الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى تيطس

مقدمة أهمية الرسالة كتب القديس بولس إلى تلميذه تيطس الأسقف المسئول عن رعاية جزيرة كريت كلها. وقد اتسم باستقامة الإيمان والسلوك بحسب روح الكنيسة، لهذا لم تأتِ الرسالة لتشرح عقيدة إيمانية، ولا لتصحيح أفكارٍ لاهوتية، بل لتترجم الإيمان المستقيم في حياة الأسقف.لقد كشفت لنا جانبًا هامًا ومفهومًا عميقًا للحياة المسيحية، إنها ليست عقائد ذهنية ولا فلسفات جدلية، بل هي حياة وروح يعيش بها الأسقف كما الشعب كل في نطاق مسئوليته وحدود عمله. نستطيع أن نقول أن هذه الرسالة تمثل لنا الفكر الرسولي من جهة العمل الرعوي الذي يتركز في الآتي: 1. سيامة أسقف وشمامسة هذا هو العمل الأول لرئيس الأساقفة ألا يحنى ظهره وحده ليحمل نير المسيح، بل في محبة يطلب رعاة وخدامًا يشاركونه حب المسيح في العمل الكرازي الرعوي.هذه هي روح الكنيسة الأولى... توجيه كل الطاقات للعمل. فمن وُهب عطية الرعاية فليقام للخدمة، كما البتوليون والأرامل والشعب، الكل يعملون حتى الأطفال الصغار ينبغي أن يعيشوا بروح الخدمة والكرازة بصورة أو أخرى.لكن يليق ألا ننُشغل بكثرة العمل أو تزايد عدد الخدام بل يلزم التدقيق الشديد في اختيار رجال الكهنوت، فيُفحص المرشح من جهة حياته الخاصة والعائلية وعلاقته بالمؤمنين وغير المؤمنين، وقدرته على التعلم والتعليم الخ. 2. عرض لنا بعد ذلك صورة مبسطة للتوجيهات الرعوية التي يليق بالأساقفة أن يقدموها لكل فئة من فئات شعبهم لاختبار الحياة مع ربنا يسوع خلال سلوكهم اليومي. وهو بهذا يطالب الرعاة ألا يقدموا لرعيتهم قواعد جامدة، ولا قوانين صارمة، بل يعلنون "المسيحية" كحياة مع السيد المسيح، يتذوقها الشيخ ويستطعمها الطفل، يعيشها الرجل وتختبرها السيدة، يتقبلها السيد ويستريح لها العبد. وباختصار يجد كل إنسان راحته في الرب يسوع خلال حياته اليومية. 3. وأخيرًا يترجم لنا الرسول الحياة مع ربنا يسوع في سلوكنا مع الآخرين. فلا يعيش المؤمن كمعتصبٍ أعمى، ولا يخلق لنفسه مجتمعًا مستقلاً داخل المجتمع، ولا يغلق على نفسه بل يكون متفتحًا للجميع... يخضع للرؤساء والسلاطين بفرحٍ وسرورٍ كما للرب، يحب الجميع ويتسع قلبه للكل دون أن يداهن أو يمالق على حساب الحق!

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - صموئيل الاول

تسميته: سفرا صموئيل الأول والثاني في الأصل العبري سفر واحد يحمل اسم "صموئيل"، ليس فقط لأن صموئيل يحتل الدور الرئيسي في الجزء الأول من السفر، وإنما أيضًا لأنه هو أول من مسح ملوكًا لإسرائيل: شاول، داود، وهو أول من قدم هذا النوع من الكتابة النبوية التاريخية بوحي الروح القدس، كما قام بأدوار رئيسية أخرى وردت في هذا لسفر.كلمة "صموئيل" ليس كما يظن البعض تعني "سأل الله"؛ معتمدين على العبارة: "ودعت اسمه صموئيل، قائلة: "لأني من الرب سألته" (1 صم 1: 20)؛ إنما تعني "سمع الله"، فإن كانت حنة قد قالت "من الرب سألته" إنما عنت أن "الله سمع سؤالها". عبارة "سألت الله" أقرب إلى "شاول" منها إلى صموئيل[1]. ويرى البعض إن كلمة "صموئيل" تعني "اسم الله" أو "اسمه إله"[2]. قُسم السفر إلى اثنين في الترجمة السبعينية لمجرد أسباب عملية، إذ كانت هناك حاجة إلى استخدام درجين (لفتين roll) عوض درج واحد. واعتبرتهما ضمن "أسفار المملكة"، حيث ضمت الأسفار الحالية الأربعة (1 صم، 2 صم، 1 مل، 2 مل) بكونها تحوي تاريخًا كاملاً لمملكتي إسرائيل ويهوذا. وقد اتبع القديس جيروم ذات التقسيم في ترجمة الفولجاتا اللاتينية، ودعاها "أسفار الملوك"Regum (1 مل، 2 مل، 3 مل، 4 مل)[3]، عوض "أسفار المملكة".أُخذ بهذا التقسيم في الكتاب المقدس العبري في القرن الرابع عشر، وظهر في الطبعة الثانية لدانيال بومبرج Danial Bomberg في فينيسيا عام 1517.إذن جاءت التسمية الحالية "صموئيل الأول وصموئيل الثاني" عن العبرية، مع استخدام التقسيم اليوناني. كاتبهما: بحسب التقليد اليهودي[4] الذي تسلمته كنيسة العهد الجديد كاتب السفرين هما صموئيل النبي - رئيس مدرسة الأنبياء ومؤسسها - إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان لتكملة السفرين (1 أي 29: 29-30). واضح أن مدرسة الأنبياء التي أسسها صموئيل النبي كانت مركز الثقافة اليهودية، لذا احتفظت بسجلات خاصة بمعاملات الله مع شعبه، كما يظهر من القول: "فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه في السفر ووضعه أمام الرب" (1 صم 10: 25). يشير (2 أي 9: 29) إلى ناثان النبي ومعه أنبياء آخرون كمصدر لتاريخ مُلك سليمان.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-سفر المزامير ج11

مقدمة في سفر المزامير كلمة "مزمور" هي ببساطة ترجمة للكلمة اليونانية "psalmoi"، وهي بدورها ترجمة للكمة العبرية "mizmor". والكلمة في صيغة المفرد كانت تعني أساسًا صوت الأصابع وهي تضرب آلة موسيقية وترية، صارت فيما بعد تعني صوت القيثارة، وأخيرًا اُستخدمت لتعني غناء نشيد على القيثارة[1]. الاسم العبري لهذا الكتاب هو "سفر تهليم" أي "كتاب التهليلات أو التسابيح". فسواء كان الإنسان فرحًا أو حزينًا، متحيرًا أو واثقًا، القصد من هذه الأغاني هو النشيد والهتاف بمجد الله. إنها تقودنا إلى المقادس حيث يتربع الله على تسبيحات شعبه كعرش له (مز 22: 3).بينما يعطينا سفر أيوب ردًا على السؤلين الآتيين: لماذا توجد الضيقات في حياتنا؟ وكيف نعالج مشكلة الألم والمعاناة، يقدم لنا سفر المزامير بدوره ردًا على سؤالين آخرين: كيف نعبد الله في عالم شرير؟ وكيف تبقى أنقياء ونحن نُضطهد. في أيوب يتعرف المرء على نفسه، بينما يتعلم في سفر المزامير أن يعرف الله[2] وأن يكون في التصاق وثيق به. كلمة إسترشادية (مفتاح السفر) : الكلمات التي تُعتبر مفتاحًا للسفر هي: "ثقة، تسبيح، فرح، رحمة"؛ تتكرر هذه الكلمات مئات المرات في هذا السفر.تعلمنا المزامير كيف نفرح واثقين في الله، وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - راعوث

قصة راعوث ونعمى هي قصة كل جيل، فقد تمتعت نعمى كسيدة يهودية بنعم إلهية كثيرة إذ تعرفت على الناموس وبعض النبوات وسمعت عن الخلاص وعن أعمال الله مع آبائها، لكنها وقت الضيق هربت من يهوذا كما من المسيح الخارج من سبط يهوذا لتعيش فى الحياة السهلة التي لموآب، وكأنها بالنفس التي بعد أن تذوقت نعمة الله جحدته وقت التجربة منطلقة من أحضان يهوذا الحقيقي إلى العالم تشتهي أن تشبع منه، وكما توجد نعمى توجد أيضًا راعوث في كل جيل التي نشأت فى وسط موآب "بيت أبيها الوثني" لكنها سمعت عن الإله الحيّ فخرجت بالإيمان منطلقة إلى بيت لحم لتلتقي مع كلمة الله المتجسد لتجد فيه شعبها وراحتها.لقد جاء السيد المسيح "لسقوط وقيام كثيرين" (لو 2: 34)، تسقط نعمى المستهترة بنعمة الله وتقوم راعوث الموآبية بإيمانها الحيّ به.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-سفر المزامير ج4

مقدمة في سفر المزامير كلمة "مزمور" هي ببساطة ترجمة للكلمة اليونانية "psalmoi"، وهي بدورها ترجمة للكمة العبرية "mizmor". والكلمة في صيغة المفرد كانت تعني أساسًا صوت الأصابع وهي تضرب آلة موسيقية وترية، صارت فيما بعد تعني صوت القيثارة، وأخيرًا اُستخدمت لتعني غناء نشيد على القيثارة[1]. الاسم العبري لهذا الكتاب هو "سفر تهليم" أي "كتاب التهليلات أو التسابيح". فسواء كان الإنسان فرحًا أو حزينًا، متحيرًا أو واثقًا، القصد من هذه الأغاني هو النشيد والهتاف بمجد الله. إنها تقودنا إلى المقادس حيث يتربع الله على تسبيحات شعبه كعرش له (مز 22: 3). بينما يعطينا سفر أيوب ردًا على السؤلين الآتيين: لماذا توجد الضيقات في حياتنا؟ وكيف نعالج مشكلة الألم والمعاناة، يقدم لنا سفر المزامير بدوره ردًا على سؤالين آخرين: كيف نعبد الله في عالم شرير؟ وكيف تبقى أنقياء ونحن نُضطهد. في أيوب يتعرف المرء على نفسه، بينما يتعلم في سفر المزامير أن يعرف الله[2] وأن يكون في التصاق وثيق به. كلمة إسترشادية (مفتاح السفر) : الكلمات التي تُعتبر مفتاحًا للسفر هي: "ثقة، تسبيح، فرح، رحمة"؛ تتكرر هذه الكلمات مئات المرات في هذا السفر.تعلمنا المزامير كيف نفرح واثقين في الله، وكيف نسبحه بكلمات أوحى بها الروح القدس.

سر المسحة الميرون المقدس والعرس الأبدى

الأسرار الكنسية في جوهرها هي تمتع بعمل نعمة الله القدوس في حياة الكنيسة ، كما في حياة كل عضو فيها ، لكي تتهيأ للعرس الأبدي . ففي سر العماد يتمتع المؤمن بعمل الروح القدس في مياه المعمودية لينال الميلاد الجديد ، ويحمل طبيعة الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه . إنه يولد كطفل يحتاج أن يرضع من لبن أمه ، الكنيسة ، غير الغاش ، لكنه يبقى محتاجا إلى النمو والنضوج ليتهيأ بالحق للعرس الأبدي ، فتصير نفسه عروسًا تحمل مع كل يوم إشراقات بهاء عريسها ، ملك الملوك ، وتسمع صوته يناجيها : " جملت جدا جدا ، فصلحت لمملكة ، وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب " ( حز ١٦ : ١٣- ١٤ ) . هذا ما تود كلمة الله وتعليقات آباء الكنيسة أن نختبره خلال ما يدعى " سرّ المسحة " .

رسالة بولس الرسول الاولى إلى أهل تسالونيكى

المقدمة 1. تدعى حالياً تسالونيك، وكانت عاصمة إحدى مقاطعات مكدونية باليونان. 2. موقعها الجغرافى كان مميزاً، فهى على الطريق الإغريقى، وهو طريق عسكرى ضخم يربط روما بالشرق. وبكونها ميناء قد أعد كمحطة بحرية مجهزة بأحواض للسفن الرومانية. وكان يحكمها خمسة أو ستة من البوليسترخس (حكام المدينة) (أع 17 : 6). وبسبب موقعها المميز إجتذبت الكثير من أثرياء الرومان ومن التجار اليهود (أع17: 4) وإشتهرت بالخلاعة لذلك تكلم الرسول عن الحياة الطاهرة (1تس4: 1 – 8). 3. زار الرسول بولس تسالونيكى للمرة الأولى فى رحلته الثانية حوالى سنة 52 م وكان بصحبته سلوانس وتيموثاوس (أع 17 : 1 – 10). وقد جاء إليها بعد طرده من فيلبى، وقد إتجه كعادته إلى اليهود يحاججهم فى مجمعهم وجذب بعض من اليهود واليونانيين والنساء. 4. كتب الرسول هذه الرسالة نهاية سنة 52 م أو فى بداية سنة 53 م، أى بعد خدمته فى تسالونيكى بفترة قصيرة جداً، وكتبها من كورنثوس، ويقال أنها أول رسالة كتبها بولس الرسول. 5. إذ نجحت خدمة بولس فى تسالونيكى هاج عليه اليهود (أع 17 : 5 – 7) وكانت التهمة الموجهة أن هؤلاء "الذين فتنوا المسكونة" أى هم من المشاغبين الذين ينادون بملك آخر غير قيصر وكانت هذه التهمة هى من أخطر التهم وغالباً فإن ياسون الذى آمن على يدى بولس كفل بولس على أن يلتزم بأن يغادر المدينة فغادرها إلى بيرية. وكما هاج اليهود على المسيحيين هاج الأمم عليهم، وعانت الكنيسة الكثير من الضيق، وتوقع المؤمنون أن يعود لهم الرسول ليساندهم فأرسل لهم هذه الرسالة:- أ‌. لتثبيتهم على الإيمان ومدحهم على ثباتهم فى الإيمان، إذ أخبره تيموثاوس بصبرهم على الإضطهاد بل هم فى وسط هذا الإضطهاد يذيعون الإنجيل (1 : 8). ب‌. كان عدم حضوره بسبب التزامه أمام ياسون، لكن بعض المؤمنين شكك فى محبته وأبوته، فأرسل لهم ليعلن لهم أشواقه وأنه يود لو أتى إليهم معلناً صدق أبوته (2: 17 – 20) وراجع (أع17: 9). ت‌. أراد أن يسحب قلب الكنيسة من الإرتباك فى الأحداث الأليمة التى كانت تعيش فيها إلى الفرح الروحى الداخلى من أجل عمل نعمة الله فيهم (1: 6). ث‌. لكى يسندهم وسط آلامهم المرة تحدث عن القيامة من الأموات وقرب مجئ الرب الأخير فتستريح نفوسهم بتمتعهم بالأحضان الأبوية مشجعاً إياهم على الجهاد الروحى لينالوا الإكليل السماوى (13:4). ج‌. كان لهم سؤال عن موتاهم وشهدائهم، ومصيرهم حين يأتى المسيح وهل سيكون للموتى نصيب مثل الأحياء مع المسيح عند مجيئه. وواضح أنه كان ينقصهم تثبيت فى بعض النقاط الإيمانية (14:4-17). ح‌. مع كل هذا طلب منهم أن يعملوا ويشتغلوا بأيديهم فلا مجال للتراخى، وربما إعتمد البعض على أن المسيح آت فلا داع للعمل. (4 : 11). 6. أرسل لهم الرسول تلميذه تيموثاوس ليثبتهم على الإيمان إذ سمع بأخبار الضيقات التى يعانون منها، وعاد له تيموثاوس محملاً بأخبار مطمئنة عن إيمانهم فأرسل لهم هذه الرسالة وهو كأب فرحان بأولاده.

المسيح مشتهى الأمم

المسيا مفرح قلوب البشرية عقيدتنا في المسيح يسوع هي تمتع عملي واقعي مع الله محب كل البشر ، الذي لا يعتزل السماء كمن لا يبالي بالإنسان ، وإنما يشتاق أن يحتضن كل إنسان ليدخل به الأمجاد السماوية أبديا . منذ عصر آدم وحواء وأناس الله يترقبون مخلص العالم بشوق عظيم ، ليتمتعوا بالمصالحة مع السماء ويختبروا عربون الحياة الأبدية . فلم يكن لشريعة موسى ولا للأحداث التي عاشها الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب ... الخ ، رسالة أعظم من الكشف عن شخصية المسيح ورسالته وعمله . فكان آباء الكنيسة الأولى يهتمون بتقديم النبوات التي وردت عنه قبل مجيئه بمئات بل وأحيانا آلاف السنوات ، وكان اليهود كما الأمم يقفون في دهشة أمام هذه النبوات والرموز التي أشعلت فيهم نيران الحب الإلهي ! " أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح " ( يو ٨ : ٥٦ ) . " فإني الحق أقول لكم إن أنبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ، وأن يسمعـوا ما أنتـم تسمعون ولم يسمعـوا " ( مت ۱۷:۱۳ ) ،

من تفسير وتأملات الآباء الأولين -سفر عزرا

إن كان سفرا عزرا ونحميا اللذان في الأصل هما سفر واحد، يصلحان لكل العصور، فهما بالأكثر يناسبان المؤمنين في بداية القرن الواحد والعشرين، إنه سفر المؤمن المعاصر! الجالس على العرش يحرك كل العروش يقف الإنسان المعاصر في حيرة، لا يستطيع أن يتنبأ ماذا يحدث في المستقبل القريب أو البعيد. حتى رجال السياسة في العالم صاروا يخشون المستقبل. وكأن العالم قد صار ألعوبة في أيدي أناسٍ مجهولين. سفر عزرا يقدم للمؤمن طمأنينة، أن فوق كل العروش والسلاطين والقادة والمتآمرين، سواء كانوا الظاهرين أو الخفيين، يوجد صاحب العرش، ضابط العالم، في يده التاريخ كله. فبحسب الفكر البشري لم يكن ممكنًا للشعب المسبي أن يصدق بأن وثنيًا يعتقد أن الرب إله السماء قد دفع إليه جميع ممالك الأرض وأوصاه أن يبني له بيتًا في أورشليم. نقف في هذا السفر في دهشة أمام يد الله العجيبة الصالحة التي عملت في كل الاتجاهات بما لم يكن يتوقعه أحد قط! يد الرب إلهه عليه! سرَّ قوة عزرا ونجاحه في مهمته الشاقة تلك العبارة التي كثيرًا ما تكررت: "يد الرب إلهه عليه" (7: 6، 9، 28؛ 8: 22، 31). فكان عزرا يثق بأن الرب إلهه أمين في وعوده، رحوم نحو مؤمنيه، قدير وصالح، يُخرج من الأحداث المرة عذوبة لشعبه ومؤمنيه، يحميه تحت يده الإلهية، فلا يقدر أن يقترب إليه أحد بدون سماحه الإلهي. إنه سفر انفتاح عيني المؤمن، ليدرك أنه لا يعمل وحده، بل يد الرب إلهه عليه، تسنده، وتعمل به وفيه، وتحقق أهدافه التي خلقه الله ليحققها.عاش الكاتب العظيم رجل الكتاب المقدس عزرا، كما في حضن الله القدوس، يؤمن بالعمل الجماعي خلال شعبٍ طاهرٍ لا يطيق الخطية. جاد في مواجهتها، ليختبر بالحق عربون السماء بالحياة المقدسة المتهللة في الرب.إنه الرجل الشجاع الذي لا يُداهن أحدًا، حتى رئيس الكهنة وكل القيادات. يعمل بروح التواضع، لكن بدون مداهنة على حساب الحياة المقدسة. قائد ناجح لعل من أبرز ما اتسم به هذا القائد الشجاع القديس أنه حسب حياته جزءً لا يتجزأ من خطة الله العاملة عبر التاريخ، فلم يفصل عمله عن عمل الله مع سابقيه، ولا استخف بالقيادات التي جاءت لاحقة له. فيكتب بكل قوةٍ واعتزازٍ عن عمل الله مع القائدين السابقين له زربابل الوالي ويشوع الكاهن، كما يقف بجوار الوالي الجديد بعده نحميا يعمل معه بقوة! بالحق قدم عزرا نفسه درسًا عمليًا للقادة كما للشعب.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل