العظات
أما الشهوات الشبابية فأهرب منها
مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول قَالَ لِتلمِيذه تِيمُوثاوُسَ [ أمَّا الشَّهواتُ الشَّبابِيَّةُ فَاهرُب مِنْها وَاتبع البِرَّ وَالإِيمانَ ] ( 2تى 2 : 22 )00تِيمُوثاوُسَ كَانَ أسقُف تخيَّلوا لمَّا واحِد يوصِى أسقُف مِنْ الشهوات الشبابِيَّة00يعنِى معناها إِنْ الشهوات الشبابِيَّة دِى مُعرَّضة لِلكُلّ وَليسَ فِئة مُعيَّنة00الحرب عَلَى الكُلّ وَفِى كُلّ زمان مُمكِنْ تشتد فِى وقت وَتخِف فِى وقت آخر لكِنْ عُمرها ما تختفِى00حرُوب الجسد تبطُل بِموت الجسد هكذا علَّمونا الآباء00الكُلّ فِى الحرب حَتَّى الأسقُف هُنا يقُول لَهُ إِهرب مِنها00ما معنى هذا ؟ يوجد أكثر مِنْ نوع مِنْ الهرب يوجد هرُوب قوَّة وَيوجد هرُوب ضعف00أنا لاَ أعلم فِى أى مرحلة أنا لكِنْ المبدأ العام هُوَ الهرُوب وَفِى النِهاية الإِثنان القوَّة وَالضعف هربوا مِنْ الشهوات00لَوْ لَمْ أصِل لِمرحلِة الهرُوب بِالقوَّة فَبالأولى أهرب بِضعف المُهِمْ إِنَّه مبدأ لازِم يكون موجود[ الذَّكِيُّ يُبصِرُ الشَّرَّ فيتوارى ] ( أم 22 : 3 )00يعنِى يختبِئ[ قاوِمُوا إِبلِيسَ فيهرُبَ مِنْكُمْ ] ( يع 4 : 7 )00يجِب أنْ أقاوِم إِبلِيس لِكى يهرب مِنِّى00 لابُد أنْ أهرب مِنْ مصادِر العثرة الله قَالَ لِلوط [ لاَ تقِف فِي كُلِّ الدَّائِرةِ0اهرُب إِلَى الجبلِ لِئلاَّ تهلِكَ ]( تك 19 : 17 )00الله يُرِيد مِنْ لوط أنْ لاَ يدخُل فِى إِختبارات الشهوة يوسِف الصِّدِّيق هرب خلع قمِيصه وَهُوَ يقُول خُذِى قمِيصِى وَلكِنْ قلبِى وَمشاعرِى لاَهرب مِنها00أنا هربت بِقوَّة خوفاً لاَ ضعف لأِنِّى مهما كانت قوَّتِى فَأنا بشركثِيراً ما رأينا قِدِيسِين عندهُمْ رُوح قويَّة يهربوا مِنْ النظر وَالفِكر وَاللمحةعندهُمْ مبدأ " هدم لمح الفِكر "00لاَ ننتظِر لمَّا الفِكرة تِكبر وَتزِيد لاَ00وَهِى صغِيرة نِهدِمها00عايزِين يقاوموا كُلّ فِكر غرِيب00وَكُلّ شئ يدَّنِس العقل يُقاوم بِكُلّ قوَّة لِذلِكَ قَالَ لنا [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ ] (عب 12 : 4 ) ياما قِدِيسِين بِمُجرَّد أنَّ الشيطان يضع لَهُمْ بِذره يهدِموها بِسُرعة قبل ما تِكبرقدِيس قَالَ لأِولاده إِفرِضوا إِنِّنا زرعنا زرع بِذره جاءت جرجِير وَأُخرى ذُره وَأُخرى نخلة أيّهُمْ أسهل فِى القلع ؟ فقالوا لَهُ الجرجِير يلِيه الذُره وَأصعبهُمْ النخلة00هكذا الفِكر فِى بِدايته سهل خلعه وَالهرُوب مِنّه لكِنْ إِذا تأصَّل كالنخلة لاَ نستطِيع خلعه أوْ يكُون صعب الهرُوب مِنَّه خطِيَّة غلبِتنِى وَأسرِتنِى صعب إِنِّى أنفك مِنْها لِذلِكَ لابُد أنْ نكُون فِى يقظة وَسهر وَعِشرة مَعَْ الله لأِنَّ إِسمه هُوَ السِكِين الَّذِى يقطع الخطِيَّة عقل مُقدَّس يملُك سِلاَح إِسم الله00لابُد أنْ يكُون معِى قوَّة إِسم يسُوع وَأشعُر بِحضرته حَتَّى إِذا أتت فِكرة غرِيبة أصرُخ لَهُ بِسُرعة00هذا هُوَ الإِنسان اليقِظ الَّذِى لاَ يُرِيد أنْ تتأصَّل الفِكرة عِنده00[ إِنْ راعيتُ إِثماً فِي قلبِي لاَ يستمِعُ لِي الرَّبُّ ] ( مز 66 : 18 ) الله يُرِيدنا أنْ نُقاوِم مِنْ البِداية وَالبِداية تُظهِر نيتِى وَلِذلِك تتدَّخل النِّعمة أوَّلاً إِذا رأتنِى النِّعمة رافِض الفِكرة وَأُرِيد أنْ أحارِبها تسنِدنِى وَلكِنْ إِذا رأتنِى مُتكاسِل وَمُتراخِى تترُكنِى00" إِلَى متى يبِيت فِى وسطِك أفكار خاطِئة "00 لأِنَّ الَّذِى يبِيت يكُون معرُوف عندِى وَليسَ بِغرِيب وَيبِيت عندِى بِإِرادتِى00إِهرب لاَ تقِف فِى كُلّ الدائِرةهُناكَ قِدِيسِين إِحترفوا الهرُوب00أحد الآباء كَانَ يسكُنْ مغارة عِند أطراف البلد مُتوَّحِد فِيها وَكانت هُناكَ إِمرأة تُرِيد أنْ تُغوِيه بِالشَّر فكانت تُحاوِل دائِماً أنْ تلفِت نظره إِليها وَلكِنَّه يتجاهلها حَتَّى جاء يوم وَكلِّمها فِيه فقالت لَهُ هل تُرِيد شيئاً ؟ فقال لها نعم أُرِيد طوب وَطِين لِكى أسِد الباب الَّذِى أراكِ مِنْهُ00يُرِيد أنْ يُغلِق المنافِذ الَّتِى يِحارِبه مِنْها الشرِّيرقِدِيسِين مَهَرَه وَحاذِقِين فِى الهرُوب راهِب آخر كَانَ نازِل يبِيع عمل يديهِ وَرأته أمِيرِة البلد فقالت لِخُدَّامها إِحضِروا لِى هذا الرَّاهِب00فقال الرَّاهِب لِلخُدَّام أنا لاَ أدخُل بيُوت وَلكِنَّهُمْ غصبوا عليه وَأصَّروا عَلَى دخوله لِلأمِيرة وَفِيما هُوَ ذاهِب إِليها رأى الشيطان جالِس يِجدِل حِبال( أى شِراك لِيُسقِط أولاد الله )00فلَّما رأى ذلِك عرف إِنْ التجارُب تنتظِره فصرخ لله وَدخل لِلأمِيرة فقالت لَهُ أنَّ شكله لاَ يعجِبها فَالِيستحِم وَيبدِّل ملابِسه القدِيمة بِأُخرى جدِيدة نظِيفة وَلكِنْ فِى البِداية فليأكُلوا معاً00فجاءت لَهُ فِكرة أنْ يتظاهر بِالجنُون فبدأ يُسقِط الطعام عَلَى ملابِسه وَعِندما رأت الأمِيرة ذلِكَ طردتهُ وَفِيما هُوَ نازِل مِنْ عندها رأى الشيطان يقطع الحِبال فسألهُ ماذا فعلت بِحِبالَكَ ؟ أجابهُ الشيطان قطَّعتها بِهبالَة00هرب مِنْ الشَّرهُناك ناس تموت وَ لاَ تسقُط فِى شر كما فعلت الرَّاهبة الَّتِى هجم عَلَى دِيرها جنُود وَرأوا جمالها فأرادوا أنْ يدفعُوها لِلشَّرفقالت لَهُمْ إِنَّها لديها زِيت إِذا مسحت بِهِ الرِقاب لاَ يُؤَّثِر فِيها سِيف وَإِذا لَمْ يصدَّقوا قالت لَهُمْ جرَّبوا فِىَّ أنا00وَبِالفِعل مسحِت رقبِتها بِالزِيت وَضربُوا رأسها وَماتت ناس عندها الموت أسهل مِنْ الشَّر لِذلِكَ كَانَ الرُومان عندهُمْ الشهوات بِطرِيقة مُخجِلة وَ لاَ يعرِفُون العِفَّة وَالطهارة وَعِندما وجدوا المسِيحِيين مُحِبِين لِلعِفَّة وَالطهارة جعلوا إِفساد العِفَّة نوع مِنْ العذابات قبل الموت كما فعلوا مَعَْ مارِجرجِس أفكار شر وَدنس أمَّا الخطايا الشبابِيَّة فإِهرب مِنْها00هل نحنُ نهرب مِنْها أم نسعى إِليها ؟ نِعمِة ربِّنا تُرِيد أنْ تسنِدنِى هل مِنْ المعقُول أنْ تسنِدنِى وَأنا مُتراخية أمام التليفزيُون وَأمام مشاهِد مُعثِره00كيف أهرب وَأنا جالسة فِى مجلِس مُعثِر00هل أهرب أم لاَ ؟00لابُد أنْ يكُون عندِى حُب العِفَّة لَوْ نظرنا فِى فضائِل القِدِيسِين نجِد أنَّ كُلّ قدِيس إِشتهر بِفضِيلة مُعيَّنة وَلكِنْ الكُلّ إِشتركوا فِى العِفَّة00الأنبا أنطونيُوس رجُل صَلاَة00وَالأنبا أبرآم رجُل عطاء وَمارِجرجِس شجاعة وَلكِنْ الكُلّ عندهُمْ عِفَّة مُمكِنْ يكُون الله أعطاكِ صِفة مُعيَّنة ميِّزكِ بِها عنِّى كالدمُوع أوْ العطاء أوْ000لكِنْ لابُد أنْ يكُون الكُلّ لاَ يخلوا مِنْ العِفَّة00العِفَّة هِى البِداية هِى أهم نُقطة أنطلِق بِها فِى حياة مُفرِحة مَعَْ الله00العِفَّة تشمل أمور كثِيرة عِفِة العِين00عِفِة الأُذُن00عِفِة اللِسان عِفِة الفِكر00الجسد كُلّ ما النَّفْسَ تِشبع بِالله كُلّ ما كَانَ الهرُوب أسهل وَكُلّ ما النَّفْسَ تفتقِر مِنْ الله وَتنحاز لِلجسد كُلّ ما كَانَ الهرُوب صعب00[ النَّفْسُ الشَّبعانةُ تدُوسُ العسلِ وَلِلنَّفْسِ الجائِعة كُلُّ مُرٍّ حُلو ] ( أم 27 : 7 )00أى نَفْسَ بِترمرم إِبنة الله الغنِيَّة شبعانة بِه00لابُد أنْ تكُونِى غنِيَّة بِالله وَتسِيرِى وَحولِك ملائِكة لكِنْ هل هذِهِ الملائِكة فرِحة بِكِ أم حزِينة لِمظهرِك المُعثِر وَفِكرِك الخاطِئ الملائِكة تفرح بِالبِنت الَّتِى فِكرها مُتَّشَّبِع بِكلِمة الله لأِنَّها شبعانة وَإِلهها مفرَّحها وَيجعلها تحيا كُلّ يوم مجد جدِيد وَفرح جدِيد لاَ تتخيَّلوا أنَّ الهرُوب ضعف وَإِنْ كَانَ ضعف فَهُوَ ممدُوح مِنْ الله وَيشكُرِك عليه وَإِنْ كَانَ قوَّة فَهُوَ مُمجَّد مِنْ الله وَيشكُرِك عليه لأِنَّكَ نجِيتِ مِنْ حُفرة كبِيرة بِهرُوبِك الهرُوب يحتاج شبع00صعب إِنِّى أهرب وَأنا غير مُتَّبِع لِلبِرّ وَالتقوى سأكُون متحمِلَه أكبر مِنْ طاقتِى00صعب أنْ أقُول لَكِ إِبتعِدِى عَنْ شخصِيَّة مُعثِرة مُتعِبة أوْ المجلِس المُعثِر هذا أوْ المشهد المُعثِر هذا وَأنتِ فقِيرة مِنْ الله00صعب أدَّخلِك فِى صِراع قوِىلكِنْ إِذا كُنتِ شبعانة ستترنَّمِى مَعَْ دبوَّرة القاضِية [ دُوسِي يا نَفْسِي بِعِزٍّ ]( قض 5 : 21 )00إِبنة الله بِداخِلها عِز وَقُوَّة وَعِندما تدُوس تدُوس بِمجد وَهِى فرِحة وَحياتها مُرتفِعة مَعَْ ربِّنا00تدُوس لأِنَّها تشعُر أنَّها هيكل مُقدَّسَ لله فكيف تُهِينه الهرُوب بِحُب00بِقناعة وَشبع داخِلِى لابُد أنْ يكُون عندِى مجالات كثِيرة تشَّجعنِى فِى بِرّ00فِى حقّ00فِى قداسة فضِيلِة خِدمِة كُلّ هذِهِ المجالات تُؤَّمِنْ طرِيقِى00صعب أهرب وَأنا فقِير صعب أنْ تضع أمامِى طعام وَأنا جائِع وَتطلُب مِنِّى أنْ أمتنِع عَنْ الأكل00لابُد لِلنَّفْسَ أنْ تتهيئ لِلحرب بِأنَّها تجاهِد كُلّ يوم فِى صِراع جدِيد مَعَْ الله ضِد أهوائها وَشهواتها ما أحلى البِنت الَّتِى ترفع يداها يومِيَّاً لله وَلها قُدَّاساتها وَصلواتها وَحياتها الخفِيَّة هذِهِ تسِيرحولها قوَّة00" حولها ستُون جبَّار " ( ترنِيمِة يا سائِح لِلِقاء يسُوع )00كأنِّها عرش سُليمان عرش مُحاط بِقوَّة وَجنُود هكذا أنتِ عِندما تشبعِى مِنْ الله تُحاطِى بِجنُود رُوحانِيين يحرُسُوكِى إِهرب وَاتبع البِرَّ وَالتقوى إِشبعِى بِربِّنا وَبِسِير القِدِيسِين وَالقدِيسات وَاتخِذِيهُمْ قُدوة لَكِ فتتشبَّعِى بِهُمْ وَبِرائِحتهُمْ00كيف نُغلب وَنحنُ مُشَّبعِين بِالله وَقِدِيسِيه ؟00لابُد أنْ تتشبَّعِى بِخِير الكنِيسة عندها قِدِيسِين مُتنوِعِين حسب شخصياتنا00حسب ظرُوفنا وَأعمارنا فِى السِنكسار يِحكِى عَنْ واحِد كَانَ عُمره 12 سنة وَكَانَ يرعى حقل أبوه وَأثناء رِعايته لِلحقل كَانَ يوَّزع أكله كُلّ يوم عَلَى مَنْ حوله وَيظِل صائِم اليوم كُلّه00مَنْ هذا الَّذِى لديهِ قوَّة عجِيبة يغلِب بِها نَفْسَه وَشهواته ؟ قوَّة حُب الله تجعلنا نغلِب شهواتنا لأِنَّها قوَّة تُشبِه النَّارلاَ تُضبط يجِب أنْ تكتشِفِى محبِّة المسِيح00أنتِ الآن كافية النُضج لِلدخُول فِى عِشرة قوِيَّة مَعَْ الله لأِنَّكِ إِذا لَمْ تتَّبِعِى البِرّ وَالتقوى كيف تهربِى ؟ إِذا شبعتِى يُصبِح الهرُوب لَكِ سهل كيف أهرب وَأنا غير مُتحفِظة فِى كَلاَمِى أوْ فِى فِكرِى وَسيرِى ؟ كيف أقبل عَلَى نَفْسِى أنَّهُ أغلى ما عِندِى الَّذِى هُوَ جسدِى هيكل الله بِأنْ يُهان وَيكُون مصدر عثرة وَأهِين بِهِ الله ؟هيا لِتنظُروا تارِيخ كنِيستكُمْ00أُنظُروا القدِيسة بُوتامِينا الَّتِى لَمْ تخف أنْ تنزِل فِى الزِيت المغلِى وَلكِنَّها خافِت عِندما علمِت أنَّهُمْ سيُنزِلُوها عارِية وَطلبِت أنْ تنزِل الزِيت وَهِى بِملابِسها وَإِستحلِفتهُمْ بِالأمبراطُور أنْ لاَ ينزعوا عنها ملابِسها القِدِيسة بِربِتوا عِندما عرَّضوها لِلوحُوش وَفِى أخِر لحظة قبل موتها وَهِى فِى اللاوعى كانِت تلملِم ملابِسها00كيف لاَ نستوعِب قداسِة أجسادنا هل هُوَ تقلِيد لِلغِير أم عدم شبع أم سذاجة ؟00تحت أى بند الكُلّ غير مقبُول وَ لاَ يلِيق الشبعان مِنْ الدَّاخِل يِعرف كيف يُحافِظ عَلَى نَفْسَه00هُوَ الغنِى حَتَّى وَإِنْ وُجِد حولهُ مَنْ هُوَ مُختلِف عنْهُ لكِنَّه غير مُقتنِع وَراضِى بِحِفظه لِنَفْسَه وَفرِح بِذلِكَ00كُلّ ما النَّفْسَ شبعِت تِهرب بِمُستوى أعلى وَالتحفُّظ عندها يكُون واضِح القِدِيسِين كانُوا يضِبطوا عيُونهُمْ لِدرجِة أنَّهُمْ لاَ يلمحوا سِوى ما يُرِيدونه فقط أحد الرُّهبان ذهبَ لِلأسكندرِيَّة لِتوصِيل رِسَالَة لِلبطرِيرك وَعِندما رجع لِلدير سألوا ماذا رأى خِلاَل رِحلته هذِهِ ؟ فقال لَهُمْ البطرِيرك فقط لأِنَّهُ ضابِط عينيهِ لِئَّلاَ يُعثركُلّ ما أشبع بِربِّنا التحفُّظ يزِيد وَالهرُوب يُصبِح سهل أُطلُبوا مِنْ ربِّنا لأِنَّهُ إِلَه مُمجَّد فِى قِدِيسِيه00أُطلُبِى مِنَّه عِفِة آباءنا القِدِيسِين الَّذِينَ كَانَ خير لَهُمْ أنْ يموتوا مِنْ أنْ يُسلِّموا أنفُسهُمْ لِلدنس خير لَهُمْ أنْ يفقِدوا أحد أعضاءهُمْ مِنْ أنْ يتدنَّسوا مِثْلَ القدِيس سمعان الخرَّاز وَالقدِيسة لُوسِى00تشبَّعوا بِالقِدِيسِين وَستشعرُون أنَّكُمْ فوقَ العالم ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين
قداسة الفكر
يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل فِيلِبِّي ﴿ أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا ﴾ ( في 4 : 8 ) .. مِنْ أخْطَر المَجَالاَت لِصِرَاع الإِنْسَان مَعَ عَدُو الخِير هُوَ مَجَال الفِكْر حَتَّى أنَّنَا لَوْ أرَدْنَا أنْ نِعْرَفْ مَنْ هُوَ الشَّيْطَان فِي صِرَاعُه مَعَ الإِنْسَان نَقُول هُوَ قُوَّى عَقْلِيَّة .. مِيدَان حَرْبُه مَعَ الإِنْسَان هُوَ الفِكْر فَصَارَ الإِنْسَان حَيَاتُه كُلَّهَا مَبْنِيَّة عَلَى أفْكَار وَصَارَ تَقْدِيس الفِكْر هُوَ مَدْخَل لِتَقْدِيس الكَيَان .. وَكَأنَّ بُولِس الرَّسُول يَقُول لَنَا فَكَّرُوا فِيمَا أقُولُه :-
1/ كُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ
2/ كُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ
3/ كُلَّ مَا هُوَ عَادِلٌ
4/ كُلَّ مَا هُوَ طَاهِرٌ
5/ كُلَّ مَا هُوَ مُسِرٌّ
6/ كُلَّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ
وَإِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ إِفْتَكِرُوا .. بُولِس الرَّسُول أرَادَ لَنَا تَقْدِيس الفِكْر كُلُّه لِذلِك هُنَاك :-
(1) خُطُورِة الأفْكَار
(2) تَقْدِيس الأفْكَار
(1) خُطُورِة الأفْكَار :
أي شِئ يَفْعَلُه الإِنْسَان بِدَايَتُه فِكْرَة .. إِنْ أرَادَ الإِنْسَان أنْ يُصَلِّي فَهذِهِ فِكْرَة .. وَإِنْ أرَادَ أنْ يُسَامِح فَهذِهِ فِكْرَة .. بِدَايِة الحُرُوب كُلَّهَا أفْكَار .. كُون إِنْسَان يَكُون لَدَيْهِ إِحْسَاس أنَّ الكُلَّ أفْضَل مِنْهُ فَيِسْرَق هذَا الأمر بِدَايَتُه فِكْرَة .. آخَر يَعْتَبِر الغِنَى غِنَى عَقْل وَقَلْب فَلاَ يِسْرَق وَهذَا أيْضاً بِدَايَتُه فِكْرَة الأخْطَاء وَالفَضَائِل بِدَايِتْهَا فِكْرَة .. الحَيَاة كُلَّهَا أفْكَار .. حَوَّاء سَقَطِتْ بِفِكْرَة .. ﴿ أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ﴾ ( تك 3 : 1) .. وَبَدَأت تَتَفَاوَض مَعَ الفِكْرَة فَسَقَطَتْ .. أسَاس تَعَبْ الإِنْسَان فِكْرُه لِذلِك هُنَاك خَطَايَا كَثِيرَة يُحَاسِبْنَا عَنْهَا الله لَمْ نَفْعَلْهَا لكِنْ سَقَطْنَا فِيهَا بِفِكْرِنَا لِذلِك الأفْكَار هِيَ أسَاس الأفْعَال وَمَنْبَع السُلُوك وَبِدَايِة أي سُقُوط .. الشَّهْوَة أسَاسْهَا فِكْرَة .. الغَضَبْ .. مَحَبِّة المَال كُلَّهَا أسَاسْهَا فِكْرَة .. لِذلِك رَاجِعْ نَفْسَك مَا هِيَ مُحَصِّلِة الأفْكَار الَّتِي دَاخِلَك .. هُنَاك أجْهِزِة رَسْم مُخ لِمَعْرِفِة كَفَاءِة المُخ وَقُدْرِتُه وَشُحْنَاتُه وَقَدْ يَتَطَوَر العِلْم وَتَظْهَر أجْهِزَة تَكْشِفْ أفْكَار الإِنْسَان .. تَخَيَّل لَوْ عَلَمْ أحَدٌ فِكْرَك هَلْ سَتَكُون كَقَوْل بُولِس الرَّسُول فِكْرَك فِي كُلَّ مَا هُوَ عَادِلٌ وَحَقٌّ وَطَاهِرٌ وَ ؟ الأفْكَار أسَاس جَوْهَر الإِنْسَان وَمَتَى تَقَدَّسَتْ الأفْكَار تَقَدَّسَت الأفْعَال وَالحَوَاس .. عِنْدَمَا يُرِيد إِنْسَان إِقْنَاع شَخْص آخَر يَقْنِعُه بِفِكْرُه .. قَدْ يَقُول لَهُ لاَ يَلِيقٌ أنْ يَكُون هُنَاك غَنِي وَآخَر فَقِير لِذلِك إِسْرَق لِتُحَقِّقٌ عَدَالَة إِجْتِمَاعِيَّة .. هذِهِ فِكْرَة .. مِثَال مَبْدأ ﴿ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ( يو 16 : 2 ) .. فِكْرَة قَدْ يَقْتُل بِهَا وَلاَ يَتَخَيَّل أنَّهُ يَفْعَل شِئ خَطَأ أسَاس أي عَمَل فِكْرَة .. الإِرْهَاب أسَاسُه فِكْرَة يَقُول هُنَاك أعْدَاء لَنَا وَلِحَضَارَتْنَا لِذلِك نِجَهِز لَهُمْ وَنُدَمِرَهُمْ وَيِوْصَل الشَّخْص لِدَرَجِة الإِنْتِحَار وَكَأنَّهُ إِسْتِشْهَادٌ – فِكْرَة – هُنَاك مَوَاقِعْ عَلَى الإِنْتَرْنِتْ تَبِث كُرْه فِي الشَّبَاب حَتَّى يَجْعَلُه يُقْدِم عَلَى فِكْرَة جَلِيلَة كَمَا يَتَخَيَّل وَيُفَجِّر نَفْسُه أوْ يَضَعْ قُنْبِلَة فِي مَكَانٍ مَا .. هذَا حَدَث مَعَ شَاب مُعْتَدِل فَجَّر نَفْسُه وَبَحَثُوا فِي أمْرُه وَوَجَدُوا أنَّهُ جَلَس إِلَى النِتْ وَاسْتَجَابَ لِهذِهِ الأفْكَار – فِكْرَة – يُوْجَدٌ مَثَل صِينِي يَقُول ﴿ أُحْصُدٌ فِكْرَة تُحْصُدٌ عَمَل ﴾ .. أي أنَّ أي فِكْرَة يَكُون نِتَاجْهَا عَمَل .. وَعَمَل + عَمَل + عَمَل تُحْصُدٌ عَادَة وَمِنْ العَادَات تُحْصُدٌ سُلُوك وَمِنْ مَجْمُوع سُلُوكِيَات تُحْصُدٌ أخْلاَقٌ وَمِنْ الأخْلاَقٌ يَتَحَدَّد المَصِير الأبَدِي إِذاً أسَاس مَصِيرِي فِكْرَة لِذلِك الأفْكَار خَطِيرَة جِدّاً .. قَدْ يُخْطِئ إِنْسَان تَحْت بَنْد فِكْرَة .. أي قَدْ يَقُول شَخْص قَدْ تَأخَرْت فِي الإِرْتِبَاط فَتَسْألُه وَمَاذَا تُرِيد ؟ يَقُول أي لِي العُذْر لأِنِّي تَأخَرْت لأِنِّي بِلاَ إِمْكَانِيَات .. تِسْألُه هَلْ هذَا الأمر يُصَرَّح لَك بِالخَطَأ ؟ .. هذَا فِكْر خَاطِئ لِذلِك رَاجِعْ نَفْسَك دَائِماً لِتَعْرِفْ مَاذَا يَدْخُل مِنْ أفْكَار إِلَيْكَ لأِنَّ الأفْكَار لَهَا صِفِة الخِدَاع .. لِذلِك عِنْدَمَا أرَادَ السَيِّد الْمَسِيح أنْ يَجْعَلْنَا نَعِيش عَلَى مُسْتَوَى الفَضَائِل تَكَلَّمْ مَعَنَا عَلَى مُسْتَوَى الأفْكَار الدَّاخِلِيَّة وَقَالَ مَثَلاً كُلّ مَنْ نَظَرَ إِلَى إِمْرَأة لِيَشْتَهِيهَا ( مت 5 : 28 ) .. وَعَدُو الخِير مَاكِر فِي خِدَاع الإِنْسَان وَعِنْدَمَا يَزْرَع فِكْرَة يَقُول لِلإِنْسَان لأِنَّكَ مَضْغُوطٌ أوْ لِمُجَرَّدٌ التَّجْرُبَة وَيَقُول لآخَر لأِنَّكَ مُنْغَلِقٌ وَيَجِبْ أنْ تَنْفَتِح عَلَى كُلَّ مَا حَوْلَك وَ ..... وَبِخِدَاع يِزْرَع فِكْرَة دَاخِل الإِنْسَان لِيَقْبَلْهَا وَيُغَيِّر سُلُوكُه .. لِذلِك إِنْتَبِه لأِفْكَارَك وَرَاجِعْهَا مَرْحَلِة الأفْكَار تَحْتَاجٌ يَقَظَة وَلاَ تَنْتَظِر إِلَى أنْ تَتَحَوَّل إِلَى عَمَل ثُمَّ سُلُوك دُونَ أنْ تَدْرِي .. عَدُِو الخِير يَضَعْ السِّم فِي العَسَل تَحْت بَنْد الخِدَاع لِتَقْبَل أفْكَارُه إِنْ كَانَتْ مَرْفُوضَة مَوْضُوعاً يَجْعَلْهَا تُقْبَل شَكْلاً .. لاَبُدْ أنْ تُرَاجِعْ أفْكَارَك وَلاَ تَخْضَعْ لأِي فِكْر يَأتِي إِلِيك .
(2) طُرُقٌ عَمَلِيَّة لِتَقْدِيس الفِكْر :-
(أ) فَكَّر فِي أُمور مُقَدَّسَة :-
دَائِماً يُشَبِّه الأبَاء العَقْل بِمَطْحَنَة وَيَقُول الأبَاء لاَبُد لِلعَقْل أنْ يَطْحَنْ دَائِماً أُمور مُقَدَّسَة .. يِطْحَنْ كُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَكُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَ هذِهِ الأُمور تُنْشِئ تَيَار قَدَاسَة يَسْرِي فِي الإِنْسَان لأِنَّهُ أمَّنْ البَوَابَة أي الفِكْر وَمَدَاخِل القَلْب وَالجَسَد وَالأفْعَال لِذلِك كَيْ تَعِيش قَدَاسِة الفِكْر لاَبُد أنْ يَنْشَغِل الفِكْر بِشِئ مُقَدَّس .. آيَة مَثَلاً أوْ مَوْقِفْ مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس وَيَطْحَنْ فِيهَا الفِكْر .. لِذلِك يَتَكَلَّمْ الأبَاء عَنْ الهَذِيذ أي شِئ يَهْتَز يَذْهَبْ وَيَجِئ فَيَمْسَح كُلَّ مَا هُوَ شِرِّير .. هكَذَا الهَذِيذ فِي الآيَات يَمْسَح مَا هُوَ شِرِّير فَيَتَنَقَى الفِكْر وَيَسْتَضِئ وَعِنْدَمَا يَسْتَضِئ الفِكْر يَرْفُض فِكْر عَدُو الخِير عِنْدَمَا يَعْرِضُه عَلِيه لأِنَّ الفِكْر مُضَاء وَأفْكَار عَدُو الخِير ظُلْمَة فَيَكُون فِكْر عَدُو الخِير وَاضِحٌ لِلعَقْل فَيَطْرُدُه .. لكِنْ إِنْ كَانَ العَقْل مُظْلِمْ ؟!! .. الظُلْمَة تُحِبْ الظُلْمَة فَيَقْبَل فِكْر عَدُو الخِير لِذلِك كَيْ تَرْتَفِعْ فَوْقَ الجَسَد لاَبُدْ أنْ تُقَدِّس أفْكَارَك إِسْرَح كَثِيراً وَاسْتَخْدِم خَيَالَك فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. مِنْ أكْثَر القُوَى الَّتِي تُؤَثِر عَلَى الإِنْسَان الخَيَال .. الخَيَال فِي الرُّوحِيَات رَائِع وَفِي الشَّر مُدَمِر .. القِدِيس يِحْنِس القَصِير كَانَ يَجْلِس مَعَ أوْلاَدُه وَلاَ يَتَكَلَّمْ وَفِي النِّهَايَة يَقُول لَهُمْ مَنْ أعْلَى الشَّارُوبِيم أم السِّيرَافِيم ؟ مَشْغُول بِكُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَمُسِرٌّ وَأفْكَار عَالِيَة بِذلِك سَتَكُون أفْعَالُه فَضِيلَة وَهذَا يُسَاعِدُه أنْ يَكْشِفْ الشَّر بِسُرْعَة .. مُجَرَّدٌ بِدَايَة لِعَدُو الخِير يَسْتَطِيعْ أنْ يَضْبُطْهَا .. لِذلِك كَيْ تَقْوَى إِرَادَتَك الرُّوحِيَّة قَدِّس فِكْرَك أحَدٌ الشَّبَاب ذَهَبَ لأِحَدٌ الأطِبَاء لأِجْرَاء عَمَلِيَّة جِرَاحِيَّة وَكَانَ مَعَهُ أصْدِقَاؤه وَلَمْ يُرِدٌ أنْ يَعْرِفْ أصْدِقَاؤه مَا يَدُور بِفِكْرُه البَاطِنْ أثْنَاء التَّخْدِير لِذلِك طَلَبْ أنْ لاَ يَكُونُوا مَعَهُ أثْنَاء يَقَظَتُه مِنْ التَّخْدِير وَكَانَ يَقُول جُزْء مِنْ القُدَّاس لأِنَّهُ كَانَ شَمَّاس .. أيْضاً المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل قَالَ قُدَّاس غِرِيغُورِي كَامِلٌ بِكُلَّ نَغَمَاتُه أثْنَاء إِجْرَاء جِرَاحَة .. لأِنَّ الفِكْر مُشَبَّعْ بِكُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَجَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَمُسِرٌّ .. لِذلِك أشَبَّعْ الفِكْر بِمَا هُوَ مُقَدَّس وَنَقِي حَتَّى تَعْرِفْ كَيْفَ تَطْرُدٌ الشَّر أوْ حَتَّى إِنْ أرَادَ عَدُو الخِير زَرْع أي فِكْر مُحْبَطٌ أوْ شِرِّير تَطْرُدُه .
(ب) مُقَاوَمَة الأفْكَار :-
يَقُول مَارِأفْرَآم مَبْدَأ مُهِمْ هُوَ ﴿ هَدْم لَمْح الفِكْر ﴾ سَوَاء كَانَ فِكْر حَسَد .. إِدَانَة .. شَهْوَة مُجَرَّدٌ لَمْح الفِكْر إِهْدِمُه .. كُلَّ جُزْء مِنْ الثَّانْيَة نَتْرُك فِيه فِكْر شِرِّير يَتَفَاوَض مَعَ فِكْرِنَا يُدَمِر فَمَا بَال مَنْ يَتْرُكَهُ سَاعَة !!! حِرَاسِة الفِكْر مَبْدأ مُهِمْ .. تَسَلَّح دَائِماً بِعَلاَمِة الصَّلِيب وَبِإِسْم يَسُوع وَالعَذْرَاء مَرْيَم هؤلاَء الثَّلاَثَة يَهْدِمُوا لَمْح الفِكْر .. مُجَرَّدٌ أنْ تَرْشِمْ ذَاتَك بِعَلاَمِة الصَّلِيب أوْ تُنَادِي رَبَّ المَجْد يَسُوع وَالسَيِّدَة العَذْرَاء يَدْخُل تَيَار قَدَاسَة لِلفِكْر .. – مُقَاوَمَة – .. لاَ تَتْرُك الفِكْر يِكْبَر وَيَنْمُو دَاخِلَك وَلاَ تَتَجَاوَب مَعَهُ .. لِذلِك الفِكْر مُهِمْ جِدّاً .. نَعَمْ قَدْ لاَ أسْتَطِيعْ أنْ أمْنَعْ الفِكْر الرَّدِئ أنْ يُعْرَض عَلَيَّ لكِنِّي أسْتَطِيعْ أنْ لاَ أُرَحِبْ بِهِ أوْ أتَفَاوَض مَعَهُ .. نَحْنُ نَعِيش فِي جَسَد وَضَعَفَات لكِنْ تَعَلَّمْ كَيْفَ تَحْفَظ نَفْسَك .. إِعْرِض فِكْرَك بِإِسْتِمْرَار وَلاَ تَتْرُك عَدُو الخِير يَدْخُل وَيَفْسِد فِكْرَك .
حَزَقِيَّا المَلِك عِنْدَمَا أرْسَل الله لَهُ أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول لَهُ أُوصِ بَيْتَك لأِنَّكَ تَمُوت حَزَنْ وَبَكَى وَصَلَّى إِلَى الله وَتَضَرَّع فَأطَالَ الله عُمْرُه خَمْسَة عَشَر سَنَة ( 2مل 20 : 1 – 6 ؛ أش 38 : 1 – 5 ) .. وَأرْسَل مَلِك بَابِل جُيُوشُه لِيُهَنِّئ حَزَقِيَّا المَلِك لِشِفَائِهِ وَسَمَح لَهُمْ حَزَقِيَّا المَلِك أنْ يَرُوا مَدِينَتِهِ وَالهَيْكَل وَكُلَّ ذَخَائِرُه وَمَا يَرَاه الكَهَنَة فَقَطْ أرَاهُمْ إِيَّاه فِضَّة وَذَهَبْ وَ ( 2مل 20 : 12 – 18) .. وَكَأنَّهُ يَقُول لَهُمْ هَلْ تَرَوْن كَيْفَ كَانَ الله سَيَحْرِمْنِي مِنْ كُلَّ هذَا ؟ فَقَالَ لَهُ أشْعِيَاء النَّبِي سَيَأسِرَك نَبُوخَذْنَصَّر .. هكَذَا عَدُو الخِير يُرِيد أنْ يَسْلِبْ مِنِّي كُلَّ شِئ صَالِح .. كُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَحَقٌّ وَعَادِلٌ وَلَِذلِك قَاوِم الأفْكَار .
(ج) كَشْف الأفْكَار الرَّدِيئَة :-
لاَ يُوْجَد أجْمَل مِنْ أنْ يَفْضَح الإِنْسَان أفْكَرُه أمَام أب الإِعْتِرَاف وَأمَام الله فِي الصَّلاَة وَأمَام نَفْسُه .. وَإِلاَّ إِنْ تَرَكْت الفِكْر يَنْمُو دَاخِلَك سَيَتَحَوَّل إِلَى عَمَل .. أفْكَار دَنَس أوْ حَسَد أوْ أفْكَار غِير نَقِيَّة .. أفْكَار بُغْضَة .. إِكْشِفْهَا وَاعْرَف أسَاسْهَا .. جَيِّدٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ فِكْرُه مُضِئ فَيَكْشِفْ الأفْكَار الرَّدِيئَة .. أكْثَر شِئ يِسْعِد العَدُو أنْ لاَ تَكْشِفْ أفْكَارَك كَانَ رَاهِبْ لاَ يَكْفِيه الطَّعَام فَكَانَ يُخَبِّئ خُبْزَة لِيَأخُذْهَا وَيَأكُلْهَا عِنْدَمَا يَجُوع وَتَكَرَّر الفِعْل حَتَّى صَارَ عَادَة .. وَحَدَثَ فِي أحَدٌ الأيَّام عِنْدَمَا كَانَ الرُّهْبَان يَأكُلُون مَعاً عَلَى المَائِدَة وَكَانَ الرَّاهِبْ قَدْ خَبَّأ الخُبْزَة وَكَانُوا يَقْرَأُون فِي البُسْتَان أثْنَاء الطَّعَام وَكَانَتْ القِرَاءَة عَنْ كَشْف الفِكْر فَأخْرَج الرَّاهِبْ الخُبْزَة وَكَشَفْ فِكْرُه لِلرُّهْبَان فَسَمَعَ فِي الحَال صُوْت صُرَاخ وَعَوِيل عَدُو الخِير لأِنَّ الرَّاهِبْ فَضَحُه كَشْف الفِكْر يُعْلِنْ إِتِضَاع الإِنْسَان .. إِنْ كَانَ فِكْرَك رَدِئ إِكْشِفُه وَإِنْ أثَّر فِيك بِعَمَل رَدِئ إِكْشِفُه لأِنَّكَ كُلَّمَا خَبَّأت أفْكَارَك كُلَّمَا زَادَتْ دَاخِلَك .. لاَبُدْ أنْ تِتْعَامَل مَعَ الأفْكَار الرَّدِيئَة عَلَى أنَّهَا غَرِيبَة وَلاَبُد مِنْ كَشْفَهَا وَفَضْحَهَا .. جَيِّدٌ أنْ يَكُون مَعَك كَشَّاف تِكْشِفْ بِه الأمَاكِنْ المُظْلِمَة فِي النَّفْس لاَبُد أنَّ نُور النِّعْمَة وَالوَصِيَّة يِكْشِفْ هذَا الظَّلاَم .. إِكْشِفْ كَمْ أنْتَ أنَانِي وَمُحِبْ لِلمَال أوْ مُسْتَهْتِرأوْ ...
(د) فَرَاغ الفِكْر :-
إِحْذَر فَرَاغ الفِكْر لأِنَّهُ وَسَطْ جَيِّدٌ لِعَدُو الخِير .. أحْيَاناً كَثِيرَة يَكُون فِكْرِنَا فَارِغ لَيْسَ لَهُ هَدَفْ أوْ طُمُوحٌ .. شِئ مُحْزِنْ هُوَ عَدَم القِرَاءَة وَعَدَم وُجُودٌ هَدَفْ لَك .. الفِكْر الفَارِغ يُزْعِج الإِنْسَان حَتَّى أمَانِتْنَا لِدِرَاسِتْنَا كُون إِنَّهَا تِسْتَوْعِبْ عَقْلِنَا وَحْدَهَا فَهذَا لَيْسَ كَافِي .. إِحْذَر الفَرَاغ العَقْلِي لأِنَّ عَدُو الخِير يَزْرَع فِيه وَيُسَيْطِر .. لاَبُدْ أنْ يَكُون عَقْلَك مُشَبَّعْ وَلَكَ رِسَالَة وَاهْتِمَام .. قَدْ تَسْأل شَاب هَلْ تَقْرأ جَرِيدِة وَطَنِي .. مِجَلِة الكِرَازَة .. أي مَقَال ثَقَافِي أوْ تَخَصُّصِي أوْ ..... ؟ لِنَفْرِض أنَّ الشَّاب مَجَال عَمَلُه طِبِّي أوْ تُجَارِي أوْ هَنْدَسِي أوْ ..... تِسْأل هَلْ تَقْرأ فِي تَخَصُّصَك ؟ تَجِدُه يَقُول لَك يَكْفِينِي الدِّرَاسَة هذَا يَجْعَل الإِنْسَان فِي ضَحَالَة وَيَكُون عَقْلُه وَسَطْ جَيِّدٌ لِيَزْرَع عَدُو الخِير فِكْرُه فَيَبْدأ الإِنْسَان يِعِيش عَلَى مُسْتَوَى الغَرِيزَة وَالأنَانِيَّة لأِنَّهُ أخْلَى نَفْسُه مِنْ الأُمور الإِنْسَانِيَّة فَيُسَيْطِر عَلِيه أُمور غِير إِنْسَانِيَّة أُمور حَيَوَانِيَّة .. شَهْوَة .. أنَانِيَّة .. إِنْتِقَام .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ يَكُون الفِكْر مُشَبَّعْ بِكُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَجَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَإِبْحَث عَنْ خَبَر جَيِّدٌ وَقُدْوَة جَيِّدَة .. سِيرِة قِدِيس .. شِئ عِلْمِي وَثَقَافِي .. أُمور هَامَّة .. كُون إِنِّنَا نُشْعُر إِنِّنَا مَازِلْنَا أطْفَال وَعِنْدَمَا تُعْطِينَا الكَنِيسَة كِتَاب لِنَقْرَأُه فَنِرْكِنُه وَلاَ تَكُون لَنَا رَغْبَة لِشِرَاء كِتَاب وَنَحْكُمْ عَلَى أنْفُسْنَا إِنِّنَا مَازِلْنَا فِي طُفُولَة .. هذَا غِير جَيِّدٌ إِنْ لَمْ تُجَارِي مُسْتَوَى نُضْجَك سَيَكُون أمْرَك غِير مَقْبُول وَسَتَجِدٌ أُمور كَثِيرَة تُشَكِّلَك دُونَ إِرَادَتَك .. العَدُو يَسْكُنْ العَقْل الفَارِغ لكِنْ لَوْ عَقْلَك مُشَبَّع لَنْ تُشَكِّلَك أي أفْكَار ضَارَّة وَكَمَا يَقُول الأبَاء ﴿ فِي عَقْل إِمْتَلأ بِالعَالَمْ لاَ يُوْجَدٌ بِهِ مَكَان لِمَعْرِفَة الله ﴾ لاَبُدْ أنْ يَكُون عَقْلَك مَرْفُوع .. وَأنْتَ تَأكُل إِسْمَعْ وَقَبْل أنْ تَنَام إِقْرَأ .. ضَعْ لِنَفْسَك خِطَّة مَاذَا سَتَقْرأ وَأنْ تَضَعْ أمَامَك هَدَفْ أنْ تُحْصِّل دَرَجَات جَيِّدَة بَلْ وَمُمْتَازَة فِي دِرَاسْتَك .. وَأنْ تُزِيد جِهَادَك ضَعْ خِطَّة لِتُنَظِمْ الصَّلاَة وَقِرَاءِة عَدَدٌ مُعَيَّنْ مِنْ الأسْفَار فِي فِتْرَة مُعَيَّنَة .. إِمْلأ عَقْلَك .. العَقْل المُمْتَلِئ وَقْتُه لَهُ قِيمَة لكِنْ إِنْ شَعَرْت أنَّ عَقْلَك فَارِغ تَصِير كَوَرَقَة تُحَرِّكْهَا الرِّيح وَأي فِكْر أوْ كَلاَم يَجْذِبَك رَبِّنَا يَمْلأ أفْكَارْنَا بِأُمور مُقَدَّسَة سَمَاوِيَّة تَسْمُو بِعَقْلِنَا لِنَنَال حَيَاة حَسَبْ قَصْد الله فِينَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين
رُوح القوّة وَرُوح الضعف
يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتِهِ لِتيموثاوس [ لأِنّ الله لَمْ يُعطِنَا رُوحَ الفشلِ بل رُوحَ القوّةِ وَالمحبَّةِ وَالنُّصحِ ] ( 2 تى 1 : 7 )0
رُوح الضعف :-
توجد خُطورة شدِيدة فِى حياتنا مع الله أن يكُون عِندنا رُوح ضعف ، دائِماً نشعُر إِنَّنا لاَ نستطِيع شيء وَإِنَّنا فِى سقُوط دائِم وَعدو الخير دائِماً غالِبنا فنشعُر بِيأس فِى نِفُوسِنا وَإِنَّنا ليس لنا رجاء فِى أنفُسِنا لاَ فِى الماضِى وَ لاَ فِى الحاضِر وَ لاَ المُستقبل ، وَنشعُر أنّ عدو الخير قوِى وَجبَّار إِذاً ليس لنا نصِيب مَعَْ الله ، وَخِبراتنا السابِقة تقُول أنَّنا غير نافِعين وَلَنْ ننفع ،وَعدو الخير يستغِل هذِهِ الفُرصة وَيقُول لنا إِنَّنا لَنْ نصلُح لِلحياة مَعَْ الله ، كثيراً ما يستغِل عدو الخير هذِهِ الفُرصة إِستغلال ردىء وَيُخيِّل للإِنسان أنّ الطرِيق صعب بل وَيكاد يكُون مُستحِيل كثيراً ما نقُول إِنَّنا لَنْ نُخطِىء مرّة أُخرى ، وَلكِنّنا نعُود وَنُخطِىء فيتملّكنا رُوح يأس ، لِنتخيّل الأنبا مُوسى الأسود القوِى نحنُ نفتخِر أنّهُ قوِى لأِنّهُ غلب ضعفه ، لَوْ كان قَدْ قال لِنَفْسَه أنّهُ غير نافِع ماذا كان يفعل ؟فِى إِحدى المرّات ذهب لِلأنبا بِيشُوى أحد تلامِيذه وَقال لهُ أنّهُ فِى الرهبنة مُنذُ سبع سنوات لكِنّهُ دائِم السقُوط مهما إِعترف ، وَهُوَ الآن يشعُر أنّهُ غير صالِح لِلرهبنة وَيسأل ماذا يفعل هل يترُك الرهبنة ؟ فأجابهُ الأنبا بِيشُوى أنْ يترُك الرهبنة ، فبكى الراهِب فقال لهُ الأنبا بِيشُوى أليس هذا ما تُرِيدهُ ؟ فذهب إِخوتهُ لِلأنبا بِيشُوى يسألوه لِماذا قال ذلِك لِلراهِب؟ فأجابهُمْ الأنبا بِيشُوى " بِهِ رُوح ضعف " الّذى بِهِ رُوح ضعف لاَ يعرِف كيف يعِيش مَعَْ الله ، رُوح الضعف تأتِينا مِنْ قوّة العدو وَالسقطات المُتكرِّرة وَحُب السقُوط ، [ قال الجاهِلُ فِي قلبِهِ ليسَ إِلهٌ000 ] ( مز 53 : 1 )موضُوع غير نافعِين غير صحِيح ، أحياناً نشعُر أنّ الطرِيق ليس صعب بل مُستحِيل ، صعب نعِيش مَعَْ الله بِهذِهِ الرُّوح وَإِحساس إِنَّنا سنُرضيه إِحساس مؤقت ، مُمكِن تقُول أنا الآن إِعترفت وَقلبِى مَعَْ الله لكِنْ هل تتخيّل إِنِّى سأكُون ناجِح فِى الطرِيق الرُّوحِى ؟ ليس لَكَ ثِقة أنَّك ستكُون مرضِى لله ، كأنَّك عصفور مربُوط مِنْ أرجُلِهِ بِخيط يطِير لكِنْ لِمسافِة طول الخِيط فقط ثُمَّ يعُود ، أىّ يطِير فِى مجال محدود ، هذِهِ رُوح ضعف وَعدو الخير يمسِكنا مِنها وَيُعيِّرنا بِها ، وَدائِماً يقُول لنا لاَ فائِدة مِنّا توجد قصَّة فِى العهد القدِيم تحكِى عَنْ مُوسى النبِى الّذى قاد الشَّعب فِى رِحلة البرّيَّة على أمل أنْ يدخُلُوا أرض المِيعاد بعدما رأوا تعباً كثيراً فِى مِصر أرض العبُوديَّة وَالبرّيَّة ،وَهُمْ يُشّجِعُون بعضهُمْ البعض قائِلِين أنّهُ بعد قلِيل سيدخلُون أرض الموعِد التَّى تفِيض لبن وَعسل ، أرض الرَّاحة وَالمواعِيد ، وَعِندما إِقتربُوا مِنها وَرأوها بِعيونهُمْ تعجّلوا دِخولِها ، فأرسل مُوسى إثنى عشر جاسُوس لِيتجسّسوها ، هؤلاء الجواسِيس عادوا وَسألهُم الشَّعب عَنْ أخبار الأرض وَأحوالها ، هُنا وجدنا أنّ عشرة جواسِيس مِنهُمْ بِهُمْ رُوح ضعف فقالُوا لِلشَّعب[ 000هى أرضٌ تأكُلُ سُكّانها000 ] ( عد 13 : 32 ) ، أىّ أرض غادِرة ، يا خِسارِة الأيَّام التَّى ضاعت فِى إِنتظارها ، قالُوا أيضاً [ وَقَدْ رأينا هُناكَ الْجبابِرَةَ بنِى عناقٍ مِنَ الْجبابِرَةِ فَكُنَّا فِي أعْينُِِنَا كالْجَرَادِ000] ( عد 13 : 33 ) ، [ 000الشَّعبَ السَّاكِنَ فِي الأرْضِ مُعْتَزٌّ وَالْمُدُْنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً000 ] ( عدد 13 : 28 ) بنِى عناق عمالِيق جبابِرة قَدْ يصِل طول الفرد مِنهُمْ أربعة أمتار ، عِندما سمِع الشَّعب هذا الكلام هاجوا على مُوسى أنّهُ أخرجهُمْ مِنْ مِصر وَأتاههُمْ 40 سنة فِى البرّيَّة وَفِى النِهاية يصِلُون لأرضٍ لاَ يستطِيعُون أنْ يدخُلُوها يقُول الكِتاب عَنْ هؤلاء العشرة جواسيِس [ فَأشَاعُوا مَذَمَّةَ الأرْضِ000]( عد 13 :32 ) ، أمَّا باقِى الجواسيِس وَهُمْ إِثنان يشُوع بن نون وَكالِب بن يفُنَّة يقُول عنهُما الكِتاب [ كانت معهُ رُوحٌ أُخْرَى000] ( عد 14 : 24 ) ، ما هُوَ الرُّوح الآخر ؟رُوح القوّة ، الرُّوح القُدس الّذى لَمْ يكُنْ فِى الآخرِين هذان سكتَّا الشَّعب وَقالا لهُمْ [ 000إِنَّنا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأِنَّنا قَادِرُونَ عَلَيْهَا ]( عد 13 : 30 ) ، لِماذا قالا ذلِك ؟ لأِنّ بِهُما رُوح الله ، لِذلِك شعرا أنَّهُما بِالله قادِرِين على النُصرة ، الّذى بِهِ رُوح الله قادِر على التقدِيس قالا [ 000الأرضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيها لِنَتَجَسَّسَهَا الأرضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً0إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرض 000وَ لاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا0قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا0لاَ تَخَافُوهُمْ ] ( عدد 14 : 7 – 9 ) ، أىّ لَوْ كان لهُمْ ظِل لكانُوا موجودِين إِذاً هُما يعنيان أنّ شعب الأرض غير موجودِين ، لِذلِك قالا [ وَالرَّبُّ مَعَْنَا لاَ تَخَافُوهُمْ ] ( عدد 14 : 9 ) تُرى أىّ رُوح عِندك رُوح العشرة أم رُوح الإِثنان ؟ عدو الخير بِالنسبة لنا مِثل بنِى عناق جبابِرة حاوِلت كثيراً أنْ أقاوِمهُ لكِنِّى لَمْ أستطِع ، حاوِلت أنْ أُرضِى الله فَلَمْ أعرف ،لِذلِك بدأت أشعُر بِمذمَّة الأرض وَرُوح ضعف كثيراً ما يُدخِلنِى عدو الخير فِى تجارُب فاشِلة وَيقُول لِى فِى كُلّ مرَّة تسقُط فِيها تعُود لِنَفْسَ النُقطة ، هذا خطأ00لابُد أنْ يكُون معنا رُوح آخر مهما كان العدو جبَّار وَلِنقُل[ إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ000] ( عد 14 : 8 ) نحنُ نخاف لأِنَّنا نشعُر أنَّنا غير معروِفِين لدى الله وَغير مسنودِين عليه ، أنا إِبنه حبيبه إِذا إِنهزمت أسبِب لهُ خِسارة ، إِذا رأينا رجُل غنِى جِدّاً لكِنْ أولاده يمشون فِى الشَّوارِع يتسُّولون نقُول إِنّهُ رجُل غير صالِح ، هكذا أحياناً نفعل بِالله أبينا ، الله خلاصنا وَنجاتنا وَنحنُ نشعُر بِضعف وَفقر !!!الّذى لاَ يأخُذ قوّة مِنْ الله لاَ يُمكِنْ أنْ تتقدّم حياته ، مادُمت شاعِر إِنِّى ضعِيف وَيائِس لَنْ أنتصِر ، يقُول فِى سِفر إِشعياء [ لاَ تَخَفْ يَادُودَةُ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ إِسْرَائِيلَ000 ]( أش 41 : 14 ) ، [ 000قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ000] ( أش 41 : 10 ) ،لاَ تحيا وَأنت قلِيل فِى عين نَفْسَكَ ، لاَ تشعُر أنَّك ليس موضِع حُب الله00لاَ00أنت موضِع حُبُّه وَرحمِته وَحنانه ، أنت عمله فكيف يبخل عليك الله يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الّذى لَمْ يُشفِقْ عَلَى إِبنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأِجْلِنَا أجْمَعِينَ كيفَ لاَ يَهَبُنَا أيضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ ] ( رو 8 : 32 ) ، الله يُرِيد أنْ يُعطِينا كُلّ شيء ،لاَ يجِب أنْ تشعُر فِى نَفْسَكَ أنَّك نكِرة وَليس لَكَ قيمة ، أحياناً نشعُر أنَّنا أمام الله لاَ شيء وَأنّهُ لَنْ ينظُر لنا ، بينما الله مشغُول بِنا إِنشغال الأُبوَّة وَمِنتظرنا ، [ لاَ يشاءُ موت الخاطِىء مِثلَ ما يرجعُ وَيحيا ] ( مِنْ طِلبِة أخِر كُلّ ساعة ) الإِبن الضال كان موضِع إِنشغال أبوه فِى فِترِة غيابه حتَّى أنّهُ عِندما رأه ركض وَوقع على عُنُقِهِ وَقبّلهُ ، الكنِيسة كُلّها بِجيوشها وَقديسيِها شُغلها التسبِيح وَشُغلها خلاصنا وَإِعداد مكان لنا فِى السَّماء ، وَهذا أيضاً شُغل السَّماء [ أنَا أنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ ] ( أش 43 : 11 ) أنا دعوتك بِإِسمك أنت لِى ،[ 000أجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقاً فِي الْقَفْرِ أنْهَاراً ] ( أش 43 : 19 ) ، إِحذر أنْ يكُون عدو الخير بِالنسبة لَكَ جبَّار وَ لاَ تنساق خلفه وَليس أىّ تيار فِى جسدك تسير خلفهُ الله لَمْ يُعطينا رُوح الفشل بَلْ رُوح القوّة ، لَوْ عرفنا الإِمكانيات الموهُوبة لنا لذللناعدو الخير بدل مِنْ أنْ يذِلّنا هُوَ فِى كُلّ مرّة يسقُط أحدنا يذهب عدو الخير لله وَيقُول لهُ هاهُمْ أولادك ، لِماذا لنا رُوح ضعف وَنحنُ أولاد القوِى أولاد الملِك ؟ يقُول القدِيس يُوحنا ذهبِى الفم [ عجِبت لإِبن الأكابِر الّذى يمشِى فِى الشَّوارِع يسأل لُقمة وَهُوَ لهُ مُفتاح مخازِن خيرات العالم ] ، عجِبت لأولاد الملِك الّذين فِيهُمْ رُوح ضعف وَيسقُطُون أمام أمور صغيرة رغم أنَّهُمْ أولاد ملِك قوِى داخِلنا إِمكانيات جبَّارة تغلِب ، معنا علامِة الصلِيب وَإِسم الرّبّ يسُوعَ وَجنُود ملائِكة وَشُفعاء وَالملاك مِيخائِيل بِسيف نار ، لكِنْ داخِلنا رُوح ضعف يجعلنا نسقُط ،لِذلِك يقُول داوُد النبِى [ 000إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوّي عَلَيَّ ] ( مز 13 : 2 ) ، وَفِى سِفر إِشعياء يقُول [ لاَ تَذْكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ0وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا0هأنَذَا صَانِعٌ أمْراً جَدِيداً000 ]( أش 43 : 18 – 19 ) 0
رُوح القوَّة :-
أولاد الله لابُدأنْ يكُون داخِلهُمْ رُوح قوَّة ، الرجُل الجاهِل الّذى كان إِبنه يُرسِلُ لهُ شِيكات فكان يضعها فِى برواز فِى بيته القدِيم وَيقُول عنها إِنَّها تذكارات مِنْ إِبنه وَ لاَ يصرِفها لِيحيا حياة أفضل ، هكذا نحنُ لنا شِيكات موّقعة لكِنْ لاَ نصرِفها لنا الجسد وَالدم خلاص وَغُفران وَقوّة ، وَمزامير ، كُلّ هذا رُعب لِلشيَّاطِين ،الحياة مَعَْ الله مُتاحة لكِنْ نحنُ لاَ نستخدِمها ، فِى سِفر يوئِيل آية رائِعة تقُول[ 000لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أنَا ] ( يوئيل 3 : 10 ) ، إِحذر أنْ يكُون فِيك رُوح ضعف وَتقُول أنا غير صالِح ، قُل بطل أنا لكِنْ بِقوَّة الله جمِيلة صُورة القدِيسة مارِينا وَهى مُمسِكة بِقرنىّ الشيَّطان عِندما كان يظهر لها كانت تمسِكهُ وَتقُول لهُ قُل لِى ما هى حيلك ؟ بدل ما يمسكها هُوَ تمسِكهُ هى ، وَبدل ما يُعيّرُها تُعيّرهُ هى قويَّة لِماذا أضع نَفْسَى فِى موقِف إِنِّى منتظِر عدو الخير يعرِض لِى أفكاره وَأنا أقاوِمها ؟لِماذا لاَ أرميه بِسهام كلِمة الله قبل أنْ يعرِض لِى أفكاره ؟ داوُد النبِى فِى مزمور 18 : 29 – 34 يقُول [ لأِنِّي بِكَ إِقْتَحَمْتُ جَيْشاً وَبِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أسْوَاراً الّذي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ ] ، إِنِّى محرُوس بِالله هُوَ حولِى سُور ، هُوَ يجعلنِى قوِى ، رُوح القوَّة هذِهِ يا إِلهِى ، [ اللّهُمَّ بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي000]( مز 54 : 1 ) لِذلِك يقُول فِى سِفر إِشعياء [ يُعْطِي الْمُعْييَ قُدْرَةً وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً ]( أش 40 : 29 ) ، " المعيي " أىّ " الضعِيف " ، [ 000يَرْكُضُونَ وَ لاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَ لاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لَوْ تعرف كيف ينتظِرُنا الله وَماذا يُرِيد أنْ يعمل معنا ؟ ما كُنَّا نضعُف ، مُعلّمِنا داوُد يقُول [ أتْبَعُ أعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ وَ لاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُفْنِيَُمْ ] ( مز 18 : 37 ) الأنبا أنطونيُوس كان يتبعهُ عدو الخير لكِنّهُ كان يخاف مِنهُ لأِنّ الأنبا أنطونيُوس كان دائِماً يقُول [ قُمْ أيُّها الرّبّ الإِله وَلِيتبدّد جمِيع أعدائك ] 00[ إِفنِيهُمْ يارب تحت السَّماء ][ طوبى لِمَنَ يُمسِكُ أطفالك وَيدفِنهُمْ عِند الصخرة ] ( مز 136 مِنْ مزامِير النوم )" الصخرة هُوَ السيِّد المسِيح " ، لَوْ السيِّد المسِيح فِى حياتك تستطِيع أنْ تدفن عِندهُ الفِكر وَهُوَ مازال طِفل لَوْ الإِنسان العدِيم الإِيمان وَتشّفع بِإِسم الأنبا أنطونيُوس 00إِسم الأنبا أنطونيُوس يطرُد الشيَّاطِين ، أىّ أنّ إِسمه صار مُرعِب لِلشيَّاطِين ، لِذلِك كان الله يقُول لأرميا النبِى عِندما وجد فِيهِ رُوح ضعف [ لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ0000هأنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأرْضِ000فَيُحَارِبُونَكَ وَ لاَ يَقْدُِرُونَ عَلَيْكَ000]( أر 1 : 7 – 19 ) معقُول آخُذ وعد مِنْ الله أنّهُ يجعلنِى مدينة حصِينة وَأضعُف ؟ الكِتاب المُقدّس ليس لأشخاص مُعيَّنة بل لنا جمِيعاً [ طُوبَى لأُِنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ000] ( مز 84 : 5 ) ،وَمُعلّمِنا داوُد النبِى يقُول [أيقِظْ جَبَرُوتَكَ000] ( مز 80 : 2 ) ، الّذى يشعُر أنّهُ مَعَْ الله يشعُر أنّهُ مرفُوع كما قال داوُد النبِى [ أُحِبُّكَ يَارَبُّ يَاقُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) يشُوع البار غلب إِحدى وَثلاثِين ملِك رغم أنّهُ بسِيط ، لكِنّهُ غلب بِالله ، رُوح الله رُوح قوّة عامِل فِينا لِكى نثِق بِالله وَنتمسّك بِهِ أكثر ، يشُوع وقف لِلشَّعب وَقال [ رجُلٌ واحِدٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفاً لأِنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ00] ( يش 23 : 10 ) المُتسلِّح بِالله يطرُد ألف فِكرة شرّيرّة ، وَلكِنْ الّذى بِهِ رُوح ضعف يسقُط مِنْ فِكرة واحدة ، نحنُ ضُعفاء لكِنْ الله يعمل فِينا ، إِذا كتبت عشرة أصفار وَوضعت أمامهُمْ واحِد يُصبِحُون قيمة عظِيمة ، هكذا نحنُ أمام الواحِد الله عُظماء القدِيسة يوستينة أراد كبريانُوس أنْ يُحضِرُها لكِنْ كُلّ ما يُرسِل لها شيطان يجِدهل تُصَلِّى ، وَعِندما سمع الشيَّطان إِسمها إِحترق لأِنّ إِسمها مُرعِب لِلشيَّاطِين ، إِنتبِه مِنْ رُوح اليأس وَالضعف جيحزِى تلمِيذ ألِيشع خاف وَقال لإِليشع نحنُ مُحاصرين وَسيمسكونا ، ألِيشع صلّى لله وَقال لهُ [ فَقَالَ لاَ تَخَفْ لأِنَّ الَّذِينَ مَعْنَا أكْثَرُ مِنَ الَّذِين مَعْهُمْ0وَصَلَّى ألِيشَعْ وَقَالَ ياربُّ إِفْتَحْ عَيْنيهِ فَيُبْصِرَ000] ( 2 مل 6 : 16 – 17 ) ، عمل الله فِينا عمل خفِى أحد القدِيسين يقُول [ إِبليس بِلاَ سُلطان علينا إِنْ كُنَّا نسلُك كأولاد الله ]00[ وَإِنْ رآك الشيَّطان مُرتبِط بِالسَّماء وَساهِر لاَ يقدِر عليك ] 00[ إِنّ السِيرة الطاهِرة تسِد فم الشَّيطان ] ، هكذا قال مارِإِسحق لِيكُنْ لَكَ رُوح القدِيس أُوغسطِينُوس وَالقدِيسة يوستينة حِينما أنا ضعِيف فأنا قوِى ( 2 كو 12 : 10 ) ، لِيقُل الضعِيف بطل أنا لكِنْ لابُد أنْ أكُون مُرتبِط بِالله ، وَأعرِف كيف أهدِم سِهام إِبلِيس متى نُحارِب رُوح الضعف وَمتى نُحارِب الكبرياء ، لِذلِك يقُول داوُد[ مغبُوط هُوَ الرجُل الّذى يملأ جعبتُهُ مِنهُمْ000 ] ( مز 126 مِنْ مزامِير صلاة الغرُوب ) ،أىّ سِهام كلِمة الله دائِماً داخِل القلب وَالفِكر تعمل فِيك ، إِجعل الجسد وَالدم مُختلِط بِجسدك وَدمك دائِماً تكُون مرفُوع وَعِندما يضغط عليك العالم وَشروره إِعلم أنّهُ لاَ شيء ،وَعِندما يُحاربك الشيَّطان وَيقُول لَكَ أنت ضعِيف قُل لهُ أنا قوِى بِإِلهِى ، وَعِندما يقُول لَكَ أنت قوِى قُل لهُ أنا لاَ شيء بِدُون إِلهِى سِر قوَّة الكنِيسة نحنُ ، وَسِر ضعف الكنِيسة نحنُ ، فِى سِفر نشيِد الأناشيِد تشبيه جمِيل[ عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِي لِلأَسْلِحةِ0أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ ] ( نش 4 : 4 ) فِى العهد القدِيم إِذا إِنتصروا فِى حرب يسيرُون بِالمُحارِبين المُنتصِرِين فِى موكِب عظِيم ثُمَّ يأخُذُهُمْ على بُرج المدِينة وَيُعلِّقُون عليهِ دِرُوعهُمْ وَيكتبُون عليها أسمائهُمْ هكذا الكنِيسة قدِيسيها هُمْ المُحارِبين المُنتصرِين ، أىّ أنّ الكنِيسة مُزّينة بِالقدِيسين أنبا أنطونيُوس وَالقدِيسة دميانة وَمارِمينا وَأتراس جبابِرة علينا أنْ نشترِك فِى الحرب وَنغلِب بِقوّتِهِ وَنُعلِّق أتراسنا معهُمْ ياليتنا يكُون داخِلنا رُوح مُتكِلة على عرِيسها ، قوتِى فِى الضعف تكمُل( 2 كو 12 : 9 ) ، لَوْ ضعِيف قوتِى بِإِلهِى ، لَوْ بائِس هُوَ رجائِى ، هُوَ نُصرتِى وَقوّتِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمتِهِ وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين
الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب
سنتكلّم اليوم فِى موضُوع بِنعمِة ربِنا أعتقِد إِنّه هام جِدّاً بِالنسبة لِمرحلِة سِنّكُمْ وَ هُوَ عَنْ الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب وَ سأقُول لكُمْ آية واحدة قالها سُليمان الحكيِم فِى سِفر الأمثال [ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِى مِياهٍ فِي الشَّوارِع 0 لِتكُنْ لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ] ( أم 5 : 16 – 17 ) ، ماذا يقصِد بِينابِيعك التَّى تكُون لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ؟ يقصِد غرائِزك وَ قوّتك وَ الدوافِع الداخِليَّة العمِيقة التَّى لديك ، هذِهِ هى ينابِيعك فَلاَ تجعلها سواقِى مِياه فِى الشوارِع سنتكلّم عَنْ ثلاث نِقاط بِنعمِة ربِنا :-
بيوت طهارة
يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول :
[ مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ0 وَ لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعَرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ0 بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفَِيَّ فِي الْعَدِيَمةِ الْفَسَادِ زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِى هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ0فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيماً النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أيْضاً الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ يُزَيِّنَّ أنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْراهِيم دَاعِيَةً إِيَّاهُ سَيِّدَهَا0الَّتِي صِرْتُنَّ أوْلاَدَهَا صَانِعَاتٍ خَيْراً وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفاً الْبَتَّةَ ] ( 1 بط 3 : 2 – 6 ) ، لاَ تُحِبُّوا العالمْ وَ لاَ الأشياء الَّتِي فِي العالمِ لأِنَّ العالمْ يمضِي وَشهوته أمَّا الّذِي يصنع مشيئة اللهِ فَهَذَا يثبُت إِلَى الأبد أنا عرفت إِنْ الموضُوع بِتاعكُمْ عَنْ بيوت صلاة 00بيوت طهارة00بيوت بركة ، وَالموضُوع بِتاعنا إِحنا عَنْ " بيوت طهارة " ، الطهارة هى كلِمة شاملة ، تشمل النَفْسَ وَالجسد وَالرُّوح ، وَتشمل حواس الإِنسان وَتشمل جمِيع سلوكيات الإِنسان الطهارة كلِمة واسِعة المعنى ، فَمُمكِن أنْ يكُون الإِنسان طاهِر الفِكر ، طاهِر النظر وَطاهِر السلُوك وَطاهِر المظهر ، إِنّ منزِلنا الَّذِي أنا عضو فِيه لازِم يكُون بيت طهارة هذا الجُزء مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول مُمكِن أنْ نُطلِق عليه إِنّه جُزء ذهبِى وَنبروِزه وَيُكتب بِأحرُف عرِيضة بِخط جمِيل وَنضعه كقانُون أمامنا وَنسِير بِه فِى حياتنا ، فإِنّهُ يقُول أنّ زِينتنا لاَ تكُون مِنْ الزِينة الخارِجيَّة ، فيقُول [ 000مِنْ ضَفْرِ الشَّعَرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ000] فَإِنّ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول هذا الكلام فِى أيَّامه ( فِى عصره ) وَينطبِق علينا أيضاً لأِنّ الجوهر واحِد ، لأِنّ جوهر الطبِيعة الإِنسانيَّة البشريَّة واحدة ، فكما أنّنا نُحِب الذّهب فَأيضاً فِى عصر بُطرُس الرسُول كانت النَّاس تُحِب الّذهب ، وَكما أنّ البنات تُحِب أنْ تسرّح شعرها بِتسرِيحات مُختلِفة فكانت أيضاً فِى عصره كذلِك وَمِنْ الواضِح أنّ فِى هذا الزمن أنّ ضفر الشعر كان مِنْ الموضة ، أمّا الآن فَإِنّ الفتاة الَّتِي تضّفر شعرها هى فِى مُنتهى الوقار ، وَكان مِنْ الواضِح أنّ بُطرُس الرسُول كان لاَ يُحِب أنّ البنات لاَ تُقلِّد النَّاس ، وَإِذا سألنا مُعلّمِنا بُطرُس ما الّذى تنصحنا بِه ؟ فيقُول أنّهُ يُرِيد شيء مُهِم جِدّاً وَهُوَ أشمل وَأهم بِكثيِر ، فَإِنّهُ يقُول ليس المُهِم اللِبس الخارِجِى وَلِبس الذّهب فَهذِهِ مواضِيع لَمْ تشغلنِى ، فَإِنّنا نقُول لهُ ما الّذِي يشغلك يا مُعلّمِنا بُطرُس ؟ فيقُول [ 000بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الفْسَادِ زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثيِرُ الثَّمَنِ000] لِذلِك إِنسان القلب الخفِى وَزِينة الرُّوح الودِيع الهادىء هذِهِ أمور يجِب أنْ نتفِق عليها بِنعمِة ربِنا ، هُناك حقائِق يجِب أنْ نعرفها وَنضع بِأيدِينا عليها يجِب أنّ كُلّ بِنت تعرف أنّ ما يُميِّز الفتاة المسيحيَّة عِفتها وَطهارتها وَقداستها الداخِليَّة وَعِفّة مظهرها ، هذا أجمل ما يُميِّزها ، وَهذا الكلام مُنبثِق مِنْ زِينة الرُّوح الودِيع الهادىء ، الرُّوح الداخِلِى ربّ المجد يسُوعَ عِندما تجسّد فَهُوَ غيَّر وِجهة نظرنا نحو الجسد ، فَكان مِنْ المُمكِن يُقال على الجسد أنّهُ دنِس أوْ آله لِلشهوة أوْ وسِيلة تفصِلنا عَنْ ربِنا ، وَلمّا تجسّد ربّ المجد يسُوعَ فَهُوَ بارك الجسد وَقدّسه لأِنّهُ أخد الجسد ، فَالجسد بِتاعنا فِى المسِيح يسُوعَ صار جسد مُقدّس ، يرفع هذا المعنى وَيوّضحه بِصورة أوضح مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتة لِكورنثُوس فيقُول أنّ هذا الجسد أطلق عليه " هِيكل " فَنحنُ إِذا جلسنا أمام الهِيكل فَتكُون بِداخِلنا رهبة بِسبب الهِيكل ، فَإِنّ جسدنا هذا صار هِيكل لله [ هيكله الّذِي هُوَ نحنُ ] ، فَإِنّنا صِرنا هِيكل لله [00أمَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ هِيكلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُِنُ فِيكُمْ0 إِنْ كَانَ أحَدٌ يُفْسِدُ هِيكل اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ00 ]( 1 كو 3 : 16 – 17 ) فَهُناك حقائِق يجِب أنْ نضعها أمام أعيُننا ، وَيجِب أنْ نعرِف أنّ جسدنا هذا مُقدّس جِدّاً ، فَالمسِيح قدّسه وَأخذ نَفْسَ الجسد وَرفعةُ إِلَى مُستوى هِيكل الله ، فَإِنّ معنى " هِيكل " هُوَ مكان لِلعِبادة ، " هِيكل " يعنِى مكان لِتقدِيم الذبائِح ، " هِيكل " يعنِى مكان لأِرضاء الله ،فَيجِب أنْ يكُون جسدنا مُقدّس مِنْ المفرُوض أنْ يكُون جسدكُنّ مكان لِلعِبادة وَيكُون مكان لِتقدِمة الذبائِح وَيكُون مكان لأِرضاء الله وَحِلول الله وَسُكنى الله ياه كُلّ ده فِى جسدِى نعم كُلّ هذا يكُون فِى جسدكُنَّ فَأحياناً هُناك فتيات تنظُر إِلَى جسدها نظرة مُحتقرة ، فَهذا الجسد مُقدّس جِدّاً فِى عين ربِنا ، فَإِنّ الجسد إِذا لَمْ نُسلِّمه إِلَى يد ربِنا وَيكُون هِيكل لِربِنا يكُون غير مُقدّس وَيكُون مُحتقر وَبِهِ الدنس وَكُلّ الأفكار الشرّيرة الَّتِي مِنْ المُمكِن أنْ يتِم التفكِير فِيها ، وَلكِنْ هذا ليس مَعَْ أولاد الله ، فَإِنّ أولاد الله الجسد بِتاعهُمْ المسِيح ساكِن فِيه يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كلِمات عمِيقة جِدّاً [ لأِنَّ كُلَّكُمُ الّذِينَ إِعتمدتُمْ بِالمسِيحِ قَدْ لبِستُمُ المسِيحَ ] ( غل 3 : 27 ) ، فَمَثلاً أنّنا إِذا نظرنا للأب الكاهِن لَنْ نراه مِنْ الداخِل وَلكِنّنا نرى جلبابه الأسود ، فَهكذا كُلّ واحدة فِينا هى إِختفت وَلبست مِين ؟ بقى مِين الّلِى بايِن ؟ المسِيح [ قَدْ لبِستُمُ المسِيحَ ] ، فِعلاً هذا التعبِير قوِى جِدّاً ، فِى رِسالِة كولُوسِي[00 وَحياتكُمُ مُستتِرةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ ] ( كو 3 : 3 ) ، تعنِى أنّنا بِداخِلنا المسِيح ، فَنحنُ قَدْ لبِسنا المسِيح وَإِستترنا فِيه ، أىّ حياتنا مستخبيَّة بِالمسِيح ، هذا يعنِى أنّ المسِيح مغطّينا وَساتِرنا وَالظاهِر فِى حياتنا هُوَ المسِيح ، وَيقُول الكِتاب المُقدّس[ إِذاًَ نسعى كسُفراء عَنْ المسِيحِ ] ( 2 كو 5 : 20 ) ، وَيكُون جسدنا جسد المسِيح وَأعضائنا أعضاء المسِيح ، لِذلِك يقُول فِى الكِتاب[ أفَآخُذُ أعضاء المسِيحِ وَأجعلُها أعضاء زانيةٍ0حاشا ] ( 1 كو 6 : 15 ) وَبعدما ثبّتنا هذِهِ الحقيقة فَإِنّ الآن أصبحت أعيُننا هى عِين المسِيح وَلِساننا وَفِكرنا أصبح مِلك لِلمسِيح ، علشان كِده قال [00 وَأمّا نحنُ فَلَنَا فِكرُ المسِيحِ ] ( 1 كو 2 : 16 ) ،لِذلِك أصبح فِكرنا هُوَ فِكر المسِيح ، فَبِذلِك ليس مِنْ حقِك أنْ تُفكِّرِى فِى فِكرة مِنْ إِرادتك ، فَإِنّ أفكارنا تكُون مُنقادة بِالمسِيح وَمصنُوعة بِه فَإِنّ البِنت المسيحيَّة الَّتِي غطّاها المسِيح لهذِهِ الدرجة جعل عينيها مِثلما يقُول سِفر نشيِد الأنشاد [عيناكِ حمامتانِ ] ( نش 1 : 15 ) ، بِمعنى أعيُن جمِيلة ،أعيُن ودِيعة ، أعيُن فِيها جمال المسِيح ، وَ[ شفتاكِ يَا عرُوسُ تقطُرانِ شَهْداً00]( نش 4 : 11 ) ، لأِنّها شفايِف تُمجِّد وَتُسّبِح الله ، فَإِنّ جمالها هُوَ جماله هُوَ ، جمال المسِيح ، وَأعضائنا أصبحت أعضاء المسِيح ، فَكُلّ ما فِيها أصبح لِلمسِيح وَأجمل شيء المسِيح عمله لِنا إِنّه جعل أنْ لاَ يكُون فِى أنفُسِنا شيء ، ملناش فِى نفسِنا حاجة ، فَإِنّ فِكرِنا فِكره وَأعيُننا عينه وَحياتنا حياته ، فَبِهذِهِ الطرِيقة نكُون إِستترنا فِى المسِيح هذا يُعتبر مُقدِّمة فَإِنّنا نجعل جمالنا جماله ، وَسِحرِنا فِى طهارِتنا ، وَجمال أعيُننا فِى أنّهُما مُتأملتين فِى عظائِم الله ، وَجمال شِفاهنا فِى أنّها شِفاه تُسّبِح وَتُمّجِد الله ،فَإِنّ إِسم قدُّوس تخرُج مِنها بِنغمة لأِنّ هذا هُوَ موضِع شُغلها ، لِذلِك فَإِنّ الإِنسانة الَّتِى تعِيش هذِهِ العِفَّة يكُون عليها مجد وَوقار وَفِيها جاذِبيَّة وَسِحر صدّقونِى يا بنات يمكِن تستغربوا ، أنا لاحِظت حاجة وَإِنتوا أكِيد تلاحظوها معايا ،لَوْ وُجِد فِى مجموعة مثلاً 10 أوْ 15 بِنت حبِين ربِنا قوِى وَعِندهُمْ إِشتياقات يترهبنوا أوْ يتكرّسوا تلاقِى شكلهُمْ بسِيط جِدّاً ميحطوش فِى وشهُمْ حاجة وَلِبسهُمْ بسِيط قوِى وَيعمِلوا شعرهُمْ كِده بِطرِيقة ، يعنِى حاجة سادة يعنِى كِده ، لاحِظت حاجة عجِيبة جِدّاً أكتر بنات الشُبَّان يطلبوهُمْ لِلإِرتباط هُمَّا دول إِشمعنى ؟ يا عم ما خليك فِى التانين الّلِى عايزِين الحكاية تمشِى معاهُمْ ، جاية الحِكاية على دول ، إِشمعنى سايبين النَّاس كُلّها وَجايين على دول !! فِى حِين لمّا تِيجوا على دول بِتعمِل لهُمْ قلق ، لأِنّ البيت عندهُمْ يبتدِى يتكلِّم وَهى البِنت تقلق وَتصَلِّى وَالموضُوع مِش فِى دماغها أبداً ، بَلْ بِالعكس ده الموضُوع بِالنسبة لها يُبقى مُتعِب00ليه00ليه الكلام ده ؟ أصل صدّقونِى السلُوك الوقُور العفِيف الطاهِر لهُ سِحره أكتر مِنْ السلُوك التانِى فِى مرّة سيِّدنا الأنبا مُوسى أُسقُف الشباب قال إِنْ الشاب يحِب أنْ يتعامل مَعَْ البنات وَيتكلِّم مَعَْ كُلّ بِنت لكِنْ عِندما يُرِيد هذا الشاب الإِرتباط فَإِنّه يبحث عَنْ فتاة وَيرتبِط بِها تكُون فِى مُستوى طهارِة أُمِنا العذراء مريم ، فَلاَ ينظُر إِلَى أىّ فتاة سبق التعامُل معها فَإِنّهُ مِنْ المُمكِن أنْ يشعُر بِعدم الإِطمِئنان لِهؤلاء البنات ، فَلاَ يطمِئن لهُمْ على بيته وَأولاده ،فَإِنّهُ يبحث عَنْ فتاة طاهِرة فَإِنّ العِفّة الداخِليَّة وَالجمال وَالطهارة الداخِليَّة لها جمالها وَجاذِبيتها ، فَإِنّ مِثل هؤلاء الفتيات يكُون لِبسهُمْ بسِيط جِدّاً وَمكسِى إِلَى الأرض وَلمّا تمشِى تكُون عاملة زى العسكرِى وَتُخرُج زى الغفِير ، فَهؤلاء أجمل نوعيَّة يكُون فِيها مجد وَيكُون فِيها قوّة مِنْ الداخِل ،وَقال مُعلّمنِا داوُد النبِى فِى المزمور [ أنّ كُلّ مجد إِبنة الملِك مِنْ الداخِل ] ( مز 44 مِنْ مزامير صلاة الساعة الثالثة ) فَلاَ يكُون الجمال هُوَ الجمال الخارِجِى ليس بِالضفائِر وَ لاَ بِالذّهب وَ لاَ بِالثياب مِثلما ذكر مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [ 00بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ 00زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِىء الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثيِرُ الثَّمَنِ 00] ، فَهُناك ثلاث نِقاط نِقدر نقُول عليهُمْ هُمّا دول السِلسِلة بِتاعِتنا الّلِى نمشِى بِهُمْ عشان نمشِى فِى الموضُوع ده000لكِنْ إِزاى 00ما هى أهم حاجة فِى الحياة الرُّوحيَّة HOW ؟
1/ الإِقتناع 2/ الجِهاد 3/ السلُوك
1- الإِقتناع :-
فَلاَ يُقدِم أىّ شخص على فِعل حاجة إِلاّ لمّا تكُونِى مُقتنِعة بِها ، أسألِك إِنتِ مُقتنِعة بِالتعلِم وَ إِلاّ بِعدم التعلِيم ؟ تقولِى بِالتعلِيم ، أقولِك خلاص بدل مُقتنِعة بِالتعلِيم يُبقى لازِم تذاكرِى ، أكِيد تحّسِى إِنْ مُستقبلِك أفضل وَحياتِك أجمل مِنْ التعلِيم مِنْ بِدوُن التعلِيم ، فَقناعتك بِالتعلِيم يخلِيكِ تذاكرِى ، تستحمِلِى مادة مِش لطِيفة قوِى فَإِنّ الإِقتناع أمر مُهِم جِدّاً ، فَإِنّ الإِقتناع بِالطهارة وَالسلُوك الطاهِر وَبِالعِفَّة الداخِليَّة وَعِفَّة الرُّوح وَإِلاّ لأ ما دى نُقطة مُهِمّة قوِى ؟ أحياناً توجد فتيات مِنْ المُمكِن أنّها لاَ تقتنِع بِهذا الفِكر ، فَإِنّ أفكارهُمْ غير مُشبّعة بِهذِهِ الفِكرة ، بَلْ بِالعكس مِنْ المُمكِنْ أنْ تكُون مُقتنِعة بِأمور أُخرى هُناك فتيات لِتُقنِعُها بِقيمة الجسد فَمِنهُمْ لاَ يهتم ، وَإِذا تكلّمت معها على اللبس فتقُول" أنا حُرّة00فِيها إيه " ، وَإِذا إِرتدت الفتيات لِبس خارِج وَإِذا تكلّمت معها فَتقُول إِنْ النَّاس هُمّا الّلِى بيبُصّوا بصَّة مِش كويسة لىّ ، ده الجو حر أنا فاكِر مرَّة أبونا مُرقُص قالِى على حاجة مِش قادِر أنساها لِغاية دلوقتِى ، يقولِى مرَّة كانِت بِنت داخله الكنِيسة مِش مِنكُمْ يعنِى ، هى كانِت مِنْ المصايِف وَداخله المُرقسيَّة ، قالها – أبونا مُرقُص جبره – " مِش كِده الّلِى إِنتِ لبساه " ، قالت له يا أبونا إيه الفرق بين هِنا وَبين هِنا ؟ ليه مزنّقيِن الموضُوع قوِى ؟ هى مِش مُقتنِعة إِنّها بِتعمِل حاجة غلط ، دى الموضُوع عاوِز نبتدِى معاها منين ؟ مِن أوِله وَلكِنْ هُناك فتيات كثيِرات مُقتنِعات بِعِفَّة وَطهارِة الجسد وَمُقتنِعة بِأنّ هيكلها لابُد أنْ يُستر ، فَإِنّ مذبح الهِيكل يكُون عليه مفرش وَمفرش آخر وَيكُون أيضاً عليه مشمّع وَيُغطّى بِمفرش آخر ، فَإِنّ يجِب أنّ البهاء وَالجمال يُغطّى ، وَيُذكر بِسِفر إِشعياء[ 00عَلَى كُلِّ مجدٍ غِطاءً ] ( أش 4 : 5 ) ، أىّ الشيء الغالِى يجِب أنْ يُغطّى أمّا الشيء الرخِيص فمكانها هُوَ الشارِع فَمثلاً لاَ يوجد شخص جواهرجِى يبيِع الذّهب وَهُوَ يضع الّذهب الّذى لهُ فِى عربيَّة يد وَيسيِر بِها بِالشارِع وَيبيِع الذّهب ، وَلكِنْ مُمكِنْ أنْ يكُون شخص يبيِع الطماطِم بِعربيَّة يد وَيسيِر بِها بِالشارِع ، حتَّى لَوْ واحِد أخد ثمرة مفيِش مُشكِلة ، وَلكِن الذّهب يُوضع فِى فاترِينة وَالنَّاس تنظُر لهُ بِعينيها وَ لاَ تمسِكه بِأيدها إِلاّ الّلِى عاوِز يشترِى ، فَكذلِك الفتاة [ عَلَى كُلِّ مجدٍ غِطاءً ] لابُد أنْ يكُون لِلفتاة قناعة كاملة بِعِفَّة جسدها وَعِفَّة سلوكها ، وَعِندها قناعة بِقداسِة الفِكر وَتُجاهِد فِى ذلِك ، وَتُحاوِل أنّها تُعطِى فِكرة لِحياتها بِهذا الأسلُوب ،فَإِنّ هذا هُوَ الإِنسان المُقتنِع بِأنْ يهتم بِأنْ إِزاى فِى حياته يكُون فِيها مجد فَهُناك فِكرة مُهِمّة جِدّاً يجِب أنّ كُلّ فتاة تقتنِع بِها ، كُلّ ما كان الداخِل جمِيل " حلو " كُلّ ما كان الخارِج جمِيل " حلو " ، وَكُلّ ما كان الإِهتمام بِالداخِل أكتر فَالإِهتمام بِالخارِج سيقِل وَالعكس ، كُلّ ما كان الداخِل فاضِى كُلّ ما كان هُناك زِينة بِالخارِج زى واحِد عاوِز يبيِع عربيته وَالموتُور بِتاعها مِش سلِيم ، يقوم يعمِل إيه ؟ يدهِن العربيَّة مِنْ برّه وَيزيّنها عشان تِلمع كِده وَالنَّاس تتغر فِيها ، لكِنْ الشخص الّلِى يبيِع عربيَّة كويسة وَموتورها سلِيم حتَّى لَوْ كانِت مِنْ برَّه فِيها شويِّة خدُوش يقولّك دى حاجات كِده يعنِى وَأهى العربيَّة عندك وَشوفها الّلِى عارِف إيه جوه عنده وَعارِف إِنْ جوه الّلِى عنده ده حاجة غالية يُبقى برَّه بِالنسبة له أمر ثانوِى ، لِذلِك الآباء القديسين يكُون إِهتمامهُمْ بِالمظهر الخارِجِى يكاد يكُون معدوم ، فَإِنّ المجد مِنْ الداخِل ، فَإِنّ الأنبا بولا كان يرتدِى ثوب لِيف ، وَالقدِيس أبا نوفر السائِح كان مُغطى بِشعر رأسه وَذقنه ، وَالقدِيس يُوحنا المعمدان كان يرتدِى وبر الإِبِل فَإِنّنا إِذا أعطينا بِرأيِنا فِى هذا الملبس فَإِنّهُ يكسِف جِدّاً ، أمّا هؤلاء فَلاَ يشغِلهُمْ هذا الموضُوع خالِص لأِنّهُمْ يهتمون بِالداخِل ، وَالداخِل غانيه وَمفرّحه ، فَطالما أنّ الداخِل غنينِى وَمفرّحنِى ، برّه الموضُوع بِالنسبة لىّ000مِش موضُوع بِالنسبة لىّ موضِع صِراع وَ لاّ كثيِرة الطلبات وَ لاّ عمّال أهتم بِالزِينة الخارِجيَّة ، لاَ الزِينة الخارِجيَّة أنا بِالنسبة لىّ أمر أنا مِش مشغولة بِه لِلدرجة لأِنْ أنا مُهتمّة جِدّاً بِالجمال الداخِلِى ، جمال النَفْسَ مِنْ الداخِل فَإِنّ الإِقتناع بِالسلُوك العفِيف وَالإِقتناع بِالكلِمة النقيَّة وَالإِقتناع بِالإِبتِعاد عَنْ مصادِر العثرات وَالإِقتناع بِالإِبتِعاد عَنْ الأحادِيث البطّالة ، يجِب أنْ يكُون هُناك إِقتناع بِكِده ،القناعة تُعطِى إِنْ إِحنا ننّفِذ الأمور دى بِشىء مِنْ السهولة ، ما يُبقاش عندِى صِراع ، مقباش مُمزّقة مِنْ جوايا ، مقباش بعمِل الحاجات دى وَأبقى أنا شويَّة هِنا وَشويَّة هِنا ، يقولوا لِى أعمِل فِى نَفْسِى حاجة وَأنا مِش عايزه أعمِل لكِنْ عمَّاله إيه 00عمَّاله أتشد شويَّة كِده وَشويَّة كِده ، لكِنْ المُقتنِعة دى مُقتنِعة وَمِنْ المُمكِن أنّ الفتاة إِذا رأت صدِيقة أوْ زمِيلة لها صبغِت شعرها بِاللون البنفسجِى مثلاً فتقوم هى كمان بِصبغ شعرها ، وَلكِنْ بِالنسبة لِفتيات أُخريات هذا الموضُوع يكُون ملغِى بِالنسبة لهُمْ وَ لاَ يفكّروا فِيه وَ لاَ يهِمهُمْ وَ لاَ يحطوه فِى بالهُمْ وَ لاَ يسبِّب لهُمْ صِراع داخِلِى فِى نَفْسهُمْ ، بَلْ يكُون خارِج دائِرة إِهتمامهُمْ لأِنّهُمْ مُقتنعِين بِذلِك وَبِدوُن إِلحاح وَبِقناعة داخِليَّة 0
2- الجِهاد :-
القناعة يجِب أنْ تأتِى بِالجِهاد ، فَلاَ يكفِى أنْ أكُون مُقتنِع بِفِكره بس أعمِل عكسها ،بَلْ يجِب الجِهاد ، فَلاَ يكفِى الإِقتناع بِمفرده فَإِنّ الكِتاب المُقدّس يركِّز على أنّ الإِيمان يكُون بِالأعمال[00 الإِيمانَ بِدوُنِ أعمالٍ ميِّتٌ ] ( يع 2 : 20 ) ، فَإِنّ أىّ فتاة مُقتنِعة بِالطهارة وَمُقتنِعة بِالسلُوك العفِيف مِثل القدِيسة دميانة وَالقدِيسة بربتوا وَالقدِيسة يوستِينة وَالقدِيسة فيرونِيكا ، فَإِنّ القراية عَنْ القدِيسات يخلِّى العقل يتشبّع بِها ، وَيتِم الإِقتناع وَيِجِى بعدها الفِعل ،فَلاَ يجِب أنْ نظِل ثابِتين عِند مرحلِة الأقتناع ، فَهُناك أشخاص يكونُوا مُشبّعِين بِأفكار كثيِرة وَلكِنْ العمل يكُون قلِيل يعنِى ما مِنْ حاجة بِنقولها وَتكُون جدِيدة ، غالِباً بِتكُون مسموعة قبل كِده بس بِطرِيقة تانية ، أنا واثِق الكلام الّلِى بقوله ده كمعلومات معرُوف ، طيِّب إيه يابونا ؟ بفكركوا بِه ، يقولكُمْ حوّلوه إِلَى فِعل إِلَى حياة إِلَى سلُوك ، وَعشان تحوليه لِسلُوك هِنا حا تصطدمِى بِحاجات جواكِى ، وَحا تصطدمِى بِحاجات برّاكِى ، فَالمفرُوض إِنْ الحاجات الّلِى تصطدمِى بِها جواكِى وَبرّاكِى القناعة بِتاعتِك وَالتشبُّع بِتاعِك يغلِبها وَثِقِى أنّ كُلّ وصيَّة خلفها نِعمة مخفيَّة لِفعلها ، فَعِندما تبتدِى فِى الفِعل فَإِنّ النِعمة تنتقِل إِلَى الأمام ، فَإِنّ النِعمة لاَ تأتِى مِنْ الأمام حتَّى تتأكّد مِنْ خالِص النيَّة فِى فِعل هذِهِ الأمور ، فَالَّذِى يُرِيد أنْ يعِيش فِى طهارة أوْ محبَّة فِى نِعمة خاصَّة لِلمحبَّة ورا مِنّه ، يبتدِى هُوَ يقدِّم محبَّة تروح النِعمة طالعة له وَتديله طاقات فوق طاقته ، فَإِنْ كان أقصى شيء عندِنا أنْ نُحِب الَّذِين يُحِبُّونا فيبتدِى بقى يخطِّينِى وَيقول تُحِب عدّوك وَتُحسِن لِلَّذِى يُبغضك وَتُبارِك الَّذِى يلعنك ، فَإِنّ كلِمة " حِب " أقل مِنْ " إِحسِن " وَأقل مِنْ " بارِك " ، فَهُناك ثلاثة تدرُّجات :-
أ/ حِب ب/ إِحسِن ج/ بارِك
فِى حِين إِنْ الّلِى قصادهُمْ فِيهُمْ تصاعُد برضه ، فَإِنّ الأوَّل عدوِّى وَالثانِى مُبغضِى وَالثالِث لاعنِى ، فَإِنّ هُناك تدرُّج فِى العدائيَّة ، هُناك أيضاً تدرُّج فِى المحبَّة ، فَعدوِّى أحِبّه وَمُبغضِى أحسِن له وَلاعِنِى أباركه فَإِنّ أىّ شخص لاَ يقدِر على هذا الكلام وَلكِنْ هُناك نِعمة تكُون خلفِنا إِبتدِى إِنت إِنوِى ، إِبتدِى كِده ثبِّت وجهك ، إِبتدِى قول أنا حا أجاهِد ، ها أحاوِل تلاقِى بقى إيه0تبتدِى إِنتِ القناعة الّلِى أخدتِيها بِأفكارِك عَنْ الطهارة حولِّيها فِى داخِلِك إِلَى فِعل ، وَده يبتدِى عايِز إيه ؟ عايِز جِهاد وَلنا وعد فِى الكِتاب المُقدّس[ وَكُلُّ مَنَ يُجاهِدُ يضُبط نَفْسَهُ فِي كُلِّ شيءٍ000 ] ( 1 كو 9 : 25 ) فِى قول جمِيل لِلقدِيس الأنبا دانيال يقول[ أنّ كُلّ مَنَ يُجاهِد مِنْ أجل العِفَّة يجِد دالَّة عظِيمة عِند ربِنا ] ، " كُلّ مَنَ يُجاهِد " يعنِى بجاهِد ما أنا مِش قادِر ، أكِيد الكلام ده صعب على طبعِى ، ما أنا فِى الجسد وَالجسد ضعِيف ، بس المسِيح قدّسه ، فَأنا لُوْ قدرت أعمِل حاجة أنا مِش بعمِلها بىَّ أنا أعمِلها بِالمسِيح الّلِى جوايا [ كُلّ مَنَ يُجاهِد يضبِط نَفْسَه فِي كُلّ شيء ]00[ كُلّ مَنَ يُجاهِد مِنْ أجل العِفَّة يجِد دالَّة عِند الله ] ، فَيجِب الجِهاد ، يجِب الجِهاد لِحِفظ السمع ، مثلاً سماع الأغانِى فَلاَ يجِب أنّ كُلّ شرِيط أغانِى جدِيد نهتم بِسماعة ، فَيجِب أنْ تبتدِى بِتقدِيس سمعِك بِسماع عِظات وَحِفظ التسبِحة وَسماع الترانِيم وَتقدِيس الأُذُن فَعِند تقدِيس الأُذُن تتقدّس المشاعِر ، فَإِنّ البعض مِش بِيهتموا وَيقولوا طيِّب إيه الّلِى بِيحصل عِند سماع الأغانِى ، هُمّا ما يعرفوش ما مدى سماع الأغانِى ، لأِنّها تسّبِب فِى تلُّوث المشاعِر وَتجعل الإِنسان أنْ يكُون بِمشاعرة جُزء بعِيد عَنْ ربِنا ، فَإِنّها تلّوث المشاعِر وَتلّوث الأفكار ، بِلاَ شك يحدُث درجة مِنْ التلّوث ، وَثبت أيضاً أنّ الأغانِى تُسّبِب إِثارِة الحواس بِسبب إِقاعها وَكلامها ، فَنحنُ بشر فَالإِنسان وِحدة واحدة كُلّ حاجة فىَّ على بعضها ،ما تفصلِيش ودانِك عَنْ عينيكِ عَنْ إِرادتِك عَنْ فِعلِك ، كُلّها كيان واحِد فَلاَ تكُونِى إِنسانة مُحِبَّة لِلطهارة وَتضعِى فِى غُرفِة نومِك صور لِلمُمثلِين وَالمُغنيين مثلاً ، فَيجِب أنْ تكُونوا كما قال الكِتاب المُقدّس [ قدِيسات متوكِلات على الله ] ، فَيجِب أنّ كُلّ فتاة تضع فِى غُرفتِها صورة أُمِنا العذراء وَالقدِيسة دميانة حتَّى يحدُث لِكُلّ فتاة نوع مِنْ أنواع التشبُّع وَالقناعة الكافية وَلُون مِنْ ألوان المُساعدة على الجِهاد وَالتشجِيع ،لأِنّ مِنْ المُمكِن يكُون العالم الخارِجِى يمشِى غلط فَتنضغطِى وَأحياناً ضمِيرِك يحدُث لهُ لُون مِنْ ألوان الصِراع ، فَإِنّ كُلّ فتاة يكُون قُدّامها القدِيسة دميانة تقُول " أنا عايزه أكُون معاكِى " ذات مرّة وضعت فتاة صورتها مَعَْ الأربعِين عذراء فِى صورة القدِيسة دميانة ،فَالَّذِى حدث هُنا أنّ هذِهِ الفتاة عندها إِحساس أنّها تُرِيد أنْ تكُون فِى مُعسكرهُمْ ،وَأنّها تكُون معهُمْ ، وَ لاَ تُرِيد أنْ تكُون خارِج القدِيسات دول فيقُول الرسُول بولس [ وَلاَ تُشاكِلُوا هذا الدَّهرَ000 ] ( رو 12 : 2 ) أىّ لاَ تكُونوا شكلهُمْ ، وَ لاَ يجِب أنّ كُلّ فتاة تنظُر إِلَى أصحابها وَتنظُر إِلَى المُجتمع ، لاَ تتكلّم عَنْ التلِيفزيون ، فَإِنّ كُلّ فتاة مسيحيَّة هى عِبارة عَنْ قطعة ذهب وَهى تأتِى بِقطعة صفِيح وَتقُول لِماذا أنا لاَ أُشبِهُها ، ياماما إِنتِ طبع تانِى ، فَيقُول الرسُول بولس [00 قارِنينَ الرُّوحيَّاتِ بِالرُّوحيَّاتِ ] ( 1 كو 2 : 13 ) فَعِندما تُرِيدِى أنْ تقارنِى شيء يجِب أنْ تقارنِيها بِنظِيرتها ، فَمِنَ الصعب أنْ تقارنِى سائِل بِصلب ، فَإِنّهُ حاجة غير حاجة ، مِين أغلى الكحول أم الذّهب ؟ فَهذِهِ مُقارنة غير عاديَّة أبداً ، فَإِذا أردتِى أنْ تقارنِى الكحول فَتقارنيه بِالسوائِل أمّا الذّهب فَقارنيه بِالمواد الصلبة ،كذلِك مِنْ الصعب أنْ تقارنِى نَفْسَكَ بِأهل العالم ، وَإِنْ كُنّا عايشين معاهُمْ وَتحت نيرهُمْ وَفِى ضغوطهُمْ ، فَهذا يتطلّب مِنّا جِهاد أكثر مِن الجمِيل جِدّاً أنْ يتِم مُراجعة النَفْسَ يومياً ، وَجمِيل جِدّاً أنْ يتِم تجدِيد الدعوة إِلَى ربِنا وَتجدِيد العزم فِى إِتجاه ربِنا ، وَثبِّت وجهِى ناحية ربِنا ، وَأجدِّد عهد عفّتِى وَطهارتِى وَبتوليتِى قُدّام ربِنا فَعِند قيام الكاهِن بِإِكلِيل فَإِنّه يُلبِس العرِيس وَالعروسة أكالِيل ، فَإِنّ هذِهِ الأكالِيل هى أكالِيل حِفظ البتوليَّة ، فَإِنّ لِبس الأكالِيل لِلفتاة يعنِى أنَّها حفظت بتوليتها إِلَى هذِهِ الساعة ، وَكذلِك الشاب ، فَإِنّهُمْ يلبِسوا الأكالِيل يعنِى أنّ الكنِيسة تُتّوِج بتوليتهُمْ وَتُبارِكهُمْ وَتعتبِر أنّ هذا الزواج زواج مُقدّس ، إِمتداد لِلبتوليَّة لِذلِك إِذا لاحِظتُمْ فِى الزِيجة التانية ، أىّ الأشخاص الّلِى بِيتجوِزوا لِلمرّة التانية مثلاً لِوفاة أحد الزوجين ، بِيكُون إِكلِيلهُمْ التانِى بِدُون أكالِيل وَيكُون إِكليلهُمْ شويَّة قرايات وَخلاص ، لأِنّ الإِكلِيل هُوَ إِكلِيل حِفظ البتوليَّة ، فَإِنّ الكنِيسة تنظُر لِلفتاة أنَّها أخذت إِكلِيل البتوليَّة فَمَثَلاً القدِيس مارِمينا عِند صعوده لِلسماء أخذ ثلاثة أكالِيل واحِد لِلشهادة وَالثانِى لِلبتوليَّة وَالثالِث لإِنفرادك فِى البرّيَّة ، فَإِنّ كُلّ شيء عند ربِنا له حِساب ،فَتخيَّلِى إِذا كُنتِ بِتجاهدِى فِى العِفَّة وَالطهارة وَالمحبَّة فَيكُون لكِ أكالِيل كثيِرة تُوضع فوق بعضها ، فَإِنّ هذِهِ هى إِرادة ربنا يسُوع [ لأِنَّ هذِهِ هى إِرادةُ اللهِ قداستكُمُ000 ]( 1 تس 4 : 3 ) فَيقُول فِى القُدّاس [ وَصيّرنا أطهاراً بِروحك القدُّوس ] ( مِنْ القُدّاس الباسِيلِى ) ،فَنحنُ نسيِر أطهار بِروح ربِنا ، فِيجِب أنْ نضبِط أنفُسنا فِى كُلّ شيء فَيقُول أحد القدِيسين [ أعطِ دماً لِتأخُذ رُوحاً ] ، أىّ يجِب أنْ نُجاهِد ،فَلاَ يجِب الإِقتناع بِالفِكرة ، فَهُناك يكُون شيء مِنْ الصعوبة فَيجِب الجِهاد ، يقُول الكِتاب المُقدّس عَنْ لوط البَّار [ إِذْ كان البَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ ساكِنٌ بينهُمْ يُعّذِبُ يوماً فيوماً نَفْسَه000 ] ( 2 بط 2 : 8 ) ، لأِنّ كان وسط سدوم وَعمورة شر عظِيم مِنْ حوله وَكان كُلّ يوم يُجاهِد ضِد هذا الشر ، فَكان شر سدوم وَعمورة عظِيم جِدّاً ، لأِنّ مِنْ كثرة الشرور وَربِنا بِكُلّ حنان حرقها مِنْ الشر الَّذِى كان بِها فَكيف ثبت لُوط وَزوجته وَبناته رغم إِنّه كان يُعّذِب نَفْسَه بِالنظر وَالسمع ؟هُوَ كان ماسِك فِى ربِنا ، كان حافِظ جِهاده ، كُلّ يوم يقِف ياخُد شُحنة مِنْ ربِنا عشان كِده الكلام عايِز يكُون معاه صلوات ، عايِز يكُون معاه أفعال جِهاد ،عايِز يكُون معاه تقدِيس فِكر وَإِرادة وَحواس وَسِلُوك ، عايِز يكُون بِإِستمرار إِنسان بِيشبّع نَفْسَه بِأمور مُقدّسه ، تقرِى كتيِر فِى سير قدِيسين تتشبّعِى ، تحفظِى مزامِير ، تحفظِى قِطع أجبية تلاقِى نَفْسِك إِسم الله يصعد على شفتيكِ وَيُقدِّس الشِفاه وَيُقدِّس الفِكر وَالأعضاء فَإِنّ إِسم ربنا يسُوعَ قادِر على عمل الأمور الَّتِي نعجز على فعلِها ، الله هُوَ العامِل فِيكُمْ وَليس أنتُمْ بِأنفُسكُمْ ، فَإِذا دخلتِى فِى الصِراع ده نعمة ربِنا هى الّلِى تخلّيكِى تغلبِى ،إِنحازِى دايماً لِلسلُوك الرُّوحانِى ، إِلَى وصيَّة الإِنجِيل ، إِنحازِى دايماً إِلَى سير القديسين وَالقدِيسات كما وصَّى ربِنا فِى العهد القدِيم [ وَلِتْكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيومَ على قلبِكَ وَأرْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ وَلِتْكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ ] ( تث 6 : 6 – 8 ) ، أىّ نضعها أمام أعيُننا ، فَتخيّلِى إِذا كانت وصيَّة ربِنا أمام أعيُننا ، [وَتَكَلّمْ بِهَا حِينَ تَمْشِي00وَحِينَ تَنَامُ00] ( تث 6 : 7 ) ، فَكيف تتكلّمِى وَأنتِ نائِمة ؟ فَيقُول مُعلّمِنا داوُد النبِى [ 000وَفِي ناموسه يلْهجُ نهاراً وَليلاً00] ( مز 1 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) فَإِنْ كلّمنا ربِنا وَنحنُ نِيام يكُون هُناك حدِيث بيننا وَبين ربِنا [ حِينَ تَنَامُ ] ،فَإِنّ هذا تشبُّع بِربِنا ، فَإِذا تمّ التشبُّع بِربِنا فَيكُون حتَّى وَهى نايمة خيالاتها وَأفكارها مُقدّسة ، هذا الكلام يحتاج إِلَى جِهاد كُلِنا فاكرِين القديسة بوتامينا لمّا حبُّوا ينّزلوها فِى الزيت المغلِى طلبِت مِنهُمْ إِنّهُمْ ينّزلوها بِبُطء عشان هدومها ما تترفعش وَجسمها يبان ، فهى تفكِيرها مِش فِى الزيت المغلِى وَ لاَ فِى الآلام الّلِى مستنياها لكِنْ كُلّ إِهتمامها إِنْ جسمها ما يتعرّاش ، نقُول إيه لِلفتيات الّلِى بِتعرِّى جسمها وَتلبِس ملابِس خلِيعة ؟!! طيِّب نقُول إيه لِلبنت الّلِى قالِت لأبونا مُرقُص تفرِق إيه دى عَنْ دى ، نقولها إيه قُدَّام دى ؟فَنقُول لها أنَّكِ لَمْ تُقدِّسِى هيكلِك وَلَمْ تجاهدِى فِى حياتِك ، فَإِنّ هيكلِك أنتِ مخلياه مغارة لِلصُوص ، فَيجِب نلحق نَفْسِنَا ، نلحق نَفْسِنَا بعدين نكُون سبب عثرة لِلآخرين ،وَيقُول الكِتاب المُقدّس [وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأتِي الْعَثْرَةُ ] ( مت 18 : 7 ) ، يعنِى بِالكاد عاوزِين نخلُص بِأنفُسِنا ، يعنِى معقوله فِى الأخِر نلاقِى ربِنا بِيحاسِبنا مِش على نفسِينا وَكُلّ الخطايا الّلِى ربِنا العالِم بِها أد إيه أد كِده نبُص نلاقيه جايِب لِنا شويَّة أد كِده مِنْ برّه كمان0تانِى00كِفاية الّلِى جوانا حنجِيب تانِى مِنْ حاجات برَّه !القدِيسة بربِتوا لمّا رموها لِلوحُوش مِنْ كُتر ضرب الوحُوش العنِيف لها هدومها إِتقطّعِت فَكان كُلّ همها تستُر جسدها ، هى مِش همِمها الوحُوش وَ لاَ الهرُوب مِنها لكِنْ الّلِى هممها ستر جسدها إِلَى أخِر نَفْسَ فَهُناك سِحر عجِيب وَتقدِيس غير عادِى ، فَهُمْ فِعلاً أوانِى مجد ، أوانِى مُقدّسة ،إِنّهُمْ فِعلاً يستحِقوا أنْ يكُونوا فِى الصفُوف الأولى فِى الملكُوت ، وَفِعلاً يستحِقوا الكرامة ،فَهُمْ فِعلاً يستحِقوا أنْ يُقال لهُمْ الإِكرام لِمَنَ لهُ الإِكرام وَهُناك قِصص كثيِرة عَنْ العِفَّة ، فَالقدِيسة الَّتِي أقلعت عينيها عِندما قال لها الحاكِم أنّ أعيُنها جمِيلة جِدّاً ، فَدخلت إِلَى مخدعها وَأقلعت عينيها وَقدّمتهُمْ إِلَى هذا الحاكِم فِى طبق ،فَإِنّها تفضلّ أنْ تدخُل الملكُوت بِدُون أعيُن وَ لاَ يُعثر أحد فِيها ، فَإِنّها تفضلّ أنْ تعِيش فِى الدُنيا بِظلام وَنُور قلبها يكُون منّور وَليس العكس ، فَإِلَى هذِهِ الدرجة الوصيَّة فعَّالة ؟ أيوه الوصيَّة فعَّالة ، وَأنتِ أيضاً إِذا سلّمتِ نَفسِكَ لِلوصيَّة فَإِنّها تكُون فعَّالة ، القداسة الّلِى ربِنا يسُوعَ المسِيح داعِينا لِها هُوَ الّلِى حا يعمِلها مِش إِحنا ، إِحنا ضُعفا00إِحنا ضُعفا كانت هُناك إِمرأة تأتِى دائِماً لأحد الأباء لِتُسقِطهُ فِى الخطيَّة ، فَكُلّ ما تجيله عشان تكلّمه ما يرضاش ، وَكُلّ ما تفوت عليه تقول لهُ مِش عاوِز تقولِى حاجة ؟ مِش عاوِز تكلّمنِى وَ لاَ ترُد عليَّ ، وَكانت كُلّ مرَّة تقُول نَفْسَ الكلام ، وَأخِيراً رد وَقال لها إِنِّى أُرِيد أنْ أُكلّمِك ،فسألها إِنتِ رايحة السوق ؟ قالِت آه ،قالها لمّا تِيجِى المرَّة الجاية هاتِ لِى معاكِى شويَّة طوب وَشويَّة رملة ،فقالِت لهُ مِنْ عنيا – هى إِفتكرِت إِنْ الحكاية خلاص فتحِت – لكِنْ ليه عاوِز الحاجات دى ؟ قالها عاوِز أسِد الباب الّلِى بِتدخُلِى لىّ مِنّه فَالإِنسان الّلِى مِنْ جوه مُقتنِع بِشيء لازِم يجاهِد عشان يفعل الشيء ده ، مبقاش أنا عارفه الفيلم ده وحِش جِدّاً وَقاعده ، مُجرّد ما تعرفِى الإِسم تعرفِى الّلِى وراه ، زى ما بيقولوا الجواب بايِن مِنْ عنوانه ، مُجرّد ما تعرفِى الإِسم تعرفِى المُحتوى ، وَمَعَْ ذلِكَ قاعده ، يُبقى إِنتِ مِش بتقدمِى جِهاد وَفِى الأخِر تدخُلِى فِى صِراع إِنتِ مِش أده ، طب وَليه ؟ طالما إِقتنعنا المفرُوض إِنّنا نِجاهِد وَلمّا نِجاهِد نلاقِى نِعمة ربِنا بِتسندنا ، فَلاَ يجِب أنْ نجلِس فِى مكان مِش نضِيف وَنشتكِى مِنْ وجُود الذُباب ، فَيجِب أنْ ننضّف هذا المكان الغير نظِيف أكِيد عدو الخير يسبِّب لنا حروب وَلكِنْ فِى فرق بين إِنْ أنا حطّه نَفْسِى فِى وسط مكان كُلّه عثرات وَبجِيب عثرات بِأيديا وَفِى فرق إِنِّى بجاهِد إِنِّى أنا أحفظ نَفْسِى منازِلنا يجِب أنْ تكُون بيوت طهارة ، أىّ تكُون ألفاظنا طاهرة وَنظراتنا نظرات طاهرة وَكلامنا نقِى ، وَيجِب أنْ يكُون منزلنا نشعُر فِيه بِأنّهُ كنِيسة ، وَنُقدِّم لِربِنا فِيه عِبادة وَنشعُر بِوقار ، فَهُناك أشخاص مُخصِّصُون فِى منزلهُمْ مكان لِلصلاة وَعِندما يمروا على هذا المكان لِيدخلوا إِلَى مكان آخر فَإِنّهُمْ يخلعوا أحذيتهُمْ وَالرُهبان مِنْ عادِتهُمْ أنْ يكُون لهُمْ قلاّية – لِكُلّ راهِب قلاّية – وَفِى القلاّية يكُون بِها مكان لِلجلُوس وَبِها مكان أيضاً إِسمه " محبسة " ده مُخصّص لِلصلاة وَالعِبادة وَالقِراءة ،فَعِندما يدخُل الراهِب لِلمحبسة يخلع حِذائه ، وَمهما كان سبب دخُوله إِلَى المحبسة حتَّى لِغير الصلاة فَإِنّهُ يخلع حِذائه وَعِند خروجه يلبِسه مرَّة أُخرى ، فَإِنّهُ يُقدِّس المكان طالما إِسم ربِنا ذُكِر فِى المكان فَتكُون بيوت صلاة وَبيوت طهارة وَبيوت بركة ، فَبيتنا يجِب أنْ يكُون بيت مُقدّس يُذكر فِيهِ إِسم ربِنا 0
3-السلُوك :-
إِنّ السلُوك هُوَ مُحصِلة الإِقتناع وَالإِجتهاد ، فَإِنّ الإِقتناع وَالإِجتهاد عمل فِى النَفْسَ فَهُوَ عمل داخِلِى ، أمّا السلُوك فَهُوَ يكُون مَعَْ الآخرين ، فَتكُون كلِماتِك كلِمات مملوءة حِكمة وَوداعة ، وَثِيابِك مملوءة وقار وَحِشمة ، فَتهتمِى بِنَفْسِكَ مِنْ الداخِل أكثر مِنْ الخارِج ،وَيكُون سلوكِك نقِى وَعفِيف أحياناً البِنت تتساءل هل يكُون هذا السلُوك أيضاً فِى منزلِى ؟ فَليس معنى أنّكِ تكُونِى فِى المنزل أنْ تكُونِى بِحُريَّة وَبِلاَ ضوابِط ، بل تكُونِى بِضوابِط بل وَأيضاً فِى الخفاء ،فَإِذا جلستِى مَعَْ نَفْسِكَ فِى حُجرة مُنفرِدة يجِب أنْ تكُونِى إِنسانة وقورة وَعفِيفة ، تقولِى أبونا ده مزودها خالِص يعنِى دلوقتِى لَوْ برَّه وسط إِخواتِى شويَّة يعنِى لَوْ إِنِّى مِش مُقتنِعة قوِى بين إِخواتِى ، إِخواتِك لكِنْ برضه تكونِى لابسة لِبس وقور وَمُحتشِم ، إِخواتِك تكُونِى سبب عثرة لهُمْ ؟! إِخواتِك إِحترامِك لهُمْ يقُول إِنْ إِنتِ تُبقِى لابسة مَثَلاً مِش عارفه إيه ،مهما كان أخوكِ وَ لاّ بابا وَ لاّ الجِيران ، النهاردة البيُوت بقِت جنب بعضها خالِص ،هل يُعقل إِنْ تتاخِد فِكرة عَنْ بِنت ربِنا إِنْ هُمّا ناس مُتسيبين ؟ هل معقُول إِنْ إِحنا نوصّل قناعة لِلنَّاس الّلِى ميعرفوش مين هُوَ المسِيح وَمين القدِيسات وَمين غِنانا إِنْ إِحنا أكتر تسيُّباً !!فَإِنّ أحد الآباء يقُول عَنْ عِفِته مَعَْ نَفْسَه أنّهُ كان يخجل مِنْ ملاكه ، فَإِنّ مِنْ يوم العِماد وَيتِم التغطِيس فِى المعموديَّة فَإِنّ السَّماء تُرسِل لِلَّذِى يتعمّد ملاك حارِس يُرافِق الإِنسان فِى كُلّ أموره فَيجِب الشعُور بِأمرين :-
أ/ بِإِستمرار أينما ذهبنا فَإِنّنا نشعُر بِأنّنا فِى حضرة الله وَإِلاّ أنّنا نُعلِن فِى أنّ هُناك أماكِن مُعيَّنة الله غير موجُود بِها00حاشا00فَإِنّ الله موجُود فِى كُلّ مكان ، فِى أعماق البِحار وَفِى أقاصِى الأرض وَمعكِ فِى غُرفتِك ، فَيجِب أنْ ترِى وجُود الله معكِ وَأنّ ربِنا موجُود 0
ب/ وَتخجلِى مِن ملاكِك 0
فَإِنّ السلُوك جاء مِنْ الإِقتناع تماماً وَالتشبُّع وَالجِهاد فَنتج السلُوك المُنضبِط ،السلُوك العفِيف ، وَيكُون سلُوك يشهد بِأنّ الإِنسان إِبن ربِنا ، فَإِنّ الإِنسان كيان واحِد الإِرادة وَالقلب وَالفِكر وَالحواس ، فَلاَ يُمكِن أنْ تجزّئيه ، فَالَّذِى يقتنِع بِهِ العقل تقتنِع بِهِ الإِرادة وَتُنّفِذهُ الأعضاء ، فَالإِنسان عِندما يقتنِع بِشيء وَيجاهِد يكُون فِى النِهاية سلوكه سلُوك عفِيف هيا بِنا نُمّجِد ربِنا بِحياتنا ، هيا نعِيش الطهارة لأِنّها هى المجد ، هيا نُرضِى ربِنا فِى شبابنا وَفِى صحِتنا ، تعالِى قدِّمِى لِربِنا جمالِك وَإِنْ كان لَكِ جمال يكُون جمال مِنْ الداخِل ،إِوعِى تتغرِّى بِجمالِك فَيقُول الكِتاب المُقدّس [ الْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ000]( أم 31 : 30 ) ، فَإِنّ الجمال الحقِيقِى الَّذِى لاَ يزول هُوَ جمال الداخِل ذات مرّة ذهبت لأِناوِل سيِّدة عجوزة وَشُوفت عندها صُورة جمِيلة توّقعت أنَّها تكُون صُورة لإِحدى فنانات أوروبا أوْ أمريكا ، فَإِنّها صُورة تُشبِه الصُور الّلِى بِنشوفها على أغلِفة المجلات ، فَكانت هذِهِ الصُورة صُورة هذِهِ السيِّدة فِى شبابها ، وَ إِكتشفت هذا الموضُوع بعد زِيارتها أكتر مِنْ عشر مرَّات ، فَفِعلاً الحُسن غِش وَالجمال باطِل وَذات مرَّة ذهبت لأِناوِل فِى دار الشيُوخ ، فَقابِلت سيِّدة هى فنانة مشهُورة مِنْ لبنان وَعائِلتها مشهورة جِدّاً بِلبنان إِسمها عيلة " حدَّاد " ، اللبنانيات ملامِحهُمْ جمِيلة ، وَعِندما كُنت أناوِلها كان معايا مجموعة مِنْ البنات فَقُلت لهُمْ تعالوا معِى لِتروا وَتعرفوا أنّ[ الْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ ] فَلاَ تفتكرِى أنّ هُناك شيء يدوم لِلإِنسان ، فَالَّذِى يدوم لِلإِنسان هُوَ إِنسان القلب الخفِى ، هذا هُوَ الجمال الَّذِى لاَ يزول [00 فَيتَجّدِدُ مِثل النَّسرِ شبابُِك ] ( مز 103 : 5 ) يُبقى الإِنسان شاب لكِنْ جمِيل مِنْ جوه ، مِثلما قال عَنْ الرُّوح [ 000وَيحلمُ شُيُوخُكُمْ أحْلاَماً000] ( يؤ 2 : 28 ) ، فَإِنّ الشيُوخ ليس عِندها آمال ، فَإِنّهُمْ يتحدّثوا عَنْ الماضِى وَليس عَنْ المُستقبل لأِنّهُمْ لاَ يكُونوا عِندهُمْ آمال ، فَإِنّ الرُّوح يُجّدِد الإِنسان فَكُنت أقرأ مقالة لِشخص تنيّح وَعُمره 103 سنة وَهُوَ الأُستاذ راغِب مُفتاح ،وَعُمره 102 سنة كان بِيقُول لِلبابا شِنوده الثالِث نَفْسِى نسجِل القُدّاس الغرِيغورِى بِموسيقى ، فَإِنّهُ كان لديهِ أحلام فَإِنّ هذا عمل الرُّوح الَّذِى جعل لهُ أحلام ، لولا ذلِك كان إِكتئب مِنْ زمان ،لكِنْ الإِنسان الَّذِى داخِله رُوح ربِنا يظِل بِداخِله آمال وَأحلام ، فَهُناك يكُون تجدِيد فِى الحياة مَعَْ ربِنا وَيرضى وَيدرِس فِى الإِنجِيل ربِنا يسُوع المسِيح يُعطِينا أنْ يكُون بيتنا بيت طهارة وَنكُون قدِيسات عفِيفات تقيات خائِفات الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين
خطوات فى طريق القداسة
إِنّ الفِترة التّى مضت كانت مليئة بأعياد القديسين التّى تُعبِّر حياتهُم عَنَ القداسة وَالبِرّ ، وَمِنْ أخِر القديسين الّذين إِحتفلنا بِهُم القديسة العفيفة العظيمة دميانة ، وَالقديسان مكسيموس وَدوُماديوس ، وَبعد ثلاث أيّام سوف نحتفِل بالقديس العظيم الأنبا أنطونيوس وَأوِد أنْ أُحدّثكُم عَنَ الطريق إِلَى القداسة ، كيف نحيا الطريق الّذى يوصّلنا للقداسة ؟ وَكيف نكون قديسين ؟ عشان نمشىِ فِى طريق القداسة محتاجين ثلاث حاجات :-