الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر التثنية

سفر التثنية هو مجموعة أحاديث وداعية قدمها موسى النبي أول قائد لشعب الله الذي كان عمره 120 عامًا قُبيل انتقاله من هذا العالم. قدمها للجيل الجديد الذي وُلد في البرية، وصار على وشك الدخول إلى أرض الموعد تحت قيادة يشوع بن نون. قدمها بوحي الروح القدس، لكي تكون وصية الله هي قائدهم وناموسهم في الأرض الجديدة.إنها أحاديث أب نحو أولاده أو أحفاده، يقدم فيها خبراته الروحية العملية بما يناسب الجيل الجديد، بأسلوب تاريخي وسلوكي مبسط، غايته مساندة كل نفس لكي تعبر وترث.ماذا قدم موسى النبي لشعبه قبيل رحيله من العالم؟ معاهدة الحب، أو دستور المحبة الذي يقدمه الله كملك لشعبه المحبوب لديه جدًا، والذي اختاره وقدسه ليكون مكرسًا له وحده.يمثل موسى النبي الناموس، قائدنا إلى المسيح وإلى مملكته، ويكشف لنا عن الطريق الملوكي الذي يدخل بنا إلى حضن الآب. لهذا جاء سفر التثنية كدعوة موجهة إلى كل مؤمن يشتاق أن يدخل إلى كنعان السماوية تحت قيادة ربنا "يسوع" مخلص العالم، لكي يحمل الوصية الإلهية بالمفهوم الروحي. إنها تهيئ أعماقه كما كلماته وسلوكه لكي ينطلق إلى الحياة الجديدة السماوية، بعمل روح الله القدوس. يقبل الدخول في الميثاق الإلهي الذي يبرمه الله مع شعبه المحبوب، فيرد الحب بالحب، مقدمًا الطاعة لوصيته بفرحٍ شديدٍ.إنه سفر يناسب كل عصر، ويدفع كل نفس لكي تعبر كما إلى السماء، وتجاهد بلا توقف، في عذوبة الروح، حتى تستمر في رحلتها تحت ظل رعاية الله الفائقة، وتنمو بغير توقف، وتحارب بغير خوف ولا اضطراب في ظل "عهد جديد" قدمه لها مسيحها، لتحيا متحررة من كل عبودية، منطلقة نحو السماء. تركز هذه الأحاديث على "العهد الإلهي". فإن دستورنا في رحلتنا اليومية ليس قوانين أخلاقية مجردة بل التقاء حيّ، واتحاد مع الله الذي يقدم لها عهدًا من جانبه، فيه يعلن إنه يحملنا على ذراعيه كما يحمل الأب ابنه. إنه عهد، فيه يقدم لنا الله "روح البنوة"، ويكشف لنا عن مركزنا الجديد كمختاريه الذين لهم حقوق فائقة بروح الالتزام من جانبنا (تث 7: 6-11؛ 10: 12-15).

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- أَخْبَارِالأَيَّامِ الأَوَّلُ

سفر أخبار الأيام الأول والثاني يحتويان على تاريخ الأمة اليهودية كما هو مكتوب في سفري صموئيل الثاني والملوك الثاني أيّ أنهما يشتملان على تاريخ اليهود من بداية حكم شاول الملك إلى صدقيا الملك. فهل يعني هذا أن أخبار الأيام (1، 2) هما تكرار لما ورد في أسفار الملوك؟ بالتأكيد لا، فالواقع أن سفري أخبار الأيام هما مثل آخر لقانون الاعادة فبالرغم من أنه هناك بعض التكرار إلا أن هناك حكمة في هذا، مثال ذلك: هناك بعض التكرار في كل من إنجيلي مرقس ولكن الروح القدس في حكمة يراعي في توصيل كلمة الله أن يعطي الحقيقة مركزة ثم يعود ويختار بعض الأجزاء ليسلط الضوء عليها. وكأن الروح القدس ينظر إلى المساحة خلال تليسكوب ثم يختار جزءًا معينًا ويوضحه لنا بالتفصيل تحت الميكرسكوب. هذا هو ما حدث تمامًا في سفري أخبار الأيام الأول والثاني. هذان السفران كما قلنا ليسا مجرد تكرار لنفس المادة، بل بالاحرى يعّبران عن رأي الله في تاريخ شعبه. فبينما سفر صموئيل الثاني وسفري الملوك الأول والثاني يمثلان التاريخ السياسي لإسرائيل ويهوذا، فأن سفري أخبار الأيام الأول والثاني يقدمّان التاريخ الديني لنسل داود في مملكة يهوذا. أو من الممكن أن يقال أنهما يمثلان وجهة النظر الكهنوتية والروحية، بينما الأسفار السابقة تمثل وجهة النظر النبوية والأخلاقية. سوف نرى في سفري الأخبار أن الله يتخطى الأساس الذي كتب في أسفار صموئيل والملوك لكي يُؤكد أشياء يعتبرها مهمة، فمثًلا: 1. التركيز في سفر أخبار الأيام الأول يقع على داود، والتركيز في سفر أخبار الأيام الثاني يقع على نسله. وعند ذكر انقسام مملكتي الشمال والجنوب نجد أن مملكة الشمال قد أهملت. 2. سفر الأخبار لا يذكر خطية داود لأن الله غفرها له تمامًا ولذلك لا يذكرها ثانية. 3. سفر الملوك يعطي تاريخ الأمة من وجهة نظر العرش، بينما سفر الأخبار يعطيه من وجهة نظر المذبح. في سفر الملوك القصر هو المركز، بينما في سفر الأخبار المركز هو الهيكل. 4. سفر الأخبار هو تفسير لسفر الملوك لأننا كثيرًا ما نرى ذكر العبارة الآتية في الملوك: "أليس هو مكتوب في سفر أخبار ملوك إسرائيل؟" سفرا أخبار الأيام كانا في الأصل سفرًا واحدًا، مثل أسفار صموئيل والملوك، وقد تم تقسيمها إلى جزئين في الترجمة السبعينية في القرن الثالث قبل الميلاد. في ذاك الوقت أُعطيت اسم "Pawa leipomenon " أو التي لم تُذكر "الأشياء المحذوفة" إشارة إلى الأشياء في أسفار صموئيل والملوك. اسم "أخبار الأيام" يرجع إلى القديس جيروم في الفولجاتا (385- 405 ق. م) وهو الذي رأى أنه حيث أن السفرين يعتبران ملخصًا للعهد القديم لذلك من الأفضل أن يسميا "أخبارChronicon " كل التاريخ المقدس . حسب التلمود اليهودي يعتبر عزرا الكاهن الذي كتب السفر المنسوب له في العهد القديم، هو كاتب سفري أخبار الأيام. وهذا مؤكد من كثيرين من الشّراح كما أنه واضح من محتويات سفري الأخبار التي تُشير إلى مؤلف كهنوتي بسبب التأكيد على الهيكل، الكهنوت، والخط الثيوقراطي لداود في مملكة يهوذا الجنوبية. هناك تشابه كبير بين أسلوب سفري الأخبار وسفر عزرا حيث أنهم يشتركون في وجهة النظر الكهنوتية: تواريخ الميلاد (genealogies )، العبادة في الهيكل خدمة الكهنوت، والطاعة للتشريع الإلهي. كذلك فإن الآيات الختامية في سفر أخبار الأيام الثاني (2أخبار 36: 22- 23). مكررة مع تغيرات بسيطة في أفتتاح سفر عزرا (1: 1، 3).

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-إنجيل متى

الإنجيل المقدّس هو البشارة المفرحة التي يقدّمها لنا الروح القدس ليدخل بنا إلى الاتّحاد مع الآب في المسيح يسوع مخلّصنا. حقًا ما أعذب للنفس أن تتذوّقه، وللقلب أن ينفتح له، وما أصعب على القلم أن يعبّر عنه، واللسان أن ينطق به. إنّني إذ أُقدّم هذا العمل المتواضع أودّ ألا ندخل في دراسات عقليّة بحتة، ولا في معرفة نظريّة لأقوال الآباء الأوّلين فيه، إنّما أن نتمتّع بخبرة آبائنا الحيّة والمفرحة وسط ضيقات هذا العالم، فنعيش إنجيلنا، ويلتهب قلبنا بناره المقدّسة، فندخل إلى أعماق جديدة لملكوت الله المفرح.

الخادم رسالة المسيح ج1

الخدمة المسيحية في وضعها الأصيل هي خدمة حب مقدس الله والناس ، حب يملأ قلب الإنسان الخادم إذ يعيش مع الله ويذوق حلاوة عشرته فينادى للآخرين : « ذوقـوا وأنـظـروا مـا أطـيـب الرب » ( مز 34 : ٨ ) والخدمة الحقيقية المثمرة هي خدمة روح وحياة ، والانسان الخادم ينال غاية إيمانه في خلاص نفسه ونفوس الآخرين « نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس ، ( ابط ۹ : ۱ ) . هذه الحقيقة تتطلب بناء روحياً لحياة الذين يخدمون حتى يفيض عمل الروح القدس فيهم ويثمر بهم ثمراً متزايداً لحساب مجد الله . كيف يعيش الخادم وكيف تبنى شخصيته وماهو الأساس الروحي لحياته هذا ما نود أن نحدثك عنه في هذا الكتاب الذي يصدر بمشيئة الله في ثلاثة أجزاء .والجزء الأول الذي بين يديك الآن يتناول الجوانب الروحية المتعددة لحياة الخادم مبتدئين بحياة الرب يسوع مثلنا الأعلى في الخدمة الذي قال : « بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا »

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس

مقدمة في رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس موضوعها هذه الرسالة هي أروع مقال عن مفهوم الخدمة والحب الرعوي الفائق. كل عبارة تعتبر قانونًا عمليًا للخادم الحقيقي. كأن اللَّه سمح بالهجوم على رسولية القديس بولس لكي يكشف الرسول عما في أعماقه من حبٍ نحو شعبه، وما في ذهنه من مفاهيم إيمانية صادقة نحو الرعاية. بالرغم من كثرة المصاعب والمشاكل التي واجهها الرسول في كورنثوس، جاء موضوع الرسالة: الخدمة القانونية المنتصرة. "ولكن شكرا للَّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين" (2 : 14). مفتاح السفر إذ اشتدت الضيقات بالرسول جدًا لم تتحطم نفسه، بل أدرك أن اللَّه سمح بها لكي يكتشف ذراع اللَّه العامل وسط الأتعاب. "الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد، لا الحرف بل الروح، لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيي" (3 :6). تاريخ كتابتها كُتبت سنة 57 ميلادية من مكدونية بعد الرسالة الأولى بأشهرٍ قليلةٍ.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-سفر المزامير ج6

مقدمة في سفر المزامير كلمة "مزمور" هي ببساطة ترجمة للكلمة اليونانية "psalmoi"، وهي بدورها ترجمة للكمة العبرية "mizmor". والكلمة في صيغة المفرد كانت تعني أساسًا صوت الأصابع وهي تضرب آلة موسيقية وترية، صارت فيما بعد تعني صوت القيثارة، وأخيرًا اُستخدمت لتعني غناء نشيد على القيثارة[1]. الاسم العبري لهذا الكتاب هو "سفر تهليم" أي "كتاب التهليلات أو التسابيح". فسواء كان الإنسان فرحًا أو حزينًا، متحيرًا أو واثقًا، القصد من هذه الأغاني هو النشيد والهتاف بمجد الله. إنها تقودنا إلى المقادس حيث يتربع الله على تسبيحات شعبه كعرش له (مز 22: 3).بينما يعطينا سفر أيوب ردًا على السؤلين الآتيين: لماذا توجد الضيقات في حياتنا؟ وكيف نعالج مشكلة الألم والمعاناة، يقدم لنا سفر المزامير بدوره ردًا على سؤالين آخرين: كيف نعبد الله في عالم شرير؟ وكيف تبقى أنقياء ونحن نُضطهد. في أيوب يتعرف المرء على نفسه، بينما يتعلم في سفر المزامير أن يعرف الله[2] وأن يكون في التصاق وثيق به. كلمة إسترشادية (مفتاح السفر) : الكلمات التي تُعتبر مفتاحًا للسفر هي: "ثقة، تسبيح، فرح، رحمة"؛ تتكرر هذه الكلمات مئات المرات في هذا السفر.تعلمنا المزامير كيف نفرح واثقين في الله، وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- سفر العدد

تسمية السفر جاءت تسمية هذا السفر "العدد" عن الترجمة السبعينيّة، وهي تناسب الأصحاحين الأول والسادس والعشرين حيث ورد في كل منهما إحصاء للشعب. الإحصاء الأول تم في سيناء في السنة الثانية من خروجهم (عد 1)، والثاني بعد حوالي 39 عامًا في سهول موآب (عد 26). لكن هذه التسمية جعلت الكثيرين يهملون دراسة هذا السفر ظنًا منهم أنه مجرد سفر إحصاء للشعب. أما النسخة العبريّة فجاء فيها اسم هذا السفر بمدبار Bemidbar أي "في البريّة"، وهما الكلمتان الرابعة والخامسة في الأصحاحين الأول، تعبران في أكثر دقة عما حواه السفر، بكونه سفر رحلات الشعب في البريّة. محتويات السفر: جاء هذا السفر تتمة للأسفار الثلاثة السابقة، يروي لنا قصة تيه بني إسرائيل في بريّة سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد.لقد بقي الشعب حوالي عام في سيناء، تسلم فيها الشريعة الموسويّة التي تنظم لهم حياتهم الروحيّة من عبادة وسلوك كما تنظم حياتهم الاجتماعيّة اليوميّة. تحركوا بعد ذلك نحو الشمال تجاه كنعان وعندما بلغوا قادش رفض ملك أدوم أن يسمح لهم بالعبور (عد 20)، وإذ سمع بهم ملك عراد حاربهم وغلبهم لكنهم عادوا وانتصروا، ثم بقوا عدة سنوات تائهين في البريّة بسبب تذمرهم المستمر.سمع ملك موآب بأخبارهم فدعى بلعام الساحر ليلعنهم، لكن الله حوَّل كلمات الساحر إلى بركة ووعد لهم بالغلبة. أشار عليه الساحر أن يعثرهم بالمديانيات فانحرف إسرائيل عن الله وانهزموا، لكنهم عادوا وغلبوا، فخصصوا الأرض شرق الأردن لرأوبين وجاد ونصف مَنَسَّى، كما جاءت التعليمات الخاصة بتقسيم الأرض.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل