العظات

احد السامريه- الأحد الرابع من الصوم الكبير

الأحد الرابع من الصوم المقدس أحد السامرية الكنيسة تضع لة اسما وهواحد النص، وكأن الكنيسة تقول لنا إننا فى منتصف الصوم فجاءت لنا بقصة المرأة السامرية وهى قصة قوية جدا للتوبة، لأجل أن تنبهنا وتحفز همتنا الروحية، إننا في الصوم نقترن بعمل التوبة وإذا كان الإنسان قد توانى قليلا في النصف الأول من الصوم المقدس فيجتهد أكثر وأكثر، إنه يصنع مرضات الله في النصف الباقي من الصوم المقدس قصة المرأة السامرية أحبائي قصة كل إنسان قصة تظهر عمل الله على مر الأجيال كم هو رحيم و قابل الخطاة طويل الأناة يخترق النفس، حتى وإن كانت تغلق قلبها أمامه، إلا أن صلاحة يجعله إن يتودد إلى كل نفس، حتى وإن كانت بعيدة عنه أو رفضاه نتكلم في ثلاثة نقاط:- أولا:حادثة السامرية هي ظل الصليب بمعنى ما بين السامرية والصليب. ثانيا: نتكلم عن ربنا يسوع المسيح داعي الكل إلى الخلاص. ثالثا: عطية الله. أولا حادثة السامرية ظل للصليب:- بمعنى تزامن هذة السنة ان أحد السامرية يأتي مع عيد الصليب ودائما عيد الصليب يأتى فى عشرة برمهات خلال الصوم الكبير دائما نستفاد ما بين السامرية والصليب يوجد معاني كثيرة جدا القديس يوحنا يقصد إنه يقول لنا،وكان وقت الساعة السادسة ماذا يقصد بهذا القول؟ الصليب حصل في السادسة، ربنا يسوع المسيح، تعلق على الصليب فعلا الساعة السادسة وأسلم الروح في التاسعة، عاوز يقول لك خلي بالك إن الوقت ده وقت صليب بمعنى وقت خلاص وقت فداء هذا أول ارتباط بين السامريه وبين الصليب في الصليب، قيل عن ربنا يسوع المسيح إنه الكل تركوه في حادثة السامريه أن تلاميذه تركوه ليبتاعوا لهم طعاما تركوا من أجل أمور واهتمامات جسدية فى الصليب تركوا رب المجد يسوع، خوفا على أنفسهم من الصليب، الجميع تركوه حادثة السامريه الكل ترك ربنا يسوع المسيح،وحادثة الصليب الكل، ترك ربنا يسوع المسيح حادثة السامرية كان رب المجد يسوع له موعد مع خلاص النفس وفي الصليب رب المجد، يسوع، كان له موعد مع خلاص النفس مش نفس واحدة لكن خلاص العالم كله وإن كان في الصليب رب المجد يسوع كان لنا موعد مع خلاص نفس واحدة وهو اللص اليمين وحادثة السامريه له موعد مع خلاص نفس واحدة لكن في الصليب معنى أشمل كان في موعد مع خلاص كل نفس وكل إنسان عشان كده أحبائي إنجيل النهاردة حادثة السامرية حادثة خلاصية حادثة تمس أعماق عمل الله، وتمس أعماق النفس تظهر الله بكل برة وكل صلاحة ،وتظهر الإنسان بكل شرة، وكل جحودة، وكل تمرده البشرية كانت رافضة عمل المخلص،و السامرية كانت رافضة عمل المخلص البشرية لما كانو شايفين ربنا يسوع المسيح،ومتعلق على خشبة قال إن كان هذا إبن الله والبشرية رفضت الصليب، السامرية كانت رافضة في البداية قلت له إنت يهودية وأنا سامريه العجيب إن في الصليب، قال أنا عطشان، ومع السامرية برضه بيقول لها أنا عطشان عطشان،اعطينى لاشرب في الحقيقة في المرتين ربنا يسوع المسيح لم يقصد إنه يشرب لكن كان قصده أعمق من إنه يشرب لم يقصد إن يقول للسامرية أعطيني لأشرب لكي يشرب لأ دائما، فكرنا البشرى يكون ضيق لكن ربنا يسوع المسيح، فكره أعمق وأشمل بكثير، عاوز يقول لها أنا عطشان إلى نفسك عطشان إلى خلاصك أنا بتودد إليكى أنا بظهر نفسي اليكى كمحتاج رب المجد يا يسوع أظهر نفسه في الصليب محتاج لعمل الخلاص يتودد إلى النفس،ويظهر نفسه في حالة من الضعف حصل ده في الصليب،وحصل أيضا،وهو مع المرأة السامرية يقول أيضا ربنا يسوع المسيح ولما تعب جلس هكذا على البئر في حادثة السامرية يظهر رب المجد نفسه كإنسان مُتعب وكأنة يقول لك عمل خلاص هذا عمل شاق أوعى تفتكر إنه سهل لأ تعب، فلما تعب جلس من كثرة المجهود الصليب تعب الصليب أتعاب،وأتعاب أتعاب نفسية،وأتعاب جسديه النفس الواحدة أتعبت المسيح، فكم يكون خلاص كل البشر؟ عمل الخلاص أحبائي عمل ليس هين تعالو نعمل مقارنة بين إقامة لعازر وبين حادثة السامرية نجد أن لعازر لم يأخذ مجهود من رب المجد يسوع المسيح مثل السامرية هو مجرد قال لعازرهلما خارجا خرج الميت وهو وجهه ملفوفا من الأكفان الميت استجاب لنداء ربنا يسوع المسيح من أول نداء لكن السامرية غلقة قلبها أخدت منه حديث طويل على ما ابتدت تفهم إنه الماسيا لكن لعازر الذي فى القبر إلذى مات و أنتن استجاب لنداء ربنا يسوع المسيح عايز يقولك إن خلاص النفس أصعب من إقامة ميت الميت بلا إرادة سهل انه يستجاب لى ويطاوعنى لكن النفس دي عندها إرادة أقول لة قم مايقمش أقوله توب مايتبش لكن الميت بيطاوعنى شفاء المرض الجسدي أحبائي عند ربنا يسوع المسيح أسهل كثيرا من شفاء الخطية لماذا؟ لأن شفاء المرض ده سهل إحنا بنهتم بمرض الجسد لكن صدقوني الأصعب كتير جدا من مرض الجسد مرض النفس الحقد أصعب من شخص عنده مرض سكر الكره أصعب من الضغط العالي دي أمراض تعتبر إصابة الجسد والنفس والروح،والكيان كله يقول لك عندما ذهب إلى حماة سمعان فزجرتها الحمى ففي الحال قامت وخدمتهم ماخدتش منه لحظة المقعد لك أقول قم احمل سريرك وامشي لكن النفس المريضة بالخطية لما بتكون قافلة قلبها لما تكون بتظهر مقاومة لعمل الله تأخذ منه جهدا كبيرا في السامرية تعب وفي الصليب تعب تعبة إحدى الآباء القديسين يقول لك نحن أتعبناك كثيرا وهو لم يكف عن الاهتمام بينا،ولم يهدأ،ولم يسكت العجيب أحبائي إن في الصليب رب المجد يسوع المسيح قال سبع كلمات في حادثة السامرية وفى يوحنا أربعة في الحديث الذي دار بينه وبين السامرية ستجد إنه قالها سبع كلمات وكأن الإنجيل يريد أن يربط ربط خفى عميق بين حادثة الصليب وحادثة السامرية لأنها حادثة خلاص النفس في الصليب تجلى حب الله في السامرية تجلى حب ربنا يسوع المسيح للسامرية في الصليب تجلى حنانة،وطول أناتة وغفرانة وهو مع السامرية في الصليب احتضن الكل،ولم يفرق بين يهودي ولا سامري،ولا جنس،ولا لون وهو الآن جاء يتكلم مع السامرية وهو يهود في الصليب، كسر كل الحواجز،وهو النهاردة جاي لسا مع امرأة سامرية بيكسر كل الحواجز في ارتباط سري عميق جدا بين السامرية وبين صليب ربنا يسوع المسيح الحادثة لها معاني عميقة عشان كده الكنيسة بتحب جدا إنجيل السامريه لو تلاحظ إن كنوز الكنيسة كلها تظهرها في أحاد الصوم الكبير احاد الصوم الكبير قمة تعليم الكنيسة،وكأن الكنيسة تدخرلاولادها كل كنوزها وكل غذائها لكي أن تعطيها لهم فى حينة تعلم أنها الان كنيسة متضرعة و متذللة كنيسة بتقدم صوم،ونسك كنيسة بتقدم لربنا يسوع المسيح مذلة وانكسار فبتساعدهم وبتقولك خلي بالك زي ما السامرية انتفعت إنت ايضا لابد أن تنتفع وزي ماقدمت توبة إنت ايضا تقدم توبة وحالتها مش أصعب منك لم تقول إن حالتك أصعب من السامرية ثانيا نتكلم بنعمة ربنا إن ربنا يسوع المسيح داعي الكل الخلاص:- داعي الكل إلى الخلاص، أخذ مشوار 6 ساعات وتعب وجلس عند البئر،وتلاميذه مش فاهمين كل ده ليه؟ في عبارة في الكتاب المقدس عجيبة جدا تقول وكان لا بد له أن يجتاز السامرة رب المجد يسوع كان جالسا في اليهودية واليهودية في الجنوب حصل مشكلة إنه ابتدى الجماعة الفريسيون يقولوا إن يسوع عمل مجموعة جديدة،وبدا يعمد وهذة الجماعة ضد جماعة يوحنا حادثة السامريه في الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا يعني في بداية كرازة ربنا يسوع المسيح كان في بداية كرازة فعندما وجدوه أنه ابتدى يكرز ويعمد ويُعرف فقالوا انة اتى ليكون ضد يوحنا وجدوا أيضا أن تلاميذه بيعمد و أكثر من يوحنا فربنا يسوع المسيح حل المشكلة،وقال لم أريد أن أدخل معهم في صدامات من أولها لأني عندي رسالة كبيرة وعمل كتير فترك اليهودية،وذهب إلى منطقة الجليل نازل من اليهودية ذهب إلى الجليل وهو تارك اليهودية، وطالع الجليل فوق فقال كان لا بد له أن يجتاز السامرة الجماعة اللى يعرفوا في جغرافيا الكتاب المقدس لو نظروا للسكة يقولوا كان يوجد طريق وأسهل واقصر والطريق الذى اجتازة رب المجد يسوع طريق واعر وشاق ملئ باللصوص والأخطار عشان كده مثل السامرى الصالح مامعنى انة لابد أن يجتاز السامرة؟ هو اختار طريق اصعب لأنه يعلم أنه على موعد مع خلاص هذه النفس كان لابد له أن يجتاز السامرة عشان كده أنا بتكلم معاكم النهاردة إنه الداعى الكل إلى الخلاص رب المجد، يسوع المسيح أحبائي لابد أن يجتاز في نفوسنا حتى وإن كنا نحن غير مهتمين لابد أن يجتاز في أنفسنا هو عالم بالاشتياقات الخافية حتى وإن كنا نحن لم نعلنها هو يعلم اشتياقات السامرية،ويعلم ما في قلبها حتى وإن كانت هي في دنس هو لابد أن يجتاز إليها صلاح الله يدركنا جميعا أحبائي يدركنا جميعا،ونحن فى قساوتنا ونحن في ضعفنا عشان كده نقول له أعدنا يا الله لأننا قد تمسكنا جدا أو افتقرنا جدا النفس التائهة عن اللة هو بيبحث عنها هو داعي الكل إلى الخلاص كان لا بد له أن يجتاز السامرية كلمة تجعل الإنسان أحبائي يقول للة إنت يا الله تبحث عني زي ما بنقول له كراعي صالح سعيت في طلب الضال تعبت معي أنا الذي سقط هنا تعبت معايا بتتعب طريق شاق جدا لدرجة إنه يقول لك إنه من التعب جلس هكذا عند البئر عارف لما الواحد يتعب ويقعد من غير ما ينظر المكان ده نضيف أو مش نظيف قاعدة جلس من كثرة التعب جاءت المرأة السامرية،ونظرنا انه يفتح معها حديثه ويقول لها أعطيني لأشرب ابتدت تقول له انت يهودى وانا سامريه وتضع حواجز لكن هو يكسر هذه الحواجز لانة كان يوجد خصومة شديدة بين أهل اليهودية وأهل السامرة المملكة قديما بني إسرائيل انقسمت في أيام إبن سليمان، رحبعام إلى مملكتين مملكة جنوب ومملكة الشمال مملكة الجنوب هي اليهوديه إللي فيها ربنا يسوع المسيح مملكة الشمال عاصمتها السامرة أصبح في عداوة بين اليهوديه وبين السامرة دي مملكة ودي مملكة لدرجة ان الجماعة السامريين كانو لما يحبو يعبدو ربنا معروف الهيكل فى اورشليم فكانوا يذهبون إلى اورشليم يهود أورشليم منعوهم يأتوا قالوا لهم لا يحل لكم ان تعبدوا اللة عندنا أنتم مختلطين بالأمم أنتم ملكوش عبادة عندنا فصنعوا هيكل لديهم فعبدوا اللة كل مملكة فى هيكل مختلف لدرجة إن المملكتين بقى يحصل منه حروب المملكة الشمالية كانت مكونة من عشر اسباط ومملكة الجنوبية كانت مكونة من سبطين السامرة مدينة حصينة جدا وغنية جدا بناها ملك إسمه، عمري ابو أخاب الملك فى ايام اشعياء وحصنها جدا جدا،وكانت مدينة حاصنة لدرجة إنهم يقولوا عندما اراد ملك اشور ان يسبيها ظل سنتين يحاربها عشان يعرف يسبيها مملكة السامرة مملكة معتزة بنفسها جدا مملكة قوية جدا تتحدى مملكة اليهودية في خصومة وفي عداوة فالمسيح يهودى والست دي سامرية إذا كان يوجد سامري في اليهودية كان يقتل رب المجد جاء يكسر هذه الحواجز جاء ليصنع صلح وسلام وخلاص هو الداعى الكل إلى الخلاص مش هيضع هذه الحواجز أمامه لأنه المخلص مخلص الجميع غافر خطايا الجميع أب اليهودية والسامرة وأب الكل جاء ليصالح الإثنين في جنس بشريته الذي جعلنا لنا قدوم إليه هو ده ربنا يسوع المسيح عشان كده فى سفر هوشع يقول أدعو الذي ليس شعبي شعبي والتى ليست محبوبة محبوبة دي السامرية أفتقدها هفتقد هذه النفس هتعب من أجلها وهذهب اليها وتكلم معها وأتنازل مش هي إللي تتودد إلي لا أنا اللي أتودد إليها شوفي عمل ربنا مع النفس احبائي في حين انى أنا المحتاج إليه أنا أتودد إليه مش هو ده إللي ربنا بيعمله معانا؟ أحبائي هو دة اللى روح ربنا بيعملوا معنا بيتودد إلينا ويكلمنا بطريقة لطيفة،وأنا إللي أرفض وأنا إللي أقول له أنا مالي ومالك ،انتو في سكة وأنا في سكة كسر الحواجز لدرجة إن اليهودي كان يحتقر السامري جدا حبوا مرة يشتمو المسيح قالوله أنت سامري وبك شيطان واليهودي عند السامري ايضا لا تطاق تخيل العداوة عندما قالوا له أنت سامري وبك شيطان بيشتمو بها، ومع كده هو بيتودد للنفس ومع كده هو بيسعى إليها إذا كانت هي هربانة من كل الناس، ورايحة تملا مية الساعة 12:00 الظهر في عز الحر عشان ميكنش في ولا واحد ولا واحدة يشوفوها من شرها من دنسها إذا كانت النفس الناس مش طايقة تشوفها،ولا هي طايقة تشوف حد إنت يا رب تمشي 6 ساعات عشان تشوفها أيوة للدرجة دي؟ ما أعظم صلاحة ما اعظم جودة الذي يدخروا لمحبية عشان كده أحبائي إحنا لو تقربنا لقلب الله وعرفنا قد إيه هو ساعي إلينا وعرفنا اد ايه هو الداعي الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة لو عرفنا قد إيه إنه صالح إنه بيفتقد الكل ما كنا أبدا نستثقل خطيتنا علية،ولا أبدا نضع حواجز بينا وبينه،ولا نقول مش وقته،ولا نقول منقدرش ولا نقول منعرفش الداعى الكل إلى الخلاص هو ساعى إلينا النهاردة إنجيل السامرية قلك المسيح جاء لحد عندك وتعبان من أجلك وجالس بجانبك ويكلمك افتح قلبك لأن لو كانت السامرية فوتت عليها المقابلة دي هتبقى حكمت على نفسها بهلاك أبدي ده جاء إلى عندك لينقذك ويفطمك من دنس نفسك إذا كنتي كره نفسك، ومش عايزة تتواجهى مع الناس فهو جاء ليخلصك من شرورك القبيحة داعي الكل إلى الخلاص حتى إنها امرأة،وهو رجل يهودى كثير من اليهود كانوا يحتقروا المرأة جدا لدرجة إنه يقول لك لو شخص وجد في الشارع يتكلم مع أمه كان يعاقب حتى تلاميذ ربنا يسوع المسيح تعجبوا عندما راوة يتكلم مع سيدة إذا كان التلاميذ تعجبوا أمال لو حد شافه غير تلاميذه كان قالو على إيه؟ أن احتملت أن ممكن يلصق بك تهمة من أجل أن تخلص هذه النفس الصليب المسيح احتمل الخزي والعار من أجل خلاص النفس المسيح احتمل خطايا مش بتعتوا أوجعنا حملها حمل في نفسه أوجاعنا أحتمل أنه يكون في نظرة حقيرة في عين الناس المهم أنه يخلص هذه النفس. آخر نقطة قال أشعياء النبى يوجد وليمة ثمائن الكنيسة بقدمها بمعنى حاجات ثمينة غالية آخر نقطة نتكلم فيها عطية اللة : عندما قال لها أعطيني لأشرب قالت له أنت يهودى وأنا سامريه فبدأ يقول لها لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب؟ لكنتي أنتى تسألين فأعطيكى ماء حيا لو كنتي تعرفين عطية الله في الحقيقة أحبائي عطية الله هو الأمر الذي لابد أن نمسك فيه لابد أن نمسك في عطيته لينا وما هي عطيته؟ السامرية لم تفهم يعني إيه عطية الله يعنى اية اعطينى لاشرب؟ قالت له لا دلو لك والبئر عميق اية إللي بيحصل هنا ؟ الإنسان أحبائي كتير جدا جدا يضع الأمور الروحية في تحليلات بشرية، فيجد أنه يصطدم مع الإنجيل،ويصطدم مع الوصية كل أمورة بعيد عن فكر اللة وياخدها مع أمور أرضية فنجدة مش فاهم يكلمها عن الماء الحى تقول له ملكش دلو والبئر عميق الإنسان دائما احبائي فكره البشري يقف عائق ضد عطية الله إحنا كده أحبائي كثير أمور روحية عقلنا وفكرنا البشري مش عارف يقبلها عشان كده إحنا بعيد جدا عن عطية الله ما هي عطية الله؟ أمور روحية فائقة ربنا يسوع المسيح يريد أن يعطينا ماء إللي يشرب منه ما يعطش أبدا إيه هي المية دي أنة نوع؟ عطية الروح للنفس ربنا يسوع واخد على هذه الاصطدامات،واقف يتكلم مع نيقوديموس عن الولادة من فوق يقولة العلى يدخل بطن أمه ويولد ثانيا؟ واخد على الصدمات و الفكر البشري حتى تلاميذه عندما اتوا وحضروا لة طعاما قال لهم أنا لي طعام آخر ليست تعرفونوا قالوا ألعلا أحد أتى إليه بطعام حتى تلاميذه لما بقولهم أنا لي طعام آخر مافهموش قصده إيه بيقول لك عن رب المجد يسوع فى يوحنا ٦ عندما كلمهم عن خبز الله النازل من السماء المعطى حياة للعالم قال وللوقت تركة كثير من تلاميذه لأنهم لم يستطيعوا أن يفهموا الكلام مقدروش يستوعبوا الكلام إيه الخبز اللى إنت بتتكلم عنه إيه موضوع الخبز؟ حاجة مش قادرين يستوعبوها عشان كده قالهم أن لم تاكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه ليس لكم حياة فيكم فقالوا بينهم وبين بعض قالوا كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكله؟ لو تعلموا عطية الله ربنا يسوع المسيح يريد أن يعطينا عطية سماوية يعطينا غفران يريد أن يعطينا سلام فائق سلام الذى يقول عنه بولس الرسول السلام الذي يفوق كل عقل يريد أن يعطينا غنى غفران راحة قلب،وعقل،وسعادة أبدية تعالى النهاردة نتكلم مع بعض عن الأبدية تلاقي عقولنا مصطدمة مش قادرين نستوعبها لماذا؟ فكرنا في الأرض إحنا أحبائي لأجل أن نعيش مع الله لابد أن نتخلص من الإنسان القديم الذي لم يستطيع أن يصدق العطية الروحية الإلهية ويظل المسيح يفتقدنا ونحن غالقين قلوبنا،ولم نستطيع أن نتمتع به كلمنا عن الماء الحي وانا اقولة لا دلو لك والبئر عميق وبقول له كيف يقدر أن يعطينا جسدة لنأكله؟ عشان كده الكنيسة لما تيجي تصلي تقول لربنا عالي فوق كل قوة النطق،وكل فكر العقل غنى موهبك يا سيدى لأن ما أخفيته عن الحكماء والفهماء هذا أعلنته لنا نقول إن السر الخفي لهذه الذبيحة وراها سرخفى ما ناخدهاش بروح عقلية ولا جسدية في سر خفى لهذة الذبيحه هذة التى دم الناموس حولها الذبيحة لابد من وجود سكينة ودم ولا في سكينة ولا دم عشان كده أبونا يصلي يقول أما الخروف فروحي الخروف إللي على المذبح مش خروف حقيقي ده خروف روحي،وأما السكين فنطية وغيرجسمية هذه الذبيحة التي نقدمها لك عطية الله في عطية من الله يريد أن يعطيها لنا أحبائي بلاش نغلق قلبنا عن عطية الله افتح قلبي له صدقوني أحبائي إحنا أغنياء جدا لو فتحنا قلوبنا لعطايا الله أغنيا جدا لو اكتشفنا غنا ربنا الذي يريد أن يعطية لنا هنترك الجرة والخمسة أزواج وكل دنس وكل شر هنرفضه ونتركه لسة مكتشفتش عطية إللة ولسة هي بتتكلم مع المسيح وفي ذهنها ترجع للرجل التى تركتة وترجع للخمسة وترجع للجرة وفي ذهنها إنها لو جاءت ثانيه لتملأ المياه ستذهب أيضا في الثانية عشر ظهرا لكن عندما تقابلت معه،وعلمت عطية الله تركت الجرة والشر وذهبت برجليها للناس وكرزت لهم و السامرين إللي بيرفضوا اليهود ألحوا علية لاجل ان يجلس عندهم يومين وعلموا إنه المخلص السامرية أنظر عطية اللة عندما اكتشفتها أنا اريد اكتشف عطية الله في حياتي مش عاوز أفضل اعبدوا بالحرف مش عاوز اعبدوا وأنا لسة الجرة معايا وأنا لسة إنسانى القديم معايا صدقوني أحبائي إحنا ملهين تماما عن عطية الله ملهيين بأمور أرضية ميتة ملهيين ولم نعطى اللة حقه أبدا لو ربنا اتكلم معانا نتكلم معاه في فتات الوقت عشان كده إحنا عايزين نكتشف عطية الله عايزين نخلص عايزين ندخل لعمق جديد أترك الجره لانها مصنوعة من الطين أترك الطين إحنا بنتصارع مع بعض لاجل أمور تافهه ملهين بها عن الأمور الغالية إللي هي خلاص نفوسنا،والحياة الأبدية لو علمت عطية الله أعلم عطية الله اشرب من الميه إللي يشرب منها ما يعطش أبدا كل ماء العالم أحبائي بتعطش لايوجد إنسان غنى اكتفى؟! انسان محب للسلطة أو سلطان واكتفى أو شبع قول لي إنسان شهواني اكتفى وقال كفاية لا يشبع الإنسان حتى علماء النفس قالوا من الرغبات بلاش تطاوع بئر الرغبات الداخلية لكن طاوع البير الذي تأخذ منه ماء حى ربنا يسوع المسيح إللي تقابل مع السامرية النهاردة بيتقابل مع كل نفس و بيتودد إلينا ويقول لكل واحد فينا اعطينى لاشرب هنبخل عليه؟ إذا كان هو عطشان لخلصنا إحنا كمان نقول له ها قد أتيت إليك يا سيدي زي ما إنت تعبت أنا كمان عاوزة اتعب أقرع،واسجد لك بالروح والحق ربنا يقبل حياتنا ويقبل توبتنا،ويقبل صومنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته،ولالهنا المجد إلى الأبد آمين.

شخصية أليشع النبى 7/8/2010

شخصية أليشع النبى بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين , فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين . يقول سفر الملوك الثانى ( 2: 8- 14) " وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء فإنفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس . ولما عبرا قال إيليا لأليشع أطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك . فقال أليشع ليكن نصيب إثنين من روحك علىّ . فقال صعبت السؤال فإن رأيتنى أوخذ منك يكون لك كذلك وإلا فلا يكون . وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا فى العاصفة الى السماء . وكان أليشع يرى وهو يصرخ يا أبى يا أبى مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يراه بعد . فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين . ورفع رداء إيليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الأردن . فأخذ رداء إيليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله إيليا ثم ضرب الماء أيضاً فإنفلق الى هنا وهناك فعبر أليشع " مجداً للثالوث الأقدس شخصية أليشع النبى توصف بكلمة جميلة وهى أنه رجل الله . ذكرت هذه الكلمة فى سيرته 29 مرة , رجل الله تعنى خادم الله , يعيش بحسب إرادة الله , ملتصق بالله , تابع لله جيد أن تؤخذ عنك هذه الصفة , رجل الله معناها أن لى منهجه , لى صفاته , لى محبته , معه دائماً أحمل حضوره فى حياتى معروف عن أليشع أنه أكثر شخص صنع معجزات فى الكتاب المقدس , حتى بعد نياحته صنع أكبر عدد من المعجزات , صنع ضعف عدد المعجزات التى صنعها إيليا النبى لأنه طلب نصيبين من روحه , وظل خمسون سنة ينذر الناس * دعوة أليشع النبى : فى سفر الملوك الأول بداية دعوة أليشع النبى , وجدنا إيليا النبى يعبر حقل كان أليشع موجود فيه " فذهب من هناك ووجد أليشع بن شافاط يحرث إثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثانى عشر فمر إيليا به وطرح رداءه عليه . فترك البقر وركض وراء إيليا وقال دعنى أقبل أبى وأمى وأسير وراءك . فقال له إذهب راجعاً لأنى ما فعلت لك . فرجع من ورائه وأخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر وأعطى الشعب فأكلوا . ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه " (1مل19:19-21) الترك فى حياة أليشع النبى :- مر إيليا على حقل كان أليشع موجود فيه وكان معه 24 بقرة , فطرح رداءه على أليشع , فترك أليشع البقر وركض وراء إيليا ... كما قيل عن الرسل "ترك شباكه ومضى وراءه " هكذا فعل أليشع مع إيليا .. من أجمل الأمور التى نتعلمها من أليشع النبى فى بداية حياته " حياة الترك " . أليشع كان غنى وعنده بقر وحقل , لكنه ترك كل شئ وتبع إيليا , إستأذن من إيليا ليودع أسرته , فرجع من ورائه وذبح بقره ووزعه على الناس , ثم تبع إيليا ... جيدة هى حياة الترك , جيد أن يحيا الإنسان مع الله عندئذ يجد أمور كثيرة تسقط من داخله من تلقاء ذاتها لماذا يحب الإنسان العالم ويتعلق به ؟ لأنه لم يمتلئ بالله بعد . أليشع النبى ترك كل شئ لأن هناك قوة جديدة جذبته ودخلت حياته وشعر أنه لو أكمل حياته فى الحقل مع البقر سيندم معروف عن أليشع النبى أنه رقيق المشاعر , فطلب أن يودع والديه لكنه أخذ القرار وتبع إيليا .. وظل يخدم إيليا تسعة سنوات لم يفارقه , وأراد إيليا أن يصنع منه صف ثانى , وبالفعل كان كما أراد . أليشع قلبه ملتهب مملؤ حب , مجرد أن تقابل مع إيليا ذبح بقره .. لديه عطاء بلا حدود التلمذة فى حياة أليشع النبى : - * من سفر الملوك الثانى 2:2-6 " فقال إيليا لأليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى بيت إيل فقال أليشع حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك , ونزلا الى بيت إيل فخرج بنو الأنبياء الذين فى بيت إيل الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم إنى أعلم فأصمتوا , ثم قال له إيليا يا أليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى أريحا فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وأتيا الى أريحا , فتقدم بنو الأنبياء الذين فى أريحا الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم أنى أعلم فأصمتوا , ثم قال إيليا أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى الأردن فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وإنطلقا كلاهما " ثلاثة مرات لا يطيع أليشع إيليا بل يقول له حيثما ذهبت أكون معك , إيليا قال له المرة الأولى أنه ذاهب الى بيت إيل والمرة الثانية الى أريحا والمرة الثالثة الى الأردن , وفى المرات الثلاثة يقول له بنو الأنبياء أن سيده سيؤخذ منه وهو يجيب نعم أنى أعلم . مادمتم يابنى الأنبياء تعلمون أن إيليا سيؤخذ فى هذا اليوم فلماذا لم تذهبوا معه ؟ أليشع فقط هو الذى تبع إيليا لأنه امين جداً له , ولأنه إختبر القوة التى فى إيليا , ولما سأله إيليا ماذا تطلب فأنت كنت تتبعنى وكنت أمين معى الى النهاية قال أليشع " نصيب إثنين من روحك علىّ "ما أجمل هذا الطلب. هل زرت فى مرة من المرات أحد القديسين وطلبت إثنين من روحه ؟ ألم تعاشر إنسان به روح الله وطلبت من الله أن تكون مثله ؟ أليشع لم يطلب أمور مادية أو مركز أو جاه أو مركبة أو . بل طلب إثنين من روحه , كما طلب سليمان الحكيم من الله , طلب حكمة " أعط عبدك قلباً حكيماً لأنى صغير " ... تعلم من أليشع ومن سليمان الطلبة الروحية التى بحسب قلب الله , حتى أن إيليا قال لأليشع " صعبت السؤال " , ويقال أن معظم أعمال إيليا عملها أليشع مضاعفة , إيليا عمل سبعة معجزات وأليشع عمل أربعة عشر معجزة , إيليا أقام موتى وأليشع أقام موتى , إيليا عبر الأردن وأليشع عبر الأردن , إيليا أنذر وأليشع أنذر . هكذا , بل أليشع حمل مثله روح قوة وصار إمتداد لإيليا وكأن إيليا مازال موجود جيد أن تطلب من شفيعك إثنين من روحه . أليشع يمثل حياة التلمذة الحقيقية , يريد أن يشبع من معلمه , يأخذ منه كل يوم درس , أينما ذهب يذهب معه . كثيرون عرفوا قيمة القديسين ومقدار كرامتهم وتكلموا عنهم , ولكن لم يتبعوهم بحق كما فعل بنو الأنبياء لما عرفوا أن إيليا سيؤخذ اليوم من على رأس أليشع ورغم ذلك لم يتبعوه بل تبعه أليشع فقط . كلنا نقول للسيدة العذراء هوذا جميع الأجيال تطوبها , لكن هل نريد أن نعيش بنفس طهارتها ووداعتها وسلوكها وجهادها ؟ هذا هو نصيب إثنين من روحها أليشع كان تلميذ نجيب لإيليا , وليس معنى هذا أن شخصية أليشع قد أُلغيت. لا . الله قدس هذا وقدس ذاك , بل كانت طبيعة إيليا الشخصية قوية بينما أليشع كان رقيق وخجول . أليشع تربى وسط الحقول , بينما إيليا تربى وسط الجبال. أليشع تربى وسط مجتمع من الناس , بينما إيليا تربى على الوحدة . لكن لهما نفس الروح ونفس المنهج . ليس معنى أنك تلميذ فلان أن لك نفس شخصيته .. لا.. لكنك تحمل نفس منهجه ..وجيد أن أليشع وهو يرى إيليا يصعد فى المركبة النارية يقول له " يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها " وكأنه يقول له أنا أرى أنك قوة إسرائيل , أنت مركبة إسرائيل . الذى يتتلمذ تلمذة روحية يشعر أن معلمه به قوة جبارة , ويقول الآباء " بقدر أمانتك وبقدر خضوعك وبقدر طاعتك لأبيك الروحى بقدر ما تلقى بخلاصك عليه " يحكى البستان عن أحد تلاميذ القديس أبو مقار أنه نزل الى المدينة ليبيع عمل يديه, ولكنه تعرض لإمرأة أو لنظرة تسقطه , فصرخ لله وقال يا إله أبى القديس إنقذنى , أنا واثق أن إله أبى سينقذنى , فأنا أستمد قوتى من إله أبى . ولما صرخ لله وجد نفسه فى الإسقيط . تلمذة حياة أليشع مملوءة دروس منها التلمذة والترك والخضوع و .. موذج للإنسان الذى يملأه الله بعطايا إلهية غالية .. رأينا كيف أن الله قادر أن يجعله تلميذ لإيليا , لكن لكل منهما شخصيته الخاصة به * لمحة سريعة عن معجزات أليشع النبى :- + فى أحد المرات أتت إمرأة أحد بنى الأنبياء الى أليشع وكان زوجها قد إنتقل وكان عليه دين للمرابى , وكان لها والدان , وطلب صاحب الدين دينه ولما لم يكن لها ما يوفى الدين طلب ولديها خادمين له بدلاً من الدين , وصرخت المرأة الى أليشع النبى , فقال لها أليشع ماذا لكِ " أخبرينى ماذا لك فى البيت فقالت ليس لجاريتك شئ فى البيت إلا دهنة زيت فقال إذهبى إستعيرى لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة , لا تقللى , ثم أدخلى إغلقى الباب على نفسك وعلى بنيك وصبى فى جميع هذه الأوعية وما إمتلأ إنقليه ,فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها , فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهى تصب , ولما إمتلأت الأوعية قالت لإبنها قدم لى أيضاً وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء فوقف الزيت , فأتت وأخبرت رجل الله فقال إذهبى بيعى الزيت وأوفى دينك وعيشى أنت وبنوك بما بقى " (2مل 4 : 2-7 ) .... لم يكن لدى المرأة سوى دهنة زيت , فطلب منها أن تستعير أوعية فارغة كثيرة وتصب من الدهنة وعندما تمتلئ الأوعية تبيع الزيت وتوفى دينها وتعيش مع ولديها بما تبقى قصة جميلة بها معانى روحية عميقة. يقول الأباء أن هذه المرأة هى الكنيسة وأولادها هم نحن والمرابى هو الشيطان . أتى الشيطان الى الكنيسة وقال لها هاتى أولادك , فتصرخ الكنيسة الى الله , فيقول لها الله قدمى زيت , قدموا جهاد صوم .صلاة .عرق .وأغلقوا الباب عليكم وجاهدوا , وكلما أحضرتم أوعية كلما أمتلأت بالزيت كلما خزى عدو الخير .الشيطان يطمع فينا نحن أولاد الملك المسيح , يريد أن يذلنا ويستعبدنا فى مملكته . الكنيسة تصرخ إنقذنى من خصمى , المرابى أتى ليأخذ ولدى عبدين له .فقال الله لها أصرخى وقدمى صلوات وأصوام , إرفعى أيادى طاهرة له , قدموا أوعية ولو فارغة وهو يملأها للنهاية من غنى وخير لا تتوقعوه .تعال اليوم بأوانى فارغة وقل له أقدم نفسى لك , وهو يقول لك أملأك وأفيض لو عددكم إزداد اليوم فى الكنيسة أضعاف فالكل سيأخذ من الله .. عمل اله يتوقف على إشتياقنا , لكن هو عطاياه هى بلا حدود وليس لها نهاية , عنده كل يوم جديد وعطايا جميلة وجزيلة + عبر أليشع النبى فى أحد المرات الى بلد إسمها شونم , وكانت هناك إمرأة عظيمة " وكانت هناك إمرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبز " عندما يصف الكتاب شخص عظيم يعطيه صفة لها معنى روحى , مثلاً عندما يقول عن شخص إنه جباربأس فهذه إشارة الى السيد المسيح.إمرأة عظيمة , أى هذه قصة لا تعبر لأن بها رمز قوى .... فلان خلص شعبه , فهذا إشارة الى المخلص نوح رجل بار عندما تقرأ صفة مميزة إعرف أن الكتاب يسلط ضوء معين على هذا الشخص إمرأة عظيمة لا نعرف إسمها لكنها عظيمة " وكان كلما عبر يميل الى هناك ليأكل خبزاً . فقالت لرجلها قد علمت أنه رجل الله مقدس الذى يمر علينا دائماً . فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريراً وخواناً وكرسياً ومنارة حتى إذا جاء الينا يميل اليها . وفى ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العلية وإضطجع فيها فقال لجيحزى غلامه إدع هذه الشونمية . فدعاها فوقفت أمامه . فقال له قل لها هوذا قد إنزعجت بسببنا كل هذا الإنزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به الى الملك أو الى رئيس الجيش " .. طلبت المرأة الشونمية من زوجها أن تصنع علية لأليشع حتى يبيت فيها متى مال اليهم ليستريح .. وكان لأليشع نعمة كبيرة فى عينى الملك ورئيس الجيش , فسأل المرأة إن كان لها أى مطلب تحتاجه ليتكلم عنه لدى الملك أو رئيس الجيش . لكن عجيبة هذه المرأة التى قالت له " إنما أنا ساكنة وسط شعبى " لو سألك شخص مرموق له علاقة بالرئيس ماذا تطلب منه , هل ستقول له أشكرالله أنا ساكن وسط بلدى ؟ من يفعل ذلك ؟ّ!! جيد هو الإنسان الراضى الشاكر الذى لا يشعر أنه محتاج طلبات كثيرة من أحد بل لديه إيمان أن الله مدبر كل أمور حياته وواثق فى تدبيره . بالفعل هذه المرأة عظيمة . ثم قال لها " فماذا يصنع لك . فقال جيحزى أنه ليس لها إبن ورجلها قد شاخ . فقال إدعها فدعاها فوقفت فى الباب فقال فى هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين إبناً . فقالت لا يا سيدى رجل الله لا تكذب على جاريتك . فحبلت المرأة وولدت إبناً فى ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها أليشع ". كلمة إستجاب لها الله , يالقوة أليشع . كبر الولد وخرج مع أبيه الى الحقل ومرض الولد وإرتفعت حرارته فأعاده الى البيت وهناك مات الولد . ماذا تفعل هذه المرأة ؟ " فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت ونادت رجلها وقالت أرسل لى واحداً من الغلمان وإحدى الإتن فأجرى الى رجل الله فقال لماذا تذهبين اليه اليوم لا رأس شهر ولا سبت فقالت سلام " لم تخبر زوجها بأى شئ .. تخيل أم إبنها الوحيد الذى أعطاها الله إياه بعد زمن طويل جداً مات ولا تظهر أى علامة حزن بل هادئة ومتماسكة وتطلب من زوجها الإتن لتذهب لأليشع , بالفعل ذهبت اليه ولم يكن يريد أن يقابلها . " فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزى غلامه هوذا تلك الشونمية أركض الأن للقائها وقل لها أسلام لكِ . أسلام لزوجك . أسلام للولد , فقالت سلام " أين السلام والإبن ميت ؟ المفروض أنكِ تنهارى وتبكى , لكنها قالت سلام , ورغم أنه حدد لها السلام لكِ ولزوجك وللولد .. قالت سلام . قالت لهما الصبى مات " فقالت هل طلبت إبناً من سيدى . ألم أقل لا تخدعنى , فقال لجيحزى أشدد حقويك وخذ عكازى بيدك وإنطلق وإذا صادفك أحد فلا تباركه وإن باركك أحد فلا تجبه وضع عكازى على وجه الصبى , فقالت أم الصبى حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك فقام وتبعها , وجاز جيحزى أمامهما ووضع العكاز على وجه الصبى فلم يكن صوت ولا مصغ فرجع للقائه وأخبره قائلاً لم ينتبه الصبى , ودخل أليشع البيت وإذا بالصبى ميت ومضطجع على سريره فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى الى الرب ثم صعد وإضطجع فوق الصبى ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الصبى , ثم عاد وتمشى فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبى سبع مرات ثم فتح عينيه فدعا جيحزى وقال له إدع الشونمية فدعاها ولما دخلت إليه قال إحملى إبنك , فأتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الأرض ثم حملت إبنها وخرجت "( 2مل 4: 25-37) يقول الآباء أن هذه إشارة قوية لعمل المسيح القائم من الموت . لما دخل أليشع للإبن الميت وأغلق الباب على كليهما كما دخل المسيح القبر وتواجه مع الموت وإتحد به , ولم يهزمه الموت بل حول الموت الى حياة . إنتقلت حياة أليشع للصبى فكانت قيامة , والمسيح دخل القبر وأعطى قيامة . سخن جسد الصبى لما تمدد عليه أليشع أول مرة لكن لم يقم أى لم تظهر فيه الحياة بعد .فتمشى أليشع فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك , وهذه إشارة الى الأربعين يوم بعد القيامة التى ثبت فيها ربنا يسوع الكنيسة . ثم عطس الولد سبع مرات إشارة للخماسين وحلول الروح القدس . حمل أليشع إشارة مسيانية , موت قيامة وحلول الروح القدس . + شفاء نعمان السريانى " وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام , وكان الرجل جبار بأس أبرص . وكان الآراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض إسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدى إمرأة نعمان . فقالت لمولاتها ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة فإنه كان يشفيه من برصه . فدخل وأخبر سيده قائلاً كذا وكذا قالت الجارية التى من أرض إسرائيل . فقال ملك آرام إنطلق ذاهباً " كانت فتاة إسرائيلية مسبية خادمة لدى إمرأة نعمان السريانى وكانت تعلم أن سيدها نعمان يعانى من البرص وهذا سبب حزنه ومعروف أن البرص مرض ليس له شفاء , لكن هذه الفتاة الصغيرة المسكينة قالت لزوجة نعمان لو كان سيدى أمام نبى الله الذى فى السامرة لشفاه من برصه .. هذه الفتاة قوية الشخصية تعلن إيمانها بقوة .. أحياناً يتعرض الإنسان لظروف فيقول أنا ظروفى صعبة ومحتاج لمن يساعدنى , لكن لنرى هذه الفتاة وحيدة مسكينة وضعيفة وفى سبى لكنها تحيا بإيمان إسرائيل وإيمان رجل الله بل وتكرز بإيمان رجل الله وتعطى النصيحة لزوجة مولاها .. أخبرت الزوجة نعمان عما قالته الفتاة الصغيرة وقالت له لتجرب نصيحة هذه الفتاة , فدخل الى الملك وأخبره بما عرف فقال له ملك ارام إذهب الى ملك إسرائيل وأعطاه رسالة توصية لملك إسرائيل ليهتم بالأمر , فلما قرأ ملك إسرائيل رسالة ملك آرام مزق ثيابه , فقال له أليشع النبى إرسل نعمان الىّ " فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت أليشع . فأرسل اليه أليشع رسولاًيقول إذهب وإغتسل سبع مرات فى الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر" غضب نعمان من أليشع وقال لماذا لم يخرج لملاقاتى ويصلى من أجلى ؟ " فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت أنه يخرج الىّ ويقف ويدعوا بإسم الرب إلهه ويردد يده فوق الموضع فيشفى البرص . أليس أبانه وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل أما كنت أغتسل بهما فأطهر ورجع ومضى بغيظ . فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا أبانا لو قال لك النبى أمراً عظيماً أما كنت تعمله فكم بالحرى إذا قال لك إغتسل وإطهر . فنزل وغطس فى الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر " قال نعمان عندى أبانه وفرفر أفضل من كل مياه إسرائيل كنت إغتسل بهما , ومضى حزين , لكن عبيده تناقشوا معه فى الأمر وأقنعوه أن يجرب ما قاله له رجل الله , وغطس فى الأردن سبع مرات فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر * جيد أن يكون لنا ثقة فى رجل الله , نحن نريد أن يسير الله بعقلنا ليصنع معنا معجزة بحسب عقلنا وتفكيرنا .. لا .. معجزة معناها أمر يفوق العقل .للأسف رجع نعمان ليعطى أليشع هدية , لكن أليشع رفض الهدية للأسف طمع جيحزى تلميذ أليشع فى الهدية فإنتقل اليه برص نعمان .. تخيل أن إيمان عبيد نعمان والفتاة الصغيرة كان أفضل وأقوى من إيمان جيحزى تلميذ أليشع .أقول لك إحذر أن تكون سائر وراء أليشع وتلميذ له وليس لك إيمان ليتك تكون مثل الفتاة الصغيرة والمرأة الشونمية فى الإيمان . قل لأليشع أطلب من الله أن يعطينا نصيب روحين منك , أى أربعة من روح إيليا , هذا ليس طمع منا لكن لأننا ضعفاء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين .

شخصية هابيل الصديق ج2

هابيل الصديق ج2 ٢. قتل هابيل : "وكلم قايين هابيل أخاه، وحدث إذ كان في الحقل أن قايين قام علي هابيل أخيه وقتله، فقال الرب لقايين: أين هابيل أخيك؟ فقال: لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟‍ فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض" [ 8-10]. ظن قايين أنه قتل واستراح، ولكن الله جاء ليسأله كي يثير فيه التوبة، فهو لا يريد أن يستر علي خطايانا بغلاف خارجي بينما يبقي الفساد يدب في الأعماق، إنما كطبيب روحي يريد أن يكشف الجراحات ويفضحها لأجل العلاج. هذا ومن جانب آخر أراد الله أن يؤكد لقايين أنه إله هابيل لا ينساه حتى وإن مدّ أخاه يديه عليه ليتخلص منه، وكما يقول القديس ديديموس الضرير علي لسان الرب: [لا تظن أن جريمتك هربت من عيني، ومن رعايتي التي لا تغفل ]. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [تخلص منه إذ رآه محبوبًا، متوقعًا أن ينزعه عن الحب، لكن ما فعله جعله بالأكثر مثبتًا في الحب، إذ بحث الله عنه، قائلاً: أين هابيل أخوك؟ ]. أخفي قايين جسد أخيه، لكنه لم يقدر أن يكتم صوت النفس الصارخة إلى الله، والتي عبّر عنها الرب بقوله: "صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض"، إذ يشير الدم إلى النفس بكونه علامة لحياة. فإن سُفك الدم تبقي النفس صارخة خلال الدم المسفوك ظلمًا علي الأرض. هذا الصوت الصارخ هو صوت كل إنسان يُظلم من أجل الحق فيُحسب شاهدًا للحق أو شهيدًا، تبقي صرخاته تدوي فوق حدود الأرض (المكان) والموت (الزمان). عن هذا الصوت يقول القديس أمبروسيوس: [للدم صوت عال يصل من الأرض إلى السماء ]. فالظلم أو الضيق لا يكتم النفس ولا يلجم لسانها بل بالعكس يجعلها بالأكثر متحدة مع كلمة الله الحيّ المصلوب، فيصير لها الصوت الذي لا يغلبه الموت ولا يحبسه القبر. وكأن سر قوة صوت الدم المسفوك ظلمًا هو اتحاد الإنسان بالمصلوب الحيّ. وقد رأي القديس أكليمنضس الإسكندري في دم هابيل رمزًا لدم المسيح الذي لا يتوقف صوته الكفاري وعمله، إذ يقول: [لم يكن ممكنًا للدم أن ينطق بصوت ما لم تراه خاص بالكلمة المتجسد، فالرجل البار القديم (هابيل) كان رمزًا للبار الجديد (السيد المسيح كلمة الله)؛ وما يشفع به الدم القديم إنما يتحقق خلال مركز الدم الجديد. الدم الذي هو الكلمة يصرخ إلى الله معلنًا أن الكلمة يتألم ]. إن كان قايين قد حطم جسد هابيل بجسده فصمت لسانه تمامًا، لكنه لم يكن ممكنًا أن يلجم لسانه قلبه وصرخاته الداخلية التي يستجيب لها الله سامع التنهدات الخفية. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان موسى متألمًا وصلي هكذا (بقلبه) وسُمع له، إذ يقول له الله: "لماذا تصرخ إليَّ؟" (خر 14: 15) ومع أنه لم يصرخ بفمه؛ وحنة أيضًا لم يكن صوتها مسموعًا، وحققت كل ما تريده، إذ كان قلبها يصرخ (1 صم 1: 13). وهابيل لم يصلِ فقط وهو صامت وإنما حتى عندما مات أرسل دمه صرخة كانت أكثر وضوحًا من صوت بوق ]. استهان قايين بحياة أخيه هابيل، وإذ به يستهين بالله نفسه في حديثه معه، فإن كل خطية تصوب نحو أخوتنا تدفعنا للخطأ في حق الله نفسه. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليته لا يحتقر أحدنا الآخر، فإن هذا عمل شرير يعلمنا الاستهانة بالله نفسه. فبالحقيقة إن أزدري أحد بالأخر إنما يزدري بالله الذي أمرنا أن نظهر كل اهتمام بالغير... لقد احتقر قايين أخاه، وفي الحال استهان بالله ]. إن كان عصيان آدم وحواء قد حمل تأديبًا ملموسًا يذّكر البشرية مرارة عدم الطاعة، فإن جريمة القتل الأولى قدمت لقايين تأديبًا ماديًا ملموسًا يكشف له عما حلّ به في أعماقه، إذ قيل له: "متى عملت الأرض لا تعطيك قوتها" [١٢]. بسبب جريمته حلّ بالأرض نوع من القفر لتكشف عن أرض الإنسان أي جسده الذي صار بالخطية قفرًا، لا يقدم ثمرًا روحيًا لائقًا. ويعلق القديس ديديموس الضرير على هذا التأديب الإلهي بقوله: [يحدث أحيانًا أنه بسبب خطايا الإنسان تصير الأرض قفرًا ولا تعطي ثمرًا، كالقول: "تنوح الأرض بسبب الساكنين فيها" (هو ٤: ٣). لقد وهبت الأرض لكي تثمر للذين يحتفظون بفهمهم بغير فساد... لكن الثمر يتناقص بأمر الرب (بسبب فساد الإنسان) حتى يتغير الناس عن حالهم ]. إن كانت الأرض تشير إلى الجسد الذي يفقد عمله الأصيل فيصير بلا ثمر روحي، فإن النفس أيضًا تفقد سلامها الداخلي، إذ قيل له: "تائهًا وهاربًا تكون في الأرض" [١٢]. وكأن النفس التي خضعت للجسد الترابي الأرضي تجده قفرًا، فتعيش فيه بلا راحة ولا سلام، إنما في حالة تيه وفزع. هذا ما أكده الكتاب المقدس بقوله: "خرج قايين من لدن الرب، وسكن في أرض نود شرقي الأردن" [١٦]. أي تخرج النفس من حضن ربها مصدر سلامها لتسكن في "نود" التي تعني "التيه" أو "الاضطراب". وكما يقول القديس ديديموس الضرير: ["نود" تعني "اضطراب". هناك كان يجب أن يسكن من ترك الفضيلة الهادئة ودخل إلى الاضطراب ]. ويقول القديس چيروم: [ترجمة "نود" هو "تيه"، فإذ اُستبعد قايين من حضرة الله سكن بالطبيعة في نود وصار تائهًا. هكذا اليهود إذ صلبوا الله ربهم تاهوا هنا وهناك وصاروا يلتمسون خبزهم. لقد تفرقوا في العالم ولم يبقوا في أرضهم. انهم يشحذون الغنى الروحي إذ ليس لهم أنبياء، وصاروا بلا ناموس ولا كهنة ولا ذبيحة، صاروا شحاذين بمعنى الكلمة ]. أما سر التيه فهو الخروج من لدن الرب [١٦]؛ ليس خروجًا مكانيًا إنما هو خروج عن الشركة معه والتمتع به. وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [لا نفهم أن قايين خرج بعيدًا عن الرب مكانيًا، إنما نقول أن كل خاطئ هو خارج الرب بنفس المعنى الذي يحمله التعبير "أدخل نحو الرب" عندما يقول المزمور: "ادخلوا إلى حضرته بترنم" (مز ١٠٠: 2). فعندما ندخل إلى حضرته نترك عنا كل ما هو خارجي أي الخطايا وكل الملموسات، حتى ننعم بأمور أخرى ليست من هذا العالم، لنشترك في معرفة الله... الله ليس بخاضع لمكان بالرغم من إقامة هيكل له... لقد خرج قايين لأنه حسب نفسه غير مستحق لمعاينة وجه الرب، بمعنى أنه لم يعد له فكر الرب ]. ويرى القديس باسيليوس الكبير أن أقسى عقوبة يسقط تحتها الإنسان حرمانه من حضرة الرب: [أقسى أنواع العقوبة التي تفرض على ذوي القلوب الصالحة هي التغرب عن الله ]. أدرك قايين خطورة ما بلغ إليه حاله، فاعترف للرب: "ذنبي أعظم من أن يحتمل. إنك قد طردتني اليوم من وجه الأرض من وجهك اختفي وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني. فقال له الرب: لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه، وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده" [١٣– ١٥]. واضح من اعتراف قايين أنه شعر بالندم ليس كراهية في الخطية وإنما خوفًا من العقاب الأرضي، ومع هذا فقد فتح الرب باب الرجاء إذ لم يعده بألا يُقتل وإنما من يقتله يعاقب بمرارة شديدة كمن يُنتقم منه سبعة أضعاف، مقدمًا له علامة حتى لا يقتله كل من وجده، هكذا يبدأ الرب مع قايين بالحب لعل قايين يرتمي من جديد في حضن الله بالتوبة الصادقة والرجوع إليه. يرى القديس باسيليوس الكبير أن قايين أخطأ، واستحق أيضًا سبعة تأديبات، أم خطاياه السبع فهي: [ حسده لأخيه هابيل، كذبه على الله، خداعه لهابيل إذ استدرجه إلى الحقل، ما هو أبشع من قتل أخاه، قدم قدوة سيئة للبشرية في بدء تاريخها، أخطأ في حق والديه بقتل إبنهما]. أما التأديبات السبعة فهي: [بسببه لُعنت الأرض، صارت الأرض عدوة له يعيش عليها كمن مع عدوه، لا تعطيه الأرض قوتها، يعيش في تنهد، يصير في رعب، يُطرد تائهًا، يتغرب عن وجه الرب]. أما العلامة التي قدمها الله لقايين حتى لا يقتله كل من وجده فربما تشير إلى علامة الصليب التي فيها يختفي الخاطئ لجد أمانًا وسلامًا خلال مصالحته مع الله. هذه هي العلامة التي يوسم بها أولاد الله الذين لا يطيقون الرجاسات فتحفظهم من الهلاك المهلك كما رأى حزقيال النبي (حز ٩: ٦). ويرى القديس أغسطينوس أنها علامة العهد الذي وُهب لرجال العهد القديم كظل للصليب، معلنًا في ناموسهم وطقوسهم، إذ يقول: [هذه العلامة لليهود إذ أمسكوا بناموسهم واختتنوا وحفظوا السبوت وذبحوا الفصح وأكلوا خبزًا غير مختمر ].

شخصية المرأة الشونمية

المرأة الشونمية 2مل عبر اليشع إلى شونم وكانت هناك إمرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبز 1 روح الخدمه –العطاء –تقدم ماعندها ميمه الخدمه ماتملك قدراتها مواهبها الحياة فى المسيح يسوع لا تعرف الإنغلاق ولا العزله ولا الأنانية الله ينظر كيف يقدم كل واحد (أمسكته)تعرف قيمه الضيف والغريب والمحتاج دون أن يسأل الخادم لا ينتظر تكليفات بل يششعر بالغيرة تجاة أبسط عمل ولم تكتفى بمجرد الضيافه قالت تصنع له عليه (خدمه الميل الثانى) 2 الإكتفاء ماذا يصنع لكى ليطلب من الملك أو إلى رئيس الجيش فقالت إنما أنا ساكنه وسط شعبى فقال جيحزى ليس لها إبن هى لم تطلب الكفايه من الداخل قد يوجد شىء ينقص ولكن لا نشعر بالاحتياج اليه غننا كلما إقتربنا من هذه الإمرأة إكتشفنا عظمتها- تدربت أن أكون مكتفياً بما عندى 3 إيمانها أضجعته على سرير رجل الله وقالت سلام أسلام لك ولزوجك وللصبى أجابت سلام إيمان الشدائد – الثقه بما يرجى الإيقان بأمور لا ترى لها سلام من الله الذى يفوق كل عقل فقالت إننى لا أتركك الثقه العجيبه إمرأة كانت منزعجه من جبل تكن أمامه وصلت لله أن ينقل الجبل وأعطت فرصه لله ولم ينقل الجبل فقالت أنا كنت متأكدة أنه سوف لا ينقله الطفله التى صلت من أجل المطر وخرجت هى وأمها لتنظر المطر فقالت لامه لنأخذ معنا الشمسيه لانه سوف تمطر إيمان عجيب جداً رأيناه فى هذة المرأه كما رأينا فى قائد المائه الذى قال لا تتعب المعلم قل كلمه ليرأ الغلام والمراة الكنعانيه ياسيد يابن داود إرحمنى إنها نماذج رائعه فى الإيمان اللذين بالإيمان قهروا ممالك رأينا فى هدم أسوار أريحا الدوران فقط يسقط الأسوار الحصينه إقامه الصبى الموت والقيامه والصعود وحلول الروح القدس 4 الشكر أتت وسقطت عند رجليه وسقطت إلى الأرض إحسانات الله تلهينا عن الشكر لا تنسى كل حسناته الذى يشكر الواهب يحثه على عطايا أعظم ليست عطيه بلا زيادة إلا التى بلا شكر

شخصية هابيل الصديق ج1

هابيل الصديق ج1 كيف دخلت الخطية ؟ وكيف بدأت ، وكيف تطورت ؟ وماذا كانت نتائجها ؟ لقد ولد قايين ميلاداً حسنا ، سمى قايين لأن أمه أعتبرت أنها قد أقتنته من الرب ( تك 4 : 1) ، أى حصلت عليه من الرب وكان قايين عاملاً فى الأرض ، وكان أخوه هابيل راعياً للغنم وظل هذان الأخوان يعيشان معاً فى هدوء ، إلى أن دخل بينهما نوع من التنافس لقد قدم كل منهما قرباناً للرب فقبل الرب قربان هابيل ، ولم يقبل قربان قايين فغضب قايين على أخيه هابيل وقتله مشكلة هابيل ، إنه إنسان مقبول من الرب ! قايين وجد أن قربانه غير مقبول كأخيه ، فدخله الحسد " فإغتاظ قايين جداً ، وسقط وجهه " ( تك 4 : 5 ) 0 إذن قايين لم يكن يسعى إلى محبة الله ، وإلى إرضاء قلب الله ، إنما كان يبحث عن كرامته الشخصية ورضاه عن نفسه وعن مركزه لو كان يبحث عن محبة الله ، لكان فى حالة رفض الله لقربانه ، يفتش كيف يرضى الرب ، و لا مانع من أن يغير قربانه ، ويقدم ذبيحة كهابيل ، ويحسن تصرفه ولعل هذا ما قصده الرب بقوله : " إن أحسنت ، أفلا رفع " ( ع 7 ) أى أفلا يرتفع وجهك ، إن أحسنت التصرف ، وإن أحسنت التقدمة ، وإن أحسنت التفكير والشعور كانت أمامه فرصة لتحسين موقفه ، ولكنه لم يستغلها ، ولم يستفد من توجيه الرب ، الذى تنازل وكلمه كان أمامه أن يتضع ، ويشعر أن قربانه " من ثمار الأرض " ليس هو حسب مشيئة الرب ، وإنما مشيئة الرب هى أن يقدم ذبيحة ، محرقة سرور للرب ، كما فعل أخوه البار هابيل ولكن قايين لم يشأ أن يعترف بينه وبين نفسه أنه مخطئ فى تقدمته ، وأنه يجب أن يسلك كأخيه إنما ركز على كرامته كانت ذاته تتعبه وليته كان يحب ذاته محبة سليمة وهكذا كان قايين ، محبته لذاته ، حطمت هذه الذات محبة جاهلة ، قايين أيضاً ركز كل تفكيره فى ذاته ، كيف يتفوق على أخوه ويخطى برضى الرب ؟! فرأى أن يتخلص من أخيه يتخلص من هذا البار ، الذى كلما يراه تصغر نفسه و يشعر أنه أقل ورأى أنه إذا تخلص منه ، لا يبقى أمامه شخص أفضل ، يثير حسده كانت كبرياء الذات ، أهم عنده من نقاء الذات لقد نبهه الرب إلى أن هناك " خطية رابضة " وقال له بكل وضوح " وإن لم تحسن ، فعند الباب خطية رابضة ، وإليك إشتياقها ، أنت تسود عليها " مازال فى متناول يدك أن تتخلص منها إن الخطية مازالت على باب فكرك ، وعلى باب قلبك ، وعلى باب إرادتك ومازالت إرادتك فى يدك ، وأنت تسود عليها فإحذر لنفسك قبل أن تتورط ما أعمق هذا الحنو ، فى معاملة الله للخطاة إنه يظهر لقايين ، أول إنسان هلك على الأرض ويكلمه ، ويشرح له التجربة التى أمامه ، وينصحه ،بل ويناقشه أيضا : " لهذا سقط وجهك ؟ ليس السبب راجعاً إلى أخيك ، بل يرجع إليك أنت نفسك إنك لم تحسن التصرف وإن أحسنت سيرتفع وجهك علاج مشكلتك فى أن تغير مسلكك وتحسن التصرف ، وليس فى أن تستسلم للخطية إحترس لنفسك عند باب قلبك وفكرك توجد خطية رابض حاول أن تنتصر عليها فأنت مازلت تسود عليها حنو من الله ، أن يظهر للخاطئ ، ويشرح له ، ويحذره قبل أن يسقط ، ويريه طريق التخلص من خطيته ، ويسنده بنصائحه فى وقت تجربته ومحاربة العدو له قد يخطئ البعض ، ويظن أن الله لا يظهر إلا للقديسين ! إن ظهوره لقايين قبل سقوطه فى خطية القتل ، وتحذيره له ، إنما هو مثال عجيب لمحبة الله وطول أناته ، فى العهد القديم ، بل منذ بدء الخليقة وكأنه يقول لقايين : تعال يا حبيبى ، لماذا أنت معتاظ ، ولماذا يسقط وجهك ؟ أنا أريد أن أخلصك من غمك ، وأعيد إليك سلامك إن الخطية هى التى أفقدتك سلامك تخلص منها ، يرجع إليك سلامك لا تظن أن هابيل هو سبب متاعبك كلا ، إن متاعبك سببها الخطية الرابضة فإفحص نفسك جيداً سبب متاعبك ، يكمن فى طريقة نظرتك إلى الأمور وفى ردود الفعل داخلك إزاء نجاح أخيك لو كانت فى قلبك محبة ، لكنت تفرح وتسر ، إن رضى الرب على أخيك ، فلا تغتم ولا تغتاظ بالمحبة ، تفرح لفرح أخيك ، وتفرح لرضى الرب عليه لكن قايين لم يفرح لفرح أخيه ، ولقبول قربانه مثاله كان الإبن الأكبر لماذا يكون نجاح أخيك، له رد فعل خاطئ فى قلبك ؟! " كان ينبغى أن تفرح وتسر " لأن الله قبل قربان هابيل كان ينبغى أن تفرح أيضاً لأن هابيل قد كشف لك الطريق الصالح الذى يرضى الرب ، حتى تسير فيه أنت أيضاً ، وتحصل على نفس الرضى والقبول العجيب أن قايين ، بعد أن كلمه الله ، لم يستجب لكلمة الله ، ولم يفتح لها قلبه ، بل فتحه للخطية بعد أن نصحه الرب ، لم يستفد من النصيحة ، إنما تورط فى الخطية ، وبالأكثر ، وقام على أخيه فقتله ! مثل يهوذا وسائط النعمة يستفيد منها من يشاء ، ويرفضها من يشاء إنها لا ترغم الإنسان على عمل الخير الشاب الغنى ، تقابل مع السيد الرب ، وسمع نصيحة نافعة من فمه الإلهى ، ولكنه بعد سماعها مضى حزيناً ، ولم يقل الكتاب إنه نفذ شيئاً من تلك النصيحة أمر محزن ومخجل ، أن يسمع إنسان نصيحة من فم الرب نفسه ، ثم يمضى حزيناً ، و لا ينفذ هكذا قايين أيضاً إذن ، فلا يجوز أن يحتج أحد ويقول " مشكلتى الوحيدة هى عدم وجود مرشدين روحيين ولو كان لى مرشد روحى حكيم ، لصرت قديساً " هوذا أمامنا أمثلة لأشخاص أرشدهم الرب نفسه و ولم يستفيدوا ، لأن القلب رافض أن يستجيب ، مثل الأرض التى القى عليها البذار الرب نفسه ، فأنتجت شوكاً أو سمحت للشوك أن يخنق زرعها ، وللطير أن يلتقط بذارها لقد تقابل قايين مع الرب ، وللأسف لم يستفد سعى الرب إليه وأراه الطريق ، ولكنه رافض أن يسير فى طريق الرب ، ولم يستجب إلا لفكر قلبه الردئ المشكلة تكمن فى عدم وجود إستعداد داخلى لم تكن له أذنان للسمع ،للسمع ليسمع " وكلم قايين هابيل " ( تك 4 : 8 ) لم يكن هابيل ينتظر خياته من أخيه قايين إنه شقيقه ، ويمكن أن ينام إلى جواره ويغمض عينيه ، دون أن يخشى شراً ، فى ثقة بهذه الأخوة لو كان فى قلبه أذنى شك من جهته لإحتراس منه ولكن حينما يأتى الشر ممن هم فوق مستوى الشك ، حينئذ تكون المأساة أعمق وأكثر تأثيراً فى النفس وقام قايين على هابيل أخيه وقتله " وهكذا تطورت به الخطية من سئ إلى أسوأ ، و هو مستسلم لها تطور من غيره إلى حسد ، إلى غيظ ، إلى حقد ، إلى فكر الشر ، إلى تدبيره وتنفيذه ، إلى قتل أخيه وبعد أن كانت الخطية رابضة عند الباب ، دخلت إلى قلبه ، وسيطرت على فكره ومشاعره وأعصابه وإنفعالاته وبعد أن كان يسود عليها ، صارت تسود عليه ودفعته الخطية فى طريقها ، فخضع لها ونفذهاوحينما نفذ إختفت من أمامه كل المثل : لا محبة ، و لا شفقة ، و لا إرضاء الله وربما ظن قايين ، أنه لا يوجد أحد يراه وأنه سوف لا يعلم أحد بجريمته ، وانه قد تخلص من هذا المتفوق الذى تصغر نفسه أمامه ، إن صوت هابيل قد سكت إلى الأبد وهابيل البار ، لم يستطيع أن يدافع عن نفسه وهكذا بدا أن الشر قد إنتصر على الخير مع كل ذلك يجرؤ أن يستر فعلته بالأكاذيب ويقول فى جرأة حتى أمام الله " أحارس أنا لأخى " ؟! نعم إن الشر قد ينتصر على الخير ولكن القصة لها تكملة وتكملتها إن الله موجود ، وإنه يحكم للمظلومين ربما لم يحسب قايين حساباً لوجود الله ولتدخله ، وظن أن الموضوع بينه وبين هابيل فقط ، وليس من ثالث يتدخل بينهما ، لكى يكمل القصة ، ويقيم التوازن هذا الثالث العادل ، تدخل بين الخير والشر تدخل ليحاسب ويحاكم ، ويعاقب ، ويشرح للشر أن الأمر لم ينته بعد ، وأن هناك قوة أكبر و وأن هناك عيناً ترى ، وقضاء يحكم و لا ن الله لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين وأثبت هذا الثالث ، أن إنتصارالشر هو إنتصار زائف ومؤقت ، و أن العبرة بالنهاية ، والنهاية هى إنهيار الشر أذن ، لا تفقد الرجاء أبداً إن أصابك شر ، وحتى إن قوى الشر عليك ، و على ظهرك جلدك الخطاة وأطالوا إثمهم ، فلا يتزعزع قلبك ثق أن الله يرى ويسمع ، ويكتب أمامه سفر تذكرة ( مل 3 : 16 )وثق أن الرب صديق هو يقطع أعناق الخطاة (مز128) لا تنظر إلى أوائل الأشرار ، وإنما إلى نهايتهم وأسأل نفسك : من الذى إنتصر : قايين أو هابيل ؟ هابيل كتب إسمه فى سفر الحياة وهو " وإن مات ، يتكلم بعد " ( عب 11 : 4 ) أما قايين فعاش على الأرض معذباً طول أيامه ، قلقاً ، خائفاً ، فاقداً سلامه وإنتظرته عذبات فى الأبدية أشد آلاماً إن الشر قد يرتفع على الخير ، ولكنه يتبدد : كمثال النار والدخان يرتفع إلى فوق وفيما هو يرتفع ، تتسع رقعته ، وتقل حدته ، وينتشر فيندثر ويضعف ويختفى أما النار ، إن ظلت تحته ، إلا أنها تستمر بعده فى قوتها وفى نقاوتها إنها أقوى وأشد حرارة و لا تبالى بصعود الدخان إلى فوق ، فوقها هابيل لم يدافع عن نفسه ، فدافع الله عنه لم يرو لنا الكتاب أن هابيل دافع عن نفسه ، أو أنه قاوم الشر ، أو حتى أنه شكا أو إستنجد أو إستغاث لقد لاقى مصيره فى صمت ، ومات بيد أخيه ولكن القصة لم تتم فصولا إذ إن الله واجه قايين وسأله " أين هابيل أخوك ؟ " فأجاب " لا أعلم ، أحارس أنا لأخى ؟ ! " وهكذا قادته خطية القتل إلى خطية الكذب ، فكذب على الله نفسه ، وقال له لا أعلم ، وهو أكثر الناس علماً بمصير أخيه أو كان الوحيد من البشر الذى يعلم بمصير أخيه !! كان قايين كفأر فى مصيدة ، يحاول أن يفلت فلا يستطيع إنه يلتمس طريقاً للهروب من مسئولية جريمته يدعى عدم المعرفة يدعى أنه غير مسئول عن أخيه وعن حراسته !! لقد أمسكه العدل الإلهى فأخذ يكذب على فاحص القلوب والكلى ، والعارف بالخفيات والظاهرات ، على الله الذى أنذره من قبل ولم يسمع حقاً ، إن الكذب هو الإبن البكر لكل خطية هو الغطاء الذى يحاول الخاطئ أن يغطى به على خطيئته فلا تظهرإن كذب قايين على الله ، يدل على بعده عن اإيمان إنه لا يعرف من هو الله ، وما هى قدرته ، وما هو عمله غير المحدود ‍ والعجيب أن الله هنا لم يجرح شعور قايين ، ولم يقل له إنه كذاب بل لم يجادله إطلاقاً فى كلامه إنما واجهه بالحقيقة التى تكشف كذبه ، فقال له " صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض " إن هابيل لم يتكلم ، ولكن دمه له صوت ، صارخ من الأرض قد يصمت و المظلومون ولكن صمتهم له صوت صارخ إلى الله والله يسمع هذا الصوت ، صوت صمتهم الصارخ إن يوسف الصديق قد ظلمه أخوته وظلمته إمرأة فوطيفار ، وصمت ولكن صمته كان يصرخ إلى الله ، وسمع الله ، وتدخل لينقذه من الظلم والعمال الذين بخست أجورهم ، يقول الكتاب إن هذه الأجرة المبخوسة تصرخ ، والصراخ قد دخل إلى أدنى الرب ( يع 5 : 4 ) إن الله يقاتل عنكم وأنت تصمتون ، لأنه يسمع صوت صمتكم إذا ظلم إنسان وسكت ، فلا تظن أن الأمر قد إنتهى عند هذا الحد فإن صوت سكوته يرن فى أدنى الرب ، يقول الوحى الإلهى " من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين ، الآن أقوم يقول الرب – أصنع الخلاص علانية " ( مز 11 ) نعم قم أيها الرب الإله ، وليتبدد جميع أعدائك ، وليهرب من قدام وجهك كل مبغضى إسمك القدوس " صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك " هنا بدأت العقوبة هنا يجد الشر من يقف فى طريقه ، ويقاومه " لى النقمة ، أنا أجازى يقول الرب " ( رو 12 : 19 ) إن لم يجد الشر رادعاً على الأرض ، فهناك رادع من السماء ولأول مرة هنا يلعن الرب إنساناً عندما أخطأ آدم قال له ملعونة الأرض بسببك ، ولكن لم يلعنه شخصياً لعنت الحية ، والأرض ، و لأول مرة هنا يلعن الإنسان كان قايين قد فقد الصورة الإلهية نهائياً ، الصورة التى كانت للإنسان حينما خلق على شبه الله ومثال إن قايين لم تغره الحية كحواء ، ولكنه سقط من الداخل رداءة قلبه قد أسقطته إين الحية فى سقطة قايين ؟ وبلعنته ، لعن كل نسله أيضاً ، وأصبحوا يدعون أولاد الناس ، بينما دعى أولاد شيث " ابناء الله " ( تك 6 : 2 ) وإستمرت هذه اللعنة ، حتى أفنى الله كل ابناء قايين بالطوفان " ملعون أنت من الأرض ، التى فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك " هذه الأرض التى تنجست بجريمة القتل ، وقبلت الدم المسفوك : " متى عملت الأرض ، لا تعود تعطيك قوتها " ( ع 12) الأرض تتمرد عليك ، و لا تعطيك الخير الذى تقدر عليه بدلاً من أن تعطيك عشرين أردباً ، تعطيك إثنين أو ثلاثة لا تجد بركة فى عمل يديك ، و لا بركة من خير الأرض وثمارها بالنسبة إلى البار قال الرب " مبارك تكون ثمرة أرضك " ( تث 48 : 4 ) وبالنسبة إلى الخاطئ لعن الله ثمرة الأرض ( تث 28 : 18 ) فلا تعود تعطيك قوتها إن ثمار الأرض فى يد الله ، يباركها حينما يشاء ، مثلما بارك غلة العام السادس ، فكان يكفى ثلاثة أعوام أما إذا سلك الإنسان فى الخطية ، فقد يعاقبه الله بتمرد الأرض عليه ، فلا تعطيه قوتها ، لا تعطيه خيرها كما تمردت من قبل على آدم ، وصارت تنبت له شوكاً وحسكاً المسألة إذن لا تنحصر فقط فى خبرة الإنسان بالزراعة ، ومدى إتقانه لعمله فيها وخدمته لها ، إنما يحتاج أيضاً إلى بركة وتتبارك الأرض متى أرضى قلب الله ، وإلا فإنه متى عمل الأرض لا تعود تعطية قوتها لهذا نحن نصلى من أجل ثمار الأرض ، لكيما يصعدها الله كمقدارها ويفرح وجه الأرض ، فتكثر أثمارها لقد لعن الرب قايين ، أمر الأرض أن تتمرد عليه ، وماذا أيضا عن باقى عقوباته ؟ قال له الرب : " تائها وهارباً تكون فى الأرض " تفقد سلامك الداخلى تحيا فى قلق وإضطراب وخوف تجرى وليس من مطارد تشعر أن كل من وجدك سيقتلك وهكذا بدأت الأمراض النفسية تعمق جذورها فى الإنسان فى خطية آدم ، دخله الخوف ، الخوف من الله وعقوبته أما فى خطية قايين ، فقد دخله الخوف من الناس ، أو الرعب بمعنى أصح " يكون كل من وجدنى يقتلنى "( ع 14 ) لا سلام ، قال الرب ، للأشرار الخاطئ يعيش منزعجاً بإستمرار يخاف أن تنكشف خطيئته ويعرفها الناس يخاف من الفضيحة والعار والسمعة السيئة يخاف من العقوبة ، سواء عقوبة القانون ، أو أنتقام من أساء إليه ويرتعب من نتائج أخرى كثيرة ستحدث وأعداء كثير ين يطاردونه داخله يزعجه أكثر من أى أزعاج خارجى أيهما لاقى العذاب أكثر : قايين أم هابيل هابيل قاسى الألم ربما لحظة أو لحظات ضربة قاتلة أصابته فمات أما قايين فإنه عاش العمر كله يتألم ويتعذب ويحطمة القلق والخوف والرعب والإضطراب هابيل تألم بالجسد قليلاً أما قايين فإن نفسه تعذبت من الداخل ، و لا شك أن عذاب نفسه كانت له نتائجه على الجسد أيضاً هذه إحدى عقوبات الخطية تطارد الإنسان" فقال قايين للرب : ذنبى أعظم من أن يحتمل أنك قد طردتنى اليوم عن وجه الأرض ، ومن وجهك أختفى وأكون تائهاً وهارباً فى الأرض ، فيكون كل من وجدنى نلاحظ هنا أن عبارة " ذنبى أعظم من أن يحتمل " لم تكن عبارة توبة ، إنما خوف من العقوبة أى أن العقوبة أعظم من إحتماله ، عقوبة أن يكون تأئها وهارباً فى الأرض ، ومهدداً من كل أحد بالقتل لذلك فإن الله الرحوم ، الذى يشفق حتى على القلوب القاسية إذا ما تذللت أمامه ، طمأن قايين الخائف " وجعل له علامة لكى لا يقتله كل من وجده " ( ع 15 ) 0 بل قال له أيضا " كل من قتل قايين ، فسبعة أضعاف ينتقم منه " ونلاحظ أن قايين لم يطلب مغفرة لخطيئته ، بل أنه لم يقل عبارة أخطأت كل ما أتعبه هو العقوبة وإذ جعل الرب علامة لكى لا تقتله كل من وجده ، " خرج قايين من لدن الرب ، وسكن فى أرض نود " وسكن معه الخوف و الرعب كل أيام حياته لقد قتل اخاه فى لحظات و لكن الخوف ظل يقتله كل يوم وكل ساعة وكل لحظة وظلت خطيئته أمامه كل حين ، لا تقوده إلى التوبة إنما تحطمه بالخوف فمن أخذ بالسيف يؤخذ داود ،قد غفر له الله خطيئته ، ونقلها عنه ( 1 صم 12 ) وسامحة من جهة العقوبة الأبدية ولكن بشاعة الخطيئة ظلت أمامه فى كل حين ( مز 50) ، وبسببها كان يبلل فراشه بدموعه ( مز 60 ) ، ويمزج شرابه بالدموع وظل قايين يطارده الخوف ، وترن فى أذنيه كلمات الرب " تأئهاً وهارباً تكون فى الأرض " وأصعب من طرده من وجه الأرض ، أنه طرد من وجه الله ايضاً ، فمن وجه الله يختفى فالخطية هى إنفصال عن الله والخاطئ ينفصل بخطيئيه عن الله يختفى الله من حياته ، ويختفى هو من أمام وجه الله يوجد حاجز كبير بينه وبين الله ويشعر بهذا الفاصل ، وبفقد الدالة ومشاعر الحب ولا ينكسر هذا الحاجز إلا بالتوبة ، فيصرخ الإنسان قائلاً للرب : إلى متى تحجب وجهك عنى ولكن الكتاب لم يقل إن قايين قد تاب ، ولم يقل إنه عاد فاصطلح مع الله و لم يقل إن اللعنة زالت عنه ، أو أن الرب عاد فرضى عليه لقد كان أول إبن لآدم وحواء بعد خطيئتهما ، وللأسف كان إبناً للهلاك كان أول قاتل ، وأول إنسان ملعون ، وأول إنسان إستحق العقوبة الأبدية ، إلى جوار عقوبته على الأرض إنه لم يقتل هابيل ، إنما فى الواقع قد قتل نفسه وهابيل لم يمت ، بينما قايين هو أول إنسان مات ، موتاً أبدياً هل تظنون أن هيرودس قد قتل يوحنا المعمدان ؟ أم الواقع أن هيرودس قد قتل نفسه قتل روحه وحياته وأبديته أما يوحنا فهو حى فى الفردوس يتنعم إن الإنسان الذى يخطئ إلى غيره ، إنما يخطئ إلى نفسه وما أقل الخطاة ، الذين يشعرون أنهم يحطمون أنفسهم فليعطنا الرب بركة هابيل البار ، أول من ذكر له الكتاب أنه قدم محرقة الرب ، وذبيحة مقبولة ، نذكرها بإستمرار فى كل قداساتنا فنقول فى مقدمة أوشية بخور باكر "" يا الله ، الذى قبل إليه قرابين هابيل الصديق إقبل إليك هذا البخور من أيدينا نحن الخطاة " وذبيحة هابيل الصديق تعطينا فكرة عن أهمية التقليد فى الكنيسة لأن هابيل فى تقدمته لم ينفذ وصية مكتوبة ، و لم تكن هناك شريعة مكتوبة فى أيامه ، و لا وصية مكتوبة تأمر بتقديم المحرقات إنما أخذها هابيل عن أبيه ، الذى أخذها من الله لم تكن هناك وصايا مكتوبة أيام هابيل ولكن كان هناك التقليد أو التسليم وجيل يسلم جيلاً : " وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها " ( ع 4) لقد قدم البار افضل ما عنده للرب بل أنه نفذ وصية البكور ، قبل أن يقول الرب على يد موسى النبى " قدس لى كل بكر ، كل فاتح رحم إنه لى " ( خر 13 : 2 ) أتراه قدم البكور ، بروح النبوة ، قبل الوصية المكتوبة ؟ أم تراه فعل ذلك عن طريق التقليد والتسليم أيضاً ؟ أم هو القلب البار الحساس الذى يدرك مشيئة الرب ورغبته ، دون أن يتلقنها من معلم ؟ إنه هابيل الذى شهد له أنه بار ، وشهد الله لقرابينه " وبه وإن مات يتكلم بعد " ( عب 11 : 4 ) ولقد ذكره بولس الرسول فى مقدمة رجال الإيمان : فقال " بالإيمان ، قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين " ( عب 11 : 4 ) إذن لم تكن هذه الذبيحة مجرد أمر تعوده هابيل ، أو تسلمه بلا فهم0 وإنما كان عملاً من أعمال الإيمان "" به شهد له أنه بار " إن هابيل يمثل الإيمان وهو بكر ، فى بداية معرفته إنه أول إنسان فى العالم ، وصف بكلمة الإيمان ترى ماذا كان الإيمان فى أيام هابيل ؟ إنه على أية الحالات كان بدابة لذلك المبدأ اللاهوتى القائل " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ( عب 9 : 22 ) الخطية كشفت عرى الإنسان آدم ، والذبيحة عظته ، حينما صنع له الله أقمصه من الجلد ( تك 3 : 21 ) ، ورفض أن يغطى بورق التين ، وبشئ من ثمار الأرض وعرف هابيل هذه الحقيقة : الله يريد الدم لا ثمار الأرض فقدم الدم من أبكار غنمه ومن سمانها بينما قدم قايين من ثمار الأرض وكأنه لا يؤمن بما حدث لأبويه وكانت ذبيحة هابيل رمزاً لذبيحة السيد المسيح وكان هابيل فى ذبيحته كاهناً للرب ولم يكن قايين كذلكولم يذكر الكتاب خطية إرتكبها هابيل ، بل شهد له السيد المسيح نفسه أنه بار ( مت 23 : 35 ) 0 ويذكرنا بالبر الذى يناله كل من يقدم ذبيحة للرب أنستطيع أيضاً أن نقول إن هابيل كان أول شهيد : لقد قتل لأجل بره ، وبسبب ذبيحته التى قبلها الرب ، ورضى عنها إنه أول دم بشرى يتقبله الرب إنه باكورة الدماء الزكية المقدسة التى تقبلتها السماء ، عبر الاجيال الطويلةإنه الباكورة التى قدمت بكورها للرب وحسناً إنه إنتقل إلى السماء بعد تقديمه الذبيحة إنتقل وهو فى حالة بر ، مقدس بالذبيحة التى قدمها وعزيز عند الرب موت أتقيائه بين هابيل والمسيح راعى غنم حسده أخوه سيق للذبح صامتاَ لم يفتح فاة قتله فى الحقل صوت دمه يصرخ

شخصية مفيبوشث

مفيبوشث عادة إذ يستريح الإنسان ويستقر ينسى الماضي بآلامه ويتجاهل مشار الغير، أما داود النبي والملك صاحب القلب الكبير فنجاحه واستقراره دفعه بالأكثر إلى بحثه عن راحة الآخرين. لقد أراحه الله من جميع أعدائه، بعد موت شاول ويوناثان بحوالي ١٥ سنة لم ينس داود عهده مع يوناثان (١صم ٢٠: ١٤-١٧)، فبدأ يسأل إن كان قد بقى أحد من بيت شاول لكي يصنع معه إحساناً من أجل يوناثان. سمع عن مفيبوشث بن يوناثان، الأعرج الرجلين، فاستدعاه ليرد له حقول جده شاول ويقيمه ضيفاً دائما يأكل معه على مائدتة كأحد أفراد أسرته. ١ – داود يستدعي مفيبوشث ١-٦ ٢ – داود يرد له حقول شاول ٧-١٣ ١ – داود يستدعي مفيبوشث من العادات القديمة أن يقتل الملك الجديد كل نسل الملك السابق لئلا يقاوموه ويطلبوا المُلك لأنفسهم (٢مل ١:١١)، أما داود النبي فأدرك أنه لم يستلم المُلك من يد إنسان بل من الله، ولأنه لم يضع قلبه على المجد الزمني بل مجد الله لذا لم يخف على كرسيه ولا طلب قتل نسل شاول، إنما على العكس إذ استقر بدأ يبحث عمن بقى من نسل شاول ليصنع معه معروفاً (٢صم ١:٩). استُدعى صيبا عبد شاول ووكيله قبل موته، فامتثل أمام داود الملك وأخبره بينه يوجد بعد ابن ليوناثان أعرج الرجلين (٢صم ٣:٩)، وأنه في بيت رجل غني يدعى ماكير بن عمِّيئيل في لودبار بجلعاد شرق الأردن ["ماكير" معناه "مُبتاع"]. "صيبا" اسم آارامي يعني "غصناً" ، كان خادماً أو عبداً للملك شاول. حُرر ربما في وقت تغلب الفلسطينيين على شاول. وكان أباً لعائلة كبيرة واقتني عبيداً. ٢ – داود يرد له حقول شاول كان داود النبي والملك نبيلاً للغاية في تعامله مع مفيبوشث، كريماً في عطائه له: ‌أ. تحدث معه وهو صبي صغير السن وأعرج كإنسان معجب به، يُسر بالحديث معه، ذي كرامة ... لقاء داود معه كان أثمن بكثير وأعظم من الحقول التي رُدت إليه، إذ أعطاه مايريح نفسه الداخلية ويشبعها، الأمر الله لا تقدر كل مقتنيات العالم أن تهبها للإنسان. هذا مادفع القديس بولس أن يطالبنا بتقديم قلبنا (الحب) للمحتاجين قبل تقديم الأموال أو العطايا المادية. يقول الرسول: "وإن أطعمت كل أموالي وإن سلمت جسدي حتى إحترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً" (١كو ٣:١٣). ‌ب. يبدو أن مفيبوشث كان خائفاً أن يقتله الملك، لذا طمأنه داود قائلاً له: "لا تخف، فإني لأعملن معك معروفاً من أجل يوناثان أبيك" (٢صم ٧:٩). ‌ج. لم يأت ليدان بل ليفرح ويأمن ويخلص ‌د. مازرعه يوناثان من حب وإخلاص وأمانة في صداقته لداود يجنيه ابنه مفيبوشث بعد موت أبيه بسنوات. ‌ه. قدم داود حباً عملياً له: "أرد إليك كل حقول أبيك" (٢صم ٧:٩)، وطلب من صيبا (يبدو أنه رجل طماع وخبيث أراد فيما بعد عندما طُرد داود أن يغتصب هذه الممتلكات) أن يعمل هو وبنوه وعبيده في حقول شاول لحساب حفيده مفيبوشث. ‌و. أخيراً حسبه كأهل بيته: "وأنت تأكل خبزاً على مائدتي دائما" (٢صم ٧:٩) ... لم يحتمل مفيبوشث هذا الكرم الشديد والحب المتدفق والرقة غير المتوقعة حتى وهو أعرج" سجد وقال: من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي؟!" ٢(صم ٨:٩). سبق أن سجد داود ليوناثان بكونه ولي العرش (١صم ٤١:٢٠)، وها هو ابن يوناثان يسجد لداود كملك. داود في سخائه يرمز للسيد المسيح ، الذي يدعونا إليه لنلتقي معه كأحباء؛ ينزع عنا الخوف، ويرد إلينا ما فُقد منا (الطبيعة الصالحة التي خلقنا عليها) كما وهبنا أن نجلس على مائدته السماوية نتناول جسده ودمه المبذولين سر خلاص وتمتع بالحياة الأبدية. المقيم المسكين من التراب الرافع البائس من المزبله هذا نصيبنا فى ملكنا السماوى يريد أن نقيم معه أن نأكل على مائدته نفوسنا الصغيرة المشوهه المطروده الذليله (يكون للذلليل رجاء )نفوسنا التى قطعت الرجاء فى العلاقه مع داود وظنت أن داود عدواً لها ماذا تصع حين تدرك أنه يبحث عنا ويطلبها ليكرمها إنه يعمل من أجل بره وصلاحه ليس من أجلنا وإن كانت أثامنا تشهد علينا إعمل من أجل إسمك إختار المذدرى وغير الموجود إنه إله الضعفا معين من لا عون له رجاء من لا رجاء له العجب أنت تسال عنى وأنا ظننت أنك نسيتنى أنت تطلب تقابلنى وأنا هارب من وجهك أنت تريد أن تكرمنى وأنا أظن أنك تريد أن تقتلنى كيف كان هذا اللقاء وكم به من عجائب وحب وكرامه ياللكرامه التى يريد أن يعطيها الله لاولاده يدعونا تعالوا خذوا كلوا رثوا كونوا معى فى بيتى أجعلكم من عائلتى من خاصتى المقربين المحبوبين الثالوث يدعوك أن يقيم عندك وأنت تتردد الملائكه ترفعك على أجنحتها وأنت تتنهد أحيانا الإنسان لا يصدق العطيه من وفرتها ويستكثر على نفسه ولا يعلم أن هذا سخاء العاطى وليس إستحقاق –ونحن نتقدم للتناول نتعجب من تنازل وموهبه الله حتى نكاد نتراجع (نقول غير مستحق ولكنى محتاج) القداس يتلخص فى كلمه إجعلنا مستحقين – أعطيتنا ما تشتهى الملائكه أن تتطلع عليه الإله يعطى مأكلاً بالحقيقة –موهبه ليس لها مثيل الكاهن فى القداس يخاطب الله (إمنحنى أن أفهم ما هو عظم الوقوف أمامك) كان صيبا يطمع في اغتصاب أملاك مفيبوشث بن يوناثان غير مكتف بأن يقوم هو وبنوه وعبيده بإدارتها، وقد وجد الفرصة سانحة لإثارة داود ضد مفيبوشث حتى يصدر داود أمره بنقل الملكية إليه عوض مفيبوشث. لقد أدرك صيبا أن داود رجل حكيم وقوي، وأن الضيقة التي يجتازها عابرة، وأن الانتصار حليفه في النهاية، لذا أسرع إلى اللقاء معه وسط الضيقة حينما كان داود على قمة جبل الزيتون حيث قدم له حمارين مشدودين عليهما مائتا رغيف خبز ومئة عنقود زبيب ومئة قرص تين وزق خمر. قال له أن الحمارين لبيت الملك كما أن الأكل والشرب لمن يصاب بإعياء في البرية ... سأل داود عن مفيبوشث و في مكر أجاب صيبا: "هوذا هو مقيم في أورشليم، لأنه قال: اليوم يرد لي بيت اسرائيل مملكة أبي" (٢صم ٣:١٦). هكذا شوه صيبا صورة سيده أمام داود الذي قدم كل إحسان وحب وتكريم لمفيبوشث. كلمات صيبا غير مقبولة، لأنه لم يكن ممكنا لمفيبوشث الأعرج أن يستلم الحكم من أبشالوم بكل جماله وقوته وسلطانه الذي عرف كيف يغتصب الحكم من داود الملك. لكن داود كان مهتماً بأمور كثيرة وعاجلة، مدركاً أن مفيبوشث لن يمثل خطراً عليه أو على ابنه، وإنما في عجلة وبغير تدقيق اغتاظ وحسب مفيبوشث خائناً وناكراً للجميل، وأصدر قراره لصيبا: "هوذا لك كل ما لمفيبوشث" (٢صم ٤:١٦). سجد له صيبا وقال: "ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي الملك" (٢صم ٤:١٦). لقد سمح الله لداود أن يجتاز هذه التجربة القاسية، وهو شعوره بخيانة مفيبوشث ضده، الأمر الذي لم يكن يتوقعه قط، وكان ذلك لخيره وبنيانه من جوانب كثيرة، مهنا: ‌أ. كان لابد لداود أن يشرب من ذات الكأس التي ملأها بيده، فقد خان رجله الأمين أوريا الحثي ونام ضمره زماناً، لذا أراد الله أن يذوق داود مرارة الخيانة، وهاهو يذوقها بخيانة ابنه له، وأيضاً أخيتوفل، وهوذا مفيبوشث وغيرهم كثيرون. الذين أحسن إليهم يسيئون إليه أكثر مما أساء إليه الأعداء! ‌ب. استخدم الله هذه التجربة لخيره، فقد كان داود ومن معه في حاجة إلى هذه الهدية، التي قدمها صيبا له. الله يعولنا بكل الطرق، عال إيليا بغراب، وعال داود ورجاله خلال خبث صيبا وخداعه! اكتشف داود فيما بعد خداع صيبا له، وتعلم ألا يصدر أحكامه بعجلة. لقد أدان مفيبوشث وغضب عليه وحرمه من ممتلكات جده ظلماً. شمعي وصيبا يلتقيان بداود أرسل شمعي وصيبا لمقابلة داود، الأول سب عند هروبه من أورشليم (٢صم ١٦: ٥-١٣)، والثاني كذب عليه حينما ادعى أن مفيبوشث يطمع في الكرسي الملكي (٢صم ١٦: ١-٤). خرج الأول معه ألف رجل من بنيامين وجاء الثاني معه بنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون. خاضوا الأردن ليلتقوا بالملك. رأى أبيشاي أن الوقت مناسب للانتقام من شمعي، أما داود فحسب أن الوقت هو وقت فرح وتضميد جراحات واتساع قلب للجميع، وقت حب وسماحه وعفو! ماأعجب شخصية داود، مع كل نجاح أو نصرة لا يطلب سلطة وإن نالها لا يسئ استغلالها، بل يحول السلطة إلى حب ورعاية: يري في الكرسي الملوكي مجالاً للجمع والمصالحة والاتحاد لا لإثارة تصديع وانشقاقات. بعفوه عن شمعي كسب كل سبط بنيامين بل واستراحت قلوب الأسباط الأخرى من أجل هذه الروح السمحة! إن كان هذا بالنسبة للملك، فماذا نقول عن الأسقف أو الكاهن أو أي قائد روحي؟! الكهنوت أبوة ورعاية وليس سلطة ودكتاتورية! الكهنوت حب في المسيح وليس عجرفة وكرامة زمنية! إن شرف الكهنوث عظيم، لكن إن أخطأ الكهنة فهلاكهم فظيع. لايخلص الكاهن لأجل شرفه، إنما إن سلك بما يليق بشرفه. القديس إرونيموس ٤ – مفيبوشث يلتقي بداود نزل مفيبوشث من بيته في جبعة بنيامين إلى أورشليم ليلتقي بالملك داود، حيث لم يعتن برجليه ولا بلحيته منذ ترك داود الكرسي، فوجد باب الملك مفتوحاً أمامه! كان قلب داود مفتوحاً وأبواب قصره مفتوحة للجميع حتى بالنسبة لمقاوميه والمسيئين إليه. التقى بشمعي الذي سبه وصيبا الذي خدعه وها هو يلتقي بمفيبوشث الذي أوضح الأمر أمامه مؤكداً أن صيبا خدعه إذ أخذ أحد الحمارين وتركه وهو أعرج بلا مطية (٢صم ١٦: ١-٤). لقد عاتبه داود عن عدم خروجه معه، لكنه ترك له المجال للدفاع دون أخذ حكم مسبق، وحينما أدرك أن صيبا قد وشى بسيده صفح عن مفيبوشث وحكم بتقسيم الحقول – ربما قصد محاصيل الحقول – بين مفيبوشث وصيبا. لم يحكم ضد صيبا ولا طرده من خدمته لأنه صنع معه معروفاً وقت شدته.2صم 28:19 تأثر مفيبوشث من كلمات داود وحواره الملك فأعلن اهتمامه بمجئه لا برد نصف الممتلكات إليه. حسب رجوع الملك إلى أورشليم لا يقارن بأية مكاسب أخرى. كان داود رمزاً للسيد المسيح الذي جاء إلى عالمنا خلال مزود بقر بلا أبواب ومتاريس، مفتوح للجميع لكي ندخل ونحاوره، وإذ نسمع صوته نحسب مجيئه إلى أورشليمنا الداخلية أفضل من كل بركة أو مكسب نناله! حلوله فينا أعظم من أن يقارن بأية بركة مهما كانت قيمتها! مسيحنا يسكن في قلوبنا بيشبع كل احتياجاتنا. نحب الله ليس لعطاياه ولكن له نسجد له يكفينى حبك ويغنينى أنى إبنك أنت تشبع أعماقى وأنت كفايتى وشبعى إن أعطيت فهذا حق وإ، أخذت فهذا حق ما أجمل النفس الشبعانه ما اجمل النفس التى تعرف ما تريد الذى لى فى السماء معك لا أريد شيئاً على الأرض –أنت نصيبى كفايتى وشبعى –كان نصيب اللاوى هو الرب ولا يرث أرضاً لأنهم موهوبون له موهبه أريد خلاصك سلامك غفرانك من يقتفى أثارك لن يضل قط ومن إمتلكك شبعت كل رغباته معك لا نحتاج لشىء ننسى أنفسنا لأنك أنت الكنز أنت المعطى جميع الخيرات كيف نطلب غيرك وكيف نطلب ما لأنفسنا وأنت أعطيتنا كل شىء

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل