الكتب

شعراء النصرانية بعد الأسلام -الجزء الثالث -شعراء الدولة العباسية

قد تعدد الكتبة النصارى في زمن بني عباس (١٣٢ - ٥٦٥٦ = ٧٥٠-١٢٥٨م اعني في الخمسة الاجيال التي ثبتت الخلافة في عهدتهم في بغداد عاصمة العراق . على ان معظم أولئك الكتبة خدموا الدولة في ما كانت اليه الآداب العربية امس حاجة فانقطعوا الى العلوم الفلسفية والطبية وتهافتوا على درس الآثار القديمة فنقلوا معظم تأليف اليونان وكثيرا من تأليف الرومان والسريان الى العربية فوسعوا بذلك نطاق معارف العرب ومهدوا لهم الطريق الى تلك النهضة الادبية التي امتازوا بها في القرون الوسطى على ان النصارى لم يهملوا مع ذلك درس اللغة العربية وفنونها اللسانية من نثر وشعر لولا ان كوارث الدهر قد اضاعت كثيراً منها . وها نحن في هذا الجزء ندون ما وجدناه من ذلك متفرقاً في كتب الادباء وخزائن المخطوطات الدولية

شعراء النصرانية -الجزء الأول -القسم الثاني -شعراء الجاهلية -في شعراء نجد والحجاز

جاء في جمهرة انساب العرب للكلبي ما ملخصه : البراق هو ابو نصر البراق بن روحان ابن اسد بن بكر بن مرة من بني ربيعة وهو من قرابة المهلهل وكليب وكان شاعراً مشهوراً من اهل اليمن من شعراء الطبقة الثانية وهو جاهلي قديم . وكان في صغره يتبع رعاة الابل ويجلب اللبن ويأتي به الى راهب حول المراعي فيتعلم منه تلاوة الانجيل وكان يدين بدينه وكان عم البراق لكير بن اسد له ابنة حسنة الوجه كثيرة الادب وافرة العقل شاع ذكرها عند العرب وكان اسمها ليلى فخطبها البراق الى ابيها لكيز فوعده بها . وكان لكيز يتردد على عمرو ابن ذي صهبان ابن احد ملوك اليمن فيجزل عطيته ويُحسن اكرامه فخطب منه ليلى وجهز اليه بالهدايا السنية فأنف ان يرد طلبته وأمل ان يكون الملك فرجاً لشدائد قومه وحصنا في جوارهم وذخيرة لعظائم امورهم . فلما بلغ البراق خبر ليلى الى إلى ابيه واخوته وامرهم بالرحيل فارتحلوا وتزلوا على بني حنيفة قومهم في البحرين . فساء ذلك لكيزا وقومه فأجل عهد زواج ابنته. وثارت في اثناء ذلك حرب ضروس بين بني ربيعة قوم البراق وقبائل قضاعة وطني. وقتل كثيرون من الفيئتين وتعاظمت الشرور واتسع الخرق واضطرب حبل بني ربيعة فاضحوا على عمة من امرهم . فاجتمع الى البراق كليب بن ربيعة واخوته يستنجدونه وكان البراق معتزلا عنهم

شعراء النصرانية -الجزء الأول -القسم الأول -شعراء الجاهلية -في شعراء اليمن

هم حجر وشرحبيل ومعدي كرب وسلمة وعبد الله ورد لهم شعر قليل أحيينا اثباته في خلال قصتهم . وسيجي في ترجمة امرئ القيس ان جده الحارث بن عمرو المقصور بن حجر اكل المرار لما تفاسدت القبائل من تزار واتاه اشرافهم وشكوا اليه ما نزل بهم ففرق اولاده في قبائل العرب فملك حجرا ابا امرئ القيس على بني اسد وغطفان . وملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل باسرها وعلى بني حنظلة ، وملك ابنه معدي كرب المسمى بغلفاء على بني تغلب والنمر بن قاسط وسعد بن زيد مناة بن تميم. وملك ابنه سلمة على قيس جمعاء . وملك عبد الله على بني قيس وبقوا على ذلك الى ان مات ابوهم . فقتل بنو اسد حجرا ملكهم وتشتت امرهم وتفرقت كلمتهم ومشت الرجال بينهم وكانت المغاورة بين الاحياء الذين معهم وتفاقم الامر حتى جمع كل واحد منهم لصاحبه الجموع، فسار شرحبيل ومن معه من بني تميم والقبائل فنزلوا الكلاب وهو ما بين الكوفة والبصرة على سبع ليال من اليمامة واقبل سلمة بن الحرث في تغلب والنمر ومن معه وفي الصنائع وهم الذين يقال لهم بنو رقية وهي ام لهم ينتسبون اليها . وكان نصحاء شرحبيل وسلمة قد نهوهما عن الحرب والفساد والتحاسد وحذروهما عثرات الحرب وسوء مغبتها فلم يقبلا ولم يبرحا

وزراء النصرانية وكتابها في الأسلام

(١) عاش الأب لويس شيخو حياته كلها (۱۸۵۹) - ۱۹۲۷ ) يسعى لتحقيق حلم فريد عظيم ، هو ابراز دور المسيحيين العرب في الحضارة العربية. وقد جند لذلك الهدف علمه الموسوعي وذكاءه الثاقب وهمة قعساء لا ينال منها وهن ولا زمن ، فبين ما للنصارى من مساهمة في الشعر العربي، وتدوين التاريخ بلغة العرب ، واثر في الآداب العربية عامة والفكر الديني والفلسفي خاصة ، فضلاً عما خلفوه من مخطوطات تزخر بها خزائن الكتب العربية . (٢) ولما توفي خلف بين اوراقه عددًا من الجذاذات تمت الى خدام الدولة والعلماء النصارى العرب ، فنشرنا منذ سنوات قليلة ما هو خاص بالعلماء على امل تحقيق ما يعود الى رجالات الدولة في وقت لاحق . وها نحن اليوم نقدم للباحثين هذا الجزء المتبقي من مؤلفات العلامة الراحل بعد ان امضينا في اعداده عشر سنوات ونيفاً. وما كان طول هذه الفترة التحضيرية الا لأهمية الموضوع وسعته ، ولكون شيخو لم يتسن له الوقت اللازم لايفاء المشروع حقه من البحث ، فعاجلته المنية وبقي

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية - نسخة مكتوبة

قضى الأب لويس شيخو اليسوعيّ سحابةَ عمره ( 1859 ـ 1927 ) يسعى جاهدًا بعِلمه وعمله، وقوله وقلمه، ليبرز أهميّة الدور الذي قام به المسيحيّون في بلاد العرب على جميع الصُعُد، ولم يترك وجهًا من وجوه الحضارة العربيّة إلاّ تلمّسه، متقفّيـًا آثار المسيحيّة فيه ومساهمتها في سطوع بهائه. ولقد خلّف، بعد سنين طويلة من العطاء الثرّ، بضعة عشر مصنّفـًا ضخمًا وما يربو على ألفي مقالة تمحورت جميعها من بعيد أو قريب حول هدفه المنشود، فعالجت سائر شؤون العرب من لغة وأدب وتأريخ وسياسة وفلسفة وأديان وعلوم على أنواعها. إلاّ أنّ وساطة هذا العِقد الفريد من المؤلّفات كان، ولا شكّ، كتابه الشهير الموسوم بـ (( النصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة )) صدر هذا السفر الموسوعيّ على دفعات، وهو عصارة جهود استمرّت نحو أربعين سنة، فظهر أوّل أمره مقالاتٍ متتاليةً في مجلّة (( المشرق )) بدءًا من عام 1910، ثمّ جُمعت تلك الأبحاث وطبعت قسمًا أوّلاً سنة 1912، قسمًا آخر صَدر أوّلُ جزئيه بُعَيد الحرب الكونيّة الأُولى عام 1919، وثانيهما سنة 1923 مزوّدًا بفهارس ضافية وجداول مفصّلة لموادّ الكتاب، وأعلام الرجال والنساء، والقبائل، والبلدان والأمكنة، والمفردات اللغويّة، وأديان العرب، وأخصّ الكتب الطبيعيّة والخطّيّة المعتمد عليها من عربيّة وأوروبيّة. وقد أَودَع شيخو كتابَه مجموعةً نادرةً من الوثائق تحرّاها في بطون عشرات المطبوعات والمخطوطات ممّا لا يَهتدي إليه إلاّ كبار الباحثين والمنقّبين : فلجأ إلى تواريخ اليونانيّين واللاتينيّين والسريان والعرب، واستعان بسائر ما ورد في الكتب المقدّسة العبريّة والمسيحيّة والإسلاميّة، ومحّص أقوال الشعراء والأمثالَ السائرة، وحلّل معاني الأسماء والمفردات، واستند إلى آخر ما أبرزته إلى النور علوم الآثار والمسكوكات، فضلاً عمّا ساد من عوائد القبائل وأعرافها. وخَلَص من كلّ ذلك إلى القول بأهميّة الوجود المسيحيّ وأثره في الجزيرة العربيّة مِن جنوبها اليمنيّ إلى شمالها حتّى ديار بكر، ومِن غربها في ربوع غسّان إلى أقصى شرقها حتّى حدود فارس. ولئن ذهبت الحماسة بشيخو إلى المغالاة في بعض نواحي بحثه، وعلى وجه التحديد في أواخر مصنّفة حين أضفى صفة النصرانيّة على عدد من الشعراء دون الإثبات الجازم اللازم، فإنّه على الرغم من الهنات تلك، قد أسدى إلى التاريخ خدمةً جلّى إذ سلّط الأضواء على ظاهرةٍ طالما أُهمِلتْ قبله وبعده، وهي مساهمة المسيحيّين الفعّالة في تشييد صروح الحضارة العربيّة منذ بداياتهاوعليه، فإنّ (( دار المشرق )) لسعيدة بإعادة طبع كتاب (( النصرانيّة وآدابها بين عرب الجاهليّة )) لنفاده منذ أمد بعيد، ولوفرةٍ في موادّه ومستنداته فريدة من نوعها لم يسبقه إليها أحد، ولم يُؤتَ حتّى الآن بما يتجاوزها جِدّةً، ممّا يجعله أداة بحث وتثقيف تفتخر بها الآداب العربيّة وتباهي.

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية - الجزء الثاني - في الآداب النصرانية في عهد الجاهلية

أتينا في قسمنا الأوَّل بما وقفنا عليهِ من النصوص التاريخيَّة والشواهد الثابتة العيانيَّة عن نفوذ النصرانيَّة في كلّ أنحاء العرب حتى أقصاها بعدًا وأنحاها حدًّا ثمَّ عدَّدنا القبائل التي نسب الكتبة إليها عمومًا أو إلى بعض بطونها التديُّن بالدين المسيحيّ وها نحن اليوم نباشر بالقسم الثاني من كتابنا نجمع فيهِ ما ينوط بآداب نصارى العرب في الجاهليَّة. ونريد بالآداب كلّ ما خلَّفوهُ لنا من مآثرهم في الكتابة واللغة والأمثال والحكم والإنشاء والشعر والخطب ممَّا رواهُ عنهم أئمَّة الأدباء الذين جمعوا شوارد اللغة العربيَّة وآثارها في القرن الثاني بعد الإسلام. فإنَّ هذه البقايا مع ما تضعضع منها بتوالي الزمان تنبئ بترقي النصرانيَّة بين أهل الجاهليَّة وتثبت من وجه آخر سعة نفوذها في جزيرة العرب. ويُضاف إلى هذه المآثر الأدبيَّة عادات أَلفها عرب الجاهليَّة قبل الإسلام واستعاروها من النصارى فتجدهم في أطوار حياتهم الدينيَّة والمدنيَّة يتقلَّدونهم ويأخذون مآخذهم حتى لا نكاد نرى في بعض الأنحاء أثرًا من وثنيتهم السابقة. فكلّ هذه الظواهر يشهد عليها الشعراء القدماء والرواة الذين نقل الكتبة المسلمون عنهم اخبار الجاهليَّة فنثبتها على علاَّتها مع الاشارة إلى مواضعها كما فعلنا سابقًا

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية - الجزء الأول - في تاريخ النصرانية وقبائلها في عهد الجاهلية

عرب الجاهلية لمَّا باشرنا قبل عشرين سنة بنشر تأليفنا الموسوم بشعراء النصرانيَّة كان قصدنا أن نقدّم عليهِ فصلاً موسّعًا في النصرانيَّة وآدابها بين عرب الجاهليَّة، لكنَّ الإنسان في التفكير والله في التدبير فاضطرَّتنا الأحوال قبل نجاز الكتاب إلى السفر إلى البلاد الأجنبيَّة حيث قضينا خمس سنين منقطعين إلى دروس أخرى شغلتنا عن الشرق وعن العلوم الشرقيَّة ولمَّا انكفأنا راجعين إلى الوطن انثالت علينا الأشغال من كل وجه حتى انصرف فكرنا إلى همّ كل يوم بيومِه وتسويف الوعد إلى أجَل غير مسمَّى على أنَّنا لم ننسَ تمامًا وعدنا بل كنَّا في زيارتنا للمكاتب العموميَّة في أوربَّة وإبَّان دروسنا الخصوصيَّة ندوّن ما يحضرنا من ذلك ونعد الموادّ لهذا البناء أملاً بتشييدهٍ قريبًا لا بل كنَّا إذا ما سنحت الفرصة نسلف القرّاء من تعليقاتنا قطعًا تجدها في بعض مقالاتنا في المشرق كنصرانيَّة غسَّان ( 1 : 519 و 554 ) ودين امرئ القيس الشاعر الجاهلي ( 8 : 886 و949 ) وغير ذلك ممَّا جعلناهُ كتمهيد لمقال أطول وزد على ذلك أنَّ التشديد الزائد في مراقبة المطبوعات كان يمنعنا عن إيضاح أفكارنا كما كنَّا نودّ فكان الأمر يخمد همَّتنا ويثبِّط عزمنا فاليوم والحمد لله قد تؤثـَّر الطريق وتسهّلت الأمور فيجوز لنا أن نستوفي هذا البحث على قدر الإمكان. ولنا على كتابِه وسائل جديدة في ما سطَّرهُ أصحاب الرّحل الحديثة إلى بلاد العرب وما نقلوهُ عن الآثار القديمة كالكتابات الحميريَّة والنبطيَّة والصفويَّة واليونانيَّة وكالتصاوير والتماثيل التي وُجدت في أطراف جزيرة العرب مع ما نُشر في هذه السنين الأخيرة من التآليف المفقودة في السريانيَّة واليونانيَّة والعربيَّة وما كتبهُ المستشرقون في هذه الاكتشافات فراجعنا كل ذلك لنقتبس منهُ أنوارًا نستضيء بها في بُنَيَّات طريقنا على أنَّ البحث في النصرانيَّة وآدابها يقتضي نظرًا سابقًا في جزيرة العرب وأقسامها

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل