الكتب
طفلك!
للأطفال عالمهم الخاص الذي يليق بالوالدين – كما بالقادة – أن يتعرفوا عليه لكي يدخلوه ، لا بروح السلطة وحب الامتلاك ، ولا بروح الاستخفاف والاستهانة ، وإنما بروح الحب والاتزان والوقار ، لكي يعيشوا معهم في " عالم الطفولة " ، ويتدرجوا بهم إلى " عالم المراهقة " ، ثم " عالم | النضوج " ، حيث يتدرب الأطفال جنبا إلى جنب مع مربيهم ، وينمو الجميع معا فيالمعرفة والخبرة . الآن ، ما هو عالم الطفولة اللائق بنا أن نتعرف عليه ، ونعيشه مع أطفالنا ؟ ما أتكلم عنه هو الاهتمام بقلوب الأطفال والتقوى . هذا واجب مقدس ، من ينتهكه يرتكب بصورة ما جريمة قتل للأطفال . ليصر كل شيء في المرتبة التالية بعد اهتمامنا بأولادنا ، فنربيهم في تعليم الرب وإنذاره ( أف ٦ : ٤ ) .القديس يوحنا ذهبى الفم
قيامة السيد المسيح والليل يضئ حولى
ظلمة أم نور باهر !
تعليق القديس يوحنا الذهبي الفم على عبارات داود النبي والملك المذكورة في ( مز ١٣٩ : ۱۲ -۱۱ ) ، سحب قلبي إلى أسبوع البصخة المقدسة أو أسبوع الآلام . ماذا رأى الذهبي الفم ؟ رأى المرتل وهو يئن في مرارة ، لأن الظلمة قد وطأت بقدمها عليه وكادت تسحقه ، لكن سرعان ما رأى الله محب البشر ، قد تدخل لا لينزع الظلمة ، بل يغير طبيعة الظلمة ، فجعلها تشرق بنور عجيب بهي . تحولت المرارة إلى عذوبة . يدعونا الذهبي الفم أن نتطلع إلى الثلاثة فتية القديسين وهم في الأتون : النار ملتهبة والفتية يتمتعون بندي مبهج يرطب الجسد والنفس . لم تتغير النار إلى ندى ، ولا أطفأ الندى لهب النيران ، لكن الله أنعم لهم أن يقتنوا من النار ما هو على غير طبيعتها المهلكة ( دا ٣ ) ! هكذا لا ينزع الله عنا الضيقات ، لكن في وسط الضيقات ننعم بالتعزيات الإلهية ؛ يجعل الليل مثل نور مشرق بالبهاء !
عيد الصعود وحياتنا الجديدة
من يقدر أن يتخيل إنسانا يودع ابنا أو صديقا حميما له في المطار ويعود إلى بيته متهللا ، لأن ابنه أو صديقه قد غادر المدينة ؟ لكن مما يدهشنا أن التلاميذ ومن معهم عادوا من جبل الزيتون بعد صعود ذاك الذي تعلقوا به جدا وأحبوه ، بل وتركوا كل شيء من أجله يعودون إلى أورشليم بفرح عظيم ( لو ٤٢ : ٢٥ ) . لقد شاهدوا أعظم وأروع منظر لم تره البشرية منذ نشأتها ، آدم الجديد يبسط يديه ليباركهم ويرتفع متحديا الجاذبية الأرضية ، صاعدا لا في مركبة نارية كإيليا ، وإنما في مجد عجيب ، يرتفع ليختفي عن أنظارهم ، ويظهر لهم ملاكان يبشرانهم بأنه سيأتي منطلقا إلى السماء يحملهم إلى حضن أبيه ( أع ١ : ١١ ) .
الحياة الرسولية بين الجدية والفرح الدائم
الحياة الرسولية بین الحرية والفرح الدائم
كثيرا ما تثور في ذهننا تساؤلات ، مثل :
لماذا يدعونا مسيحنا المصلوب إلى الطريق الضيق ؟
هل يريد أن يحرمنا من الفرح ، غذاء حياتنا ؟
هل يريدنا أن نكون في جدية بلا فرح ؟
كيف اجتذب الرسل العالم وحولوه إلى كنيسة متهللة ؟
كيف تصلب مع المسيح وفي نفس الوقت نقتني الحياة السماوية ؟
كيف عاشت الكنيسة الأولى الكهنة والشعب ؟
رسالة صعود ربنا إلى السماء
في عذوبة فائقة ، ومشاعر صادقة ملتهبة سجل لنا القديس يعقوب السروجي لحظات صعود ربنا يسوع كحدث فريد هز السماء والأرض . في هذا اليوم العجيب اجتمع السيد المسيح بكنيسته على جبل الزيتون ( أع ١ : ١٢ ) ، ورفع يديه وباركها ( لو ٢٤ : ٥٠ ) ، لتتمتع بعربون السماء . وإذ هي منحنية أمامه ارتفع السيد نحو السماء . هنا يقف القديس في دهشة ، محاولا أن يسجل لنا تلك اللحظات لكي نشترك فيها .
استقبالات فريدة لعيد فصح فريد
سمحت لي عناية الله أن استقبل عيد القيامة المجيد أو عيد الفصح المسيحي لعام ۲۰۰۷ م على سرير المرض منذ الأسبوع الأخير من الصوم الكبير . كانت الفرصة رائعة للعودة إلى يوم دخول السيد المسيح أورشليم ليقدم نفسه فصحا عن العالم كله ، ممارسا عمله الكهنوتي السماوي ، فهو الذبيح الفريد وهو الكاهن الأعظم . وددت أن أسجل لنفسي الاستقبالات والتحركات الفريدة التي تحققت لعيد فصح فريد .
هل من ضرورة لموكب أحد الشعانين ؟
انشغل الإنجيليون الأربعة بوصف موكب أحد الشعانين ، أو دخول السيد المسيح إلى أورشليم ليقدم نفسه فصحا لأجل العالم كله ، بكونه الذبيحة والكاهن والملك . كما انشغلوا بوصف الأحداث السابقة لدخوله مباشرة . تحدثوا بتفاصيل دقيقة ، لأنها تمس الخلاص الذي كان ولا يزال يشغل قلب الله إن صح التعبير ، كما أدهشت الطغمات السماوية ، وهزت كيان إبليس وكل مملكته ، وألهبت قلوب المؤمنين بالحب الإلهي والأخوي ، كما فتحت أمامهم أبواب السماء .
هل بالحقيقة قام المسيح؟
صليب بلا قيامة
لو كان قد أسدل ستار حياة ربنا يسوع عند حد موته على الصليب ، أو دفنه في القبر ، وهذا غير ممكن ، لأن فيه قوة القيامة والحياة ولا يمكن للفساد أن يمسك به ، لانتهت رسالته بالفشل ، وكان الصليب عاجزا عن أن يعلن حب الله للبشر حبا قويا عاملا ، قادرا على غفران الخطايا ، والإقامة من الأموات . وهكذا لأصبحت حياة ربنا يسوع على الأرض مجرد قصة إنسانية ، يسجلها التاريخ . بهذا يحسب الصليب عارا ، يحاول التلاميذ إخفاء ملامحه ، أو أن يذكروه بالبكاء والنحيب ، راثين لحاله من أجل ظلم الأشرار ، باكين على يسوع المسكين ! لكن :
أ- بالصليب قدم الرب نفسه ذبيحة عنا ، وبالقيامة أعلن عن قبول الذبيحة !
ب- بالصليب دينت خطايانا ، وبالقيامة نتبرر أمام الله !
ج- بالصليب وهبنا النصرة ، وبالقيامة خرجنا للعبادة والكرازة !
د- بالصليب مات الموت ، وبالقيامة ظهرت لنا الحياة الأخرى !
قيامة السيد أعظم شاهد على شخصه أنه ابن الله المتجسد ، القادر أن يهبنا الحياة الأبدية ، ويمدنا بروح القوة والرجاء ونحن في رحلتنا على الأرض .
عيد الميلاد المجيد فرح السماء والأرض !
يبتهج الرب بك بتهليل ! يقف كل من تلامس مع كلمة الله المتجسد في دهشة ، لا يعرف كيف يعبر عن عظمة يوم ميلاد السيد المسيح . دعاه البعض عيد الأعياد واستدعى بعض الآباء والأنبياء وغيرهم ليحملوا قيثارات حبهم الروحية ، وينشدوا بتهليل أمام هذا الحدث الفريد الذي اهتزت له السماء كما الأرض أيضا . أما صفنيا النبي ، فرأى الله الآب نفسه يفرح ويسر بالبشرية المحبوبة جدا لديه . فقد نزل كلمته الأزلي يحمل طبيعتها فيه ، فيقدسها ، ينزع عنها روح - العداوة ، لتتمتع بالبنوة الله ، وتصير حاملة بر المسيح في جمال سماوي فائق . لقد تغنى صفنيا برؤيته لميلاد المسيح ، فوجه حديثه لكل مؤمن متحد به قائلا له " الرب إلهك في وسطك جبار ، يخلص ، يبتهج بك فرحا ! ... يبتهج بك بترنم . أجمع المحزونين على الموسم ( كما في أيام العيد ) " ( صف ٣ : ۱۷ -١٨) يرى في ميلاد السيد المسيح فرحا وتهليلا في السماء كما على الأرض . إنه عيد السماء والأرض ! فقد حان الموعد الذي انتظره الآب محب البشر لتحقيق وعوده لمحبوبه الإنسان . ماذا رأى الآب في ميلاد كلمة الله المتجسد ؟
المسيح مشتهى الأمم
المسيا مفرح قلوب البشرية
عقيدتنا في المسيح يسوع هي تمتع عملي واقعي مع الله محب كل البشر ، الذي لا يعتزل السماء كمن لا يبالي بالإنسان ، وإنما يشتاق أن يحتضن كل إنسان ليدخل به الأمجاد السماوية أبديا . منذ عصر آدم وحواء وأناس الله يترقبون مخلص العالم بشوق عظيم ، ليتمتعوا بالمصالحة مع السماء ويختبروا عربون الحياة الأبدية . فلم يكن لشريعة موسى ولا للأحداث التي عاشها الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب ... الخ ، رسالة أعظم من الكشف عن شخصية المسيح ورسالته وعمله . فكان آباء الكنيسة الأولى يهتمون بتقديم النبوات التي وردت عنه قبل مجيئه بمئات بل وأحيانا آلاف السنوات ، وكان اليهود كما الأمم يقفون في دهشة أمام هذه النبوات والرموز التي أشعلت فيهم نيران الحب الإلهي ! " أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح " ( يو ٨ : ٥٦ ) . " فإني الحق أقول لكم إن أنبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ، وأن يسمعـوا ما أنتـم تسمعون ولم يسمعـوا " ( مت ۱۷:۱۳ ) ،