العظات

دراسة فى سفر راعوث ج1

زمن السِفر :- أثناء عصر القُضاة فِى فِترة جدعُون القاضِى تقرِيباً 0 قِصة السِفر :- يحكِى قِصة بسِيطة لكِنْ لها معانِى رُوحِيَّة عمِيقة جِدّاً تقُول القِصة أنَّ رجُل يُدعى ألِيمالِك يعِيش فِى بيت يهُوذا فِى بيت لحم مسقط رأس ربَّ المجد يسُوع هذِهِ المدِينة تعرَّضت لِمجاعة فأخذ ألِيمالِك زوجته وَولديه وَهاجر إِلَى مُوآب وَمُوآب هذِهِ مُسماه عَلَى إِسم أحد أولاد لوط الَّذِى لمَّا خرج مِنْ سدُوم وَعمورة كَانَ عِندهُ صدمة أنْ يعِيش فِى وسط ناس فعاش الوِحدة مَعَ بنتيهِ فقط لكِنْ بناته جاءت لهُما فِكرة شرِّيرة وَهِى أنْ يضطجِعوا مَعَ أبوهُمْ لِكى يكون لهُمْ ذِكر فِى الأرض فولدت الإِبنة الكُبرى مُوآب وَولدت الإِبنة الصُغرى عمُّون أى أنَّ مُوآب هُوَ ثمر الخطِيَّة لِذلِكَ عُرِف الشَّر عَنْ شعب مُوآب هذا الرجُل ألِيمالِك الَّذِى مِنْ بيت لحم ذهب إِلَى مُوآب بيت الشَّر وَزوَّج أولاده مِنْ مُوآبيات رغم أنَّ هُناكَ وصِيَّة تقُول لاَ يتزوَّج اليهُودِى بِأُمميات كانت الزوجتان الأُمميات هُما عُرفةُ وَرَاعُوثُ وَبعد فِترة مات الرَّجُل ثُمَّ ولديه وَبقيت الزوجة نُعمِى وَكِنَّتاها عُرفة وَرَاعُوث وَلمَّا طال الزمن وَبدأت نُعمى تجوع ففكرت فِى الرُجُوع لِبيت لحم وَطلبت مِنْ كِنَّتاها أنْ يظِلا فِى مُوآب لكِن راعُوث رفضت أنْ تترُكَ حماتِها بينما رجعت عُرفة إِلَى بيت أبِيها بعد إِلحاح حماتِها عليها فعادت نُعمِى وَرَاعُوث إِلَى بيت لحم وَعرفها أهل بيت لحم وَلكِنْ كَانَ شكلها قَدْ تغيَّر فقالت لهُمْ نُعمِى أنَّ الله قَدْ أذلَّها وَعاشت رَاعُوث مَعَ نُعمِى وَكانت رَاعُوث مُجتهِدة وَكَانَ وقت الحصاد وَفِى وقت الحصاد كانُوا يترُكُون جوانِب الحقل لِيلتقِط مِنْهُ الغُرباء وَأيضاً يلتقِطُوا الَّذِى يقع مِنْ أصحاب الأرض وَجاء أحد أصحاب الحُقُول وَهُوَ مِحور السِفر وَيُدعى بُوعز نزل لِحقلِهِ فوجد رَاعُوث مُجتهِدة فِى الحصاد وَسأل عنها وَعرفها وَتركها وسط الحصَّادِين تأكُل معهُمْ وَتشرب معهُمْ وَرجعت رَاعُوث بِحصادٍ كثِير لِنُعمِى وَحكت لِحماتِها عمَّا حدث معها خِلاَلَ اليوم وَعرَّفتها أنَّها كانت فِى حقل بُوعز فقالت لها نُعمِى أنَّهُ ثانِى ولِى لهُمْ أى أنَّهُ إِذا مات الزوج يتزوَّج زوجتهُ لِيُقِيم لِلميت نسل وَإِذا مات الولِى الأوَّل يتزوجها الولِى الثَّانِى وَهكذا وَكَانَ بُوعز هُوَ الولِى الثَّانِى لِرَاعُوث ( كَانَ الصُّدُقِيُون قَدْ سألوا السيِّد المسِيح عَنْ زوجة تزوجها سبعة أخوة فتكون زوجة لِمَنَ مِنهُمْ فِى السَّماء فقال لهُمْ السيِّد المسِيح أنَّهُ فِى السَّماء لاَ يُزوجون وَ لاَ يتزوجون هؤلاء السبعة أخوة هُمْ أولِية الزوجة ) قالت نُعمِى لِرَاعُوث إِذهبِى إِلَى بُوعز وَعرَّفِيه درجة القرابة بيننا وَقَالَ لها بُوعز لِنسأل الولِى الأوَّل الَّذِى وجد نَفْسَه سيخسر إِذا تزوَّج بِرَاعُوث فتركها لِبُوعز وَكَانَ ثمر زواجِهِما عُوبِيد أبو يسَّى أبو داوُد النبِى رَاعُوث تُمَّثِل النَّفْسَ المُجاهِدة المُتمسِكة بِالوصايا وَ لاَ تُحِب العالم تُمَّثِل كنِيسة الأُمم الَّتِى تركت الوثنِيَّة وَأرتبطت بِالمسِيح إِذاً بُوعز يُشِير لِلمسِيح أمَّا نُعمِى فَهِى تُمَّثِل النَّامُوس الَّذِى هُوَ الخطوة الأولى لِلإِرتباط بِبُوعز وَ لاَ يلِيق أنْ ترتبِط نُعمِى بِبُوعز وَلكِنْ لاَ يُمكِنْ الإِستغناء عنها [ لأِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ0 أمَّا النِّعمةُ وَالحقُّ فبِيسُوعَ المسِيحِ صَارَا ] ( يو 1 : 17 ) أى أنّنا لاَ نرتبِط بِالمسِيح دُون المرُور بِالنَّامُوس0 الأصْحَاحُ الأوَّلُ :- [ حدث فِي أيَّامِ حكمِ القُضاةِ أنَّهُ صَارَ جُوع فِي الأرضِ فذهب رجُل مِنْ بيتِ لحمِ يهُوذا لِيتغرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامرأتهُ وَابناهُ ] هُنا النَّفْسَ البشرِيَّة الَّتِى لاَ تحتمِل المجاعة المجاعة نوعان مجاعة جسدِية أى ضِيقات وَتجارُب وَآلام وَلابُد أنْ لاَ ننفُر مِنها لكِنْ هذا الرَّجُل فشل فِى إِحتمال الضِيقات وَنسى مواعِيد الله وَشعب الله وَفكَّر بِطرِيقة مادِّية أحياناً النَّفْسَ ترفُض أى ضِيقة مِنْ الله بينما يقُول الأنبا بولا[ مَنْ يهرُب مِنْ الضِيقة يهرُب مِنْ الله ]هذا الرَّجُل هرب مِنْ الضِيقة بِطرِيقة بشرِيَّة بينما[ إِنْ أراد أحد أنْ يأتِي ورائِي فليُنكِر نَفْسَهُ وَيحمِلْ صلِيبهُ كُلَّ يومٍ وَيتبعنِي ]( لو 9 : 23 )[ وَمَنْ لاَ يحمِلُ صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 ) إِذاً لابُد مِنْ شرِكة الآلام0 النوع الثَّانِى مِنْ المجاعة هُوَ مجاعة رُوحِيَّة فَلاَبُد مِنْ إِحتماله كثِيراً ما نشعُر بِفترات جوع رُوحِى وَفتُور وَعدم تلذُّذ بِالله وَبِالصلاة وَالإِنجِيل وَتُرى ما الحل ؟الحل هُوَ الثبات وَالصمت الله ينظُر إِلَى الثبات الَّذِى يثبُت وَيكون أمِين فِى فترات الفتُور يتذكَّى أمام الله أكثر لأِنَّ ذلِكَ قِمة الحُب النَّفْسَ الَّتِى تهرُب مِنْ الجوع الأرضِى وَالرُّوحِى بِطرِيقة بشرِيَّة وَتقُول أعِيش كباقِى النَّاس هذا ليس حل بَلْ الحل هُوَ الثبات عَلَى ما تعلَّمتهُ وَتقُول[ بِاسمِكَ أرفعُ يَدَيَّ كما مِنْ شحمٍ وَدسمٍ ] ( مز 63 : 4 – 5 )هذا يُعطِى حماس أكثر لِلحياة مَعَ الله ما الَّذِى يجعلكَ تعرِف معنى الخِير ؟الجفاف وَتعرِف معنى النُور ؟الظلاَمَ هذا الرَّجُل رفض المجاعة وَهذا يُعلِنْ عَنْ نَفْسَ ترفُض عمل الله ما مِنْ ضِيقة تُقابِلنا وَنأخُذ قرار مِنْ ذواتنا هذا خطرإِحذر أنْ تأخُذ قرار فِى ضِيقة تُقابِلَكَ مِنْ ذاتكَ قرار بشرِى وَتقُول أذهب إِلَى مُوآب هذا الرَّجُل حسبها حِسبة خطأ فِى لحظة وَنفَّذها لكِنْ ذلِكَ خِدعة مِنْ عدو الخِير[ فَأتوا إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكانُوا هُناكَ0وَمَاتَ ألِيمالِكُ رجُلُ نُعمِي وَبقِيت هِي وَابناها ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُما محلُونُ وَكِليُونُ فتُرِكتِ المرأةُ مِنِ ابنيها وَمِنْ رجُلِها ]عِندئِذٍ أرادت نُعمِى أنْ تعود إِلَى بيت لحم لأِنَّ الله كَانَ قَدْ إِفتقد شعبه بِالخير [ فَقَامتْ هِيَ وَكنَّتاها وَرجعتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ لأِنَّها سمِعتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أنَّ الرَّبَّ قَدِ افتقد شعبهُ لِيُعطِيهُمْ خُبزاً ] وَأرادت نُعمِى أنْ تُقنِع كنَّتاها أنْ يعودا إِلَى بيت أبويهِما فِى سِفر رَاعُوث بعض مبادِئ وَأخلاقِيات عالية رَاعُوث أظهرت شخصِيَّة المرأة المُحِبة الباذِلة نُعمِى قالت لِكنَّتاها الرَّبُّ يصنع معكُما إِحساناً كما صنعتُما بِى وَلِيُعطِيكُما الرَّبُّ راحة كُلُّ واحِدة فِى بيت رجُلِها هذا الكَلاَمَ لاَ يخرُج إِلاَّ مِنْ سيِده تقية وَأُم بارة حِكمة وَمحبَّة وَإِتساع00جمِيل أنَّ الشخص عِندما يُرِيد أنْ يقُوم بِأمرٍ مُعيَّن أنْ يضع نَفْسَه مكان الآخرِين وَ لاَ ينظُر لَهُ مِنْ وِجهة نظره هُوَ [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لآِخرِينَ أيضاً ] ( فى 2 : 4 ) نُعمِى تكلَّمت مَعَ كنَّتاها ثُمَّ قبَّلتهُما أى أنَّها إِتخذت القرار[ وَرَفعنَ أصواتهُنَّ وَبكينَ ] بنات مُخلِصات قالت رَاعُوث وَعُرفة لاَ بَلْ نعُود معكِ لِشعبكَ نُرِيد أنْ نطمئِن عليكِ لكِنَّها أرادت إِقناعهُما فقالت لهُما [ هل فِي أحشائِي بنُون بعدُ حَتَّى يكُونُوا لكُما رِجالاً اِرجِعا يا بِنتيَّ وَاذهبا لأِنِّي قَدْ شِختُ عَنْ أنْ أكُونَ لِرَجُلٍ وَإِنْ قُلتُ لِي رجاء أيضاً بِأنِّي أصِيرُ هذِهِ اللَّيلةَ لِرَجُلٍ وَألِدُ بنِينَ أيضاً هلْ تصبِرانِ لَهُمْ حَتَّى يكبُرُوا هلْ تنحجِزانِ مِنْ أجلِهِمْ عَنْ أنْ تكُونا لِرَجُلٍ ] هذا كَلاَمَ غير منطِقِى إِسلُوب جمِيل فِى التعامُل مَعَ كنَّاتِها الشخص الَّذِى لاَ أتعامل معهُ كإِبن لِى يكُون التعامُل معهُ صعب [ لاَ يا بِنتيَّ فَإِنِّي مغمُومةٌ جِدّاً مِنْ أجلِكُما ] هِى مغمُومة عليهِما وَعِندها شعُور أنَّ الَّذِى حدث لَهُمْ كَانَ بِسبب تفكِيرها هِى وَزوجِها لِذا قالت لهُما [ لأِنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خرجت عَلَيَّ ] تُرِيد أنْ تقُول أنَّ الذنب ذنبِى أنا وَليس ذنبكُما [ ثُمَّ رفعن أصواتِهُنَّ وَبكين أيضاً فقبَّلت عُرفةُ حماتها وَأمَّا رَاعُوثُ فلصِقتْ بِها ] أرادت نُعمِى أنْ تُقنِع رَاعُوث كما أقنعت عُرفة فقالت لها [ هُوذا قَدْ رجعت سِلفتُكِ إِلَى شعبِها وَآلِهتِها اِرجعِي أنتِ وراء سِلفتُكِ ]عُرفة تُمَّثِل الجِهاد الشخصِى أى الَّذِى يُرِيد أنْ يتحِد بِالله لكِنْ بِالمجهُود الشخصَِى الذَّاتِى بِعواطِفِهِ وَإِمكانِياتِهِ البشرِيَّة فيصِل إِلَى حد مُعيَّن وَ لاَ يستطِيع أنْ يتعداه لِلوصُول إِلَى بُوعزإِلاَّ إِذا كَانَ لِهذِهِ النَّفْسَ إِستنارة داخِلِيَّة لِذلِكَ كُلّ جِهاد بِطاقة بشرِية محدُود ثُمَّ يعُود مِثْلَ عُرفة لكِنْ لِتقُول النَّفْسَ [ معُونتِي مِنْ عِندِ الرَّبِّ ] ( مز 121 : 2 ) كَمِثْلَ رَاعُوث الَّتِى قالت لِحماتِها [ لاَ تُلِحّي عَلَي أنْ أترُككِ وَأرجِعَ عنكِ لأِنَّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُكِ شعبِي وَإِلهُكِ إِلهِي حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناكَ أندفِنُ هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِي وَهكذا يزِيدُ إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِي وَبينكِ ] قرار قوِى جعل رَاعُوث تستحِق أنْ يأتِى مِنها عُوبِيد وَتدخُل فِى سِلسِلة أنساب المسِيح نعم رَاعُوث ذاهِبة إِلَى المجهُول لكِنْ عِندها ثِقة أنَّها مَعَ نُعمِى وَنُعمِى هِى مصدر بركة لِرَاعُوث قالت رَاعُوث لِنُعمِى [ إِلهُكِ إِلهِي ] رَاعُوث تُعلِن إِيمانها بِإِله نُعمِى رغم أنَّ كُلّ المؤشِرات تقُول إِنْ إِله نُعمِى ذلَّها كما قالت فِيما بعد رَاعُوث إِستحقت المِيراث الصالِح بِسبب إِشتياقات قلبِها هذِهِ هِى النَّفْسَ الأمِينة الَّتِى تسِير مَعَ الله سواء كَانَ يوجد تعزِيات أوْ ضِيقات إِنَّما تقُول لله أتبعك حيثُما تمضِى سأتبعك وَإِنْ حملت الصلِيب وَإِنْ تُهان وَإِنْ تُذل هذِهِ هِى النَّفْسَ الَّتِى لها رصِيد مِنْ الحُب يتعدَّى طاقتها البشرِية إِحذر أنْ تضع عائِق بينك وَبين الله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ[ مَنَ سيفصِلُنا عَنْ محبَّةِ المسِيحِ أشِدَّة أمْ ضِيق أم اضطِهاد أم جُوع أم عُري أم خطر أم سيف ] ( رو 8 : 35 ) رَاعُوث تتكلَّم بِقلب حار مُتجِه لله وَعِندها إِستعداد أنْ تعِيش مِنْ أجل الله وَتُضَّحِى بِذاتِها مِنْ أجله جيِّد أنْ يفوق الإِنسان طاقته البشرِية وَيلغِى عقله وَيُسَّلِم لله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ عِندما كانت السفِينة ستغرق بِهِمْ [ سلَّمنا فصِرنا نُحملُ ] ( أع 27 : 15 ) هكذا رَاعُوث لَوْ كانت قَدْ فكَّرت بِعقلِها لكانت تقُول مَنَ هِى نُعمِى هذِهِ الأرملة الَّتِى تركت شعبها وَشعبها نساها وَفِى أرضها بِها مجاعة حَتَّى ألتصِق بِها أحياناً أولاد الله يأخُذُون شكل نُعمِى الَّتِى ليس لها سند نُعمِى تُمَّثِل النَّامُوسَ لأِنَّ بِها شيخوخة وَعجز وَعُقمْ لكِنَّها طرِيق لِلوصُول إِلَى بُوعز لِذلِكَ الكِتاب المُقدَّسَ يضُم العهد القدِيم وَالعهد الجدِيد لابُد أنْ نعرِف نُعمِى لِكى نتحِد بِبُوعز رائِعة الكلِمات الَّتِى قالتها رَاعُوث لِنُعمِى لأِنَّها نشِيد حُب ليتنا نقوله لله أنّنا لَنْ نترُكه حيثُما ذهب نذهب ليتنا نشعُر أنَّ كُلّ مكان نذهب إِليهِ يكون فِيهِ الله لأِنَّهُ لاَ يحِدَّه مكان هذا يأتِى مِنْ قِمَّة العِشرة وَقِمَّة الحُب يا ليت هذا الحُب يكون لِمسِيحنا فنتمسَّكَ لِدرجِة الموت عِندما وجدت نُعمِى أنَّ رَاعُوث مُتمسِكة بِها تركتها تذهب معها إِلَى بيت لحم الله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذا الإِلحاح وَنقُول لَهُ إِنَّنا لَنْ نترُكه حَتَّى وَلَوْ جُرِّبنا أوْ لَوْ سمح لنا بِجفاف وَكما يقُول بُولُسَ الرَّسُولَ [ تدرَّبتُ أنْ أشبعَ وَأنْ أجُوعَ ] ( فى 4 : 12 )المُهِمْ أنَّ كِفايتنا مِنْهُ هُوَالله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذِهِ الإِلحاحات حَتَّى لاَ نكُون تابِعِين لَهُ لِهوى شخصِى كما قَالَ ربَّ المجد لِلَّذِينَ تبعوه أنَّهُمْ تبعوه ليس لأِنَّهُمْ رأوا آياته بَلْ لأِنَّهُمْ أكلوا مِنْ الخُبز وَشبِعوا أمَّا رَاعُوث فهِى تبعت نُعمِى وَإِلهها لِلمحبَّة المُجرَّدة [ وَكَانَ عِند دُخُولِهِما بيتَ لحمٍ أنَّ المدِينة كُلَّها تحرَّكت بِسببِهِما وَقالُوا أهذِهِ نُعمِي ] المدِينة كُلّها تحرَّكت لمَّا دخلت لأِنَّ ملامِحها كانت قَدْ تغيَّرت النِفُوسَ الَّتِى تترُكَ المعِيَّة مَعَ الله وَتلتمِسَ الخِير مِنْ مُوآب تفقِد ملامِحها وَصورِتها كإِبن لله أحياناً نقُولَ معقُولَ يكُون هذا الشخص مسِيحِى ؟ فلِماذا يتكلَّم هكذا وَيتصرَّف بِسلُوكَ هكذا ؟! الَّذِى يترُك الله يفقِد ملامِح النِّعمة لأِنَّ الله يرسِم ملامِحه علينا لِذلِكَ قالت نُعمِى [ لاَ تدعُونِي نُعمِي بَلِ ادعُونِي مُرَّةَ لأِنَّ القدِيرقَدْ أمرَّنِي جِدّاً ] نُعمِى عِندها وعى رُوحِى تعلم أنَّ الَّذِى بِها ليس مِنْ المجاعة لكِنْ بِتدبِير إِلهِى القدِير هُوَ الَّذِى صنع هذا جيِّد أنْ يكون لنا نظرة لِما وراء الأحداث عِندما نُجرَّب نقُول أنَّ القدِير صنع هذا " القدِير" أى لاَ ننسِب لَهُ حماقة جيِّد أنْ نشعُر أنَّ كُلّ آلام هِى بِسماح مِنْ الله [ إِنِّي ذهبتُ مُمتلِئةً وَأرجعنِي الرَّبُّ فارِغةً ] النَّفْسَ الَّتِى تلتمِس خيرها مِنْ غير الله تفقِد ما عِندها كما الإِبن الضَّالَ الَّذِى تركَ أبوه وَسحب كُلّ طاقاته الَّذِى يخرُج بِزوجة وَأولاد يُمَّثِلَ النَّفْسَ الَّتِى تخرُج بِجسدها وَكُلّ طاقاتها فتعُود فارِغة [ فَرَجعتْ نُعمِي وَرَاعُوثُ المُوأبِيَّةُ كنَّتُها معها الَّتِي رجعت مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ وَدخلتا بيتَ لحمٍ فِي ابتِداءِ حصادِ الشَّعِيرِ رجعُوا فِى بِدايِة موسم الحصاد بعد أنْ تركُوها فِى مجاعة الخِير ينتظِركَ إِنْ ثبتَّ لكِنَّكَ أحياناً لاَ تثبُت وَ لاَ تصبِرإِنتظِر الرَّبَّ بدأ الأصْحَاح الأوَّل بِمجاعة وَإِنتهى بِحصاد لِذلِكَ كَانَ دائِماً يُقرأ هذا السِفر فِى موسم الحصاد قدِيماً وَيحكِى عَنْ المرأة الَّتِى تحمِل داخِلها سُنبُلة الحصاد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.

سفر يشوع ج1

بِنِعمِة ربِّنا سوف ندرِس مَعَْ بعض مُقَّدِمة لأِحد الأسفار التارِيخِيَّة وَهُوَسِفر يشُوع وَهذِهِ الأسفار تُؤكِّد لنا أنَّ ربِّنا يسُوعَ هُوَ سيِّد التَّارِيخ وَهُوَ قُوَّة الشَّعْب وَتعزيتهُمْ وَهُوَ صانِع التَّارِيخ فسندرِس مُعاملات الله مَعَْ شعبه وَهذا أمر واقِعِى جِدّاً مَعَْ الإِنسان أنَّهُ يرى الله كإِله حىَّ يتبنَّاه فِى كُلّ أمر حياتنا فِيها شئ مِنْ النظرِيَّة وَهذِهِ الأسفار تُرِينا أنَّ ربَّنا يسُوعَ هُوَ سيِّد ممالِكَ الأرض كُلّها وَهُوَ الَّذِى يُعطِى الغلبة وَالنُصرة وَهُوَ الضامِن وَهُوَ الَّذِى يُعطِى المواعِيد سِفر يشُوعَ هُوَ ماسِكَ مِنْ ناحِية بِأسفار مُوسى الخمسة وَمِنْ النَّاحِية الأُخرىماسِكَ بِالأسفار التارِيخِيَّة كاتِب السِفر هُوَ يشُوع بنَ نُون وَهُوَ وُلِد فِى مِصْرَ فِى البرِّيَّة وَكَانَ مِنْ التلامِيذ المُقرَّبِين جِدّاً لِمُوسى النبِى وَمُدِة قِصة يشُوع ليست طوِيلة وَهِى حوالِى 30 سنة فقط وَرغم أنَّها 30 سنة فقد خُصِصَ لها سِفر بِالكامِلَ لأِنَّها هامة جِدّاًوَذلِكَ لأِنَّ الَّذِى تقُصَّهُ الأسفار الخمسة يتحقَّق فِى سِفر يشُوع هُوَ الحُلم بِوعد الله وَهُوَ الوعد بِالبركة وَالدُخُولَ إِلَى كنعان فربَّنا وعد بِالبركة كما قَالَ لأِبراهِيم أنَّ نسلَكَ يرِث الأرض وَالحُلم قَدْ تحقَّق فِى شعب الله فبعد أنْ خرجُوا مِنْ أرض مِصْرَ وَعبرُوا البحر الأحمر وَكانُوا مُشتاقِين لِدُخُولَ أرض الموعِد وَكُلَّما تاهوا كَانَ يزِيد الإِشتياق لِلدُخُولَ وَفِى سِفر يشُوع تحقَّق الحُلم وَورثُوا الأرض وَهذا السِفر مِنْ حوالِى سنة 1451 ق0م وَهِى سنة موت مُوسى إِلَى سنة 1420ق 0م وَهُوَ سِفر غنِى جِدّاً وَيُمكِنْ أنْ نُقسِّمهُ إِلَى ثَلاَثَ أقسام هِى أوَّلاً 24 أصْحَاح :- مِنْ 1 : 11يحكِى القِصة المُهِمة جِدّاً وَهِى موضُوع السِفر الأساسِى ( قِصة الدُخُولَ إِلَى كنعان وَعبُور نهر الأُردُن وَمِيراث الأرض وَهزِيمة الجُيُوش ) فكُلّ الأعداء الَّذِينَ حاربُوا يشُوع فِى سبِيل أنْ يدخُلَ الأرض هُوَ قَدْ هزمهُمْ وَلِذلِكَ يُمكِنْ أنْ نُسَّمِى سِفر يشُوع بِسِفر الرَّاحة أوْ سِفر النُصرة أوْ سِفر الملكُوت الأبدِى وَكَمْ أنَّ سِفر يشُوع يُمَّثِلَ حياتنا الآنَ إِلَى أنْ نرِث أرض الموعِد الحقِيقِيَّة وَهِى ملكُوت السَّماوات0 مِنْ 12 : 22فبعد أنْ دخلُوا الأرض وَحاربوا وَانتصرُوا وَاستراحُوا يحكِى لنا هذا الجُزء عَنْ شئ مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ تقسِيم الأرض عَلَى 12 سِبط وَكُلّ سِبط أخذ جُزء وَهذا الجُزء وَهُوَ تقسِيم الأسباط عمِيق جِدّاً وَ لاَ نقدِر أنْ نمُر عليه إِلاَّ وَنتأمل فِيه وَبِالإِضافة إِلَى ذلِكَ فهُمْ قَدْ عيَّنوا مُدُن وَهِى مُدُن الملجأ وَطابِع العهد القدِيم غالِب عليه طابِع الشراسة وَالإِنتقام وَلِذلِكَ كَانَ يقُولَ عِينَ بِعين وَسِنَ بِسِنَ وَلكِنْ لاَ تُمِيته( لا 24 : 20 ) فَلُوْ مثلاً واحِد قتل واحِد عَنْ طرِيق الخطأ كانُوا يعتبِرُونهُ قاتِل وَكانُوا لابُد أنْ يقتِلُوا واحِد مِنْ قبِيلتِهِ فهُنا لَوْ واحِد قتل واحِد عَنْ طرِيق الخطأ كَانَ يدخُلَ إِلَى مدِينة الملجأ وَكُلّ مدِينة لها معنى وَفِى النِهاية سِفر يشُوع بِيأخُذ نصِيبهُ وَهُوَ إِشارة لِلخادِم الَّذِى هُوَ أخِر الكُلّ وَأمَّا سِبط لاوِى فربَّنا قَالَ لَهُ أنا نصِيبكَ أنتَ وَسأُعطِى لَكَ مدِينة فِى كُلّ جُزء لأِنَّهُ لابُد أنْ يكُون فِى وسط الشَّعْب لابُد أنَّ الكاهِن يكُون فِى وسط الأسباط0 مِنْ 23 : 24فهُمْ كانُوا قَدْ دخلُوا الأرض وَقَدْ قُسِّمت وَيشُوع إِبتدأ يشعُر بِنهايِة أيَّامه فإِبتدأ يُعطِى نصائِح0 نبدأ نأخُذ بعض رمُوز وَإِشارات وردت فِى سِفر يشُوع :- أوِّل شئ يُقابِلنا هُوَ شخصِيَّة يشُوع نَفْسَه إِسم " يشُوع " معناه " يهوه يُخلِّصَ " وَهُوَ ربَّنا يسُوع كُلّ شئ فِى سِفر يشُوع يُشِير إِلَى شخص ربَّنا يسُوعَ قائِدنا وَفادِينا وَمُخلِّصنا وَمُدَّبِر حياتنا وَهُوَ كَانَ يعِيش فِى حياته فِى طاعة كامِلة لِمُوسى النبِى وَهُوَ إِشارة لِطاعِة الوصايا الَّتِى ربَّنا يسُوع أطاعها عِندما أُختُتِنْ وَتعمَّد مِنْ يُوحنا المعمدان وَخضع لِلنَّامُوسَ فيشُوع كَانَ مُطِيع وَكَانَ مُسلِّم حياته وَعاش بِإِيمان كامِلَ فِى قائِده مُوسى وَكَانَ مُتميِّز بِالجِدِيَّة الشدِيدة فِى حياته إِشارة لِربَّنا يسُوع الأسد الخارِج مِنْ سِبط يهُوذا فِى يشُوع تحقَّقت المواعِيد وَفِى ربَّنا يسُوع نِلنا الخَلاَصَ فِى يشُوع نِلنا الرَّاحة وَفِى ربَّنا يسُوع أخذنا كُلّ الأمور الَّتِى لَمْ يعرِف النَّامُوسَ أنْ يُعطِيها لنا فمرحلِة مُوسى كانت مرحلة مُهِمة جِدّاً وَفِى مُنتهى الصُعُوبة فَهُوَ وصَّلنا إِلَى الضَّفة الشرقِيَّة لِنهر الأُردُن وَنرى أرض المِيعاد وَلكِنْ لَمْ يستطِع النَّامُوسَ أنْ يوَّصلنِى مُمكِنْ أنْ يرتقِى بِىَّ وَيرتقِى بِإِخلاَصَ فَهُوَ لاَ يجعلنِى أُحِب عدُوِى وَكما أنَّ ربَّنا يسُوع هُوَ القائِد أيضاً يشُوع هُوَ القائِد وَكما أنَّ يشُوع واهِب الغلبة وَقَدْ حارب أكثر مِنْ 33 مَلِكَ وَانتصر عليهُمْ وَكُلَّهُمْ كانُوا أقوِياء وَمَعَْ ذلِكَ يشُوع غلب فِى كُلّ هذِهِ الحرُوب أيضاً ربَّنا يسُوع هُوَ الغالِب لنا وَجعلَ هذِهِ الغلبة لِحسابنا فَهُوَ عِندما يغلِب كأنَّنا غلبنا نحنُ فالملُوكَ عِندما سمعوا أنَّ شعب الله قَدْ عبروا البحر الأحمر وَنهر الأُردُن بِطرِيقة مُعجِزِيَّة وَهدموا أسوار أرِيحا وَهُوَ حصِين منِيع مُحصَّن طوِيل وَعرِيض وَضخم وَمملوء إِحتياطات فعِندما عرفوا أنَّ شعب الله مُجرَّد أنْ داروا حول السُور وَبوَّقوا إِنهدم السُورفإِنَّ الملُوكَ تحالفوا ضِدهُمْ لِدرجِة أنَّ راحاب الزانِية عِندما جاء إِليها الجواسِيس قالت لَهُمْ نحنُ سمِعنا فذابت قُلُوبِنا فإِنَّ المُلُوكَ ذاب قلبِهِمْ كالماء فِى داخِلهِمْ أُرِيد أنْ أقُولَ لَكَ أنت بِإِلهكَ قوِى فكثِيرِين بِيسُود عليهِمْ رُوح الضعف وَكثِيراً ما نقلق وَنخاف وَنشعُر أنَّ أعداءنا أقوِياء وَأنَّنا مُحاطِين بِكثِيرٍ مِنْ المشاكِلَ وَالأتعاب فهذِهِ الضُغُوط هِى مِثْلَ أسوار أرِيحا وَمِثْلَ 33 مَلِكَ وَلكِنْ لَوْ فِينا قُوَّة الله فإِنَّنا سنغلِب وَسيُعطِينا الله أنْ نغلِب بِلاَ ثمن فهدم السُور كَانَ بِطرِيقة بسِيطة جِدّاً وَهُوَ أنَّ الشَّعْب يتقدَّسَ وَتُحضِرُوا تابوت الله وَتدوروا حولَ السُور فقط وَفِى السَّابِع تدوروا سبع مرَّات وَتُبوِّقوا سبعة أبواق بِصوتٍ عظِيم حَتَّى ينهدِم السُور ما أعظم أعمالَكَ يارب ! فهذا جبرُوت خَلاَصَ يمِينه فالخَلاَصَ يا أحِبَّائِى ليس بِجهدِنا نحنُ فنحنُ أضعف جِدّاً مِنْ أنْ نتوب نحنُ أضعف جِدّاً مِنْ أنْ نهزِم العالم أرِيحا حصِينة وَهِى تُمَّثِلَ غرُور العالم وَتسلُّط العالم فَهُوَ لاَ يُغلب إِلاَّ بِإِيمانُنا وَ لاَ يُغلب إِلاَّ بِالبُوق وَالبُوق وَالفِضَّة فِى العهد القدِيم بِإِستمرار يُشِير إِلَى كلِمة الله فَلُوْ كلِمة ربَّنا فِى داخِلَ قلبكَ فإِنَّكَ تستطِيع أنْ تغلِب أسوار أرِيحا فَلُوْ كلِمة ربَّنا بِتنساب مِنْ شفتيكَ فعِندما تأتِى إِليكَ أى فِكرة فإِنَّكَ ستهزِمها هادِمِين حصُوناً وَكُلّ إِرتفاع ( 2 كو 10 : 5 ) فأرِيحا مُمكِنْ أنْ نغلِبها فَهُوَ صُورة لِشعب الله المُتمَّسِكَ بِوعوده القائِلَ لاَ تخافُوا[ فِي العالم سيكُونُ لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالمَ ]( يو 16 : 33 )فأحياناً بِنشعُر بِرُوح ضعف فِى داخِلنا فَلاَبُد أنْ نشعُر أنَّنا أقوِياء بِرُوح الله وَأنَّنا فِى يَدَ الله وَأنَّ الله هُوَ صانِع التَّارِيخ وَنحنُ واثِقِين جِدّاً فِى تدابِيره فَهُوَ الَّذِى قَالَ [ فِي العالم سيكُونُ لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالمَ ][ وَهذِهِ هِي الغلبةُ الَّتِي تغلُِبُ العالمَ إِيمانُنا ] ( 1 يو 5 : 4 ) أنا أتخيَّلَ أنَّ مَلاَكَ الرَّبَّ عِندما كلَّم يشُوع وَقَالَ لَهُ أنْ يلِف حولَ السُور فإِنَّهُ يتعجَّب كثِيراً ما عقُولِنا تقِف حائِلَ فِى تدابِير الله وَنقُولَ لَهُ ياربَّ إِنَّ هذا فوق الخيالَ وَلكِنْ فِى الحقِيقة أنت عليكَ أنْ تُلَّبِى نِداءه وَتقُولَ لَهُ[ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودُنا فِي موكِبِ نُصرتِهِ ] ( 2 كو 2 : 14 ) فأُرِيد أنْ أقُولَ شئ مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ أنَّ سِر الغلبة أنَّهُ قَالَ لَهُمْ تقدَّسوا فالغلبة بِالتقدِيس فيوجد مَنَ يظُنْ أنَّ الغلبة هِى بِكفاءتِهِ الشَّخصِيَّة أوْ بِعِلاَقات فسِر الغلبة هُوَ بِالتقدِيس فتوجد قرية صغِيرة إِسمها " عاي " فأرسلَ لها يشُوع ألفِين ثلاثة لِكى ينتصِرُوا علِيها وَلكِنْ الَّذِى حدث هُوَ أنَّها إِنتصرت علِيهُمْ00فما الَّذِى حدث هُنا ؟! هُوَ أنَّ ربَّنا قَالَ لِيشُوع توجد خطِيَّة فِى الشَّعْب فأنا قُلتُ لَكُمْ عِندما تدخُلُوا أرِيحا فإِنَّ كُلّ شئ إِعطِيه لله[ فِي وسطكَ حرام يا إِسْرَائِيلُ ] ( يش 7 : 13 )فالإِنسان عِندما توجد خطِيَّة فِى داخِله فإِنَّ أعداءه تهزِمه وَعِندما يكُون فِى قداسة فِى داخِله فإِنَّهُ يهزِم جيُوش أقوِياء فسِر الغلبة يا أحِبَّائِى هُوَ أنَّ حياتنا تكُون مُرتفِعة لله وَأنْ يتقدَّس الإِنسان عِندما يكُون غالِب شهوِته فإِنَّهُ يستطِيع أنْ يهزِم وَيأخُذ قُوَّة عَلَى مُدُن حصِينة وَيأخُذ قُوَّة ليست قُوَّتهُ مُعلِّمنا داوُد النبِى يقُولَ [ إِنْ راعيتُ إِثماً فِي قلبِي لاَ يستمِعُ لِي الرَّبُّ ]( مز 66 : 18 )" إِنْ راعيت " يعنِى أنا حابِب هذا الإِثم وَمُحتفِظ بِهِ فِى داخِلِى وَساكِت عليه وَ لاَ أُقاوِمه فالمفرُوض أنْ أرفُضه وَأنْ أُقاوِمه وَأُخرِجه مِنْ داخِلِى عاخان بنُ كرمِى خبَّأ شئ عِنده وَراعاه فيوجد خوف علِينا فبدلاً مِنْ أنْ نكُون مخبَّأيِن كلِمة ربَّنا فِى داخِلنا نخبَّأ محبِّة العالم وَمحبِّة المالَ وَالدنس فَلُوْ الإِنسان راعاها وَكتم علِيها فإِنَّهُ صعب أنْ يرِث بعد ذلِكَ فمثلاً الشَّعْب عِندما هُزِم فِى قريِة عاي أتوا وَقالُوا لِيشُوع فيالِحُزن يشُوع فإِنَّهُ سقط عَلَى وجهِهِ أمام التابُوت وَمزَّق ثوبهُ وَجلس يُعاتِب ربَّنا وَقَالَ لَهُ[ أسألُكَ يا سيِّدُ وَماذا تصنعُ لاِسمِكَ العظِيمِ ] ( يش 7 : 8 – 9 ) ماذا ستفعلَ ؟ وَماذا ستتصرَّف ؟ فربَّنا قَالَ لَهُ خَلاَصَ لِماذا أنتَ ساقِطَ عَلَى وجهِكَ فيشُوع هُوَ الشَّفِيع مِنْ أجل شعبِهِ كذلِكَ ربَّنا يسُوع هُوَ الشَّفِيع مِنْ أجلِنا فإِنْ كَانَ يوجد واحِد عنده خطِيَّة فإِنَّ الكنِيسة كُلَّها تكُون مهزُومة وَربَّنا يسُوع بِيأخُذ إِثمنا وَيُقَّدِسنا أمام الآب وَيقُولَ لَهُ خَلاَصَ إِرفع وجهكَ فَهُوَ يُمَّثِلَ الله الأزلِى الغِير محدُود الَّذِى أخلى ذاته وَأخذ صورة العبد وَعِندما يقُولَ لنا الكِتاب عَنْ أحد فِى العهد القدِيم إِنْ كَانَ مَلِكَ أوْ نبِى عظِيم فإِنَّ ذلِكَ هُوَ إِشارة إِلَى التخلِّى وَالتجسُّد فتوجد عمليِة إِخلاء لِكى يشفع فِى خطايانا فربَّنا يسُوع لَوْ تبعناه فلنا ثِقة أنَّنا سندخُلَ الملكُوت وَلُوْ لَمْ نتبعهُ فسيكُون ملكُوتنا مُعرَّض لِلضَّياع فالإِنسان لاَ يجِب أنْ يستكبِر وَأنْ يعِيش بِمشُورة نَفْسِهِ فَلاَبُدَ أنْ يكُون لَهُ مُرشِدِيه فكثِيراً ما يوجد ناس يرفُضُون أنْ يكُون لَهُمْ مُرشِدِين وَلكِنْ أنا لابُد أنْ يكُون لِى مُرشِد لِكى أضمن أنْ أكُون فِى أمان وَأنْ يكُون لِى قائِد يمسِكَ بِيَدِى وَمُمكِنْ أنْ يتشَّفع مِنْ أجلِى وَأدخُلَ الملكُوت [ سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حكِيم ] ( أم 12 : 15 )فَلاَ تسِير بِحسب رأيكَ فعِندما يكُونُ لَكَ مُرشِدِين فإِنَّ ذلِكَ هُوَ الَّذِى سيضمنُ لَكَ المِيراث وَيضمنُ أنْ يكُونُ لَكَ نصِيب لِذلِكَ نحنُ نحتاج إِلَى قائِد حكِيم يُدَّبِر أمورنا وَلِذلِكَ نحنُ لنا أُسقُف وَلنا كاهِن فكُلّ جماعة لها مُدَّبِر فهذا هُوَ موكِب النُصرة الَّذِى نتحرَّكَ بِهِ نحو السَّماء فنحنُ فِى رِحلة نحو أعماق الملكُوت وَالسَّماء0 عُبُور نهر الأُردُن :- فَهُوَ عُبُور عجِيب جِدّاً فربَّنا قَالَ لَهُمْ أنَّهُمْ يحمِلُوا تابُوت العهد وَمُجرَّد أنْ يبعِدوا حوالِى 1000 ذِراع أى بِمُجرَّد أنْ يضعوا أرجُلهُمْ فِى ماء الأُردُن فإِنَّهُ يصِيرَ لَكَ الأُردُن مسلكاً وَالماء كُلّه وقف فِى ناحِية واحِدة بِمُجرَّد فقط أنْ نأخُذ خطوة جدِيَّة نحو السَّماء فإِنَّنا سنجِد ربَّنا يفتح لنا السَّماء وَتابُوت العهد هُوَ كلِمة الله فمادامت كلِمة الله فِى داخِلَ قلبِى خَلاَصَ لاَ يقِف أمامنا حائِلَ فالإِنسان لِكى يدخُلّ السَّماء لابُد أنْ يمُر بِالبحر الأحمر وَهُوَ العمودِيَّة وَلكِنْ أنا مازالت توجد حرُوب بِتحارِبنِى فأظِل عايِش فِى برِّيَّة العالم لِكى أدخُلَ السَّماء وَلابُد أنْ أعبُر نهر الأُردُن وَهُوَ الموت فموت الجسد هُوَ الخطوة الهامة الضرورِيَّة لِكى يدخُلَ الإِنسان كنعان عبُورنا الأُردُن يا أحِبَّائِى هُوَ الَّذِى ينقِلنا مِنْ العبُودِيَّة وَمِنْ مشقِة الطرِيق وَأحزانه إِلَى الأفراح فِى سِفر التَّثنِيَة كَانَ يقُولَ لَهُمْ عَنْ أرض كنعان مُدُن عظِيمة أرض رخاء أرض زيتُون لاَيُعوِزكَ فِيها شئ فهِى إِشارة لِلسَّماء وَبِذلِكَ يا أحِبَّائِى وَنحنُ فِى عبُورِنا لِلأُردُن فإِنَّ ذلِكَ إِشارة لِدخُولنا كنعان السَّماوِيَّة حيثُ السَّعادة وَالغلبة وَالنُصرة لِذلِكَ يقولَكَ أنَّ سَِفر يشُوع هُوَ سِفر الرَّاحة لِلإِنسان يا أحِبَّائِى الَّذِى يُجاهِد فِى حياته وَيتقدَّس فإِنَّهُ سيجِد فِى داخِله أنَّهُ مرتاح وَتجِده بِيأخُذ عربُون الرَّاحة الحقِيقِيَّة فِى شخص يسُوع وَعِندما يُرضِى ربَّنا يسُوع فإِنَّهُ سيشعُر أنَّهُ لاَ يُعوِزهُ شئ وَستجِده قامِع فرحان مُتهلِّلَ راحاب الزانِية عرَّضت نَفْسَها لِخطر بِأنَّها تأخُذ ناس غُرباء أتوا لِيتجسَّسُوا عَلَى أرضها فأجمل ما يُقالَ أنَّها عرفت أنَّهُمْ بِيفتِشُوا عَلَى الجاسُوسان فخبَّأتهُمْ بين عِيدان الكِتَّان وَأخذت مِنْهُمْ وعد بِالخَلاَص وَلكِنْ كيف أضمن الخَلاَصَ وَذلِكَ بِأنَّها تُحضِر حبل قُرمُزِى وَتُدَّلِيه مِنْ عَلَى السُورفعِندما نمُر وَنجِد الحبلَ القُرمُزِى لاَ نُصِيبِكَ بِشر فسِر الخَلاَصَ وَالنجاه فِى الحبل القُرمُزِى ربَّنا يسُوع قَدْ أعطى علامة لِعبِيده لِكى يغلِبُوا( إِبصالِيِّة الجُمعة ) فالأطفالَ عِندما يتعمَّدوا بِنضع لَهُمْ زِنَّار أحمر وَهذا هُوَ علامِة النجاه أنَّهُ صَارَ مِنْ جيش المفدِيين وَصَارَ مِنْ الَّذِينَ لَهُمْ سِمة الحبل القُرمُزِى وَهُوَعلامِة الدم وَراحاب الزانِية إِشارة لِلأُمم فَهِى إِستحقت أنَّ ربَّنا يسُوع يأتِى مِنْ نسلِها رغم أنَّها زانِية وَذلِكَ لأِنَّ ربَّنا يسُوع قَالَ أنا آتِى لأُِقَّدِسَ الإِنسان وَأُولد فِيه لأُِقَّدِسهُ فراحاب خبَّأت كلِمة الله فِى عِيدان الكِتَّان وَأصعدتها عَلَى سقفِ حياتِها أى فِى مُقَدِّمة حياتِها فالنِّفُوسَ الَّتِى خبَّأت كلِمة الله فِى قلبِها وَصَارتَ تتحدَّى الَّذِينَ حولها هذِهِ هِى النِّفُوسَ الأمِينة لله فكُلّ نَفْسَ تقُولَ لَهُ قُدنِى مِنْ نُصره إِلَى نُصره عبَّرنِى نهر الأُردُن فتوجد أُمور كثِيرة بِتتعبنِى وَبِتقلقنِى وَلكِنْ أنت الغالِب أنت الرَّازِق جمِيع الخيرات ربِنا يسُوع يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين .

سفر حجى ج2

الأصْحَاحُ الثَّانِي :- بعد بِدايِة العمل بِحوالِى 27 يوم فِى البِداية إِشتغلُوا بِهِمَّة وَنشاط كبِير وَبدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ نُبُوات تُعطِيهُمْ مزِيد مِنْ التَّشجِيع عَلَى العمل لِحِساب مجد البِيت لِحِساب المجد الدَّاخِلِى0 النُبُّوة الأولى [ فِي الشَّهرِ السَّابِعِ فِي الحادِي وَالعِشرِينَ مِنَ الشَّهرِ كانت كلِمةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجّي النَّبِيِّ قائِلاً كلِّم زرُبَّابِلَ بنَ شألتِيئِيلَ وَالِي يهُوذا وَيهُوشعَ بنِ يهُوصادَقَ الكاهِنِ العظِيمِ وَبقِيَّةِ الشَّعْبِ قائِلاً ] ( 2 : 1 – 2 )[ مَنِ الباقِي فِيكُمُ الَّذِي رأى هذا البيتَ فِي مجدِهِ الأوَّلِ وَكيف تنظُرُونهُ الآنَ أمَا هُوَ فِي أعيُنِكُمْ كَلاَ شيءٍ ] ( 2 : 3 ) حدثت مُشكِلة أنَّ الَّذِينَ عاصروا هيكل سُليمان بِكُلِّ مجدِهِ بِمهارِة الصُّنَّاع وَالتكلِفة وَالذَّهب وَالفِضَّة وَالبهاء وَالإِحترام بدأوا يعمِلُوا مُقارنة وَكانُوا ينظُرُونَ لِلهيكل الجدِيد كَلاَ شئ فبدأ اليأس وَالإِحباط وَالتَّراجُعَ مِنْ جِهة الَّذِين يبنُوا وَهذا ما يحدُث لنا نحنُ أيضاً كثِيراً عدو الخِير يُقارِنِى بِغيرِى أوْ بِنَفْسِى وَهدفه شئ واحِد فقط أنْ أقِف عَنْ العملَ وَأرجع عَنْ فِكره البُناء وَهذِهِ حرب شدِيدة جِدّاً جِدّاً مِنْ عدو الخِيرإِذن مادُمنا بدأنا نبنِى فِى البيت فهذا معناه أنَّهُ سيبدأ الحرب لأِنَّ بِدايِة البُناء معناها تعمِير المذبح وَإِعادِة تقدِيم الذَّبائِح معناه أنَّ ربِّنا سيرضى عَنْ النَّاسَ معناه أنَّهُمْ سيزرعُوا وَيجِدوا يأكُلُوا وَيشبعُوا وَتحِلَ بركِة الرَّبَّ فِى حياتِهِمْ وَنُلاَحِظ أيضاً أنَّ عدو الخِير مُخادِع فمُمكِنْ يضربنا بِشر وَمُمكِنْ يضربنا بِبرفمُمكِنْ إِنسان يكُون عِنده طمُوح رُوحِى عالِى جِدّاً وَيبدأ عدو الخِير يُشعِره أنَّهُ لاَ شئ وَهذِهِ حرب صِغر النَّفْسَ فيُشعِره أنَّهُ مهما عملَ هُوَ مرفُوض إِذا رأينا غيرنا يعمل فَلاَ تجعلهُ يُحبط أوْ ييأس لكِنْ نشَّجع وَنساعِد إِذا أمكن أمَّا إِذا لَمْ أستطِيع فأترُكهُ يعملَ وَ لاَ أُحبِطه [ فَالآنَ تشدَّد يَازرُبَّابِلُ يقُولُ الرَّبُّ ] ( 2 : 4 ) يأتِى صوت الله يُشَّجِعهُمْ عَلَى تكمِلة العملَ فِى اللحظة الصعبة الَّتِى نزع فِيها عدو الخِير فرحِتهُمْ وَبعد أنْ بدأوا يحزنُوا وَيبكُوا [ وَاعملُوا فَإِنِّي معكُمْ ]فِى الحقِيقة أنَّ سِر مجد الإِنسان يكمُنْ فِى معِيَّة الله لَهُ " ربِّنا معِى " وَحِين أشعُر بِذلِكَ أتمجَّد بِعمله فِى داخِلِى وَهذا هُوَ جمال البُناء وَالإِيجابِيَّة فِى الإِنسان الله لاَ ينظُر إِلَى شكلَ العملَ وَلكِنْ ينظُر إِلَى جوهرِهِ الله لاَ ينظُر إِلَى قِيمة العمل وَلكِنْ ينظُر إِلَى الحُب المعمُولَ بِهِ العملَ وَلُوَ تذكَّرنا قِصَّة القِدِيسة صُوفِيَّا حِينما كانُوا يبنُوا كاتِدرائِيَّة فِى تُركِيا وَربِّنا أظهر أنَّ صُوفِيَّا هذِهِ تستحِق أنْ تُكتب الكاتِدرائِيَّة بِإِسمِها ماذا فعلت ؟ إِتضح أنَّها كانت تسقِى الخِيلَ الَّذِى كَانَ يحمِلَ أدوات البُناء إِذن الله لاَ ينظُر إِلَى قِيمة العملَ لكِنْ ينظُر إِلَى الحُب المعمُولَ بِهِ العملَ الله قادِر أنْ يلتقِى بِنا فِى أى مكان ليس مُهِماً أنْ يكُون المذبح ذهب أوْ نُحاس مُمكِنْ أنْ يكُون خشب لأِنَّ غايِة المبنى هُوَ إِلتِقاء الله بِنا حيثُما يوجد يسُوعَ يوجد المجد يسُوعَ هُوَ الَّذِى يُعطِى المجد لِلمكان وَليس العكس ربِّنا يُؤكِّد لَهُمْ أنَّهُ سيُقِيم رُوحه فِى وسطِهِمْ ماداموا عامِلِين هذا هُوَ المجد الحقِيقِى أنَّ رُوحه فِى وسطِهِمْ [ حسب الكَلاَمَ الَّذِي عاهدتُكُمْ بِهِ عِند خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ وَرُوحِي قائِمُ فِي وسطِكُمْ ] ( 2 : 5 )ربِّنا قَالَ لَهُمْ إِنْ كَانَ رُوحِى فِى وسطِكُمْ مُنذُ أنْ كُنتُمْ فِى مِصْرَ فِى العبُودِيَّة وَالذُل وَكَانَ مجدِكُمْ يأتِى مِنْ إِنِّى معكُمْ كُنتُ أمشِى معكُمْ فِى البرِّيَّة القفر وَكُنتُ أعولكُمْ وَكُنتُمْ تشعُروا بِيَدِى معكُمْ وَهذا هُوَ المجد الحقِيقِى المجد الحقِيقِى أنَّ " رُوحِي قائِمُ فِي وسطِكُمْ " وَهذا هُوَ أهم شئ أنَّ رُوح ربِّنا تكُون فِى وسطنا وَ لاَ يهِمْ أين نكُون [ لأِنَّهُ هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ هِي مرَّة بعد قلِيلٍ فأُزلزِلُ السَّمواتِ وَالأرضَ وَالبحرَ وَاليابِسةَ ] ( 2 : 6 )هذِهِ نُبُّوة عَنْ التجسُّد وَعَنْ الهيكل الحقِيقِى الَّذِى هُوَ جسده " مرَّة بعد قلِيل " نجِد أنَّهُ مِنْ حَجّي لِربِّنا يسُوع سنوات قلِيلة لأِنَّ حَجّي كَانَ سنة 537 ق0م " الأرضَ " إِشارة لِلجسد00وَ" السَّماء " مكان مُرتفِع إِشارة لِلنَّفْسَ وَ" البحرَ وَاليابِسةَ " هِى " طاقات الإِنسان " عِندما يدخُلَ ربِّنا فِى الإِنسان يُزلزِلَ كيانه كُلّه يُزلزِلَ السَّماء ( النَّفْسَ ) وَالأرضَ ( الجسد ) وَالبحرَ وَاليابِسةَ( طاقات وَمواهِب الإِنسان )[وَيأتِي مُشتهى كُلِّ الأُمَمِ ] ( 2 : 7 ) نُبُّوة عَنْ إِتيان ربِّنا يسُوع المسِيح حِين قَالَ [ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يسكُنُ فِيكُمْ ]( 1 كو 3 : 16 ) إِذن المجد الحقِيقِى هُوَ مِنْ داخِلَ النَّفْس ربِّنا يأتِى يُزلزِلَ الإِنسان وَيسكُنْ داخِله وَيُقِيم رُوحه داخِله وَيبنِى مذبحهُ الخرِب مذبح كُلّه مجد وَقُوَّة وَكرامة هُنا حَجّي يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ كُلّ ما فات كَانَ مُجرَّد رمز لِما سيأتِى الَّذِى هُوَ مُشتهى كُلِّ الأُمَمِ [ فَأملأُ هذا البيتَ مجداً قَالَ ربُّ الجُنُودِ ] ( 2 : 7 )فإِذا كَانَ الجبلَ تزلزلَ عِند حلُولَ الله عِندما كَانَ يُكلِّم مُوسى وَكَانَ الشَّعْب يرتعِب فهذا ما يحدُث عِندما يأتِى الرَّبُّ فيُزلزِلَ النَّفْسَ وَالجسد وَالمواهِب وَالطَّاقات وَلابُد عِندما يأتِى الرَّبَّ أنَّهُ يُحطِّم الإِنسان العتِيق الَّذِى داخِلنا لابُد تحدُث زلزلة وَإِنقِلاَب وَلابُد لنا أنْ نكُون مُهيَّئِين لِهذِهِ الزلزلة داخِلَ نِفُوسنا وَقُلُوبنا وَرغم أنَّ الزلزال مُخِيف وَمُرعِب لكِنْ نحنُ نحتاج لِزلزال رُوحِى فِى داخِلَ النَّفْسَ لِكى نبدأ وَنمتلِئ بِالرَّبَّ عِندما يأتِى ربِّنا يُزلزِل الطَّبِيعة القدِيمة لِكى ننالَ حياة جدِيدة فتتقدَّسَ النَّفْسَ وَالجسد وَيعملوا لِحِساب ملكُوت الله وَلِكى أتخلَّصَ مِنْ هذا الجسد المُتمرِّد وَالحرُوب وَالخطايا وَالمُقاومات فَلاَبُد إِنِّى أتجاوب مَعَْ هذِهِ الزلزلة ما الَّذِى يعملَ هذِهِ الزلزلة ؟ كلِمة الله فإِذا كَانَ الجبل تزلزل مِنْ كلِمة الله فَكَمْ يلِيق بِالقلب الَّلحمِى ؟ لابُد أنَّ هيكل الله يُبنى داخِلِى لابُد يأتِى الرَّبُّ يسُوع المسِيح [ هلُمَّ تفضَّل وَحِلَّ فِينا وَطهِّرنا مِنْ كُلِّ دنسٍ ] ( مِنْ قِطع السَّاعة الثَّالِثة ) هُوَ عِندما يحِلَ يُطَّهِر وَحلُوله يُعطِينا عِتق وَقُوَّة حلُوله فِى حد ذاته سيُعطِى إِجابة عَلَى أسئِلة كثِيرة نظِلَ نتسائل فِيها وَيُعطِى راحة مِنْ أمور كثِيرة ربِّنا يُرِيد أنْ يُقِيمْ مِنْ نَفْسَه ملِكاً فِى داخِلنا وَلِكى يحدُث هذا لابُد أنْ تحدُث زلزلة لابُد أنَّ ثِقتِى فِى نَفْسِى ( مِنْ الناحِية الرُّوحِيَّة ) تتحطَّم فَلاَ أقُولَ إِنِّى أقدر أتوب فذاتِى لابُد تتحطَّم وَشهواتِى وَعواطفِى كُلّ هذا لابُد يتحطَّم لِكى يأتِى الرَّبَّ وَيبنِى إِنسان جدِيد[ إِنْ لَمْ تقع حبَّةُ الحِنطةِ فِي الأرضِ وَتمُت فَهِي تبقى وحدها ] ( يو 12 : 24 ) أمَّا إِذا ظلَّت نَفْسِى مُهِمة عِندِى وَظلَّت لدىَّ إِهتمامات كثِيرة سيظِل ربِّنا مُتأخِر عَلَىَّ ربِّنا يبدأ يعمل معِى عِندما أقُولَ لَهُ ياربَّ ما أنا ؟ ليس أنا[ لاَ أنَا بَلْ المسِيحُ ]( غلا 2 : 20 ) كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُول[ لِي الفِضَّةُ وَلِي الذَّهبُ يقُولُ ربُّ الجُنُودِ ] ( 2 : 8 ) ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ كُلّ هذِهِ الأشياء هِى لِى هِى مِلكِى وَليست هذِهِ الأشياء هِى الَّتِى تُمَّجِدنِى وَهذا يُعلِّمنا أنَّ الإِنسان الَّذِى يقتنِى ربِّنا يكُون شبعان مِنْ كُلّ شئ وَ لاَ يحتاج لِشئ أبداً كُلَّما كَانَ الإِنسان عِنده فرح بِربِّنا يقُولَ لَهُ يارب أنتَ فرحِى وَشبعِى كما قَالَ القدِيس أُوغُسطِينُوسَ [ مَنْ إِقتفى آثاركَ لَنْ يضِلَ قط ، وَمَنْ إِمتلكَكَ شبِعت كُلّ رغباته ]يوم أنْ أخُذ الرَّبَّ أكُون أخذت كُلّ شئ وَيوم أكُون فقِير مِنْ الرَّبَّ أكُون فقِير مِنْ كُلّ شئ يسُوع هُوَ فضِِّتنا وَذهبنا هُوَ غِنانا الحقِيقِى[ مجدُ هذا البيتِ الأخِيرِ يكُونُ أعظمَ مِنْ مجدِ الأوَّلِ قَالَ ربُّ الجُنُودِ ]( 2 : 9 ) نُبُّوة هُنا الله يتكلَّم عَنْ نَفْسَه وَفِى نَفْسَ الوقت يُرِيد أنْ ينقِلَ أنظارهُمْ مِنْ المُقارنة الذَّهب بِالخشب ربَّ المجد يسُوع حِينما أتى كثِير مِنْ النَّاسَ أُعثِرُوا فِيهِ لَمْ يروا فِيهِ العظمة الَّتِى كانُوا يتوَّقعُوها كيف يكُون إِبن مَلِكَ وَهُوَ إِنسان بسِيط وَإِبن نجَّار[ أمِنَ النَّاصِرةِ يُمكِنُ أنْ يكُونَ شئ صالِح ] ( يو 1 : 46 ) هل يخرُج شئ صالِح مِنْ هذا المكان ؟ لِذلِكَ يقُولَ [ لِليهُودِ عثرةً وَلِليُونانِييِّنَ جهالةً ] ( 1 كو 1 : 23 ) كانُوا يتوَّقعُون أنْ يكُون قوِى وَصوته عالِى فوجدوه [ لاَ يُخاصِمُ وَ لاَ يصِيحُ وَ لاَ يسمعُ أحد فِي الشَّوارِعِ صوتهُ ] ( مت 12 : 19 ) وَقِمَّة العثرة عِندما وجدوه يُهان وَيُصَلب بدأ يتكلَّم عَنْ الهيكل الجدِيد وَهُوَ ليس مِنْ نوع أرضِى وَ لاَ مادِّى الهيكل الَّذِى يُشِير إِليهِ هُوَ هيكل السيِّد نَفْسَه هيكل جسده فبدأ يتكلَّم عَنْ مجد الهيكل الجدِيد الَّذِى فِيهِ تتِم المُصالحة بين الآب وَالبشرِيَّة خِلاَلَ دم إِبنه الوحِيد هذا الهيكل هُوَ الَّذِى تمَّ الصُلح فِيهِ الَّذِى قَالَ عنْهُ أنَّ مجده أكبر هُوَ هيكل جسده الَّذِى صالح بِهِ الأرضِيين مَعَْ السَّمائِيين [ فِي الرَّابِعِ وَالعِشرِينَ مِنَ الشَّهرِ التَّاسِعِ ] ( 2 : 10 ) أى بعد حوالِى شهرِين بدأوا يشتغلوا بعد أنْ كانُوا مُحبطِين هذِهِ هِى النُبُّوة الثَّالِثة فِى السِفر وَالثَّانِية فِى الأصْحَاحُ الثَّانِى وَكُلّ نُبُّوة تُمَّثِلَ مرحلة فِى عملَ الله مَعَْ النَّفْسَ [ إِنْ حَمَلَ إِنسان لحماً مُقدَّساً فِي طرفِ ثوبِهِ ] ( 2 : 12 ) إِذا كَانَ هُناكَ إِنسان يحمِلَ لحم لِيُقدِّمهُ ذبِيحة ( لحم مُقدَّسَ ) وَأثناء سيره مسَّ شئ ( أكل مَثْلاً ) هذا الأكل لاَ يتقدَّسَ لأِنَّهُ لمسَ الَّلحم المُقدَّسَ [ إِنْ كَانَ المُنجَّسُ بِميتٍ يمسُّ شيئاً مِنْ هذِهِ فهل يتنَّجسُ ] ( 2 : 13 ) فِى العهد القدِيم كَانَ مَنْ يلمِس ميت يتنَّجس فإِذا لمِس شئ فهذا الشئ يتنَّجس هُنا حَجّي بدأ يقُولَ لَهُمْ أنَّ عدوى الخطِيَّة تنتقِل أسرع مِنْ القداسة يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ غاية الهيكل هُوَ تقدِيسَ النَّفْسَ فإِذا كُنَّا نُقِيم الهيكل الحجرِى بِقُلُوب نجِسة فسوف يتنَّجس الهيكل أيضاً وَسيبقى الهيكل عاجِزاً عَنْ أنَّهُ يُقدِّسكُمْ لأِنَّكُمْ دنِسِين فلِكى يُقدِّسكُمْ الهيكل لابُد أنْ تكُونُوا أنتُمْ أوَّلاً مُقدِّسِين ما المنفعة يا أحِبَّائِى لَوْ كُنَّا نتكلَّم مَعَْ ربِّنا وَقُلُوبنا تمِيلُ إِلَى الشَّر ؟ ما المنفعة أنْ نُكلِّم ربِّنا وَنحنُ نُضمِر شرُور وَنحنُ داخِلنا حُب لِلخطايا وَأصُولها وَجذُورها ما المنفعة ؟لِذلِكَ كُلّ عضو فِى الكنِيسة يعمل لابُد يكُون أمِين داخِل نَفْسَه لأِنَّ عدوى الخطِيَّة تنتقِلَ أسرع مِنْ القداسة لأِنَّ الهدم أسرع وَأسهل مِنْ البُنيان [ فَأجاب حَجَّي وَقَالَ هكذا هذا الشَّعْبُ وَهكذا هذِهِ الأُمَّةُ قُدَّامِي يقُولُ الرَّبُّ وَهكذا كُلُّ عملِ أيدِيهِمْ وَمَا يُقرِّبُونهُ هُناكَ هُوَ نَجِس ] ( 2 : 14 )هُنا بدأ حَجّي يُنَّبِه أنفُسهُمْ نُبُّوة لِلتقدِيسَ الدَّاخِلِى قبل أنْ تبنِى قدِّسَ داخِلَكَ لِكى يكُون البُناء صحِيح وَمُقدَّسَ أمَّا إِذا كُنت تبنِى بِقلب دنِس سيكُون بُناءكَ دنِس أيضاً لِذلِكَ الكنِيسة لاَ تقبل عطايا غير المؤمِنِين وَ لاَ تقبل تقدُمات الخُطاه[ زيتُ الخاطِئ فَلاَ يدهِنُ رأسِي ] ( مز 140 مِنْ مزامِير النُوم ) الكنِيسة تقبل العطايا مِنْ أولادها بِإِعتبارِها عطايا قلب وَليست عطايا عينِيَّة لِذلِكَ فالكاهِن يُصَلِّى وَيقُولَ [ عوَّضهُمْ عَنْ عطاياهُمْ بِغُفران خطاياهُمْ ] إِذن يوجد إِرتِباط بين العطِيَّة وَمغفِرة الخطايا يوجد إِرتِباط بين العطِيَّة وَحالِة الشخص القلبِيَّة [ وَالآنَ فَاجعلُوا قلبكُمْ مِنْ هذا اليومِ فراجِعاً قبلَ وضعِ حجرٍ عَلَى حجرٍفِي هيكلِ الرَّبِّ ] ( 2 : 15 ) بدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ أنَّهُ لابُد أنْ تتوبوا قبل أنْ تضعُوا حجر عَلَى حجر وَتبنوا وَبدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ قِلَّة البركة عِندما كَانَ الشخص يزرع عِشرِين فيجِدهُمْ عَشَرَةَ[ قَدْ ضربتُكُمْ بِاللَّفحِ وَبِاليرقانِ وَبِالبردِ فِي كُلِّ عملِ أيدِيكمْ] ( 2 : 17 ) " اللَّفحِ وَاليرقان " هِى دِيدان تأكُلَ المحاصِيلَ بدأ ربِّنا يُنَّبِههُمْ إِلَى أنَّ أهم شئ أنْ يكُون الهيكل الدَّاخِلِى مُقدَّسَ بِهِ هُوَ وَأنْ يكُون هُوَ سِر بركته وَحلُوله فإِذا كانت قُلُوبكُمْ لَمْ تتقدَّسَ فَلَنْ تنعموا بِالبركة لأِنَّ الطَّبِيعة كُلَّها سوف تُقاوِمكُمْ وَسأُرسِلَ يرقان وَأنزع البركة مِنْكُمْ [ وَصَارَتَ كلِمةُ الرِّبِّ إِنِّي أُزلزِلُ السَّمواتِ وَالأرضَ ] ( 2 : 20 – 21 ) بدأ يقُولُ لَهُمْ أنَّهُ متى إِنتبهتُمْ لِلعملَ الدَّاخِلِى وَتقدَّستُمْ وَصَارَتَ حياتكُمْ مُقدَّسة فِىَّ وَبدأتُمْ تنتبِهُوا لِلبُناء الدَّاخِلِى فِعلاً سأُزلزِلُ لَكُمْ السَّماء وَالأرض وَسأقلِبُ كراسِى الممالِكَ وَأبِيدُ قُوَّة ممالِكَ الأُمم أقلِبُ المركبات وَالرَّاكِبِينَ فِيها وَينحطُّ الخيل وَسأجعل كُلّ أعداءكَ تحت قدميكَ ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنا صاحِب القُوَّة وَالقُدرة أنا الَّذِى أُعطِيكَ النُصرة وَأُزِيل كُلّ أعداءك قَدْ يكُونَ أعداءكَ أتوا بِسماح مِنِّى وَأكُون أنا الَّذِى سلطَّتهُمْ عليكَ وَعِندما أُرِيد أنْ أبعِدهُمْ عَنْ طرِيقكَ سأبعِدهُمْ لكِنْ لابُد أنَّكَ تُحارِب أمَّا النُصرة فَهِى أصلاً مِنْ عِند الرَّبَّ وَالخَلاَصَ مِنْ عِند الرَّبَّ كما يقُولَ مُعلِّمنا داوُد النبِى [ عظِيم هُوَ خَلاَصَه ]( مز 129 مِنْ مزامِير النُوم ) فَهُوَ عمله هُوَ فِى هذا الجُزء وعد بِالبركة لِزرُبَّابِل يقُولَ لَهُ سأجعلُكَ إِنسان جدِيد وَأنت الوالِى لكِنْ ستنعم بِبركات كثِيرة جِدّاً وَيقُولَ لَهُ كلِمة جمِيلة جِدّاً [ وَأجعلُكَ كخاتِمٍ ] ( 2 : 23 ) قدِيماً كَانَ الخاتِم عِند المَلِكَ عِبارة عَنْ خِتم يختِمْ بِهِ هُنا الخاتِم قَدْ يكُون لَهُ معنيان إِنِّى أجعلُكَ خاتِم لِى أى سأُعطِيكَ سُلطانِى وَقُوَّتِى وَهُنا يكُون زرُبَّابِل نُبُّوة عَنْ ربِّنا يسُوع المسِيح الَّذِى هُوَ خاتِم الآب كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ فِى عِبرانِيين[ الَّذِي وَهُوَ بهاءُ مجدِهِ وَرسمُ جوهرِهِ ] ( عب 1 : 3 )هُوَ خِتم الآب فنحنُ عرفنا الآب مِنْ ربِّنا يسُوع المسِيح مِنْ الخِتم كُلّ نَفْسَ أمِينة لِلرَّبَّ تحمِل كرامة الله شخصِيَّاً وَحضوره وَمجده وَبهاءه تحمِل خِتمه فِى يَدِها وَالخاتِم أيضاً إِشارة لِلزِيجة وَالعُرس وَالإِتحاد وَمادام الخاتِم فِى أيدِينا فنتحِد بِهِ وَنحمِل سُلطانه وعد الرَّبَّ لِكُلّ نَفْسَ أمِينة تجاوبت مَعَْ عمل نعمتِهِ00فهُنا يقُولَ لِزرُبَّابِلَ إِنِّى سأُزلزِل لَكَ الأُمم وَوعده بِتحطِيم الأُمم الوثنِيَّة وَكُلّ الصِعاب الَّتِى كانت قبلاً سأُحطِمُها لَكَ زرُبَّابِل يُمَّثِلَ المسِيح الَّذِى وُلِد فِى بابِلَ لكِنْ حمل جسدنا نحنُ وَأتى لأِرضِنا وَدخل معنا حَتَّى القبر زرُبَّابِل يُمَّثِلَ الإِبن الوحِيد الَّذِى هُوَ موضُوع سرُور الآب زرُبَّابِل يُمَّثِلَ يسُوع المسِيح الَّذِى أتى وَأباد الممالِكَ وَسُلطان الظُلمة الَّذِى فِيهِ صِرنا مُختارِىِّ الله وَفِيهِ ننعم بِالغلبة عَلَى قوات الظُلمة هُوَ الَّذِى أصبحنا فِيهِ نحمِلَ الخاتِم فِى داخِلنا وَنحمِلَ كرامة ربِّنا وَغِناه وَمجده وَسُلطانه لِذلِكَ عِندما نتحِد بِهِ عَلَى مُستوى العُرس الإِلهِى ننعم بِهِ وَبِحضوره وَنُلاَحِظَ أنَّهُ لَمْ يقُلَ لَهُ " إِنِّى قَدِ اخترتُكَ " مُنذُ البِداية إِنَّما قالها لَهُ عِندما كلَّمهُ وَنبَّه روحه وَبدأ يشتغلَ النِّعمة يا أحِبَّائِى تتودَّد إِلينا وَتُنَّبِه أرواحنا فإِذا إِستجبنا معها وَبدأنا نشتغل تُعطِينِى الخاتِم وَتبدأ تُقَّدِسَ الإِختيارالنِّعمة تُحرِّكَ الإِرادة فإِذا تجاوبت تزِيدها وَتُعطِيها مجد كُلِّنا مُختارِين وَكُلِّنا تقدَّسنا فِى المعمودِيَّة لكِنْ هل كُلِّنا أُمناء لأِختيارنا ؟ المفرُوض إِنِّى أخذت خاتِم فِى المعمودِيَّة ( عِلاَقِة الزِيجة – إِتحاد – سُلطان الله )وَلِذلِكَ يقُولَ الكاهِن قبل العِماد دعوة بِإِسم الكنِيسة وَبِإِسم الرُّوح القُدُسَ يقُولَ [ أنْ يحفظ الخاتِم بِغير سارِق وَالثِياب بِغير إِضمِحلاَلَ وَاللُّباسَ بِلاَ دنس ]أى يحفظ نَفْسَه المجد وَالكرامة الَّتِى تأخُذها النَّفْسَ الأمِينة يا أحِبَّائِى لاَ توصف وَهذا هُوَ غرض السِفر الَّذِى نتكلَّم عنْهُ ربِّنا يسُوع المسِيح صاحِب الهيكل الجدِيد الَّذِى يُرِيد أنْ يُقِيم مِنْ قُلُوبِنا هياكِلَ لَهُ قادِر أنْ يُنَّبِه أرواحنا بِسُلطانه وَيُحَّفِز أرواحنا وَقُلُوبِنا لِكيما نصعد إِلَى الجبل وَنأتِى بِخشب وَنبنِى البيت فيرضى وَيتمجَّد وَ لاَ نستسلِم لإِحباطات وَ لاَ نتهاون أبداً وَ لاَ نبنِى بيتهُ بِأيادِى مُتراخِية وَ لاَ نجِسة وَلكِنْ بِنقاوة وَبِر وَهُوَ يُؤَّهِلنا لِلإِتحاد بِهِ وَيُعطِينا الخاتِم وَيُعلِن إِختياره لنا ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَيُكمِّل نقائِصنا لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين.

سفر حجى ج1

دِراسِتنا فِى سِفر حَجّي بِنِعمِة ربِّنا لكِنْ لابُد نأخُذ مُقَّدِمة بسِيطة أوَّلاً لِكى نعرِف ما سنتكلَّم فِيه0 أوَّلاً مملكِة إِسْرَائِيلَ حدث لها سبى فِى عهد المَلِكَ نبوخذ نصَّر وَأخذهُمْ لِبابِلَ وَتركَ أُورُشلِيم خرِبة ليس بِها ناس أوْ عِبادة هيكل مهدُوم هُدِمت أسوار المدِينة أُورُشلِيم وَهُدِم الهيكل وَالمذبح فَصَارَ الهيكل خراباً فِى عهد مملكِة نبُوخذ نصَّر إِنتهت مملكِة بابِل وَأتت مملكِة مادِى وَفارِس وَهذا كَانَ بِترتِيب الرَّبَّ لِكى يعتِق شعبه فالَّذِى عتق شعبه ليس مملكِة بابِلَ لكِنْ الرَّبَّ قلب الممالِكَ فلمَّا أتت مملكِة مادِى مكان مملكِة فارِس أرادوا أنْ يُظهِرُوا أنَّهُمْ أكثر رحمة مِنْ الَّذِينَ قبلِهِمْ فأظهروا عطف أكثر عَلَى بنِى إِسْرَائِيلَ فأصدر ملِكهُمْ أمر أنْ يرجع الشَّعْب إِلَى أُورُشلِيم فبدأ الشَّعْب يرجع عَلَى ثَلاَثَة أفُواج0 ملحُوظة :- هذا الكَلاَم يجعلَكَ تفهم حَجّي وَعَزْرَا وَنَحَمْيَا وَعَامُوس وَأنبِياء كثِيرِين0 1- الفُوج الأوَّلَ :- كَانَ فِى سنة 537 ق0م وَكَانَ قائِده إِسمه " زرُبَّابِلَ " وَمعناها " زرع بابِلَ " لأِنَّهُ وُلِد فِى بابِلَ وَلأِنَّ مُدَّة سبى مملكِة يهُوذا كانت حوالِى 70 سنة فمِنْ المؤكَّد أنَّ هُناكَ أُناس وُلِدُوا هُناكَ فالأب وَالأُم أُخِذُوا فِى السبى وَهُمْ هُناكَ أنجبُوا أولاداً مِنْ هؤلاء الأولاد حَجّي صاحِب هذِهِ النُبُّوة وَأيضاً زرُبَّابِلَ الَّذِى قاد الشَّعْب فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ أكبر عدد مِنْ النَّاس هُوَ الَّذِى رجع فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ حوالِى 42360 0 ملحُوظة :- هذا الكَلاَمَ تجِدوه بِأسماء الأشخاص وَرؤساء القبائِلَ فِى سِفر عَزْرَا الأصْحَاحُ الثَّانِي0 2- الفُوج الثَّانِي :0 سنة 458 ق0م بِقِيادِة عَزْرَا الكاهِن فِى أيَّام المَلِكَ أرتحشستا وَكَانَ عددهُمْ قلِيل 1700. 3- الفُوج الثَّالِث :- سنة 445 ق0م بِقِيادِة نحميا فِى أيَّام أرتحشستا أيضاً 0 الفُوج الأوَّلَ الَّذِى ذهب وجد الهيكل خرِب فبدأوا يتحمَّسُوا لِكى يبنُوه( لَوْ تذكَّرتُمْ نحميا تحمَّسَ لِيبنِى السُور لأِنَّ الهيكل كَانَ قَدْ بُنِى فِعلاً أمَّا السُور فكان مُنهدِم )أمَّا فِى أيَّام زرُبَّابِلَ فلمَّا ذهبُوا وجدوا الهيكل خرِب وَالسُور خرِب لكِنْ الَّذِى أثَّر فِيهُمْ هُوَ الهيكل فبدأوا يبنُوا الهيكل وَارتفعت معناوياتهُمْ وَلكِنْ حسدهُمْ العدو وَجعل السَّامِرِيين يقُوموا عليهِمْ وَأوقفوا العمل بِأمر مِنْ المَلِكَ عدو الخِير لمَّا يجِد الإِنسان بدأ يفِيق لِلهيكل الدَّاخِلِى وَيُرِيد أنْ يبنِى هيكله وَيُقَّدِم عِبادة نقِيَّة أمام الله لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرى هذا لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرانِى وَأنا أبنِى فِى هيكلِى الدَّاخِلِى فلمَّا هاج العدو وقف الأمر وَظلَّ موقُوف حوالِى 15 سنة فِى أثناء هذِهِ ألـ 15 سنة حدثت بعض المُتغيِّرات أنَّ النَّاس بدأت تبنِى البيُوت وَتُزَّينها وَبدأوا يعملوا لأِنفُسهُمْ بيُوت جمِيلة جِدّاً فهدأ الأعداء عنهُمْ فِى موضُوع بُناء الهيكل فأتوا يقُولُوا لَهُمْ إِبنُوا الهيكل فبدأوا يتكاسلوا وَإِنشغل كُلّ واحِد فِى بُناء بيته الخاص إِنشغل كُلّ واحِد فِى هموم حياته فضاع الحماس الرُّوحِى بنُوا بيُوتهُمْ وَكانَ كُلّ شئ جمِيلَ فِى البلد ما عدا هيكل الرَّبَّ لمَّا حَجّي رأى هذا الأمر تضايق جِدّاً وَغار جِدّاً جِدّاً وَقَالَ لَهُمْ أتسكُنوا فِى بيُوت مُغشَّاه أى مُزيَّنة وَبيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ كلِمة " حَجّي " معناها " عِيد أوْ فرح " لأِنَّ نبُّوته عِبارة عَنْ دعوة لِبُناء بيت الرَّبَّ لأِنَّ معنى أنَّ أُورُشلِيم تكُون بِلاَ هيكل معناهُ أنَّهُ لاَ يوجد حلُولَ الله فِيها وَالهيكل فِى وسط أُورُشلِيم معناه حلُولَ الله فِى وسط الشَّعْب هُوَ يملُكَ علِيهُمْ يُقَّدِسهُمْ هُوَ الَّذِى يملأ حياتهُمْ فرح وَبهجة هُوَ سِر النُصرة وَالقُوَّة وَكما قِيل[ لَكَ ينبغِي التَّسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون وَلَكَ يُوفى النَّذرُ ] ( مز 65 : 1 ) لَمْ يكُنْ هُناكَ عِيد إِلاَّ وَتأتِى بهجتهُ مِنْ أُورُشلِيم الهيكل الذبائِح وَالتقدِمات وَالعِبادات كُلَّها فِى أُورُشلِيم وَأُورُشلِيم كُلَّها لها مجد عظِيم بِسبب الهيكل إِذن فأُورُشلِيم بِلاَ هيكل تكُون بِلاَ مجد يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ حياتنا الدَّاخِلِيَّة ( الهيكل ) هِى سِر بهائنا وَمجدِنا وَعظمِتنا وَبِدُون أنْ يكُون لنا مجد مِنْ الدَّاخِلَ فمهما كَانَ الخارِج مُزيَّناً فَهُوَ لاَ شئ كُلّ الشَّعْب إِنشغل بِبُناء بيته الخاص وَتركَ بيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ سِفر حَجّي هُوَ عِبارة عَنْ دعوة إِلهِيَّة لِكُلّ نَفْسَ تركت بيت الرَّبَّ داخِلها خرِب أوْ تركت مذبحها الدَّاخِلِى خرِب يُرِيد الرَّبَّ أنْ يقُولَ لِلإِنسان تعال إِستعِيد بهجِة خَلاَصَكَ إِستعِيد سُكنى الله فِى داخِلَكَ تعال إِبنِى مذبحكَ داخِلَ هيكل نَفْسَكَ تعال إِعلِن قلبكَ هيكل لِلرَّبَّ إِعلِن أعماقكَ مُقدَّسة لَهُ إِستجِيب لِدعوة حَجّي النبِي هذا السِفر عِبارة عَنْ حدِيث إِلهِى فِيهِ عِتاب مِنْ ربِّنا لِلنَّفْسَ المُتراخِية فيقُولَ لها إِنتِ إِهتمِيتِى بِأمور كثِيرة لكِنْ تتراخِى فِى قبُول الملكُوت إِنتِ إِرتبكتِى بِأمور كثِيرة كما قَالَ لِمرثا تهتمِين وَتضطرِبِين لأِجل أمور كثِيرة وَلكِنْ الحاجة إِلَى واحِد ( لو 10 : 41 ) لِذلِكَ رِسالِة حَجّي معناها عِيد أوْ فرح لأِنَّ فِى الحقِيقة بُناء هيكل الرَّبَّ فِى داخِلَ نِفُوسِنا يدعو إِلَى الفرح ثَلاَثَ أنبِياء ما بعد السبى هُمْ حَجّي & زكرِيَّا & مَلاَخِي لِذلِكَ نجِد هذِهِ الثَّلاَث نُبُّوات مُتشابِهة جِدّاً لأِنَّ العصر واحِد هُوَ ما بعد الرُّجُوع مِنْ السبى حَجّي وُلِد فِى أرض السبى لكِنْ الَّذِى جعلهُ يُغار عَلَى الهيكل بِالرغم أنَّهُ لَمْ يراه لأِنَّهُ مولُود فِى بابِلَ لكِنْ كَانَ أباهُ وَأُمهُ دائِماً يحكوا لَهُ عَنْ أُورُشلِيم كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ إِنْ نسيتُكِ يا أُورُشلِيم تنس يمِينِي ][ عَلَى أنهارِ بابِلَ هُناكَ جلسنا ، بكِينا عِندما تذكَّرنا صِهيُون علَّقنا قِيثاراتنا ] ( مز 137مِنْ مزامِير الغرُوب ) هُمْ حزانى وَ لاَ يُرِيدُون حَتَّى أنْ يُرنِّمُوا لأِنَّهُمْ مسبِيين وَهكذا الخطِيَّة فإِنَّها تفعلُ ذلِكَ فِى داخِلَ النَّفْسَ فَحَجّي سمع كثِيراً مِنْ أهله عَنْ مجد الهيكل وَالذبائِح وَالعِبادات وَكانُوا يقُولُوا لَهُ كيف هِى مُفرِحة الحياة مَعَْ الرَّبَّ وَما بِها مِنْ قُوَّة وَبهجة فبدأ حَجّي يكُون مِنْ أكثر المُتحمِسِين لِبُناء الهيكل لِذلِكَ نجِد أنَّ العمل بعدما توَّقف أنَّهُ رجع أيضاً العجِيب أنَّهُ أحياناً يا أحِبَّائِى النَّفْسَ تجِد مُقاومة مِنْ إِتجاهِين إِمَّا مِنْ خارِجها وَإِمَّا مِنْ داخِلها مِنْ الخارِج بُناء الهيكل توَّقف وَهذا كَانَ هجُوم مِنْ السَّامِرِيين وَمرَّة أُخرى توَّقف البُناء لِكسلَ مِنْ الدَّاخِل أليست هذِهِ هِى حربِنا فِى مرَّة يضربنِى الشَّيطان وَمرَّة أُخرى أتكاسلَ مرَّة عدو الخِير هُوَ الَّذِى يخدعنِى وَمرَّة أنا الَّذِى أخدع نَفْسِى أحياناً كسلِى أنا وَأفكارِى أنا هِى الَّتِى تجلِب عَلَىَّ خطايا وَشُرُورِى الدَّاخِلِيَّة الَّتِى مِنْ داخِلِى أنا وَأحياناً عدو الخِير هُوَ الَّذِى يضع لِى ظرُوف تتعِبنِى المفرُوض أنَّنا أصحاب دعوة قِتالَ مَعَْ الطرفين الطرف الخارِجِى وَالدَّاخِلِى لكِنْ دائِماً القِدِيسُون كانُوا يركِّزوا أنَّكَ إِنْ جاهدت مَعَْ نَفْسَكَ ( لَوْ تحكمَّت فِى داخِلَكَ ) ستعرِف أنْ تُجاهِد مَعَْ الأعداء إِذن الموضُوع يبدأ مِنْ الدَّاخِلَ وَليس مِنْ الخارِج وَصدِّقُونِى أحياناً تكُون الحرب الدَّاخِلِيَّة أشرس مِنْ الخارِجِيَّة كَانَ لِلقدِيس أبو مقَّار تلمِيذ تُحارِبهُ أفكار كثِيرة وَطلب مِنْهُ أنْ يُصَلِّى لَهُ وَلكِنْ الأفكار ظلَّت تُطارِدهُ فَصَلَّى أبو مقَّار وَتعجَّب أنَّ ربِّنا لَمْ يستجِيب لِصلاته فربِّنا سمح لِعدو الخِير أنَّهُ يظهر لأبو مقَّار وَقَالَ لَهُ أنَّنا نكُف عنْهُ مِنْ يوم أنْ صلِيت لَهُ لكِنْ هُوَ الَّذِى يُقاتِل نَفْسَه يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً يمِيلَ إِلَى الرَّاحة وَالكسلَ إِذن هُوَ الَّذِى يتراخى أحياناً عدو الخِير يهدأ عنَّا وَلكِنْ الكسل يأتِى مِنَّا فسِفر حَجّي دعوة لِمُقاومِة الطرفين فلمَّا إِنشغل كُلّ واحِد بِبُناء بيته الخاص أخذ حَجّي يُنذِرهُمْ وَيحِثَّهُمْ عَلَى العمل وَبُناء بيت الرَّبَّ بِقُوَّة وَغِيره حِينما بدأوا يبنوا البيت جاءت فِئة مِنْ كِبار السِن الَّذِينَ عاصروا هيكل سُليمان وَبدأوا يستخِفوا بِالهيكلَ الجدِيد حَتَّى أنَّ الَّذِينَ كانُوا يبنُون أُصِيبوا بِالإِحباط وَاليأس فلمَّا وجدهُمْ حَجّي هكذا أعطاهُمْ نُبُّوة بِصوت ربِّنا [ ابنُوا البيت فَأرضى عليهِ وَأتمجَّد قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهِمه الذَّهب وَالفِضَّة لكِنْ يُحِب القلب00وَأنَّ مجد الهيكلَ لاَ يأتِى مِنْ الذَّهب وَالفِضَّة لأِنَّها لِى لكِنْ حلُولِى هُوَ الَّذِى يُعطِى لِلمكان قُدسِيتهُ فالرَّبَّ لمَّا كلَّم مُوسى كَانَ عَلَى جبل وَالجبل أصبح لَهُ رُعب رغم أنَّهُ جبل فبدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهتم بِهذِهِ الأشياء وَالأهم أنْ يكُون حالِلَ فِى هذا المكان المجد الحقِيقِى هُوَ مجد عملَ الله وَمجد حلُولَ الله ليس لِشكلَ وَ لاَ حِجارة لأِنَّ المذبح هُوَ الَّذِى يُقَّدِسَ وَليس الذَّهب لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ كَانَ يُعاتِب الكتبة وَالفرِّيسِيين المُراؤون لأِنَّهُمْ جعلوا الذَّهب أهم مِنْ المذبح وَكأنَّ المذبح يأخُذ مجده مِنْ الذَّهب المذبح يأخُذ مجده مِنْ حلُولَ المسِيح لِذلِكَ مُمكِنْ نجِد فِى الكنِيسة مذبح خشب أوْ رُخام فليس هذا المُهِمْ لأِنَّ ليست المادَّة هِى الَّتِى ستُضِيف المجد عَلَى الرَّبَّ يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ حَجّي بِحكمتِهِ وَرُوح ربِّنا الَّذِى داخِله أعاد إِليهِمْ رُوح الغِيره بعد أنْ كَانَ رُوح اليأس قَدْ تسرَّب إِليهِمْ مِنْ غايات سِفر حَجّي ليس فقط الحث عَلَى بُناء الهيكل لكِنَّهُ دخل معهُمْ فِى مفاهِيم رُوحِيَّة تمِس عِلاَقِتهُمْ بِالله عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ مِنْ الدَّاخِلَ فبدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ نقاوِة القلب وَالسِيرة هِى أهم مِنْ عملِيِة البُناء وَأنَّ عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ الدَّاخِلِيَّة هذِهِ هِى الأهم مِنْ البُناء نَفْسَه وَمتى تحسَّنت عِلاَقِتهُمْ بِربِّنا سيأتِى البُناء كنتِيجة لِغِيرتهُمْ عَلَى عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ فيؤكِّد أنَّ الله لاَ يسكُنْ فِى أماكِنْ مصنُوعة بِأيادِى وَأنَّهُ لاَ يطلُب أمجاد زمنِيَّة وَ لاَ شكل مُعيَّن لكِنْ يطلُب أنْ يكُون الأوَّلَ فِى حياة الإِنسان فقبل أنْ تبنِى بيتكَ إِبنِى بيت الرَّبَّ ربِّنا يُحِب أنْ يكُون لَهُ الأولوِيَّة وَيُحِب أنَّ خلِيقتهُ تُكرِمه وَتعبُده وَفِى نَفْسَ الوقت بدأ حَجّي يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ هذا الهيكل هُوَ مُجرَّد نُبُّوة عَنْ هيكل مِنْ نوع جدِيد هُوَ هيكل ربِّنا يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ حِين قَالَ سأنقُضَ هذا الهيكل وَأبنِيه فِى ثلاثة أيَّام كَانَ لاَ يتكلَّم عَنْ الهيكل إِنَّما يتكلَّم عَنْ نَفْسَه( مر 14 : 58 ) فهذا الهيكل مُجرَّد رمز لِلهيكل الحقِيقِى الَّذِى هُوَ مجِئ ربِّنا يسُوعَ المسِيح مِنْ خِلاَلَ تجسُّد الكلِمة وَيقُولَ عنْهُ حَجّي [ مُشتهى كُلّ الأُمَمِ ] ( 2 : 7 ) كَانَ هذا مدخل لِلسِفر وَنبدأ فِى دِراسِة الأصْحَاحُ الأوَّلَ0 الأصْحَاحُ الأوَّلُ :- نجِد تدرُّج لِنُبوات حَجّي فِى الأصْحَاحُ الأوَّلَ نُبُّوة يدعو فِيها إِلَى بُناء بيت الرَّبَّ وَفِى الأصْحَاحُ الثَّانِى ثَلاَثَ نُبوات ( فِى العدد 1 ) [ كانت كلِمةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ]وَاليد تُشِير لِلقُوَّة وَكَانَ المفرُوض أنْ يقُولَ " فم " لأِنَّ الكلِمة تخرُج مِنْ الفم لأِنَّ الرَّبَّ يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّ كلِمته لابُد أنْ تُقالَ بِقُوَّة كالسيف القوِى الَّذِى يُحطِّم0 الوالِي & الكاهِن حَجّي يُوَّجِه نُبُّوته لِشخصِين الوالِى وَهُوَ زرُبَّابِلَ وَالكاهِن وَهُوَ يهُوشعَ " زرُبَّابِلَ " أى " زرع بابِلَ أوْ المولُود فِى بابِلَ " وَ " يهُوشعَ " بِمعنى" خَلاَصَ الله " الوالِى أوْ الرئِيس فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً يرمُز لِلإِرادة وَالكاهِن يرمُز إِلَى القلب إِذن نُبُّوة حَجّي موَّجهة لِلإِرادة وَالقلب لِلوالِى وَالكاهِن زرُبَّابِلَ وَيهُوشعَ إِذا كُنت تُرِيد أنْ تُحرِّكَ نَفْسَكَ إِبدأ بِإِرادتكَ وَقلبكَ وَمتى تحرَّكوا سيأتِى الفِعل الأخِير وَتكُون النتِيجة هِى سلُوكَ ( بُناء ) حرَّكَ الوالِى وَالكاهِن ستجِد الشَّعْب كُلّه تحت أمركَ لكِنْ الشَّعْب لاَ يُمكِنْ أنْ يتحرَّكَ بِدُون أنْ يأمُر الوالِى أحياناً أُلقِى بِاللوم عَلَى نَفْسِى بِسبب خطاياى وَ لاَ ألوم إِرادتِى أليست الإِرادة وَالميُول أليست الإِتِجاهات وَالإِهتِمامات هِى الَّتِى تجعلنِى هكذا ؟طالما أنَّ زرُبَّابِلَ كسلان فالشَّعْب سيظل كسلان أمَّا إِذا نشط زرُبَّابِلَ وَهُوَ المُتحكِّم فِى الشَّعْب وَبدأ يضع لَهُمْ شرُوط وَيُوزعهُمْ عَلَى العملَ سنجِد البيت قَدْ بُنِى الوالِى رمز لِلإِرادة الإِنسانِيَّة الَّتِى يُقِيمها الله داخِلَ الإِنسان لِتُدَّبِر حياته مَعَْ الرَّبَّ فهذِهِ الإِرادة ربِّنا جعلها كَمَلِكَ لَهُ سُلطان داخِلَ الإِنسان لِذلِكَ مُهِمْ جِدّاً جِدّاً أنْ نُخضِع إِرادِتنا لإِرادة الله وَلِلوصايا وَدائِماً أقُولَ لَهُ ماذا تُرِيد يارب أنْ أفعل ؟وَبِإِستمرار أقُولَ لَهُ ها أنا أمامكَ يارب وَدائِماً أقُولَ لَهُ ياربِى إِرادتِى تحت إِرادتكَ أنا تحت أمركَ وَأنت تأمُرنِى متى تقدَّست الإِرادة إِعلموا يا أحِبَّائِى أنَّهُ سيكُون لِحياتِنا إِتجاه آخر بِنِعمِة الرَّبَّ إِخضِع إِرادتكَ بِإِستمرار لأِرادِة وَتدبِير فِكر الله إِجعلَ زرُبَّابِلَ خادِم لِلولاه إِجعلَ إِرادتكَ بِإِستمرار خاضِعة لِلوصايا وَلِلمكتُوب الكاهِن يُشِير إِلَى القلب وَالقلب هُوَ مركز الحياة وَالإِهتمامات وَالعواطِف حِينما يتقدَّسَ مركز القلب وَيُطِيع الكلِمة المكتُوبة حِينما يتحرَّكَ هذا القلب تتحرَّكَ العواطِف ما هُوَ سِر الفتُور ؟ لِماذا لاَ يوجد عِندِى إِحساس بِالصلاة ؟ لاَ يوجد عِندِى رغبة فِى الحياة الرُّوحِيَّة ؟ السبب أنَّ الإِرادة مُتعبة وَالقلب مُتعب كيف أبنِى ما دامت الإِرادة وَالقلب مُتعبان ؟ لابُد ينشط الكاهِن – لابُد ينشط – وَحِينما القلب ينشط نجِد الحياة تغيَّرت بِنِعمِة ربِّنا ربِّنا مُقِيم داخِلَ قُلُوبنا يا أحِبَّائِى قلب نقِى يُحِبَّه وَمِنْ عطايا الله علِينا أنَّهُ أعطانا قلب لَهُ إِهتمامات رُوحِيَّة لأِنَّهُ لَهُ لِذلِكَ هذا القلب حِين يتقدَّسَ يصِير هيكل لله بِالرُّوح القُدُسَ يسكُنْ فِيه وَربِّنا يسُوعَ المسِيح يُعلِن فِيه أنَّهُ أُسقُف وَرئِيس النَّفْسَ وَهُوَ الشَّفِيع بِدَمه عِند أبِيهِ الصَّالِح لِذلِكَ إِجعل دائِماً إِرادتكَ وَقلبكَ خاضِعة لِكلِمة ربِّنا وَإِجعلَ قلبكَ يعِى كلِمة الرَّبَّ وَ لاَ تقرأ كلِمة عَلَى أنَّها أحداث مضت إِنَّ حدِيث حَجّي هُوَ حدِيث اليوم وَالهيكل المهدُوم هُوَ هيكل نَفْسِى زرُبَّابِلَ هِى إِرادتِى يهُوشعَ هُوَ قلبِى أنا الَّذِى أحتاج أسمع لِكلِمة حَجّي وَكأنَّ هذا السِفر مكتُوب لِى اليوم وَالآنَ وَهذا هُوَ جمال الكِتاب المُقدَّسَ إِنِّى أضع نَفْسِى فِى داخِلَ الأحداث وَإِلاَّ أصبح كِتاب تارِيخ القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ [ أنت دائِم جدِيد إِلَى الأبد ] وَلِذلِكَ كلِمة الله تجذِب إِليها نِفُوسَ وَتُقَّدِسَ وَتمنح توبة فَهِى كلِمة قادِرة وَفعَّالة لَوْ تأمَّلنا فِى زرُبَّابِلَ أوْ حَجّي نجِد أنَّهُمْ وُلِدوا فِى السبي قائِد وَنبِى وَوالِى جمِيعهُمْ وُلِدوا فِى السبى وَكَانَ مِنْ المفرُوض أنْ يختاروا زُعماء لَهُمْ ولاء أكبر لأِورُشلِيم وَمَعَْ ذلِكَ رأينا فِى زرُبَّابِلَ ولاء أكبر مِنْ الَّذِينَ وُلِدوا فِى أُورُشلِيم لأِنَّ زرُبَّابِلَ هذا رمز لِلإِنسان الَّذِى فِى وقت مِنْ الأوقات مسبِى بِالخطِيئة لكِنْ الرَّبَّ حرَّرهُ مِنها قُلنا أنَّ الَّذِى حرَّر الشَّعْب هُوَ كورش لكِنْ الشَّعْب لَمْ يُحارِب لِكى يرجع إِنَّما الرَّبَّ هُوَ الَّذِى غيَّر الموازِين وَقلب الممالِكَ وَجعل مملكِة مادِى تنتصِر عَلَى مملكِة بابِلَ وَأعطى عِتق مجاناً لِشعبه وَهذِهِ إِشارة إِلَى أنَّنا لَمْ نُحارِب عدو الخِير وَلكِنْ الله حاربهُ عنَّا وَأعطانا غلبة مجَّانِيَّة مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ يقُولَ [ إِذْ محا الصَّكَّ الَّذِي علينا فِي الفرائِضِ الَّذِي كَانَ ضِدّاً لنا ] ( كو 2 : 14 ) وَ " الصَكَ " هُوَ " الشِيكَ " وَهُوَ دلِيل العقُوبة وَهُوَ محاهُ بِعمله الخَلاَصِى وَالفِدائِى مجاناً إِذن أين جِهادِى ؟ جِهادِى أنْ أحفظ هذا العِتق مُمكِنْ إِنسان يُعتق لكِنْ لاَ يستمِر وَهذا حدث فِعلاً أنَّ بعض النَّاس رفضت العودة لأِورُشلِيم لأِنَّهُمْ أحبُّوا بابِلَ ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لإِرادِة الإِنسان الَّتِى وقعت فِى فِترة مِنْ الفترات تحت سبى الخطِيَّة أنَّهُ القادِر وحدهُ أنْ يُحرِّرُها مِنْ سبيها وَيُطلِقُها إِلَى أُورُشلِيم العُليا ربِّنا قادِر ينقِلنِى مِنْ بابِلَ لأِورُشلِيم فحِينما أكُونَ خاطِئ أكُون فِى بابِلَ وَحِين أتوب أنتقِلَ لأِورُشلِيم وَكما يقُولَ داوُد [ فَأدخُلَ إِلَى مذبح الله تِجاه وجه الله الَّذِي يُفرِّح شبابِي ]( مز 42 – مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِكى أقُود ليس نَفْسِى فقط لكِنْ أقُود 42000 وَهذا عملَ الله فزرُبَّابِلَ المولُود فِى بابِلَ الرَّبُّ يفُكَ سبيه وَيجعلهُ أيضاً قائِد أنتَ ياربَّ قادِر أنْ تُحرِّرنِى وَتجعلنِى أيضاً قائِد فِى وسط كنِيستكَ وَشعبكَ وَتجعلنِى آتِى بِأبناء كثِيرِين إِلَى المجد فعملَ الله يحمِلَ فِى داخِله إِمكانِيات مِنْ عِند الرَّبَّ يجعل الإِنسان يُقَّدِسَ كُلّ مواهِبه وَطاقاته لِحِساب ملكُوته0 ملحُوظة :- أى قائِد فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلمسِيح فيشُوعَ & نحميا & عَزْرَا & زرُبَّابَِلَ كُلّ هؤلاء إِشارة لِلرَّبَّ يسُوعَ ما أجملَ أنَّ الإِنسان يكتشِف شخص يسُوعَ المُباركَ فِى الأشخاص الَّذِينَ نتكلَّم عنْهُمْ فالرَّبَّ يسُوعَ هُوَ زرُبَّابِلَ الَّذِى ردَّ سبينا وَهُوَ الَّذِى نقلنا لِلملكُوت كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ عَنْ يسُوعَ فِى كُولُوسِي أنَّهُ هُوَ الَّذى قدَّسَ إِرادِتنا وَعتقنا مِنْ العبُودِيَّة المُرَّة [ هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ قائِلاً0هذا الشَّعْبُ قَالَ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] ( 1 : 2 ) كلِمة " ربُّ الجُنُودِ " إِشارة لِلجِهاد الرُّوحِى وَكَانَ مُمكِنْ أنْ يقُولَ " قَالَ الرَّبَّ "هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ إِلهكَ إِله قوِى وَيُحِب أنْ يعمل بِجنُوده وَيُحِب الأيادِى المُتشَّدِدة المُتقَّوِيَّة بِهِ وَفِى اللحظة الَّتِى تُعلِنْ لَهُ أنَّكَ ستُحارِب معهُ هُوَ يقُولُ لَكَ " أنا إِلهكَ وَقائِدكَ ربُّ الجُنُود " وَكما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ [ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودُنا فِي موكِبِ نُصرتِهِ ] ( 2 كو 2 : 14 )[ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] بعد أنْ إِنتهت المُقاومات الخارِجِيَّة بدأت المُقاومات الدَّاخِلِيَّة ما رأيكُمْ فِى هذِهِ العِبارة كَمْ مرَّة قُلناها ؟ كَمْ مرَّة ربِّنا يدعُونا لِلجِهاد الرُّوحِى وَنُؤجِل وَنقُولَ ليس الآنَ ؟ حرب التأجِيلَ وَالكسلَ مِنْ أخطر وَأعدى أعداء الحياة الرُّوحِيَّة مِنْ الصعب جِدّاً يا أحِبَّائِى عَلَى الإِنسان أنْ يظِلَ حياته كُلَّها يقُولَ" أنَّ الوقت لَمْ يأتِى بعد " وَأحياناً يتعلَّلَ بِأسباب عدِيدة فِى حِين أنَّ ربِّنا يقُولَ لَكَ[ هُوذا الآنَ وقت مقبُول هُوذا الآنَ يومُ خَلاَصٍ ] ( 2 كو 6 : 2 )[ إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قًلُوبكُمْ ] ( عب 3 : 15 ) " اليوم " وَ لاَ تقُولَ " غداً "قُلَ لَهُ يارب أنا أُرِيد أنْ أبنِى بيتِى وَهُوَ بيتكَ الَّذِى خرِب قلبِى الَّذِى إِنقطعت مِنْهُ الذبائِح وَالتقدُمات كما كَانَ داوُد النبِى يقُولَ [ لَكَ أذبح ] ( مز 116 : 17 ) أُرِيد أنْ أُقَّدِم لَكَ شئ صعب جِدّاً نقضِى وقت كبِير مِنْ حياتنا نُؤجِلَ وَيجِب أنْ نُلاَحِظ أنَّ التأجِيلَ يُقَّسِى القلب وَيجعلَ الإِنسان يتبلَّد وَينغلِب لِلأمر الواقِع وَيجعل إِشتياقات الإِنسان تفتُر وَرُوحِياته تخمُد هذا ما يفعلهُ التأجِيلَ تخيَّلَ أنَّكَ تعوَّدت عَلَى أُورُشلِيم بِدُون هيكل لكِنْ ضع يَدَكَ فِيهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يكُنْ قَدْ بُنِى ضع يَدَكَ فِى الحياة مَعَْ ربِّنا سيتحسَّن كُلّ شئ حَتَّى لَوْ لَمْ يكتمِلَ بعد قُولَ لَهُ " إِشترِكَ فِي العملَ مَعَْ عبِيدكَ " ( أُوشِيَّة المُسافِرِينَ ) إِبدأ مِنْ الآنَ اليوم أفضلَ مِنْ غداً يوم أقضِيه مَعَْ ربِّنا يسُوعَ المسِيح حَتَّى إِذا لَمْ أُواصِلَ بِنَفْسَ الحماس إِلاَّ أنَّ اليوم فعلت شئ ربِحت شئ أضأت شمعة [ هل الوقتُ لَكُمْ أنتُمْ أنْ تسكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ وَهذا البيتُ خراب ]( 1 : 4 ) يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ هل عِندكُمْ وقت لِتبنُوا بيتكُمْ وَليس عِندكُمْ وقت لِتبنُوابيت الرَّبَّ كثِيراً ما نتعلَّلَ أنَّهُ ليس لدينا قُدرات لِنعملَ بِها أُمور رُوحِيَّة فِى حِين أنَّ نَفْسَ هذِهِ القُدرات هِى الَّتِى نعملَ بِها أمور عالمِيَّة لِماذا وجدتُمْ وقت لِعمل بيُوتكُمْ وَأمَّا بيت الرَّبَّ فَلَمْ تجِدوا لَهُ وقت ؟ لِماذا ينفذ الوقت عِندما نأتِى لِعملَ الرَّبَّ ؟ تخيَّلوا أنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد فِى مرَّة قائِلاً [ لأِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2 صم 12 : 10 ) صدِّقُونِى نحنُ نعملَ هكذا مَعَْ ربِّنا وَنُشعِره أنَّهُ غير جدِير بِإِهتماماتِنا [ بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ ]أى المُزيَّنة وَهُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكَ لَمْ تهتم بِبُناء البيت فقط إِنَّما زينته أنتَ مُهتم ليس فقط بِالأُمور الزمنِيَّة إِنَّما بِأدق تفاصِيلها وَالإِنسان يهتم بِالمأكل وَالمشرب كثِيراً لاَ تهتم بِالخارِج عَلَى حِساب الدَّاخِلَ فِى حِين أنَّ كُلّ مجد إِبنة المَلِكَ مِنْ الدَّاخِلَ( مز 44 مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِذلِكَ نجِد القِدِيسِين حِينما إِهتموا بِالدَّاخِلَ إَِزدروا بِالخارِج فلمَّا إِمتلأوا جِدّاً جِدّاً مِنْ الدِّاخِلَ أصبح الخارِج لاَ يُشغِلهُمْ وَالعكس صحِيح حِين يكُون الدَّاخِلَ فارِغ يكُون الخارِج مُهِمْ جِدّاً [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ] ( 1 : 5 ) يُرِيد أنْ يقُولَ راجِع نَفْسَكَ هل أنت تمشِى فِى الطرِيق الصحِيح أم لاَ ؟ حاسِب نَفْسَكَ هل يُرضِيكَ أنْ تهتم بِأموركَ الزمنِيَّة وَتسكُنْ فِى قصُور مُزيَّنة تلِيق بِالملُوكَ وَالعُظماء وَتترُكَ بيت ربِّنا ؟ هل يلِيق أنْ تُقَّدِم الزمنِيات عَلَى الأبدِيات ؟ لِذلِكَ يقُولَ [ وَلِتُلاَحِظ عيناكَ طُرُقِي ] ( أم 23 : 26 ) فاجعلَ عينيكَ عَلَى الطرِيق وَإِلاَّ تضِلَ يجِب أنْ نأخُذ حذرنا مِنْ أنْ نكُون مُهتمِين بِحياتنا الزمنِيَّة وَمُنصرِفِين عَنْ ربِّنا وَالأصعب أنَّنا لاَ نشعُر بِذلِكَ لِذلِكَ يقُولَ لَهُمْ [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ]أى تأمَّلَ فِى حياتكَ الدَّاخِلِيَّة وَراجِع نَفْسَكَ وَكما يقُولَ مُعلِّمنا بُولُسَ فِى غلاَطِيَّة[ وَلكِنْ لِيمتحِنْ كُلُّ واحِدٍ عملهُ ] ( غلا 6 : 4 )" يمتحِن " أى يسألَ وَيُدَّقِق لِذلِكَ مُعلِّمنا داوُد النبِى يقُولَ [ طُرُقكَ ياربُّ عرِّفنِي ]( مز 25 : 4 ) عرَّفنِى الطرِيق الَّتِى أسلُكَ [ زرعتُمْ كثِيراً وَدخَّلتُمْ قلِيلاً تأكُلُونَ وَليس إِلَى الشَّبعِ تشربُونَ وَ لاَ تروُونَ تكتسُونَ وَ لاَ تدفأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ] ( 1 : 6 ) هُنا توبِيخ مِنْ حَجّي إِنسان زرع أرض كبِيرة وَالحصاد الَّذِى دخَّلهُ المخزن كَانَ قلِيلَ إِنسان يأكُلَ وَ لاَ يشبع يشرب وَ لاَ يُروى يلبِس وَ لاَ يتدَّفأ يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ قَدْ فقدتُمْ البركة مهما عملت مِنْ إِهتمامات بِحياتكَ الزمنِيَّة بِدُون إِرضاء الله تفقِد البركة كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوب حِين أفقِد إِحساسِى بِالشَّبع الدَّاخِلِى وَأفقِد إِتحادِى بِالله أفقِد البركة فأجِد أنَّ حياتِى كُلَّها لاَ قِيمة لها هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ عِندما إِنصرفتُمْ عَنْ بُناء بيت ربِّنا الدَّاخِلِى هُوَ أيضاً إِنصرف عنكُمْ وَكَانَ مِنْ المُمكِنْ أنْ يُبارِكَ لَكُمْ فِى الزُرُوع وَ الغلاَّت فالرَّبَّ كَانَ يُرِيد أنْ يُشعِرهُمْ أنَّهُ وسطِهِمْ فقدِيماً كَانَ يقُولَ أنَّ فِى السنة السَّابِعة الأرض تسترِيح وَلكِنْ كَانَ فِى السنة السَّادِسة يُعطِيهُمْ محصُولَ مُضاعف يُرِيد أنْ يقُولَ أنا البركة أنا الغِنى وَأنت عليكَ أنْ تزرع فقط فالعملَ كَانَ عقُوبة أنَّكَ بِعرق جِبِينكَ تأكُلَ خُبزكَ ( تك 10 : 17 ) لكِنْ حِينما أُرِيد أنْ أُبارِكَ فأنا أُبارِكَ فنحنُ حِين ننصرِف عَنْ الرَّبَّ يجعلنا نعِيش فِى دائِرة همَّ المأكل وَالمشرب لكِنْ إِذا إِتحدنا بِهِ يرفع عنَّا هذا الهمَّ وَكما كَانَ مرفُوع عَنْ أبونا آدم قبل السقُوط وَكما يعِيش آباء وَمُتوحِدِينَ فِى البرارِى وَالجِبالَ مرفُوعَ عنهُمْ همَّ العملَ لأِنَّهُمْ إِرتفعُوا فوق مُستوى الهمَّ وَإِتحدوا بِالله فصارُوا لاَ يهتمُون بِهذِهِ الأُمور وَيحيونَ فِى بركِة الله يأكُلُونَ مِنْ يَدِهِ لاَ تظُن أنَّ سعيكَ هُوَ الَّذِى يُعطِيكَ إِنَّما هِى بركِة الرَّبَّ الَّتِى تُغنِيكَ إِسعى لكِنْ لاَ تنسى الله لاَ تهتم بِأنْ تبنِى بيتكَ وَتترُكَ بيتكَ الدَّاخِلِى مُنهدِم وَمذبحكَ مِنْ الدَّاخِلَ ليس فِيهِ تقدِمات وَ لاَ سكِيب وَ لاَ مخافِة الرَّبَّ " كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوبٍ " يُمكِنْ أنْ تُفسَّر أيضاً بِكلِمة ربِّنا إِنِّى أخُذها داخِلِى لكِنَّها تتسرَّب لكِنْ كلِمة ربِّنا كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ خبأتُ كَلاَمَكَ فِي قلبِي لِكيلاَ أُخطِئ إِليكَ ] ( مز 119 : 11 ) فَهُوَ خائِفَ عَلَى الكلِمة أنْ تتسرَّب مِنْهُ الإِنسان لابُد أنْ يُحافِظ عَلَى النِعم الرُّوحِيَّة حِين يأخُذها نحنُ نتناولَ كثِيراً وَنقرأ فِى الإِنجِيلَ نخدِم وَنسمع كثِير وَكُلّ هذا وَالكِيسَ منقُوب القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ[ إِرعى مُحِبَّاً مَا أخذتهُ ] بِمعنى أنَّ الكلِمة الَّتِى سمعتها فكَّر وَتأمَّلَ فِيها ردِّد الآية الَّتِى لمست قلبكَ وَاسرح فِيها وَتأمَّلها [ اِصعدُوا إِلَى الجبلِ وَأتُوا بِخشبٍ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ يكفِيكُمْ رخاوة وَإِهتمام بِالزمنِيات لأِنَّهُمْ لمَّا رفضُوا الرَّبَّ هُوَ أيضاً رفضهُمْ وَلمَّا تركوه تركهُمْ وَفقدوا البركة لأِنَّ الَّذِى يُهمِلَ ربِّنا فمهما عملَ وَتعب يصِير إِلَى حالة أقلَ مِنْ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبلِ " وَالجبلَ فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً إِشارة إِلَى ربِّنا يسُوعَ المسِيح سفِينة نُوح إِستقرت عَلَى جبلَ وَالسفِينة هِى الكنِيسة الَّتِى إِستقرت عَلَى الجبلَ الَّذِى هُوَ المسِيح كما أنَّ الوصايا جاءت عَلَى جبلَ وَالموعِظة عَلَى الجبلَ وَالتَّجلِى أيضاً كَانَ عَلَى جبلَ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبل " أى إِرتفعُوا فوق مُستوى الإِهتمامات الزمنِيَّة وَ لاَ نظِلَ تحت حَتَّى متى سنظِلَ فِى الهُمُوم ؟ وَحَتَّى متى نظِلَ مُنصرِفِين عَنْ ربِّنا ؟ فكُلَّما ظللت تحت فالهمَّ يزِيد لكِنْ اِصعد الجبلَ تجِد أنَّ الهُمُوم تتلاَشى لِماذا تخُنقنا الهُمُوم ؟ لأِنَّنا ندخُلَ معها فِى مواجهة بِحجمها الطَّبِيعِى لكِنْ متى إِرتفعنا ندوسها إِذن " اِصعدُوا إِلَى الجبل "أى إِرتفع وَاحتضِن وَالتحِف وَاتحِد بِيسُوعَ0 [ وَأتُوا بِخشبٍ ] أى إِجعلَ صعُودكَ فعَّالَ أى لابُد لِكى تصعد أنْ تشتغلَ وَهذِهِ دعوة لِلجِهاد الرُّوحِى وَ " الخشب " فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلصلِيب وَهُنا تعنِى إِحِملُوا الصلِيب إِذن لقد أعطى خِطَّة رُوحِيَّة لِلجِهاد :- 1- اِصعد = إِرتفِع فوق مُستوى الزمنِيات 2- إِتحِد بِالمسِيح ( الجبلَ ) 3- إِحمِلَ الصلِيب إِشارة لِلجِدِيَّة الرُّوحِيَّة [ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ ] السؤالَ هل ربِّنا يوَّصِينا عَلَى بِيته ؟ألَمْ يكُنْ قادِر أنْ يبنِيه هُوَ ؟ ربِّنا قادِر يُقَّدِسَ قُلُوبنا وَيُقَّدِسنا لكِنْ هُوَ أيضاً أعطانا حُرِّيَّة [ هُوَ العامِلَ فِيكُمْ أنْ تُرِيدُوا وَأنْ تعملُوا ] ( فى 2 : 13 ) إِذن هُوَ يدعو لكِنْ عَلَىَّ أنا أنْ أستجِيب لِلدعوة ربِّنا مِنْ كثرة مراحِمه يقُولَ أنَّ الهيكلَ هُوَ هيكل سُليمان فَهُوَ ينسِبه لأِولاده لِكى عِندما يُكافِئ فِى النِهاية يُكافِئ عَلَى شئ عملت فِيهِ لكِنْ هُوَ صاحِب الفضلَ صعب جِدّاً إِنِّى أتوب بِدُون أنْ أفعلَ شئ هُوَ عامِلَ فِىَّ إِنِّى أستجِيب مَعَْ نِدائه لِكى أُكافئ فِى الأخِر إِنِّى عملت فِى حِين أنَّ ما عملتهُ هُوَ مِنْهُ هل نتصوَّر أنَّ الرَّبَّ يجعلنا نشعُر أنَّ هُوَ مُحتاج لنا وَيُرِيدنا أنْ نبنِى نحنُ البيت ؟ [ انتظرتُمْ كثِيراً وَإِذا هُوَ قلِيل وَلمَّا أدخلتُمُوهُ البيتَ نفختُ عليهِ لِماذا يقُولُ ربُّ الجُنُود لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ راكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ ]( 1 : 10 )هُنا بدأ يُعاتِبهُمْ مرَّة ثانِية وَيقُولَ لَهُمْ كيف تكُون نشِيط مِنْ جِهة بيتكَ أى حياتكَ الزمنِيَّة وَالأرضِيَّة وَفِى نَفْسَ الوقت تترُكَ بيتِى وَتُهمِله ؟هل ياربِى أنتَ مُتضايِق لأِنَّ بيتكَ خراب وَأنت لَكَ السَّماء وَسماء السَّموات وَلَكَ الأرض ؟ هل ياربِى فُلاَنَ وَهُوَ بعِيد عنكَ أنت الكامِلَ هل ينقُصَكَ شئ ؟نعم ينقُصنِى ربِّنا لاَ يوجد عِنده نُقصَانَ إِلاَّ أولاده التَّائِهِين عنْهُ ربِّنا لاَ يوجد عِنده خِسارة إِلاَّ هَلاَكَ أولاده وَ لاَ عِنده حُزن إِلاَّ النِّفُوسَ الَّتِى تُغضِبه وَتُهِينه لِذلِكَ نجِد العقُوبة فِى العدد 10 يقُولَ لَهُمْ [ لِذلِكَ منعتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمنعتِ الأرضُ غلَّتها ] النَّفْسَ الَّتِى تتهاون فِى عملَ الله السَّموات تمنع عنها النِّدىوَ النِّدى هُوَ نِعمة الرُّوح إِذن النَّفْسَ تُحرم مِنْ عملَ الرُّوح القُدُسَ داخِلها حِين تُصبِح مُهمِلة حِين أكُونَ مُهمِلَ فِى حياتِى الرُّوحِيَّة وَأشعُر إِنِّى فِى الحرب وحدِى كُلّ هذا لأِنَّ السَّموات منعت النِّدى أصبح لاَ يوجد قُوَّة الرُّوح داخِلِى وَأكُون أطفأتها " الأرض " فِى الكِتاب المُقدَّسَ إِشارة لِلجسد وَمعنى أنَّ الأرض منعت غلَّتها أنَّ حَتَّى الجسد فقد قُدسِيتهُ وَقُوَّتهُ وَأصبح لاَ يوجد ثمر يفرَّح الله وَ لاَ الإِنسان لِذلِكَ بدأ الإِنسان يحطَّم نَفْسَه جسده إِمكانِيات وَحَتَّى طعامه وَشرابه وَكُلّ أموره بدأ يُهمِلها " الغلَّة " هِى قُوَّة قداسِة الجسد [ وَدعوتُ بِالحرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنطةِ وَعَلَى المِسطارِ وَعَلَى الزَّيتِ وَعَلَى مَا تُنبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( 1 : 11 ) ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنا سِر البركة أنا الَّذِى يملأ حياتكَ بِكُلّ خيرأنا سِر الشَّبع وَالغِنى أنا الَّذِى أُعطِى ندى وَمطر وَأُعطِى مواهِب الرُّوح ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّهُ هُوَ سِر الشَّبع الحقِيقِى لِلنَّفْسَ أحياناً يعتقِد الإِنسان أنَّ جهده هُوَ الَّذِى يفعلُ لَهُ كُلّ شئ لكِنْ ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أنظارنا لأِمور أكبر مِنْ ذلِكَ بِكثِيرفِى تثنِية 28 : 11 ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لنا أنَّهُ هُوَ سِر الغِنى وَالشَّبع وَالبركة ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّكَ لَوْ أظهرت إِهتمام فِى حياتكَ الرُّوحِيَّة معهُ وَتجاوبت مَعَْ عملَ النِّعمة ستجِده هُوَ يُقَّدِسَ فِكركَ وَإِرادتكَ وَمشاعِركَ وَيجعل النِّدى ( عطايا الرُّوح ) تفِيضُ عليك ربِّنا قادِر أنْ يجعلَ النَّفْسَ صالِحة كُلَّها لأِنَّهُ كِنزُ الصَّالِحات وَمُعطِى الحياة [ حِينئِذٍ سمِعَ زرُبَّابِلُ بنُ شألتِيئيلَ وَيهُوشعُ بنُ يهُوصادِقَ الكاهِنِ العظِيمِ وَكُلُّ بقِيَّةِ الشَّعْبِ ] ( 1 : 12 ) إِذن سمِعوا وَاستجابُوا وَهُنا ذكر" بقِيَّةِ الشَّعْبِ "إِذا طبَّقنا هذا الكَلاَمَ فزرُبَّابِلَ هُوَ الإِرادة وَيهُوشع هُوَ القلب فمتى تقدَّست الإِرادة تقدَّسَ القلب وَبدأ كُلّ بقِيَّة الشَّعْب يخضع أى طاقات الإِنسان فِكره حواسه وَكُلُّ ما بِداخِله لِذلِكَ قدِّسَ الإِرادة وَالقلب تجِد أفعالَ مُباركة تنشأ عَنْ نَفْسَكَ [ وَخافَ الشَّعْبُ أمامَ وجهِ الرَّبِّ ]إِذن مخافِة ربِّنا لَمْ تكُنْ موجودة وَكانُوا بدأوا ينصرِفُواهُنا بدأ الخوف لمَّا الرَّبَّ هدَّدهُمْ بِقِلَّة البركة [ فقالَ حَجَّي رسُولُ الرَّبِّ بِرِسالةِ الرَّبِّ لِجمِيعِ الشَّعْبِ قائِلاً أنَا معكُمْ يقُولُ الرَّبُّ ]( 1 : 13 ) يقُولَ لَهُمْ أنا لاَ أُرِيد أنْ أُخِيفكُمْ أنا لستُ ضِدكُمْ لكِنْ إِبدأوا وَابنُوا البيت وَأنا أرضى وَأتمجَّد وَأضع يَدِى معكُمْ [ وَنبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زرُبَّابِل بنِ شألتيِئِيلَ وَالِي يهُوذا وَرُوحَ يهُوشعَ بنِ يهُوصادِقَ ]( 1 : 14 ) ما أجملَ أنْ نشعُر أنَّنا فِى يد الله وَنحتاج أنْ نتجاوب مَعَْ تنبِيهاته دائِماً ربِّنا يُنَّبِه إِنسان وَيستجِيب وَلكِنْ إِنسان آخر لاَ يستجِيب فِى عَزْرَا ( 1 : 5 ) [ مَعْ كُلِّ مَنْ نبَّهَ اللهُ رُوحهُ ] ربِّنا يُنَّبِه إِنسان أى يُوقِظهُ00ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أرواحنا يقُولَ لِلكاهِن وَالقلب وَالوالِى وَالإِرادة وَلِطاقات الإِنسان أنْ يبنُوا البيت [ فجاءُوا وَعمِلُوا الشُّغلَ ] ما أجملَ إِنسجام كُلّ طاقات الإِنسان معاً الوالِى وَالكاهِن وَكُلّ بقِيَّة الشَّعْب تعال إِخضِع إِرادتكَ وَقلبكَ لِعملَ الله وَجسدكَ هذا المُتمرِّد علِيكَ تجِده بدأ يشتغلَ بعد أنْ كَانَ لاَ يُرِيد أنْ يقُوم مِنْ الكسل نَفْسَ الجسد الَّذِى كَانَ ضِد لنا سيكُونُ معنا الحياة مَعَْ ربِّنا تُنشِئ فِى الإِنسان إِنسِجام كامِلَ فِى كُلّ كيانه تجِد طلبات الإِنسان وَطلبات جسده وَإِهتماماته كُلَّها تتغيَّر وَتتقدَّسَ كُلّ الإِنسان يُصبِح فِى وِحده واحِدة مِنْ أجلَ خِدمة بيت ربِّنا الفِكر وَالعقل وَالإِرادة وَالعواطِف وَالجسد كُلّه يعِيش فِى وِحده واحِده وَكيان واحِد ما هُوَ السِر فِى أنَّنا لاَ نعرِف أنْ نعِيش مَعَْ ربِّنا ؟ كُلّ طاقة فِى الإِنسان مبعثرة فالإِرادة فِى ناحِية وَالقلب فِى أُخرى وَالجسد لِذلِكَ لابُد أنَّ الكُلّ يتوحَّد بِرُوح ربِّنا00لِذلِكَ حَتَّى كلِمة " راهِب " معناها " مُوناخُوسَ "( مُونو = واحِد ، مُوناخُوسَ = إِنسان توَّحد كيانه كُلّه مِنْ أجل الله )الكاهِن & القلب & الإِرادة & الطاقات [ وَعمِلُوا الشُّغلَ ]هُناكَ عمل ينتظِرنا عملَ داخِلَكَ ينتظِر يَدَكَ وَرُوح ربِّنا داخِلَكَ يقُولَ لَكَ إِنشط البيت لَنْ يُبنِى بِمُعجِزة أوْ بِكلِمة لكِنْ بِعمل لِذلِكَ لابُد يكُون عندِنا ثمر لِلدعوة وَنسمع لأِنَّ مخافِة الله تجعلنا كُلِّنا نخضع لِعملَ الله وَتكُون نِفُوسنا كُلَّها فِى إِنسِجام داخِلِى مُفرِح فنبنِى البيت فيرضى وَيتمجَّد.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل