المقالات

07 سبتمبر 2025

انجيل قداس يوم الأحد الذي يقع في أيام النسئ

تتضمن علامات يود الدينونة مرتبة على قوله تعالى: "وفيما هو جالس على جبل الزيتون "( مت ٣٤ : ٣-٣٥ ) سمعنا الآن قول ربنا للذين يتنازعون على الرئاسة ويتسابقون إلى صدور المجالس ويعدون الدعوات العالمية، فينبغي لنا أن نسارع إلى الهروب من طلب الرتب العالية والتفاخر بالمناصب الزائلة ونتنافس في الإتضاع والتماس أقل الدرجات لترتفع إلى ذروة الفضيلة ونفوز بأول المتكأت في منازل السعداء فإن قلت وهل يوجد الآن من يترك علو الدرجات ويطلب دناءتها ؟ أجبتك نعم وأنا ادعوك إلى منازل الأبرار ومظال القديسين فأطوف بك الجبال والصحارى وبطون الأودية لترى هناك أناساً جائلين في سبيل الله قد تخلى بعضهم عن الغنى وبعضهم عن الرتب العالية وبعضهم عن الشهوات البدنية وبعضهم عن الأملاك وبعضهم عن الزراعات وباقى الأمور العالمية والتزموا الأعمال المتعبة والصنائع الدنيئة فصار قوم منهم يحرثون الأرض وقوم يزرعونها،وقوم يحصدون وقوم يدرسون وأناس يجمعون الحطب واناس يضفرون القفف وأناس يخدمون الغرباء وجميعهم قد رفضوا التكبر والافتخار وارتاضت نفوسهم واشرقت أشعة فضائلهم ولهذا صار لجميعهم منزل واحد ومائدة واحدة وغرض واحد ورجاء واحد، ومن أين يوجد بينهم الصلف والكبرياء وحب الغلبة ؟ وهم قد خلعوا الأخلاق الدنيوية ورفضوا العوائد العالمية وجردوا ذواتهم لبنيان الفضيلة وكيف يكون متعظماً من وقف نفسه لخدمة الأرض ومعاناة الزراعة ولبس المسوح الشعرية وأكلا الأطعمة الدنية ؟ وليس هذا فقط بل إنهم يخدمون المرضى أيضاً ويقودون العميان ويمسحون قروح المجذومين ويأكلون مع المبتلين ويحتملون أثقال المساكين ولا يوجد بينهم خصام ولا شقاق فإن قلت وما الفائدة الحاصلة لهم من احتمال هذه الاتعاب إذا هم أهلكوا ذواتهم وحرموا شهوات نفوسهم وهجروا لذات عيشهم ؟ أجبتك إسمع قول سيدك : من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها " " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " وقوله: ويل لكم ايها الاغنياء لأنكم قد نلتم عزاءكم ويل لكم ايها الشباعي لأنكم ستجوعون ويل لكم أيها الضاحكون الآن لانكم ستحزنون وتبكون " وقوله: طوبى للحزاني لانهم يتعزون طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون وقوله ايضاً " أدخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه " فإن قلت كيف يخلق الله اناساً ويأمرهم بالدخول في المصاعب ويكلفهم الاتعاب والمشقات؟ قلت ليجربهم ويمتحن ضمائرهم ويعطيهم الملكوت بعد جهاد وكد وتعب لا بالطريق التفضل جوداً منه ورحمة للبشر فسبيلنا أن نسمع اقوال ربنا ونطيع المتجسد لاجل خلاصنا، وأن نصنع دعواتنا واجتماعاتنا ومواسمنا حسب إرادة المنعم علينا مزينة بحضور الضعفاء والمساكين والايتام والأرامل والبائسين فى منازلنا لينزع الله عنا ثياب المسكنة ويلبسنا حلة المجد في النعيم الأبدى بنعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي له المجد إلى الأبد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
31 أغسطس 2025

انجيل قداس يوم الأحد الرابع من شهر مسرى

تتضمن تبكيت منكرى القيامة والمجازاة مرتبة على قوله تعالى: "وفيما هو جالس على جبل الزيتون سأله بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس قل لنا متى يكون هذا ... " ( مر ۱۳ : ۳-٣٧ ) إذا كان الذين يعتقدون بحساب النجوم حين يسمعون كلام أولئك الخارجين عن الإيمان بحفظونه في قلوبهم جيداً حتى أن بعضهم إذا سمعهم يقولون إن السنة مجدبة وأن الفتن تقوم كثيرا تراهم يسارعون حالا وبكل قوتهم إلى شراء الآلات والغلال وينتقلون سريعاً إلى المدائن الحصينة كل ذلك توهما منهم حصول ما أخبر به أولئك فما بالك أنت تسمع سيدك يقول لك إن العالم يزول والقيامة تقوم والديان يجلس على منبر العدل والأمم يحاسبون، ومع كل ذلك لا تصدق فإن قلت لي وكيف لا أكون مصدقاً بما قد نطق به رب المجد ؟ قلت أراك تسمعه قائلا: إن الملائكة سيصرخون على العالم بغتة بأصوات تزلزل الجبال الراسية وتشقق القلوب القاسية وإذ ذاك تظلم الشمس ويبطل شعاع القمر وتتساقط الكواكب وتتفتح القبور وترسل الملائكة وتشرق وجوه الصالحين وتظهر كابة العاصين وأنت لا تخاف ذلك ولا تزدجر منه بل أراك مائلا إلى اللهو متهافتاً على السكر والطرب متعلقاً بذيول الشهوات مغرماً بأعمال الرذيلة، وليس ذلك وانت فى سن الحداثة فقط بل وفي سن الشباب حتى والشيخوخة والكهولة والهرم أيضاً وفضلا عن ذلك أراك مغرماً بعمارات المنازل والحمامات متهافتاً وتائقاً إلى غرس البساتين متصرفاً في هذا العالم تصرف الخالدين ويا للعجب من أناس يتحققون أن الموت هادم الأركان نفوسهم ناقص الأساس ارواحهم مخرب لبنيان أعضائهم ومع ذلك فهم غافلون مهملون عن خلاص نفوسهم أما أنا فإني أنوح دائماً وأندب متواتراً من هول ذلك اليوم الذي فيه تجتمع جميع الامم واللغات وتموج بحار العبرات وتظلم العيون الرائقة وتخرس الألسن الناطقة وتذل عظماء الجبابرة وتخضع رقاب الاكاسرة، وتغلل أعناق الظالمين ويكثر ضجيج الخاطئين حيث لا مال ينفع ولا محب يشفع ولا عذر يقبل ولا خلاص يؤمل بل سماع أصوات ملائكة يوبخون وربوات أجناد يبكتون وأعوان يتسابقون وخاطئون يعذبون وعصاة يصرخون وينوحون ولا يزحمون حيث يسمعون الملك حينئذ قائلا: أين هم أولئك المطيعون الشهوات تنفسهم المخالفون الأوامر ربهم ؟ أين الذين كانوا يتنعمون ويبذخون وهم عن الآخرة معرضون اين قادة الجيوش ومقدمو العساكر والجبابرة والقساة ؟ أين الذين كانوا يظلمون عبيد ربهم، ومخالفة الله ليست في قلوبهم؟ أين الذين كانوا يسرقون ويحلفون ويكذبون و هم مسرورون ؟ أين الذين كانوا يخرجون باكراً ويسعون في أثر النجاسات وينهبون مال الأيتام وهم عن أحكام ربهم معرضون ؟ أين عظمة الملوك وتجبر السلاطين وسطو الجبابرة وتعظم المتكبرين ؟ أجبني الآن أيها الملك ما بالك عنا ذليلا مالك خاضعاً كتيباً ما بالك طريحاً قتيلاً ؟ أين الحلل والتاجات أبن المنابر والروايات ؟ أين العبيد والحشم اين الدعوات والهمم ؟ أين العشائر والأصحاب، أين مضى الخائفون من رد الجواب؟ كيف لم تحرس حياتك الجيوش ولا حجبت روحك العساكر الليوث ولا منعت عنك الحصون المنيعة ولا صانت جبروتك القلاع المشيدة ؟ كيف غفلت عنك الحراس في الليل ولماذا هجعت عيون حفظة النهار حتى خرجت من ملكك عارياً، وجذبت من قصرك ذليلاً وأصبحت طعاماً للحشرات أنيسا للفلوات وصائراً إلى رذيلة هذا عظم مقدارها فيجيب ذلك العاجز يقول: ارحم ياسيد من اغتر بطول الاجل واعتز بإمتداد الأمل فاشتغل بالماكل الفانية وتباهى بالجموع الخائبة حتى تركته عبرة للناظرين وتذكرة للغافلين فيقول له الملك حينئذ: لقد قبلت في الحياة خيراتك وأخذت حظك من نعيمها فإذا قد سررت باللذات الزائلة زماناً قصيراً فستعذب ههنا عذاباً طويلاً شدوا يديه ورجليه والقوة في الظلمة الخارجية واجعلوا حظه مع الأئمة والشياطين وإذ قد علمت أيها الحبيب أن هذه الأمور هكذا وأن وعد الله لا يخلف فما بالك تكون عاجزا ؟ ولماذا تبقى متكاسلا وإلا فقل لى ماذا ترى لو توعدك ملك المدينة بالقتل أو العذاب أو السجن ؟ أما كنت تبذل الجهد في عمل الوسائط التي تخلصك من تلك المصائب جميعها ؟ أما كنت تسترضيه جهدك وتستعطفه طاقتك وتتوسل لديه بإصحاب الوساطات وتبذل الأموال وتتوسل إلى الوزراء والكبراء حتى يحصلوا لك على العفو والأمان ؟ هل كنت توجد في حال غضبه لاهياً ضاحكاً سكرانا متغافلاً ؟ أما كنت تفكر حال أكلك وشربك وقيامتك وقعودك وأمثال ذلك ؟ وإذا كان هذا عملك نع الهالكين في شدة سخطهم وغضبهم خوفاً من عقوبة زمنية تزول سريعاً فكم يجب عليك أن تكون مع سيد البرايا تعالى ؟ فسبيلنا إذن أن نتيقظ من نومنا وننتبه من نعاس جهلنا، ونعمل ليوم لا نستطيع فيه حراكاً لنفوز بملكوته تعالى الذى لا يزول بنعمة ورأفة ربنا الذي له المجد إلى الأبد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
24 أغسطس 2025

انجيل قداس الأحد الثالث من شهر مسرى

تتضمن الحث على عدم سماع مشورات الشيطان وفي القيامة والمجازاة مرتبة علة قة له تعالى من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى "( مر ٣ : ٢٢-٣٥ ) قد سمعتهم ايها الاحباء أن السيد له المجد لما قالوا له " هوذا أمك وأخوتك خارجا يطلبونك فأجابهم قائلا من أمى واخوتى ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختى وأمى "إذن يجب علينا حتما أن نطيع الله ونسلك حسب مشيئته فلا نغتر بمواعيد الشيطان الكاذبة التي لا يقصد أن يعطيها لنا بل ليعدمنا ما هو أعظم كثيرا بجنوحنل اليه ويدبر على الاضرار بنا حيلة المختلفة فيحسن لنا إمتلاك الأموال من الخطف لنعدم ملكوت العدل ويحرصنا على أن نكنز أموالنا في الأرض لنسلب المكنوز في السماء ويجب لنا الغنى الزائل لنفتقر من الغنى الدائم وإن لم يمكنه أن يضيع علينا الآخرة بغنى الدنيا قاتلنا بالفقر وهكذا قاتل أيوب ( لأنه لما لم يقدر أن يقهره في حال غناه اراد أن يقهره بالفقر )إلا من استطاع أن يكون فى غناه عفيفا غير متنعم ولا متعظم مشاركا فى الانتفاع به المحتاجين فانه يحتمل الفقر بشهامة تامة ومن لم يشغف بغناه ولا حصله بكد وشره كثير من حرام وحلال وثبت ضابطا له مانعا لغيره من الإنتفاع له ولا استأثر بالتنعم والتبذخ فيه والصلف به ولم يتلهف على فقده وهذه كانت حالة أيوب ولما قدر الشيطان أن يسلبه أمواله لم يتمكن من أن يسلبه حبه الله لكن صار سببا في ظهور حبه ولما رأى انغلابه فيما جاهده به بادر إلى سلاحه القديم الذي اعتاد النجاح به إلا وهى المرأة فجعلها تندب مصائبه وتظهر الاشفاق عليه وتتصنع في خلاصه وتشير عليخه بتلك المشورة المهلكة له بالحقيقة إلا أن أيوب السعيد قد عرف خدعة عدوه اللدود وأصمت المتكلمة بحكمته فسبيلنا أن لا نقبل مشورة الشيطان ولو جاءتنا على لسان امرأة أو ولد أو والد أو أخ أو قريب أو صاحب فإنه يختفى لصيدنا ويهجس لنا ما يوافق شهواننا ليصطادنا والله تعالى المحب لنا يؤدبنا لما فيه خيرنا ويأمرنا بما يخلصنا ويظهر ذلك عنه بالفعل والقول فقد قال الرسول " الذى يحبه الرب يؤدبه " فينبغي لنـــــا أن نتوجع ونرتاع كثيرا إذا اخطأنا وثبتنا في الخطأ ولم ينلنا تأديب حذرا من أن تجتمع جرائمنا فنعاقب عليها عقابا صارما فإنه تعالى إينما يمهلنا على جرائمنا مرة بعد أخرى لنرجع فإذا لم نقلع عنها أدبنا عن جملة ما تقدم منها وقد ظهر هذا في فرعون فإنه تعالى وامهله عدة مرات فلما ثبت عصيانه ولم يقلع عن طغيانه عاقبة أخيرا عقابا مرا ونبوخذ نصر أدى في آخر عمره ما استحق عن كل جرائمه السابقة والغنى لما لم يقابل في الدنيا عن شروره قبل مجازاته في الآخرة صار أشد الناس فقرا إلا ان اناسا لا فهم لهم قد يتوهمون عدم المجازاة اخيرا فيالعظم غباوتهم إذ لا يقيسون ليفهموا الا يرون كيف يوصى من حضرته الوفاة على من كانت له عليه خدمة ؟ أفما يشاهدون الملك كيف ينعم على خواصه والسيد كيف يخص لجوده وإكرامه عبده الملازم خدمته المحافظ عليها الخادم له حسب غرضه ؟ وكل واحد من الناس يكافئ من يحبه ومن يطيعه ومن يخدمه بحسب قدرته أفيكون الله وحده الصالح الجواد المقتدر وحده لا يكافئ محبيه والعاملين بحسب مراده والمحتملين الآلام من أجله مثل تلاميذه والمستشهدين على اسمه والمتعبدين عمرهم كله لما يقربهم منه تعالى ؟ حاشا فإن قيل فمن جاء من الناس من هناك وعرفنا بما هو حاصل قلت لو جاءنا إنسان لكذب فى ما يقوله لجواز ميله إلى غرضه ولو لم يكن حقا أو تفخيمه في ما يصفه أو نسيانه أو جهله لأن هذه كلها وأمثالها تعرض للأنسان فأما وقد جاءنا يسوع العالم بكل شئ الصادق وحده الذي لا يعرض له نقض ووصف لنا ان تلك المجازاة دائمة ولا توصف بقول لإرتفاعها عن الوصف فما بقى غلا التصديق بذلك والعمل بمقتضاه وأخبرنا أنه قد أعد النعيم لمن يطيعونه والجحيم لمن يخالفونه ولو أزمع أمه ليحاكمنا ويجازينا كل واحد بحسب عمله لما طالبنا في هذه الدنيا بالواجب له علينا ولكى نصدق بالمحاكمة والمجازاة لم يطالب كل واحد في هذه الدنيا بما يجب عليه بل قدم بمعاقبة البعض عن بعض جرائمهم ليحصل التصديق بالمجازاة وبسياسته تعالى للعالم وليظهر كذب من قال إن العالم مهمل ولو كان تعالى يهمل أعمالنا بأسرها فلا يسوسها ههنا ولا يجازى عنها هناك لما عاقب في هذه الدنيا أقواما وأحسن إلى آخرين وها نحن نراه مشرقا شمسه منبتا أرضه ضابطا بحره مصرفا براياه بما شرعه لطبائعها من أجل خدمتنا وإذا كان الله قد اهتم بما أوجده لمنفعتنا وخدمتنا فهل يهمل الإهتمام بنا لاسيما في شدائدنا ؟ وإذا كان قد أكرم طبيعتنا بإستخدام طبائع جميع الحيوانات الأخرى لها فهل يتركنا بعد انقضاء عمرنا معدومين مثل البهائم مطروحين مع الجماد والنبات ونحن الذين قد أوجدنا الله على صورته وساسنا بشريعته وجاد علينا بأن وصلنا بذاته كلا لابد من قيامة أجسادنا ومقابلتنا مقابلة عادلة عن جميع أفكارنا وآمالنا واقوالنا وأعمالنا فسبيلنا اذن ان نتوسل اليه تعالى ليوفقنا جميعا ويعبننا على ما يرضيه قبل الوقوف في مجلس القضاء الرهيب بنعمة وتحنن ربنا يسوع المسيح الممجد مع ابيه والروح القدس دائما آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
17 أغسطس 2025

انجيل قداس الأحد الثاني من شهر مسرى

تتضمن الحث على الصوم والتزين بالفضائل مرتبة على قوله تعالى "لا يحتاج الأصحاب إلى طبيب بل المرضى" ( لو ٥ : ۲۷-۳۹ ) إذا كان المرضى هم الذين يحتاجون إلى المداواة ويحتملون مضض العلاج وقد حضر إلى مدينتنا الطبيب الفاضل الماهر والحكيم العالم القادر فما بالنا لا نعتنى بمداواة أمراض نفوسنا ونجتهد في تطهير سائرنا وعقولنا ما دام لنا وقت يصلح للمعالجة؟ وكيف لا نبالغ في الاهتمام ما دام العريس حاضرا، قبل أن يدخل إلى خدره ويغلق الباب ونكون نحن خارجا خائبين وإذا كان أطباء الأجسام إذا ما عزموا على العلاج يأمرون المريض أولا بالحمية وثانياً بتنقية الأخلاط الرديئة وثالثاً بالإمتناع عن الاشياء المضرة وذلك حتى يصادف الدواء في الأبدان محلا قابلا ويأتى بالفائدة المطلوبة وهم يحمدون على ذلك ويشكرون فكيف لا يكون هذا العزم أولى بنا نحن إذا عزمنا على تناول الأدوية الروحانية بأن نظهر أجسادنا ونزكى نفوسنا وننقى سرائرنا قبل سماع أقوال ربنا والمفاوضة فى منافع الصوم المقدسة لأن الأجسام إذا تقلت بالمآكل وغرقت العقول بالسكر من الخمر. مالت الحواس إلى الشهوات الخبيثة فأى كلام يسمعون؟ وأى فهم يفهمون؟ أو أية قباحة أشد وأية شناعة أعظم مما يحدث عن الذين يأكلون من الطعام فوق طاقتهم ويواصلون شرب الخمر ليلاً ونهاراً وهم يتنفسون من السكر ويشتمون ويتقيأون ويتقلبون كالأفعى فيضحك عليهم العبيد والخدم ويصيرون هزءاً للأخرين مع علمهم أن الخروج في كل شئ عن الحد يستوجب السخط من الله لان الرسول يقولك " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون يرثون ملكوت الله ويقول ايضاً " أن محبة العالم عداوة الله " فمن يكون أشقى ممن يعاقبون عن الملاذ الحقيرة بالبعد عن أبواب الملكوت الأبدية وإذا كان الإنسان الأول بأكله واحدة سقط من ذلك المجد وطرد من فردوس النعيم فكيف يكون عقوبة المذنبين؟ أرايت ايها الحبيب كيف أنه بعلة الشره من البدء دخل الموت إلى العالم وكثرت شقاوة البشر ؟ وبأعمال الفضائل ظهر الخلاص للفاضلين واليك ما جاء في الكتاب الإلهى من أخبار العصاة البذخين كبني اسرائيل واهل الطوفان وأهل سدوم وعمورة ومن قصص الفائزين كنوح وابراهيم وموسى وإيليا ودانيال وأخنوخ واهل نينوى لان أولئك بالإدمان على الأعمال الرديئة لنيل الشهوات الخبيثة قد عذبوا بالعقاب العظيم وهؤلاء بالأصوام الطاهرة والاعمال الفاضلة قهروا الملوك وغلبوا جيوش الأعداء وسدوا أفواه الأسود وأخمدوا لهيب النار ودفعوا مواقع الغضب واستعدوا للخلود في النعيم ومالي أقول عن هؤلاء ولا أذكر فضل صوم المسيح ربنا فقد صام أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم خرج لجهاد الشيطان الخبيث وصنع لنا بذاته مثالا ورسما لكي نقتدي نحن بآثاره الطاهرة وهو القائل " تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب فسبيلنا الآن أن نتدرع بحلل الصوم ونتزين بأعمال الفضائل ونحمل سلاح الامانة ونشجع نفوسنا ونطهر قلوبنا ونخرج لقتال عدونا لنفوز بالغلبة والظفر فنصل إلى ملكوت ربنا الذى له المجد إلى الأبد. آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
10 أغسطس 2025

انجيل قداس الأحد الأول -من شهر مسرى

تتضمن الحث على سماع الاقوال من المعلمين والعمل بها وتعليمها لأخرين مرتبة على مثل الكرم والكرامين ( لو ۲۰ : ۹-۱۹ ) إذا كان رب الكرم حين رأى العمال مهملين مضجعين لا يحملون اليه الثمرات في أوانها ولا يخدمونه كما ينبغى أمر بهلاكهم وسلم الكرم إلى آخرين فما بالنا لا نتذكر عظيم مصابهم ونتيقظ بسقوطهم ونفلح الكرم جيدا ونعطى الثمرات في أوانها ونخدم رب الكرم كما يجب له ونكون دائما لأقواله سامعين ولأوامره طائعين ولرسله مكرمين حتى يعلمنا إرادته ويلهمنا طاعته ويجازينا بالخلود في ملكوته ويفرح بخيراتنا المرشدون ويبتهج بإكليلنا المؤدبون ويقبلوا علينا مسرورين ويهتموا بمصالحنا مجتهدين فإنه كما أن الذين يغوصون البحر في طلب الجواهر إذا وجدوا الذين يشترونها مقبلين عليهم متقدمين لابتياعها يفرحون بذلك ويتهللون ويحملهم رواج بضاعتهم على الغوص في البحر أيضا واحتمال المشقات وركوب الأهوال ليحصلوا أمثالها وكذلك يفعل الفلاحون إذا رأوا الأرض تأتى بغلات جزيلة فانهم يجهدون أنفسهم ويلقون البذار بكثرة ولا يشفقون على انفسهم من التعب كذلك نحن إذا رأينا حرصكم ونشاطكم وإجتهادكم في استماع الوعظ والبحث عن معاني العبارات متسارعين بعضكم مع بعض متبارين في العمل بها فإننا عند ذلك نجهد أنفسنا ونستحث أفكارنا ونفاوضكم دائما في ما يبهج نفوسكم ويحسن معادكم ويكثر أعمال بركم ويضاعف ثمرات أجركم لأن التجار هكذا يصنعون إذا ما حسنت أحوال سوقهم وبيعت بضائعهم فإن ذلك يفضي إلى اعادتهم السفر لإحضار بضائع أفضل من تلك أما إذا كسدت البضائع عندهم ورأوا المشترين معرضين عنهم ومتهاونين ببضائعهم فإنهم هم أيضا يتهاونون ويتكاسلون وقد علمتم أن حرصنا وإجتهادنا لا لتكونوا حافظين لأقوالنا فقط بل لكـــــــي تصيروا معلمين أيضا لآخرين ولكى يقوم بعضكم بعضا ويكمل نقص الناقصين وحينئذ تتضاعف المواهب التامة وتتزايد فضائل الروح وتكثر الثمرات الجيدة وتترادف جوائز الأعمال الصالحة لأن الله لا يرضيه منا أن يهذب المؤمن نفسه فقط بل أن يجبر المنكسرين أيضا وبنهض الساقطين وينشط الفائزين ويرشد الضالين ويقيم لسيده منازل كثيرة روحانية يظهر ضياؤها لآخرين وليس ذلك بالتعليم فقط بل بحسن السيرة أيضا وبالأعمال الصالحة وبما يرون من المحبة والرحمة ورفض الشهوات العالمية والإجتهاد فى طلب الخلاص والوصول إلى النعيم السماوى فسبيلنا أن نجهد نفوسنا وتعمل بحسب أوامر ربنا لندرك حياة الابد التي أعدها ألهنا للطائعين الذى له المجد إلى الأبد. آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
03 أغسطس 2025

انجيل قداس يوم الأحد الرابع من شهر أبيب

تتضمن قبح مجازاة الخطاة العاصين وعظم العناية بالابرار الطائعين مرتبة على قوله تعالى" من آمن ولو مات فسيحيا" ( يو ١١ : ١ - ٤٥ ) إذا كان الأموات يقومون والأمم يحاسبون والديان يجلس للمحاكمة والأبرار يتنعمون والاشرار يعاقبون فما بالنا نوجد هكذا متكاسلين غافلين متهاونين في أسباب خلاصنا ؟ وإذا كان الذين يعملون الفضائل من كونهم أصحاب مشغوليات كثيرة قد تفرغوا للعبادة فكيف يقول الكسالى في عمل الفضائل : كيف يمكننا مع مشغوليتنا في المهام العالمية أن نثقف ذواتنا ونتمم الأعمال المفروضة علينا فأقول لهم اسمعوا ما جاء بالكتب الإلهية عن ابراهيم واسحق ويعقوب وأمثالهم من أرباب المصالح والمشغوليات كيف كان سلوكهم بالطاعة والعبادة وهم بين الأشرار. إنهم لم يكونوا يشاهدون هذه الأعمال ويتجنبون المفاوضة مع الذين يرتكبونها بل كانوا يوبخونهم وينصحونهم ويبالغون في وعظهم وإرشادهم إلى الطريق المستقيم أما المعاصرون لنوح الصديق فلم يرجعوا عن شرورهم وهم يرونه يجمع الأخشاب ويستحضر النجارين ويهيئ آلات السفينة ومع ذلك كان ينذرهم ويتهددهم ويحذرهم حلول الهلاك الشامل لجميعهم والبلاء الذى سينصب عليهم ولكن كل واحد منهم كان سائراً فى هواه مستر سلا مع شهواته إلى ان غرقوا في المياه الغامرة وشملهم الهلاك أجمعين وكذلك المعاصرون للوط البار فإنه كان سائراً بينهم سيرة صالحة وإذ لم يرجعوا بواسطة إرشاده لهم عن أعمالهم الشريرة ولم يعتبروا نصيحته لهم أمطرت عليهم السماء ناراً وكبريتاً مع بروق ورعود وصواعق هائلة فيا لعظم شر الخطية ! كيف تغلق ابواب الرحمة وتسد مسالك المغفرة. وتصب الانتقام الشديد وتوقع المهالك الهائلة ويا لسماجة المعصية ! كيف تغير طبائع المخلوقات وتخرج سياج العادات حتى يمطر السماء ناراً ملتهبة وترسل السحب الصواعق المهلكة وتنفجر من الارض ينابيع المياه الغامرة ويعم الهلاك أنواع الحيوانات والحشرات والدبابات وطيور السماء وبمثل هذه الوقائع يتم قوله تعالى بلسان النبي " فأنا ايضاً أختار مصائبهم ومخاوفهم أجلبها عليهم من أجل أنى دعوت فلم يكن مجيب تكلمت فلم يسمعوا بلى عملوا القبيح في عيني واختاروا ما لم أسر به " لقد رأيتم سوء عقاب العصاة فانظروا إلى حسن ثواب الطائعين وتأملوا عظم عناية الله بنوح الصديق كيف حصنه بأسوار الشفقة وأسبل عليه ستور الرأفة وجرد العناية لخلاصه وامره بعمل السفينة فأنقذه من وسط الهلاك وملأ الاقطار من نسله وأبقى ذكره على مدى الاجيال ووصفه بصفات جميلة جليلة انظروا ايضاً إلى الاهتمام بلوط البار كيف ارسل الله إليه الملائكة واعلمه بهلاك المدينة وأرشده إلى طريق النجاة وانقذه من عقوبة الاشرار وامر السحب أن لا تنزل نيرانها ولا ترعب برعودها ولا تزعج بصواعقها حتى يخرج من المدينة لوط وزوجته وأهل بيته ويصيروا إلى الجهة المأذون لهم بالانتقال اليها واعتبروا صفات أب الآباء ابراهيم كيف استحق بأعماله الفاضلة وطاعته الكاملة أن يضيف الله تعالى وان يخاطبه بأعظم الرحمة وأتم السهولة وان يجعل نسله كنجوم السماء ورمل البحر وان يكون اباً للأنبياء والمرسلين والصديقين. وأن يتكئ في أول وليمة في الملكوت وإذ قد علمنا الآن ثواب الأبرار وسوء منقلب الاشرار فسبيلنا أن نصلح أعمالنا وننبه عقولنا لنصل إلى أحضان آبائنا القديسين الابرار ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت ربنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الابد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
27 يوليو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الثالث من شهر أبيب

تتضمن وجوب إلقاء الرجاء على الله مرتبة على أشباع الخمسة الآلاف رجل من الخمسة الأرغفة والسمكتين ( لو ۹ : ۱7-۱0 ) إن السيد المسيح له المجد لما سمع بقطـع رأس يوحنـا المعمـدان تـرك أورشليم وأتى إلى برية قريبة من بيت صيدا ليستريح مع تلاميذه انفـراد . فتبعتـه جموع كثيرة . فتحنن عليهم وعلمهم ثم شفى مرضاهم بدون أن يطلب منه ذلك ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين : " الموضع خلاء والوقت قد مضـى . اصـرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما . فقال لهم يسوع لا حاجة لـه ان يمضوا ... أعطوهم أنتم ليأكلوا .. وصنع لهم هذه الآية العظيمة التـى سـمعتم خبرها بفصل اليوم فأكل نحو أكثر من خمسة آلاف رجل مـاعدا النسـاء والاولاد وشبعوا . ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة . وذلك مـن خمسـة أرغفـة وسمكتين مت ١٤ : ١٤-١٢. وهي أعجوبة عظيمة وبرهان مقنع على تحنن فادينا . وبـاعث قـوى لاحياء الثقة التامة داخل قلوب البشر وإلقاء رجائهم على الله دون سـواء . فالرجـاء ينشأ مع نشوء الانسان وهو طبيعي في قلوب البشر . الرجاء هو تعزيـة المريـض أثناء مرضه لانه يأمل الشفاء العاجل . تجد الرجاء في القلب النوتي عنـد مصادفـة أهوال البحار . فإنه يعلل نفسه بالرجاء لنجاته من الغرق . فلولا الرجـاء لمـا زرع زارع ارض ولا صنع صانع شيئا . لان كل الاشياء إنما تعمل على يقين فالرجاء هو الذي جعل هاتيك الجموع الكثيرة تمضى وراء السيد بدون زاد . لانـهم عرفوا أن القادر على شفائهم عن أمرضهم قادر أيضا على اشباعهم خبزا . الرجـاء هو تعزية الانسان في عالم الاتعاب والاحزان . وقد خلقه الله فينا ليكون هـو جلـت قدرته موضوع رجائنا . غير أن فريقا من الناس يلقـــون رجـاءهم علـى النـاس والاموال وما اشبه ذلك . فاسمع توبيخاته تعالى لامثال هؤلاء قال : " ماذا يصنع أيضـل لكرمي وأنا لم أصنعه له " أش ٤:٥ " وقال : " یا اورشلیم یا اورشلیم یا قاتلة الانبياء وراجمـة المرسلين اليها . كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخـهـا تحـت جناحيها ولم تريدوا " مت٢٧:٢٣ وقال أيضا : " ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا على " أش٢:١ وقال أيضا : " بسطت يدى طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صـالح وراء أفكاره " أش٢:٦٥ . وقال أيضا : " ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشـر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه " ار٥:١٧ هذا بعض من أقواله تعالى . فلماذا لا نثق بها ونضع رجاءنا عليه ونــــذوق عذوبة خدمته قبل ان نذوق خدمة العالم ؟ لاسيما وهو يقول لنا بلســـان نبيـه داود : " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب . طوبى للرجل المتوكل عليه "مز٨:٣٤ وإلا فقولوا لي بحقكم أي شئ لم يصنعه لنا إلهنا ليستميل قلوبنا إليـه . وهـا هو يتراءف على البشر بكل هيئة ويخاطبهم بأنواع كثيرة . أحيانـا كمبشـر يبشـر المساكين في كل مدينة . ويلقى الصلح والسلام . وأحيانا كسامرى يعـزى الحزانـى ويشفى المرضى ويسكن الامواج ويهدئ العواصف . وتارة كراع إذا وجـد خروفـا ضالا حمله على أكتافه وقال لاصدقائه افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال لو٥:١٥-٦وتارة كأب شفوق يعانق أولاده ويباركهم قـائلا : " دعـوا الأولاد يـأتون إلـى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات " مت ١٤:١٦ فما بالنا نترك إلهنا الشفوق علينا ونلقى رجاءنا على بشر مثلنا مائتين . مـع علمنا اننا بفقدهم نفقد حمايتهم أيضا فتضيع علينا مصالحنـا . وربمـا يصيبنـا أذى من أعدائهم بسبب انتسابنا اليهم . وما الذي يمنعنا من استدراك خطايانا والعودة إلـى صوابنا فنلقى رجاءنا على إلهنا . ونتكل عليه دون سواه . عمـلا بقولـه تعـالى : " لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده " مز٣:١٤٦ و " طوبى لمن إلـه يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه " مز٥:١٤٦ ولنعد على اسماعكم ذكر بعض الحوادث لتعلموا أن إلـهنا رؤوف ورحيـم بعباده المتكلين عليه . وفي كل حين يعينهم ويجيب طلبتهم . قال الكتــاب المقـدس : " مرض حزقيا ملك أورشليم للموت . فجاء اليه اشعياء النبي وقال لـه . هكـذا قـال الرب أوص بيتك لانك تموت ولا تعيش . فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الـرب قائلا : آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسـن فـي عينيك . وبكى حزقيا بكاء عظيما . ولم يخرج إشعياء إلى المدينة الوسطى حتى كـان كلام الرب إليه قائلا أرجع وقل لحزقيا رئيس شعبي هكذا قال الرب إله داود أبيـك . قد سمعت صلاتك . قد رأيت دموعك . هأنذا أشفيك . في اليوم الثالث تصعد إلى بيـت الرب . وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينـة وأحامي عن هذه المدينة من أجل نفسي ومن أجل داود عبدی " ٢مل١:٢٠-٦ فها قد أثبتنا اليكم أيها الاحباء من موسى والانبياء وأخبار الملوك وجـوب القاء الرجاء على الله دون سواه . فسبيلنا أذن أن نتواضع تحت يده القوية لكي يرفعنا في حينه . ملقيـن كـل همنا عليه لأنه هو يعتني بنا لأننا بدونه لا نقدر أن نفعـل شـيئا يو٥:١٥ ولنتمسـك بإقرار الرجاء الموضوع أمامنا كمرساة أمينة للنفس وثابتة تدخل إلـى مـا دخـل الحجاب عب١٩:٦ . غير حائدين عن اعتراف رجائنا فإن الذي وعد هـو أميـن عب٢٣:١٠ . له المجد والاكرام والعزة والسجود إلى الأبد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
20 يوليو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الثاني من شهر أبيب

تتضمن الحث على الاتضاع وذم التكبر والتحذير منه مرتبة على قوله تعالى" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات "( مت ۱۸ : ۱- ۹ ) أرايت ياصاحب كيف تداوى الأمراض بأضدادها وكيف يمنح ذوو الامراض بإستعمال هذه الأدوية ما يطلبون ويشتهون كما يوافق ذواتهم في تلك الحياة الدائمة وليس كما يوافق طلبتهم وشهوتهم في هذه الحياة الزائلة فكما داوى هنا محبى التقدم والرئاسة على من سواهم لقوله " إذا اراد أحد أن يكون أولا. فيكون آخر الكل " كذلك صنع فيما تقدم مع محبى المال ومحبى المجد الباطل فقال :" إن كنت تتظاهر بالصدقة والصلاة والصوم لتظفر بالشرف. فلا تصنع هكذا لئلا تضيع تعبك. لكن أعمل ذلك في خفية لتظفر بمطلوبك كما ينبغى في الوقت المناسب " وقال أيضا " إن أردت أن تكثر من مالك لتستغنى. فلا تكثره في هذا العالم بل افتقر ههنا لنستغنى بكنوزها هناك " وقال أيضا " إن اردت التقدم على الكل فاختر المرتبة الأخيرة الحقيرة لتظفر بالمرتبة الأولى العظيمة " وذكر الأمرين معا لنهرب من الردى ونطلب الجيد. وذكر الأمم لأنهم كانوا مرذولين بسبب رداءة أفعالهم "إنن تلك الرئاسة الباطلة هى رئاسة الخوف والاضطرار ولذلك فإنها تزول بسرعة أما الرئاسة الناتجة عن الإتضاع فهى من الإختيار ولذلك تثبت فإن :القديسين الكبار الذين كانوا يتضعون أكثرهم الذين كانوا أعظم من كل الناس وهم الذين لم يبطل انتقالهم من هذه الحياة شرفهم بل ظل ذكرهم يثبت متزايدا ويدوم إلى الانقضاء وإني لأعجب من المتكبر بالرئاسة الباطلة لأنه من جهة تكبره لا يرى الناس شيئا ويتوهم أنه لا يوجد أحد فى طبقته وأن ليس أحد يستحقها سواه ومن جهة طلبه الرئاسة والشرف الباطل فإنه يتظاهر لكل أحد ويطلب منه ذلك فهو يطلب الشرف من الذي لا يراه شيئا وهو مستعبد لضعفات كثيرة كالغضب والحسد وايثار الرئاسة والشرف أما المتضع النفس فهو غير منفعل بشئ من ذلك فمن هو إذن العالي؟ ومن هو المنخفض؟ أهو المتعالى المنفعل ؟ أم المنخفض الذي هو ليس منفعل؟ حقا أن الطائر الذي وقع في يد الصياد ليس هو العالي وإنما الذي لا يقع في يد الصياد هو العالى وقد عرفنا ذلك سيدنا عندما قال " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو فإن ذاك الذي كان عاليا قويا ســـقط بتشامخه حتى صار ينسحب على الارض ويدوسه الارضيون والإنسان الذي كان على الأرض ضعيفا ارتفع بإتضاعه حتى أعدت له السماء أرضا ووطئ قوة ذاك الذي كان عاليا فمن هو الذي يذل ؟ أهو الذى يحاربه الله القوى وحده؟ أم الذي يعينه تعالى؟ معلوم أنه المحارب لا المعان وقد قال الكتاب " إنه تعالى يقاوم المستكبرين ويعطى نعمة للمتواضعين" وقال الله تعالى: " إلى هذا انظر. الى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي " فأيهما الطاهر العالي؟ أهو الذي يكون قربانه مقبولا لدى الله ؟ أم هو الذي يرفض قربانه؟ قال النبي " ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر المنسحق يا الله لا تحتقره " وقال ايضا " مستكبر العين ومنفتح القلب لا أحتمله " فالمتكبر يعاقب مع الشيطان كمـــا قـــال الرسول " يجب أن يكون الاسقف غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس ( وقد تسبق عقوبته هنا عقوبته هناك مع المحال كما حدث لفرعون الذي تعظم وقال " لست أعرف الرب " فأستهانت به الضفادع والذباب وغرق في البحر مع جنوده وسلاحه وخيوله أما ابراهيم فكان على العكــــــس إذ قال: " أنا تراب ورماد " وكان يعلو دائما لتمسكه بفضيلة التواضع. فإنه وقع في يد المصريين وغيرهم ثم نجا ظافرا طلب الانسان الأول المساواة بالله وهى فوق قدر الانسان فأضاع ما كان له فالكبرياء إذن تنقص ولا تزيد. أما الاتضاع فأنه لا ينقص من قدرنا شيئا بل يضيف الينا ما هو ليس لنا فسبيلنا أن نهرب من الكبرياء ونتمسك بالتواضع لنستريح في العاجل ونشرف في الأجل بنعمة ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد مع ابيه الصالحوالروح القدس إلى البد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
13 يوليو 2025

انجيل قداس يوم الأحد الأول من شهر أبيب

تتضمن الحث على سماع كلمة الله مرتبة على قوله تعالى " الذى يسمع منكم يسمع منى( لو ۱۰ : ۱-۲۰ ) إن سيدنا له المجد يعلمنا بانفراده في الجبل في أوقات الصلاة أن نكون ساكنين هادئين في حال صلواتنا وأن تكون تلاوتنا لألفاظ الصلوات بغير قلق ولا طياشة كمن يكون فى الجبال وأن يكون اعتمادنا في الشكر والتسبيح والسؤال والطلب على النفس العاقلة ، لا على تلاوة الالفاظ فقط وأن يكون وقوفنا أمام ربنا بالخوف والاتضاع والوقار وأن يكون طلبنا نعيم الملكوت لا التنعم بالفانيات يا للعجب إن الذين يقفون أمام سلاطين العالم والوزراء والكبراء يوجدون ثابتين كالحجر. صامتين هادئين متأدبين خائفين وجلين ناظرين إلى جهة سلاطينهم ممتثلين لما يصدر عنهم من الأوامر والنواهى مسرعين إلى العمل بها منصتين ومعرضين عن الكلام فيما لا ينبغى سيما إذا حضر الذين يمدحون الملك ويبتدئون بقراءة قصائدهم فإذا سمع أن انساناً يضحك في المجلس أو يهزأ أو يشتغل بالحديث أو لا ينصت للمادحين كما ينبغي. فكم يكون عقابه ؟ وبأى عذاب شديد يعذب ويهان؟ وإذا كان الخوف يوجد فى مجالس الملوك الذين سيموتون فالذين يدخلون إلى بيعة الله ويقفون قدام خالق السلاطين ويسمعون الله يخاطب والملائكة يمجدون والأنبياء يسبحون والرسل يبشرون وهم مع ذلك مهملون معرضون متغافلون وليسوا هم غير ناطقين فقط بل ويتشاغلون بأحديث العالم فيوردون أخبار المتاجر والزراعات والمعاملات وسائر الأقوال الخاسرة فكم من العذاب والعقاب يستأهلون؟ وإذا وجدنا هكذا متغافلين في بيعة الله وسفينة الخلاص وميناء السلامة فكيف إذا خرجنا إلى الاسواق والشوارع وخاضت سفينتنا في البحار العالمية وتلاطمت أمواج المحن والبلايا وهبت علينا رياح التجارب وتراكمت أهوال الشياطين ورمانا عدونا بسهام الشهوات وقاتلنا بعساكر اللذات البدنية كالزنا والتنعم والسكر ومحبة الرئاسات فماذا عساه يكون حالنا وإذا وجدنا هكذا مغلوبين في المدينة المحصنة بالحصون الشامخة والقلاع المنيعة مع وجود الجيوش والآلات والنجدات والذخائر فكيف لا نغلب في بلاد العدو ؟ وإذا كان هذا عملنا في الكنيسة. وهذه فعالنا بعد الخروج منها. فكيف نتضجر من تأديب ربنا ؟ وما بالنا نسخط بحلول الامراض والأمور المحزنة وقيام الظالمين وتشدد المسلطين وحدوث الغلاء وقلة نزول الامطار. وغير ذلك وما بالنا نسارع إلى حصر النكبات والمصائب ونستعظم وقوعها ونتألم لمصادمتها ولا نذكر الأسباب الموجبة لحلولها بنا وإذا علمنا أن النازل بنا من التجارب إنما هو من تأديبب ربنا ، وعقوبة لنا لأجل خطايانا. فكيف لا نبتعد عن ارتكابها ؟ يا للعجب من كوننا نسمع ربنا دائماً يخاطبنا صارخاً نحونا قائلاً " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم ايضاً بهم " ولا نبادر إليه بالطاعة مسرعين فمن هنا نعلم اننا نحن المخطئون إلى ذواتنا لأننا لو لم نوجد سارقين غاصبين ظالمين لعبيد ربنا لما تسلط علينا الظالمون والغاشمون والخاطفون وأمثال هؤلاء أسمع ايها الحبيب قول الرسول يعقوب " لا يقل أحد إذا جرب إني اجرب من قبل الله لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحداً ولكن كل واحد يجرب إذا أنجذب وأنخدع من شهوته " سفر القضاة يخبرنا عن أدوني بازق أنــه لما هرب من الطالبين له وأدركوه قطعوا أباهم يديه ورجليه فأعترف عند ذلك بعدل الله قائلاً " سبعون ملكا مقطوعة أباهم يديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت ابا هم مائدتي. كما فعلت ذلك كذلك جازاني الله" فسبيلنا أن نسارع مقلعين عن خطايانا تائبين عن ذنوبنا لينظر الينا ربنا ويرحمنا له المجد إلى ابد الابدين أمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل