العظات

نظرة جديدة لسر الإعتراف

مِنْ سِفر الأعمال 19 : 18 [ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأفعالِهِمْ ] .. مِنْ إِنجِيل مَارِمرقُس 1 : 5 [ وَخَرَجَ إِليهِ جَمِيعُ كُورةِ اليَهُودِيَّةِ وَأهلُ أُورُشَلِيمَ وَاعتمدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نهرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ ] .. هذَا هُوَ إِعتِراف وَلِنَتَحَدَّث فِي سِر الإِعتِراف عَنْ :-

صوم الحواس

الصُوم فِترة مُقَدَّسة الهدف مِنْهَا أنَّ الإِنسان يُضبُط نَفْسه وَفِكره وَشَهَوَاته كُلَّهَا عِندما نبدأ الصُوم نَقُول لإِنَفُسَنَا هُناكَ أشياء لاَ نأكُل مِنْهَا رغم أنَّ هذِهِ الأشياء مِنْ المُمكِنْ أنْ نَكُون نُحِبَهَا .. وَهذَا معناه أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ شهواتنا .. أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أنَفُسَنَا أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أي شِئ آخر .. فِعلاً إِنَّنَا نُحِب أنْ نأكُل أشياء كَثِيرة لَكِنْ مِنْ أجل رَبِّنَا نِضَحِّي وَنَقُول لِرَبِّنَا أنَّنَا نُحِبَّه أكثر مِنْ أي شِئ آخر وَأنَّ رَبِّنَا قبل نَفْسِي وَقبل شهوِتِي وَهُناكَ نِقاط مُهِمَّة جِدّاً وَهيَ أنَّ الصُوم هُوَ لَيْسَ مُجرَّد الصُوم عَنْ الأكل لأِنَّ الصُوم عَنْ الأكل هُوَ أمر سهل مِنْ المُمكِنْ أي شخص يفعله .. فَمَثَلاً هُناكَ أشخاص نباتِيين أي هُمْ الَّذِينَ لاَ يأكُلُوا اللحُوم .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُمْ صَائِمُون .. فَمِنْ المُمكِنْ يَكُون يُمارِس رِجِيم أوْ خَائِف عَلَى صِحِتَّه مِنْ الدُهُون الَّتِي بِاللُحُوم .. أوْ هُناكَ مواد وَعناصِر بِاللُحُوم تُؤذِي القلب وَالصِحَّة وَالشرايين فَلِهذَا يأكُل الأكل النباتِي .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُ صَائِم فَهُناكَ إِختِلاف فَالموضُوع لَيْسَ موضُوع أكل يمتنِع عنه وَيِعَوَّض عنه بِأنواع أُخرى .. فَالموضُوع هُوَ أعلى وَأعمق بِمَرَاحِل .. فَالصُوم هُوَ عمل رُوحانِي قبل مَا يُصبِح عمل جسدِي .. فَالصُوم لاَبُد أنْ يَكُون فِيهِ أنَّ الجسد يصُوم وَمَعْهُ خمس حاجات تصُوم أيضاً مَعْهُ .. فَالصُوم أوَّلاً بِالجسد وَمَعَ الجسد يصُوم أيضاً :-

الخطية أثارها وعلاجها

نِقرَا مَعاً يَا أحِبَّائِي الأصْحَاح السَّابِع مِنْ رِسَالِة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل رُومية 7 : 14 – 25 { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأمَّا أنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الخَطِيَّةِ . لأِنِّي لَسْتُ أعْرِفُ مَا أنَا أفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ أفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أًصَادِقُ النَّامُوسَ أنَّهُ حَسَنٌ . فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أفَعْلُ ذلِكَ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . فَإِنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ . لأِنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأمَّا أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى فَلَسْتُ أجِدُ لأِنِّي لَسْتُ أفْعَلُ الصَّالِحٌ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَُّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أفْعَلُهُ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . إِذاً أجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى أنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي . فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ البَاطِنِ . وَلكِنِّي أرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الخَطِيَّةِ الكَائِنِ فِي أعْضَائِي . وَيْحِي أنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ . مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا المَوْتِ . أشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ المَسِيح رَبِّنَا . إِذاً أنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أخْدُمُ نَامُوسَ اللهِ وَلكِنْ بِالجَسَدِ نَامُوسَ الخَطِيَّةِ }نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أروَاحنَا آمِين سَنَتَكَلَّم اليَوْم عَنْ :-

تقديس المشاعر

المَشَاعِر هيَ عَطِيَّة مُقَدَسة لله وَهيَ مِنْ أجمل عَطَايا الله لِلإِنسان وَلِكي نَعرِف قِيمة المَشَاعِر تعالُوا نَتَخَيل أنفُسَنا بِدُون مَشَاعِر سَنَكُون فِي حالة جمُود بِدُون تَفاعُل بِدُون رَغَبات .. نَحيا معاً عَلَى مُستوى أقل مِنْ الحيوان لأِنَّ الحيوان لديهِ مَشَاعِر يُعَبِّر عَنْها المَشَاعِر هِيَ طاقة مُقَدَسة أعطاها الله لِلإِنسان وَمَيَّزه بِها لِكي تَكُون جُزء مِنْ تكوِينه وَمِنْ حياته وَهيَ مِنْ النَاحِية الرُّوحِيَّة مِنْ أسَاسِيات الحياة الرُّوحِيَّة أنْ يَكُون لِلإِنسان مَشَاعِر .. [ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ ] ( مر 12 : 30 ) .. [ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ ] ( مر 12 : 31 ) .. إِذا لَمْ يَكُنْ لديكَ مَشَاعِر فَكيفَ تَقِف فِي حضرة الله وَتُطِيل مَعْهُ الحدِيث .. لَوْ الإِنسان لديهِ مَشَاعِر بَلِيدة يُقال عَنْهُ إِنسان جَامِد غِير مُتَفَاعِل لَكِنْ الَّذِي لديهِ فِيض مَشَاعِر وَيعرِف كيفَ يُعَبِّر عَنْها يَكُون إِنسان مَشَاعره مُقَدَسة تخدِمه فِي عِلاَقته بالله وَالنَّاس .. إِذاً المَشَاعِر هِيَ عَطِيَّة إِيِجَابِيَّة مُقَدَسة فِي سِفر الأمثال [ لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الخارِج سَوَاقِي مِيَاهٍ فِي الشَّوَارِعِ ] ( أم 5 : 16) .. عندك ينبُوع مملؤ ماء لَكِنْ فِي أرض جافة .. لاَبُد أنْ تستغِل هذَا الينبُوع فِي مكانه الصَحِيح لَكِنْ لَوْ أهدرته فِي أرض جافة فِي الشَوَارِع فَلَنْ تستفِيد .. المَشَاعِر يَنَابِيع أعطاها الله لِلإِنسان لِيَتَمَتع بِها وَهيَ خِير لِمَنْ حوله .. المَشَاعِر هِيَّ هِيَّ أبنِي بِها نَفْسِي وَهِيَّ هِيَّ مُمكِنْ أدَّمر بِها نَفْسِي لَوْ بددتها فِي هذَا العُمر المَشَاعِر مُتَدَفِقة دَافِئة وَقَوِية جِدّاً لَكِنْ أجمل شِىء أنْ تُوَّجه بِطَرِيقة صَحِيحة.

أناوالآخر

بِنِعمة رَبِّنا سَأتَكَلَّم معكُمْ فِي موضُوع يَمِس حياتنا العَمَلِيَّة جِدّاً وَهُوَ عَنْ " أنَا وَالآخر " .. القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتَهُ إِلَى فِيلِبِّي 2 : 4 – 5 يَقُول [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآِخَرِينَ أيضاً . فَليَكُنْ فِيكُمْ هذَا الفِكرُ الَّذِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ أيضاً ] .. سَأتَكَلَّمْ مَعْكُمْ فِي ثَلاث نُقط وَهُمْ :-

كونوا بسطاء كالحيات بسطاء كالحمام

نِقرَا مِنْ سِفر مُلُوك أوَّل إِصحَاح 3 : 5 – 15 { فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً . وَقَالَ اللهُ اسْألْ مَاذَا أُعْطِيكَ . فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأمَانَةٍ وَبَرٍّ وَاسْتَقَامَةِ قَلْبٍ مَعَْكَ فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأعْطَيْتَهُ ابْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ . وَالآنَ أيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أبِي وَأنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ . وَعَبْدُكَ فِي وَسْطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الكَثْرَةِ . فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخِيرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ العَظِيمِ هذَا . فَحَسُنَ الكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ . فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أجْلِ أنَّكَ قَدْ سَألْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ الحُكْمَ . هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ . هُوَذَا أعْطِيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ . وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي المُلُوكِ كُلَّ أيَّامِكَ . فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أبُوكَ فَإِنِي أُطِيلُ أيَّامَكَ . فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ . وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه }" مجداً لِلثَّالُوث الأقدس " نَحْتَاج يَا أحِبَّائِي فِي حَيَاتنَا إِلَى حِكمة الحَيَّات وَبَسَاطِة الحَمَام .. قَدْ نَجِد فِي التعبِيرِين تَنَاقُض وَلكِنَّهُ التَنَاقُض الَّذِي تَمْنَحَهُ النِّعمة لِلحَيَاة المَسِيحِيَّة هذِهِ الحَيَاة الَّتِي تُعْطِي لِلإِنْسَان تَمَيُّز وَسُلُوك بِمَقَايِيس مُخْتَلِفة فَهيَ حَيَاة تَجْمَع المُتَنَاقِضَات كَمَا يُطْلِق عَلَيهَا الآباء القِدِيسُون " البَارَادُوكس " وَلِنَفْهمْ مَعنَى هذَا المُصطلح نَأخُذ الصَلِيب كَمِثَال .. فَالسَيِّد المَسِيح عَلَى خَشَبِة الصَلِيب المُقَدَّسة عُريَان .. مُتَألِّم .. ضَعِيف .. مُهَان .. مُحتقر .. وَفِي نَفْس الوقت قَوِي جِدّاً .. جَبَّار جِدّاً مُتَسَلِّط جِدّاً .. قَادِر جِدّاً .. غَافِر لِلخَطَايَا .. يَقبل التُوبة .. هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَسِيحِيَّة نَرَى نَفْس المعنَى أيضاً فِي تَعَالِيم القِدِيس بُولِس حِينَ يَقُول { كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ . كَأنَّ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ } ( 2كو 6 : 10) .. فَالحَيَاة المَسِيحِيَّة تَجْمَع الضَعْف وَالقُوَّة .. البَسَاطة وَالحِكمة .. تَجْمع الجَسَدِي وَالرُّوحِي .. الفقر وَالغِنَى .. هذَا مِنْ عَمَل النِّعمة الَّتِي تَجْعل الإِنْسَان يَجْمع المُتَنَاقِضَات ..لِنُنَاقِش يَا أحِبَّائِي البَسَاطة وَالحِكمة كَمَا أوصَانَا رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح لَهُ المجد مِنْ خِلاَل النِقَاط التَالِية :-

هدف الحياة

يقول بولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيءٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾( في 3 : 7 – 8 ) .. ما أجمل أن يعرف الإنسان هدفه وغايته في الحياة ويحيا من أجله .. أن يعرف غرضه ويسعى إليه كما يقول بولس الرسول ﴿ أسعى نحو الغرض ﴾ ( في 3 : 14) .. والرب يسوع المسيح يقول ﴿ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ﴾ ( يو 12 : 27 ) لأنه يعرف هدف مجيئه .. ويقول الكتاب المقدس ﴿ وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم ﴾ ( لو 9 : 51 ) .. ثبَّت السيد المسيح نظره على هدفه الذي جاء إليه ولم ينصرف عن خطته خطة الخلاص * هدف * .. فما أصعب أن يعيش الإنسان بلا خطة .. بلا أمل .. بلا رجاء .. بلا رسالة وبلا هدف سوف يغلبه الملل ورتابة الحياة التي تقوده إلى الضجر والضيق .. ولكي يقاوم وينتصر على هذا الإحساس عليه بتحديد هدفه وترتيب أولوياته .. بذلك يكون الإنسان راضي عن نفسه وعن حياته .. تُقسم الأهداف والأولويات إلى :-

حدد هدفك ورتب أولوياتك

مِنْ رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل فِيلِبِّي 3 : 7 – 9 [ لكِنْ مَاَ كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حَسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً . بَلْ إِنِّي أحسِبُ كُلَّ شيءٍ أيضاً خسارةً مِنْ أجلِ فضلِ معرِفةِ المسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي الَّذِي مِنْ أجلِهِ خَسِرتُ كُلَّ الأشياءِ وَأنَا أحسِبُها نُفايةً لِكي أربَحَ المسِيحَ وَأُوجدَ فِيهِ وَليسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ بَلِ الَّذِي بِإِيمانِ المسِيحِ البِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمانِ ] أجمل شيء أنْ يحيا الإِنسان لِهدف مُعَيَّن وَأصعب الأمور أنْ لاَ تعرِف لِماذا تعِيش وَماذا تُرِيد .. هذا إِحساس يُدَمِر الإِنسان " أنا حسبت كُلَّ الأشياء خسارة مِنْ أجل فضل معرِفة المسِيح "معرِفة المسِيح أهم مِنْ كُلَّ الأشياء وَلَدَىَّ إِستعداد أنْ أُضَحِي بِأي شيء مِنْ أجلها . هُناكَ مَجَالان يجِب أنْ يَكُون لنا فِيهُما هدف مُحَدَّد 1/ المجال الرُّوحِي :- لابُد لِلإِنسان فِي حياته مَعَْ الله أنْ يكُون لَهُ هدف وَآمال رُوحِيَّة وَتَطَلُّعات رُوحِيَّة .. صعب نعِيش بِدُون هدف رُوحِي وَنذهب لِلكنِيسة بِدُون أى هدف .. تُرى مَا هِيَ الأهداف الرُّوحِيَّة فِي حياة الإِنسان ؟ أ / إِرضاء الله :- إِرضاء الله فِي كُلَّ يوم نَعِيشه وَمجموع الأيَّام الَّتِى نُرضِي فِيها الله هِيَ الَّتِي تُدخِلنا الملكُوت كُلَّ هذا يؤدِي إِلَى تقدِيس الفِكر وَالمشاعِر وَالسلُوك .. هذا يجعلنِي أعِيش بِإِتِجاهات رُوحِيَّة عالية جِدّاً .. هذا غير إِنسان يحيا مَعَْ الله بِالشكل فقط .. أُرضِي الله أى أراه أمامِي فِي كُلَّ لحظة[ جعلتُ الرَّبُّ أمامِي فِي كُلَّ حِين ] ( مز 15 : 8 – مِنْ مزامِير صَلاَة باكِر ) .. وَإِيلِيَّا النَّبِي كَانَ يقُول [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أنا واقِف أمَامَهُ ] ( 2مل 5 : 16 ) .. صعب تُرضِي الله إِلاَّ إِذا كُنت تشعُر أنَّكَ فِي حضرَتِهِ [ الَّذِينَ أرضُوكَ مُنذُ البدء ] ( بِدايِة مجمع القِدِّيسِين ) هذا مَا نقوله فِي القُدَّاس وَنحنُ نُرِيد أنْ نكُون مَعَْ هؤلاء الَّذِينَ أرضوه مُنذُ البدء . ب / رِبح الأبَدِيَّة :- هل رِبح الأبَدِيَّة يشغِلك ؟ لابُد أنْ تعِيش مِنْ أجله لأِنَّنا بنو الملكُوت .. نحنُ أبناء النُّور هذا يجعل السَّماء هدف لنا وَنُحِب الله مِنْ كُلَّ قُلُوبِنا وَأفكارنا .. لاَ توجد أهداف أُخرى تُنازِع هدف السَّماء وَلِنُرَتِب الأولَوِيات فِي حياتنا فَتَكُون السَّماء أوَّلاً ثُمَّ باقِي أمور الحياة فَمَثَلاً إِذا كانت فترة إِمتحانات وَأنتَ تُحِب الموسِيقى فَإِنَّ الإِمتحانات تنال المركز الأوَّل فِي أولَوِياتك هكذا فِي أهدافك الرُّوحِيَّة [ اطلُبُوا أوَّلاً ملكوت اللهِ وَبِرَّهُ وَهذِهِ كُلُّها تُزادُ لَكُمْ ] ( مت 6 : 33 ) قدِيماً عِندما كانُوا يُقِيمون مُسابقة جرى كانُوا يضعُون أمام المُتسابِقِين راية عالية حَتَّى يضع المُتسابِقِين عيُونَهُمْ عليها وَالَّذِي يحِيد عَنْ هذِهِ الراية يتوه عَنْ هدف السِباق .. فِي الحياة الرُّوحِيَّة لَوْ هَدَفِي ضائِع وَليسَ أمام عينيَّ يكُون جِهادِي عدِيم الفائِدة .. لابُد أنْ يكُون هدفِي أمام عينيَّ كُلَّ يوم أسعىَ إِليهِ هدف واضِح .. أصعب شيء يتعِب الإِنسان أنْ يكُون بِلاَ هدف .. ضياع الهدف الرُّوحِي يجعل الحياة الرُّوحِيَّة ثقِيلة وَليسَ بِها نمو أوْ مُتعة .. لابُد أنْ يكُون لَكَ هدف رُوحِي واضِح وَنقُول" لِيأتِي ملكوتك " .. ليتَ ملكُوتك يملُك عَلَى مشاعرِي وَكُلَّ كيانِي بُولِس الرَّسُول يقُول [ لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً . بَلْ إِنِّي أحسِبُ كُلَّ شيءٍ أيضاً خسارةً مِنْ أجلِ فضلِ معرِفةِ المسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي الَّذِي مِنْ أجلِهِ خَسِرتُ كُلَّ الأشياءِ وَأنَا أحسِبُها نُفايةً لِكي أربَحَ المسِيحَ ] ( في 3 : 7 – 8 )لأِنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ مِنْ أُسرة ثرية جِدّاً وَذُو ثقافة عالية وَمركز وَمال وَ... وَقَالَ مَا كَانَ لِي رِبحاً قَدْ حسبتهُ نِفاية .. متى أصِل إِلَى أنْ يكُون هدفِي الله وَالباقِي بِالنِسبة لِي يُصبِح نِفاية ؟ متى نصِل أنْ يكُون الله هُوَ أوِّل أولَوِياتِي ؟ كثِيراً مَا تعترِض حياتنا أهداف مُتعارضة وَالَّذِي بِدُون هدف رُوحِي واضِح يترُك تِلكَ الأهداف المُتعارضة تُسَيِّرهُ كما تشاء وَهذا يجعلهُ يتوه .. بولِس الرَّسُول يقُول[ لأِعرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ مُتَشَبِّهاً بِمَوتِهِ ] ( في 3 : 10 ) لأِنَّ بولِس عارِف هدفه القِدِيسِين كُلَّهم كَانَ لهُمْ هدف واضِح .. القِدِيسة إِيلاَرية كانت إِبنة مَلِك وَلَكِنْ كَانَ هدفها الرُّوحِي واضِح لِذلِك رفضت مُلك العالم وَعِندما لَمْ تجِد مجال لِرهبنة البنات تزينت بِزِى الرِجال وَترهبنت .. هدف رُوحِي واضِح يجعل النَّفْس تُقَدِم تنازُلات مهما كلَّفها .. تخيَّل عِندما نسألك ماذا تُرِيد أنْ تكُون وَلاَ تعرِف ؟!! الَّذِي يركب قِطار يكُون لَهُ هدف يعرِف أينَ يذهب هكذا نحنُ فِي قِطار العُمر نعلم أنَّنا ذاهِبُون لِلسَّماء ..إِذا خيَّرنا أستِير المَلِكة بينَ المُلك وَالله نجِدها تقُول الحياة مَعَْ الله .. أستِير قالت لله إِنَّها تكره المُلك الَّذِي هِيَ فِيهِ وَأنَّها لَمْ تفرح لاَ بِالمال وَلاَ الجاه وَلاَ الطعام وَلاَ المظهر لَكِنَّها فَرِحة بِهِ هُوَ وحده هل الله فِي حياتِك هُوَ مصدر فَرَحِك .. أتستطِيع أنْ تقُول لله أنتَ فَرَحِي وَسرُورِي أنتَ لذِّة قلبِي وَسَأُضَحِي بِكُلَّ شيء لأنال محبَّتك ؟! الله يتعامل معنا بهذا المُستوى أنَّ الَّذِي يُحِب آخر غيره يعتبِره خائِن .. يجِب أنْ نحيا لله بِكُلَّ قُلُوبِنا وَأفكارنا [ إِقتنِنا لَكَ يا الله لأِنَّنا لاَ نعرِف آخر سِواك ] .. هل لَكَ إِهتمامات غيره أوْ تعرِف آخر غيره ؟ راجِع أهدافك وَإِهتماماتك وَإِنْ كُنت بِدُون هدف إِرجع إِلَى الله بِسُرعة لاَ تنبهِر بِشكل العالم وَلاَ إِغراءاته أنتَ لَكَ شكل مُختلِف عَنْ العالم .. أنتَ إِبن الملكوت وَكُلَّ يوم إِتخِذ خطوة فِي إِتجاه الملكُوت وَحاسِب نَفْسك عَلَى مَسِيرتك لِلملكُوت .. هل صلواتك تزداد ؟هل قِراءاتك تزداد ؟ هل قُدَّاسَاتك فِيها نمو ؟ ضع خِطة لِنَفْسك وَخاصةً فِي أوقات فراغك زِد مزامِيرك وَصلواتك وَحِفظك لِلتسبِحة وَ... نَمِّي هدفك الرُّوحِي بِشرط أنْ يكُون هدف فِي مستواك وَليسَ أعلى مِنْ قامتك .. حاوِل أنْ تصِل إِلَى أعلى رصِيد مِنْ محبَّة الله وَاسعىَ إِلَى ذلِك بِجِدِيَّة لِتَعِيش فِي سَلاَم وَفرح رُوحِي . 2/ المجال الشخصِي :- مَا هُوَ هدفك فِي الحياة ؟ هل ترى فِي شخصيتك عطايا الله وَمواهِبه وَتتخِذ مِنْ ذلِك هدف لك ؟ إِذا كُنت ضعِيف مِنْ الناحِية الثقافِيَّة فَزِد ثقافتك .. الإِنسان الَّذِي يسهر الليل كُلَّه بِلاَ هدف ثُمَّ ينام النَّهار كُلَّه هذا إِنسان ليسَ لَهُ هدف فِي حياته .. نَمِّي نَفْسك إِجتماعِياً تعلَّم مهارات .. نحنُ فِي مُجتمع يأخُذ مِنْ جهدنا 80 % فِي الدِراسة أمَّا ألـ 20 % الباقِية مِنْ جهدنا فَنَمِّي بِهِ شخصيتك لَوْ لَمْ يكُنْ لَكَ هدف ستشعُر أنَّ اليوم طوِيل وَمُمِل وَالليل مِثل النَّهار .. لابُد أنْ يكُون لَكَ هدف فِي دِراستك وَمَواهِبك وَأصدقائك .. إِختار الأصدقاء الَّذِينَ يصنعُونَ فِيك شخصِيَّة سَوِيَّة الَّذِي لاَ يعرِف ماذا يفعل فِي وقت فراغه وَلاَ يُنَمِّي مهاراته يكُون شخصِيَّة هشَّة بينما الَّذِي يشغِل نَفْسه بِما هُوَ مُهِمْ يُنَمِيه وَيُثقِله يكُون شخصِيَّة واثقة مُحترمة .. الشخصِيَّة الهشَّة نَفْسِيَّة ضعِيفة لأِنَّها ليسَ لها مواهِب أوْ إِمكانِيات .. أصعب شيء أنْ تستيقِظ صباحاً وَأنتَ لاَ تعرِف ماذا ستفعل اليوم ؟ معقول يمُر اليوم بينَ رؤية التليفِزيُون وَالأحادِيث الغِير بنَّاءة وَالفراغ وَ ... ؟! الوقت عطِيَّة مِنْ الله وزنة لابُد أنْ نُتاجِر فِيه .. الوقت الَّذِي يمُر دونَ إِستفادة لاَ تحسِبه مِنْ عُمرك يُقال عَنْ المسِيح [ وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الحِكمة وَالقامةِ وَالنِّعمةِ عِندَ اللهِ وَالنَّاسِ ]( لو 2 : 52 ) .. " النِّعمة " أى " النَّفْس " وَ " الحِكمة " أى " العقل " وَ " القامة " أى " الجسد "" عِندَ الله " أى " فِي الرُّوح " .. لابُد أنْ ننمو نفسِياً وَعقلِياً وَجَسَدِياً وَرُوحِياً وَ ... فِي دِول الخارِج يُحَدِّد الإِنسان لِنَفْسه ثَلاَث أهداف .. خِطة قرِيبة أى يومِية وَخِطة مُتوسِطة أى بعد فِترة قلِيلة ثُمَّ خِطة بعِيدة أوْ مُستقبلِيَّة .. إِذا كانت خطِتِي القرِيبة واضِحة وَصَحِيحة تكُون المُتوسِطة وَالبعِيدة واضِحة وَصَحِيحة .. هل لَكِ خِطة رُوحِيَّة وَإِجتماعِيَّة أم لاَ ؟ هل لَكَ أولَوِيات مُرَتَبة ؟ هل وقتك يكفِي إِهتماماتك أم تختصِر مِنْ أولَوِياتك الرُّوحِيَّة ؟لَوْ هكذا ؟ تكُون أولَوِياتك غير مُرَتبة .. لابُد أنْ تكُون لَكَ خِطة مُمكِنة وَمُتاحة وَليست أعلى مِنْ قامتك وَاسعىَ نحو هدف واضِح سِواء رُوحِي أوْ شخصِي وَكُلَّ يوم تُنَفِّذ جُزء مِنْ خطِتك حَتَّى تصِل إِلَى الكُلَّ فِي النِهاية بِذلِك شخصِيتك تُثمِر وَيَكُون لها ملامِح وَتَكُون شخصِيَّة بنَّاءة .. لابُد أنْ تُعالِج الكسل وَالسلبِيَّة وَاستفِد لِبُنيان نَفْسك .. كم يوم مضى وَكم صِيف مضى وَلَمْ تستفِد ؟ لابُد أنْ يَكُون كُلَّ شيء لِلبُنيان الرُّوحِي وَالشخصِي ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل