العظات
لا توجد حياة روحية سليمة بدون عقيدة سليمة
أنا أريد أن أعرض معكم كوضوع صغير للمُناقشة , يكون هُناك إجتماعات عند إخوتنا البروتستنت لمجرد صلاة و ترنيمة و كلمة و يعملوا ورق و يتوزع على الناس فى كل الأماكن , لا يوجد أى شئ نحن سنُرنم و سنأكل و سنأخذ كلمة و نمشي , لا تكون مُتعصب و تعالى , أريدك أن تقول لى , ما هو رأيك فى شئ مثل هذا ؟؟ يعنى ... حفلة و سوف لا يحدث شئ و سأرى , ما الذى يقوموا بعمله , و أيضا يقولوا لك , إننا سوف لا نأتى بسيرة عقيدة على الإطلاق , ما رأيك ؟؟ سوف لا نأتى ناحية السيدة العذراء و سوف لا نُكلمك عن الشفاعة و لا عن الكهنوت و لا عن التناول و لا سنأتى بسيرة أى شئ , نحن سنُرنم و سنصلى و سنقول كلمة يقول لك " تب و اعرف ربنا و ربنا حلو و ينتظرك "
رأى يقول: طالما من الممكن أن أستفيد , اذهب , يعنى ما الذى سيحدث؟؟!!
رأى آخر : لا أذهب لأنأسلوبه فى الترانيم مُختلف عنى و صلواته ليست من الأجبية .
لكن أحب أن اقول إنه يوجد ناس تكون مبسوطة جدا بهذة الترانيم , يقول لك ترانيم يوجد فيها حركة و فيها شُغل .
رأى آخر : أنا لدى كنيستى , مُتشكر , سوف لا أذهب .
وإذا لم تذهب , ما هو السبب؟؟
فى واحد يقول : من الممكن أن يكون اول إجتماع , لا يوجد فيه شئ و لكن هو فى الحقيقة يشدك حتى يأخذك إلى عقيدته أنا اليوم أريد أن أكلمك على نقطة مُهمة جدا "لا توجد حياة روحية سليمة بدون عقيدة سليمة "بمعنى أنت الآن , عمال تقول لى تب و دم يسوع المسيح يُطهرنى من كل خطية و تب الآن , فأنت لا تأخذ على هذا الموضوع , فتعمل مثلما هو يقول لك و تقول :" يا رب يسوع , سامحنى أنا أخطأت "جميل و لكن هل هذا يكفى للتوبة , هل التوبة مشاعر فقط ؟؟ لا , إذا هناك عقيدة للتوبة و ما هى عقيدة التوبة التى تخصك و تخصنى ؟؟ إننى أتوب و اكر بخطاياى امام الله و الكنيسة و فى نفس الوقت الغُفران سوف لا آخذه بكلمة أو بالمشاعر ول كن الغُفران بدم المسيح و إين دم المسيح ؟؟ دم المسيح على المذبح , إذا عندما انا سأقدم توبة بمشاعرى فقط , إذا هذا موضوع مبتور , هذا جُزأ صغير من الحقيقة , و ما هى الحقيقة ؟؟ إننى أقدم توبة بمشاعرى نعم و أمام الله و أمام الكنيسة و سأتحد بالجسد المُقدس , الذى كُنت خرجت منه و أهنته بخطيتى و سأصالحه و ارجع له مرة اخرى و أنضم له و هذا موضوع عقيدة , إذا " لا توجد حياه روحية سليمة بدون عقيدة سليمة "أنت تعرف إن العقيدة تؤثر على سلوك الإنسان جدا , اى أنت سلوكك من الخارج يُعبلا عن عقيدتك , مثلا أنت لديك عقيدة تقول " إن إلهك إله حُب "فأنت تعيش بالحُب , هو مبدأ فى حياتك , فتُحب إخواتك و تُحب أهلك و مُبغضيك و تحب أعدائك , فملامحك فيها سماحة و قلبك فيه حُب , عقيدتك تقول هذا . و عندما تأتى و تتعامل وع الناس , سلوكك يُعبر عن عقيدتك , تخيل أنت إذا كانت عقيدتك تحُث على الكراهية و على البغضة أو الإنتقام أو الحرب أو السيف أو القتل أو الدم أو الغذو , كل هذا الكلام سيجعل هذة الأمور راصخة فيك و ستجد أنت نفسك من داخلك أصبحت مثل هذا , إذا العقيدة تتضح على السلوك , فلا تُكلمنى عن السلوك بدون عقيدة لأن سلوكك يُعبر عن عقيدتك , فى غرتباط قوى بين الbehavior " سلوك" الإنسان وبين عقيدته مثل مثلا أحيانا نقول " هذا الولد متربى " بالبلدى كده , أى فى بيته فى مبادئ و ما هذة المبادئ بالنسبة له ؟؟ عقد على حياته , هى عقيدته , فلا يمد يده على حاجات الآخرين , لا يتكلم مع احد بطريقة غير لائقة , لا ينظر إلى فتاة نظرة غير محترمة , لا يتعامل مع أى أحد, لا يذهب إلى اى مكان , متربى و محترم " فسلوكه أصبح نتيجة لتربيته ", إذا السلوك يُعبر عن عقيدة , إذا هثناك رباط قةى بين العقيدة و السلوك و بين العقيدة و الحياه , إذا أنا لا أستطيع أبدأ أن أقول لك تعالى معى و سوف لا نتكلم عن عقيدة و يكون بهذا سنعيش حياه روحية سليمة . أنا سأسألك سؤال و أريدك أن تجاوبنى يسوع و هو يُعلم , كان يتكلم عن الفضيلة فقط , أم كان يتكلم عن الفضيلة و العقيدة ؟؟ و ما الكلام الذى قاله يسوع فى العقيدة ؟؟ إنه مثلا أسس سر الشُكر , أسس الإفخارستية و قال :" خذوا كلوا منه كلكم لأن هذا هو جسدى " و قال أيضا :" جسدي مأكل حق و دمى مشرب حق من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبُت فى و أنا فيه ", إذا من الذىاسس عقيدة الإفخارستية ؟؟ هو المسيح , لا أنا و لا أحد و لا أسقف و لا بطرك و لا مجموعة ناس , أى هُناك شوية أساقفة جلسوا مع بعض و قالوا تعالوا نعمل فكرة حلوة واحدة " نُحضر خُبز و خمر " و نعمل قداس حتى يتحدوا الأولاد بربنا و يكونوا كويسين , لا , لا. نحن نُحقق ما قاله يسوع . و ما فعله يسوع نحن نمتد منه إلى الآن فالعقيدة فى الأرثوذوكسية , ليس أفكار أرثوذكيبة بل هى تحقيق إنجيلى , إذا المسيح لم يكن يقول فقط " حبوا أعدائكم فقط بل كان أيضا يتكلم عن عقيدة , لم يكتفى بالفضائل بل علّم فى عقائد مثل " الإفخارستية " , و قل لى عقيدة أخرى المسيح علّم بها ؟؟ " المعمودية " , من الذى أسس المعمودية , من الذى تكلم عن المعمودية ؟؟ من الذى قال :" من لم يولد من الماء و الروح لا يمكن ان يدخل ملكوت السماوات " من الذى قالها ؟؟ " المسيح " و لكن إذا قُلت هذا لأحد , من الممكن أن لا يستوعب , و فعلا , الرجل الذى قال له يسوع هذة الكلمة لم يستوعب و قال :" ألعه يدخل بطن أمه ثانية" فقال له :" المولود من الجسد , جسد هو " إذا من الذى أسس المعمودية ؟؟ إذا ربنا يسوع , كان عندما يُعلم عن الروحيات , كان لا يتجاهل أبدا عن الفكر العقيدى . إذا خذ بالك معى " إذا أنت ذهبت إلى إجتماع , يُكلمك عن الروحيات فقط , إذا فسيكون هذا الموضوع , شئ هاش و ناقص . يقولوا لك :" تعالى ليسوع , تعالى الآن , هو سيقبلك الآن " و لكنه لم يُكلمنى عن المعمودية و وجوبها للخلاص ز لم يُكلمنى عن الإفخارستية , عمال يقول لى إن دم يسوع المسيح يُطهرنى من كل خطية , شئ جميل و لكن إين دم يسوع الميح الذى سيُطهر ؟؟ هل دم يسوع فكرة أم حقيقة ؟؟ دم يسوع حقيقة و ليس فكرة . ما الذى تكلم عنه يسوع فى العقيدة غير هذا ؟؟ " الصوم " من الذى أسس الصوم ؟؟ من الذى قال :" إن هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة و الصوم "؟؟ "يسوع " , ماذا أيضا؟؟ " الثلاثة اقانيم " من الذى شرح علاقة الثلاثة أقانيم ببعض ؟ ربنا يسوع يقول لك :" أنا فى الآب و الآب فى " و قال :" " مجدنى بالمجد الذى كان لى عندك قبل إنشاء العالم "و قال :" لا يستطيع أحد أن يعرف الأب إلا بالابن " و قال :" من رأنى فقد رأى الأب" و قال :" أنا و الأب واحد " , فمن الذى علم هذا ؟؟ربنا يسوع . و لهذا كان يسوع يهمه جدا جدا جدا إنه يعرف هل الناس عرفت من هو أم لا ؟ ما عقيدتهم فيه؟؟ و لهذا قال للتلاميذ :" قولوا لى من يقول الناس إن أنا ؟؟" فقالوا له " تقول عنك إنك إيليا" و آخرين يقولوا عنك إنك " يوحنا المعمدان" فقال لهم :" و من تقولون أنتم إنى أنا ؟؟ فقال له بطرس " أنت المسيح ابن الله " فقال له يسوع " على هذة الصخرة ابنى كنيستى " " طوباك يا سمعان ابن يونا"إذا أنت عندما تتعامل مع يسوع المسيح على إنه ابن الله ستختلف فى روحياتك على إنك تتعامل معه على إنه نبى , فهو الله مُخلص العلام , الله الظاهر فى الجسد , هذة هى علاقتى و هذا هو إيمانى بالمسيح يسوع , غذا يسوع فى تعاليمه كان لا يغفل أبدا عن تعليم العقيدة . من الذى عرفنا قداسة الزواج ؟؟ من الذى قال " ليترك الرجل أباه و امه و يلتصق بإمرأته و يكونا الإثنان جسدا واحدا إذا ليس بعد اثنان بل جسدا واحدا "؟؟ يسوع , و هل يا يسوعكان من المُفترض أن أقول هذا لأننى اسس عقيدة و هل سأترككم لا تعرفون شئ . أنا أسس , اسس حياه لأجيال.من الذى قال لنا إن هُناك دينونة و هُناك ثواب و عقاب ؟؟ " ربنا يسوع " قال :" تعالوا إلىّ يا مُباركى أبى رثوا الملكوت المُعد لكم قبل تأسيس العالم " و قال " أحضروا الذين فعلا الصالحات إلىقيامة الحياة و الذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة ". فكلمنى عن الدينونة و كلمنى عن الزواج و كلمنى عن المعمودية و عن الإفخارستية و كلمنى عن عطية الروح القدس , إذا كل الشروط الواجبة للخلاص , قالها لى و أسسها و وضعها لأنى ليس من المُمكن أن أعيش حياة روحية سليمة بدون عقيدة سليمة , ليس من المُمكن أن أسلك سلوك مسيحى بدون أن تكون عقيدتى فى المسيح سليمة و لذلك مُعلمنا بولس يقول " الذين بالكلام اللين و الأقوال الحسنة يخدعون قلوب الحُسناء " أى يقول لك يا أخى خليك بسيط , نحن سنُرنم و يكونوا مُحضرين مُرنم مشهور و يقولوا ترانيم غريبة و سوف لا نأتى ناحيى العقيدة , فقط تعالى . و بعد ذلك يقول يا أخى أنا لست بمتعصب أنا أذهب فى الكنيسة الأرثوذكسية و أحضر , لماذا انت لا تأتى عندى ؟؟طالما أنا أحضر عندك و أنت لا تُريد أن تحضر عندى , فمن الوحش فينا ؟؟ بالتأكيد أنت , تعالى و لا تكون مُتعصب . و لكن أنا أقول لك :"لا , احذر , الحكاية ليست حكاية عندك و عندى , الحكاية حكاية عقيدة " ابائنا القديسين دافعوا عن العقيدة حتى الموت "فأنا لا أفرط فى عقيدتى , فمثلا واحد مثل الأنبا صموئيل المُعترف أتى له قرار من دولة من الإمبراطور يقول له :" امضى إن المسيح له طبيعتين" " أى شوية يظهر إنه إنسان و شوية يظهر إنه إله " , فمثلا هو كان يبكى عند جبل جُثيمانى هذا الإنسان و فى نفس الوقت أقام لعازر , هذا هو الإله , فقال له :" لا" , فضربوه و أهانوه و فقعوا له عينه و لكنه مازال مُتمسك بعقيدته ثم نفوه و لكنه ثابت على عقيدته , خُذ بالك فى الإعتراف الأخير يقول أبونا كلمة " و اعترف إلى النفس الأخير" تعرف ماذا تُعنى هذة الكلمة ؟؟ اى أموت على إيمانى هذا و إذا أرغمتنى على إيمان غير هذا موتنى أفضل و أعيش للنفس الأخير و أنا أعترف هذا الإعتراف, يعنى إذا وصلت الحكاية إنك تُريد أن تُغير عقيدتى , أضع أمامها موتى أهون لى . أقرأ فى سير أبائك و فى تاريخ الكنيسة , كم ناس أبطال إيمان فى العقيدة " أثناسيوس , ديسقوروس , أباء نيقية , أباء أفسس , القديس صموئيل المُعترف , أباء القُسطنطينية" كل هؤلاء و غيرهم كثير اعترفوا للنفس الأخير " تهددوا و ضُربوا و نُفوا " و ديسقوروسقطّعوا له دقنه , نتفول له شعر ذقنه و خلعوا له أسنانه و لكن يقول لهم " ولا شئ أمام أرثوذوكسيتى ". إذا الأمر ليس مُجرد , تعالى نحضر إجتماع و نسمع كلمة , و لكن هُناك ما هو أخطر من هذا إنه " بينما انت تُكلمنى عن المسيح أنت تُنسينى عقيدتى التى هى أساس علاقتى مع المسيح " فأكنك تُكلمنى عن بيت بدون أساس أو تُكلمنى عن سلوك ليس له مبادئ , إذا لا توجد حياه روحية سليمة بدون عقيدة سليمة . رأينا يسوع , كم إنه كان يُركز فى كلامه عن العقيدة , إذا أخذت تدريب , أقول لك " اخرج العقيدة من كلام يسوع"و قُل هذة عقيدة الثالوث , هذة عقيدة التجسد , هذة عقيدة الغُفران , هذة عقيدة الفداء , هذة عقيدة المعمودية , هذا الكهنوت و لكن هذا الأسرار , فمن الذى قال " إن ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء و ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء "الميسح , نحن لا نتبه إنجيل آخر أو تعاليم اخرى , نحن نتبع المسيح و لهذا يقول لك :" مبنين على أساس الرُسل و الأنبياء و يسوع المسيح نفسه هو حجر الزاوية إذا لا يوجد شئ يُسمى عقيدة بدون المسيح و لهذا كُنت أحيانا أسألكوا سؤال و أقول لك :" من أخطر الanti orthodox أم ال non orthodox ؟؟ هل تعرف الفرق ؟؟ الanti أى الضد أى يقول لك لا يوجد شئ يُدعى كهنوت و كُلنا ملوك و كهنة و الكهنة مثنا مثلهم و السيدة العذرء , مثلها مثلنا و كُلنا بشر , بالفعل المسيح أتى منها و لكنها كانت مُجرد أداة و لكنها إنسانة ولا يوجد شفاعة الشفاعة لأن القديسين مثلنا مثلهم هؤلاء هم الanti orthodox هذا الذى يُهاجمك , أما ال non orthodox يقولوا لك كُلنا واحد و لا يوجد أى مشاكل , خليك زى ما أنت و خلينى أنا زى ماأنا , أنتوا عارفين إن هُناك ديانة فى العالم كله بدأت تنتشر اسمها الديانة العلامية , فما هى الديانة العالمية ؟ هو عبارة عن مجموعة من الناس يقولوا لك " هيا بنا نُحب الله بدون أن نختلف " خليك أنت يهودى و أنت مُسلم وانا مسيحى و هو بوظى و لكن نُحب الله بدون أى مشاكل و أى إختلاف و هذة الديانة ماشية زى الصاروخ الآن بالخارج , يقول لك " أه شئ جميل جدا" , لا يوجد حياه روحية سليمة , فأى منهما أخطر ال non orthodox أم ال anti orthodox ؟؟ فى الحقيقة الأخطر ال non orthodox , فال anti سيأتى و يقول لنا , لا يوجد شئ اسمه كهنوت , فسقول له :" لا , لا , لا , نحن متربين فى الكنيسة مع ابونا , نُقبل يده فهووكيل أسرار الله , السيده العذراء , كيف تجرؤ أن تتكلم عن السيدة العذراء ؟ هذة والدة الإله , و تكلمنى و تقول لى , لا يوجد قديسين , أقول لك , لا فالبابا كيرلس و مارمينا و كل هؤلاء الشُهداء , و كم إنهم تعذبوا لأجل اسم المسيح و كم من المرات عمل معى مُعجزات كثيرة فهو عندما وجد إن ال anti orthodox لا يسير فقال نعمل بالnon orthodox , هُناك مجموعة حاليا تنزل إفتقاد فى بيوت فى محرم بك , و يقولوا لك " سنفتح الإنجيل و نقرأ مع بعض , فأنت تتكسف و تقول له " حاضر و تفتح و بعدما يقرأ معك , يقولوا لك " هيا بنا نُصلى " , و بعد ذلميقولوا لك " نُحب أن نراك , فى الكنيسة الفلانية فى كذا أو ......", هو اتى لك على إنه ليس anti orthodox فمثلا , لا يقول لك :"لا تذهب إلى كنيسة مارجرجس و الأنبا انطونيوس " لا , لا, لا , لايقول لك هذا و لكنه هو أتى ليقول لك "هيا بنا نُحب المسيح , هيا بنا نعرف المسيح , هيا بنا نُصلى " فالnon orthodox خطير جدا " الذين بالكلام اللين و القلوب الناعمة يخدعون قلوب السُلماء ". يقولوا لك " خلينا نحب المسيح و نُصلى مع بعض و سوف لا نأتى ناحية العقيدة نهائى . ليس من المُمكن أن تُكلمنى عن توبتى بدون عقيدتى , ليس من المُمكن أن تُكلمنى عن الخلاص بدون المسيح و دم المسيح ,ليس من المُمكن أن تُكلمنى عن المسيح بدون أن أعرف إنه ابن الله , المُساوى له فى الجوهر , فإذا لم تُكلمنى عن هذا , تكون أخذتنى إلى مكان انا لا اعرفه , فإذا كلمتنى عن الخلاص بدون الأسرار , لا أعرف , كيف ؟؟ أنت أتى تُكلمنى عن الخضروات بدون أن تُأكلها لى , فما الفائدة إننى أدرس الخضراوات و مُحتوياتها بدون أن أكلها . الكنيسة تقول لك :" هذا هو الجسد المُحى , تأخذه , يُعطيك حياه , بدونه تموت , و لكنها تُعطيه لك فيست مُجرد نظرية أو فكرة و لكنها تُعطيه لك جسد حقيقى و هذا ليس بُناء على نظرية و لا أراء أباء الكنيسة و لكن بُناء على تعليمات المسيح الذى قال " إن هذا هو الجسد المُحى و الذى قال إن جسدى مأكل حق و دمى مشرب حق, من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبُت فى و أنا فيه " الذى لا يُصدقنى , أقول له :" أنت لا تُصدق المسيح , لا تدخل معى انا فى جدل بل أدخل مع المسيح , غذا لم تُصدقنى , فأنت لا تُصدق المسيح و إذا أنت لا تُصدق المسيح فتكون غير مسيحى . و هل المسيح يأتى فى أهم الأمور التى تمس خلاصنا و يقول لك " أنا لم أكن أقصد هذا , بل كُنت أقصد رمز مُعين عندما قال لهم :" ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء, و ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء " , يقول لهم يسوع :" فأنا فى الحقيقة لم أكن أقصد هذا " هل يسوه سيقول هذا ؟؟ و قال " اذهبوا و اكرزوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الأب و الإبن و الروح القُدس ". و هل المسيح عندما كان يتكلم , كان يتكلم لناس فقط أم لناس فقط , أم تعالمية من المُفترض أن تستمر إلى الأبد و المُمارسات التى وضعها , وضعها لأشخاص مُعينه أم لكل الأشخاص و كل الأجيال , من هُنا , لا توجد حياه روحية سليمة بدون عقيدة سليمة , فالذى يُغير الأمور هذا , يضرنى . و لهذا الديانة العالمية يسموها " 3 all " ماذا تُعنى ؟؟ يقول لك all GOD و ALL GOOD و ALL ONE أى كلنا للمسيح و كلنا كويسين و كلنا واحد , فكم هو التضليل !! هى شعارات تبدو جميلة و لكنها فى الحقيقة تُبدعدنى عن عقيدتى , يقول لك " نُريد أن نحب بعض " تقول له أنت أنا أحب كل الناس , أحب المُلحد وأحب الكل و لكن لا ألغى عقيدتى من أجل أى تنازلات , فأنا سوف لا ألغى عقيدتى لكى أقول لك إننى أحبك و بينما أنا مُتمسك بعقيدتى و أقول لك إننى أحبك فهذا هو كمال الحُب , بينما أنا أعرف إننى مُختلف عنك و لكنى انا فى الحقيقو أحبك هُنا كمال الحُب , الحُب يظهر فى الإختلاف. و لهذا أستطيع أن أقول لك إن تذويب الأمور خطأ جدا . و من هنا من الممكن أن تجدواحد يقول لك :" أنا أسمع برنامج فى الحقيقة إنه برنامج جميل , فهى واحدة واقفة تتكلم و تقول كلمة الله , هى سيدة كويسة و لطيفة و احيانا تقول نُكت " أقول لك :" كويس جدا و لكن أحيانا يكون الكلام الذي لم يُقال أهم جدا من الكلام الذى قيل . فمثلا :" لنفرضإنك كُنت مثلا ستُهاجر إلى أمريكا و أنا جلست معك و قُلت لك كثير من النصائح و لكن فى أشياء لم أقولها لك و هى أهم من كل الذى قلته , و ما هى ؟؟ مثلا إنك تقوى لغتك , إنك مثلا تطمأن ما المكان الذى ستبات فيه و ما الذى ستعمل به هُناك ؟؟ لم آتى لك بسيرة ال3 أشياء و لكن جلست أكلمك عن طبيعة الشعب الأمريكى و لكن لم آتى لك لأهم 3 نقط . فعندما يجس هو يُكلمنى عن المسيح و لا يُكلمنى عن المسيح الحقيقى الذى أنا آخذه من على المذبح , أو عندما يجلس ليُكلمنى عن السماء و لم يُكلمنى عن التسبيح السماوى , فيكون بهذا قال لى أشياء و فى نفس الوقت لم يقُل لى أشياء أخرى , عندما أجلس أنا معك و أسألك ما الكلية التى دخلتها ؟؟ تقول لىمثلا " كلية التجارة " فأقول لك :" أهم شئ غبها هى المُحاسبة الضريبية , اهتم جدا بالمُحاسبة الضريبية , أركز لك على المُحاسبة الضريبية و تركت لك الشريكات و المواد الأخرى و جعلتك تُركز على شئ واحد فقط " فأنا عندما كلمتك على شئ واحد و تركت لك المواد الأخرى , فأنا بهذة الطريقة توهتك و لكن أنا من واجب الأمانة التى علىّ إننى عندما أكلمك عن شئ, أكلمك عن المادة الثانية و الثالثة و الرابعة و أقول لك على وجهة النظر كلها و لهذا أستطيع أن أقول لك :" يجب أن تأخذ بالك جيد جدا إنه يجب أن تكون وجهة النظر مُتكاملة فى قلبك و فى فكرك و فى علمك , تكون مُدرك لكل شئ , إذا المسيح كان يُعلم تعليم عقيدى يبنى عليه التعليم الروحى و الكنيسة تسلمت هذا الفكر و عاشت به و دافعت عنه بالدماء و انا قُلت لك إن العقيدة تؤثر على السلوك و العقيدة تؤثر على الخلاص نفسه فبدون عقيدة سلينة , سوف لا أتمتع بالخلاص و لا سأتمتع بمعرفة المسيح لأننى لا أعرف من هو؟؟ إذا الذى يقوى لى تعالى أحضر معى إجتماع لمُجرد إننا سنُرنم و نُصلى و نسمع كلمة روحية , أقول لك :"لا " لأنه بهذا هو كأنه يُعطينى فكرة و أنقصنى 10 أفكار فهذا يُصبح لون من ألوان الخداع , لا ننسى أبدا سيدنا البابا فى مرة أحضروا له كُتب الراهب "دانيال البرموسى " و اسمه الآن" إدوار إسحق ", كُتب فيها أفكار كويسة " يتكلم عن المسيح و تكلم عن الخلاص و تكلم عن التوبة و تكلم عن الفرح الروحى و تكلم عن الطريق لله , كلام جميل , و لكن قال لك :" سوف لا نُحاسبه على ما قاله و لكن على ما كان يجب أن يقوله و لم يقوله " بمعنى إنك تُكلمنى عن المسيح إنه يقبلنى فى كل وقت والمسيح غافر خطاياك و فاتح حضنه لك فى كل وقت و فى نفس الوقت لا تُكلمنى أبدا عن التوبة و لا الكنيسة و لا الإعتراف و لا دور الكنيسة فى الخلاص , فبهذا انت تكون خدعتنى و أنا لا أشعر , فأحيانا من الممكن واحد يُكلمك فى طريق لكن الذى لا يقوله لك عنه أهم من الذى قاله و لهذا أقدر أقول لك :" أنت عندما تكون ابن الكنيسة يكون لديك الحث الأرثوذكسى " و ما هو الحث الأرثوذكسى ؟؟ هو المنهج الذى عاش به أبائك و الذى استشهدوا عليه و الذى عاشوه و الذى كان سبب تقواهم و قداستهم ,أستطيع أن أقول لك أنك تعيش فى طريق نجّح كثير و اخرج قديسين كثير بجاهدهم , بنسكهم ,بصلواتهم , بأصوامهم , بتمسكهم بالأسرار , بحياتهم الكنسية ,زور دير البراموس , أو زور أى كنيسة أسرية , يقول لك " هذة الكنيسة من القرن الثانى أوالثالث " أى أنت حتى الآن كنيستك تعيش بفكر القرن الثانى و الثالث , الذى هو العصر الرسولى , فأنت تعيش بنفس هذا الفكر , فإذا اتى لك فكر غريب عن هذا الفكر, من المُفترض أن لا تتبعه , كنيسة دير البراموس من القرن الرابع أى من حوالى "1600" سنة , فأنت أى كنيسة تتبعها ؟؟ كنيسة لها100 أو 200 سنة أم كنيسة لها 1600 سنه , ما هو الأقرب لعصر المسيح ؟؟؟ حتى الآن من الممكن أن تذهب إلى كنيسة صغيرة فى بنى سويف , هذة هى المنيسة التى سمع فيها الأنبا أنطونيوس الإنجيل " إن أردت ان تكون كاملا " موجودة حتى الآن , أنا زُرتها قبل ذلك فى مكان اسمه دير الميمون فى بنى سويف , كنيسة صغيرة جدا , إذا كنيسة أبائك موجودة و عايش بنفس الفكر , الإنجيل الذى يُقرأو الشماس و ابونا الذى يُقدس و التناول و القداس . فهل أنت ستعيش بمنهج ابائك أم تعيش بمنهج جديد ؟؟ و لهذا نستطيع أن نقول :" إنه لا توجد حياة روحية سليمة بدون عقيدة سليمة "و تعليم ربنا يسوع المسيح كان تعليم لا يخلو أبدا من عقيدة , ربنا يُثبتنا فى إيمانه الأرثوذكسى للنفس الأخير ربنا يُكّمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
أسَاسِيَات الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي
رَبِّنَا يَسُوع فِي يُوحَنَّا 17 : 21 يِقُول ﴿ لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ ﴾ رَبِّنَا يَسُوع طِلْبِتُه لِلكِنِيسَة نَكُون كُلِّنَا وَاحِدٌ لكِنْ نَشَأت مَجْمُوعَة مِنْ الطَوَائِفْ .. سَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ مَجْمُوعِة فِرُوق بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَتْنَا مِنْ البُرُوتُسْتَانْت .. تِرْجَع مُعْظَم الفِرُوق بَيْنَنَا إِلَى نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر وَهُنَا نُعْطِي لَمْحَة سَرِيعَة عَنْ نَشْأة مَارْتِنْ لُوثِر وَسَنُلاَحِظْ أنَّ كَثِير مِنْ الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي يَرْجَع إِلَى أخْطَاء فِي نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر .. لَقَدْ وُلِدَ فِي أُسْرَة مِنْ ألْمَانْيَا الشَّرْقِيَّة فِي أُسْرَة قَاسِيَة وَفَقِيرَة جِدّاً حَتَّى يُحْكَى أنَّ أبَوَاه كَانَا يَضْرَبُونُه حَتَّى يَنْزِف جَسَدُه دَماً .. وَتَرَبَّى كَشَخْصِيَّة ضَعِيفَة وَخَجُول مُنْطَوِي .. وَكَانَ يَكْرَه السُّلْطَة وَكُلٍّ مِنْهَا لَهُ جُذُور فِي المَشَاكِل الَّتِي نَشَأت بَعْد ذلِك كَانَ مَارْتِنْ لُوثَر مُتَأخِر دِرَاسِياً مُتَأثِّراً بِنَشْأتُه القَاسِيَة .. وَكَانَ يُضْرَب فِي المَدْرَسَة بِالإِضَافَة لِقَهْرُه فِي المَنْزِل .. كُلَّ ذلِك سَبَّبْ لَهُ مَشَاكِل نَفْسِيَّة وَمُنْذُ الصِغَر تَخَلَّى عَنْهُ أبِيهِ وَتَرَكَهُ لِيَصْرِف عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه مِمَّا جَعَلَهُ يَأتِي عَلَى عَمَل غَرِيب كَانَ مُنْتَشِر فِي هذَا العَصْر * بِدَايِة القَرْن السَّادِس عَشَر * .. كَانَ يَذْهَبْ مَعَ مَجْمُوعَة مِنْ أصْدِقَاءِهِ لِيُرَنِّمُون بَعْض التَّرَانِيم أمَام البُيُوت .. وَكَانَ مَارْتِنْ يَتَمَتَّع بِصَوتاً عَذْباً وَمَلاَمِح جَمِيلَةٌ وَكَانَتْ النَّاس تُعْجَب بِهِ وَبِصَوْتِهِ وَيُعْطُونَهُ بَعْض المَال الّذِي كَانَ يَسْتَخْدِمُه لِيَصْرِف مِنْهُ عَلَى شُئُونَهُ .. ثُمَّ فِي يُوم مِنْ الأيَّام أُعْجِبَت بِهِ سَيِّدَة ثَرِيَّة فَقَامَتْ بِاسْتِأذَان أُسْرِتُه بِأنْ تَتَبَنَاه .. وَلِقَسْوِة أُسْرِتُه وَفَقْرَهَا قَبَلَتْ هذَا الأمر مِمَّا أحْدَث تَحَوُّل هَام فِي حَيَاة مَارْتِنْ لأِنَّ هذِهِ السَيِّدَة كَانَتْ مُتَدَيِنَة جِدّاً وَتَمْلُك الكَثِير مِنْ المَال فَحَدَثِتْ طَفْرَة فِي حَيَاة مَارْتِنْ فَبَدَأَ يَتَفَوَق فِي دِرَاسَتِهِ لِذَكَائُه الشَدِيد وَتَحَسَنَتْ حَالَتُه النَّفْسِيَّة وَأكْمَل دِرَاسَتُه بِكَفَاءَة عَالِيَة جِدّاً وَمِنْ صِفَات هذِهِ السَيِّدَة أيْضاً أنَّهَا كَانَتْ تَتَعَامَل مَعَ الله عَلَى أنَّهُ سَيِّد قَاسِي شَرِس تُرِيدْ أنْ تَتَجَنَّبْ بَطْشُه فَكَانَتْ تَتَعَامَل مَعَ الله بِخُوف وَلَيْسَ مَخَافَة .. وَهُنَاك فَرْق كَبِير بَيْنَهُمْ فَالخُوف كَأنْ تَتَعَامَل مَعَ الله حَتَّى تَتَّقِي شَرُّه .. أمَّا المَخَافَة فَأنْتَ تُحِب الله لِذَا تَخَافُه وَتَخَافُه لِذَا أنْتَ تُحِبُّه .. كَانَتْ هذِهِ السَيِّدَة تَخَاف رَبِّنَا وَتُحِبُّه مَحَبَّة قَلِيلَة وَبِالتَّالِي زَرَعَتْ فِي مَارْتِنْ هذَا الإِحْسَاس فِي هذَا الوَقْت كَانَتْ الرَّهْبَنَة الكَاثُولِيكِيَّة نَشِيطَة جِدّاً وَكَانَ الشَّبَاب فِي هذَا الوَقْت لَدَيْهِمْ مِيل لِلحَيَاة الرَّهْبَانِيَّة وَكَانَ هُنَاك مَا يُسَمَّى بِالنَذِير الرَّهْبَانِي وَلِلأسَفْ كَانَ النَّذِير مُرْتَبِطْ بَعْض الشِئ بِحَاجَة مُعَيَّنَة .. مِثْل إِبْن أبَاه مَرِيض يَقُول لَوْ شُفِيَ أبِي سَوْفَ أتْرَهْبَنْ .. تَعَرَّض مَارْتِنْ لُوثَر لِحَادِثَة فِي شَبَابُه إِذْ أتَتْ صَاعِقَة هَدَمَتْ بِيُوت وَأشْجَار وَمَاتَ الكَثِير مِنْ النَّاس أمَام عَيْنَاه .. فَقَالَ وَصَرَخَ لِلرَّبَّ * لَوْ نَجِّيتِنِي مِنْ الحَادِثَة سَوْفَ أتْرَهْبِنْ * .. وَنَجَا مَارْتِنْ فِعْلاً وَذَكَر هذِهِ الحَادِثَة لِلسَيِّدَة الَّتِي تَبَنَتُه فَحَذَّرَتُه مِنْ التَّخَلِّي عَنْ النَذْر وَقَالَ لَهَا وَلكِنِّي لاَ أُحِب الرَّهْبَنَة وَلاَ أُرِيدْ أنْ أتْرَهْبِنْ .. فَحَذَّرَتُه مِنْ مُخَالَفِة الله وَالنَذْر وَقَالَتْ لَهُ يَجِبْ أنْ تُنَفِذ النَذْر وَتِتْرَهْبِنْ خِلاَل 15 يُوم .. لِذَا ذَهَبَ مَارْتِنْ لِلرَّهْبَنَة بِتَغَصُب وَكَانَ يُمَارِس النُسْك وَالأصْوَام وَالصَّلَوَات بِطَرِيقَة مَرِيضَة .. طَرِيقِة إِتِقَاء شَر الله .. مُجَرَّدٌ مُمَارَسَة لأِعْمَال جَسَدِيَّة دُونَ قَنَاعَة رُوحِيَّة كَانَ مَارْتِنْ يُجْهِد نَفْسُه فِي أصْوَام كَثِيرَة وَنُسْك شَدِيد حَتَّى فَقَدَ وَعْيُه مِنْ شِدِّة التَّعَبْ .. وَحَثَّهُ رُؤسَاؤُه فِي الدِير عَلَى أخْذ الأُمور بِبَسَاطَة بَعْض الشِئ وَأنْ يُهَوَِنْ عَلَى نَفْسُه هذَا النُسْك الشَدِيد لأِنَّ الخَلاَص بِدَم الْمَسِيح الَّذِي سَامْحَك فَلِمَا لاَ تُسَامِح أنْتَ نَفْسَك .. وَمَعَ ذلِك إِسْتَمَر فِي النُسْك الشِدِيد بِدُون فَرَح مَعَ أنَّ القَاعِدَة هِيَ ** لِمُمَارَسَة أي فَضِيلَة فِي الحَيَاة الأُرْثُوذُكْسِيَّة يَجِبْ أنْ يُصَاحِبْهَا فَرَح .. وَإِذَا كُنْت لاَ تَشْعُر بِهذَا الفَرَح يَجِبْ أنْ تُقَلِّل مِنْ هذِهِ الأعْمَال " النُسْك وَالصَّلَوَات " * .
وَفِي يَومٍ مَا إِحْتَاج مَارْتِنْ أنْ يُقَابِل البَابَا بِخُصُوص مَوْقِفْ مُعَيَّنْ وَكَانَ البَابَا فِي هذَا الوَقْت يُعَدٌ كَحَاكِمْ لِلعَالَمْ وَلَدَيْهِ سُلْطَان كَبِير فِي أنَّهُ لَهُ مَقْدِرَة عَلَى تَغْيِير القَوَانِينْ بِالإِضَافَة لِخُضُوع الشَّعْب لَهُ .. وَكَانَ لَدَيْهِ مَا يُسَمَّى بِالعِصْمَة بِمَعْنَى أنَّهُ لاَ يُخْطِئ أبَداً .. وَكَانَ البَابَا مَادِّي جِدّاً حَتَّى أنَّهُ مَنْ يَزُور كَنِيسَة قَدْ يَدْفَعْ مَبَالِغْ نَقْدِيَّة .. مَثَلاً مَنْ يَزُور كَاتِدْرَائِيِة القِدِيس بُطْرُس فِي عِيدُه وَيَدْفَعْ مَبْلَغاً مِنْ المَال وَيَدْخُل مَقْصُورْتُه تُغْفَر لَهُ مَجْمُوعِة خَطَايَا .. هُنَا بَدَأت الرُّوحَانِيَّة تَرْتَبِطْ بِالمَادِيَّة .. مَثَلاً كَانَ هُنَاك مَا يُسَمَّى بِصُكُوك الغُفْرَان بِمَعْنَى أنَّهُ يُمْكِنَك دَفْع مَبْلَغ مِنْ المَال وَتُغْفَر عَلَى حَسَبْ هذَا القَدْر مِنْ المَال مَجْمُوعَة مِنْ الخَطَايَا حَتَّى أنَّهُ يُمْكِنَك لِشِرَاء مَجْمُوعِة صُكُوك الحُصُول عَلَى غُفْرَان خَطَايَا الوَالِدِينْ الَّذِينَ مَاتُوا أيْضاً بَدَأت نَاس كَثِيرَة تَنْقَسِم إِلَى فَرِيقَيْن تِجَاه الكِنِيسَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة .. الأُولَى فِئَة مُحِبَّة لِلكَهَنُوت حَتَّى يَأخُذُوا السُّلْطَة وَالنِقُودٌ .. الثَّانِيَة فِئَة كَارِهَة لِلكَهَنُوت لأِنَّهُمْ رَأُوا فِيهِ عَثَرَة كَبِيرَة حَيْثُ يَبْحَث الكَاهِن عَنْ النِقُودٌ وَالسُّلْطَان .. لِذَا عِنْدَمَا قَالَ مَارْتِنْ لاَ يُوْجَدٌ مَا يُسَمَّى بِالكَهَنُوت تَبَعَهُ الشَّعْب وَوَافِقَهُ .. وَهُنَا كَانَ مَارْتِنْ قَدْ ذَهَبَ لِبَابَا رُومَا لِيَحِل مَشَاكِل بِخُصُوص الرَّهْبَنَة التَّابِعْ لَهَا * كَانَ رَاهِباً فِي أحَدٌ الأدْيُرَة الَّتِي تَتْبَعْ القِدِيس أُوغُسْطِينُوس * .. وَكَانَ فِي ذِهْنُه تَخَيُّلاَت مُخَالِفَة لِمَا رَأه .. ذَهَبَ مَارْتِنْ لِلبَابَا مَاشِياً عَلَى أقْدَامُه حَافِياً مِنْ ألْمَانْيَا وَحَتَّى رُومَا فَرَأى البَطْرَك يَرْتَدِي زَيّاً فَاخِراً وَالكَاتِدْرَائِيَّة بُنَاءْهَا مُطَعَماً بِالذَّهَبْ لِذَا أُعْثِر مَارْتِنْ فِي البَابَا وَذلِك لأِنَّ مَارْتِنْ كَانَ يَعِيش فِي نُسْك شَدِيد جِدّاً بِدُون فَرَح أوْ تَعْزِيَة لِذَا بَدَأ هذَا الأمر يُحْزِنُه جِدّاً وَذلِك لِعَدَم شُعُورُه بِتَعْزِيَة جَرَّاء مُمَارَسَتُه وَنُسْكُه وَكَانَ البَابَا قَدْ بَدَأ فِي مَجْمُوعَة مِنْ الأُمور المَادِيَّة مِثْل .. السُّلَم الَّذِي وَقَفَ عَلَيْهِ الْمَسِيح أمَام بِيلاَطُس أتَى بِهِ البَابَا مِنْ أُورُشَلِيم وَكَانَ هذَا السُّلَم مُكَوَنْ مِنْ 18 دَرَجَة فَمَنْ يَصْعَد عَلَى هذَا السُّلَم وَيُصَلِّي * أبَانَا الَّذِي ... * وَيَدْفَع مَبْلَغاً مِنْ المَال تُغْفَر لَهُ خَطَايَاه حَسَبْ مَالُه .. وَلِشِدِّة تَدَيُنْ مَارْتِنْ وَتَشَدُّدُه زَحَفَ عَلَى هذَا السُّلَم لَهُ وَلِوَالِدُه وَدَفَعْ المَال أيْضاً .. أيْضاً أزْعَجُه سُلْطَان البَابَا وَشِدِّتُه لِدَرَجِة لَوْ أنَّ إِمْبِرَاطُور تَضَايَقٌ مِنْهُ البَابَا حَتَّى تَتِمْ المُصَالَحَة قَدْ يَأتِي الإِمْبِرَاطُور مَاشِياً مِنْ بَلْدَتِهِ حَتَّى البَابَا وَيَقِفْ بِالأيَّام عَلَى بَاب قَصْرِهِ حَتَّى يُسَامِحُه البَابَا .. فَكَانَ مَارْتِنْ يَتَسَأل أيْنَ التَّسَامُح وَالمَحَبَّة ؟ وَمَعَ زِيَادِة كَرَاهِيِة مَارْتِنْ لِلسُّلْطَة تَأثَّر كَثِيراً بِهذِهِ الأشْيَاء حَتَّى بَدَأَ البَابَا فِي إِسْتِحْدَاث مَا يُسَمَّى * بِصُكُوك الغُفْرَان * الَّتِي أشَرْنَا إِلَيْهَا سَابِقاً كَانَ الوَسَطْ الرُّوحِي فِي هذَا الوَقْت فِي يَدْ الكَهَنَة الَّذِينَ تَطَرَقُوا إِلَى إِهْتِمَامَات مَادِيَّة وَاهْتَمُّوا بِالسُّلْطَة مِمَّا جَعَل الشَّعْب فِي حَالِة ضَحَالَة رُوحِيَّة شَدِيدَة .. حَتَّى أنَّ البَعْض كَانَ يُرَاجِعْ الكَهَنَة فِي هذَا الوَقْت قَائِلِينْ الإِنْجِيل بِيُوصِي بِكَذَا وَكَذَا .. فَقَامُوا بِمَنْع الشَّعْب مِنْ قِرَاءِة الإِنْجِيل حَتَّى لاَ يَضْطَّرُوا لِتَفْسِير أفْعَالِهِمْ المَادِيَّة .. قَائِلِينْ مَنْ يُرِيدْ مَعْرِفِة مُحْتَوَيَات الإِنْجِيل يَكُون ذلِك عَنْ طَرِيقٌ الكَاهِن فَقَطْ حَتَّى يُضَلِّلُوا الشَّعْب أكْثَر مِمَّا جَعَلْ أنَّ مَارْتِنْ يَقُول أنْتَ تَقْرأ الإِنْجِيل بِنَفْسَك وَلاَ تَسْمَع لِتَفْسِير أحَدٌ مِنْ النَّاس أوْ الأبَاء أوْ القِدِّيسِينْ أيْضاً مَارْتِنْ إِعْتَرَض عَلَى صُكُوك الغُفْرَان وَكَتَبْ حَوَالِي 92 بَنْد لِلرَدٌ عَلَى هذَا المَوْضُوع مِمَّا جَعَل الفُقَرَاء يَتْبَعُونَهُ قَائِلِينْ هَلْ يُعْقَل ألاَّ تُغْفَر لِي خَطَايَاي لِمُجَرَّدٌ إِنِّي إِنْسَان فَقِير .. وَالغَنِي تُغْفَر خَطَايَاه رَغْم كَثْرِتْهَا لِمُجَرَّدٌ أنَّهُ غَنِي وَيَمْلُك الأمْوَال ؟!! لِذَا نَقَمْ مَارْتِنْ عَلَى البَابَا وَعَلَى الكِنِيسَة وَقَامَ بِثَوْرَة وَانْشَقَّ عَلَى الكِنِيسَة .. وَأوِّل شِئ عَمَلُه هُوَ أنَّهُ تَخَلَّى عَنْ رَهْبَنْتُه وَتَزَوَج بِرَاهِبَة إِسْمَهَا كَاتْرِينْ وَألْغَى مَا يُسَمَّى بِالنُذُور الرَّهْبَانِيَّة إِذاً مِنْ هُنَا نَجِدٌ أسَاس العَقِيدَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة مِنْ خِلاَل قِصِّة مَارْتِنْ لُوثَر هِيَ .. البُرُوتُسْتَانْتِيَّة تَقُوم عَلَى الفَرْدِيَّة وَالأُرْثُوذُكْسِيَّة تَقُوم عَلَى الشَرِكَة .. بِمَعْنَى أنَّ الفَرْدِيَّة هِيَ أنَا وَرَبِّنَا لاَ يُوْجَدٌ وَسِيطْ بَيْنَنَا وَبِالتَّالِي لاَ دَاعِي لِوُجُودٌ الكَهَنُوت .. لاَ يُوْجَدٌ قِدِّيسِينْ .. وَأيْضاً أنَا أقْدِر عَلَى فَهْم الإِنْجِيل حَسْبَمَا أُرِيدْ وَأصُوم وَقْتَمَا أُرِيدْ .. الكَثِير مِنْ الوُعَاظْ البُرُوتُسْتَانْت يَقُولُون * أنَا لِيَّ إِخْتِبَار مَعَ رَبِّنَا .. رَبِّنَا كَلِّمْنِي .. الرُّوح قَالَ لِي كَذَا وَإِخْتِبَارِي كَذَا وَأُرِيدْ أنْ أُخْبِرَكُمْ بِمَا فَعَلَهُ مَعِي الْمَسِيح .. أنَا .. أنَا .. فَرْدِيَّة * .. أمَّا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فَهْيَ حَيَاة الشَرِكَة فِي هذِهِ الفِتْرَة إِنْفَصَل مَارْتِنْ عَنْ البَابَا وَعَمَل كِنِيسْتُه المُنْفَصِلَة وَعِنْدَمَا حَدَثِتْ مُشْكِلَة بِينُه وَبِينْ مَجْمُوعَة مِنْ سِوِيسْرَا إِنْفَصَلُوا هُمْ أيْضاً عَنْهُ وَعَمَلُوا كِنِيسَة وَحْدُهُمْ .. حَتَّى أنَّهُ دَخَلْ فِي قِتَال مَعَ مَجْمُوعِة سِوِيسْرَا حَتَّى قَتَل فِي يَوْمٍ وَاحِدٌ 53000 إِنْسَان كَانَ مَارْتِنْ يُدَافِعْ عَنْ عَقِيدْتُه بِالحُرُوب وَالثَّوَرَات وَالهِيَاج .. وَهذَا مَا فَعَلَهُ مَعَ بَابَا رُومَا عِنْدَمَا تَحَالَفْ مَعَ الفَلاَحِينْ ضِدْ البَابَا الَّذِي قَامَ بِإِبَادِة هؤُلاَء الفَلاَحِينْ فَقَتَلْ مِنْهُمْ 100000 إِنْسَان وَهْيَ حَادِثَة مَشْهُورَة فِي التَّارِيخ تُسَمَّى بِثَوْرِة الفَلاَحِينْ وَهُنَا نَرَى مَدَى تَأثُّر أفْعَال مَارْتِنْ وَأفْكَارُه بِنَشْأتُه .
بَعْض الأُمور الرَّئِيسِيَّة فِي عَقِيدِة البُرُوتُسْتَانْت :-
طَرِيقِة فَهْم الإِنْجِيل عَنْد البُرُوتُسْتَانْت فَرْدِيَّة .. يِفْهَمْ وَيُفَسِر حَسَبْ رَأيُه الخَاص دُونَ الرُّجُوع إِلَى الأبَاء أوْ أقْوَالِهِمْ قَائِلِينْ أنَّهُمْ يَعْتَمِدُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ فِي الفَهْم لأِنَّ فِيهُمْ رُوح الله مِثْل أي إِنْسَان أوْ كَاهِن .. وَإِذَا رَاجِعْتُه فِي أرَائُه قَائِلاً إِنَّ الكِنِيسَة تَقُول كَذَا .. يِقُولَّك لاَ يُوْجَد كِنِيسَة أنَا أفْهَمْ بِنَفْسِي لِذَا لاَ تَنْدَهِش مِنْ تَفْسِير كُلَّ فَرْدٌ لِنَفْس الآيَة بِطَرِيقَة مُعَيَّنَة وَيَفْتَح بِهَا طَائِفَة جَدِيدَة مَثَلاً عِنْدَمَا كُنْت فِي الثَّانَوِي كَانَ يُوْجَدٌ خَادِم فِي إِعْدَاد خُدَّام ( عَام 1981م ) ذَكَر لَنَا أنَّ البُرُوتُسْتَانْت حَوَالِي 1000 طَائِفَة وَقْتَهَا أمَّا الآنْ هُمْ حَوَالِي 22000 طَائِفَة وَذلِك لأِنَّ أي إِخْتِلاَف يُنْشِئ طَائِفَة جَدِيدَة .. مَثَلاً فِي مَنْطِقِة مَحَرَم بِك يُوْجَدٌ أكْثَر مِنْ جَمْعِيَّة بُرُوتُسْتَانْتِيَّة كُلَّ وَاحْدَة لَهَا فِكْر مُخْتَلِفْ رَغْم وُجُودْهُمْ عَلَى مَقْرِبَة مِنْ بَعْض فِي المَكَان .. عَلَى عَكْس كِنِيسِتْنَا الأُرْثُوذُكْسِيَّة مُمْكِنْ تِذْهَبْ إِلَى أي كِنِيسَة .. مَارِجِرْجِس .. الأنْبَا أبْرَآم .. العَذْرَاء .. المُرْقِسِيَّة ....... حَتَّى أسْوَان نَجِدٌ أنَّ كُلَّ القِرَاءَات وَالقُدَّاس وَالأجْبِيَة وَالأبْصَلْمُودِيَّة وَكُلَّ شِئ وَاحِدٌ .. لاَ يُوْجَدٌ إِخْتِلاَف .. وَنَجِدٌ أنَّ رُوح الله الَّذِي يُعَلِّمْنَا وَيُرْشِدْنَا مِنْ خِلاَل الأبَاء الكَهَنَة تَقْرِيباً يَمِدِنَا بِفِكْر وَاحِدٌ إِذاً لَوْ تَمْ إِرْسَال 10 أسْئِلَة فِي 10 كَنَائِس تَقْرِيباً سَنَأخُذ نَفْس الإِجَابَة .. هذَا مَا يُسَمَّى بِالفِكْر الوَاحِدٌ .. هذَا غِير إِنَّك تُرْسِلٌ بِعَشْرَة أسْئِلَة وَتَجِدٌ مَائَة إِجَابَة مُخْتَلِفَة عَنْ نَفْس الأسْئِلَة .. هذَا هُوَ الفِكْر الفَرْدِي .. لِذَا عِنْدَ تَمَسُّكِهِمْ بِالفَرْدِيَّة فِي فَهْم الإِنْجِيل قَامَ مَارْتِنْ بِإِلْغَاء التَّقْلِيد وَالمَرْجِعِيَّة وَالأبَاء .. لأِنَّهُ عِنْدَمَا بَدَأ بَدَأ مِنْ مَارْتِنْ وَتَرَك كُلَّ التَّعَالِيمْ السَّابِقَة لَهُ .. قَامَ بِإِلْغَاء كُلَّ مَا هُوَ قَدِيم مِنْ البَطَارِكَة وَمَارِمَرْقُس وَالرُّسُلٌ قَائِلاً أنَّ كُلَّ هؤُلاَء هُمْ مُجَرَّدٌ بَشَر مِثْلُه لاَ يَزِيدُوا عَنْهُ فِي شِئ وَأنَّ الإِنْسَان بِعِلاَقَتِهِ مَعَ رَبِّنَا يَكُون أحْسَنْ مِنْ هؤُلاَء كُلُّهُمْ .. وَأقْنَعْ مَارْتِنْ الشَّعْب بِذلِك وَمِنْ هُنَا ألْغَى التَّقْلِيد .. * لاَ يُوْجَدٌ مَا يُسَمَّى بِأنَّ أبَاءْنَا كَانُوا يَقُومُون بِكَذَا وَيَفْعَلُوا كَذَا * أيْضاً كَانَ الكَاثُولِيك يُكَرِّرُون الصَّلَوَات فَقَالَ مَارْتِنْ نَتْرُك الصَّلَوَات المُكَرَّرَة وَالمَحْفُوظَة .. لاَ دَاعِي لَهَا وَتَكَلَّمْ أنْتَ مِنْ قَلْبَك مَعَ رَبِّنَا .. مَعَ مُلاَحَظِة نُسْكُه الشِّدِيد السَّابِقٌ وَكُرْهُه لَهُ بَعْد ذلِك .. وَنُلاَحِظْ أيْضاً أنَّ فِكْر تِكْرَار الصَّلَوَات هُوَ فِكْر كَاثُولِيكِي .. كَمِثَال مَنْ يُرْسِلٌ بِرِسَالَة لآِخَر كَاتِباً فِي نِهَايَتِهَا أنَّ عَلَيْكَ تِكْرَارْهَا لِعَدَد مِنْ المَرَّات .. مَعَ وُجُودٌ خَلْط شِدِيد بَيْنَ الرُّوحِيَات وَالمَادِيّات فَمَنْ قَامَتْ بِكِتَابِة الرِّسَالَة كَسَبِتْ 2مِلْيُون جِنِية وَمَنْ لَمْ تَكْتُب تَعَرَّضَتْ لِحَادِث مُؤلِمْ فٍي اليُّوم التَّالِي كُلَّ هذَا كَانَ لَهُ تَأثِير مُؤلِمْ عَلَى الإِنْسَان حَتَّى يَقُوم بِكِتَابِة مِثْل هذِهِ الرَّسَائِل تَحْت تَأثِير الخُوف أوْ مَحَبِّة المَال وَالمَكْسَب .. كُلَّ هذَا الفِكْر تَمْ غَرْسُه فِي مَارْتِنْ سَابِقاً كَمَا قُلْنَا فِي السَّابِقٌ أنَّ مَارْتِنْ تَرَهْبَن تَحْت تَأثِير الخُوف وَلَيْسَ عَنْ إِقْتِنَاع .. كَانَ يَصُوم لِيَتَقِي شَر الله وَهُوَ فِكْر خَاطِئ لِذَا ألْغَى مَارْتِنْ التَّقْلِيدَات مِثْل الأجْبِيَة وَالصَّلَوَات المَحْفُوظَة وَحَتَّى رَشْم الصَّلِيب .. ألْغَى كُلَّ ذلِك .. وَلأِنَّ مَارْتِنْ بَدَأ مِنْ فِكْرُه الخَاص وَتَرَك كُلَّ مَنْ سَبَقُوه مِنْ الأبَاء وَلَمْ يَعْتَرِفْ بِأيٍ مِنْهُمْ لِذَا كُلَّ مَنْ إِنْشَقَّ عَنْ مَارْتِنْ بَدَأ مِنْ فِكْرُه الخَاص .. بَدَأ مِنْ حَيْثُ هُوَ وَمِنْ هُنَا جَاءَت ألـ 22000 طَائِفَة فِي خِلاَل 25 عَام فَقَطْ .. كُلَّ ذلِك عَنْ طَرِيقٌ الفِكْر الفَرْدِي وَإِلْغَاء التَّقْلِيد وَالأبَاء وَبِالتَّالِي ألْغَى الكَهَنُوت لأِنَّهُ بِالنِّسْبَة لَهُ مَصْدَرٌ عَثَرَة وَسُلْطَة وَانْتِفَاع مَادِّي .. مُجَرَّدٌ مَصْدَر أخْذ وَلَيْسَ عَطَاء .. حَتَّى أنَّهُ ألْغَى الأسْرَار لأِنَّهَا قَائِمَة عَلَى الكَهَنُوت .. وَلكِنَّهُ لَمْ يُلْغِيهَا كُلَّهَا بَلْ أبْقَى عَلَى المَعْمُودِيَّة وَالإِفْخَارِسْتِيَا أيْضاً ألْغَى دُور الإِنْسَان فِي الخَلاَص وَهْيَ جُزْئِيَّة خَطِيرَة جِدّاً .. بِمَعْنَى ألْغَى الصُوم وَالجِهَادٌ وَالمِيطَانْيَات .. كُلَّ هذَا لاَ يُمَثِّل شِئ وَيَرُدٌ بِالآيَة قَائِلاً ﴿ لاَ بِأعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا ﴾ ( تي 3 : 5 ) .. ﴿ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصونَ ﴾ ( أف 2 : 5 ) .. ﴿ تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ﴾( 2كو 12 : 9 ) .. وَيُحَدِّثَك عَنْ النِّعْمَة تَارِكاً دُور الإِنْسَان فِي الجِهَادٌ لِخَلاَص نَفْسُه وَكُلَّ ذلِك لِكَرَاهِيِتُه الشَدِيدَة لِفِتْرِة النُسْك الَّتِي عَاشَْهَا بِدُون تَعْزِيَة وَفَرَح وَسَلاَمٌ لِمُمَارَسَتُه لِهذِهِ الوَسَائِطْ بِطَرِيقَة خَاطِئَة .. أمَّا كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة فَهْيَ تُمَارِس هذِهِ الأُمور بِحِكْمَة وَإِفْرَاز .. لاَ تَجْعَل الإِنْسَان يُمَارِسْهَا وَهُوَ عَابِثْ .. لِذَا المُؤشِر لِلكِنِيسَة القِبْطِيَّة لِلشَخْص لِيَزِيدْ مِنْ هذِهِ المُمَارَسَات مِنْ صُوم وَصَلاَة ...... أنْ يَكُون فَرِح وَيَشْعُر بِتَعْزِيَة وَعَمَل النِّعْمَة مَعَهُ وَمَعَ مُنَادَاة مَارْتِنْ بِإِلْغَاء الأصْوَام وَالجِهَادٌ وَكُلَّ مَا إِلَى ذلِك وَألْغَى دُور الإِنْسَان فِي خَلاَص نَفْسُه وَجَدٌ الكَثِيرِينْ لِيَتْبَعُوه لِسِهُولِة الطَّرِيقٌ وَبَسَاطَتِهِ .. أمَّا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فِيهَا مَشَقَّة مِنْ أصْوَام المِيلاَدٌ .. الرُّسُلٌ المِيطَانْيَات .. الصَّلَوَات .. كُلَّ هذَا تَعَبْ وَالكَثِيرِينْ لاَ يُرِيدُونُه لِدَرَجِة إِنْ إِخْوَاتْنَا مِنْ البُرُوتُسْتَانْت يَقُولُون أنَّ الجِهَادٌ بِهذِهِ الطَّرِيقَة كَأنَّ خَلاَص الْمَسِيح لَيْسَ كَافِياً وَأنَّ هذِهِ الأعْمَال تَكُون كَإِحْتِقَار لِدَم الْمَسِيح .. لِذَا وَجَدَ مَارْتِنْ مَنْ يُؤيِدْ أفْكَارُه وَيَتْبَعْهَا لأِنَّ الطَّرِيقٌ سَهْل وَبِهِ تَهَاوُنْ وَلأِنَّ مُعْظَمْ الشَّعْب كَانُوا مُعْثَرِينْ فِي الكَهَنُوت وَيُمَارِسُون الجِهَادٌ بِعُبُودِيَّة وَلَيْسَ مَحَبَّة لله أخِيراً قَامَ مَارْتِنْ بِإِلْغَاء المَادَّة .. مَثَلاً الكِنِيسَة القِبْطِيَّة تُؤمِنْ بِالمَادَّة كَالأيْقُونَة المَرْشُومَة بِالمَيْرُون الَّتِي تُمَثِّل حُضُور الله وَالقِدِّيسِينْ .. الأسْرَار الَّتِي تُسْتَخْدَم فِيهَا المَوَادٌ مِثْل الخَمْرٌ وَالمَاء وَالزِّيت الكِنِيسَة القِبْطِيَّة مِنْ خِلاَل الجَسَد تَرْتَقِي بِالرُّوح وَلأِنَّك تَحْيَا فِي الجَسَد فَهْيَ تَسْتَخْدِم أُمور لِلجَسَد وَتُقَدِّس المَادَّة كَوَسِيلَة لِتَقْدِيس الرُّوح .. وَمِنْ يُوم تَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَأخْذُه جَسَداً وَمِشِي عَلَى الأرْض وَأكَل وَشِرِبْ مِثْلَنَا وَتَنَفَس الهَوَاء وَتَلاَمَس مَعَ النَّاس وَالمَوَادٌ فَقَدَّس المَوَادٌ مِنْ خِلاَل تَجَسُّدِهِ .. وَمِنْ هُنَا ألْغَى مَارْتِنْ إِحْسَاس الإِنْسَان بِلِقَاؤه مَعَ الله مِنْ خِلاَل المَحْسُوسَات .. مَثَلاً مِنْ خِلاَل وُجُودَك بِالكِنِيسَة وَرُؤيِة البُخُور وَفَتْح سِتْر الهِيكَل وَالأيْقُونَات كُلَّ ذلِك يَتَلاَمَس مَعَ قَلْبَك وَيُعْطِي لَك فِكْر سَمَاوِي .. وَمِنْ هُنَا تَسْتَخْدِم الكِنِيسَة المَادَّة لأِرْتِقَاء الرُّوح نَجِد أنَّ مَارْتِنْ أخْرَج مُعْظَمْ المَشَاكِل الَّتِي تَعَرَّض لَهَا فِي الصِغَر فِي صُورِة عَقِيدَة مِنْ حِيث إِلْغَاؤه لِلسَّمَاء .. الجِهَادٌ .. الكَهَنُوت .. دُور الإِنْسَان فِي الخَلاَص .. تَقْلِيد الأبَاء .. مَرْجَعِيِّة الإِنْسَان فِي فَهْم الإِنْجِيل .. ألْغَى دُور الكِنِيسَة فِي وُجُودْهَا كَوَسِيطْ لِلخَلاَص .. ألْغَى مَارْتِنْ الكَثِير لأِنَّهُ تَعَامَل مَعَ الكِنِيسَة كَشِئ مُعْثِر أرَادَ إِلْغَاؤُه .. وَلأِنَّ مَارْتِنْ كَانَ قَارِئ جَيِّدٌ لِلإِنْجِيل وَالشَّعْب غِير قَارِئ لِتَحْرِيمْ البَابَا عَلَيْهِمْ فِي ذلِك الوَقْت قِرَاءِة الإِنْجِيل إِقْتَنَعْ النَّاس بِأفْكَارُه وَكَانَ الشَّعْب يَقُول أنَّ مَارْتِنْ تَحَدَّى البَطْرَك هُوَ يَفْهَمْ أكْثَر فِي هذِهِ الأُمور لِذَا نَتْبَعْ أفْكَارُه أمَّا عَنْ إِمْتِدَادٌ هذِهِ الأفْكَار البُرُوتُسْتَانْتِيَّة فِي مِصْر فَقَدْ وَصَلَتْ بَعْد هذَا بِحَوَالِي 200 – 250 عَام عَنْ طَرِيقٌ حَمَلاَت تَبْشِيرِيَّة فِي أوَاخِر القَرْن ألـ 19 عَنْ طَرِيقٌ إِسْتِغْلاَل أثْرِيَاء الأقْبَاطْ فِي الصِعِيد حَيْثُ كَانَ يُمْكِنْ لِثَرِي وَاحِدٌ فِي الصِعِيد إِمْتِلاَك قِطْعَة كَبِيرَة مِنْ الأرْض يَعْمَل بِهَا مَجْمُوعَة كَبِيرَة مِنْ النَّاس فَعِنْدَ إِقْنَاع هذَا الرَّجُل يَتْبَعُه كَثِيرِينْ مِمَّنْ يَعْمَلُون لَدَيْهِ وَيَكُون إِقْنَاعُه بِتَسْهِيل بَعْض الأُمور كَسَفَرُه إِلَى إِنْجِلْتِرَا وَتَسْهِيل إِسْتِيرَادٌ بَعْض المَاكِينَات الَّتِي تُسَاعِدُه فِي أعْمَالُه .. وَبِذلِك كَانُوا يَحْصُلُون عَلَى حِصَّة كَبِيرَة مِنْ النَّاس بِطَرِيقَة سَهْلَة .. وَلأِنَّ البُرُوتُسْتَانْتِيَّة لَيْسَ بِهَا جِهَادٌ مِنْ صُوم أوْ صَلاَة أوْ ..... وَأنَّ دُخُول المَلَكُوت عَنْ طَرِيقٌ دَم الْمَسِيح فَقَطْ بِدُون جِهَادٌ فَكَانَ الإِقْنَاع سَهْل .. أمَّا كِنِيسِتْنَا الأُرْثُوذُكْسِيَّة فَقَدْ تَرَكَتْ لَنَا مِيرَاث وَكُنُوز وَوَسَائِل تَفْسِير .. قِدِّيسِينْ لِلمَعُونَة .. أسْرَار تُعِينَك عَلَى خَلاَص نَفْسَك .. صُفُوف شُهَدَاء وَأبْرَار وَقِدِّيسِينْ يَشْفَعُونَ فِيك .. رَبْوَات مِنْ المُعَلِمِينْ وَالمُرْشِدِينْ كُلَّ هذَا تُقَدِّمُه الكِنِيسَة لَك .. لِذَا نَفْرَح بِأُرْثُوذُكْسِيَتْنَا وَنَثْبُت فِيهَا .. وَتَكُون أمِين لَهَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُلَّ مَجْد وَكَرَامَة دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
تَأثِير نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر عَلَى الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي
عَاوِز أتْكَلِّم مَعَاكُمْ شِوَيَّة عَنْ عَظَمِة الكِنِيسَة القِبْطِيَّة .. وَعَلَشَانْ أتْكَلِّمْ عَنْ عَظَمِة الكِنيسَة عَايِز أعْطِي لكُمْ فِكْرَة عَنْ نَشْأة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة وَأدْ إِيه إِنْ كُلَّ العَقَائِد البُرُوتُسْتَانْتِيَّة قَائِمَة عَلَى إِنْعِكَاس فِي حَيَاة المُجْتَمَع فِي ذلِك العَصْر وَإِنْعِكَاس لِطَبِيعِة وَنَشْأة وتَرْبِيِة مَارْتِنْ لُوثَر مُؤسِس البُرُوتُسْتَانْتِيَّة مِنْ رِسَالِة مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الأُولَى لِتِيمُوثَاوُس ﴿ إِنْ كَانَ احَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَحَسَبَ التَّقْوَى فَقَدْ تَصَلَّفَ وَهُوَلاَ يَفْهَمُ شَيْئاً بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالاِفْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ وَمُنَازَعَاتُ أنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ ﴾ ( 1تي 6 : 3 – 5 ) أوِّل حَاجَة أُرِيد أنْ أُكَلِّمَكُمْ عَنْ طَبِيعِة المُجْتَمَع فِي أوَاخِر القَرْن ألـ 15 وَأوَائِل القَرْن ألـ 16أي مَا بَيْنَ 1500 ؛ 1600 .. فِي ذلِك الوَقْت كَانَ يَحْكُمْ العَالَمْ كُلُّه تَقْرِيباً بَابَا رُومَا .. وَكَانَ هُوَ أقْوَى سُلْطَة كَنَسِيَّة وَمَدَنِيَّة وَكَانَ يَحْكُمْ العَالَمْ تَقْرِيباً وَبِخَاصّةً أُورُوبَا كُلَّهَا .. هُوَ الَّذِي يُعَيِّنْ المُلُوك حَسَبْ رِضَاه الشَّخْصِي وَلَوْ وَاحِدٌ هُوَ مِشْ رَاضِي عَنُّه حَتَّى وَلَوْ مَلِك يِعْزِلُه إِذاً لَهُ سُلْطَة قَوِيَّة جِدّاً لِدَرَجِة إِنْ التَّارِيخ يِحْكِي إِنْ مِنْ المُمْكِنْ إِنُّه يِزْعَل مِنْ مَلِك فَيِجِيبُه مِنْ إِنْجِلْتِرَا مَثَلاً لِرُومَا مَاشِي حَافِي الأقْدَام * المَلِك * وَيِقَعَدُه أمَام قَصْر البَابَا بِالأيَّام لِيَتَذَلَّل .. وَالوُسَطَاء يِحَاوْلُوا التَّدَخُل لِيَعْفِي عَنُّه .. لِذلِك لَمَّا نِقُول إِنْ مَارْتِنْ ألْغَى الكَهَنُوت نِعْرَف إِنْ دَه كَانْ إِنْعِكَاس لِحَاجَات كَانِتْ فِي البِيئَة .. حَتَّى إِنْ البَابَا يُحْكُمْ عَلَى اللِّي يِزَعَلُه بِالحَرْق فِي مِيدَان عَام قُدَّام كُلَّ النَّاس – دِي حَاجَة صَعْبَة قَوِي – وَالأكِيد أنَّ الأسَاقِفَة وَالكَهَنَة كَانُوا عَلَى نَفْس الطَبْع هُمَّ وَالإِكْلِيرُوس .. فَانْقَسَمَ النَّاس إِلَى قِسْمِينْ فِئَة نَفْسَهَا تُكَوِنْ إِكْلِيرُوس عَلَشَانْ تُبْقَى أصْحَاب سُلْطَان وَفِئَة أُخْرَى نَاقِمَة عَلَى الإِكْلِيرُوس .. لِذلِك لَمَّا عَمَل مَارْتِنْ لُوثَر ثَوْرَة عَلَى الإِكْلِيرُوس لَقَى أتْبَاع كَثِيرِينْ نَقْمَة مِنْهُمْ عَلَى السُّلْطَة .. وَنَاس كِتِير سَعِتْ لِلكَهَنُوت لِلسُّلْطَة فَأصْبَح مُعْظَمُه نَاس فَاسِدَة .. فَلَوْ كَانْ فِي وَاحِدٌ تَقِي يِحِبْ يُدْخُل المَجَال دَه وَلاَّ يِبْحَث عَنْ خَلاَص نَفْسُه فَمُجْتَمَع فِيه رِجَال كَهَنُوت مُعْظَمْهُمْ فَاسْدِينْ بَدَأن تَظْهَر فِيه بِدْعِة السِّيمُونِيَّة * شِرَاء الكَهَنُوت بِالفِلُوس * مِثْل سِيمُون اللِّي حَاوِل شِرَاء مَوَاهِبْ الكَهَنُوت بِفِضَّة .. وَاتْعَرَفْ فِي الوَقْت دَه إِنْ مُمْكِنْ وَاحِدٌ يِذْهَب لأُِسْقُفْ وَيِقُولُّه " أدْفَع كَام وَتِدَخَلْنِي الكَهَنُوت ؟ " .. وَإِتْعَرَفْ إِنْ الأُسْقُفْ دَه بِيْبِيع الكَهَنُوت فَإِتَصَفِتْ الكِنِيسَة بِالفَسَادٌ المَادِّي وَالأخْلاَقِي .. كُلَّ شِئ بِالفِلُوس وَصُكُوك الغُفْرَان وَهِيَّ أسَاساً مِثْلَمَا يُقَال القَشَّة الَّتِي قَسَمَتْ ظَهْر البَعِير .. عَلَشَانْ كِدَه النَّاس كِرْهِتْ الإِكْلِيرُوس وَالشَّعْب أصْبَح عَنِيف .. فَطَالَمَا إِنْ الكَهَنَة كِدَه فَكَمْ يَكُون الشَّعْب ؟ .. مَفِيش تَعْلِيم .. مَفِيش وَعْي كِتَابِي .. مَفِيش مَفِيش .. لِذلِك لَمَّا يِجِي وَاحِدٌ يِقُول إِنْ مَفِيش شَفَاعَة أوْ تَقْلِيد أوْ كَهَنُوت يَقُول لَهُ الشَّعْب صَح لأِنَّ كُلَّ الشَّعْب جَاهِل .. فَالنَشْأة دِي مُهِمَّة عَلَشَانْ نِفْهَمْ جُذُور الإِخْتِلاَف مَعَ البُرُوتُسْتَانْت .. مَفِيش تَعْلِيم مَفِيش خِدْمَة .. مَفِيش عِبَادَة حَقِيقيَّة .. مَفِيش مُصَلِينْ وَلَوْ فِي بِيكُونُوا بِيِعْمِلُوا وَاجِبَات طَقْسِيَّة وَحَتَّى الكَاهِن بِيْأدِّي الصَّلاَة بِطَرِيقَة آلِيَّة لأِنَّهَا وَظِيفَة يَنْتَفِع مِنْهَا وَبَدَأَ البَابَا يِفْرِض ضَرَائِب عَلَى كُلَّ الشَّعْب فَكَانِتْ النَّاس مَقْهُورَة .. وَبَدَأ البَابَا يِعْمِل تِجَارَة مَثَلاً فِي مُنَاسْبِة عِيد مُعَيَّنْ كُلَّ اللِّي يِحْضَر لِرُومَا فِي ذلِك الوَقْت تُغْفَر لَهُ خَطَايَاه .. فَنَجِد إِنْ مَلاَيِينْ مِنْ البَشَر تَتَدَفَقٌ إِلَى رُومَا فِي ذلِك الوَقْت وَيُقَال لَهُمْ أنْ يِصَلُّوا صَلَوَات مُعَيَّنَة وَيَقُولُوا " أبَانَا الَّذِي ... " بِعَدَدٌ مُعَيَّن فَتُغْفَر لَهُمْ خَطَايَاهُمْ .. لِذلِك كِرِه البُرُوتُسْتَانْت " أبَانَا الَّذِي ... " .. وَأصْبَحُوا لاَ يَرْشِمُوا الصَّلِيب لأِنَّهَا إِنْعِكَاسَات لِحَاجَات كَانْ بِيمَارِسْهَا وَيِشُوف أدْ إِيه إِنَّهَا كَانِتْ غَلَطْ فَبَدَأ يِلْغِيهَا .. فَالنَّاس تَكُون كَأنَّهَا تَحَرَّرَت مِنْ قِيد ثَقِيل عَامْلُه أُنَاس فَاسْدِينْ .. فَلَّمَا يِقُول لُهُمْ مَارْتِنْ لُوثَر بَلاَش تِعْمِلُوا زَي بَابَا رُومَا يِقُولُوا لُه صَح .. الرَّاجِل دَه كَانْ وِحِشْ وَكَلاَمَك إِنْتَ صَحِيح .. وَكَانَ مَارْتِنْ لُوثَر عَلَى دِرَايَة كَامِلَة بِالفَلْسَفَة وَالتَّدَيُّنْ .
نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر :-
وُلِدَ فِي ألْمَانْيَا الشَّرْقِيَّة مِنْ أُسْرَة فَقِيرَة جِدّاً وَقَاسِيَة جِدّاً ( وَهذَا الكَلاَم مُرَاجَعَة بُرُوتُسْتَانْتِيَّة وَلَيْسَتْ أُرْثُوذُكْسِيَّة عَنْ كِتَاب إِسْمُه " نَشْأة الكِنِيسَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة وَالسِيرَة الذَّاتِيَّة لِمَارْتِنْ لُوثَر " ) .. يِقُول عَنْ نَفْسُه إِنْ أبُوه كَانْ يِضْرَبُه حَتَّى يِنْزِف مِنُّه الدَّم – مُنْتَهَى القَسْوَة الرّهِيبَة – كَانَ يُجْلَدٌ حَتَّى إِنُّه يِقُول عَنْ نَفْسُه أصْبَحْت مُنْطَوِي جِدّاً وَخَجُول جِدّاً وَجَبَانْ جِدّاً .. فِي المَدْرَسَة وَلأِنَّ البِيئَة كَانِتْ تَعْبَانَة كَانَ بَلِيد وَكَانَ يُضْرَب فِي المَدْرَسَة بِقَسْوَة فَتَكَوَنْ عِنْدُه مِنْ صُغْرُه تَمَرُّدٌ عَلَى الرِّئَاسَة وَالسُّلْطَة لِوَالِدِيه وَيَعْتَبِر أنَّ أي سُلْطَة ضَارَّة فَيُنَادِي بِالفَكَاك مِنْهَا .. لِذلِك البُرُوتُسْتَانْت لاَ يُنَادُون بِالسُّلْطَة أوْ الرِّئَاسَة .. كُلَّ فَرْدٌ هُوَ رَئِيس نَفْسُه .. كُلَّ دَه جِه مِنْ جُذُور نَشْأة مَارْتِنْ لُوثَر وَمِنْ شِدِّة الفَقْر وَالقَسْوَة جَعَلُوه يَتَبَنَّى مَصْرُوف نَفْسُه رَغْم إِنُّه طِفْل صَغِير فَكَانَ يَعْمَل عَمَل مِشْ كُوَيِس .. يِقُول تَرَاتِيل عَلَى البُيُوت وَكَانِتْ النَّاس تِسْمَعُه وَتِعْطِفْ عَلِيه وَتِدِّي لُه فِلُوس .. وَيُقَال إِنْ صُوتُه كَانَ عَذْب .. إِلَى أنَّ فِي إِحْدَى المَرَّات وَهُوَ يُرَتِل سِمْعِتُه إِمْرَأة تَقِيَّة تِعْرَف الله وَسَألِتُه عَنْ وَالِدِيه وَعَنْ ظُرُوفُه وَطَلَبِتْ أنْ تَتَبَنَاه وَكَانَتْ هذِهِ هِيَ الطَفْرَة فِي حَيَاتُه مِنْ حِيث التَّعْلِيم وَالفَلْسَفَة وَالقِرَاءَة وَالإِشْبَاع الرُّوحِي وَالمَعْرِفَة الرُّوحِيَّة .. وَكَانَتْ هذِهِ المَرْأة تُحِب الله فَزَرَعَتْ فِي قَلْبُه مَخَافِة الله .. وَبَدَأَ يَتَحَسَنْ فِي الدِّرَاسَة وَبَدَأتْ نَفْسِيِتُه تَتَحَسَنْ وَبَدَأَ يَحِس بِكَيَانُه مِنْ سَاعِة لَمَّا تَبَنِتُه هذِهِ المَرْأة .. وَلكِنْ لَمَّا زَرَعِتْ السَيِّدَة فِي قَلْبُه مَخَافِة الله بَدَأَ يَتَكَوَنْ فِي قَلْبُه الخُوف المَرِيض * فَهُنَاك فَرْق بَيْنَ الخُوف وَالمَخَافَة .. الخُوف هُوَ أنَّ الشَّخْص يَشْعُر بِرُعْب وَعُبُودِيَّة لله .. أمَّا المَخَافَة فَهْيَ مَخَافِة المَهَابَة .. المَخَافَة المَمْلُوءَة حُبْ وَالمَمْلُوءَة ثِقَة .. هُنَاكَ فَرْق * .. أمَّا هُوَ فَقَدْ أخَذَ الجُزْء التَّعْبَان وَكِبِر فِي الدِّرَاسَة لِدَرَجِة أصْبَح أُسْتَاذ جَامِعِي وَهذِهِ إِحْدَى الطَّفَرَات فِي حَيَاتُه .. لكِنْ خُذٌ بَالَك إِنُّه كَانْ يِكْرَه السُّلْطَة وَيَخَاف الله بِطَرِيقَة مَرِيضَة وَقَدْ كَانَ التَّدَيُنْ فِي ذلِك العَصْر مُرْتَبِطْ بِالرَّهْبَنَة لكِنْ هُوَ لَمْ يَكُنْ مُقْتَنِع بِالرَّهْبَنَة أوْ يُحِبَّهَا .. وَفِي مَرَّة تَعَرَّض لِحَادِث فِي حَيَاتُه إِنُّه كَانْ مَاشِي فِي شَارِع وَحَصَل رَعْد – شِئ جَامِدٌ قَوِي مِثْل صَاعْقَة – وَقَعِتْ الأشْجَار وَالبُيُوت وَالنَّاس بِتْمُوت وَحَاوِل هُوَ أنْ يَخْتَبِئ وَفِي كُلَّ مَكَان يَذْهَبْ إِلِيه الشِئ يُقَعْ وَأحَس إِنُّه خَلاَص هَا يمُوت .. فَفِي هذِهِ اللَحْظَة بِالذَّات نَذَرَ الرَّهْبَنَة – يَعْنِي دَخَل الرَّهْبَنَة مُضْطَر – وَقَالْ يَارَبَّ .. يَا سِتْ يَاعَذْرَاء .. وَتَشَفَّع بِالقِدِيسَة حَنَّة وَالِدَة السِتْ العَذْرَاء وَدِي مَشْهُورَة قَوِي عَنْد إِخْوَاتْنَا الكَاثُولِيك وَقَالْ يَارَبَّ لَوْ نَجِّتْنِي مِنْ الوَرْطَة دِي وَالمُوت هَا أتْرَهْبِنْ .. وَفِعْلاً رَبِّنَا نَجَّاة .. طَبْ وَبَعْدِينْ مَارْتِنْ لاَ يُحِبْ الرَّهْبَنَة .. قَالُوا لَهُ إِنْتَ نَذَرْت وَدِلْوَقْتِي حَيَاتَك مِشْ مِلْكَك .. فَفِي خِلاَل 15 يُوم كَانْ قَدِّم إِسْتِقَالْتُه مِنْ الجَامْعَة اللِّي كَانْ بِيِشْتَغَل فِيهَا وَصَارَ رَاهِباً فِي أحَدٌ الأدْيُرَة الَّتِي تَتْبَع القِدِيس أُوغُسْطِينُوس – كَانْ فِي رَهْبَنَة تُسَمَّى الأُوغُسْطِينُوسِيَّة كَاثُولِيكِيَّة – وَلَمَّا عَاش فِي الرَّهْبَنَة وَجَدْهُمْ بِيعِيشُوا نُسْك كَثِير جِدّاً .. أصْوَام وَصَلَوَات وَتَقَشُفْ وَلَمَّا كَانْ يِقُول وَأنَا مَالِي وَمَال الحَاجَة دِي أنَا أُرْغِمْت عَلَى الرَّهْبَنَة يِرْجَع وَيِفْتِكِر الله القَاسِي المُسْتَمَدَة مِنْ قَسْوِة أبُوه وَيِفْتِكِر خُوف الله اللِّي زَرَعِتُه فِيه السَيِّدَة اللِّي رَبِتُه فَيِقُول لِنَفْسُه طَالَمَا نَذَرْت لاَزِم أعْمِل زَي مَا بِيِعْمِلُوا .. فَبَدَأَ يَصُوم بِشَكْل كَثِير وَيُمَارِس عِبَادَات وَتَضْيِيقٌ لِدَرَجِة إِنُّه كَانْ بِيِمْشِي حَافِي وَيَأكُل أكْل بَسِيط وَيِعِيش نُسْك شِدِيد مِنْ دُون حِكْمَة وَدُون فَرَح لِذلِك لَمَّا لَغَى الجِهَادٌ قَالَ لاَ جِهَادٌ وَلاَ صُوم إِحْنَا دَاخْلِينْ عَلَى حِسَاب الدَّم لأِنُّه كَانْ مِتْعَقَدٌ .. لِذلِك كُلَّ مَبْدأ فِي البُرُوتُسْتَانْتِيَّة هِيَ إِنْعِكَاس لِنَشْأة مَارْتِنْ .. عَقِيدَة مَبْنِيَّة عَلَى حَيَاتُه شِئ صَعْب .. تَخَيَّل مَثَلاً دُكْتُور بِيَعْمَل فِي مُسْتَشْفَى فِيهَا أُنَاس بِيَأخُذُوا رَشَاوِي أوِّل مَا ترَقَّى وَأصْبَح وَزِير صِحَّة قَالْ تُلْغَى كُلَّ المُسْتَشْفِيَات .. يَعْنِي عَلَشَانْ فِي حَيَاتَك لَقِيتْ حَاجَة مُعَيَّنَة تِعِبْت مِنْهَا تَأخُذ قَرَار كِدَه ؟!!إِبْتَدَأَ مَارْتِنْ يُمَارِس تَقَشُفَات كَثِيرَة وَبِدُون فَرَح لِدَرَجِة إِنُّه فِي يُوم مِنْ الأيَّام وَجَدُوه وَاقِعْ فِي قَلاَيْتُه مَغْشِي عَلِيه مِنْ شِدِّة الإِعْيَاء فَنَقَلُوه المُسْتَشْفَى مِنْ شِدِّة المُمَارَسَات الَّتِي كَانَ يُمَارِسْهَا وَكَانَتْ تَنْقُصْهَا الحِكْمَة وَالدَّافِع الحَقِيقِي .. فَفِي كِنِيسِتْنَا لاَ أحَدٌ يُمَارِس أبَداً العِبَادَة كَارِه لأِنَّ المَفْرُوض إِنْ إِرْتِقَاءَك فِي العِبَادَة يَكُون مَصْحُوب بِالفَرَح الرُّوحَانِي .. وَكُلَّ مَا الكَاهِن يَجِدَك فَرْحَان بِصُوم وَتَطْلُب صُوم يُعْطِيك أكْثَر .. لكِنْ إِذَا كُنْت بِتُطْلُبْ فَقَطْ لأِرْضَاء ضَمِيرَك يِقَلِّل .. فَالأصْوَام مُرْتَبِطَة بِالقَامَة وَلَيْسَ بِالفَرْض " مِنْ الفُرُوض " يُقَال إِنْ رَاهِبَة مِنْ الرَّاهِبَات بَعَثِتْ لأِب إِعْتِرَافْهَا تَقُول لَهُ إِنْ الأُم الرَّئِيسَة فِي الدِير تَمْنَعْنِي مِنْ الأصْوَام فَتِمْنَعْنِي مِنْ الإِرْتِفَاع فِي الفَضِيلَة .. فَرَدٌ عَلِيهَا لأِنَّهَا تَدْعُوكِي لِلهُبُوط الَّذِي أنْتِ تَحْتَاجِينُه أي الإِتِضَاع .. وَاضِح إِنْ الإِرْتِفَاع هُوَ عَلَى حِسَاب ذَاتَك .. فَالجِهَادٌ فِي كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة هُوَ جِهَادٌ بِحِكْمَة وَبِإِفْرَاز وَوَعْي بِفَرَح .. لِذلِك نِقْدَر نِقُول إِنْ جِهَادَاتُه ( مَارْتِنْ ) كُلَّهَا لَمْ تُعْطِيه فَرَح وَلاَ سَلاَمٌ وَلاَ نُمُو عَلَشَانْ كِدَه إِبْتَدأ يِهَاجِمْ الجِهَادٌ الرُّوحِي وَألْغَى الأصْوَام .. وَكَانَ دَائِماً يَقْلَقٌ مِنْ مَصِيرُه هَلْ سَيَذْهَبْ لِلسَّمَاء أم لاَ ؟ وَكَانَ بِيْجَاهِدٌ كَثِيراً لِكَيْ يُرْضِي الله لكِنْ لَيْسَ بِحُب .. وَكَانَ بَعْض المُرْشِدِينْ يَرَوْنَ وَجْهَهُ حَزِينْ وَوَجْهَهُ شَاحِبْ فَيَسْألُوه مَالَك ؟ لِيه إِنْتَ مِشْ فَرْحَان ؟ يِقُول إِنُّه بِيخَاف الله .. يَقُولُون لَهُ لاَزِم تِكُون فَرْحَان لأِنَّ الخَلاَص عَلَى حِسَاب دَم الْمَسِيح .. مَهْمَا إِحْنَا عَمَلْنَا دَه مِشْ حَاجَة لأِنَّ لَيْسَتْ أعْمَالْنَا هِيَّ الَّتِي تُزَكِّينَا إِنَّمَا رَحْمِتُه .. أهَمْ حَاجَة إِنُّهُمْ بِيقُولُوا لُه لِمُعَالَجِة فِكْرَة مُعَيَّنَة كَانُوا يَقُولُون الْمَسِيح سَامْحَك وَإِنْتَ لَمْ تُسَامِح نَفْسَك ؟ .. أمَّا هُوَ فَأخَذَ هذَا الكَلاَمٌ بَعْد ذلِك كَقَوَاعِد .. الخَلاَص بِدَم الْمَسِيح وَلَيْسَ بِالجِهَادٌ .. الْمَسِيح سَامِحْنَا وَنَحْنُ لِمَا لاَ نُسَامِح أنْفُسْنَا ؟!! أنْتَ خَلُصْت .. وَهذَا هُوَ الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي إِنْتَ لاَ تُجَاهِدٌ أبَداً وَلاَزِم تُؤمِنْ إِنْ الخَلاَص بِدَم الْمَسِيح .. الخَلاَص بِرَحْمِة رَبِّنَا مِشْ بِإِمَاتَات الجَسَد وَبَدَأَ يَتَأثَر لكِنْ كَانَ يَخَاف الله وَخُوفُه يَجْعَلُه يَعْمَل .. وَابْتَدأَ يَقْرَأ كَثِيراً وَيَتَثَقَفْ وَيَعِظْ وَبَدَأ يُصْبِح مِنْ أعْلاَم الكِنِيسَة الكَاثُولِيكِيَّة .. وَحَدَثِتْ مُشْكِلَة وَاحْتَاجُوا أنْ يَبْعَثُوا بِرَاهِبْ مَنْدُوب لِيُقَابِل بَابَا رُومَا وَقَدْ كَانَ مُشْتَاقٌ جِدّاً لِمُقَابَلَة البَابَا فَهُوَ عَلَى جِهَادُه وَحَيَاتُه فَكَمْ يَكُون بَابَا رُومَا ؟إِنْسَان لاَ يَأكُل وَفِي قِمِّة الإِتِضَاع فِي صَفَاء مَعَ الله .. وَذَهَبَ لِرُومَا سَيْراً عَلَى الأقْدَام مِنْ ألْمَانْيَا وَأوِّل مَا دَخَل المَدِينَة سَجَد فِي المَوْضِع الَّذِي فِيهِ بُطْرُس الرَّسُول وَكَرَزَ فِيهِ بُولِس – مَوْضِع الآبَاء وَمَدِينِة القِدِّيسِينْ – وَكَانِتْ السَّلاَلِم الَّتِي حُكِمْ فِيهَا الرَّبَّ يَسُوع أمَام بِيلاَطُس مَوْجُودَة فِيهَا حَوَالِي 13سِلِّمَة وَيُقَال أنَّ مَنْ يَطْلَعْهَا وَيَقْرأ " أبَانَا الَّذِي .. " تُغْفَر لَهُ خَطَايَاه كُلَّهَا .. فَأخَذَ يَطْلَعْهَا وَيِنْزِل وَيِطْلَع وَيِنْزِل وَيَقُول " أبَانَا الَّذِي ... " حَتَّى فَرَغ جُهْدُه وَبَدَأ يِطْلَعْهَا زَاحِفْ وَهُوَ يِلْحَس الأرْضِيَّة .. بَعْد ذلِك هُوَ كِرِه كُلَّ الصَّلَوَات المَحْفُوظَة وَحِكَايِة تِكْرَار حَاجَات مُعَيَّنَة دِي عَادَة عَنْد إِخْوَاتْنَا الكَاثُولِيك مَثَلاً إِكْتِبْ شِئ كَذَا مَرَّة وَإِنْ شَاء الله هَا تِكْسَبْ .. دَه فِكْر أصْلاً كَاثُولِيكِي .. خَلِّي بَالَك إِنْ كُلَّ شِئ لُه جُذُور فَمَثَلاً يِبْعَثُوا بِرِسَالَة لِلأوْلاَدٌ كَتَبِتْهَا فُلاَنَة وَرِبْحِت 2 مِلْيُون دُولاَر ( الرَبْط بَيْنَ الرُّوحِي وَالمادِّي ) .. إِلَى الأنْ مَارْتِنْ كَاثُولِيكِي وَانْشَقَّ بَعْد ذلِك .إِبْتَدأ يُمَارِس مَارْتِنْ المُمَارَسَات وَيَقُول " أبَانَا الَّذِي ... " .. لِذلِك فَأُمور كَثِيرَة مِمَّا لَغَاهَا فِي عَقِيدَتُه هِيَ مِمَّا عَانَاه فِي نَشْأتُه .. لِذلِك مِنْ الصَّعْب جِدّاً أنْ تَبْنِي عَقِيدَةعَلَى إِخْتِبَارَات خَاصَّة .. وَعِنْدَمَا ذَهَبَ إِلَى كَنِيسَة رُومَا أُعْثَر جِدّاً عِنْدَمَا وَجَدَ الأسَاقِفَة فِي حَالَة مُتَدَيِنَة أخْلاَقِياً وَالبَطْرَك عَايِش فِي عَظَمَة وَفَخْفَخَة – أكْل وَشُرْب –فَبَدَأَ يُصْدَم .. كُلَّ الأكْل دَه وَأنَا رَاهِب مَانِع عَنْ نَفْسِي كُوب المَاء ؟!! لَوْ كَانْ هُوَ شَخْص فَرْحَان لَكَانْ لَمْ يَتَأثَّر بِمَا حَدَث .. لَوْ كَانْ هُوَ فَرْحَان بِرَبِّنَا حَتَّى لَوْ شَافْ لَمْ يَتَأثَّر .. يِقُول أنَا بَأصَلِّي قُدَّاسَات وَأوْقَات طَوِيلَة وَهُمَّ بِيْصَلُّوا قُدَّاس 1/3 سَاعَة وَإِسْمُهُمْ أسَاقِفَة .. دُول إِخْتَصَرُوا الصَّلَوَات وَالعِبَادَة فَبَدَأَ يُصْدَم وَيُعْثَر وَبَدَأ يَزْدَاد فِي إِنْقِسَامُه الدَّاخِلِي وَيَزْدَاد بُؤساً .. لكِنْ أنَا لَمَّا أعِيش مَعَ رَبِّنَا وَأشُوف إِنْسَان مُتَهَاوِنْ أزْعَل عَلِيه وَأطْلُب مِنْ رَبِّنَا أنْ يُذِيقُه الفَرَح لأِنِّي مِشْ حَاسِس إِنْ دِي عُقُوبَة دِي مُكَفْأة وَبَرَكَة .. لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ فُرُوض .. كُلَّ دَه عَمَل عَنْدُه عَثَرَة كِبِيرَة وَجَدٌ بَابَا رُومَا كُلَّ شِئ عَنْدُه بِالفُلُوس .. اللِّي يِزُور قَبْر القِدِيس بُطْرُس يِدْفَع كَذَا وَاللِّي يِحْضَر يُوم عِيدُه وَيِدْفَع تُغْفَر لَهُ كُلَّ خَطَايَاه وَالنَّاس تُقَاتِل عَلَى المَكَان وَتَأتِي وَتِدْفَع وَتَعِيش فِي إِنْحِلاَل .. الحِكَايَة مِلَخْبَطَة .. وَكَانُوا بِيِعْمِلُوا مُنَاسْبَة كُلَّ فِتْرَة طَوِيلَة مِنْ الزَّمَنْ عَلَشَانْ يِلِمُّوا بِيهَا فِلُوس يِلاَقُوا الحِكَايَة كِسْبِتْ مَعَاهُمْ فَيِقَلِّل الفِتْرَة لأِنْ كُلَّ الهَدَفْ مِنْ الحِكَايَة هُوَ المَكْسَبْ المَادِّي وَصَل الحَال إِلَى مَا أدَّى إِلَى ألْوَان الإِنْفِجَار وَهيَ * صُكُوك الغُفْرَان * .. البَابَا يِعْمِل إِيصَالاَت لِغُفْرَان الخَطَايَا وَبَدَإِتْ الحِكَايَة تِمْشِي .. صَك غُفْرَان لِخَطَايَاك اللِّي فَاتِتْ وَخَطَايَاك الجَايَّة .. وَبَدأ يِعْمِل صُكُوك لِلأمْوَات الَّذِينَ مَاتُوا .. مَثَلاً وَاحِدٌ يِشْتِرِي لأِبُوه أوْ أُمُّه وَيِغَلِّي سِعْر صُكُوك الأمْوَات عَنْ الأحْيَاء .. المَوْضُوع أصْبَح تِجَارَة فَتَخَيَّل العَثَرَة اللِّي يِعِيش فِيهَا إِنْسَان هذَا العَصْر فَعَمَل مَارْتِنْ مُذَكِرَة حَوَالِي 100 بَنْد لِنَقْض الكِنِيسَة وَفَضَح الكِنِيسَة وَأعْمَال البَابَا فَفَتَح النَّار عَلَى الكِنِيسَة وَعَلَى نَفْسُه .. وَلأِنُّه ذَكِي لَمْ يَعْمَل ذلِك إِلاَّ بَعْد مَا ضَمَنْ إِنْ النَّاس مَعَاه لأِنْ النَّاس كَانِتْ فِي حَالِة إِسْتِيَاء نَتِيجَة لِلمُتَاجْرَة بِمَصَائِرِهِمْ وَاللِعْب بِضَمَائِرِهِمْ .. بِيِجُوا عَلَى الوَتَر الحَسَّاس غُفْرَان الخَطَايَا .. طَبْ لَوْ رَاجِل غَلْبَان تِوَلَعُوا فِيه وَالغَنِي اللِّي بِيِعْمِل أضْعَاف الخَطَايَا لِمُجَرَّدٌ الفِلُوس تُغْفَر لَهُ خَطَايَاه .. وَدَه عَمَل الطَبَقِيَّة فِي المُجْتَمَع وَنَقْمَة عَلَى الكِنِيسَة وَإِبْتَدَى يِكْتِبْ مَارْتِنْ مِئَات البُنُودٌ لِنَقْض الكِنِيسَة .. وَلأِنَّ النَّاس كَانِتْ عَايْشَة فِي ضَعْف وَفَقْر رُوحِي فَمَكَانْش أي حَدٌ عَنْدُه دِرَايَة بِالإِنْجِيل وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يَرُدٌ عَلِيه وَيِقُولُّه الكِتَاب بِيقُول لَنْ تُكَلَّل مَا لَمْ تُجَاهِد قَانُونِيّاً ( 2تي 2 : 5 ) .. أوْ لَمْ تُجَاهِدُوا بَعْد حَتَّى الدَّم ( عب 12 : 4 ) .. الكُلَّ جَاهِل فَكَانْ أي فِكْرَة يِقُولْهَا كَانِتْ تِمْشِي عَلَشَانْ كِدَه أقْدَر أقُولَّك إِنْ الخَلْفِيَّة دِي عَمَلِتْ إِنْقِسَام كَثِير جِدّاً .. وَبَدَإِتْ يِحْصَل حَاجَة تَارِيخِيَّة إِنْ فِي مَلِك رَشَّحُه النَّاس وَكَانُوا عَاوْزِينُه بِقُوَّة وَالبَابَا مِشْ رَاضِي عَنُّه وَالنَّاس ثَارِتْ .. فَخَافْ البَابَا وَوَافِقٌ عَلَى المَلِك وَبَدَأ يِكُون فِي تَعَادُل فِي السُّلْطَة بِينْ البَابَا وَالمَلِك .. فَتَحَالَفْ مَارْتِنْ مَعَ المَلِك ضِدٌ البَابَا مَعَ الشَّعْب وَمِنْ هِنَا بَدَإِتْ البُرُوتُسْتَانْتِيَّة وَالإِنْشِقَاقٌ عَنْ الكَاثُولِيك وَدَخَل مَارْتِنْ فِي صِرَاعَات كَثِيرَة لِدَرَجِة إِنْ البَابَا بَدَأ فِي الأخِر بِإِبَادِة النَّاس اللِّي ضِدُّه .. وَبَدَإِتْ النَّاس تِعْمِل ثَوَرَات مِثْل ثَوْرِة الفَّلاَحِينْ المَشْهُورَة .. النَّاس تِعْمِل ثَوَرَات ضِدٌ الأوْضَاع .. وَأمَر المَلِك بِإِبَادِتْهُمْ وَمَاتْ مِنْهُمْ مَائَة ألْف وَاحِدٌ لكِنْ لِلأسَفْ كَانْ مَارْتِنْ يِسَخَنْ النَّاس وَيَتَخَلَّى عَنْهُمْ .. وَأوِّل حَاجَة عَمَلْهَا مَارْتِنْ بَعْد إِنْشِقَاقُه عَنْ الكِنِيسَة خَلَع زِي الرَّهْبَنَة وَألْغَى نِذُور الرَّهْبَنَة إِذاً لِيه البُرُوتُسْتَانْتِيَّة بِتِلْغِي الرَّهْبَنَة ؟ دِي إِنْعِكَاس لِسُلُوك مَارْتِنْ وَلأِنْ كَانْ فِي وَاحْدَة هُوَ مِتْعَلَقٌ بِيهَا وَعَاوِز يِتْجَوِزْهَا وَكَانِتْ رَاهِبَة فَلَغَى النَّذْر الرَّهْبَانِي رَغْم إِنْ شَرِيعِة النَّذْر مَوْجُودَةٌ فِي الكِتَاب المُقَدَّس – إِقْرَأ شَرِيعِة النَّذِير – وَالنَّاس اللِّي رَبِّنَا يَسُوع دَعَاهُمْ .. وَكَلاَمٌ بُولِس عَنْ الأُسْقُف وَالشَّمَاس .. لَغَى الرُّتَبْ الكَنَسِيَّة كُلَّهَا عَلَشَانْ كَانْ مِتْعَقَدٌ وَلأِنُّه لَمَّا إِصْطَدَم بِالبَطْرَك جُرِّدٌ مِنْ رُتْبِتُه .. فَأسَّس مَجْمُوعَة مِنْ أتْبَاعُه وَلَغَى النَّذْر الرَّهْبَاني وَلَغَى الجِهَادٌ الرُّوحِي وَلَغَى التَّقْلِيد وَالآبَاء .. فَكُلَّ مَا عَمَلُه هُوَ إِنْعِكَاس لِسِيرَة مُتْعِبَة عَاشْهَا .. فَمَعْقُولَة أنْ تَتْبَع سِيرِة وَاحِدٌ مَرَّة يَتَحَالَفْ مَعَ فُقَرَاء أوْ مَلِك أوْ أغْنِيَاء !! وَالمَلِك حَبْ يَتَزَوَج مِنْ وَاحْدَة ثَانِيَة صَرَّح لُه – كَلاَمٌ مِنْ مَرَاجِع بُرُوتُسْتَانْتِيَّة لِكَاتِبْ إِسْمُه أنْدُرُو مِيلَر * مُخْتَصَر تَارِيخ الكِنِيسَة البُرُوتُسْتَانْتِيَّة * –وَمِنْ هِنَا يِجِي وَاحِدٌ لاَ يَعْجِبُه فِكْر عَنْد مَارْتِنْ فَتِكُون حَرْب لأِنْ المَوْضُوع بَقَى زَعَامَات مِشْ حِكَايِة عَقِيدَة لأِنُّه لَغَى المَرْجِعِيَّة وَلأِنُّه إِعْتَمَد عَلَى الهَوَى الشَّخْصِي وَبَدَأ أي وَاحِدٌ يِخَالِفْ هَوَاه يِأسِّس جَمَاعَة جِدِيدَة .. الإِصْلاَحِي .. النَّامُوسِي .. الخَمْسِينِي .. كِنِيسِة الله .. وَأنَا أتَذَكَّر إِنْ فِي ثَانَوِي كَانْ أُسْتَاذ لُطْفِي مُدَرِّس الدِينْ يِدَرِّس العَقِيدَة فِي الكُلِيَّة الإِكْلِيرِيكِيَّة قَالْ إِنْ فِي ألْف طَائِفَة بُرُوتُسْتَانْتِيَّة الآنْ حَوَالِي 20000 طَائِفَة .. إِيه اللِّي حَصَل ؟ اللِّي خَلَّى فِي 19000 طَائِفَة جِدِيدَة فِي هذِهِ الفِتْرَة الصَّغِيرَة عَدَم وُجُودٌ مَرْجَعِيَّة .. مَا يِعْجِبْنِيش أبْنِي لِيَّ كِنِيسَة .. هُوَ وَاحِدٌ غَنِي يِشْتِرِي أرْض وَيِبْنِي عِمَارَة وَيِدِّي الدُور الأوَّل لِرَبِّنَا وَيِمَشِّيهَا حَسَبْ فِكْرُه .. إِيه فِكْرَك اللاَهُوتِي الرُّوحِي إِنْتَ مُجَرَّدٌ تَاجِر تِمْشِّي الكِنِيسَة عَلَى مَزَاجَك ؟!! لكِنْ عَظَمِة الكِنِيسَة القِبْطِيَّة إِنُّه لاَ يَحْكُمْهَا الهَوَى إِطْلاَقاً .. الشَّعْب رَقِيب عَلَى الإِكْلِيرُوس وَالإِكْلِيرُوس رَقِيب عَلَى الشَّعْب .. يَعْنِي لَوْ فِي يُوم وَاحِدٌ عَلِّمْ تَعْلِيم غَلَط ضَمَائِر النَّاس تُرْفُضُه وَتِسْأل غِيرُه وَيِفَكَّر وَيِرَاجِعْ نَفْسُه لأِنْ فِي مَرْجِعِيَّة لكِنْ هِنَاك مِشْ عَاجِبْكُمْ مَتْجُوش تَانِي .. أجِيب قَاعَة جِدِيدَة أأجَرْهَا وَأجِيب نَاس تِسْمَعْنِي وَهذَا مَا يَحْدُث فِي الفَضَائِيَات .. قَاعَة بِفِلُوس .. شَخْص .. لكِنْ إِحْنَا عَنْدِنَا كَاهِن فِي الكِنِيسَة القِبْطِيَّة لُه آبَاء يِعَلِّمُوه عَلَشَانْ كِدَه مَفِيش تَلْمَذَة عَنْد البُرُوتُسْتَانْت لأِنُّه إِتْعَقَدٌ مِنْهَا وَرَفَضْهَا إِذاً أسَاس الفِكْر البُرُوتُسْتَانْتِي هُوَ البِيئَة اللِّي عَاش فِيهَا مَارْتِنْ .. فَفَسَادٌ الكِنِيسَة وَوَضْعِيِّة أُسْرِة مَارْتِنْ فَقَدْ إِتْرَبَّى فِي بِيئَة قَاسِيَة فَلَغَى السُّلْطَة .. سَيِّدَة عَلِّمِتُه مَخَافِة الله كَفَرِيضَة .. فَبَدَأ رَبِّنَا يُبْقَى رُعْب وَيُمَارِس مُمَارَسَات جِهَادٌ رُوحِي فَلَغَى الجِهَادٌ لأِنُّه بِدُون فَرَح .. أُعْثَر فِي الكَهَنُوت فَلَغَى الكَهَنُوت .. أُعْثَر فِي الرَّهْبَنَة فَلَغَاهَا .. فَهْيَ عَقِيدَة مَبْنِيَّة عَلَى فِكْر شَخْصِي .. إِقْرأ فِي هذَا المَجَال تَجِد إِخْوَاتْنَا البُرُوتُسْتَانْت بِيِعْتِرْفُوا بِيهَا وَتَفَاصِيل كَثِيرَة جِدّاً لكِنْ الوَقْت لاَ يَسْمَح يُدْخُل حُرُوب يِمُوت فِيهَا 55000 فَرْدٌ .. رَاجِل صَاحِبْ دَعْوَة دِينِيَّة يِدَخَّل النَّاس حَرْب وَيِسْفِك دَمَهَا ؟!!! شُوف يُوحَنَّا ذَهَبِيّ الفَمْ نُفِيَ فَقَالَ أنَا أشْكُر رَبِّنَا .. النَّاس يِقُولُوا هَا نِعْمِل فِي الإِمْبِرَاطُور وَهُوَ فَرْحَان إِنُّه شَافْ خَلِيقَة الله فِي المَكَان الجِدِيد .. لَمْ نَرَى وَاحِدٌ مِنْ كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة يِهَيِّج النَّاس عَلَى الإِمْبِرَاطُور .. القِدِيس بُطْرُس خَاتِم الشُّهدَاء ذَاهِبْ لِلشِّهَادَة وَيَقُول لَهُمْ يَا أوْلاَدِي لاَ تَعْمَلُوا هَيَاج .. أنَا عَايِش عَلَشَانْ أرُوح لِلْمَسِيح وَهُمَّ هَا يِعْمِلُوا لِيَّ خِدْمَة شُوف الفِكْر المُخْتَلِف .. فَهُنَاك فَرْق .. نِرْجَعْ لِلآيَة الأُولَى ﴿ إِنْ كَانَ احَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيماً آخَرَ وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَحَسَبَ التَّقْوَى فَقَدْ تَصَلَّفَ وَهُوَلاَ يَفْهَمُ شَيْئاً بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالاِفْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ وَمُنَازَعَاتُ أنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ ﴾ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
لِمَاذَا أنَا أُرْثُوذُكْسِي ؟
مِنْ سِفْر أعْمَال الرُّسُل بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين .. ﴿ وَكَانُوا يُوَاظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ . وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ . وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أيْدِي الرُّسُلِ . وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعاً وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً . وَالأمْلاَكُ وَالمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ . وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُوَاظِبُونَ فِي الهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ . وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الخُبْزَ فِي البُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ . وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ ﴾( أع 2 : 42 – 47 ) سَنَتَحَدَّث عَنْ مَوْضُوع هَام وَهُوَ لِمَاذَا أنَا أُرْثُوذُكْسِي ؟ مُمْكِنْ شَخْص يِقُول أنَّهُ أُرْثُوذُكْسِي لأِنَّ عَائِلَتُه أُرْثُوذُكْسِيَّة وَلكِنْ لَيْسَ هذَا كِفَايَة وَعَلَى نَفْس المِقْيَاس مُمْكِنْ أحَد يَقُول أنَّهُ مَسِيحِي وَذلِك لأِنَّ عَائِلَتُه مَسِيحِيَّة وَلكِنْ المَفْرُوض أنْ يَكُون لِكُلَّ شَخْص إِخْتِبَار فِي حَيَاتُه الدَّاخِلِيَّة مَعَ رَبِّنَا يَسُوع فَأنْتَ أُرْثُوذُكْسِي لأِنَّ أهْلَك سَلَّمُوا لَك الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَعَلَيْكَ أنْ تَحْيَا أُرْثُوذُكْسِي وَأنْ تَعِي لِمَاذَا أنْتَ أُرْثُوذُكْسِي وَأنْ تَكُون أمِيناً وَمُتَفَاعِلاً مَعَ أُرْثُوذُكْسِيِتَك وَسَنَتَحَدَّث عَنْ أرْبَعَة نِقَاط وَهُمْ :-
(1) الأُرْثُوذُكْسِيَّة تُقَدِّم الإِنْجِيل :-
لاَ يُوْجَد تَعْلِيم فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة إِلاَّ وَأسَاسُه الإِنْجِيل فَكُلَّ مَا تُرِيدْ أنْ تَحْيَاه فِي الإِنْجِيل تُقَدِّمُه لَك الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَلاَ تُوْجَد عَقِيدَة وَلاَ يُوْجَد طَقْس وَلاَ مُنَاسْبَة وَلاَ صُوم فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة إِلاَّ وَأسَاسُه الإِنْجِيل .. وَلِهذَا فَإِنَّ عَقَائِد الكِنِيسَة الرَّئِيسِيَّة كُلَّهَا مِثْل التَّجَسُد .. الثَّالُوث .. الفِدَاء .. الصَّلِيب .. القِيَامَة .. المَجِئ الثَّانِي وَالدَيْنُونَة أسَاسْهَا وَيَنْبُوعْهَا مِنْ الإِنْجِيل وَلِهذَا فَإِنَّ كَلاَم الإِنْجِيل يَحْتَوِي عَلَى أفْكَار أُرْثُوذُكْسِيَّة .. وَأيْضاً الأسْرَار السَّبْعَة أسَاسْهَا مِنْ الإِنْجِيل وَالعِبَادَة وَالصَّلَوَات وَالأجْبِيَة أسَاسْهَا مِنْ الإِنْجِيل فَنَجِد أنَّ الأُرْثُوذُكْسِيَّة تُقَدِّم لَك الإِنْجِيل وَالكِنِيسَة كُلَّ يُوم تُقَدِّم فَصْل وَيُوْجَد القَطَمَارَس وَيَعْنِي* قَطْ * بِمَعْنَى * حَسَبْ * .. * مَارَس * بِمَعْنَى * نَصِيب * .. فَكُلَّ يُوم لَهُ قِرَاءَة مُعَيَّنَة يُطْلَق عَلَيْهَا * نَصِيب اليُّوم * مِنْ قِرَاءِة الإِنْجِيل .. وَصَلَوَات الأجْبِيَة أسَاسْهَا مِنْ الإِنْجِيل فَنَجِد المَزَامِير وَالأنَاجِيل وَأسَاس مَوَاقِيت الصَّلاَة مَأخُوذَة مِنْ الإِنْجِيل .. وَأيْضاً أسْرَار الكِنِيسَة أسَاسْهَا مِنْ الإِنْجِيل فَسِر المَعْمُودِيَّة أسَاسُه الإِنْجِيل ﴿ إِنْ كَانَ أحَد لاَ يُولَد مِنَ المَاء وَالرُّوح لاَ يَقْدِرُ أنْ يَدْخُل مَلَكُوت الله ﴾ ( يو 3 : 5 ) وَأيْضاً سِر الإِعْتِرَاف ﴿ إِنْ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أمِين وَعَادِل حَتَّى يَغْفِر لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرْنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ﴾ ( 1يو 1 : 9 ) .. وَأيْضاً ﴿ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأفْعَالِهِمْ ﴾ ( أع 19 : 18) .. وَيَقُول أحَد الآبَاء القِدِّيسِينْ ﴿ إِنَّنَا لاَ نَعْرِف الإِنْجِيل إِلاَّ مَشْرُوحاً بِالكِنِيسَة مُعَاشاً فِي الآبَاء ﴾ فَالكِنِيسَة تَنْشَغِل بِتَفْسِير الإِنْجِيل وَشَرْحُه وَتُقَدِّمُه لأِوْلاَدْهَا .. وَالمَنْجَلِيَّة فِي الكِنِيسَة تُمَثِّل فَمْ الْمَسِيح الَّذِي يُعَلِّمْ أوْلاَدُه وَكَأنَّ الإِنْسَان مَوْجُود مَعَ الْمَسِيح فِي مَوْعِظَة عَلَى الجَبَل أوْ يَجْلِس مَعَهُ فِي الهِيكَل وَهُوَ يُعَلِّمْ .. فَلاَ يُوْجَد طَقْس أوْ عَقِيدَة إِلاَّ وَيَنْبُوعْهَا الإِنْجِيل .. وَكُلَّ مَنْ أحَبَّ الإِنْجِيل وَجَد الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَكُلَّ مَنْ أحَبَّ الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَجَد الإِنْجِيل .. فَالإِنْسَان الأمِين لِلأُرْثُوذُكْسِيَّة يَشْعُر أنَّهَا تُقَدِّم لَهُ كُلَّ مَا يَحْتَاج .
(2) الأُرْثُوذُكْسِيَّة تُحَقِّق الآبَاء :-
إِنَّ آبَاءِنَا الرُّسُل هُمْ مُؤسِّسِي الكِنِيسَة الأُولَى وَلِهذَا نَجِد أنَّ المُؤمِنُون كَانُوا يُوَاظِبُون عَلَى تَعْلِيم الرُّسُل وَأيْضاً عِنْدَمَا نُوَاظِب عَلَى حُضُور الإِجْتِمَاعَات فَنَحْنُ أيْضاً نَتْبَع نَفْس هذَا التَّعْلِيم وَلِهذَا فَالنَّاس فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة لَهُمْ فِكْر وَاحِد وَذلِك لِوُجُود مَصْدَر وَاحِد يُعَلِّم الكُلَّ .. فَمِنْ أجْمَل الأُمور فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة وُجُود فِكْر وَاحِد .. وَأيْضاً المُوَاظَبَة عَلَى التَنَاوُل أي كَسْر الخُبْز .. وَعِنْدَمَا يَقُول فِي سِفْر أعْمَال الرُّسُل ﴿ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَة قَلْبٍ مُسَبِّحِينَ الله ﴾( أع 2 : 46 – 47) .. فَهَلْ هذَا الطَّعَام الَّذِي يَجْعَل فِي الإِنْسَان بَسَاطِة قَلْب وَبَهْجَة وَيُسَبِّح الله طَعَام عَادِي ؟ وَلكِنْ هذَا يَعْنِي أنَّهُ سِر الإِفْخَارِسْتِيَا وَنَظَراً لأِنَّ البُرُوتُسْتَانْت لاَ يُؤمِنُوا بِالإِفْخَارِسْتِيَا وَأيْضاً لأِنَّ التَرْجَمَة بُرُوتُسْتَانْتِيَّة وَلِهذَا ذُكِرَ فِي الكِتَاب المُقَدَّس * كَسْر الخُبْز * بَدَل مِنْ الإِفْخَارِسْتِيَا الَّتِي هِيَ طَعَام رُوحِي وَهيَ الَّتِي تَجْعَل الإِنْسَان يُسَبِّح الله وَنُلاَحِظ أنَّ لَحَظَات التَنَاوُل هِيَ لَحَظَات تَسْبِيح وَفَرَح فَالكِنِيسَة تَعِيش عَلَى نَفْس نَهْج الآبَاء .. ﴿ لأِنَّهُ كَمَا كَانْ وَهكَذَا يَكُون مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيل ﴾ وَالكِنِيسَة تَمْتَد بِالإِنْسَان مِنْ عُصُور – مُنْذُ القِدَم حَتَّى الآنْ – فَنَجِد أنَّ طَقْس حُلُول الرُّوح القُدُس وَطَقْس وَضْع اليَدْ وَالإِخْتِيَار وَسُلْطَان غُفْرَان الخَطَايَا كُلَّ هذَا مَوْجُود حَتَّى الآنْ فَالكِنِيسَة تُقِيم أشْخَاص مُعَيَّنَة مَوْضُوع عَلِيهُمْ الأيْدِي وَفِيهُمْ نَفْخِة الرُّوح وَلَهُمْ سُلْطَان غُفْرَان الخَطَايَا .. فَالكِنِيسَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة تَسِير مِنْ أيَّام السَيِّد الْمَسِيح حَتَّى الآنْ فِي خَطْ مُسْتَقِيم .. فَمَثَلاً كِنِيسِة دِير البَرَامُوس تَرْجِع إِلَى القَرْن الرَّابِع .. فَالإِنْسَان يَسِير عَلَى نَفْس نَهْج القَرْن الرَّابِع .. وَلِهذَا فَالكِنِيسَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة كِنِيسِة آبَاء وَلَيْسَ كِنِيسَة جِدِيدَة أوْ مُسْتَحْدَثَة .. وَفِي سِفْر الأمْثَال يَقُول ﴿ لاَ تَنْقُل التُّخْمَ القَدِيمَ الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ ﴾ ( أم 22 : 28 ) فَعِنْدَمَا قَسَّمْ يَشُوع بْن نُون أرْض المِيعَاد عَلَى أسْبَاط إِسْرَائِيل بِالقُرْعَة كَانَ لِكُلَّ سِبْط جُزْء مِنْ الأرْض وَحَتَّى لاَ يَحْدُث نِزَاع عَلَى الأرْض وَضَعُوا تُخُوم أي حُدُود وَتَوَارَثَتْهَا الأجْيَال .. فَأنْتَ إِسْتَلَمْت مِنْ آبَاؤُك تُخُمْ أي مِيرَاث وَهيَ الأُرْثُوذُكْسِيَّة مُتَمَثِّلَة فِي الأجْبِيَة الأبْصَلْمُودِيَّة .. خُوَلاَجِي .. الأسْرَار .. أصْوَام وَالقِدِّيسِينْ .. مِنْ الجَمِيل أنْ تَعِيش فِي كِنِيسَة لَهَا جُذُور .. فَجُذُور الأُرْثُوذُكْسِيَّة تَمْتَد مِنْ العَهْد القَدِيم فَفِي العَهْد القَدِيم كَانَ الرَّبَّ يَأمُر بِوُجُود مَذْبَح لِتُقَدَّم عَلَيْهِ الذَّبَائِح .. ثُمَّ تَطَوَر المَذْبَح إِلَى الخِيمَة ثُمَّ بَعْد ذلِك تَطَوَر إِلَى هِيكَل ثُمَّ تَطَوَر كُلَّ ذلِك إِلَى كِنِيسِة العَهْد الجِدِيد .. فَذَبَائِح العَهْد القَدِيم مَا هِيَ إِلاَّ إِشَارَة لِذَبِيحِة الْمَسِيح الَّتِي تُقَدَّم الآنْ عَلَى المَذْبَح وَكَانَ يُوْجَد فِي العَهْد القَدِيم ذَبِيحَة مَسَائِيَّة لاَبُدْ أنْ تُقَدَّم فِي المَسَاء وَلكِنْ الآنْ تُوْجَد العَشِيَّة بَدَل الذَّبِيحَة المَسَائِيَّة .. فَالكَاهِن عِنْدَمَا يَضَع البُخُور فِي العَشِيَّة يَقُول لله ﴿ لأِنَّكَ أنْتَ هُوَ ذَبِيحِة المَسَاء الحَقِيقِيَّة ﴾ ..فَالبُخُور هُوَ صَلَوَات مَرْفُوعَة وَلِهذَا فَمَكَان البُخُور فِي الكِنِيسَة عَلَى المَذْبَح لأِنَّ البُخُور يَأخُذ قُوُّتُه مِنْ المَذْبَح وَالذَّبِيحَة .. وَلِهذَا فَالبُخُور الَّذِي هُوَ مَادَّة زَمَنِيَّة يَصِير صَلَوَات مَرْفُوعَة يُحْدِث تَأثِير غِير زَمَنِي أي رُوحِي .. وَنَجِد عِنْدَ رِسَامِة كَاهِن نُلاَحِظ أنَّ الكِنِيسَة تُصَلِّي قُدَّاس ثُمَّ يَضَع عَلَيْهِ اليَدْ مِنْ رُتْبَة أعْلَى مِثْل أُسْقُف أوْ بَطْرِيَرْك ثُمَّ يَقُول لَهُ ﴿ إِفْتَح فَمَك ﴾ .. وَيَنْفُخ فِي فَمُه وَيَقُول لَهُ أنْ يَقُول وَرَائُه ﴿ أنَا فَتَحْت فَمِي وَاجْتَذَبْت لِي رُوحاً ﴾ .. ثُمَّ يَفْتَح الكَاهِن المَرْسُوم فَمُه وَيَنْفُخ فِيهِ نَفْخِة الرُّوح القُدُس وَيَقُول ﴿ أنَا فَتَحْت فَمِي وَاجْتَذَبْت لِي رُوحاً ﴾ .. ثُمَّ يَضَع يَدَهُ عَلَيْهِ وَيَدْعُوهُ كَاهِن عَلَى مَذْبَح الله فِي كَنِيسَة مُعَيَّنَة وَيَرْشِمُه بِالثَّلاَث رُشُومَات .. فَكُلَّ مَا يَحْدُث هذَا عِبَارَةعَنْ طَقْس .
(3) الأُرْثُوذُكْسِيَّة تَضْمَن الخَلاَص :-
مَا مِنْ شِئ يَحْتَاجُه الإِنْسَان مِنْ أجْل خَلاَص نَفْسُه إِلاَّ وَيَجِدُه فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة .. فَالإِنْسَان إِبْن آدَم وَحَوَّاء مَوْلُود بِالخَطِيَّة وَلكِنْ الآنْ الإِنْسَان وُلِدَ وِلاَدَة جَدِيدَة مِنْ فُوق .. وُلِدَ بِالمَاء وَالرُّوح بِحَسَبْ الإِنْجِيل ( يو 3 : 5 ) .. وَيَصِير الإِنْسَان إِبْن لِلسَّمَاء وَذلِك عَنْ طَرِيق المَعْمُودِيَّة ثُمَّ يَأخُذ المَيْرُون الَّذِي هُوَ خِتْم الرُّوح .. وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان وَتَبْدأ الخَطِيَّة تِتْعِبُه فَكُلَّ الَّذِي عَلِيه أنْ يَتُوب وَيَعْتَرِف وَيِتْنَاوِل .. وَمُمْكِنْ يُقَع مَرَّة أُخْرَى فِيِرْجَع وَيَتُوب وَيِعْتِرِف وَيِتْنَاوِل .. وَلِهذَا نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ لَمْ تَدَعْنِي مُعْوَزاً شَيْئاً رَبَطْتَنِي بِكُلَّ الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة ﴾( جُزْء * حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً * فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) فَالكِنِيسَة لاَ تَطْمَئِنْ عَلَى الإِنْسَان إِلاَّ عِنْدَمَا يَكُون دَاخِل السَّمَاء .. وَعِنْدَ إِنْتِقَال أي شَخْص لِلسَّمَاء نَجِد أنَّ الكَاهِن يَتَضَرَّع وَيُصَلِّي لله قَائِلاً ﴿ إِفْتَح لَهَا يَارَب بَاب الفِرْدُوس كَمَا فَتَحْتَهُ لِلِّص اليِمِين إِفْتَح لَهَا يَارَب أبْوَاب الرَّاحَة لِتُرَتِل مَعَ كَافِة المَلاَئِكَة وَلِتُدْخِلْهَا مَلاَئِكَة النُّور إِلَى الحَيَاة .. إِغْفِر لَهَا جَمِيع خَطَايَاهَا الَّتِي فَعَلَتْهَا بِغَيْر مَعْرِفَة وَمَعْرِفَة لأِنَّكَ أنْتَ تَعْرِف ضَعْف البَشَرِيَّة ﴾ .. فَالكِنِيسَة تَتَشَفَع فِي هذِهِ النَّفْس وَلاَ تَسْكُت إِلاَّ عِنْدَمَا تَطْمَئِن أنَّ الله فَتَح لَهَا بَاب الفِرْدُوس وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان يَكُون لَهُ مُيُول غَرِيزِيَّة وَعَاطِفَة فَنَجِد أنَّ الكِنِيسَة تُزَوِج أوْلاَدْهَا وَتَجْعَل الزِّيجَة سِر مُقَدَّس وَيَتَحِد الرَّجُل بِإِمْرَأتُه وَيَعِيش مَعَهَا العُمْر كُلُّه فَالكِنِيسَة لاَ تَتْرُك الإِنْسَان لِغَرَائِزُه وَلكِنْ تَرْفَعُه إِلَى مُسْتَوَى رُوحَانِي مُعَيَّن .. وَيُعْطِيه الله نَسْل مُبَارَك وَيَكُون هَدَفُه أنْ يَدْخُل هُوَ وَزَوْجَتُه وَأوْلاَدُه السَّمَاء .. فَالكِنِيسَة تُقَدِّم لَك مَوَائِد مُشْبِعَة .. كُلَّ مَا يَحْتَاجُه الإِنْسَان مِنْ رَاحَة وَسَلاَم وَمَعْرِفَة وَحِكْمَة وَتُوبَة تُقَدِّمُه الكِنِيسَة وَعِنْدَمَا نَقُول ﴿ فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي إِلَى مِيَاة الرَّاحَة يُورِدَنِي ﴾ ( مز 23 : 2 ) .. فَفِي القِدَم كَانَ رُعَاة الغَنَم يَعِيشُوا فِي مَنَاطِق لَيْسَ فِيهَا خُضْرَة وَكَانُوا يَبْحَثُوا عَنْ مَكَان أخْضَر لِتَأكُل فِيهِ الغَنَم وَعِنْدَمَا يَجِدُوا هذَا المَكَان وَيَذْهَبُوا إِلِيه يَجِدُوا كُلَّ رُعَاة الغَنَم فِي نَفْس هذَا المَكَان فَكَانُوا يِعْمِلُوا جَدْوَل أوْ يَتِمْ تَأجِير المَكَان .. فَعِبَارِة * مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي * تَعْنِي أنَّ الكِنِيسَة تَجْعَل الإِنْسَان مُقِيم دَائِماً فِيهَا .. فِي أي وَقْت يَسْتَطِيع أنْ يَأكُل وَلاَ يُوْجَد مَوَاعِيد لِهذَا الأكْل وَهذَا هُوَ سِر الإِفْخَارِسْتِيَا وَكَلِمَة * الإِفْخَارِسْتِيَا * تَعْنِي * نِعْمَة حَسَنَة * .. فَالكِنِيسَة تُعْطِي لِلإِنْسَان النِّعْمَة الحَسَنَة وَتَضْمَن لَهُ الخَلاَص مَهْمَا كَانْ سَيِّئ .. فَكُلَّ مَا عَلَى الإِنْسَان أنْ يَتُوب وَيَعْتَذِر لِلكِنِيسَة المُمَثَّلَة فِي الكَاهِن بِقَلْب مُنْسَحِق فَيَقْرأ لَهُ الكَاهِن التَّحْلِيل .. ثُمَّ عِنْدَمَا يَأخُذ الحِل مِنْ الخَطِيَّة يِتْنَاوِل وَيَأخُذ خِتْم الفَرَح وَهذَا مَا تُقَدِّمُه الكِنِيسَة فَفِي أيَّام فُلْك نُوح كُلَّ الَّذِي دَخَلَ الفُلْك خَلُص وَكُلَّ مَنْ كَانَ خَارِج الفُلْك هَلَك .. وَتُوْجَد قِصَّة فِي الكِتَاب المُقَدَّس وَهيَ قِصِّة رَاحَاب الزَّانِيَة .. عِنْدَمَا أرْسَل يَشُوع بْن نُون رَجُلَيْن جَاسُوسَيْن لِيَتَجَسَّسُوا أرْض أرِيحَا فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا رَاحَاب الزَّانِيَة وَخَبَّأتْهُمَا فِي بَيْتِهَا وَقَالَتْ لَهُمَا أنَّ الرَّب قَدْ أعْطَاهُمَا الأرْض وَأنَّ رُعْبُهُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهُمْ وَأنَّ جَمِيع سُكَّان الأرْض ذَابُوا مِنْ أجْلُهُمْ .. وَقَالَتْ لَهُمَا أنَّ الله سَيُعْطِيهُمْ الأرْض وَهيَ لاَ تُرِيدْ أنْ تَهْلَك هِيَ وَعَشِيرَتْهَا .. فَقَالَ لَهَا الرَّجُلاَن أنْ تَدْخُل هِيَ وَعَشِيرَتْهَا وَتُغْلِق البَاب وَتَضَع حَبْل قُرْمُزِي مِنْ عَلَى الكُوَّة .. فَفِي سِفْر يَشُوع نَجِد أنَّ الرَّجُلاَن قَالاَ لَهَا ﴿ إِجْمَعِي إِلَيْكِ فِي البَيْت أبَاكِ وَأُمَّكِ وَإِخْوَتَكِ وَسَائِر بَيْتِ أبِيكِ .. فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أبْوَابِ بَيْتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَيْنِ .. وَأمَّا كُلُّ مَنْ يَكُونُ مَعَكِ فِي البَيْتِ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِنَا إِذَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يَد ﴾( يش 2 : 18 – 19) .. فَبَيْت رَاحَاب يُمَثِّل الكِنِيسَة كُلَّ مَنْ يَدْخُل فِيهِ وَيُغْلِق عَلِيه البَاب وَعَلاَمِة دَم الْمَسِيح تَحْمِيه أي الحَبْل القُرْمُزِي .. لاَ يَخَاف فَهُوَ فِي أمَان .. وَكُلَّ مَنْ يَكُون خَارِج هذَا البَيْت فَهُوَ مَسْئُول عَلَى نَفْسُه .. دَمُه عَلَى رَأسُه .. فَالكِنِيسَة تُطَمْئِن الإِنْسَان أنَّهُ بِإِسْم يَسُوع الْمَسِيح وَبَرَكِة الكِنِيسَة سَيَخْلُص .. فَلاَبُدْ أنْ يَعِيش الإِنْسَان فِي الكِنِيسَة وَهُوَ يَشْعُر بِالفَرَح .
(4) الأُرْثُوذُكْسِيَّة تُهَيِّئ لِلأبَدِيَّة :-
كُلَّ مُمَارَسَات الحَيَاة الأُرْثُوذُكْسِيَّة هِيَّ عِبَارَة عَنْ بُرُوڤة لِلسَّمَاء كُلَّ مَا يَكُون الإِنْسَان أمِين لِلأُرْثُوذُكْسِيَّة كُلَّ مَا يُتْقِنْ الحَيَاة السَّمَاوِيَّة .. فَالحَيَاة السَّمَاوِيَّة عِبَارَة عَنْ تَسْبِيح دَائِم وَالوُجُود الدَّائِم فِي حَضْرِة الله .. وَهذَا مَا تُقَدِّمُه الأُرْثُوذُكْسِيَّة الوُجُود الدَّائِم مَعَ الله وَالتَّسْبِيح الدَّائِم .. فَالنَّاس فِي السَّمَاء يَكُونُوا فِي وُجُود دَائِم مَعَ الله وَلاَ يَمَلُّوا وَذلِك لأِنَّهُمْ مُدَرَبِينْ عَلَى الوُجُود فِي حَضْرِة الله .. وَلِهذَا نَجِد أنَّ الأُرْثُوذُكْسِيَّة تُحَاوِل أنْ تَجْعَل الإِنْسَان يَقِفْ أمَام الله أطْوَل وَقْت مُمْكِنْ فَتَعْمَل صَلَوَات طَوِيلَة فَإِذَا عَمَلِتْ الكِنِيسَة عَكْس ذلِك تَكُون كَأنَّهَا تُدَرِّب الإِنْسَان عَلَى شِئ ثُمَّ يُفَاجَأ بِالحَقِيقَة وَهيَ شِئ آخَر فَنَفْس سِمَات الحَيَاة السَّمَاوِيَّة تُعْطِيهَا الكِنِيسَة لَنَا .. وَلِهذَا فَألْحَان الكِنِيسَة لَهَا نَغَمْ حَتَّى يَقِفْ الإِنْسَان أطْوَل وَقْت أمَام الله وَكُلَّ كَلِمَة فِي القُدَّاس مُنَغَمَة .. فَالكِنِيسَة تُهَيِّئ لِلأبَدِيَّة .. ﴿ كَمَا فِي السَّمَاء كَذلِك عَلَى الأرْض ﴾وَنُلاَحِظْ أنَّ الكِنِيسَة لَهَا قِبَاب مُرْتَفِعَة لُونْهَا سَمَاوِي وَأيْضاً يُوْجَد فِيهَا نَوَافِذ تُطِل عَلَى السَّمَاء وَكَأنَّهَا تُرِيدْ أنْ تُذَكِّر الإِنْسَان أنَّهُ لَيْسَ عَلَى الأرْض بَلْ فِي السَّمَاء وَتُزَوِد فِيهِ إِشْتِيَاقَاتُه نَحْو الأبَدِيَّة .. فَهُنَاك أُمور مُشْتَرَكَة بَيْنَ السَّمَاء وَالكِنِيسَة مِنْهَا :-
1. السَّمَاء وَهيَ عَرْش الله وَأيْضاً فِي الكِنِيسَة يُوْجَد العَرْش الإِلهِي المَوْجُود فِي حِضْن الآب .
2. الأرْبَع حَيَوَانَات غِير المُتَجَسِدِين .
3. المَلاَئِكَة .. وَنُلاَحِظْ أنَّ الشَّمَاس يَلْبِس أبْيَض لأِنَّهُ مِثْل المَلاَك .
4. المَجَامِر المَمْلُوءَة بُخُور الَّذِي هُوَ صَلَوَات القِدِّيسِينْ .
5. التَّسْبِيح .
6. القِدِّيسِينْ .
7. الأرْبَعَة وَعِشْرُون قِسِّيس وَنَجِد فِي الكِنِيسَة الكَهَنُوت فَالكِنِيسَة تَبْدُو كَأنَّهَا قِطْعَة مِنْ الأرْض وَلكِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الأرْض .. فَأنْتَ فِي مَكَان هُوَ سِفَارِة السَّمَاء عَلَى الأرْض .. كُلَّ مَا فِي الكِنِيسَة سَمَاوِي وَلَيْسَ أرْضِي حَتَّى يِزَوِد إِشْتِيَاقَاتَك لِلسَّمَاء فَتَخْرُج وَأنْتَ لاَ تَنْسَى أنَّكَ إِبْن لِلسَّمَاء فَتَسْلُك سُلُوك السَّمَائِيِّين حَتَّى تَصِل إِلَى السَّمَاء فَالكِنِيسَة تُقَدِّم لَك شَرِكَة الحَيَاة السَّمَاوِيَّة وَتُوَحِدَك مَعَ السَّمَائِيِّين .. مَعَ إِشْتِيَاقَاتِهِمْ .. وَمَعَ حَيَاتْهُمْ وَتُصْبِح لَك نَفْس أهْدَافْهُمْ وَمِنْ المُؤسِف أنْ يَكُون الإِنْسَان أُرْثُوذُكْسِياً شَكْلاً .. وَمِنْ المُؤسِف أنْ يَكُون أُرْثُوذُكْسِي وَلاَ يَعْلَم كَيْفَ يَسْلُك كَأُرْثُوذُكْسِي .. فَيَجِبْ عَلَى الإِنْسَان أنْ يَعِيش أُرْثُوذُكْسِي وَيَفْرَح بِالكِنِيسَة وَالعِبَادَة وَالأصْوَام وَالصَّلَوَات وَأنْ يَكُون أمِين فِي كُلَّ مُمَارْسَة فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة .. فَالأُرْثُوذُكْسِيَّة طَرِيق مَضْمُون لِنَوَال الحَيَاة الأبَدِيَّة .. وَاسْأل القِدِّيسِينْ مِثْل الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَالأنْبَا مَقَّار وَالأنْبَا بِيشُوي فَهُمْ عَاشُوا فِي نَفْس المَذْبَح وَتَنَاوْلُوا مِنْ نَفْس الذَّبِيحَة وَقَالُوا ألْحَان مِثْل ألْحَانَك .. وَإِذَا كَانَ هذَا الزَّمَنْ بِعِيد إِسْأل البَابَا كِيرِلُس السَّادِس فَيَقُول لَك أنَّهُ دَخَلَ السَّمَاء وَصَارَ قِدِيس بِالأجْبِيَة وَالأبْصَلْمُودِيَّة وَالخُولاَجِي وَالقُدَّاسَات وَالعَشِيَّة .. فَكُلَّ مَنْ يَحْيَا بِأمَانَة فِي الأُرْثُوذُكْسِيَّة فَهُوَ يَضْمَن الخَلاَص فَعِيش أُرْثُوذُكْسِيَّة أمِينَة وَافْرَح بِعَطِيِة رَبِّنَا لِينَا .. وَمِنْ غِنَى عَطِيِة الله أنَّهُ أنْشَأنَا فِي كِنِيسَة فِيهَا مَذْبَح .. ألْحَان .. قُدَّاسَات .. عِظَات .. آبَاء وَأسْرَار .. فَاشْكُر الله فَهذِهِ عَطَايَا لاَ يُعَبَّر عَنْهَا رَبِّنَا قَادِر أنْ يَجْعَلْنَا أنْ نَحْيَا حَسَبْ فِكْر الآبَاء وَنُوَاظِبْ عَلَى تَعْلِيم الرُّسُل وَالشَرِكَة وَكَسْر الخُبْز وَالصَّلَوَات لِكَيْ تَكُون الكِنِيسَة مُمْتَدَّة مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيل رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين