العظات
صِفات عَرُوس إِبن الموعِد
أسحق هُوَ الوَارِث إِبن المَوعِد رمز لِيًسُوع المَسِيح الوَارِث فِي كُلَّ شِئ حَامِل كُلَّ الأشياء .. وَاختِيار عرُوس لإِسحق يُشِير إِلَى إِختِيار المَسِيح لِعرُوسه وَعرُوس المَسِيح هِي إِثنان إِمَّا الكِنِيسة أوْ النَّفْس البَشَرِيَّة مِنْ سِفر التَكوِين 24 : 1 – 10{ وَشَاخَ إِبرهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأيَّامِ . وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبرهِيمَ فِي كُلِّ شَيءٍ . وَقَالَ إِبرهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ المُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ . ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي فَأسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِله السَّمَاءِ وَإِله الأرضِ أنْ لاَ تأخُذَ زَوْجَةً لاِبنِي مِنْ بَنَاتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أنَا سَاكِنٌ بينهُمْ . بَلْ إِلَى أرْضِي وَإِلَى عَشِيرتِي تَذْهَبُ وَتَأخُذُ زَوْجَةً لاِبنِي إِسحقَ .فَقَالَ لَهُ العَبْدُ رُبَّمَا لاَ تَشَاءُ المَرْأةُ أنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هذِهِ الأرضِ . هَلْ أرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأرضِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا . فَقَالَ لَهُ إِبرهِيمُ احْتَرِزْ مِنْ أنْ تَرْجِعَ بِابنِي إِلَى هُنَاكَ . الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ الَّذِي أخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أبِي وَمِنْ أرْضِ مِيلاَدِي وَالَّذِي كَلَّمَنِي وَالَّذِي أقْسَمَ لِي قَائِلاً لِنْسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأرضَ هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أمَامَكَ فَتَأخُذُ زَوْجَةً لاِبنِي مِنْ هُنَاكَ . وَإِنْ لَمْ تَشَإِ المرأةُ أنْ تَتْبَعَكَ تَبَرَّأتَ مِنْ حَلفِي هذَا . أمَّا ابنِي فَلاَ تَرْجِعْ بِهِ إِلَى هُنَاكَ . فَوَضَعَ العَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ إِبرهِيمَ مَوْلاَهُ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هذَا الأمْرِ . ثُمَّ أخَذَ العَبْدُ عَشَرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ } أرَادَ إِبرَاهِيم أنْ يأخُذ عَرُوس لإِسحق مِنْ أهل بِيته وَمِنْ عَشِيرته وَلَيْست مِنْ بَنَات كِنعان إِذاً عَرُوس إِسحق لَهَا صِفات خَاصة أوِلهَا إِنَّهَا مِنْ أهل بِيته وَلَيْست غَرِيبة .. ثُمَّ أوصَى عَبده كَبِير بيته المُستولِي عَلَى جَمِيع مَا كَانَ لَهُ بِذلِك فَأخذ العبد جَمِيع خيرات مولاه ليخطُب بِهَا عَرُوس لإِسحق .. هَلْ نَتَخَيَّل أنَّ جَمِيع خيرات إِبرَاهِيم تُعطَى لِعَرُوس إِسحق بِيَد ألِيعَازر الدِّمِشقِيُّ عبد إِبرَاهِيم ؟إلِيعَازر الدِّمِشقِيُّ يُشِير لِلرُّوح القُدُس وَإِسحق يُشِير لِلمَسِيح وَرِفقة العَرُوس تُشِير لِلنَّفْس البَشَرِيَّة .. الرُّوح القُدُس هُوَ الَّذِي تَمَّمَ الخُطُوبة .. { يَأخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ }( يو 16 : 15) .. مؤتمن عَلَى كُلَّ خيرات الله وَيَنقِل لَنَا كُلَّ تعزِية وَفهم وَبَرَكة وَ مُحَمَّل بِكُلَّ مَا لله .. كُلَّ عَطَايَا الله نأخُذهَا عَنْ طَرِيق الرُّوح القُدُس .. يَنَابِيع الله تسكُنْ فِينَا بِغِنى عَنْ طَرِيق الرُّوح القُدُس { فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أرَام النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينةِ نَاحُورَ . وَأنَاخَ الجِمَالِ خَارِجَ المَدِينةِ عِنْدَ بِئر المَاءِ وَقْتَ المَسَاءِ وَقْتَ خُرُوجِ المُسْتَقِيَات . وَقَالَ أيَّهَا الرَّبُّ إِله سَيِّدِي إِبرهِيمَ يَسِّرْ لِي اليَوْمَ وَاصْنَعْ لُطفاً إِلَى سَيِّدِي إِبرهِيمَ . هَا أنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ المَاءِ وَبَنَاتُ أهْلِ المَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً . فَلْيَكُنْ أنَّ الفَتَاةَ الَّتِي أقُولُ لَهَا أمِيلِي جَرَّتَكِ لأِشْرَبَ فَتَقُولَ اشْرَبْ وَأنَا أسْقِي جِمَالَكَ أيضاً هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسحقَ . وَبِهَا أعْلَمُ أنَّكَ صَنَعْتَ لُطفاً إِلَى سَيِّدِي } ( تك 24 : 10 – 14 ) .. الَّتِي تسقِينِي وَتسقِي الجِمال هِيَ الَّتِي سَأشعُر أنَّكَ إِخترتهَا لإِسحق زَوْجة { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغَ بَعْدُ مِنَ الكَلاَمِ إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابنِ مِلْكَةَ امرأةِ نَاحُورَأخِي إِبرهِيمَ خَارِجَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا . وَكَانَتِ الفَتَاةُ حَسَنَةَ المَنْظَرِ جِدّاً وَعَذْرَاء لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ فَنَزَلَتْ إِلَى العَيْنِ وَمَلأتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ . فَرَكَضَ العَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ . فَقَالت اشْرَبْ يَا سَيِّدِي . وَأسْرَعَتْ وَأنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ . وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ أسْتَقِي لِجِمَالِكَ أيضاً حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ الشُّرْبِ . فَأسْرَعَتْ وَأفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي المَسْقَاةِ وَرَكَضَتْ أيضاً إِلَى البِئرِ لِتَسْتَقِي . فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ . وَالرَّجُلُ يَتَفَرَّسُ فِيهَا صَامِتاً لِيَعْلَمَ أأنْجَحَ الرَّبُّ طَرِيقَهُ أمْ لاَ } ( تك 24 : 15 – 21 ) .. ألِيعَازر يشعُر بِفرح وَهُوَ صَامِت لأِنَّ العَلاَمَات الَّتِي طلبهَا مِنْ الله تَتِم .. الرُّوح القُدُس يَرى وَيُرَاقِب سِلُوكنَا وَطَاعِتنَا وَتحقِيقنَا لِعَلاَمَات الله { وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ الجِمالُ مِنَ الشُّرْبِ أنَّ الرَّجُلَ أخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةَ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ . وَقَالَ بِنْتُ مَنْ أنْتِ . أخْبِرِينِي }( تك 24 : 22 – 23 ) .. مُكَافأة الرُّوح القُدُس لِلنَّفْس الأمِينة الخَاضِعة المُسرِعة فِي تنفِيذ الوَصَايَا يُزَيِنُهَا الرُّوح القُدُس بِالمَوَاهِب .. ثُمَّ أرَادَ ألِيعَازر أنْ يَمتَحِنهَا أكثر فَسَألَهَا { هَلْ فِي بَيْتِ أبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ . فَقَالَتْ لَهُ أنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ . وَقَالَتْ لَهُ عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أيضاً } ( تك 24 : 23 – 25 ) .. قَالت لَهُ أنْتَ وَجِمَالك تأتِي لِتَبِيتُوا عِنْدَنَا وَأيضاً لدينَا طَعَام كَثِير لَكُمْ .. { فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ } ( تك 24 : 26 ) .. يشكُر ألِيعَازر الله وَيَقُول لَهُ أنَا لَمْ أكُنْ أُرِيد أكثر مِنْ ذلِك لِسَيِّدِي إِسحق هذِهِ الفِتاة بِهَا جَمال الشكل وَالنَّفْس وَالطَّاعة لأِنَّ إِسحق غَالِي عَلَيَّ جِدّاً لِذلِك مِنْ شِدِّة فَرَحِي أسجُد لَكَ .. أيضاً يَزداد فَرَحِي بِهَا لأِنَّهَا مِنْ عَشِيرة إِبرَاهِيم .. إِذاً كُلَّ الشُرُوط تَحَقَّقت ذَهَبَ ألِيعَازر مَعَ رِفقة لِبيت أبِيهَا لكِنَّهُ وَقَفَ خَارِجَهُ فِي خَجَلٍ لأِنَّهُ لاَ يعرِف صَاحِب البيت .. لكِنْ أبِيهَا قَالَ لَهُ كَلاَم جَمِيل .. { فَقَالَ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ . لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأنَا قَدْ هَيَّأتُ البيْتَ وَمَكَاناً لِلجِمَالِ } ( تك 24 : 31 ) .. كُلَّ هذِهِ الكَلِمَات تعبِيرات سِرِّيَّة فِي الكِتاب المُقَدَّس تَحمِل معنَى عَمِيق وَكَأنَّ الله يُخَاطِب النَّفْس البَشَرِيَّة وَيَقُول لَهَا " أُدخُل يَا مُبَارك لِمَاذا تَقِف خَارِجاً أنَا قَدْ هَيَّأتُ كُلَّ شيء .. هَيَّأتَ البيت لِتَأكُل وَتشبع " .. هُوَ دَعَانَا لِنَتَمَتَّع بِخِيره .. أعطاهُ تِبن لِجِمَاله وَغَسَلَ لَهُ رِجلِيه ألِيعَازر حَكَى قِصَّتَهُ مرَّة أُخرى لأِبِي رِفقة وَكَيْفَ قَالَ لَهُ إِبرَاهِيم أنْ يذهب لِيَتَخِذ زَوْجة لإِسحق حَتَّى تعرَّف عَلَى رِفقة وَأتَى لِبيتِهَا .. سَمَعَ أبو رِفقة مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ { مِنْ عِنْدَ الرَّبِّ خَرَجَ الأمْرُ . لاَ نَقْدُرُ أنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أوْ خَيْرٍ . هُوَذَا رِفْقَةُ قُدَّامَكَ . خُذْهَا وَاذْهَبْ . فَلِتَكُنْ زَوْجَةً لاِيْنِ سَيِّدِكَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَكَانَ عِنْدَمَا سَمِعَ عَبْدُ إِبرهِيمَ كَلاَمَهُمْ أنَّهُ سَجَدَ لِلرَّبِّ إِلَى الأرْضِ . وَأخْرَجَ العَبْدُ آنِيَةَ فِضَّةٍ وَآنِيَةَ ذَهَب وَثِيَاباً وَأعْطَاهَا لِرِفْقَةَ } ( تك 24 : 50 – 53 ) .. فِي البِدَاية هَدَايَا وَفِي النِهَاية هَدَايا .. هذِهِ مُعَامَلاَت الله يُعطِي ثُمَّ يصمُت ثُمَّ يُعطِي ثُمَّ يصمُت وَبعد أنْ تأخُذ المَسِيح يَكُون هُوَ أعظم هِدِيَّة .. فِي البِدَاية لاَ نَراه لكِنْ نَرَى هَدَاياه فَنَتَعَلَّقُ بِهِ وَعِنْدَمَا نأخُذَهُ هُوَ نكتَفِي بِهِ لأِنَّهُ أعظم الهَدَايَا قَالَ ألِيعَازر لِعَائِلة رِفقة أعطُونِي الآن رِفقة لأِذهب .. فَقَالُوا لَهُ { لِتَمْكُثِ الفَتَاةُ عِنْدَنَا أيَّاماًأوْ عَشَرَةً . بَعْدَ ذلِكَ تَمْضِي .فَقَالَ لَهُمْ لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أنْجَحَ طَرِيقِي . اِصْرِفُونِي لأِذْهَبَ إِلَى سَيِّدِي } ( تك 24 : 55 – 56 ) .. مَادَامَ الله قَدْ دَبَّرَ الأمر فَلاَ تُعَوِّقُونِي أنتُمْ الكِتاب المُقَدَّس يحترِم المرأة مُنْذُ العهد القَدِيم .. فَقَدْ أخذُوا رَأي رِفقة فِي زَوَاجَهَا { فَقَالُوا نَدْعُو الفَتَاةَ وَنَسْألُهَا شِفَاهاً . فَدَعَوْا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَْ هذَا الرَّجُلِ . فَقَالَتْ أذْهَبُ . فَصَرَفُوا رِفْقَةَ أُخْتَهُمْ وَمُرْضِعَتَهَا وَعَبْدَ إِبرهِيمَ وَرِجَالَهُ . وَبَارَكُوا رِفْقَةَ وَقَالُوا لَهَا أنْتِ أُخْتُنَا . صِيرِي أُلُوفَ رِبْوَاتٍ وَلِيَرِثْ نَسْلُكِ بَابَ مُبْغِضِيهِ . فَقَامَتْ رِفْقَةُ وَفَتَيَاتُهَا وَرَكِبْنَ عَلَى الجِمَالِ وَتَبِعْنَ الرَّجُلَ فَأخَذَ العَبْدُ رِفْقَةَ وَمَضَى . وَكَانَ إِسحق قَدْ أتَى مِنْ وَرُودِ بِئرِ لَحَيْ رُئِي . إِذْ كَانَ سَاكِناً فِي أرْضِ الجَنُوبِ . وَخَرَجَ إِسحق لِيَتَأمَّلَ فِي الحَقْلِ عِنْدَ إِقبالِ المَسَاءِ . فَرَفَعَ عَيْنَيهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ . وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأتْ إِسحق فَنَزَلَتْ عَنْ الجَمَلِ . وَقَالَتْ لِلعَبْدِ مَنْ هذَا الرَّجُلُ المَاشِي فِي الحَقْلِ لِلِقَائِنَا فَقَالَ العَبْدُ هُوَ سَيِّدِي . فَأخَذَتِ البُرقَُعَ وَتَغَطَّتْ . ثُمَّ حَدَّثَ العَبْدُ إِسحق بِكُلِّ الأُمورِ الَّتِي صَنَعَ . فَأدْخَلَهَا إِسحق إِلَى خِبَاءِ سَارَةَ أُمِّهِ وَأخَذَ رِفْقَةَ فَصَارتْ لَهُ زَوْجَةً وَأحَبَّهَا . فَتَعَزَّى إِسحقُ بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ }( تك 24 : 57 – 67 ) .. شكل إِسحق جَذَبهَا فَقَالَ لَهَا العبد هُوَ العَرِيس وَاتخَذَهَا إِسحق زَوْجةً لَهُ وَتَعَزَّى عَنْ موت أُمِّهِ قِصَّة زَوَاج إِسحق بِرِفقة لَيْست قِصَّة عَادِيَّة إِنَّمَا لَهَا رِمُوز لأِنَّ إِسحق إِبن المَوعِد .. الإِبن الوَحِيد الَّذِي قُدِّمَ مُحرِقة وَشخص المَسِيح قَدَّمَ نَفْسه مُحرِقة عَنْ العالم كُلَّه .. هذِهِ القِصَّة جَاءت بعد تقدِيمه عَلَى المذبح مُحرِقة ( تك 21 ، 22 ) أيضاً بعدَمَا قَدَّمَ المَسِيح ذَاته عَلَى الصَلِيب أرسل لَنَا الرُّوح القُدُس لِيَخطُبنَا لَهُ وَنَكُون فِيهِ وَلَيْسَ خَارِجاً عَنْهُ مِنْ خِلاَل رُسُله وَأنْبِياءه .. { هُوَذَا العَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ } ( مت 25 : 6 ) .
مَا هِيَ شِرُوط العَرُوس ؟
1/ مِنْ أهل بيتِهِ :-
مِنْ مصلَحِة إِبرَاهِيم أنْ يَأخُذ لإِسحق زَوْجة مِنْ بَنَات كِنعان لأِنَّهُ يسكُنْ وَسَطِهِمْ فَلاَ يَكُون غَرِيب بينَهُمْ وَتَكُون بينَهُمْ مَصَالِح مُشتَرَكة .. لكِنَّهُ رَفض .. عَرُوس المَسِيح لاَبُد أنْ تَكُون مِنْ عَشِيرة المَسِيح .. رَعِيَّة أهل بِيت الله ( أف 2 : 19) .. مِنْ وَطن المَسِيح وَأرْضه أي سَمَاوِيَّة وَلَيْست مِنْ العالم كي تَكُونِي عَرُوس لِلمَسِيح أوِل شرط لَكِ أنْ لاَ تَكُونِي مِنْ الكِنعَانِيات أي لاَ تَكُونِي مِنْ أهل العالم وَلَيْسَ لَكِ شَرِيعة العالم .. بَلْ لاَبُد أنْ تَكُونِي مِنْ الوَسط الَّذِي لِلمَسِيح وَمِنْ عَشِيرته هُوَ قَالَ { أمَّا أنَا فَمِنْ فَوْقُ } ( يو 8 : 23 ) .. لاَبُد أنْ تَكُون عَرُوسه مِنْ فوق { مُنْعِمَاً لَنَا بِالمِيلاَد الفُوقَانِي } ( تَجَسَّدَ وَتَأنَّسَ – مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. أي نَحْنُ عَلَى الأرض لكِنْ مولُودِين مِنْ فوق أي سَمَائِيين .. مَادُمت مِنْ فوق تصلُح تَكُون عَرُوس لَهُ لكِنْ لَوْ كُنْت مِنْ أسفل لَنْ تصلُح أنْ تَكُون عَرُوسً لَهُ إِبرَاهِيم وَضَعَ يَد ألِيعَازر تحت فخذِهِ أي مصدر النسل أي أنَّهُ إِستحلَفه أنْ لاَ يستَمِر إِسمه فِي الحياة مِنْ خِلاَل نَاس مُحِبِين لِلعالم بَلْ يَستَمِر فِيمَا بينَ مَنْ هُمْ مِنْ فوق .. { فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّموَاتِ } ( في 3 : 20 ) .. أقَامنَا مَعْهُ وَأجلَسَنَا مَعْهُ ( أف 2 : 6 ) .. لِذلِك عِنْدَمَا نُصَلِّي نَقُول { لِيَأتِي مَلَكُوتك } .. فِكرِنَا كُلَّه وَشكلِنَا وَسِيرتنَا وَاهتِمَاماتنَا وَتُرَاثنَا وَمَجدِنَا كُلَّه مِنْ فوق قَالَ ألِيعَازر لِنفرِض أنَّ العَرُوس رَفَضت الذِهاب لِعَرِيسهَا ؟ قَالَ لَهُ إِبرَاهِيم لاَ تُعِيد إِبنِي لِلأرض الَّتِي خرجتُ مِنْهَا مرَّة أُخرى .. لاَ تنسَى وعد الله لَكَ .. لاَ تَعُود .
2/ حَسِنة المنظر وَعَذراء لَمْ يعرِفُهَا رَجُل :-
جَمِيلة هَلْ يُدَقِّق الله عَلَى جَمَال المَلاَمِح ؟ الله يُرِيد جَمَال نَفْسك أي الجَمَال الدَّاخِلِي .. تَكُون عَرُوسة وَدِيعة كَمَا يَتَأمَّل فِي عَرُوس النَشِيد وَيَقُول لَهَا كَلِمات إِنْ أخذنَاهَا بِمَقَاييس جَمَال المَلاَمِح نَجِدهَا لَيْست جَمِيلة فَيَقُول لَهَا شعرِك كَقَطِيع مَاعِز ( نش 6 : 5 ) مُرهبة كَجِيش ( نش 6 : 4 ) .. خَدَّاكِ كَفلقة رُمَّان ( نش 4 : 3 ) .. كَلِمَات لَيْست لَطِيفة لِوصف الجَمَال .. نعم لأِنَّهُ لاَ يَتَكَلَّم وَلاَ يصِف جَمَال مَلاَمِحهَا بَلْ جَمَال النَّفْس عِنْدَمَا قِيلَ عَنْ السَيِّد المَسِيح أنَّهُ أبرع جَمَالاً مِنْ بَنِي البشر ( مز 45 : 2 ) .. نعم هُوَ كَانَ وَسِيم المَلاَمِح لكِنْ كَانَ المقصُود بِأنَّ جَمَاله لَيْسَ لَهُ مَثِيل .. جَمَال المَلاَمِح الَّذِي يَأتِي مِنْ جَمَال الدَّاخِل كَمَا يَقُول فِي سِفر حزقِيال عِنْدَمَا حَكَى قِصَّة النَّفْس البَشَرِيَّة قَالَ أنَّهُ وَجَدَهَا مَدُوسة بِدَمِهَا وَمُلقاه عَلَى الطَرِيق ( حز 16 : 6 ) .. ثُمَّ يُخَاطِبهَا بِقوله { فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأيْتُكِ وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الحُبِّ فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ وَجَمُلْتِ جِدّاً فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ }( حز 16 : 8 – 14 ) .. أي أصبحت جَمِيلة تَلِيق بِالإِقتِران بِمَلِك .. حَسِنة الصورة جِدّاً هَلْ تُحِبِّين الجَمَال ؟ رَكِّزِي عَلَى الجَمَال الدَّاخِلِي .. لِيَكُنْ الصَلِيب زِينة عُنُقِك وَالمَسِيح هُوَ جَمَال رأسِك عَذراء لَمْ يعرِفُهَا رَجُل أي لَمْ تَتَزَوَّج مِنْ قبل .. الَّتِي ترتَبِط بِالمَسِيح لاَ ترتَبِط بِآخر سِواه .. أي نَفْس عَفِيفة .. نَفْس لَمْ تَتَلَوَّث وَلَمْ تَتَدَنَّس بِمَحَبِّة العالم .. { خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ لأُِقَدِّمَ عَذْرَاء عَفِيفَةً لِلمَسِيحِ } ( 2كو 11 : 2 ) .. لاَ تُحِب العالم .. عَرُوس المَسِيح جَمِيلة وَعَذراء لاَ ترتَبِط بِأي شِئ لِلعالم .
3/ خَاضِعة لِلرُّوح :-
{ وَأسْرَعَتْ وَأنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ . وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ أسْتَقِي لِجِمِالِكَ أيضاً حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ الشُّرْبِ .... فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ } ( تك 24 : 18 – 20 ) .. نَفْس مُطِيعة لِلرُّوح .. ألِيعَازر يطلُب طَلب وَاحِد تُسرِع هِيَ بِعمل عشرة طَلَبَات .. هَلْ تُرِيدِين أنْ تَكُونِي عَرُوسة لِلمَسِيح ؟ إِخضَعِي لِلرُّوح بِسَخَاء سواء فِي العَطَاء أوْ التَّسَامُح أوْ الصَلاَة أوْ ..... كُلَّه بِسَخَاء أحياناً نشعُر إِنِّنَا نخضع لِلرُّوح كَوَاجِب .. هذَا لَيْسَ إِسراع بِسَخَاء .. الرُّوح يَقُول{ مَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثنينِ } ( مت 5 : 41 ) .. الرُّوح يَقُول لَكَ صَلِّي قُل لَهُ سَأُصَلِّي وَأعمِل مِيطانيات وَأُرَتِل وَسَخَاء وَبِسُرعة فِي تنفِيذ الوَصَايَا .. إِستخدِم خَيَالك فِي الإِنْجِيل وَلِنَرَى ألِيعَازر وَاقِف وَرِفقة تجرِي وَتركُض بِهِمَّة وَفرحة – يَالفَرحة – الرُّوح يُرَاقِب تَصَرُّفَاتك وَيشتاق أنْ يَرَى حَمَاس وَإِسْرَاع لِحِفظ الوَصَايَا .. إِسْتخدِم خَيَالك لِتَرَى مَاذَا يفعل الرُّوح معك إِنْسَان لاَ يفعل مَا يطلُب مِنْهُ أسَاساً .. يَقُول لَهُ ألِيعَازر أُرِيد أنْ أشرب .. يُجِيبه البِئر أمَامك إِستَقِي مَا تُرِيد أنَا مَلأت جَرِّتِي بِصُعُوبة وَصعب أنْ أنْزِّلهَا مِنْ فوق كِتفِي لأِسقِيك .. هَلْ يفرح الرُّوح بِمثل هذِهِ النَّفْس ؟ لكِنْ رِفقة الَّتِي كَانْت قَدْ مَلأت جَرَّتهَا وَرَفَعِتهَا عَلَى رَأسِهَا بِصُعُوبة قَدْ أسْرَعت وَأنْزَلِتهَا لِتسقِيه .. عِنْدَمَا يطلُب مِنَّا الرُّوح لاَبُد أنْ نشعُر أنَّ طَلَبه أمر غِير ثَقِيل وَلاَبُد أنْ أُسْرِع لأِنَّ الرُّوح يُرَاقِب سُرْعَتِي وَيِفرح بِتَجَاوُبِي مَعْهُ مَا أجمل الإِنْسَان الَّذِي يَقُول عَنْهُ الآباء { لاَ تخضع لِجَسَدك فِي الصَلَوات بَلْ قُل سَأُزِيدَهَا وَأُزِيد المَزَامِير } .. أسْرِع بِسَخَاء .. هذَا إِنْسَان يُرِيد الشَبع وَالأخذ .. نَتِيجة طَبِيعِيَّة لِلخُضُوع لِلرُّوح أنَّهُ يَتَفَرَّس فِيهَا صَامِتاً لِيعلم هَلْ أنْجح الله طَرِيقه .. جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الرُّوح يُرَاقِبك فِي كُلَّ شِئ لِذلِك يَقُول الكِتاب { لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ } ( 1تس 5 : 19 ) .. الخِزَامَة فِي يَدِهِ وَيُرِيد أنْ يُلْبِسهَا لِي وَأنَا كَسُول فَيبحث عَنْ غيرِي .. هُوَ يعلم أنَّ الحياة مَعَ الله لَيْست سهلة لِذلِك يُرِيد مِنَّا الخُضُوع بِسُرعة وَسَخَاء .. الله يُرِيد مَنْ يُطِيعه بِسَخَاء وَيشهد لَهُ حَتَّى الدَّم حَتَّى آخِر نَفْس مِثل رِفقة { أخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسُوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ } ( تك 24 : 22 ) .. " الشَّاقِل " أكثر مِنْ الكِيلو .. عَشَرَةَ شَوَاقِل أي شِئ ثَقِيل جِدّاً .. هذَا بِمُجَرَّد أنْ يَقُول لَهَا سَآخُذِك لإِسحق .. مبدَئِيّاً مِدِّي يَدِك لأُِلْبِسِك الأسَاوِر لِتعرفِي سَخَاء وَعَظَمِة وَجَمَال وَغِنَى إِسحق .. الله يُرِيد أنْ يخطُبِك أي يُرِيدِك أنْ تَكُونِي لَهُ لِذلِك يُعْطِيكِ عربُون هذِهِ العِلاَقة وَهذَا الإِرتِبَاط .. هِدِيَّة تُمَثِّل رغبة إِسحق فِي الإِرتِبَاط بِكِ وَمُجَرَّد معرِفة طَفِيفة عَنْ إِسحق وَشَخصِيِّته .. هَكَذَا يفعل الله مَعَنَا يُعْطِينَا حُلِي مَوَاهِب الرُّوح وَيُزَيِنُنَا بِالفَضَائِل يُلْبِسُهَا لَنَا وَعِنْدَمَا أجِد إِنِّي المُتَكَبِر أصْبحتُ مُتَضِع أعرف أنَّهَا هِدِيَّة مِنْ الله وَلَيْسَ الإِتِضاع مِنَّا .. تعزِياته .. أفراحه .. هذِهِ هِيَ خُطوبته لِلنَّفْس لِيُؤكِد العِلاَقة عَلَى أنَّهَا مضمونة لاَ تَتَعَرَّض لِغِش أوْ خِداع أوْ زِيف .. يَقُول لَكَ أنتَ ذُقتَ غِناي جَسَدِي وَدَمِي وَقُدَّاسِي وَإِنْجِيلِي .. إِجعْل هذِهِ كُلَّهَا ضَمان لِعِلاَقتِي بِكَ .
4/ تقبل الإِغتِراب مَعْهُ :-
{ لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أنْجَحَ طَرِيقِي } ( تك 24 : 56 ) .. جَيِّد أنْ تَرَى الله يَسِير بِكَ فِي طَرِيق وَتفرح بِذلِك .. قَالُوا لَهَا سَتَذْهَبِينَ لإِسحق .. قَالت رِفقة أذهب .. المَسَافة بَعِيده وَلاَ توجد مُوَاصَلاَت سهلة لأِنَّهُ قَدِيماً كَانْت المُوَاصَلاَت صعبة .. قَالُوا لَهَا أيضاً صعب إِنَّك تَعُودِين لَنَا مرَّة أُخرَى فِي زِيَارات .. قَالت أذْهب لإِسحق .. قَدْ لاَ نَتَزَاور مرَّة أُخرَى .. قَالت لاَ يَهِمْ .. حَتَّى أنَّ بيت أبِيهَا كي لاَ يشعُرُوا أنَّهُمْ فرَّطُوا فِيهَا بِسِهُولة فَأعطُوهَا جَوَارِي مَعَهَا وَمُرضِعتهَا الَّتِي تشعُر أنَّهَا مِثْل أُمَهَا قَالت رِفقة أذْهب السَيِّد المَسِيح عِنْدَمَا يقترِن بِنَا يَجِب أنْ يَكُون لَنَا إِستِعداد أنْ نَعِيش فِي العالم كَغُرَباء مِنْ أجل عَرِيسنَا .. قَالَ { لأِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ العَالَمِ } ( يو 15 : 19 ) .. إِذاً لِنَقبل الإِغتِراب مِنْ أجله السَيِّد المَسِيح الَّذِي تَرَكَ العرش وَجَاءَ لِلأرْض كَإِنْسَان مِنْ أجلِنَا .. تَغَرَّب عَنْ السَّماء وَعَاشَ فِي الأرض كَغَرِيب لَمْ يَجِد أينَ يسنِد رَأسه ( مت 8 : 20 ) .. وَلَيْسَ أقل مِمَّا فعل لَنَا أنْ نفعل لأِجله قُلْ مَعَ دَاوُد { أنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ . نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي } ( مز 39 : 12 ) .. لَيْسَ لِي مَكَان أشتاق لَهُ لَيْسَ لِي مُستقر .. أنَا فِي العالم لكِنْ لاَ أحيَا فِي العالم .. أنَا فِي العالم لكِنْ كُلَّ إِشتِياقِي لِلسَّماء لِذلِك مِنْ أهم المبَادِئ فِي الحياة الرُّوحِيَّة الغُربة أي نَعِيش كَضُيُوف عَلَى الأرْض مُرتَبِطِينَ بِيَسُوع عَرِيس نِفُوسنَا .. إِقبل الغُربة مَعْهُ لِتحيَا مَعَهُ فِي السَّماء .. { وَنَحْنُ أيضاً الغُرَباء فِي هذَا المكان إِحفظنَا فِي إِيمانك } ( مَا يُقال بعد الترحِيم فِي القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. نَحْنُ نَتَغَرَّب مَعَهُ كي نضمن الحياة مَعَهُ لأِنَّهُ عَرِيس مضمُون .. رِفقة وَجَدت الضَمَان فِي إِسحق أفضل مِنْ بيت أهلهَا فَتَعَلَّقت بِهِ نَحْنُ لاَبُد أنْ نَرَى الله أضمن لَنَا مِنْ أهلِنَا بِالجَسَد فَنُحِبَّه أكثر .. { لأِنِّي لَمْ أعْزِمْ أنْ أعْرِفَ شيئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً } ( 1كو 2 : 2 ) إِختَبِر إِرَادة الله فِي حَيَاتك أنْ تحيَا مَعَهُ كَغَرِيب عَلَى الأرض .. قُل لَهُ أنتَ نَصِيبِي وَحَظِّي فِي أرض الأحياء .. أمِّن لِي حَيَاتِي عَلَى الأرْض بِأي أُسلُوب المُهِمْ إِنِّي مُرتَبِط بِكَ .. إِهتم بِوَطَنك الأصلِي السَّماء وَلاَ تطلُب ضَمان عَلَى الأرْض .. إِنْ كَانِت هِدِيِته فَرَّحِتك وَالخَاتِم وَثِيابه الَّتِي أعْطاك إِيَّاهَا جَمِيلة فَمَا بال الحَياة مَعَهُ .. إِنْ كُنْت قَدْ فَرِحت مِنْ هِدِيِته دُونَ أنْ تَرَاه فَمَا بَال فرحِتك بِهِ عِنْدَمَا تَرَاهُ وَإِنْ كُنْت تفرح وَأنتَ عَلَى الأرض بِتعزِيَاته فَمَا بَال الحياة فِي السَّماء .. إِثبت مَعَهُ وَلِنفرِض أنَّكِ سَتقترِنِين بِإِنْسَان عَلَى الأرض فَهذَا لاَ يَهِمْ لكِنْ لاَبُد أنْ يَكُون إِقتِرَانِك بِذلِك الإِنْسَان يِوَصَلِك لِلسَّماء وَعِش أنتَ وَهُوَ غُرَباء عَلَى الأرْض .. الَّذِي يجعَلِك عَذراء لِلمَسِيح وَيُقَدِّمِك عَرُوس لَهُ إِقتَرِنِي بِهِ الله أرسل الرُّوح القُدُس لِخُطبِة النَّفْس .. لِخُطبِة الكِنِيسة .. وَرِفقة هِيَ النَّفْس البَشَرِيَّة خُطُوبة إِسحق لِرِفقة وَخُطُوبِة يعقُوب لِرَاحِيل كَانَا فِي مكانٍ وَاحِد هُوَ " عين ماء " .. عِين ماء أي المعمودِيَّة مَكان إِلتِقاء المَسِيح بِالنَّفْس البَشَرِيَّة وَبِدَايِة خُطُوبِتهَا لِلمَسِيح وَمِيلادهَا الفُوقانِي أوِل مرَّة تَعَرَّفنَا عَلَى المَسِيح كَانِت فِي المعمودِيَّة وَمِنْ يومها خَطبنَا لِنَفْسه وَأصْبحنَا عَلَى إِسمه مَسِيحِيين رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
التوازن بين الثنائيات
عِندَمَا خَاطب السَيِّد المَسِيح الكَتَبة وَالفَرِّيسِيِين قَالَ لَهُمْ قَانُون رَائِع هُوَ { ينبَغِي أنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ } ( مت 23 : 23 ) .. إِفعلُوا هذَا أي حرفِيَّة الأُمور وَلاَ تترُكُوا الرُّوحِيَّات بعض الأُمور تحتاج مِنَّا لإِتِزان وَتَكَامُل بَدَلاً مِنْ الإِزدِوَاجِيَّة وَالتَعَارُض تحتاج تَكَامُل وَبدلاً مِنْ التَّطَرُّف تحتاج تَوَازُن .. فَمَا هِيَ هذِهِ الأُمور ؟
كيف أتغلب على سقطاتى المتكررة
مِنْ سِفر التَثْنِيَة أصْحَاح 28 عدد 7 – 13 { يَجْعَلُ الرَّبُّ أعْدَاءَكَ القَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أمَامَكَ . فِي طَرِيقٍ وَاحِدَةٍ يَخْرُجُونَ عَلَيْكَ وَفِي سَبْعِ طُرُقٍ يَهْرُبُونَ أمَامَكَ . يَأمُرُ لَكَ الرَّبُّ بِالبَرَكَةِ فِي خَزَائِنِكَ وَفِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ وَيُبَارِكُكَ فِي الأرضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ . يُقِيمُكَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ شعباً مُقَدَّساً كَمَا حَلَفَ لَكَ إِذَا حَفِظْتَ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِهِ . فَيَرَى جَمِيعُ شُعُوبِ الأرضِ أنَّ اسمَ الرَّبِّ قَدْ سُمِّيَ عَلَيْكَ وَيَخَافُونَ مِنْكَ . وَيَزِيدُك الرَّبُّ خَيْراً فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أرْضِكَ عَلَى الأرْضِ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أنْ يُعْطِيَكَ . يَفْتَحُ لَكَ الرَّبُّ كَنْزَهُ الصَّالِحَ السَّماءَ لِيُعْطِي مَطَرَ أرْضِكَ فِي حِينِهِ وَلِيُبَارِكَ كُلَّ عَمَلِ يَدِكَ فَتُقْرِضُ أُمَماً كَثِيرَةً وَأنْتَ لاَ تَقْتَرِضُ . وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأساً لاَ ذَنَباً وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنْحِطَاطِ إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ } . مجداً لِلثَّالُوث القُدُّوس آمِين فِي الحَقِيقة موضُوع كَيْفَ نَتَغَلَّب عَلَى سَقَطَاتنا المُتَكَرِّرة هُوَ موضُوع حياتنَا كُلَّه .. لأِنَّهُ بِلاَ شك مَادُمنَا نَحْنُ نَعِيش فِي الجَسَد فَإِنَّنَا نَعِيش فِي الضعف وَلِذلِك لاَبُد أنْ نعرِف كَيْفَ نَتَعَامل مَعَ هذَا الجَسَد وَهذَا الضعف .. رَبِّنَا هِنَا يَقُول { يَجْعَلُ الرَّبُّ أعْدَاءَكَ القَائِمِينَ عَلَيْكَ مُنْهَزِمِينَ أمَامَكَ } هُوَ هزمهُمْ لَكَ .. { يَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأساً لاَ ذَنَباً وَتَكُونُ فِي الاِرْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنْحِطَاطِ } .. بِنِعمِة رَبِّنَا أحِب أنْ أتكَلِّم مَعْكُمْ فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :-
كيف تتعامل مع الجنس الأخر
كَيْفَ نَتَعَامل مَعَ الجِنْس الآخر ؟ وَمَا هِيَ حِدُود هذِهِ المُعَاملات وَمَا هِيَ قَوَاعِدهَا ؟يَقُول مُعَلِّمنَا بُطرُس فِي رِسَالته الأُولى أصحاح 3 : 7 [ كَذلِكُمْ أيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأضْعَفِ مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالوَارِثَاتِ أيضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الحَيوةِ لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ ] لِكَي تِعرف كَيْفَ تَتَعَامل مَعَ الجِنْس الآخر يوجد أربعة مَفَاتِيح :-
القداسة وتيارات العالم
هذَا الموضُوع مُهِمْ وَعَمَلِي لِحياتنا لأِنَّ كَثِيراً نَقُول أنَّ العصر الَّذِي نَعِيشه مَلِئ بِتيارات شروَلاَ نستطِيع أنْ نَتَكَيَّف معهُ وَنُرضِي رَبِّنَا فِيه .. سَوفَ أقرأ معكُمْ مِنْ إِنجِيل مُعَلِّمنَا يُوحَنّا أصحاح 16 : 20 – 24 [ الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنَوُحُونَ وَالعالمُ يفرحُ أنْتُمْ سَتحزنُونَ وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ . المرأةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الفَرَحِ لأِنَّهُ قَدْ وَلِدَ إِنْسَانٌ فِي العالم . فَأنْتُمْ كَذلِك عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ . وَلكِنِّي سَأرَاكُمْ أيضاً فَتَفْرَحُ قَلُوبُكُمْ وَلاَ ينزع أحَد فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ . وَفِي ذلِكَ اليومِ لاَ تَسْألُونِي شيئاً . الحَقَّ الحَقَّ أقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شيئاً بِاسمِي . اُطْلُبُوا تأخُذُوا لِيَكُون فَرَحُكُمْ كَامِلاً ] تيارات العالم لَهَا قُوَّة لَهَا سُلطان لَهَا إِغرَاءات مُتَجَدِّدة بِحسب العصر بِتُقَدِّم وَسَائِل جَذَّابة .. أكِيد كُلَّ هذَا بِسَمَاح مِنْ الله وَلكِنْ بِسُلطان مِنْ عدو الخِير لِكي يِبعِد النَّاس عَنْ حياتهُمْ الأبَدِيَّة وَعَنْ خَلاَصهُمْ وَمَسِيحهُمْ وَعَنْ فرحهُمْ .. يِربِك حياتهُمْ الزَمَنِيَّة وَيِضَيَّع حياتهُمْ الأبَدِيَّة .. حِيلِة عدو الخِير الَّتِي يُحَارِبنَا بِهَا مُنْذُ الأزل .. سَوفَ أتَحَدَّث معكُمْ فِي نُقطِتِين هُمَا :-
الحشمة من وجهة نظر الاباء
مِنْ رِسالة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الأُولى إِلَى أهل كُورنثُوس الأصْحَاح 6 الأعداد 13 ، 19 ، 20 [ الجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ وَالرَّبُّ لِلجَسَدِ . أمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأنَّكُمْ لَسْتُمْ لأِنْفُسِكُمْ . لأِنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أجْسَادِكُمْ وَفِي أرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ ] .. نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أرواحنا جَمِيعاً آمِين كُنْت إِتكلِّمت معاكُمْ قبل كِده عِدَّة مرَّات عَنْ الحِشمة وَكُنْت كَلِّمتُكُمْ 3 مرَّات قبل كِده وَهَاقُول عَنَاوِين الثَلاَث مرَّات السَابِقة وَالنَّهارده بِإِذن الله بَكَمِّل وَلكِنَّه يُعتبر مُستَقِل ..النَّهارده هَنِكَلِّم عَنْ الحِشمة مِنْ وِجهه نظر الآباء القِدِّيسِين .. كُنْت كَلِّمتُكُمْ فِي المرَّة الأُولى عَنْ( الجَسَد وَمفهُوم الجَسَد ) وَقُلنَا أنَّ مفهُوم الجَسَد فِي المَسِيحِيَّة هُوَ أنَّهُ شِئ مُقَدَّس مِنْ الله كَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ أمَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ ] ( 1كو 3 : 16 )وَقُلنَا أنَّ هُناك فَارِق بينَ معنيان لِلجَسَد المعنى الأوَّل وَهُوَ " السُومَا " وَالمعنى الثَّانِي وَهُوَ" السَّارِكس " .. وَالسَّارِكس وَهُوَ الجَسَد الَّذِي يعمل فِي تيار الشَّر وَالسُوما هُوَ الجَسَد المُقَدَّس .. علشان كِده أبُونَا فِي القُدَّاس بِيقُول لَمَّا يَسُوع تَجَسَّد [ آفِتشِي سَارِكس ] يعنِي[ الجَسَد البَشَرِي ] .. أمَّا فِي نِهايِة القُدَّاس بِيقُول [ بِي سُومَا إِثؤواب ] وَيعنِي [ الجَسَد المُقَدَّس ] .. إِحنَا بِنَاخُذ " سَارِكس " أي " الجَسَد فِي الشَّر " وَيَتَحَوَّل إِلَى " سُومَا " يعنِي " جَسَد مُقَدَّس " بِتاعنا .. وَوِجهه نظر المَسِيحِيَّة فِي الجَسَدَان يعنِي شِئ مُقَدَّس كَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّنَا رَائِحَةُ المَسِيحِ الذَّكِيَّةُ ] ( 2كو 2 : 15 ) .. وَلَيْسَ شِئ دَنِس كَمَا فِي بعض الدِيَانات الَّتِي تنظُر إِلَى الجَسَد عَلَى أنَّهُ نَجَاسة .. [ ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ أجْسَادَكُمْ هِيَ أعْضَاءُ المَسِيحِ ]( 1كو 6 : 15 ) أمَّا فِي المرَّة الثَّانِية فَتَكَلَّمنَا عَنْ ( لِمَاذا نَلْبِس ؟ ) .. إِحنَا لِيه بِنِلْبِس ؟ قُلنَا أنَّ الإِنْسَان فِي البِداية – أي بِدَايِة الخَلِيقة – كان رَبِّنَا خلقه مِنْ غِير ثِياب وَلكِنْ لَمَّا أكل مِنْ الشَّجرة حَس إِنَّه هُوَ عِريان [ وَلكِنَّنِي أخَافُ أنَّهُ كَمَا خَدَعِتِ الحَيَّةُ حَوَّاء بِمَكْرِهَا هكَذَا تُفْسَدُ أذْهَانُكُمْ عَنِ البَسَاطَةِ الَّتِي فِي المَسِيحِ ] ( 2كو 11 : 3 ) .. وَهذَا مَا حدث أنْ خَدَعِت الحَيَّة حَوَّاء لأِنَّهُ كَانَ عِريان مِنْ الأوِّل وَلكِنَّهُ لَمْ يَحِس .. إِذن يُبقَى الإِحساس بِالعُري دَخل بِدِخُول الخَطِيَّة أي الشَّر هُوَ الَّلِي خلَّى الإِنْسَان يِكتِشِف إِنَّه عِريان فَحب يُستُر نَفْسه بِورق التِين فَلَقاه رِداء كَاذِب وَبعد كِده رَبِّنَا سَتَره بِأقمِصة مِنْ جِلد .. إِذن رَبِّنَا هُوَ الَّلِي عَايِز يِستُرنَا مِنْ العُري .. إِذن هُوَ أمر إِلهِي وَكُنَّا إِكَلِّمنَا فِي المرَّة الثَّالِثة عَنْ ( الجَمَالَ وَمفهُوم الجَمَال ) وَقُلنَا أنَّ الجَمَال هُوَ مِنْ الله وَيَلِيق بِهِ أنْ يُمَجِّد الله .. وَقُلنَا أنَّ أسْتِيرَ المَلِكة كَانِت جَمِيلة وَبِجَمَالهَا أنقَذِت شعبَهَا .. [ فَأحَبَّ المَلِكُ أسْتِيرَ أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَاناً قُدَّامَهُ أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ العَذَارَى ] ( أس 2 : 17 ) .. وَقُلنَا أنَّ مُوسى النَّبِي كَانَ جَمِيل وَجَمَاله هُوَ الَّلِي جَذب إِبنة فِرعُون أنَّهَا تأخُذه .. إِذن مُمكِنْ الجَمَال يِخَلَّص وَمُمكِنْ الجَمَال يِهلِك وَالكِتاب يَقُول لَنَا [ الحُسْنُ غِشٌّ وَالجَمَالُ بَاطِلٌ ] ( أم 31 : 30 ) وَالنَّهارده هَنِكَلِّم معاكُمْ شِوية عَنْ وِجهة نظر آبَائِيَّة فِي هذَا الأمر .. لِيه بَكَلِّمَكُمْ عَنْ الموضُوع ده لأِنَّهُ فِي الحَقِيقة يعنِي شِوية نِلاَحِظ بعض التَجَاوُزات فِي مَلاَبِس الفَتَيات المَسِيحِيات وَيُلاَحظ بعض المَظَاهِر الخَارجة عَنْ تَعَالِيم الكَنْيسة .. وَيُلاَحظ أنَّهُ فِي وَسط المُجتمع الَّلِي إِحنَا عايشِين فِيه دِلوقتِي لَمَّا يكُون فِي ناس شكلهَا يعنِي كِده مِزَوِدَاهَا حَبِتِين فِي الزِينة وَالملبس يِعرف إِنْ الفتاة دِي فَتَاة مَسِيحِيَّة .. فَهذَا أمر مُؤسِف جِدّاً عَلَى الكَنِيسة وَعَلَى المَسِيح وَعَلَى المَسِيحِيَّة عَلَشان كِده لاَزِم نِعرف إيه هِيَّ وِجهة نظر الكَنِيسة كَمَا يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول لِينَا[ لِكي تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ وَبُسَطَاء أوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأنْوَارٍ فِي العالم ] ( في 2 : 15 ) .. وَنِعرف أيضاً إيه هِيَّ وِجهة نظر قِدِيسِي الكَنِيسة مِثْل قُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّ مَنْ يزرعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً . وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُِدُ حيوةً أبَدِيَّةً ] ( غل 6 : 8 ) النَّهارده بِإِذن الله عَايِز أكَلِّم معاكُمْ فِي 3 نِقاط بِنِعمة رَبِّنَا .. (1) أهَمِية تَعَالِيم للآباء فِي الكَنِيسة .. وَبعد كِده (2) رأي بعض الآباء وَهَأعطِي لَكُمْ 3 نَمَاذِج مِنْ الآباء بِسُرعة خَالِص قِدِيس إِسمه القِدِيس كِبريَانُوس وَقِدِيس إِسمه القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب وَالثَّالِث قِدِيس إِسمه إِكلِيمندُس .. الثَّلاثة دُول عَايزِين نِعرف قَالُوا إيه عَنْ المَلاَبِس وَالثِياب وَالزِينة وَمُستحضرات التَجمِيل وَالأصباغ – كُلَّ حاجة .. قَالُوا كُلَّ حاجة كُوَيِس – .. (3) كَلِمة مِنْ عِندَ الرَّبَّ يَسُوع .. يعنِي 3 نِقاط :-
فأذ قد تبررنا لنا بإلايمان
يقول معلمنا بولس الرسول ” الذي أُسلِمَ من أجل خطايانا وأُقيمَ لأجل تبريرنا “ ( رو 5 : 1 ) .. بمعنى إن كان هناك شخص عليه دِين وجاء الآخر ووفَّى الدِين وأيضاً أعطاه مبلغ من المال لكي يعيش منه هذا هو التبرير .. فإن الله رآنا في عمق أعماق الخطية فجاء وفدانا لكي يعطينا براءة من الخطية .. ولم يكتفي الله أن يعطينا براءة بل أعطانا رصيد حياة أبدية مفهوم البر أن الإنسان يكون بار أي بلا خطية .. فكيف يكون الإنسان بلا خطية ؟ يقول داود النبي ” طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية “ ( رو 4 : 8 ) .. كيف ؟ والكتاب يقول ” ليس بار ولا واحد “ ( رو 3 : 10) .. نحن خطاه ونصنع أفعال كثيرة .. تعديات .. خطايا .. فمن الذي يتزكى أمام الله نقرأ في سفر أيوب أعماله فإنه كان أب للأيتام .. عين للعميان .. أصنع صَدَقَات .. لَبَسْ البر فكساه كما يقول أيوب ( أي 29 : 14) .. ومع ذلك أيوب لم يكن بار إن أي ميل للخطية هو تعدي والخطية أيضاً لا تتجزأ .. فالكذب مثل القتل أو السرقة مثل الخائف الجميع لا يرث ملكوت السموات .. ” لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدةٍ فقد صار مُجرماً في الكل “ ( يع 2 : 10 ) .. لذلك حُكم الموت يسري على الكل ويدخل للجميع .. من أبونا آدم والخطية مغروسة فينا .. مثل قطعة الخميرة التي وُضِعت في العجينة .. وبهذا أصبحت الخطية من طبعنا .. يقول الكاهن في القداس ” أُقتُل سائر حركاته المغروسة فينا “ .. كيف يارب نتبرر ؟الإنسان عندما أخطأ حُكِم عليه بالموت والهلاك .. فالخطية بالنسبة لله إحتقار لأوامره وجلاله .. والموت في هذه الحالة يكون أبدي أي بلا نهاية .. لن نرى الحياة الأبدية .. وأوقف الله كاروب بسيفٍ من نار لحراسة طريق شجرة الحياة .. لأننا أخطأنا وجلبنا التعدي على أنفسنا .. ونقول ” فأكلت بإرادتي وتركت عني ناموسك برأيي وتكاسلت عن وصاياك “ ما هو حل الخطية ؟ التبرير .. كيف يتم ذلك يارب ؟ فأعدَّ الله خطة للتبرير منذ وقوع آدم في الخطية ومحاولته ستر نفسه بورق التين .. قال الله له أنه لا يستطيع – آدم – أن يحل مشكلته بيده .. فجاء الله وجاء بذبيحة وسفك دمها وأتى بجِلدها وستر عُري آدم .. لأن المشكلة أكبر من أن يحلها آدم نفسه .. رأى آدم الدم يُسفك من أجله ليرى قسوة الخطية وموتها وبدأ الله يصنع تبرير للفداء .. لأن الله لا يصح أن يقول حُكم ويرجع فيه .. وبما أن محبة الله كاملة .. وبما أنه أمر بطرده نفَّذ كلامه بالطرد ولكن ظلَّ الإنسان على صلة بالله عن طريق الذبيحة .. ” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة “ ( عب 9 : 22 ) قديماً كان يتقدم الإنسان بالذبيحة وسفك الدم .. وكان هناك طقس لتقديم الذبائح حتى يشعر الإنسان أن هناك صلة تربطه بينه وبين الله .. كان في الطقس خيمة اجتماع يقدم الناس فيها الذبائح خارجاً خارج مذبح النُحاس .. ذبائح موضوعة ونار مستديمة وكل هذا لا يكفي أن يفي العدل الإلهي حقه .. ولا يعطي للإنسان بر .. بل تعطي صلح مؤقت .. داخل خيمة الإجتماع يوجد قدس وقدس الأقداس .. القدس يدخله الكهنة وقدس الأقداس يدخله رئيس الكهنة ومرة واحدة في السنة .. ويوجد بين القدس وقدس الأقداس حجاب عبارة عن ستار مرسوم عليه منظر الكاروب الذي كان يوجد في الممر إلى شجرة الحياة لحراستها وبما أن الله عدله كامل لأن الكتاب يقول ” مُبرِّئ المُذنب ومُذنِّب البرئ كلاهما مكرهة الرب “( أم 17 : 15 ) .. كان رئيس الكهنة يدخل مرة كل سنة إلى قدس الأقداس ومعه طبق به دماء الذبيحة التي ذُبِحت عن الشعب كله ويدخل ويرش هذا الدم على غطاء تابوت العهد لكي يرى الله الدم فيغفر إذاً بر إنسان العهد القديم موجود ولكنه مأخوذ من الذبيحة .. لكنها ناقصة وأخذت قُوِّتها من الصليب ( ذبيحة العهد الجديد ) .. لذلك قيل على أخنوخ مثلاً أنه بار .. ولكنه بر من المسيح .. ” ليس مولود امرأة يتزكى أمامك “ .. وعندما جاء المسيح أبطل ذبائح العهد القديم لأن حمل الله الذي يحمل خطية العالم جاء عندما نتساءل لماذا جاء يسوع ووُلِد في مذود ؟ فالإجابة تأتي دائماً بالخطأ ونقول بسبب الإتضاع ولكن الحقيقة لأنه الذبيحة التي ستُذبح من أجلنا .. ومكان الذبيحة المذود .. ذبيحة من نوع جديد .. ذبيحة ناطقة سمائية .. ذبيحة إلهية تُقدم بروح أزلي غفران لخطايانا .. لذلك عندما أراد يوحنا أن يعرفنا عليه في وسط الجموع قال ” هوذا حمل الله “ ( يو 1 : 29 ) .. وصار في تدبير الفداء إلى أن عُلِّق على الصليب وذُبِح جاء الرب يسوع المسيح بذبيحة نفسه وعدل نفسه وقدم تكفير عن خطايانا .. ولكن ليس بدم خرفان وتيوس وبقر بل بدم نفسه .. الذي أعطى فداء وتبرير أيضاً لأنه دم ابن الله .. وأما دم الخروف والأبقار يعطي فداء فقط وليس تبريرفالتبرير هو إننا أصبحنا غير خطاه وأيضاً أبرار .. تبررنا بالمسيح لأنه أخذ جسدنا نيابةً عنا .. ورأى الآب في المسيح كل البشر بخطاياهم .. وأصبحنا بعد ما كنا مطرودين من حضرة ربنا أصبحنا من سكان السما لأننا أصبحنا أبرار .. نحن أبرار وقديسين الآن بشفاعة المسيح الكفارية التي تعطينا استحقاقنا .. دخل المسيح بدمه وصنع الصُلح وتقدمنا جميعنا للأقداس وأصبحنا الآن نرى عرش الآب عندما يُفتح ستر الهيكل في الكنيسة .. ويوجد جسد ودم المسيح موضوعين على المذبح وليس هذا فقط بل تأكلهم وتشربهم .. عكس ما كان يحدث قديماً في العهد القديم .. فلا يستطيع أحد أن يرى تابوت العهد ولا يدخل أحد إلى قدس الأقداس عدا رئيس الكهنة لكي يرش الدم على التابوت .. والآن نحن مرشوشون بالدم في كل أعضاءنا .. وعندما يرى الآب دم ابنه داخلنا يغفر خطايانا قديماً كان هناك شريعة " شريعة لتطهير الأبرص " .. والبرص مرض مرتبط بالخطية .. كما رأينا نعمان عندما أخطأ أُصيبَ بالبرص .. ومريم أخت هارون عندما تكلمت على موسى النبي أُصيبت بالبرص .. ولكي يتطهر الأبرص كان يذهب إلى الكاهن ويحضر له الكاهن طبق وماء وعصفورين يقوم بذبح أحدهما ويسقط الدم على الماء الذي في الطبق .. ثم يأتي الكاهن بخشبة ويأخذ من دم العصفورة المذبوحة ويدهن بها العصفورة الحية ثم يُطلِق العصفورة الحية لتطير ويأخذ من الدم والماء ويرش بها على الأبرص وبذلك يكون الأبرص تطهر رغم أن المرض داخله .. نحن أيضاً كذلك الخطية داخلنا ولكن عندما يأتي علينا الدم نتطهر .. ” دم يسوع المسيح ابنه يُطهرنا من كل خطيةٍ “ ( 1يو 1 : 7 ) .. أصبحنا الآن من أهل الملكوت ويقول لنا ” تعالوا يا مُباركي أبي “ ( مت 25 : 34 ) .. أصبحنا أبرار في المسيح يسوع عندما أراد معلمنا بولس الرسول أن يفك بعض الرموز قال لنا عن الحجاب الذي كان يمنعنا أن ندخل للأقداس .. قال لنا أن الحجاب هو المسيح ولكي أدخل للأقداس عليَّ أن أمُر على الحجاب .. أي المسيح .. هو الذي يعبر بنا وينقلنا إلى الأقداس لهذا بدأ الإنجيل بأن الإنسان طُرد من الفردوس وانتهى بكلمة ” آمين تعال أيها الرب يسوع “( رؤ 22 : 20 ) .. لأنه الإنسان الذي تبرر وقال أيها الرب تعال .. لذلك علمنا الرب يسوع المسيح في الصلاة أن نقول ” ليأتِ ملكوتك “ .. يارب تعال .. آمين تعال يارب التبرير أعطانا نصيب المسيح وجعلنا أبرار عندما أخذ شكلنا وطبعِنا وقدِّسه .. جاء يسوع المسيح وتجسد وجعلنا خِلقة جديدة وعجينة جديدة .. لذلك نحن لنا ولادتين .. ولادة بالجسد وأخرى بالروح– المعمودية – .. ” أنعم لنا بالميلاد الذي من فوق بواسطة الماء والروح “ رفع عنا حكم الموت وأعطانا رصيد حياة أبدية .. نقلنا من الظلمة إلى النور .. وأصبحنا نفعل مشيئة الله والوصايا ونقول له ” أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت .. وشريعتك في وسط أحشائي “( مز 40 : 8 ) إكتشف نصيبك في المسيح يسوع لتفرح لأن ربنا يريد أن يبررنا فنتعزى جداً ربنا يسوع المسيح الذي يبررنا يجعلنا أبرار ويعطينا فهم لتبريره ةربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين