، وكسر الخبز، والصلوات" (أع 42:2). • كلما طلبنا الإرشاد الروحى : "أطيعوا مرشديكم، واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم. " (عب 17:13)" كأولادى الأحباء أنذركم، لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين، لكن ليس آباء كثيرون، لأنى أنا ولدتكم فى المسيح يسوع بالإنجيل، فاطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بى" (1كو 15:4،16) وهكذا يكون الميلاد، استنارة لأذهاننا حيث يرشدنا نجم الكلمة إلى الصبى، والصبى إلى الخلاص، والخلاص إلى القداسة، والقداسة إلى الملكوت. نيافة الأنبا موسى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل