العظات

من ثمارهم تعرفهم

جزء من إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح 7.. { احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخلٍ ذئاب خاطفة .. من ثمارهم تعرفونهم .. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً .. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية .. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة .. كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار .. فإذاً من ثمارِهم تعرفونهم } ( مت 7 : 15 – 20 ) إن أردت أن أعرف نوع شجرة وأنا غير خبير في الزراعة أنه إن رأيت ثمرة واحدة أعرف عن طريقها نوع الشجرة .. إن رأيت بها تفاحة أعرف أنها شجرة تفاح .. إن رأيت بها زيتونة أعرف أنها شجرة زيتون .. وأولاد الله الثمر الذي فيهم هو ثمر بر .. فضيلة .. ثمر مختلف عن ثمر أولاد العالم .. أولاد الله حياتهم فيها ثمر الروح .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. وداعة .. تعفف( غل 5 : 22 ) الإنسان المسيحي حياته مثمرة لله .. تعرفه من ملامحه .. من كلامه .. من سلوكه .. تصرُّفه .. مظهره .. لِبسه .. الآباء القديسين يقولون لنا إملأ قلبك سلاماً وكثيرين حولك يخلصون .. جميل أن الفضيلة تُزرع داخلي وتنمو إلى أن تُثمر .. وما أجمل أن أشهد للمسيح بثماري .. ما أجمل أن تخرج مني ثمار تشهد لنوع الشجرة الخاصة بيَّ .. كلٍ منا شجرة صغيرة مغروسة في شجرة كبيرة ( الكنيسة ) .. كلٍ منا في طقس صلاة المعمودية يُدهن بالزيت من الكاهن ويقول له { تُغرس في شجرة الزيتون اللذيذة .. في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة } عندما غُرسنا فيها أخذنا شكلها وتعاليمها ثم ثمارها .. يُقال عن أحد الملوك كان يُعذب المسيحيين فوجد فيهم شئ غريب أنهم يحبون التعذيب .. يسعون للإستشهاد ويُقبِلون عليه بالآلاف .. ومن يُقبِل على الموت نجده يُصلي ويُسبح .. شئ يُثير العجب .. فأرسل الملك شخص جاسوس وطلب منه أن يعيش في وسط المسيحيين ويقول له كيف يُفكر هؤلاء وكيف يعيشون ؟ هل هذا لون من ألوان الإنتحار ؟ قل لي أفكارهم .. فكتب هذا الجاسوس تقرير للملك يقول له : " لم أرى مثل هؤلاء .. لا يزنون ولا يسرقون .. لا يكذبون .. يعيشون في العالم غرباء كأنهم ينتظرون مدينة أخرى .. يقولون أنها مدينة باقية .. يعيشون في العالم ولكن ليس حسب العالم .. أي مدينة يسكنونها يعتبرونها كأنها وطن غريب .. يُشبهون النفس في الجسد .. مختلفين عن الجسد لكن عايشين مع الجسد وهم سر حياة الجسد " .. ويقول أيضاً : " أن المسيحيين هم سر حياة العالم " .. فإنها شهادة جميلة عن أولاد الله الذين أحبوا المدينة السماوية .. عندما نحتك بإنسان تظهر ثماره الداخلية .. إن وُضِع في اختبار للأمانة أو المحبة .. الغضب .. الشهوة تظهر ثماره .. فكيف أصل إلى أن أكون مسيحي فِعلاً .. ويكون داخلي ثمر يُمجد ربنا ؟

مبادئ الرهبنة والحياة المسيحية

تُعيد الكنيسة اليوم يا أحبائى بتذكار نياحة الأنبا أرسانيوس مُعلم أولاد الملوك , و غدا إنشاء الله تذكار نياحة الأنبا باخوميوس أب الشركة , طبعا قديسي رهبنة , مؤسسي حركة رهبنة , تركوا علامات فى نفوسنا و فى الكنية كلها و لهذا أريد أن أكلمكم عن مبادئ فى الرهبنة , مبدأيا واحد يقول لى يا أبونا نحن سوف لا نترهبن , فلماذا تقول لنا هذا الكلام , أو واحد مُتزوج , فإذاكنت كُتزوج فكيف تُكلمنى عن الرهبنة , أقول لك " إحذر الرهبنة ليستللرهبان فقط و ما الرهبنة إلا حياة مسيحية كاملة " فما هى مبادئ الرهبنة ؟؟ يقولوا عن إن هُناك 3 مبادئ , سنتكلم عن كل مبدئ فى كلمات قصيرة , فيقولوا إن الرهبنة هى 1) فقر 2) عفة 3) طاعة , فماهو رأيك أن جعلنا الذين يعيشوا فى العفة هم الرُهبان فقط , هل يليق ؟؟ هل الذى يعيش فى الطاعة الرُهبان فقط ؟؟ هل يعيشوا الفقر الرُهبان فقط ؟؟ فالرهبنة هى طاعة للوصية فى كمالها , و لكن ليس هذا يُعنى إننا مدعوين إلى طاعة الوصية فى تمام , فما الرهبنة إلا حياة مسيحية نموذجية و علينا أن نسعى إليها و نترقبها و نحياها و ليس الرهبنة زيا و لكن الرهبنة هى حالة , ليس الرهبنة زيا و لا مكانا و لا اسما و لكن الرهبنة هى حالة حياة و لهذا يقولوا " على كل مسيحى أن يحيا راهبا " لأن الدافع الحقيقى لها هى الوصية الإلهية و كلمة الله , فنمرة 1) الفقر : ما هو الفقر ؟؟ الرُهبان عاشوا كفقراء لله فالوصية تقول " اذهب و بع كل ما لك و أعطيه للفقراء " و الإنجيل ليس مكتوب لفئات و فئات و لا لأعمار و أعمار و لا لبلد و بلد و لا لرجل و لا لإمرأة , فالإنجبل مكتوب للكل , و الوصية مكتوبة للكل , أنبا أنطونيوس سمع و أطاع , القديس أرسانيوس الذى نُعيد له اليوم , هذا رجل عاش فى رفاهية شديدة جدا , فهو مُعلم أولاد الملوك , فمن كثرة علمه و معرفته و إدراكه و رقيه كان الملك يُحضره ليعلم أولاد هو كان من المعروف إن أولاد الكلك سيصبحوا ملوك أو يُصبحوا أمراء على مقاطعات أو بلاد , إذا يجب أن يكونوا مُثقفين ثقافة عالية جدا جدا جدا و أرسلنيوس هذا , هو الذى كان يُعلمهم , فكان سرى و مُنهم و مرفه جدا جدا جدا و لكن مع كل هذا ترك كل شئ و جاء إلى برية مصر و عاش فى البرارى و عاش فى فقر كامل , لدرجة إنهم يقولوا إن القديس أرسانيوس كان قليل جدا فى أكله كان قليل جدا فى كلامه , كان يأكل بمعيار و يشرب بمعيار و يتكلم بمعيار, فما الذى جعله يفعل هذا ؟؟ أقول لك الوصية و المحبة الإلهية الطاعة الكامله لكلمة الله , ما الذى يجعله يترك التنعم ؟؟ كان بجدل الخوص و لا يًغير المياه التى يجدل بها الخوص فكانت المياه عندما تتراكم يوم مع يوم و شهر مع شهر , فالمياه مع جدل الخوص تعمل رائحة كريهة , دخل له مرة واحد يزوره فلم يستطع أن يستحمل هذة الرائحة المقذذة , فقال له : كيف تستحمل هذة الرائحة الكريهة ؟؟ فقال له " أنا أعوض هذة الرائحة الكريمة التى كنت أشتمها بهذة الروائح الكريهة , فأشتم الآن روائح كريهة عوض الروائح الكريمة التى أنا إشتمتها " . ما الذى يجبر الإنسان على هذا , مل الذى يجعل الإنسان يختار لنفسه الباب الضيق , و لهذا يقول لك " جيد جدا إنك تُساعد الفُقراء و لكن ما هو أجمل أن تحيا أنت فقيرا , جيد جدا أن تُضيف الغرباء و لكن ما هو أجمل أن تحيا أنت غريبا " فهناك فرق , فرق بين إنك ترى واحد فقير فتأخذ شئ من جيبك و تُعطى له و لكنك لم تُصبح فقير عندما أعطيت له هذا الشئ " فجيد أن تُساعد الفقراء و لكم ما هو أجمل أن تحيا أنت فقيرا "فماذا يُعنى بالفقر ؟؟ يقول لك " الفقر هو التخلى عن كل ما يُعطى الإنسان سُلطان , كل ما يُعطى الإنسان ذات , الفقر عن الكرامة , الفقر عن الممتلكات , الفقر عن الذات , الفقر عن الملذات , هى حالة من الفقر الكامل , القديس العظيم أبو مقار له صورة عظيمة جدا , فله صورة و هو يديه الإثنان مفتوحتان , فماذا تُعنى هذة الصورة ؟؟ يُريد ان يقول لك . انا يدى بيضة أنا لو أملك شئ ز لم أمسك شئ و لم آخذ شئ , الفقر تُعنى حالة من حالت التخلى , فوصلت بالقديسين الدرجة إنهم يقولوا عنهم " يستسقل حتى الثوب الذى عليه " فحتى الثوب هو يشعر إنه كثير عليه , يصل به إنه يقول لك " إنك إن ألقيت بثوبك على الطريق لا يلتفت إليه إنسان " إذا ألقيت ثوبك , الناس سوف تعتبره إنه قطعة قماشة قديمة , لا يلتفت لها أحد , و لكن يقول لك " نحن وصلنا إلى هذا الطريقة لكيما نربح هذة الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن " فواحد من القديسين يقول لك " نحن نربح الغالى بالرخيص " فيقول بقليل من الماء وكسرة خبز و ثياب رصة, بربح الملكوت "نحن نأخذ الغالى بالحاجات الرخيصة , فتملى الواحد يربح الع=غالى بالغالى أيضا و لكن إلا فى هذا الموقف فإنك تربح الغالى , بالأشياء التى أنا أعكيها لك بإنك تُظهر تخلى عنه , فالنموذج الأعلى للفقر ليس الأنبا أنطونيوس و ليس الأنبا أرسانيوس و ليس الأنبا باخوميوس و لكنه شخص ربنا يسوع المسيح القدوس المُبارك الغنى الذى إفتقر ليُغنينا بفقره , الإله الذى صار إنسان لا أبدا بل أحقر من أى إنسان , الذى ولد فى مزود و الذى وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب " و جاء يوم غسل أرجل التلاميذ و إئتزر بمئزرة , فغسل الأرجل هذة , هى مُهمة العبيد الأردياء , العبيد درجات فى العُرف اليهودى و العرف الرومانى فهناك عبد مُثقف , هناك عبد يخدم أعمال لائقة , هُناك عبد قديم, فيأخذ شئ من الكرامة , و لكن العبد الحقير جدا يعمل أحقر الأمور منها غسل أرجل الناس , و ربنا يسوع عندما أخذ شكل العبد أخذ شكل أقل عبد و كأنه جعل نفسه آخر الخليقة كلها , وُلد فى مزود حقير لا يُعد , ليس له إين يسند رأسه , هو غنى إفتقر لُغنينا , أقول لك خُذ منها على قدر طاقتك , فأول درجة فى الفقر ألا تتكل على غناك , من الممكن ان يكون لك مال و لكن هل هذا المال هو يقينك هو رجاؤك هو سكتك ؟؟ و لهذا إذا كان لك مال لا تحسب إن هذا المال هو مصدر فقر لك و لا تتكل على غير يقينية المال , فالمال ليس يقين . فتعالى شاهد أحوال الناس , تجد الناس شوية فوق و شوية تحت , تجد الوحد كان فى أبهى حالاته و فجأة تسمع إنه من الممكن أن تكون أحواله تدهورت إلى أقصى الدرجات , فالمال غير يقين . إذا أردت أن تعيش الفقر لا تتكل على غناك , إذا أردت أن تعيش درجة أجمل من الفقر كُن دائم العطاء , إذا أردت أن تعيش درجة أجمل و أجكل لا تتمسك بشئ إذا أردت أن تعيش درجة أجمل و أجمل و أجمل إنك تصرف من مالك حقيقة , فيكون مالك معك و لكنك لا تتكل عليه , درجة إنك تكون يقينك و قلبك ليس فيه , درجة ثانية إنك تُعطى , درجة ثالثة و هى الإنفاق الكامل , عندما يقولوا لك " اعطوا أمتعكم و إعطوا صدقة " فأنت فى أية درجة من درجات الفقر , " هل تثحب التنعم " يقول لك هناك نُسك للجسد هو الإمساك عن الأطعمة و هناك نُسك للنفس و نُسك النفس هو العوز , إنك تشعر إنك لسي كل شئ أنت تميل إليه تأخذه . فكر , نحن اليوم نعيش فى مُجتع إستهلاكى , تجعل الشخص يُرغب جدا فى الشئ و يجعله يقتنيها و بعدما يقتنيها بعدها ببضعة أيام أو شهور أو سنوات , يجعله يُهملها و يُشوقه إلى غيرها , فهذة هى ثقافة الترغيب ,يطلع عربية ثم الأحدث ثم الحدث ثم الحدث . يطلع موبايل ثم الأحدث ثم الأحدث ثم الأحدث فيجعل الشخص الذى أحضر موبايله من 6 شهور فقط , لا يُعجبه , فأقول لك , تُريد أن تقتنى الفقر , فعود نفسك أن تقتنى ما تحتاجه و لا ما تشتهيه فقالفقر ليس للرهبان فقط , فقال معلمنا بولس الرسول " تدربت أن أكون مُكتفيا بما عندى", تدربت أن أجوع و أن أعطش و أن أنقص و أستفيض " , فإذا أردت ان تعيش الفقر , تعلم كيف تكون غنى من داخلك , تريد أن تعيش الفقر , تدرب على أن تعيش الدرجة التى قال عنها بولس الرسول " الذين يشترون كأنهم لا يملكون , الذين يستعملون هذا العالم و كأنهم لا يستعملونه " ماذا يُعنى بالذين يشترون و كأنهم لا يملكون , بيعنى أنت تجيب شئ و لكنك لا تشعر إنها ملكك و لا أشعر إنها قد ملكتنى , ففى الحقيقة , كثيرا ما تملك الأشياء على الإنسان و بدل ما يكون هو المالك للأشياء تصير الأشياء مالة له و لهذا يقولوا " إن المال سيد رضئ و عبد جيد " فعندما يسود المال على إنسان يكون سيد رضئ و لكنه عبد جيد . فيقول لك " إجعل مالك فى يدك و فى جيبك و ليس فى قلبك " فشوف عندما يوجد إنسان يقينه فى المال , مرة من المرات كُنت أزورشاب يعمل فى البرصة فقال لى يا أبونا " أنا مُتأثر جدا فمن قيمة كام يوم حدث موقف إنه كان يوجد رجل غنى جدا , لديه أسهم كثيرة جدا فى البرصة و سمع إن سهمه نزل فوقع مات , فهذا الإنسان قلبه فى المال , فقال " حيث يكون كنزك هُناك يكون قلبُك أيضا " و لهذا أول دعوى أقولها لك هى دعوة الفقر فمن الجميل جدا إنك تعيش مُتحررمن كل ملكية , جميل جدا إنك تكون غير ساعى إن قلبك يكون مربوط و لهذا يقول لك " إذا أحضرت حمامة و جلست تؤكلها كثير كثير كثير , سوف لا تستطع أن تطير , فكيف تطير ؟؟ فالحمامة يجب أن تكون خفيفة حتى تطير . كلما أنت إرطبت كثير كثير كثير و زادت ملكياتك , فتربتطك إلى أسفل و يكون من الصعب عليك إنك تطير , تُريد قامة عالية جدا جدا جدا حتى تستطيع أن تكون غنى و طائر فى نفس الوقت . من الغنى الطائر ؟؟ الذى لا يجعل قلبه فى المال , بل يصنع صدقات بالمال و يصنع حُب بالمال , فجميلجدا إذا كان هُناك واحد غنى يُكثر من العطايا لله , فواحد مرة قال " أنا عشت غنى على الأرض و أريد أن أكون غنى فى السماء , فعمال يصنع صدقات , فكاهن قال له يا عم أن شايف إن هذا القدر كبير , أنا خايف أحسن ولادك أو مراتك يعتقدوا إننى أضحك عليك و كل شوية تجيب فلوس تجيب فلوس و أنا عمال أقول لك ربنايخليك و كتر خيرك , أحسن يقولوا لك أبونا قصر عليك أو حاجة , فكفى هذا , فقال لى يا أبونا أنا عشت على الأرض غنى و أريد أن أعيش فى السماء غنى أيضا , فهذا الإنسان يعرف إن كل شئ مربوط ببعضه , مش هنا حاجة و هناك شئ آخر , ما حياتنا فى السماء إلا إمتداد طبيعى لما نحياه على الأرض , فإن كُنا نُريد أن نحيا لله على الارض فأكيد سوف نحيا لله فى السماء , 1) الفقر فتجد هذا الفقر واضح جدا فى جميع الآباء , تجد الإنسان قلبه لا يتعلق بشئ , لا بمكان و لا بشئ و لا بثروة , فيقولوا عن القديس أرسانيوس مُعلم أولاد الملوك , الذى نحتفل نحن به اليوم , إن أحد أقاربه جاء إليه من سفر بعيد و قال له ابشر " هناك واحد من أحائك الغاليين عليك جدا كتب ثروته كلها لك و أحضر إليه الوثيقة , فخبر مثل هذا ما الذى يفعله فينا!! و لكن يقول لك القديس أرسانيوس غضب و صاح ومسك هذة الوثيقة ومزقها و قال له , :أنا مُت قبله , كيف لميت أن يرث ميت " فما هذة القوة!! اليوم تجد الشباب على الإنترنت , يطلع له حاجات تلف و تقول له مبروك أنت كسبت مليون جنيه و تجد الولد أصبح فى غاية الفرح و تظل دماغه تلف ألف لفه مع هذا الشئ الذى يلف و يسير وراءهذا الموضوع و لكن هذا الموضوع كله ,يكون لأنه يُريد أن يأخذ بيانات منه و يضحك عليه و ينقضى الموضوععند ذلك , و لكن كل هذا يحدث إذا كان قلب الإنسان ليس شبعان من المسيح .1) الفقر : فالفقر شرط و إياك أن تعتقد إن هذا الفقر للرهبان , يجب إنك تذوق لمحه من لمحات الفقر , فليس من السليم إنك كل نا تشتهيه تقتنيه و لا تضع قلبك فى المال و أكثر من عمل الرحمة والعطية ولا تتطلع إنك تكون غنى بمفهوم الغنى الأرضى . 2) العفة : تجد الآباء الرهبا , هناك خط مُشترك يجمع بينهم و هو العفة , فالعفة ليست للرهبان , العفة لكل مسيحى , عندما يقول لنا ربنا يسوع المسيح " إن من نطر إلى أمرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه " فهو لم يقل هذة الآية للرهبا فقط , لم يتكلم عن أن سراج الجسد هو العين " إن كانت عينك نيره فجسدك كله يكون نيرا و إن كانت عينك مُظلمة فجسدك كله يكون مُظلما " لم يقُل هذا الكلام للرهبان , فمعلمنا بولس الرسول عندما يتكلم عن الطهارة و يقول " مجدوا الله فى أجسادك و فى أرواحكم التى هى الله و أن الجسد لسي للزنى " فهذا الكلام لا يقوله للرهبان فقط , العفة هى حالة من التعففو الإرتفاع و إنتصار الروح على الجسد , لمحة من الحياة الملائكية , هذة هى العفة , هى غلبة للطبيعة و لهذا أستطيع أن أقول " إن كل مسيحى عليه أن يحيا عفيفا , تُحاول إنك تُقدس نفسك و تُقدس عينك و تُقدس مشاعرك , تُحاول إنك تضبط نفسك , تُحاول أن يكون لك مشاعر مقدسة لله , لا تؤمنك ضد أى مشاعر أخرى غريبة و الدنس سهل تقرأ فى الإنجيل بعد عدة إصحاحات من الخليقة , يقول لك بعدما تعب اللع فى الخليقة , و يقول لك "رأى أولاد الله إن بنات الناس حسنات فإختاروا لهم من بنات الأرض من كل ما أرادوا " فمن البداية كانت توجد هذة الشهوات و كُلنا نعلم قصة الطوفان و كلنا نعلم قصة سدوم و عمورة و كُلنا نعلم السقطات الكثيرة التى السبب فيها هى خطايا الجسد و لهذا أستطيع أن أقول لك ,إن العفة شئ مُهم جدا فى الحياة , القديس باخوميوس الذى نتكلم عنه اليوم , يقول لك " تأمل كثيرا فى عفة يوسف و كن حاسد له " يعنى إحسده على عفته حتى تقتنيها أنت , تتمثل بعفته , تمثل بعفة يوسف , الذى كانت تُطارده إمرأة فوطيفار إياك أن تعتقد , إنها كانت وليدة يوم أو لحظة , و لكنها كل يوم فى حين إنه عبد , فى حين إنه شاب , فى حين إنه فى ظروف جيدة و صعبة , كان من الممكن إذا فرط فى عفته بحسب التفكير البشرى ,كان من الممكن ان يكون هذا منفذ له , لراحته أو لنجاته , أبدا و لكنه لم يُفرط فى عفافته , فالعفة هى عفة سلوك , عفة حواس عفة مُقتنيات , العفة أمر شائك جدا فى حياة الإنسان و لهذا أستطيع أن أقول لك , الإنسان المسيحى لابد أن يحيا عفيفا , بل من الممكن أن أتجاسر و أقول , على كل مسيحى أن يحيا بتولا , تقول لى "كيف أكون بتولا ؟ فأقول لك فى الحقيقى القديسين قالوا لنا تعريف للبتولية غير الذى أنت تتوقعه " البتولية الحقيقية هى نفس لم تتزوج بمحبة العالم" بالبتولية ليست حالة جسد , هذة هى البتولية , القديس باسيليوس كان يقول " أنا لست بتولا مع إنى لم أعرف إمرأة " قصده يقول إن نفسه تشنهى أشياء كثيرة , فالقديسين كانوا كثيرا ما يتكلمون عن أنفسهم بإتضاع , فمن الممكن أن يُنسب إلى نفسه ما ليس فيه , عكسنا نحن , نُنفى عن أنفسنا ما فينا من خطايا و هو يُنسب إلى نفسه ما ليس فيه و لهذا البتولية العحقيقية هى نفس لم تتزوج بمحبة العالم , فواحد من الأباء قال لك " ما الفرق بين البتول و بين المُتزوج ؟؟ فقال البتول قد أمسك نفسه عن كل النساء و المُتزوج أمسك نفسه عن كل النساء إلا واحدة , إذا ال2 مُشتركين فى مساحة كبيرة جدا من البتولية . فهل المُتزوج معناه إنه يعيش بحواس مُنفرده أو غرائز مُنفرده ؟؟ أبدا , و لهذا أستطيع أن أقول لك "إن الحياة المسيحية هي لون من ألوان العفة و لهذا كُن ضابط لنفسك و لا تسمح لنفسك أبدا بأى إستهاة فى حواسك لإلا تندنس أو لإلا تُدنس كيانك كله و لهذا القديس باخوميس أب الشركة و مؤسس حركة رهبانية كبيرة و كان له الآلاف من التلاميذ , فكان يُعلم أولاده و كان دائما يعظ فى أمور العفة و كرامة العفة و يقول لهم , إن هذا هو الوقود الذى سوف يُصلكم إلى الشوق الإلهى و يُكلمهم عن كرامة الله فى أجسادهم و حفظ أجسادهم و حفظ مشاعرهم . جميل جدا يا أحبائى إن الإنسان يكون عارف إن كيلنه كيان فريد , الله سمح للإنسان بأن تكون له روح تتوق إلى الله و له عاطفة تُحب و تشعر و له فكر و له إرادة و له غريزة أيضا . فإن كان الإنسان يحيا بحسب غرائزه فقد تخلى عن أغلى ما يملُك , تخلى عن روحه و تخلى عن عواطفه و تخلى عن عقلهو تخلى عن إرادته , و لهذا يقولوا مُعادلة جميلة جدا " خلق الله الحيوان لديه غريزة بدون عقل , خلق الله الملائكة و لهم عقل دون غريزة , خلق الله الإنسان و له عقل و غريزة, إذا فإذا إتبع الإنسان غرائزه صار أردأمن الحيوان , نقول لى لماذا ؟؟ أقول لك و هل الحيوا لديه عقل أو روح أو إرادة أو عاطفة؟؟ فإذا تبع الإنسان غرائه صار أردأ من الحيوان و إذا تبع الإنسان عقله صار أعظم من الملائكة , لماذا ؟؟ لأنه لديه غريزة , الملاك , ليس لديه غريزة , فلهذا هى غلبة للطبيعة , 1) الفقر 2)العفة . 3)و الأخيرة و هى الطاعة : تجد الطاعة ثمرة للإتضاع , تجد الطاعة أمر يخرج بشئ تِلقائى من النفس , القديس باخوميوس كلن مُطيع و كان يُحب يُربى أولاده على الطاعة جدا , كان يُحب يُساوى نفسه بأقل واحد . أنتوا تعرفوا إن القديس باخوميوس رفض أن لا يكون هو أو أى واحد من جماعات الرُهبان الكثيرة التى تُلقى من عنده التعاليم التى تصل أعدادهم إلى ألوف مؤلفه , أن يأخذ رُتبة الكهنوت , القديس باخوميس ليس لديه رُتبة الكهنوت , كان رهب فقط , و لكن لماذا رفض رُتبة الكهنوت ؟؟ فقال حتى لا يكون هُناك أحد أفضل من أحد , حتى لا يكون هناك واحد أعلى من الثانى و كان يخرُج ليجمع من الحقل , كان يخرُج مع تلاميذه و معه نفس القفص الى سيجمع به المحصول , فمرة واحد من التلاميذ الصُغار قال له :"أنا لازم أحمل هذا عنك , لا يصح إنك تحمل " فقال له : لماذا , هل أنا أحسن منك ؟؟ و قال له , ليس من الممكن أن يكون هُنا نفس القواعد التى فى العالم , إنه صغير يُستعبد لكبير " ليس من الممكن أبدا و رفض و كان دائما يجعل نفسه آخر الكُل . فالإتضاع يولد طاعة , من سمات جيلنا التمرد , و من إين يأتى التمرد ؟؟ من العصيلن , و من إين يأتى العصيان ؟؟ من الذات , و لكن الطاعة من الإتضاع . و لهذا سمة الراهب , الطاعة , سمة المسيح الطاعة , الطاعة لمن ؟؟ الطاعة لكلمة الله و الكنيسة و المُرشدين , الطاعة فى البيت , طاعة الزوجة للزوج , طاعة الزوج للزوجة , طاعة الأبناء لوالديهم و لهذا الطاعة تؤمن الناس من أمور كثيرة و شئ غالى جدا يتحلى به الإنسان , فتقرأ فى الكتاب المُقدس فيقول " ففعل كما أمره الرب " و تكلم بما أمره الرب " " و فعل كل مل أمره الرب " إقرأ عن نوح , تجد إنه عما بالضبط مثلما قال له الله , لماذا يفعلوا هذا ؟؟ هذة هى الطاعة , يقول لك عن مرة صمؤيل النبى كان غاب شوية و بعد ذلك شاول الملك كان دخل حرب و أخذ غنائم و هو كان مانعه أن يأخذ غنائم , و لكن شاول لم يأخذ الغنائم فقط و لكنه قدمها أيضا ذبيحة , فقالوا له هذا لا يصح أنتلست كاهن حتى تفعل هذا , فقال و ما الذى سأفعله فصموئيل تأخر , فبدأ بالفعل يُقد ذبيحة , فعندما آتى صموئيل النبى جاء قال له , ما الذى فعلته يا شاول ؟؟ فقال له أنا قدمت الذبيحة لأنك أنت تأخرت , فقال له " هوذا الرب قد رفضك , فقال له لماذا أنا لم أفعل جريمة فقال له " إن الطاعة أفضل من الذبيحة " فتقدمة الذبيحة , الموضوع شكله جميل و أنت لم تفعل شئ خطأ و لكن "الطاعة أفضل من الذبيحة و الإستماع أفضل من سحم الكباش " فعندما يأتى واحد يقول لى , أنا فى البت قالوا لى , إننى لا أنزل إفتقاد و لكننى أود أن أنزل إفتقاد , ففى الحقيقة أنزل إفتقاد بدون أن أقول لهم , لكننى أقول لهم لا , لأن الطاعة أفضل من الإفتقاد , فواحد من القديسين قال " أطع الله يُطيعك الله " فإذا أطعت الله , الله يطاوعك , فمن الممكن جدا أن يأمر قديس وحش أن تأتىأو تهب يقول لنهر يُشق , فيُشق . أطع الله يُطيعك الله , فالطاعة جميلة و نحن فى زمن فيه تمرد و عُصيان و ذاتيه وكبرياء . تخلى عن ذاتك , تخلى عن كبريائك , قدم طاعة , قدم حُب قدم ثقة , لأن فى الطاعة كنز , فى الكاعة جوهرة , جميل جدا أن يحيا الإنسان مُطيعا لله و لمُرشديه و لأبائه و مُعلميه , يطاوع , فيقول لك " إن الطاعة تحميك من هم الطريق " الطاعة تؤمنك من الدخول للميناء , الطاعة , من الممكن أن تنجو بالطاعة , من الممكن أن تهلك بالعصيان , فيوجد كثير من الناس نجت بالطاعة و كثير من الناس عاشت فى سلام لمجرد الطاعة , فيقول لك بقدر ما تُطيع مُرشدك بقدر نا تُلقى بهم خلاصك عليه و لكن يجب عليك أن تطاوعه , فتعالى إسمع أى كاهن فى عظة و شوف ما الذى تطاوعه الناس و مالذى تسمعه من الكلام الذى قيل , ما الذى تُنفذه ؟؟ تعالى إسمع مُعترف يأخذ تداريب , شوف , ما الذى يفعله منها , تعالى شوف 2 فى خلاف و هناك واحد يُريد أن يُصاحهم و لكن كل واحد يُريد أن يُطاوع الذى على كيفه , و من الممكن إنه يكون أتى لأبونا لا لكى يسمع كلام أبونا و لكن حتى يُنصرهأبونا على الطرف الآخر و إذا لم يُنصره أبونا على الطرف الآخر يُصبح أبونا الغلطان , إذا فلا يوجد طاعة , فالطاعة هى ثمرة من ثمار محبة الله للنفس و لهذا الرهبنة طاعة , و لهذا الحياة المسيحية المُثمرة لابد أن يكون بها طاعة , فترى الإنسان بدون جدل يُنفذ الوصية , بدون جدل يُنفذ تدريب , ترى إن نفسه إستراحت جدا , لماذا , لأنه شعر إن هُناك واحد مسؤل عنه يُدبر كل أموره , فيعيش مرتاح , الإنسان عندما يشعر إنه مسؤل عن نفسه و ماشى بزكاؤه و بزراعه , تجده يعيش فى إضطراب و لهذا قال "إن الرب لا يُسر بساقى الرجل , بل يُسر الرب بخائفيه و الراجيين رحمته " . فتجد الإنسان الذى يعيش فى الطاعة , تجده مُهئ لبركات كبيرة جدا , مبادئ , مبادئ فى حياتنا لابد أن نحياها , وضعها القديسون , ليس بالفلسفة و لا بالكلام و لا بالعظات , أقل ناس تكلمت هُم أكثر ناس فعلوا , و أكثر ناس تتكلم هى أقل ناس تعمل , جميل جدا إنك ترى إن أبائنا حاتهم شهدت عن كل ما قاموا به , فالأنبا باخوميوس , شوف كلامه و شوف سيرته , فترى كلامه مُنطبق تماما مع سيرته و سيرته مُنطبقة تماما مع كلامه , وهكذا القديس أرسانيوس , هُناك خطر فى حياتنا إن الذى نتكلم به بعيد تماما عن أفعالنا و الذى نعرفه بعيد تماما عن سلوكنا , فصار سلوكنا فى ناحية و ما نعرفه فى ناحية , أنا مسيحى , الإنجيل على رأسى , الوصية هى التى تحكُمنى و سير الآباء هى القدوة بالنسبة لى و القديسون أصدقائى و الكنيسة مرجعى , فكون غن حياتى تفقد هذا الإطار , أنا أكون خرجت عن رعية بيت أهل الله , و لهذا الكنيسة تضع لنا شموع على الطريق نملذج حية مُفرحة , تُعيد اليوم بالأنبا أرسانيوس و اليوم الذى يسبقه بالملاك ميخائيل و الست دميانة و غدا بالأنبا باخوميوس أب الشركة , و يعد يومين تُعيد ليوحنا الحبيب , فهناك كنز أمامك و كأن الكنيسة كل شوية تُعطى لك نموذج مُفرح , حتى يكون وقيد لك فى الطريق , حتى لا تخور و حتى لا تفقد العلامات التى تُسندك فى الطريق , الله يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة مرضية كاملة أمام الله , نعيش بالمبدأ الذى عاش عليه الآباء,. 1) الفقر. و 2)العفة. و 3) الطاعة . فقُل له يا رب أنا لا أقدر أن أُنفذ كل نا أسمع و لكن هب لى أن أبدأ , إعطينى أن أعيش شئ من الفقر من أجلك , إعطينى ان اقترب من أعتاب العفة الحقيقة التى تُرديك , إعطينى طاعة كما أطعت انت حتى الموت ربنا يُكومل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان وإلى الأبد آمين .

صفات رجل الله

هُناك أربعة صِفات للخادِم أو لِرجُل الله أو لإِنسان الله ، سوف نأخُذهُم مِنَ خِلال أربع شخصيات تُسمّيهُم الكنيسة رؤساء الآباء :- 1/ إِبراهيم 2/ إِسحق 3/ يعقوب 4/ يوسِف فِى الألقاب التّى تُقال عنهُم الآباء البطارِكة لأنّ بطرك يعنِى بطرِيرشيس ، بطرِى = أب ، شيس = رئيس ، بطرِيرشيس = رئيس آباء سنأخُذ أربع صِفات رؤساء الآباء بحيث نبحث وراءهُم لِنجِد فيهُم صِفة مُتكامِلة لِرجُل الله :- 1/ أبونا إِبراهيم – الأُبوّة وَالحُب :- مِنَ الواضِح فِى صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ أب مُحِب ، أول إِنسان أقام الله معهُ عهد بعدما أعلن الله غضبة على الإِنسان وَالبشريّة قال لهُ سأجعلك أُمّة عظيمة وَتكون مُباركاً ، وَأجعل نسلك مُباركاً ، لِدرجِة أنّنا نعتبِر أبونا إِبراهيم هُو الشمعة التّى أضاءت فِى جنس البشريّة ، وَظلّت هذِهِ الشمعة تتوالى ، تتوالى ، لِغاية لمّا جاء ربِنا يسوع المسيح لأنّ أبونا إِبراهيم كان فِى صُلبِهِ إِسحق ، الّذى فِى صُلبِهِ يعقوب وَيعقوب فِى صُلبِهِ الإِثنى عشر أسباط إِسرائيل ، الّذى بينهُم سِبط يهوذا الّذى جاء مِنهُ ربّ المجد يسوع المسيح ، فنستطيع أنْ نقول أنّ أبونا إِبراهيم صاحِب الشمعة التّى إِخترق بِها ظُلمة البشريّة لِغاية لمّا وصّلِتنا لِربِنا يسوع المسيح وَقال لهُ تتبارك فيك جميع قبائِل الأرض ، وَمِنَ أكثر صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ مُحِب ، أب ، راعِى ، مُتسِّع القلب ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم بأنّهُ شفيع ، بأنّهُ إِنسان لاَ يهتِم بِما لِنَفْسَه وَلكِن بِما للآخر ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم أنّهُ لاَ يحيا لِنَفْسَه فقط وَلكِن للآخرين أيضاً مثلاً فِى قِصّة أبونا لوط إِبن أخو إِبراهيم ، يعنِى أصغر مِنّه فِى السِن ، وَلمّا حدث خِصام بين رُعاة إِبراهيم وَرُعاة لوط وجدنا أبونا إِبراهيم هُو الّذى يأخُذ خطوة السلام وَيقول[ لاَ تكُن مُخاصمة بينِى وَبينك وَبين رُعاتِى وَرُعاتك ] ، لاَ داعِى للخِلاف أو الإِنقسام ، إِختار المكان الّذى تُريِده وَأنا أسير عكسه ، وجدنا هُنا الإِحتمال رغم أنّهُ فِى الأُبوّة معروف أنّ الصغير يُطيع الكبير ، وَلكِن أبونا إِبراهيم كأب أخضع نَفْسَه للوط كإِبن لهُ 0 الخِدمة تحتاج مِنّا إِلَى إِتساع قلب ، تحتاج حُب ، تحتاج رِعاية ، تحتاج تضحية ، نرى تنازُل أبونا إِبراهيم للوط رغم أنّهُ يستطيع أنْ يقول لهُ أنت تذهب هُنا أوْ هُناك ، لكِن نجِده يُخضع نَفْسَه للوط ، لِماذا ؟ حُب وَلمّا سمع أنّ أبونا لوط فِى سدوم وَعمورة وَأنّهُ سُبِى وَوقع تحت أسر الملوك إِنزعج وَأخذ معهُ 318 رجُل ، وَأحياناً الآباء يقولوا أنّ هؤلاء ألـ 318 المُجتمعين فِى نِقية رِجال الإِيمان الّذين ذهبوا لإِنقاذ الكنيسة ، وَهُنا أبونا إِبراهيم جمع رِجاله ، وَذهب لإِنقاذ لوط رغم أنّ لوط لاَ يستحِق هذِهِ المحبّة ، لكِن وجدنا أبونا إِبراهيم لهُ حُب وَإِتساع وَيُدافِع عَنِ لوط حتّى وَإِنْ كان أخطأ فِى حقِّهِ الخادِم المفروض لاَ ينظُر إِلَى ما هو لِنَفْسَه وَلكِن إِلَى ما هو للآخرين ، الخِدمة قلب مُلتهِب بِمحبّة الآخرين مِنَ خِلال محبّة الله ، قلب يِأن لضعف الآخرين ، أبونا إِبراهيم لمّا سمع أنّ لوط مسبِى لَمْ يحتمِل ، وَنحنُ هكذا محبِتنا وَأُبوِّتنا لأولادنا تُعطينا أنْ نِأن عليهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ مَنَ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنَ يعثُر وَ أنا لاَ ألتهِب ، مَنَ يمرض وَ أنا لاَ أمرض] ، سامحونِى أحبائِى نحنُ نخدِم بالشكل كم مُشكِلة نسمعها وَ لاَ نِأن ، كم ولد وَبِنت نسمع عنهُم ظروف صعبة وَ لاَ نِأن ، ناس محتاجة تغيّر الشقة لاَ تستطيع أوْ لاَ تُحِب أنْ تصنع معهُم شىء ، فنرُد عليها قائلين ، قدِّمِى مِنَ أجلهُم صلاة ، حُب ، إِحتضان ، مشورة ، فِى ناس أُقدِّم لها محبّة وَناس تحتاج أُقدِّم لها مشورة ، وَناس تحتاج أُقدِّم ما فِى طاقة يدِى مُعلّمِنا بولس الرسول كان رجُل فقير وَهُو نَفْسَه قال [ أنا تدرّبت أنْ أجوع وَأنْ أعطش ، حاجاتِى وَحاجة الّذين معِى خدمتهُم هاتان اليدان ] ، أىّ أنّهُ كان يعمل بيديِهِ ، لَمْ يكُن معهُ مال كثير لِيحِل مشاكِل النّاس ، وَلكِن معهُ طاقة حُب وَمعهُ أُبوّة ، نقرأ عنهُ فِى رِسالة تسالونيِكِى [ هكذا كُنّا حانّيين إِليكُم ، كُنا مُترفّقين بِكُم كما تترفّق المُرضِعة بأولادِها ] ، وَ فِى غلاطية يقول [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِهُم إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيهُم ] ، مُخاض الوِلادة (آلام الوِلادة ) = أنا أتألّم فيكُمْ لابُد أنْ يكون لنا إِهتمام يصِل إِلَى إِهتمام الأب ، الأُم ، المُحِب ، مُعلّمِنا بولس الرسول دائِماً لمّا يُرسِل رسائِل يقول [ يا أولادِى الّذين أشتاق إِليكُمْ ] ، مُشتاق فِعلاً ، نقرأ فِى رِسالتة لرومية يبعت لـ 25 إِسم لِيُسلّم عليهُم ، وَيقول لهذا أنت قريبِى ، أنت نسيبِى ، كيف يكون نسيبك وَأنت لَمْ تتزوّج ، ما هذا ؟ كُلّهُمْ أقربائِى وَأنسبائِى لأنّ كُلّهُم إِستضافونِى يا بولس أنت كرزت إِلَى شِبه للعالم كُلّه ، كيف تتذكّر كُلَّ واحِد بإِسمه ؟ أب ، فاكِر طبعاً فِى رِسالتة الثانية لِتلميذه تيموثاوس [ أنا مُشتاق جِداً أنْ آراك ذاكِراً لك دموعك ] ، يقولوا أنّ تيموثاوس هُو الإِبن البِكر لبولس الرسول ، وَيقولوا أنّهُ فِى لحظِة القبض علي بولس الرسول ، وَكان تيموثاوس واقِف ينظُر ، فلّما وُضِع الحديد فِى يد بولس وَأقتيد إِلَى السِجن لَمْ يحتمِل تيموثاوس هذا المنظر لأنّهُ يرى فِى بولس أُبوّة ؟ فكيف يحدُث فيِهِ هكذا ، فبكى وَرآه بولس لِذلِك يقول لهُ لاَ تعتقِد إِنِّى قَدْ نسيت دموعك ، أنا مُشتاق إِليك جِداً ، - أب - ، الخِدمة أحبائِى لابُد أنْ يكون فيها روح ، نحنُ لَمْ نكُنْ مُدرّسين فِى مدرسة ، لاَ نُعطِى تعاليم لاَ يوجد فيها أىّ حُب أوْ أىّ عِلاقة ، الخِدمة ليست تلقين ، إِحفظوا فقط وَبِهذا تنتهِى الخِدمة ، لاَ 00هذِهِ خِدمِة روح ، خِدمِة رفع قلب فِى مرّة خادِم ذهب مَعَ أولاده فِى رِحلة وَكان معهُ أولاد أشقياء وَإِتأخّروا قليلاً عَنِ ميعاد التجمُّع مِنَ الدير ، فالخادِم لَمْ يُطيل باله عليهُم وَأخذ أُتوبيس الرِحلة وَمشى ، فجاء أب لأحد هؤلاء الأولاد وَذهب لهذا الخادِم وَسألهُ لو إِبنك كُنت تركته وَمشيت ؟ لمّا لَمْ يعرِف يرُد قال أنا إِبنِى لاَ يفعل هكذا ، صحيح لو هذا الولد إِبنه كان تركهُ ؟! أم يلتمِس لهُ العُذر وَيقول بيلعب ، أو مُمكِن يكون فِى الحمّام ، أو تائِه ، ليس فقط أن يلتمِس لهُ العُذر ، لاَ00دا يقوم وَيبحث عنهُ بِشغف ، لابُد تكون مشاعِر الأُبوّة هكذا ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى وَأسمى مِنَ الأُبوّة الجسديّة لأنّ مُمكِن واحِد مِنَ المخدومين يشتِكِى لنا مِنَ أبوة أوْ أُمة ، إِذن هُو يثِق فينا وَيُحِبِنا أكثر مِنَ أهل بيته ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى مِنَ الأُبوّة الجسديّة هل نُعطِى نحنُ هذِهِ الأُبوّة ؟ أبونا إِبراهيم أب بالفِعل ، نرى موقِفه فِى سفر التكوين إِصحاح 18 لمّا إِستضاف الثلاثة الّذين أتوا لِيُعطوا لهُ البُشرى بِميلاد إِسحق ، مُمكِن نصنع لكُم طعام ليسنِدكُم وَيقول [ كسرة خُبزٍ ] ، وَيُنادِى سَارَة ، وَنجِد أنّ كسرة الخُبز هذِهِ عِبارة عَنِ عجل ، كيلات دقيق ، كُلَّ هذا على ثلاثة أشخاص ، أب كريم مُحِب ، عِنده روح عطاء ،لاَ يُمسِك هكذا الأب ، لكِن لمّا يكون بخيل على أولاده ، إِذن فِى حاجة خطأ ، لأنّ الأب مَعَ أولاده لازِم يكون سخِى ، وَنحنُ أيضاً مَعَ أولادنا الروحيين يجِب أنْ نكون أسخياء فِى العطاء ، فِى عطاء الجسد ، عطاء الطاقة ، عطاء الحُب ، عطاء البذل ، لِذلِك الإِنجيل فِى رِسالة العبرانيين يقول [ لاَ تنسوا إِضافِة الغُرباء التّى بِها أضاف أُناس ملائِكة وَهُمْ لاَ يدرون ] ، يقصِد بِذلِك أبونا إِبراهيم وَعِندما أراد الله أنْ يحرِق وَيُهلِك سدوم وَعمورة قال[ هَلْ أُخفِى عَنْ إِبراهيم ما أنا فاعِلهُ ] ، وَبدأ يتكلّم معهُ ، وَيرُدّ عليهِ إِبراهيم وَيقول[ أديَّان كُلّ الأرضِ لاَ يصنعُ عدلاً ] ، بدأ إِبراهيم يحزن ، لِماذا ؟ أنت غير ساكِن فِى سدوم وَعمورة ، فكان مُمكِن الله يقول هاهلِكها ، فإِبراهيم يوافِق ، لكِن هو أقام نَفْسَه مُحامِى عنها ، وَرُبّما هُو لاَ يعرِفها وَيعرِف أنّها تستحِق ، لأنّ خطاياها عظيمة ، الأُبوّة تُعطِى الإِنسان حنو ، ترفُقّ مُمكِن أجِد ظروف عِند شخص كان ولد أو بِنت مُتعِب جِداً فِى الخِدمة ، الواجِب أنْ لاَ أقسوا عليهُم لأنِّى عارِف ظروفها وَبيتها ، وَأنا أدرى بِهُم ، فإِنْ كان البيت على هذا الوضع وَبِمقدار هذِهِ الشقاوة فقط فهذا جيِّد جِداً هكذا صنع أبونا إِبراهيم وَهُو يعلِم نقائِصهُم ، لأنّ أبونا إِبراهيم رجُل تقِى وَبار وَ يعتقِد أنّ النّاس كُلّها أبرار ، لِدرجِة أنّهُ قال لربِنا رقم لاَ يُمكِن حد يفلِت أبداً ، قاله لو فيها 50ألاَ تصرِف غضبك !! وَربِنا عاوِز يقول لهُ إِنت طيّب جِداً يا إِبراهيم الإِنسان البار يشعُر أنّ مَنَ حوله أبرار ، وَالشّرير يشعُر أنّ حتّى الأبرار أشرار ، فِى الكنيسة لو شعرت أنّ كُلّ النّاس قديسين إِذن أنا ذُقت المسيح ، لكِن لو إِنتقيت عيوب النّاس إِذن أمامِى وقت طويل حتّى أصِل ، أنا مرآه لِمَنَ حولِى ، بحسب ما أنا أفكّر أرى الآخرين ، وَأبونا إِبراهيم لأنّه رجُل بار ظلّ ينزِل مَعَ ربِنا مِنَ 50 لغاية 10 ، ما هذا الّذى يحدُث ؟ أُبوّة ، شفاعة لِذلِك كنيستنا القبطيّة الأُرثوذوكسيّة تُحِب جِداً لقب الكاهِن ، إِنّهُ أب ، Father ، لاَ يقول أحد لأبونا يا حضرِة القس ، لأ بل أبونا يوحنا ، أبونا داوُد ، الأُبوّة كجُملة أوْ عِبارة هى أقرب للقلب ، نحنُ لاَ نتعامل مَعَ ألقاب أوْ مناصِب ، نحنُ نتعامل مَعَ أُبوّة حانية ، هذِهِ هى كنيستنا ، كنيسة قلب مُفعّم بِحُب الله الّذى يفيض على الآخرين بِحُب ، وَخِدمتنا هل فيها اُبوّة وَحُب ؟! أم خِدمة شكليّة وَجافّة ؟ هل الّذى يتعامل معنا يلمس الأُبوّة وَالحُب وَيراها بوضوح أم لاَ ؟ نُقطة مُهِمّة جِداً أنْ نشعُر بأنين الّذين حولنا ، وَنكون إِيجابيين فِى محبِتنا لهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ إِنْ كُنّا لاَ نرضى أنْ نُعطيكُم إِنجيل المسيح فقط ، لاَ بل أنْ نُعطيكُم أنفُسَنَا ] ، أُريد أنْ أُعطِى لكُم نَفْسَى ، [ ما مِنَ شىء مِنَ الفوائِد وَ إِلاّ أخبرتكُم بِهِ ] ، هل يُعقل أنْ أُخفِى عنكُم فايدة وَأنتُم أولادِى ؟ صدّقونِى لو خدمنا خِدمة فيها روح لن نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الأولاد ، لن نشتكِى أنّ هُناك جيل موجود لاَ يُحِب الكنيسة ، مَنَ هى الكنيسة ؟ الكنيسة ليست صور وَحِجارة ، الكنيسة نحنُ وَأنتُم الحِجارة الحيّة ، لو عِشتُم أنتُم الكنيسة لصارت الكنيسة تجرِى فِى دم أولادِها ، وَلو نظروُكُم وَأنتُم مُسبِّحين وَمُرنِّمين وَعاشقين لكنيستكُم ، يُظهِر أولادكُم لهُم عِشق للكنيسة ، وَالعكس لو نظروا جفاء وَقسّوة وَجُمود وَنِفوس جامِدة ليس بِها صلاح ، يظهر أولاد صورة لنا بالضبط ، لِذلِك أحبائِى فِى خِدمِة الأُبوّة الإِنسان يكون لهُ قلب مُتسِّع ، يِإن لأولاده مرّة واحِد مِنَ الأباء الأساقِفة المُتنيحيين مِنَ 10 – 15 سنة كان إِسمه الأنبا مكسيموس مُطران القليوبيّة ، وَذهب لهُ شاب يقول لهُ أنا مُتزوِّج حديثاً وَزوجتِى غاضِبة وَبيتِى سيُخرب وَذلِك لأنِّى بِدون عمل ، فسألهُ سيِّدنا : وَأنت فِى أىّ مجال تعمل ؟ فقال لهُ فِى أشياء عديدة ، وَلكِن المُتمكِّن فيها هى السِواقة ، فأحضر سيِّدنا أحد أولاده فِى المُطرانيّة وَطلب مِنهُ أنْ يُغيِّر فِى اليوم التالِى أوراق سيّارِة سيِّدنا المرسيدس إِلَى سيّارة تاكسِى أُجرة ، فرّد الخادِم صعب ياسيِّدنا ، قال لهُ ياأبنِى أنا لاَأحتاج إِليها ، وَعِندما أُريد أنْ أذهب إِلَى مكان عشرين شخص يوصّلنِى ، لكِن هذا الرجُل بيته سيُغلق ، إِسمع الكلام ، وَفِعلاً ذهب وَغيّر السيّارة مِنَ مرسيدس إِلَى أُجرة ، قلب أب لاَ يحتمِل أنْ يرى إِبنه فيِهِ ضعف ، فِى حُب لدينا ؟ نعم ، لكِن حُب بحدود ، فِى حين الحُب الّذى بحسب قلب الله حُب ليس لهُ حدود الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل نقرأ لهُ كِتاب إِسمه ( الأُبوّة المُستمِرّة ) ، ما هى هذِهِ الأُبوّة ؟ أُبوّة بمعنى الكلِمة ، نشعُر فيها أنّهُ أب ، راعِى ، سند لأولاده وَشفيع يُقدِّم عنهُم صلوات وَأنين ، يربُطه بِهُم عاطِفة روحيّة أقوى مِنَ العاطِفة الجسديّة هل لنا صلوات عَنِ أولادنا أم لاَ ؟ إِذا أردت أنْ تعرِف مقياس الحُب الّذى تُحِبّه لأولادك وَهل هى محبّة بحسب قلب الله ؟ إِسأل نَفْسَكَ سؤال واحِد هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم ؟ أُترُك المظاهِر ، فعِندما تُقابِل الولد أوْ البِنت نتحايِل وَنراضِى وَنقبِلّ ، كُلَّ ذلِك مقبول ،وَلكِن المُهِم هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم وَمِنَ أجل ضعفاتهُم ؟ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، وَهذِهِ هى الأُبوّة الروحيّة لكِن القُبلات مِنَ الخادِمات وَالخُدّام إِلَى المخدومين وَالرعاية وَالحنو هذِهِ هى مشاعِر طبيعيّة وَليست مشاعِر روحيّة ، وَمُمكِن هذِهِ الأفعال تُغذِّى الذات البشريّة على إِعتبار أنّ الأولاد أحبّوا شخص الخادِم وَأرتبطوا بِه ، لكِنّها ليست أفعال لحساب الله وَ لاَ لحساب ملكوته السماوِى وَ لاَ لحساب مملكته ، هذا لحساب مملكتِى أنا الشخصيّة ، لكِن لو أنا أئِن مِنَ أجلُهُم أمام الله ، إِذنْ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ نُحضِر كُلَّ إِنسان كامِلاً للمسيح يسوع ] أنين ، حُب ، الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل مُمكِن إِذا وجد إِبنة تعمل الخطيّة وَأخلاقها لاَ تليق ، لِكى يحتضِنها كان مُمكِن يجعلها تمكُث عِنده فِى منزِلُه أيّام وَأسابيع وَشهور ، لِدرجِة أنّهُ كان هُناك بِنت موجودة عِنده فِى منزِلُه وَلها عِلاقة بشاب غير مؤمِن ، وَأثناء وجودها فِى منزِلُه كانت تتصِل بِهِ مِنَ تليفون أبونا وَهُو لاَ يعرِف ، فأنا أُريد أنْ أقول حتّى وَلو كانِت النوعيّة التّى أمامنا مُتعِبة أوْ قاسية ، لازِم أكون أب ، فالأُبوّة لاَ تتجزّأ مثلما فعل ربِنا يسوع المسيح فِى مثل الإِبن الضال ، نرى ماذا فعل الإِبن ؟ وَ ما الّذى فعلهُ الأب ؟ الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى كأحد أُجرائِك 0 الأب : وقع على عُنُقه وَقبّلهُ ، وَقال إِلبِسوه الحُلّة الأُولى وَخاتِم فِى يدِهِ ، وَأذبحو العِجل المُسَمَّنَ ، إِبنِى هذا كان ميّتاً فعاش ، إِنّهُ فرح فِى السماء 0 الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى عبدك عِندك 0 الأب : لاَ أنت أعظم مِنَ العبد ، أنت 00000000 الأب لَمْ يُعاتبه أوْ يلومه بِكلِمه رغم أنّهُ يستحِق العِتاب وَيستحِق الطرد وَليس فقط العِتاب ، لكِن أُبوّته تشمل 0 لو أردنا أنْ نتعلّم الأُبوّة التّى تشمل ننظُر إِلَى محبّة الله لنا وَكيف تشملنا وَصابِر علينا ، وَرغم كُلَّ خطايانا نقول لهُ ( يا أبانا الّذى فِى السموات) ، قَدْ عرفنا محبّة أبونا إِبراهيم ، اُبوّته ، شفاعة صاحِب الميثاق مَعَ البشريّة ، وَمُعاملته للوط وَإِستضافتهُ للغُرباء 2/ أبونا إِسحق – الطاعة:- أبونا إِسحق مِنَ أكثر الحاجات التّى نعرِفها عنهُ أنّهُ مُطيع ، لِدرجِة أنّهُ صار رمز لِربِنا يسوع المسيح الّذى أطاع حتّى الموت موت الصليب ظهرت هذِهِ الطاعة فِى أشياء عديدة ، فهو أطاع ليس فقط فِى أمر تقديم نَفْسَه ذبيحة ، بل وَ أيضاً فِى أمر خاص جِداً مِنَ أُمور حياته الخاصّة ، فعِندما أراد أبونا إِبراهيم تزويجه ، وَقال أنا موجود فِى أرض غريبة وَ لاَ أُريد بِنت مِنَ بنات هذِهِ البلد ، وَأراد بِنت تقيّة وَتعرِف الله ، فأرسل لِيعازر الدمشقِى لِكى يذهب وَيخطُب لهُ واحدة مِنَ بنات الله ، فبدأ لِيعازر الدمشقِى يُصلّى إِلَى الله وَيقول أنت يسِرّ لعبدك الأمر ، وَقال لِربِنا علامة أأخُذها منك التّى أطلُب مِنها أنْ تسقينِى فتسقينِى أنا وَ جِمالِى تكون هى البِنت التّى أأخُذها لسيِّدى إِسحق وَتقابل مَعَ رِفقة وَطلب مِنها ، وَسقتهُ هُو وَجِماله ، وَعرضت عليه أنْ يذهب إِلَى منزلهُم لأنّ لديهُم تِبن وَعلف وَمكان للجِمال ، وَكان تجرِى أمامه أُمور فعرِف أنّها مِنَ الله ، وَهُنا لِيعازر الدمشقِى كان موكلّ بأمر خاص جِداً أمر زواج وَإِرتباط لإِسحق ، وَما رأيكُم فِى هذِهِ التّى أحضرها لإِسحق ؟ وَالمفروض أنّهُ يرضى بِها دون أنْ يراها وَلاَ يليق أنْ ترجع ، فهُم الّذين إِختاروا وَهذِهِ هى التّى مِنَ الله ، هذِهِ الطاعة ، طاعة عجيبة طاعة تُعطيه أنْ يكون إِنسان خاضِع لمشيئة الّذين حوله ، - طاعة - ، طاعة تجعلة إِنسان يشعُر أنّهُ يتعامل مَعَ كُلَّ الأُمور على أنّها مِنَ يد الله ، هذا هُو القلب الّذى يشعُر بِمحبّة ربِنا ، وَأنّ الله يقوده فِى كُلَّ حياته ، طاعة بحسب قلب الله ، طاعة حقيقيّة ، عِندما يكون لدى الإِنسان إِيمان وَتسليم نأخُذ مِنهُ هذِهِ الطاعة السِنكسار يقول أنّ أبونا إِسحق لحظِة لمّا قُدِّم على المذبح مَعَ أبونا إِبراهيم كان عُمره حوالِى 36 أوْ 37 سنة أحد الآباء يقول أنّ[ الطاعة هى عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ] ، أىّ أنّ أبونا إِسحق أطاع أنْ يموت ، وَهذا ليس عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ، لأنّهُ واثِق فِى عمل الله ، إِنْ أردت أنْ أموت يارب فأموت ، وَأبونا إِبراهيم لمّا كان ذاهِب بإِسحق قال للغُلامان نذهب وَنرجِع إِليكُما ، عِنده إِحساس أنّهُ سيرجع معهُ ، لاَ يعرِف كيف وَلكِن سنرجع !وَلمّا ذهبوا قال لهُ إِسحق ياأبِى هوذا الحطب وَالسكّين وَالنّار ، أين الخروف ؟ فقال لهُ الله الّذى أمرنا أنْ نذهب وَنسجُد هُو يرى حملاً للمُحرقة أبونا إِسحق عدم تمييز مِنهُ أنْ يأخُذ رِفقة ، لكِن أمر يحمِل وفرة مِنَ التمييز ، مُمكِن القديس يحنِس القصير لمّا يأخُذ خشبة علشان يسقيها لتصير شجرة أمر فيِهِ عدم تمييز ، وَلكِن وفرة مِنَ التمييز نواجِه فِى جيلنا أُناس عِندها تمرُّد ، عِناد ، عصيان ، الطاعة بالنسبة لهُم أمر خيالِى ، كيف أطيع هكذا ؟ ناقشنِى ، إِقنعنِى وَيُقال أنّ الشىء الّذى زعزع مُلك شاول هُو عصيانه لصوت الله على فم صموئيل النبِى ، ربِنا قال تدخُل حرب وَالغنائِم التّى تأخُذها فِى أشياء لك وَالأُخرى تُقدِّم لربِنا ، لكِن شاول خالف الأمر وَأخذ لِنَفْسَه أشياء مِنَ التّى لله ، وَلِكى يُسكِّت ضميره كان يأخُذ مِنها وَيُقدِّم ذبائِح لربِنا ، فجاء صموئيل وَقال لهُ ما الّذى فعلت ؟ فقال لهُ لَمْ أُخطىء ، أنت قُلت لِى خُذ الغنيمة وَأنا قدّمت مِنها ذبائِح [ هوذا الرّبّ قَدْ رفضك ، هوذا الإِستماع أفضل مِنَ تقديم الذبائِح وَالإِصغاء أفضل مِنَ لحم الكِباش لأنّ التمرُّد كالعرافة ] الإِنسان المُتمرِّد الّذى ليس لديهِ طاعة كأنّهُ يعمل مِثل العرّافين ، كُلَّ كلِمة يقول إِقنعنِى ، أحد الأباء فِى أمريكا قالِى الأولاد عِندنا كُلَّ شىء تقول إِقنعنِى ، لاَ توجد عِندهُم طاعة وَ لاَ يسمعوا عنها أبداً ، لِدرجِة أنّ واحِد منهُم يقول لهُ إِقنعنِى أنّ هذا المذبح وَهذا هُو الجسد وَالدم ، كيف أقنعهُم ؟ وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُحوّلهُم إِذا كان الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، يقول الكاهِن للرّوح يحِل إِنسان مِنَ الخطيّة ، فيفعل ، وَ أيضاً يقول للرّوح القُدس لِيُقدِّس القرابين [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاة غير المُستحقين ، إِظهر وجهك على هذا الخُبز ، ليحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذِهِ القرابين وَيُنقِلها وَيُقدِّسها وَيُظهِرها 00وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] لِكى يكون الخُبز هُو جسدك المُقدّس وَالدم هُو دمك الكريم ، ما الّذى يحدُث هُنا ؟ الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، فإِذا كان الرّوح يُطيع الكاهِن ألا نُطيع نحنُ !! أمر صعب ، تخيّلوا أنّ الروح القُدس يُطيع الإِنسان ، فكم يليق بالإِنسان أنْ يفعل ؟ لِذلِك الخادِم طاعة ، نرى إِحتياج الخِدمة وَنصنعه ، كلِمة ( حاضِر ) تُريح وَتبنِى ، لأنّ إِقنعنِى وَأقنعك مُمكِن تخسّرنا بركات عديدة 0 3/ أبونا يعقوب – الجِهاد :- الجِهاد هُو إِستجابة لدعوة الله ، حياة أبونا يعقوب جِهاد مُنذُ يوم ميلاده مِنَ وَهُو فِى بطن أُمّه وَهُو يُجاهِد ، وَرأينا قمّة جِهاده عِندما صارع مَعَ الله فِى صورة ملاك ، حينما قال لهُ [ لن أُطلِقك إِنْ لَمْ تُباركنِى ] ، لِدرجِة أنّ الإِنجيل يقول أنّ الملاك لَمْ يقوى عليه فضربهُ فِى حُقِهِ ، وَكأنّ الله جعل نَفْسَه مغلوباً لنا ، مثلما يقول القديس أُوغسطينوس[ تحنّنُك غلبك وَتجسّدت ] ، إِذا أنت صارعت معِى سوف أتغلِب لك مِثل الأب الّذى يلعب مَعَ إِبنه ليُظهِر مَنَ فيهُما يديهِ أقوى ، وَيظِل الأب وَيُحاوِل مَعَ إِبنِهِ وَكأنّهُ مغلوب ، وَيُعطيه كلِمات تشجيعيّة ، إِنت قوِى ، شاطِر ، وَالله أيضاً يسمح أنْ يتغلِب لنا أمام جِهادنا ، مثلما قال الله ليعقوب [ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقوب بل إِسرائيل 0 لأنّك جاهدت مَعَ الله وَالنّاس وَقَدَرْتَ ] الخادِم مُجاهِد لهُ صِراع مَعَ الله ، واحد مِنَ القديسين يقول[ ليتنا نُكلِّم الله عَنِ أولادنا أكثر ممّا نُكلِّم أولادنا عَنِ الله ] ، الخادِم يوصلّ الله للنّاس وَالنّاس لله ، يُقدِّمهُم لهُ وَ يُقدِّمهُ لهُم ، مُجاهِد ، فِى جهاد فِى حياة الخادِم نرى أبونا يعقوب ، قبلما يُقابِل أخيهِ عيسو ظلّ يُصلّى وَيُجاهِد وَيُصارِع ، وَأرسل لهُ هدايا كثيرة كعربون محبّة ، وَعِندما رأهُ مِنَ بعيد ظلّ يسجُد وَ يقوم ، سبع مرّات ، إِنسان مُجاهِد فِى حياته لاَ يأخُذ الأُمور ببساطة نحنُ ياأحبائِى نحتاج نأخُذ بركات كثيرة بِدون جِهاد ، حتّى أصوامنا فِى تراخِى ، نطلُب راحة وَكأنّنا نُريد مسيح بِدون صليب ، بِدون جُلجُثة ، بِدون بُستان جثسيمانِى ، مِنَ غير ألم ، إِعطوا لنا مسيح يُعطِى لنا راحة بإِستمرار ، خِدمة بِلاَ تعب ، فضائِل بِدون جِهاد لاَ توجد فضائِل بِدون جِهاد ، يعقوب صارع وغلب حتّى طلوع الفجر ، أىّ أنّهُ صارع حتّى أخر نسمة مِنَ الليل ، هذا هُو الجِهاد ، لنا جِهاد مَعَ الله ، لِماذا حياتنا فقيرة بالفضائِل ؟ نبحث فِى أنفُسنا وَنضع أيدينا على الخطر ، لِماذا تخلوا حياتنا مِنَ الفضائِل ؟ لأنّهُ لاَ توجد محبّة ، بذل ، عطاء ، عِفّة ، قداسة ، بِر ، جِهاد ، تسمع عَنِ ناس تقول صلاة ( أبانا الّذى فِى السموات 00) وَهى على السرير ، وَبعد ذلِك نشتكِى مِنَ السقطات وَحروب العالم وَمِنَ الضغوط ، أحد الأباء يقول [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تمسِك صيداً ] ،و [ العامِل بيد رخوة يفتقِر ] ، [ إِخبرنِى عَنِ بطّال جمع مالاً ] ( البطّال = ماله ينتهِى ) ، وَيجِب أنْ يجمع مِنَ جديد ، الحياة المسيحيّة بحسب تعبير القديسين هى أنْ نجمع زيتاً فِى أنيتنا ، وَالزيت يحتاج إِلَى جِهاد يعقوب جاهِد حتّى مَعَ لابان خاله لِكى يأخُذ راحيل وَعمل بِها 14 سنة ، لِدرجِة أنّ خاله يقول لهُ يوم أتيت لِى كُنت صغير وَاليوم خارِج معك ثروة كبيرة ، فردّ عليهِ يعقوب وَقال [ كُنتُ فِى النَّهار يأكُلنِى الحرُّ وَ فِى الَّليل الجليدُ ] ، أنا غنمُة 00 غنمُة كُنت أرعاها لأولادك ، كُنت اسهر وَأتعب ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعلن الفضل لله حينما قال[ صغير أنا يارب على جميع ألطافك وَجميع الأمانة التّى صنعت مَعَ عبدك ] 0حقاً أنا أتيت بِمُفردِى وَاليوم خارِج معِى 12 إِبن وَآلاف غنم وَبقر وَزوجات وَ عبيد ، وَكان فِى البِداية معهُ عصا فقط حياتنا الداخِليّة محتاجة جِهاد ، محتاجين سواعِدنا تشتّد بعض الشىء ، نُقوّم الرُكب المُسترخية ، نُشدِّد اليد حينما نقوم للصلاة ، الصلاة تكون صلاة حقاً ، وَالقُدّاس نذهب إِليه مُبكِراً ، وَنرفع قلوبنا لله بِكُلَّ جديّة وَنشاط ، وَوقت السِجود نسجُد ، وَوقت التضرُّع نتضرّع ، أمر مُهِم جِداً الجِهاد فِى حياتنا ، أبونا يعقوب كان مُجاهِد 0 4/ أبونا يوسِف – الألم وَ المجد :- بالطبع كُلُنا نعرِف أنّ حياة يوسِف لَمْ تكُن سهلة ، وَلَمْ يأخُذ فِى حياته شىء بِدون جِهاد ، لكِن كُلَّ هذا كان بسماح مِنَ الله وَبيع كعبد ، وَنُلاحِظ أنّ يوسِف يُمثِل ربِنا يسوع المسيح0 يوسِف السيِّد المسيح 1/ يوسِف إِبتاع كعبد 1/ يسوع جاء وَأخذ شكل العبد ( إِنسان ) 2/ الإِبن المحبوب لدى أبيه 2 / هُو الإِبن الوحيد لأبيهِ 3/ صاحِب القميص المُلّون 3/ الكنيسة تُمثِلّ ذلِك القميص بِمواهِب الرّوح وَالكنيسة مُزّينة بِها 4/ أبغضهُ إِخوتهُ 4/ ربنا يسوع قال أبغضونِى 5/ أُلقى فِى السِجن 6/ جُرِّد مِنَ ثيابه 6/ إِقتسموا ثيابِى وَعلى لُباسِى إِقترعوا 7/ فِى السِجن أحاط بِهِ مسجونان 7/ أحاط بِهِ لصّان 8/ تزوّج أُممية إِسمها ( أسينات ) 8/ السيِّد المسيح بسط يديهِ على الصليب لِكى يأخُذ اليهودِى وَالأُممِى لاَ يوجد مجد بِدون ألم ، فِى كُلَّ قصّة حياته لَمْ يتذّمر وَلَمْ يشتكِى ، وَهُو فِى عُمق أعماق السِجن لَمْ يشتكِى ، وَهُو يُباع لَمْ يتذّمر ، وَهُو فِى منصِبه العالِى لَمْ يطلُب مِنَ إِخوته إِنتقام منهُم ، إِذن أين الألم فِى حياتنا ؟ما الّذى نحتمِله ؟ ليس فقط الإِحتمال ، لقد أصبحت حياتنا كُلّها تذمُّر على كُلَّ شىء ، وَإِذا أرسل الله لنا تجرُبة يجِب أنْ نحتمِل وَنشكُر وَنصبِر ، وَنعلم أنّ كُلَّ شىء بِسماح مِنَ الله واحِد مِنَ القديسين مرّة سأل أولاده مَنَ الّذى باع يوسِف ؟ أجابوه إِخوته ، ردّ لاَ ، أجابوه الغيرة ، ردّ لاَ ، قال لهُم الله هُو الّذى باع يوسِف ، سماح الله ، إِرادة الله ، يجِب أنْ نشعُر أنّ حياتنا إِذا كان فيها ألم هُو مِنَ يد الله ، مَنَ منّا كان عِنده ألم وَشعر أنّ الله هُو الّذى صنع معهُ هكذا ، [ أنتُم أردتُم بِى شراً وَلكِن الرّبّ أراد لِى خيراً ] مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، الّذى أذلّ داوُد النبِى الله وَليس شاول ، وَإِنْ كان الله قَدْ قاد شاول لإِزلال داوُد وَذلِك بِسماح مِنَ الله ، لابُد أنْ نشعُر أنّ حياتنا مِنَ الله وَنقبل الألم فِى خدمِتنا وَنُصِر أنْ يكون فيها ألم لِكى يكون فيها مجد أين الألم الّذى نتألّمهُ فِى الخِدمة ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ وُهِب لكُم لاَ أنْ تؤمِنوا بِهِ فقط ، لاَ بل أنْ تتألّموا أيضاً مِنَ أجلهِ ] ، عِندما يأتِى الأولاد إِلَى الأُسرة وَنُعطيهُم الدرس وَالترنيمة ، أين الألم هُنا ؟ لكِن نرى بولس الرسول يقول[ فِى أسهار ، فِى ضربات ، فِى سجون ،] ، فِى كورنثوس الثانية سجل آلامات بولس ، لِكى نعرِف أنّنا إِلَى الأن لَمْ نخدِم ، نحنُ نكرِز للمسيحيين الأتقياء فقط وَ نعتقِد أنّنا نتعب ، مِنَ فينا عِنده إِستعداد للتعب ؟ نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الخُدّام ، وَهُمْ يشتكون لأنّ ظروف منعتهُم ، وَإِنْ حضروا وَتكلّمنا معهُم فِى أمرٍ ما يتذّمروا وَيشتكوا ، وَإِنْ إِعتذرت خادِمة لها 100 عُذر تقوله ، وَآخرون لاَ يعملون لأنّ مَنَ حولهُم لاَ يعملوا هُم أيضاً ، فنكون مثلهُم ، مَنَ مِنّا عِنده إِستعداد يقول [ مِنَ أجلك نُمات النّهار كُلّه ] لابُد أنْ أتعب وَأعمل وَأفتقِد وَأُحضِر أولاد ، خِدمِة تعب ، فِى كنيسة العذراء محرم بك كان الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل عِنده عجلة ، وَأثناء الكلِمة الإِفتِتاحيّة كان ينظُر إِلَى أُسرته وَيرى مَنَ الّذى لَمْ يحضر وَيذهب على العجلة يُحضِره وَيأتِى ، - قلب نار - ، وَنحنُ نقول مَنَ يحضر يحضر وَالعكس ، هذِهِ ليست خِدمِة ألم ، ما أجمل الخادِم الّذى يسعى للأعمال التّى بِها تعب وَ التّى بِها مشقّة وَإِتضاع وَبذل ، [ إِنْ كُنّ نتألّم معهُ لِكى نتمجّد أيضاً معهُ ] ، [ عالِمين أنّ آلام الزمان الحاضِر تُنشِىء لنا ثِقل مجد أبدِى ] ، فِى مجد ينتظِرنا ، وَكُلَّ أتعاب خِدمِتنا ربِنا يحسِبها لِنا فِى قصّة الراهِب الّذى كان عين المياه بعيدة عَنِ القلاية ، وَأراد أنْ يُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء ، وَأثناء ذلِك وجد الملاك يسير ورائهُ ، فقال لهُ ماذا تفعل ؟ ردّ عليهِ قائِلاً كُنت أحسِب لك الخطوات التّى كُنتُ تمشيها كُلَّ ليلة وَأحسِب لك التعب ، فقال إِذنْ لن أُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء إِذا كان الوضع هكذا ، سوف أبعِدها أكثر كُلَّ جِهاد لنا يُحسب لنا ، الإِنجيل يؤكِد أنّ [ كأس ماء بارِد لاَ يضيع أجره ] ، ما الّذى نُريده أكثر مِنَ هذا ؟ وعد مِنَ الإِنجيل ، كُلَّ عمل نعمِلهُ محسوب لِنا ، إِذن هيا بِنا نتعب وَنُزوِّد تعبنا وَنترُك الخِدمة التّى براحة ، فهى مرفوضة أمام الله ربِنا يُعطينا وَيُثبِّت كلِماته وَيجعلها أنْ تكون حياة لنا وَيُكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

معين نظيره

يقول سفر التكوين ﴿ وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره . وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها . وكل ما دعا به آدم ذات نفسٍ حية فهو اسمها . فدعا آدم بأسماءٍ جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية . وأما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره . فأوقع الرب الإله سُباتاً على آدم فنام . فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً . وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم . فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تُدعى امرأةً لأنها من امرءٍ أُخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً ﴾ ( تك 2 : 18 – 24 ) أعطى الله آدم سلطان على كل حيوانات البرية ودعاها بأسمائها فوجد أنَّ كل ذكر له أنثى وكل مجموعة تحيا معه ووجد نفسه وحده ﴿ أما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره ﴾ .. ماذا فعل الله ؟ كل المخلوقات صنعها الله بكلمة إلاَّ آدم صنعه ليس بكلمة بل بنفخة لأنَّ الإنسان كريم في عيني الله فلم يصنعه بكلمة بل صنعه بنفخة .. وعندما أراد أن يصنع حواء لم يصنع معها كما صنع مع آدم بل ألقى سُبات على آدم وأخذ منه ضلع .. إذاً آدم أصل حواء وهي أُخذت منهُ .. أحياناً المجتمع يُشبه المرأة والرجل أنهما أعداء .. وتوجد فيه أفكار تُحقر المرأة .. وأفكار تقول أنَّ الرجل متسلط و ..... وهذه أمور تُنشئ علاقة غير سوية لكي تنشأ علاقة سوية بين الرجل والمرأة لابد أن نأخذ فكر الله .. معين نظيره .. هو يحتاجها وهي تحتاجه .. ﴿ الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب ﴾ ( 1كو 11 : 11) .. المرأة ليست تافهة في نظر المسيحية بل العلاقة علاقة تكامل وليس تنافس .. جيد أن نعرف أنَّ كلٍ منهما يتكامل مع الآخر المرأة والرجل معاً ولا يوجد منهما من يحيا وحده حتى الذي لا يتزوج يحتاج معين نظيره .. الراهب له أخ راهب معين نظيره وهكذا المكرس و .... نحن في الخدمة الخادم له معين نظيره وهكذا كل واحد منا يحتاج معين نظيره .. إذاً لابد أن يكون لنا فكر روحي متكامل متزن لكي نعرف معنى معين نظيره ولا ينظر جنس لآخر نظرة إحتقار أو نظرة إستقلال الفكر السوي يقول أنه يحتاجها وهي تحتاجه والإثنان يُكملان بعضهما .. الله نفسه قال ﴿ ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره ﴾ .. إذاً لابد لكي تكون العلاقة سوية أن يشعر كل طرف أنَّ الآخر يحترمه ويشعر أيضاً أنه مختلف عنه .. مبارك الرجل الذي يعرف طبع المرأة ومباركة المرأة التي تعرف طبع الرجل أحياناً يشكو أحدهما الآخر .. هي تقول * لا يقل لي كلمة حلوة .. لا يتذكر عيد ميلادي .. أناني * .. وهو يقول * هي تحتاج لكلام وأنا ليس لي وقت .. أنا مُتعب و ...... * .. ما الحل إذاً ؟ الحل هو لابد أن تفهمه هي وهو يفهمها .. لابد للرجل أن يعرف أنَّ المرأة هي معين نظيره تُكمله هو يحتاجها وهي لابد أن تعرف أنها تحتاجه .. لو كان المجتمع كله رجال كيف سيستمر ؟ يقول شخص أنَّ الله قادر أن يجعله يستمر .. بتلقيح ذاتي أو إنقسام أو .... هو يعرف كيف يجعله يستمر .. لكن لا .. لماذا أوجد الله رجل وإمرأة ؟ لأنه يحتاجها وهي تحتاجه ولأنَّ الحياة عندما تقوم على عنصر واحد تعتمد على الأنانية .. لا .. هو أراد أن يتشاركا معاً ويحتاجان بعضهما البعض – معين نظيره – هو له دور وهي لها دور .. صعب أن تتشبه الفتاة بالرجل أو يتشبه الرجل بالفتاة الله سمح أنَّ كل كائن فينا سواء رجل أو إمرأة أن يكون به كل هرمونات الرجل والمرأة .. ولكن كبد الرجل يكسر هرمونات الأنوثة وكبد المرأة يكسر هرمونات الذكورة فيظهر عليها علامات الأنوثة وتظهر عليه هو علامات الرجولة إذاً الإثنان يشعران بعضهما ببعض لأنَّ بهما جذور بعضهما .. لكن عندما نجد شاب أو ولد كل أصحابه فتايات أو نجد فتاة عنيفة .. فهذه أمور للأسف خاطئة هذا خطأ وتلك أيضاً خطأ .. الأصح هو الإعتدال .. الله خلق الإثنان مختلفان لكي يتكاملا وليس ليتنافرا كل جنس لابد أن يحترم الآخر ويتعامل معه بنقاوة واحترام ويتعامل معه ككيان إنساني محترم .. أحياناً بعض الظروف النفسية تجعل طرف يحتقر الآخر .. لا .. جيد أن تبني حياتك على قواعد ثابتة . بعض صفات الرجل والمرأة :- الرجل منذ طفولته يميل لاستخدام العنف والقوة والصوت العالي والقرارات السريعة .. هذا ليس ولد ردئ بل لأنه ولد فهذا طبعه .. أما المرأة فمنذ طفولتها تميل للرقة والهدوء .. تهتم باللمسات البسيطة .. تهتم بتقديم الأمور بإسلوب رقيق .. عندما نذهب لزيارة أو عمل قنديل ونرش ماء في البيت بدون أن نسأل نعرف حجرة الفتاة من حجرة الولد .. تجد حجرة الفتاة نظيفة منظمة مزينة عن حجرة الولد فلا نلوم الولد عن هذه اللمسات الرقيقة لأنه ولد .. ليس الأمر بكارثة .. إذاً عندما تتزوجي ولا تجدي في زوجك هذه اللمسات البسيطة لأنه رجل وهذا طبعه إذا أعطيت بعض الأوراق لأطفال حضانة ليرسموا بها تجد أنَّ البنت ترسم عروسة .. وردة .. أم .. بينما الولد يرسم مدفع .. رشاش .. دبابة .. كورة ..... حتى الهدايا عند الأولاد غير الهدايا عند البنات .. ليس هذا الولد عنيف لكن هذا طبعه هو يحب المغامرة .. لماذا ؟ لأنه عندما ينمو ويكبر ويصبح رجل سيكون مسئول عن بيت ورزق وسيواجه مجتمع شرس لذلك لابد أن نعلمه المواجهة أما البنت فلأنها ستكون فيما بعد أم في بيت تربي أولاد فسمح الله أن تتعلم الحنان والرقة والمحبة و إذاً هذا قصد الله البنت تعتني بالأمور الخارجية وشكل البيت .. هذه أمور لا تهم الولد .. هذه قدرات كل واحد منهما .. الولد يعمل الأمور بسرعة أما الفتاة فلها طول أناة لذلك ماهرة في الأمور اليدوية .. إذاً الله أعطى الرجل نعمة والمرأة نعمة وجيد أن تعرف نفسك وماذا يقصد الله فيك المرأة لها قدرة على العطاء أكثر من الرجل بأضعاف حتى في العطاء البدني هي أكثر احتمال المرأة تعمل في العمل ثم تعود لتعمل في البيت وتربي الأولاد .. في حين أنَّ الرجل يعمل في عمله فقط .. هي تتعب أكثر منه وتصبر وتشكر .. هو يعود للمنزل ليأكل وينام وهي تعود للمنزل لتعمل فيه وتربي أولادها وتُطعم الرجل وتهتم به .. تخيل لو لم تنتبه المرأة لهذه الأمور وتبدأ تدخل في مقارنة مع الرجل .. هذا فكر غير سوي .. هي معين نظيره تكمله هي شريك له معين له لكي لا يتعب عندما يجد معوقات الرجل عنده العقل أعلى من العاطفة بينما المرأة عندها العاطفة متقدمة عن العقل ليس هو خطأ ولا هي خطأ لكن الله سمح بذلك أنَّ العاطفة عند المرأة هي مدخل لشخصيتها وسمح أن يكون عقل الرجل مدخل لشخصيته .. العقل مُتقدم عند الرجل عن العاطفة والعاطفة مُتقدمة عند المرأة عن العقل لكي عندما يكونان معاً في بيت تسير العاطفة بجانب العقل فيسير البيت إذاً هي معين نظيره .. هناك قرارات تحتاج إلى العقل وقرارات تحتاج إلى العاطفة .. تجد الرجل بلا صبر وأما المرأة فصبورة .. إذا مرض الإبن تسهر عليه الأم حتى الصباح وتقوم لتجهز وتُهيئ الطعام ثم تذهب للعمل مثل الرجل وعندما يعودان من العمل هو ينام ويأكل وهي تعمل في البيت رغم أنها لم تنم الليلة السابقة .. هذه من عطايا الله فلا تشتكي المرأة .. فعندما يكون الطفل مريض تجد أنَّ الأب غير مسئول لكن عندما يُشفى الطفل يظهر دور الأب الله خلقه هكذا .. إن لم نفهم ذلك سنكون غير فاهمين لله تؤثر كلمات المديح في المرأة والفتاة بينما يكون تأثيرها أقل أو غير مؤثرة في الرجل لذلك عندما يقول الرجل كلمات مجاملة للمرأة تفرح جداً .. لذلك فهم طبع كل طرف يُريح جداً .. الرجل يحب أن يكون المدبر والرأس ويحب المرأة الهادئة المطيعة الوديعة .. طبعه يميل للمرأة الأكثر هدوء لذلك يكره المرأة المتسلطة العنيدة .. بينما المرأة تحب الرجل القائد الذي يحترمها بدون أن يتسلط عليها بدون أن يكون معها عنيف .. فهم الطبيعة مهم جداً في التعامل الرجل لا يهمه النظام واللمسات الأخيرة عكس المرأة تهتم باللمسات النهائية .. الله سمح أن تكون الغريزة في الرجل أعلى من المرأة لأنَّ الله أراد أن يحمي المرأة ويقدسها لأنَّ كسر المرأة كبير جداً قد نقول لماذا إذاً لم ينزع الغريزة من المرأة ؟ لا .. لابد أن يكون للمرأة غريزة لكي تتقابل مع الرجل .. إذاً مبارك هو الرب الذي أعطى كل فرد احتياجه .. في الرجل تتحرك الغريزة من خلال حواسه وخاصةً النظر بينما تتحرك غريزة المرأة بكلام وتفاعل وتلامس .. لذلك لابد للمرأة أن ترتدي ملابس محتشمة لأنَّ الغريزة في الرجل تُثار بالنطر .. قد لا تنتبه الفتاة لهذا الأمر .. لا .. هذا أمر مهم جداً .. لا تقل أنَّ هذا الرجل غير مؤدب .. لا .. الله سمح أن يكون طبعه هكذا .. هذا سماح طبيعي من الله لكل شخص لكي يقدس الكيان كله ولننتبه ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) .. الغريزة عند الولد تُثار بسهولة لأنها تُثار بالرؤية بينما تُثار في البنت في مرحلة متأخرة نسبياً لابد أن يكون لكل منا فكر ما هي اهتمامات الآخر وطبعه لذلك سمح الله أن يكون النضوج العاطفي في الفتاة أسرع من الولد .. فتجد أنَّ الفتاة التي عمرها خمسة عشر سنة أنضج من الولد في نفس العمر لأنَّ الله أعدها لأمور كبيرة أي ممكن فتاة عمرها خمسة عشر سنة تصير أم ويكون لها قدرة على العطاء والحب قد يستريح الرجل للمرأة الرقيقة لكن لا يستريح للمستبيحة بل قد يشتهيها ويُلاطفها فقط لكنه لا يحترمها داخله .. قد تتخيل الفتاة التي حولها شباب كثير أنها جذابة .. لكن عندما يريد هذا الشباب الزواج يرفضها .. الفتاة لا تستريح للتعامل الجاف بل للتعامل الرقيق الرجل أقل خجلاً من المرأة وأقل تحفظ بينما المرأة أكثر خجلاً وأقل جرءة .. لذلك بالنسبة للخجل أحياناً الفتاة في الإعتراف تقول كل شئ ما عدا الذي تريد أن تقوله .. لا .. لا تجعلي الخجل يعطل توبتِك .. بينما يبدأ الشاب الإعتراف بأكبر خطية واعترافه مختصر ومفيد .. لنفرض خطايا جسد تتعبه يبدأ بها بينما الفتاة لو خطايا الجسد تتعبها إما تؤجلها لنهاية الإعتراف أو تقولها بطريقة مخففة .. ليس بها خطأ الفتاة الخجولة لكن لابد أنَّ خجلها لا يعطل توبتها الرجل يميل للأمور العملية بينما المرأة تميل للأحلام .. الرجل الحياة بالنسبة له أرقام عمل ومرتب وحوافز وسهر ومصاريف وتوفير .. الله أيضاً سمح أنَّ التشريح الفسيولوچي للرجل غير المرأة المرأة يغلب جسدها الدهون وسمح الله أن يكون جسدها ناعم .. لماذا ؟ لو أعطينا طفل يبكي لرجل لا يستريح الطفل لأنَّ جسد الرجل جامد عضلي لكن لو أعطيناه للمرأة يستريح الطفل ويهدأ لأنَّ جسدها لين .. إذاً هو لا يحتقر طبعه وهي لا تحتقر طبعها بل ليُسبح كلٍ منهما الله ويباركه إذاً لابد أن ينظر كل شخص للآخر نظرة إحترام وتقدير لأنه هو يحتاج إليها جداً وهي تحتاجه جداً .. والله وجد أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده فصنع له معين نظيره .. الله سمح أن يتذوق كل شخص أقدس المفاهيم عن الجنس الآخر .. كيف ؟ الرجل له أربعة في حياته هم أم أرضعته وربته وأخت نمت أمامه ورأى مراحل حياتها أنها إنسانة طبيعية كائن يُحترم ثم أقدس المفاهيم من خلال زوجته ثم أرقى المفاهيم في إبنته .. هكذا المرأة لها أب وأخ وزوج وإبن .. إذاً ليس الرجل عدو المرأة ولا المرأة عدو الرجل .. بولس الرسول قال عن المرأة أنهن وارثات معنا .. ترث السماء .. ونرى قديسات دميانة وبربارة و جاهدن وورثن السماء مثل الرجل .. الله خلق حواء معين نظير آدم .. تدبير إلهي إفرح بتدبير الله الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الترك في حياة ابونا ابراهيم

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين درس من شخصية من الكتاب المقدس .. شخصية عُرِف عنها عدم الإرتباط بالأمور الأرضية .. عُرِف عنها عدم الصراع على أمور الدنيا .. عُرِف عنها الترك والزهد .. من هو ؟ هو أبونا إبراهيم .. نتكلم عن الترك في حياة أبونا إبراهيم . 1. اترك أرضك : من سفر التكوين ” وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك .. فأجعلك أُمَّةً عظيمةً وأُباركك وأُعظِّم اسمك وتكون بركةً وأُبارك مُباركيك ولاعِنك ألعنهُ .. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض .. فذهب أبرام كما قال له الرب “ ( تك 12 : 1 – 4 ) . كان عُمر إبراهيم وقتها 75 عام بالطبع في هذا العمر ليس من السهل على إنسان أن يترك أرضه وعشيرته وأهله ويذهب إلى مجهول .. لو كان الله قال له اذهب إلى أرض مُعيَّنة وعرَّفه المكان الذي سيذهب له كان إبراهيم عندئذٍ يستطيع أن يُقارن ويُقيِّم أيهما أفضل موطنه الأصلي أم الأرض التي يريدها الله له .. ومعروف في الكتاب المقدس أن الأرض تُشير للجسد .. والعشيرة تُشير للعواطف . الله يقول لك اترك أرضك .. أهواء جسدك وشهواته اتركها لأن الأرض تراب والجسد من تراب .. واترك عشيرتك أي عواطفك .. لذلك الله يقول لك أريد أن أكون أنا عشيرتك .. أنا مالئ عواطفك وكيانك .. لذلك عندما خرج إبراهيم من أرضه طاعة لله وأخذ أبوه معه تعطَّل حتى مات أبوه . إبراهيم لما دُعِيَ أطاع ( عب 11 : 8 ) .. لماذا ؟ لأنه عرف أنه في الطاعة عِوَض وبركة وبديل .. لذلك أبونا إبراهيم ظهر في خمسة أمور بها تَرْك وكل تَرْك مقابله بركة .. اترك أرضك وعشيرتك ومقابل ذلك سأجعلك أُمَّة عظيمة .. في الوقت الذي يقول له فيه اترك شئ يعطيه مقابله بركة . إنسان ترك عبودية شهوات الجسد وينال مقابل ذلك نعمة وبركة وتقديس عقل وقلب .. كلما فُطِمت من عواطف بشرية كلما امتلأت مشاعر إلهية .. كثيراً ما يكون فينا أمور مُعطلة بركات وعطايا كثيرة .. اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك لتتمتع ببيت أبيك السماوي وتتذوق حلاوة الإنتصار في الحياة الروحية وتتذوق النعمة لأكون أنا لك وحدي .. لكي تنال بركات لابد أن تتخلى وتترك .. الوعد بالبركة يعطي عزاء مُقابل الترك . 2. لم يختار لنفسه : ” ولم تحتملهما الأرض أن يسكُنا معاً إذ كانت أملاكهما كثيرة “ ( تك 13 : 6 ) .. فما هي أملاكهما ؟ قيل عن أملاك أبينا إبراهيم ” وكان أبرام غنياً جداً في المواشي والفضة والذهب “ ( تك 13 : 2 ) .. وقيل عن أملاك لوط ” ولوط السائر مع أبرام كان له أيضاً غنم وبقر وخيام “ ( تك 13 : 5 ) .. ما الفرق بينهما ؟ أبونا إبراهيم كان له مواشي وذهب وفضة ولوط كان له غنم وبقر وخيام .. فرق كبير بين أملاكهما .. أبونا إبراهيم له فضة وذهب ولم يكون للوط ذهب وفضة رغم أنه غني شكلاً .. إبراهيم غِناه خفي ذهب وفضة .. الفضة تُشير في الكتاب لكلمة الله ” كفضة مُصفَّاة قد صُفِيَت سبعة أضعاف “ ( مز 12 : 6 ) .. والذهب يُشير للحياة السماوية .. أبونا إبراهيم كان لديهِ كلمة الله وحياة سماوية . لو قطعة ذهب قيمتها كيلو جرام بالطبع تغطي ثمن غنم كثير .. إذاً الغِنَى الحقيقي في الخفاء وليس في الشكل لذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ” لا يوجد شئ اسمه فقر لكن يوجد ما يُسمَّى بالشعور بالإحتياج .. ولا يوجد شئ اسمه غِنَى .. الغِنَى الحقيقي هو الشعور بالإكتفاء “ .. أي قد يكون شخص غني لكنه فقير لأنه يشعر دائماً بالإحتياج وقد يوجد فقير يشعر بالإكتفاء لأنه غني . أبونا إبراهيم غِناه خفي .. ” فقال أبرام للوط لا تكن مُخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن أخوان .. أليست كل الأرض أمامك .. اعتزل عني .. إن ذهبت شمالاً فأنا يميناً وإن يميناً فأنا شمالاً .. فرفع لوط عينيهِ ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سَقْي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة “ ( تك 13 : 8 – 10 ) .. لم يضع لوط اعتبار لأهل سدوم لأنهم أشرار .. ماذا فعل أبونا إبراهيم ؟ ” وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً “ ( تك 13 : 14) .. شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً أي صليب وكأن الله يقول له لأنك تركت الأرضيات سأُعطيك روحيات .. بركات صليبي .. ” لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أُعطيها ولنسلك إلى الأبد “ ( تك 13 : 15) . متى يتمتع الإنسان بعطايا إلهية ؟ عندما يترك .. كما يقول الآباء ” اترك ما في أيدي الناس يُحبك الناس .. اترك ما في الأرض يُحبك الله “ .. العُرف يقول أن الكبير هو الذي يختار وليس الصغير لكن هنا إبراهيم ترك لوط هو الذي يختار .. جيد هو الإنسان الغير مذلول من داخله للأشياء .. بل سهل أن يترك .. السلام عندي أهم من الممتلكات .. ضع السلام والمحبة أهم عندك من أي شئ من رأيك ووجهة نظرك و..... أبونا إبراهيم ترك ليجعل المحبة دائمة بينه وبين لوط . لوط رفع عينيهِ .. علامة الطمع واختار لنفسه .. سار برأيه الشخصي .. معلمنا بولس الرسول يقول ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “ ( كو 3 : 5 ) .. نعم الطمع عبادة أوثان لأنه يريد أن يأخذ فصار عبد .. عبادة أوثان . 3. ولا شِرَاك نعل : عندما دخل لوط سدوم .. دخلت سدوم وعمورة في حرب وكانت الحرب خمسة ملوك مقابل أربعة ملوك .. وكانت الحروب قديماً لأمرين للأرض أو الممتلكات .. سُبِيَ لوط وكل ما لهُ في هذه الحرب فخرج أبونا إبراهيم ليُنقِذ لوط واستطاع أن يغلِب الملوك ويسبيهم ويُنقذ لوط .. فخرج ملك سدوم ليُقابل إبراهيم وهو عائد من الحرب بالسبايا والغنائم وقال لإبراهيم ” أعطني النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك .. فقال أبرام لملك سدوم رفعت يدي إلى الرب الإله العليِّ مالك السماء والأرض لا آخذنَّ لا خيطاً ولا شِرَاك نعلٍ ولا من كل ما هو لك فلا تقول أنا أغنيت أبرام “ ( تك 14 : 21 – 23 ) .. ” شِرَاك نعل “ هو خيط يُخاط به الحذاء .. ما هذا الإكتفاء ؟ من حق إبراهيم أن يأخذ غنائم لأنه ذهب للحرب وخاطر بنفسه وعبيده .. كان معروف أنهم عندما يدخلون حرب أعظم منهم يستأجرون مُحاربين في مقابل أن يعطوهم الغنائم كأجرة للحرب .. أي يستأجروهم بالغنائم مثل العمالقة كانوا مُحترفي حرب يُستأجرون .. هكذا فعل ملك سدوم مع إبراهيم قال له خذ الغنائم واعطني النفوس لكن إبراهيم رفض وقال ” رفعت يدي إلى الرب الإله العليِّ مالك السماء والأرض لا آخذنَّ لا خيطاً ولا شِرَاك نعلٍ “ .. من المُكتفي هنا ؟ ما رأيك في إنسان تعرِض عليه أمور كثيرة ويرفضها لأنه مُكتفي ؟ قد يتحايل الإنسان أحياناً على شئ ليس له ليأخذه .. تخيل ما مدى تأثير كلام أبونا إبراهيم على ملك سدوم ؟!! الله كان يستخدم أولاده ليُعلن عن نفسه .. بالطبع سيقول ملك سدوم من هو إله إبراهيم الذي يجعله مُكتفي هكذا ؟ بالطبع هو إله جميل جعله شخص سماوي يرفض الأرضيات .. وأكيد إبراهيم خسر أشياء كثيرة في الحرب ولم يأخذ مُقابلها شئ وأكيد كان خائف من الملوك الذين حاربهم وغلبهم .. لذلك قال له الله ” لا تخف يا أبرام أنا تُرس لك أجرك كثير جداً “ ( تك 15 : 1) .. كل تَرْك مُقابله بركة .. كل طاعة شكلها خسارة وكل وصية شكلها حرمان لكن خلفها نعمة وبركة . أبونا إبراهيم أخذ مقابل ذلك حماية الله .. حماية الله ننالها عندما نشعر ” من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض “ ( مز 73 : 25 ) .. اترك لتشعر بغِنَى الله . 4. يُقدم أفضل ما عنده : أتى ضيوف لأبونا إبراهيم .. ” وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار “ ( تك 18 : 1) .. كان جالس وقت حر النهار تحت شجرة فرأى ثلاثة رجال لا يعرفهم يمرون بالمكان ” فرفع عينيهِ ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديهِ فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض .. وقال يا سيد إن كنت قد وجدت نعمةً في عينيك فلا تتجاوز عبدك “ ( تك 18 : 2 – 3 ) .. لم يعرفهم لكنه مجرد أن رآهم ركض إليهم وسجد لهم وقال أرجوكم ادخلوا عندي لتأكلوا وتشربوا وتستريحوا .. ” ليُؤخذ قليل ماءٍ واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة .. فآخذ كسرة خبزٍ فتُسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم قد مررتم على عبدكم .. فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت “ ( تك 18 : 4 – 5 ) . رغم أنه غني إلاَّ أنه قال للرجال الثلاثة أنا عبدكم رغم أنه دخل الحرب لإنقاذ لوط بـ 318 عبد وهم أفضل عبيده أي لديهِ أكثر منهم ولديهِ جواري ويُقال أنه كان لديهِ حوالي ألف عبد .. رغم كل ذلك الغِنَى إلاَّ أنه جرى ناحية الرجال الثلاثة وسجد لهم ويقول لهم لا تتجاوز عبدك .. يا لإتضاعك يا أبونا إبراهيم .. أبونا إبراهيم لم يكن يعرفهم وأكد ذلك بولس الرسول ” لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أُناس ملائكة وهم لا يدرون “ ( عب 13 : 2 ) .. لم يكن يعرف أنه ظهور لابن الله .. كل هذا فعلته يا إبراهيم وأنت لا تعرفهم .. إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك .. يقول الآباء إجعل هذه الآية صلاة وقل لله لا تمر عليَّ دون أن أجلس معك .. ” ألزماه قائلين امكث معنا “ ( لو 24 : 29 ) .. امكث معي . قال لهم إبراهيم أُقدم لكم كسرة خبز وقليل ماء .. وكانت كسرة الخبز وليمة ” فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال أسرعي بثلاث كيلات دقيقاً سميذاً اعجني واصنعي خبز ملةً .. ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلاً رخصاً وجيداً وأعطاه للغلام فأسرع ليعملهُ .. ثم أخذ زُبداً ولبناً والعجل الذي عملهُ ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا “ ( تك 18 : 6 – 8 ) .. الخيمة تُشير للجسد .. هل لم يكن لإبراهيم خبز في الخيمة ؟ كان له لكنه أراد أن يُقدم لهم ما هو طازج وجيد .. وكان واقف يخدمهم ولم يأكل معهم رغم أنهم غرباء .. ما كل هذا العطاء وما هذه الخدمة ؟ كل ذلك يُلخص في كلمتين .. خارج الخيمة أي خارج الجسد .. وعند حر النهار ويُشير للصليب لأنه تم في الساعة السادسة أي أن هذا وقت الصليب . الإنسان الخارج خارج سلطان الجسد يتمتع بالصليب ويرى الابن ويتمتع بالنعمة لأن هذا الحدث كان أحد ظهورات الابن .. أبونا إبراهيم أضاف ابن الله الكلمة وهو لا يعلم .. كيف تكون مُسرع في الخدمة ومُتضع للكل ؟ لأنه أحياناً يعمل عمل روحي تحت بند المُجاملة .. في مقابل هذا الموقف نال إبراهيم بركة جميلة لأنه خدم هذه الخدمة وكان عمره 99 عام .. ” ولما كان أبرام ابن تسعٍ وتسعين سنةً ظهر الرب لأبرام “ ( تك 17 : 1) .. مقابل الخدمة أخذ بركة جميلة قال له ” إني ارجع إليكَ نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن “ ( تك 18 : 10) .. كانت البركة مقابل الضيافة ميلاد إسحق .. حتى وإن كنت رجل مُسِن وامرأتك مُسِنَّة أنا في يدي الكون كله أُعيدك لزمان الحياة وأُخرِج من ممات مُستودع سارة إسحق . 5. يدفع ثمن المغارة : في نهاية حياة سارة .. وكان إبراهيم بكل هذا الغِنَى يسكن الخيام ولا يمتلك شئ .. فبكى على موت سارة وأراد لها مقبرة ليدفنها ولم يشتري شئ رغم غِناه إلاَّ المقبرة .. ” فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها .. وقام إبراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلاً أنا غريب ونزيل عندكم .. أعطوني مُلك قبرٍ معكم لأدفن ميتي من أمامي .. فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له اسمعنا يا سيدي أنت رئيس من الله بيننا .. في أفضل قبورنا ادفن ميتك .. لا يمنع أحد منا قبرهُ عنك حتى لا تدفن ميتك “ ( تك 23 : 2 – 6 ) .. أكيد إبراهيم صنع مع بني حث مواقف جميلة كثيرة لذلك تكلموا معه بمهابة وشهدوا له أنه رئيس من الله .. ومعروف أن أعز شئ عند الشخص خاصة المُسِن هو قبره ولا يسمح لأحد أن يدفن ميت في قبر يملُكه . لكن بنو حث يقولون له اختر أفضل قبر عندنا وادفن الميت الذي لك .. ” فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض لبني حث “ ( تك 23 : 7 ) .. سجد لبنو حث سجود الإحترام وليس العبادة لأنه مُتضع .. الغير أرثوذكسيين يأخذون علينا السجود للآباء الأساقفة .. هذا ليس سجود عبادة بل احترام .. إن كان إبراهيم سجد لبني حث ألاَّ نسجد نحن لرجل الله ووعاء الروح القدس ؟!! ” التمسوا لي من عفرون بن صوحر ان يُعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرف حقلهِ بثمنٍ كاملٍ يُعطيني إياها في وسطكم مُلك قبرٍ .. وكان عفرون جالساً بين بني حث فأجاب عفرون الحثي إبراهيم في مسامع بني حث لدى جميع الداخلين باب مدينتهِ قائلاً لا يا سيدي اسمعني .. الحقل وهبتك إياه والمغارة التي فيه لك وهبتها .. لدى عيون بني شعبي وهبتك إياها .. ادفن ميتك “ .. سأعطيك الحقل والمقبرة مجاناً دون مُقابل .. ” فسجد إبراهيم أمام شعب الأرض وكلم عفرون في مسامع شعب الأرض قائلاً بل إن كنت أنت إياهُ فليتكَ تسمعني .. أُعطيك ثمن الحقل .. خذ مني فأدفن ميتي هناك “ ( تك 23 : 8 – 13 ) .. كان يمكن أن يقول أشكرك وكتَّر خيرك ويأخذ المقبرة مجاناً .. لكن لا إبراهيم كان غِناه داخله ولا يستغل المحبة ويُعطي أكثر مما يأخذ . دروس جميلة في الترك نتعلمها من أبينا إبراهيم .. ونحن مُقبلين على الحياة العملية ونحن في جيل طلباته كثيرة وقد نُنفِق أكثر من نصف دخلِنا على أمور ثانوية .. نحن جيل مُستهلِك .. لا .. يجب نعطي أكثر مما نأخذ .. نحن جيل يأخذ وصعب أن يعطي .. أبونا إبراهيم يعلمنا كيف نعطي ونتنازل .. كيف نضع الله أمامنا وكنزِنا الحقيقي في طاعته ورِضاه لكي نسمع منه وعد ” أنا تُرس لك أجرك كثير جداً “ . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

دراسة فى سفر هوشع

فِي سِفْر هُوشَع النَّبِي 2 : 5 – 7 { لأِنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ . الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً لأِنَّهَا قَالَتْ أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي . لِذلِك هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا . فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ . فَتَقُولُ أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأوَّلِ لأِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ } فِي عَصْر رَحْبَعَام حَدَثَ إِنْقِسَام لِلمَمْلَكَة إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ مَمْلَكِة الشَّمَال وَهيَ مَمْلَكِة إِسْرَائِيل أوْ مَمْلَكِة السَّامِرَة .. وَمَمْلَكِة الجَنُوب وَهيَ مَمْلَكِة يَهُوذَا أوْ مَمْلَكِة أُورُشَلِيم وَكَانَ بِهَا الهِيكَل فَكَانَتْ مَمْلَكِة يَهُوذَا أكْثَرْ تَقْوَى مِنْ مَمْلَكِة إِسْرَائِيل الَّتِي كَانَتْ مَمْلُؤة عِبَادَات أصْنَام وَكُلَّ مُلُوكْهَا أشَرَاربَيْنَمَا بَعْض مُلُوك يَهُوذَا صَالِحِينْ هُوشَع النَّبِي هُوَ النَّبِي الوَحِيدْ الَّذِي خَرَجَ مِنْ مَمْلَكِة الشَّمَال بَيْنَمَا مُعْظَمْ الأنْبِيَاء بِإِسْتِثْنَاء هُوشَع خَرَجُوا مِنْ مَمْلَكِة الجَنُوب وَإِنْ كَانُوا قَدْ وَجَّهُوا كَلاَمَهُمْ أيْضاً إِلَى مَمْلَكِة الشَّمَال .. لِذلِك كَانَ الله دَائِماً يُنْذِر مَمْلَكِة الشَّمَال وَلكِنْ لَمَّا وَجَدَ أيْضاً أنَّ مَمْلَكِة الجَنُوب قَدْ إِنْتَقَلَتْ إِلَيْهَا عَدْوَى الشَّر أنْذَرْهَا هِيَ أيْضاً بِالتَّخَلِّي وَالسَبْي فَحَدَثَ أوَّلاً سَبْي مَمْلَكِة الشَّمَال ثُمَّ بَعْدَهَا سَبْي مَمْلَكِة الجَنُوب .. لِذلِك هُوشَع يُمَثِّلْ صُوْت الله لِمَمْلَكِة إِسْرَائِيل العَاصِيَة الشِّرِّيرَة .

المسيح العريس

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن بداية ظهور ربنا يسوع في خدمته الجهرية .. بعد عماده من يوحنا المعمدان وكان معروف أنه لا يعمد أحد سوى يوحنا المعمدان وتلاميذه .. لكن وجدنا أنَّ كثيرين بدأوا يلتفون حول ربنا يسوع ويعتمدون فحدث جدال بين تلاميذ يوحنا المعمدان واليهود من أجل التطهير وذهبوا ليوحنا المعمدان وقالوا له كيف الذي اعتمد منك في نهر الأردن بدأ هو أيضاً أن يعمد .. وأيضاً ﴿ يأتون إليه ﴾ ( مر 1 : 45 ) .. أي كثيرون وراءه .. أي نحن الآن هل وضعنا رسمي أم لا ؟ وضعنا صحيح أم خطأ ؟ فقال لهم يوحنا المعمدان ﴿ لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطي من السماء ﴾ ( يو 3 : 27 ) .. أنتم تشهدون لي إني قلت لكم إني لست المسيح بل ﴿ إني مرسل أمامه ﴾ ( يو 3 : 28 ) .. ثم قال عبارة مهمة ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) . يوحنا المعمدان يلفت إنتباهنا اليوم للقب من ألقاب المسيح الرائعة التي قيلت عن المسيح في الكتاب المقدس وهو لقب * العريس * .. قد تكون ألقاب المسيح كثيرة ومعروفة في الكتاب أنه إبن الله .. إبن الإنسان .. الإبن الوحيد .. المحبوب .. القدير .. الخالق .. لكن أنه يُلقب بالعريس فهي قليلة ونادرة .. لكن حقيقةً وجدنا ربنا يسوع بنفسه يستخدم هذا اللقب وأنه لقب محبوب لديه ويحب أن يعلمنا به ويخاطبنا به . عندما سألوه في أحد المرات لماذا لا يصوم تلاميذك ؟ قال لهم ﴿ مادام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا ﴾ ( مر 2 : 19) .. شبّه نفسه بالعريس .. وكان كثيراً ما يُشبه ملكوت السموات بالعُرس وقال المثل المعروف لنا مَثَل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات .. ﴿ ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه ﴾ ( مت 25 : 6 ) . لماذا يُشبه نفسه بالعريس ؟ لأنَّ علاقته بنا ككنيسة وكمؤمنين على مستوى الجماعة أو الأفراد تُشبه بالضبط علاقة العريس بعروسه أي علاقة الإرتباط الذي لا ينفصل علاقة الوحدة .. علاقة الخفاء والسر .. علاقة الزيجة .. شبّه علاقته بنا بهذا الأمر أنه عريسنا .. عريس الكنيسة كلها وعريس كل نفس في ذات الوقت حتى أنَّ بولس الرسول يعلمنا هذا الأمر في رسالته لأهل أفسس ويقول ﴿ كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ﴾ ( أف 5 : 25 ) .. وعندما توصي الكنيسة العريس كيف يُعامل عروسه تقول له ﴿ أيها الرجال أحبوا نساءكم في الرب كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه عنها ﴾ .. وكأنَّ علاقة ربنا يسوع بنا هي علاقة إتحاد زيجي قوي لا ينفصل .. هو العريس .. هو عريس نفوسنا الذي اختارنا ليقترن بنا وأحبنا وأراد أن يدخل معنا في علاقة لا تنقطع . معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل كورنثوس يقول نفس الفكر ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. أريد أن يكون كل واحد منكم عروس خاصةً بالمسيح لكن في نفس الوقت تكون العروس عذراء عفيفة له لا تعرف آخر غيره .. أهل كورنثوس كانوا مشهورين بالخلاعة والدنس والإباحية لكن يقول أنا اخترتكم لتكونوا عروس لعريس واحد .. وقديماً عندما كان أحد يتدخل في زيجة كان هو الضامن للعروس أمام العريس عن أخلاقها وسيرتها الماضية وسلامة نفسها وضمان بكوريتها .. وعندما يأتي بالعروس للعريس إن وجد بها عيب لا يتكلم العريس مع الفتاة بل مع الضامن الذي ضمنها الضامن لبكوريتها . معلمنا بولس الرسول يقول أنا خطبتكم لعريس لكن في هذه الحالة أنا الضامن لبكوريتكم .. ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ .. يقول لهم لا تختلطوا بأهل العالم ولا تشاكلوهم ولا يكن فيكم رائحتهم واسلوبهم .. ربنا يسوع أحب أن يدخل معنا في عهد زيجة .. ربنا يسوع يحب أن ننتمي إليه ونحمل إسمه لأنَّ العروس تحمل إسم عريسها رجلها .. لذلك في سفر أشعياء النبي يقول ﴿ ووليكِ قدوس إسرائيل ﴾ ( أش 54 : 5 ) .. الولي هو الرجل المسئول عن المرأة .. يقول لها ﴿ كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاكِ الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلت قال إلهكِ ﴾ ( أش 54 : 6 ) .. قال لكِ تعالِ سأدخل معك في عهد زيجة أجعلِك كزوجة الصبا .. يقول ﴿ لُحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ﴾ ( أش 54 : 7 ) . أحد الآباء يقول ما رأيكم في إنسانة مشهورة بالسيرة البطالة ومعروفة في المدينة أنها سيئة السمعة كثيرة الشر .. حياتها كلها دنس وخلاعة .. ثم يأتي الملك ملك المدينة حفاظاً على هذه الإنسانة ليحفظها من شر المدينة كلها ويقول سأدخلها بيتي وأتزوجها .. نسأله هل تضمن أنها تحمل إسمك ولا تخونك ولا تعود لماضيها ؟ يقول الملك سأقترن بها .. إذاً ما رأيك لو عادت لماضيها وهي داخل قصرك محفوظة وهي تحمل إسم الملك وتشتاق لغيره ؟ هكذا نفوسنا .. إختارنا ربنا يسوع لنكون له لنحمل إسمه ويدخل معنا في عهد زيجة لا ينقطع .. إختارني عروس له .. ما رأيك عندما يجدني أحب أن أقترن بغيره ؟ لذلك ربنا في العهد القديم نتعجب منه عندما يأمر النبي هوشع أن يتزوج بإمرأة زانية .. آخر شئ نتوقعه من الله أن يطلب من أحد الأنبياء طلب كهذا الطلب .. لماذا يارب يتزوج بزانية ؟ وحدد له إسمها وهو جومر بنت دبلايم .. ولما تقرأ التاريخ تعرف أنها كانت إمرأة شريرة جداً وتريد يارب أنَّ النبي يتزوج إمرأة سيرتها رديئة ؟!! يقول نعم .. لماذا ؟ لأني أريده أن يختبر مشاعر مهما أصفها لن تعيها إلا عندما تختبرها وتعيشها .. ما هي هذه المشاعر ؟ هي أن تكون مُخلص لشخص جداً وهو في نفس الوقت يخونك .. لو اختبرت هذه المشاعر يا هوشع ستعرف كيف تكرز بي .. كيف يجب أنَّ الناس يكونوا أوفياء لي . نحن نعلم أننا في عهد المعمودية ندخل في عهد زيجة مع ربنا يسوع وأبونا الكاهن يقول في صلاة المعمودية ﴿ أن تحفظ الخاتم بغير سارق ﴾ وكأنَّ كل واحد منا لبس خاتم من يد ربنا يسوع في المعمودية مثل الخطوبة مثل عهد الزيجة .. تخيل أننا عرائسه ونقترن بغيره .. كيف تكون مشاعر الله وكم يتضايق ويحزن ؟ كم يشعر بخيانة عجيبة جداً من هذه النفس لذلك قال هوشع آية جميلة وهي أنَّ الله يقول للنفس ﴿ أخطبكِ لنفسي إلى الأبد وأخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ ( هو 2 : 19) .. أدخل معكم في عهد زيجة أمر لا يمكن أن تجده في العالم .. ﴿ أخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ .. لا تأخذوه من غيري .. يا لجحود النفس التي ترتبط بعريسها السماوي وتحب الأرض وملذاتها .. يا لجهل النفس التي يفتح لها ربنا يسوع كل أسراره وكنزه وعطاياه لا يمسكها عنها ورغم ذلك تشتاق للتراب – أمر مُحزن – ربنا من أول ما دخل في عهد مع أبينا إبراهيم وقال له سأجعلك نسل مقدس لكن كان هناك شرط مهم وهو أن لا يقترنوا ببنات الأمم ولا تدخلوا في عهد مع غيري ولا تدخلوا في عهد مع سكان الأرض . أيضاً قال الله لموسى النبي عندما أخرجه من أرض مصر ﴿ اِحترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض ﴾ ( خر 34 : 12) .. لماذا ؟ لأني أريدكم عذراء عفيفة .. أريدكم شعبي أنا فقط .. علاقة قوية .. الله إختارنا واقترن بنا لنحمل إسمه ويكون لنا صفاته ولا نقترن بغيره .. القديس يعقوب السروجي يقول عندما أراد أن يخطبنا ككنيسة أراد أن يدفع فينا مهر مثل أي عريس .. فماذا يدفع ؟ دفع دمه .. هذا مهرنا .. وعندما أراد أن يقدم هدية لمدعويه في عرسه قدم لهم جسده .. يقول القديس يعقوب السروجي هل رأى أحد عريس يقدم جسده للمدعوين في عرسه ؟ هل رأى أحد عريس يقدم دمه مهر لعروسه ؟ هذا ما حدث مع كنيسة العهد الجديد .. هذا ما يحدث معنا اليوم .. يعطينا جسده ودمه .. هدية يعطيها لمدعويه . ألم ترى شخص يقدم لك هدية بهذه القيمة ؟ مهما قدم .. فماذا يقدم ؟ شيكولاتة .. تورتة ........ لكن جسده ؟ نعم .. لأنه أراد أن يقول لك أنا واحد فيك وأنت فيَّ .. ما هذه العلاقة القوية ؟ هذا ما فعله الله معنا .. إشترانا لنكون مِلكه .. إشترانا من كل قبائل الأرض لنصير له .. إذاً لا نخونه .. دخل معنا في عهد زيجة .. إذاً يجب أن نكون أوفياء وأُمناء له .. هو عريس نفوسنا وهو أحب ذلك .. لذلك معلمنا بولس الرسول عندما تكلم مع أهل كورنثوس قال لهم لا تنخدعوا بالشر الذي في وسطكم .. ﴿ الخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ ( عب 12 : 1) .. ﴿ لا تُشاكلوا هذا الدهر ﴾ ( رو 12 : 2 ) .. إحذر أن تدخل لك سمات العالم .. أنت لست عروس للعالم بل أنت عروس المسيح فعش له بكل أمانة وكل خضوع وأنت تشعر أنَّ هذا شرف أن تحمل إسمه وصفاته . لذلك قال لهم معلمنا بولس الرسول إني أخاف عليكم .. ﴿ إني أغار عليكم غيرة الله ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. هذه الغيرة أخذها من سيده يسوع لأنه مكتوب عنه أنه إله غيور ( خر 20 : 5 ) .. لا يحب أبداً أن يكون شعبه معه وفي نفس الوقت مقترن بغيره .. لا يحب أن يقطع شعبه عهد مع سائر الأمم .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح ﴾ ( 2كو 11 : 3 ) .. قديماً خدعت الحية حواء وأنا أخاف عليكم أنه كما أغوت الحية حواء أن تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح يسوع .. هذا عمل الشيطان الآن .. عدو الخير وجنوده وعمل روح أهل العالم أن يفسد أذهاننا عن البساطة .. دخل لنا عن طريق الإعلام وأهل العالم والمجتمع المحيط .. يفسد أذهاننا عن البساطة التي في المسيح يسوع في حين أنَّ الله يريدنا له .. يريدنا خاصته وله وحده . جميلة صلوات الكنيسة عندما تقول ﴿ إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك ﴾ ( أوشية السلام ) .. نحن لا نعرف آخر غيرك .. ليس لنا سواك .. جيد أن يكون ليس لك معين إلا هو .. هذه الزيجة إختارها المسيح وقدسها لكي تمتد وتتأصل جذورها إلى أن تُكتمل .. هل تعرف متى تكتمل ؟ في السماء .. رأينا أنَّ ربنا يسوع يحتفل بكنيسته ويحتفل بأورشليم السماوية كعروس مزينة لعريسها هكذا كل نفس منا تتزين وتتزين بالبر لكي تُهيأ للزيجة .. كما يقول عن الكنيسة التي بها تبررات القديسين ( رؤ 19 : 8 ) .. نتزين بالبر لكي نُهيأ للزيجة السماوية حتى عندما يستقبلنا يجدنا كعروس مزينة لعريسها .. جيد أنَّ الإنسان يشعر بعلاقة حب متبادلة .. جيد أن يشعر أنه في علاقة زيجة مع الله . بعض الرهبانيات الكاثوليكية يلبسوا الراهب خاتم .. كل المتزوجين يضعوا في أصابعهم خاتم زواج ( دبلة ) لكن الرهبان لا يضعوه .. هذه الرهبانيات تقول لا .. نحن نضع خاتم في إصبع الراهب إشارة للزيجة بالملك السماوي .. رمز لأنَّ النفس العذراء للمسيح هي النفس التي دخلت معه في علاقة حب وصارت له .. فماذا عن نفسي أنا ؟ أيضاً أنا نفسي عذراء له تحمل إسمه دائماً وتخدمه بأمانة ويكون مالك على مشاعري وعواطفي .. أفكر فيه دائماً .. ما مقدار رصيد حبه في قلبي ؟ لذلك لا تتعجب من المسيح له المجد عندما يقول من أحب أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو زوج أو حقل أو أولاد أكثر مني فلا يستحقني .. أي أريد أن أكون أكثر من علاقة الزيجة معك .. لو لم أملك على مشاعرك كلها فلا تستحقني ولا تعرفني وأخاف أن أقول لك وأنا أيضاً قد لا أعرفك .. لذلك لا تتعجب من النفوس التي دخلت في هذه العلاقة الزيجية وتركت كل شئ من أجله .. إكتشفت غِنى محبته في قلبها .. صدقوني نحن محتاجين أن نكتشف غِنى محبته في قلوبنا .. لو اكتشف كل واحد منا غِنى محبة الله داخل قلبه سيخجل من نفسه ولا يقبل أن يعيش للعالم أو الخطية . لذلك نحن كنيسة ربنا يسوع نُسمى عذارى يسوع .. عذارى له .. عذارى أي ليس بنا البعض متزوج والبعض غير متزوج .. لا بل كل نفس فينا هي عذراء ليسوع .. كل نفس متحدة به ومرتبطة به .. لأنَّ الآباء القديسون عندما أرادوا أن يشبهوا العذراوية لم يقولوا أنها حالة جسد بل قالوا أنها حالة نفس وروح .. وعندما عرَّفوا البتولية قالوا ﴿ أنَّ البتولية الحقيقية هي حالة نفس لم تتزوج بمحبة العالم ﴾ .. هل نفسي متزوجة بمحبة العالم أم لا ؟ النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم هي عذراء .. نحن كلنا عذارى يسوع .. يستحيل على كنيسة يكون ربنا يسوع إشتراها بدمه وأعطاها كل هذا الحب وهي تحب غيره وتعيش لغيره . هذه هي الكنيسة العذراء للمسيح التي تقدم له كل خضوع ومحبة .. آه لو اكتشفنا كم نحن محبوبون عنده نقول مع أشعياء النبي ﴿ إلى اسمك وإلى ذِكرك شهوة النفس بنفسي اشتهيتك في الليل ﴾ ( أش 26 : 8 – 9 ) .. أنا اشتهيتك .. وصلنا إلى درجة أننا نشتهي الله ونحبه وهو غير ملموس وغير مفهوم .. بل من مجرد تعاليم نسمعها فقط .. وصلنا إلى حالة عِشرة معه نقول فيها مع داود النبي ﴿ لا أصعد على سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوماً أو لأجفاني نعاساً ولا راحة لصدغي إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب ﴾ ( مز 132 : 3 – 5 ) .. أقول معه لا أستطيع أن أنام بدون أن أصلي أو أشعر أنَّ بداخلي خطية وأعيش فرحان .. أو أسكِت صوته داخلي .. لا أستطيع .. معلمنا بولس الرسول عندما دخل في هذه العِشرة الحلوة قال أنا ألوم نفسي عن الماضي الذي عشته بجهل .. ألوم نفسي عن الفترة التي لم أعرفك فيها يارب .. أنا كنت غني ومن عائلة عريقة ومُثقف ولي مركز في الدولة ينتظرني .. مؤهلات بولس الرسول وثقافته وعلمه كانت تعلن أنه ينتظر مركز والي على مدينته وأيضاً علاقاته العائلية والشخصية تقول كذلك .. وعندما اكتشفناه في رسائله نقول حتى الولاة بجانبك يا بولس يظهرون كأنهم لا شئ .. لكنه يقول ﴿ أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾ ( في 3 : 8 ) .. ﴿ ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ﴾ ( في 3 : 7 ) .. عندما يفسروا كلمة * نفاية * يقولون أنها بواقي القمامة أي فرز القمامة إلى أشياء نافعة وأخرى غير نافعة .. النفاية هي ما تبقى من فرز القمامة وليس له قيمة . معلمنا بولس يقول حسبت كل هذا نفاية – لا شئ – من أجل معرفة المسيح وأن أوجد فيه .. هل شعرت بهذا الغِنى في المسيح يسوع ؟ أم يزهو العالم أمامك وتريد أن يكون لك جاه وثروة ومنصب ؟ يجب أن تسعى أن يكون لك إسم مضمون في الملكوت .. لذلك يصلي الأب الكاهن في القداس ويقول ﴿ أُكتب أسمائنا في كتاب سفر الحياة ﴾ .. نريد أن نكون ضامنين إمتداد زيجتنا به من الأرض إلى السماء حتى يستقبلنا ربنا يسوع ويقول ﴿ تعالوا يا مباركي أبي ﴾ ( مت 25 : 34 ) .. أنا اخترتكم تعالوا ودخلت معكم في عهد .. اليوم يوم تتويجكم .. لذلك الكنيسة أدركت حالة هذه العِشرة وهذا العشق وكما قدم ربنا يسوع دمه عن الكنيسة .. الكنيسة أيضاً تقدم دمها عنه .. قدمت دماء شهدائها من أجمل أولادها شباب وعذارى وأطفال ونساء وشيوخ .. تقدم له علامة حب .. تسمع من يقول لك سنحرقك .. نصلبك .. نضعك للوحوش .. وهم لا يبالون لأنَّ محبتهم تعدت كل الحدود .. محبتهم غلبت سيوف ونار وحرق وصلب .. محبة غالبة .. ما هذه المحبة التي دخلت القلب ؟ كيف تتخطى النفس حدودها ؟ الطبيعي أنَّ كل شخص الجسد غالي عليه وأي شخص منا تؤذيه آلام الجسد وتؤثر فيه فكيف لا نفزع من آلام الجسد ؟ بالمحبة التي فينا .. كيف لا يخاف الإنسان السيف والنار ؟ كما يقول المزمور ﴿ جوزنا في الماء والنار وأخرجتنا إلى الرحب ﴾ ( مز 66 : 12) . الكنيسة قدمت من أولادها كل الفئات .. رأينا الأيام السابقة القديسين مكسيموس ودوماديوس أولاد ملوك ينكران أنفسهما ويتخفيا ويخلعا التيجان ويتخليا عن مجد المُلك والعالم لكي يعيشا في مغارة في برية وصحراء .. ما الذي جعلهما يفعلان هكذا ؟ الكنيسة تجيب ﴿ من أجل عِظَم محبتهم في الملك المسيح ﴾ . إكتشف الآن رصيد محبتك للمسيح في قلبك .. ما قدره ؟ هو أحبك إلى المنتهى لكن قد لا تكتشف محبته حتى الآن ولأنك لم تكتشفها لا تستطيع أن تبادله المحبة .. إكتشف كنز الحب الذي بداخل قلبك .. وغِير غيرة مقدسة من القديسين واقرأ سيرهم لكي تأكلك أعمالهم .. واعلم ما معنى أنك اشتريت من الأرض لتكون له واعرف كيف كان ماضيك غير أمين لعريس نفسك .. إذاً ممكن تكون خائن غير مستحق البركات لأنَّ خاتمه في يدك وأنت تحب غيره أو مُقترن بغيره .. صعب جداً على عريس نفوسنا الملك السمائي المعزي روح الحق أن نكون نحن خائنون له رغم أنه هو حق .. صعب أنَّ القدوس الذي بلا شر يكون مقترن بأناس لا يحبوه من كل قلوبهم . لذلك يقول أنا أدعوكم لغِنى ميراث .. نحن مدعوين للوليمة السماوية .. يريد أن يقول لك أنك بهذه المحبة قد تتعرض لآلام كثيرة مادمت في العالم .. قد تتعرض لآلام واضطهادات وأنواع كثيرة من الحرمانات وقد تتعرض لألم ودم ولكن ستنتهي هذه المحبة إنتهاء هادئ ومفرح ومنير عندما ترى مجد السماء وربنا يسوع يحتضن أولاده وهو يشترك معهم في العرس النهائي العرس الأخير للذين حفظوا الأمانة ولما يتكلم عنهم الكتاب يقول ﴿ هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع ﴾ ( رؤ 14 : 12) . ربنا يسوع عريس نفوسنا يجعلنا نقترن به ونحيا له كل أيام حياتنا لكي لا نعرف آخر سواه .. ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

يوسف ولقاء اخوته

تم ثلاث لقاءات بين يوسف وإخوته : الأول : كان يوسف جاف جداً مع إخوته . الثاني : أراد أن يعرف مشاعرهم تجاه بعض .. ومشاعرهم تجاه بنيامين أخوه .. شقيقه . الثالث : أعلن لهم ذاته . عندما حدث جوع في الأرض لم يفكر إخوة يوسف في الذهاب إلى أرض مصر للحصول على القمح ولكن الذي طلب منهم هذا أبوهم يعقوب .. إن الله أحياناً يسمح أن يكون هناك جوع في الأرض لكي نذهب إلى يوسف .. ويوسف في الكتاب المقدس يرمُز إلى ربنا يسوع المسيح .. فالله ممكن أن يجعل هناك مجاعة في حياتي وتشتد جداً فلا نجد منفذ إلا يوسف – أي الله – .. ” ليس بأحد غيرهِ الخلاص “ ( أع 4 : 12) .. تخيل الإنسان والمجاعة شديدة عليه وهو لا يرضى ولا يرغب أن يذهب ليوسف . إخوة يوسف ذهبوا إليه بعد سنتين من المجاعة وكان عمره في ذلك الحين تسعة وثلاثون عاماً .. لأنه بِيعَ وعمره سبعة عشر عاماً .. وتقابل مع فرعون وعمره ثلاثون عاماً .. نرى أيضاً الابن الضال تقابل وذهب إلى أبيه عندما احتاج .. وإخوة يوسف ذهبوا إلى مصر عندما احتاجوا . الله يحاول أن يجتذبنا إليه بكل الطرق .. إحتياج .. تجربة .. لأن لو الإنسان إكتفى لا يحتاج إلى يوسف .. عندما جاء إخوة يوسف له وعندما سجدوا أمامه لم يعرفوه ولكنه عرفهم وتذكر الحلم القديم الذي شاهده .. ولكنه تنكر لهم وتكلم معهم بجفاء ولم يصفح عن نفسه مثلما يفعل معنا الله عندما نذهب إليه في البداية . لماذا يارب تتكلم معنا بجفاء ؟ لأننا نذهب إليه لمجرد احتياج أرضي .. يرغب الله أن نسجد له سجود التوبة والحب .. عكس سجود إخوة يوسف المبني على الخوف .. إسأل نفسك كيف تسجد أمام الله وبأي مشاعر ؟ رغب يوسف أن يعرف هل تغير إخوته الذي إنفصل عنهم منذ إثنان وعشرون عاماً .. فسألهم وقال لهم أنتم جواسيس ليعرف حقيقة ما بداخلهم .. وهنا نسأل أنفسنا هل الزمن يغيرنا أم إننا كما نحن ؟ وجد يوسف إخوته كما هم دون تغيير ولكنه تحنن . طلب منهم يوسف الذهاب إلى أبيهم ويأتوا بأخيهم بنيامين ويأخذ منهم واحد يُحبس حتى الحضور بالأخ الأصغر .. هنا تذكروا أخوهم المفقود يوسف الذي طرحوه في البئر .. هنا عرفوا خطيتهم وما فعلوه في أخوهم ولم يرحموه .. بدأوا يتحدثون فيما بينهم ويُقروا بأن هذا هو ذنب أخوهم يوسف .. وعندما سمع كلامهم يوسف ” تحوَّل عنهم وبكى “ ( تك 42 : 24 ) .. لم يتحمل أحزان إخوته . يضعنا الله في موقف صعب وعندما يجد ضمائرنا تُبكتنا وبدأنا نلوم أنفسنا تبدأ مراحمه تتحرك .. كل هذا إشارة إلى مراحم ربنا يسوع عندما يقول ” سأعطيكم مراحم داود الصادقة “ ( أع 13 : 34 ) .. بعدها أخذ يوسف شمعون وقيِّده أمام أعينهم .. ورجع الإخوة لأبوهم لطلب بنيامين لكنه رفض فسكتوا .. وعندما انتهى القمح الذي أخذوه من يوسف في المرة الأولى فكروا في الرجوع له ثانيةً . إخوة يوسف في مجاعة وأخوهم عنده مخازن من الخيرات .. فالقديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” أنت ابن أكابر .. وأتعجب عليك وأنت تقف على أول الشوارع تشحذ لقمة وأنت تملُك في نفسك مفتاح مخازن الحياة “ . حاول يهوذا أحد الإخوة إقناع أبوهم يعقوب بأخذ بنيامين .. فاقتنع يعقوب وقال لهم خذوا بنيامين ومعه هدايا للرجل – أي يوسف – .. نحن كذلك نتعامل مع الله على أنه " الرجل " أي غريب وننسى إنه إلهي وأبي وحبيبي الذي يبحث عني ويشتاق إليَّ .. نحن نُهدر من الوقت والجهد كثيراً دون الذهاب إليه . ذهب إليه إخوته مرة ثانية ومعهم بنيامين ومعهم أيضاً الفضة التي كان قد وضعها لهم يوسف في القمح في المرة الأولى .. ومعهم الفضة الجديدة التي هي ثمن للقمح الجديد الذي يحتاجونه .. يقول الآباء القديسين عن هذا إنها إشارة للعهدين القديم والجديد . ذهبوا أولاً لوكيل البيت .. وهذا الوكيل إشارة إلى الكهنوت وقالوا له ما حدث أنهم وجدوا الفضة داخل القمح وها هم الآن لكي يردوا الفضة القديمة والفضة الجديدة للحصول على القمح الجديد .. فقال لهم الوكيل سلام عليكم .. لا تخافوا – هذا ما يقوله الكاهن دائماً – .. فأخرج لهم شمعون أي " يسمع " وبهذا فهو أخرج لهم الوصية المكتوبة والمحبوسة .. إن عمل الكاهن أن يُوقظ الوصية وكلام الله داخل الإنسان .. وهذا ما فعلهُ الوكيل أن يُخرج شمعون المحبوس داخلي . جاء يوسف وقدم لهم مائدة طعام .. فسلموا عليه وسجدوا إليه على الأرض وقدموا له الهدايا .. بدأ يوسف يسأل عن سلامتهم وسلامة أبيهم .. ثم رأى أخيه بنيامين .. فأخذ مكان وبكى . لم يبكي يوسف وهو في السجن .. لم يبكي عندما ظُلِم .. ولم يبكي عندما باعوه .. لكنه الآن يبكي .. هذه هي أحشاء رأفات إلهنا .. دخل يوسف المخدع وبكى هناك ليُكمل شفاءهم ونقائصهم وتوبتهم .. ثم غسل وجهه وخرج وتجلَّد . قدم لإخوته مائدة طعام .. وأكل هو وحده .. والمصريين أكلوا بمفردهم .. أراد الله أن يوحِّد هذه المائدة .. متى يأكل الجميع على مائدة واحدة ؟ في الفصح .. ” فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا “ ( 1كو 5 : 7 ) . يقول الآباء القديسين على يوسف عندما بكى وغسل وجهه وتجلَّد إشارة ليسوع المسيح في البستان عندما بكى ثم تجلَّد وخرج على الصليب ( الذبح ) .. هنا نجد أن يوسف أقرب إلى مائدة المصريين عن مائدة إخوته العبرانيين لأنه هو الفصح اليهودي الذي رفضوه . حتى الآن تقابل يوسف مع إخوته مرتين .. الأولى كان عددهم عشرة .. والثانية كان عددهم إحدى عشر .. في المرة الأولى هذا دليل على ظهور الرب يسوع لتلاميذه ولم يعرفوه .. واللقاء الثاني وهم " 11 " عندما ظهر لهم وكان معهم توما .. يوسف أظهر في المرة الثانية اهتمامه ببنيامين ويسوع في الظهور الثاني أظهر اهتمامه بتوما . وعندما جاء وقت الخروج وضع لهم الفضة معهم ثم وضع يوسف كأس الفضة الذي كان يشرب فيه في أمتعة بنيامين .. ثم قال لهم أن هناك شئ ما إختفى في البيت وعلينا بالتفتيش .. فبدأ من كبيرهم إلى صغيرهم حتى وجد الطاس في عِدل بنيامين .. خروا على وجوههم وطلبوا من يوسف أن يتنازل ويعطي لهم بنيامين الذي أراد أن يأخذه منهم بسبب وجود الطاس معه . هنا تأكد يوسف أنهم لم يتخلوا عن أخوهم .. ودافعوا عنه بحب .. بدأ يهوذا يقول ليوسف خذني أنا عِوضاً عن بنيامين .. لأن أبي متعلق بأخي هذا ولن أستطيع الرجوع إليه بدونه .. عندما وجد يوسف محبة إخوته صرخ وقال لإخوته أنه يوسف .. صرخ عندما رأى التضحية والبذل . ربنا يسوع عندما يجد إنسان يقف أمامه لا ينفذ عقوبة معه .. أصعب ما فينا إننا نلوم الآخرين ولا نضع أنفسنا مكانهم .. هنا أعلن يوسف نفسه لإخوته وطلب منهم أن يقتربوا إليه وقال لهم ” أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر .. والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قُدَّامكم “ ( تك 45 : 4 – 5 ) .. رفض يوسف أن يكون هذا الإعلان أمام الناس وقال للجميع – أي الخدم المصري – أن يخرجوا خارجاً وأعلن ذاته بينه وبينهم . ربنا يسوع لن يُعلن لي ذاته إلا بيني وبينه سراً في خفاء وفي المخدع .. ترى دموعه وتعرف حنانه .. هنا بدأ إخوته أيضاً في البكاء .. من يقف في الخارج ويسمع صوت بكاء إثنى عشر شخص يتصور أن هناك كارثة في الداخل .. أما الداخل فهو في مجد . وفي النهاية طلب منهم الذهاب مرة أخرى إلى يعقوب ليأتوا به إليهِ ..... وللحديث بقية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

إقامة بن أرملة نايين

لو 7 : 11 – 17 ، آحاد شهر بابه المُبارك ياأحبائىِ تدور حول خط واحد وهو سُلّطان ربنا يسوع على النِفَس البشريّة ، وأقوى نوع فىِ سُلّطانه على النِفَس البشريّة هو " إِقامة الموت " ، والإِنجيل هُنا يتكلّم عن شاب ميّت وربنا يسوع تقدّم ولمِس النعش وقال " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " وأُم هذا الشاب هى سيّدة أرملة أى فقدت زوجها واليوم فقدت إِبنها الوحيد ، وعِندما تفقد إِبنها الوحيد يكون فىِ داخلها حُزن شديد ، مات إِبنها وكفّنوه وكانت مِن العادات فىِ ذلك الحين أنّ المدافن تكون خارج المدينة ، عِند باب المدينة بالضبط وعِندما كان الناس خارِجون بالشاب الميّت لكى يدفنوهُ وهذا كان موكب صعب جداً ، كان كُلّهُ حُزن وعويل ، وجدنا موكب آخر فيهِ ربنا يسوع وهذا الموكب داخل البلد ، " ذهب معهُ كثيرون مِنْ تلاميذهِ وجَمع كثير " ، كان يسوع فىِ المُقدّمة وتلاميذهُ ورائهُ والسيّدة أيضاً كان معها جمع كثير " وهى أرملة ومعها جمع كثير مِن المدينة " موكب خارج فيهِ ميّت وموكب داخل فيهِ ربنا يسوع موكب فيهِ موت وموكب فيهِ رئيس الحياة والموكبين تقابلوا فىِ نُقطة واحدة ، فربنا يسوع وجد السيّدة حزينة حُزن شديد جداً " فتحنّن عليّها وقال لها لا تبكىِ " وأحب أن أتكلّم معكُم فىِ نُقطتين : (1) تراءف عليّها (2) تقدّم ولمس النعش ربنا يسوع عِندما يجد الإِنسان بيبكىِ على ميّتهُ يتراءف ويُقيم موتى الخطايا لأنّ إِقامة خاطىء مِن خطيتهُ هى القيامة الحقيقيّة ، فالموت الحقيقىِ هو موت الخطيّة فهو الّذى يجعل الإِنسان يخسر مصيرهُ الأبدى فِعلاً فالخطيّة هى التى جلبت الموت وهى سبب الموت ، إِذاً الخطيّة هى أقوى مِن الموت ، وسُلّطان ربنا يسوع على الموت هو أن يُقيم الخُطاه مِن موت الخطيّة 0وأبونا فىِ الصلاة يقول " لا تدع موت الخطيّة يقوى علينا ولا على كُلّ شعبك " فالسيّدة أُم الشاب بِتبكىِ ودموعها بِتجعلها لا ترى مَن أمامها ولكن يسوع لمّا رأها تحنّن وتراءف ، وهُنا لم يكُن أحد قد دعى ربنا يسوع لكى يُقيم هذا الميّت ، ولكن هُنا هو الّذى ذهب ، ذهب بِتدبير لكى يُعطىِ حياة دون أن يطلُب منهُ أحد ربنا يسوع عِندما يجد نِفَس قد إِجتازها الموت وتسلّط عليّها يتراءف وأحشائهُ فىِ الداخل تتحرّك ، فزكريّا عِندما ولد يوحنا المعمدان قال " بأحشاء رحمة إِلهنا التى بِها إِفتقدنا المُشرق مِن العلاء " ( لو 1 : 78 ) فلم يكُن أحد يقدر أن يطلُب مِن ربنا أن يأتىِ على الأرض ويموت ويُصلب ، ولكن ربنا مِن تحنّنهُِ غُلب ، ولِذلك مَن الذى أقامنا معهُ ؟! تحنّنهُ فمِن الأمور التى حرّكت تحنّنهِ دِموع أُمّه ألا وهى الكنيسة ( أُمنا ) ، فهى عِندما تجدنا ميتيين بالخطايا تكون حزينة جداً ، لأنّ عِلاقتنا بالكنيسة ليست خارِجيّة ولكنّها داخليّة لأننا أبناء00أبناء00أبناء وبِشفاعة الكنيسة عن أولادها تغلِب تحنُّن ربنا " كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيهِ " فأنا أقف وأقول لهُ يارب أنا ميّت ، ميّت بِمعنى كلمة ميّت ميّت فاقد الحِس فاقد النُطق ، أنا غير قادر على أن أنحاز للصلاح ، أنا غير قادر أن أنحاز للروحيّات ، عايش فىِ قيود الجسد ، ميّت ، وهُنا الكنيسة تبكىِ عليك وتجلب لك حنان ربنا لكى يقترب إِليك ويُقيمك ، النِفَس الميّتة بالذنوب والخطايا المحمولة على نعش لها رجاء عِند ربنا يسوع ، فما الذى جعل ربنا يسوع يقترب مِن الخُطاه ؟! حنانه ما الذى جعلهُ يتجسّد ؟! حنانه فهو مغلوب مِن تحنّنهُِ ولِذلك الكِتاب عِندما يذكُر قصة السامرىِ الصالح يقول " ولمّا رآه تحنّن " ، فهذا هو رجاءُنا فىِ ربنا يسوع ، ولِذلك أقول لهُ : يارب تحنّن ، والكنيسة تصرُخ وتقول " أعنّا يا الله مُخلّصنا لأننا قد تمسكنّا جداً " ، فلِكى حنان ربنا يتحرّك أقف أمامهُ مُنكسر ، القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله فكلِمة " إِرحمنا " تجلب علينا حنان ربنا ، كلِمة " أعنّىِ " ، كلِمة " خلّصنىِ " تجلب عاطفة ربنا المُذخّرة لنا لأننا أولاده ، ولأنّهُ هو ينبوع الحياة ومُعطىِ كُلّ حياة ، فأقف أمامهُ مِثل العشّار الذى وقف مِن بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسهُ ، فهذا الوضع يجلب حنان ربنا ، لِدرجة أنّ القديسين يقولوا " أكثروا مِن السجود فىِ الصلاة " ، فالإِنسان الذى يطأ رأسهُ للأرض هو إِنسان يجلِب حنان ربنا ، والكنيسة تقول " إِحنوا رؤوسكُم أمام الرّبّ " ، فإِحناء الرأس هو إِنكسار وخضوع ومذلّة ، فهو يدُل عن إِنسان خجلان مِن ربنا ، ونحنُ بِنخجل مِن خطيتنا أمام ربنا يسوع ينبوع كُلّ حنان فنقف ونحنُ نشعُر بِخزينا وهُنا نأخُذ حنان ربنا ورأفاته وفىِ موقف إِقامة هذا الشاب لم يوجد أحد قد طلب مِن ربنا يسوع ولكنّهُ هو تحرّك ، وحتى أُمّه لم يذكُر الكِتاب أنّها طلبت مِن ربنا يسوع فحتى ولو الإِنسان فقد أى شفاعة أو حنان مِن المُحيطين بهِ ، فإِنّ شفاعة ربنا يسوع كفيلة بأن تُقيمه ، وحنان ربنا يسوع كفيل أن يُعطىِ حياة للموتى ونحنُ الأحياء الّذين فىِ موكِب الداخلين ، الإِنسان يسأل نفسه : أنا فىِ أى موكِب ؟! موكِب الحياة أم موكِب الموت ، كُلّ إِنسان فينا بيعمل خطايا هو بيفقد جُزء مِن طريقهُ لأورشليم السمائيّة ، ويسير فىِ الطريق المُضاد وكُلّ إِنسان بيفعل الصلاح هو يسير فىِ طريقه لأورشليم السمائيّة إِلى أن نتقابل كُلّنا ، فأنا مَن الذى أتبعهُ وفىِ أى موكِب أسير ؟!! نحنُ لنا رجاء فىِ رئيس الحياة وفىِ حنانه لنا ، لنا رجاء حتى ولو كان الموت قد غلبنا ولِذلك ربنا يسوع قصد أن يذكُر لنا مُعجزة إِقامة ميّت ، لكى يؤكّد لنا أننا حتى ولو كُنّا موتّى فهو قادر أن يُقيمنا ، وبِذلك نقول لهُ : فإِن كان للميّت رجاء فهكذا رجائىِ فيك يارب ، أنا رجائىِ فيك مِثل رجاء الميّت ، حنانك هو الذى يجعلك تقترب إِلىّ فالموت لهُ سُلّطان ولهُ مهابة ، ولكن يقول الكِتاب " ثُمّ تقدّم ولمِس النعش " فالناس الّذين يحملوهُ وقفوا فقال كلِمة عجيبة " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " ، ما هذا ؟!!رئيس الحياة مُتقدّم إِلى الموت يتحداه الموت مع الحياة إِلتقوا فىِ نُقطة ، وهذا نِفَس ما حدث فىِ الصليب ، لقد تلامس ربّ المجد مع الموت وصار هو والموت فىِ مواجهة فغلِب الموت ، وهُنا عِندما تقدّم ولمِس النعش وقال للشاب لك أقول قُم ، قال " أين شوكتك ياموت ، أين غلبتِك يا هاوية " ، ربنا يسوع لهُ سُلّطان على الموت لأنّهُ هو رئيس الحياة وكان لِشعب إِسرائيل أن يعبُر نهر الأردُن لكى يدخُل أرض كنعان فقال لهُم أن يجعلوا التابوت يتقدّمهُم ويبعدوا عنهُ ألف ذِراع ، وعِندما فعل الشعب هكذا رجعت المياه إِلى الخلف ، فنهر الأردُن بيرمُز إِلى الموت ، مُستحيل أن ندخُل أورشليم السمائيّة دون أن نعبُر الموت ، فلِكى ندخُل كنعان لابُد أن نعبُر نهر الأردُن ، ولكى لا يبتلعنا الموت ربنا يسوع يتقدّمنا ويجتاز بِنا الموت ، فنحنُ نموت ولكن لا يبتلعنا الموت وفىِ العهد القديم ربنا غضب على شعب إِسرائيل فعمل وبأ بينّهُم فقتل 70 ألف نِفَس ، فموسى تشفّع عن الشعب ، وهارون أخذ يُبخّر بين الموتى والأحياء فوقف الوبأ ووقف الموت ، وهذا ما فعلهُ ربنا يسوع ، فهو عمل فاصل بين الموت والحياة فسُلطان ربنا يسوع هو مُمكن أن يكون فىِ كلِمة فقط خارجة مِن فمهِ ، ولِذلك لا تستهن بِكلمة الإِنجيل لأنّها لها قُدرة على إِقامة الموتى ، فأى إِنسان تُقاس قدرتهُ بِكلمتهِ ، وربنا يسوع عِندما يقول لِشخص لك أقول قُم فهذهِ الكلِمة مُقتدرة والقديس بولس فىِ رسالتهُ إِلى العبرانيين الإِصحاح الأول يقول " حامل كُلّ الأشياء بِكلمة قُدرتهِ" ( عب 1: 2 ) ، هذهِ الكلِمة هى التى مصدر القُدرة والقوّة ، ولِذلك فىِ الكنيسة أى أمر يتم بالكلِمة لأنّ الكلِمة مُقتدرة لأنّها كلِمة بالروح ولها سُلطان ، فأبونا عِندما يقول " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " ، فنجد أنّ الخُبز يتحّول إِلى جسد ، وأيضاً الأب الأسقُف عِندما يضع على واحد يدهُ فإِنّهُ بيجعلهُ شمّاس ، ومِن هذا أخذت الكنيسة سُلطانها بالكلِمة ، فكلِمة الإِنجيل بِتدخُل إِلى داخلىِ وتُعطينىِ حياة ولها إِقتدار فىِ قوّتها وربنا يسوع فىِ كُلّ سُلطانة فىِ إِقامة الموتى بيُعطىِ علامة حياة ، فأبنة يايرُس عِندما قامت جعلها تأكُل وعِند إِقامة لِعازر ربّ المجد يسوع قال للّموجودين حلّوه ودعوهُ يمضىِ وعِندما أصبح لِعازر يمشىِ صار ذلك علامة حياة والشاب الّذى نتكلّم عنهُ هُنا يقول عنهُ الكِتاب " وإِبتدأ يتكلّمُ " ربنا يسوع عِندما أحبّ أن يصنع معنا مُعجزة أعطانا الحياة ويتكلّم ولا يستطيع أن يسكُت ، يتكلّم مِن عظمة رحمتهُ معنا ، ولِذلك إِقترن بِكلمتهُ ولو خضعنا لِكلمتهُ فإِنّ كلِمتهُ قادرة أن تُحيينا وتُخلّصنا مِن كُلّ دنس أنا ضعيف وعِندما أعيش الوصيّة أجد أنّ الكلِمة لها سُلطان ، وأطلُب مِن الكنيسة أن تشفع لىّ وأُقدّم دِموع مِن أجل أخوتىِ وبِذلك نصير كُلّنا بِنشفع فىِ بعض ، ويقول الكِتاب هُنا عن الشاب " فدفعهُ إِلى أُمّهِ " ( لو 7: 15 ) ، أرجعهُ لأُمّهِ ربنا يسوع بيرّجعنا للكنيسة ، والكنيسة هى المسيح والمسيح هو الكنيسة ، المسيح ترك لنا أحضان الكنيسة لكى نشبع منّها ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل