مقدمة عامة عن أهمية كتابات الآباء
لقد اعتبر الآباء الكتاب المقدس كتاباً يفتح نفسه لأولئك الذين كانوا هم أنفسهم ينمون في القداسة بنعمة وقوة الروح القدس. إن التفسير وخواص المفسر من الأمور التي تربطها علاقات حميمة. فمثلاً في عملة الذائع الصيت عن تجسد الكلمة يؤكد القديس أثناسيوس أن البحث والفهم الصحيح للكتب المقدسة ( يتطلب) حياة صالحة ونفساً نقية، لا يمكن للمرء أن يفهم تعليم القديسين إن لم يكن للمرء ذهن طاهر وإن لم يحاول محاكاة سيرتهم إن أي إنسان يريد أن ينظر إلى نور الشمس من الطبيعى أنه يمسح عينيه أولاً لينظفها ليقترب بنقاوة من ذلك الشئ الذي ينظر إليه. والشخص الذي يرغب أن يرى مدينة أو بلداً يذهب إلى موضع ما ليفعل ذلك. هكذا أيضاً فإن أي شخص يريد أن يفهم فكر الكتاب القديسين عليه أولاً أن يطهر حياته الخاصة. وأن يقترب من القديسين بمحاكاة أعمالهم تماماً. هكذا يتحد بهم في شركة حياتهم، فيفهم الأمور المستعلنة لهم بواسطة الله. ومن ثم يهرب من الهلاك الذي يهدد الخطاة في يوم الدينونة وينال ما أعده الله للقديسين في ملكوت السموات (۱).
تمہید
ما بعد نيقية
إذا كان تعبير الذى له نفس الجوهر الذى للآب" ooúotosرة الذي اكده المجمع الكبير في نيقية قد أجاب على شكوك وتساؤلات الأريوسيين التي أثاروها ضد لاهوت الابن فقد سَلَّم الجدل الأريوسي للقرن التالى له تساؤلات طبيعة العلاقة بين اللاهوت والناسوت في المسيح. جديدة عن فحيث أن صيغة نيقية قد أكدت أن الابن غير مخلوق وأنه مع الآب له نفس الجوهر الأزلى الواحد الكائن بالضرورة و لم يُوجده أحد، فقد كان على المؤمنين بإيمان نيقية أن يفسروا كيف أن غير المبتدئ وغير المتغير وغير القابل للضعف والألم أن يقبل الولادة من امرأة وأن يقبل الضعف والألم بل والموت أيضاً !!
وقد أجابت الإسكندرية وفق ميراث تقليدها العقيدي الذي ينحدر من آباء مدرستها اللاهوتية العريقة. كما أجاب آباء أنطاكية الأرثوذكس وفق التعليم الأرثوذكسى للكنيسة الجامعة الذى يتفق مع منهج الأسكندرية الأرثوذكسى. ولكن بعض المعلمين من أنطاكية أجابوا على هذا التساؤل بمنهج مختلف كان يمليه ميراث الفلسفة الخاصة التى كان من أهم رموزها ديودور أسقف طرسوس، وثيئودور أسقف مو بسويستيا، اللذين أخذ عنهما نسطور الأنطاكي الذي صار بطريركاً على القسطنطينية
مقدمة الطبعة الأولى
۱- معظم مراسلات القديس كيرلس الكبير التي وصلت إلينا تتصل بالصراع الخريستولوجي ( الكلام عن المسيح) في النصف الأول من القرن الخامس.
في شتاء سنة ٤٢٨ - ٤٢٧، أقيم نسطور، وهو كاهن من كنيسة إنطاكية، بطريركا للقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية وقتئذ. وفي هجومه على الهرطقات سقط هو نفسه في الهرطقة، إذ صرح علنا، عدة مرات، أنه يوجد في المسيح ،شخصان وأن لقب " ثيؤتوكوس " أى والدة الإله، لا يجوز أن يطلق على القديسة مريم ولاقى تعليمه مقاومة من شعب القسطنطينية نفسه ومن كثيرين من الأساقفة في العالم المسيحى، ومن البابا كيرلس الأسكندري.
٢ـ وقد أدى الصراع مع نسطور إلى إدانته وعزله في مجمع أفسس المسكوني الثالث سنة ٤٣١ ، والذى رأسه البابا كيرلس الأسكندري.وكان مجمع أفسس فرصة مناسبة لظهور مواهب البابا كيرلس الذهنية العظيمة، خاصة في موضوع على أعظم درجة من الأهمية بالنسبة للعالم المسيحي، وهو موضوع التجسد. وقد انتصر كيرلس على التعليم الهرطوقي
نظراً لشغفى الدائم بمنهج التفسير الرمزى الذى تبنته مدرسة الأسكندرية اللاهوتية ، فقد حاولت تتبع منابع هذا المنهج ، أى ما هو أصله ، أو ما الدافع أو السبب الذى حفّز مدرسة الأسكندرية على تبنى هذا المنهج عما عداه من مناهج التفسير ، خصوصاً المنهج التاريخى الحرفى التى تبنته مدرسة أنطاكية اللاهوتية ، و ما هو سبب الإختلاف بين المدرستين ، الأمر الذي وجدته يرجع أساساً إلى خلاف فلسفى قديم بين أفلاطون وأرسطو . لذلك ، سأقدم في هذا المقال مفهوم القديس كيرلس الكبير للكتاب المقدس ونظرته لكل من المنهجين ، يعقبه مقالاً. عن سبب الخلاف بين مدرستى أنطاكية والأسكندرية من جهتهما ، وماذا كان موقف القديس كيرلس من هذا الخلاف ، ولماذا اخترته ليكون نقطة الإنطلاق في هذا البحث .
تعـودت في كل رحـلاتي لكنائس أمريكا وكندا وأثناء مرورى على أغلب كنائسها أن أعمل عملاً مزدوجاً : - الشـق الأول : ایجابی تحصيني من خلال العظات ، فلقد شعرت على مـدى تاريخ خـدمـتى بالمجلس الإكليريكي أن الإهتـمـام بالأسرة هو الرسالة الأولى والوزنة الأهم التي تسلمتها من رب المجـد من خلال قداسة البابا طيب الذكر المتنيح الأنبا شنودة الثالث ، لهذا كانت كل عظاتي خارج مصر مركزة حول الأسرة ، ولذا كان لزاماً على في كل كنيسة أذهب لحل المشاكل الأسرية بها أن يكون لها نصيباً قدر الإمكان في عظة حول الأسرة . - الشق الثاني : وهو الجلوس في المكتب لمقابلة أصحاب المشاكل الأسرية حسب ترتيب حضورهم .