المقالات

14 سبتمبر 2019

ما هو عيد النيروز (رأس السنة القبطية)‏

بمناسبة رأس السنة القبطية معروف إنها سنه الشهداء –تقويم الشهداء – ولذلك نقول بارك إكليل السنة بصلاحك. سنتكلم عن إكليل الشهادة أو روح الاستشهاد. روح موجودة في الكتاب المقدس. موجودة في حياة المسيحيين بصفة عامه سواء استشهد هذا الإنسان أو لم يستشهد تبقى هذه الروح متأصلة فيه ويسلك بها مهما كانت الظروف.. ولو جاء وقت وعرض عليه الاستشهاد يتقدم للاستشهاد عن طيب قلب بفرح وشوق للأبدية يقول معلمنا بولس الرسول: "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد؟!".. عاوز يقول أنه لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا.. تقدر أن تفصلنا عن محبة الله فهذه هي روح الاستشهاد مهما حدث لا يمكن أن تتزحزح محبته لربنا "لا موت ولا حياة".. يعني حتى لو وصلت إلي درجة الموت الذي هو الاستشهاد لا تفصله عن محبته التي في المسيح يسوع هذه هي روح آباؤنا..يقول "خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي "وربنا قال "من وجد نفسه يضيعها ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها الجسد يضمحل ويفني فسواء فني بالجهاد.. بالاستشهاد أو بالأمراض.. فالأفضل أن الإنسان يقدمه ذبيحة حيه لله بالجهاد والتفاني في خدمة الله ومحبته حتى الاستشهاد.. مثل معلمنا بولس الرسول يوصف الجهاد الكثير الذي قدمه من أجل الله" في الأتعاب أكثر في السجون أو في.. فموضوع الاستشهاد أو روح الاستشهاد بيكون يعيشها الإنسان المسيحي.. يعيشها الشهيد طوال حياته لكن لحظة الاستشهاد هي قمة الفرح والشهوة التي يتم فيها اشتياقات قلبه وهذا هو الوقت الذي يفرح فيه. إن طلبته إستجيبت مثلما ظهرت العذراء للقديس بستفروس وقالت له "طلبتك إستجيبت.. والملاك ميخائيل سيكون في حراستك حتى تنال إكليل الشهادة".. يبقى الإنسان مشتاق أن يخلع هذا الإنسان العتيق "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل جداً "فيعيش الإنسان المسيحي في حياة جهاد روحي وضبط للنفس إلى أبعد الحدود وهذه توصله لحياة الاستشهاد وليس لحظة الاستشهاد. يبقى عايش حياة استشهاد تتكلل بيوم الاستشهاد أو لحظة الاستشهاد متكل في جهاده طبعاً على نعمة ربنا وعايش حياة تسليم لمشيئة ربنا. من الحاجات الجميلة التي كان يعيشها آباؤنا أنهم كانوا عايشين حياة شكر..حياة الشكر ممكن تكون حياة استشهاد أيضاً لأن الإنسان لما يشكر وهو في الضيق يحسب له إكليل شهادة. يعنى ترى واحد مثل يوسف الصديق وهو ذاهب يخدم إخوته ويحمل لهم الطعام مبتهج وفرحان إنه سيقابل إخوته ويقدم لهم الأكل فيجد صدمة قوية.. هذا هو صاحب الأحلام يرموه في البئر ثم يبيعوه للإسماعيليين.. قاسيه. قاسيه جداً ويتحملها وجُرح في بيت أحبائه.. جُرح من اخوته ويوسف كان شاكر ربنا ثم دخل فى مرحله أصعب دخل في اتهام صعب جدا.. ورغم هذا لم يحصل على براءة وقتها بل دخل السجن واحد يقول ده جزاؤه واحد يمشى مع ربنا ويبقى أمين.. ولم يعمل خطيه.. ويترمى فى السجن! تلاقى ربنا يحّوش له المجد بتاعه.. تقول دى روح استشهاد ولا حاجه تانى.. يتحمّل وبشكر. تعرف مقدار الشكر الذي عاشه يوسف تراه لما قابل إخوته فى المرة الأولى والثانية وبعد نياحة أبوه هذا أقوى كثيراً.. إخوته خايفين ولكن لأن يوسف كان عايش حياة شكر وحياة استشهاد يقول أنتم قصدتم بى شراً ولكنّ الله قصد بى خيراً.. وبهذه الروح.. بروح الاستشهاد عال اخوته وكل الذين خرجوا من إسرائيل وكل من ولدوا أيضا في مصر واحد مثل أيوب كان عايش حياة شكر.. والشيطان لم يعجبه حياة الشكر التي يعيشها أيوب.. فبدأ يحتال على أيوب لكي يخرجه من حياة التسليم والسلام والهدوء كان دائم الشكر لربنا ويقول "الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً"، "الخير من الرب نقبل والشر لا نقبل" لو دخلنا في تاريخ الكنيسة نجد نماذج كثيرة جداً من حياة الاستشهاد حتى ولو بدون سفك دم يعنى آباء البريه بدون استثناء نجدهم عاشوا حياة استشهاد قويه واحد مثل الأنبا أنطونيوس أو الأنبا بولا فرحوا وتركوا كل شئ هذه كانت روح استشهاد مكسيموس ودوماديوس كان الأنبا مقاريوس يسميهما الشهيدان الصغيران والشهيدان الغريبان الأنبا بيشوي الذي هرب من الاستشهاد لأنه خايف أن الرجل الذي سيقتله يذهب إلى جهنم بسببه ولكن من الداخل يعيش حياة استشهاد؛ يعنى كونه يربط شعره في سقف القلايه وكلّما ينعس يتشد الشعر فيصحى تانى دى تسميها إيه؟ روح استشهاد قوية. ومع بداية سنة جديدة نقول له يارب هذا تقويم الشهداء وهذه سنة الشهداء اجعلنا نسلك بنفس روح آبائنا الشهداء وتكون هذه السنة سنة مقبولة. اتركها هذه السنة أيضاً لكيما نجاهد جهاداً قانونيا مثل جهاد آباؤنا الشهداء فنستحق أكاليل مقدسة مثلهم ربنا يعطينا يا أحبائي أن نجاهد لكي نستحق أن نُكلل مثلهم.1 لإلهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين. الأنبا ديميتريوس أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
المزيد
12 فبراير 2020

صوم نينوى تاريخيا

ورد في مقدمة قطماروس الصوم الكبير أن هذا الصوم دخل للكنيسة القبطية في عهد البابا أبرآم بن زرعة السرياني (976-979م) الـ62 من بابوات الكرازة المرقسية(1)، وذلك بعد أن أتم الله في عهده معجزة نقل الجبل المقطم سنة 978م تقريبًا. وذكر العلامة جرجس ابن العميد الملقب بابن المكين (+1273م) في كتابه مختصر البيان في تحقيق الإيمان الشهير باسم الحاوي أن البابا ابرآم "أراد بذلك اتفاق كنيسة القبط مع كنيسة السريان في هذا الصوم لائتلاف المحبة، كما يوجد بينهما الائتلاف في الأمانة الارثوذكسية"(2)، كما أوضح ابن المكين السبب الذي من أجله وُضِع هذا الصوم في فترة ما بعد عيد الغطاس المجيد وفي غضون أيام رفاع الصوم الكبير، تنبيهًا للنفس بالتوبة وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الأربعيني(3). ومن المعروف أن هذا الصوم قديم جدًا في كنيسة المشرق السريانية التي كان ينتمى لها هذا البابا القديس، إلا أن الآراء تباينت في أصله وتاريخه، وفيما سوف نستعرض ملخص لهذا التاريخ. ففي بادئ الأمر كان ستة أيام تُفرَض على المؤمنين في وقت الشدة، ويُستدلّ على ذلك من ميامر القديس مار آفرام السرياني (+373م)، حيث ورد عنوان الميامر ما ترجمته عن السريانية: "مقالات مار آفرام في الطلبات التي تقام في زمن الغضب"، ولكن هذا الصوم أُهمِل عبر الأجيال(4). وفي القرن السادس الميلادي أصبح ثلاثة أيام فقط تُصام سنويًا، وذلك بعد أن أصاب الناس في بلاد فارس والعراق وخاصة منطقة نينوى مرض يُسمّى (الشرعوط)، وهي لفظة سريانية معناها (الطاعون أو الوباء)، وعلامته ظهور ثلاث نقط سوداء في كفّ الإنسان حالما ينظر إليها يموت. فخلت مدن وقرى كثيرة من الناس، حتى اضطر الملك كسرى أنوشروان أن يستأجر رجالاً لدفن الموتى من كثرتهم. فقرّر رعاة الكنائس المشرقية في تلك البلدان أن يصوم المؤمنون لمدة ثلاثة أيام ونادوا باعتكاف، وتوبة قوية نسجًا على منوال أهل نينوى وسُمِّي "صوم نينوى" لأن المؤمنين الذين صاموه أولاً كانوا يقطنون في أطراف نينوى(5). بينما يذكر المطران مار ديونيسيوس ابن الصليبي (+1171م) في كتابه المجادلات (بالسريانية) أن واضع صوم نينوى هو مار ماروثا مفريان(6) تكريت (+649م)، وهو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولاً(7). ولكن مؤرِّخو الكنيسة الشرقية يذكرون أن سبب هذا الصوم شدّة طرأت على الكنيسة في الحيرة فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتمامًا لوصية أسقفهم يوحنا أزرق فنجاهم الله من تلك التجربة(8)، وهذا ما أكّده المفريان مار غريغوريوس أبو الفرج ابن العبري (+1286م) في كتابه "الكنيسة الشرقية"(9). ومما هو جدير بالذكر أن المصادر القبطية القديمة تذكره دائمًا باسم "صوم نينوى"، ولم يُعرَف باسم "صوم يونان" إلاّ حديثاً(10)، ومدته عندنا ثلاثة أيام فقط. بينما دخل هذا الصوم في الكنيسة الأرمنية عن طريق الكنيسة السريانية أيضًا، ولكن يُعرَف عندهم باسم "صوم مسروب"، ومدته عندهم ستة أيام. بينما لم يُعرَف أبدًا في الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية. (1) قطماروس الصوم الكبير، عني بطبعه الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا والقمص برنابا البرموسي، ط.2، سنة 1669ش/ 1953م، ص4. (2) ابن المكين، الموسوعة اللاهوتية الشهيرة بالحاوي، ج4، طبعة دير المحرق، 2001م، ص242. (3) ابن المكين، المرجع السابق، ص243-244. (4) الراهب حنا دولباني، "صوم نينوى"، مجلة الحكمة، القدس، المجلد الرابع سنة 1930م، ص 62 (5) المطران إسحق ساكا النائب البطريركي العام، السريان ايمان وحضارة، ج5، دمشق 1986م، ص 304. (6) المفريان: كلمة سريانية تعني "المُثمر"، وهي رتبة كهنوتية تُعطَى لكبير الأساقفة في منطقة جغرافية بعيدة عن مقر الكرسي البطريركي، فهى أعلى من المطران ودون البطريرك. (7) مار إغناطيوس زكا الأول عيواص، بحوث لاهوتية عقيدية تاريخية روحية، ج2، ط.1، العطشانة – لبنان 1998م، ص 263. (8) المخطوط 159 سرياني بمكتبة دير مار مرقس للسريان الأرثوذكس بالقدس، بخط عبد يشوع جثاليق المشرق سنة 1567م، راجع: الراهب حنا دولباني، مرجع سابق، ص63. (9) المخطوط 211 سرياني بمكتبة دير مار مرقس للسريان الأرثوذكس بالقدس، راجع: المطران إسحق ساكا، مرجع سابق، ص305. (10) لم نستدل على كاتب عندنا استخدم هذا التعبير قبل الأنبا إيسيذوروس في كتابه الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، ج.2، ط.1، 1923م، ص 236 القس باسيليوس صبحى
المزيد
13 ديسمبر 2019

ميمر دخول العذراء الهيكل للقديس كيرلس أسقف اورشليم

بالحقيقة يا أحبائي قد كمل اليوم كلام داود المرتل " مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات، نفسي تشتهي أن تدخل ديارك يارب، قلبي وجسدي يتهللان بالله مخلصي ". بالحقيقة قلب الملك يستريح في قصره الذي هو مريم لأنها اشتهت أن تصير في هيكله المقدس وقلبها يطلب مساكنه أكثر من كل العالم وأمواله الزائلة ووجهها يتهلل بتعليم الكهنة وطهارة جسدها نقية جدًا أفضل من ان تكون في مساكن آبائها وأقاربها لأن العصفور قد وجد له مسكنًا واليمام عشًا حيث تضع فراخها هكذا هي العذراء فرحت بوجودها في هيكل الرب، وتهللت عندما وجدت مسكنًا لإله يعقوب هكذا أخبر آباؤنا الرسل عن دخول العذراء إلى الهيكل وذلك أنه عندما بلغت العذراء السنة الأولى من عمرها حيث كان وقتئذ يوجد في هيكل الرب زكريا بن براشيا الكاهن الأعظم الذي أوقف حياته لخدمة الرب، فظهر له ملاك الله ذات يوم قائلا : السلام لك أيها الشيخ المبارك قم وأخبر حنة ويواقيم أن يحتفظا بالطفلة التي ولدت ويقدماها لهيكل الرب وديعة طاهرة تظل مرعية بك .. فلما سمع زكريا هذا تعجب كثيرًا وبارك الله وقص رؤيته على زوجته أليصابات التي قامت مسرعة معه حيث توجد العذراء البتول، فلما وصلا سلما على حنة ويواقيم اللذان تجمعهما رابطة القرابة، وبعد هنيهة من الزمن قام الكاهن العظيم زكريا وشرح ما سمعه من الملاك بشأن العذراء فأجابته والدتها قائلة : يا أبي القديس إن كل ما أومات به قد قيل لي قبل أن أحبل بها وقد سبقت فأنذرت أن كل ما يعطي لنا ذكرًا أم أنثى ندفعه لجدمة الرب داخل هيكله المقدس،فبارك زكريا السيدة العذراء وانثنى راجعًا هو وزوجته المباركة إلى مدينته بسلام.وفي ذات يوم حالما كانت تسكب على الرضيعة ماء لتحميها، رأت وجهها يتلألأ نورًا ساطعاص ففرحت وباركت الله وسبحت مع داود النبي " إلهي قد رفعت شعبًا متواضعًا وأذللت أعين العظماء ". بسبب حلولك في بيتي أنا المسكينة،نظرت إلى تواضعي في شدتي وخلصتني بما أوجدته مني من الثمرأنا العاقر، عيناي نظرتا خلاص الرب القدوس إله إسرائيل.طوبى لي أنا الحقيرة لأن المولودة مني مريم العذراء والدة الإله،فلتفرح معي قوات السماء، والقسوس الروحانيين، والحيوانات غير المتجسدة، والكراسي وكل خدام الله والشاروبيم والسارافيم. أشكرك أيها الرب الإله ضابط الكل وأمجدك إلى الأبد آمين.ولما قالت حنة هذا لفت الرضيعة بأقماط ووضعتها على سرير وجلست أمامها مبتهجة بما أعطيت من نعمة عظيمة. ولما بلغت الثانية من عمرها صنع أبواها وليمة عظيمة للفقراء والمساكين في ذلك اليوم الذي فيه والدها أن يذهب بها إلى هيكل الرب. لكن حنة طلبت من زوجها إبقاءها إلى أن تبلغ السنة الثالثة من عمرها وفعلا تم إبقاءها إلى أن أتمت السنة الثالثة وبضعة أيام يقدرونها بثمانية عشر يومًا. وإذ بدأت الصبية تمشي على الأرض تذكرت والدتها أن تذهب بها إلى هيكل الله لتخدمه بالطهارة كما سبقت وأنذرت قبل الحبل بها، وليتم قول داود النبي القائل " إن أرجلنا قامت في طريق مستقيمة " فأرسل يواقيم إلى الرعاة يأمرهم بإحضار ذبائح وقرابين كثيرة ثم ذهبا بها إلى أورشليم بالصبية يتبعهم الجمع الغفير من الناس، وستةعذارى من بنات اليهودية الطاهرات يلقبن باسم مريم أيضًا.وكان ذلك في اليوم الثالث من شهر كيهك والأمرالعجيب الذي احتارت فيه فلاسفة بني إسرائيل أن الصبية لما تركها أبواها ومع حداثتها لم تتألم ولم تبك ولم تقلق بل ظلت ساكتة ساكنة بالهيكل وهي تنمو كل يوم حتى أنها كانت موضوع حديث بني إسرائيل. وكان الكثير يقصدون إلى الهيكل لينظروا مريم ابنة يواقيم ويحمدوا الله لأن خضوعها ووداعتها كان ظاهرًا في حياتها.كانا أبواها غنيين من نسل داود الملك فكانا يبعثان لها الطعام وكانت تقبله بشكر وخضوع دون افتخار، وبعد أن يخرجا من عندها تستحضر فقراء الهيكل وتعطيهم طعامها تحيرت عقول الكهنة وقلقت أفكارهم إلى أن انكشف لهم ظهور الحقيقة برؤية نور ساطع سماوي من نعمة الروح القدس. وبذلك صارت وسط الهيكل كأنها حلة نورانية، ولا عجب في ذلك لأنها إناء مختار أو بالحري مسكن طاهر لروح الله القدوس، وفي آخر كل أسبوع كان أبواها يعملان وليمة للفقراء في بيت الرب فكانت مريم تخدمهم وتعطي الطعام لكل محتاج، وظلت سيرتها الحسنة وأعمالها المرضية تزداد يومًا فيومًا.عظيم هو مجد بتوليتك يا مريم العذراء لأنك وجدت نعمة أمام الرب الكائن منك. أنت السلم الذي رآه يعقوب ثابتًا على الأرض ومرتفعًا إلى السماء والملائكة عليه، أنت العليقة التي رآها موسى النبي والنار في أغصانها ولم تحترق. أنت الحقل الذي لم يزرع وأخرج ثمرة الحياة. أنت الكتر الذي اشتراه يوسف ووجد فيه الجواهر مختفية أعني بذلك مخلصنا الذي ولد منك لخلاص البشرية.. افرحي يا والدة الإله تهليل الملائكة. افرحي يا بشرى الأنبياء يا من استحققت حلول الكلمة القدوس في بطنك.افرحى يا من بواسطتها قد خلص آدم وذريته. افرحي يا من أرضعت مغذي كل البرية. افرحي أيتها القديسة أم الأحياء. جميعهم. نطلب إليك أن تشفعي فينا لدى ابنك الإله المتجسد منك الذي أتى وخلص العالم بأجمعه. كرامتك يا مريم العذراء من يقدر أن ينطق بها لأن الله أحبك وسكن فيك. الساكن في النور الحقيقي تنازل وسكن في بطنك تسعة أشهر. قد ولدتيه وبقيت عذراء لأن هذا هو الحجر الذي رآه دانيال النبي مقطوعًا من جبل بغير يد إنسان. هو الله الكلمة الذي تجسد من العذراء، وولد من الآب قبل كل الدهور الذي أخذ جسدًا من العذراء مريم بغير زرع بشر حتى يخلصنا فمن لا يطوبك أيتها الحمامة النقية أم المسيح ؟!. عظيمة هي رحمته فإياه نسأل بشفاعة هذه العذراء القديسة والدة الإله أن يتجاوز عن هفواتنا ويستر عيوبنا وينجينا من ضربات الشياطين، وشدائد الزمان، ويثبتنا في الإيمان المسيحي إلى النفس الأخير، ويجعلنا مستحقين دخول البيعة المقدسة الواحدة الجامعة الرسولية، متشبهين بملائكته النورانية، ويجعل باب بيعته مفتوحًا على ممر الأزمان. ويخذل سائر الأعداء، ويرزقنا الطمأنينة في الوطن ويعطف قلوب المتولين علينا بالرأفة والإحسان. وأن يسمعنا الصوت الفرح القائل " تعالوا إ لى يا مباركي أبي رثوا اُلملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم ". " الذي لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر " بشفاعة. السيدة العذراء مريم وجميع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وكل من أرضى الرب بأعماله الصالحة إلى دهر الدهور آمين. كنت منذ ثلاث سنين يا مريم أعطوك للهيكل فمشيتي مثل الحمامة والملائكة يأتون إليك.
المزيد
17 يناير 2020

التجسد الإلهي

استهل القديس ساويرس المقال بمقدمة طويلة ابدى فيها وهو البطريرك الراسخ والعلامة القديس والعبقري اللامع الذي طبقت شهرته مشارق الارض ومغاربها تهيبه من الخوض من الخوض في الحديث عن جلال الاحداث التي وقعت عند ميلاد المسيح. يقول للشعب المؤمن في ذلك الزمان:- لقد احتفلت مرتين بهذا العيد معكم ولم يكن بياني قاصراً عن ان يمد المؤمنين بالغذاء الروحي بل كانت الكلمة غنية جداً من هذه الناحية. وتتوقعون بمشاعركم التقية كلمات وفيرة متواضعة تتناولونها بالتأمل فيمكنكم تحليلها فيما بينكم لكي ترفعوها الى علو لائق بالله ثم انتقل الى الكلام عن الكيفية التي تأتي بها الثمار. فكما ان الارض الخصبة التي يعني يزرعها تغل بعد البذار سنبلاً مرتفعاً مليئاً هكذا الروح التي ترعاها القيادة الحسنة والمتدربة على الايمان حسب الارثدوكسية. ثم يحث القديس المؤمنين قائلاً إن ثقتي الكبيرة فيَّ ان تحضروا بنفس الحماس بعد ان فتحتم لي قلوبكم وتقبلتم هذه الافكار تقبلاً حسناً. وتتدفق المعاني البينات (لا اخشى بعد) إن ارادة الله تقودني الى الاحتفال بالعيد الحالي للمرة الثالثة لو كان الحديث معاداً تزدرون بهذه الوجبة مثلكم مثل الذين يتناولون اصنافاً من الطعام معدة من اليوم السابق، ولو انتهجت نهجاً جديداً فإني اخشى عندما اغوص الى عمق النظريات ألا اجد نهاية. ومع ذلك فلأن الذي نتطلع اليه في الاحتفال الحاضر هو الغني القدير فلا يجب ان تتواني بل تطلب منه نحن الضعفاء فهماً حياً وكلمة حيّة فهو يعطي الكلمة للذين يبشرّون بسر الديانة الكبير بقوة عظيمة( الرب يعطي كلمة لمبشرات بها جند كثير) (مز68: 11) وبما ان الكلمة لي فسوف أعالج الموضوع الحاضر على نحو ما تضرب الارض الذهبية بالمعول. وبعد ان استخلص اليسير اتناوله بالبحث وافصله تفصيلاً ليكون منه موضوعاً ذهبياً خطيراً هلا تتداولها الالسنة تلك الاحداث التي وقعت عند ميلاد المسيح؟ من الذي يحول دون فيض ينابيع الكلام الغزيرة؟ ان الحديث عنه اجل من كل قول. ولو تركت للساني العنان يسمو نحو ما يتعلق بجوهر الله الكلمة او كنت اطير واحلّق دفعة واحدة بقدرة معبرّاً بالألفاظ عما في خاطري، فأحسبني قد ارتفعت عن الارض بقدر ما يرتفع العصفور الصغير الذي يبدأ في الطيران من عشه منذ اللحظة الاولى. فهو يستطيع ان يطير في استطاعته ان يطير في الاجواء العليا. وهكذا الحال بالنسبة لنا فعلى قدر اقترابنا من العلو نعرف الى أي حد نحن بعيدون عنه. واني إذا جعلت عيني على عمق تنازله وتجسده المملوء محبة للبشر الموقن اني لو جاهدت لأهبط دفعة واحدة بروحي الى عمق ليس له حدود يعتريني الوهن والكلل. كالسابح في بحر او الناظر من اعلى قسم الصخور. ان قسوة البصائر لتقصر عن إدراك العمق المنيع، نعم انها تقصر عن الخوض في مناقشته هذه المسائل. وحينما نذهب الى التأمل في تنازل الله الكلمة فبعد موجات هائلة من الالفاظ والافكار تصل الى ما قاله سليمان الحكيم: ( كل هذا امتحنته بالحكمة قلت اكون حكيماً. اما هي فبعيدة عنّي. بعيد ما كان بعيداً والعميق العميق من يجده) (جامعة7: 23- 24) اجل من ذا الذي يستطيع بذهنه ان يجمع بين وجهتي النظر القائمتين دفعة واحدة فيجمع بين الارتفاع والعمق؟ ان الكتاب الالهي يقول عنه انه ( فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضاً) (1اف1: 21)هو الكائن قبل كل الاشياء الذي به يوجد الكل، وهو الذي نزل الى العالم. ظهور الله الابدي:- نزل الى اماكن الدنيا، في الارض باتحاد إقنومه بجسدنا ونفسنا العاقلة من لا ينبض قلبه او لا يأخذه العجب، في رجفة متعجباً وفي صمت يعطي مجداً وهو غير محتاج، انه غني وكامل، تنازل من اجل خلاصنا فتجسد واحتمل في جسده الالام التي قبلها لأجلنا حتى الصليب يا للعجب! إن من يملك وحده الابدية. النور المشّع، شمس البر، بيننا نحن الذين بخطيئتنا جلبنا العار على جبلتنا الاولى الالهية، فسقطنا من مسكننا الاول، اعني الفردوس المفروش في الشرق، ونُفينا الى الغرب فأصبحنا بعيدين تماماً عن النور الالهي، بسببنا ظهر في المشرق بعد ان اشترك بطريقة عجيبة في كياننا- اشترك في بذار ابراهيم، ونما حسب الجسد من اصل يسّى وداود وهكذا ظهر للذين كانوا جالسين في ظلمات الجهل وظل الموت. النبوات عن الظهور:- بشّر ارميا النبي قبل الوقت بهذا الظهور العجيب الذي يليق جداً بالله قائلاً: (ها ايام تاتي يقول الرب واقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الارض. في ايامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل امنا وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا) (ار23: 5-6) ان هذه النبوّة تختص بلا نزاع بالمسيح، هذا ما يقوله كل المشتغلين بالكتاب المقدس، حتى ولو جزئياً. لانه بعد داود لم يملك اي ملك صديق، نظراً لان كل الذين خلفوا داود كانوا مذنبين، باستثناء حزقيا ويوشيا، وهما اللذان تنبّأ بعدهما ارميا بهذه النبوة. فقبل الكلمات التي ذكرناها، كان يقول عن يكنيا (كيناهو) الذي ملكاً بعد وفاة يوشيا ومن جهة اخرى فإنه من المؤكد تماماً ان كلمات النبوة تنحدر الى الزمن التالي والزمن المستقبل. ومع ذلك فإن الاسم ( غصن بر) لن يُعطى بجدارة لأي احد آخر من الذين تملكوا سوى المسيح، فهو شمس البر الذي جعل اشعة معرفة الله تضيئ لنا، كما مارس ايضاً العدل والحق على الارض حينما بسط على كل الارض نواميسه ذات العدالة العليا المطلقة، وفي ايامه ايضاً خلص يهوذا وسكن يعقوب في امان في الواقع ان فترة انقسام الشعب الى قسمين اسرائيل ويهوذا منذ زمن الملك سليمان ما تزال حتى النهاية، فهناك مملكتان منفصلتان. لكن بصفة عامة كل الذين كانوا منفصلين قد خضعوا واطاعوا على حد سواء بشارة المسيح وملكوته واخذوا نيراً واحداً وعلى اي حال فإنه بسبب يهوذا ترجمته ( المعترف) وبسبب اسرائيل الذي ترجمته ( العقل الذي رأى الله) يطلق يهوذا الذي خلص على اولئك الذين في الوقت الحالي قد اقتربوا من الانجيل وهم في منزلة المعترفين، وندعو اسرائيل الساكن في امان على اولئك الذين آمنوا وجاوزوا مرحلة التأمل، فهم بذلك يعرفون الله او يرونه. وعم ثابتون بالمعرفة آمنين وكأنهم يسكنون ويستريحون فيما عرفوه وهذان الفريقان يؤلفان جسد الكنيسة الوحيد، وهما موضوعان تحت سلطان المسيح وحده الذي يعلن عنه ارميا النبي ايضاً بجدارة انه يدعى يهو صادق وهو ما معناه في الترجمة اليونانية ( بر الله) والمسيح هو بر الله الآب وهو ايضاً الحكمة والقدرة. إسمع بولس الرسول الذي يكتب لأهل كورنثوس: ( ومنه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرّاً وقداسة وفداء) (1كو1: 30) حينما تنبّأ ارميا بهذه النبوة عن يسوع قائلاً: ( سوف يدعى يهو صادق) ( بر الله) عُرف بدقة تامة وبوضوح تام من هو الذي يتنبأ عنه من بين كلماته وكأنه يرى بعينيه ذاتهما ايضاً، فاستنار بظهور ذاك الذي كان حينئذ آنياً وهو الذي نراه الان وهكذا في فرحة صرخ قائلا: ( انه في الانبياء) وهو يشير اليه كما بالاصبع قائلا: ( انه هو الذي كان في الانبياء والذي اوحى اليهم والذي جعلهم بطرق مختلفة يعلنون هذه النبوات المتعلقة بشخصه ذاته بخصوص ذلك الظهور، ظهور الله الكلمة الذي تأنس لأجلنا، يقول زكريا النبي ايضاً بطريقة إلهية تماماً: (وكلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب) (زك6: 12) يا لعظمة دقة النبوة من الذي لا يسبّح ذلك الذي نطق بوضوح بهذه الكلمات قبل سنتين عديدة بواسطة خدامه ذاته الذي في آخر الايام حقق الكلمات التي قيلت قبل الوقت؟ ( اسمه شرق) يقول النبي فعلاً انه نور الارب. (وكان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم) (يو1: 9). لذلك دُعي باسم لائق. فإن من خواص النور والشمس ان ينيرا من الأعالي ويسلّطا اشعتهما على الكون لإضاءته واشراكه في الضوء الذي ينبعث منهما. وان شمس البر، النور الذي لا يدني منه، ( الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدنى منه) (1تي6: 16). اخذ على عاتقه ان يتجسد ويتأنس لأجلنا، اشرق لنا حينما اخذ شكل العبد وتنازل هو نفسه بإرادته قد اشرق لنا. وقد تنازل هكذا متواضعاً جداً واظهر ذاته قليلاً قليلاً وانارنا بكل لاهوته لذلك حينما بشّر زكريا مقدماً بهذا العجب قال (قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب) (زك6: 12) وقد شرح داود هذه الفكرة بطريقة اخرى حينما تكلم عن هذا الاشراق الذي يحدث في الدنيا فقال اشرق من المغرب. (في الظلمة). ويصبح هو ايضاً مع يوحنا المعمدان الذين كان يتعيّن عليهم ان يصيروا شهوداً لاشراقه: ( اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة) (مت3: 3)، (مر1: 3)، (لو3: 4)، فيقول داود: (اعدوا طريقاً للراكب في الغفار باسمه واهتفوا امامه) (مز68: 4) في الواقع ولو انه حجب مجده الخاص حسب التدبير الالهي إذ اشرق في الظلمة، إلا انه مع ذلك الرب. لانه حتى حينما صار انسانا لم يتخل عن كونه رب و الاله. وفعلا لو ان المرنم اعلن ان الشمس تشرق في الظلمة، فإنها لن تصير نفسها مظلمة، بل العكس يبين ذلك ان في الغرب ( او في الظلام) كان الضوء المشرق. وبنفس الطريقة إذ كانت حالتنا غاربة وكانت سوداء من جراء الخطية محرومة من العمل الالهي، فقد جعلها كلمة الله مشرقة حينما بارك عبورنا الى هذه الحالة الجديدة حيث صرنا نفيض عدلاً وطهارة ونتزين بالفضائل الاخرى، بتجسده الذي صنعت اعمال النور وكل ما هو خير بين البشر اذا اراد ملك ان يذهب الى مدينة صغيرة غير معروفة وعاجزة تماماً عن احتمال مجيئه، فإنه في الغالب يجعل نفسه صغيراً ويزيل عظمة كبرياء المظاهر والمجد الذي يحيط به لكي يصير محتملاً من هذه المدينة. ولكنه رغم ذلك لا يستطيع إلا ان يدخل كملك متنازلاً بصفة عامة عن مظاهر رتبته. هكذا ايضاً ابن الله، كلمة الاب الغير مدرك، الابدي اراد ان يأتي في صورة بشرية في هذا العالم وهو عنده على حد تعبير احد انبيائه كنقطة يملأه بطريقة إلهية (هوذا الامم كنقطة دلو وكغبار الميزان تحسب هوذا الجزائر يرفعها كدفة) ( اش40: 15). على قدر ما كان ذلك مستطاعاً، فقد تواضع تواضع من مجده الذاتي وجاء الى الاهانة ففي ذلك فعلا اخلى ذاته واصبح هكذا ممكناً الوصول اليه- وبأسلوب لا مثيل له، وبطريقة فائقة خاصة تسمو على كل الطرق الاخرى، دخل الى عالمنا من باب إلهي ملكي، يعني من البتولية، بميلاده في الجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم والدة الاله. الخلاص والتجديد:- هذا الميلاد الفائق بدون بذار، الذي به اتى المسيح من سبط يهوذا الذي كانت مريم تنحدر منه بعائلتها، تنبأ عنه يعقوب اول الاباء في بضع كلمات تحوي كل غنى هذا السر قائلاً: (يهوذا شبل، انه من جنسي، يا ابتي، قد صعدت، انه يدعو المسيح شبلاً لانه يملك الرتبة الملكية ويملك المناعة وفي الجسد يأخذ الجنس من سبط يهوذا. وقد اعترف لأجلنا (نحن الذين ليست لنا اية حرية لدى الله) قائلاً: (في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك) (11: 25-26) ان كلمة ( يهوذا)، كما قلنا، معناها ( المعترف). فكان يقول، وهو يتأمل في ذاك الذي اعترف لأجلنا بعينه اللتين تريان المستقبل قبل الوقت بالرغم من بعد المسافة: (انه من جنسي يا ابني قد صعدت)، مطلقاً جنسه ذاته على القديسة العذراء التي منها اتى المسيح ونما بدون بذار اين هم إذاً، عند سماع هذه الكلمات انصار حماقة افتيخوس؟ افلا ينضمّون حتى الى اول البطاركة الذي يقول: انه من جنسي يا ابني قد صعدت؟ لتستهزئ بحمقاتهم وتعترف بأن جسد المسيح المقدس هو من جوهرنا ان مريم فعلاً هي من جنسنا وكذلك يعقوب ابوها الاول، لأننا مكونون من طينة واحدة كما يقول سفر ايوب: (هانذا حسب قولك عوضاً عن الله انا ايضاً من الطين تقرضت) (اي33: 6)الذي خلق وكوّن جاء ليصلح ويخلق من جديد، ليست خليقة اخرى، لكن تلك الخليقة التي كانت قد سقطت وخضعت لفساد الخطية، وذلك بواسطة التجسد الالهي، حينما القى بنفسه مثل خميرة في كل مجموع الجنس البشري، وصار آدم الثاني وخلصنا بقيامته وجعلنا نعبر من الحالة الارضية الزائلة الى الحياة السمائية الغير فاسدة. أفلا تشعرون انكم تحرمون البشر من الخيرات التي من هذا النوع وتجعلونهم غرباء عم هذا التجسد الذي يعين به من سقطوا؟ أتظنون لنه يمكن ان يصيب جسدنا دنس وهو متحد بالله الكلمة؟ إنه لا يوجد سوى شيء واحد يمكن ان يدنس، انه فساد الخطية. الخليقة طاهرة:- واين يكون اثر للخطية، حيث تجسد الله الكلمة بدون استحالة بحيث الام عذراء حتى بعد الولادة، وحيث ينزل الروح القدس، لا تعرف رجلاً والميل الجسدي مرفوض تماماً وغير موجود لماذا تتغاضون عن كل هذه النفخات الطاهرة ذات الرائحة الالهية الزكية وتتصرفون عما هو ذكي يسر شذاء الانفس، فتنحدرون في وحل افكاركم الغير نقية، ولا اقول وحل طبيعتنا، لانه لو كان لحمنا غير طاهر، لما كان يجب ان يكونه منذ البدء ايضاً ذاك الذي صنع كل الاشياء جميلة وجيدة وحسنة جداً. لكن ان كانت هذه الخليقة طاهرة ولم تسبّب لجابلها ضرراً او دنساً، فكيف لا يكون التشكيل الثاني اطهر؟ وكيف لا يكون، مع عظم الفارق، هذا التشكيل الذي به اراد الخالق تعالى ان يظهر نفسه في الجسد لائقاً بالله اكثر؟ لكن احذروا من ان تلقوا بنا بهذا الاسلوب في روايات المنيكيين الخرافية، فإن من حسب الجسد خارج السر غير طاهر، فقد تصور ان له ايضاً خالقاً آخر، كما كانوا يفعلون. انهم في الواقع يستحقون الرثاء لسبب مزدوج فهم يسرقون ويسرقون. اما نحن فإننا نؤمن بأن الذي قال بخصوص خرافه: (السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل) (يو10: 10). يستطيع كذلك ان يجعلكم تستردون خيراتكم، لأنكم سرقتم وخسرتم، ويجعلكم تحييون، لانكم كنتم فعلاً ضحايا عدم الايمان وقول بولس الرسول من ناحيته يتفق مع كلمة يعقوب: (انه من جنسي يا ابني قد صعدت). فهو يكتب الى اهل غلاطية بهذه العبارات: (ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني) (غل4: 4-5). القديس ساويرس بطريرك أنطاكية وللحديث بقية
المزيد
12 يناير 2020

أطفال بيت لحم الشهداء

في ذلك الزمان، أتى إلى مدينة أورشليم مجوس من المشرق قائلين: أين هو المولود ملك اليهود. فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له” (متى2:2). فاضطرب هيرودوس الملك، المعروف بالكبير، واضطربت أورشليم معه كان الملك مريض النفس، شديد الخوف على ملكه، ظنّاناً ، شكاكاً بأهل بيته وأعوانه، بكلّ قريب وبعيد، حاسباً الجميع متآمراً عليه. ولم يكن خوفه من دون مبرّر ولو بلغ لديه مبلغ الوسواس. فقد حسبه اليهود مغتصباً لأنه آدومي من غير جنسهم، رغم أن الآدوميين كانوا قد اقتبلوا اليهودية عنوةً كمذهب منذ بعض الوقت (في حدود السنة125ق.م) ولما كان هيرودوس قد ‏تزوّج عشر نساء فقد أنجبن له ذكوراً كثراً كلهم اشتهى الخلافة حتى بات القصر مسرحاً لعشرات المؤامرات والفتن ويذكر التاريخ أنّه قتل الكثير من أبنائه وبالنهاية مات هو والدود يأكله في هذا الجو الموبوء، المشحون، الحافل بالمؤامرات والمكائد، لجأ هيرودوس إلى التصفية الجسدية، ففتك بأبرز ‏أعضاء مشيخته وبزوجته مريمني وأمِّها الكسندرا وابنيها وورثته وخيرة أصدقائه. وكان مستعداً للتخلّص من أي كان إذا ظنّ أنه طامع بملكه لهذا السبب كان لخبر المجوس عليه وقع الصاعقة، فاستدعى، للحال، رؤساء الكهنة والكتبة وسألهم أين يولد المسيح، ودينونة رؤساء اليهود أن كتبهم النبوية تخبرعن ولادة الصبي وحالتهم لحب السلطة لا تختلف عن حالة هيرودس كان الجو عابقاً بالحديث عن المسيح الآتي. ولم يكن هيرودوس غريباً عن أحاديث الناس، لاسيما وقد ‏ارتبطت صورة المسيح في الأذهان باسترداد المُلك المغتصب وعودة اليهود إلى الواجهة لهذا كان هيرودوس معنياً بالأمر بصورةٍ مباشرة. وإذ فهم أن بيت لحم اليهودية هي المكان اصطنع حيلة للقضاء على الصبي، فاستدعى المجوس، سرّاً، واستعلم منهم منذ كم من الوقت ظهر لهم النجم. هذا كان من المفترض أن يعطيه فكرة عن عمر الصبي. وإذ تظاهر بأنّه مهتم بالسجود لمن يرومون هم السجود له، أطلقهم إلى بيت لحم ليبحثوا عن الصبي، ومتى وجدوه أن يرجعوا إليه ويخبروه وبعد أن هداهم ملاك الرّب بهيئة نجم إلى موضع الصبي، سجدوا وقدّموا له الهدايا لبانًا ومرًّا وذهبًا. وإذ همّوا بالعودة إلى بلادهم عن طريق أورشليم، أُوحي إليهم في حلمٍ فانصرفوا في طريق أخرى. أمّا الصبي وأمه فأخذهما يوسف، بأمر الملاك، وانحدر بهما إلى مصر. انتظر هيرودوس بفارغ الصبر عودة المجوس فلم يعودوا ولا أرسلوا له خبراً بشأن الصبي. ولما طال انتظاره، على غير طائل، تيقّن أنهم سخروا به وخدعوه، فاستبدّ به غضب شديد وقام فأرسل إلى بيت لحم والتخوم وقتل جميع الصبيان فيها من عمر سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس. هؤلاء هم الشهداء الأوائل الذين سقطوا باسم الرّب يسوع بعد ولادته بالجسد. الليتورجية تقول عنهم إنّهم “مقدِّمة للحمل الجديد الذي سيتألم ويُذبح لأجل خلاصنا” (صلاة السحر قطعة الأبوستيخن الثالثة)، وقد حصلوا ذبيحة أولى لميلاد المسيح الإله الطاهر، وقُدِّموا له كعناقيد، وصار لهم أن يتهلّلوا ” لأنّهم ذُبحوا من أجل المسيح” (صلاة الغروب ذكصا الأيوستيخن). ‏متى الإنجيلي الذي أورد خبر أطفال بيت لحم ربطه بإرميا النبي القائل: “صوتُ سُمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزّى لأنّهم ليسوا بموجودين” (15:31‏). إرميا كان يتحدّث عن القبائل المنتمية إلى راحيل، كأفرام ومنسّى، وهي في طريق السبي إلى آشور وربما بابل. نذكِّر بأن قبر راحيل كان قريباً من بيت لحم وان إرميا بعدما أشار إلى بكاء راحيل أردف قائلاً: “هكذا قال الرّب. امنعي صوتك عن البكاء وعينيك عن الدّموع لأنّه يوجد جزاء لعملك يقول الرّب… ويوجد رجاء لآخرتك…” (إرميا31‏:16-17‏). ثم أضاف، في الإصحاح عينه: “ها أيام تأتي يقول الرّب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً… أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً… سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم لأني أصفح عن إثمهم…” (إرميا31:31-34) من هنا يبدو مقتل أطفال بيت لحم رسماً لمعاناة شعب الله للمؤمن به ‏في كلّ تاريخه وإيذاناً بتمام وعود الله بأنبيائه في تجسّده. بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس
المزيد
16 أغسطس 2021

علاقة العذراء مريم بآباء وأنبياء العهد القديم ج2

السلام لك يا مريم تهليل يعقوب : + بينما كان يعقوب هاربا خائفا من أخيه عيسو أدركه الليل فنام فرأى سلما منصوبا على الأرض ورأسها يمس السماء ، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها وهوذا الرب واقف عليها . فقال : " أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله اسحق ، الأرض التى أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك " ( تك 28 : 12 – 15 ) . فاطمأن يعقوب بسبب مواعيد الله الغنية وسار فى طريقه متهللا . السلم الذى رآه يعقوب يرمز إلى العذراء مريم التى حل الرب فى بطنها فوصلت بين السماء والأرض بعد قطيعة طويلة ، فقد كان التجسد بداية الصلح والأتصال بين الله والإنسان . كانت الملائكة تسبح الرب وهو طفل مولود فى حجر العذراء مريم كما يشهد بذلك لبش الثلاثاء قائلا : " أفرحى يا مريم العبدة والأم لأن الذى فى حجرك تسبحه الملائكة ، والشاروبيم تسجد له باستحقاق والسيرافيم بغير فتور ، يرفرفون بأجنحتهم قائلين هذا هو ملك المجد رافع خطية العالم كعظيم رحمته . أما تشبيه العذراء مريم بالسلم فيأتى فى القطعة الثامنة من ثيئوتوكية السبت هكذا : " شبهت بالسلم الذى رآه يعقوب مرتفعا إلى السماء والرب المخوف عليه " . + تهلل يعقوب أيضا عندما رأى من بعيد بعين النبوة مجىء " شيلون ( أى ابن الله الحى ) من نسل إبنه المحبوب يهوذا قائلا " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب ( تك 49 : 10 ) " ومعروف أن العذراء مريم والدة ( شيلون ) هى من نسل يهوذا بن يعقوب ، والحكيم يقول " تاج الشيوخ بنو البنين ( أم 27 : 6 ) " . + كان ليعقوب زوجتان : ليئة وراحيل ، كانت ليئة هى الكبرى وكانت عيناها ضعيفتين ، وهى تمثل العهد القديم بشرائعه وطقوسه الضعيفة التى لا تقدر على رفع الخطايا ، أما راحيل وهى الصغرى فكانت جميلة ومحبوبة ، وهى تمثل العهد الجديد – عهد النعمة والمحبة – الذى جاء مكملا لكل نقائص العهد القديم . هكذا المسيح – الأسد الخارج من سبط يهوذا بن يعقوب – هو رب العهدين ، أوحى بالعهد القديم للأنبياء . ثم جاء بنفسه ليعطينا العهد الجديد بدمه لغفران الخطايا . وقال بنفسه " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل" ( مت 5 : 17 ) وقال الرسول : " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة بإبنه" ( عب 1 : 1 ) . السلام لك يا مريم فخر يهوذا : السيد المسيح له المجد هو الأسد الخارج من سبط يهوذا ، والعذراء هى بنت يهوذا أى من نسله . ولما حصلت العذراء مريم على كل هذا الفخر والتكريم والتمجيد فى جميع الأجيال وفى جميع الأقطار بسبب أمومتها الطاهرة للمسيح الإله المتجسد لخلاص العالم ، انعكس كل هذا التكريم على يهوذا أبيها ونال هو قسطا من هذا الفخر والكرامة بسبب أبوته للقديسة مريم والدة الإله ، ويقول الرسول " فإنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا " ( عب 7 : 14 ) ويخبرنا الكتاب أن " يهوذا اعتز على أخوته ومنه الرئيس " ( 1 أى 5 : 2 ) . السلام لك يا مريم كرازة موسى : كان موسى وديعا وحليما جدا ، لقد قال عنه الكتاب " وأما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض " ( عد 12 : 3 ) ولذلك رفعه الله ليكون قائدا للشعب ونبيا عظيما جدا . وكان فى ذلك مثالا للعذراء مريم الحمامة الحسنة الوديعة الهادئة ، التى كانت بحق فى زمانها وديعة جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض ، ولعل من أجل هذا السبب بالذات أحتارها الله لتكون أما لمخلص العالم مانحا إياها هذا الشرف العظيم مكافأة لأتضاعها ووداعتها حسب وعد الله المبارك القائل" كل من يضع نفسه يرفع " ( مت 23 : 12 ) بينما كان موسى يرعى غنم يثرون حميه فى برية سيناء جاء إلى جبل الله حوريب ( خر 3 : 1 ) فظهر له الله فى وسط عليقة ( شجرة صغيرة ) فنظر موسى " وإذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق" ( خر 3 : 2 ) ومن هناك كلفه الرب بمهمة اخراج بنى اسرائيل من مصر . العليقة ترمز إلى العذراء القديسة مريم التى حملت فى داخلها جمر اللاهوت ولم تحترق ، وقد اسهبت كتب الكنيسة فى عقد هذه المقارنة الرائعة بين عليقة موسى والعذراء مريم . فتقول ثيئوطوكية الخميس" العليقة التى رآها موسى النبى فى البرية والنار مشتعلة فيها ولم تحترق أغصانها هى مثال مريم العذراء غير الدنسة التى أتى وتجسد منها كلمة الآب ، ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وأيضا بعد ما ولدته بقيت عذراء " ( القطعة الأولى ) ، وإبصالية العليقة المشهورة التى تقال فى أيام الخميس من شهر كيهك المبارك نقول فى مطلعها : " العليقة التى رآها موسى النبى فى البرية والنيران تشعل جواها ولم تمسها بأذية " . " مثال أم النور طوباها حملت جمر اللاهوتية تسعة أشهر فى أحشاها وهى عذراء ببكورية " . + صنع موسى خيمة الأجتماع أو قبة الشهادة كما يسميها حسب المثالات التى أراها الله له فى الجبل ، وكانت تلك الخيمة مشحونة بالرموز عن السيد المسيح له المجد ، وعن أمه العذراء القديسة مريم ، وكان ذلك بمثابة كرازة مسبقة من موسى رئيس الأنبياء عن مجىء المسيح وولادته من العذراء الطاهرة ميلادا عذراويا طاهرا فمثلا : + كان أهم جزء فى خيمة الإجتماع هو قدس الأقداس حيث وضع فيه موسى لوحى العهد المكتوب فيهما الوصايا العشر التى قالها له الله . قدس الأقداس يرمز إلى العذراء القديسة مريم التى حملت المسيح كلمة الله المتجسد . + صنع موسى التابوت المصفح بالذهب من كل ناحية ، وهو يرمز إلى العذراء الطاهرة داخلا وخارجا . + صنع موسى قسطا ذهبيا ووضع فيه كمية من المن الذى كان يأكله الشعب فى برية سيناء كشهادة أبدية على عناية الله بشعه . كان القسط الذهبى يرمز إلى العذراء والمن الذى بداخله يرمز إلى المسيح خبز الحياة النازلمن السماء الذى كل من يأكل منه لا يموت إلى الأبد بل تكون له حياة أبدية .صنع موسى منارة من الذهب النقى ليوضع عليها السراج الذى لا ينطفىء أبدا داخل خيمة الأجتماع . المنارة الذهبية ترمز للعذراء مريم والسراج الذى عليها يرمز للسيد المسيح نور العالم الساكن فى نور لا يدنى منه ، والذى جاء إلى العالم لينير الطريق للسالكين فى الظلمة وظلال الموت وكل من يتبعه يسير فى النور ولا يدركه الظلام . تقول ثيئوتوكية الأحد : أنت هى المنارة الذهب النقى الحاملة المصباح المتقد كل حين الذى هو نور العالم غير المقترب إليه الذى من النور غير المدنى منه ( قطعة 5 ) صنع موسى مجمرة من ذهب يوقد فيها الكاهن الجمر ويضع عليه البخور بها على مذبح البخور . المجمرة الذهب ترمز للعذراء مريم وجمر النار يرمز إلى لاهوت المسيح الذى سكن فى بطنها تسعة شهور ولم تحترق أحشاءها كما أن جمر النار لا يحرق المجمرة وتقول ثيئوتوكية الأحد " أنت هى المجمرة الذهب النقى الحاملة جمر النار المباركة الذى يؤخذ من على المذبح يطهر الخطايا ويمحو الأثام . أى الله الكلمة الذى تجسد منك ورفع ذاته بخورا إلى الله أبيه ( قطعة 6 ) ثم تضيف نفس القطعة " حينئذ لا أخطىء فى شىء إذا ما دعوتك المجمرة الذهب " جمع موسى عصى رؤساء الأسباط ووضعها فى خيمة الإجتماع أمام الشهادة بناء على أمر الرب ( عدد 17 ) " وفى الغد دخل موسى إلى خيمة الشهادة وإذا عصا هارون لبيت لاوى قد أفرخت ، أخرجت فروخا وأزهرت زهرا وأنضجت لوزا ( عدد 17 : 8 ) ، وكان ذلك بدون أن يغرسها موسى فى الأرض أو يسقيها بالماء عصا هارون ترمز إلى العذراء القديسة مريم التى ولدت المسيح ثمرة الحياة بدون غرس ولا سقى أى بدون زرع بشر أو زواج طبيعى وتقول ثيئوتوكية الأحد " عصا هارون التى أزهرت بغير غرس ولا سقى هى مثال لك يا من ولدت المسيح إلهنا . بالحقيقة بغير زرع بشر وأنت عذراء ( قطعة 7 ) . رموز كثيرة جدا صنعها موسى تكرز وتبشر لكل من يتأملها ويسبر غورها ، تكرز بميلاد المسيح من العذراء الطاهرة بطيقة إلهية إعجازية وتقول ثيئوتوكية الأحد فى مطلع القطعة " 15 " ( من يقدر أن يصف كرامة القبة التى زينها النبى لما رآها المعلمون المختارون للكتب المقدسة تعجبوا جدا ) . وبجانب هذه الرموز التى صنعها موسى تنبأ نبوة صريحة عن مجىء المسيح وأوصى شعه أن يسمعوا له قائلا " يقيم لك الرب إلهك نبيا فى وسطك من إخوتك مثلى له تسمعون " تث 18 : 15 . وبناء على كل هذه الرموز والنبوات قال السيد المسيح مرة موبخا اليهود " لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى " ( يو 5 : 46 ) . السلام لك يا مريم كرامة صموئيل ولادة صموئيل النبى وولادة القديسة مريم من والديها يواقيم وحنة متشابهين ، كانت حنة أم صموئيل عاقرا وصلت إلى الرب أن يعطيها نسلا فتجعله نذيرا للرب ليخدمه فى هيكل قدسه فسمع الرب صوتها وأعطاها صموئيل ، ولما كبر قليلا أحضرته إلى هيكل الرب وسلمته إلى عالى الكاهن ليخدم الرب ويخدم الكهنة . نفس الأمر يتكرر بخصوص القديسة مريم فقد كانت أمها حنة وهو نفس اسم أم صموئيل النبى كانت حنة عاقرا فصلت إلى الرب ونذرت نسلها للرب فأستجاب الرب طلبتها وأعطاها إبنة دعتها مريم ولما كبرت قليلا سلمتها إلى زكريا الكاهن لتعيش فى الهيكل وتخدم الرب وتعبده ، وتخدم الكهنة . أمر آخر يتشابه فيه صموئيل النبى والعذراء مريم فقد اختار الرب كلا منهما منذ صغره ليقوم بمهمة إلهية خطيرة .بينما صموئيل صبى صغير وكان نائما فى مخدعه فى الهيكل ناداه الرب صموئيل صموئيل ، ولما تحقق أنه صوت الرب قال كما لقنه عالى الكاهن معلمه :" تكلم يارب فإن عبدك سامع " ( 1 صم 3 ) فكلفه الرب بأن يحل محل عالى الكاهن فى قيادة الشعب وتعليمه وأن يقوم بعمل القضاء للشعب لحل مشاكله .مريم الصبية الصغيرة سلمها الكهنة لقريبها البار يوسف الطاهر ليحفظها فى بيته فجاء إليها الملاك وبشرها بأمر التكليف الصادر من قبل الرب بأن الروح القدس يحل عليها وقوة العلى تظللها فتحبل وتلد يسوع المسيح مخلص العالم كله فقبلت المهمة بإتضاع وتسليم وقالت " هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك فمضى من عندها الملاك " ( لو 1 : 38 ) . لذلك نال كل منهما كرامة عالية وتشرف بخدمة الرب منذ صباه ، وقام كل منهما بمهمة خطيرة بتكليف من الرب نفسه ونجحا فى ذلك أعظم نجاح . السلام لك يا مريم فخر إسرائيل : القديسة مريم بأمومتها العذراوية الطاهرة للمسيح ابن الله المتجسد أصبحت أشرف نساء العالمين هى فخر الجنس البشرى عامة ، وفخر إسرائيل خاصة ولو أنه بعد أن حل عليها الروح القدس وطهرها فحملت المسيح وولدته ثم حل عليها الروح القدس مع التلاميذ فى العلية فى يوم الخمسين لم تصبح يهودية بل مسيحية وأم جميع المسيحيين ، هى فخر العذارى والمتبتلين ، هى فخر الطهارة والبتولية والعفة . ينسج على منوالها ويقتدى بسيرتها كل من يريد أن يعيش بتولا وكل فتاة تريد أن تحيا عذراء تأخذ سيرة حياة العذراء قدوة صالحة ونبراسا منيرا ، ينير لها الطريق ويخفف عنها معاناة الجهاد . السلام لك يا مريم ثبات أيوب البار : أيوب الصديق رمز الصبر والثبات فى التجارب حتى أن الرسول يوجه أنظارنا إليه لنتعلم منه فضيلة الصبر والثبات والأحتمال أمام التجارب المحرقة فيقول : " خذوا يا إخوتى مثالا لأحتمال المشقات والأناة ، الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب . ها نحن نطوب الصابرين ، قدسمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب معه ، لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف " ( يع 5 : 10 – 11 ) ولما احتمل أيوب التجربة واجتازها بثبات ونجاح " رد الرب سبى أيوب . وزاد الرب على ما كان لأيوب ضعفا . وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه " ( أى 42 : 10 – 12 ) كان أيوب فى تجربته يرى الرب بعين الإيمان والنبوة آتيا من بعيد كمخلص ومنقذ ولذلك تعزى فى ضيقته . يقول أيوب بروح النبوة " أما أنا فقد علمت أن وليى حى ويظهر على الأرض فى آخر الزمان ، وبعد أن يفنى جلدى هذا وبدون جسدى أرى الرب "( أى 19 : 25 – 27 ) حسب النص القبطى – القديسة مريم شابهت أيوب فى الصبر والأحتمال. [ منقول من كتاب روحانية التسبحة – ج 7 – للقمص بقنتيوس السريانى ]
المزيد
04 ديسمبر 2020

سر التجسد الإلهي

سر التجسد يعني إتّحاد الله بالجسد هو إتّحاد حقيقي ليس إتحاد جزئيّ ولا مرحليّ ولا صوَريّ، الله صار إنساناً، الله الإله صار إنسان، الله نزل كي يرفع الإنسان. إذاً أتمنّى أن يصدمنا هذا العيد، صدمة روحية بدلاً من العيش في الروتين والمظاهر الخارجية. (الشجرة، المغارة، الأضواء)، أتركوا هذه المظاهر وفكّروا أنّ الله صار إنساناً، لهذا علينا نسأل أنفسنا، ماذا علينا نعمل لاستقبال المسيح ؟ إلى أين أذهب؟ من المهمّ جدّاً أن نقفز في حياتنا الروحية وندخل في هذا السر العظيم سر المحبة غاية الله من التجسد، غاية الله أن يرفعنا ويجعلنا آلهة، وبه أعطانا الثالوث، الابن المرتبط بالاقنوم الآب بقوة محبة اقنوم الروح القدس. الابن جاء محملا بمحبة الآب، وتعاليمه الخلاصيّة تدفعنا إلى عيش المحبة بكل أبعادها، و هذا التجسد، مشروعه الخلاصي منذ الأزل، جاء يعرضه علينا ليجدّد علاقتنا به ويعيدنا الى حضنه الأبوي. التجسد فعل محبة! إنّه سر المحبة! وثمرة محبة الله للبشر ولذلك لماذا نرفض التجسد؟ ولماذا نرفض دخول الله حياتنا؟ ونسعى وراء آلهة غريبة، غير موجودة، هي صُنْعُ أيدي البشر، ونَزواتِ البشر وشَهواتِ البشر، وتصوُّراتِ البشر، وتَفاهاتِ البشر؟ سر التجسد إنه سرُّك وسرّي وسرُّ كلِّ إنسان! سرُّ المسيحيّ والمسلم واليهوديّ والبوذيّ… سرُّ شوق الإنسان إلى الله، وشوق الله إلى الإنسان. التجسد هو تلبية أشواق الإنسان الدفينة الحقيقية… ولا أدري لماذا نعتبره سرّاً صعب الإدراك، ويدَّعي البعض أنّه يخالف العقل البشري. وربما ٱعتبره البعض كُفراً وزندقة. التجسد هو التعبير الدَّقيق الصَّميم الباطنيّ الطبيعيّ البديهيّ والأكثر ملاءَمةً لأحلام الإنسان وتطلعات نفسه الخالدة، وسموِّ طبيعته الضعيفة. التجسد هو الثمرة الطبيعية للخلق! وإذا كان الله خلق عن محبة، فقد تجسّد أيضاً عن محبة، التجسد الإلهى .. بدايته الزمنية هي بشارة العذراء والحبل الالهى . التجسد هو اجتيازي المعمودية وخلع الإنسان العتيق ، والولادة من فوق ، ولبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله. ) أف 4 :22-23). إن الإله يقدر أن ينزل للإنسان ويأخذ جسده ولكن الإنسان يعجز أن يمسك الله بفكره. التجسد الالهى هو اتحاد طبيعة الله بطبيعة الإنسان . وهذا هو قمة الالتصاق الذي علينا أن نكتشفه دائماً فينا . إنّه يتجسد في تاريخ كل إنسان! لأنه خالق كل نسمة حياة في هذا الكون. وهذا ما أكّده بولس الرسول للأثينييّن في وسط الأريوباغس: “فهذا الذي تعبدونه وأنتم تجهلونه هو الذي أبشِّركم به. إن الإله الذي أبدع الكون وكلَّ ما فيه، وهو ربُّ السماء والأرض… هو يعطي الجميعَ الحياة والنفس وكلَّ شيء…، إذ فيه لنا الحياة والحركة والوجود” (أع 17: 23-28). هذا هو التجسّد! تجسّد في تاريخ البشرية، في التاريخ، في مطلع المسيحية. بركات التجسد الإلهي كشف لنا عن محبة الله العميقة للإنسان الخطوة الأساسية لفداء الإنسان جدد طبيعة الإنسان الساقطة ورفعنا معه بالتجسد عرفنا الثالوث وعرفنا الإبن والروح القدس قدم لنا المثل الأعلى للحياة على الأرض بصورة الله ومثاله. كيف أعيش سر التجسد:- أُقدس حياتي وإنسانيتي حتى أكون دائماً في حضرة الله عليّ أن أقدس كل مكان أتوجد فيه وأعلن عن حضور يسوع المسيح من خلال كلامي وتصرفاتي وسلوكي اليومي حتى أكون أبن حقيقي لله. عليّ أن أسعي لتقديس الآخر، لأن يسوع عندما ولد وأخذ الشكل البشري، ليصبح كل إنسان أخ لي، وإذا تكلّمنا بلغة الميلاد، لغة التجسّد، كلّ الناس أخوة طالما يسوع أخذَ هذا الشكل. في النهاية نطلب من يسوع المسيح طفل المغارة أن يقدس حياتنا ويجعلنا نولد معه من جديد وندخل معه في مسيرة حياته، ونطلب منه يعطي السلام لبلدنا مصر حتى نكون في أمن واستقرار. الاب بطرس انور راعى كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك – الفيوم
المزيد
10 يونيو 2021

عظة على عيد الصعود

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد يا مَن صعد إلى السماء جسدانياً، وهو يملأ الكل بلاهوته، أيها المسيح إلهنا، أَصْعِد هِمَمنا من تنازُل الأرضيات إلى اشتياق السمائيات. يا مَن شرَّف جنس البشر بارتفاع الجسد المأخوذ منهم إلى حيث مجد لاهوته الأزلي، أيها السيد، ارفع عقولنا من تنازُل رذائل هذا العالم إلى ارتقاء ذلك الدهر المستأنف (الآتي).يا مَن عظَّم الإنسان الترابي وجعله أهلاً أن يصير سمائياً، اقبلنا إليك أيها الرب الإله الذي يعلو الكل وهو فوق كل رئاسة وسلطان. وهَب لي أنا - أيها القدوس - قولاً لأتكلَّم على كرامة صعودك إلى (الموضع) الذي لم تَزَل فيه أزلياً.يا مَن وهب للأرضيين أن يبلغوا رتبة السمائيين، أعطني نطقاً يا عمانوئيل إلهنا، الذي أعطى قوةً للجسدانيين أن يصيروا روحانيين، لأنطق على جلالة ارتفاعك العجيب بالجسد إلى السموات التي أنت فيها باللاهوت لم تَزَل.امنحني معرفةً يا مَن وهب فضلاً وخلاصاً وارتفاعاً لجنسنا الذي كان ساقطاً في هاوية الهلاك، وصيَّره فوق ملكوت السماء الباقية، لأُخبر بحُسْن بهائك وأنت صاعد إلى علو سمائك، وأُرتل مع داود المزمِّر وأقول: «صعد الله بالتهليل. الرب بصوت القَرْن. رتلوا لإلهنا، رتلوا لملكنا، لأن الله هو ملك الأرض. رتلوا بفهم لأن الرب هو ملك على كل الشعوب. جلس الله على كرسي مجده» (مز 47: 5-8).أُعلنُ معه أيضاً بدخولك في أبواب المجد الدهرية وأقول: «ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية، ليدخل ملك المجد. من هو ملك المجد؟ رب القوات هو ملك المجد» (مز 24: 9-10).وأُخبر معه أيضاً بالسبي الذي اقتلعه من يد الشيطان بصعود الجسد الذي اتَّحدْتَ به وأَفضْتَ مواهبك على البشر وأقول: «صعد إلى العُلا، وسبى سبياً، وأعطى الناس مواهب» (مز 68: 18). ونسجد لك ونسبح جميعاً معه قائلين: «يا جميع ملوك الأرض سبِّحوا الله، رتلوا للرب الذي صعد إلى سماء السماء في المشارق» (مز 68: 33). ونرسل لك أيضاً معه تسبيحاً جديداً، لأن الأشياء العتيقة قد زالت وكل شيء قد تجدَّد بك أيها المسيح الرب، الذي جدَّد الخليقة بقيامته وأعلى رتبها بصعوده. ونقول جميعاً باتفاق واحد: «سبِّحوا الرب تسبيحاً جديداً، سبحوا الرب (يا) جميع الأرض، باركوا اسمه، بشِّروا يوماً فيوماً بخلاصه. قولوا في الشعوب إن الرب قد ملك» (مز 96: 1-10)، أعني غلبة الشيطان، وأن الجسد قد ظفر بالمُلك الأبدي كما قال لرسله بعد قيامته: «أُعطيتُ كلَّ سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت 28: 18). وإن كان السلطان له لم يَزَل، وإنما أعني الجسد الذي أُعطي كرامةً وسلطاناً لم يكن (له) باتحاده باللاهوت وإقامته من بين الأموات. وهكذا تفهَّم في نوع الصعود والجلوس والمُلْك مثل ذلك كقول داود: إن «الرب ملك، سحاب وضباب حوله، بالعدل والحكم أتقن كرسيه» (مز 97: 1-2)، هذا هو المُلك الذي يعنيه جبرائيل الملاك للسيدة مرتمريم البتول قائلاً: «ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لمُلْكه انقضاء» (لو 1: 33).وداود أيضاً يقول: «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت موطئ قدميك، عصا قوة يُرسل لك من صهيون وتملك في وسط أعدائك إلى الأبد» (مز 110: 1-2). وهذا الموضع فسَّره الرب في الإنجيل. وهكذا اسمه القدوس قد ملك في وسط أعدائه وليس إلى وقت ينقضي بل إلى الأبد بلا انقضاء. وعَنِيَ بأعدائه الشياطين المَرَدَة واليهود الكفرة والذين لم يُذعنوا للإيمان باسمه، كما قال: «أعدائي الذين لم يشاؤوا أن أملك عليهم، ائتوني بهم واذبحوهم قدامي» (لو 19: 27)، أعني انتقامه منهم في استعلانه الثاني.بحقٍّ، أيها الإخوة الأحباء، إن كرامة هذا العيد الشريف جليلةٌ جداً، أعني عيد صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء، لأن فيه كمال التدبير بالتجسُّد العجيب. اليوم صعد الرب إلى السموات بالجسد وهو فيها باللاهوت لم يَزَل. وإنما ذكر نزوله أي أنه تجسَّد وذكر صعوده أنه أصعد الجسد الذي اتحد به إلى فوق كل رئاسة وسلطان. اليوم صعد الرب إلى سماء السموات وخضعت له الملائكة والرؤساء والقوات. اليوم صار (الجسد) الذي كان تحت الكل ساقطاً في التراب والبلوى، فوق الكل في سماء السموات. ولما نظرت البشر إلى الجسد الذي كان ساقطاً في الهاوية، أنه قد علا إلى سماء السموات فوق كل ما يُرى وما لا يُرى، علموا أن الهلاك قد مضى والأشجاب قد ذهب وانقضى، ومجد حرية البنوة قد استنار بربنا يسوع المسيح. لأن كيف تستطيع الأرض الصعود إلى السماء لو لم يتحد بها رب السماء بالتجسُّد العجيب، ويصعد إلى حيث مجده غير المُدْرَك. كيف يقدر الجسدانيون (أن) يصيروا روحانيين، لو لم يتجسد منهم رب الأرواح وإله كل ذي جسد، ويصلح كل شيء كما يليق به. كيف يقدر المسجونون تحت حكم الموت والفناء أن يبلغوا رتبة الذين لم يوجب عليهم حكم الموت، أعني الملائكة، لو لم يخالط طبيعتهم البار غالب الموت ويصعدها فوق الكل، وكل شيء خضع تحت قدميه. لم تصر لنا النعمة بمقدار الزلَّة، بل عظمة نعمة ربنا يسوع المسيح فاقت كل زلَّة وهفوة، وبلغت في العلو حتى نفذت سماء السموات فوق كل الملائكة والرؤساء والقوات.أليشع النبي يعلِّمنا سرَّ صعوده، وذلك أنه مكتوب في أسفار الملوك أن بني الأنبياء أتوا إلى أليشع النبي وسكنوا عنده، فقال لهم يا إخوة ليس في المكان بسعة لنا جميعاً، فاقطعوا لكم خشباً من على شاطئ نهر الأردن واصنعوا لكم محلات لتأووا فيها وتجدوا سكناً جيداً. ولم يكن عندهم سوى فأس واحد. فأخذوه ومضوا يقطعون به، فانقلعت العصاة من الفأس وسقط الحديد في نهر الأردن. وكان الموضع مهبط مياه قوي التيار جداً. فأتوا وأعلموا أليشع النبي بذلك. فأخذ عصا جديدة غير تلك الأولى وأتي إلى الموضع الذي سقط فيه الفأس، وألقى العصا الجديدة في النهر. فنزلت العصا إلى قعر النهر ودخلت في الفأس وأصعدته إلى فوق أعلا النهر. فمد النبي يده وأخذ الفأس (2مل 6: 1-7). وكان هذا مثالاً بروح النبوة على البشرية التي سقطت في بحر العالم ورسبت مثل حديد ثقيل، ولم تقدر (أن) تصعد إلى الشرف الفاضل. فتحنن الرب السماوي واتحد بجسد طاهر لم يُعتَّق بالخطية، بل أخذه من البتول مرتمريم بغير زرع بشر، ثم أصعده بغير مانع كما يليق به، وأعطى لجنسنا القوة على الصعود معقولاً إلى حيث مجده، كما يقول الرسول: «نتمسك بالرجاء الذي وعدنا به، الذي هو بمنزلة المرساة التي تمسك أنفسنا لئلا نزول، وندخل حتى نجاوز حجاب الباب، حيث سبق فدخل بدلنا يسوع («حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا») وصار حبراً دائماً» (عب 6: 18-20). وقال أيضاً: «فلنقترب الآن بوجوه مُسْفرة (مكشوفة) إلى كرسي نعمته لنظفر بالرحمة ونستفيد (ونجد) النعمة ليكون لنا ذلك عوناً في زمان الضيق» (عب 4: 16-17).يعقوب إسرائيل تقدم فأبصر كيفية صعود الرب، حيث أبصر سُلَّماً مرتفعاً من الأرض إلى السماء، وملائكة الله نازلين وصاعدين عليه، والرب فوق أعلا السُّلَّم (تك 28: 12-13). يدل هذا على تدبير الرب الذي أكمله بالجسد البشري، وارتقى من واحدة إلى أخرى كنوع السلم حين التجسد إلى حين الصعود والملائكة خادمون له. في ذلك باشره من حين البشارة إلى حين القيامة والصعود.هَلُمَّ في وسطنا اليوم أيها الإنجيلي القديس لوقا لنأخذ منك سياقة القول على صعود الرب، وكيف كتبتَ الإنجيل بتأييد الروح من ابتداء الجسد وأكملته بالصعود؛ ثم ابتدأت أيضاً بالصعود في كتاب الإبركسيس وجعلته فاتحة القول (أعمال الرسل - الأصحاح الأول)؛ ثم ذكرتَ كيف كان كمال الإنجيل، وجمعت الاثنين في حال الصعود وقلتَ: «قد كتبتُ كتاباً يا ثاوفيلا»، أعني الإنجيل المقدس. قال: «في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع في فعلها وتعليمها»، أعني سياسة تدبير الرب وأنه عمل أولاً وعلَّمنا أن نتبع أثره. ولكي ما يظهر بهذا أن كل ما عمله إنما كان لأجل تأديبنا وتعليمنا، وليس حاجة به إلى ذلك، أعطانا بهذا مثالاً أن نعمل ونعلِّم. قال: «حتى اليوم الذي صعد فيه»، أعني أن الصعود الكريم (هو) كمال بُشرى الإنجيل، وفيه انتهى القول في نوع تدبير الله. قال: «إن من بعد ما أوصى رسله الذين اصطفاهم بروح قدسه»، أعني الوصية التي ذكرها في الإنجيل. قال: «أولئك الذين أراهم نفسه أنه حي»، أعني القيامة المقدسة التي هي أربون (أي عربون) قيامتنا. قال: «من بعد ما تألم بآيات كثيرة»، أعني بالآيات شهادات الأنبياء التي تقدمت لأجله، (وهي) تُظهر كيفية علامات آلامه المُحيية مع الآيات التي كانت وقت الصلبوت علانية، من تغيُّر وجه السماء والأرض واضطراب العناصر. قال: «في أربعين يوماً كان يتراءى لهم ويقول على ملكوت الله»، أعني أنه أربعين يوماً بعد القيامة المقدسة يظهر لهم حيناً بعد حين. فحيناً يظهر لهم ليُفرِّح قلوبهم ويُسرُّوا بمشاهدته، وحيناً يختفي بقوة لاهوته عنهم لكي يشتاقوا إليه ويحفظوا ما أوصاهم به ويتذكروه بينهم. وقوله: «يقول على ملكوت الله»، أعني كل تعليمه لأجل ملكوت السموات التي هو صاعد إليها بالجسد وهو باللاهوت حالٌّ فيها.قال: «فلما أكل معهم خبزاً أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم»، وهذه الوصية فقد تقدم ذكرها في الإنجيل، وهي وصيته لهم أن لا يبرحوا من أورشليم حتى يتدرعوا القوة من العلاء (لو 24: 49)، وها هنا أيضاً نبَّه على ذلك. قال: «بل ينتظروا ميعاد الآب». قد تقدم ووعدهم بأن يُرسل إليهم موهبة الروح، وهو والآب واحدٌ في الفعل والقوة، فلهذ ا قال: «ميعاد الآب» لكي يثبت لهم وحدانية اللاهوت بغير تجزُّء ولا افتراق. قال: «ذلك الذي سمعتموه مني»، أعني أنهم سمعوا منه ذلك، وهو والآب واحدٌ، كما قال لليهود، وأيضاً قال لفيلبُّس: «مَن رآني فقد رأى الآب» (يو 14: 9)، قال: «يوحنا عمَّد بالماء وأنتم تُعَمَّدون بالروح القدس». ذكر هاهنا شرف المعمودية التي هم مزمعون أن يقبلوها بحلول الروح القدس عليهم عندما تعطيهم موهبة الكمال، وأن يوحنا شُرِّف بالعماد لكن بالماء، وأنتم تُعمَّدون بعماد الروح، ثم تكونون أئمةً لكل المسكونة في المولد من فوق. قال: «ليس بعد أيام كثيرة»، أعني كمال الخمسين. فلما سألوه عن مُلك بني إسرائيل الجسداني، نزع هذا التشاغل العالمي من عقولهم، ثم عرَّفهم أن الروح إذا أقبل عليهم يملأهم معرفةً ويَعْلَمون كل شيء، وليس هذا فقط بل ويقبلون قوةً فاضلةً حتى يكونوا له شهوداً وليس في مكان واحد، بل قال: «في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض».فلما أكمل لهم هذه الأشياء بأسرها وثبَّتهم على انتظار الموعد الذي من السماء، يهبط عليهم ويكون لهم مرشداً ومعزِّياً ومعلِّماً، باركهم حينئذ الربُّ الإله معدن كل البركات وصعد إلى السماء أمام أعينهم وهم ينظرون إليه. ثم قبلته سحابة ليتم المكتوب: «استوى على السحاب ومشى على أجنحة الرياح» (مز 104: 3)، أعني الجو غير المحسوس والرياح غير المضبوطة صعد فيها بقوة لاهوته بغير مانع، كأن لها أجنحةً خادمةً لباريها. وأيضاً مكتوبٌ: «سحابٌ وضبابٌ حوله، بالعدل والحكم أتقن كرسيه» (مز 97: 2). وأيضاً مكتوبٌ: «ركب على الكاروبيم طار، طار على أجنحة الرياح» (مز 18: 10). ذكر أولاً ركوبه على الكاروبيم، ثم ذكر طيرانه على أجنحة الرياح، ليُعلن قوة لاهوته وأنه غير محتاج إلى شيء من البرايا، بل هو أصعد الجسد المتحد به بقوة إلى أعلى المراتب الروحانية فوق كل القوات العقلية.ولما شاهدوا خضعوا جميعاً الملائكة والرؤساء والقوات، أعني كافة الروحانيين الذين فوق السموات. «فأما الرسل فبقوا قياماً متفرِّسين نحوه وهو صاعد وهم متعجبين، فيما هو كذلك إذ وقف بهم رجلان بلباس يلمع أبيض»، أعني ملاكين ظهرا لهم بشبه البشر لكي يقدروا على مخاطبتهم، ولكي ما يعلمونا أن السمائيين قد صاروا واحداً مع الأرضيين بالرب الذي أصعد الجسد المتحد به إلى السماء. لأن (القديس) لوقا جرت عادته (أن) يذكر الملائكة أنها تظهر بشبه أناس، كما ذكر في الإنجيل لأجل الملاكين اللذين بشَّرا النسوة بهذا المثال بعينه. فقالا: «أيها الرجال الجليليون»، يعني أن الرسل من الجليل. قال: «لماذا أنتم قيام تتفرَّسون في السماء»، يعنيان أن هذا ليس أمراً غريباً، صعود الرب إلى السماء. ثم قالا: «هذا يسوع الذي صعد عنكم إلى السماء، هكذا يأتي كما رأيتموه صاعداً إلى السماء»، عَنِيَا يسوع المخلِّص، لأنه سُمِّيَ بهذا الاسم لأجل التجسُّد، فأعلنا لهم كرامة صعوده ثم أثبتا مجيئه في استعلانه الثاني من السماء التي صعد إليها، لأنهم مزمعون أن يأتوا معه كما قال الرب أنه يأتي في مجده مع ملائكته القديسين (مت 16: 27).ثم إن الرسل الأطهار رجعوا إلى أورشليم مسرورين بما شاهدوا من المجد والكرامة ولأجل الموعد الإلهي. فلما دخلوا صعدوا إلى العلِّية المقدسة التي كانوا مجتمعين فيها أولاً مع الرب، وفيها دخل عليهم والأبواب مغلقة، كمثل عبيد يتذكرون المكان الذي كانوا فيه مع سيدهم منتظرين رجاء الموعد وهم فرحين. وقد كانت سيدتنا مريم أيضاً مع نسوة تقيات وأولاد يوسف النجار مواظبين مع الرسل على الصلاة والطلبة، بنفس واحدة، منتظرين جميعاً موعد الروح القدس، وهم مشتاقون لِمَا سمعوه من الرب أن له الغاية في معرفة الكمال، وهو المرشد إلى الحق، وأن به يُعطَوْن قوة علم البُشْرَى في أقطار الأرض كلها.نعظِّم الآن، يا أحبائي، صعود الرب يسوع المسيح، ونُعيِّد له بكل الوقار والإكرام، لأن به شرَّف وأعلا طبيعتنا الأرضية الهالكة وجعلها فاضلة سمائية. كما يقول الرسول: «إن الله الغني برحمته، من أجل كثرة محبته، لمَّا كُنَّا أمواتاً بخطايانا أحيانا بنعمته، وأحيانا وأقامنا وأجلسنا مع يسوع المسيح» (أف 2: 5-6). نسجد ونمجِّد الذي خضعت له الملائكة والرؤساء والقوات. نخرج مع رسله معقولاً خارجاً عن المدينة، الذي هو الخروج عن سيرة العالم الحسي، ثم نصعد إلى الجبل الذي هو ارتقاء العقل من الرذيلة إلى علو الفضيلة، ليباركنا مع خواصه الأطهار الأفاضل. ونسجد له معهم، ثم نرتل مع النبي المزمِّر داود قائلين: «عظِّموا الربَّ إلهنا واسجدوا في جبله المقدس، فإن الربَّ إلهنا قدوس» (مز 99: 9). وأيضاً نقول: «ندخل إلى مظلته ونسجد في موضع قدسه» (مز 132: 7)، ثم بعد ونصعد إلى العلِّية ونمكث منتظرين نحوه، وله مترجِّين، لكي يمنحنا موهبة روح قدسه، ليرشدنا إلى البر والحق؛ إذ الرسول يُعلِّمنا مثل ذلك قائلاً: «إن كنتم مُتُّم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، واهتموا لِمَا فوق لا لِمَا في الأرض» (كو 3: 1-2). فإذا سمعت بالجلسة عن يمين الله، فلا تظن أنه يمين محسوس، لأن داود يقول: «يمين الرب رفعتني يمين الرب صنعت القوة» (مز 118: 16)، فلا تفتكر في شيء محسوس ولا يمين ضد الشمال، بل يعني باليمين القوة والرِّفْعَة، وأن الجسد الذي كان أسفل الكل صيَّره فوق جالساً يعلو الكل. وبولس يفسر هذا قائلاً: «إنه أجلسه عن يمينه فوق السموات، فوق الرؤساء والملائكة والمُسلَّطين، وفوق كل اسم يُسمَّى وكل شيء أخضع تحت قدميه» (أف 1: 20-22)، أعني باليمين الرِّفْعة والقوة والشرف الذي أُعْطِيَ للجسد المتحد به، لأنه باللاهوت هناك لم يَزَل.فلنرفض عنا الآن دنس العالم ولنطلب الشرف الذي صار إلينا، لئلا نكون نحن السبب في هلاك نفوسنا وحدنا. نحفظ أجسادَنا نقيةً وأرواحنا طاهرةً مرضيةً لأجل الذي اتحد بحبه بالبشرية ورفعها إلى السماء العلوية. نصنع صُلحاً وسلامة مع بعضنا لأجل الذي صعد إلى السموات وصيَّر الأرضيين واحداً مع السمائيين. نرحم أهل الفاقة من أجل الذي رحمنا وأعطانا كل شيء بتوسعة غناه لحاجتنا. نسلك أمامه في سبيل مستقيم لكي يجعلنا مستحقين الارتقاء إلى السبيل العلوية السمائية، التي تقدَّمنا فيها رئيسُ الحياة الأبدية مخلِّص كل البرية. نحب النقاوة والطهارة ونجاهد على حفظها، لكي نستحق التسبحة مع الملائكة الروحانيين. نتلو الصلوات في كل حين لكي يشرق فينا نور نعمته في علِّية نفوسنا ويملأنا من موهبة روح قدسه. ننطق بمجده ونتكلَّم بعجائبه ونخبر بقوة خلاصه وعِظَم ذراعه، ونتلو ما صنع من أجلنا، لكي نستحق الشركة مع رسله الأطهار، الذين كرزوا باسمه بين الملوك والسلاطين وكافة الشعوب باجتهاد ومحبة كل أيام حياتهم، إذ الرسول يفتخر بذلك ويتلو في هذه الألفاظ قائلاً: «وحقاً إن سرَّ هذا اللاهوت لعظيم، الذي ظهر بالجسد، وتبرَّر بالروح، وتراءى للملائكة، وبشروا به في الأمم، وآمن به العالم، وصعد بالمجد» (1تي 3: 16).ونحن نسأل ربنا يسوع المسيح الذي صعد إلى السموات أن يُصعدنا بقوته من بحر هذا العالم المُهلك، ويثبِّت في السبيل المستقيم أقدامنا، ويغفر ما تقدَّم من قُبح أعمالنا، ويساعدنا على العمل برضاه وحفظ وصاياه، ويرحم كافة بني المعمودية الذين رقدوا على رجاء الإيمان باسمه القدوس، بشفاعة سيدتنا الطوباوية البتول مرتمريم والدة الخلاص، وكافة الرسل الأطهار والشهداء والقديسين والسواح والمجاهدين، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين وأبد الآبدين، آمين. تمَّ وكمل ميمر صعود ربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح الذي له السُّبْح دائماً أبدياً، آمين، آمين الأنبا بولس البوشي أسقف مصر في القرن الثالث عشر الميلادي
المزيد
24 أغسطس 2021

يوم الدينونة ، يوم الرب يهوه هو يوم يسوع المسيح، فمن يكون غير الله؟

يوم الرب يهوه هو يوم مجيء المسيح الدَيان: يتكلم العهد القديم عن يوم الدَّينونة العامة مستعملاً تعبير مثل: يوم يهوه (الرب) العظيم، اليوم الرهيب والمخوف، يوم الدينونة العامة.ونجد في العهد الجديد أن الرب يسوع المسيح ينسب هذا اليوم له! والرُسل القديسون ينسبون أيضاً هذا اليوم للرب يسوع المسيح. أمثلة من العهد القديم، عن يوم الرب يهوه: ولولوا لان يوم الرب (يهوه) قريب، قادم كخراب من القدر على كل شيء ( أشعياء 6:13) هوذا يوم الرب (يهوه) قادم، قاسياً بسخط وحمو غضب، ليجعل الأرض خراباً و يبيد منها خطاتها (اشعياء 9:13 ) اضربوا بالبوق في صهيون. صوتوا في جبل قدسيّ ليرتعد جميع سكان الارض لان يوم الرب (يهوه) قادم، لأنه قريب (يوئيل 1:2 ) قريب يوم الرب (يهوه) العظيم. قريب وسريع جداَ. صوت يوم الرب (يهوه) العظيم. يصرخ حينئذٍ الجبار مراَ ( صفنيا 14:1 ) “… ويأتي الرب الهي (يهوه إيلوهي) وجميع القديسين معك (زكريا 5:14) بعد كل ما تقدم نجد أن المقصود بعبارة “يوم الرب” معنيان، فهو اليوم الذي سينتقم فيه الرب من معانديه، وكذلك يشار به إلى يوم الدينونة. أمثله من العهد الجديد عن يوم الرب يسوع المسيح: لنقارن الآيات السابقة تكلمت عن يهوه، بالآيات الواردة في العهد الجديد عن الرب يسوع المسيح.ونبدأ بأية النبي زكريا السابقة“… ويأتي الرب إلهي (يهوه إيلوهي) وجميع القديسين معك. (زكريا 5:14) مع ما كتبه مار بولس الرسول يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة، أمام الله(إيلوهيم) أبينا في مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه” (1تسالونيكي 13:3)ونلاحظ بأن القسم الأخير من هذه الآية مطابق تماماً لما قرأناه عن الرب يهوه في سفر زكريا! ولكن القديس مار بولس استبدل إسم يهوه، بإسم يسوع المسيح! وهذا يعني أن يهوه هو يسوع المسيح له كل المجد! كذلك نقرأ في تسالونيكي الثانية إعلاناَ عجيباَ بأن يسوع هو الرب الديان، والملائكة التي تنسب لله، هي ملائكته “وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيناً نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب (يهوه) ومن مجد قوته، متى جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين. لان شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم” (2تسالونيكي 1: 7- 10). وفي إنجيل القديس مار متى يسأل التلاميذ الرب يسوع المسيح عن مجيئه الثاني قائلين:” قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟”(متى 3:14). وايضاً “ومتي جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحيئنذ يجلس علي كرسي مجده” (متى 31:25 )، ويخبرنا القديس مار بولس أن يوم الرب هو يوم مجئ السيد المسيح له المجد، قائلاَ “… كما أنكم أيضاً فخرنا في يوم الرب يسوع” (2 كورنثوس 14:1) “واثقاً بهذا عينه أن الذي ابتأ فيكم عملاً صالحاً يكمل إلى يوم يسوع المسيح” (فيلبي 6:1) “لان من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل إفتخارنا؟ أم لستم أنتم ايضاً امام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟” (1 تسالونيكي 19:2) هوذا يأتي (المسيح) مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم أمين” (رؤيا 7:1) يقول الشاهد بهذا: نعم! أنا أتي سريعاً. أمين. تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 20:22) بعد كل ما تقدم نجد ان يوم الرب يهوه في العهد القديم، هو نفسه يوم الرب يسوع المسيح في العهد الجديد، الذي سيأتي ثانية لدينونة العالم! فالنبوءات المكتوبة عن مجيء الرب يهوه، هي نفسها المكتوبة عن مجئ الرب يسوع المسيح، لان يهوه هو يسوع المسيح. للأب أنطونيوس لحدو
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل