العظات

شخصية راحاب

راحاب نجِد كلِمة راحاب الزانية سِتّة مرّات أربع مرّات منها فِى العهد القديم فِى سِفر يشوع [ يش 2 : 1 & 6 : 17 & 22 & 25 ] وإِثنين فِى العهد الجديد [عب 11 : 31 &يع 2 : 25] ّ عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّولكِنّنا نجِد فِى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله ِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً [إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ] فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها فقد عاشت وسط مدينة فاسِدة رُبّما كان زِناها ضِمن إِطار دينىِ وثنىِ فرُبّما كانت مخدوعة بِحيل الشيطان المملوءة غِشاً أنا بشقاوتى لم أكن معك إِن الله يريد أن يُقدِّم لك مخازنهُ الملآنة التّى تنتظِرك لِتفيض عليك بِلا توقّف كوعد الكِتاب المُقدّس [ سَوَاقِى الله مَلآْنَة ماءً ( إِشارة للرّوح القُدس ) " مز 65 : 9 " ] فمَنَ آمَنَ بىِ تجرىِ مِنْ بطنِهِ أنهار ماء حى ماء مُتجدِّد إِنّها ينابيع الروح التّى لا تجِف أبداً أريحا إِنّها أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعباً وخوفاً لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وهذا تصديق لِنشيد موسى النبوىِ [ يسَْمعُ الشّعُوبُ فَيَرتَعِدُونَ تَأَخُذُ الرّعدَةُ سُكّانَ فِلِسْطِينَ حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ أَقْوِياءُ مُوآبَ تَأَخُذُهُمُ الرَّجفةُ يَذُوبُ جَمِيعُ سُكّانِ كَنْعَانَ تَقَعُ عَلَيهِمِ الْهَيْبَةُ وَ الرّعْبُ] ( خر 15 : 14 – 16 ) إنّها صاحِبة أسرع وأحكم قرار فِى قبول الإِيمان وأصبح الله بالنسبة لها أغلى شىء فِى الوجود رُبّما عرفت بالرّوح أنّ مَنَ يحيا فِى المسيح يسوع يُردِّد [ وَلاَ نَفْسِى ثمِينَة عِنْدِى ] ( أع 20 : 24 ) إِستقبلتهُما راحاب رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم حقا يارب لاتترك نفسك بلا شاهد حتى ولو فى أريحا المملوءة شروراَ , ولك فى كل مكان وزمان من يباركك لأن اسمك عظيم بين الأمم وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ إِسرائيل لِيتجسّسا الأرض فأرسل الملِك [ إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَياَ إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَياَ لِكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا ] (يش2: 3) وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما تكلّم معهُم البعض وشكّ فيِهُما وأيضاً تتبّعاهُما عن بعد فى كل مكان يذهبان إليه وحتى النهاية ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معاً للخيرفتنقِذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم إِله حى فإِشتاقت أنْ تعرِفهُ وأنْ تدخُل فِى شعبهِ رغم أنّها زانِية إِلاّ أنّها علِمت أنّهُ حنّان رحيم طويل الروح كثير الرحمة وثقت أنّهُ يقبل الزُناة وكأنّها تعلم إِسلوب إِله إِسرائيل الّذى وعد وقال[ حَوَّلَ لأَِجِْلكَ الرّبّ إِلهُكَ اللّعْنة إِلَى بَرَكَةٍ لأَِنَّ الرّبّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ] ( تث 23 : 5 ) إِنّها علِمت أنّ حُبّه أقوى مِنْ إِثمها ونعمتهُ أعظم مِنْ ماضيها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عملياً فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين [ بِالإِْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ ] ( عب 11 : 31 ) إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنباً إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل 4 : 26 ) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِدإنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص فيقول مُعلّمِنا يعقوب الرسول[ كَذلِكَ رَاحَابُ الزّانِيَةُ أَيْضاً ، أَمَا تَبَرَّرَتْ بالأَْعْمَالِ ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ ( عمل ) وَأَخْرَجَتْهُمْ فِى طَرِيقٍ آخَرَ ؟ ] ( يع 2 : 25 ) فأعلن الرسول بولس عَنَ إِيمانها وأعلن الرسول يعقوب عَنَ أعمالها إِذْ أنّهُ لاَ يُمكِن فصل هذا عَنَ ذاك نُلاحِظ هُنا أنّ يعقوب الرسول يتكلّمْ أولاً عَنَ إِيمان أبونا إِبراهيم الّذى قدّم إِبنهُ إِسحق على المذبح وإِيمان راحاب فيقول [ كَذلِكَ رَاحَابْ الزّانِيَةُ ] وكلِمة (كذلِكَ) هُنا تعنىِ حرفياً ( فِى ذات الطريق أو على نَفَسَ المُستوى) فليتنا نتمتّع بِهذا المُستوى الّذى يُريدهُ الله لنا لذلك لنصل الى إيمان كذلك ( أى فِى ذات الطريق وعلى نَفَسَ المُستوى ) إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله وعد بالنجاة [ هُوَذَا نَحْنُ نَأَتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ] ( يش 2 : 18 – 19 ) العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى يُشير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس [ فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزياً على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ] ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافاً عظيماً وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانهورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعضلقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقاً سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنّها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد [ بِسَمْعِ الأُْْْْْذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ ] ( أي 42 : 5 ) راحاب وسط أسرائيل دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير[ إِلَى هذَا الْيْومِ ] عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول [ إِلَى هذَا الْيْومِ ] يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو 11 : 2 ) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ كقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ هَكَذَا كَانَ أُنَاس مِنْكُمْ لكِن إِغْتَسَلْتُمْ ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ ، بَلْ تَبََرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرّبّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا ] ( 1 كو 6 : 11 ) وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندموينكسِرويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغُفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاصإِنّها تستطيع أنْ تُردِّد [ أُعظِّمك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ ] ( مز 30 : 1 ) وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحاوتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ولكِن ما تستطيع فِعله الآن أنْ تُنادىِ كُلَّ إِنسان [ أُدْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرّبّ 0لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأتُ الْبَيْتَ] ( تك 24 : 31 ) ستُنادىِ للجميع تعالواأُنظُرواذُوقواكُلَّ شىء قَدْ أُعِدلاَ تستعفوابل تُلزِم كُلَّ مَنَ يُقابِلها بالدخول حتى يمتلىء البيت خارِج البيت لا يوجد إِلاّ الموت والهلاك أُدخُل يا مُبارك الرّبّ فهو مُنتظِرك [0لأِنَّ الرّبّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ ] ( صفنيا 1 : 7 ) ما أجمل الكنيسةبيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم احمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلاَ عَيْبٍ ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب 9 : 14 ) وكُلَّ مَنَ ذاق النجاة مع راحاب كيف يحيا بعد لآخر ؟!كيف يعود يشتاق لِحياة أريحاكيف يخون مَنَ نجّاه مِنْ موت مُحقّق كيف يُفكّر فِى إِهانة الله كما سلك قديماً وهو يسكُن وسط شعب يُفكّرون كيف يُرضون الله كُلَّ حين وعلى الدوام تحيا النِفوس داخِل الكنيسة مُتمتِّعة ببهجِة الخلاص ُرتِلّون تسبِحة الغلبة والخلاص الّذى لنا بصوتٍ لا يسكُت وأفواه لا تفتُرونُبارِك عظمتهُ وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىءكيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببى سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش7:4) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد وكأنّها تختبِر وعد الرّبّ الّذى أعطاه لإِبنة صهيون ( كنيستهُ ) فِى سِفر أشعياء [ عِوَضاً عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ أَجْعَلُكِ فَخْراً أَبَدِيّاً فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَتَعْرِفِينَ أَنَىِ أَنَا الرّبّ مُخَلِّصُكِ وَوَلُّيِكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ عِوَضاً عَنِ النّحَاسِ آتِى بِالذَّهَبِ وَعِوضاً عَنِ الْحَديدِ آتِى بِالْفِضَّةِ وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرَّاً ] ( أش 60 : 15 – 17 ) ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح ماذا أقول وأنا لا أستطيع أنْ أُنهىِ الحديث عَنَ راحاب وعشيرتها وبيتها ولكِن ليس أجمل مِنْ الكلِمات التّى إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة فنالت مِنْ الأفراح ما كانت لا تستطيع أن تحتمله وهى تحيا على الأرض فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لالا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُتجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت 1 : 5 ) لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلباً مُتسِعاً مملوء رحمة وحُباً إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية وبوعز الّذى تزوّج راعوث وولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود ومِنْ نسلهُم جاء المسيح مُخلِّص البشريّة إِنّهُ شرف إِشتاقت إِليهِ كُلّ بنات إِسرائيل إِنّهُ مِنْ المُلاحظ فى سلسلة نسب يسوع ذكر مُعلّمِنا متى أربعة نِساء ثامار – راحاب – راعوث – و بثشبع ثلاثة منهُنّ زُناة ( ثامار – راحاب – بثشبع ) وواحِدة أجنبيّة ( راعوث ) ويُعلِّق القديس جيروم على هذا [ لا تضُم هذهِ السلسلة أى نِساء قديسات بل تضُم فقط مَنْ يوجّه الكِتاب المُقدّس إِليهِم اللوم حتى يُمكِن لِذاك الّذى جاء لأجل الخُطاة أن يقضىِ على خطايا الجميع ]

شخصية سمعان الشيخ ج1

سمعان الشيخ ج1 لو25:2 الآن تطلق عبدك ياسيدى بسلام هناك أشخاص فرحت بتجسد ربنا 9العذراء يوحنا اليصابات زكريا سمعان الرعاة المجوس حنه النبيه يوسف وهناك من إضطرب هيرودس رؤساء الكهنه وهناك من لا يدرى وهذا حال البشرية إلى الآن هناك من ينتظر بشوق وهناك من يعلم بمجيئة وتحقق ويقاوم وهناك من لا يدرى قَدَّمت لنا أحداث الميلاد بالحقيقة صورة مفرحة لصداقة ربنا يسوع مع الجميع، فها عذراء فقيرة تحبل وتلد رمزًا للكنيسة التي تنعم بالعذراويّة الروحيّة خلال اتِّحادها بالعريس البتول فتُنجب أولادًا بتوليِّين روحيًا، والعاقر الشيخة تلد، والكاهن الصامت يسبِّح، والجنين في الأحشاء يرتكض وحَنَّة الأرملة تمجِّد الله وسمعان الشيخ البار المتوقِّع تعزيّة إسرائيل يقوده الروح ليحمل صديقه السماوي بين ذراعيه... اسم "سمعان" يعني "المُستمع" أو "المُطيع" فيشير إلى المؤمنين الطائعين من اليهود الذين طال بهم الزمن مترقِّبين تحقيق النبوَّات، والتمتَّع بذاك الذي هو مشتهى الأمم. وإذ قادهم الروح القدس إلى الهيكل حملوا السيِّد بين أذرعتهم واشتهوا بصدق أن يخرجوا من العالم بعد ما استراحت قلوبهم من جهة خلاص الشعوب وإعلان مجد الله بين الأمم وسمعان الشيخ نموذج لمن ترقب بشوق ولهفه يتوقع سرعه مجيئة – صورة حية للرجاء للبقيه التقيه كما قال حبقوق على مرصدى أقف على مرصدي اقف و على الحصن انتصب و اراقب لارى ماذا يقول لي و ماذا اجيب عن شكواي (حب 2 : 1)– بعد إشتياق البشرية كلها يهود وأمم فهو يمثل حال البشرية –وكما لمست المرأة هدب ثوب المسيح برأت كم يكون الذى إحتضنه وحمله على ذراعية له مكانه فى الكنيسة فى صلاة النوم ونصف الليل وفى إختيار الحمل ويلفه ويمسكه مجداً وإكراما ويدور حول المذبح بارك الله مجدا وإكراما وفى قراءة الإنجيل يحمل البشارة ويدور حول المذبح ويقول الكاهن الآن ياسيد تطلق عبدك بسلام هذه شهوة نفسى ان تتلى كلمتك على شعبك وفى التناول نحمله داخلنا وفى مصافحه الكاهن الرب يحفظ كهنوتك مثل ملكيصادق وهارون وزكربا وسمعان كهنه الله العلى له تذكار سنوى فى 8 امشير بعد 40 يوم من الميلاد ولنا ثلاثه وقفات شخصية سمعان وتسبحته ونبوته وصف سمعان إنسان بارا تقيا متوقعا تعزيه الروح القدس كان عليه الروح القدس تقدم الام ذبيحه تطهيرها بعد 40 يوم عن نفسها وعن إبنها سمعان الروح القدس أعده منذ 300سنه نقى من الداخل والخارج متوقع تعزيه إسرائيل 400 سنه إنقطعت النبوة وإنتشر الشر الهيكل صار مغارة لصوص يئن من أجل الرجاسات كان البار يوما فيوما يعذب نفسه البار بالاعمال الاثيمه وهو يرقب وسط الظلمه الحالكه وكلنا نشكو من الشر وإنتشارة توقع تعزيه ومجىء المخلص سمعان والترجمة السبعينية بطليموس اراد ان يتودد لليهود وطلب مترجمين من العبرى لليونانى 70 شخص فى سبعين يوماً لذلك سميت بالسبعينيه إذ استولى بطليموس الأول على أورشليم أرسل كثير من الأسرى اليهود إلى مصر وأعطاهم الحرية في ممارسة أعمالهم التجارية. اهتم بعضهم بالفكر الهيليني والثقافة اليونانية، وقاموا بحركة ترجمة لبعض كتبهم الدينية. أنشأ بطليموس مكتبة الإسكندرية التي ضمت أكثر من نصف مليون مجلدًا. وجاء عن بطليموس الثاني "فيلادلفي، أي محب أخيه" Ptolemy II Philadelphus (283-246 ق.م) أنه اهتم بترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية، وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية Septuagint وتعتبر أهم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية. وقد جاءت قصة هذه الترجمة في خطاب أرستياس Letter of Aristeas في المنتصف الأخير من القرن الثاني ق.م. أشار بطليموس إلى كاتب يوناني لديه يدعى أرسكاى ليكتب لرئيس الكهنة اليعازر في أورشليم أن يرسل إليه نسخ الأسفار المقدسة وكتب التاريخ مع بعض الخبراء في اللغة العبرية واللغة اليونانية، وقد أرسل إليه هدية فاخرة ووعده بإطلاق سراح 120 ألفًا من اليهود المقيمين في مصر. أرسل اليعازار 72 عالمًا، ستة من كل سبط وسلمهم نسخة التوراة مذهبة للملك، فأكرمهم الملك. أقامهم في جزيرة فاروس عند مدخل مرفأ الإسكندرية، التي ألحقت فيما بعد باليابسة وأقيمت فيها المنارة. قسمهم الملك ستة وثلاثين فرقة، ووزعهم في أماكن منفردة، وطلب منهم أن يترجموا التوراة، فأقاموا نحو سبعين يومًا حتى أكملوا الترجمة. وقد أجزل لهم بطليموس الجوائز، وكان ذلك في حوالي سنة 250 ق.م. اُستخدمت هذه الترجمة في مجامع اليهود في مصر حتى يمكنهم أن يقرأوا من الكتاب المقدس يوميًا باللهجة الكوين Koinĕ التي نشرها الإسكندر الأكبر في كل الشرق كان ذلك بتدبير إلهي حيث أمكن للعالم بثقافته اليونانية أن يتعرف على النبوات الخاصة بالسيد المسيح عند كرازة الرسل لهم، خاصة وأن الترجمة تمت بواسطة علماء يهود قبل انتشار المسيحية. ها العذراء تحبل خشي سمعان أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ به، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة". ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: "كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟" في وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولودًا من عذراء". عاش قرابة 300 عاما فكلّ بصره، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر. جلس الشيخ في طريق العالم يتفرس لينظر متى يأتي سيد العالم كما وعد. جازت عليه أجيال، وجاز الموت هنا وهناك، ولم يتعرض له، والشيخ قائم ثابت ومستيقظ ليكون شاهدًا ببقائه لسيد الأزمان، لأن الكلمة حفظه في الطريق حتى يأتي الذي يأتي؟ مار يعقوب السروجي لماذا تتوانى؟... قم خذ الطفل من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضًا على ذراعيك فتفوح من جسدك المائت رائحة الحياة التي من جسده المقدس. القديس يوحنا سابا انفتحت عينا سمعان لرؤية الطفل، وانفتحت بصيرته الداخلية لإدراك سرّ الخلاص ، وانفتح لسانه بالتسبيح والنبوة واراد ان يكتب للامم ها فتاة لئلا يشكوا فى النص واتاه صوت ترجم كما قرات وعاش 300 سنه ينتظر تحقيق وعد الله متمسك بوعد الله تمسك بكلمه الله إمسك بالحياة الابدية التى إليها دعيت الروح القدس كان عليه اتى بالروح عرفه بالروح كيف تعرفت على المخلص لم تراه فى سلطانه اللاهوتى سر من اسرار سمعان( ليس المعجزة هى التى تجعل الإنسان يؤمن ها هو يرى طفلا لم يرى أحد معجزات مثل فرعون امام موسى) كيف إعترفت بالوهيته تسبحته إطلق عبدك إحمل المسيح وتحتضنه هذا هو الطريق الوحيد للخروج من هذا العالم اتى بالروح إلى الهيكل هل اتينا بالروح اين الخشوع فى الصلاة والتناول حمله على ذراعيه الرافع كل الجهات بقدرته كان الكاهن يحمل الطفل ويرددة فى اربع جهات المسكونه وباركهما ككاهن احمله فى التناول وكلمته وذراعيك هما محبه الله والقريب وهما كلمه الله فى العهدين الآن إذ حمله سمعان الكاهن على ذراعيه ليقدَّمه أمام الله أدرك أنه ليس هو الذي يقدَّمه، بل سمعان يُقدِّم لله بواسطته. فالابن لا يقدِّمه العبد لأبيه، إنما بالحري الابن يقدِّم العبد لربِّه... الذي ينطلق لله بسلام إنما يُقدِّم تقدِمة للرب كان المسيح إذن نورًا ومجدًا لإسرائيل، ومع أن بعض اليهود ضلُّوا الطريق وجهلوا الكتب وأنكروا المسيح، إلا أن قومًا منهم خلصوا وتمجَّدوا بيسوع وكان على رأسهم الرسل المقدَّسون الذين أضاءوا بنورهم مصباح الإنجيل في أقاصي الأرض. والمسيح مجد إسرائيل أيضًا لأنه يُنسب إليهم حسب الجسد مع أنه "على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد" (رو 9: 5).القدِّيس كيرلس الكبير: أولاً: يعلن عموميّة الخلاص وجامعيّة الكنيسة، فإنَّ كان شعبه إسرائيل الذي تجسّد منه وحلّ في وسطه قد تمجَّد، وقبِل بعض اليهود الإيمان به خاصة الاثنى عشر رسولاً، لكن إسرائيل الجديد ضم من كل الأمم، إذ أعلن انفتاح ذراعيّ الله بالحب العملي على الصليب لأجل كل الأمم، إذ يقول: "لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك (صليبك)، الذي أعددته قدَّام وجه جميع الشعوب.نور إعلان للأمم" [30-32].هذه النظرة الروحيّة تلقَّفتها الكنيسة بفرح، فقد قيل: علّق على الشجرة ذاك الذي يجمع الكل فيه. إذ فقدناه خلال شجرة، فبالشجرة أيضًا أُعلن للجميع، مظهرًا نفسه الارتفاع والطول والعرض والعمق، وكما أخبرنا أحد السالفين أنه أعاد الاتِّحاد بين الشعبين في الله خلال انبساط يديه. فقد كانت هناك يدان إذ وُجد شعبان منتشران إلى أقاصي الأرض، ووُجدت رأس واحدة، إذ يوجد إله واحدإن كانت الكنيسة في بهجتها بالتسبحة الملائكيّة (المجد لله في الأعالي...) صارت تترنَّم بها كل صباح، فإنَّ في فرحها بهذه التسبحة التي لسمعان الشيخ (الآن يا سيِّد تُطلق عبدك...) صارت تتغنَّى بها في تسبحة نصف الليل كما في تسبحة النوم. ثانيًا: إذ سمع يوسف والقدِّيسة مريم هذه التسبحة كانا يتعجَّبان، لأنه ما أعلنه لهما الله عند البشارة صار معلنًا لسمعان الكاهن والشيخ بصورة واضحة. وإذ تمتَّعا ببركة سمعان الكاهن، الرجاء مهما طال الزمن إطلق عبدك بسلام لاخرج ابشر به سكان الجحيم اطلقنى محمول بكلمتك هل انا فى حاله استعداد لان اخرج من الجسد عينى ابصرت خلاصك رأى بعين الايمان والنبوة رغم انه بار ولكن الناموس لا يكفى ولا يبرر رغم انه من جهه الناموس بلا لوم النبوة وقال لمريم وضع لسقوط وقيام كثيرين انت المخلص كيف سقوط من جه قبول الايمان انا احكم على نفسى من يقبل يسوع المسيح قد ختم ان الله صادق المسيح هو الحجر من يسقط علي يتردد ومن سقط هو عليه يسحقه كل من يؤمن به لا يخزىإذن السيِّد المسيح الذي هو حجر الزاويّة المختار الكريم الذي أقامه الآب في صهيون، لكي من يؤمن به لن يخزى (رو 2: 9)، إذ سقط علي غير المؤمن سحقه، وإن سقط غير المؤمن عليه يترضَّض (لو 20: 18). هذا الحجر الكريم يُعلن في صهيوننا الداخليّة، فيحطِّم فينا كل فسادٍ ويسحق كل شرٍ، لكي يقوم بناء الله الداخلي في استقامة وبرّ. إنه الحجر الذي لا يقوم علي أساس خاطئ، لذلك به "يسقط ويقوم كثيرون"! صليب المسيح معثر صخرة عثرة لعلامه تقاوم الصليب علامة ابن الانسان امتدت نبوته حتى مجىء المسيح كان الله الآب قد أرسل ابنه لخلاص العالم (يو 3: 16) خلال علامة الصليب، لكن ليس الكل يقبل هذه العلامة ويتجاوب مع محبَّة الله الفائقة، بل يقاوم البعض الصليب ويتعثَّرون فيه. هذا ومن ناحية أخرى فإنَّ سقوط وقيام الكثيرين يشير إلى سقوط ما هو شرّ في حياتنا لقيام ملكوت الله فينا، فعمل السيِّد المسيح أن يهدم الإنسان القديم ليُقيم الإنسان الجديد؛ يقتلع الشوك ليغرس في داخلنا شجرة الحياة. هذا الفكر من جهة سقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، أي سقوط الجاحدين وقيام المؤمنين، وسقوط الشرّ فينا لقيام برّ الله داخلنا قد وضَّح في كتابات الآباء، إذ جاء فيها: "لأننا رائحة المسيح الزكيّة لله في الذين يخلُصون وفي الذين يهلَكون" (2 كو 2: 15). يقول سواء في الذين يخلُصون أو الذين يهلِكون يستمر الإنجيل في عمله اللائق؛ وكما أن النور وإن كان يحسب عَمَى بالنسبة للضعيف لكنه يبقى نورًا. والعسل في فم المرضى مُرّ لكنه في طبعه حلو؛ هكذا للإنجيل رائحته الزكيّة حتى وإن كان البعض يهلك بسبب عدم إيمانهم به، لأنه ليس هو السبب في هلاكهم إنما ضلالهم هو السبب... بالمخلِّص يسقط ويقوم كثيرون لكنه يبقى هو المخلِّص حتى وإن هلك ربوات... فهو لا يزال مستمرًا في تقديم الشفاء. وانتى ايضا يجوز فى نفسك سيف يوسف يشك واليهود وتامر اليهود على ابنها الصليب ابتعاد اولاد المسيح عنه ماذا يعني بقوله "لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة" [35]؟ إن كان السيف - سواء الألم أو كلمة الله - يجتاز نفس القدِّيسة مريم، فإنَّ هذا يفضح فكر الكثيرين وقلوبهم، مثل الكتبة والفرِّيسيِّين الذين يتظاهروا بحفظ الناموس والغيرة علي الشريعة، فإنَّهم أمام الله مع القدِّيسة مريم تنفضح حقيقتهم الداخليّة، ويظهر رياءهم الباطل

حياة أبونا إبراهيم ج2

حياة أبونا إبراهيم ج2 الخِلاَف بَيْنَ رُعَاة إِبْرَاهِيم وَرُعَاة لُوطٌ مِنْ سِفْر التَّكْوِين بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين { وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعاً } ( تك 13 : 6 ) .. الإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ حُبْ المَلْكِيَّة لَدَيْهِ لُوْن مِنْ ألْوَان الطَّمَعْ فَتَكْثُر عَلَيْهِ المَشَاكِلْ .. فَمُعظَمْ النَّاس الَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَشَاكِلْ يَكُون لَدَيْهِمْ الطَّمَعْ وَحُبْ المِلْكِيَّة وَلِذلِك لاَ يَقْدِرُون أنْ يَعِيشُوا فِي سَلاَمٌ .. فَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأرْض فَهُمْ لاَ يَقْدِرُوا أنْ يُحِبُّوا بَعْض وَلاَ يَقْبَلُوا بَعْض أوْ يَتَنَازَلُوا لِبَعْض .. العَجِيب أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم أخَذَ المُبَادَرَة بِالسَّلاَم فَهِيَ سِمَة الإِنْسَان المُتَكِلْ عَلَى الله وَأنَّ سَلاَمُه لَيْسَ مِنْ الأرْض لكِنْ مِنْ الله .. هُوَ الَّذِي يُقَدِّم الحُلُول وَيَسْعَى إِلَى تَحْقِيق السَّلاَم وَيُقَدِّم التَّنَازُل فَيَقُول لَهُ { أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ . اعْتَزِل عَنِّي . إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِيناً وَإِنْ يَمِيناً فَأَنَا شِمَالاً } ( تك 13 : 9 ) . الإِخْتِيَار كَانَ لِلكَبِير وَلَيْسَ الصَّغِير فَكَانَ يَجِبْ أنْ يَقُول لُوطٌ إِخْتَار أنْتَ وَأنَا أخْتَار عَكْس إِخْتِيَارَك لكِنْ لُوطٌ إِخْتَار وَيَقُول الكِتَاب { فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَة الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُوم وَعَمُورَةَ كَجَنَّةِ الرَّبِّ كَأَرْضِ مِصْرَ . فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقاً ..وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَاراً وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدّاً } ( تك 13 : 10 – 13) .. الإِنْسَان الَّذِي يَنْظُر إِلَى الأرْض تَكُون عَيْنُه فِي المِلْكِيَّة وَلاَ يَهِمُّه الشَّر فَأهْل سَدُوم وَعَمُورَة أشْرَار وَلكِنْ أنَا فِي حَالِي وَإِنْ كَانُوا أشْرَار جِدّاً فَأنَا أحَافِظْ عَلَى نَفْسِي .. فَأنَا لَدَيَّ ثِقَة فِي نَفْسِي .. أنَا حَجْعَلْهُمْ أبْرَار وَلكِنْ الحَقِيقَة تُشِير إِلَى أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَبْقَى فِي حَالُه أوْ أنْ يَبْتَعِدْ عَنْهُمْ وَلكِنْ النَّتِيجَة الإِخْتِلاَطٌ بِهُمْ وَتَزَوَّج بَنَات لُوطٌ مِنْ أبْنَائِهُمْ .. فَلُولاَ إِحْسَان الله إِلِيه لُولاَ أنَّهُ أخْرَجَهُ . { وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيم بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ . ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوباً وَشَرْقاً وَغَرْباً . لأَِنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ . وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ } ( تك 13 : 14 – 16) .. إِرْفَعْ عَيْنَيْكَ إِلَى السَّمَاء عَكْس لُوطٌ الَّذِي نَظَرَ إِلَى الأرْض فَلأِنَّكَ تَرَكْت أُمور الأرْض فَأنَا سَأُبَارِكَك فِي أُمور السَّمَاء .. فَأنْتَ ضَحِّيتْ بِنَصِيبَك فَأنَا سَأُعْطِيك غِنَى وَقُوَّة وَنِعْمَة وَأرْض وَنَسْلٌ .. إِبْرَاهِيم أخَدٌ البَرَكَة بَعْد التَّجْرُبَة وَالإِمْتِحَان وَالتَّزْكِيَة فَرَبِّنَا لَمْ يُعْطِي إِبْرَاهِيم البَرَكَة إِلاَّ بَعْد الإِمْتِحَان . خِطِّة الله تِتْحَس مَعَ الإِنْسَان فِي الظُّرُوف الصَّعْبَة جِدّاً فَهِيَ تَكْشِفْ الإِشْتِيَاقَات وَالأهْدَاف وَالمَحَبَّة لَوْ نِجِحْت فِي التَّجْرُبَة حَآخُذْ البَرَكَة المِنْتِظِرَانِي مِثْل أبُونَا إِبْرَاهِيم .. نِجِح .. إِرْفَعْ عَيْنَيْكَ الأرْض كُلَّهَا لَك وَنَسْلَك سَيَكُون كَتُرَاب الأرْض .. هُنَاك بَرَكَات كَثِيرَة تَنْتَظِرْنَا لكِنْ تَنْتَظِر مِنَّا نَجَاحٌ .. فِي بَعْض أُمور قَدْ تَبْدُو لَنَا مُصَادَفَة وَلكِنَّهَا بِتَرْتِيبْ وَبِقَصْد عَجِيبْ جِدّاً .. رَغْم شَر سَدُوم جِدّاً لكِنْ لُوطٌ لَمْ يَنْتَبِه وَهُوَ جَالِس فِي سَدُوم 20 سَنَة .. 20 سَنَة لَهُمْ تَأثِير كَبِير عَلَى لُوطٌ فَهُوَ تَدَرَّج فِي الخَطِيَّة .. فِي البِدَايَة لُوطٌ يِقُول سَكَنْت فِي الخِيمَة عِنْدَ حُدُود المَدِينَة فَإِنَّهُ عَاشَ عَلَى الحُدُود لِكَي لاَ يُعَاشِرْهُمْ وَلكِنْ بَعْد ذلِك تَزَوَّج لُوطٌ مِنْهُمْ وَعَاشْ وَسَطْهُمْ وَأخَذْ مِنْ عَادَاتِهِمْ وَطِبَاعِهِمْ .. فَهُنَاك تَدَرُّج فِي الخَطِيَّة فِي النِّهَايَة لَمَّا جَاءَ المَلاَك لِيُخْرِج لُوطٌ كَانَ لُوطٌ جَالِس عَلَى بَاب المَدِينَة مَعَ رُؤَسَائِهِمْ فَقَدْ أصْبَح أحَدٌ أعْمِدَة المَدِينَة فَالرِّجَال الَّذِينَ لَدَيْهِمْ كَلِمَة وَتَأثِير فِي المُجْتَمَعْ يَجْلِسُون عِنْدَ بَاب المَدِينَة وَيُؤخَذْ رَأيِهِمْ فِي المَشَاكِلْ وَالأُمُور التُّجَارِيَّة فَقَدْ صَارَ لُوطٌ أحَدٌ مَشَاهِير سَدُوم . الخَطِيَّة تَتَدَرَّج .. { كَانَ الْبَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يُعَذِّبُ يَوْماً فَيَوْماً } ( 2بط 2 : 8 ) .. وَلَمَّا أرَادْ وَحَبْ أنْ يَخْرُج هُوَ وَأهْلُه قَالَ لَهُمْ " رَبِّنَا قَالْ نُخْرُج لأِنَّهُ سَيُهْلِك الْمَدِينَة فَإِنَّهُ كَانَ كَمَازِح أمَام أصْهَارِهِ " ( تك 19 : 14 ) فَلَقَدْ فَقَدَ المِصْدَاقِيَّة .. فَلَقَدْ إِعْتَادُوا أنْ يَرُوه مُتَسَيِّبْ فِي أُمُور كَثِيرَة فَفَجْأة يَقُول الله سَيُدِينْ المَسْكُونَة بِالعَدْل فَلَمْ يُصَدِّقُوه .. أحْيَاناً نَحْنُ لاَ نُرِيدْ أنْ نُصَدِّق كَلاَم رَبِّنَا وَلَمَّا نِتَكَلَّمْ نَكُون كَمَازِح فِي وَسَطِهِمْ فَلَمْ يَسْتَوْعِبُوا ( أهْل سَدُوم ) الكَلاَم الَّذِي يَقُولُه حَتَّى هُوَ نَفْسُه تَوَانَى عَنْ الخُرُوج وَتَأثَّر بِهُمْ ( تك 19 : 16) فَلَقَدْ كَانَ لُوطٌ كَنُكْتَة كَمَازِح فِي وَسَطٌ أصْهَارِهِ .. فَهُوَ نَفْسُه تَرَاجَعْ عَنْ الخُرُوج فَلَقَدْ تَأثَّر بِهُمْ فَنَظَرَ إِلَى المَكْسَبْ المَادِي وَخَسَرَ زَوْجَتُه وَأوْلاَدُه وَكَادَ أنْ يَخْسَر نَفْسُه لُوْلاَ مَرَاحِمْ الله .. أحْيَاناً نَعِيش فِي المُجْتَمَعْ يَكُون فِيهِ حَاجَات مِنْ سَدُوم وَلِذلِك إِنْ لَمْ نَسْلُك فِي مَخَافِة الله سَنَهْلَك مِثْل لُوطٌ .. فَكَيْفَ نَسْلُك مَعَ التِلِيفِزْيُون وَالفَضَائِيَّات وَالإِنْتَرْنِتْ ؟ إِنْ لَمْ تَكُنْ بِمَخَافَة الله سَنَصِلْ فِي يُوْم إِلَى لُوطٌ . بَعْد الخُرُوج مِنْ سَدُوم أسْكَر البِنْتَيْنِ أبُوهُمْ لُوطٌ وَعَاشُوا مَعَ أبِيهِمْ عِيشِة الأزْوَاج وَأنْجَبُوا مِنْهُ فَهذِهِ حِيلَة شَيْطَانِيَّة أُخِذَت مِنْ سَدُوم .. الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ فِتْرَة وَنَقُول إِنِّنَا لَنْ نَتَأثَّر بِهِ فَنَجِدْ أنْفُسَنَا نَتَأثَّر وَنَسْلُك سِلُوك سَدُوم وَنَفْعَل الأمر عَيْنُه .. الإِنْسَان الَّذِي يَسْلُك بِمَخَافَة يَخْلُص كَمَا بِنَار ( 1كو 3 : 15) فَإِنَّهُ أمر لَيْسَ بِسَهْل .. لَمَّا خَرَج مِنْ أرْض سَدُوم رَبِّنَا إِتْكَلِّمْ مَعَاه فَلَّمَا يِبْدأ الإِنْسَان يِطِيعُه وَيَتَخَلَّى عَنْ حَاجَات مِتْمَسِك بِهَا الله يَمْلأ هذَا الفَرَاغ .. فَأُخْرُج مِنْ سَدُوم وَأنَا أكَلِّمَك ..فَأُتْرُك شَرَّك وَأنَا أُعَزِّيك .. طِعْنِي وَأنَا أُكَلِّمَك .. جَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الله نَصِيبُه { نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي } ( مرا 3 : 24 ) . مَلِك كَدََرْلَعَوْمَر لَدَيْهِ خَمْس بِلاَدْ تَخْضَعْ لَهُ وَتَدْفَعْ لَهُ ضَرِيبَة لِمُدِّة إِثْنَى عَشَرَ عَام وَلكِنْ مُلُوك الخَمْس بِلاَدْ أرَادُوا أنْ لاَ يَدْفَعُوا لَهُ الضَّرِيبَة وَتَمَرَّدُوا عَلِيه .. فَحَارِبْهُمْ كَدَرْلَعَوْمَر – حَارِبْهُمْ وَسَبَاهُمْ – وَأخَذَ الغَنَائِمْ مِنْ هذِهِ المُدُنْ – البَلَدْ الَّتِي جَلَسَ فِيهَا لُوطٌ – وَسُبِيَ لُوطٌ لِكَدَرْلَعَوْمَر وَلكِنْ هُنَاك مَنْ نَجَا مِنْ هذَا السَبْي وَكَانَ يَعْلَمْ بِالقَرَابَة بَيْنَ لُوطٌ وَإِبْرَاهِيم وَيَعْلَمْ بِأنَّ إِبْرَاهِيم غَنِي وَمَشْهُور وَلَدَيْهِ رِجَال وَغُلْمَان كَثِير .. فَقَالَ لإِبْرَاهِيم أنَّ لُوطٌ سُبِيَ لِكَدَرْلَعَوْمَر .. فِي الحَقِيقَة كَانَ لاَ يَعْرِف مَا هُوَ رَدْ فِعْل إِبْرَاهِيم فَكَانَ مِنْ المُتَوَقَعْ أنْ يَفْرَح إِبْرَاهِيم لأِنَّ لُوطٌ طَمَّاع وَاخْتَار لِنَفْسُه الطَّرِيق أوْ مُجَرَّدْ أنْ يَتَعَاطَفْ مَعَ لُوطٌ وَالتَّوَقُعْ الأخِير أنْ يُحَاوِل إِبْرَاهِيم أنْ يَرُدْ لُوطٌ وَيُنْقِذُه .. فَهِيَ مَوَاقِفْ وُضِعَ فِيهَا إِبْرَاهِيم تَكْشِفْ مَا بِدَاخِلُه مِنْ مَشَاعِر وَذَهَبَ لِيُخَلِّص لُوطٌ ( تك 14 : 16) .. { فَأَتَى مَنْ نَجَا وَأَخْبَرَ أَبْرَامَ الْعِبْرَانِيَّ . وَكَانَ سَاكِناً عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الأَمُورِيِّ أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِرَ . وَكَانُوا أَصْحَابَ عَهْدٍ مَعْ أَبْرَامَ . فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ وِلْدَانَ بَيْتِهِ ثَلثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ } ( تك 14 : 13 – 14) . جَمِيلٌ أنْ تَكُون هُنَاكَ مَحَبَّة وَلكِنْ يَجِبْ أنْ تَكُون إِيجَابِيَّة .. فَأبُونَا إِبْرَاهِيم لَدَيْهِ مَحَبَّة لَيْسَتْ بِالكَلاَم وَلاَ بِاللِّسَان بَلْ بِالعَمَلْ وَالحَقَّ ( 1يو 3 : 18) .. فَلَمَّا عَرَف أنَّ لُوطٌ فِي شِدَّة جَرَّ غِلْمَانُة لِيَنْقِذَهُ فَلَقَدْ ذَهَبَ لِيُخَلِّص لُوطٌ رَغْم أنَّهُ إِنْعَزَلَ عَنْهُ وَأنَّهُ كَانَ طَمَّاع وَيُعْتَبَر أنَّهُ تَخَلَّى عَنْهُ وَلكِنْ أبُونَا إِبْرَاهِيم لَمْ يَتَخَلَّى عَنْهُ .. فَرَبِّنَا يِعْمِلْ لِلإِنْسَان إِمْتِحَانَات وَهذِهِ الإِمْتِحَانَات هِيَ الَّتِي تُبَيِّنْ مَا فِي دَاخِلْ القَلْب وَالأعْمَاق .. هَلْ هِيَ مَحَبَّة صَادِقَة .. غَاشَّة .. بِرِيَاء .. مَحَبِّة مَصْلَحَة .. أبُونَا إِبْرَاهِيم لَيْسَتْ لَدَيْهِ مَحَبِّة مَصْلَحَة فَهُوَ رَأى أنَّ لُوطٌ فِي شِدَّة فَذَهَبَ لِيُنْقِذُه . الأبَاء فِي الكِنِيسَة يَرُوا أنَّ إِبْرَاهِيم أخَذَ مَعَهُ 318 غُلاَم وَهذَا الرَقَمْ رَقَمْ عَجِيب يُذْكَر بِمَجْمَعْ نِيقِيَة .. كَدَرْلَعَوْمَر كَأنَّهُ أرْيُوس وَأرْيُوس أخَذَ الكِنِيسَة كُلَّهَا وَسَابِيهَا بِفِكْرُه ( لُوطٌ ) .. أبُونَا إِبْرَاهِيم يُشِير إِلَى الرَّبَّ يَسُوع وَغِلْمَانُه بِـ 318 .. هُنَاكَ قِصَّة فِي مَجْمَعْ نِيقْيَة .. يِعَدُّوا الأبَاء يَجِدُوهُمْ 319 يَاخْدُوا أسْمَائْهُمْ يَجِدُوهُمْ 318 .. يِرْجَعُوا يِعِدُّوهُمْ تَانِي يَجِدُوهُمْ 319 يَاخْدُوا أسْمَائْهُمْ يَجِدُوهُمْ 318 وَالحِكَايَة أنَّ الرَّبَّ يَسُوع كَانَ فِي وَسَطِهِمْ .. فَالرَّبَّ يَسُوع أخَذَ 318 مِنْ غِلْمَانُه – رِجَالُه – كَمَا أخَذَ إِبْرَاهِيم 318 مِنْ رِجَالُه لِيُنْقِذْ الكَنِيسَة ( لُوطٌ ) مِنْ كَدَرْلَعَوْمَر الَّذِي هُوَ أرْيُوس .. وَهذَا التَّشْبِيه .. أبُونَا إِبْرَاهِيم أخَذَ 318 غُلاَم لِيُنْقِذْ لُوطٌ مِنْ سَبْي كَدَرْلَعَوْمَر فَالرَّبَّ يَسُوع نَزَلَ إِلَى الجَحِيمْ وَأخَذَ مَعَهُ الأبْرَار المَسْبِيِّينْ وَأنْقَذَهُمْ مِنْ يَدْ العَدُو إِبْلِيس وَأنْقَذَ الكَنِيسَة مِنْ سَبْي وَقَبْضِة الشَّيْطَان فَهُوَ خَلَّصَنَا مِنْ المَوْت .. وَبَعْد أنْ أنْقَذَهُ صَعَدَ إِلَى الشَّمَال .. مِنْ قُوِّة أبُونَا إِبْرَاهِيم وَالرِّجَال الَّذِينَ مَعَهُ خَافَ الجَيْش وَطَرَدَهُمْ وَهَرَبُوا فَهُوَ طَرَدَهُمْ مِنْ أوِّل المَمْلَكَة مِنْ دَان مِنْ أقْصَى الشَّمَال إِلَى بِئْر سَبْع أقْصَى الجَنُوب .. طَارَدْهُمْ إِلَى النِّهَايَة وَأخَذَ الرِّجَال المَسْبِيِّين وَلُوطٌ وَالمُقْتَنَيَات . هذِهِ هِيَ نُصْرِة أبُونَا إِبْرَاهِيم مِثْل نُصْرِة الْمَسِيح لِلمَسْبِيِّين فِي الجَحِيم المَقْبُوض عَلَيْهُمْ فِي ظَلاَم المَوْت . { فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لاِسْتِقْبَالِهِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ كَسْرَةِ كَدَرْلَعَوْمَرَ وَالْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى عَُمْقِ شَوَى الَّذِي هُوَ عَُمْقُ الْمَلِكِ . وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً . وَكَانَ كَاهِناً للهِ الْعَلِيِّ وَبَارَكَهُ وَقَالَ مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ . فَأَعْطَاهُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ( تك 14 : 17 – 20 ) .. عَجِيبْ هذَا المَلِك .. أوَّلاً مَلِك .. ثَانِياً كَاهِن الله العَلِيَّ .. مَنْ فِي ذلِك العَصْر يَكُون مَلِك وَكَاهِن ؟ مَعْرُوف تَمَاماً أنَّ المَلِك مَلِك وَالكَّاهِن كَاهِن وَهُنَاك مَلِك إِشْتَهَى أنْ يَقُوم بِدُور الكَهَنُوت ضُرِبَ بِالبَرَص .. لَيْسَ هُنَاك مَلِك وَكَاهِن فِي العَهْد القَدِيم فَهُنَاك نُوْع مِنْ التَّجَاوُز وَلكِنَّهُ كَانَ نَبِي وَكَاهِن هُوَ صَمُوئِيل النَّبِي الَّذِي يَمْسَح المُلُوك .. فَهذِهِ الرَّمْزِيَّة كَانَتْ مَنْسُوبَة لِلرَّبَّ يَسُوع وَلكِنَّهَا ظَهَرَت فِي العَهْد القَدِيم لِمَلْكِي صَادِق فَهُوَ وَاقِفْ يَسْتَقْبِل الرَّاجِعِينَ مِنْ النُّصْرَة مِنْهُمْ أبُونَا إِبْرَاهِيم فَأخَرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً .. فَإِنَّ خُبْز وَخَمْر فِي العَهْد القَدِيم حَاجَة غَرِيبَة جِدّاً فَالذَّبَائِح كَانِتْ كُلَّهَا دَمَوِيَّة .. مَنْ هُوَ الَّذِي فِي يَدِهِ ذَبِيحِة خُبْز وَخَمْر ؟ فَكَانَ هُنَاك عَادَة مُتَعَارَف عَلَيْهَا بِأنَّ مُلُوك المُدُن تَسْتَقْبِل الجَيْش المُنْتَصِر بِالهَدَايَا لِلجُنُود وَأفْضَل هِدِيَّة تِكُون لِقَائِدْ الحَرْب .. فَالمُلُوك إِنْتَظَرُوا العَمَلْ المَعْرُوف الكِبِير فَاسْتَقْبِلُوا إِبْرَاهِيم بِحَفَاوَة مِنْهُمْ مَلْكِي صَادِق . فَمَلْكِي صَادِق هُوَ مَلِك وَكَاهِنْ وَقَدَّم ذَبِيحَة خُبْز وَخَمْر وَبَارَكَهُ الله وَلكِنْ مُلُوك الأرْض كُلُّهُمْ أوْثَان فِي ذلِك الوَقْت فَأنْتَ يَا مَلْكِي صَادِق تِتْكَلِّمْ عَنْ الله هُوَ إِنْتَ تِعْرَف رَبِّنَا ؟!!!! فَإِنْتَ تِعْرَف رَبِّنَا لِدَرَجِة إِنَّك تُبَارِك أبُونَا إِبْرَاهِيم ؟!!! فَهُوَ الَّذِي يُبَارِك فَأبُونَا إِبْرَاهِيم يُبَارِك وَلاَ يَتَبَارَك وَلَوْ حَبْ يِتْبَارِك يِتْبَارِك مِنْ الله لأِنَّهُ هُوَ مَصْدَر البَرَكَة .. نُلاَحِظْ أنَّ سَيِّدْنَا الأُسْقُفْ أوْ البَطْرَك لَوْ كَانْ حَاضِر لاَ يَقُول الكَّاهِن البَرَكَة وَالسَّلاَم لأِنَّ إِعْطَاء البَرَكَة تَكُون لِلأَكْبَر .. فَأبُونَا إِبْرَاهِيم هُوَ أكْبَر رُتْبَة أمَام الله فَوَاضِح أنَّ هذَا المَلِك رُتْبِتُه أكْبَر مِنْ أبُونَا إِبْرَاهِيم فَهُوَ كَاهِن وَمَلِك وَقَدَّم خُبْز وَخَمْر وَبَارَك إِبْرَاهِيم وَيُقَدِّم لَهُ العُشُور .. فَلأِنَّهُ كَاهِن أبُونَا إِبْرَاهِيم يُقَدِّم لَهُ العُشُور . { بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍ بِلاَ نَسَبٍ . لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايِةَ حَيوةٍ بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ هذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ } ( عب 7 : 3 ) .. فَهُوَ بَارَك ذَاكَ الَّذِي لَهُ المَوَاعِيدْ أبُونَا إِبْرَاهِيم فَهُوَ إِشَارَة وَاضِحَة لِلْمَسِيح لأِنَّهُ كَانَ أعْظَمْ مِنْ إِبْرَاهِيم .. كَهَنُوت لاَوِي كَانَ فِي صُلْب إِبْرَاهِيم .. بْرَاهِيم إِبْنُه إِسْحَق وَإِسْحَق إِبْنُه يَعْقُوب وَيَعْقُوب مِنْ أبْنَائُه لاَوِي فَكَانَ لاَوِي فِي إِبْرَاهِيم .. إِبْرَاهِيم يُقَدِّم لِمَلْكِي صَادِق العُشُور فَلاَوِي يُقَدِّم لِمَلْكِي صَادِق كَأنَّ كَهَنُوت العَهْد القَدِيم يَخْضَعْ لِمَلْكِي صَادِق وَكَهَنُوت العَهْد الجَدِيد يَخْضَعْ لِلْمَسِيح فَكَأنَّ كَهَنُوت العَهْد القَدِيم يَخْضَعْ لِلْمَسِيح فِي كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد . فِي ( عب 7 ) مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يُؤَكِّدْ أنَّ الْمَسِيح هُوَ رَئِيس كَهَنِتْنَا الأعْظَم وَقَدَّم لَهُ العُشُور الَّذِي هُوَ عَلَى رُتْبَة مَلْكِي صَادِق الَّذِي خَضَعَ لَهُ كَهَنُوت العَهْد القَدِيم وَقَدَّم لَهُ العُشُور الَّذِي مَلْكِي صَادِق بَارَكَهُ لِذلِك كَانَ هُوَ الأعْظَمْ وَظَهَرَ لَهُ فَجْأة .. لاَ نَعْرِف لَهُ لاَ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة . رَبَّنَا يَسُوع جَاءَ فِي مِلْء الزَّمَان ( غل 4 : 4 ) رَغْم أنَّهُ ظَهَرَ فَجْأة إِلاَّ أنَّ العَهْد القَدِيم كُلُّه مُمَثَّل فِي أبُونَا إِبْرَاهِيم خَضَعَ لَهُ .. وَأبُونَا إِبْرَاهِيم قَدَّم لَهُ العُشُور لِذلِك الَّذِي لَيْسَتْ مَعَهُ ذَبِيحَة حَيَوَانِيَّة وَلكِنْ ذَبِيحَة خُبْز وَخَمْر فَكَانَ مَعَهُ كَهَنُوت أعْظَمْ مِنْ كَهَنُوت العَهْد القَدِيم .. المَفْرُوض مَنْ يُبَارِك الآخَر ؟ الكَبِير يُبَارِك الصَّغِير .. فَمَلْكِي صَادِق أكْبَر مِنْ إِبْرَاهِيم ( الْمَسِيح ) فَهُوَ مَرْكَز البَرَكَة فِي العَهْدَيْنِ . بَعْد دُخُول أبُونَا إِبْرَاهِيم الحَرْب أكِيدْ فَكَّر وَقَالْ أنَّ الخَمْس مُلُوك أقْوِيَاء حَيَتْرُكُونِي .. هَلْ جَلَسَ لِيُفَكِّر أنَّهُ عَرَّض نَفْسُه لِلخَطَر ؟ هَلْ إِنْدَفَعْت .. هَلْ أنَا غِلِطْت ؟ فَالإِنْسَان نَفْسُه بِتِضْعَفْ فَيَقُول الرَّبَّ لاَ تَخَفْ أنَا تُرْسٌ لَك أجْرَك كَثِيرٌ جِدّاً ( تك 15 : 1) .. مُمْكِنْ أنْ نَقُول أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم مَرْ بِهذِهِ المَرْحَلَة فَهُوَ أظْهَر جَرْح مُعَيَّنْ .. فَالرَّبَّ يَقُول لإِبْرَاهِيم أجْرَك كَثِير جِدّاً .. { فَقَالَ أَبْرَامُ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ عَقِيماً وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمِشْقِيُّ . وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً إِنَّكَ لَمْ تُعْطِينِي نَسْلاً وَهُوَذَا ابْنُ بَيْتِي وَارِثٌ لِي } ( تك 15 : 2 – 3 ) .. فَهُوَ مَا صَدَّق إِنْ رَبِّنَا يِفْتَح الكَلاَم مَعَاه .. فَأحْيَاناً الإِنْسَان نَفْسُه بِتِصْغَر وَهُمُومُه بِتَكْثُر عَلِيه وَأكِيدْ أبُونَا إِبْرَاهِيم يِقُول لِنَفْسُه " إِنْت لِوَحْدَك وَرَبِّنَا بِيُعْطِيك وُعُود وَهِيَّ لاَ تُنَفَذْ .. نَسْلَك وَبَرَكَة وَهِيَّ لاَ تُنَفَذْ .. وَأنَا مَاضٍ عَقِيمْ وَالَّذِي سَيَوْرِثْنِي الخَادِم أَلِيعَازَرُ الدِّمِشْقِيُّ ..فَهُوَ مُجَرَّدْ رَجُلْ غَرِيب تَمَاماً .. فَمَا هِيَ البَرَكَة الَّتِي تَقُولَهَا لِي ؟ فَمَالِك بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمِشْقِيُّ أي خَادِمُه .. أي مِثْل رَجُل غَنِي جِدّاً وَحَيِوْرِثُه الفَرَّاش . أبُونَا إِبْرَاهِيم قَالَ لِلرَّبَّ أنْتَ لَمْ تُعْطِينِي نَسْلاً .. فَإِذَا كَلاَم الرَّبَّ إِلِيه قَائِلاً لاَ يَرِثَك هذَا بَلْ الَّذِي يَخْرُج مِنْ أحْشَائَك هُوَ يَرِثَك .. { ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا . وَقَالَ لَهُ هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ . فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسَبَهُ لَهُ بِرّاً } ( تك 15 : 5 – 6 ).. عَظِيمْ هُوَ إِيمَان أبُونَا إِبْرَاهِيم فَلَمَّا النَّفْس تِصْغَر رَبِّنَا يَأتِي إِلَيْنَا وَيُكَلِّمْنَا فَكُلَّ المَاضِي هُوَ جَهْل .. فَإِنَّنَا نَأسَفْ عَلَى كُلَّ المَاضِي فَمُجَرَّدْ الإِيمَان فَقَطْ فَهذَا بِر .. إِنْ أمَنَّا فَقَطْ بِالمَوَاعِيدْ فَهذَا بِر .. فَمَنْ يُؤمِنْ بِالأبَدِيَّة فَهذَا بِر .. فَمَنْ يُؤمِنْ بِمُكَافَأة الأبْرَار فَهذَا بِر .. فَمَنْ يُؤمِنْ بِمُجَازَاة الأشَّرَار فَهذَا بِر ..مَنْ يُؤمِنْ بِأنَّهُ يُعْطِي لِرَبِّنَا شِئ وَأنَّهُ سَيَعُود عَلِيه بِالبَرَكَة فَهذَا بِر .. مَنْ يُؤمِنْ بِأنَّهُ يُسَامِح وَيُكْمِل الوَصِيَّة وَيُطَبِّقْهَا فَهذَا بِر . { وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَِبْرَامَ أَعْطِنِي النُّفُوسَ وَأَمَّا الأَمْلاَكُ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ . فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطاً وَلاَ شِرَاكَ نَعْلٍ وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ . فَلاَ تَقُولُ أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ . لَيْسَ لِي غَيْرَ الَّذِي أَكَلَهُ الْغِلْمَانُ . وَأَمَّا نَصِيبُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي عَانِرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا فَهُمْ يَأْخُذُونَ نَصِيبَهُمْ } ( تك 14 : 21 – 24 ) .. أنَا لاَ أقْبَل غِنَى العَالَم .. رَفَضْ أنْ يَأخُذْ أي شَيْء كَأُجْرَة لِلحَرْب الَّتِي دَخَلَهَا فَهُوَ رَجُلْ لَمَّا يُحِبْ أنْ يَأخُذْ يَأخُذْ مِنْ يَدْ رَبِّنَا لِكَيْ لاَ تَقُول إِنِّي أنَا أغْنَيْتَ أبْرَام ( تك 14 : 23 ) .. فَعَلَيْنَا أنْ نَتَعَوَّدْ أنْ نَكُون مُكْتَفِينْ بِمَا نَحْنُ فِيه وَنَعِيش فِي زَهْد .. فَالنَّفْس الشَّبْعَانَة تَدُوس مُقْتَنَيَات العَالَمْ فَهُوَ لَمْ يَأخُذْ خَيْط أوْ شِرَاكَ نَعْلٍ أي الخِيط الَّذِي يِخَيَّطْ بِهِ الحِذَاء . في الكِتَاب المُقَدَّس لاَ يُذْكَر أنَّ لُوطٌ شَكَرْ إِبْرَاهِيم سَوَاء كَانَ بِقَصْد أوْ بِغَيْرِ قَصْد فَلَمْ يَقُول لَهُ " مُتَأسِفْ أوْ نِدِمْت عَلَى القَرَار " .. فَإِنَّنَا أحْيَاناً لاَ نَسْتَفَاد مِنْ الدِّرُوس الَّتِي يَكُون فِيهَا رَبِّنَا مَعَانَا فِي حَيَاتْنَا وَمَعَ ذلِك نَرَى أنَّ إِبْرَاهِيم لَمْ يَذِل لُوطٌ وَكَذلِك لُوطٌ لَمْ يَعْتَذِر لأِبُونَا إِبْرَاهِيم .. جَمِيلٌ أنْ يَعْمَل الإِنْسَان البِّر مِنْ أجْل الله وَلَيْسَ مِنْ أجْل النَّاس فَمَنْ يَعْمَلْ البِّر يَعْمَلْ البِّر مِنْ أجْل البِّر .. فَبُولِس الرَّسُول يَقُول { لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ } ( أف 6 : 6 ) .. فَخِدْمِة العِين هِيَ خِدْمِة الأُمُور الظَّاهِرَة بَلْ تَكُون الخِدْمَة لِرَبِّنَا وَلَيْسَ لِلنَّاس . { بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا قَائِلاً . لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ . أنَا تُرْسٌ لَكَ . أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّاً } ( تك 15 : 1) .. بَعْد كُلَّ إِخْتِبَار نِعْمَة .. فَلُوطٌ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَاخْتَارَ أمَّا إِبْرَاهِيم فَجَاءَ لَهُ الرَّبَّ وَقَالَ لَهُ إِرْفَعْ عَيْنَيْكَ وَأنَا سَأُكْثِّر نَسْلَك .. بَعْد مَا دَخَلْ الحَرْب وَكَسَبْ وَرَفَضْ أخْذٌ الغَنَائِمْ قَالَ لَهُ أجْرَك عِنْدِي أنَا .. فَهُنَاك نِعْمَة تَنْتَظِرْنَا بَعْدَ كُلَّ جِهَاد .. فَيَالَيْتَ نَصْبُر فِي التَّجَارُب وَنَثْبُتْ فِيهَا فَأصْعَبْ شِئ لَمَّا يِبْعَتْ لِينَا رَبِّنَا التَّجْرُبَة وَنَحْنُ نَرْفُض وَنَزْجُر وَنِتْعَبْ وَنِشْتِكِي وَهُوَ يِقُول لَنَا فِي خِير بَعْدَهَا .. فِي مُكَافَأة .. أجْرَك كَثِير جِدّاً .. أنَا تُرْسٌ لَك .. أُصْبُر .. إِثْبَتْ فَنَحْنُ نُضَيِّعْ البَرَكَة الَّتِي تَنْتَظِرْنَا .. المُشْكِلَة أنَّنَا لاَ نُؤمِنْ فَلاَ يُحْسَبْ لَنَا بِرّاً .. آمِنْ فَيُحْسَبْ لَكَ بِرّاً . { وَقَالَ لَهُ أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا } ( تك 15 : 7 ) .. فَأنْتَ هُوَ إِبْرَاهِيم حَبِيبِي فَأنَا أعْمِلْ لَك إِمْتِحَان وَتِنْجَح فِيه .. فَأنْتَ أعْطِيت دَرْس لِلأَجْيَال كُلَّهَا بِأقْصَى دَرَجَات الإِيمَان فَقَدْ كَانَ هُنَاك خُوف وَشَك وَقَلَق وَأتْعَاب وَأفْكَار فِي إِبْرَاهِيم .. فَأحْيَاناً يَكُون لَدَيْنَا كُلَّ ذلِك وَيَقُول لَنَا الرَّبَّ " أنَا تُرْسٌ لَكَ " عَجِيب رَبِّنَا يُعْطِي الوَعْد لأِبُونَا إِبْرَاهِيم وَلاَ يَتَحَقَّق إِلاَّ بَعْد سَنَوَات .. فَهذَا الكَلاَم قَالَهُ الرَّبَّ لأِبُونَا إِبْرَاهِيم كَثِيراً فَكَانَ الفَرْق بَيْنَ كُلَّ مَرَّة حَوَالِي عَشْر سَنَوَات .. عَشْر سَنَوَات يُعْطِي الرَّبَّ الكَلِمَة وَيِرْجَعْ يِعِيدْهَا مَرَّة أُخْرَى بَعْد عَشَر سَنَوَات فَهُنَاك حِكْمَة عِنْدَ الله وَلكِنْ رَبِّنَا هُوَ الَّذِي يِفَكَّرُه فَهُوَ الَّذِي أخْرَج إِبْرَاهِيم مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ – وَتَابِعْ القِصَّة – فَإِيدُه مَعَاه دَائِماً . { فَقَالَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِمَاذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا } ( تك 15 : 8 ) .. فَرَبِّنَا قَالَ لَهُ تَعَالَ كَانَ هُنَاك عَهْد قَدِيم بَيْنَ النَّاس يُعْقَدْ لِعَقْد إِتِفَاقِيَات مِثْل عَهْد سَلاَمٌ بَيْنَهُمْ وَإِذَا جَاءَ أعْدَاء عَلَى أحَدٌ مِنْهُمْ يِتْحَالْفُوا مَعاً لِيِهْزِمُوا العَدُو وَلِهذِهِ المُعَاهَدَة شُرُوط فَقَدْ كَانُوا يَأتُوا بِالذَّبَائِح الخَرُوف يِشُقُّوه مِنْ النُص ( النِصْف اليِمِينْ وَالنِصْف الشِّمَالْ ) وَيِمْسِكُوا أيْدِي بَعْضِهِمْ وَيِمُرُّوا مِنْ النِصْف .. وَلَوْ إِنْتَ نَقَضْتَ عَهْدَك رَبِّنَا يِشُقَّك وَلَوْ الآخَر نَقَضْ عَهْدُه رَبِّنَا يِشُقُّه .. فَقَالَ لَهُ رَبِّنَا أنَا حَاعْمِلْ مَعَاك عَهْد بِنَفْس الطَّرِيقَة .. { فَقَالَ لَهُ خُذْ عِجْلَةً ثُلثِيَّةً وَعَنْزَةً ثُلثِيَّةً وَكَبْشاً ثُلْثِيّاً وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً . فَأخَذَ هذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّهَا مِنَ الْوَسَطِ وَجَعَلَ شِقَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ صَاحِبِهِ . وَأَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشُقُّهُ . فَنَزَلَتِ الْجَوَارِحُ عَلَى الْجُثَثِ وَكَانَ أَبْرَامُ يَزْجُرُهَا } ( تك 15 : 9 – 11) .. فَعِنْدَمَا شَقَّ أبْرَام الحَيَوَانَات وَاشْتَّمْت الجَوَارِح رَائِحَة الدَّم فَجَاءَت الجَوَارِح تَأكُلْ الذَّبَائِح فَأبُونَا إِبْرَاهِيم كَانَ يَزْجُرْهَا .. رَبِّنَا يِصْنَعْ مَعَ أبُونَا إِبْرَاهِيم أهَمْ عَهْد وَإِنْ كَانَ الله تَأخَّر عَنْ أبُونَا إِبْرَاهِيم .. فَإِبْتَدَأَ يَقُول لَهُ شُقٌ الذَّبَائِح وَأنَا حَصْنَعْ مَعَك عَهْد فَهُوَ ظَلَّ يَزْجُر الجَوَارِح حَتَّى المَغِيب . { وَلَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ } ( تك 15 : 12) – أي لِحَدٌ مَا تِعِبْ – الجَوَارِح هِيَ الأفْكَار الشِّرِّيرَة وَالتَّجَارُب الشَّيْطَانِيَّة الَّتِي لِعَدُو الخِير الَّذِي يَسُوقَهَا إِلَيْنَا لِيُفْسِدْ عَهْد السَّلاَمَة مَعَ الله وَعَلَى أبُونَا إِبْرَاهِيم أنْ يَزْجُرْهَا .. فَالإِنْسَان عِنْدَمَا يَأتِي إِلِيه عَدُو الخِير بِجَوَارِح يُرِيدْ بِهَا أنْ يُفْسِدْ الطَّهَارَة بِأفْكَار شِرِّيرَة وَيُفْسِدْ البِّر بِكَلاَم دَنِس فَهذِهِ جَوَارِح .. فَأبُونَا إِبْرَاهِيم كَانَ يَزْجُرْهَا وَعَدُو الخِير يُرِيدْ أنْ يُفْسِدْ ذَبِيحِة مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا سَوَاء كَانَتْ خِدْمِتْنَا .. مَحَبِّتْنَا .. عِبَادِتْنَا فَيَأتِي إِلَيْنَا بِالجَوَارِح لِكَيْ تَأكُلْ الذَّبَائِح كُلَّهَا . فَأبُونَا أبْرَام كَانَ يَزْجُرْهَا وَفِي المَغِيب نَام وَرَأى رُؤيَة مُرْعِبَة جِدّاً .. { وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ } ( تك 15 : 12) .. فَقَدْ رَأى المُسْتَقْبَل مُسْتَقْبَل بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا يَكْثُر عَدَدْهُمْ وَيَتْرُكُوا أرْض كَنْعَان وَيَذْهَبُوا لِمِصْر مَعَ يُوسِفْ وَيِكْثَرُوا هُنَاك وَتِحْصَلْ لُهُمْ مَشَقَّة وَمَذَلَّة وَضِيقَة كَثِيرَة وَحَيِخْرُجُوا مِنْ مَصْر بَعْد ضِيقَة عَظِيمَة فَهُوَ رَأى عَشِيرْتُه فِي المُسْتَقْبَل .. { وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ . فَقَالَ لأَِبْرَامَ اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ . فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ } ( تك 15 : 12 – 13) .. أحْيَاناً يُخَبِّأ رَبِّنَا المُسْتَقْبَل عَلَى الإِنْسَان لأِنَّهُ مُرْعِبْ فَالإِنْسَان يَطْلُبْ أنْ يَرَى الغَد وَلكِنَّهُ لَوْ عَرَفَ الغَد حَيِقْلَق فَيَكْفِي اليَوْم شَرُّه ( مت 6 : 34 ) .. رَبِّنَا يِقُول أنَا أمْس كُنْتُ مَعَك وَاليَوْم كُنْتُ مَعَك وَغَداً سَأظَلُ مَعَك .. رَبِّنَا بِيِوْعِدْ إِنُّه حَيْكُون مَعَانَا وَيِسْنِدْنَا وَنَحْنُ نَطْلُبْ أنْ نَعْرِف المُسْتَقْبَل وَلكِنْ الكِفَايَة تَكُون فِي التَّمَتُّعْ بِهِ . رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا دَخَلْ أُورُشَلِيم بَكَى عَلَيْهَا لأِنَّهُ رَأى خَرَاب أُورُشَلِيم بَعْد سَبْعِينَ سَنَة ( لو 19 : 41 ) .. فَرَبِّنَا عَايِزْ يُعْطِي لأِبُونَا أبْرَام نِعْمَة وَمَعُونَة فِي حِكْمَة فَرَأى مَذَلِّة الشَّعْب { فَقَالَ لأَِبْرَامَ اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ . فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ . ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا . وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ . وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ } ( تك 15 : 13 – 15) .. رَبِّنَا أرَادَ أنْ يَعْمَلْ مَعَ أبْرَام عَهْد فَلَقَدْ عَزَّاه وَأرَاه المُسْتَقْبَل فَيَقُول لَهُ رَبِّنَا " أنَا تُرْسٌ لَكَ " .. أنَا سَلاَمَك .. أنَا حَعْمِلْ مَعَك عَهْد وَأكُون مَعَك خَطْوَة خَطْوَة . { ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتْمَةُ . وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ } ( تك 15 : 17) .. هُنَا الله يَجُوز .. هُوَ كَانْ لاَزِم الَّذِي فَات هُنَا يَا رَبِّنَا ؟!! نَعَمْ لِيَشْعُر أبْرَام بِحُلُول الله .. رَبِّنَا مَرْ وَسَطْ القَطِيعْ .. النَّاس يِمْسِكُوا أيْدِي بَعْض وَعَبَرُوا أمَّا هُنَا فَالله هُوَ الَّذِي مَرَّ .. هُوَ الَّذِي حَضَرْ وَحَلْ فَالله هُنَا لَمْ يَعْمَلْ مِثْل النَّاس .. فَالعَهْد القَدِيم بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله هُوَ عَهْد يَقُوم عَلَى رَبِّنَا وَلَيْسَ عَلَيْنَا فَنَحْنُ لَيْسَ لَدَيْنَا المِصْدَاقِيَّة فِي العَهْد وَلَيْسَ لَدَيْنَا الرَّصِيدْ الَّذِي نَقِفْ فِيهِ أمَام الله وَنَقُول لَهُ إِنَّنَا نُعَاهِدَك فَهُوَ يَقُول لَنَا " لاَ تَقُول أنَّكَ سَتُعَاهِدْنِي بَلْ أنَا الَّذِي سَيُعَاهِدَك " .. فَالله مَرَّ وَسَطْ القَطِيعْ فَالوَعْد هُوَ مِنْ الله وَلَيْسَ مِنْ الإِنْسَان فَلاَ تَطْلُبْ أنْ تِوَاعِدْ رَبِّنَا .. فَالجَمِيلٌ أنْ لاَ نَطْلُبْ أنْ نِوَاعِدْ رَبِّنَا وَلكِنْ رَبِّنَا هُوَ الَّذِي يِوَاعِدْنَا .. { فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعْ أَبْرَامَ مِيثَاقاً قَائِلاً . لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ } ( تك 15 : 18) .. وَفِي ذلِك اليَوْم أُعْطِي بَرَكَة وَابْتَدَأَ يُعْطِي البَرَكَة وَيَأخُذْهَا بَعْدمَا ضِعِفْ وَطَلَبْ عَلاَمَة .. فَمُمْكِنْ إِيمَانَنَا يِضْعَفْ فِي مَسِيرِة حَيَاتْنَا وَلكِنَّنَا نَعْلَمْ أنَّ هُنَاكَ بَرَكَة تَنْتَظِرْنَا وَهُنَاكَ سَنَدٌ مَعَنَا . رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

سلسلة ملوك يهوذا - حزقياالملك

الْمَلِك حَزَقِيَّا الْمَلِك حَزَقِيَّا هُوَ المَلِك رَقَمْ 13 مِنْ سِلْسِلِة مُلُوك يَهُوذَا .. وَهُوَ رَجُلٌ الإِصْلاَح .. وَقِصَّتَهُ فِي سِفْر أخْبَار الأيَّام الثَّانِي أصْحَاح 29 .. { مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا . وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ . هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمْهَا . وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى السَّاحَةِ الشَّرْقِيَّة وَقَالَ لَهُمُ اسْمَعُوا لِي أَيُّهَا اللاَّوِيُّونَ . تَقَدَّسُوا الآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ وَأَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ } ( 2أخ 29 : 1 – 5 ) .. هذِهِ أجْمَل آيَة .. أَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ . حَزَقِيَّا رَجُلٌ إِصْلاَح مَلَكَ وَهُوَ فِي عُمْر خَمْسٍ وَعُشْرُونَ سَنَةٍ وَاسْتَمَرَ مُلْكِهِ تِسْعَاً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ وَإِسْم أُمِّهِ أبِيَّة وَأبِيهِ المَلِك آحَاز وَهُوَ مَلِك شِرِّير .. ذُكِرْ فِي ( 2أخ 28 : 1) { كَانَ آحَازُ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سِتَّ عَشَْرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ يَفْعَلِ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ } .. أي ظَلَّ الهِيكَل مُغْلَق سِتَّة عَشَرَ سَنَةٍ كَانَتْ أبْوَابَهُ تَالِفَة مُهْدَمَة .. { وَعَمِلَ أَيْضاً تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ . وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِالنَّارِ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ } ( 2أخ 28 : 2 – 4 ) . عَمِلَ مُرْتَفَعَات لِلتَّمَاثِيل فِي وَادِي هَنُّوم وَهُوَ وَادِي مَشْهُور بِالعِبَادَة الوَثَنِيَّة وَقَدَّمَ أوْلاَدَهُ ذَبَائِح لِهذِهِ الأوْثَان وَتَعَلَّمْ مِنْ الأُمَمْ رَجَاسَاتِهِمْ .. هذَا هُوَ آحَاز وَالِدْ حَزَقِيَّا المَلِك .. تَخَيَّل رَجُلٌ شِّرِّيرْ يَكُون إِبْنَهُ بَارْ مِثْلَ حَزَقِيَّا .. مَاذَا رَأيْتَ يَا حَزَقِيَّا كَيْ تَقُول { أَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ } ؟ جَمِيل أنَّ الله يَجْعَل الإِنْسَان يَصِلْ لِدَرَجَة مِنْ الحَالَة الَّتِي حَوْلَهُ ظَلاَمٌ وَفَسَادْ مِثْلَ عَصْر آحَاز المَلِك .. سِتَّة عَشَرَ سَنَةٍ الهِيكَل مُغْلَق وَالمُرْتَفَعَات تُبْنَى .. لكِنْ وَسَطْ كُلَّ هذَا الظَّلاَم تُوْجَدْ شَمْعَة دَاخِل حَزَقِيَّا .. تَعَلَّمْ أنَّهُ مَهْمَا كَانَ الشَّر زَائِدْ وَسَاعَات الظُّلْمَة طَوِيلَة لكِنْ الفَجْر لاَبُدْ أنْ يَأتِي وَمَهْمَا وَصَلْت فِي الشَّر إِلَى شَر آحَاز لكِنْ يُوْجَدْ دَاخِلَك حَزَقِيَّا شَمْعَة مُضِيئَة لِتَرُّدَك .. حَزَقِيَّا كَانَ شُعْلَة مُضِيئَة وَسَطْ ظُلْمَة . إِيِلِيَّا أُصِيبَ بِإِحْبَاط وَيَأس وَتَرَكَ المَدِينَة وَعِنْدَمَا سَألَهُ الله قَالَ { نَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ فَبَقَيْتُ أَنَا وَحْدِي وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا } ( 1مل 19 : 14 ) .. أجَابَهُ الله أبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةُ آلاَف رُكْبَة لَمْ تَنْحَنِي لِبَعْلٍ ( 1مل 19 : 18) .. قَدْ لاَ تَرَى النُّور وَسَطْ الظَّلاَم الحَالِك لأِنَّ الله لاَ يَتْرُك عَصَا الخُطَاة تَسْتَقِرُ عَلَى نَصِيب الصِّدِّيقِينَ ( مز 124 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. لِذلِك كُلَّ ظُلْمَة لَهَا نُور يُنْهِيهَا .. بَعْدَ آحَاز يُوْجَدْ حَزَقِيَّا وَبَعْدَ فِرْعُون يُوْجَدْ مُوسَى .. وَسَطْ الجو المُظْلِمْ الله لاَ يَتْرُك نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدْ .. تُرَى مَنْ كَانَ يُقَوِّي حَزَقِيَّا ؟ بَعْض شُيُوخ إِسْرَائِيل كَانُوا يُشَدِّدُوه .. الَّذِي يَبْحَث عَنْ الصَّلاَح يَبْحَث عَنْ الصَّالِحِينْ لِيَكُونُوا سَنَدْ لَهُ .. مِنْ المُؤَكَّدْ أنَّ حَزَقِيَّا وَسَطْ هذَا الظَّلاَم كَانَ لَهُ مَنْ يُشَدِّدَهُ لِذلِك لَنَا فِي حَزَقِيَّا رِسَالِة تَشْجِيع أنَّهُ مَهْمَا إِشْتَدِّت الظُّلْمَة حَوْلَنَا وَدَاخِلْنَا لكِنْ لَنَا رَجَاء فِي إِلهْنَا .. مَهْمَا إِزْدَادَت عِبَادَات الأوْثَان وَتَقْدِيم الأبْنَاء ذَبَائِح لكِنْ يُوْجَدْ صَلاَح . لَمْ يَتْرُك آحَاز لأِبْنِهِ حَزَقِيَّا سِوَى الدَّمَار وَيَقُول الكِتَاب عَنْ آحَاز { فَدَفَعَهُ الرَّبُّ إِلهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أَرَامَ } ( 2أخ 28 : 5 ) .. أي سَمَحَ الله بِتَأدِيبه .. { فَضَرَبُوهُ وَسَبَوْا مِنْهُ سَبْياً عَظِيماً وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى دِمِشْقَ . وَدُفِعَ أَيْضاً لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً } ( 2أخ 28 : 5 ) .. كَانَ يَجِبْ عَلَيْهِ أنْ يَتُوب بَعْد كُلَّ ذلِك التَّأدِيبْ لكِنَّهُ لِلأسَفْ إِزْدَادَ فِي شَرِّهِ وَزِنَاه حَتَّى أنَّهُ فَكَّرْ فِي عَمَلْ تَحَالُفَات مَعَ مُلُوك غُرَبَاء .. { فِي ذلِكَ الْوَقْتِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ آحَازُ إِلَى مُلُوكِ أَشُّورَ لِكَيْ يُسَاعِدُوهُ } ( 2أخ 28 : 16 ) .. بَدَلاً مِنْ أنْ يُصَلِّي إِلَى الرَّبَّ إِلهَهُ لِيَسْنِدَهُ ذَهَبَ لِمُلُوك آشُور الأشَّرَار لِذلِك وَصَلَ بِهِ الأمر إِلَى أنَّ مُلُوك آشُور أنْفُسِهِمْ سَبوه . { لأِنَّ الرَّبَّ ذَلَّلَ يَهُوذَا بِسَبَبِ آحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّهُ أَجْمَحَ يَهُوذَا وَخَانَ الرَّبَّ خِيَانَةً } ( 2أخ 28 : 19 ) .. أي أنَّ آحَاز لَمْ يَتْرُك لِحَزَقِيَّا إِبْنَهُ أمر جَيِّدْ بَلْ تَرَكَ لَهُ مَمْلَكَة غِير مُسْتَقِرَّة .. شَر .. مَمْلَكَة مُجْهَدَة وَأُنَاس يَعْبُدُونَ البَعْل وَيُقَدِّمُون أوْلاَدِهِمْ ذَبَائِح لِلأوْثَان .. لَمْ يَتْرُك لَهُ بِرَّ أوْ خِيرْ أوْ مَمْلَكَة مُسْتَقِرَّة .. فَمَاذَا يَفْعَلْ ؟ قَدْ يَقُول لاَ أدْرِي مَاذَا أفْعَلْ .. لاَ .. فَتَحَ أبْوَاب الهِيكَل وَجَعَلَ الشَّعْب يُقَدِّم ذَبَائِح وَأحْضَرْ المُرَنِمِينْ لِيُرَنِّموا وَ ..وَقَالَ لَهُمْ { أَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ } .. الله قَادِرْ أنْ يُخْرِج مِنْ الجَافِي حَلاَوَة ( قض 14 : 14 ) .. الله مُغَيِّرْ التَّارِيخ قَادِرْ أنْ يَعْمَلْ وَالنَّاس مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَجِيبْ .. بَعْضُهُمْ مَعْرُوف أنَّهُ يَسِير وَرَاء المَلِك لِذلِك أرْسَلَ لَهُمْ مَلِك مِثْلَ حَزَقِيَّا فَيَسِيرُونَ وَرَاءَهُ وَيُجَدِّدُونَ الهِيكَل حَتَّى أنَّهُ قِيلَ أنَّ حَزَقِيَّا أوَّل مَنْ عَمَلَ الفِصْح بَعْد أنْ نَسَيَهُ اليَهُود . أوِّل شِئ فَعَلَهُ حَزَقِيَّا أنَّهُ أصْلَح أبْوَاب الهِيكَل .. { لأِنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِنَا وَتَرَكُوهُ وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفاً وَأَغْلَقُوا أَيْضاً أَبْوَابَ الرَّوَاقِ وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُوراً وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لأِلهِ إِسْرَائِيلَ . فَكَانَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَالدَّهْشِ وَالصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ . وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِالسَّيْفِ وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي السَّبْيِ لأِجْلِ هذَا . فَالآنَ فِي قَلْبِي أنْ أَقْطَعَ عَهْداً مَعَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ . يَا بَنِيَّ لاَ تَضُلُّوا الآنَ لأِنَّ الرَّبَّ اخْتَارَكُمْ لِكَيْ تَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدُمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ } ( 2أخ 29 : 6 – 11 ) .. أزِيلُوا المُرْتَفَعَات وَقَدِّمُوا بُخُور مَرْفُوع وَأبْوَاب مَفْتُوحَة . إِنْ كَانَتْ العِبَادَات الوَثَنِيَّة قَدْ مَلَكَتْ عَلَى قَلْبَك إِلَى دَرَجَة كَبِيرَة وَأغْلَقَتْ البَابْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِلهَك فَعَلَيْكَ أنْ تَرْفَع بُخُور أي أيَادِي مَرْفُوعَة بِالصَّلاَة وَتَفْتَح أبْوَاب قَلْبَك وَمَشَاعِرَك لِيَدْخُلْ نُور الله .. الإِصْلاَح يَحْتَاج عَمَلاَنْ عَمَلْ سَلْبِي وَعَمَلْ إِيجَابِي .. تُزِيلْ المُرْتَفَعَات وَتُوْقِدْ بُخُور وَتُنِير ظَلاَم .. قَدْ يَقُول آخِرْ مَرَّة أسْقُطْ فِي الخَطِيَّة وَهُوَ لَمْ يُدْخِلْ مَخَافِة الله دَاخِلْ قَلْبَهُ .. هذَا سَيَسْقُطْ مَرَّة أُخْرَى وَأُخْرَى .. آخِرْ مَرَّة أشْتَهِي وَلَمْ أُدْخِلْ شَهْوِة مَحَبِّة الله دَاخِلْ قَلْبِي .. سَأشْتَهِي مَرَّات . مَبْدأ مُهِمْ فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة وَهُوَ { إِنْ لَمْ تَهْدِم لَنْ تَبْنِي } .. لاَ تَتْرُك بَابْ وَاحِدٌ مُغْلَقٌ بَلْ إِفْتَح الكُلَّ .. لاَ تَضَعْ قِطْعَة مِنْ ثُوب جَدِيدْ فِي ثُوْب عَتِيق ( لو 5 : 36 ) .. الغَضَبْ وَالكِبْرِيَاء وَالشَّهْوَة وَالشَّكْ وَ ...كُلَّهَا ثُوْب عَتِيق .. كَيْ تَلْبِس الثُوْب الجَدِيدْ لاَبُدْ أنْ تَخْلَع العَتِيق .. حَارِبْ أسْبَاب الخَطِيَّة وَاقْتَلِعْهَا مِنْ جِذُورْهَا .. فَتَحْ أبْوَاب الهِيكَلْ وَقَدِّم عِبَادَات .. بَيْت الله ضَرُورِي لِخَلاَصِنَا . مِنْ الشَّهْر الأوَّل لِمُلْكِهِ أصْعَدَ ذَبَائِح .. سِتَّة عَشَرَ سَنَة الهِيكَل مُغْلَق وَفِي شَهْر وَاحِدٌ يَفْتَحُهُ حَزَقِيَّا المَلِك .. مُبَارَك الإِنْسَان الَّذِي يَفْتَح هِيكَل قَلْبَهُ وَيُهَيِّئ مَصَاعِدْ فِي قَلْبِهِ حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ أبْوَاب الكِنِيسَة الخَارِجِيَّة مُغْلَقَة .. لِذلِك يَقُولُونَ عَنْ القُدَّاس أنَّهُ يَبْدأ بِـ { الرَّبُّ مَعَ جَمِيعُكُمْ } ثُمَّ { إِرْفَعُوا قُلُوبَكُمْ } ( مَا يُقَال بَعْد مَرَدْ " قَبِّلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً " ) .. هذِهِ صَعِيدَة إِذاً نَحْنُ فِي السَّمَاء وَأصْبَحَت إِشْتِيَاقَاتِنَا وَقُلُوبِنَا فِيهَا .. هذِهِ هِيَ الصَّعِيدَة أوْ الأنَافُورَا .. لِذلِك حَزَقِيَّا بَدَأَ بِالأنَافُورَا .. رَفَعَ القَلْب وَفَتَحَ الأبْوَاب وَأعْطَى صَعِيدَة . { وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَجَمَعَ رُؤَسَاءَ الْمَدِينَةِ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ . فَأَتَوْا بِسَبْعَةِ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ وَسَبْعَةِ خِرْفَانٍ وَسَبْعَةِ تُيُوسِ مِعْزًى ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنِ الْمَمْلَكَةِ وَعَنِ الْمَقْدِسِ وَعَنْ يَهُوذَا . وَقَالَ لِبَنِي هرُونَ الْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ . فَذَبَحُوا الثِّيرَانَ وَتَنَاوَلَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ وَرَشُّوهُ عَلَى الْمَذْبَحِ ثُمَّ ذَبَحُوا الْكِبَاشَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ ثُمَّ ذَبَحُوا الْخِرْفَانَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ . ثُمَّ تَقَدَّمُوا بِتُيُوسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الْمَلِكِ } ( 2أخ 29 : 20 – 23 ) .. قَدَّمَ ذَبَائِح كَامِلَة عَنْ المَمْلَكَة كَيْ يَغْفِرْ الله لِلمَمْلَكَة وَعَنْ المَقْدِس نَفْسَهُ وَعَنْ يَهُوذَا أي الأشْخَاص أنْفُسَهُمْ ..نَحْنُ الآن وَاثِقُون أنَّ الرَّبَّ مُتَهَلِّلْ بِهذِهِ الذَّبَائِح بَعْد سِتَّةَ عَشَرَ سَنَة قَفْر فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة .. هذَا الأمر يُمَثِّل صَلاَة الصُّلْح فِي القُدَّاس لأِنَّنَا كُنَّا فِي ظُلْمَة وَالآن نُصَالِحَك .. خَطَايَانَا أبْعَدِتْنَا عَنْ الله إِذاً لاَبُدْ أنْ نُصَالِحَهُ أوَّلاً . بَعْد أنْ قَدَّمَ الذَّبَائِح .. دَائِماً الذَّبِيحَة تَقْتَرِنْ بِالتَّسْبِيح .. { وَأَوْقَفَ اللاَّوِيِّينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِصُنُوجٍ وَرَبَابٍ وَعِيدَانٍ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَجَادَ رَائِي الْمَلِكِ وَنَاثَانَ النَّبِيِّ } ( 2أخ 29 : 25 ) .{ وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ الْمُحْرِقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ . وَعِنْدَ ابْتِدَاءِ الْمُحْرَقَةِ ابْتَدَأَ نَشِيدُ الرَّبِّ وَالأبْوَاقُ بِوَاسِطَةِ آلاَتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ } ( 2أخ 29 : 27 ) .. بَدَأنَا نَرَى فِي بَيْتِكَ يَا الله ذَبَائِح وَسُمِعَ فِيهِ التَّسْبِيح وَأنَاشِيدْ .. أنْتَ أيْضاً لاَبُدْ أنْ تُقَدِّم فِي قَلْبَكْ ذَبَائِح وَتُسْمَعْ فِيهِ التَّسْبِيح .. قَدِّم ذَبَائِح حَمْد وَحُبْ وَمَغْفِرَة .. أنَاشِيدْ لإِلهْنَا . أرْجُوكُمْ تَفَاعَلُوا مَعَ التَّسْبِحَة .. إِخْتَارُوا أجْزَاء مِنْ التَّسْبِحَة وَالتَّرَانِيمْ عَمَلِتْ فِيكُمْ وَاحْفَظُوهَا وَاجْعَلُوهَا رُوشِتِّة عِلاَج .. { وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الْمُحْرِقَةِ خَرَّ الْمَلِكُ وَكُلُّ الْمَوْجُودِينَ مَعَْهُ وَسَجَدُوا } ( 2أخ 29 : 29 ) .. أخِيراً وَجَدْت يَا الله مَنْ يَسْجُدْ فِي بَيْتَكْ .. حَزَقِيَّا المَلِك تَسَبَّبْ فِي فَتْح الهِيكَل وَتُقَدَّم الذَّبَائِح فِي بِيتَكْ يَارَبَّ وَيُرَى فِيهِ سَاجِدِينْ . رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِينْ

شخصية يهوشافاط الملك

الملك يهوشافاط ( 2أخ 19 : 4 ) ، ردّهُمْ إِلَى إِله آبائِهِمْ ، لِتكُنْ هيبة الرّبّ عليكُمْ ( 2 أخ 19 : 7 ) ، فِى سلسلِة نسب المسيح ، ( 1 مل 22 & 2 مل 2 ) ، رابِع ملِك مِنْ ملُوك يهُوذا ، وهب حياته كُلّها مِنْ أجل شريعة الله ، رحبعام ، أبيَّا ، آسا ، يهُوشافاط تولّى المملكة وَ عُمره 35 سنة ، مكث ملِكاً 25 سنة ، عمل المُستقيِم فِى عينىَّ الله ، كلِمة " يهُوشافاط " تعنِى " يهوه يدين أوْ يهوه يقضِى " ، وَ قيِل عَنْ المسيح أنّهُ أعطى الحُكمْ كُلّه للإِبن ( يو 5 : 22 ) ، فهو إِشارة واضِحة للديان ، الكلام الّذى تكلّمت بِهِ يُدِينكُمْ ( يو 12 : 48 ) ، عاش يهُوشافاط طوال حياته واضِع كلِمة الله أمام عينيهِ ، يسلُك بِها وَ يُِدين بِها أبيهِ آسا عمل إِصلاحات هُوَ أكملها ، عاش فِى بيت تقِى ، إِبنه يهُورام شخص شرّير ، حزقيا ملِك تقِى ، إِبن آحاز ملِك شرّير أغلق أبواب الهيكل ، الإِنسان يُمكِنهُ أنْ يغلِب الظرُوف المُحيطة إِنْ أراد نهضِة يهُوشافاط أبوه آسا زال الأصنام وَ ترك المُرتفعات ، أمّا هُوَ أكمل عمل أبيه ، تقّوى قلبه فِى طريق الرّبّ ، أزال المُرتفعات وَ السوارِى ، إِنْ أردت أنْ تُحدِث نهضة فِى حياتك أزِل المُرتفعات مِنْ قلبِك هذِهِ هى الخطوة الأُولى لإِزالِة الملل وَ الروتينيَّة ، بِلاَ فرح . أزِل المُرتفعات لِتُحدِث نهضة فِى داخِلك أبونا يعقُوب تغرّب فِى أرض لابان ، وَ حِين فكّر فِى الرجُوع إِلَى بيت إِيل قال إِنزعُوا الألِهه الغريبة مِنْ وسطكُمْ ، لاَ يُمكِنْ نرجع إِلَى بيت إِيل وَ الشرِكة مَعَْ الله وَ داخِلنا آلِهه غريبة حزقيا الملِك قال إِخرجُوا النجاسة مِنْ القُدس ، هذِهِ بِدايِة النهضة ، فتِّش داخِلك ، كبرياء ، حسد ، شهوة ، لاَ تزرعُوا فِى الأشواك ( أر 4 : 3 ) ، كُلّ ما تأخُذهُ يُفقِدنِى الأشواك ، النجاسة ، الآلِهه الغريبة ، هذا جانِب سلبِى لابُد أنْ يتبعهُ جانِب إِيجابِى ، إِهتم بِالشريعة ، لاَ توجد نهضة رُوحيَّة تحدُث فِى حياتنا بِقدر إِهتمامنا بِالإِنجيل أحضر الكهنة وَ اللاويين ( 2 أخ 17 : 9 ) ، أرسلهُمْ علِّمُوا فِى يهُوذا ، جالوا فِى جميع مُدن يهُوذا يعلِّموا الشَّعب ، ( 2 أخ 19 : 4 ) خرج هُوَ أيضاً بين الشَّعب مِنْ بِئر السبع ( أقصى الشمال ) إِلَى جبل أفرايم ( أقصى الجنُوب ) ، وَ ردّهُمْ إِلَى الرّبّ إِله أبائِهِمْ ، هُوَ بِنَفْسَه خرج يكرز ، آمِن بِكلِمة هُوشع النبِى هلك شعبِى لِعدم المعرِفة يسُوعَ قال لِلصدُوقيُون تضِلّون إِذْ لاَ تعرِفُون الكُتب (مت 22 : 29 & مر 12 : 24 ) ، هُوَ أدرك أهمية الكلِمة ، يُوحنا المعمدان يُعِد الطريق ، بأنْ يُعطِى شعبه معرِفة الخلاص ، هُوَ أحبّ كلِمة الله ، لِذلِك أراد أنْ ينقِلها لِلشَّعب ، هُوَ أولاً يُحِب وَ يقتنِع ، مَنَ يُحِب التسبيِح يُعلِّم النَّاس كيف يُحِبُّونها ، أوْ أىّ أمر يبدأ هكذا أيَّام عِزرا ، نسى النَّاس الشريعة أثناء السبى ، عِزرا جمع الأسفار ، وقف يُعلّمِهُمْ وَ عمل منبر وَ علّم الشَّعب ، أبونا بيشُوى عمل نهضة بِالإِنجيل ، أيَّام عِزرا فرحوا فرحاً عظيِماً لأنّهُمْ فهموا الكلام الّذى علّموهُمْ بِهِ ، كلِمة الله تهِب النَفْسَ فرحاً ، إِقرأ . إِحفظ . إِدرس كثيراً ، ألَمْ يكُنْ قلبنا مُلتهِباً فِينا إِذْ كان يُكلّمنا فِى الطريق ( لو 24 : 32 ) ، السبب كلِمة الله ، الكلِمة تُلهِب القلب بِنار الحُب الإِلهِى إِليشع النبِى رأى أنّ يهُوشافاط مُتحالِف مَعَْ يهُورام إِبن آخاب الملِك الشرّير ، تحالُف بين النور وَ الظُلمة ، إِحتدت رُوحه فيه ، فَلَمْ يعرِف أنْ يتكلّم بِكلِمة الله ، فقال إِئتونِى بِعّواد ( 2 مل 2 : 3 ) ، وَ لمّا ضرب العّواد كانت عليهِ يد الرّبّ العُود لهُ أوتار كثيرة ، وَ العوَّاد الماهِر يُخرِج مِنهُ لحن جميل ، الكِتاب المُقدّس أوتار كثيرة ، أسفار كثيرة تبدو مُتفرِقة ، تحتاج عوِّاد ماهِر ، يشعُر بِها مُجتمِعة ، لحن جميل ، العهدين بِأسفارهُمْ مُجتمِعة كِتاب واحِد ، تسمع تمتلىء سلام وَ هدوء قال الرّبّ لِحزقيال النبِى ها أنت لهُمْ كشعر أشواق ( حز 33 : 32 ) ، يُشّوِق لله ، لِجميل الصوت يُحسِن العزف فيسمعون كلامك الخادِم لابُد أنْ يمتلىء بِمعرِفة الكلِمة ، يُعلِّم بِها ، صالِح للتعليِم ، الدسقوليَّة تُوصِى الأُسقُف أنْ إِمحو الإِثم بِالتعليِم ، مارِمرقُس عمل مدرسة لاهُوتيَّة لِلعلُوم اللاهُوتيَّة ، كانت الإِسكندرية مدينة عِلم ، وجهها لِمعرِفة كلِمة الله ، اللّذين يُفصِلُون معهُ كلِمة الحق بإِستقامة ، ناس فرِحة بِالإِنجيل ، مُشّبعين بِالإِنجيل ، تحت ظِله إِشتهيت أنْ أجلِس ، ثمرته حُلوه لِحلقِى ( نش 2 : 3 ) ، يسُوعَ يُعرِّفك أسرار الخلاص ، نبتهِج وَ نفرح بِك فيلُبُس عرّف الخصى أسرار الكلِمة ، إِبتهج الرجُل ، مضى فِى طريق الخلاص ، مضى فرِحاً ، تحت ظِله أشتهِى أنْ أجلِس عِند قدميهِ مِثل مريم ، ثمرته حُلوه فِى حلقِى ، كلِمتك تُفرِحنِى ، حُلوه لِنَفْسِى الحيوان الطاهِر يجتر ، يأكُل كثيراً ، يبتهِج ، يضع فِى البلعُوم ثُمّ يجتر ، يسترجِع ، يتلذّذ بِهِ ، كذلِك نحنُ مَعَْ كلِمة الله ، أسترجِع . أردِد . أتلذّذ . يهُوشافاط خرج يُعلّمهُمْ منظر جميع اللاويين ، تحت أيديهُمْ دُرج الكِتاب يجُولوا ، بِماذا تكرِز ؟ إِحمِل إِنجيلك فِى الخدمة ، جالوا الأرض ، حرثوا الأُمم بِمحراث الصليب يهُوشافاط قال عَنْ إِليشع ، عِنده كلِمة الرّبّ ، أراد أنْ يستشيره ، ما أجمل عِنده كلِمة الرّبّ ، ماذا عندك أنت ؟! نُشّجِع بعض بِالكلِمة ، نُشدّدهُمْ ، قّوِموا الأيادِى المسترخيَّة ، كى لاَ يعتسِف الأعرج بل بِالحرى يُشفى ( عب 12 : 12 – 13 ) ، نذكُر حُبك أطيب مِنْ الخمر ، نجلِس معاً ، نتحدّث بِكلِمة الله عاش بِالكلِمة ، عمل وَ علّم ، هُوَ عاش بِها وَ سلك بِها ، رُوح وَ حياة ، أحضر القُضاه لِيحكُموا بِالشريعة ، لِيحيوا بِالكلِمة ، أدرك أنّ لهُ رِسالة فِى الحياة ، أشبع بِكلِمة الله ، أعيش بِها ، أعلِّم بِها ، بِدون ذلِك لاَ يكون معنى أوْ رِسالة يحيا مِنْ أجلِها ، نحميا يحيا لِرِسالة ، لَمْ يكُنْ لهُ وقت يُبدِل ثيابه ، إِنِّى عامِل عملاً عظيماً ، كُلّ دقيقة لها ثمن ، مخلُوقين لأعمال سابِقة سبق الله وَ أعدّها لنا صلّى بِكلِمة الله ، أحب . عاش . صلّى . هجم عليه ثلاثة جيُوش ( 2 أخ 20 : 3 ) ، جعل وجههُ لِيطلُب الرّبّ ، تكلّم بِوعد الله لأبونا إِبراهيِم ( تك 13 : 15 ) ، يُكلِّم الله ، وعُوده ، تكلّم بِوعد ثانِى أعطاهُ لِسُليمان فِى بُناء الهيكل - فإِنَّك - ( 2 أخ 6 : 22 ) فإِنَّك تسمع وَ تُخلِّص ، ( 2 أخ 7 : 14 ) فإِنِّى أسمع مِنْ السَّماء ، أُذكُر يارب لِعبدِك كلامك ، ذكّر الله بِوعُوده ، شيك لاَ تستفيِد بِهِ ، الثمرة فرح ( 2 أخ 20 : 15 ) لاَ تخافوا ، لاَ ترتاعُوا ، إِثبتوا، أُنظُروا خلاص الرّبّ ، فِى كلِمة الله إِنتصارك ، سلامك ، فرحك قام اللاويُون يُسّبِحُون ، رغم أنّهُمْ لَمْ يبدأوا الحرب ، نزلوا الحرب زادوا فِى التسبيِح ، إِنكسر أعداؤهُمْ ، ساعد بعضهُمْ على إِهلاك بعض ،[ أولاد الله يُقاوِمون الشيَّطان وَ هُمْ يرقُصُون ] ( القديس يُوحنا فم الذهب ) ، الرّبّ فرّحهُمْ على أعدائهُمْ لِماذا تُجاهِدون وَ وجوهكُمْ عابِسة ؟ أُتركُوا العبُوسة لِلأشرار ، أمَّا نحنُ ورثِة الملكُوت ، لنا أنْ نفرح لأنّنا نستمتِع بِالرّوحيات [ كما أنّ الأشجار إِنْ لَمْ تتشرّب الماء لاَ تنمو ، كذلِك النَفْسَ ما لَمْ تتقّبل الفرح السَّماوِى لاَ يُمكِنها أنْ تنمو ] ( القديس أنطونيوس ) ، إِفرح بِالرّبّ وَ كلِمته حتَّى وَ لو فِى سقوط ، إِنّ فرح الرّبّ قوّتكُمْ فِى أكثر مِنْ موقِف لَمْ يسلُك بِحسب كلِمة الله ، ناسب آخاب الشرّير ، حارب مَعَْ آخاب ، عمل أسطول مَعَْ إِبن آخاب ، تحالف مَعَْ يهُورام ، رُبما كان خجُول ، إِنخدع ، ظنّ أنّهُ بِذلِك يُوّحد المملكتين فِى هذا الأمر لَمْ يرجع لِكلِمة الله ، فِى النِهاية هُوَ تقِى فِى عين الله ، وَ تغنّى كبُعد المشرِق عَنْ المغرِب أبعد عنَّا معاصِينا ، وَ كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيه ( مز 103 : 12 )

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل