العظات
مفهوم الصداقة
نوِد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع هام يؤّثِر على حياتنا وَعلى نموِنا الرّوحِى بِطريقة غير مُباشرة وَهُوَ الصداقة ، ففِى كثير مِنْ الأحيان يُمكِن أنْ تنمو حياة الإِنسان جِداً وَترتفِع بالله عَنَ طريق الصداقة ، وَالعكس صحيح فمِنْ المُمكِن أنْ تنقلِب حياته وَتزداد خِبراته السلبيّة وَيمُر بِسلسِلة مِنْ المتاعِب بِسبب هذِهِ الصداقة فقد نتعامل مَعَ صديق يُتعِب وَيُخرِب النَفْسَ ، وَعلى العكس فهُناك صديق يرفع وَيُنمِّى النَفْسَ ، [ المُسايِر الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) [ مَنْ يتقِى الرّبّ يحصُل على صداقة صالِحة لأنّ صديقهُ يكون نظيره ] ( بن سيراخ 6 : 17 ) ، وَهذِهِ الآية مِنْ سِفر حِكمة بن سيراخ وَتعنِى أنّك عِندما تتقِى الرّبّ تحصُل على صداقة حُلوة ، لأنّك غالِباً سوف تبحث عَنَ صديق يكون نظيرك ، وَأنت تُحِب الله وَتخافه وَبالتالِى سوف تُحاوِل أنْ يكون صديقك نظيرك ،[ الصديق الأمين دواء الحياة وَالّذين يتّقون الرّبّ يجِدونهُ ] ( بن سيراخ 6 : 16 ) ، فالّذى يتقِى الرّبّ سوف يجِد الصديق الجيِّد وَلقد ثبت لنا ياأحبائِى أنّ تأثير الصداقة على الفرد أكبر بِكثير مِنْ تأثير البيت ، وَمِنْ تأثير الكاهِن ، وَمِنْ تأثير الدراسة ، فهو أثر خطير جِداً ، لِدرجِة أنّك تسمع المثل المعروف وَالّذى يقول ( الطيور على أشكالِها تقع ) ، حيثُ أنّ صديقك يُعبِّر عَنَ شخصيتك ، وَهُناك مثل آخر يقول ( قُل لِى صاحبك مَنَ أقول لك مَنَ أنت ) ، فلنفرِض أنّ هُناك شخص يُعرِّفك بِنَفْسَه وَأنت لاَ تعرِفه ، فسوف تسأله عَنَ أصحابه ، وَمِنْ خِلال نوعيّات أصحابه سوف تكتشِف شخصيتهُ فليس مِنْ المعقول أنْ تكون إِنسان مُتفّوِق دِراسياً ، وَأخلاقك مُرتفِعة ، وَإِنسان مُحِب للنمو ، وَناضِج فِكريّاً ، وَأنْ تُعاشِر شخص فاشِل دِراسيّاً ، وَأخلاقه ليست جيِّدة ، وَتصرُّفاته رديئة ، وَلِسانه سىّء ،فهذا غير مُمكِن لأنّك تُحِب أنْ يكون هُناك سِمات مُشتركة بينك وَبين صديقك وَفِى الحقيقة فإِنّ الصداقة مُهِمّة جِداً ، حيثُ أنّ الإِنسان مخلوق إِجتماعِى لاَ يستطيع أنْ يعيش بِمُفردهُ ، فهو يُحِب أنْ يعيش مَعَ الآخرين ، وَأنْ تكون عواطِفهُ مُشبّعة ، وَأنْ يكون لهُ رفيق فرّبّ المجد مُنذُ بدء الخليقة عِندما خلق آدم قال [ وَقال الرّبُّ الإِله ليس جيِّداً أنْ يكون آدم وحدهُ 0 فأصنع لهُ مُعيناً نظيرهُ ] ( تك 2 : 18 ) ، فالله لاَ يُريد أنْ تكون بِمُفردك ، وَأنْ تُواجِه مشاكِلك بِمُفردك ، وَ لاَ أنْ تتضايق وَتفرح بِمُفردك ، فيجِب أنْ يكون هُناك مَنْ يُشارِكك مشاعِرك مِنْ خِلال شخص قريب مِنك ، وَليس المقصود بِكلِمة [ مُعين نظيره ] أنْ تكون المرأة فقط ، بل تعنِى أنْ يكون هُناك شخص نظير لك يُعينك ، فليس مِنْ الضرورِى أنْ تكون إِمرأة ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك يُعينك وَلننظُر لِرّب المجد يسوع عِندما عيّن التلاميذ ، حيثُ جعلهُم مجموعة ، وَقسّم هذِهِ المجموعة لِمجموعات ، وَكُلّ مجموعة كانت تنقسِم لِمجموعتين ، فَلَمْ يكُن يُرسِل شخص بِمُفرده ، وَكان يقول[ إِثنان خير مِنْ واحِد لأنّهُ إِنْ وقع أحدهُما يُقيمهُ رفيقهُ ] ( جا 4 : 9 – 10 ) وَلِذلِك فالصداقة مُهِمّة جِداً ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك ، وَهكذا فِى حياتك ، فالطبيب يكون فِى حاجة لِمُعين نظيره ، طبيب مِثله يكون قريب مِنهُ فِى الفِكر ، وَفِى الظروف ، بل حتّى فِى المُجتمع الدينِى ، فالشخص الّذى أعطاهُ الله إِتجاه نحو التكريس يجِب أنْ يجِد شخص مُعين نظيره ، يكون مُكرّس مِثله ، وَكذلِك الراهِب يحتاج لِمُعين نظيره ، راهِب مِثله ، وَكذلِك بالنسبة للكاهِن ، فهذا المُعين يكون قريب لِظروفِى وَمشاكِلِى فعِندما تتكلّم مَعَ كاهِن عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك أكثر ، كذلِك عِندما تتحدّث مَعَ صاحبك عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك جيِّداً ، فكُلّ شخص مِنّا فِى حاجة لِمُعين نظيره ، فالصداقة ليست عيباً ، وَليست مرض ، وَ لاَ خطر أبداً ، وَلكِنّها ضروريّة ، لكِن الخطورة تكمُن فِى مَعَ مَنَ تكون الصداقة ؟ حيثُ أنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَتختاره يُحتِّم عليك سلوكيات كثيرة ، وَمِنْ المُمكِن أنْ يدفعك لأعلى ، أو يجعلك تهبُط لأسفل ، وَلنتخيّل مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وسط إِخوتِهِ التلاميذ عِندما وقف ربّ المجد يسوع وَقال لهُم [ وَلمّا جاء يسوع سأل تلاميذه قائِلاً مَنْ يقول النّاس إِنِّى أنا إِبن الإِنسان ] ( مت 16 : 13 ) & ( مر 8 : 27 ) ، وَهُنا نجِد بُطرُس يُصرّح بأجمل تصريح وَيقول [ أنت هُوَ المسيح إِبن الله الحىّ ] ، [ فأجاب يسوع وَقال لهُ طوبى لك يا سمعان بن يونا إِنّ لحماً وَدماً لَمْ يُعلِن لك لكِن أبِى الّذى فِى السموات ] ( مت 16 : 17 ) ، فِى حين نرى بُطرُس فِى أثناء المُحاكمة ، عِندما كان يجلِس بين أُناس أصابت قلوبهُم البرودة تِجاه ربنا يسوع ، وَتِجاه معرفتِهِ ، وَتِجاه محبّتِهِ ، إِنتقلت إِلَى بُطرُس الرسول برودتهُم حتّى أنّهُ أنكرهُ كذلِك الإِنسان يستدفىء فِى وسط جو حار بينما إِذا وُجِد فِى جو بارِد تنتقِل إِليهِ البرودة ، وَلِذلِك يجِب أنْ تختار لك جواً حاراً ، فأنت إِذا أحضرت قِطعة مِنَ الفحم وَوضعتها بِداخِل شورية مُشتعِلة فإِنّ قِطعة الفحم غير المُشتعِلة ستجعل الشورية تُضىء ، فالحرارة تنتقِل إِليك مِنَ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَلنأخُذ مِثالاً آخر أبونا لوط البار ، عِندما كان يحيا مَعَ أبونا إِبراهيم لَمْ نسمع عنهُ مُشكِلة ، وَلكِن عِندما تركهُ وَذهب إِلَى سدوم وَعمورة سمعنا بالمشاكِل ، وَأنّهُ كاد يهلك هُوَ وَأُسرتهُ ، لأنّهُ وضع نَفْسَه فِى وسط جُهنّم لِذلِك نجِد الفلاسِفة وَالعُلماء يقولون أنّ أطول رِحلة فِى حياة الإِنسان هى رِحلة البحث عَنَ صديق ، فأنت مِنْ المُمكِن أنْ تخرُج بِصديق واحِد مِنْ مراحِل عُمرك السابِقة ، تنمو بِهِ ،وَ تُحِب بِهِ الله ، وَتنمو بِهِ إِجتماعيّاً وَروحيّاً وَثقافيّاً ، وَعلى هذا فإِنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ مُهِم جِداً وَلننظُر لأبونا نوح البار وَإِمرأته وَأولاده الثلاثة وَثلاثة مِنْ زوجات أولاده الّذين حفظهُم الله مِنْ الهلاك على الرغم مِنْ إِمكانيّة هلاك إِحدى زوجات أولاده إِذا وُجِدت فِى وسط آخر ، حيثُ هلك جميع أهل بيتِها مِنْ أُمها وَأبيها وَإِخوتها ، إِلاّ أنّ الّذى ضمن لهُم النجاة وَالخلاص الثمانية أنفُس الّذين يقول عنهُم مُعلّمِنا بُطرُس الرسول [ أنّ العالم تجدّد بِهُم ] ، لقد كانوا فِى وِحدة واحِدة معاً ، فإِذا إِنحرف فِكر إِحدى هذِهِ الزوجات إِلَى الشرّ ، فعِندما ترى نوح أثناء الصلاة ، ففِكرها يترد مرّة أُخرى لأنّها رأت نوح يرفع قلبهُ إِلَى الله بالصلاة ، فتقول لِنَفْسَها أنا شكلِى مرتِكبه شىء خطأ وَحضيع ، أنا يجِب أنْ ألحق نَفْسَى ، وَمِنْ المُمكِن أنّ أحد أولاد نوح يأتِى لهُ غرور العالم ، وَيشِدّه العالم ، لكِن عِندما يرى أهله مجموعة مُتماسِكة ، وَيرى نوح يتعب فِى بُناء السفينة ، فيقول يجِب أنْ أعتدِل وَأتعقّل ، لأنّ[ المُساير الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) ، فإِنّ الوسط الّذى يعيش الإِنسان فيهِ يؤّثِر عليه فإِنّ أبونا إِبراهيم نَفْسَه أبو الآباء عِندما وُضِع فِى وسط بِهِ فتور وَذهب أرض مِصر فكذِب ، فإِنّ أبونا إِبراهيم أبو الآباء وَأبو الإِيمان فهو مضرب المثل فِى الإِيمان كُلّه ، فعِندما كذب وَقال أنّ سارة أُخته وَليست زوجتة ، فإِنّهُ خاف لأنّهُ وقع فِى وسط شعب لاَ يخافوا ربِنا ، فكذِب فإِنّ الوسط الّذى يُحيط بالإِنسان يؤّثِر عليهِ جِداً ، فإِنّ الإِنسان فِى يدِهِ أنْ يختار الوسط الّذى يعيش فيهِ ، فهُناك أُمور لاَ تكون بيد الإِنسان ، وَلكِن ليست كُلّها ، فهُناك أُمور بيد الإِنسان ، لِذلِك أنّ إِختيار الإِنسان لِصديقه هُو أمر بيدِهِ ، لكِن الوسط الّذى حول الإِنسان يجِب أنْ يُقدِّسه ، وَيتمسّك بِربِنا ، فَلاَ يكون هُناك عيب عِندما يقوم الإِنسان بأختيار أصدقائه فرّبّ المجد يسوع المسيح قام بإِختيار تلاميذه الأثنى عشر ، وَالسبعين رسول ، وَأنّ ربّ المجد بِنَفْسِهِ كان لهُ ثلاث أشخاص مِنْ تلاميذه مُقرّبين لهُ جِداً ( بُطرُس وَيعقوب وَيوحنا ) ، وَكان لهُ واحِد أكثر إِقتراباً مِنْ الثلاثة وَهُوَ يوحنا ، فكان يُقال على يوحنا[ فألتفت بُطرُس وَنظر التلميذ الّذى كان يسوع يُحِبّهُ يتبعهُ ] ( يو 19 : 26 )( يو 21 : 20 ) ، وَلَمْ يُقال أنّ يوحنا هُوَ الّذى كان يُحِب يسوع ، فكُلّ النّاس كانت تُحِب يسوع ، لكِن يوحنا كان مُميّز بالنسبة لِيسوع ، فكان يسوع يُحِبه ، فَلاَ يكون مِنَ العيب أنْ يكون لِكُلّ شخص ناس كثيرة يعرفهُم ، وَلكِن هُوَ لهُ فرد مُقرّب إِلَى قلبِهِ لِذلِك يُقال فِى سِفر الحِكمة[ ليكُن المُسالِمون لك كثيرين ، أصحاب سرّك مِنْ الألف واحِد ] ( بن سيراخ 6:6 ) ،ولاَ يكون أىّ واحِد تتأّثِر بِهِ ، وَتسير معهُ ، وَتستجيب لِكلامه ، فإِنّ الصداقة هى شىء غالِى وَسامِى ، فيقول الكِتاب المُقدّس [ 00وَلكِن يوجد مُحِب ألزق مِنْ الأخ ] ( أم 18 : 24 ) ، فِعلاً يوجد أشخاص مُحبين ألصق مِنْ الأخ ، فإِنّ فِى الأسبوع الماضِى جاء شخص مِنْ الخارِج وَهُوَ مكث خمسة وَعشرون عاماً خارِج مصر ، فهذِهِ مُدّة طويلة جِداً ، وَأنّ كُلّ أعماله الخاصّة وَأسراره مَعَ صديق لهُ وَليس أخوه ، فإِنّهُ يعمل لهُ توكيل وَيبيع وَيشترِى وَلهُ حق التصرُّف ، فقام صديق هذا الشخص بِشراء عقار لهُ ، فذهبنا معاً لِنراه ، وَأنّ هذا الشخص الّذى جاء مِنْ السفر لَمْ يراه مِنْ قبل ، وَقال لِى أنّ صديقِى هذا إِشترى لِى مِنْ قبل عقار مِثل هذا وَلكِنّهُ قام ببيعه حتّى يُحقِّق رِبح لِى ، فإِنّ كُلّ أمواله تحت تصرُّف هذا الصديق وَهُوَ يستثمِرها ، فإِنّ هذا الصديق كما قال الكِتاب [ أنّهُ ألزق مِنْ الأخ ] فيجِب أنْ نسعى حتّى نجِد صداقة بِهذِهِ الشروط ، يجِب أنْ نسعى فِى البحث عَنَ صديق بِهِ شروط جميلة ، وَبِهِ يُقرِّبنا إِلَى ربِنا ، وَيُساعِد هذا الصديق صديقه فِى الإِشتعال بروح ربِنا ، وَنشعُر بعمل الله فِى حياتنا فيقول الكِتاب المُقدّس عَنَ لابان الّذى هُوَ خال يعقوب ، أنّهُ لَمْ يكُن يعرِف ربِنا ، فهو كان عابِد للوثن ،وَلكِن عِندما جاء يعقوب إِلَى لابان فأنّهُ تأثّر بِيعقوب جِداً وَقال لهُ[ فقال لهُ لابان ليتنِى أجِد نعمةً فِى عينيك 0 قَدْ تفاءلت فباركنِى الرّبُّ بِسببِك ]( تك 30 : 27 ) ، وَكان يُحِب أنْ يمكُث معهُ دائِماً ، وَكان لاَ يُريده أنْ يُسافِر وَيترُكهُ ، وَلكِن عِندما يعقوب ذهب لهُ كانت مُجرّد زِيارة مهما طالت وَسوف ينتهِى وقتها وَأيضاً فوطِيفار بيتهُ تبارك بِيوسِف ، فمِنَ المُمكِن أنْ تنتقِل إِليك بركِة ربِنا عَنَ طريق صديق ، وَمِنَ المُمكِن معرِفة ربِنا تدخُل إِلَى قلب الإِنسان وَمخافِة ربِنا عَنَ طريق الصديق ، وَيكون لها تأثير قوِى أكثر مِنَ العِظات ، وَأكثر مِنْ تأثير أبونا ، وَأكثر مِنْ تأثير البيت ، فإِنّ الصديق يكون لهُ تأثير شديد جِداً ، فإِنّهُ أثر رهيب لِذلِك تجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يؤثّر فِى النّاس الّذين حولهُ وَيكونوا كُلّهُم أصحابه ، وَيتصادق معهُم ، وَلكِن إِحذر لأنّك لابُد أنْ تجتهِد وَأنْ تُدقِّق وَتتعب حتّى تجِد هذا الصديق ، فإِنّ [ المُكثِر الأصحاب يُخرِّب نَفْسَه ] ( أم 18 : 24 ) ، بِمعنى إِذا لَمْ يُدقِّق الإِنسان فِى إِختيار صدقاته وَيسير مَعَ أصدقاء كثيرين ، فإِذا كان أحد الأصدقاء يستمِع إِلَى أغانِى وَهذا الشخص يسير معهُ ، وَصديق آخر لِنَفْسَ الشخص يُريد أنْ يتفسّح وَهُوَ يسير معهُ أيضاً ، وَهكذا فإِنّ كُلّ مِنَ هب وَ دب مِنْ أصدقائه يفعل أىّ شىء وَهُوَ يسير معهُ ، مُنقاد معهُم ، فَلاَبُد أنْ تكون الصداقة لشخص يكون الإِنسان يشعُر فِعلاً أنّهُ مِنْ الله ، وَيُنمّيِه وَ يُثبِّت مخافِة الله داخِل قلبه فهُناك نموذج للصداقة فِى الكِتاب المُقدّس فِى سِفر صموئيل الأول 19 : 4 - 6 فهو نموذج قوِى جِداً عَنَ الصداقة ، وَهُوَ صداقِة داوُد مَعَ يوناثان ، فكان هُناك حُب رائِع يربُطهُم معاً ، لِدرجِة أنّ شاوُل الملِك أبو يوناثان كان مُتضايِق جِداً مِنَ هذِهِ الصداقة التّى بينهُم ، فكان شاوُل يقول لِيوناثان أنّ داوُد هذا المُنافِس لك على المملكة وَالحُكم ، يجِب أنْ تُراجِع نَفْسَكَ فِى هذِهِ الصداقة [ وَتكلّم يوناثان عَنْ داوُد حسناً مَعَ شاوُل أبيهِ وَقال لهُ لاَ يُخطِىء الملِك إِلَى عبدِهِ داوُد لأنّهُ لَمْ يُخطِىء إِليك وَلأنّ أعمالهُ حسنة لك جِدّاً 0فإِنّهُ وضع نَفْسَهُ بِيدِهِ وَقتل الفلسطينىَّ فصنع الرّبُّ خلاصاً عظيماً لِجميع إِسرائيل 0 أنت رأيت وَفَرِحْتَ 0 فلِماذا تُخطِىء إِلَى دمٍ برِىءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سببٍ 0فسمِع شاوُل لِصوت يوناثان وَحلف شاوُل حىٌّ هُوَ الرّبُّ لاَ يُقتلُ] ( صموئيل الأول 19 : 4 – 6 ) فكان يوناثان يُدافِع عَنَ داوُد دائِماً أمام أبيهِ الملِك شاوُل الّذى كان يُريد أنْ يقتُلهُ ، وَلِدرجِة أنّ ذات مرّة دبرّ شاوُل مكيدة لِيقتُل فيها داوُد ، وَعِندما علِم يوناثان بِذلِك الأمر ، فذهب لِيُخبِر داوُد عَنَ هذِهِ المكيدة ، وَقال لهُ أنّ أبِى شاوُل يُريد أنْ يقتُلك ، إِهرب ، وَعِندما غضب شاوُل مِنْ يوناثان إِبنِهِ جِدّاً ، فقال شاوُل لإِبنِهِ [ فحمى غضب شاوُل على يوناثان وَقال لهُ ياإِبن المُتعوِّجةِ المُتمرِّدَةِ أما علِمت أنّك قَدِ إِخترت إِبن يسَّى لِخزيِكَ وَخِزىِ عورة أُمِّك ]( 1 صم 20 : 30 ) فإِنّ شاوُل قام بِشتم يوناثان ، فإِنّ يوناثان قام بِتفضيل داوُد وَصداقتِهِ عَنَ المملكة ، لأنّ الشعب كان يُحِب داوُد أكثر ، وَكانوا يُريدوا أنّ داوُد يكون ملِك عليهُم ، وَأمّا شاوُل كان يُريد أنْ يكون إِبنهُ هُوَ الملِك ، فكان داوُد هُوَ مُنافِس لِيوناثان على الحُكم ، وَشاوُل كان مُتأزِم مِنَ هذِهِ الصداقة ، لأنّهُ كان لاَ يُريد أنّ داوُد هُوَ الّذى يحكُم بل كان يُريد إِبنهُ فكان شاوُل يقول لِيوناثان [000 وَالآن أرسل وَأتِ بِهِ إِلىَّ لأنّهُ إِبنُ الموتِ هُوَ ]( 1 صم 20 : 31 ) ، [ فأجاب يوناثان شاوُل أباهُ وَقال لهُ لِماذا يُقتلُ 0ماذا عمِلَ ]( 1 صم 20 : 32 ) ، فغضِب شاوُل وَأمسك بِرُمح وَضربهُ بِهِ ، إِلاّ أنّهُ نجا مِنهُ ، فإِنّ شاوُل كان غيور على المملكة التّى ستضيع مِنَ إِبنِهِ بِسبب داوُد ، أمّا يوناثان فكان سعيد بِهذِهِ الصداقة حتّى إِذا ضحّى بالمملكة وَعِندما جاء خبر موت يوناثان لِداوُد ، فإِنّهُ حزِن جِداً ، وَقال داوُد[ قد تضايقتُ عليك يا أخِى يوناثان كُنتَ حُلواً لِى جِداً 0 محبَّتُكَ لِى أعجبُ مِنْ محبَّة النّساء] ( 2صم 1 : 26 ) ، [ كيف سقط الجبابِرة وَبادت آلات الحربِ ]( 2 صم 1 : 27 ) فإِنّ هذِهِ الصداقة كانت عميقة جِدّاً وَمليئة بالمحبّة مِنْ شروط الصداقة الأمينة أنْ تكون بعيدة عَنَ الأنانيّة ، بعيدة عَنَ الذاتيّة وَالنفعيّة ، وَلكِن مِثال الصداقة هذا بعيد جِداً عَنَ الأنانيّة ، فإِنّها عِلاقة وفيّة جِدّاً حتّى الموت ، فإِنّ كُلّ إِنسان يجِب أنْ يبحث عَنَ صداقة فِى هذا المُستوى ، فَلاَ يكون أىّ شخص يستحِق أنْ يكون صديق ، يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء وَإِحترام وَمحبّة وَمُشاركة ، هذِهِ هى شروط الصداقة ، التكافوء ، فعِندما يقوم الشخص بإِختيار صديق يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء فِى الفِكر وَالأخلاق وَالبيئة وَالثقافة وَالرّوحيات ، إِنْ كان هُناك فِى إِختلافات بين داوُد وَ يوناثان فِى الشكل ، أمّا الجوهر فهُم كانوا مُتكافِئين ، نَفْسَ القوّة وَالشجاعة وَالوفاء ، هذِهِ هى شروط الصداقة هذا هُوَ فِعلاً المُحِب الألصق مِنَ الأخ ، لِذلِك أمر مُهِم جِدّاً أنْ يبحث الإِنسان عنهُ ، أنْ يكون للإِنسان إِنفتاح على شخصيّة صديقه ، وَيكون يعرِفهُ جيِّداً ، وَيرتاح لك وَأنت ترتاح لهُ ، وَتتبادلوا الأسرار وِبِكُلّ إِطمئنان ، وَتقدِر أنْ تتكلّم معهُ عَنَ مشغولياتك وَأحزانك وَأفكارك فِى المُستقبل ، وَهُوَ يكشِف لك نَفْسَ الأُمور ، وَترتاحوا مَعَ بعضكُم لِبعض ، وَيكون الرباط الّذى بينكُم يكون رباط روحِى ، وَ لاَ تكون مُجرّد معرِفة سطحيّة وَمعرِفة نفعيّة الحقيقة غير ذلِك ، فأحياناً نُلاحِظ أنّ هُناك إِثنين مِنْ الأشخاص يسيروا مَعَ بعض ، وَنحنُ نقول عليهُم أصدِقاء ، لكِن الحقيقة فِى العِلاقة التّى بينهُم توجد غيرة بينهُم ، وَ مُجرّد أحدهُم يشترِى أىّ شىء الآخر يُقلِّدهُ مُباشرةً ، وَيشترِى نَفْسَ الشىء مِثلهُ ، وَيكون بينهُم صِراع ، فهذِهِ ليست محبّة حقيقيّة ، وَ لاَ تُسمّى بالصداقة أبداً القديس بولس الرسول كان لهُ صديق ، وَهذا الصديق نفعهُ جِداً وَهُو برنابا الرسول ، وَكان برنابا الرسول سِنّهُ كبير إِلَى حدٍّ ما وَأكبر سِنّاً مِنْ بولس الرسول ، وَبرنابا الرسول كان خال القديس مرقُس الرسول ، فمعنى ذلِك أنّهُ أكبر سِنّاً ، وَأطّلع برنابا على بولس وَصادقهُ وَعرِف ما يدور فِى ذهنِهِ وَأفكاره ، وَأطّلع على مراحِل تغييره وَعلى توبتِهِ ، وَوثِق فيِهِ ، أمّا بقيّة الرُسُل فكانوا يخافوا مِنْ بولس وَيرتابوا مِنهُ بِسبب ماضيه وَقلِقين مِنهُ وَمستغربين جِدّاً لهُ ، وَمستغربين لِتحّولِهِ ، وَلَمْ يرتاحوا لهُ أبداً ، وَلَمْ يقدِروا أنْ يُصدِّقوا التحوّل الّذى حدث لهُ ، وَلكِن الّذى توسّط لِشاوُل ( بولس ) للتلاميذ هُوَ برنابا وَقال لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَهُوَ وثق فِى بولس جِدّاً وَجلس مَعَ التلاميذ أولاً وَبدأ يتكلّم معهُم حتّى يطمئِنوا لِبولس قبل ما يدخُل بِبولس عليهُم ، وَعِندما دخل لهُم بولس وجدهُم مُرتابين ، وَبدأ هُوَ يتكلّم معهُم عَنَ عمل ربِنا معهُ ، وَيُعلِن لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَلكِن الّذى سهلّ هذا الموضوع بالنسبة لِبولس هُو برنابا وَصداقتهُ مَعَ برنابا الصداقة لابُد أنْ يكون فيها إِحساس روحِى مُتبادل ، وَكُلّ صديق يشعُر بأنين صديقه وَبإِحتياجاته ، وَتكون صداقة فيها مُشاركة وَإِرتقاء وَإِرتفاع ، فيشعُر أنّ حُزنِى حُزنه ، أحترمه وَأحترِم همومه ، وَيحترِم هُو الآخر هُمومِى ربّ المجد يسوع وجدناهُ صديقاً صدوقاً لِكُلّ أحد ، وجدناهُ يذهب لِيُشارِك النّاس فِى أفراحها ، وَليس مُجرّد حُضوره للعُرس ، وَلكِنّهُ يُشارِكهُم إِحتياجاتهُم فِى العُرس ، هُناك أشخاص يذهبون للأفراح فقط ، وَلكِن هُناك أشخاص يذهبوا للفرح وَيُشاركوا أهل الفرح فِى إِحتياجاتهُم ، فهُناك مُشاركة مِنْ ربّ المجد وَوصلت هذِهِ المُشاركة أنّهُ صعبِت عليهِ جِدّاً أرملة نايين التّى كانت تبكِى على وحيدها الّذى مات فصعب عليهِ جِدّاً هذا المشهد وَشاركها حُزنها ، وَوضع يدهُ على النعش وَأقام الصبِى الميِّت وَدفعهُ إِلَى أُمِهِ ، فإِنّهُ يصعب عليهِ جِدّاً أنْ يرى هذِهِ الأرملة حزينة لِوفاة إِبنها وحيدها فهو صديق يُشارِك النّاس أحزانها وَأفراحها بِوفاء وَحُب ، إِنّهُ صديق إِلَى درجة دفعتهُ أنْ يُشارِك الإِنسان فِى ألمه وَحُزنه وَفرحه ، لِدرجِة أنْ قيل على ربّ المجد أنّهُ بكى على قبر لِعازر ، فهو صديق مُشارِك إِيجابِى كان هُناك صداقة عميقة جِدّاً جِدّاً بين القديس أنطونيوس وَالقديس بولا ، وَعِندما كانوا يتكلّموا معاً كانوا يتحدّثوا فِى أحاديث ليست مِثل أحاديثنا العاديّة ، بل كانوا يتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور ، وَالعِلاقة التّى بين القديس أنطونيوس وَالقديس أثناسيوس ، الّذى جعل القديس أثناسيوس يُهدِى القديس أنطونيوس حُلّتهُ الكهنوتيّة الغالية عليه جِدّاً جِدّاً ، وَأنّ القديس أنطونيوس لاَ يُخبِر أحد عَنَ نياحتِهِ إِلاّ للقديس أثناسيوس ، فهى صداقة روحيّة عميقة وَلنتطرّق لِعلاقِة القديس أنطونيوس مَعَ القديس دِيديموس الضرير ، وَالّذى عِندما شعر بِهِ القديس أنطونيوس أنّهُ مُتضايِق وَحزين وَأستفسر عَنَ سبب حُزنِهِ وَتغيُّرِهِ ، نجِد أنّ القديس يقول له : إِنّهُ كان يتمنّى أنْ يراه وَهُوَ لأنّهُ ضرير لاَ يستطيع أنْ يراه ، فقال لهُ لاَ تحزن يا صديقِى دِيديموس لأنّك حُرِمت مِنْ نور البصر الّذى بِهِ نُعايِن الحشرات وَالحيوانات ، بل تهلّل لأنّ الله قَدْ منحك العين الباطِنيّة وَنور البصيرة التّى بِها تُشارِك الملائِكة فِى رؤيّة الله ، وَلقد كان القديس دِيديموس علاّمة مِنْ عُلماء اللاهوت ، وَ لازال فقد أسّس مدرسة لاهوتيّة فَلاَبُد أنّ كُلّ إِنسان يأخُذ باله جِدّاً مِنَ الصداقة ، ففِى سِفر العدد كان هُناك إِثنين أحّبوا أنْ يُمارِسوا الكهنوت دون أنْ يكونوا مِنَ سِبط لاوِى ، وَهُم قورح وَداثان ، فربِنا أهلكهُم وَأبادهُم ، فقال لهُم موسى النبِى [ فكلّم الجماعة قائِلاً إِعتزِلوا عَنْ خِيام هؤُلاء القوم البُغاة وَلاَ تمسُّوا شيئاً مِمّا لهُمْ لِئلاّ تهلكوا بِجميع خطاياهُمْ ] ( عد 16 : 26 ) ، فكان موسى يُحذّرهُم أنْ يبعِدوا عَنَ هؤلاء النّاس حتّى لاَ يهلكوا مِنْ خطاياهُم ، فيقول فِى رِسالة كورنثوس[ لِذلِك أُخرُجوا مِنَ وسطِهِم وَأعتزِلوا يقولُ الرّبُّ وَ لاَ تمسّوا نجِساً فأقبلكُمْ ]( 2 كو 6 : 17 ) ، فإِذا وُجِدت فِى وسط مُتعِب وَأنّ هُناك أُناس ليس فيهُم مخافِة الله فلتبتعِد ، وَفِى سِفر الرؤيا يتكلّم عَنَ مدينة بابِل الشرّيرة فيقول [ ثُمّ سمِعتُ صوتاً آخر مِنْ السماء قائِلاً أُخرُجوا مِنها يا شعبِى لِئلاّ تشترِكوا فِى خطاياها وَلِئلاّ تأخُذوا مِنْ ضرباتِها ] ( رؤ 18 : 4 )فلتكُن أنت أيضاً كذلِك ، فإِذا وجدت مجموعة ليس فيها مخافِة الله ، وَلديها ميول وَأفكار رديئة ، أُخرُج مِنها لئلاّ تأخُذ مِنْ ضرباتِها ، وَيُقال عَنَ خاطىء كورنثوس وَهذا كان إِنسان لهُ خطايا جسديّة وَكان شرّير ، وَلقد حكم عليهِ القديس بولس الرسول بالعزل وَالحرمان ، وَلكِنّهُ نصح الشعب قائِلاً [أنْ لاَ تُخالِطوا وَ لاَ تُؤاكِلوا مِثلَ هذا ] ( 1كو 5 : 11 ) ، أىّ لاَ تتكلّموا معهُ وَ لاَ تأكُلوا معهُ ، يجِب أنْ يتِم الإِبتعاد عَنَ هذا الشخص ، فهُناك خطورة شديدة فِى موضوع الصداقة وَسوف أُعطيك نموذج عَنَ أثر الصداقة فِى حياتنا ، فمِنَ أكثر الأُمور التّى كانت مُشجِّعة القديس أُوغسطينوس على الشرّ هُوَ أصدقائه ،وَمِنَ أكثر الأُمور التّى أخّرت توبتِهِ وَالتّى جعلتهُ يتمادى فِى الشّرور هى الصداقة ، فسوف نتعرّض لِجُزء مِنْ الإِعترافات التّى إِعترفها القديس أُوغسطينوس [ كان الخجل يعترينِى فيما لو قصّرت عَنَ رُفقائِى فِى إِتيان الفواحِش ] ، أىّ كان ينكسف مِنَ نَفْسَه إِذا إِرتكب شرّ أقل مِنَ أصدقائه [ كانت الفواحِش مبعث إِفتخارنا ] ، أىّ كانوا يتباهون أمام بعضهُم بالفواحِش ، وَكُلّ واحِد مِنهُم يُريد أنْ يتغلّب على الآخر فِى خطاياه [ أنا كُنت أتحاشى الذنب بإِرتكابِى الآثام وَحتّى لاَ تكون طهارتِى مجلبة لِعارِى ، هكذا كان العدو يرفُصنِى بِرجليه وَيدفعنِى إِلَى الهاوية ] فذات مرّة كان هُو وَأصدقائه مرّوا على حديقة بِها شجرِة كُمثرى ، فقال لهُم هيّا لِنسرِق ، فأُعجِبوا بالفِكرة ، أمّا أُوغسطينوس فكان والده غنِى ، وَكان لديهِ شجر أفضل مِنَ هذا مئة مرّة ، لكِنّهُ كان يسرِق شجر النّاس ، فيقول [ سرقت ما كُنت أملُك أفضل مِنهُ ] ، فهو كان يسرِق أشياء هُوَ كان يملُك أفضل مِنها ، لاَ طمعاً فِى المسروق عينِهِ بل حُبّاً فِى السرِقة وَالإثم ، لو كُنت وحدِى ما أقدمت على كُلّ ذلِك ، وَلكنِّى إِندفعت مرضاةً لِرفاق شاركتهُم فيها ، فلولاَ أصدقائه ما كان تجرّأ على فِعل كُلّ هذا فكانوا يسرِقوا الأشياء وَكان هُو لاَ يستخدِمها لأنّهُ لاَ يحتاج إِليها لأنّهُ غنِى ، فكانت الأشياء التّى يسرقها كان يُعطيها للكلاب وَالخنازير أو يرميها ، لِذلِك نُلاحِظ أنّ الشخص دائِماً يؤّثِر عليه المُحيط الّذى هُوَ فيه ، فكان القديس أُوغسطينوس طهارته مُجلِبة لِعاره فإِذا تصادق ولد مَعَ ولد آخر وَسألهُ هل تعرِف الأمر الفُلانِى ؟ فيكون الجواب بِكلِمة لأ ، فيتِم التريئة عليه وَيُقال لهُ إِنت منين ؟ وَمُمكِن تتِم التريئة عليه ، وَيُقال لهُ خلّيك جنب ماما وَيتغاظ وَيغضب هذا الولد لأنّهُ شاب فإِذا قال لهذا الشاب أحد أصدقائه هل شاهدت كذا ؟ فيسأل ما هُوَ كذا هذا ؟ فيقول لهُ لمّا تكبر ياشاطِر تعرِف إِيه هُوَ كذا ، فيغتاظ أكثر هذا الشاب ، فيكون شعور الشاب الداخِلِى أنّهُ يُريد أنْ يعرِف وَيُحِب أنْ يُشاهِد ، وَيكون فِى مُستوى معرِفة أصدقائه ، وَيُحِب أنْ يستمِع إِلَى كلامهُم لِيعرِف كُلّ هذِهِ الأُمور وَهُناك يكون فارِق بين شاب آخر يتصادق مَعَ شاب مِثلهُ ، وَيُحِب القُدّاس ، وَيُحِب التسبحة ، وَيُحِب الكِتاب المُقدّس ، وَعِندما يمشِى معهُ يكون الكلام بينهُم عَنَ البِر وَالتقوى ، وَيتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور وَالأحاديث التّى ترتفِع بِهُم إِلَى أعلى ، فهُناك فرق وَهذا هُوَ ما حدث بالضبط مَعَ القديس أُوغسطينوس ، وَلِذلِك نجِد أن القديس حدثت لهُ صدمة عِندما سمع بِوفاة أحد أصدقائه ، وَالّذى كان يظُن أنّ الدُنيا لاَ تقدِر عليهُم ، وَظلّ يُفكِّر عمّا سيكون نصيب مِثل هذا الشخص ، وَفكّر فِى أنّهُ أيضاً سوف يموت ، وَكره الموت جِداً وَخاف مِنهُ كثيراً ، وَعِندما بدأ ينتبِه وَبدأ فِى مُصاحبِة أشخاص تخاف الله وَرأى أشخاص مِنْ نَفْسَ سِنّه لديها إِشتياقات بتوليّة وَرهبنة ، وَبدأ فِى مُعاشرتهُم ، وَرأى فيهُم سلوكيات جديدة وَإِهتمامات جديدة ، لِذلِك يقول [ إِزددت حُبّاً جِداً لهُم ، وَبِقدر ما إِزددت حُبّاً لهُم إِزددت كُرهاً وَبُغضاً لِنَفْسِى وَلماضىّ وَأيقنت كم كُنت صغيراً عِندما سِرت مَعَ أُناس تخاف الله وَفيها معرِفة الله ] لِذلِك صارت حياته وَكِتاباته سنداً وَنوراً وَسِراجاً لِكُلّ تائِب ، وَلِكُلّ مُشتاق ، وَلِكُلّ نَفْسَ تُريد أنْ تحيا مَعَ الله فلتُراجِع نَفْسَكَ مَعَ أصحابك ، وَخيراً لك أنْ تكون بِمُفردك عَنَ أنْ يكون لك أصحاب مِثل أصحاب أُوغسطينوس ، لأنّنا نجِده قال[ إِذا كُنت وحدِى لَمْ أكُن لأُقدِم على فِعل أشياء مِثل هذِهِ ] فنادِراً ما نجِد شاب تورّط فِى أىّ خطيّة بِمُفرده ، فللأصدِقاء تأثير فِى ذلِك ، وَلقد قال الكِتاب المُقدّس [ لاَ تضِلّوا فإِنّ المُعاشرات الرديّة تُفسِد الأخلاق الجيّدة ] ( 1 كو 15 : 33 ) ، فحتّى إِذا كانت أخلاقك جيِّدة فلتُدقِّق جيِّداً فِى مُعاشراتك ، وَلتختار شخص أحسن مِنك لِتمشِى معهُ يرفعك وَيُنمّيك ، وَلتبحث عَنَ صديق يُنّمِى فيك الأُمور الناقِصة عِندك ، وَيجذِبك إِلَى أعلى ، وَلتجتهِد فِى ذلِك أمّا إِذا كُنت سعيد بأنّك تسير مَعَ مَنَ هُم أقل مِنك فإِنّك تؤّثِر على نَفْسَكَ بالسلب ،وَ تقضِى عُمرك وَسنينك تمُر مِنك فِى لاَ مُبالاه ، هذا بالإِضافة لتأثيرها السلبِى عليك وَالّذى يكون خطير جِداً أرجوك بنعمِة ربِنا أنْ تبحث لك عَنَ صداقة وَعَنَ وسط تعيش فيهِ ، يُنّمِيك وَيرفعك لِكى يكون مِنَ المُمكِن أنْ تُصبِح صداقاتك مُفتاح لإِنطلاق فِى حياة مَعَ الله ، فربِنا يسوع المسيح صديقنا وَمُخلِّصنا الّذى أتى إِلينا فِى شكلِنا وَفِى ذُلِّنا يُعرِّفنا كيف نختار صديق يسنِدنا فِى طريق جِهادنا ، وَيُعطينا نموذج حلو كى نرتفِع بِهِ وَنصِل بِهِ إِلَى أعماق الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين
معوقات التغيير
نقرا جُزء مِنَ رِسالة مُعلّمِنا بولس الرسول إلى أهل رومية إِصحاح 12 عدد 1 : 5 بركاته على جميعنا آمين :[ فأطلُب إِليكُم أيّهُا الإِخوة بِرأفِة الله أن تُقدّموا أجسادكُم ذبيحةً حيّة مُقدّسة مرضيّة عِند الله ، عِبادتكُم العقليّة 0 ولا تُشاكِلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم ، لِتختبِروا ما هى إِرادة الله : الصّالِحة المرضيّة الكامِلة 0 فإِنّىِ أقول بالنعمِة المُعطاة لِى ، لِكُلّ مَنْ هُوَ بينكُمْ : أنْ لاَ يرتئىِ فوق مَا ينبغىِ أن يرتئىِ ، بل يرتئىِ إِلَى التّعقّل ، كما قسم الله لِكُلّ واحِدٍ مِقداراً مِنَ الإِيمان 0فإِنّهُ كما فِى جسدٍ واحِدٍ لنا أعضاء كثيرة ، ولكِن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحِد ، هكذا نحنُ الكثيرين : جسد واحِد فِى المسيح ، وأعضاء بعضاً لِبعضٍ ، كُلّ واحِدٍ للآخرِ ] 0 ( رو 12 : 1 – 5 ) فلتحِلّ علينا نعمِته وبركِته مِنَ الآن وكُلّ أوان وإِلَى الأبد آمين فِى دعوة مِنَ الله بالروح القُدس أنّنا نتغيّر ، فالحياة التّى للإِنسان كُلّها قائِمة على التغيير ، مثلاً فِى الدراسة ننتقل مِنَ إِبتدائىِ إِلَى إِعدادىِ إِلَى ثانوى إِلَى جامعة ، الجسد يتغيّر النمو يتغيّر وخلايا الجسم تتغيّر ، كذلِك دم الجسم يتغيّر فلهُ دورة مُعيّنة فِى الجسم فالدم يتجدّد خِلال 5 أو 6 شهور 000وهكذا ينمو الجسم فتنمو الملامح وتتغيّر ، فإِذا كان هُناك تغيير على مُستوى الجسد فيليق أن يكون هُناك تغيير على مُستوى الروح والنِفَس ، فإِن كان الجسد يتغيّر فالنِفَس لابُد أيضاً أن تتغيّر ، فإِذا تخيّلنا عِند التغيير على مُستوى كُلّ الأمور إِلاّ مُستوى الروح والنِفَس فأكون ناضِجاً وأنتقِل مِنَ سنة لأُخرى وأتغيّر مِنَ طِفل إِلَى شاب إِلَى شيخ فكُلّ هذا يحدُث لهُ تغيير إِلاّ على مُستوى الروح والنِفَس ، فعِند التغيير على مُستوى الجسد لابُد مِنَ التغيير على مُستوى الروح ، لو أحببت أن أتغيّر فما هى مُعّوقات التغيير ؟ وما هى الأمور التّى تجعلنىِ واقِف بِلا تقدّم ؟
1- عدم مُحاسبة النِفَس 0
2- التساهُل والأعذار والتأجيل 0
3- الخطايا المحبوبة 0
4- قساوة القلب 0
ذات يوم جاء شاب للجلوس مع راهِب فِى الدير لكنّهُ ليس أب إِعترافه ، وأثناء حديث الشاب مع الراهِب كان صامِتاً فتعجّب الشاب مِنَ صمت الراهِب وقال لهُ لِماذا لا تُجيبنىِ ؟ فأجابهُ الراهِب مُنذُ فِترة طويلة وأنا لمْ أراك ، فردّ الشاب مُنذُ سنتين تقريباً ، فأجابهُ وقال مُنذُ سنتين وأنت كسابِقك فيجِب علينا التغيير ، فيُقال [ إِلَى أن نصِل إِلَى مِلء قامة المسيح لِكى تمتلِئوا إِلَى مِلء الله ] 0
1- عدم مُحاسبة النِفَس
التاجِر الّذى لا يجرِد متجرهُ بإِنتظِام والّذى لا يُراجِع نِفَسه وحِساباته فهو قريب مِنَ الخِسارة وبالعكس للتاجِر الناجِح الّذى يجرِد بإِنتظام ليرى مدى مكسبه أجلِس مع نِفَسىِ فأحصُرها وأُحاصِرها وأراجِع نِفَسىِ وأُقيّمِها ، ومُحاسِبة الحواس كالعين والقلب والأفكار والسلوك ، أمور كثيرة تحتاج إِلَى وقفة حازِمة فكُلّ هذا يتكشّف بِمُحاسبة النِفَس فيقول فِى مراثىِ أرميا [ يجلِس وحدهُ ويصمُت ] ، وتتساءل إِلَى متى تظل مربوط بالخطايا وإِلَى متى تكون فِى صِراعات مع نِفَسك ، فالّذى يعرِف ضعفه قريب مِنَ البرء ، فجِلوسك مع نِفَسك فِى ضوء عمل نعمة الله يُمكّنك مِنَ تشخيص مرضك وتقييم أمورك ، فعندئِذٍ تعرِف الخطأ والصواب ماهى السلبيات التّى تحتاج الحد منها ؟ والإِيجابيات التّى تحتاج أن تُنمّيها ؟ فسِرّ رِجوع الإِبن الضال كلِمة [ ورجِع إِلَى نِفَسه وقال كم مِنَ أجير عِند أبىِ يفضل عنهُ الخُبز وأنا هُنا أهلك جوعاً ] ، وأنا مِثله عِندما أعيش الخطيّة لكِن الله منحنىِ نِعمة العقل والتسبيح والشُكر ، فأنا لىِ أن أصير مِثل الملائكة ، لىِ أن أُسبّح وأُمجّد الله ، ولىِ أن أُكرِم الله فِى جسدىِ وأعضائىِ ، فهذهِ هى رسالتىِ وهذا هو عملىِ لِمعرِفة فائدة الجلوس مع النِفَس فإِنّك تعرِفها مِنَ حروبها ومِنَ أكثر الأمور التّى تُحارب بها هى الصلاة بل وأكثر جِلوسك مع نِفَسك ، يقول أحد الآباء القديسين[ أنّهُ سهل عليك أن تشقىِ وتعرق بالجسد مِنَ أن تجلِس مع نِفَسك ] ، فبِمقدار تأجيلك لِجلوسك مع نِفَسك يكون تغييرك بطيئاً أو يكاد يكون غير موجود ، يقول القديس مارِإِسحق [ اليوم الّذى لا تجلِس فيهِ مع نِفَسك ولو إِلَى ساعة لا تحسِبهُ مِنَ عِداد أيام عُمرك ] 0
2- التساهُل والتأجيل والأعذار
مرض مِنَ أخطر الأمراض التّى تكثُر فِى هذا الجيل ، فبوجود المُلحدين فِى صِراع شديد بين الخير والشر أنكروا الخير وعاشوا للشر ، فكانت أفكارهُم أنّ للإِنسان أن يُرضىِ دوافِعه لأنّ الله الّذى أعطاها للإِنسان ، ولكِن إِن كان الله قد خلق فينا الجِديّة فقد خلقها مِنَ أجل خلاص أنفُسنا أبانا إِبراهيم إِدّعى عن سارة أنّهال أُخته وعِندما علموا حقيقتها سألوه لِماذا ؟ فأجابهُم : إِنّىِ علمت إِنّىِ فِى مكان ليس فيهِ خوف الله ، فإِنّهُ كذب ووجد عُذراً لِكذبه فِى قصة صاحب الوزنة الواحدة لمْ يُتاجِر بِها ووجد لِنِفَسه عُذراً أنّ الرجُل صاحِب الوزنات قاسىِ وإِذا تأمّلنا فِى قصة القديسة مارينا الراهبة نجِدها أخفت حقيقتها كإِمرأة مُتخِذة زى الرِجال وعِند إِتهامهُم لها صمتت ولمْ تُدافِع عَنَ نِفَسها وقالت : إِنّىِ شاب وقد أخطأت ، وطُرِدت مِنَ الدير ثلاث سنوات مُعتنِيّة بالطفل حتى عادت ولكِن مع تنفيذ أحقر الأعمال وإِكتشفوا حقيقتها يوم نياحتها فخطأ كبير أن أمنح لِنِفَسىِ الأعذار ، ألِمْ يكُن يوسِف الصدّيق بأصعب الظروف ، وبالمِثل مارِجرجس ودانيال ، ألِمْ يكُنْ كُلّ هؤلاء بأصعب الظروف ، والكنيسة بِكُلّ نماذِجها أيضاً فهل كُلّ هؤلاء ضيوف شرف ؟فكثيراً ما نجِد نماذِج تُوبّخ الإِنسان مِثل متى العشّار الجالِس على مكان الجِباية فيمُر يسوع ويقول لهُ إِتبعنىِ فللوقت ترك كُلّ شىء وتبِعهُ ، وكذلِك بُطرُس ويعقوب حينما تركا شِباكهُما وتبِعاه يُقال على الخِصى الحبشىِ أنّهُ كان يقرأ الإِنجيل بِعدم فهم قائِلاً[ مِثل شاه تُساق للذبح وكنعجة صامِتة أمام جازيها ] ،فمرّ فيلُبّس الرسول وسألهُ [ عمنّ يتكلّم عَنَ نِفَسه أم عَنَ آخر ؟ ] ، وشرح لهُ أمور الكِتاب المُقدّس مِن التجسُدّ وحتى الصليب ، فبِبساطة أجابهُ [ هُوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمِد الآن ؟ ] 0
3- الخطايا المحبوبة
هى التّى تربُط الإِنسان وتجعله يظُن أنّهُ حُر فهى تزّل الإِنسان وسببها داخِل القلب وليست فِى الظروف المحُيطة فهى تُعطّل النمو وتُشبه الحجر الّذى يُعطِلّ نمو النبات ، فلابُد مِنَ الصلاة مِنَ أجلها ، فهذا أكبر دليل يُثبِت الكُره للخطيّة ، فمِنَ أين لىِ أن أعرِف الشىء إِلاّ عِند طلبه ؟ ومِن أين لىِ أن أعرِف ضرورته إِلاّ عِند طلبه كثيراً ؟ فكثيراً ما تكون الخطايا المحبوبة مُعطِلة للنمو ، [ هُناك خطيّة رابِضة عِند الباب وإِليك إِشتياقها ] القديس أوغسطينوس كانت الخطايا محبوبة لديه أكثر مِنَ الله لكِن بدموع أُمّه وصوت الله بدأ يتحرك قلبه وكلّم الله قائِلاً [ إِنّىِ أجد فِى الخطيّة لذّة عَنَ أن أحيا معك ] ، فهذهِ مرحلة مِنَ مراحِل توبتنا 0
4- قساوة القلب
القساوة هى جدار عازِل يعوق التأثُر ودخول أى كلِمة للقلب ، فإِجعل قلبك مُتحرِك يحس بالكلِمة ومُستمِر فِى تقديم التوبة مِنَ أقوال البابا شنوده فِى قصيدة سوف أنسى [ إِنّ قلبىِ صار فِى صدرىِ مِثل صخر بل وكان أقصى ] ، [ إِن سمعتُم صوتهُ فلا تُقسّوا قلوبكُم ] فِى قصة القديسة بائيسة نجِد أنّها كانت مُطيعة لِصوت الله ولكِن بعد موت والديها أقنعها الآخرين أن تُحِولّ بيتها إِلَى بيت شر فلمْ يحتمِل القديس يحنِس القصير وذهب إِليها فظنّتهُ أنّهُ جاء لِيفعل الشر معها فجلس وقال لها[ لِماذا أهنتِ المسيح الّذى أحبِك ] وبكى وبكت بِجواره وتابت وقدّمت توبة عميقة وأخذ الله نِفَسها فِى ذات الليلة فنحنُ أيقونات الله الحيّة لِنسمع ونعمل ، فالكنيسة أنجبِت الكثير مِنَ القديسين ولازالت تُنجِب ، فلا تجعل قلبك قاسياً وأستجيب لِكُلّ ما تسمع ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
مجد الطهارة
يا أحبائى ربِنا خلق الإِنسان بِدقّة شديدة جِداً ، كُلَّ جهاز فِى جسمه ، كُلَّ حاسّة ، كُلَّ طاقة بِداخله أعطاها الرّبّ لهُ بإِمكانية كبيرة جِداً جِداً جِداً تحفظه وتُنقّيه وتُنمّيه ، فأخذ يُرتِّب لنا بِحُب فائِق كُلَّ شىء ، فأعطانا الحواس ، فمثلاً رتِّب لنا كيف نرى وأعطانا أن نُميّز الأشياء مِنْ بعضها ، ولأنّ العين مُهِمة جِداً جعل الرؤية والفِكر فِى غاية السُرعة كذلِك أعطانا عقلاً وفِكراً ، أعطانا طاقة حركة وأعطانا طاقة إِبتكار وإِبداع وخيال حتى أنّهُ قال [ نعمل الإِنسان على صورتنا كشبهِنا ] ( تك 1 : 26 ) ، ربِنا يُريد أنّ كُلَّ واحِد فيكُم يكون إِنسان شبيهاً بالله فما قصد ربِنا ؟ قصده أنّ كُلَّ إِنسان فينا يكون شريكاً فِى مجدهِ ، أُنظُروا مقدار قصد ربِنا !! مجد كبير جِداً جِداً جِداً ينتظِر أولاد الله ، كما نقول فِى القُدّاس[ راعيتنىِ بِكُلَّ الأدوية المؤدية إِلَى الحياة ] ، لا يوجد شىء ياربىِ شعرت أنّهُ يفيدنىِ إِلاّ وأعطتهُ لىِ أشكُرك فمِنْ ضِمن الأشياء التّى أعطاها لىِ الرّبّ أنّهُ أعطانىِ طاقِة العاطِفة وطاقِة الشهوة ، هو الّذى أعطاها لىِ ، لكِنّهُ أعطانىِ إِيّاها كى تكون طاقِة حُب وطاقِة عطاء وطاقِة مُشاركة لله فِى الوجود ، فمِنْ خِلالها أعطانا الرّبّ أن نُشارِكهُ فِى صُنعِهِ للمخلوقات ، أُنظُروا كمْ يُريد الرّبّ أنْ يعلو بِنا !!! فكيف يُعطينا الرّبّ شيئاً غالِياً مُهِماً جِداً فنُبدّدهُ نحنُ !! تخيّلوا أباً أشترى لإِبنهِ سيّارة غالية جميلة جِداً ، وإِذا بهِ يجِدهُ يخلع عجلتها ويُجرّيها بيدهِ ، ماذا يقول هذا الأب ؟! قَدْ إِشتريت لك هذهِ السيّارة كى تمشىِ بِها ، تفرح بِها ، تقضىِ لك مشاويرك ، أتخلع عجلتها وتلعب بِها هكذا ؟! ماهذا الّذى تفعلهُ ؟!هكذا أنت عِندما تتهاون بِعفِّتك ، تكون قَدْ أعطاك ربِنا طاقة كبيرة ولست أميناً فيها ، طاقِة الشهوة التّى أعطاها لنا ربِنا هى طاقة جبّارة بِداخِل أجسادنا ، أُريدكُم أن تتذكّروا قصة شمشون الجبّار – جبّار 00قوىِ جِداً – طوال ما كان مُحافِظاً على عفّتهِ لَمْ يكُن أحداً لِيقدِر أن يقترب منهُ ، كانت البلد كُلّها تخافه ، إِنْ دخل حرب كان يُمكِن أن تكون البلد كُلّها ضدّهُ وهو يغلِبها ، لِدرجِة أنّهُ أصبح موضِع قلق مِنْ البلد المُجاوِرة كُلّها ( فلسطين ) ، الجميع يُفكِّر كيف يقضىِ على شمشون هكذا الإِنسان الطاهر مخوف جِداً ، الكُلّ يعمل لهُ حِساباً ، لأنّ قوّته داخِل طهارته ، طهارته أعطته قوّة ، ليس فقط قوّة عضلات ، لا أبداً قوّة فِى روحه ، قوّة فِى داخِله ( مِنْ الداخِل ) تُعطىِ لهُ مجداً مِنْ داخِله ، تجعلهُ يقدِر أنْ يغلِب نِفَسَه ، ويغلِب خطيّته ، ويغلِب شهوته ، والّذى يغلِب نِفَسَه وخطيّته وشهوته يصير مُكرّماً جِداً عِند الله ولكِن أُنظُروا لِشمشون هذا عِندما وقع فِى خطيّة الشهوة مع دليلة ، بعد أنْ كان لهُ مِنْ الرّبّ نوراً فِى عينيهِ ، عينيهِ قُلِعت منهُ وجعلوهُ يجُرّ السواقىِ وأهانوه ، وبعد أنْ أُعطى مجداً وقوّةً مِنْ ربِنا ، وبعد أنْ كانت كُلَّ الناس تهابه وتخافه أصبح حقيراً فِى عينىّ الناس كُلّها ، هكذا الإِنسان الّذى يتهاون بِعفّتهِ يصير مُحتقراً ، يصير هُزءاً وسُخرة إِنْ قُلنا أنّ الكنيسة لها باب مِنْ عِند الشارع وبعده هُناك حوش / فِناء ثُمّ السلالِم وباب الكنيسة الداخلىِ ، فصحن الكنيسة الّذى تجلِسون بهِ ثُمّ خورس الشمامِسة الّذى أقِف أنا عليهِ ثُمّ الهيكل الّذى بِداخِلهِ المذبح لقد بدأنا الأمر مِنْ الباب ، مِنْ عِند الشارع ، هذا الباب مُهِم جِداً أنْ أدخُل منهُ للكنيسة ، يُمكِن أن نقول أنّ هذا الباب هو التوبة ، وأنّ السلالِم هى الفضائِل ، وصحن الكنيسة هو تقديس الفِكر ، وخورس الشمامِسة هو التسبيح ، وأنّ الهيكل هو الحياة مع الله ، لكِن المذبح هو الطهارة ، هو مكان حلول الله فإِن كُنّا ندخُل الكنيسة مِنْ البِداية مِنْ الباب ذلِك لأنّ لنا قصد هو المذبح ، فالمذبح هو الّذى يُقدِّس المكان كُلّه ، هو الّذى يُعطىِ الكنيسة بهاءاً وقوّة ، هو مكان حلول الله فهل أنا الطهارة بِداخِلىِ ؟؟ فضائِل كثيرة يُمكِن أن تعتبرها الباب أو صحن الكنيسة أو خورس الشمامِسة ، لكِن المذبح هو الطهارة ، فإِن لَمْ يوجد مذبح إِذاً لا يوجد طهارة ، وبالتالىِ لن يكون هُناك فائِدة مِنْ وجود أى شىء آخر أُنظُروا يا أحبائى لإِنسان خاطىء وإِنسان قديس ، أُنظُروا المجد الّذى حول القديس ، تأمّلوا الأيقونات التّى تضعها لنا الكنيسة تجِدوا هالة نور حول السيّدة العذراء ، وحول القديس يوحنا المعمدان ، و القديس مارِجرجس ، والقديس مارِمينا ، والقديسة دميانة ، والقديس الأنبا أنطونيوس ، والقديس الأنبا بولا ، وكُلَّ القديسين مجد وكرامة ، مجد وطهارة مِنْ ربِنا ، فلو تأملّنا فِى حياة كُلَّ هؤلاء القديسين نجِد أنّهُم على إِختلاف فضائِلهُم يشترِكون فِى نُقطة واحِدة فقط هى الطهارة ، كانت الطهارة هى النُقطة المنّورة بِداخلهُم ، ذلِك أنّهُم حرصوا على طهارتهُم وبِذلِك أعادوا الطاقة التّى بِداخلهُم مرّة أُخرى لِربِنا فأصبحوا قديسين ، مبروك عليكُمْ مبروك على القديسة دميانة ، مبروك على القديسة بربارة ، مبروك على كُلَّ إِنسان يحافِظ على طهارته ، لأنّىِ عِندما أُعيد للرّبّ هذهِ الطاقة أشعُر أنّىِ أعطيته مِنْ عطاياه[ مِنْ يدك أعطيناك ] ، وأجِد أنّهُ زيّننىِ بِفضائِل كثيرة جِداً جِداً ، واشعُر كمْ أنّ ربِنا مجّدنىِ بِها كُلَّ فِى شهوته التّى مِنْ الداخِل ، أمين فِى الطاقة التّى أعطاها لهُ ربِنا ، ويُعيدها إِليّهِ فِى صورة حلوة ، يكون أميناً فِى قُدس أقداسه ، ويجِد ربِنا قَدْ كرّمه ومجّده ورفعهُ وأعطاهُ كرامة فوق كُلَّ الكرامات ، وأعطاه مجداً عجيباً جِداً جِداً فائِق كالّذى أعطاه لآبائنا القديسين لِذلِك إِنْ أردتُمْ أن تحِبّوا الطهارة أُنظُروا لأُمِنا السيّدة العذراء ، أُنظُروا طهارتها ، أُنظُروا برارتِها ، أُنظُروا عفِّتها ، أُنظُروا حلاوة فضائِلها ، لِذلِك أعطاها الرّبّ كرامة فوق كُلَّ الكرامات ، مَنْ يقدِر أن يُشبهها ، مَنْ يُمكِنه أن يتحدّث عنها ، مَنْ يستطيع أنْ يقول يُمكننىِ أنْ أكون مثلها ؟؟!!! لأنّكِ فِعلاً كُنتِ مُزّينة بالكرامة ومُزّينة بالطهارة ، لأنّكِ فِعلاً كُنتِ إِنسانة جذبتِ قلب الله بِطهارتك ، وصرتِ مسكناً لله ومسكناً لللاهوت ، النِفَسَ الطاهِرة هى عرش لله ، عرش الله بِداخِلك ، جوّاك فِى أعماقك ، عِندما أعيش فِى طهارة أصير مسكناً لله ، أشعُر أنّ ربِنا بِداخِلىِ إِيليّا النبىِ شخص قوىِ لا يُخيفه شىء ، أعطاهُ الرّبّ قوّة عجيبة مِنْ الداخِل ، لأنّهُ كان طاهِراً ، كان بتولاً ، ورغم أنّهُ فقير لا يملُك ملابس غالية ولا حتى طعام ، إِذ كان الرّبّ يُرسِل لهُ الغربان لتعوله ، ورغم أنّهُ ليس لهُ عائلة تُدافِع عنهُ ولا أصدقاء ، ولا يملُك أى شىء يجعل الناس تخاف منّه ، إِلاّ أن مذبحهُ الداخلىِ هو الّذى يُعطيه سُلطة وكرامة ، هو الّذى جعلهُ يستطيع أنْ يقِف أمام أنبياء البعل والوثنيين ، كُلّهُمْ أمامه هو فقط وهو الّذى غلب ، هو الّذى جعلهُ يستطيع أنْ يقِف أمام أخاب الملِك ويقول [ حى هو الرّبّ الّذى وقفت أمامه أنّهُ لا يكونْ طل ولاَ مطر فِى هذهِ السنين إِلاَّ عِند قولىِ ] ( 1 مل 17 : 1 ) ، ممّا أدى إِلَى مجاعة إِستمرِت حوالىِ ثلاث سنوات ونصف ، ثُمّ صلّى ثانيةً فنزل المطر ، كيف يا إِيليّا تُصلّىِ صلوة تجعل السماء لا تُمطِر ؟ وتُصلّىِ صلوة ثانية فتُمطِر !! الإِنسان الطاهِر يملُك مفاتيح السماء ، يقفِلها ويفتحها ، قوّة كبيرة فِى الطهارة كذلِك يوحنا المعمدان ، إِنّهُ شاب ، [ كان لُباسه مِنْ وبر الإِبل ]( مت 3 : 4 ) أى وبر الجِمال ، تخيّلوا مثلاً أنّكُمْ رأيتُمْ إِنساناً يلبِس فروة خروف !! ستستهينوا بهِ ، ولكِن يوحنا هذا كان بِداخِله قوّة عجيبة تجعلهُ يقِف أمام هيرودس الملِك المُفترىِ الصعب فِى الوقت الّذى لَمْ يجرُوء أحد سِواه على فِعل ذلِك ونجِده يُوبّخهُ[ مِنْ أجل هيروديا إِمرأة فيلُبّس أخيهِ ] قائِلاً لهُ [ لا يحلّ أن تكون لك ]( مت 14 : 3 – 4 ) ، قوّة الطهارة التّى بِداخِل يوحنا المعمدان تجعلهُ يشهد للحق وأيضاً الثلاثة فتية القديسين ، ما الّذى أعطاهُم قوّة ونور وجعلهُم أحسن ثلاثة أمام رئيس السُقاة ورئيس الخصيان ؟ هل نوع الأكل والشُرب ؟! كلاّ 00ولكِن تمسُّكهُم بالطهارة والعِفّة أعطاهُمْ قوّة مِنْ الداخِل جعلتهُم مُنيرين ، ظاهِرين أنّهُم أحسن ثلاثة وإِنْ كانوا فِى وسط ألف ( دانيال 1 ) ويوسِف الصدّيق ما الّذى نوّر حياته وجعلهُ أعظم إِنسان فِى مِصر كُلّها ؟ الطهارة [ كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطىء إِلَى الله ] ( تك 39 : 9 ) ، لكِن لو قال يوسِف فِى نِفَسَهِ ماذا أفعل إِنّها مُتسلِّطة علىّ والشر مُحيط بىِ مِنْ كُلَّ ناحية ؟ لو كان يوسِف فرّط فِى طهارتهِ وصنع الشر مع إِمرأة فوطيفار ما كان لِيُصبِح مُتسلِّطاً على كُلَّ أرض مِصر ، ولكُنّا رأينا إِلَى أى درجة سيُذلّ ، لكِن يوسِف لَمْ يستطع أحد أن يذلّهُ – أبداً – لقَدْ كانْ مُكرّماً حتى فِى السجن كما كانْ مُكرّماً فِى بيت فوطيفار ، كذلِك فِى أكثر الأيام حظاً لَمْ يكُن هُناك مِثل يوسِف بطهارتهِ التّى كانت تُنير لهُ حياته وتجعلهُ غالِباً ، كُلّه نور قوّة الطهارة تجعل الإِنسان يغلِب نِفَسَه ويغلِب مَنْ حوله ، الإِنسان الطاهِر مِنْ داخِله يستطيع أنْ يغلِب قوّات الشر ، قوّات العالمْ كُلّها ، لو أحسن الإِنسان إِستخدام الطاقات والإِمكانيات التّى أعطاها لهُ الرّبّ وكان أميناً فِى فِكره وحواسّه ، أميناً فِى طهارته يصير كالملائكة بل وأعظم مِنْ الملائكة ، يصير محبوب الله وتنفتِح لهُ أسرار السماء إِذاً لو عِشت فِى طهارة وأحببت الطهارة ستجِد ربِنا يحِبّك وتصير لك دالّة كبيرة جِداً جِداً بينك وبين ربِنا ، وتستطيع أنْ تُكلّمه بِراحتك [ كما يُكلِّم المرء صاحِبهُ ]، مثلما كان يتكلّم أبونا إِبراهيم مع ربِنا ، يُكلِّم ربِنا بِمحبّة فائِقة لِذلِك عدو الخير يضع هذا الأمر فِى ذهنه ، ويُرّكِز ضرباته على الطهارة ، لأنّ هذهِ هى الضربة التّى تُسقِط ، لأنّهُ إِنْ أُصيب إِنسان برصاصة فِى رِجله أو ذِراعه أو حتى فِى بطنه يُمكِنهُ أنْ يُشفى منها ، ولكِنْ إِن أصابت الرصاصة قلبهُ أو دِماغه يموت فِى الحال ( يطُب ساكِت ) ، هكذا العدو بإِستمرار يضربنا فِى الطهارة ، ويضع أمامنا التليفزيون والمُغنيين والُمغنيات ونجِد أصحابنا فِى المدارس يقولون لنا كلاماً ومعارِفنا يقولون لنا كلاماً ، ويعمل الخيال وتعمل الأفكار فنجِد الطهارة تبدأ تضعُف ، ونكون قَدْ ضُرِبنا فِى القلب والعقل فنموت ، أى ننفصل عَنَ الله لأنّ الله هو الحياة [ فيهِ كانت الحياة ] ( يو 1 : 4 ) عِندما تنفصل عَنَ الحياة ذلِك يعنىِ أنّك ميّت ، إِنفصلت عَنَ الله لأنّ[ الّذى يتهاون فِى عفافه يخجل فِى صلاته ]( القديس الأنبا موسى الأسود ) ، عِندما أتهاون فِى طهارتىِ وأُريد أنْ أُصلّىِ لا أعرِف ، خجلان ، مكسوف ، إِذ أحزنت قلب ربِنا لا أستطيع أنْ أتكلّم معهُ لِذلِك إِنْ سألنا مَنْ منكُمْ مُنتظِم فِى الصلاة ؟ مَنْ منكُمْ مُنتظِم فِى الإِعتراف ؟ مَنْ منكُمْ مُنتظِمْ فِى التناول ؟ ليس كثيرين ، فما معنى هذا ؟ أنّىِ ميّت مُنفصِل عَنَ الحياة لأنّ هُناك أشياء ضربنىِ الشيطان فيها ، ضربنىِ فِى قلبىِ وضربنىِ فِى عقلىِ ، ولكِن لا لنْ أكون خائِناً وأول ما يضربنىِ الشيطان أسقُط بِلا قيام !! ، لا00سأُجاهِد وأُقاوِم وأطلُب مِنْ ربِنا مع داود النبىِ أنْ يرُدّ لىِ مجد وبهجِة خلاصىِ [ رُدّ لىِ بهجِة خلاصك ] ( مز 51 : 12 ) ، يرُدّ لىِ كرامتىِ ، يرُدّ لىِ مجدى الّذى ضاع منّىِ ، وكُلّما أنا أطلُبهُ وأطلُبهُ بِقلب مُر يرُدّه لىِ فِى الحال ، كُلّما تمسّكنا بالطهارة وعشناها نجِد أنفُسنا قَدْ غلبنا كُلَّ أوجاعنا ، نغلِب بِسلاح الطهارة القديس الأنبا موسى الأسود بعد أنْ كان شرّيراً وزانِياً ، مشهوراً بالشر لا يعرِف فيما يُخرِج طاقتهُ وهكذا يستخدِم قوّتهُ فِى الشر والتدمير ويُهدرها بِلا فائِدة ، أصعد هذهِ الطاقة الجبّارة التّى أعطاها لهُ الرّبّ ثانيةً لله ، فوجدناه إِنساناً فِى غاية الحِرص على طهارتهُ وأصبح يستخدِم قوّتهُ فِى البُناء ، فِى صورة محبّة وفِى صورة عطاء ، فكان يخرُج كُلَّ ليلة دون أن يدرىِ أحد لِيجمع جِرار الرُهبان ويضعها على كتفه ويذهب بِها أخر الدُنيا لِيملأها ماءً ويُعيدها ثانيةً مُستغِلاً طاقتهُ القوية وقوّتهُ الجبّارة هذهِ وفِى مرّة أثناء خروج القديس موسى مِنْ قلاّيتهُ لِيملأ الجِرار دخل أربعة لصوص قلاّيتهُ ونهبوا كُلَّ شىء فيها وتصادف حضوره فِى وجودهُمْ ، ولِعظِم قوّتهُ قيّدهُمْ وأتى بهُم إِلَى الكنيسة قائِلاً للآباء : لا أستطيع أنْ ألحق الأذى بأحد هؤلاء الّذين سطوا على قلاّيتىِ وأرادوا قتلىِ فما هو حُكمكُمْ ؟ ثُمّ حلّ القديس موسى وِثاقهُم فِى وداعة وقال لهُم : أنا موسى الّذى كُنت زعيماً لِجماعة لصوص ، فلّما سمع اللصوص هذا القول وشاهدوا هِدوءه وسلامه : سبّحوا الله ومجّدوه قائِلين لِنتُب نحنُ أيضاً فننعم بِغُفران خطايانا وسألوا الآباء أنْ يقبلوهُم فِى الديرإِنّهُ يُمكِننىِ أنْ أستغِل طاقتى فِى الخير ، أستخدِمها فِى البِر ، أحوّلها لِطاقِة حُب وطاقِة عطاء ، أحوّلها لِطاقة تجعلنىِ مُكرّماً جِداً فِى عين السما وعين الأرض ، تجعلنىِ مُكرّماً جِداً فِى عين ربِنا ، كُلّما كُنّا حريصين على طهارِتنا كمْ سنشعُر بِقوّة فِى حياتنا وبِدالّة عظيمة جِداً جِداً مع الله ، جُملة جميلة جِداً لا أعرِف أين أضعها فِى هذهِ العِظة الرائِعة[ مجد الطهارة الّلىِ هو ؟؟ تفرَّح تفرَّح تفرَّح لِدرجة كبيرة جِداً جِداً جِداً ]ذلِك ما جعل القديسين يرفُضون الشر بِشدّة ويُفضِلون الموت عَنَ أن يفقِدوا طهارتهُم ، حتى أنّ إِحدى القديسات عِندما علمت أنّهُ سيتِم عذابها بإِنزالِها فِى زيت مغلىِ - الّذى إِن لمستنا نُقطة منهُ نصرُخ مِنْ الألم – كان أهم شىء عِندها كيف ترفع فُستناها أولاً بحيثُ لا ينكشِف جُزءاً مِنْ جسدها ، فطلبت مِنْ مُعذّبيها أنْ يُنزّلوها فِى هذا الزيت المغلىِ سِنّة سِنّة ، لأنّها خافت بِشدّة على عِفّة جسدها ، أرادت أن تضمن أنّهُ لن ينكشِف منهُ شيئاً ، فهذا هو مذبحها ، المذبح الّذى يليق بهِ كُلّ مجد وكُلّ كرامة كذلِك فِى هجوم للجنود على أحد أديُرة العذارى وقعت عذراء راهِبة شابّة جميلة فِى قسم أحد الجنود فأحبّ أنْ يُفقِدها عِفّتها وأنْ يصنع معها الخطيّة ، فأعطاها ربِنا فِكرة فقالت لهُ : ألست جُندياً ورجُلاً تُحِب الحرب ، فتمهِلّ قريباً قبل أن تصنع معىِ الخطيّة لأنّ بيدىِ مهنة تعلّمتها مِنْ العذارى ولا تصلُح لِعملِها إِلاّ عذراء وإِلاّ فلا نفع فيها ، فقال لها : وما هى ؟ ، فقالت لهُ : هى دُهن إِذا دُهِن بهِ إِنسان فلنْ يؤثِر فيهِ سيف أو أى نوع مِنْ الأسلِحة البتّة ، وأنت مُحتاج إِلَى ذلِك لأنّك فِى كُلَّ وقت تخرُج للحرب ، فبِحُكم أنّهُ جُندىِ ويدخُل حروباً كثيرة أعجبتهُ الفِكرة ، فقال لها : وكيف أتحقّق مِنْ ذلِك ؟ ، فأخذت الزيت ووجّهت إِليّهِ الكلام قائِلةً : إِدهِن رقبتك وأعطنىِ السيف كى أضربك بهِ ، فقال لها : لا00بل إِدهنىِ أنتِ رقبتك أولاً وأنا أضرب بالسيف ، فأجابتهُ بِبشاشة : حسناً أنت لا تُصدّقنىِ 00جرِّب فىّ !! ، وأسرعت فدهنت رقبتِها وقالت " إِضرب بِكُلَّ قوّتك ، فإِستلّ سيفهُ وكان ماضِياً جِداً ، ومدّت القديسة رقبتِها وضرب بِكُلّ قوّتهُ فتدحرج رأسها على الأرض ، ورضيت عروس المسيح أن تموت بالسيف دون أنْ تُدنِّس بتوليتها ، فحزِن الجُندىِ جِداً ، وبكى بُكاءاً عظيماً إِذ قتل مِثل هذهِ الصورة الحسِنة ، وعرِف أنّها خدعتهُ لِتفلِت مِنْ الدنس وفِعل الخطيّة وكان هُناك أيضاً عذراء عفيفة هادِئة فِى منزلها فأحبّها شاب ردىء ، ولَمْ يكُف عَنَ التردُّد على منزلها ، فلّما شعرت العذراء لِتردّدُهِ وقِتاله ، شقّ ذلِك عليّها جِداً وحزِنت ، فحدث فِى يوم مِنْ الأيام أنّهُ جاء كعادتهِ يدُق الباب وكانت العذراء حينِئذٍ جالِسةً على المنسج ، فلّما علِمت أنّهُ هو الّذى يدُق على الباب خرجت إِليّهِ ومعها مخرازها وقالت لهُ ما الّذى يأتىِ بك إِلَى هُنا يا إِنسان ؟ فقال لها : هواكِ يا سيّدتىِ ، لا أستطيع أنْ أنام ، فقالت : وما الّذى يعجِبك فىّ ؟ ، فقال لها : عيناكِ فتنتانىِ وإِذا أبصرتِك يلتهِب قلبىِ ، أُريد أنْ أراهُما دوماً ، فجعلت مخرازها فِى إِحدى عينيها وقلعتها بِصرامة وطرحتها لهُ وشرعت فِى قلع الأُخرى ، فأسرع الشاب وأمسك بيدِها ، فدخلت إِلَى منزلِها وأغلقت بابها ، فلّما رأى الشاب أنّ عينها قَدْ قُلِعت حزِن جِداً وندِم على ما كان منهُ وخرج إِلَى البرّيّة مِنْ ساعتهِ وترهّب هكذا كانت تشعُر هذهِ العذراء وهى تطرح عينها لهُ ، أحسن لىِ أنْ أعيش عمياء ولاَ أنْ أفقِد طهارتىِ ، أحسن لىِ أنْ أفقِد النور المرئىِ ولا أنْ أفقِد نور قلبىِ ، ولاَ أنْ أفقِد نور عقلىِ ، قوّة00قوّة عجيبة جِداً ، تخيّل أنت أيضاً لو عِندك هذا الإِحساس ما رأيك فِى الإِنسان الحريص على حواسه ، حريص على عينيهِ ألاّ تتدنّس ، حريص ألاّ يرى منظراً شرّيراً أو يسمع كلِمة دنِسة أو يشترِك فِى حديث ردىء ، إِنّهُ بِهذا يُقلِع عين الشر مِنْ داخِل قلبه بِقوّة ، مِنْ أين أخذ هذهِ القوّة ؟ أخذها مِنْ ربِنا يسوع ، يُريد أنْ يُرجِع لهُ طهارتهُ ، يُريد أنْ يُعيد لهُ حواسّه المُضيئة لِذلِك يا أحبائى لو إِقتنينا الطهارة نكون قَدْ إِقتنينا كنزاً ، والّذى يُحِب أنْ يعيش فِى طهارة لابُد أنْ يطلُبها ، يطلُبها كُلَّ يوم ، وكُلّما أطلُب الطهارة 00كُلّما يُعطينىِ ربِنا إِيّاها 00كُلّما أفرح بها [ مجد الطهارة أنّها تفرّح تفرّح تفرّح لِدرجة كبيرة جِداً جِداً جِداً ] ، كُلّما أشعُر كمْ أنّ هُناك قوّة أنا أحتاجها أخذتها لأنّ هذهِ هى القوّة التّى يُريد ربِنا أنْ يخلِقها فىّ ، يُريد أنْ يُزّيننىِ بِفضيلة الطهارة ، لأنّ هذهِ هى فضيلة السما وفضيلة الملائكة ربِنا يُعطينا طهارة تفرّح قلبه ، طهارة تجعلنا أصحاب السمائيين ، ربِنا يُعطينا طهارة تجعلنا على إِستعداد أنْ نُجاهِد مِنْ أجل طهارِتنا ، على إِستعداد أنْ نموت ولا نُفرِّط فِى طهارِتنا ربِنا يفرّح قلبُكُم ويسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .
مفهوم الصوم
فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان ياأبائى وإخوتى أمين
الكنيسة اليوم تقول لنا أنّ هذا الأحد إسمه أحد الرفاع – وناس كثير تفهم أنّ الرفاع هو أن يتلذذ الإنسان بالمأكل ويملأ بطنه ويُشبع نقائص شهواته
كلمة " رفاع " تأتى من إرتفاع الكنيسة تقول لنا أن نرفع أيدينا عن المأكل والمشرب تمهيد للصوم
الرفاع هو إستعداد نفسى ، وقلبى وروحى حياة حسب الروح وليس حسب الجسد
أحد القديسين يقول " الذى لا يستطيع أن يكون روحانى فى جسدياته سوف يكون جسدانى فى روحياته "
وهذا يعنى أنّه حتى وإن صام يكون إهتمامه بالأكل والشرب مجرد تغيير نوعيات والغضب كما هو والشهوة كما هى والأنانية كما هى والتنويع فى الأكل موجود
الرفاع هو أن نبدأ نرتفع عن إنغماسنا فى حبنا للأكل والشرب الكنيسة تقرأ لنا اليوم متى 6 وهو جزء من الموعظة على الجبل والموعظة فى إصحاح 5 ، 6 ، 07
ففيها أساسيات الحياة المسيحية0أنا شخصياً وجدت أكثر من شخص غير مسيحى جاء للمسيح عن طريق الموعظة على الجبل ويقول الشخص أنا وجدت فيهم أمور فائقة لمعرفتى وفيهم تعاليم سامية جداً جداً يا ليتنا نبدأ الصوم من متى 5 ، 6 ، 7 0
فهو يُكلّمنا عن كيفية الصوم وكيفية إقتران الصوم بالصدقة وبالصلاة فلابد أنّ الصوم يكون مصحوب بالصدقة وبالصلاة
ونجد فى الصوم الذين لا يعملون حلويات يعملوها فى الصوم وكأنها عمليات تعويضية نحن لا نريد أن نكون مُستعبدين لشهوات الجسد " إنّ الجوع خير مُعين لتهذيب حواس الإنسان " ، الذى يجوع يكون إنسان مُنضبط
اتذكّر أننى كنت مع واحد فى زيارة لطبيب وهذا الشخص جسمه بدين والطبيب عندما رأه وبخّه جداً وقال له أكيد إن جسمك تعبان لأنك بتأكل كثيراً فأراه الطبيب الوجبة التى يتناولها وهى عبارة عن برتقالة وأشياء بسيطة جداً وقال له هذا هو الشفاء0الإنسان لابد أن يكون عنده ترشيد لإستهلاكه للأطعمة ونضبُط غرائزنا0
يُسمع عن القديسين أنهم كانوا يأكلون بقول ولا يأكلون أكلات شهية فيجب إن قُدّم لك طعاماً شهياً إفسده قليلاً فإن كان ساخن تناوله بعد أن يبرد وإن كان يحتاج إلى ملح تناوله كما هو
وكلنّا نعرف عن الأنبا أبرآم أنّه كان يقول : " أنا لا يصح أن أطاوع شهوتى فكان يترك الطعام ويقول أفسده قليلاً وتركه يبرد ومرّ يوم وإثنين وثلاثة حتى أنّ رائحته إبتدأت تنتشر وقال المفروض أنا لا أشتهى هذه الحماقات "
لقد زُرنا الصعيد ورأينا جسد أسقف وجسده لم يتحلّل يقولوا عن هذا الأسقف أنّه تنيّح فى ليلة عيد الميلاد وعندما تنيّح وجدوا فى قلايته عودين جرجير وخبزتين وفلافلتين وسيفطر بهم ليلة العيد
لذلك يا أحبائى ضبط النفس فى الأكل مفتاح لأمور كثيرة0ففى البطن الممتلئة بالأطعمة لا يوجد مكان لمعرفة أسرار الله0
ويقولوا القديسين " كل جهاد ضد الخطية يبدأ بالصوم أولاً "
ولذلك الكنيسة مُحبة للصوم وعاشقة للصوم0لأنها عرفت انّ الصوم مُفتاح للفضائل وعلامة إرتقاءهم عن الأكل والشرب
ويقول أحد القديسين " إذا إبتدأت بجهادك فى الصوم الروحى أظهرت بُغضتك للخطية وصرت قريباً من النُصرة "
لذلك يا أحبائى مجرد أنّ الإنسان يبدأ بالصوم فإنّه يزداد إشتياق لله فكلّما يقل إهتمام الإنسان بالجسد كل ما يزداد إهتمامه بالروح
الصوم دعوة من المسيح بيقول لك : إدخُل وإبدأ عهد جديد0عش طهارة كاملة إُضبط نفسك إرتفع إسمو إنظر ماذا سيفعل معك الروح القداس الذى كنت لا تسترح له تبدأ تشتاق له وتقول أنا غداً سأتناول فعندما تعيش حسب الروح وليس حسب الجسد فالروح يبدأ ينشط00ويبدأ سلطان الروح ينشط فى داخلى0فأنا أساساً ربنا مهيأنى أن أكون إنسان روحانى0
أحد القديسين يقول " إذا قسونا قليلاً على بطوننا تلّذذت قلوبنا وإنغلقت أفواهنا " ، لذلك لابد أنّ الإنسان يختار تعب الصوم ويشعر أنّه لذيذ00فلا تصوم وأنت كاره
بصدقه وصلاة لأنّ الفكر الروحى للصوم يتلّخص فى كلمة واحدة ، وهى حياة بدل من أنّ طعامها أكل وشرب يكون طعامها سماوى وهو الصدقة وأعمال الرحمة وغذاء الصلوات فأصبح طعامها سماوى
فلكى تفرح بالصوم إن كنت تُصلّى صلّى أكثر وتكون الصدقة أكثر ونعيش فى سلطان آخر غير سلطان الجسد
ونعيش كما يقول بولس الرسول إلى غلاطية :
" إسلُكوا بالروح ولا تُكملّوا شهوة الجسد "
الصوم هو لون من ألوان السلوك بالروح وندخل فيه فى مواجهة مع أنفسنا ومع شهواتنا ومع غرائزنا ولا نستطيع أن ندخل فى هذه المعركة إلاّ عن طريق التخلّص من شهوات الجسد وأبسط دليل للتخلّص من شهوات الجسد هو أنّ الجسد يريد أن يرتفع عن سُلطان الأطعمة0والشيطان كأنّه أخذ من معدتنا مقر له كأنهّا معركة
أحد القديسين يقول " إنّ البطن سيده الأوجاع " فإن نظرنا لإنسان صّوام نجده هادىء وعفيف أمّا لو إنسان أكول وشره نجده مُستعبد للشهوات الإنسان الذى لا يستطيع أن يقول لنفسه لا فى أكلُة لا يستطيع أن يقول لنفسه لا فى شهوة
نحن نريد أن نرتفع عن الخضوع للجسد وشهوات الجسد للروح
لذلك الجسد عندما خاضع يساعد على تقويّة الإرادة وتقويّة الفضائل فى الإنسان
أحد القديسين يقول " أنّ الإنسان لا يشبع حتى وإن أكل كل خيرات مصر "
القديس يوحنا الدرجى يقول " إنّ الشبع مصدره عمل روحانى الإكتفاء بالله أساسه فعل روحانى "
لذلك يا أحبائى الصوم مع الجسد هو بداية دخول فى عِشرة جديدة مع ربنا
الصوم الحقيقى يا أحبائى هو ليس صوم الأطعمة ولكن هو صوم الشر ، كما نقول فى القداس " ونحن أيضاً فلنصُم عن كل شر بطهارة وبر " ، فهذا هو الإنسان الذى تحبّه الكنيسة وهو بيدخل فى عِشرة جديدة مع ربنا
لذلك حسب الطاقة لابد أنّ الصوم يكون فيه فترة إنقطاع ويكون فيه إبتهالات وفيه مسكنه فيه أعمال محبة
مجرد فقط أنّ الإنسان يصوم يبدأ العقل فى التشّوق للعِشرة مع ربنا ويبدأ يدخل فى الطريق الضيّق للملكوت
أحد القديسين يقول " عّود نفسك أن تأكل ما تحتاجه وليس ما تشتهيه "
فالأطباء يحدّدون عدد السُعرات التى يحتاجها الإنسان فتجدها مثلاً 1200سُعره فى اليوم وهى نصف خبزة وواحدة زبادى وبرتقالة فقط وليس أكثر من ذلك0فهى حسبة طبية ولكن كيف يقتنع الإنسان بذلك ووجد الأطباء أنّ الذى يأكلّه الإنسان بين الوجبات هو ضعف الذى يحتاجه
نحن نُريد أن ننتقل من سلطان الجسد لسلطان الروح نحن لا نريد فقط أن نُعطى للجسد حاجته ولكن الصوم لابد أن يكون فيه إماته0وفيه فِعل حرمان لابد أن يكون فيه ذبح فيه إرادة للحرمان لأنّه إن صُمت ولا يكون عندك إرادة للحرمان ستتعب
صُم وأنت مُقتنع أنك مُحتاج كثيراً للصوم
فكما يُقال لك : أنّ هذا المركب سيوصلّك من هذا المكان لهذا المكان لابد أن يكون لك دافع كافى وعندما يكون فىّ دافع كافى يعرف الإنسان كيف يضبط نفسه
فإن أراد واحد أن يدخل كلية الشرطة فمن الشروط للدخول فيها هو وزن مُعيّن وهو أن يُناسب الوزن لطوله وكان الإختبار مُتبقّى عليه عشرة أيام ولابد أن يخس فيهم 8 كيلو فقالوا له أنّه لابد أن يُمارس رياضات كثيرة جداً مع قلّة الأكل وعندما أتى الوقت المُحّدد وجدوه مُقارب للوزن المُناسب فهو عنده دافع قوى
كم يكون دافع خلاص نفوسنا فبدلاً من أننى حاسس بالضعف وحاسس بالهزيمة ربح الملكوت أهم من أى أكلة الحياة حسب الجسد مذلّة الكنيسة بتدعونا للحياة حسب الروح أكيد فى ألم ولكن الصليب هو دواء الشهوة بكل معانيه
فما رأيك فى الإنسان الذى يُحمل نفسه صليب الجوع فلا تصوم بدون ألم وبدون تعب وتنام فإن الصوم سيكون ثقيل ومتُعب
لذلك نريد أن نقول أننا سنصوم مع ربنا يسوع لأنّه هو قائدنا فى هذا الصوم ولذلك كل ما الإنسان يهتم بأعمال الروح كل ما الإنسان يُخضع هذا الجسد المتمرّد المتسلّط ويبدأ يقتنع أن يصوم وأن يُصلّى ومعروف جداً أنّ الإنسان عندما يطيع الله ويكون فى صوم مقبول عند ربنا أكيد سيدخل فى حياته فعل جديد0وسيكتسب فضائل جديدة
ربنا يعطينا أصوام لكى نقترب منّه أكثر ولكى ننمو وكل شىء محسوب لنا وربنا يقول لنا كم مرّة قُلت لك إبدأ وكم مرّة قدّمت لك أدوية كثيرة ورفضتها
نرفع قلوبنا ونقول له أعطينا صوم روحانى إنقلنا من سلطان الجسد إلى سلطان الروح
ربنا يعلّمنا كيف نضع السكين على نفوسنا وعلى شهواتنا أبونا إبراهيم عندما وضع السكين على إبنه أعطاه الله خروف عِوضاً عنّه
فالذى لا يُقدّم ذاته عِوضاً عن المسيح لا يفرح بالمسيح الذى قدّم ذاته عِوضاً عنّا وبهذا نُبادل حُب بحُب وعِشق بعِشق ربنا يُعطينا صوم مقبول
ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين
أستنارة المولود اعمى
+ يُتلى هذا الفصل من الإنجيل مرتين فى السنة :
المرة الأولى : فى الأحد الرابع من شهر طوبة المبارك وهنا تحاول الكنيسة إبراز عطية نعمة الإبن للبشرية
المرة الثانية : فى الصوم الكبير فى أحد المولود أعمى وذلك من أجل قبول الإيمان وقبول الإستنارة الروحية لأنّ هذا اليوم كان يُعرف أنّه هو اليوم الذى يدخل فيه غير المؤمنين للإيمان ومعروف أنّه أحد التناصير
+ وآحاد الكنيسة تسير فى خط روحى مُعيّن وتظهر فى ثلاث كلمات هى :
(1) محبة الآب (2) نعمة الإبن (3) عطية الروح
+ وتُقسّم شهور السنة كالآتى :
& فى شهر ( توت و طوبة ) ركّزوا على محبة الآب
فى شهر ( هاتور وكيهك و طوبة ) ركّزوا على نعمة الإبن
& ونحن الأن فى وقت تركّز فيه الكنيسة مع أولادها على عطية الإبن وهى تتمثّل فى يوحنا الإصحاح التاسع
مثلما أعطى الإبن المولود أعمى إستنارة لأنّ من أهم عطايا الإبن للبشرية وهى نعمة الإستنارة
لذلك يقول الإنجيل ( وفيما هو مُجتاز نظر رجل مولود أعمى ) أى أنّه ( مجرد شخص ) وفى ترجمة الكتاب المقدس يقول ( إذا إنسان مولود أعمى ) ، أى النعمة التى يفتقد بها الله البشرية هى للبشر كلهم لأى إنسان وهذه هى نعمته
& وأهم ما يميز هذه المعجزة أنّ المولود أعمى لم يطلب منه الشفاء رغم أنّه فى معجزات أخرى المولودين عُمى طلبوا منه مثل المولود الأعمى الذى قال له ( يا إبن داود إرحمنى ) وآخر تلاميذه أحضروه له0لكن هذا المولود أعمى مرّ يسوع عليه ووجده
& وهنا الكنيسة تريد أن تُبرز نعمة الإبن تعطفّه على الإنسان بلا سبب حتى دون أن يطلب الإنسان – هذه هى نعمة الإبن وهذه هى كلمة ( نعمة ) 0
& و تتلّخص هذه العظة فى 3 نقاط هى :
1/المفهوم الروحى للمعجزة
2/ظهور أعمال الله فى الإنسان ( أهذا أخطأ أم ابواه ؟ )
3/تغيير الشكل لدى المولود أعمى ( إنّ هذا الرجل لمّا حدثت المعجزة لم يعرفوا شكله )
(1) المفهوم الروحى للمعجزة :
=====================================
من خلال الدراسة الدقيقة للكتاب المقدس نجد أنّ الأنبياء والرسل صنعوا معجزات كثيرة جداً لكن لم نجد رسول أو نبى فتح أعيُن إنسان أعمى
يمكن أن يكون أنبياء أقاموا موتى وإقامة الميت أصعب من تفتيح الأعمى مثل :
إيليا ( الذى أقام إبن أرملة صرفة صيدا )
وإليشع ( إقامة إبن الأرملة الشونامية )
وموسى النبى ( عندما شقّ البحر )
ويشوع ( لمّا وقفّ الشمس فى السماء )
وبطرس وبولس ( الأول يقول ظل أحدهم يُشفى الأمراض ، والثانى مناديل وعصائب الآخر تُذهب الأرواح الشريرة )
& أيضاً رأينا معجزات من تلاميذ ورسُل ومن أنبياء كثيرة جداً لكن لم نرى واحد من الأنبياء أو التلاميذ يفتح أعيُن أعمى
لماذا ؟ أيضاً رأيناهم يطهّروا بُرّص ويشفوا مشلولين ومعجزة المُقعد الخاصة ( بيطرس ويوحنا ) وإليشع لمّا شفى ( نُعمان السُريانى من البرص )
ولماذا عند موضوع تفتيح أعين العُميان لم يفتح منهم أحد عينان أعمى لكن ربنا يسوع المسيح كان يدّخر هذه النعمة لشخصه وحتى كان معروف عند اليهود أنّ هذا الأمر بالأخص محفوظ للمسيا المنتظر وهو ( تفتيح أعين الأعمى ) هذا محفوظ للمسيا
حتى لمّا وجدوا ( إيليا وإليشع ) يُقيموا الموتى لم يظُنّوا أنهما أو أحدهما هو المسيا ولم يراجعوا أفكارهم أنّه المسيا أم لا !
لأنّ نقطة إعطاء البصيرة للإنسان كانت معلومة فى ضميرهم الروحى أنها محفوظة للمسيا فقط وهذا هو الأمر الذى يؤكد أنّ هذا هو المسيا
فرب المجد يسوع قصد أن يدّخر هذا العمل لنفسه تحقيقاً لمبدأ أنّ هذا هو المسيا المنتظر
مثلما يقول بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية ( وتعيين إبن الله بقوة ) يريد أن يقول إن كنت أنت عارف إنّ لم يفتح أحد أعين العُميان إلاّ المسيا فهذا فتح أعين العُميان إذن يكون من هو ؟إذن هو المسيا
& ونجد أنّه لمّا يوحنا ( المعمدان ) أرسل ليجعل تلاميذه يصدّقوا أنّ هذا هو المسيا ويصدّقوا أنّ هذا هو إبن الله
قال لهم أريد منكم أن تسألوه وتسمعوا من فمه وإسألوه من أنت ؟ أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟
وأعطاهم رب المجد يسوع أعطاهم (6) أدلة أنّه هو المسيا إبن الله00فقال لهم إذهبا وقولا ليوحنا:0
1/العمى يبصرون 2/العرج يمشون
3/البُرّص يطّهرون 4/الصُم يسمعون
5/الموتى يقومون 6/المساكين يُبشّرون
ونرى أنّه عندما قال ليوحنا أولاً أنّ ( العُمى يبصرون ) يريد أن يقول له إحذر إن كنت أنا أقول إنّ العُمى يبصرون أول شىء فإلتفت جيداً أنّ الموجود معك هو المسيا المنُتظر00لماذا هذه بالأخص ؟ هذه هى المعجزة المدخّرها المسيا ؟
فنقرأ هذا الكلام فى أشعياء إصحاح ( 35 : 5 ، 6 ) " حينئذٍ تتفتّح عيون العُمى وآذان الصُم تتفتّح حينئذٍ يقفز الأعرج كالأيّل ويترنّم لسان الأخرس "
فماذا يجرى هنا ؟ أنّه يحاول أن يقول أنّ من علامات مجىء المسيا أن تجدوا العمى يبصرون مثلما قال يسوع لتلاميذ يوحنا المعمدان ليخبروه
ونجد أيضاً داود يقول فى المزمور ( أنّ الرب يفتح عيون العُميان ) لذلك يا أحبائى نجد أنّ الكتاب المقدس ركزّ على حادثة المولود أعمى الموجودة فى يوحنا الإصحاح التاسع
لكن فى الحقيقة لو قرأنا الكتاب المقدس نجد فى الأربعة أناجيل 7 شخصيات فتح ربنا يسوع المسيح أعينهم وليس واحد فقط0
وهذا المولود أعمى الخاص بأورشليم0الموجود فى يوحنا الإصحاح التاسع
(1) فى بداية خدمة ربنا يسوع المسيح فتح أعين إثنان من العمى فى متى (9)
(2) فى حادثة أخرى نجد مولود أعمى أخرس فى متى (12)
(3) وفى بيت صيدا شفى واحد الذى نادى عليه وقال ( يا إبن داود إرحمنى ) فى مرقص (12) الذى لمّا ابصر رأى الناس كأنهم أشجار يمشون
(4) وأيضاً بالقرب من مدينة أريحا شفى إثنان عُميان أصدقاء
(5) وفى يوحنا (9) شفى المولود أعمى الموجود فى أورشليم0
وهنا سنجدهم 2 ثم 1 ثم 1 ثم 2 ثم واحد فى أورشليم فيكون مجموعهم سبعة قد فتح يسوع أعينهم وكل هؤلاء أعطاهم ربنا يسوع المسيح البصر- لماذا ؟
رغم أنّه نجد ربنا يسوع المسيح فى معجزات كثيرة صنع واحدة فقط ( كعينّة ) من كل نوع مثل ( تطهير البُرص ، الشفاء من حُمى ، إسكات البحر ، إشباع الجموع ) أى أنّه الذى يستطيع أن يصنع واحدة يستطيع أن يصنع أكثر من نفس النوع
& لكن فى هذه المعجزة صنع ( سبعة ) لكى يثبت ويعيّن نفسه مسيا ويؤكد حقيقة أنّه هو المسيا المنتظر لكل أولاده لأنّه هو الذى يفتح أعين العُميان – لأنّه هو مانح البصيرة والنور وهو قال عن نفسه ( أنا هو نور العالم )
وقال يسوع عن نفسه ( أنا هو نور العالم ) لأنّه فى العهد القديم كان يحتفلوا بعيد إسمه ( عيد المظال ) يذكروا فيه الأيام التى كانوا يسكنوا فيها الخيام فكانوا يتركوا منازلهم فعلاً ويسكنوا فى خيام0ويذكروا الوقت الذى فيه كان الله يقودهم بعمود النار ليلاً ولكى يتذكّروا هذا كانوا يحضروا منارات عالية جداً جداً أو ينّوروها ويشعلوها – لكى يحتفلوا بتذكار قيادة الله لهم
وكان ربنا يسوع ماشى ووجدهم يحتفلوا بعيد المظال ووجدهم مُشعلين المنارات العالية فقال لهم ( أنّه هو نور العالم )
وأشار ربنا يسوع لهم إن كنت أرسل عمود النار ليرشدكم هذا كان إشارة لى لكن أنا نوركم
لذلك عندما تصّلى الكنيسة تقول ( أيها النور الحقيقى الذى يضىء لكل إنسان أتياً إلى العالم ) ، ( أنت النور الخاص بنا ، أنت ضيائنا ، وأنت قائدنا ) والنور يا أحبائى هو أساس البصر
مثال: تعالوا نجلس فى الظلام ولنا أعين مفتوحة لن نرى شىء ولكن إذا أضائنا المكان فسوف نبصر
لذلك البصر يرجع للنور أكثر ما يرجع إلى العين – فالعين تبقى خالية من الفائدة لو الدنيا ظلام لكن لو هناك نور لأبصرنا
لأننا ممكن أن نكون مبصرين لكن لا نعيش فى النور فنجد أنفسنا لا نرى 0لذلك يقول ربنا يسوع ( أُسلك فى النور لئلاّ يُدركك الظلام ) فهو يُعبّر عن نفسه أنّه هو النور – وطالما هو النور إذن هو الرؤية ، هو الذى يوضّح ، هو الذى يُعلن ، هو الذى يقول عنه ( يُحكّم العُميان )
& لذلك يتكلّم ربنا عن رعايته لشعبه فى العهد القديم يقول عن يعقوب ( أحاط به ولاحظه كحدقة عينه ) يريد أن يقول له أنّ عينيك التى كنت تبصر بها ، فمن هنا يريد أن يقول لنا فى هذه المعجزة أريد أن أعطيكم نوراً أو أريد أن أعطيكم بصيرة وأريد أن أمسك يدك لتمشى فى طريق صحيح وأن أجعلك إنسان تسلك فى وصاياى
لأنّ وصاياى هى السراج المضىء فى المواضع المظلمة0يريد أن يقول أنّه هو نور حياتنا الذى يجعلنا نستطيع أن نميّز الأمور0
لأجل ذلك يمكن أن يكون ناس عندهم عين وليس عندهم بصيرة روحية والعكس ممكن أن يكون إنسان ليس لديه أعين لكن عنده بصيرة روحية لذلك معلمنا بولس الرسول يتكلّم عن نقطة العمى هذه ويقول " إنّ إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلاّ تضىء لهم إنارة معرفة الإنجيل "
س : ماذا يُقصد بالعمى الذهنى ؟ وهل الذهن له أعين ؟
ج : نعم الذهن له أعين هى الإستنارة الفكرية " لئلاّ تضىء لهم إنارة معرفة الإنجيل " نعم هذا الإنجيل يضىء ويريد أن يتجاوب الإنسان مع الضوء الصادر منه
لكى يكون إله هذا الدهر أعطانى النور الذى به أستطيع أن أسلك ، وهذا هو المفهوم الروحى للمعجزة ، ولماذا صنعها ربنا يسوع المسيح ؟ ولماذا فتح أعين عميان كثيرين ؟ ولماذا وضعتها الكنيسة فى هذه الأيام ؟
(2) ظهور أعمال الله فى الإنسان :
======================
عندما نظروا الرجل المولود أعمى سأله تلاميذه " يا مُعلّم أهذا أخطأ أم أبواه " أجاب يسوع " لا هذا ولا أبواه لكن لكى تظهر أعمال الله فيه "
& هناك فكر روحى خاطىء أحياناً يسيطر على الإنسان وهو أن يعتقد أنّ أى شىء يأتى عليه هو عقاب له أو أنّ هذا بسبب خطيته أو شرّه0فربنا يريد أن يفعل ذلك بى وهكذا يعيش الإنسان فى عذاب ويؤنّب نفسه0والتلاميذ كان لديهم هذا الفكر الخاطىء لذلك سألوا هذا السؤال وهو فكر روحى خاطىء وكان رد ربنا يسوع المسيح لا هذا أخطأ ولا أبواه
& فنجد أنفسنا حينما يحدث شىء فى حياتنا نقول لماذا حدث هذا ؟ ولماذا تركنى الله ؟ ولماذا سمح الله بذلك ؟إذن أنا خاطى وشرير0
لكن لا إذن لماذا تسمح يا الله أن يكون هذا مولود أعمى رغم أنّه صالح هو وأبواه ؟
فيجيب يسوع قائلاً فى كلمة لم يُفسّرها بعد ( لتظهر أعمال الله فيه )
لابد أن ندرك يا أحبائى أنّ كل أمورنا بسماح من الله ولابد أن نثق فى تدابيره وأن نثق فى إرادته وأنّه قادر على كل شىء وأنّه قادر بقليل وبكثير ولابد أن نؤمن أنّ هذا هو ضابط الكل الذى " يفتح ولا أحد يغُلق و يُغلق ولا أحد يفتح "
لكى لا يضع الإنسان نفسه فى دائرة من العذابات ويتكلّم مع الله الذى قال عنه الكتاب أنّه إله وليس إنسان0
نحن لا نقول أنّ الله لا يجازى لا بل يجازى ولكن مجازاته للخلاص وكل عقاباته من أجل أنّ الإنسان يتوب ويفرح به لأنّ الله ليس عنده إسلوب البشر فهو إله وليس إنسان
لأنّ الله لن يعامل الإنسان بحسب قلب الإنسان أبداً بل أنّ الله يعامل الإنسان بحسب صلاحه وبحسب غناه
ولكن نقول يارب هذه إرادتك وهذه مشيئتك وأنت لك قصد انّ هذا الإنسان مولود أعمى
إن أحببت أن يبقى أعمى لتكن إرادتك وإن أردت أن يبصر فلتكن إرادتك لكن أنا لا استطيع أن أفهم إرادة تفكيرك لكن ما استطيع فهمه أنّ جميع أعمالك صالحة كما يقول داود النبى ( جميع طرق الرب رحمة وحق وعدل ) بلا إستثناء0
لذلك علينا ألاّ نقول هذا صالح وهذا غير صالح وأنّ هذه لأجلى وهذه ليس لى أو أنّ هذا ذنبى ولكن لكى تظهر أعمال الله فىّ – الله يريد أنّ يتمجّد فى حياتنا وفى كل مواقفها وفى كل أمورنا ، الله يتمجّد فى الموت وفى الحياة ، الله يتمجّد فى الصحة وفى المرض ، حتى أنّ الله يتمجّد فى خطايا الإنسان ، الله يتمجّد فى الضعف ويتمجّد فى كل الأمور ما أجمل أن نُسلّم حياتنا فى يد الله بكل أمورها ، وما أجمل أن نشعر أنّ كل الأمور تعمل معاً للخير ، وكل أمورنا تؤول إلى مجد الله حتى إن أعمى ، حتى إن كان مرض ، حتى وإن كانت شدّة أو ضيق لتظهر أعمال الله فىّ
& كثيراً ما رأينا أعمال الله فى ضعف البشر وكثيراً ما رأينا ربنا يعلن ذاته فى نفوس ضعيفة مثلما يقول الإنجيل " إختار الله جُهّال العالم لكى يخزى بهم الحُكماء " ، إختار الله المُزدرى وإختار غير الموجود ، وإختار مجموعة ضعيفة جداً لكى يكونوا كارزين بملكوته لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم
+ يمكن أن يتمجّد الله فى خطايا ناس00لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم
+ يمكن أن يتمجّد الله فى موت ناس00لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم0
لأنّه قد يكون بسبب موت إنسان هو يدخل السماء وكل من حوله يتوب إذاً كانوا عايشين فى إستهتار وفى لا مبالاة
ونسال ماذا يحدث هنا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيه0 كل أمور حياتنا أحبائى لتظهر أعمال الله فيها
مثال :0 إفرض أننى عشت فى ضيقة فى عملى أو ضيقة فى حياتى لتظهر اعمال الله فى حياتى
كثير من الناس تعيش أزمات وبعد مرور الأزمة نجدها تقول كنت شاعر بيد الله تحملنى وتسندنى0إذن الله عمل فى هذه الأزمة لتظهر أعمال الله فيه0
فكثيراً لا يعرف الإنسان كيف يكتشف يد الله إلاّ فى وقت الضيقة لتظهر أعمال الله فيه
(3) تغيير الشكل الذى للمولود أعمى :
==============================================
فنجد فى المعجزة أنّه مضى وغسل وجهه وأتى مُبصراً حقاً شىء عجيب أنّ يسوع وضع له طين وقال له إغسل وجهك يأتى مُبصراً
لدرجة أنّ جيرانه الذين كانوا يعرفونه قبلاً أنّه كان يستعطى كانوا يقولون أليس هو هذا الذى كان يجلس ويستعطى جيرانه العارفينه جيد جداً0فقوماً منهم يقولون أنّه هو وآخرون أنّه يُشبهه أمّا هو فيقول " أنا هو "
& فى الحقيقة الذى يلتقى مع ربنا يسوع المسيح وتنفتح بصيرته يحدث له تغيير شامل تغيير شامل لدرجة أنّ الناس الذين حوله يشكّو فيه يا ترى هو أم لا ؟ المقابلة مع ربنا يسوع المسيح أحبائى تُعطى ملامح جديدة
لم أرى إنسان أبداً يتذّوق نعمة الله ولم يحدث فيه تغيير 0أمور لم تكن معتادة الناس أن تراها من قبل ولكن لماذا ؟
ج/ حدث تقابل مع الله
ولمّا تقابل مع الله فتح قلبه وفتح عينيه وبدأت حياته تتغير لايمكن أحبائى أن نقول أننا نعيش مع الله بدون تغيير ولا نصدّق أبداً ، هذه خدعة من عدو الخير أن يجعلنى أجلس مع الله وأنا كما أنا لا
ولكن يوجد خطأ ما فى حياتى وفى علاقتى مع الله – لأنّه طالما دخلت فى عِشرة مع ربنا لابد أن يحدث تغيير فىّ ( قلبى ، فكرى ، سلوكى ، ضميرى ) من الداخل
مثال :0 عندما سألوا الناس ( يوحنا المعمدان ) ماذا نصنع لكى نتوب ؟
أخذ يقول لهم هكذا :
أنت من له ثوبان فليعطى من ليس له
وآخر لا تشوا بأحد ولا تستُوفوا أكثر مما فُرض لكم
وآخر
يريد أن يقول لكل أحد لازم أن تتغير حياتك من الداخل – طبيعة حياتك اليومية يجب أن تتغير ( نتغير )
& هاهوذا المولود أعمى منذ أن تقابل مع ربنا يسوع ومنذ ان إنفتحت عيناه بدأ فى التغيير تغيير من الداخل ، تغيير من جوهره ومن طبعه لدرجة أنّ الناس لم تكن تعرفه
& لذلك نحن نؤمن فى المعمودية أنّ الحياة الجديدة تعطينا شكل جديد ، ومعرفة الله أحبائى تجدّد الإنسان وتغيّر التفكير
مثلما يقول " تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم "
يجب أن يكون فينا ذهن جديد وشكل جديد وملامح جديدة
فنرى واحد من القديسين كان يناجى الله قائلاً : " جدّد فىّ صورة ملامحك " 0لأنّ الخطية تفقدنا صورة ملامح الله
قصة مشهورة :
كان هناك فنان كان يريد أن يرسم صورة العشاء الأخير فأراد أن يرى إنسان على وجهه علامة النعمة وعلامة البركة لكى يستوحى منها شكل ربنا يسوع المسيح فأحضر واحد من الكنيسة لكى يرسم ملامحه ليستوحى ملامح عمل نعمة ربنا وعمل نعمة الروح القدس فيه0ولمّا إنتهى من اللوحة أراد أن يرسم شخصية يهوذا فهو يريد أن يرى إنسان فيه ملامح الشر وملامح الخيانة وملامح الإبتعاد عن الله 0فبدأ يدخل الحانات وأماكن الشر وأحضر إنسان لكى يرسم منه ملامح يهوذا0
فقال له هذا الإنسان أنا أتيت قبلاً وأخذت منك أجرة ورسمت بىّ أحد وبدأت بىّ هذه الصورة الخاصة بك
فيسأل الفنان متعجباً : أنت من بدأت بك الصورة أصبحت هكذا !
الخطية تفعل هكذا ، الخطية تفقد الإنسان ملامحه ، عينه تتغير وكلامه يتغير وإسلوبه يتغير وعلاقته مع الناس تتغير والبر يعمل العكس ، البر يجعل الإنسان الذى كان لسانه سايب والذى كانت عينيه غير مستقّرة وكانت نفسه بإستمرار فى ضوضاء وفى قلق0كل هذا إستقر لنّ الله هو الراحة الحقيقية لنا0
تخيّل شكل القديس الأنبا موسى الأسود قبل أن يتوب وبعدما تاب وصار قائد لمجموعة من الرهبان أكيد صوته إتغيّر ، طريقة المشى تغيّرت وأكيد ربنا غيّر كيانه كله
الله يقدّس الإنسان ويجعل فى الإنسان ملامح جديدة
ربنا يسوع المسيح الذى فتح عينّى الأعمى ، يدخل داخل حياتنا ويعطينا بصيرة روحية من الداخل ويُظهر أعماله فينا ويعطينا شكل جديد بحسب مجده ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم أبدياً أمين
شروط تبعيه المسيح-الأحد الثالث من هاتور
" وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلىّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لايجلس أولاً ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله لئلاّ يضع الأساس ولا يقدر أن يكملّ فيبتدىء جميع الناظرين يهزأون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبنى ولم يقدر أن يكملّ وأى ملكٍ إن ذهب لمقاتلة ملكٍ آخر فى حرب لا يجلس أولاً ويتشاور هل يستطيع أن يلاقى بعشرة آلاف الذى يأتى عليه بعشرين ألفاً وإلاّ فمادام ذلك بعيداً يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح0فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً الملح جيد ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح0لا يصلح لأرضٍ ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً0من له أذنان للسمع فليسمع (لو14: 25- 35 ) والمجد لله إلى الأبد أمين
====================
بسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد أمين فلتحل علينا نعمته وبركته الأن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين
إنجيل هذا الصباح المبارك ياأحبائى يتحدث عن رب المجد يسوع وهو ينظر إلى الجموع الكثيرة التى كانت تتبعه ومن الواقع يتضح أنّ شخص رب المجد يسوع كان شخص جذّاب جداً وكانت أحاديثه ومعجزاته وأعماله وسيرته الشخصية والذاتية كانت تُجذب إليه الكثيرين كما حدث فى الموعظة على الجبل وفى معجزة شفاء المفلوج0كانت الجموع كثيرة0
" وكان جموع كثيرة سائرين معه فألتفت وقال لهم " :
فى الحقيقة رب المجد يسوع ناظر للأعماق وأراد أن يقول لهم إن أردتم أن تتبعونى فلكم أن تعرفوا شروط هذه التبعية لا أريد التبعية الظاهرية ولا لأنى صانع معجزات ولا لأنى قد أشبعتكم فتتبعونى
لكن هناك شروط ومقاييس لهذه التبعية ما هى ؟
قال لهم شرطان للتبعية
الشرط الأول :0 " إن كان أحد يأتى إلىّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً "
شرط صعب جداً0لكى تتبع الرب يجب أن تبغض أبوك وأمك وإمرأتك وأولادك وإخوتك ونفسك وذلك لتكون تلميذاً للرب0
الرب يسوع وبعينيه الثاقبة وضع شرطين أمام الجموع كأنّه أراد أن يقول لهم أنّه من الممكن أن يكون بينكم إثنان أو خمسة أو عشرة هم فقط الذين يتبعوننى هؤلاء هم تلاميذى فعلاً من كل قلوبهم يتبعونى أينما أمضى أمّا الباقين فأنا بالنسبة لهم شىء ثانوى أنا بالنسبة لهم صديق أو مُعلّم أو إنسان معجبين به وببطولاته 0
أنا لست بنبى ولا رسول ولا أنا صاحب دعوة فلسفة لا أريد هذا الزحام أنا أفضّل أن معى إثنان أو عشرة أو عشرين وبالشروط التى أريدها
& أنت يارب صاحب الوصايا التى تأمرنا بأن نحب ونكرم الأب والأم " إكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض وأن تحب قريبك كنفسك "0
& فى الحقيقة ياأحبائى إن ربنا أراد ان يقول أنا آمرك أن تحب أباك وأمك وزوجتك وأولادك لكن بشرط ؟ فى الرب يقول " أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى الرب "
& كيف فى الرب ؟ أى محبتى لكل من حولى تكون محبة مقدّسة فى المسيح يسوع مصدرها الله00قوّتها هو الله سندها هو00فى أى شىء مبنى على محبتى هو الله ولذلك يأمر النفس أن تكون لها علاقة به أقوى من أى علاقة أخرى أقوى من أى عواطف بشرية لأنّ كل هذا فى الحقيقة ثبت أنّه حتى العلاقات الأسرية أساسها جسد وأساسها ذات ولحم ودم
& لماذا الإنسان يحب أباه وأمه وزوجته وأولاده وإخوته ونفسه بالأخص أكثر من أى شىء آخر؟ لأنّ كل هؤلاء ينّمون لديه ذاته وينّموا عنده إرتباط اللحم والدم ونحن لا نريد أن نعيش للذات ولا لللحم والدم0أحد الفلاسفة غير المسيحيين أكتشف ويقول أنّه وجد نفسه من أربعين سنة كان يحب أباه وأمه ويقول ومن عشرين سنة محبتى لأمى وأبى إنتقلت إلى زوجتى ثم بعد ذلك إنتقلت محبتى لأولادى
فهو يثبت من خلال المشاعر أنّه إنسان أنانى يعطى مشاعره لمن يأخذ منه أكثر من الذى يعطيه هو0فأحب امه وأبيه فى وقت عطائهم له ثم إنتقلت محبته لزوجته لأنّه وجد أنها التى تعطيه الأن أمّا أبواه فأصبح من الواجب عليه أن يعطيهم هو وليس سيأخذ منهم
ثبت أنّ علاقة الإنسان بالأكثر تتحكّم فيها الأنانية حتى أسمى مشاعر الإنسان علاقته بأسرته ولذلك لأنّ رب المجد لا يُخفى عليه شىء يقدّس الأسرة ويقدّس العلاقات الأُسرية لكنّه يضع نفسه فى مرتبة اعلى منهما بكثير0
فنتذّكر عندما إنتهى الرب من الموعظة على الجبل قامت سيّده تقول للرب " طوبى للبطن التى حملتك والثديين التى أرضعتاك " فنجد أنّه ردّ عليها وقال " بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه " الإنتقال من علاقة الجسد والدم واللحم إلى علاقة أرقى وأسمى علاقة حفظ كلام الله وسماع كلامه
هذه هى النفس التى تستحق أن يسكن فيها الله ، أيضاً نذكر فى موقف آخر عندما قالوا له " هوذا أمك وإخوتك فى الخارج يطلبونك " قال لهم " من هى أمى وإخوتى إلاّ الذين يصنعوا مشيئة أبى "
أيضاً عندما كان المسيح صبى وأخذت العذراء مريم ويوسف النجار يبحثون عن يسوع فى الهيكل لمدة ثلاثة أيام وأخيراً وجدوه فقالت العذراء " هوذا أنا وأبوك كنّا نطلباك معذبين " فردّ عليها المسيح " أمّا تعلمان أنّه ينبغى أن أكون فيما لأبى " ، أراد المسيح أن يغرز ويركّز فى أفهام وأذهان تلاميذه نفس الفكرة أن يفطمهم عن العلاقات الجسدية والعلاقات العاطفية
ليس تحب هذا الرجل لأنّه أبوك بل تحب كل الناس كأنهم أبوك وايضاً أريدك أن تحب كل الأولاد كأنهم أولادك هذا هو مقصد رب المجد يسوع من شرطه الأول للتبعية
هو شرط صعب لكنه شرط راقى رب المجد يسوع يحب يعلن نفسه ملك على النفس
& فى العهد القديم كان الرب يقول عن نفسه أنّه إله غيور0والغيرة هذه طبع بشرى يحاول به يفهّمنا فكر روحى :
الغيرة هى عبارة عن شخص متعلّق بشخص آخر ويحب يكون له وحده ولا يريد أحد يقاسمه هذا الشخص
كذلك رب المجد يسوع غيور علينا خلقنا وأحبنا خلّصنا فدانا، يحب أن تكون محبتنا له هى المركز الأول وهو كل شىء قبل أى شىء آخر حتى والدينا أمى وأبى وزوجتى أولادى وإخوتى حتى نفسى يكون هو الأول يجب يكون هو مركز الحياة وليس أنا مركز حياتى ولا علاقاتى الجسدية ولا علاقاتى العاطفية لا
هو الأول وعندما يكون هو الأول أعرف أقّدس علاقاتى الأخرى وأعرف أتعامل مع من حولى من خلال المسيح يسوع0
ولذلك طلب الله فى العهد القديم من إبراهيم أن يقدّم إبنه إسحق ذبيحة " خذ إبنك حبيبك وحيدك وقدّمه لى محُرقة " كان الله يعرف قلب إبراهيم أنّه معه لكن وجد علاقات تنّم عن خطر وهى أن صار إسحق مركز حياة إبراهيم وصارت عواطفه مرّكزة فى إسحق وبدأ الله فى حياته مرتبة ثانية
نريد أن نصلح المعادلة يكون الله فى المرتبة الأولى لأنّ أنا الذى أعطيتك إسحق وليس آخر ، أريد أن أكون أنا الأول لأنى وجدت إسحق ينافسنى على محبتك
لكن إبراهيم كان قدير وإجتاز هذا القرار الصعب يقول " فبكّر إبراهيم " فبارك الله أبونا إبراهيم 0" من أحبّ أباً أو أماً أو زوجة أو أولاد أو أخوات أكثر منى فلا يستحقنى " ، يجب أن يكون الله مركز حياتى ولا أعطيه من فضلاتى أو أعطيه من أوقات الفراغ أو أعطيه بعد إنتهائى من إهتماماتى لا
يجب التبكير إليه يجب الإنشغال به يكون القلب ينبض بمحبته كل الأوقات هذا هو شرط تبعية يسوع الله ينظر إلى الأعماق ويعرف جيداً قلب كل واحد ومرتبة الله بالنسبة له لابد أن يُخلى الإنسان قلبه حتى يحضر الله
لا يمكن قلب مشغول بمحبات كثيرة بأشياء كثيرة وقلبى وفكرى مشتت وتريده يسكن عندك أنت لا تستحقنى وأيضاً لا أسكن فيك
ويمكن يكون هذا تفسير لكثير من الشكوى إننّا لا نحس بالله ؟ لسنا فرحانين به 00قلوبنا غير متحركة نحو محبته0أقف لأصلّى أجد نفسى لا أصلّى 00الكسل يغلبنى 00غير قادر يكون لى إيمان كافى بالأبدية ولست قادراً لكى أفرح بوصاياه0الأصل لأنّه يوجد عوائق كثيرة داخل القلب قلبى ملىء بأمور أخرى تبعدنى عنه أشعر أنّ المسافات بينى وبينه كبيرة وأنا الذى وضعتها
لذلك عندما رب المجد يسوع قال " قدّم إبنك وحيدك حبيبك إسحق " بيطلب من كل واحد منّا نفس التقدّمة يريد إسحاقنا ( أغلى شىء عندى ) رب المجد يسوع يطلب من كل واحد منّا أن يتنازل عن إسحاقه لكى يكون الله هو الأول فى القلب
& فى معجزة إقامة لعازر0طلبوا الرب يسوع وقالوا له إنّ لعازر مريض " ياسيد هوذا الذى تحبه مريض " تأنّى عليه ولم يذهب وبعدما كان مريض أصبح ميت بل وأصبح له أربعة أيام0فذهب لهم يسوع فوجدهم حزانى جداً وقالوا له نحن طلبناك فإبتدأ يكلّمهم عن القيامة " أنا هو القيامة والحياة ومن آمن بى فلو مات فسيحيا " فقالوا له نعم يارب سيقوم يوم الدينونة فقال لهم لا سيقوم الأن
كان الرب يسوع يحب هذه الأسرة ويرتاح لها ويستريح فى بيتهم لعازر ومريم ومرثا لكنّه شعر أنّ بينهم روابط عاطفية شديدة
لاحظ الله أنّ محبتهم لبعضهم البعض صنعت لون من ألوان الإنفصال عن الله لماذا ؟ لأنها محبة ذاتية بشرية ليست من خلال الله وهو يريد أن تكون المحبة من خلال الله محبة مقدسة روحانية وليست محبة ذاتية بشرية
وبعد إقامته للعازر أعاد ترتيب العلاقة الصحيحة فى الأسرة0صار يسوع هو الأول صار الحب الأكبر لذاك الذى أقام لعازر0
& إذاً يجب أن تحب واهب الشىء وليس الشىء من الصعب أن أحب الشىء دون أن أحب واهب الشىء هل من الممكن أن أتعلّق بالشىء ولا أتعلّق بواهب الشىء ؟ يقول الرب هذه عطاياى أنا أجدك تنصرف عنى بعطاياى بدل ما تكون عطاياى تمجدّنى فى حياتك وتزيدنى إرتفاعاً ومجداً فى حياتك
ومن هنا يقول يبغض أباه وأمه0لذلك يا احبائى شخص رب المجد يسوع مُشبع والذى يتبعه حقيقياً يعرف يعيش بدون الأتكالية على الأخرين يعرف كيف يعيش متكل عليه 00يعرف يكون هو السند له ولا يقلق
& القديس أنطونيوس كان له أخت وحيده بعد موت أبيه كان من الممكن العواطف البشرية تغلب عليه ويقول هى بنت وهى أختى وهى أمانة فى عنقى وعدو الخير فى هذه الأوقات يكون نشيط لكن لأنّ الأنبا أنطونيوس مشاعره ثابتة فى الله إستودع إخته فى يد الله فى يد من أعطاه هذه الوديعة قال لله هذه امانتك أنت وهذا عملك أنت وأنا أريد أن أخرج لأباركك وأسبّحك كل أيام حياتى أنا راغب فى الإنطلاق من رباطات الجسد رباطات ضعيفة أريد أن أغلبها
& يقال عن واحد أراد أن يترهبن وكل إخواته قد تزوّجوا ووالده توّفى ويعيش مع والدته وهى أم كبيرة فى السن ومريضة وكان ضميره يؤلمه أنه يترك أمه
كان مدّرساً وسبق أن جاءت له فرص للسفر للإعارة لكنّه كان لا يرغب فى السفر حتى لا يترك والدته وفى الدير هناك أحد الرهبان أعطى له مشورة وقال له أنا أريدك مطمئن من جهة والدتك إذهب وإسألها وقول لها أنّه جاءك عرض للسفر للدول العربية وإذكر لها المرتب الذى ستتقاضاه وإسمع ماذا ستقول لك 00وفعلاً سمع لنصيحة الراهب فكان رد والدته على السؤال إنها يمكنها أن تذهب عند إخواته فى فترة السفر هذه ويجب عليك السفر00ففى الحال إستراح ضميره0
إن كان ممكن إنسان يترك ماله من أجل ربح بعض النقود لماذا نتعجب أنّ إنسان يترك أهله من أجل الحياة الأبدية0فى الحقيقة صوت الأبدية داخله وصوت الإنجيل والوصايا يعمل بشدّة فأصبح سعيه للأبدية أكثر بكثير لسعيه للمال
ممكن للإنسان من أجل هدف أعلى يضحّى بهدف أقل لماذا لا يكون ربنا هدف أعلى فى حياتى وأن أعرف كيفية التعامل مع باقى الأهداف
& " ورجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء "
فى الحقيقة شرط مهم جداً أن أعرف أنّ كل عطاياى هى من يد الله فلا يليق أبداً أنّ عطايا الله تفصلنى عن محبة الله ولا يليق ابداً أنّ الذى يأخذ مركز عواطف حياتى يكون غير الله لأنّه هو واهب العطايا لذلك هو يُحب من كل القلب ولا يريد أن أحد ينازعه رغبات أخرى سواء زوجة أو أولاد ولا حتى نفسك
إن لم تتقدّم محبتنا لله عن محبتنا لإنفسنا إذاً نحن مازلنا لا نعرف الله لذلك إذا بقيت قلوبنا وعواطفنا وحياتنا كلها ليست مقدّمة كلها لله سنبقى لا نعرف الله إمّا أعرفه أو لا أعرفه إمّا أحببته أو لم أحبه بعد
طالما توجد أمور تعوقنى عنه سوف لا أعرفه ولا أعرف أسمعه ولا أعرف أطبّق وصاياه ولا أعرف أعيش معه 00سيقى الإنجيل بالنسبة لى مُبهم0
لذلك كان الأنبا أنطونيوس يقول لأولاده " إعلموا يا أبنائى أنّ كل الوصايا ليست صعبة ولا ثقيلة بل نور حقيقى وسرور أبدى لكلٍ من أكمل طاعته "
عندما الإنسان يُكمل طاعتها ويعرف كيف يقدّم ذاته على مذبح محبة ربنا مثل ما حدث للقديسة دميانة مع ابيها مرقس عندما قالت له " إنى أفضّل أن أسمع خبر موتك على إنك تبخّر للأوثان " أصل القديسة دميانة تبغض أباها فى المسيح يسوع وتحب أبيها فى المسيح يسوع لكن محبتها للمسيح أكبر من محبتها لأبيها
كان أحد القديسين وهو طفل صغير رأى أبيه فى موكب الإستشهاد فوالده عندما جاءت عينيه فى عين إبنه بكى الوالد على إبنه لأنّه رأى أنّه سوف يستشهد وإبنه هذا لمن سيتركه فنجد أنّ الإبن الصغير هذا ينظر لأبوه ويقول له إحذر أن تغيّر قلبك بسببى ( أصل أبوه ربّاه على محبة ربنا قبل أى شىء آخر )
الشرط الثانى : " من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً "
من يتبعنى ليس بالمظهر ولا للمنظره ولا للإفتخار لكن التبعيّة هى حمل الصليب تبعية فيها ألم أنا متقدّمكم فى حمل الصليب وكما أنا متقدّمكم فى حمل الصليب ينبغى أنّه كما سلك ذاك ينبغى أن نسلك نحن أيضاً لكى نتشبّه بسيدنا حامل الصليب إذاً يجب أن نحمل الصليب
إن أردت أن لا تحمل الصليب فلا تكون تلميذاً لى 00ما هو الصليب الذى يمكن أن أحمله ؟
آلام – أوجاع – صلب الشهوات والذات – أصوام تأمرنا الكنيسة بها – مرض – حزن – ضيق – أى ألم من الألام الأرضية ‘ إعتبره صليب ولابد من إنك تحمل الصليب بنجاح لكى تكون فعلاً تلميذ حقيقى لربنا يسوع المسيح 0
كم الإنسان ياأحبائى يتذّمر من حمل الصليب ولمّا ننظر للصليب أنّه شىء مُتعب ومؤلم ولا ننظر إليه أبداً أنّه أداه للمجد وأداه للقوة فنحن لولا الصليب ما كان الخلاص ولا الملكوت0
ولولا الصليب ما كان لنا القوة ولا الفخر فالصليب هو باب ومفتاح لكل الأفراح ، ونحن لكى نكون تلاميذ له يجب أن نكون حاملين للصليب
الكنيسة تقول نصوم إذاً نصوم وآخذ فرصة من الصوم لصلب الذات وصلب الشهوات والجسد وأهواء الجسد وآخذ منه فرصة بأن أتمتّع بالقيامة0
نجد الكنيسة لكى تهيىء أولادها لأفراح أو لأعياد لابد أن يكون قبل الأعياد أصوام لأنّه لا يوجد قيامة بدون صليب ولا يوجد فرح بدون حزن ولا يمكن لإمرأة أن تولد بدون حِبل والحِبل ممكن يكون له ألم لكن عندما تلد ينتهى الألم والحزن كذلك الصليب هو شركة آلام مع ربنا يسوع المسيح
لا يليق أبداً أننّا ننفر منه أو نجزع أو نرفض أبداً أولاد الله يقبلوا الصليب فى حياتهم بفرح لأنهم عارفين أنّ هذا شرط ليكونوا تلاميذ
لذلك الذى يفهم هذا الفكر تكون حياته مرتفعة عن مستوى الألم 00لماذا ؟
لأنّه بيأخذ وينال من الصليب البركات التى تسنده على الألم الإنسان الذى يصوم بتغصّب يحمل الصليب وهو تعبان هذا إنسان متألّم ناظر للصليب من واجهه واحدة أمّا الذى يصوم بفرح وحامل الصليب بفرح وحاسس إن هذه شركة مع ربنا يسوع المصلوب المتألم الصائم أنا مشترك معه أنال معه نفس المجد
لكم أن تعلموا يا أحبائى أننّا ليس بذواتنا قادرين على حمل الصليب لأنّ الحامل الصليب الحقيقى هو ربنا يسوع المسيح لا يقوى على صليب يسوع إلاّ يسوع هو الذى صام عنّا وهو الذى صُلب عنّا وهو شاركنا فى الآلام وهو تجرّد قبلنا وهو الذى ظُلم " لأنّه فيما هو تألّم مجرّباً يقدر أن يُعين المُجربين "0
& يُقال عن طفلة صغيرة كانت مشلولة ساكنة فى منزل من دورين دخل والدها ومعه هدية كبيرة من أجل والدتها وكانت والدتها جالسة فى الدور الثانى فطلبت إبنته أن تأخذ الهدية لتعطيها هى لوالدتها فحزن والدها وقال فى داخله كيف تقدرين أن تعطيها لوالدتك وأنتِ لا تتحركين فقالت الإبنة لوالدها إحملنى يا ابى لكى أصعد إلى أمى وأعطيها الهدية
أريد يا أحبائى أن أقول أنّ الصليب نحن حاملينه لكن الله هو الذى حاملنا وحامل الصليب الحقيقى هو ربنا يحملها عنّا " أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملّها " ، أى ضيقة هو شريك ضيقاتنا 0أى فقر 00أى ألم هو يرفع ويحملها معنا0
نحن لا نقوى على حمل الصليب لكن بولس الرسول يقول " شكراً لله الذى يقودنا فى موكب نُصرته ِ " هو حامل أمامنا ونحن وراءه0هو العزاء وهو السند وهو القائد لذلك "من لا يحمل صليبه ويتبعنى لا يقدر أن يكون لى تلميذاً "
لعلّ رب المجد يسوع أوضح الفكرة للجموع أراد أن يعلن لهم إحترسوا إنّ الحياة معى تحتاج لبعض المسئوليات وبعض الإستعدادات
هل لديك إستعداد أن تحبنى أكثر من نفسك أكثر من زوجتك وأولادك هل لديك إستعداد أن تكون عواطفك أنا مركزها هل لديك إستعداد أن تتخلّى عن الذات وعن رباطات اللحم والدم وتُفطم عنها من أجل أن تتّمتع بغناى0هل عندك إستعداد على حمل الصليب وتشاركنى حمل الصليب0إن حملت صليبك وإن عرفت فعلاً كيف يكون المسيح هو مركز حياتك وقتها أصبحت فعلاً من القلائل الذين فى وسط الجموع الكثيرة هؤلاء الذين عرفوا المسيح حقاً
& أحد الأباء القديسين قال " ما أكثر الذين يتزاحمون حول يسوع وما أقل الذين ينالون نعم شفاءه "0
كثير الذين حوله لكن الذين يعرفوه فعلاً قليلون00الذين لمسوه وخلصوا بواسطته الجموع كثيرة لكن نازفة الدم هى التى لمسته وهى التى إستفادت
الجموع كثيرة لكن المولود أعمى هو الذى صرخ وقال " يا إبن داود إرحمنى " هو الذى شُفى
الجموع كثيرة لكن المفلوج هو الذى شُفى
قليلون الذين يخلصون وإن كان الجموع كثيرة0
نريد أن نكون من القليلون الذين أتوا ليخلصوا
نريد أن نأتى بإيمان أن نلتقى به كمخلّص أتينا لنقترب إليه لكى نُشفى من أمراض خطايانا
ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد أبدياً أمين
اقامه ابن ارمله نايين-الأحد الرابع من شهر بابه
باسم الاب والابن والروح القدس إله الواحد أمين. فلتحل علينا نعمته ورحمتة وبركته. الآن، وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين....انجيل هذا الصباح، أحبائي الاحد الرابع من شهر بابة. يتكلم عن موقف من خدمة ربنا يسوع المسيح، ذهبوا معه تلاميذه وجمع كثير، ربنا يسوع من كثرة مكان. مؤثر، ومحبوب وجذاب. كان تلاميذه، وجمع كثير كانوا يتبعه في أي مكان ، كان يذهب الية، لكى يتمتع بكلامه وبأعماله...عندما اقترب إلى باب المدينة، كان فى القديم المدن لها اسوار.لم تستطيع ان تدخل المدينة من أي مكان.. فقط هو باب المدينة، اقتربوا من باب المدينة، إذا واحد محمولا قد مات، وهو إبن وحيد لأمه. المدافن كانت خارج المدينة...مثل ربنا يسوع عندما وضع في قبر خارج المدينة. ، وهما خارجين بجنازة الشاب ..فأحتراما لموكب الميت .ربنا يسوع وتلاميذه، والجمع الكثير الذى كان معة، وقفوا بجانب الطريق. . و الموكب يمر جانبهم ، فوجدوا جنازة شاب صغير وحيد لأمه الموقف مؤثر جدا، والناس في قمة الحزن والام تبكي...فعندما رآها يسوع، ترائف عليها، وقال لها لا تبكي، ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون وقال أيها الشاب لك أقول قم. اجلس. تخيل عندما يكون شخص فى هذا الموقف. جمع بيبكى وحاملين شاب مات.. ويسوع بيقول لة لك أقول قم ! واجلس. فجلس الميت وابتدأ يتكلم. فدفعوا إلى أمه. ، فعترا الجميع. خوف، ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبيا عظيم، وافتقد الله شعبه، وشعا هذا الكلام عنه في جميع اليهودية وكل القرى.. موقف من مواقف ربنا يسوع المسيح، نريد أن نركز على نقطة واحدة فقط .. إن يسوع، طرائف، أو تحنن .الموقف جعله لم يستطيع إن يرى الموكب .، والولد الوحيد لأمه الشاب . وأمه الأرملة تجعلة ساكت، الباقية في حياتكم وخلاص. بمعنى ينتظر لحين انتهاء الموكب..فيدخل إلى المكان الذى كان يريد أن يذهب الية، لكنة لم يقدر ..لماذا ؟ ، لانة تحنن وترائف، اشياء كثيرة أحبائي. ربنا بيدخل فيها مع البشرية من أجل رأفاته. ومن اجل صلاحة، من أجل محبته للبشر، محبته. ترائف الله علينا. جميل أحبائي. اننا نستفيد من محبة ربنا لينا. نستفيد منه. بحسب تعبير الكنيسة. تعبير رائع .. إنه مغلوب من تحننة. مثل الأم التى. تحرم ابنها ..لتعاقبة.فيبكى الطفل.. فتتغلب لبكاء الطفل.. ربنا يسوع هكذا يتغلب من تحننة مع الجنس البشري ،مغلوب من تحننة..، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. بأحشاء رحمة إلهنا.من الذى يجعل ربنا يسوع المسيح يتجسد.؟ الإله يصير إنسان؟ يترك عرش السماء، ويأتي يعيش في وسطنا كعبد، وياخد صورة الإنسان، .ماهو؟ تحننة، نقول في قسمة القداس، تحننك غلبك وتجسد ،و هنا يقول .ولما راة يسوع فتحنن...لاجل هذة المرأة و الظروف، التى كانت بها . أرملة لابنا وحيدا ، .وهو كان سندها فى الدنيا. فقالوا لهم .. قفوا فوقفوا. موكب الميت. فذهب إلى النعش ولمسة. وقال للشاب أيها الشاب لك أقول قوم و اجلس فجلس الميت وبدأ يتكلم. ماالذى جعل ربنا يسوع المسيح يصنع هذة المعجزة؟ تحنننه .ماالذى يجعل ربنا يسوع ان يتراءف عليا. ويقيمنى من موتى الذى أعيش فية ؟ تحننة، مارأيك عندما ندرك ونفهم هذة النقطة في حياتك مع ربنا، وتجعلة ينغلب من تحننة عليك ..فماذا تفعل ؟ أطلب أبكي أسجد . الكنيسة وهى تصلى افنوتى ناى نان اللهم ارحمنا . تقول لة .تراءف علينا ارفع غضبك. عنا .افتقدنا بخلاصك. . الكنيسة تقول له تعهدنا بخلاصك. .لانة ليس لنا معين آخر سواك، اقتننا لك يااللة مخلصنا ،تقول له يا رب ارحم ، تقول له انعم لنا بغفران خطايانا. ، كل هذة الكلمات تجعل اللة يتراءف علينا بإستمرار .يتحنن، بأستمرار وانت واقف امام الله. قول له عب تستجلب مراحمة، تحضر، رأفاتة تحضر أحشاء رأفاته تستفيد بها، لأنة لم يتحمل أن يترك مغلوب..لم يحتمل أن يرى بكاءك. لاجل ذلك يقول. حولى عنى عيناكي لأنهم قد غلبتانى ... إنت يا رب تتغلب.؟ بتغلب من تحنني ،تحننك غلبك أو غصبك تحننة غلبه، وأقام الميت .تحننة يغلبة ، ويجعلة يترائف علينا، ويتدخل في حياتنا في أي أمر، لابد أمنا تستفيد من هذة النقطة أحبائي، في علاقتنا مع ربنا. استفاد بتحنن رحمة إلهنا ، واحد بيحبك جدا بيحبك جدا فوق ما تتخيل، فإللي بيحبك جدا تستغل، محبته فى إنك تطلب منه الطلب الذى تريدة.. لكن تطلب الطلب الذي يستاهل. هذة المحبة، جميل جدا عندما تستفيد من رحمة ربنا ..لما تستفيد بمحبة ربنا. ليك ..وعندما تستفيد بأحشاء رأفاته . نقول له ، رافاتك جزيلة. كثيرة فعلا كتيرة رحمته جديدة كل صباح. .عندما صعد إلى الجبل وكان يعلم الجموع، ثلات أيام. فقال للتلاميذ أعطوهم ليأكلوا.. عندما قالوا لة لا يوجد طعام .فصنع المعجزة . .تحنن ربنا يسوع المسيح أحبائي في حياتنا يجعلة يصنع معنا مستحيلات ،تحنن ربنا. يسوع المسيح علينا، تجعلة يصنع عجائب. عجائب أمور عجيبة فوق تصوراتنا جدا ،من أين؟ من تحننة، اطلب منة باستمرار أن يتحنن عليك، اطلب منة وقول يارب انا اريد الطلب الفولانى أرجوك أرجوك. .لو انسان بشر بقلب قاسى. وشخص طلب منه طلب...والح كثير. تجدة ينغلب من تحننة، .لاجل ذلك شبة المثل بالقاضي القاسي.قال .لا يهاب إنسان ولا يخاف الله. ياه. ماهذا القاضي ؟ لايهاب انسان ولا يخاف الله، يعني ما تحاولش فيه هذا الرجل.. قالوا عنة ..عندما تذهب الية أرملة و تقول له أنصفني من خصمي، وهو لم يريد أن يتدخل ..فقال لا...عندما يقول أنصفني من خصمي، والراجل القاسي ده ممكن لاجل لجاجتها يعطيها، ..فماذا يفعل اللة اذا .؟ مغلوب من تحننة، . كان داخل بلد الجليل فوجدهم مطروحين مثل غنم لا راعي لهم. في عين ربنا يسوع المسيح ...جزء يشتغل ويتاجر .ويكسب مال . ويغشوا. بعض ويضحكو على بعض دول. دول في عينة ..دول مساكين. هولاء غنم لا راعي لهم. ناس مش عارفين مصيرهم، فينزل لهم ويتحنن . ربنا يسوع أحبائي بسبب تحننة.. أبقى لنا العالم إلى الآن ..لو سأل شخص لماذا اللة ساكت على الناس التي تلحد.؟ ساكت على أشرار كتير جدا بيغشو. ويقتلوا ويكذبوا. بماذا اللة لم ياخد حقة منهم؟ لماذا اللة صابر وساكت حتى الآن؟ تحننة. مثلما كان يونان النبي حزن ان اللة لم يهلك مدينة نينوى،.ورجع اللة فى كلامة ورفع عنهم غضبة...فجرب اللة يونان باليقطينة.عندما صنع لة شجرة صغيرة وفرح بها يونان وبعد ذلك أتى بدودة لتاكلها. فحزن يونان جدا..فقال لة الرب حزنت على الشجرة التى طلعت فى يوم، وتضايقت لدرجة انك تريد أن تموت.! واذا شعبى ماذا أفعل بهم !! هولاء اولادى عشان كده أحبائي محتاجين جدا نعرف قيمة رحمة ربنا علينا، وقيمة تحنن ربنا علينا، هذا هو المبقينا الى الآن، سر وجود العالم أحبائي إلى الآن هو تحنن اللة علينا، تحنن على هذة المرأة ، كان في العهد القديم يقول على تفاصيل أشياء بها تحنن ربنا عجيبة ،كان يفعل اشياء يحن بها على المريض وعلى الفقير، كانت الراجل الغريب يوصي عليى بالاستضافة . وتأوية فى بيتك. وعندما تجنى حقلك. خذ المحصول فى حضنك ..واى شى يسقط منك اتركها للغلابة ولليتيم والفقير والغريب. وعندما تأتى لتجنى الحقل اترك الجوانب ايضا للغلابة..أركان حقلك لا تعلل ما يسقط. لاتجمع لمن ؟ لأجل الرجل الغلبان أو الغريبة بدل ما يشحت. حفظا لكرامته، هو يذهب ويجمع من الحقل. ..الرب يهتهم بتفاصيل كتيرة من أجل محبته للبشر...لا تكم ثورا دارسا. يعني لو عندك ثور في حقل ، لا تضع له شيئا على فمة، لماذا..لكى يأكل من هذة الاشياء التى تسقط ومن الحقل. لا تكم ثورا دارسا ميبأش، هو جعان، والأكل قدامه وعمال يجمع في الأكل وأنت رابط لة فمة .لانة لا يعرف ان يتكلم. ،وأنت جاي عليه وخلاص، ولو تكاسل شوية تضربه فيشتغل، حرام، طب نعمل إيه؟ يقول لك لا،. حاجات عجيبة، لا تأكل جديا بلبن أمه. يعني إيه؟ يقول لك . يعني طول ما الجدى رضيع ولسة بيرضع اتركة بدون ذبح ، لأجل غريزة الأمومة عند الأمة، وهي ترضعه بتبقى عالية قوي، فخليها تتمتع بأبنها لفترة ..اتركها لفترة شوية. وبعد ذلك اذبحه..فى سفر الأمثال، يقول الصديق يراعي نفس بهيمة أما مراحم الأشرار فقاسية. يعني إذا كنت إنت رب بتراعي نفس ال بهيبة مش هتراعي نفسي؟ مش هتراعي. إحساسي مش هتراعي ضيقة. نفسي مش هتراعي ؟ لا إنت ابني. .عشان كده أحبائي، أستفيد بحنان ربنا يسوع. ده أستفيد بيه صاحبه ووافهمه وافهم انة أبوك وحنين جدا ماكانش ناوي هنا يعمل معجزة.لانة لم يعرف هذا الولد.. لعازر كان يعرفوا وحبيبه وصاحبه . مريم لها غلاوة كبيرة جدا عند ربنا يسوع ومرسى لها غلاوة كبيرة جدا عند ربنا يسوع، ولأجل خاطر مريم ومرسى جاء الرب يسوع وصنع المعجزة، ولاجل غلاوة لعازر ربنا يسوع جاء وعمل المعجزة. قالوا له يا سيد هوذا الذي تحبه مريض إللي بتحبه حبيبك. ربنا يسوع، أقام لعازر حبيب يسوع ..لكن الولد لم يعرفوا .. ويمكن أول مرة ربنا يسوع يسمع الولد يتكلم أو يراة بعد ماقام.. ما الذى يجعلة أن يصنع المعجزة إذا كان أقام لعازر لأنه يحبه، .لكن لماذا أقام ابن أرملة نايين؟ لانة حنان، حنانة بيغلبة أحبائي. لو كانت علاقتنا بربنا يسوع المسيح سطحية جدا. لو كانت علاقتنا عميقة جدا، الحاجة الوحيدة إللي تجمع العنصرين البعاد عن بعض هو حنان ربنا يسوع، فإذا كان ربنا يعمل معنا مش من أجل برنا ولا من أجل استحقاقنا، لكن من أجل حنانه. لاجل هذا نقول له تراءف علينا استفيد بحنان ربنا. يسوع المسيح ، استفيد بحنانة خصوصا على الخاطى. خصوصا على الخاطى. . قد إيه حنان ربنا يسوع المسيح بيحرك السماء. قد إيه حنانة هو اليد التى تخلص وتشبع وترائف وتتحنن. يا أحبائي الإنسان يجد نفسه مش مستاهل محبة ربنا ولا مستاهل عطايا ربنا، لكن إيه إللي بيخلي ربنا يعمل ؟ حنان ربنا. هذة صفة من صفاته. هو طويل الاناة، كثير الرحمة، بار، قدوس رحيم، رحيم جدا، الكنيسة تلقبة بلقب سري عجيب ..وهو عنصر المراحم، عارفين يعني عنصر.. عنصر الشيء هو أساسه. لما يقول عنصر الكربون عنصر الكربون هو أساس الكربون. فعنصر المراحم . يعني ربنا يسوع ده هو أصل المراحل، طب ما تستفيد بيه. لما تقف قدام ربنا قول له تحنن عليا يارب انا مقيد من سنين. أنا مشلول الإرادة ،تراءف عليا يا رب وتدخل في حياتي لأني مسلوب. تراءف عليا . لأني ضعيف جدا، أنا بطلبك، أنا بطلب حنانك. أنا بطلب قوتك، أنا بطلب نعمتك، أنا ميت، أنا محمول. والكنيسه امى بتبكى عليا. الكنيسة تتأثر جدا أحبائى على اولادها البعاد جدا. وتفرح جدا بمجئ أولادها. . كل واحد فينا قاعد دلوقتي داخل الكنيسه .الكنيسة فرحانة بة جدا، وكأن بتقدم للمسيح هدية، الكنيسة بتقدمكم للمسيح جواهر غالية، ثمينة، نفيسة. كل واحد فيكم. عشان كده عندما تكسل ولم تحضر. إنت تحرم الكبيسة بأنها تقدم هدية جميلة. ربنا يسوع . اليوم إللي مابتجيش فيها الهدية بتاعت الكنيسة للمسيح بتبقى أقل. واليوم إللي إنت بتيجي فيه الهدية بتاعت ربنا. يسوع بتبقى أكبر وأقيم. طب أنا وحش. كل ما كنت وحش أكتر، كل ما كان قيمتك أغلى، لأن هو لهذا أتى، لأن هو محبته ورحمته، وتحننة تجعلة يفرح. بالضعيف، والخاطي، و البعيد، استفيد برحمة ربنا، استفيد بأحشائه، الأحشاء هى العنصر الضعيف إللي الواحد ميقدرش عليه، ممكن تستحمل شوية وجع في ظهرك في وشك في إيدك، ممكن تستحمل شوية وجع، لكن بطنك ماتستحملش لأنها ضعيفة. أي شوية مغص يقلقوا، عشان كده ربنا يسوع سمى عمل. محبتة للبشر بعمل الأحشاء. الأحشاء ده جزء عميق حساس في جسم الإنسان، فربنا يسوع جعلنا في أحشاؤه أحشاؤه يعني جزء حساس ضعيف، عشان كده الأعضاء الضعيفة في جسم يسوع بيسميها. الأحشاء... وهما الخطاة والمتألمين والمحتاجين والمعوزين. معلمنا بولس الرسول كان يطلق على الفقراء. إنهم الاحشاء .الجزء الضعيف فى جسم المسيح، يتكلم عن خدمة الأحشاء إللي هي إيه خدمة العناصر الضعيفة..اذا لابد أن نعلم ام الرب يسوع لا يبالى بك.او انة للابرار فقط. اذهب للكنيسة ولو لديك شكوى اشكى لها .الكنيسة هى امك. محبة الكنسية لك تقومك..تقومك بالمسيح يسوع..عشان كده أحبائي استفاد من الكنيسة، استفاد بالعبادة. كل صلوة تقال اشترك فيها، بحب بإيمان، كل طلبة فى الكنيسة اعتبرها انها لك ، ولك فيها شفاء. ولك فيها قيامة..فدفعة إلى أمة..ربنا يعطينا أحبائي إن نتمتع بحنانة..ورافاتة فى حياتنا، نطلبها كتير ونقول لة تراءف علينا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد إلى الأبد آمين ..