الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية

مقدمة في الرسالة روما يرى البعض أن كلمة "روما" من أصل يوناني تعني "قوة"، وكانت تستخدم بمعنى "مع السلامة"، إذ تعني "ليكن لك صحة قوية[1]"؛ ويرى البعض أنها تعني "مرتفع". وربما دُعيت هكذا لسببين: أولاً لأن رومليوس أسسها عام 753 ق.م. فحملت اسمه، وأيضًا لأنها بنيت على مكان مرتفع على أكمة من الآكام السبع هناك. وقد اتسعت لتمتد فتشغل كل الآكام. وفي منتصف القرن السادس ق.م أحيطت بسور يضم المدينة كلها مع ضخامتها، محيطة حوالي خمسة أميال، به 19 بابًا. اتسع نطاقها ونفوذها حتى صارت عاصمة الدولة الرومانية التي استولت على حوض البحر الأبيض المتوسط كله، فتزايد عدد سكانها جدًا حتى أقيمت المنازل خارج السور أيضًا. صارت روما ملتقى ساسة العالم وقادته، ومركزًا للعلوم والآداب والفلسفة، اشتهرت على وجه الخصوص بالقانون الروماني الذي لا يزال يُدرّس في أغلب جامعات العالم. وكبلدٍ مفتوحٍ امتلأت روما بالخزعبلات والرجاسات الوثنية وقبائحها، قادمة من كل العالم، يظهر ذلك بوضوح مما جاء في الأصحاح الأول من هذه الرسالة.يُقدر سكان روما في القرن الأول بحوالي 2 مليون، وإن كان هذا التقدير يعتبر مبالغ فيه[2]، ثلث سكانها كانوا من الرقيق. وقد ضم سكانها جنسيات متعددة. وكان بالمدينة عدد كبير من اليهود الذين قادهم بومباي القائد الروماني أسرى حينما استولى على سوريا سنة 63 ق.م وأسكنهم قسمًا من المدينة. ثم تحرر هؤلاء اليهود، وتكاثروا حتى أصبحوا حوالي 16 ألف نسمة في عهد الرسول بولس. وكان هؤلاء اليهود في سلام وراحة معظم وقتهم في روما، إلا في عهد طيباريوس سنة 19م، وفي عهد كلوديوس قيصر سنة 49م الذي أمر بطردهم جميعًا من روما (أع 18: 2). ومما يدل على كثرة هؤلاء اليهود أنه لما مات هيرودس الكبير جاءت لجنة من اليهود إلى روما لتستعطف أوغسطس قيصر، فخرج لاستقبالها حوالي ثمانية آلاف رجل من أعيان اليهود بالمدينة، وكان لليهود في روما أكثر من 13 مجمعًا، وكانوا طائفة تميل إلى إحداث الفتن والثورات[3].

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- سفر العدد

تسمية السفر جاءت تسمية هذا السفر "العدد" عن الترجمة السبعينيّة، وهي تناسب الأصحاحين الأول والسادس والعشرين حيث ورد في كل منهما إحصاء للشعب. الإحصاء الأول تم في سيناء في السنة الثانية من خروجهم (عد 1)، والثاني بعد حوالي 39 عامًا في سهول موآب (عد 26). لكن هذه التسمية جعلت الكثيرين يهملون دراسة هذا السفر ظنًا منهم أنه مجرد سفر إحصاء للشعب. أما النسخة العبريّة فجاء فيها اسم هذا السفر بمدبار Bemidbar أي "في البريّة"، وهما الكلمتان الرابعة والخامسة في الأصحاحين الأول، تعبران في أكثر دقة عما حواه السفر، بكونه سفر رحلات الشعب في البريّة. محتويات السفر: جاء هذا السفر تتمة للأسفار الثلاثة السابقة، يروي لنا قصة تيه بني إسرائيل في بريّة سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد.لقد بقي الشعب حوالي عام في سيناء، تسلم فيها الشريعة الموسويّة التي تنظم لهم حياتهم الروحيّة من عبادة وسلوك كما تنظم حياتهم الاجتماعيّة اليوميّة. تحركوا بعد ذلك نحو الشمال تجاه كنعان وعندما بلغوا قادش رفض ملك أدوم أن يسمح لهم بالعبور (عد 20)، وإذ سمع بهم ملك عراد حاربهم وغلبهم لكنهم عادوا وانتصروا، ثم بقوا عدة سنوات تائهين في البريّة بسبب تذمرهم المستمر.سمع ملك موآب بأخبارهم فدعى بلعام الساحر ليلعنهم، لكن الله حوَّل كلمات الساحر إلى بركة ووعد لهم بالغلبة. أشار عليه الساحر أن يعثرهم بالمديانيات فانحرف إسرائيل عن الله وانهزموا، لكنهم عادوا وغلبوا، فخصصوا الأرض شرق الأردن لرأوبين وجاد ونصف مَنَسَّى، كما جاءت التعليمات الخاصة بتقسيم الأرض.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر عاموس

عاموس: 1. "عاموس" كلمة عبريَّة تعني "حامل الثقل" أو "ثقل" ويقول التقليد اليهودي أنه كان ثقيل اللسان، متلعثمًا في كلماته. ولعلَّ اسمه يتناسب مع السفر فقد كشف عن ثقل الخطيَّة التي لا يحتملها الله ولا يطيقها، أيَّا كان مرتكبها، فهو يعاقب الأمم كما اليهود على خطاياهم. 2. يعتبر عاموس هو أول الأنبياء الكتَّاب Writing Prophets، سجل لنا نبوَّاته في أسلوب شعري عذب وبسيط، وإن كان أقل فصاحة من يوئيل. جاء السفر مشحونًا بالتمثيليات والصور المأخوذة من أعمال الفلاَّحين وسكان القرى من ناحية، ومن البريَّة من ناحية أخرى. فقد عاش في جو زراعي ريفي يعاني من البريَّة القريبة إليه. 3. يظهر من حديثه (1: 1، 7: 10) أنه عاش في أيام عزِّيا ملك يهوذا ويربعام الثاني ملك إسرائيل قبل حدوث الزلزلة المشهورة (1: 1، 5: 9) والتي أشار إليها زكريَّا النبي بعد 300 عام (زك 14: 5). غالبًا ما يكون قد ظهر حوالي عام 760 ق.م. فعاصره هوشع النبي في أواخر أيامه، كما عاصر فترة بدء خدمة إشعياء النبي، وفي أيامه أيضًا تنبَّأ يونان ابن أمتاي في إسرائيل (2 مل 14: 25)¬[1]. 4. عاش في تقوع على بعد حوالي 12 ميلاً جنوب أورشليم في وسط أسرة مجهولة وفقيرة، كراع للغنم (1: 7) وجاني جمِّيز (7: 14). فلم يكن أحد أعضاء مدرسة الأنبياء هو أو والده، لذا في اتِّضاع قال عن نفسه أنه ليس بنبي (رسمي) ولا ابن نبي، إنما التزم بالعمل النبوي بناء على دعوة إلهيَّة.مع أنه نشأ في تقوع - في مملكة يهوذا - لكنه ذهب إلى بيت إيل حيث الهيكل الرئيسي لمملكة إسرائيل - مملكة الشمال - وتحدَّث عن خراب هذه المملكة بسبب خطاياها. الأمر الذي أثار الكاهن الأول لبيت إيل "أمصيا"، فقدَّم عنه تقريرًا ليربعام الثاني ملك إسرائيل كخائنٍ، وأمره أن يترك المدينة. ولعلَّه كتب هذا الموجز لنبوَّاته بعد عودته إلى بلدته تقوع[2].

التوبة والاعتراف كإعداد لحفل العرس الأبدى

التوبة والاعتراف... رجوع إلى الله مفرح قلوب التوبة هي ممارسة الابن المشتاق إلى الدخول إلى أعماق جديدة في حضن الآب السماوي ، وانفتاح للقلب ليحمل فيه ملكوت الله المفرح ، وتجديد للإنسان الداخلي ، مشتاقا أن يبلغ قياس قامة ملء المسيح ( أف ٤ : ١٣) . حقا إنها إعلان عن الخصومة ضد الخطية التي تسود على الظلمة ، لكن من أجل الارتباط بالنور الإلهي واهب النصرة . أما عن الاعتراف فلا ينفصل عن التوبة الداخلية ، إذ هما عمل واحد ، به تتحقق وصية الرسول : " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة " ( في ٢ : ١٢ ) . بالتوبة والاعتراف تتفتح أعيننا لنراهما سرا واحدا هو سر الإعداد للعرس السماوي ، نرى الآب يسر بنا ، ويجري نحونا ليضمنا إلى حضنه ، والابن يقبلنا عروسا سماوية له ، ويجملنا الروح القدوس ، لنصير أيقونة العريس السماوي .

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-إنجيل لوقا

لوقا البشير كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوسLucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور[1]"، أو "المستنير[2]". غير أنه يجب التمييز بين لوقا الإنجيلي ولوكيوس المذكور في (أع 13: 1)، وأيضًا لوكيوس المذكور في (رو 6: 21)[3]. هو الوحيد بين كتَّاب العهد الجديد الذي كان أمميًا ولم يكن يهوديًا بل، غالبًا من إنطاكية سوريًا؛ قَبِل الإيمان المسيحي دون أن يتهوّد. ويعلّل الدارسون ذلك بأن الرسول بولس حين أشار إليه في رسالته إلى كولوسى (كو 4: 14). لم يضمُّه إلى من هم من أهل الختان (4: 10-11) مثل أرسترخس ومرقس ابن أخت برنابا ويسوع المدعو يسطس .رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا[4]".كان القديس لوقا طبيبًا (كو 4: 14)، ورسّامًا، جاء في التقليد أنه رسم أيقونة السيدة العذراء.ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10-39 الرحلة التبشيرية الثانية). مرة أخرى في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه الإنجيلي لوقا من فيلبى إلى أورشليم (أع 20: 5-21: 18). كما نراه مرافقًا له في روما عند الأسر (28: 30). وكان معه في لحظاته الأخيرة، إذ يقول في رسالته الوداعية: "لوقا وحده معي" (2 تي 4: 11).هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال؛ ودعاه الرسول بولس: "الطبيب الحبيب" (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (فل 24).قيل أنه عاش بتولاً، عمل في أخائية (باليونان)، استشهد في الرابعة والثمانين من عمره وأن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني نقل رفاته إلي القسطنطينية عام 357م، وفي عام 1177م نقلت إلى Padau بإيطاليا[5].

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل